You are on page 1of 21

‫المحور الثاني‪ :‬معايير و مراحل البحث العلمي‬

‫يعد الباحث احد أهم العناصر التي يقوم عليها البحث العلمي لذلك ال بد أن توافر فيه و في‬
‫وحتى يكون البحث العلمي بحثا‬ ‫بحثه معايير أساسية حتى يمكن اعتباره بحثا قيما(أوال)‪.‬‬
‫منظما ومضبوطا البد من إتباع مراحل معينة في انجازه (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معايير البحث العلمي‬

‫يتطلب البحث العلمي النجازه توفر معايير خاصة بالباحث و البحث‬

‫‪:I‬المعايير الخاصة بالباحث‬

‫البحث العلمي عملية عقلية و ذهنية منظمة تعتمد على األسلوب العلمي في التفكير و‬
‫التحليل و االستنتاج‪ .‬و الباحث العلمي بصفة عامة و الباحث في مجال العلوم القانونية عليه‬
‫أن يتوفر فيه مجموعة من المعايير‪.‬‬

‫أ‪ :‬المعايير العلمية للباحث‬

‫‪ :1‬الموهبة و الرغبة في التحصيل و اإلضافة‬

‫ال يمكن للبحث العلمي أن ينجح إذا لم يكن الباحث متمتعا بالرغبة في العمل مؤمنا بما يقوم‬
‫به‪ .‬حيث إن الرغبة الشخصية في الخوض في موضوع ما أو عمل تعد دائما عامل مساعد و‬
‫محرك للنجاح‪.‬‬

‫إن مجرد االستنتاج لحكم قانوني ال يعتبر بحثا علميا‪ ،‬بل يجب أن يكون الباحث في العلوم‬
‫القانونية ذو موهبة و رغبة في التحصيل و اإلضافة و التجديد و االبتكار‪ ،‬و إال أصبح البحث‬
‫تضييعا للوقت و الجهد و المال‪.‬‬

‫‪ :2‬التفرغ و الصبر و صفاء الذهن و نقاء السريرة‬


‫إن البحث العلمي عموما و البحث القانوني بصفة خاصة‪ ،‬يحتاج لكثير من الصبر و‬
‫المثابرة‪ ،‬حيث أن البحث طريق شاق و طويل؛ يواجه الباحث أعمال مضنية و مواقف صعبة‪،‬‬
‫حيث تحتاج البحوث الى البحث و التنقيب المستمر و الطويل عن مصادر المعلومات المطلوبة‬
‫و المناسبة‪ ،‬و الى جمع البيانات أو إجراء المقابالت أو توزيع االستبيانات‪ ،‬و قد ال يجد الباحث‬
‫التسهيالت ألسباب عدة‪ ،‬لذا فان الباحث الناجح بحاجة الى تحمل مثل تلك المشاق و غيرها‪ ،‬و‬
‫التعايش معها‪.‬‬

‫فعلى الباحث أن يلتزم بالصبر فال يستعجل و يتسرع للوصول الى النتائج‪ ،‬فإذا كان الباحث‬
‫عجوال فان بحثه يبوء بالفشل‪.‬‬

‫كما أن البحث يتطلب صفاء الذهن و نقاء السريرة‪ ،‬النجاز بحث علمي سليم ال بد على الباحث‬
‫أن يتحمل عناء البحث‪ ،‬و التفرغ له و عدم انشغاله بأمور مادية‪ .‬فالبحث عمل ذهني ال تتأتى‬
‫نتائجه إال إذا توافر للباحث المناخ المالئم‪.‬‬

‫‪:3‬السعة المعرفية و تملك أدوات البحث و أساليبه‬

‫يتعين على الباحث العلمي بصفة عامة و الباحث القانوني بصفة خاصة اإللمام الجيد بموضوع‬
‫البحث‪ ،‬و ذلك باطالعه بكل ما يتعلق من مراجع عامة و متخصصة و مقاالت و أحكام‬
‫قضائية التي يتحدد على أساسها موضوع البحث و ما يتعلق به من فروض و تساؤالت ليتمكن‬
‫من استخالص النتائج‪.‬‬

‫و عليه يجب أن يكون الباحث ملما بالثقافة العامة‪ ،‬فكلما كان مثقفا كلما ازدادت قدرته على‬
‫اإلجابة عن التساؤالت المطروحة أثناء البحث‪ ،‬و يجب أن ال تقتصر ثقافة الباحث على مجال‬
‫القانون بل ال بد له من اإلحاطة بالعلوم األخرى‪ ،‬خاصة تلك المساعدة له في بحثه‪ ،‬فمثال من‬
‫يكتب في ميدان اإلجرام و الجريمة فمن الضروري أن يكون الباحث ملما بعلم االجتماع الجنائي‬
‫و علم النفس الجنائي الذي يساعده في بحثه‪.‬‬

‫‪:4‬القدرة على توصيل المعرفة القانونية و اإلقناع‬


‫إن أهم ما يميز باحث عن غيره هو القدرة على توصيل المعلومات بشكل مرتب و منظم‪،‬‬
‫يساعد على توصيل المعلومة و اإلقناع‪ .‬و يعتبر من قبيل عدم التوفيق في البحث عدم تملك‬
‫الباحث للقدرة على توصيل المعلومات و اإلقناع‪ ،‬على الرغم من تملكه للمعلومات‪.‬‬

‫‪ :5‬الموضوعية في البحث العلمي‬

‫يجب أن يكون الباحث موضوعيا متجردا علميا غير منحاز الراءه الشخصية على حساب أراء‬
‫اآلخرين و جهدهم‪ ،‬عند تناوله لفروض و معطيات البحث و استخالصه للنتائج و التوصيات‬
‫العلمية المتعلقة بموضوع بحثه‪ ،‬و ال يمنع ذلك من قيامه بالبحث و التنقيب و الشك العلمي‪.‬‬
‫فالشك هو الطريق لليقين‪ ،‬فيجب على الباحث أن يتحرى كل معلومة‪ ،‬و أال يقبلها إال بعد‬
‫الفحص الكامل ألسانيدها القانونية‪.‬‬

‫ب‪ :‬المعايير الخلقية‬

‫ينبغي على الباحث عند القيام بالبحث مراعاة عدة ضوابط خلقية‪.‬‬

‫‪ :1‬األمانة العلمية‬

‫من أخالقيات العلم األمانة‪ ،‬و من أمانة العلم أن ينسب القول لمن قاله و الفكرة لصاحبها‪،‬‬
‫و ال يحق للعالم أن يستفيد من الغير ثم يسند الفضل الى نفسه‪.‬‬

‫كما يقصد باألمانة العلمية لدى الباحث القانوني ايضا رد جميع ما توصل إليه ألصحابها‬
‫بموضوعية و نزاهة‪ ،‬مع االلتزام بعدم تحريف المعلومة على نحو يخالف مقصود صاحبها‪.‬‬

‫‪:2‬النزاهة العلمية‬

‫يدخل في النزاهة العلمية الصدق‪ ،‬و هو صفة يجب أن يتحلى بها الباحث‪ ،‬بالتالي على‬
‫الباحث نقل المعلومات من المصادر و من األشخاص الذين يدلون بها‪ ،‬باالمتناع عن تزوير‬
‫المعلومات و البيانات التي يحصل عليها‪ .‬تعني النزاهة العلمية عرض الباحث اآلراء عرضا‬
‫أخالقيا خاليا من الهجوم الشخصي أو السخرية المرة أو الحط من من قيمة قائليها‪.‬‬
‫‪ :3‬التواضع العلمي‬

‫التواضع من الصفات التي يجب أن يتميز بها الباحث‪ ،‬فمن الضروري أن يكون متواضعا‬
‫بعيدا عن المبالغات سواء في طرحه ألفكاره الشخصية أو في انتقاده ألفكار الغير‪ ،‬غير‬
‫مستهزئ بها‪ ،‬فالتواضع من خصال العلماء‪ ،‬فكما يريد الباحث من اآلخرين احترام آراءه فعليه‬
‫احترام أراء اآلخرين‪.‬‬

‫‪ Ii‬المعايير الخاصة بالبحث‬

‫ليس كل موضوع يخطر ببال الباحث يصلح أن يكون بحثا علميا‪ ،‬فالبحث المطلوب و‬
‫المحقق للغرض الذي يتوخاه الباحث ينبغي أن تتوفر فيه مجموعة من المقومات أو المعايير‬
‫البحثية ‪.‬‬

‫أ‪ :‬االبتكار واألصالة و التجديد‬

‫إن المساهمة الحقيقية للباحث في العلم و المعرفة هي المساهمة األصيلة‪ ،‬فالبحث األصيل‬
‫يستند الى أفكار و آراء جديدة تدل على التفكير اإلبداعي‪ ،‬و ليس مجرد السرد و النقل ألفكار‬
‫الغير أو مقلدا أو مترجما أو مكر ار خاصة لعناوين تقليدية تبعث على التنافر و الملل من‬
‫البداية‪،‬أي أن البحث األصيل يجب أن يكون أكثر من مجرد اقتطاع بعض أفكار اآلخرين‪.‬‬

‫إن الباحث الذي يعرف المجال الذي سوف يقوم بدراسته معرفة تامة سيجد العديد من المشاكل‬
‫والموضوعات التي تصلح مادة خصبة لدراسته‪ ،‬فالبحث الجيد هو الذي يستند إلى األفكار‬
‫والقوانين والنظريات الجديدة‪ ،‬وإن اكتشاف الجديد ال يمكن أن يكون إال بالمنهج والطرق‬
‫السليمة‪.‬‬

‫ب‪ :‬أن يكون موضوع البحث ممكنا‬

‫على الباحث تجنب الخوض في موضوعات معقدة غامضة أو متشعبة تفوق قدرته و‬
‫إمكانياته العلمية و االقتصادية و لذلك يجب على الباحث أن يقوم قدراته و إمكانياته العلمية‪،‬‬
‫وكذلك قدراته على البحث والتقصي عند اختيار موضوع الدراسة‪.‬‬
‫ج‪ :‬تحديد األهداف البحثية بدقة ووضوح‬

‫خاصة في اختيار الموضوع‪ ،‬فماذا يريد الباحث؟ وأي مشكلة أو ظاهرة تم اختيارها؟ وما هو‬
‫التخصص الدقيق للباحث؟ وماذا يريد وكيف ومتى وإلى أين؟‪.‬‬

‫د‪ :‬توفر مصادر البحث‬

‫تعتبر المصادر و المراجع ضرورة لقيام البحث العلمي‪،‬إذ تمكن الباحث من دراسة و تحليل‬
‫و تركيب الموضوع محل الدراسة بأن يكون بحثا علميا عميقا و كامال و موضوعيا‪ .‬و انعدام‬
‫هذه المصادر و المراجع أو قلتها يؤثر على البحث فيعرقله‪ ،‬فال يتمكن الباحث من انجاز‬
‫بحثه‪.‬‬

‫ن‪ :‬استقاللية البحث‬

‫تعني استقاللية البحث أحقية و أسبقية الباحث في إعداد البحث‪ ،‬وهو عنصر أخالقي ُيظ ِهر‬
‫مدى تقيد الباحث بالقواعد الموضوعية العلمية‪ ،‬وقواعد السلوك األدبي في اإلعداد‪ ،‬فالقواعد‬
‫األخالقية العلمية تقتضي استقاللية كل باحث في موضوع أو بحث‪ ،‬له حق األسبقية في‬
‫إعداده‪ ،‬دون تعد على حقوق الغير‪ .‬و بذلك تقوم الكثير من الجامعات بمنع الباحثين من‬
‫التعدي والبحث في موضوعات سبق بحثها‪ ،‬عن طريق نشر عناوين البحوث في سجالت دورية‬
‫حتى يتسنى االطالع عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل البحث العلمي‬

‫للوصول الى األهداف المرجوة من وراء البحث‪ ،‬هناك جملة من المراحل التي ال بد على‬
‫الباحث من إتباعها‪.‬‬

‫‪:I‬مرحلة اختيار الموضوع‬

‫تشمل هذه المرحلة تحديد موضوع البحث و عنوانه‪ ،‬تحديد المشكلة‪ ،‬ثم تحديد خطة البحث‪.‬‬

‫أ‪ :‬تحديد موضوع و عنوان البحث‬


‫قبل اختيار موضوع البحث يجب التأكد من أن الموضوع لم يتم تناوله‪ ،‬حتى ال يختار‬
‫موضوعا مكررا‪.‬‬

‫و اختيار الموضوع يكون إما باستعادة الماضي العلمي و استعراض دراسته السابقة‪ ،‬فيتذكر‬
‫موضوعا من الموضوعات كان قد تمنى أن يكتب عنه‪ ،‬و إما عن طريق البحث و الدراسة‬
‫الجادة‪ ،‬في بطون الكتب و االطالع على دوائر المعارف و المراجع األصلية أو االنترنت‪ .‬أو‬
‫بالرجوع الى األساتذة المتخصصين‪ ،‬حيث أن الكثير منهم لديهم موضوعات جادة تحتاج الى‬
‫من يجليها بالكتابة و البحث‪ ،‬أو المحاضرات الملقاة في الجامعة الخ‪. ...‬‬

‫و إذا أراد الباحث دراسة موضوع ما فعليه قبل التقيد به أن يسأل نفسه األسئلة التالية‪:‬‬

‫ما مدى قابلية الموضوع للبحث؟ ما فائدته وأهميته؟ هل هو جديد؟ هل توجد إمكانية إلتمام‬
‫دراسته؟ ما مدى توافر المصادر والمراجع‪ ،‬واألدوات‪.‬‬

‫فإذا كانت اإلجابة بالنفي في أي من هذه األسئلة‪ ،‬فليحول البحث عن موضوع آخر‪.‬‬

‫إذا استقر الباحث على اختيار موضوع بحثه‪ ،‬كان عليه بعد ذلك االستقرار على عنوان دقيق‬
‫ومحدد له‪ .‬وعند التفكير في اختيار عنوان البحث‪ ،‬يجب مراعاة أن يكون العنوان دقيقا واضح‬
‫الداللة على موضوع البحث‪ .‬وينصح باالبتعاد عن العناوين العامة الواسعة‪.‬‬

‫ويجب أن يكون العنوان واردا في صيغة تقريرية‪ ،‬وليس في صيغة استفهامية‪ ،‬و أن يكون أيضا‬
‫جديدا مبتك ار‪ ،‬حتى يستطيع الباحث أن يؤكد فيه استقالله وشخصيته‪ ،‬وعادة فإن البحث المتميز‬
‫في موضوعه يكون متمي از في عنوانه‪.‬‬

‫يجب أن يكون عنوان البحث قصي ار‪ ،‬فالعنوان الطويل غير مستحب‪ .‬كما يجب أن يكون العنوان‬
‫جذابا مثي ار النتباه من يطالعه‪.‬‬

‫ب‪ :‬تحديد إشكالية الموضوع‬

‫إن اختيار موضوع البحث يبدأ أوال من الشعور بالمشكلة‪ ،‬فما هي مشكلة البحث؟ وكيف تنشأ؟‬
‫وكيف يتم تحديدها؟‪.‬‬
‫إن المشكلة هي وجود الباحث أمام تساؤالت أو غموض مع وجود رغبة لديه في الوصول الى‬
‫الحقيقة‪ ،‬فالمشكالت تنشأ نتيجة تفاعل اإلنسان مع بيئته‪ ،‬لذلك فالنشاطات التي يمارسها‬
‫اإلنسان و يقوم بها في بيئته و الخبرات التي يمر بها في حياته اليومية مصادر هامة لتزويده‬
‫بالمشكالت التي تستحق الدراسة‪ .‬و يمكن تحديد مصادر مشكالت أو مواضيع الدراسة العلمية‪،‬‬
‫بالخبرة العلمية‪ ،‬القراءات و الدراسات و األبحاث السابقة‪.‬‬

‫يقع على الطالب تحديد إشكالية البحث‪ ،‬وقد أطلق عليها اسم إشكالية ألن الباحث يعالج في‬
‫(يحل) مشكلة ما‪ ،‬فيطرح الباحث تساؤل ويجتهد في أن يجيب عنه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمله‬

‫تحدد أسئلة اإلشكالية الى أربعة‪:‬‬

‫ماذا؟ و أين؟ و كيف؟ و متى؟ أي ماذا أريد أن ابحث؟ و ما هو مكان دراسة البحث؟ و ما هي‬
‫الطريقة المنهجية التي ابحث بها الموضوع؟ و في أي زمن أجري الدراسة؟‪.‬‬

‫قد يخلط البعض بين اإلشكالية و المشكل‪ ،‬تعين اإلشكالية على التعريف بالموضوع و فهمه و‬
‫شرحه بشكل كاف‪ ،‬أما المشكلة فهي غير منضبطة مما تتسبب في جعل موضوع البحث‬
‫فضفاضا و غير دقيق‪ ،‬فتاتي اإلشكالية لتحد من اتساعه و تضبطه ضبطا دقيقا‪ ،‬بتحديد أدواته‬
‫و طرق دراسته بصورة كافية‪.‬‬

‫بذلك تكتسي اإلشكالية أهمية كبيرة حيث‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم بتحديد موضوع البحث و حصره‪ ،‬فتمكن الباحث من التحكم فيه‪ ،‬فيبتعد عن الموضوع‬
‫الواسع الذي يصعب عليه ضبطه و حصره‪.‬‬

‫‪ -‬التعريف بموضوع البحث و فهمه‪ ،‬و تحديد مسار الباحث و خط سيره في البحث و تبرير‬
‫الطريقة التي سيعالج من خاللها موضوع بحثه‪ ،‬و توجهه الوجهة الصحيحة و السليمة الى‬
‫الحقيقة التي يستهدف الوصول اليها‪.‬‬

‫‪ -‬تمكين الباحث من تحديد المسائل الجوهرية في بحثه العلمي من تلك التي يعتبرها ثانوية‪.‬‬
‫إذا فاإلشكالية هي الدراسة النظرية المحددة المفصلة للظاهرة المدروسة‪ ،‬بينما المشكلة هي‬
‫انطباع أولي عام حول الظاهرة‪ .‬فاإلشكالية هي مجموع العناصر المكونة للمشكلة‪ .‬و ال يمكن‬
‫أن نتصور إشكالية بدون مشكلة‪.‬‬

‫تصاغ اإلشكالية في ميدان العلوم القانونية و العلوم اإلنسانية األخرى إما بالعبارة اللفظية‬
‫االستفهامية أو العبارة اللفظية التقريرية‪.‬‬

‫ج‪ :‬خطة البحث‬

‫تعتبر خطة البحث مرحلة هامة في موضوع البحث العلمي‪ ،‬و تتصل اتصاال وثيقا بعنوان‬
‫البحث و اشكالياته المطروحة‪ ،‬إذ يتحكم ذلك في تقسيم البحث و ضبط خطته‪ ،‬فعندما ينتهي‬
‫الباحث من اختيار موضوع بحثه و ضبط عنوانه و طرح اشكالياته‪ ،‬يبدأ مباشرة في تقسيم بحثه‬
‫وفق خطة أولية مبدئية مقترحة‪.‬‬

‫و يشترط في الخطة أن تكون‪:‬‬

‫‪ .1‬مفصلة واضحة‪.‬‬

‫‪ .2‬تستجيب لألهداف التي وضعها الباحث لبحثه‪.‬‬

‫‪ .3‬تعالج بدقة إشكالية البحث‪.‬‬

‫‪ .4‬أن تكون مترابطة ومتسلسلة بشكل منطقي‪.‬‬

‫‪ .5‬مطابقة لطبيعة البحث من الناحية األكاديمية‪.‬‬

‫‪ :II‬جمع و حصر الوثائق العلمية‬

‫يقصد بالوثائق العلمية جميع مصادر و مراجع المعلومات البحثية الرئيسية و الثانوية‬
‫المتنوعة التي يعتمد عليها الباحث في عملية تجميع المادة العلمية المتعلقة بموضوع بحثه‪.‬‬
‫وتهدف المراجع الى توفير المعلومات والبيانات التي تشكل المادة األولية التي سيوف يواجه بها‬
‫الباحث موضوع بحثه‪.‬‬

‫و على ذلك فانه بقدر دقة هذه المصادر والمعلومات‪ ،‬بقدر ما يأتي البحث منضبطا وسليما في‬
‫أساسه العلمي وفروضه‪ ،‬وما يرتبه من نتائج‪ .‬و عليه سوف نتطرق الى أنواع الوثائق العلمية ‪.‬‬

‫أ‪ :‬أنواع الوثائق العلمية‬

‫هناك نوعان من الوثائق العلمية التي يعتمد عليها الباحث في انجاز بحثه هي المصادر(‪)1‬‬
‫و المراجع (‪.)2‬‬

‫‪:1‬المصادر‬

‫تعرف أيضا بالوثائق األصلية األولية والمباشرة‪ ،‬وهي تلك الوثائق التي تتضمن الحقائق‬
‫والمعلومات األصلية المتعلقة بالموضوع‪ ،‬وبدون استعمال وثائق ومصادر وسيطة في نقل هذه‬
‫المعلومات‪.‬‬

‫تتمثل أنواع الوثائق األولية واألصلية العلمية في ميدان العلوم القانونية و اإلدارية في‪:‬‬

‫أ‪ :‬المواثيق القانونية العامة والخاصة‪ ،‬الوطنية والدولية‪.‬‬

‫ب‪ :‬محاضر ومقررات وتوصيات هيئات المؤسسات العامة األساسية مثل المؤسسة السياسية‪،‬‬
‫التشريعية والتنفيذية‪.‬‬

‫ج‪ :‬التشريعات والقوانين والنصوص التنظيمية المختلفة و الدساتير‪.‬‬

‫د‪ :‬المؤتمرات واالتفاقيات والمعاهدات المبرمة والمصادق عليها رسميا‪.‬‬

‫ه‪ :‬الشهادات والمراسالت الرسمية‪.‬‬

‫و‪ :‬األحكام و الق اررات و المبادئ واالجتهادات القضائية‪.‬‬

‫ي‪ :‬اإلحصائيات الرسمية‪.‬‬


‫‪:2‬المراجع‬

‫تعرف أيضا بالمصادر الثانوية أو غير األصلية أو غير المباشرة؛ فهي تلك الوثائق التي‬
‫تستمد قوتها العلمية و معلوماتها سواء من مصادر و وثائق أصلية و مباشرة أو وثائق غير‬
‫أصلية و ثانوية ‪ ،‬سواء من الدرجة األولى أو الثانية أو الثالثة ‪ ...‬و هكذا‪ ،‬أو هي التي تعتمد‬
‫فتتعرض لها بالتحليل أو النقد أو التعليق أو‬ ‫في مادتها العلمية أساسا على المصادر‬
‫التلخيص‪ .‬فمثال متون القوانين تعد من قبيل المصادر و شروحاتها من قبيل المراجع‪ .‬و على‬
‫الباحث عند االستعانة بالمراجع أن يتحقق من معلوماتها خشية الخطأ و السهو و سوء الفهم‪،‬‬
‫فمثال إذا وجد الباحث أن مرجعا بعنوان" شرح األحكام العامة لقانون العقوبات"‪ ،‬يحتوي على‬
‫العديد من أرقام المواد القانونية و نصوصها‪ ،‬فعليه التأكد من تلك النصوص و األرقام من‬
‫مصادرها قبل اعتمادها بهذا الشكل غير المباشر‪ .‬إال انه ليس بإمكان الباحث خاصة الباحث‬
‫القانوني أن يعتمد على المراجع دون المصادر أو العكس‪.‬‬

‫تتمثل أنواع المراجع في ‪:‬‬

‫أ‪:‬الكتب والمؤلفات القانونية األكاديمية العامة والمتخصصة في موضوع من الموضوعات‪ ،‬مثل‬


‫كتب القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬القانون المدني‪،‬‬
‫القانون الجزائي‪ ،‬القانون التجاري الخ‪. ...‬‬

‫ب‪ :‬الدوريات والمقاالت العلمية المتخصصة‪.‬‬

‫ج‪ :‬الرسائل العلمية األكاديمية المتخصصة‪ ،‬ومجموع البحوث والدراسات العلمية والجامعية التي‬
‫تقدم من أجل الحصول على درجات علمية أكاديمية‪.‬‬

‫ب‪:‬كيفية تدوين الوثائق العلمية‬

‫يتم تدوين الوثائق العلمية بالطريقة اآلتية‪:‬‬

‫‪: 1‬الكتب‬
‫أ‪ :‬يدون اسم ولقب المؤلف‪ ،‬و يمكن البدء باللقب ثم االسم‪ ،‬يفصل بينهما بفاصلة‪ ،‬و إذا كان‬
‫للكتاب أكثر من مؤلف يذكر جميع أسماء المؤلفين موصوال بينهما بحرف الواو إذا كانوا اقل من‬
‫ثالثة‪ ،‬أما إذا كانوا أكثر يذكر اسم مؤلف واحد أو أشهرهم متبوعا بعبارة "و غيره" أو "آخرون"‪.‬‬
‫أما إذا كان تأليف الكتاب من هيئة علمية فيذكر اسمها بدال من اسم و لقب المؤلف‪.‬‬

‫ب‪:‬عنوان الكتاب كامال‪ ،‬ثم العنوان الفرعي إن وجد‪.‬‬

‫ج‪:‬اسم ولقب المترجم إن وجد‬

‫د‪ :‬إذا كان الكتاب عبارة عن مجلدات رقم المجلد يكتب رقم المجلد‬

‫ن‪ :‬رقم الطبعة إذا كانت األولى أو الثانية أو الثالثة فما أكثر‪ ،‬و في حالة عدم وجود الطبعة‬
‫يذكر الباحث دون طبعة و يمكن أن يختصر العبارة بكتابة "د‪ .‬ط‪".‬‬

‫ه‪:‬دار النشر ثم مكان النشر أي بلد النشر‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬فان لم توجد سنة النشر يكتب الباحث‬
‫"د‪.‬س‪.‬ن‪".‬‬

‫و‪ :‬الصفحات‪ ،‬يعبر عنها الباحث بحرف "ص" إذا كانت صفحة واحدة أو ( ص‪ -‬ص )‬
‫لتحديد عدد الصفحات المعتمد عليها‪.‬‬

‫وعلى الباحث عند تدوين هذه المعلومات عن الكتب أن يفصل بينهما بفاصلة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عمار عوابدي‪ ،‬مناهج البحث العلمي و تطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية و اإلدارية‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪.2005‬‬

‫واذا تكرر استعمال نفس الكتاب يكتفي الباحث بذكر اسم الكتاب مع عبارة المرجع السابق‪ ،‬ثم‬
‫الصفحة‪ ،‬مثال‪ :‬عوابدي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. ...‬‬

‫‪ :2‬البحوث الجامعية االكادمية‬

‫يدون اسم و لقب الباحث‪ ،‬عنوان البحث‪ ،‬الهدف من البحث مثال لنيل درجة الماجستر او‬
‫الدكتوراه الخ‪ ،...‬التخصص‪ ،‬اسم المؤسسة الجامعية‪ ،‬سنة المناقشة‪ ،‬الصفحة او الصفحات‪.‬‬
‫مثال‪ :‬سي محي الدين صليحة‪ ،‬السياسة الدولية الجنائية في مواجهة الجرائم ضد اإلنسانية‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪. 2012‬‬

‫‪ :3‬المطبوعات الجامعية‬

‫التي يعبر عنها بعبارة‬ ‫يدون اسم ولقب األستاذ المحاضر‪ ،‬موضوع المحاضرة الملقاة‬
‫محاضرات في مقياس مثال علم االجرام او العقوبات الخ‪. ...‬؛ المستوى ليسانس‪ ،‬ماجستر‪،‬‬
‫ماستر‪ ،‬يعبر عنها بعبارة محاضرات القيت على طلبة اللسانس مثال ؛ التخصص العام‬
‫والتخصص الدقيق مثال‪ :‬طلبة الحقوق‪ ،‬فرع علم االجرام‪ ،‬اوطلبة الحقوق فرع القانون الجنائي‬
‫الخ‪ ...‬؛ اسم المؤسسة الجامعية التي القيت فيها المحاضرة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،‬رقم الصفحة او‬
‫الصفحات المعتمد عليها‪.‬‬

‫‪ :4‬الدوريات‬

‫اسم ولقب المؤلف‪ ،‬عنوان المقال‪ ،‬اسم المجلة‪ ،‬الجهة المصدرة‪ ،‬رقم السنة‪ ،‬رقم العدد‪،‬‬
‫الناشر ان وجد‪ ،‬مكان وتاريخ الصدور باليوم و الشهر و السنة‪ ،‬رقم الصفحات‪.‬‬

‫‪:5‬مواقع االنترنت‬

‫اسم ولقب المؤلف‪ ،‬عنوان البحث المنشور على الموقع‪ ،‬اسم الموقع االلكتروني‪ ،‬الرابط‬
‫االلكتروني‪ ،‬تاريخ و ساعة التفحص‪.‬‬

‫‪ :6‬النصوص القانونية‬

‫نوع النص القانوني والتنظيمي و رقمه‪ ،‬مضمونه‪ ،‬تاريخ صدوره باليوم و الشهر و السنة‪ ،‬عدد‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬تاريخ صدور الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم الصفحة‪.‬‬

‫‪:7‬االحكام و الق اررات القضائية‬


‫ذكر الحكم او القرار‪ ،‬تاريخ الصدور‪ ،‬باليوم والشهر والسنة‪ ،‬تحديد الهيئة القضائية‪ ،‬تحديد‬
‫مضمون الحكم اوالقرار‪ ،‬عدد المجلة القضائية و تاريخ صدورها‪ ،‬رقم الصفحة‪.‬‬

‫‪ :III‬القراءة‬

‫بعد انجاز الباحث قائمة اسمية بأكبر قدر ممكن من المصادر و المراجع الخاصة بموضوع‬
‫بحثه‪ ،‬بتصنيفها و تحديدها و ترتيبها‪ ،‬و توزيعها على أبواب وفصول بحثه‪ ،‬تبدأ مرحلة القراءة‪.‬‬
‫و للقراءة مستويات و شروط ‪.‬‬

‫أ‪ :‬مستويات القراءة في البحث العلمي‬

‫إن القراءة في البحث العلمي ليس بالعمل السهل‪ ،‬فقد تستغرق شهورا‪ ،‬لذلك وجدت عدة‬
‫مستويات للقراءة يتم توضيحها فيما يلي‪.‬‬

‫‪ :1‬القراءة االستطالعية‬

‫وهي القراءة السريعة الخاطفة التي تتحقق عن طريق االطالع على الفهارس ورؤوس‬
‫الموضوعات في قوائم المصادر والمراجع المختلفة‪ ،‬كما تشمل االطالع على مقدمات وبعض‬
‫فصول وعنوانين المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ :2‬القراءة العادية‬

‫وهي القراءة التي تتركز حول الموضوعات التي تم اكتشافها بواسطة القراءة السريعة‪ ،‬يقوم‬
‫بها الباحث بهدوء وتؤدة ‪ ،‬وفقا لشروط القراءة السابقة الذكر‪ ،‬واستخالص النتائج وتدوينها في‬
‫بطاقات‪.‬‬

‫‪ :3‬القراءة العميقة والمركزة‬

‫هي القراءة التي تتركز حول بعض الوثائق دون البعض اآلخر‪ ،‬لما لها من أهمية في‬
‫الدقة‬
‫الموضوع و صلة مباشرة به‪ ،‬األمر الذي يتطلب التركيز في القراءة و التكرار و التمعن و َ‬
‫و التأمل و التركيز وتتطلب صرامة و التزاما أكثر من غيرها من أنواع القراءات‪ .‬تسمح القراءة‬
‫العميقة للباحث بالتفكير و التحليل و تسجيل ما ينتهي اليه من األفكار و المفاهيم في بطاقات‪،‬‬
‫فهي األساس الذي يرتكز عليه البحث ألنها تقود الباحث نحو المنهجية الجيدة و التحليل القيم‪.‬‬

‫الى جانب الوثائق الورقية ظهرت الوثائق الرقمية عبر شبكة االنترنت سمحت بالحصول على‬
‫معلومات بسهولة و يسر‪ ،‬إال انه من الواجب على الباحث عند قراءة أي معلومة من االنترنت‬
‫أن يتحقق من صدقها‪.‬‬

‫ب‪ :‬شروط القراءة‬

‫‪ :1‬أن تكون واسعة شاملة لجميع الوثائق والمصادر والمراجع المتعلقة بالموضوع‪.‬‬

‫‪ :2‬االنتباه والتركيز أثناء عملية القراءة‪.‬‬

‫‪ :3‬يجب أن تكون مرتبة ومنظمة غير ارتجالية وعشوائية‪ ،‬بالتالي على الباحث قراءة الكتب‬
‫العامة‪ ،‬ثم قراءة الكتب المتخصصة التي لها صلة مباشرة بموضوع البحث‪ ،‬وهكذا يتدرج الباحث‬
‫من العموم الى الخصوص حتى يستطيع استيعاب كل ما يشكل موضوع البحث‪.‬‬

‫‪ :4‬الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق والمصادر‪ ،‬حتى يتمكن الباحث من الفهم و التحليل و‬
‫التعليق و النقد‬

‫‪ :5‬ترك فترات للتأمل والتفكير ما بين القراءات المختلفة‪.‬‬

‫‪ :6‬اختيار األوقات المناسبة للقراءة‪.‬‬

‫‪ :7‬اختيار األماكن الصحية والمريحة‪.‬‬

‫‪ :8‬يجب احترام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة‪.‬‬

‫‪ :9‬االبتعاد عن عملية القراءة خالل فترات األزمات النفسية واالجتماعية والصحية‪.‬‬

‫‪ :VI‬جمع المعلومات‬
‫بعد أن يحـدد الباحث موضوع بحثـه وعنوانـ ـ ـ ـ ــه و اشكاليتـه و يعد خطته ينتقـ ـ ـ ـ ــل إلى مرحل ـ ــة‬
‫ظمة و تشتمل على شروط و قواعد منهجية‬
‫تدوين المعلومات‪ ،‬وهذه العملية تستدعي أدوات من ٌ‬
‫دقيقة‪.‬‬

‫أ‪:‬أدوات جمع المعلومات‬

‫إضافة الى المصادر و المراجع التي يستعملها الباحث للحصول على المعلومات يمكن أن‬
‫يلجأ كذلك الى أدوات و تقنيات أخرى يستخدمها في تجميع المعلومات منها المالحظة و‬
‫االستبيان و المقابلة‪.‬‬

‫‪ :1‬المالحظة‬

‫تعتمد المالحظة على قيام الباحث بمالحظة و تتبع ظاهرة من الظواهر في ميدان البحث‪ ،‬و‬
‫تسجيل مالحظته و تجميعها الستخالص النتائج منها‪ .‬وتبرز أهمية هذه الوسيلة في الدراسات‬
‫االجتماعية السيما القانونية كظاهرة السلوك اإلجرامي داخل المجتمع و مالحظة مدى نجاعة‬
‫التدابير التشريعية الوقائية و العقابية في مكافحتها إما بالحد منها أو التقليل منها‪ .‬و يتم تسجيل‬
‫المالحظة باإلدراك الحسي أو باألجهزة السمعية و البصرية‪.‬‬

‫‪ :2‬االستبيان‬

‫االستبيان هو أداة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث عن طريق استمارة معينة تحتوي‬
‫على عدد من األسئلة‪ ،‬مرتبة بأسلوب مناسب‪ ،‬يجرى توزيعها على أشخاص معينين لتعبئتها‪.‬‬
‫فيرسل االستبيان إما باليد أو بواسطة البريد التقليدي أو عن طريق الهاتف أو عن طريق البريد‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫‪:١‬أنواع االستبيان‬

‫‪-‬االستبيان المفتوح‬

‫وهنا يكون للمجيب مطلق الحرية في اإلجابة على األسئلة وفي هذه الحالة قد تأتي اإلجابات‬
‫متنوعة تنوعا واسعا‪.‬‬
‫تكون الحرية في اإلجابة على األسئلة متروكة للمبحوث‪ ،‬بطريقته ولغته و أسلوبه الخاص الذي‬
‫يراه مناسبا‪.‬‬

‫ويكون استخدام هذا النوع من األسئلة عندما ال يكون لدى الباحث معلومات موسعة و تفصيلية‬
‫ومعمقة حول الظاهرة المدروسة أو المشكلة‪.‬‬

‫و هذا النوع من األسئلة يمتاز بأنه ال يقيد المبحوث بأجوبة محددة‪ ،‬بل تكون له الحرية في‬
‫كتابة ما يراه مناسبا من المعلومات‪.‬‬

‫أما عيوب األسئلة المفتوحة‪ ،‬فإنه قد يجيب المبحوث على السؤال بطريقة مختلفة إذا لم يفهمه‪،‬‬
‫كما أن هناك صعوبة في تصنيف اإلجابات وتحليلها من قبل الباحث‪.‬‬

‫‪-‬االستبيان المقيد‬

‫االستبيان المقيد هو الذي يكتب فيه تحت كل سؤال عدد من اإلجابات‪ ،‬وعلى المجيب أن‬
‫يختار أحدها أو بعضها‪.‬‬

‫ويمتاز هذا النوع من األسئلة بالمميزات اإليجابية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلجابات محددة وموحدة مما يمكن الباحث من أن يقارن بسهولة‪.‬‬

‫‪ -‬سهولة عملية تصنيف وتبويب وتحليل اإلجابات‪ ،‬مما يؤدي إلى التقليل من الكلفة المالية وكذا‬
‫يوفر الوقت على الباحث ‪.‬‬

‫‪ -‬وضوح المعاني والدالالت‪ ،‬وتقليل الحيرة و الغموض لدى المستجيب‪.‬‬

‫‪ -‬اكتمال اإلجابات نسبيا‪ ،‬والحد من بعض اإلجابات غير المناسبة‪.‬‬

‫‪ -‬سهولة التعامل مع األسئلة التي تحتوي إجاباتها على أرقام مثل العمر والدخل‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع نسبة الردود على االستبيان‪.‬‬


‫أما عيوب هذا النوع من االستبيان‪ ،‬فيعاب عليه أن األسئلة المغلقة تقيد المبحوث في إجابات‬
‫محددة مسبقا‪ ،‬كما أن الباحث قد يغفل بعض اإلجابات أو الخيارات أحيانا‪.‬‬

‫‪-‬االستبيان المقيد المفتوح‬

‫يجمع هذا النوع من االستبيان بين النوعين السابقين فيختار اإلجابة المالئمة ويعلق عليها‬
‫حسب ما يبدو له من آراء‪.‬‬

‫يطرح الباحث في البداية سؤاال مغلقا‪ ،‬يحدد فيه اإلجابة المطلوبة و يقيد المبحوث باختيار‬
‫اإلجابة‪ ،‬وبعد ذلك يتبعه بسؤال مفتوح يطلب فيه اإلجابة‪ ،‬وبعد ذلك يتبعه بسؤال مفتوح يطلب‬
‫فيه من المبحوث أسباب اختياره لإلجابة العينة‪ ،‬ويمتاز هذا النوع بأنه يجمع بين االستبيان‬
‫المقيد و االستبيان المفتوح ‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬

‫هل تعتقد أن النظام العقابي في الجزائر نظام رادع ؟‬

‫نعم ‪ ) (-‬ال ( )‬

‫إذا كانت اإلجابة ( ) ال ‪ ،‬فما هو البديل؟‬

‫‪-‬مزايا وعيوب االستبيان‬

‫لالستبيان مزايا وعيوب‪:‬‬

‫تتمثل االستبيان مزايا في‪:‬‬

‫‪ -‬توفير الكثير من الوقت والجهد على الباحث في عملية جمع المعلومات‪ ،‬خاصة إذا كان‬
‫االستبيان قد أرسل بالبريد‪.‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى كم هائل من المبحوثين في مختلف مناطق العالم وفي فترة زمنية معقولة‪،‬‬
‫خاصة مع توفر البريد السريع وخاصة البريد االلكتروني‪.‬‬
‫أما عن عيوب االستبيان‪ ،‬فنذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬قلة الكشف عن الصدق والثبات‪.‬‬

‫‪ -‬تأثر صدق االستبيان بمدى تقبل المستجيب لها‪.‬‬

‫‪ -‬يتأثر صدق اإلجابة بوعي الفرد المستجيب ودرجة اهتمامه بالظاهرة أو المشكلة أو البحث‪.‬‬

‫‪ -‬قد يترك المبحوث (المستجيب) عددا من فقرات االستبيان دون إجابة‪ ،‬دون أن يعرف الباحث‬
‫السبب وراء ذلك‪.‬‬

‫‪ :3‬المقابلة‬

‫إن المقابلة هي إحدى الوسائل أو المصادر الميدانية للبحث العلمي عامة و في علم القانون‬
‫خاصة‪ .‬يتعلق نظام المقابلة ببعض الموضوعات و التخصصات القانونية ذات الجوانب‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما هو الحال في األبحاث المتعلقة بعلم اإلجرام و المؤسسات العقابية و عمل‬
‫األطفال و النساء و المسجونين و غيرهم‪.‬‬

‫المقابلة هي عبارة عن محادثة شفوية يقوم بها الباحث‪ ،‬ويجمع من خاللها معلومات بطريقة‬
‫شفوية مباشرة بهدف الوصول إلى حقيقة أو موقف معين يسعى الباحث للتعرف عليه من أجل‬
‫تحقيق أهداف الدراسة‪.‬‬

‫و الفرق بين المقابلة واالستبيان هو أن المبحوث في االستبيان هو الذي يكتب اإلجابة على‬
‫األسئلة‪ ،‬بينما في المقابلة يقوم الباحث بنفسه بكتابة اإلجابات التي يتلقاها من المبحوث‪.‬‬

‫تعتبر المقابلة أداة من أدوات البحث العلمي وجمع المعلومات والبيانات‪ ،‬مما يجعلها وسيلة‬
‫فعالة في العديد من البحوث االجتماعية ومنها القانونية‪ ،‬إال أن للمقابلة مزايا و عيوب‪.‬‬

‫وأهم هذه المزايا نذكر ‪:‬‬

‫‪-‬ارتفاع نسبة الردود مقارنة باالستبيان‪.‬‬


‫‪-‬هي أحسن وسيلة لجمع المعلومات في المجتمعات األمية وفي وسط األطفال واألشخاص‬
‫الذين ال يستطيعون الكتابة‪ ،‬وهذا ال يتوافر بالنسبة لالستبيان‪.‬‬

‫‪-‬المرونة وقابلية توضيح األسئلة للمبحوث في حال عدم فهمه للسؤال‪ ،‬كما أنه من جهة أخرى‬
‫تعطى للباحث فرصة االستفسار إذا كانت إجابة المبحوث غير واضحة‪.‬‬

‫‪ -‬تقليل احتمالية نقل اإلجابة عن آخرين أو إعطاء االستمارة ألشخاص آخرين ليقوموا بملئها‪.‬‬

‫‪ -‬توقيت المقابلة‪ ،‬حيث يستطيع الباحث تسجيل زمان ومكان إجراء المقابلة‪ ،‬وخاصة إذا كان‬
‫ذلك له أثر على اإلجابة‪.‬‬

‫أما عن عيوب المقابلة يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬المقابلة عملية مكلفة وشاقة‪ ،‬وتحتاج إلى دعم‪ ،‬بحيث إذا لم يكن الباحث مدعوما من طرف‬
‫مؤسسة ما‪ ،‬فإنه يصعب عليه القيام بها‪ ،‬خاصة لما يتعلق األمر بالترخيص للدخول إلى‬
‫األمكنة التي يجري فيها المقابلة‪ ،‬وكذا مقابلة الشخصيات السياسية‪ ،‬وأحيانا يتعرض الباحث إلى‬
‫مخاطر عند إجراء مقابالت مع زعماء الجماعات الخطيرة‪.‬‬

‫‪-‬قد تتأثر القابلة بالحالة النفسية للباحث والمبحوث ‪ ،‬فإذا كانت الحالة النفسية ألي منهما غير‬
‫جيدة في أثناء إجراء المقابلة ‪ ،‬فإن هذا سيؤثر على البيانات والمعلومات المعطاة‪ ،‬أما في‬
‫االستبيان فإن الشخص يختار الوقت المناسب له لإلجابة‪.‬‬

‫ب‪ :‬طرق تدوين المعلومات‬

‫حتى ال تختلط على الباحث المعلومات فال يتمكن من استغاللها‪ ،‬على هذا األخير إتباع هذه‬
‫الطرق و األساليب لتدوين أو تخزين المعلومات‪ ،‬التي تتمثل في البطاقات و الملفات أو‬
‫التصوير أو الكمبيوتر‪.‬‬

‫‪:1‬طريقة البطاقات‬
‫إن البطاقة عبارة عن قطعة من الورق المقوى‪ ،‬يعتمد الباحث على إعداد بطاقات صغيرة‬
‫الحجم أو متوسطة ثم ترتب على حسب أجزاء و أقسام و عناوين البحث‪ ،‬و يشترط أن تكون‬
‫متساوية الحجم‪ ،‬مجهزة للكتابة فيها على وجه واحد فقط‪ ،‬و توضع البطاقات المتجانسة من‬
‫حيث عنوانها الرئيسي في ظرف واحد خاص‪ ،‬و يجب أن تكتب في البطاقة كافة المعلومات‬
‫المتعلقة بالوثيقة أو المصدر أو المرجع الذي نقلت منه المعلومات‪ ،‬مثل اسم المؤلف و العنوان‪،‬‬
‫بلد ودار اإلصدار و النشر‪ ،‬رقم الطبعة‪ ،‬تاريخها ورقم الصفحة أو الصفحات‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الطريقة في تدوين المعلومات انتقدت من حيث احتمال ضياع البطاقات و فقدانها كليا أو‬
‫جزئيا‪ ،‬و صعوبة حملها الى األماكن التي يرتادها الباحث ‪.‬‬

‫‪ :2‬طريقة الملفات‬

‫يتكون الملف من غالف سميك ومعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة‪ ،‬يقوم الباحث بتقسيم الملف‬
‫أو الملفات على حسب خطة تقسيم البحث المعتمدة‪ ،‬مع ترك فراغات الحتماالت اإلضافة‬
‫وتسجيل معلومات مستجدة أو احتماالت التغيير والتعديل‪ ،‬يتميز أسلوب الملفات بمجموعة من‬
‫الخصائص منها‪:‬‬

‫‪-‬السيطرة الكاملة على معلومات الموضوع من حيث الحيز‪.‬‬

‫‪-‬ضمان حفظ المعلومات المدونة وعدم تعرضها للضياع‪.‬‬

‫‪ -‬المرونة‪ ،‬حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغير أو يضيف في المعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬سهولة المراجعة والمتابعة من طرف الباحث لما تجمعه من المعلومات‪.‬‬

‫‪ :3‬طريقة التصوير‬

‫يقوم الباحث بتصوير ما يحتاجه من معلومات يضعها في ملفات أو اظرفة عن‬


‫طريق ترتيبها و تصنيفها بوضع عنوان مناسب لها على كل ملف أو ظرف‪ ،‬و هي‬
‫طريقة سهلة‪.‬‬

‫‪:4‬طريقة التدوين عن طريق الكمبيوتر‬


‫تعد هذه الطريقة أحدث الطرق وأسهلها في تدوين المعلومات ‪ ،‬حيث يقوم الباحث بإعداد ملف‬
‫خاص في الكمبيوتر ويقوم بتنظيم ما بداخله وفقا لتقسيم بحثه‪.‬‬

You might also like