You are on page 1of 6

‫المحاضرة رقم ‪ :01‬تحديد موضوع البحث و اشكاليته‬

‫أوال ‪ :‬اختيار موضوع البحث و صياغة عنوان البحث‬

‫‪ /I‬كيف نختار موضوعا للبحث والدراسة وكيف تتم صياغة عنوان البحث ؟‬

‫يعتبر اختيار موضوع البحث وتحديد وضبط العنوان أولى الخطوات المطلوبة من‬
‫طرف الباحث والذي منه تتدرج بقية مراحل البحث والدراسة العلمية ‪.‬‬
‫لذا فاختيار الموضوع وصياغة عنوانه تستند إلى ثالثة شروط ‪:‬‬
‫‪ /1‬الشرط األول يخص التخصص العلمي للباحث حيث أن اختيار الموضوع يكون‬
‫مصدره المعارف والخبرات العلمية التي تلقاها الباحث طوال مدة تكوينه ‪ ،‬واختيار‬
‫موضوع البحث وعنوانه يجب أن يتوافق مع التخصص المدروس وليس خارجا‬
‫عنه ‪.‬مثال المتخصص في التدريب الرياضي ال يختار موضوعا يقع في تخصص‬
‫التربية الحركية مثال أو التسيير الرياضي أوغيره‪ ،‬عليه اختيار موضوع له عالقة‬
‫بالتربية البدنية والتدريب الرياضي والمعارف والتخصصات المرتبطة بما درسه في‬
‫مجال التدريب الرياضي ‪.‬‬
‫‪ /2‬الشرط الثاني ‪ :‬يتعلق بالمهارات العلمية والخبرات المكتسبة في مجال التخصص‬
‫من حيث التحكم في آليات البحث من منهج وتقنيات بحث ومن تجربة وعمل ميداني‬
‫‪ .‬فلكل تخصص مفاهيمه ومناهجه وتقنياته ‪.‬‬
‫‪/3‬الشرط الثالث ‪ :‬يتعلق برغاب الباحث فيما يخص الموضوعات التي يرغب‬
‫بمعالجتها ودراستها ‪ ،‬فالشعور بالمشكلة واالهتمام بها يشكل دافعا للتفاني واالجتهاد‬
‫طيلة مسار البحث ‪ .‬لذا وجب اختيار مواضيع نشعر نحوها باالنجذاب واالهتمام من‬
‫دون الوقوع في الذاتية‪.‬‬
‫لذا فإن االختيار الصائب والجيد للموضوع ولعنوان البحث‪ ،‬يفترض التزام‬
‫بجملة من االعتبارات منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون العنوان داال على موضوع الدراسة ويعبر تعبيرا واضحا‬
‫ودقيقا عليها ‪ ،‬من خالل تضمينه مفردات ‪،‬مصطلحات و مفاهيم أو‬
‫متغيرات أساسية ذات داللة على محتوى البحث مع الحرص على أن‬
‫ال يكون عنوانا طويال ومشبعا و متضمنا جميع عناصر الدراسة ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬استخدامات تقنيات المعلومات وبرامج ووسائط تكنولوجيات‬
‫المعلومات واالتصال في تطوير طرق التدريس بقسم التاريخ‬
‫الحظوا أن هذا العنوان طويل ويتضمن عدة عناصر تحمل تكرارا ويمكن‬
‫إعادة صياغته وتحديده بالطريقة التالية‪:‬‬
‫دور استخدامات تكنولوجيات المعلومات واالتصال في التاريخ ‪.‬‬
‫وبقية العناصر مثل تقنيات المعلومات‪ ،‬وبرامج ووسائط تكنولوجيات‬
‫المعلومات واالتصال‪ ،‬ومفهوم رفع اإلنجاز لدي مدرسي ابتاريه تبقى‬
‫مصطلحات ومفاهيم يتم تحليلها بلورتها وتطويرها أثناء الدراسة‪.‬‬
‫أي يجب أن يشير عنوان البحث بشكل مباشر وواضح لموضوع‬ ‫‪.2‬‬
‫ومحتوى الدراسة وبدون غموض‬
‫على الباحث استخدام لغة واصطالحات علمية من التخصص‬ ‫‪.3‬‬
‫وعبارات واضحة عند صياغة العنوان و ال يجب أن تحمل أية لُبس‬
‫اوغموض وال توحي بمعان متناقضة وال تتضمن تكرار و إطنابا‪.‬‬
‫‪ /II‬معايير إختيار موضوع البحث‬

‫تتعلق هذه المعايير بعدد من االستعدادات والقدرات الذاتية والمعرفية‬


‫والمادية نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ /‬المعيارالنفسي والذاتي ‪ :‬ويرتبط برغبة الباحث وميله الختيار حقل من‬
‫حقول المعرفة وموضوعا بعينه دون سواه ‪ ،‬ويعد هذا االستعداد النفسي‬
‫دافعا قويا للباحث على اإلنجاز واالجتهاد العلمي وتكريسه الوقت والجهد‬
‫الالزمين لتحقيق الدراسة ‪.‬‬
‫ب‪ /‬عامل ‪/‬أو معيار االستعدادات والقدرات العلمية ‪:‬ويتعلق األمر بتكوين‬
‫الباحث وتحكمه في تخصصه وفي مختلف اإلجراءات والشروط المنهجية‬
‫والعلمية التي تضمن تقديم بحث علمي و موضوعي في مجال تكوينه ‪.‬‬
‫ويرتبط بهذا المعياراألخيرعدد من االستعدادات والقدرات على الباحث‬
‫مراعاتها وهي ‪:‬‬
‫القدرة والملكات العقلية للباحث التي تمكنه من التعمق في فهم وشرح‬ ‫‪.1‬‬
‫وتحليل الظواهر وإمكانية الربط والمقارنة واالستنتاج‪ .‬ويتأتى ذلك‬
‫من إطالع الباحث على الوثائق والمصادر والدراسات السابقة‪.‬‬
‫ضرورة توفر الباحث على أخالقيات الصبر والهدوء وقوة المالحظة‬ ‫‪.2‬‬
‫والموضوعية وروح المبادرة واالبتكار وكل ما يتعلق بالروح العلمية‬
‫‪.‬‬
‫اإلمكانيات االقتصادية للباحث التي يجب أن تؤخذ في الحسبان عند‬ ‫‪.3‬‬
‫إعداد ميزانية البحث التي يجب أن تراعي اإلمكانيات المالية للباحث‬
‫‪.‬‬
‫القدرات اللغوية‪ :‬التحكم في اللغة أو اللغات التي كتبت بها المصادر‬ ‫‪.4‬‬
‫والمراجع خاصة في بعض المواضيع الجديدة والمتخصصة‪.‬‬
‫الوقت المتاح أي تحديد مدة البحث والوقت الذي سيأخذه إنجاز‬ ‫‪.5‬‬
‫الدراسة بدقة‪.‬‬
‫ج‪ /‬معيار التخصص العلمي ‪ :‬الموضوع المختار يجب ان يكون ضمن مجال تخصص‬
‫الباحث وليس خارجا عن مجال تخصصه‪.‬‬
‫د‪ /‬معيارا لموضوعية ‪:‬في اختيار موضوعات البحث وهذا من حيث ‪:‬‬
‫‪ /1‬القيمة العلمية للبحث و ماهي اإلضافة التي سيأتي بها عند انتهاء الدراسة ‪.‬‬
‫‪ /2‬أهداف البحث ومكانته ضمن سياسة البحث التابعة للمؤسسة ‪ /‬الجامعة ‪ /‬مركز‬
‫البحث وغيرها‪.‬‬
‫‪ /3‬مكانة البحث بين بقية البحوث و نوعه ( مذكرة ليسانس‪،‬ماستار ‪ ،‬أطروحة‬
‫ماجستير أو دكتوراه‪.....‬‬
‫‪ /4‬ضرورة توفر المراجع والمصادر العلمية المتعلقة بموضوع البحث‬
‫‪/ III‬مراحل اختيار موضوع البحث ‪:‬‬
‫يتم اختيار موضوع البحث بعد عدة مراحل ‪:‬‬
‫‪ /1‬التفكير في صياغة عنوان البحث وهذا بـ ‪:‬‬
‫الخبرة العلمية التي اكتسبها الباحث أثناء الدراسة والمعارف التي‬ ‫‪‬‬
‫حصلها ‪.‬‬
‫اإلطالع على مختلف المراجع في التخصص التي تمس الموضوع‬ ‫‪‬‬
‫المختار‪.‬‬
‫مناقشة واستشارة اساتذة التخصص‬ ‫‪‬‬
‫مراجعة الباحث وتأمله للظاهرة والوقائع المرتبطة بتخصصه العلمي‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ /2‬الدراسة االستطالعية‪ /‬االستكشافية للموضوع المختار ويمكن أن تجرى‬
‫هذه الدراسة على مستويين ‪:‬‬
‫‪ ‬استطالع واستكشاف نظري من خالل اإلطالع على المراجع‬
‫‪،‬المصادر والوثائق التي تتوفر عليها المكتبات في موضوع البحث ‪.‬‬
‫‪ ‬استطالع واستكشاف ميداني بقيام الباحث بزيارات ميدانية قصد‬
‫اإلطالع على ميدان الدراسة ومجتمع البحث والتعرف عليه عن قرب‬
‫قبل صياغة الموضوع‪.‬‬
‫‪ /3‬المناقشة مع المشرف وعرض مختلف االقتراحات الخاصة بصياغة عنوان‬
‫البحث والموضوع المراد دراسته ليبدى رأيه وليقدم التوجيهات الضرورية‬
‫للمواصلة أو لتغيير طريقة البحث ‪.‬‬
‫‪ /4‬ضبط العنوان بشكل نهائي بعد التأكد من أن العنوان وموضوع‬
‫البحث واضحين ‪ ،‬وأن الصياغة سليمة من حيث اللغة ومن حيث المصطلحات ‪،‬‬
‫وأن العنوان يعبر فعال على محتوى البحث‪.‬‬
‫‪ /IV‬الصياغة السليمة لعنوان البحث ‪:‬‬
‫كي تكون الصياغة سليمة لعنوان البحث أو الدراسة ال بد من مراعاة مايلي‪:‬‬
‫‪ /1‬ال يجب أن يكون العنوان طويال يتضمن تكرار وإطنابا وال قصيرا يخل بمحتوى‬
‫البحث ‪.‬‬
‫‪ /2‬يجب ان يتضمن العنوان مصطلحات دقيقة ومتخصصة ‪.‬‬
‫‪ /3‬على العنوان أن يربط بين متغيرين أو أكثر ‪ :‬واحد يكون متغير مستقل (يشكل‬
‫السبب) والثاني متغير تابع (يشكل النتيجة ) وإن وجد متغير ثالث فيشكل متغير‬
‫وسيط أو متغير توضيحي ‪.‬‬
‫‪ /4‬ضرورة ترتيب متغيرات عنوان البحث ترتيبا سليما وصحيحا‪.‬‬
‫‪ /5‬ان ال يصاغ العنوان بشكل يوحي بان متغيرات العنوان هي تحصيل حاصل ال‬
‫تحتاج إلى البرهنة والبحث ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يجب أن يوحي عنوان البحث بان موضوع الدراسة صعب ومعقد‪.‬‬
‫‪ /7‬ضرورة تطابق وتماشي عنوان البحث مع موضوع البحث ‪.‬‬
‫‪ /8‬يجب أن يكون لعنوان البحث داللة ومعنى علمي واضح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بناء االشكاية‬
‫تعد االشكالية ثاني خطوة من خطوات البحث العلمي حيث يطرح فيها الباحث‬
‫موضوعه وأهدافه التي يرمي الى تحقيقها‬
‫‪ .3‬كيفية بناء اشكالية البحث‬
‫‪1-‬محددات اشكالية البحث‪:‬‬
‫تبنى إشكالية البحث من خالل اإلجابة عن األسئلة التالية ‪:‬‬
‫لماذا يهتم الباحث بهذا الموضوع‪ :‬اذ يحدد الباحث الدافع الذي أدى به‬ ‫‪-1‬‬
‫إلى دراسة هذا الموضوع بدال من موضوع آخر فمثال‪ :‬قد يكون هذا الموضوع من‬
‫المواضيع الملحة التي يطحها المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬فقد يكون اختيار دراسة‬
‫موضوع التوحد مثال لكونه من االضطرابات الشائكة والصعبة والتي يعاني منها‬
‫االطفال والحالة النفسية التي يعيشها أمهاتهم‬

‫ما الذي يريد الباحث أن يصل اليه ‪ :‬يتعلق االمر هنا بتحديد أهداف‬ ‫‪-2‬‬
‫البحث والتي تتمثل مهما كان الموضوع في وصف الظواهر وتصنيفها والتنبؤ بها‬
‫قصد التحكم فيها‪ ،‬غير أن لكل بحث علمي أهدافه الخاصة‪ ،‬فقد تكون من أجل بناء‬
‫برنامج عالجي أو إلى دراسة تأثير ‪,,,,,,,,,‬‬
‫‪-2‬مراحل بناء االشكالية ‪:‬من اجل طرح اإلشكال يجب تتبع الراحل الثالث التالية‬
‫مرحلة تمهيد‪ :‬فلنأخذ موضوع " أثر االنتباه في التعرف على الكلمة المكتوبة لدى‬
‫األطفال المصابين بصعوبات القراءة" المطلوب من الباحث اعطاء تمهيد وجيز عن‬
‫عملية القراءة وعملية التعرف على الكلمة المكتوبة "‬
‫مرحلة صلب الموضوع‪ :‬ويتم في هذه المرحلة إخراج البحث من طابعه العام إلى‬
‫طابعه الخاص مع إسقاطه على المجال الذي ينتمي إليه كابراز العالقة بين المتغيرات‬
‫من خالل طرح الدراسات السابقة مثال كابراز العالقة بين االنتباه وصعوبات القراءة‬
‫وعالقة االنتباه بالتعرف على الكلمة المكتوبة‬
‫وندعمها بإحصائيات أو أرقام واستشهادات علمية ‪.‬‬
‫في هاتين المرحلتين يحاول الباحث اإلجابة عن السؤال ‪ :‬لماذا يهتم بهذا الموضوع‬
‫؟‬
‫لماذا يهتم هذا الباحث أن يصل إليه ؟‬
‫ويدرج الباحث في هذين المرحلتين كل ما يعرفه الباحث عن المشكل‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬التساؤالت‬
‫تعد المرحلة االساسية هي مرحلة التساؤالت حيث يضع الباحث بعد صلب الموضوع‬
‫تساؤل عام يحمل في طياته مجمل المتغيرات المراد قياسها ومعرفة دورها أو آثارها‪،‬‬
‫ويمكن وضع أكثر من تساؤل عام أو محوري وهذا راجع إلى طبيعة الدراسة وقدرات‬
‫الباحث ويترجم هذا التساؤل العام إلى تساؤالت جزئية أو فرعية ‪.‬‬
‫وكلما كانت التساؤالت الجزئية دقيقة ومحددة كلما سهل على الباحث ترجمتها إلى‬
‫فروض‪ ،‬يجب صياغتها بعبارات إجرائية قابلة للمالحظة والقياس مثل ‪ :‬هل يمكن‪،‬‬
‫هل يوجد‬
‫‪-3‬شروط صياغة اإلشكالية‪ -:‬صياغة اإلشكالية صياغة لغوية سليمة‬
‫‪ -‬عرض االفكار والمفاهيم والعالقات المرتبطة بين المتغيرات ببساطة ووضوح‬
‫حتى يفهم المقصود من الغرض‬

You might also like