‫المحور الثاني ‪ :‬مشكلة و إشكالية البحث ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬ماهية مشكلة البحث ‪:‬‬

‫تعتبر مشكلة البحث بمثابة غموض أو صعوبة أو تناقض أو فجوة في ظاهرة أو معرفة ما‪ ،‬إذ تهدف‬
‫البحوث والدراسات العلمية إلى معالجتها والوصول إلى حل هذه المشكلة أو كشف الغموض‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫تهدف مشكلة البحث إلى المساهمة في تغيير أو تطوير وتنمية معرفة محددة‪ ،‬أو يكون هناك مشاكل نظرية‬
‫تهدف من خالل حلها إلى توسيع المعرفة‪ ،‬كما يجب على الباحث معرفة أن البحوث العلمية وباألخص‬
‫الماجستير والدكتوراه تهدف دومًا إلى حل المشاكل البحثية سواء كانت عملية أو نظرية‪ ،‬كما ترتبط نوع‬
‫مشكلة البحث بموضوع البحث والتخصص الذي ينتمي إليه الباحث‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم مشكلة البحث‪:‬‬

‫مشكلة البحث هي س ؤال يحت اج إلى توض يح أو إجاب ة أو موق ف غ امض يحت اج إلى تفس ير‪ .‬وب دون‬
‫وج ود مش كلة ال يك ون هن اك س بب أو داف ع للب احث أن يق وم ب البحث أو الدراس ة‪.‬‬
‫تعتبر مشكلة البحث بمثابة نقط ة البداي ة أو انطالق ة الب احث ‪1‬نح و إنج از علمي‪ .‬فهي بمثاب ة مح ور‬
‫لعمليات أو إجراءات بحثه العلمي حتى نهايته‪ .‬لذلك يجب أن يراعي الباحث في مش كلة البحث نقطت ان‬
‫هامتان وهما‪:‬‬

‫أن تكون واضحة تعبر بصورة مباشرة عن العوامل المؤثرة‪ 2‬فيها‪.‬‬

‫أن تكون مختصرة نسبيًا وصياغتها بصورة جيدة سواء في خطة البحث أو تقرير البحث‪.‬‬

‫‪2‬ـ خطوات و معايير صياغة مشكلة البجث ‪:‬‬

‫خطوات صياغة مشكلة البحث ‪:‬‬

‫تحديد مشكلة البحث العلمي‪ :‬يعتبر تحديد مشكلة البحث من أهم خطوات صياغة مشكلة البحث العلمي‪،‬‬
‫لذا ينبغي على الباحث أن يختار مشكلة بحثه بشكل دقيق لكي يستطيع الوصول إلى حلول لها‪.‬‬

‫االطالع على األبح اث والدارس ات الس ابقة المرتبط ة بمش كلة البحث ال تي يناقش ها‪ :‬ينبغي‬
‫على الباحث أن يكون ُم لمًا بكاف ة األبح اث والدراس ات المش ابه والمتعلق ة بمش كلة بحث ه العلمي‪ ،‬فمن‬
‫خاللها يستطيع اكتساب العديد من المعلومات التي تساعده في صياغة مشكلة البحث بطريقة سليمة‪.‬‬

‫الوضوح في صياغة مش كلة البحث العلمي‪ :‬يبغي على الب احث ص ياغة مش كلة البحث بأس لوب علمي‬
‫واضح وبسيط وأن ينتقي الكلمات التي تتسم بالوضوح وال تحتمل أكثر من مع ني ح تى ال يك ون هن اك‬

‫جازي ة ك يران ‪ ،‬محاض رات في المنهجي ة لطالب علم االجتم اع‪ ،‬الجزائ ر‪ ،‬دي وان‬ ‫‪1‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ، 2015، ،‬ص‪43‬‬

‫مصطفى ربحي‪ ،‬البحث العلمي أسسه مناهج ه وأس اليبه إجراءات ه‪ ،‬بيت األفك ار الدولي ة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪، 2010،‬ص‪10‬‬
‫غم وض لقارئه ا‪ ،‬فعلى الب احث مراع اة وج ود جم ل واض حة ومفهوم ة لجمي ع األف راد‪ ،‬أي ان ك ان‬
‫تخصصه‪.‬‬

‫التأكد من قابلية حل المشكلة‪ :‬ينبغي على الب احث عن د ص ياغته للمش كلة البحث العلمي التأك د من أن‬
‫تكون المشكلة قابلة للحل‪ ،‬وأال تكون مشكلة البحث أكبر من قدرات وإمكانيات الباحث‪.‬‬

‫إيضاح الفجوة بين مشكلة البحث العلمي‪ 3‬وبين الدراسات السابقة ال تي تن اولت نفس المش كلة‪ :‬ينبغي‬
‫علي الباحث إيضاح الفج وة بين مش كلة البحث والدارس ات الس ابقة‪ ،‬من خالل مناقش ة األس باب ال تي‬
‫مثلت عائق أمام الباحثين اآلخرين وبالتالي عدم قدرتهم على إيجاد حلول لهذه للمشكلة‪.‬‬

‫معايير صياغة مشكلة البحث ‪:‬‬

‫‪ -1‬ينبغي على الباحث أن يستخدم مصطلحات ومرادفات واضحة ودقيقة وسهلة أثناء صياغة مشكلة‬
‫بحثه العلمي‪ ،‬حتى ال تحدث إشكالية في الفهم لدى القارئ‪.‬‬

‫‪-2‬صياغة مشكلة البحث العلمي على هيئة سؤال‪ ،‬والذي يعد من أهم األسس التي تقوم عليها ص ياغة‬
‫مشكلة البحث‪ ،‬كما يمكن للباحث بصياغة مشكلة البحث على هيئة س ؤال استفس اري أو اس تفهامي أو‬
‫إخباري‪.‬‬

‫‪ -3‬إن صياغة مشكلة البحث تقوم على إعادة صياغة التعريفات والمصطلحات المتعلقة بمش كلة البحث‬
‫وتوضيحها‪ ،‬ويجب على الباحث استخدام أساليب وطرق تعتمد على العصف الذهني‪.‬‬

‫‪ -4‬يجب تحدي د متغ يرات مش كلة البحث العلمي‪ ،‬وال تي تعت بر من أهم المع ايير في ص ياغة مش كلة‬
‫البحث‪ ،‬حيث ينبغي أن تتمثل المشكلة في متغيرين أحدهما مستقل واآلخر تابع‪ ،‬على أن يكون المتغ ير‬
‫التابع هو المحور األساسي للبحث‪ ،‬والمتغير المستقل هو الذي ينعكس تأثيره على المتغير التابع‪ ،‬وق د‬
‫يكون في بعض الحاالت أكثر من متغير‪.‬‬

‫‪-5‬ينبغي على الباحث أن يتأكد من وف رة المص ادر والمراج ع ح ول المش كلة ذاته ا‪ ،‬ويمكن أن تتمث ل‬
‫المراجع في الكتب العلمية أو رسائل دراسات عليا سابقة أو وثائق مسجلة رسمية‬

‫‪ -3‬مصادر مشكلة البحث ‪:‬‬

‫مرحلة البحث عن مشكلة البحث العلمي من أهم المراحل التي يمر بها الب احث وتعت بر من األساس يات‬
‫المكون ة للبحث العلمي‪ .‬فيجب على الب احث أن يتع رف على المص ادر ال تي يمكن من خالله ا التوص ل‬
‫والحصول على مشكلة بحثية تتناسب مع ميوله وتخصصه العلمي وتتضمن هذه المصادر اآلتي‪:‬‬

‫المرجع السابق نفسه ص ‪17‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬التخصص الذي يوفر للباحث ا لخبرة والمعرفة‪ 4‬باإلنجازات العلمية في المجال‪ ،‬والمشكالت التي تم‬
‫دراستها والمشكالت التي ال تزال تحتاج إلى جهود علمية لدراستها‪.‬‬

‫‪-‬برامج الدراسات العليا وما تقدمه من حلقات دراسية ومقررات في مجال مناهج البحث وغيرها من‬
‫الموضوعات‪.‬‬

‫‪-‬الخبرة العملية والميدانية في العمل والوظيفة‪.‬‬

‫‪-‬الدراسات المسحية واالطالع على البحوث والدراسات السابقة والجارية‪.‬‬

‫‪-‬االطالع على الرسائل الجامعية المحفوظة في مكتبات الجامعات أو مواقع اإلنترنت سواء كانت‬
‫ماجستير‪ 5‬أو دكتوراه‪.‬‬

‫‪-‬األوراق البحثية المنشورة في المؤتمرات والندوات العلمية سواء المحلية أو اإلقليمية أو الدولية‪.‬‬

‫االتصال المباشر بالمشرف أو بأعضاء هيئة التدريس الذين لهم نفس اهتمامات وميول الباحث‪.‬‬

‫‪ ، 4‬أحمد عياد ‪،‬مدخل لمنهجية البحث االجتماعي ‪ ،‬الجزائر‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪2008،‬‬
‫ص ص ‪78-77‬‬
‫‪ 5‬فضيل ديلون و اخرون ‪ ،‬أسس المنهجية في العلوم االجتماعية ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫منتوري ‪، 2019،‬ص ص ‪116-115‬‬