Professional Documents
Culture Documents
ماجستير PDF
ماجستير PDF
االستاذة المشرفة الدكتورة يشاثظ انٛبيُخ التً حرصت على اعطابً كل
مساعدة.
و اتقدم اٌضا بالشكر الى عمال مطاحن سٌدي راشد على مساعدتهم لً .
انجبؽضخ
2
3
فهرس المحتوٌات
العنوان
الشكر والتقدٌر................................................................
الفهرس.......................................................................
الفصل األول :موضوع البحث...............................................
2 - 1اإلشكالٌة........................................
5 - 2أهمٌة البحث................................................
6 - 3أسباب إختٌار موضوع البحث..............................
7 - 4أهداؾ البحث................................................
- 5مفاهٌم البحث8 .................................................
4
58 - 1تصنٌفات النقابة العمالٌة......................
- 1أنواع النقابات العمالٌة64 ........................
- 2وظابؾ النقابات العمالٌة69 ......................
- 3أهداؾ النقابات العمالٌة73 .......................
- 4تنظٌم النقابات العمالٌة76 ........................
- 5أسالٌب عمل النقابات العمالٌة78 ................
المبحث الثالث :نظرٌات النقابات العمالٌة..........................
- 1النظرٌة اإلجتماعٌة89 .............................
- 2النظرٌة األخالقٌة92 ...............................
5
ه -النقابات المستقلة فً الجزابر130 .....................
المبحث الثانً :نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن..............
- 1تؤسٌس اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن138 .........
- 2تعرٌؾ اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن142 .........
144 - 3أهداؾ اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن أثناء
ثورة التحرٌر..................................................................
146 - 4أسس وأهداؾ اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن
من خالل قانونه األساسً...................................................
- 5هٌاكل اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن149 ..........
- 6الذمة المالٌة لإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن152 ...
153 - 7موقؾ اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن من
التعددٌة النقابٌة...............................................................
6
185 - 1تبوٌب البٌانات وتحلٌلها.........................
233 - 2النتابج العامة للدراسة............................
234 - 3نتابج الدراسة فً ضوء الفرضٌات.............
242 - 4اإلقتراحات....................
244 - 5الخاتمة.........................
247 مراجع البحث..................................................:
المالحق....................................................... :
- 1ملحق إستمارة البحث260 ......................................
- 2مالحق وثابق خاصة بإدارة المإسسة مكان البحث268 ......
7
انفظم االٔل
يٕضٕع انجؾش
– 1اشكالٌة البحث
– 2اهمٌة البحث
– 4اهداؾ البحث
– 5مفاهٌم البحث
– 6الدراسات السابقة
– 7فرضٌات البحث
8
- 1االشكالٌة :
تتواجد النقابة كظاهرة اجتماعٌة فً كافة التنظٌمات الصناعٌة تنبع من خالل تفاعل
االنسان و بٌبة العمل الصناعً الذي تتواجد فٌه ,وفً مختلؾ عالقاته مع االخرٌن فً
مناخ العمل .
و تشكل بٌبة العمل مجاال لظهور النقابات بفعل تناقض و اختالؾ المصالح بٌن ارباب
العمل و العمال ,و اخفاق العمال فً اشباع حاجاتهم و عدم تكٌفهم ...
لذلك شكل موضوع النقابة محور اهتمام علماء االجتماع كظاهرة رافقت العمل
االنسانً فً الصناعة و مختلؾ المهن ,رؼم تعدد رإاهم الفكرٌة المفسرة لهذه الظاهرة .
اال انهم ٌتفقون على ان النقابة ظاهرة حاضرة فً كل المإسسات الصناعٌة و فً كل مٌادٌن
الحٌاة االجتماعٌة لكنها تتخذ اشكاال و انواعا و تصنٌفات ..
9
لقد اثبتت الدراسات المتعلقة بموضوع النقابة ارتباطها باوضاع العمال االجتماعٌة و
المهنٌة ,و باالخص بالسٌاسة االقتصادٌة التً اصطلح على تسمٌتها بمراحل التنظٌم
االقتصادي ضمن التوجه االشتراكً .
لكن ٌعتبر دستور 23فٌفري 1989م بحق مرحلة فاصلة فً مسار حركة المجتمع
الجزابري حٌث ادى الى تجاوز المفاهٌم االساسٌة التً كانت تحكم الفترة السابقة خاصة فً
مضمار التنظٌم و التسٌٌر االقتصادي و االداري تمثلت على الخصوص فً الملكٌة العامة
لوسابل االنتاج ,التخطٌط المركزي ,التسٌٌر االشتراكً للمإسسات ....
و فً المقابل ظهرت مفاهٌم جدٌدة مستقاة من التوجه نحو تطبٌق النظام اللٌبٌرالً مثل
استقاللٌة المإسسات ,الخوصصة ,التعددٌة الحزبٌة و النقابٌة ,االمر الذي سٌإدي بال
شك الى تؽٌٌر المعاٌٌر و االسس التً تحكم و تنظم المإسسات االقتصادٌة على وجه
الخصوص و تؽٌر من طبٌعة عالقات العمل ,و تفرز مشكالت جدٌدة ستإثر بال شك على
طبٌعة و خلفٌة النقابة و العمال و العمل .
لذلك فانها تعد مجاال خصبا لدراستها دراسة علمٌة ,على اعتبار انها مإشر ٌعكس
الواقع المعٌشً للفبات العاملة ,و حالة من حاالت التفاعل بٌن الفاعلٌن االجتماعٌٌن (ارباب
العمل و العمال) .
و رؼم ان هذه التحوالت بما تنطوي علٌه من تؽٌرات ستتقاطع فً تجسٌد و تحدٌد
ابعاد هذه الظاهرة النها تبقى فً النهاٌة كظاهرة اجتماعٌة تكشؾ عن الحقابق و االوضاع
االجتماعٌة و على المحٌط الذي ٌفرزها ,اال ان اهم التحوالت التً تبدو ذان عالقة مباشرة
10
بموضوع النقابة ,هً تلك التحوالت المرتبطة بالوضع االقتصادي و االجتماعً العام الذي
ٌتسم بتفاقم المشكالت االجتماعٌة و االقتصادٌة و باالخص التحول عن"النظام االشتراكً"
الذي كانت الدولة تإمن بموجبه كل الوظابؾ الى نظام ٌهدؾ الى قلب المعادلة االقتصادٌة
اي خوصصة القطاع االقتصادي .
ٌضاؾ الى ذلك الظرؾ و الكٌفٌة التً مٌزت هذه التحوالت اي االنتقال بصورة
قٌصرٌة و كان الدولة تهدؾ الى التخلص من القطاع االقتصادي العمومً بؽض النظر
على االنعكاسات المترتبة عن ذلك ( تسرٌع العمال ,حل المإسسات , ) ...و قد زاد من
حجم هذه الماساة حالة العنؾ التً عاشها المجتمع ابان التسعٌنات .
كما ان تنظٌم المإسسات وفق معاٌٌر اقتصاد السوق ( االستقاللٌة ,المإسسة ,
الخوصصة ) تفرض علٌها االعتماد على امكانٌاتها الذاتٌة و التحكم فً قدراتها ,و التكٌؾ
مع معطٌات و تحدٌات اقتصاد السوق ,ان هذه التحوالت ستتؽٌر بال شك من طبٌعة
عالقات العمل ( مناخ العمل ) و تنعكس على اوضاع العمال ,نتٌجة لفقدانهم الحماٌة التً
كانوا ٌتمتعون بها فً ظل السٌاسة السابقة ( المإسسة االشتراكٌة ) الن المإسسة اصبحت
خاضعة إلرادة اطراؾ العمل ,طبقا للعبة موازٌن القوى مما ٌجعل العمال ٌسعون للدفاع
عن مصالحهم و الحفاظ على مناصب عملهم فً ظل االوضاع سالفة الذكر .
ان التحوالت ستمس كذلك الدور الذي تلعبه النقابة فً تمثٌل العمال و الدفاع عن
مصالحهم االجتماعٌة و المهنٌة لكونها اصبحت طرفا اساسٌا فً تنظٌم عالقات العمل
(االدارة و النقابة) مما ٌفرض علٌها لعب دورها فً تمثٌل العمال و العمل على تلبٌة
مطالبهم االجتماعٌة و المهنٌة التً ؼالبا ما تكون نزاع بٌن الطرفٌن .
لذلك فان التحوالت المشار الٌها ستشكل فضاء للتفاعل االجتماعً فً محٌط العمل و
تفرز معطٌات جدٌدة ستؽٌر من طبٌعة النقابة .
نهدؾ من خالل هذا البحث الى الكشؾ عن طبٌعة النقابة التنظٌمٌة و الهٌكلٌة ,و
الوقوؾ على نوعٌة المطالب و االسالٌب التً تستخدمها فً الدفاع عن هذه المطالب .
11
و ذلك من خالل التساإل الربٌسً التالً :
-ما انعكاس التحوالت السٌاسٌة االقتصادٌة على هٌكلة التنظٌم النقابً و مطالبه و
اسالٌب عمله فً المإسسة الصناعٌة ؟
و لالجابة عن هذا التساإل المحوري ,تم تحدٌد اشكالٌة البحث ضمن التساإالت
الفرعٌة التالٌة :
– 3و ما المطالب التً تعمل النقابة فً المإسسة الصناعٌة الحالٌة على تحقٌقها؟
– 4و ما نوعٌة االسالٌب التً تستخدمها النقابة فً المإسسة الصناعٌة الحالٌة فً
سبٌل الدفاع عن مصالح العمال ؟
حظً موضوع النقابة فً المجال الصناعً باهتمام الباحثٌن االجتماعٌٌن وؼٌرهم سواء
كان ذلك داخل الجزابر وخارجها.
ولقد كان موضوع النقابة حقال خصبا لكثٌر من الدارسٌن و الجامعٌٌن فالطبقة العاملة
هً ركٌزة البناء االجتماعً وهً الطبقة القابدة للتحول االجتماعً برمته.
باإلضافة الى االهتمام العالمً بها حٌث تنعقد لها المإتمرات وتسن لها القوانٌن و
التشرٌعات فً كافة بلدان العالم .
لقد ادت النقابة الصناعٌة -بالخصوص -دورا رابدا فً تلخٌص العمال بكافة شرابحهم
من االستؽالل و العبودٌة والقهر .وهً الٌوم تقود المجتمعات الى التحول و التؽٌر نحو
مستقبل افضل.
12
لقد صاحب التحول فً المجال االقتصادي للمإسسات الصناعٌة بالجزابر تحوال مماثال
فً المجال االجتماعً للشرٌحة العمالٌة انعكس عنه ازدٌاد فً االحتٌاجات و المطالب
المادٌة و المهنٌة للعمال.
لقد ادى ذلك الى كثرة االحتجاجات و االضطرابات واإلضرابات التً هزت استقرار
المإسسات الصناعٌة فً الكثٌر من المرات.
من هنا تصبح دراسة النقابة فً المجال الصناعً ذات اهمٌة قصوى و ملحة فً
الساحة لكونها تحتل موقع الدفاع عن حقوق و مصالح هإالء العمال.
ٌخضع اختٌار اي موضوع لعدة اعتبارات ذاتٌة ترتبط باختصاص الباحث ,و
اعتبارات موضوعٌة ترتبط بؤهمٌة الموضوع .و علٌه فان اختٌار موضوع النقابة فً
المجال الصناعً فً الجزابر ٌرجع الى العدٌد من االسباب نذكر منها :
ٌ – 1حظى موضوع النقابة فً المجال الصناعً باهتمام العلماء و الباحثٌن ,و جمٌع
المشتؽلٌن فً علم االجتماع و النفس و االقتصاد و القانون ,و الن موضوع النقابة فً
المجال الصناعً ٌمس شرٌحة من المجتمع ( العمال ) ال ٌستهان بها فهً جدٌدة بالدراسة و
البحث.
U.G.T.Aمن توجٌه و ارشاد و – 3تحول مهام نقابة االتحاد العام للعمال الجزابري
توعٌة و تثقٌؾ العمال الى مهام الدفاع عن الحقوق عن طرٌق التفاوض الجماعًٌ ,دعوا
الى كشؾ دورها و مهامها فً الظروؾ الجدٌدة.
13
االضرابات و االضطرابات و تبٌان دور النقابة فً ذلك ,إال انها لم تتطرق الى دراسة
هٌاكلها و تنظٌماتها و تنوٌع مطالبها و اسالٌب تحقٌق المطالب المهنٌة و االجتماعٌة للعمال
فً المإسسات الصناعٌة التً ٌنتمون الٌها .
– 5قلة الدراسات العلمٌة الجادة التً تناولت مواضٌع النقابات فً الجزابر و مسابلها ,
االمر الذي دعى الى اختٌار موضوع النقابة فً المإسسة الصناعٌة بالجزابر .
ألي بحث علمً اهداؾ علمٌة ٌسعى لتحقٌقها من خالل الكشؾ عن حقابق ترتبط
بانشؽاالت المجتمع و كذلك اهداؾ عملٌة تساهم فً وضع تصور حول واقع الظاهرة
المدروسة .
– 1الوقوؾ على واقع النقابة فً المجال الصناعً ,و خاصة بعد ان تحولت من مإسسات
عمومٌة ,تمارس علٌها الدولة وصاٌة مطلقة الى مإسسات مستقلة فً التسٌٌر المالً و
تقوم بتنظٌم عالقات العمل من خالل التوقٌع على اتفاقٌات بٌن االدارة و العمال الممثلٌن من
قبل النقابة .
– 2التعرؾ على طبٌعة النقابة فً المجال الصناعً بعد هذا التحول –من حٌث هٌكلتها –
و تنظٌمها ,و مطالبها و اسالٌب العمل لتحقٌق المطالب المهنٌة و االجتماعٌة .
– 3و هناك هدؾ اخر ٌتمثل فً معرفة راي االصناؾ المهنٌة الثالثة فً دور النقابة التً
ٌنتمون الٌها فً المإسسة محل الدراسة .
14
– 5مفاهٌم البحث :
ٌعتبر تحدٌد مفاهٌم الدراسة من المسابل الهامة و الضرورٌة فً البحث االجتماعً ,
ذلك ان هناك الكثٌر من المفاهٌم تتشعب فً معانٌها و داللتها .و لهذا وجب تحدٌدها ازاحة
للبس و الؽموض الذي ٌعترٌها .
{{ ان المفاهٌم هً اكثر ما تكون تجرٌدٌة و تعتبر وحدات اساسٌة لتكوٌن النظرٌات
العلمٌة ,و اهم شرط لصٌاؼة تحدٌده اجرابٌا ,اي وضوح العالقة بٌنه و بٌن االساس
الواقعً الذي اقٌم علٌه }}.
()1
و لهذا تحدد المفاهٌم استجابة لمعطٌات الدراسة ( موضوع البحث ) من حٌث اقترابها
فً تحلٌلها للمإسسة على اساس انها تمكن من تحدٌد مفهوما اجرابٌا ٌتناسب و المعطٌات
الواقعٌة للمإسسة الجزابرٌة .
و على هذا االساس اعتمدت دراستً هاته على مفاهٌم اساسٌة و هً كالتالً :
ا – النقابة :
ٌشٌر " جبران مسعود " فً معجمه ( الرابد ) بكون مصدر النقابة هو نقب ,و تعنً
تجمع العمال او اصحاب المهنة الواحدة او ؼٌرهم فً هٌبات منظمة للدفاع عن حقوقهم و
()2 مصالحهم المشتركة .
()1صالح مصطفى الفوال /منهجٌة العلوم االجتماعٌة /عالم الكتب /القاهرة /مصر / 1982 /ص . 49
()2جبران مسعود /الرابد /معجم لؽوي عصري /دار العلم للمالٌٌن /بٌروت /لبنان /ط / 1969 / 1ص . 152
15
ٌقابل هذا المصطلح باللؽة الفرنسٌة ( ) Syndicatو ٌعنً الشخص الذي ٌتم اختٌاره
()1 لتمثٌل مجموعة او مدٌنة .
اما اصطالحا فقد القى المفهوم اختالفات كثٌرة بسبب االطر المرجعٌة و االٌدٌولوجٌة,
و اختالؾ الحركات العمالٌة باختالؾ المجتمعات ,الشًء الذي انعكس على صعوبة اٌجاد
تعرٌؾ جامع مانع ٌعترؾ به جمٌع المشتؽلٌن فً عالم العمل .
– 1تعرٌؾ " ج .كول " {{ :بانها ( اي النقابة ) تتكون من العمال الذٌن تضمهم
مهنة او اكثر انشبت اساسا من اجل الدفاع عن مصالح االعضاء و رعاٌتهم من الناحٌة
()2 االقتصادٌة التً ترتبط بحٌاتهم الٌومٌة }} .
ركز التعرٌؾ على الجوانب البنابٌة الوظٌفٌة للنقابة باعتبارها تنظٌما رسمٌا له وظٌفة
ٌقوم بها و هً الدفاع عن مصالح االعضاء .
– 2كما عرفها " احمد زكً بدوي " بقوله " انها تنظٌم اختٌاري دابم للعمال ٌتولى
()3 رعاٌة مصالحهم و الدفاع عن شروط عملهم و تحسٌن احوال معٌشتهم " .
وضح التعرٌؾ حرٌة االفراد فً االنتماء الى النقابة و وضح بناء و وظٌفة النقابة
المتمثلة فً رعاٌة مصالح اعضابها و الدفاع عن شروط العمل و تحسٌن المعٌشة لهم .
ٌشترك التعرٌفان فً تبٌان الجانب البنابً الوظٌفً للنقابة ٌ ,ندرج التعرٌفان ضمن
التعارٌؾ الكالسٌكٌة للنقابة .
()1خالد حامد /نزاعات العمل فً ظل تحوالت المإسسة االقتصادٌة الجزابرٌة /رسالة دكتوراه الدولة /قسم علم اجتماع تنظٌم و عمل /كلٌة
العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة /جامعة عنابة / 2007 /ص / 23عن / La rousse / Dictionnaire en suclopedique
premier volume / p 1359
()2جون ب كول /الحركة النقابٌة /ترجمة السٌد حسٌن محمود /الدار القومٌة للطباعة و النشر /بٌروت /بدون تارٌخ /ص . 7
()3احمد زكً بدوي /عالقات العمل فً الدول العربٌة /دار النهضة /بٌروت / 1983 /ص . 297
16
– ) 3تعرٌؾ " محمد احمد اسماعٌل " النقابة العمالٌة "بانها تلك المنظمة التً هً
االساس الذي ٌرتكز علٌه صرح عالقات العمل الجماعٌة ,و التً تتكون بطرٌقة حرة من
جماعة من العمال تمارس نشاطا مهنٌا بقصد الدفاع عن مصالح اعضابها ,و تمثٌلهم و
ترقٌة احوالهم و التعبٌر عن ارادتهم على الصعٌد المهنً و الوطن بالمنازعة و المساهمة "
()1
ا – كون المنظمة النقابٌة جماعة ارادٌة تتشكل بطرٌقة حرة ,و مستقلة عن اي وصاٌة او
تبٌعٌة تجاه الجماعات االخرى او سلطات الدولة .
ب – ان المنظمة النقابٌة تتكون من مجموعة من العمال ,و بؽض النظر عن طبٌعة عالقة
عملهم .
ج – تقوم المنظمة النقابٌة بعدة وظابؾ فباالضافة الى الدفاع عن مصالح اعضابها و حماٌة
()2 حقوقهم ,تقوم اٌضا بتمثٌلهم امام الجماعات االخرى و سلطات الدولة .
د – تستخدم المنظمة النقابٌة فً سبٌل القٌام بمهامها بعض االسالٌب ذات طابع تنازعً ,
مثل االضراب ,و اخرى ذات طابع تعاونً ٌإدي الى مشاركتها فً رسم السٌاسة الوطنٌة
() 3 على الصعٌد المهنً و الجتماعً و االقتصادي .
ه – تتمتع المنظمة النقابٌة بالشخصٌة المعنوٌة لتتمكن من القٌام بالدور المنوط بها فً تمثٌل
العمال و الدفاع عن مصالحهم .
ذلك ان النقابة الحدٌثة اصبحت تمثل تنظٌمات تتضمن كل عناصر و اسس التنظٌمات
الرسمٌة االخرى ,من هٌاكل تنظٌمٌة متدرجة للها قادة نقابٌون و كذا اهداؾ تسعى لتحقٌقها
داخل المجتمع تستخدمها من المكانة التً تشؽلها الفبات العمالٌة و درجة تاثٌرها فً
المجتمع.
. 15 / 1982ص ()1محمد احمد اسماعٌل /مبدا الحرٌة النقابٌة /رسالة دكتوراه /قسم الحقوق /جامعة القاهرة /
. 168 / 1999ص ()2عبد الباسط عبد المحسن /الوجٌز فً عالقات العمل الجماعٌة /القانون النقابً /دار النهضة العربٌة /القاهرة /
()3محمد احمد اسماعٌل /القانون النقابً /دار النصر للتوزٌع و النشر /فرع جامعة القاهرة /القاهرة / 1993 /ص . 05
17
كما انها طورت وظٌفتها ,فباالضافة الى الى الدفاع عن مصالح العمال المادٌة و
االدبٌة اصبحت تسعر الى التدخل المباشر فً السٌاسة االقتصادٌة بالخصوص بواسطة
المفاوضات مع االطراؾ االخرى .
" Alain Tourainالى القول {{ ان النقابة و لعل هذا ما حدى ب " االن تورٌن
منظمة للدفاع و الهجوم ( ) Attaqueاالقتصادي تناضل من اجل اجر احسن و من اجل
()1 التوظٌؾ و ضد اوتوقراطٌة اصحاب العمل ..
ان ماٌمكن استنتاجه من هذه التعارٌؾ هو اختالفها حول مفهوم النقابة فهً تعكس
اختالؾ الظروؾ و واقع الطبقة العاملة و وضع النقابات و اختالؾ دورها و اهدافها و
المنطلقات الفكرٌة و االٌدٌولوجٌة و البٌبٌة ..
فهً ( النقابة ) تتاثر بخصوصٌة المجتمع الذي تنتمً الٌه ثقافٌا و تارٌخٌا و اجتماعٌا
و سٌاسٌا و اقتصادٌا و كل المجاالت .
ففً سنة 1976عرؾ المٌثاق الوطنً الجزابري النقابة على انها تنظٌم ٌقوم بتربٌة و
()2 تنظٌم العمال ,و هً جزء ال ٌتجزا من السلطة القابمة فً اطار دولة اشتراكٌة .
بٌن التعرٌؾ ان وظٌفة النقابة تنحصر فً توجٌه و ارشاد و تربٌة و تنظٌم العمال ,
وهً تابعة للدولة .
و بعد هذا التعرٌؾ االشتراكً للنقابة ,جاء دستور 23فٌفري 1989م لٌعطً اشارة
انطالق تؽٌرات اساسٌة فً بنٌة المجتمع الجزابري بفتح المجال امام التعددٌة السٌاسٌة و
النقابٌة .
(1)Alain Tourain / Sociologie de l’action / édition de seuil / Paris / 1965 / p 346 .
()2المٌثاق الوطنً للجمهورٌة الجزابرٌة / 1976 /الدٌوان الوطنً للنشر و االشهار /رؼاٌة /الجزابر /ص . 69
18
و اعالن التوجه نحو تطبٌق مبادئ اقتصاد السوق .
و لذلك فقد جاء فً تعرٌؾ االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن فً مإتمره التاسع بان
النقابة هً {{ عبارة عن منظمة عمالٌة مطلبٌة حرة و مستقلة عن كل وصاٌة حزبٌة و
ادارٌة و عن ارباب العمل ,و تظم الذٌن ٌتقاضون اجرة من حاصل عملهم الٌدوي او
)2(. الفكري }}
ركز هذا التعرٌؾ على وظٌفة و بناء النقابة و استقاللها الذاتً و على حرٌتها ,كما بٌن
االفراد الذٌن ٌنخرطون فٌها و هم االجراء الذٌن ٌتلقون اجورا نظٌر المجهودات التً
ٌبذلونها من خالل عملهم .
ٌ – 2شكل هإالء العمال تنظٌما رسمٌا ٌعتمد على مبدا االرادة و الحرٌة .
– 5يستخذو وسائم عذة نهحفاظ عهى يصانح انعًال و تحقيك يطانبهى .
()1قانون 30 – 91المإرخفً 21دٌسمبر 1991م ٌتعلق بكٌفٌات ممارسة الحق النقابً /راجع /قانون العمل للجمهورٌة الجزابرٌة /مطبعة
بارنً /الجزابر 2011 /م /ص .229
()2االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /اللوابح المصادق عنها من قبل المإتمر التاسع /دٌسمبر / 1990ص . 5
19
و يٍ هنا يًكٍ صياغت تعزيف اجزائي يتًاشى و اهذاف هذه انذراست و يكىٌ كانتاني :
وفً هذا ال بد ان نفرق بٌن تعرٌؾ النقابة و بٌن مفهوم العمل النقابً الذي ٌعنً :
عند جون ناقر {{ Jean Negreجملة من االدوار و المهام تقوم بها النقابات تتمثل
ؼالبا فً متابعة القضاٌا المرتبطة بالحٌاة المهنٌة و االجتماعٌة للعمال كاوقات العمل ,
()1 الوقاٌة و االمن ,و االجور و الضمان االجتماعً ...
Jean daniel Rinoبان العمل النقابً ٌتجسد فً و عند " جون دانٌال رٌنو "
ادوار النقابات التً ترمً الى الحد من تدهور الحالة المهنٌة و االجتماعٌة للعمال عن
طرٌق المفاوضات الجماعٌة و ترسٌخ الدٌمقراطٌة الصناعٌة ,و رفع اجور العمال و تهٌبة
()2 الظروؾ المالبمة للعمل ..
اذن فالعمل النقابً هو عبارة عن جملة من االدوار و المهام تضطلع بها النقابات ٌتجسد
فً المتابعة الدابمة للحٌاة المهنٌة و االجتماعٌة للعمال حتى ٌتسنى لها وضع السٌاسات و
تقرٌر االسالٌب الناجعة لتهٌبة و تعببة العمال من اجل الدفاع عن المصالح .
(1) Jean Nagre / – Précis de législation et du travail et d’instruction civique / publication ray / paris
1960 / p 65 .
(2) Jean Daniel Reynand / Les Syndical en France / Edition du Seuil / T1 / 1995 / p 113 .
20
ب – تعرٌف المؤسسة :
()1 المإسسة وحدة فنٌة اجتماعٌة ,تدار فٌها عناصر االنتاج للوصول الى هدؾ منفصل.
تعرؾ المإسسة على انها ( خلٌة بسٌطة النتاج السلع و تقدٌم الخدمات ,او هً وحدات
انتاجٌة صؽٌرة ,تتمٌز بضالة الحجم ,مما ٌسمح لها بالتاثٌر فً السوق ,و قدرة انتاجٌة
()2 ضعٌفة ,و عالقات مباشرة بٌن الربٌس و العمال ) .
بعد الحرب العالمٌة الثانٌة ,حدثت تطورات اقتصادٌة و سٌاسٌة و اجتماعٌة ؼٌرت
مالمح المإسسة ,و اصبح المحٌط بعدها متشابكا ,تحكمه عالقات و قٌود داخلٌة و
خارجٌة ,و اصبحت تتمٌز بنمو االحجام ,و التعقٌد المتزاٌد فً انماط التسٌٌر ,و ظهور
نزاعات اجتماعٌة مكثفة ,خاصة بٌن المسٌرٌن و المساهمٌن و العمال .
* هٌكل ٌرتكز على ثبات العالقات بواسطة مبدا التعاون و التنسٌق و االدارة .
* مجموعة افراد لهم نشاطات وظٌفٌة تنعكس على تقسٌم العمل ,و هم مسإولون عن
()3 اعمالهم المحددة فً كل نوع من االلنشاط .
ٌبرز هذا التعرٌؾ الجانب االجتماعً من المإسسة ,بؽض النظر عن المحٌط الذي
ٌلفها .
()1علً محمد عبد الوهاب :ادارة االفراد – منهج تحلٌلً / -مكتبة عٌن شمس /القاهرة / 1975 /ص . 22
(2)Dominique Roux : analyse économique et gestion de l’entreprise / Théorie et méthode et pratique économique mondiale /
Tome 1 / édition dunod / paris / 1989 / pp 5-6 .
Pierre Simon : Les ressourcement Humains / Initiation aux principe fondamentaux de l’organisation industrielle / BIB
nationale du Canada / 6eme édition / 1970 / p 79 .
21
-تعرٌف موري ومٌل ) : ( maury .G, Mull.C
المإسسة هً وحدة اقتصادٌة و قدرة انتاجٌة و تنظٌم للبٌع ,لكنها تمثل اٌضا مجموعة
افراد داخل المإسسة التً تنظم العالقات ,او هً مجموعة افراد ٌتم توظٌفهم بصورة
مخططة او استعجالٌة ,تم تاهٌلهم و تكوٌنهم لشؽل هذه المناصب ثم ادارتهم ,مع االلمام
بجمٌع الحقابق المتعلقة بالفرد داخل المإسسة ,اي كل ما ٌتعلق بتسٌٌر العمالة ,من
التكوٌن و االعالم ,باالضافة الى مهمة االصؽاء الى طموحات االفراد من اجل تصمٌم و
()1 تحسٌن نماذج االنتاج .
ٌوضح هذا التعرٌؾ الدور المهم الذي ٌلعبه الفرد داخل المإسسة ,من خالل االهتمام
بتسٌٌره و تطوٌره ,اضافة الى انه ٌبرز الجانب االجتماعً للفرد ,بان ٌصؽً الى
طموحاته ,و هذا من اجل تحسٌن االنتاج و تطوٌره .
ٌعتبر " ثالكوت بارسونز ’ " )*(Talcott Parsonsالمإسسة كتنظٌم موجه اساسا
نحو تحقٌق هدؾ محدد ,و هو نسق اجتماعً ٌختلؾ عن سابر الوحدات االجتماعٌة من
()2 بحٌث توجٌهه بشكل مسبق نحو انجاز هدؾ او مجموعة اهداؾ محددة ..
و ٌإكد " روبرت مٌرثون ")**( Robert Mertonان البناء التنظٌمً ٌتمٌز بطابعه
الرسمً ,و عقالنٌة فً تحدٌد انماط النشاط التً ترتبط بتحقٌق اؼراض و اهداؾ التنظٌم ,
و اعتبر ان كل بناء تنظٌمً حالة متكاملة فً سلسلة من الوظابؾ المتسلسلة بعضها فوق
بعض ,و كذلك مكانات التسلسل ,و ٌرتبط كل منها بعدد من الوظابؾ و االلتزامات و
االمتٌازات التً تحددها القواعد او التعلٌمات الرسمٌة و التً ٌتوفر لها عنصر الكفاءة و
()3 الفعالٌة و تحدٌد المسإولٌات .
) 1(Gérard Maury / Charles Mull : Economie d’Organisation / Tome 2 / Les éditions fochier / paris / 1967 / p 05 .
()2حسٌن عبد الحمٌد احمد رشوان /علم اجتماع التنظٌم /مإسسة شباب الجامعة /االسكندرٌة /مصر / 2004 /ص . 106
()3المرجع نفسه /ص . 110
. (*)ثالكوت بارسونز ) 1970 – 1902 ( Talcott parsonsاحد ابرز علماء االجتماع المعاصرٌن فً و.م.ا من اهم مإلفاته :بنٌة الفعل االجتماعً
(**)روبرت مٌرتون ( Robert Mertonمن موالٌد ) 1944اقتصادي امرٌكً تحصل على جابزة نوبل فً العلوم االقتصادٌة من اهم اعماله النظام المالً العالمً .
22
وهنا تاكٌد على فكرة النسق ضمن الوحدات االجتماعٌة التً تسعى لتحقٌق هدؾ ,و
فً هذا ٌرى " لوموان " Lemoigneان المإسسة لٌس لها فً الحقٌقة اال الخرابط او
()1 النماذج التً تنشإها اذا وجد نموذج واحد للمإسسة ,و تعرٌفها ٌكون حسب هذا النموذج.
و من هنا فان هذا التعرٌؾ ٌقر على ان االختالؾ حول تحدٌد مفهوم المإسسة اذ تطلب
تحدٌد النموذج المعنً على مقاس تواجدها فً محٌط بعٌنه .
و باكثر وضوحا ٌذهب الباحث )*( J.von bertalanffyج .قو .بارتالوقً ,الى
اعتبار المإسسة كمنظمة تعتبر فً نفس الوقت هٌكال اجتماعٌا واقعٌا ,كمتعامل اقتصادي و
تتمتع بخصابص تنظٌمٌة و بواسطة المفاهٌم المستعملة و المتطورة فً النظرٌة العامة
التنظٌمٌة ٌمكن وصفها كنظام مفتوح .
– 1المإسسة مكونة من اقسام مستقلة مجمعة حسب هٌكلها الخاص بها .
– 2لكونها تملك حدودا تمكنها من تحدٌدها ,و تفصلها عن المحٌط الخارجً .
– 3و هً نظام مفتوح النها تتكبؾ بوعً مع تؽٌرات المحٌط بفعل القرارات المتحدة من
()2 طرؾ مسٌرٌها بواسطة نشاطات اعضاءها .
(1)J.I.lemoigne ‘’ systèmographie de l’entreprise ‘’ / revue internationale de systèmatique / N°= 4 / 1987 / p 50.
()2ناصر دادى عدون /اقتصاد المإسسة /دار المحمدٌة العامة /الجزابر / 1998 /ص . 48
(*)ج .فو بارتالوفً ) 1972 – 1901 ( J . Von bertalanffyعالم بٌولوجً نمساوي من اهم مإلفاته النظرٌة العامة للنظم .
23
و قرٌب من هذا التحلٌل ٌعتبر احد الباحثٌن ان المإسسة الصناعٌة عبارة عن نسق
تفاعل بٌن بٌبتان :بٌبة التصنٌع حٌث ٌجد العامل استقالله الذاتً فً اتخاذ القرار ,و بٌبة
()1 االدارة التً تسٌطر علٌها المإسسة او صاحب العمل او الدولة .
و من ثم فتح المجال امام العنصر البشري لكونه ٌشكل الحلقة التً تربط اناط التسٌٌر و
االدارة مع الجوانب المادٌة و التٌكنولوجٌة .
ذلك ان المإسسة الحدٌثة تتمٌز بتعقٌدها و ضرورة تكٌفها مع محٌط ٌتسم بالتؽٌر
السرٌع .
– 2الفعالٌة ٌتم تجسٌدها من خالل المردودٌة و االنتاجٌة التً تحققها الوظٌفة التقنٌة .
– 3البقاء و تعتبر من ابرز االهداؾ التً تسعى الٌها المإسسات خاصة فً ظروؾ تشتد
فٌها المنافسة .
– 4ارضاء االفراد داخل المإسسة عبر خلق جو من الثقة و التفاهم بٌن اعضاء المإسسة.
/ 12 ()1الطاهر جؽٌم /بعض اسالٌب التسٌٌر و مشكالته فً المإسسة الصناعٌة الجزابرٌة /مجلة العلوم االنسانٌة /جامعة قسنطٌنة /العدد
/ 1999ص . 14
()2رفٌق قروي /عالقات العمل فً المإسسة الجزابرٌة /مذكرة مقدمة لنٌل شهادة دكتوراه /قسم علم اجتماع تنظٌم و عمل /جامعة عنابة /
/ 2010ص . 10
24
نخلص الى تعرٌؾ المإسسة الصناعٌة بانها {{ وحدة اقتصادٌة و اجتماعٌة تتحدد
بمجموعة من االنشطة و الضوابط ,و تسعى لتحقٌق اهداؾ معٌنة }} .
25
- 6الدراسات السابقة :
اجرٌت العدٌد من الدراسات السابقة فً عدد من المإسسات الصناعٌة سواء كان ذلك
بالجزابر او ؼٌرها من المإسسات و المجتمعات و التً قد تختلؾ او تتطابق فً بعض من
مظاهرها مع واقع المإسسة الجزابرٌة ( مٌدان البحث ) ,و المالحظ انه كلها سعت الى
تتبع العالقات العمالٌة من خالل عملٌات التفاعل بٌن العمال و ارباب العمل او بٌن ممثلً
العمال و االدارة ,كل ذلك من اجل تحقٌق المطالب العمالٌة من جانب العمال و ممثلٌهم ,
او بهدؾ التحكم فً زمام االمر من قبل االدارة و منه تفادي حاالت الصراع متمثلة فً
االضرابات العمالٌة ,الؽٌابات ,عملٌات التخرٌب ,التوقؾ عن العمل ,االكثار من
الشكاوي و التظلمات .
هذا ما ادى بالباحثٌن الى محاولة فهم واقع النقابة و دورها و مهامها و استراتٌجٌة
العمل الذي تنتهجه و كذلك هٌاكلها و تنظٌماتها و طرق و اسالٌب عملها ....كل ذلك من
اجل الوقوؾ على االسباب الحقٌقٌة التً تقؾ وراء تلك المظاهر السلبٌة فً المإسسة
الصناعٌة بالخصوص .
ان التطرق للدراسات السابقة له داللة قوٌة فً البحث ,حٌث تفٌدنا تحلٌل هذه
الدراسات فً :
– 1دراسة رفٌق قروي " :دراسة عالقات العمل فً المإسسة الجزابرٌة "
26
هدفت الدراسة الى كشؾ اشكال الصراع فً ظل خوصصة المإسسة –مكان البحث –
(.)1 من خالل دراسة عالقات العمل بها
اجرٌت الدراسة المٌدانٌة بمإسسة نقاوس للمصبرات بوالٌة باتنة ,و ذلك سنة
2010م.
بلػ عدد العمال بها 212عامال ,خضع منهم للبحث 147عامال دابما و استبعد الؽٌر
دابمون و عددهم 65عامال.
و لتحقٌق هدؾ البحث فقد صاغ الباحث عدة فرضٌات ٌهدؾ الى التحقق منها مٌدانٌا و
هً كاآلتً :
ٌ – 1عكس صراعات العمل الكثٌر من الحقابق المرتبطة بطبٌعة المناخ التنظٌمً.
ٌ – 6تحدد حسم بعض الصراعات العمالٌة حسب مستوى فعالٌة التمثٌل النقابً فً
المإسسة .
()2 و الختبار هذه الفرضٌات اختار الباحث المنهج الوصفً بهدؾ :
-تتبع مواصفات الظاهرة مجال الدراسة من حٌث المطالب العمالٌة و كٌفٌة التعامل معها
من طرؾ االدارة او صاحب العمل.
()1رفٌق قروي /عالقات العمل فً المإسسة الجزابرٌة دراسة سوسٌولوجٌة ألشكال الصراع فً ظل الخوصصة /مذكرة لنٌل شهادة دكتوراه
2010م. الدولة فً علم اجتماع تنظٌم و عمل /قسم علم االجتماع /كلٌة العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة /جامعة عنابة /
()2رفٌق قروي /المرجع السابق ص . 159
27
-قدرة المنهج على توضٌح الخصابص و الممٌزات للشًء الموصوؾ معبرا عنها بصورة
كمٌة و كٌفٌة.
و كانت االداة الربٌسٌة للمنهج عبارة عن استمارة وجهت الى العمال المبحوثٌن بهدؾ
جمع المعلومات عن الظاهرة محل الدراسة.
و عند رصد النتابج و تحلٌلها توصل الباحث الى العدٌد من النتابج نذكر منها ما ٌهم
البحث الحالً :
ٌ - )1عانً عمال المإسسة مكان البحث من جملة من المشكالت المهنٌة و االجتماعٌة ,
عدم تهٌبة ظروؾ العمل ,عدم تناسب االجر مع الجهد المبذول ,المضاٌقة فً مكان العمل,
تحقٌق المطالب بصورة جزبٌة ,الفروق بٌن العمال ,و بخاصة بٌن عمال االدارة و العمال
المباشرٌن لإلنتاج من حٌث االستفادة من العالوات و المزاٌا و الخدمات ...
ٌ - )2شعر العمال بعدم االستقرار فً العمل ,و ٌواجهون مشكالتهم بصورة جماعٌة ,و
ٌستخدمون اسلوب االحتجاج و االضراب كوسٌلة فعالة لتحقٌق المطالب.
ٌ - )3تم االتصال باإلدارة و النقابة عن طرٌق المشرؾ المباشر ,و ٌتم اتصال االدارة
بالعمال عن طرٌق الملصقات فً ؼالب االحٌان.
نخلص الى ان الدراسة تناولت عالقات العمل ضمن اطار الخوصصة فً المإسسة
الصناعٌة.
لقد جاءت الدراسة اثناء تحول المإسسة من القطاع العام الى القطاع الخاص ,و الشك
ان ذلك ٌظلً بظالله على كافة المستوٌات اإلدارٌة ,النقابٌة ,العمالٌة ,لكونها فً طور
التجدٌد ,و لم ٌمض عن هذا التحول وقتا طوٌال الكتساب الخبرة و التجربة ,فالمإسسة
بكامل هٌاكلها فً طور التجرٌب وعلى ذلك فهً فً حالة عدم استقرار .
28
ففً دراسة لمهدي معٌوؾ اجرٌت بنفس المإسسة و على نفس العمال و ذلك سنة
,2002بٌن من خاللها رضا العمال عن النقابة و عن المإسسة ككل ,و اشار لنوع
الخ (.)1 االستقرار الذي ابداه العمال فً العمل و الى رضاهم عن تحقٌق مطالبهم....
نستفٌد من دراسة رفٌق قروي كدراسة سابقة فً الجانب المنهجً و بعض النتابج التً
ٌمكن مقارنتها بنتابج البحث الحالً حول النقابة و دورها فً المإسسة الصناعٌة الجزابرٌة.
اجرٌت الدراسة المٌدانٌة بمإسسة الفاسٌد ( اٌسبات – عنابة ) و ذلك سنة 2002م.
هدفت الدراسة الى محاولة كشؾ الكٌفٌة التً تتبعها النقابة ( نقابة الفاسٌد ) تجاه مشكلة
االجور.
ركز الباحث فً دراسته على ما لألجر من عالقة برفع المستوى المادي و االجتماعً
للعامل ,و من ناحٌة اخرى فهو ٌإدي الى رضاه عن عمله و استقراره و تكٌفه ..
من هنا تهتم النقابة و المإسسة بوجوب وضع سٌاسة استراتٌجٌة لهذا المطلب الهام.
و لهذا فقد وضع الباحث عدة تساإالت ٌسعى لإلجابة عنها من خالل بحثه الحالً ,و
تتمثل فً :
()1مهدي معٌوؾ /عالقات العمل بالمإسسة العمومٌة /مإسسة نقاوس للمصبرات – باتنة /نموذجا /رسالة ماجستٌر /قسم علم االجتماع تنظٌم
وعمل /كلٌة العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة /سطٌؾ 2003 /م.
()2بومقورة نعٌم /السٌاسة النقابٌة تجاه االجور /رسالة مقدمة لنٌل شهادة الماجستٌر /قسم علم االجتماع /جامعة منتوري /قسنطٌنة 2005م.
29
– 2ما المكانة التً ٌحتلها االجر ضمن المطالب العمالٌة ؟
و الختبار فرضٌة البحث اختار الباحث المنهج الوصفً ,حٌث ٌمكنه من تشخٌص
السٌاسة التً تنتهجها النقابة تجاه االجور و بالتالً ٌقؾ على مختلؾ المعوقات التً تحد من
سٌاسة االجور.
و كانت اداة المنهج الربٌسٌة لجمع المعلومات هً عبارة عن استمارة هدفت الى جمع
المعلومات و المعطٌات من مٌدان البحث.
– 4لٌس للنقابة اجور ,و لكنها تطمح الى سٌاسة تكفل لها بخلق التوازن بٌن المجهود الذي
ٌبذله العمال و كمٌة االجور التً ٌتلقونها.
30
تكشؾ الدراسة عن عامل هام فً حٌاة العاملٌن ,و مٌكانٌزم هام لدفع النقابة بالتحرك و
بذل نشاط اكبر من اجل خلق الرضا و االستقرار فً العمل و القضاء على المظاهر السلبٌة
فً العمل ,و لهذا فكلما كانت سٌاسة النقابة واضحة و فعالة فً هذا المنحى ,فإنها بال شك
تكون ناجحة تقوض مشكالت كثٌرة فً مجال العمل.
تفٌدنا نتابج معطٌات هذه الدراسة و التً تناولت السٌاسة النقابٌة تجاه االجور فً :
– 2كونها تكشؾ عن جانب هام من عمل النقابة أال و هو " االستراتٌجٌة و وسابل تحقٌق
المطالب " و هذا ٌضفً نوعا ما على مقارنة النتابج التً ستتوصل الٌها فً هذا البحث.
()1 – 3دراسة خالد حامد " نزاعات العمل فً ظل التحوالت االقتصادٌة الجزابرٌة "
هدفت الدراسة الى محاولة فهم و تفسٌر ظاهرة نزاعات العمل اثناء التحوالت
االقتصادٌة التً تمر بها المإسسة الصناعٌة بالجزابر من خالل العدٌد من االهداؾ الجزبٌة
لموضوع البحث و التً تتمثل فً :
)2تحدٌد وضع العامل بالمإسسة مكان البحث و طبٌعة تفاعله داخلها .
)6معرفة اهمٌة الدور التمثٌلً للنقابة و فعالٌته فً تسوٌة نزاعات العمل و تحقٌق المطالب.
()1خالد حامد /نزعات العمل فً ظل تحوالت المإسسة االقتصادٌة الجزابرٌة " مذكرة دكتوراه الدولة " /علم اجتماع التنمٌة و التؽٌٌر االجتماعً
قسم علم االجتماع /كلٌة االداب و العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة /جامعة عنابة – 2007م.
31
)7معرفة االسالٌب التً تتبعها النقابة فً تاطٌر العمال و تعببتهم فً سبٌل الحصول على
مطالبهم المنشودة.
و كان منهج الدراسة " وصفٌا " استعملت االستمارة كؤداة ربٌسٌة له .قصد جمع
المعلومات من مٌدان البحث.
ٌ )1عبر العمال عن اوضاعهم و مشاكلهم بوسابل مختلفة .كالمطالب ,التظلمات ,نزعات
العمل الفردٌة و الجماعٌة.
)3تتؤثر نزعات العمل بالمرجعٌة القانونٌة التً تحكم و تحدد قواعد ممارستها و بموازٌن
القوى بٌن اطراؾ النزاع.
و عند اختبار الفرضٌات توصل الباحث الى العدٌد من النتابج نذكر منها ما له عالقة
بالبحث الحالً :
– 1االضرابات كوسٌلة للمطالبة بالحقوق العمالٌة ,اصبحت السمة الربٌسٌة و البارزة فً
حٌاة العمال.
32
– 2اوضاع العمال التً ٌعٌشونها سواء كانت اجتماعٌة كعالقات العمل او اقتصادٌة كالقوة
الشرابٌة او مهنٌة كالتدرٌب و االختٌار المهنً ..مإشر حقٌقً لنزاع العمل فً المإسسة
االقتصادٌة الجزابرٌة.
– 3ترجع عوامل الصراع العمالً الى القوانٌن التً تحدد الحقوق و الواجبات ,وتحدد
قواعد ممارسة هذه القوانٌن و كذلك ثقل اطراؾ النزاع ( العمال ,اإلدارة ,النقابة ).
– 4اهم المطالب العمالٌة هً مطالب مادٌة اكثر منها ادبٌة على راس تلك المطالب :
األجر ,العالوات و المكافآت و الحوافز ,الخدمات االجتماعٌة.
– 6دور النقابة التمثٌلً دور ضعٌؾ لعدم وجود الشفافٌة و وضوح االهداؾ و ؼموض
البرامج و تفضٌل االطارات عن باقً االصناؾ المهنٌةٌ ...نعكس ذلك على قدرته فً
تسوٌة نزاعات العمل.
– 7هناك جملة من االسباب التً تتبعها النقابة فً تاطٌر العمال و تعببتهم للوصول الى
تحقٌق مطالبهم و اهدافهم من هذه األسالٌب ,عقد االجتماعات الدورٌة ,النشرٌات للتوعٌة,
الثقافة العمالٌة و دور المكتبة ....
33
-خوفهم من عدم مواكبة التؽٌٌر خاصة عدم حصولهم على تكوٌن و تدرٌب مهنٌٌن
ٌحافظون به على االقل على مناصب عملهم و ال ٌتعرضون الى تنزٌلهم فً الترقٌة
و الرتبٌ ..نعكس ذلك على انخفاض االجور و تدهور القدرة الشرابٌة.
اذ ربما تكون هذه االسباب مدعاة للصراع و النزاع فً المإسسة .
ب – نقابة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن كنقابة ربٌسٌة تعتبر الى حد ما تابعة للدولة
باعتبار ان استقاللها حدٌثا .و هً متشبعة بعملٌة التسٌٌر التً ٌحكمها تارٌخ نضالً طوٌل.
فلٌس من السهل علٌها تؽٌٌر انماط التسٌٌر و عقلٌة الماضً بعقلٌة جدٌدة تواكب
الدٌمقراطٌة و العقالنٌة.
و على ذلك فهما مإشران صحٌحان ٌجب دراستهما و توجٌههما نحو االفضل و
االصح حتى نضمن الرقً.
ٌتحدد كل ذلك بمدى قدرة النقابة على التفاوض و على التعببة و التاطٌر و التوعٌة ,و
ال شك ان هذه القدرة مصدرها التجربة و التً تكسبها القدرة على التسٌٌر و التحكم و زرع
الثقة فً العمال و مهارة االستجابة لتلبٌة حاجات العمال و تحقٌقها بما ال ٌتناقض مع
االهداؾ العامة .
ان هذه المواصفات تبرهن على مقدرة النقابة على الهٌكلة و التنظٌم و نوعٌة المطالب
العمالٌة وفً اسالٌب تحقٌقها !
34
- 7فرضٌات البحث :
استنادا الى ما ذكرناه سابقا و تحقٌقا ألهداؾ الدراسة جاءت فرضٌات البحث و مهما
ٌكن فان الفرضٌة لٌست قانونا علمٌا و انما هً تقدٌر او استنتاج مبنً على معلومات سابقة
او نظرٌة او خبرة علمٌة محددة ٌ ,قوم الباحث بصٌاؼتها و تبنٌها مإقتا لتفسٌر بعض
الحقابق او الظواهر التً ٌالحظها و ٌسترشد بها الباحث اثناء البحث و الدراسة التً ٌقوم
(.)1 بها .بمعنى انها تمثل اجابات محتملة او مبدبٌة لتساإالت البحث
و علٌه فقد تمت صٌاؼتها بناء على تساإالت االشكالٌة و مإشراتها فً شكل فرضٌة
عامة و فرضٌات اخرى جزبٌة على النحو التالً :
{{ ٌتحدد دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بجملة من العوامل كالهٌكلة و التنظٌمٌة و
نوعٌة المطالب و االسالٌب المستخدمة لتحقٌق االهداؾ }} .
{{ ٌتؤثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بمدى قدرتها على الهٌكلة }} .
{{ ٌتؤثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بقدرتها على التنظٌم }} .
{{ ٌتؤثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بنوعٌة المطالب العمالٌة }} .
ٌتاثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بنوعٌة االسالٌب المستخدمة لتحقٌق {{
االهداؾ}} .
35
36
انفظم انضبَٙ
انُمبثخ ف ٙانؼبنى
37
المبحث الثالث :نظرٌات النقابات العمالٌة
– 1النظرٌة االجتماعٌة
– 2النظرٌة االخالقٌة
– 3النظرٌة الثورٌة
– 4النظرٌة السٌكولوجٌة
38
المبحث االول :لمحة عن ظروف نشاة النقابة العمالٌة
39
المبحث االول :لمحة عن ظروف نشاة النقابة فً بعض دول العالم
إن نشوء الحركات العمالٌة و النقابٌة فً العالم مرتبطة بشكل وثٌق بانتصار النظام
الرأسمالً و ازاحة النظام اإلقطاعً ،وسٌطرة الرأسمالٌة كنظام اقتصادي و اجتماعً.
و من خالل االطالع و دراسة تارٌخ نشوء الطبقة العاملة نجد أن نضاالتها األولى
كانت عفوٌة و بعضها توجه لتحطٌم اآللة متصورا أنها سبب الذي حل و ٌحل بها و لم
تتوصل الى جوهر االستؽالل للرأسمالٌة و أصحابه القلة ،و لقد امتازت نضاالتها العفوٌة
بؤشكال متنوعة و مختلفة.
لقد ادى االستٌاء من االستؽالل الرأسمالً اضافة الى وجود البطالة و مبدأ الحركات
اإلضرابٌة التً كانت هً األخرى ؼٌر منظمة الى ظهور محاوالت لتنظٌم العمل فً سبٌل
الدفاع عن حقوق العمال من جشع الرأسمالٌة ،و أثناء هذه النضاالت و االضرابات
تطورت الحركة العمالٌة مما ادى الى تؤسٌس الجمعٌات و النقابات ،حٌث تم تعرٌفها
ببوادر الحركة العمالٌة.
ان نشوء الحركة النقابٌة فً العالم و تطورها كان مختلفا و حسب الظروؾ التارٌخٌة
الملموسة لكل بلد من البلدان ،و هذا ما سنحاول معرفته فً هذا الفصل من فصول البحث.
40
- 1فً اوروبا الغربٌة :
ٌجمع مإرخو الحركة العمالٌة أن النقابة تنظٌم عمالً نشؤ على أنقاض الطوابؾ
الحرفٌة التً تفككت مع رٌاح التؽٌٌر التً صاحبت قٌام الثورة الصناعٌة فً أوروبا الؽربٌة
مهدها األول ،كان من نتابجها األولٌة تؽٌٌر نظام االنتاج كرسه انتصار الطبقة البورجوازٌة
()1 الصاعدة و تفسخ االقطاع.
لقد كانت انجلترا فً القرن السادس عشر دولة صؽٌرة ال ٌزٌد عدد سكانها عن ثالثة
مالٌٌن نسمة و لكن فً تلك الحقبة بالذات ظهر نهوض ملحوظ فً اقتصادها ،و بفضل
هذه العملٌة و بعد ثالثة قرون أصبحت من أهم البلدان الصناعٌة المتطورة و المتقدمة على
أكثرٌة البلدان االخرى ،هذا التطور أدى إلى تؽٌٌر البنى التقلٌدٌة و سمح باالنتقال الى حالة
اجتماعٌة جدٌدة "حالة المجتمع الصناعً" ،و أخذ العمال بعدا مفهمٌا جدٌدا صارت
الصناعة الناشبة تستقطب القوى العاملة ،و تركزها فً مساحات أقل اتساعا " المصانع"
و أصبح العمل أكثر تنظٌما و مراقبة و لم ٌعد العامل سوى بابعا لقوة عمله فً سوق
العمل ،لٌتحول ملكا ألرباب العمل مدة العمل التً تحدد من طرفهم.
()1ادرٌس بالكعٌبات /اتجاهات العمال نحو النقابة /رسالة مقدمة لنٌل شهادة الماجٌستٌر فً علم االجتماع الصناعً /معهد علم االجتماع /جامعة
قسنطٌنة 1987 /ص . 8
(*)مٌشال كروزٌه ) 2013 – 1922 ( michel crozierعالم اجتماع فرنسً من اهم مإلفاته التحلٌل االستراتٌجً للتنظٌمات .
()2جورج فرٌدمان /رسالة فً سوسٌولوجٌة العمل /ترجمة حسن حٌدر /ط / 1منشورات عوٌدات /بٌروت / 985 /ص . 216
41
إن التحوالت الملمح لها فً قول "كروزٌه" تمثلت فً انتشار العمل اآللً و اظهار قٌمة
العمل الصناعً فً الخلق و االبداع و انتاج الثروات المختلفة.
مما فتح مجال المنافسة بٌن أرباب العمل لزٌادة رإوس أموالهم و تحقٌق مزٌدا من
األرباح كما ساعد هذا التحول االستؽناء عن المهارات التً كانت سابدة فً ظل النظام
الحرفً و تحرر العمال من األعمال الشاقة مما سهل تشؽٌل النساء و األطفال مقابل أجور
زهٌدة لمدة عمل تصل الى ثمانٌة عشرة ( )18ساعة فً الٌوم ،و لذلك عاش العمال الذٌن
جذبهم العمل الصناعً كل مظاهر االستؽالل النعدام أدنى شروط الحماٌة و امتالك ارباب
العمل سلطة مطلقة فً المصنع ،فهم الذٌن ٌشؽلون العمال و ٌحددون أجورهم و مدة عملهم،
كما ٌفصلونهم عن العمل متى شاءوا ،لذلك كثٌرا ما كان ٌسرح العمال خالل االزمات
االقتصادٌة ،و ذلك بعد استهالك قوة عملهم او فً حالة تعرضهم لحوادث العمل او
()1 االمراض المهنٌة.
و علٌه نضجت الدعوة لمقاومة الطبقة العاملة للرأسمالٌة و الوقوؾ فً وجه سٌاستهم
االستؽاللٌة التعسفٌة المبنٌة على النهب و وفق مصالحها.
فً ظل هذه االوضاع دشن العمال صراعا مع ارباب العمل لتحسٌن ظروفهم و
اوضاعهم المهنٌة و االجتماعٌة و اثبات وجودهم ،و لهذا الؽرض تؤسست جمعٌات عمالٌة
بالرؼم من الحضر الممارس من قبل الحكومات حاولت تؤطٌر العمال و تنظٌمهم للدفاع عن
مصالحهم المهنٌة و االجتماعٌة و التخلص من االستؽالل الرأسمالً و تشكٌل أحزاب
عمالٌة تسعى للوصول الى السلطة.
()1جان بٌارٌو /الثورة الصناعٌة /ترجمة ابراهٌم خوري /منشورات وزارة الثقافة /دمشق / 1975 /ص . 99
42
كما ؼذت مظاهر الصراع هذه ظهور االفكار الثورٌة لدى العمال نتٌجة إلسهامات
الرواد األوابل للحركة العمالٌة مثل " روبرت أوٌن ")*( Robert Owenالذي ٌعتبر اول
من اعطى صورة متكاملة عن المصنع بوصفه مجتمعا صؽٌرا و من ثمة ضرورة االعتناء
()1 بظروؾ العمل المهنٌة و االجتماعٌة.
كانت البداٌة و سبل مكافحة االستؽالل الرأسمالً قد بدأ بتحطٌم اآللة من قبل العمال
الٌدوٌٌن الذٌن لعبت األلة دورا كبٌرا فً بطالتهم و ضربت العدٌد من المعامل ،و تمٌزت
هذه الفترة بقٌام العمال باإلضرابات و المسٌرات و التمردات.
إن حركة تحطٌم اآلالت و إن كانت قد أؼنت كفاح الطبقة العاملة االنجلٌزٌة و اكتسابها
تجربة نضالٌة جدٌدة ،إال أنها كانت فً الواقع مإشرا على عدم ادراك العمال السبب
االساسً فً شقابهم أال و هو االستؽالل الرأسمالً و لٌس اآللة بالذات.
و من خالل هذه التجربة التً اكتسبها العمال انتشرت حركة نتٌجة هذا الصراع تإمن
بامتالك اآللة بدل تحطٌمها ،و كانت هذه الحركة بداٌة لوعً العمال الطبقً ،و منذ أن
ارتبط العمال بصورة فعلٌة بؤدوات العمل تطور مفهوم العمل اإلضرابً و نشوء النقابات
الحدٌثة.
ظهرت النقابات العمالٌة األولى فً النصؾ األول من القرن الثامن عشر و بالتحدٌد
سنة )2( 1720فً برٌطانٌا عندما " تجرأ " عمال ٌشتؽلون فً الخٌاطة و ألول مرة فً
التارٌخ على رفع مظلمتهم إلى البرلمان ،و قد جاء فٌها " :إن عمال الخٌاطة فً المدن و
ضواحٌها الذٌن ٌزٌد تعدادهم على سبعة آالؾ تنادوا لتؤلٌؾ جمعٌة بقصد زٌادة أجورهم و
تخفٌض ٌوم عمل ساعة واحدة و. ...
()1عبد المنعم الجبلً /تارٌخ الحركة العمالٌة و النقابٌة فً العالم /مكتبة النهضة /بؽداد /بٌروت /بدون طبعة /بدون تارٌخ /ص . 31
()2جورج لوفران /الحركة العمالٌة فً العالم /ترجمة الٌاس مرعً /منشورات عوٌدات /بٌروت /بارٌس / 1980 /ص . 9
(*)روبرت اوٌن / ) 1858 – 1771( Robert Owenمنظر اجتماعً انجلٌزي ٌنحذر من اسرة متواضعة فً وٌلز و ٌعد من رواد المبشرٌن
باالشتراكٌة فً العالم .
43
و من أجل تحقٌق هذا الهدؾ دون كل واحد منهم اسمه على سجالت وضعت لهذه
الؽاٌة فً المتاجر أو فً مراكز االجتماعات التً ٌترددون علٌها و جمعوا مبالػ محترمة
(.)1 تساعدهم على الدفاع عن أنفسهم فً حالة تعرضهم للمالحقات
ثم تبع ذلك محاوالت أخرى لنفس الؽرض فً قطاعات صناعٌة مختلفة لكن القت هذه
المحاوالت التً قام بها العمال معارضة شدٌدة من طرؾ الدولة و ارباب العمل على حد
سواء رؼم محدودٌة مطالبها.
و لمواجهة هذه المعارضة أعطى العمال تسمٌات مختلفة لهذه التنظٌمات مثل جمعٌات
مساعدة العمال ،نوادي الصداقة( )friendly clubsو ذلك بهدؾ اعطابها طابعا إنسانٌا ،
ٌتمثل فً تضامن العمال و تقدٌم المساعدات الخٌرٌة لهم. ...
و قد تجسدت تلك المعارضة على الخصوص فً القوانٌن التً تمنع تكوٌن النقابات،
(. )2 ففً برٌطانٌا مهد الثورة الصناعٌة صدر قانون ٌ 1718منع انشاء الجمعٌات
و قد سجلت اضرابات عدٌدة لؽرض الحصول على حق تشكٌل الجمعٌات النقابٌة ال
سٌما أمام تعنت الحكومات و البرجوازٌة.
ففً انجلترا تحصل العمال على حق و حرٌة تشكٌل الجمعٌات العمالٌة سنة 1829بعد
صراع مرٌر مع البرجوازٌة حٌث بقً البرلمان االنجلٌزي ٌعارض وجود الجمعٌات ال
سٌما عند بروز الحركات االحتجاجٌة للعمال و فً عام 1834شكل زوبرت أوٌن ،تجمع
نقابً وطنً بلػ عدد المنخرطٌن فٌه 500.000ألؾ عامل .
44
وقد شهدت فترة ما بٌن ( )1890-1848تشكٌل نقابات مهن حاولت منع العمال ؼٌر
المإهلٌن الحصول على مناصب العمال المإهلٌن ،و كونت صنادٌق التعاون ٌستفٌد منها
عمالٌة حسب المهن المنخرطٌن فً النقابة ،وعلى أثر هذه المبادرات تؤسست جمعٌات
(اتحاد عمال المناجم ،المكانٌك) ٌلتقً ممثلٌهٌم فً هٌكل ؼٌر رسمً الى ؼاٌة 1890أٌن
ظهرت جمعٌات أخرى توسعت لعمال الموانا و السكك الحدٌدٌة عرفت باالتحادات المهنٌة
1871و اتخذت أشكال فٌدرالٌات تجمعت فً مجالس ثم االعتراؾ بها رسمٌا سنة
لالتحادات المهنٌة سنة . )1(1900
و تحت تؤثٌر النقابات البرٌطانٌة تؤسست نقابات عمالٌة فً البلدان األروبٌة و قد كانت
ظروؾ التؤسٌس متشابهة تقرٌبا لٌس على نطاق أروبا فحسب بل فً بلدان عدٌدة من العالم.
1870 - 1830حٌث استطاع عمال صناعة القبعات ففً المانٌا توسعت ما بٌن
تشكٌل أول نقابة ثم تلتها نقابات أخرى انتهت سنة 1848الى تؤسٌس 250نقابة لكن أمام
التفكك السٌاسً األلمانً و تؤسٌس الجمعٌات العمالٌة المعارضة لكً تدخل من قبل الدولة
تفرقت هذه النقابات عام .1854
و بعدها تؤسست الجمعٌات العمالٌة بتاثٌر اشتراكً التً كانت من أهدافها خلق
تعاونٌات انتاجٌة تدعمها الدولة كما أعطت للعمل السٌاسً اهمٌة فً برامجها و أعمالها
النضالٌة ،كما أنه نظرا لسٌطرة العالقات الحرفٌة فً ألمانٌا بحكم أن الطبقة العاملة سنة
1855لم تكن تشؽل سوى %04من مجموع الفبات النشٌطة جعلت النقابات األلمانٌة
اصالحٌة فً حركاتها و استراتٌجٌة عملها.
()1عبد المنعم الجبٌلً /تارٌخ الحركة النقابٌة و العمالٌة فً العالم /مرجع سابق /ص . 23
45
كما عرفت النقابة فً ألمانٌا ثالثة اتجاهات تؤثرت بالوضع السٌاسً فاالتجاه االول
اشتراكً بٌنما االتجاه الثانً كان منبثقا عن اللٌبرالٌة فً حٌن تؤسس االتجاه الثالث عام
1894بعد ظهور النقابات الكاثولٌكٌة ،توسعت عام 1899لتضم اتحاد مهنً ٌضم عمال
المناجم المسٌحٌٌن عرؾ باالتحاد العام للنقابات المسٌحٌة.
اما فرنسا التً تعتبر أحد الدول المتقدمة فً التطور الرأسمالً و بعد انتصار الثورة
الفرنسٌة التً قامت باسم الحرٌة و العدالة و ضحى العمال من أجل انتصارها صدر قانون
()2 "لوشٌلٌه" عام 1791الذي ٌمنع انشاء الجمعٌات و التنظٌمات المهنٌة و تحرم اإلضراب.
عانى العمال بإسا و شقاءا و انخفاض فً االجور و ازدٌاد ظروؾ العمل سوءا خاصة
أن أحد النصوص فً القانون السابق ،كان ضد زٌادة األجور.و قد استندت السلطات فً
ذلك على زعم مإداه أن النقابات تشكل عابقا فً سبٌل تحقٌق المنافسة فً سوق العمل و
بالتالً أمام التطور االقتصادي .
و ما بٌن 1885 -1884استطاع العمال تشكٌل الفٌدرالٌة المحلٌة و الجهوٌة للمهن ،
ثم فً سنة 1886وصلت الى أن تنظٌم اتحاد وطنً وكآخر مرحلة لظهور النقابات فً
تارٌخ فرنسا أي الكنفدرالٌة العامة للشؽل ( )CGTجاءت بعد مإتمر ( )LIMOGESاٌن
توحدت كل الفدرالٌات.
(1)George Lefranc / Le syndicalisme dans le monde / Editions que sais je ? / T1 / 1975 / p 17 .
46
- 2فً الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة :
وبعد الثورة ومع التطور التقنً الذي سمح بظهور مصانع كبرى ضمت أعداد هابلة
من العمال بعد أن هاجرت من أوروبا الى القارة الجدٌدة مشكلة بدلك نواة برولٌتارٌة
متؤثرة بؤفكار ونظرٌات االشتراكٌن الخٌالٌن األوروبٌٌن .
إن التطور الصناعً وما نتج عنه من توسع فً األسواق ونشوء المإسسات الفردٌة
والمنافسة بٌن المالك الرأسمالٌٌن خفض األجور وارتفعت ساعات العمل ...ولمواجهة هذه
األوضاع كون العمال المنظمات العمالٌة األولى لقد شهدت هذه الفترة العدٌد من اإلضرابات
واالحتجاجات طالب العمال خاللها بتحسٌن ظروؾ العمل رفع األجور وتخفٌض ساعات
العمل وتم تؤسٌس أول نقابة عملٌة سنة )1( 1792وتشكلت بعدها نقابات أخرى متفرقة خالل
السنوات األولى من القرن التاسع عشر.
ؼٌر أن هذه التنظٌمات النقابٌة سرعان ما نهارت نتٌجة األزمة االقتصادٌة التً
شاهدتها الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة سنة 1837ولكن سرعان ما عاودت الحركة النقابٌة
تنظٌم نفسها وفق لالتحادات العمالٌة البرٌطانٌة تحت اسم "فرسان العمل" وفً حوالً
1870لجؤ الفرسان الى السعً للمساومة الجماعٌة مع أصحاب العمال لتخفٌض ساعات
العمل وتطبٌق ٌوم عمل من ثمانً ساعات باإلضافة إلى تحسٌن ظروؾ العمل.
47
طوال القرن التاسع عشر فً الدفاع عن المصالح االجتماعٌة والمهنٌة للعمال وانتزاع حق
العمال . الممارسة النقابٌة من أرباب العمل وسعٌها لرفع أجور
و ٌمكن ذكر بعض النماذج االجتماعٌة لتوضٌح دور النقابة فً هذه المجتمعات مع
التركٌز على النموذج السوفٌاتً و النموذج الٌوؼسالفً نظرا لكونهما ٌمثالن تقرٌبا
الخصابص المشتركة لهذه المجتمعات.
1870فً روسٌا تكوٌن لقد نتج عن االضرابات العفوٌة التً شنها العمال عام
جماعات من العمال على شكل نقابات تطالب بحق العمال فً الراحة و زٌادة األجور و
الخدمات االجتماعٌة.
لقد انبثقت النقابات الروسٌة بعد تؤسٌس الحزب الماركسً للطبقة العاملة و سارت
عملٌة تكوٌنها تحت قٌادة مباشرة ( ، )1و بفضل الدفاع المثابر عن مصالح الطبقة العاملة
استطاع الحزب الماركسً فً روسٌا الذي كان وثٌق االرتباط بالطبقة العاملة و ادخل علٌها
الوعً االشتراكً أن ٌنال سمعة حكم فً أوساط النقابات.
()1اوتكٌن /ما هً النقابات ؟ /مكتبة االسد /دمشق /دون طبعة /دون تارٌخ /ص . 16
48
عند خرٌؾ عام 1917لحظة انتصار ثورة اكتوبر التً تعتبر اول ثورة على النظام
1848تحددت أهداؾ النقابة و أصبح الرأسمالً منذ االعالن عن البٌان الشٌوعً سنة
( " )1تمر بؤعظم انعطاؾ فً دورها جدٌد من الناحٌة النوعٌة ،فهً على حد قول لٌنٌن
نشاطها كله و تصبح البانٌة الربٌسة للمجتمع ،ألنه ال ٌمكن ان ٌبنى المجتمع الجدٌد ؼٌر
الجماهٌر المتعددة المالٌٌن".
و منذ انعقاد مإتمرها األول -فً ظل النظام االشتراكً -تحددت أهدافها فً المشاركة
مع هٌبات أجهزة الدولة فً بناء االشتراكٌة فً االتحاد السوفٌاتً.
و ٌبدو دور النقابة خاصة من خالل تنظٌم المإسسات حٌث ٌشترك الفرع النقابً
باإلطاحة الى أمٌن الحزب و المدٌر فً تسٌٌرها.
إن النقابات السوفٌاتٌة تنظم نفسها فً مإسسات لٌست ملكٌة خاصة كما فً النظام
الرأسمالً بل هً ملك للمجتمع بؤسره وهً تعمل فً مجتمع تعود فٌه الدولة لتشؽٌله وتدعم
النقابات بمختلؾ األشكال بالدرجة األولى بإعطابها مساعدات مادٌة كما تضع تحت تصرفها
أماكن لعملها تزودها بحقوق واسعة باإلضافة إلى إعطابها فرض المبادرة التشرٌعٌة .
()1المجتمع و االنسان /كل فً خدمة االخر /دار التقدم /موسكو /رقم / 18 – 655ص . 81
()2خٌر الدٌن حسٌن /مساهمة العمال فً االدارة فً الوطن العربً /دار الطلٌعة /بٌروت /ط / 1971 / 1ص . 4
49
والمالحظ على تسٌر المإسسات السوفٌتٌة هو ظهور سلبٌات كثٌرة و مٌالد طبقة
بٌروقراطٌة تتكون من اإلدارٌٌن والحزبٌن تتمتع بكل االمتٌازات المختلفة وكذا وجود
فوارق كبٌرة فً األجور ناتجة عن عدم تطبٌق معاٌٌر موضوعٌة لتحدٌدها فاإلطارات
ٌتقاضون أجورا تقل عن نصؾ أجور سابقٌن الحافالت .
مما أفرز اختالالت فً تسٌر المإسسات كان لها األثر المباشر على األوضاع المهنٌة
واالجتماعٌة للعمال وبروز صراعات وتذمرات لدى العمال تمثلت فً االحتجاجات
واإلضرابات والتؽٌبات وؼٌرها رؼم االجراءات القمعٌة الممارسة ضدهم.
أما فً ٌوؼسالفٌا فقد عرفت نظام التسٌٌر الذاتً للمإسسات بواسطة مجالس العمال
حٌث ٌتمٌز هذا النوع بإعطاء المإسسات نوعا من الالمركزٌة فً تسٌٌر شإونها ،و ذلك
بمنحها نوع من االستقاللٌة فً تنظٌم العمل ،االنتاج ،التوظٌؾ ،الخ ،لكن تبقى اإلدارة
تبقى هً صاحبة سلطة اتخاذ القرار على مستوى المإسسات وهذا ما اكدته النقابة سنة
()1 ،1975باظهارها هٌمنة التكنوقراطٌة على تسٌٌر المإسسات.
لقد قامت بعض المجتمعات االشتراكٌة باصالحات اقتصادٌة لمواجهة المشكالت التً
أفرزها تطبٌق النظام االشتراكً بهدؾ تنظٌم المإسسات و اعطابها فعالٌة أكثر فً التسٌٌر
و االنتاج ،ؼٌر ان سٌطرة الطبقة البٌروقراطٌة شكل ضؽطا مستمر على اي محاولة
اصالح تمس مركزها.
و فً بولونٌا ادت اصالحات 1973التً كانت تهدؾ الى تحسٌن االوضاع االجتماعٌة
و المهنٌة للعمال و تنشٌط االستثمار باالعتماد على االستدانة الخارجٌة الى نتابج عكسٌة
بحٌث زادت اوضاع العمال تردٌا و نتج عنها عجز مالً فً مٌزانٌة الدولة (. )2
(1)Yvan Craipeau / Ces pays que l’en dit socialistes / edition presse de l’imprimerie cobiere / paris /
1982 p 27 .
50
مما مهد الى احداث سنة 1981و تؤسٌس " نقابة تضامن" المستقلة من طرؾ العمال
التً تحولت فٌما بعد الى حزب سٌاسً معارض تمكن فً النهاٌة فً اسقاط النظام
االشتراكً فً بولونٌا.
ان انهٌار االنظمة االشتراكٌة فً اوروبا الشرقٌة التً تعٌش اآلن فترة انتقالٌة فً
تارٌخها و تحوالت عمٌقة و ذلك بتبنٌها النظام االقتصادي الحر ،مما سٌعٌد تشكٌل بناءها
المجتمعٌة على أسس و معاٌٌر سٌاسٌة ،اقتصادٌة ،ثقافٌة ،و اجتماعٌة جدٌدة وهً
المعاٌٌر التً ظلت مؽٌبة طوال الفترة السابقة.
من خالل ما سبق نستنتج ان المحاوالت النضالٌة من جانب الطبقة العاملة لتحقٌق
المطالب العمالٌة ،تمت فً ظروؾ االطاحة بالمجتمع االقطاعً فً فرنسا و انجلترا و فً
ظروؾ الحرب ضد االستعمار االنجلٌزي فً الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة ،و قد انتهت هذه
المحاوالت الضرورٌة و المبكرة الى الفشل نتٌجة وضعها المختلؾ و ضعفها النعدام
الظروؾ االقتصادٌة و االجتماعٌة و السٌاسٌة المالبمة لتحرٌرها ،...و كما انها لم تكن
مسلحة بعد بنظرٌة علمٌة متكاملة فً المجتمع ،و كانت نظرٌاتها الثورٌة خٌالٌة و ممتلبة
بؤفكار عن الزهد و التقشؾ و بؤفكار فجة عن المساواة االجتماعٌة هذا من ناحٌة و من
ناحٌة اخرى فلم ٌكن للطبقة العاملة بعد تنظٌمها السٌاسً و النقابً القادر على تنظٌم
جماهٌر الطبقة العاملة و قٌادة معاركها ضد الرأسمالٌة.
أما التنظٌم العمالً المبكر و الذي لم ٌكن قد اتخذ بعد شكل التنظٌم النقابً الحدٌث كان
تنظٌما عمالٌا حمل كل السمات الجٌنٌة للتنظٌم النقابً و أسالٌبه النقابٌة حٌث أن هذه
الروابط و الجمعٌات العمالٌة كانت تتحول بمجرد دخولها مٌدان الصراع الى تنظٌمات ذات
قدرة نضالٌة كاشفة عن الجوهر الثوري للطبقة العاملة ،و خالل العمل عرؾ التنظٌم
العمالً المبكر االشكال التنظٌمٌة المناضلة كالجان األحزاب و االحتجاج ،التً واجهتها
السلطة الحاكمة بالقمع و القهر و دلك لتدمٌر و تحطٌم أي أجنبً للتنظٌم النقابً ،و رؼم
ذلك و رؼم عدم حصول الحركة العمالٌة على تشرٌعات تحمً تنظٌمها و نضالها فً هذه
المرحلة ،فقد حققت الحركة النقابٌة نموا و اتساعا لم تشهده المرحلة السابقة و دخلت
51
صفوؾ عرٌضة لم تعرؾ من قبل التنظٌم مٌدان النضال ،و نمى الوعً الطبقً و الرؼبة
فً التنظٌم بٌن الجماهٌر العرٌضة و فً نفس الوقت الذي حققت فٌه الحركات العمالٌة نموا
داخلٌا فقد وجدت البداٌات االولى لتحقٌق الوحدة الدولٌة باتجاهها نحو العمل السٌاسً
للحصول على حق التنظٌم و حرٌة العمل و ارتباط النضال من أجل التنظٌم و حرٌة العمل
بالنضال الدٌمقراطً العام ،و بالنضال ضد دٌمقراطٌة البورجوازٌٌن التً سرٌعا ما كشفت
عن زٌؾ شعاراتها عن الحرٌة و االخاء و المساواة و حقوق االنسان ،و سرعان ما
عملت النقابات على تدوٌل نشاطها ،و ذلك بإقامة عالقات فٌما بٌنها بواسطة المإتمرات
مثل المإتمر العالمً الذي عقد فً جنٌؾ سنة ، 1866حٌث اعتبر ان تؤسٌس النقابات هً
قضٌة العمال األول ،و حتى تكتب النقابات بعدها الدولً انشبت النقابات الدولٌة مثل
االتحاد العالمً ( ) FSIمن طرؾ نقابات اوروبا الؽربٌة الرأسمالٌة ،كما أنشؤت دول
اوروبا الشرقٌة االشتراكٌة سابقا ،النقابة الحمراء كرد فعل على انشاء االتحاد العالمً(. )1
و من هذه االتحادات تطورت المفاهٌم االدٌولوجٌة التً تبنتها ،أو تؤثرت بها النقابات
بٌن الثورٌة التً تعتبر الدول الرأسمالٌة قابمة على التناقض وفق (التصور الماركسً)
ومن ثم العمل على ازالتها ،و النقابات االصالحٌة التً طورت لنفسها مفاهٌم كفكرة
(**) االقتصاد الموجه ،الدٌمقراطٌة الصناعٌة النابعة من أفكار " سان سٌمون (*) " و برودون
و ؼٌرهما.
و علٌه ٌمكن القول ان نشؤة النقابة فً مجتمعات اوروبا الرأسمالٌة ،كان ولٌد صراع
طوٌل و تضحٌات من طرؾ العمال ،ضد سلطة و حتمٌة الرأسمالٌة بمعنى ان (النقابة)
ظاهرة اروبٌة بالدرجة االولى ارتبطت نشؤتها و تطورها بنشؤة و تطور النظام الرأسمالً
نفسه ،ثم انتشرت بعد ذلك فً مختلؾ المجتمعات األخرى ،لذلك اكتسبت النقابة
خصوصٌتها و دورها فً الدفاع عن مصالح العمال من خصوصٌة المجتمع الذي تنتمً الٌه
52
و طبٌعة نظامه االقتصادي و السٌاسً و درجة تطوره الصناعً .
إن تطور و توسع الحركة النقابٌة العالمٌة أثر تؤثٌرا على عموم الحركة النقابٌة فً
بلدان ما ٌسمى العالم الثالث ،كما كان ذات تؤثٌر أٌضا على الطبقة العاملة فً األقطار
العربٌة ،فإذا كانت نشؤة النقابة فً المجتمعات األوروبٌة ارتبطت بالنهضة العلمٌة و
الصناعٌة ،حٌث كان للتطور الصناعً دورا كبٌرا فً ظهورها و بلوؼها األشكال
التنظٌمٌة و السٌاسٌة النقابٌة المعروفة حالٌا لتمثٌل العمال و الدفاع عن مصالحهم فً أنظمة
تقوم على مبدأ الحرٌة الفردٌة ،فإن النقابات فً دول العالم الثالث و الوطن العربً ظهرت
،أي بعد دخول () 1 فً معظم المجتمعات أثناء الفترة االستعمارٌة على هذه المجتمعات
الرأسمال الكولونٌالً ،حٌث بدأت النواة االولى للطبقة العاملة فً الظهور على أثر احتكاكها
بالٌد العاملة المهاجرة من البلدان االستعمارٌة الى البلدان المستعمرة و ظهور الحركات
النقابٌة ،سمح للعمال األصلٌٌن لهذه البلدان بممارسة العمل النقابً.
وجهت نضاالتها لتحسٌن الظروؾ المهنٌة و االجتماعٌة ،و رفع التمٌٌز الحاصل بٌنهم
و بٌن العمال المهاجرٌن فً مجال األجور ،و ظروؾ العمل ،ؼٌر أنها مع تصاعد المد
التحرري ناضلت الى جانب الحركات التحررٌة لتحطٌم االستعمار ،باعتبار أن تحررها
كطبقة و تحسٌن ظروفها لن ٌتم إال من خالل الحصول على االستقالل الوطنً ،و لهذا
ارتبطت منذ ظهورها بحركة التحرر الوطنً سٌاسٌا و اقتصادٌا حٌث كان العمال فً
طلٌعة مناهضً االستعمار و الساعٌن الى التحرر و ازالة اسباب التخلؾ ،و لعل هذه
الخصوصٌة التارٌخٌة هً التً تفسر تبعٌتها و اندماجها فً السلطات السٌاسٌة بعد استقالل
هذه المجتمعات.
()1احمد الرفاعً /من تارٌخ الحركة النقابٌة العربٌة /دراسة الطبقة العاملة فً البلدان العربٌة /نوفمبر / 1969العدد الثالث /الشركة الوطنٌة
للنشر و االشهار /الجزابر / 1982ص . 441
53
إن ظهور الطبقة العاملة فً دول العالم الثالث بدأ فً أواخر القرن التاسع عشر و بدأت
تتطور و تتوسع أوابل القرن العشرٌن ،و ازداد توسعها بعد الحرب العالمٌة األولى ،مما
أدى الى ظهور أحزابها السٌاسٌة ،و كذلك اتساع الحركة النقابٌة حٌث تشكلت المنظمات
والجمعٌات النقابٌة بشكل مختلؾ حٌنما نجدها تشكلت فً مصر مثال ( نقابة الحدٌد عام
،1825نجدها تؤخرت فً بلدان اخرى.
لقد كان النضال العمالً فً هذه البلدان ٌتوسع باستمرار ظهرت على أثره حركة
اضرابات واسعة تطالب بالحقوق األولٌة للعمال مثل رفع األجور ،تحقٌق ظروؾ العمل و
شروطه و ساعات العمل ...الخ .
و المالحظ ان نضال الطبقة العاملة فً دول العالم الثالث تطورت من مطلبٌة الى
نضاالت سٌاسٌة وطنٌة تضامنٌة و تحرٌرٌة شاركت فً العدٌد من المظاهرات و
االنتفاضات و قدمت تضحٌات جسام و من اجل االستقالل الوطنً و من أجل حقوقها
المسلوبة.
و ٌمكن التقرب أكثر من واقع النقابات فً دول العالم الثالث نذكر بعض النماذج من
الدول العربٌة.
ففً مصر ظهرت الصناعة فٌها منذ عهد "محمد علً " السٌما العربٌة منها فقد نشؤت
" مصانع القلعة لألسلحة " و مصانع الحوض المرصود ،و مصانع إلنتاج السلع المدنٌة
كالؽزل و النسٌج ،و مصانع السكر و مصانع الحبال و شراع السفن و تم إنشاء ترسانة
اإلسكندرٌة....إلخ.
و بدأ ظهور النشاط النقابً فً ضل اإلحتالل األنجلٌزي و تم تؤسٌس أول نقابة عام
1899حٌث مارس العمال المصرٌون اإلضراب منذ ، )1( 1891بحكم الٌد العاملة الموزعة
على العدٌد من األنشطة اإلقتصادٌة ،للدفاع عن مصالحهم و التعبٌر عن المشكالت
اإلجتماعٌة و المهنٌة التً ٌعانون منها.
()1محمد حسٌن منصور /قانون العمل /دار الجامعة الجدٌدة /االزراطٌة /مصر 2007 /ص . 07
54
30ألؾ عامل ( ، )1وبعد عهد و لقد كان مجموع العاملٌن فً هذه المصانع ما ٌقارب
محمد علً تم إنشاء السكك الحدٌدٌة و إنشاء ترام القاهرة و و اإلسكندرٌة ،ثم معامل
الدخان و الزٌوت و الصابون ...الخ.
إن أول إضراب عمالً فً مصر حدث عام ، 1882قام به عمال تفرٌػ الفحم فً بور
سعٌد خص قضاٌا مطلبٌة طالب بها العمال ،و بعد الحرب العالمٌة األولى استمرت الطبقة
العمالٌة المصرٌة فً نضاالتها و إحتجاجاتها الواسعة.
فً عام 1921تمكنت بعض العناصر اإلشتراكٌة من تؤسٌس إتحاد النقابات العمال فً
مصر و زاد بذلك حجم الطبقة العاملة و تم من خاللها تشكٌل النقابات بشكل كبٌر إال أن
تشرٌعات العمل لم تعترؾ رسمٌا بنقابات العمال إال بموجب تشرٌع سنة 1942و مع ذلك
بقٌت النقابة تعانً من الضؽوطات و القٌود السٌاسٌة و التشرٌعٌة التً تحد من نشاطها
خاصة فً الفترة التً سبقت ثورة .1952
وبعد قٌام الثورة أصدرت التشرٌعات التً تنص على حق العمال فً تكوٌن نقابات
تمثلهم و بذلك تم تؤسٌس اإلتحاد العام لنقابات العمال سنة .)2(1975
-135 ثم صدرت بعد ذلك تشرٌعات تتعلق بتنظٌر العمل النقابً منها القانون رقم
-100 1976المعدل بالقانون 1981-01المتضمن تنظٌم نقابات العمال ثم القانون رقم
1993المتعلق بتنظٌم اإلنتخابات فً النقابات المهنٌة ،حٌث أعطى المشرع حق إنشاء
النقابات لجمٌع العمال فً جمٌع القطاعات باستثناء أصحاب الحرة.
()1رإوؾ عباس /الحركة العمالٌة فً مصر ( / ) 1952 – 1899دار الكتاب العربً للطباعة و النشر /القاهرة / 1968 /ص . 48
55
أما بخصوص ممارسة الحقوق النقابٌة ،فإن العمال فً مصر ال ٌتمتعون بحقوقهم
النقابٌة فاإلضراب الذي ٌعد أحد الحقوق النقابٌة األساسٌة فً الدول الصناعٌة تقره و تنظم
ممارسة تشرٌعات العمل ،نجد أن المشرع المصري منعه و إعتبره عمال ٌعاقب علٌه
القانون .إذا منع اإلضراب على الموظفٌن و المستخدمٌن العمومٌٌن و جمٌع األشخاص
الذٌن ٌشتؽلون فً خدمة الحكومة و فً جمٌع السلطات ،و إعتبره جنحة ٌعاقب علٌها
القانون ،بٌنما أعطى صاحب العمل (بموجب القانون " )"1981-137حق ؼلق المإسسة
بعد موافقة اللجنة المكلفة ،التً تنشؤ بموجب قرار صادر عن ربٌس الوزراء و ٌعد هذا
اإلجراء منافٌا لتشرٌعات العمل إال للضرورة القصوى.
()1 وفً سورٌا نشؤت الطبقة العاملة السورٌة بؤبعاد تارٌخٌة منذ تكوٌن طوابؾ الحرؾ
و نضاالتها ضد الوالٌة العثمانٌة و التً تسمت بالمطلبٌة .و تعتبر عملٌة التصنٌع فً
سورٌا حدٌثة تقرٌبا ال سٌما بعد اإلستقالل الوطنً و كذلك بعد الحرب العالمٌة الثانٌة.
لقد تم إنشاء النقابات فً سورٌا عام )2(1925دون إجازات قانونٌة و كانت أولها نقابات
عمال الترٌكو فً دمشق .و لعبت هذه النقابة دورا ممٌزا و قامت بقٌادة الحركة النقابٌة لٌس
على نطاق مدٌنة دمشق فحسب ،و إنما على نطاق سورٌا كلها ،و تم تشكٌل عدة نقابات
بعدها و تطورت نظاالتها من العفوٌة المطلبٌة إلى سٌاسٌة منظمة ضد السٌاسة
اإلستعمارٌة.
لقد ناضلت الطبقة العاملة السورٌة طوال سنٌن عدٌدة من أجل تحرٌر التنظٌم النقابً،
و فً كافة المجاالت الوطنٌة و القومٌة و التضامن العمالً العالمً ،و ضد االستعمار و
الصهٌونٌة و الرجعٌة فً سبٌل التقدم اإلجتماعً للشعب السوري و جماهٌره الكادحة.
()1دراسات عن الطبقة العاملة فً البلدان العربٌة /منظمة العمل العربٌة /العهد الوطنً العربً للثقافة العمالٌة و بحوث العمل /الجزابر 1979 /
/ص . 48
56
أما فً لبنان فٌعتبر قانون 23سبتمبر 1946أو تشرٌع لتنظٌم النشاط النقابً ثم تلته
1951المتعلقة بالحماٌة عدة تشرٌعات أخرى تهدؾ الى تنظٌم عالقات العمل منها قانون
الصحٌة و الوقاٌة فً المإسسات ،و القانون 1964المتعلقة بتنظٌم عقود العمل الجماعٌة و
()1 الوساطة و التحكٌم لحل منازعات العمل.
لكن ما ٌستنتج من واقع النقابات اللبنانٌة انها تعمل تحت رقابة السلطة التً تقٌد
نشاطها ،و ما ٌزٌد من ضعؾ النقابات اللبنانٌة تسٌسها و سٌطرة التٌارات الفكرٌة و
السٌاسٌة علٌها ،كذلك تؤثرها باألحداث السٌاسٌة و االقتصادٌة فً لبنان ،و فً مقدمتها
الحرب االهلٌة ( )1975التً مازال المجتمع اللبنانً ٌعٌش على وقعها و ٌعانً من أثارها
المدمرة الى ٌومنا هذا.
وفً السودان ظهر النشاط النقابً فً فترة متؤخرة ألنها لم تعرؾ العمل الصناعً إال
فً فترة متؤخرة من تارٌخها ،حٌث ان النقابات نشؤت متؤثرة باألفكار السٌاسٌة خاصة منها
األفكار الشٌوعٌة القادمة من مصر مما جعلها تعٌش صراعات اٌدٌولوجٌة و تعانً من
1956تؤثرت النقابة باألحداث انقسام قاعدتها العمالٌة ،و بعد استقالل السودان سنة
السٌاسٌة و االقتصادٌة التً مٌزت المجتمع و المتمثلة فً عدم االستقرار السٌاسً نتٌجة
الصراعات الشخصٌة على السلطة و هٌمنة السٌاسً ( العسكري) على المجتمع المدنً بما
فً ذلك النقابات و ٌظهر هذا واضحا من خالل ما حدث فً السودان على أثر انقالب
()2 1958و ذلك بتجمٌد العمل النقابً من سنتٌن.
()1رٌاض عبد الحمٌد /المإسسات االجتماعٌة و السٌاسٌة فً الدول الحدٌثة /النموذج اللبنانً /دار النهضة للنشر /بٌروت /لبنان / 1978 /
ص .45
()2احمد الرفاعً /من تارٌخ الحركة النقابٌة العربٌة /مرجع سابق /ص . 452
57
أما فً دول الخلٌج العربً أو ما ٌعرؾ بالمجتمعات النفطٌة ،فان عالقات النشاط
االقتصادي و االجتماعً مرتبط بالعوابد النفطٌة ،لذلك فان التنمٌة التً تحققت فً هذه
البلدان لٌست ولٌدة التطور المرتبط بالنشاط االقتصادي من خالل قوى االنتاج ،بل ٌعود
أساسا الى وفرة مداخٌلها من النفط ،و هذا ما ساعدها على تحدٌث بناها االقتصادٌة و
االجتماعٌة و انشاء بعض الصناعات و اقامة مرافق عمرانٌة و اجتماعٌة متطورة االمر
الذي وفر لدٌها مناصب العمل و ساعدها على تحسٌن مستوى معٌشة مواطنٌها.
و المالحظ ان هذه الدول تتعمد فً الؽالب على العمالة االجنبٌة خاصة فً االنشطة
االنتاجٌة و الخدمات بٌنما مجال المال و االعمال و المقاولة و التجارة تختص به الطبقة
الرٌفٌة.
و تتمثل نسبة العمالة االجنبٌة فً دول مجلس التعاون الخلٌجً فً الفترة الممتدة بٌن
سنوات ( %59.7 )1()1985-1980من مجموع السكان.
إن هذا الوضع ساعد هذه الدول على تهمٌش الحركة العمالٌة حول القضاٌا المتعلقة
بالحقوق النقابٌة و الحرٌات الفردٌة و الجماعٌة و الدٌمقراطٌة ...و ذلك بامتٌاز الراتب على
حساب العمالة االجنبٌة التً تستعملها كورقة ضؽط فً سوق العمل .و ممارسة اشكال القمع
( )2و حرمان العمال من الحقوق و و االستبداد و المراقبة البولٌسٌة للجماعات المختلفة
الحرٌات النقابٌة بل أن هذه الدول لم تعترؾ لحد األن بانشاء التنظٌمات السٌاسٌة و النقاببٌة
(المملكة العربٌة السعودٌة ،دولة البحرٌن ،سلطنة عمان ،االمارات العربٌة المتحدة ،قطر )
كما لم تصادق هذه الدول على االتفاقٌة العربٌة رقم 1977/47و االتفاقٌتٌن الدولٌتٌن رقم
1948/87و رقم )3(1949/98بشان الحقوق و الحرٌات النقابٌة ( حق انشاء النقابات،
حق االضراب...
()1خالد حامد /نزاعات العمل فً ظل التحوالت السوسٌواقتصادٌة فً الجزابر /دٌوان المطبوعات الجامعٌة /بن عكنون /الجزابر / 2011 /
ص .117
()2خالد حامد /نفس المرجع /ص .118
()3مجلة العمال العرب /العدد ٌ 321ناٌر / 1994مجلة شهرٌة عن االتحاد الدولً لنقابات العمال العرب /دمشق /سورٌا /ص . 188
58
-5فً المغرب العربً :
فً تونس ٌرتبط نشوء الطبقة العاملة التونسٌة و حركتها النقابٌة بتطور الرأسمالٌة فً
تونس المستعمرة خالل الربع األول من القرن العشرٌن .وكما هو معروؾ فإن هذا التطور
حصل بفعل العالم الخارجً كما هو الحال فً كثٌر من البلدان المستعمرة.
1919و منها إتحاد النقابات التابع لإلتحاد العام للعمال لقد تؤسست نقابات عدٌدة عام
الفرنسٌٌن (س.ج.ت) و إنظم العمال التونسٌون لهذا اإلتحاد ولكن قٌادتها لم تقؾ إلى جانب
( )1مإسس أول مطالب العمال التونسٌٌن مما أدي إلى إنفصالهم عنها و برز محمد علً
تنظٌم نقابً عمالً مستقل للعمال التونسٌون.
و ٌشٌر تارٌخ الحركة النقابٌة فً تونس بؤن الحركة الشٌوعٌة فً تونس هً الحركة
السٌاسٌة الوحٌدة التً عملت على تطوٌر الحركة النقابٌة وساندتها و قدمت لها ما تستطٌع
من رجال األموال و صحافة حٌث كان الشٌوعٌون فً أكثر و أهم المراكز الحساسة لتنظٌم
النقابً.
(2)Habib Achour / Ma vie politique et syndicale enthousiasme et deception ( 1944 – 1988 ) Tome 1 /
edition Alif de mediteranée / Tunis / 989 p 08 .
59
وال ٌختلؾ الوضع فً المؽرب االقصى و رؼم التعددٌة النقابٌة التً تإطر العمال إال أن
1955و ٌرتبط بحزب هذه النقابات و أبرزها اإلتحاد المؽربً للشؽل الذي تؤسس سنة
االتحاد الوطنً للقوة الشعبٌة ،باإلضافة إلى اتحاد الشؽٌلة المؽاربٌة الذي تؤسس سنة
1960و ٌرتبط بحزب االستقالل المؽربً القرٌب من السلطة ،وكذلك الكنفدرالٌة
1978و ترتبط بحزب اإلتحاد االشتراكً للقوة الدٌمقراطٌة للشؽل التً تؤست سنة
ٌتبقى الطابع الممٌز لهذه النقابات هو الضعؾ و التسٌس و إرتباطها بؤحزاب الشعبٌة
(. )1
سٌاسٌة ضعٌفة تنشط فً مناخ سٌاسً تنعدم فٌه الممارسة الدٌمقراطٌة مما أدى إلى ضعؾ
و تشتت الطبقة العاملة و ؼٌاب ممارسات الحرٌات النقابٌة.
وتعتبر التجربة الجزابرٌة فً مجال العمل النقابً احدى التجارب األكثر تعبٌرعن واقع
العدٌد من التجارب النقابٌة فً الوطن العربً و دول العالم الثالث بصفة عامة ،مع التسلٌم
مسبقا بوجود بعض االختالالت سواء على المستوى التنظٌمً و الهٌكلً أو على مستوى
السٌاسات النقابٌة المنتهجة .فخالل المإتمر الثانً لإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن حددت
النقابة أدوارا حاولت القٌام بها.
فعلى المستوى اإلقتصادي ضل ربح معركة اإلنتاج و تحفٌز العمال لزٌادة اإلنتاج ،و
كذلك تعزٌز بناء أسس النظام اإلشتراكً احد األدوار الربٌسٌة.
أما على المستوى السٌاسً و إلى جانب أجهزة الحزب الحاكم و بالتنسٌق معه ضمن
نصوص رسمٌة ممالة من السلطة ،راهنت النقابة على تعببة العمال لمساندة النظام الذي
ٌعمل على تحطٌم مخلفات اإلستعمار و تؽٌٌر الواقع اإلجتماعً لألمة الجزابرٌة.
و على المستوى اإلجتماعً عملت على ترقٌة الحوار مع السلطة لرفع و معالجة مخلفات
اإلستعمار من خالل وضع الضمان اإلجتماعً ،توفٌر الخدمات اإلجتماعٌة و الصحٌة
للعمال و تحقٌق القدرة الشرابٌة لهم .
()1عبد هللا الحنا /الحركة النقابٌة و العمالٌة فً المؽرب /المرشد /مجلة فصلٌة تعنً بالثقافة العمالٌة و التكوٌن /المعهد الوطنً للدراسات و
البحوث النقابٌة /دارنً محمد /الجزابر /عدد / 1978 / 06ص . 45
60
إن هذه األهداؾ التً سطرتها النقابة فً الجزابر مباشرة بعد اإلستقالل تجد ما ٌبررها
لكون الظروؾ اإلقتصادٌة و اإلجتماعٌة أنذاك تتطلب تضافر الجهود و التنسٌق لبناء
المجتمع الذي تعرض خالل فترة زمنٌة طوٌلة من تخرٌب شبه كلً و كذا لما أقدمت علٌه
السلطة السٌاسٌة من قرارات لتعزٌز اإلستقالل الوطنً من تؤمٌمات و إنجازات فً المجالٌن
اإلجتماعً و اإلقتصادي.
ؼٌر أنه و بعد هذا التوسع النسبً للقاعدة العمالٌة ،و فشل السٌاسة اإلقتصادٌة لم تؽٌر
النقابة من توجهاتها و بقٌت رهن وصاٌة السلطة السٌاٌسة ،رؼم ظهور مإشرات إلستٌاء
العمال و التً ظهرت فً العدٌد من اإلحتجاجات و اإلضرابات ،و التقارٌر القاضٌة بسحب
الثقة من القٌادات النقابٌة و التندٌد بمواقفها إلى جانب الالمباالة ،التؽٌب و عدم إحترام
وسابل اإلنتاج.
وبعد إشتداد األزمة خالل الثمانٌنات و دخول المجتمع الجزابري عهد التعددٌة السٌاسٌة
التً ترتب عنها عدم االستقرار السٌاسً ظهر أساسا فً تعاقب الحكومات ،و ظهور برامج
إقتصادٌة و إجتماعٌة ترمً إلى إصالح اإلقتصاد الوطنً لم تؽٌر النقابة من إستراتجٌتها
من خالل وضع تصور نقابً ٌساٌر التحوالت الحاصلة على المستوى السٌاسً و
اإلقتصادي بالرؼم من الحالة اإلجتماعٌة المزرٌة للعمال ،لما تعرضت له المإسسات من
إعادة هٌكلة و تسرٌح العمال،و توقؾ اإلستثمارات و إنتشار البطالة و تطبٌق الهٌكلة المالٌة
التً رفعت الدعم عن المواد اإلستهالكٌة الضرورٌة و الخدمات الصحٌة ،الذي أدى إلى
إنخفاض القدرة الشرابٌة للعمال و ترك إنطباعات سٌبة فً نفوسهم بٌن فقدان الثقة و التفكٌر
1990أٌن أصبح القانون ٌسمح بالتعددٌة النقابٌة، فً تشكٌل نقابات أخرى خاصة بعد
فظهرت بعض النقابات كمنافس لإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ٌمكن إعتبارها كمإشر
لرؼبة العمال فً تشكٌل نقابات قوٌة و كذا تضمر العمال من الممارسات الالمسإولٌة
للنقابة التً عاشت فً ظل نظام اقتصادي رٌعً و سلطة سٌاسٌة إستطاعت التحكم فً
الهٌكل النقابً الوحٌد للعمال فً تلك الفترة.
61
إن سٌطرة العمل السٌاسً على الفعل النقابً جعلت النقابة فً الجزابر عرضة
إلهتزازات داخلٌة و انقسامات بٌن النقابٌٌن.
كما أن دخول المجتمع الجزابري مرحلة التعددٌة السٌاسٌة و بإعتبار العمال أفرادا
ٌحملون أفكار و قٌم إجتماعٌة و سٌاسٌة مختلفة و أمام حداثة التجربة الجزابرٌة فً هذا
المجال أصبحت النقابة عرضة الختالالت سٌاسٌة عوض اإلختالؾ فً الطرح النقابً ،و
أصبحت المإسسات العمومٌة اإلقتصادٌة أماكن لممارسة السٌاسة أثرت على وحدة العمال
و بالتالً صعوبة توحٌد مطالبهم و تنظٌم اإلضرابات.
هذا الخلل الذي تعرفه النقابات ٌمكن إرجاعه أٌضا إلى عوامل أخرى مرتبطة بدور
القٌادات النقابٌة و مدى كفاءتها و فعالٌتها و قدرتها على التؤطٌر و التكوٌن النقابً و
اإلعالم الذي أصبح خارج أجندتها.
وما ٌالحظ فإن النقابات فً معظم النقابات فً معظم دول العالم الثالث و الوطن العربً
وبحكم خصوصٌتها التارٌخٌة وجدت نفسها أمام تحدٌات جدٌدة و فً سٌاق التوجهات
السٌاسٌة التً إختارتها السلطة السٌاسٌة بعد اإلستقالل.
حٌث خصت بمهمتٌن األولى الدفاع عن المصالح المهنٌة و اإلجتماعٌة للعمال ،و
المهمة الثانٌة المشاركة فً البناء الوطنً لتدعٌم اإلستقالل و لكون أن النقابات فً دول
العالم الثالث تعتبر تجارب جنٌنٌة إذا ما قورنت بالنقابات فً المجتمع الرأسمالً فالطبقة
العاملة فً طور التشكٌل و التوسع ،ولم تصبح طبقة متمٌزة حٌث خضعت لألحزاب
الوطنٌة ،واكتسبت فً مراحلها االولى طابع النقابات المشاركة التً عرفتها المجتمعات
االشتراكٌة حٌث أخضعت سٌاستها للتوجهات السٌاسٌة للسلطة.
كما أنه بعد عرضنا لمجموعة من تجارب بعض الدول العربٌة فً العمل النقابً ٌمكن
أن ننتهً بالقول إلى أنه رؼم إنشاء منظمة العمل العربٌة ،و اإلتحاد الدولً لنقابات عمال
24مارس .1950فإن النقابات العربٌة مازالت مسلوبة من العرب الذي تؤسس فً
ممارسة الحرٌات و الحقوق النقابٌة فبعض الدول لم تعترؾ لحد االن بحق العمال فً انشاء
62
تنظٌمات نقابٌة تمثلهم و تدافع عن حقوقهم و مطالبهم مثل المملكة العربٌة السعودٌة ،قطر
،االمارات ....و دول اخرى لم تقر تشرٌعاتها الحقوق و الحرٌات النقابٌة كما فً حالة
النقابة المصرٌة ،و دول اخرى رؼم اقرار الحقوق و الحرٌات النقابٌة فً تشرٌعها اال انها
تحٌط ممارسة هذه الحقوق بالعدٌد من االجراءات و الشكلٌات التً تسمح لها باخفاء عدم
الشرعٌة وبالتالً تبرٌر اي عمل تقوم به ضدها ،فضال على ان هذه النقابات تنشط فً بٌبة
تفتقر الى الممارسة الدٌمقراطٌة .
و لذلك فان دور النقابات فً الوطن العربً ٌقتصر فً الؽالب على الجوانب المطلبٌة
الضٌقة الحتوابها من طرؾ السلطات السٌاسٌة المسٌطرة علٌها ( )1نتٌجة لعدم اقرار الحرٌة
النقابٌة كجزء من حقوق االنسان فً الوطن العربً ،و فً حالة اقرارها تبقى بعٌدة عن
الممارسة الفعلٌة ،زٌادة على عدم اشراكها فً السٌاسة االقتصادٌة بصفة عامة و شإون
العمل بصفة خاصة بفعل هٌمنة الفعل السٌاسً على العمل النقابً .
63
المبحث الثانً :النقابات العمالٌة
64
النقابة العمالٌة المبحث الثانً :
إذا كان الحدٌث عن وجود النقابات قبل الثورة الصناعٌة ؼٌر ممكن ،فإن ذلك ال ٌعنً
أن النقابات رافقت إدخال اآللة إلى مٌدان العمل بصورة مباشرة ،فتطور الوعً العمالً،
دفع العمال إلى التفكٌر فً تشكٌل اتحادات ٌدافعون من خاللها عن أنفسهم ،و قد انتهت
دراست بٌرلمان للقرارات و االجراءات التً تتخذها النقابات فً الوالٌات المتحدة إلى ان
أؼلب هذه القرارات تتعلق بالوضع القلق للعمال فً المصانع ،و قد فسر ذلك بما أسماه "
الوعً بالندرة" و كان ٌقصد أن العمال ٌشعرون بؤن العمل سلعة لٌس من السهل العثور
علٌها فً سوق العمل ،ألن فرص العمل قلٌلة ،و لذلك لجؤ العمال إلى تكوٌن منظمات نقابٌة
لحماٌة أنفسهم من البطالة و التعسؾ .
تطورت النقابات العمالٌة بفضل النضال المرٌر ضد أرباب العمل ،و كان من نتابج هذا
التطور ،بروز إختالؾ فً الوظابؾ بٌن النقابات نفسها ،مما أدى إلى خلق أنماط مختلفة
من التنظٌمات النقابٌة لكل منها أسلوبه الخاص فً العمل و فً حل المشاكل ،و لذلك فإن
تصنٌؾ النقابات فكرة تفرض نفسها.و لكن محاولة وضع تصنٌؾ للنقابات تصطدم بصعوبة
انتقاء معٌار ٌحظى بموافقة أؼلب الباحثٌن على األقل ،مما أدى إلى تعدد التصنٌفات ،فهناك
تصنٌؾ تقلٌدي قسمت بمقتضاه النقابات إلى صنفٌن(:)1
()1مجلة العلوم االنسانٌة /جامعة منتوري قسنطٌنة /العدد / 2006 / 26ص . 54
65
أ -النقابات الحرفٌة:
و هً نقابات تضم عمال الحرفة الواحدة بؽض النظر عن الصناعة التً ٌعملون فٌها،
و لذلك كان من حق البنابٌن مثال تكوٌن نقابة خاصة بهم تمثلهم و ال تمثل ؼٌرهم من العمال
الذٌن ٌعملون إلى جانبهم فً نفس الورشة ،و ٌعكس هذا النمط من النقابات وضع الحركة
العمالٌة فً بداٌة تكوٌنها ،حٌث لم تكن هناك وحدة فً التصور للعمل النقابً .و لم تكن
النظرة شمولٌة فً حل المشاكل التً حالت بٌن العمال و بٌن الحد من االستؽالل الرأسمالً
المطرد ،و لهذٌن االعتبارٌن ،لم ٌكن ممكنا استمرار هذا النمط من النقابات ،ألنه ٌعد تٌار
تطور الحركة العمالٌة اآلخذة فً االتساع ،و قد ظهر هذا النمط فً انجلترا فً أعقاب
الثورة الصناعٌة ،و استمر فٌها حتى منتصؾ القرن التاسع عشر ،بٌنما استمر فً الوالٌات
المتحدة حتى النصؾ األول من القرن العشرٌن.
ب -النقابات الصناعٌة:
و هً نقابات مفتوحة أمام جمٌع عمال قطاع صناعً معٌن ،حٌث تضم العمال المهرة
و ؼٌر المهرة دون تمٌٌز و دون مراعاة مستوى مهارة العمال أو تقسٌم العمل داخل المنشؤة
الصناعٌة ،و لذلك كان من حق عمال أي صناعة أن ٌكونوا نقابة خاصة بهم تحمل اسم تلك
الصناعة ،و ٌرجع ظهور هذا النمط من النقابات إلى اتساع حجم الوحدات اإلنتاجٌة و
ظهور المصانع الكبٌرة و الرؼبة فً ضم العمال ؼٌر الفنٌٌن إلى صفوؾ الحركة النقابٌة
حتى ٌشكلوا قوة تواجه أصحاب األعمال الجدد فً الصناعات الكبٌرة (.)1
و ٌقوم هذا النمط على أساس تقسٌم العمل االجتماعً ،فنوع العمل هو الذي ٌحدد نشاط
النقابة و ٌوجهها و لٌس العكس ،كما ٌحدد أٌضا عدد النقابات التً ٌمكن تشكٌلها داخل
المجتمع الواحد و لذا كان هذا التحكم ٌمكن العمال من حل مشاكلهم فإنه ال ٌسمح للنقابات
بؤن تضع برامج أكثر طموحا ،كالسعً لفرض إرادة العمال بؽض النظر عن الصناعة التً
ٌنتمون إلٌها على أرباب العمل ،و عدم االكتفاء بالمطالبة برفع األجور و تحسٌن ظروؾ
()1باركر و اخرون /علم اجتماع الصناعً /ترجمة مجموعة من االساتذة /دار المعارؾ /االسكندرٌة /دون ذكر السنة /ص 187
66
العمل ،و طرح مشكلة المشاركة فً إدارة العمل .
و بالرؼم من أن هذا التصنٌؾ لم ٌعد حالٌا قادرا على استٌعاب كافة التنظٌمات النقابٌة،
حٌث أن الكثٌر منها أصبح ال ٌتبنى فكرة الدفاع عن عمال صناعة دون أخرى ،إال ان ذلك
ال ٌعنً أفول النقابات الحرفٌة و الصناعٌة فً ظل تؽٌٌر الظروؾ و تطور الحركات
العمالٌة ،بل "ظلت قابمة فً كافة الدول الرأسمالٌة بؤوروبا الؽربٌة و أمرٌكا و الكثٌر من
()1 الدول النامٌة فً إفرٌقٌا و أسٌا ".
و مع تطور الحركة العمالٌة ظهرت تصنٌفات جدٌدة للنقابة ،و من بٌنها تصنٌؾ كلج
cleggالذي ٌقوم على التمٌٌز بٌن خمسة نمادج للنقابات (:)2
أ -النقابات العامة :و هً التً تضم عماال ٌشؽلون فً صناعات متعددة ،أي انه ٌمكن
للعمال الذٌن ٌنتمون إلى صناعات ؼٌر متجانسة االنخراط فٌها.
ب -نقابات الصناعة الواحدة :و هً تشمل العمال الذٌن ٌنتمون إلى صناعة واحدة هً
بذلك تقابل النقابات الصناعٌة فً التصنٌؾ التقلٌدي.
ج -نقابات العمال المهرة :و ٌضم هذا النمط العمال الذٌن اكتسبوا مهارة معٌنة من
خالل االنتقال من مستوى إلى مستوى أعلى فً العمل.
د -نقابات الحرف االستثنائٌة :و هً تشمل العمال المهرة و ؼٌر المهرة و هً تختلؾ
عن النقابات الحرفٌة فً التصنٌؾ التقلٌدي ،ؼٌر أنها تقبل انخراط العمال ؼٌر المهرة
فٌها.
ه -نقابات عمال الٌاقة البٌضاء :و تضم العمال القابمٌن باألعمال الكتابٌة و اإلدارٌة و
الفنٌة.
()1عبد الباسط عبد المحسن /الوجٌز فً عالقات العمل الجماعٌة /القانون النقابً /دار النهضة العربٌة /مصر / 1999 /ص . 168
67
من خالل ما سبق نستنتج أن كلج و زمالبه قد اعتمدوا تقسٌم العمل االجتماعً كؤساس
للتصنٌؾ ،و هذا ٌعنً نفس األساس بالنسبة للتصنٌؾ التقلٌدي و لكن بتحدٌد و تحلٌل أكثر،
و مع ذلك فإن إمكانٌة تعمٌم هذا التصنٌؾ ٌصطدم بصعوبة كبٌرة ألنه لٌس كل التنظٌمات
النقابٌة فً العالم اتخذت من تقسٌم العمل االجتماعً أساسا لقٌامها و ٌتضح ذلك جلٌا من
خالل األهداؾ المسطرة ،حٌث ال تكتفً الكثٌر من النقابات بالدفاع عن عمال مهنة معٌنة
دون أخرى ،مع ترك المجال مفتوح النخراط العمال كٌفما كانت المهن التً ٌنتسبون إلٌها.
و لكن ٌبقى تصنٌؾ كلج ٌعكس توزٌع فروع النقابات على المإسسات حٌث تتطلب
عملٌة التنظٌم و التمثٌل أن ٌكون لعمال القطاعات المختلفة فروع نقابٌة مختلفة ،دون أن
ٌمنع هذا االختالؾ من االنتماء إلى نقابة واحدة.
إذا كان كلج و زمالبه قد اعتمدوا تقسٌم العمل االجتماعً كؤساس للتصنٌؾ فإن آالن
تورٌن(*) قد مٌز بٌن ثالثة أشكال للتنظٌم النقابً رافقت تطور الصناعة الذي قسمه تورٌن
()1 إلى ثالث مراحل.
المرحلة أ :و هً مرحلة النظام المهنً لألعمال التً تتناسب مع بداٌات المإسسة الصناعٌة
الكبرى ،و تقوم على استقالل كل عامل و تتناسب و بصورة جد واضحة مع المشاكل التً
كشؾ عنها تاٌلور قبل عقلنة و ترشٌد اإلدارة ،فالعامل ٌختار أدواته و حركاته و أسالٌبه
بحرٌة تامة ،بمعنى أن هناك فصال بٌن اإلدارة و أداء العمل.
المرحلة ب :و هً مرحلة اآلالت المتخصصة ،و بحكم تخصصها فً عدد صؽٌر من
العملٌات تستطٌع العمل دون توقؾ و تتصؾ بكونها تدخل فً صناعة ذات سلسلة كبرى
لإلنتاج ،و ٌمكن القول بؤن هذه المرحلة تمٌز مرحلة العمل على السلسلة.
68
المرحلة ج :و هً مرحلة النظام التقنً للعمل و هً تطابق استخدام مجموعة من اآلالت
التً تنجز العملٌات اإلنتاجٌة فً صورة سلسلة طوٌلة ،و هو ما ٌطلق علٌه بالتنسٌق
األوتوماتٌكً أو األتمتٌة حٌث ال ٌشارك العمال مباشرة فً عملٌة اإلنتاج بل تقتصر
وظٌفتهم على مراقبة و صٌانة اآلالت.
و ٌقابل هذه المراحل الثالث من التطور الصناعً ،األشكال الثالث اآلتٌة من التنظٌم
النقابً:
الحرفٌة :و تقابل المرحلة (أ) من التطور الصناعً ،حٌث كان العامل منتجا بالفعل،
و لم ٌكن تقسٌم العمل معقدا ،و كان لكل منتج عمل خاص به ،و لذلك كان رد الفعل
الدفاعً للعامل هو محاولة حماٌة الشًء الذي تبقى له و هو الحرفة عن طرٌق
التنظٌمات النقابٌة.
الصناعٌة :و تقابل المرحلة (ب) من التطور الصناعً و قد ظهر هذا الشكل ما بٌن
أواخر القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرٌن ،حٌث كانت المصانع تستخدم
عمال من مستوٌات مختلفة من ناحٌة التكوٌن فً المهنة ،و ٌقوم النشاط العمالً على
تكوٌن نقابات أكثر تنظٌما ،فتظهر المطالب العمالٌة على مستوى الفرع الصناعً،
مما ٌإدي إلى خلق بٌروقراطٌة فً الحركة العمالٌة ،كما تتجه الحركة العمالٌة إلى
النضال السٌاسً و بالتحدٌد التؤثٌر فً االنتخابات و التحكم فٌها ،الشًء الذي ٌجعل
النقابات الصناعٌة تتحول إلى جماعات ضاؼطة.
المؤسسة :و تقابل المرحلة (ج) من التطور الصناعً الذي ٌحدد التنظٌم النقابً ،و
مادام أن هذه المرحلة ،مرحلة األتمتة تتطلب مركزٌة كبٌرة و تنظٌمها عقالنٌا أكثر
فإن النشاط النقابً ٌتجه نحو النظر فً األسس التً تقوم علٌها المإسسة و التنظٌم
الداخلً لها من أجل مراقبة التسٌٌر ( )1إذا كان أالن تورٌن قد اعتمد فً تصنٌؾ هذا
على االختالؾ فً أشكال التنظٌم بٌن النقابات فإن هذه النظرٌة ال تفسر االختالؾ
بٌن النقابات من حٌث األهداؾ اإلستراتٌجٌة فً البلدان الصناعٌة بل و فً البلد
الصناعً الواحد ،ففً فرنسا تنظٌمات نقابٌة متعددة مختلفة األهداؾ فمثال
69
الكونفدرالٌة العامة للشؽل تسعى ؼلى تؽٌٌر بناء المجتمع الفرنسً ،عن طرٌق
تحوٌل الملكٌة الفردٌة لوسابل اإلنتاج إلى ملكٌة جماعٌة ،بٌنما ترى الكونفدرالٌة
الفرنسٌة الدٌمقراطٌة للشؽل،أنه ٌمكن تحقٌق الدٌمقراطٌة االقتصادٌة و السٌاسٌة فً
المجتمع الرأسمالً عن طرٌق مشاركة العمال فً تسٌر المإسسات ،دون إعادة
النظر فً توزٌع ملكٌة وسابل اإلنتاج.
مما تقدم ٌتضح أن تصنٌؾ النباتات على أساس شروط االلتحاق ال ٌكفً للتفرٌق بدقة
بٌن النقابات التً توجد فً نفس المرحلة من التطور الصناعً ،و لذلك وجب تصنٌؾ
النقابات من خالل اإلستراتٌجٌة المتبعة فً عمل هذه النقابات أي من خالل الوظٌفة التً
تقوم بها.
بعد انتشار النقابات و االعتراؾ بها حاولت تنظٌم صفوفها و وضع إستراتٌجٌة عمل،
لكن األشكال التنظٌمٌة و أسالٌب العمل اختلفت من مجتمع إلى آخر باختالؾ األوضاع
السٌاسٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة باإلضافة إلى التوجه اإلٌدٌولوجً لكل مجتمع ،كما أن
قوة الطرح و فعالٌة هذه التنظٌمات النقابٌة كانت مإشرا لمعرفة مدى تؤثٌرها و عدد
المنخرطٌن فٌها.
و على العموم و بالرؼم من اختالؾ الظروؾ كما ذكرنا آنفا ٌمكن القول أن الحركة
النقابٌة عرفت نماذج مختلفة من التنظٌمات النقابٌة سنحاول توضٌحها فٌما ٌلً :
()1برنار موتٌز /سوسٌولوجٌا الصناعة /ترجمة سفٌان بهٌج /منشورات عوٌدات /الطبعة االولى /بٌروت / 1974 /ص . 104
70
-2انواع النقابات :
لقد كان وضع الطبقة العاملة المزري فً القرن الماضً بسبب األجور المنخفضة و
طول ٌوم العمل ،محور اهتمام النقابات التً كافحت من أجل تحسٌن هذا الوضع ،إال أنها
وجهت باعتراض شدٌد من طرؾ أرباب العمل الذٌن لم تكن لسلطتهم حدود ،و قد كان هذا
الوضع بمثابة حافز للنقابات لتعٌد النظر و بصفة جذرٌة فً هذا النظام ( .)1و لهذا كانت هذه
النقابات التً ظهرت فً القرن الماضً فً فرنسا تقوم على مبدأ هام و هو رفض النظام
القابم و السعً إلى تؽٌٌره ألنها ترى أن كل ما ٌوجد فً المجتمع من مشاكل أو أزمات هً
ولٌدة النظام الرأسمالً القابم .و أن أسلوب التعامل التفاوضً التحاوري ال ٌجدي نفعا و
لذلك فإنه من الضروري القضاء علٌه ،و هذا ال ٌتؤتى إال باإلضرابات و العنؾ و انتهاج
كل السبل التً تعجل بالقضاء علٌه و بالتالً السٌطرة على وسابل اإلنتاج وتشكٌل عالقات
انتاج وأسالٌب جدٌدة فً اطار مجتمع جدٌد ،و نجد مثل هذا الطموح عند الكنفدرالٌة العامة
للعمالى فً فرنسا.
و التً تنص المادة الثانٌة من قانونها على أن تضم " كل العمال الواعدٌن بالصراع
()1 الذي ٌقودونه من أجل إزالة أرباب العمل و نظام األجور"
فالنقابة المعارضة إذا لها نزعة ثورٌة و قد عرفت تارٌخٌا بالنقابات الثورٌة كما ٌطلق
علٌها أٌضا "نقابات الطبقة" ألنها تنظر إلى المشكالت االجتماعٌة و االقتصادٌة فً إطار
النظام االقتصادي القابم على التناقض الطبقً -وفق التصور الماركسً لمسؤلة الصراع –
و تستند هذه النقابات على معارضة النظام الرأسمالً نفسه خاصة فً ظل التطور الصناعً
الذي ٌزٌد من حدة الصراعات و ٌجعل مشكلة العمال مشكالت مركزٌة فً المجتمع نتٌجة
لزٌادة إعداد الطبقة العاملة و ٌكرس االنقسام فً المجتمع.
(1)Fried
Man (G) et autres sosiologues / traité de sosiologie du travail / 3 eme édition / librairie
Armand Colin / paris 1972 / T 2 / p 264 .
71
و على العموم فإن هذه النقابة ترفض النظام الرأسمالً القابم و تصارع األسس التً قام
علٌها خاصة نظام الملكٌة الخاصة ،و ذلك بناءا على توجٌهات إٌدٌولوجٌة مناهضة
للرأسمالٌة ،و فً هذا تربط نشاطها المطلبً بالسٌاسً.
لكن تطور االقتصادي و إعادة تصحٌح مبادئ النظام االقتصادي الحر جعل هذه
النقابات تتراجع شٌبا فشٌبا عن تحقٌق أهدافها بالوسابل الثورٌة و اتجهت إلى العمل على
التدخل المباشر فً السٌاسة االقتصادٌة ،و بذلك سقط من خطابها مشروع الثورة االجتماعٌة
و تراجعت بشكل موازي إلى الدفاع عن مصالح العمال و حل مشكالتهم فً إطار النظام
القابم.
( ،)1النقابات و تعرؾ النقابة اإلصالحٌة بعدة تسمٌات منها نقابة السوق
التفاوضٌة ،و ذلك ألن المفاوضات التً تجمعها مع أرباب العمل أو السلطة هً
الشكل األساسً لمناقشة قضاٌا و مشكالت العمل و إٌجاد الحلول المناسبة لها.
إضافة إلى هذا تركز على الجانب التشرٌعً و إصدار القوانٌن التً تحمً العمال
من التعسؾ و االستؽالل الرأسمالً.
72
كما تظهر هذه النقابات كإرادة للحد من سلطة أرباب العمل ،من اجل منح ممثلً العمال
سلطات أوسع لٌتمكنوا من ممارسة الرقابة حول مختلؾ المظاهر المتعلقة بظروؾ العمل و
األجور بشكل عام و كذلك األمر بالنسبة لإلنتاج.
و لهذا ٌمكن أن نطلق على هذا النوع من النقابة ،مصطلح النقابة المراقبة لكونها ترتكز
على ضرورة مراقبة المشروع سواء من الناحٌة التنظٌمٌة التقنٌة ،أو من الناحٌة االجتماعٌة
و هً فً هذا تعتمد على المشاركة العمالٌة ،فً اإلدارة و اتخاذ القرارات و فً وضع
أهداؾ المشروع ( .)2عن طرٌق مساعدة المشروع مٌدانٌا و ذلك بالتعرٌؾ به و محاولة
القٌام بعملٌات اإلشهار لمنتوجاته كمساهمة منها فً تسوٌق المنتوجات ،و هنا ٌتجاوز
النشاط النقابً الجانب المطلبً المتعلق بالمصالح المادٌة و المعنوٌة إلى محاولة الدفاع عن
المإسسة مثل البحث عن أسواق جدٌدة ،الدفاع عن شروط المنافسة و كذلك المطالبة
بالحماٌة الجمركٌة.
و بناءا على ما سبق فإن هذا النمط من النقابات ال ٌر حرجا فً وجود النظام الرأسمالً
و ال ٌعمل فكرة إعادة النظر فً البناء االجتماعً ،و انما ٌحاول تحقٌق المطالب العمالٌة و
معالجة المشاكل التً تتحدى العمال ،و ذلك " دون اعطاء المطالب العمالٌة شكل المشروع
الثوري".
(1)Michel Tozzi / syndicalisme et nouveaux mouvements sociaux régionalisme feminisme ecologie /
les éditions ouvrieres / paris / 1982 / p 38 .
73
مستعملة فً ذلك الحوار كؤسلوب للتفاوض مع أرباب العمل أو السلطةٌ ،نتهً بتوقٌع
اتفاقٌات جماعٌة من قبل الطرفٌن ،ال تجعل أي منها ٌحرز انتصارا كامال ألنه فً الؽالب
ٌتنازل كال الطرفٌن عن موافقة الطلبة و المتطرفة لٌفسح المجال للحلول الوسطى ،و علٌه
فإن النقابة اإلصالحٌة نقابة مطلبٌة باألساس تعتمد سٌاسة خذ و طالب.
و قد أصبحت االتفاقٌات الجماعٌة العنصر األساسً الذي ٌمٌز عالقات العمل فً
الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة و البلدان االنجلوسكسونٌة بصفة عامة.
و فً هذا الشؤن كتب "مٌشال كروزٌه " ؼداة الحرب العالمٌة الثانٌة ٌقول" :أنها حقٌقة
بدٌهٌة بالنسبة لألمرٌكٌتٌن ،إن الحركة العمالٌة مهما كانت أهدافها البعٌدة ،تضع دابما
أمامها و قبل كل شًء ،هدفا عملٌا و هو هذه السلسلة من المفاوضات و المساومات التً
تنتهً بتوقٌع اتفاقٌات جماعٌة (.)1
و هً نقابات تختلؾ عن النقابات األخرى فصالحٌتها أوسع فً المإسسة رؼم أنها ال
تساوم و ال تلجؤ إلى سالح اإلضراب للتهدٌد أو الضؽط ألنه محظور علٌها ،و لٌس األمر
بؽرٌب ،مادام هذا النمط من النقابات ال ٌوجد إال فً البلدان االشتراكٌة و فً بعض البلدان
المستقلة حدٌثا.
74
و ٌمثل هذا النمط النقابات السوفٌاتٌة التً تتمٌز بارتباطها بالحزب الشٌوعً المعبر و
المدافع عن تطلعات العمال ،فلٌس هناك إذا مجال للمعارضة بالنسبة للنقابات مادام
مشاركتها فً المشارٌع التنموٌة و تنظٌم اإلنتاج ممكنة .
فإذا كانت األمور فً المجتمعات الرأسمالٌة تتم عن طرٌق االتفاقٌات الجماعٌة ،و
التنازل من ممثلً العمال و من أرباب العمل ،فإن الطرفٌن ،القٌادة العمال فً المصنع
السوفٌاتً ٌساهمان جنبا إلى جنب فً تحقٌق األهداؾ المسطرة فً المخطط (.)1
ؼٌر أن هذه المساهمة من جانب العمال ،تتطلب التضحٌة ألن السعً وراء تحقٌق
األهداؾ و المخططات ال تنعكس نتابجها المرجوة على العامل بالسرعة المطلوبة و ال
تسمح له بطرح بعض مشاكله وحلها كتحسٌن ظروؾ العمل و المطالبة بالحصول على
العالواة .
و لذلك فإن بعض المجتمعات التً تبنت نقابات التسٌٌر أدركت النقابص الموجودة فً
الجانب المطلبً للعمال ،كونها مرتبطة بالتنظٌم و ال ٌسمح للعمال الرقً بمطالبهم و
طموحاتهم فؤوجدت مجالس العمال كوسٌلة لسد الفجوة و خلق نوعا من التوازن فً
المإسسة ،حٌث تقوم هذه المجالس بدور المسٌر ،بٌنما تقوم النقابة بالدور المطلبً ،كما هو
الشؤن فً مإسسات التسٌٌر الذاتً فً ٌوؼوسالفٌا ،و كما حصل فً التجربة الجزابرٌة
للتسٌٌر االشتراكً للمإسسات.
و على العموم فإن هذا النمط من النقابات نتج عنه سلبٌات كثٌرة منها ظهور طبقة
بٌروقراطٌة تتمتع بكل االمتٌازات على حساب مصالح العمال ،من فوارق كبٌرة فً األجور
ناتجة عن عدم تطبٌق معاٌٌر موضوعٌة لتحدٌدها مما ٌفرز اختالالت فً تسٌٌر المإسسات
ٌكون لها األثر المباشر على أوضاع العمال المهنٌة و االجتماعٌة ،و بروز صراعات و
تدمرات لدى العمال ٌتمظهر على الخصوص فً اإلضرابات و التؽٌبات والتسٌب
والالمباالة من المظاهر السلبٌة التً أثرت على السٌر الحسن لوتٌرة التنمٌة رؼم اإلجراءات
القمعٌة المتخذة ضدهم.
(1)Fries Man (G) et autres sociologue / traité de sociologie du travail / opcite / p 272 .
75
-3وظائف النقابات :
كانت النقابات العمالٌة فً المراحل األولى من نشؤتها تنحصر مهمتها فً الضؽط على
أرباب العمل ،من أجل المحافظة على مستوى األجور حٌث كان سوق العمل ٌعانً من
كثرة الٌد العاملة ،مما أدى إلى ظهور منافسة بٌن العمال على أماكن العمل المحدودة ،و
بشروط صعبة للؽاٌة مع معاناتهم من االستؽالل البشع من طرؾ أرباب العمل.
إذن المهمة األساسٌة األولى للنقابة العمالٌة هً العمل على رفع األجور و لكن مع
مرور الزمن تؽٌرت األوضاع و أثبتت الدراسات العلمٌة أن مساعً التنظٌمات النقابٌة ال
تنحصر فً الدفاع عن المصالح االقتصادٌة للعمال ،بل تتعداها إلى حاجات أخرى تطورت
بتطور عالقات العمل و التؽٌرات فً األبنٌة االجتماعٌة المختلفة ،و علٌه فإن التنظٌمات
العمالٌة ٌمكن أن تكون لها دورا مهما فً العدٌد من النواحً منها:
لقد كانت الطبقة العمالٌة تعانً من االستؽالل البشع من طرؾ أرباب العمل ،و ذلك فً
المراحل األولى من تكوٌنها ،حٌث لم تكن مباشرتهم للعمل تخضع لضوابط فٌما ٌخص
ساعات العمل و كذلك األجور و ظروؾ العمل ،و علٌه فمن الطبٌعً أن ٌرتكز نشاط
الحركة العمالٌة على المطالب االقتصادٌة و المادٌة كالمنح العابلٌة و الظروؾ األمنٌة و
الصحٌة للعمال فً بٌبة العمل ،باالضافة إلى دوام العمل و الحق فً العطل المدفوعة
األجر....
و علٌه لعب العامل االقتصادي دورا هاما فً تنظٌم العمال و اتحادهم ضمن نقابات
عمالٌة للدفاع عن مصالحهم و الحد من المنافسة التً تزٌد من بإس العمال و تزٌد من ثراء
أرباب العمل ،و لذلك طرحت النقابات فكرة إعادة النظر فً بنٌة المجتمع آنذاك و بقٌت هذه
الروح الثورٌة تحرك بعض النقابات ،ؼٌر أن التطورات التً شهدتها المجتمعات الصناعٌة
جعلت النقابة تؽٌر من استراتٌجٌتها و أسلوب عملها ،بحٌث أصبحت تقوم بدور المهدأ
()1 للتوترات التً قد تظهر بٌن العمال و اإلدراة من أجل أحداث نوع من التوازن.
76
ب -الناحٌة االجتماعٌة :
االنسان بطبعه اجتماعً و العامل إنسان ٌرؼب فً العٌش و العمل ضمن الجماعة ،و
النقابة باعتبارها منظمة تعمل على اشباع حاجاته االجتماعٌة فتكسبه طابعا اجتماعٌا
معترؾ به ضمن المنشآة ،فٌزٌد شعوره باإلدمان و ثقته بنفسه.
إذن النقابة كتنظٌم تعمل على تنمٌة الدوافع االجتماعٌة لدى العامل و االستجابة لها ،و
ذلك من خالل تعزٌز احساسه باالنتماء.
لقد كان نظام الطوابؾ الحرفٌة قدٌما ٌسٌطر على الحٌاة االقتصادٌة ،بحٌث كانت
الطابفة تعد محل العابلة حٌث التآلؾ و االنسجام و التضامن بٌن أعضابها أٌن كان العامل
ٌشعر باألمان و االطمبنان النها تعطٌه صفة اجتماعٌة مستقرة و بعد زوال هذا النظام و
ظهور نظام المصنع ضعفت تلك الروابط و ضعفت معها روح االحساس باالنتماء ،و
أصبح كل ما ٌربط العمال بالمصنع هو االجر ،باالظافة إلى االستؽالل البشع من طرؾ
أرباب العمل و الصراعات المستمرة معهم حال دون تكوٌن حٌاة إجتماعٌة هادبة.
و علٌه فإن النقابة تعٌد للعمال مجتمعه و تعطٌه احساسا بالزمالة و تقدم له دور
()2 اجتماعً ٌفهمه و تجعل لحٌاته معنى حٌث ٌشارك مع اآلخرٌن فً نسق متكامل من القٌم"
كما ان التنظٌم النقابً ٌعطً للعامل مكانة اجتماعٌة عالٌة حٌث ٌستطٌع االتصال
باإلدارة العلٌا ،و المساهمة فً بحث الموضوعات المتعلقة بالمإسسة و تقدٌم االقتراحات
التً تساهم فً حل مشاكل العمل و العملٌة اإلنتاجٌة بصفة عامة.
()1ادرٌس بوالكعٌبات /اتجاهات العمال نحو النقابة /رسالة ماجٌستٌر /معهد علم اجتماع /جامعة قسنطٌنة / 1987 /ص . 20
()2عبد الباسط محمد حسن /علم اجتماع الصناعً /مكتبة االنجلو مصرٌة /مصر /بدون طبعة / 1972 /ص . 270
77
ج -الناحٌة النفسٌة :
إن طبٌعة نظام المصنع المتمٌز بالعالقات الفردٌة و الصراع بٌن العمال و أرباب
العمل أدى إلى شعور العامل باالؼتراب عن العمل ،و عدم الرضا عن نفسه نتٌجة لبعده
عن الجماعات التً كانت تعطٌه االحساس بالثقة و االستقرار النفسً.
و ضمن هذا النظام ال ٌوجد التضامن فزٌادة االحساس بالفردٌة ٌإدي إلى قلق و عدم
االنسجام بٌن العمال ،ضؾ إلى ذلك الصراع فٌما بٌنهم و المنافسة الشدٌدة فً العمل ،كل
هذا ٌجعل العامل خارج إطار جماعة العمل و بالتالً عدم شعوره باالرتٌاح و الرؼبة فً
العمل
كما أن التخصص و التقسٌم الدقٌق للعمل إلى أجزابه البسٌطة و تكلٌؾ العامل بمرحلة
صؽٌرة و متكررة قتلت فٌه القدرة على االبداع و الخلق و االبتكار و استؽالل كل طاقاته و
مهاراته فولدت عنده الشعور بالتهمٌش و الروتٌن الممل ،و كذلك االحساس بعدم الرضا عن
نفسه و عن العمل و علٌه فإن انضمامه إلى نقابة ٌشعره بوجوده و كٌانه بحٌث ٌمكنه من
خاللها التعبٌر عن طموحاته و تطلعاته ،و العمل على تحقٌقها ،كما تزٌده الشعور باالٌمان
و الثقة بالنفس.
من بٌن المقاصد التنظٌمٌة التً تسعى إلٌها النقابة لم شمل العمال جمٌعهم على مستوى
المنشؤة ،مستعملة فً ذلك الوسابل االدعابٌة و التثقٌفٌة المشروعة ،حٌث تجند مجموعة من
االشخاص على مستوى المنشؤة أو قطاع العمل لجلب العمال لالنخراط فٌها كما تعمل على
توضٌح الحقوق و الواجبات للعمال.
"فالنقابة العمالٌة منذ نشؤتها تنظٌم ٌعمل على إنشاء االطار الصالح لجمٌع العاملٌن فً
وحدات تنظٌمٌة ،لتوحٌد انتسابهم إلى نظام مشترك ٌكون مجاال لنضالهم و مٌدانا للتشاور
()1 فٌما بٌنهم بناءا على مبدأ التضامن بٌن جموعهم".
()1مصطفى الفٌاللً /مجتمع العمل /الطبعة االولى /مركز دراسات الوحدة العربٌة /بٌروت / 2006 /ص . 257
78
كما تعمل النقابة العمالٌة على التوعٌة الشاملة للعمال بالحقوق و الواجبات بما لها من
ضوابط قانونٌة و تشرٌعٌة ،و لذلك بالخطب و البٌانات الصادرة عن المسبولٌن و لذلك
تسخٌر الصحافة النقابٌة.
إذن مما سبق نستنتج أنه إلى جانب قٌام النقابة العمالٌة بجمع العمال فً وحدات
تنظٌمٌة من اجل تحصٌل مصالحهم و الدفاع عن حقوقهم ،تقوم بتوعٌتهم بواجباتهم و
حقوقهم و كٌفٌة التوصل إلٌها ،باإلضافة إلى تثقٌؾ مإطرٌها و أعضابها من أجل التمثٌل
الجٌد و الفهم العمٌق لألمور.
79
-4اهداف النقابة :
ٌصنؾ علماء االجتماع النقابات العمالٌة ضمن الجماعات الضاؼطة التً تمثل القوة
الشرعٌة فً ممارسة وظابؾ فً منظمة تتمتع بوظابؾ متماٌزة و متكاملة تهدؾ الى احالل
حالة من السلم االجتماعً و المساواة و العدالة االجتماعٌة و االستقرار داخل المجتمعات .
و للنقابة العمالٌة اهمٌة قصوى فً احداث حراك اجتماعً داخلً و القوة الذاتٌة التً
تإثر بها فً مختلؾ الحٌاة السٌاسٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة باالضافة الى سعٌها الى
تحقٌق مجموعة من االهداؾ ٌمكن تقسٌمها كاالتً .
.1نشر الوعً بما ٌكفل تدعٌم التنظٌم النقابً وتحقٌق أهدافه .
.2رفع المستوى النقابً للعمال عن طرٌق الدورات التثقٌفٌة ،و النشر واإلعالم.
.7االطالع على صعوبات ومشاكل المنخرطٌن فٌها المادٌة واالجتماعٌة ودراستها ثم
تحوٌلها إلى مطالب .
80
ب – أهداف النقابات فً الدول الرأسمالٌة :
ٌسعى أصحاب األعمال إلى تحقٌق أكبر أرباح ممكنة وهنا تنشؤ حالة الصراع بٌن
اإلدارة وأصحاب رإوس األموال من ناحٌة وبٌن العمال والنقابات التً تمثلهم وتدافع عنهم
من ناحٌة أخرى ،وإذا رجعنا إلى أسباب هذا الصراع لوجود أنه هناك سببٌن إلى تحقٌق
أكبر أرباح ممكنة بؤقل تكلفة ممكنة لعناصر العمال بٌنهما ٌسعى العمال إلى الحصول إلى
أما السبب الثانً فهو اجتماعً ٌتمثل ()1أكبر أجر مقابل جهده ٌظهر التناقص ثم الصراع.
فً إحساس العمال بان رإوس األموال ال تخدم المجتمع وال تعمل على إشباع حاجاته ،بل
تخدم مصالح الطبقة المتمٌزة وهً طبقة الرأسمالٌٌن .
هدفها هو تدعٌم النظام االشتراكً وٌتم ذلك عن طرٌق قٌام النقابات بمهام محددة
ترسمها وتقررها السلطات العامة مثال ذلك تعببة العمال وراء الحزب الحاكم ،وحثهم على
تنفٌذ مخططات الدولة السٌاسٌة واالقتصادٌة ،وبذلك تحول هدؾ النقابات من مسإولٌة
الدفاع عن العمال وحماٌتهم وتحسٌن ظروؾ وشروط عملهم إلى مجرد وسٌلة أو أداة
()2 ٌستؽلها السٌاسٌون لتنفٌذ أؼراضهم .
فً الجزابر ٌعتبر االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن الذي تؤسس فً ( 24فٌفري )1956
المنظمة الربٌسٌة التً تمثل العمال اإلجراء وهو نقابه تابعة لحزب جبهة التحرٌر الوطنً
كونه نشؤ فً أحضان العمل المسلح إبان الثورة التحرٌرٌة ،مما جعل الجانب السٌاسً
ٌطؽى على نشاطه النقابً ،وبالتالً فهدفها هو تدعٌم النظام الحاكم تزكٌة قراراته كما هو
الحال فً جمٌع الدول التً تبنت الخٌار االشتراكً ولكن بتؽٌٌر بنٌة المجتمع الجزابري
()1عبد الباقً صالح الدٌن /الجوانب العلمٌة و التطبٌقٌة فً ادارة الموارد البشرٌة بالمنظمات /بدون طبعة /دار الجامعة الجدٌدة /مصر /
/ 2001ص . 44
()2محمد حسن منصور /قانون العمل /دار الجامعة الجدٌدة االزراطٌة /مصر /دون طبعة / 2007 /ص . 135
81
واعتماد التعددٌة السٌاسٌة والنقابٌة والتوجه نحو تطبٌق اقتصاد السوق ،وظهرت نقابات
عدٌدة فً مختلؾ المجاالت تهدؾ إلى :
تحسٌن ظروؾ العمل وطبٌعة العمل على المستوى االمنً و الصحً و الحماٌة من
ضمان ممارسة الحقوق النقابٌة :تكوٌن النقابات و االنخراط فٌها و ضمان
من خالل ما سبق نستنتج ان اهداؾ النقابة العمالٌة تختلؾ من مجتمع الى اخر و ذلك
باختالؾ االدٌولوجٌات و االنظمة و المنطلقات الفكرٌة فً كل المجتمعات .
فاذا كانت فً المجتمعات الراسمالٌة تسعى الفتكاك اكبر قدر من الحقوق و المطالب
العمالٌة من ارباب العمل ،فانها فً المجتمعات االشتراكٌة تهدؾ الى تدعٌم االنظمة
الحاكمة و تنفٌذ مخططاتها .
82
-5تنظٌم النقابة :
ٌقوم البنٌان النقابً على شكل هرمً قاعدته الفرعٌة ،وقمته االتحاد العام للعمال ٌباشر
مسإولٌته الوطنٌة فً نطاق أجهزة ثالثة :المإتمر العام ،الهٌبة اإلدارٌة ،والمكتب
التنفٌذي ،جمٌع أعضابه منتخبون من الفروع القاعدٌة انتخابا حرا مباشر ٌ ،تداولون على
المسإولٌة بصورة دورٌة ٌضبطه القانون األساسً .
كما ٌستعٌن المسإولون فً المكتب التنفٌذي بجهاز إداري لمباشرة الشإون المكتبٌة ،
أفراده مختارون من العاملٌن فً إحدى النقابات الفرعٌة ٌ ،عملون بصفة مجانٌة ،باإلضافة
إلى جهاز مكتبً قار ٌباشر العمل بصفة إدارٌة بموظفٌن إجراء منتدبون بحسب فروع
االختصاص ( )1إذن ٌقوم البنٌان النقابً على شكل هرمً مكون من طبقات ثالث :
-اللجان النقابٌة :تشكل قاعدة التنظٌم النقابًٌ ،جوز تشكٌل لجنة نقابٌة لعمال المنشؤة التً
ٌبلػ عدد الراؼبٌن من عمالها فً االنضمام إلٌها خمسون عامال على األقل.
– النقابة العامة :تتمكن من مجموع اللجان النقابٌة التً تضم العمال المشتؽلٌن فً
مجموعات مهنٌة أو صناعات مماثلة ،وٌجوز للنقابة العامة أن تشكل نقابات فرعٌة فً
الوالٌات التً ال ٌقل عدد اللجان النقابٌة فٌها عن خمسة .
– االتحاد العام للعمال :الذي ٌعتبر قمة التنظٌم النقابً وٌتكون من جمٌع النقابات العامة ،
ٌقود االتحاد الحركة النقابٌة وٌرسم سٌاستها العامة وٌضع خططها وبرامجها المحققة
ألهدافها داخلٌا وخارجٌا.
83
-تموٌل النقابة العمالٌة :تتمتع النقابة العمالٌة بوصفها شخصا اعتبارٌة بذمة مالٌة مستقلة
،وقد بٌن المشرع إٌراداتها وأوجه اتفاقها والمزاٌا واإلعفاءات التً تتمتع بها ،وفرض
()1علٌها رقابة معٌنة .
– إٌرادات النقابة :تتمثل فً رسم االنضمام ،االشتراكات الشهرٌة ،ربح الحفالت التً
تقٌمها ،اإلعانات والهبات والوصاٌا المقبولة قانونا ،أرباح المطبوعات ،فوابد أموالها
وأرباح عقاراتها ،المبالػ المحكوم بها عن مخالفات أحكام النقابة.
– أوجه اإلنفاق :تخصص أموال النقابة لإلنفاق على األوجه التً تعود على أعضاء
النقابة طبقا للقواعد التً ٌحددها االتحاد العام وٌصدر بها قرار لوزٌر العمل.
ٌضع االتحاد العام للعمال لنقابات العمال البحة مالٌة تلتزم بها المنظمات النقابٌة فً
عملها ونشاطها ،وٌصدر بها قرار من الوزٌر المختص تتضمن هذه الالبحة نسب توزٌع
. االشتراك على مستوٌات التنظٌم النقابً واألؼراض التً تصرؾ حصٌلتها فٌها
– مزاٌا وإعفاءات نقابٌة :قرر المشرع إعفاء النقابات من الكثٌر من الضرابب والرسوم
كتلك المقررة على المبانً والعقارات ،والرسوم الجمركٌة ورسوم العقود والمحررات
....الخ ,وتعفى أٌضا من دفع ثالثة أرباع قٌمة استهالك الماء والكهرباء والهاتؾ تخفٌض
أجور السفر بوسابل النقل الداخلً المملوكة للدولة والقطاع العام.
84
-6أسالٌب عمل النقابة :
تعتمد النقابات العمالٌة على مجموعة من األسالٌب فً سعٌها للحصول على أكبر قدر
ممكن من المزٌا المادٌة والمعنوٌة للعمال ومن بٌنها :
تعتبر المفاوضة الجماعٌة من أهم آلٌات النقابة العمالٌة ،ذلك أن النقابات العمالٌة نشؤت
للدفاع عن مصالح العمال فً مواجهة أصحاب العمل الذٌن ٌتمتعون بمركز اقتصادي قوي
ٌمكنهم من فرض شروط جابزة على العمال فكان السبٌل أمام العمال لتعدٌل هذه الشروط
الجابرة هو المفاوضة الجماعٌة وهو ما ٌوطد دور هذه اآللٌة النقابٌة فً تحقٌق مطالب
()1العمال .
ومن ثم فقد أصبحت المفاوضة الجماعٌة أحد العناصر الجوهرٌة للعمل النقابً حتى
باتت تمثل أهم مظاهر هذا العمل نظرا لكثرة لجوء هذه النقابات إلى هذه الوسٌلة السلمٌة
التً تسعى النقابات من خاللها إلى تحقٌق العدالة الجتماعٌة فً مجال عالقات العمل ومن
ناحٌة أخرى تعمل على تحقٌق السلم االجتماعً واستقرار عالقات العمل .
المفاوضة الجماعٌة هً الحوار والمناقشات التً تجري بٌن المنظمات النقابٌة العمالٌة
وأرباب العمل أو منظماتهم من أجل(: )2
()1عبد الباسط عبد المحسن /النظام القانونً للمفاوضة الجماعٌة /دار النهضة العربٌة /بدون طبعة /القاهرة / 2000 /ص . 02
( )2رمضان عبد هللا صابر /النقابات العمالٌة و ممارسة حق االضراب /دار النهضة العربٌة /القاهرة /مإسسة الطباعة الفنٌة و النشر /بدون
طبعة / 2004 /ص . 08
85
-تحسٌن شروط وظروؾ العمل وأحكام االستخدام.
-التعاون بٌن طرفً العمل لتحقٌق التنمٌة االجتماعٌة لعمال المنشؤة .
ونشٌر إلى كثرة التعرٌفات الفقهٌة للمفاوضة الجماعٌة ،وٌظهر مما سبق أن المفاوضة
الجماعٌة وسٌلة تقوم على الرضا والحوار والتشاور بٌن العمال وأصحاب األعمال لتنظٌم
شروط العمل وظروفه ،وهً بذلك آلٌة نقابٌة ظهرت فً كنؾ الحركة النقابٌة.
()1
تتمٌز المفاوضة الجماعٌة كوسٌلة لتنظٌم عالقات العمل بعدة خصابص هً :
تتمٌز المفاوضة الجماعٌة بخاصٌة الجماعٌة ذلك أن المفاوضة الجماعٌة تتم بٌن ممثلً
العمال بصفة جماعٌة وتكون لهذه الجماعة مصالح مشتركة ،فالبد من وجود مصلحة
مشتركة للجماعة تتفاوض من أجلها ،كما أنها وسٌلة مباشرة لتنظٌم روابط العمل حٌث
()1محمد احمد اسماعٌل /دور المفاوضة الجماعٌة فً تنظٌم عالقات العمل /دار النهضة العربٌة /القاهرة /دون طبعة / 2002 /ص . 15
86
تجري بٌن طرفٌها دون تدخل طرؾ ثالث ،وهو كذلك طوعٌة حث ٌتوقؾ اللجوء إلٌها
على رؼبة األطراؾ كما أن المناقشات والحوارات التً تتم فٌها رضابٌة .
المفاوضات الجماعٌة وسٌلة سلمٌة لتنظٌم عالقات العمل ،فهً تتخذ شكل الحوار
والنقاش وتبادل وجهات النظر ،وهً كلها أشكال سلمٌة لحل المنازعات العمالٌة ،وهً
بذلك متشابهة مع الوسابل السلمٌة األخرى مثل التوفٌق والتحكٌم والوساطة ن وتختلؾ من
الوسابل األخرى القسرٌة مثل اإلضراب واإلؼالق .
العمل تعتبر المفاوضة الجماعة إطارا هاما لتوازن القوى بٌن طرفً عالقة العمل
ونجاحها ٌترجم التوازن النسبً فً مٌزان القوى بٌن األطراؾ المتفاوضة.
تعتبر المفاوضة الجماعٌة من أهم مراحل اتفاقٌات العمل الجماعٌة ،حٌث ٌتم بموجبها
التحضٌر لهذه االتفاقٌات ،كما ٌتم فٌها تحدٌد حقوق والتزامات طرفً عالقات العمل .
()1
تكون المفاوضة الجماعٌة على مستوى المنشؤة أو فرع النشاط أو المهنة أو الصناعة أو
على المستوٌٌن اإلقلٌمً والقومً.
ٌتم التفاوض فً المنشآت التً تستخدم خمسٌن عامال فؤكثر بٌن ممثلٌن من اللجنة
النقابٌة بالمنشؤة والنقابة العامة ،وبٌن صاحب العمل ،فإذا لم توجد لجنة نقابٌة بالمنشؤة
ٌكون التفاوض بٌن صاحب العمل وخمسة عمال تختارهم النقابة العامة المعنٌة على أن
ٌكون من بٌنهم ثالثة على األقل من عمال المنشؤة .
()1رمضان عبد هللا صابر /النقابات العمالٌة و ممارسة حق االضراب /مرجع سابق /ص . 11
87
بالنسبة للمنشآت التً تستخدم أقل من خمسٌن عامال ٌتم التفاوض بٌن ممثلٌن عن النقابة
العامة المعنٌة وبٌن ممثلٌن عن منظمة أصحاب األعمال المعنٌة أو عن صاحب العمل ن
وٌعتبر ممثلوا التنظٌم النقابً ومنظمة أصحاب األعمال المفوضٌن قانونا فً إجراء
التفاوض وإبرام ما ٌسفر عنه من اتفاق .
فإذا رفض احد الطرفٌن البدء فً إجراء المفاوضات الجماعٌة جاز للطرؾ األخر أن
ٌطلب من الجهة اإلدارٌة المختصة تحرٌك إجراءات التفاوض بؤخطار منظمة أصحاب
األعمال أو المنظمة النقابٌة للعمال بحسب األحوال لمباشرة التفاوض الجماعً نٌابة عن
الطرؾ الرافض ،وتعتبر المنظمة المختصة فً هذه الحالة مفوضة قانونا فً التفاوض
()1 وتوقٌع االتفاق الجماعً .
تتعدد الموضوعات التً ٌجري التفاوض بشؤنها ونذكر هنا أهم الموضوعات التً ؼالبا
ما تحوز اهتمام أطراؾ عالقات العمل .
ومنظمات العمل وهً تتفاوض بشؤن األجور تدرك تماما أنه لو زادت األجور عن الحد
المعقول فقد ٌإدي ذلك إلى إفالس صاحب العمل وهو لٌس فً مصلحة العمال أنفسهم .
88
واألطفال باإلضافة إلى أنها تختلؾ حسب طبٌعة العمل مثل األعمال الشاقة والخطرة أو
الضارة بالصحة ،وخفض ساعات العمل من أهم المطالب العمالٌة المطروحة حول
()1التفاوض.
-المفاوضة الجماعٌة بشأن العطل :
لإلجازات أو العطل أهمٌة خاصة بالنسبة للعمال ،فالعامل بعد ما ٌقوم بعمله فً حاجة
ماسة للراحة التً تجدد نشاطه ،وفً المقابل تمثل اإلجازات عبء ثقٌل على صاحب العمل
السٌما إذا كانت مدفوعة األجر واإلجازات كانت أهم المسابل التً كافحت من اجلها
النقابات العمالٌة إلقرارها ،ولدفع أجور العمال أثنابها ،ومن أمثلة اإلجازات مدفوعة
األجر اإلجازة السنوٌة اإلجازة المرضٌة العطل األسبوعٌة وعطلة العمل والوالدة للعامالت
وإجازات الدراسة.
()2
إن عدم مراعاة قواعد السالمة والصحة المهنٌة ٌعود بالضرر على العمال بل وعلى
أصحاب األعمال لذلك كان التفاوض على هذا الموضوع بٌن النقابات العمالٌة وأصحاب
األعمال ؼاٌة فً األهمٌة ،وٌتعلق بالسالمة والصحة المهنٌة موضوعات كثٌرة نذكر منها
موقع المنشؤة الشروط الواجب توافرها فً مكان العمل ،من حٌث التهوٌة واإلضاءة
والحرارة وارتفاع األسقؾ ومدى توافر وسابل األمن الصناعً مثل طفاٌات الحرٌق
()3ووسابل منع التلوث .
()1عبد الباسط عبد المحسن /النظام القانونً للمفاوضة الجماعٌة /مرجع سابق /ص ص . 159 - 158
()2محمد عبد هللا نصار /المفاوضة الجماعٌة و دور منظمة العمل العربٌة /القاهرة /دون طبعة / 1996 /ص . 77
()3سالمة عبد الثواب /المفاوضة الجماعٌة فً قانون العمل /دار النهضة العربٌة /القاهرة /دون طبعة . 64 / 2002 /
89
–4النتابج المترتبة على المفاوضة الجماعٌة :
إذا نجح أفراد التفاوض فً االتفاق حول جل الموضوعات محل النزاع ٌ ،تم إبرام
اتفاقٌة جماعٌة تتضمن المسابل التً كانت محل خالؾ بٌن الطرفٌن ،وتعد المرجع فً
تنظٌم المسابل المطروحة على التفاوض فٌما تعلق بحقوق والتزامات الطرفٌن ،وال ٌجوز
()1 ألي طرؾ الخروج علٌه.
آما إذا فشلت المفاوضة الجماعٌة فً الوصول إلى تسوٌة حول األمور التً كانت
مطروحة على التفاوض فٌكون لألطراؾ الحرٌة فً اللجوء إلى الوسابل األخرى مثل
التوفٌق والوساطة والتحكٌم واإلضراب واإلؼالق .
وٌحظر على صاحب العمل أثناء سٌر المفاوضات اتخاذ إجراءات أو إصدار قرارات
تتعلق بالموضوعات المطروحة للتفاوض ،إال عند قٌام حالة الضرورة واالستعجال
()2وٌشترط أن ٌكون اإلجراء أو القرار فً هذه الحالة مإقتا .
عندما تجتاز النقابة طرٌق التكوٌن الطوٌل وتتكون تكوٌنا حرا اختٌارٌا فإنها تجابه
حقٌقة قاسٌة ،حقٌقة تجعل من النهاٌة التً انتهت إلٌها بداٌة تبدأ منها ن وتعٌدها كما كانت
علٌه فالنقابة لٌست ؼاٌة فً حد ذاتها وإنما هً وسٌلة لتحقٌق ؼاٌة فً الدفاع عن مصالح
العمال وحقوقهم وإذا لم ٌكن لدى النقابة من الوسابل ما تحقق به هدفها فإنها ستكون حبرا
على ورق وال قٌمة لها.
() 3
()1عبد الباسط عبد المحسن /النظام القانونً للمفاوضة الجماعٌة /مرجع سابق /ص . 21
()2عبد السالم عٌاد /المفاوضة الجماعٌة /دار الجامعة الجدٌدة /مصر /دون طبعة / 1992 /ص . 27
()3جمال البنة /الحرٌة النقابٌة /الجزء الثانً /االتحاد االسالمً الدولً للعمل /القاهرة /دون طبعة /دون تارٌخ /ص . 05
90
بعدما تعرفنا للمفاوضة الجماعٌة كآلٌة نقابٌة سلمٌة للدفاع عن مصالح العمال فً
مواجهة أرباب العمل ن نتعر باإلضراب باعتباره أٌضا آلٌة نقابٌة تنازعٌة لتحقٌق نفس
األؼراض.
والواقع أن اإلضراب سبق االتفاقٌة الجماعٌة بل أنه فً كثٌر من األحٌان سبق تكوٌن
النقابة نفسها ،أو أدى إلى هذا التكوٌن ،ونشٌر هنا إلى حاالت اإلضراب التً وقعت قبل
ظهور النقابات ،والنظام الرأسمالً كما حدث عندما امتد الفساد إلى الطوابؾ الحرفٌة
وجارت على حقه العمال بل أن الوثابق التارٌخٌة تشٌر إلى وقوع العدٌد من حركات
اإلضراب فً الحضارات اإلنسانٌة القدٌمة مثل الحضارة الفرعونٌة واإلؼرٌقٌة والرومانٌة.
وٌعرؾ االضراب على انه االنقطاع الجماعً عن العمل هدفه الضؽط على المإاجر
للحصول على تنازالت أكثر وٌعتبر اإلضراب جزء أساسً من عملٌة المساومة .
واإلضراب من حٌث كٌفٌته ٌؤخذ أشكاال مختلفة فهو تهدٌدي ( ٌوم واحد مثال ) أو
مفاجا لمدة قصٌرة أٌضا أو دوري أو بطًء ،وطبعا ٌتم تنفٌذه بعد إتباع اإلجراءات
()2المنصوص علٌها قانونا.
()1احمد البردعً /الثورة الصناعٌة و اثارها االجتماعٌة و القانونٌة /دار الفكر العربً /القاهرة /دون طبعة . 284 / 1982 /
()2عبد الباسط عبد المحسن /االضراب فً قانون العمل /رسالة دكتوراه /كلٌة الحقوق /جامعة القاهرة / 1992 /ص . 06
91
ج -التوفٌق والتحكٌم :
عندما ٌتعذر الوصول إلى اتفاق بٌن النقابة واإلدارة ٌرضً الطرفٌن بشؤن موضوع
السامة ،فالبد من دخول طرؾ ثالث لمساعدتهما على التوصل إلى اتفاق معٌن ٌ ،حاول
تقرٌب وجهات النظر ،وٌكون طرفا محاٌدا ال ٌتخذ أي قرار كحل ٌلزم به الطرفٌن .
أما التحكٌم فهو العملٌة التً ٌقوم فٌها الطرؾ الثالث بجمع الحقابق والمعلومات من
الطرفٌن المتنازعٌن لكً ٌتم التوصل الى القرار الملزم للطرفٌن .
وعلٌه فإن كل من الموفق والحكم طرؾ محاٌد ؼٌر ان الحكم ٌدخل كالقاضً ٌصدر
القرار أو الحكم فً الموضوع والملزم لطرفً النزاع ،اما فً حالة التوفٌق فصاحب القرار
فهم أطراؾ النزاع .
تعتبر هذه الوسٌلة أٌضا من أهم الوسابل التً تنتهجها النقابة بؽٌة ضمان حقوقها فهً
تلجـؤ إلى محاولة استصدار قوانٌن تضمن من خاللها حقوقها وحقوق العمال ،فتعتبر قوانٌن
العمل الصادرة سنة 1990مثل قانون 11/90المتعلق بعالقات العمل الفردٌة و 02/90
المتعلق بتسوٌة نزاعات العمل الجماعٌة وحق اإلضراب والقانون رقم 04/90المتعلق
بتسوٌة النزاعات الفردٌة ،والقانون 14/90المتعلق بكٌفٌة ممارسة الحق النقابً من بٌن
()1تلك القوانٌن التً تضمن للعمال مجموعة من الحقوق.
إضافة إلى القوانٌن السالفة الذكر وؼٌرها هناك االتفاقٌات الجماعٌة الناتجة عن
المفاوضات الجماعٌة وكذلك قرارات التحكٌم واألحكام والقرارات القضابٌة فكلها تعتبر
نافذة فً حق رب العمل وملزمة له .
()1الجرٌدة الرسمٌة للجمهورٌة الجزابرٌة /العدد / 06الصادرة بتارٌخ 11رجب 1420 /ه .
92
وعلى العموم فإن النشاط النقابً ٌتلخص فً الدفاع عن المصالح المادٌة والمعنوٌة
للعمال باتخاذ الوسٌلة الناجعة لتحقٌق األهداؾ المسطرة ولكن ٌتم ذلك بنجاح فإن النشاط
النقابً ٌعتمد على مجموعة من العوامل ٌمكن إجمالها فٌما ٌلً :
-نوعٌة القطاع فإذا كان استراتٌجٌا كانت النتابج المحققة اٌجابٌة .
-التخصص المهنً والكفاءة العمالٌة أي انه كلما كان المستوى التؤهٌلً للعمال عالٌا
كلما كان نشاطهم فاعال .
-وحدة وشكل التنظٌم النقابً ومعناه مدى توحد العمال ،وتماسكهم فً سبٌل تحقٌق
أهدافهم إضافة إلى تفانً المسإولٌن النقابٌٌن فً خدمة المصالح العمالٌة.
-اإلمكانات المادٌة للنقابة العمالٌة حتى تكون قادرة على مجابهة رب العمل خاصة
فً فترة اإلضراب .
ومن هذا المنطلق ٌمكن حصر آلٌات العمل أو النشاط النقابً على النحو التالً :
وبناءا على ما سبق ٌمكن القول أن السٌاسة النقابٌة الٌوم ترتكز على أسلوبٌن أساسٌٌن
هما :الصراع أو النزاع و التعاون ن تكون النقابة فً حالة صراع ونزاع مع أرباب العمل
أو السلطة أثناء األزمات االقتصادٌة وتعتبر النقابة الفرنسٌة أكبر ممثل لهذا األسلوب نتٌجة
لكثرة المواجهة مع أرباب العمل فً حٌن تتمٌز النقابة األمرٌكٌة والبرٌطانٌة بنوع من
التعاون ؼٌر الثابت والحذر خاصة أثناء تسرٌح العمال نتٌجة األزمات االقتصادٌة
93
والسٌاسٌة اللٌبرالٌة المؽرضة ،األمر الذي ٌإذي إلى انخفاض عدد المنخرطٌن وبالتالً
إضعاؾ النقابة .
أما النقابات التً تخرج من األزمات بفضل النتابج فهً النقابات التعاونٌة خاصة
األلمانٌة منها التً تعتمد على التسٌٌر المشترك .
94
المبحث الثالث :نظرٌات النقابات العمالٌة
– 1النظرٌة االجتماعٌة
– 2النظرٌة االخالقٌة
– 3النظرٌة الثورٌة
– 4النظرٌة السٌكٌولوجٌة
95
المبحث الثالث :نظرٌات النقابة :
إن تكتل العمال فً شكل نقابات ،سمح لهم بالدفاع عن مصالحهم الخاصة ،ومحاولة
تحقٌق أقصى فابدة لهم ،ؼٌر أن سٌاسة النقابة بقٌت متباٌنة ومختلفة ،وذلك وفقا
لألٌدٌولوجٌة والمبادئ واألفكار التً تتبناها كل نقابة ،بحٌث قسم الدارسٌن نوع وطبٌعة
النشاط النقابً وعالقة النقابة بؤرباب العمل والحكومات إلى خمس تٌارات أساسٌة وهً :
تٌار المنفعة الذي ٌرى بؤن النقابة تهدؾ إلى تحقٌق أكبر أو اعلً معدل لألجور ،تٌار
تؤمٌن منصب العمل الذي ٌسعى للمحافظة على منصب العمل ثم تٌار الصراع الطبقً ،
فالتٌار السٌاسً الذي ٌهتم باالنشؽاالت السٌاسٌة ،والقانونٌة ،وأخٌرا تٌار العالقات
اإلنسانٌة الذي ٌعطً اهتماما أكبر للمطالب االجتماعٌة .
- 1النظرٌة االجتماعٌة :
فً هذا السٌاق قسم مٌشال كروزي '' " Michel Crozierالنظرٌة االجتماعٌة المهتمة
بالنشاط النقابً والمفسرة لها إلى خمس نظرٌات أساسٌة ( : ) 1
أ – وجهة النظر الوراثٌة :
تنطلق من أصل ونشؤة النقابة وموقعها فً المجتمع وذلك بدراسة أصولها والظروؾ
التً تحكمت فً تشكٌلها .
وترى هذه النظرٌة انه ٌوجد أفراد استثنابٌٌن استطاعوا جمع العمال حولهم مستؽلٌن فً
ذلك الظروؾ المزرٌة التً كان ٌعٌشها هإالء األفراد ،برزت على أثرها الطبقة العاملة.
وبناءا على ما سبق ال ٌمكن الجزم بوجود أفراد متمٌزٌن ٌظهر النقابات كما ٌجب النظر أي
الحركة النقابٌة فً خضم التطور المٌدانً للعالقات االجتماعٌة ،وما ٌترتب عنها كظهور
الطبقٌة فً المجتمع ،والتحالفات التً تظهر فً مراحل معٌنة بٌن الطبقات المسٌطرة
كؤصحاب رإوس األموال والسلطة كما ال ٌجب تجاهل التوجه السٌاسً الهام السابد فً كل
مجتمع.
()1جورج فرٌدمان /رسالة فً سوسٌولوجٌا العمل /مرجع سابق /ص ص. 142 – 115
96
ب -وجهة النظر الوظٌفٌة :
اهتمت هذه النظرٌة بالناحٌة الوظٌفٌة للنقابات من خالل دراسة المهام المنوطة بها ،
أي االهتمام بالوظابؾ التً تقوم بها النقابة والمرتبطة أساسا مع الواقع االجتماعً الذي
تحٌاه.
وٌرى أصحاب هذه النظرٌة أن دور النقابة مرتبط بالفعل المباشر ،وردود األفعال
المترتبة عنه داخل المإسسة اإلنتاجٌة .عالوة على نشاطها المالزم لمناقشة ظروؾ العمل
واألجور وكذا كٌفٌة الحصول على استقاللٌة التنظٌمات النقابٌة عن أرباب العمل أو
المسٌرٌن ،وتركز بصفة خاصة على دراسة المفاوضات الجماعٌة وكٌفٌة إدارة االتفاقٌات
الجماعٌة .
ؼٌر أن الواقع ٌثبت أن دور النقابات ال ٌمكن حصره فً النقاط السالفة الذكر بل ٌتعداه
إلى مهام أخرى ،وقد ٌختلؾ عنه نهابٌا السٌما بالنسبة للمجتمعات التً عانت االستعمار
حٌث ال ٌقتصر دور النقابة فٌها على المستوى االجتماعً فحسب ،بل ٌتعداه إلى الجانب
السٌاسً ،إذ سجل التارٌخ التحام النقابات بالحركات السٌاسٌة ،من أجل القضاء على
االستعمار ،كما تختلؾ وظٌفة النقابة باختالؾ التوجه السٌاسً وطبٌعة النظام االقتصادي
واالجتماعً ،إذ ٌختلؾ دور النقابات فً المجتمعات الصناعٌة الرأسمالٌة عن المجتمعات
االشتراكٌة والمجتمعات السابدة فً طرٌق النمو والتً ال تزال فً طور التشكل الصناعً ،
كما أن ممارسة السٌاسة تصبح كحتمٌة نظرا لطؽٌان الطرح السٌاسً ،وكذا رؼبة السلطة
فً التحالؾ مع أرباب العمل لتحطم النقابات .
تعتمد فً دراستها للنقابات على البنٌة الداخلٌة لها ،أي دراسة الناحٌة التنظٌمٌة للنقابة
كبناء اجتماعً متمٌز له خصابص محددة تسعده على العمل بصفة مستمرة ومستقرة ،وهً
بهذا تركز على الناحٌة البٌروقراطٌة للنقابات.
لكن بالرؼم من تعدد البنً والهٌاكل ٌبقى أن قوة النقابة أو ضعفها ال ٌرتبط أساسا بنوع
التنظٌم بقدر ما ٌرتبط بالعالقات القابمة داخل المإسسات على المستوى األفقً والعالقات
97
العمودٌة بٌن القاعدة العمالٌة ،والمركزٌة النقابٌة .وعلٌه فان هذه النظرٌة أهملت الظروؾ
الموضوعٌة التً من شؤنها السماح للنقابة بتجاوز مشاكلها ،وال ٌمكن اعتبار الهٌكلة هً
وحدها الكفٌلة ببناء نقابة بل ٌجب مراعاة المشاكل التً قد تختلؾ وتتعدد باختالؾ طبٌعة
األنشطة للمإسسات االجتماعٌة واالقتصادٌة .
ترى أن المحرك األساسً للنقابات هو األٌدٌولوجٌة المتبناة والتً تعمل وفقا لها وتسعى
إلى تحقٌق أفكارها ومبادبها بناءا علٌها.
فً حٌن أن النقابات فً أوروبا نجدها تحمل سمات مشتركة حٌث ال ٌزال الجانب
التقنً واالقتصادي منفصل بوضوح عن الجانب السٌاسً واالجتماعً ،وعلى المستوى
األفقً للسلطة تستطٌع إسماع أرابها عن طرٌق المراقبة المباشرة والؽٌر مباشرة لجهاز
الدولة وذلك باالشتراك مع األحزاب العالمٌة.
أما فً بلدان العالم الثالث فإنها تسعى لتمثٌل الطبقة العاملة ؼٌر أنها لم تصل بعد إلى
المستوى الذي وصلت إلٌه النقابات فً المجتمعات الؽربٌة وهذا ٌعود إلى طبٌعة تكوٌنها
ودهنٌاتها التً ال تزال مرتبطة بنماذج تنظٌمٌة ٌؽلب علٌها الطابع التقلٌدي لهذه المجتمعات.
مما سبق ٌمكن القول بؤن النقابات فً مختلؾ المجتمعات ال ٌمكن دراستها بمعزل عن
األٌدٌولوجٌة الفاعلة فً المجتمع وأٌضا العالقات السابدة بٌن السلطة والمجتمع ككل وما
ٌنجر عنها.
98
هـ -وجهة النظر التؽٌرٌة :
تعتبر النقابة العمالٌة ،عامال مهما فً أحداث عملٌة تؽٌٌر المجتمع الذي توجد فٌه ،ال
تعتبرها وحدة فً البناء االجتماعً الكلً للمجتمع .
ٌرجع أصل هذه النظرٌة إلى القرن 19فً أوروبا ومن أشهر روادها " :سان
سٌمون(*) " " ،برودون (**)" .
وتتم إعادة التنظٌم تلك عند االشتراكٌٌن الخٌالٌٌن من خالل النظام القابم
واإللؽاء التدرٌجً للمفاسد والمظالم ،هذه العملٌة التدرٌجٌة هً التً ترسم دعابم
()1 النظام االشتراكً.
وقد اهتمت هذه النظرٌة بالمبادئ األخالقٌة والدٌنٌة كالعمل والمساواة ن وٌرى
أصحابها أن أصل نشؤة النقابات العمالٌة ٌعود إلى األفكار االشتراكٌة المثالٌة والمسٌحٌة ن
لذلك فان هذه النقابات سوؾ تقوم بدور بارز فً تحقٌق هذه األهداؾ ألنها أهم وسٌلة
للقضاء على الالعدالة التً تنتج عن تراكم الثروة لدى مالكً وسابل اإلنتاج بٌنما الطبقة
العاملة تزداد فقرا ،لذلك كان من الضروري تشكٌل نقابات بؽٌة إعادة توزٌع الثروة بصفة
عادلة بٌن جمٌع أفراد المجتمع.
()1عبد المنعم الؽزالً الجبٌلً /الحركة العمالٌة و النقابٌة فً العالم /مكتبة النهضة /بؽداد /دون طبعة /دون تارٌخ /ص . 51
(*)سان سٌمون : ) 1825 – 1760 ( Saint Simonفٌلسوؾ و اقتصادي فرنسً و مإسس المدرسة االشتراكٌة السانسٌمونٌة .
99
إذن هذه النظرٌة اعتبرت النقابة العمالٌة وسٌلة ضرورٌة لمواجهة الظلم االجتماعً
الواقع على العمال والناتج على الالعدل فً توزٌع الثروة والمنافسة الشدٌدة بٌن العمال
وأرباب العمل.
ؼٌر أن هذه النظرٌة تعرضت إلى انتقادات شدٌدة لعدم انطالقها من الواقع فً حد ذاته
وإنها اعتمدت على تصورات وأفكار نظرٌة مثالٌة عما ٌجب أن ٌكون ولٌس بناءا على ما
هو كابن ،باإلضافة إلى تصورات معنوٌة أخرى مؽاٌرة كالحرٌة الفردٌة والدٌمقراطٌة ،
إضافة إلى وجود بدابل أكثر عملٌة من الناحٌة الواقعٌة المعٌشٌة كالنقابات المطلبٌة والثورٌة
التً تسعى إلى تحقٌق نتابج ملموسة ألعضابها وفقا ألسالٌبها الخاصة.
فهذه النظرٌة كانت ضد النقابات الثورٌة وعملت على مواجهتها من خالل أفكارها
وتصوراتها .
لقد فشل هإالء المفكرٌن فً تحقٌق ما هدفوا إلٌه ألنهم لم ٌتبٌنوا ا تؽٌر المجتمع
الرأسمالً ال ٌمكن أن ٌتم وفق المبادئ اإلصالحٌة ،والمشاعر اإلنسانٌة الفردٌة الرحٌمة
كما أنهم كانوا ٌفتقدون المعرفة بقوانٌن التطور االجتماعً والتً تحرك هذا التطور وتسٌره
ورؼم ذلك فقد كان لهم دورا فعاال فً الحركة العمالٌة .
100
- 3النظرٌة الثورٌة :
ظهرت هذه النظرٌة على أنقاض الفكر االشتراكً الخٌالً ،وٌمكن تقسٌمها
إلى قسمٌن أو اتجاهٌن :فاألول ٌرى فً النقابة وسٌلة فعالة فً نصرة العمال
باالتجاه التفاإلً ،بٌنما الثانً تشاإمً ٌعتقد بمحدودٌة النقابة ،وعدم قدرتها على
تحقٌق مصالح العمال بصفة جدٌة وفعالة .
هذا االتجاه بزعامة المفكر " كارل ماركس (*)" حٌث عالج موضوع النقابة :
(ماضٌها ،حاضرها ،ومستقبلها ) فً إطار تحلٌل قٌمة العمل ،عملٌة صراع
الطبقات وقوانٌن مجتمع فابض القٌم ( )1وذلك ضمن مبادئ النظرٌة الماركسٌة كما
ورد ذكر أهم مبادبها فً نظرٌة الصراع ،حٌث أبدى اهتماما كبٌرا بالنقابة كؤداة
لتجمع العمال واتصالهم مما ٌولد لدٌهم وعٌا طبقٌا حٌث ٌرى أن تحرٌر العمال
إنما هو من صنع العمال أنفسهم ولٌس من صنع مجموعات من المتآمرٌن أو من
صنع أقلٌة أو من صنع إرادة خٌرة.
فقط عندما تواجه الطبقة العاملة الطبقة الرأسمالٌة ،كطبقة اجتماعٌة مستقلة
وتعرؾ الوسابل التً تساعدها على انتزاع حرٌتها بحزب ثوري ،نظرٌة ثورٌة
أو تنظٌم نقابً ٌمكنها حٌنبذ أن تنتزع الحرٌة لنفسها ولكل الكادحٌن والمستؽلٌن
لكل األؼلبٌة المضطهدة.
إذن ظهور النقابات العمالٌة مرتبط بتطور قوى اإلنتاج ومطالب العمال
ونضاالتهم الطوٌلة ضد االستؽالل الرأسمالً الذي نتجت عنه عالقات إنتاجٌة
متناقضة نتٌجة انقسام المجتمع إلى طبقتٌن :طبقة مالكة لوسابل اإلنتاج ،وهً
(*)كارل ماركس / ) 1919 – 1883 ( karl Marxفٌلسوؾ اقتصادي و رجل سٌاسة المانً له نظرة تؽٌٌرٌة رادٌكالٌة مبنٌة على المادٌة
التارٌخٌة و الجدلٌة المادٌة ,اهم مإلفاته البٌان الشٌوعً و كتاب راس المال الذي اكمله رفٌقه فرٌدٌرٌك انجلس .
101
الطبقة الرأسمالٌة البرجوازٌة ،وطبقة مالكة لوسابل اإلنتاج ،وهً الطبقة األخٌرة تقوم
ببٌع قوة عملها إلى رب العمل مقابل أجر زهٌد ال ٌكفً لتجدٌد طاقاتها لٌوم عمل جدٌد .
كما ٌرى " ماركس " أن الدور ألمطلبً للنقابات العمالٌة مرتبط بتطور الرأسمالٌة
واستؽاللها للطبقة العاملة ،وهذا سبب موضوعً لوجود اتحادات وتنظٌمات ونقابات
عمالٌة ،وٌجب أ ال تنحصر مطالبها فً الجانب االقتصادي المتمثل فً تحقٌق األجور
وظروؾ وشروط العمل ،بل تتعداها إلى المطالب السٌاسٌة الن مالكً وسابل اإلنتاج
وبتحالؾ مع الدولة ٌسعون إلى التكتل وفرض إرادتهم وسٌطرتهم على العمال ،والمطالبة
بتبنً قوانٌن ضد مصالح هإالء واللجوء الى القمع كتكسٌر اإلضرابات وعدم الرفع من
األجور .
وأمام التحالؾ تدرك الطبقة العاملة حاجاتها وضرورة امتالكها للسلطة السٌاسٌة السٌما
()1 انها القوة الربٌسٌة فً المجتمع.
مما ال شك فٌه ان ماركس نجح فً وضع أسس نظرٌة للممارسة النقابٌة انطالقا من
الواقع المادي للرأسمالٌة خالل القرن التاسع عشر فً أوروبا ،حٌث ظل الصراع الطبقً
المحرك الربٌسً للحركات العمالٌة ،كما أن تعاظم الطبقة العاملة سمح لها بفرض وجودها
على المستوٌٌن االقتصادي والسٌاسً ،ؼٌر انه اؼفل بعض الجوانب التً قد ٌكون لها دور
هام فً نشؤة النقابة العمالٌة وتطورها ،مثل البعد النفسً واالجتماعً واختالؾ تطلعات
األفراد ،باإلضافة إلى تطور النظام الرأسمالً واهتمامه بالجانب اإلنسانً فً العمل نتٌجة
لدراسات عدٌدة قام بها بعض العلماء والتً أكدت فً مجملها على الجانب اإلنسانً فً
مٌدان العمل .
()1اوتكٌن /ما هً النقابات /مكتبة االسد /دمشق /دون طبعة /دون تارٌخ /ص . 50
102
ب -االتجاه التشاإمً :
ٌعتبر كل من " لٌنٌن " " " )*(Lenineو روبرت مٌتشلز "(**) " Robert michels
أبرز من مثل هذا االتجاه ،وهو استمرار لالتجاه السابق ،ؼٌر انه ٌعتبر النشاط النقابً
أقل فعالٌة فً تحقٌق مطالب العمال ،وكذلك بالنسبة للناحٌة التعبٌرٌة فً المجتمع .
تكتسً إسهامات " لٌنٌن" فً هذا المجال اعتبارات عملٌة الرتباطها بالنظام االشتراكً
فً االتحاد السوفٌاتً ( سابقا ) حٌث عالجها على الخصوص فً عالقتها باألحزاب منتقدا
النقابات التً تتمٌز بالمطلبٌة المحضة وخاصة تلك التً ترفض تحدٌد دورها ضمن إلؽاء
) 1 (. النظام الرأسمالٌة
كما ٌرى عدم حتمٌة التلقابٌة فً تشكٌل النقابات العمالٌة ،كما ال ٌعتقد بحتمٌة ثورة
النقابات باعتمادها على الجانب االقتصادي والسٌاسً.
وهو فً ذلك ٌرى بؤن الكفاح وحده للنقابات لن ٌحقق تؽٌٌر ذا بال ،وان قصارى ما
ٌمكن أن تصل إلٌه النقابات بكفاحها االقتصادي هو أن تحسن قلٌال من ظروؾ بٌع العمال
سلعتهم – قوة عملهم –.
وعندما ٌؤتً االنكماش االقتصادي تصبح النقابات العمالٌة عقٌمة ،وثانٌا أن الكفاح
السٌاسً والثوري ٌجب أن ٌكون له مكان ،بل أولوٌة فً عمل النقابات مع االحتفاظ
()2 بالنشاط االقتصادي وتسخٌره لخدمة قضٌة الثورة .
()1ابفٌتش لٌنٌن /حول تربٌة الملكات /دار التقدم /موسكو / 1976 /ص . 155
(*)اٌفتش لٌنٌن ) ) 1924 – 1870 ( Lénine ( Vladimir Ivitchرجل سٌاسة و منظر ثوري روسً .
()2جمال البنا /التارٌخ النقابً المقارن /مطابع الجامعة /القاهرة /دون طبعة /دون تارٌخ /ص . 161
(**)روبرت مٌشٌلز :) 1936 – 1876 ( Michels robertoعام اجتماعً و اقتصادي اٌطالً من اصل المانً,اهم مإلفاته االحزاب
السٌاسٌة سنة . 1911
103
وعلٌه فهو ٌرى أن نجاح النقابات العمالٌة لن ٌتحقق إال إذا توفر التؤثٌر األٌدٌولوجً
واإلشراؾ السٌاسً للدولة ،إذن ٌجب أن تتبنى النقابات العمالٌة أفكارا سٌاسٌة ،وتعمل
على تحقٌقها واقعٌا مع مراقبة الدولة لها ،بمعنى وجود جهة تعمل على نشر الفكر
االشتراكً ،وهذا تصبح النقابات العمالٌة همزة وصل بٌن القٌادات الحزبٌة والجماهٌر
العمالٌة .
نالحظ أن " لٌنٌن " قد مٌز بٌن " وعً النقابة العمالٌة " وهو كل ما تستطٌع النقابة
تحقٌقه بنفسها ،وبٌن " الوعً االشتراكً " وهو ما توفر عن طرٌق المفكرٌن الثورٌة
ونقطة االلتقاء بٌنهما هو " الحزب السٌاسً.
من خالل ما سبق نستنتج أن " لٌنٌن " ٌرى ضرورة وجود فبة طالبعٌة تقوم بتحمل
مسإولٌة نشر المبادئ واألفكار االشتراكٌة ومراقبتها ،وأن النقابات العمالٌة ما هً إال
وسٌلة من اجل هذا التؤطٌر.
لقد أؼفل " لٌنٌن " الكثٌر من الجوانب التً تهتم بها النقابات وتساهم فً نشؤتها
وتطورها ،منها الجوانب االقتصادٌة واالجتماعٌة والنفسٌة ،باإلضافة الى أنه لٌس
بالضرورة أن تتبنى النقابات العمالٌة أفكارا سٌاسٌة وتكون مراقبة من طرؾ الدولة حٌث
أنه فً الكثٌر من األحٌان ٌكون هناك تعارض بٌن سٌاستهما ومصالحهما .
انطلق فً تفسٌره للنقابات العمالٌة من دراسته للبناء الداخلً لألحزاب السٌاسٌة ،حٌث
قدم نظرة داخلٌة عن بنٌة ووظابؾ النقابات العمالٌة ،وٌرى أن النقابات العمالٌة لن تبقى
على سعٌها فً تحقٌق مكاسب للعمال والدفاع عن مصالحهم ،بل ستصبح منظمة
بٌروقراطٌة فً ٌد األقلٌة المنتخبة القٌادٌة وتعمل هذه األخٌرة على تحقٌق مصالحها
وفوابدها ،والمحافظة على مكاسبها الذاتٌة بالمنصب القٌادي والمكانة االجتماعٌة ...الخ
104
ومن هنا صاغ قانونه المعروؾ " بالقانون الحدٌدي لألولٌجارشٌة " ( )1الذي ٌعنً تركز
القوة فً أٌدي األقلٌة ،وٌتخذ األفكار التالٌة :
-اتساع تنظٌمات العمال ٌجعل استحالة تحقٌق الدٌمقراطٌة داخل التنظٌم وٌخلق
معوقات أمام المشاركة الفعلٌة من جانب األعضاء فً العملٌة السٌاسٌة المتمثلة
فً اتخاذ القرارات واإلشراؾ على تنفٌذها .
-تتجه تنظٌمات العمال نحو تحدٌد الوظابؾ حتى تصبح بدورها ذات طابع
بٌروقراطً مع وجود إدارة مركزٌة.
كما ٌعتقد " مٌشلز " " " Mechelsأن عدم وجود الدٌمقراطٌة الداخلٌة سوؾ ٌكون لها
تؤثٌر على أمال العمال ومدى سعٌهم لتحقٌقها ،باإلضافة إلى أن األقلٌة الحاكمة ،مع مرور
الوقت سوؾ تتخلى عن دورها فً دفاع عن مصالح العمال لتصب أداة لتكرٌس الرأسمالٌة
ألنها سوؾ تعمل على تحقٌق مصالحها الذاتٌة والحفاظ على مناصبها .
()1عبد هللا محمود عبد الرحمان /علم اجتماع التنظٌم /دار المعرفة الجامعٌة /االسكندرٌة /بدون طبعة / 1994 /ص ص . 190 – 185
105
تعتبر أفكار " روبرت متشلز " مقبولة واقعٌا ؼٌر أنه أؼفل بعض الجوانب منها تؽٌٌر
بعض القادة ألفكارهم ،باإلضافة إلى أن انقسام طبقة العمال إلى فبات اجتماعٌة ٌإدي إلى
انخفاض الوعً الطبقً ،وكذلك عدم معالجة الصراع الذي ٌنشؤ بٌن قادة النقابة أنفسهم أو
بٌن النقابات المحلٌة الوطنٌة ،كما أنه أؼفل فكرة التكوٌن والتثقٌؾ العمالً التً تقرب
الهوة بٌن العمال والقٌادات النقابٌة.
. 4النظرٌة السٌكولوجٌة:
األولى تعتبر النقابة العمالٌة تشكلت كرد فعل نفسً متعلقة بندرة مناصب العمل ،
انطالقا من فكرة ترى وجود بعدٌن داخلً متعلق بالعامل ،ذلك أنه ٌشعر بعدم استطاعته
الحصول على فرص اقتصادٌة خارج نطاق العمل ،باإلضافة إلى أن بطبٌعته ال ٌمٌل إلى
المؽامرة بتؽٌٌر منصب عمله فً عالم ٌسوده مبدأ المنافسة .
أما البعد الثانً هو عدم وجود فرص عمل ،نتٌجة النخفاض الطلب على قوة العمل فً
سوق العمالة مادام العرض أكبر من الطلب فان العامل ٌخشى من البطالة وٌهدؾ فقط إلى
الحفاظ على منصب عمله.
أما المسلمة الثانٌة فتعتبر النقابة العمالٌة جماعة تحقق حاجات اجتماعٌة ونفسٌة للعامل
حٌث تشعره باألمان و الثقة .
()1
()1عبد الباسط محمد حسن /علم االجتماع الصناعً /مرجع سابق /ص . 207
(*)فرانك تامنبون ) 1969 – 1893 ( frank tamanbaunعالم اجتماع امرٌكً من اصل استرالً .
106
إذن حسب هذه النظرٌة الهدؾ من تكتل العمال ضمن تنظٌمات نقابٌة هو حماٌة منصب
العمل من خطر الندرة والمنافسة ،وكذلك هو وسٌلة تجعل العمال ٌشعرون باألمان والراحة
النفسٌة ،ضمن جماعة تعمل على إشباع حاجاتهم االجتماعٌة دون االهتمام بالمطالب المادة
واالقتصادٌة .
فً الواقع أن هذه النظرٌة القت عدة انتقادات منها أن العمال ٌطمحون فعال للحفاظ
على مناصب عملهم فً ظل الندرة والمنافسة والبحث عن جماعة تشعرهم باألمان وتحقق
حاجاتهم االجتماعٌة ضمن نظام المجتمع الذي ٌمتاز بالفردٌة فً عالقات العمل ،لكن هذا
ال ٌعنً أن العمال التهمهم مصالحهم االقتصادٌة خاصة تلك المتعلقة باألجور وظروؾ
وشروط العمل.
وعلٌه ال ٌمكن حصر نشؤة النقابة العمالٌة فً الجانب النفسً واالجتماعً وإؼفال
الجانب االقتصادي والمادي للعمال.
" Beatriceو " (*) ظهرت هذه النظرٌة فً برٌطانٌا وأبرز ممثلٌها " :بٌاترٌس
سٌدنً وٌب(*) . " Sidney Webbتنطلق فً تفسٌر نشؤة النقابات العمالٌة من بداٌة العمل
الصناعً وكٌفٌة القضاء على النظام الطابفً مما أدى إلى ظهور ظروؾ وشرط عمل
مؽاٌرة خلقت فجوة بٌن العمال وأرباب العمل ،بحٌث ال خٌار للعمال سوى القبول بها
()1 والعمل ضمنها.
ؼٌر أنه مع تطور الوعً العمالً وإٌمانهم بضرورة التكتل من أجل ضمان شروط
أفضل للعمل وتحقٌق مصالحهم االقتصادٌة ؼٌرت األوضاع وأصبح التركٌز على مطالب
معٌنة منها األجور ،مدة العمل ،الظروؾ الفٌزٌقٌة للعمل ،الضمان االجتماعً وؼٌرها.
107
فحسب هذه النظرٌة أن العامل إنسانا ٌسعى إلى إشباع حاجاته االقتصادٌة وتحسٌن
وضعه االجتماعً ،إذ ٌجد نفسه عاجزا أمام رب العمل الذي ٌتمتع بالسلطة المطلقة ،كما
أن العمل مجبرا على القبول بكل الشروط التً ٌفرضها صاحب العمل لكونه فً منافسة مع
زمالبه ،إذن وجدت النقابة العمالٌة للتحقق من النتابج السلبٌة للمنافسة ولتحسٌن ظروؾ
العمل وضرورة تحسٌنها والثانً ٌتعلق بشروط االستخدام داخل كل صناعة ومهنة لتخفٌض
المنافسة ,ولتحقٌق هذه المطالب ٌجب استعمال الوسابل التالٌة :
()1 -الضؽط على الحكومة فٌما ٌخص تشرٌعات العمل لضمان حقوق العمال.
رؼم كونها من النظرٌات المهمة فً دراسة النقابة العمالٌة إال أنها ركزت على
الجوانب المتعلقة بظروؾ وشروط العمل ،و أجهلت جوانب أخرى تهم العمل وتإثر على
مصالحه مثل :الجوانب االجتماعٌة والنفسٌة والسٌاسٌة .
كما أنها متناقضة مع الواقع فً بعض جوانبه كونه ٌحمل عدة تناقضات تتمثل ؾ
اختالؾ تطلعات وطموحات األفراد التً تتعدى تحسٌن ظروؾ وشروط العمل ،وكذلك
تحسٌن األجور بل إلى وضع معترؾ به فً المنشؤة والجماعة تشارك معه وتلبً حاجاته
النفسٌة .
من خالل عرضنا لمختلؾ النظرٌات التً اهتمت بدراسة وتفسٌر نشؤة النقابة العمالٌة
نالحظ أن هذه النظرٌات تعكس النظرة التقلٌدٌة للنقابة ( فً بداٌة القرن العشرٌن ) والتً
تذهب إلى اقتصار دورها فً الجوانب المطلبٌة لذلك فهً ال تنطبق على النقابات فً
المجتمعات الصناعٌة الحدٌثة ،وذلك بفعل تؤثٌرها االجتماعً نتٌجة لتوسع القاعدة العمالٌة
/ 2009ص ()1شطٌبً حنان /النقابة العمالٌة فً الجامعة الجزابرٌة /رسالة ماجٌستٌر /كلٌة العلوم االقتصادٌة و التسٌٌر /جامعة قسنطٌنة /
. 46
108
التً تتحرك علٌها ،ولعل هذا ما ذهب إلٌه " أالن توران " حٌنما اعتبر أن النقابة " فاعال
اجتماعٌا " لكون العالقات االجتماعٌة فً العمل تتعدى إرادة األفراد أي أنها تتحدد من
خالل طبٌعة العالقات التً ترتبط بالفاعلٌن االجتماعٌٌن ( العمال ) كما أن تؤثٌر ودور
واإلطار التشرٌعً ()1 النقابة مستمدة من قوة العمال ومن الظروؾ االقتصادٌة واالجتماعٌة
المنظم لعالقات العمل .
وٌمكن أن نخلص إلى القول أنه رؼم التؤثٌر الكبٌر الذي مارسته النظرٌة الماركسٌة
على الحركات العمالٌة والنقابٌة إال أن الطروحات التً قدمتها لم تعد مقبولة ،ولعلى ما
شهدته وتشهده حالٌا تجربة تطبٌقها فً بعض المجتمعات خٌر دلٌل على فشل هذه التجربة
وذلك بانهٌار المعسكر الشرقً وتفكك االتحاد السوفٌاتً بحٌث لم تلػ فٌها التناقضات ولم
تحقق فٌها العدالة االجتماعٌة ،مما أدى إلى القطٌعة بٌن العمال والسلطة وبروز صراعات
بٌنهما.
وٌمكن القول فً النهاٌة بان كل تلك النظرٌات تستوعب العدٌد من العملٌات المرتبطة
بالصراع الصناعً و آلٌات العمل النقابً الذي ٌخضع للمنطق األٌدٌولوجً و إنما ٌخضع
كذلك للواقع االجتماعً المرتبط بالعالقات االجتماعٌة واألوضاع المعٌشٌة للعمال والمكانة
التً ٌحتلونها ضمن النسٌج االجتماعً ،ففً فترات األزمات االقتصادٌة ٌطؽى على دور
النقابة جانب الصراع والعكس صحٌح ،بل أنها تستعمل الوسٌلتٌن أحٌانا فً نفس الوقت أي
أنها إلى جانب المفاوضات مع أرباب العمل تقوم باإلضراب .
()2
(1)Alain Touraine / la sociologie de l’action / edition de seuil / 1965 / p 350 .
(2)Dimitri Weiss / les relation du travail : employeur personnels syndicats / 4eme edition / paris / 1978
/ p 76 .
109
انفظم انضبنش
انُمبثخ انؼًبنٛخ ف ٙانغضائش
– 1اثناء االحتالل
– 2بعد االستقالل
110
– 4اسس و اهداؾ االتحاد العام من خالل قانونه
111
المبحث االول :لمحة عن ظروف نشاة النقابة العمالٌة فً الجزائر
– 1اثناء االحتالل
– 2بعد االستقالل
112
االول :لمحة عن ظروف نشاة و تكون النقابة فً الجزائر : المبحث
إن الحدٌث عن نشؤة النقابات العمالٌة فً الجزابر ٌقودنا بالضرورة إلى البحث
لمعرفة الظروؾ الموضوعٌة التً ظهر فٌها العمل المؤجور وبالتالً ظهور طبقة
عمالٌة تسعى لتنظٌم نفسها والعمل على مواجهة االستؽالل والحد منه.
قبل االحتالل الفرنسً للجزابر كان هناك ؼٌاب كلً للطبقة العاملة بالمعنى الحقٌقً
وهذا ٌعود إلى نمط اإلنتاج االقتصادي الجزابري الذي تمٌز بالطابع القبلً االجتماعً
إضافة إلى اإلنتاج الزراعً فلم تكن هناك صناعة بالمعنى الحقٌقً.
كانت الجزابر عشٌة االحتالل الفرنسً بلدا زراعٌا رٌفٌا إذ كان %95من السكان
ٌقطنون األرٌاؾ وكانت الزراعة هً المصدر الربٌسً لإلنتاج بؤدواتها التقلٌدٌة ن ومع
ذلك فان المصدر ذاته ٌفسح المجال للحٌاة الرعوٌة وتربٌة المواشً فؤصبحت حرفة
مكملة للزراعة .
كانت الملكٌة الجماعٌة لألرض هً أكثر الملكٌات انتشارا فً الجزابر وإن النظام
اإلقطاعً ٌنتشر أكثر فً الشرق الجزابري ،وكان جمٌع السكان ماعدا سكان المدن
والمناطق المستقرة ن منقسمٌن إلى قبابل وعشابر ،وفً المناطق القبلٌة كانت تنتشر
الملكٌة الجماعٌة لألرض أما فً المنطق البدوٌة فكانت األرض تنتمً للعشابر والقبابل،
وفً المناطق المستقرة كانت تنتمً إلى الجماعات القروٌة .
إلى جانب األراضً المشاعٌة واإلقطاعٌة كانت توجد أراضً الدولة وأراضً
الحبوس.
و مع دخول االستعمار الفرنسً إلى الجزابر تمكن هذا األخٌر من تفكٌك البنٌة
االجتماعٌة التقلٌدٌة انطالقا من االستحواذ على األراضً وتجرٌد الجزابرٌٌن من
الملكٌة السٌما أراضً " العرش " وهً أراضً تملكها القبابل ؼٌر قابلة للبٌع ،كما
تمثل األساس المادي للبنٌة االجتماعٌة فً الرٌؾ وبهذا تطورت أراضً المعمرٌن منذ
()1 بدء االستٌالء على األراضً إلى عشٌة اندالع الثورة التحرٌرٌة بالشكل التالً :
113
1912000 ............. 1900هكتار , 115,000هكتار ............. 1850
2581000 ............. 1920هكتار , 765,000هكتار ............. 1870
3045000 ............. 1940هكتار , 1245.000 ............. 1880هكتار
3028000 ............. 1954هكتار , 1635.000 ............. 1890هكتار
وبهذا اإلستالء تفككت التشكٌلة االجتماعٌة للجزابر وتحطمت بذلك الروابط االجتماعٌة
مع انحالل القبلٌة وبهذا تراجع المجتمع الرٌفً فً فترة االحتالل إلى زراعة االكتفاء الذاتً
وتحول بعض السكان إلى عمال زراعٌٌن دابمٌٌن وموسمٌٌن.
كان هدؾ السٌاسة االستعمارٌة تسهٌا عملٌة الحصول على األراضً من طرؾ
األوربٌٌن لتشجٌعهم على االستقرار فً المستوطنة واستؽالل األرض عن طرٌق وجود ٌد
عاملة رخٌصة ن وتحوٌل الجزابر مزود للموارد الخام الزراعٌة والمعدنٌة كما كان جعل
هذا البلد سوقا مخصصا لتسوٌق البضابع الصناعٌة الفرنسٌة ومجاال مربحا لتوظٌؾ
رإوس األموال ن وكانت احدى خاصٌات االستؽالل االستعماري هً العمل على استقرار
المعمرٌن األوربٌٌن واؼلبهم من الفرنسٌٌن والذٌن تجاوز عددهم الملٌون عام 1954
()2 وتمكنت البرجوازٌة الفرنسٌة الكبٌرة من تحقٌق النهب والسٌطرة على البالد.
()1ادرٌس بالكعٌبات /اتجاهات العمال نحو النقابة /مرجع سابق /ص . 08
( )2دراسات عن الطبقة العاملة فً البلدان العربٌة /منظمة العمل العربٌة /المعهد الوطنً العربً للثقافة العمالٌة و بحوث العمل /الجزابر /
/ 1979ص . 164
114
.1لؽاٌة الحرب العالمٌة الثنٌة توجهت جل توظٌفات رأس المال فً الزراعة وبناء
الهٌاكل اإلرتكازٌة لتثبت احتكار المعمرٌن على المدى البعٌد لطاقات تسمح لهم
بالسٌطرة على الجزابر ولم تكن الصناعات الثقٌلة موجودة .
.2كانت ؼالبٌة الطبقة العاملة الجزابرٌة تتكون من الطبقة الفالحٌة الفقٌرة والتً
أوقعت فً البإس تجرٌدها من أراضٌها وخلؾ ذلك أثار سلبٌة على السكان حٌث
ارتفع عدد البطالٌن سنة 1955إلى 850,00شخص اضطروا فً نهاٌة األمر
إلى الهجرة خارج الوطن باتجاه فرنسا.
.4ونظرا لوجود مجموعة هامة من السكان األوربٌٌن ( ملٌون من بٌن 10مالٌٌن عام
1954م ) كان األوربٌٌن ٌشكلون الجزء األكبر من العمال المإهلٌن ،الشًء الذي
جعلهم ٌتمٌزون بوضعٌة أفضل فٌما ٌخص األجور والوضع االجتماعً ولكن
احتكاك العمال الجزابرٌٌن بالعمال األوربٌٌن كانت له اٌجابٌات حٌث ساعد فً
تطور الحركة النقابٌة فً الجزابر واالستفادة من تجارب الطبقات العمالٌة فً
()1 العالم.
كما ٌمكننا أن نمٌز فً العقد األخٌر من السٌطرة الفرنسٌة على الجزابر الفبات
الربٌسٌة التالٌة للطبقة العاملة :
(1)Merouche Lemnouer / sur les origines de la classe ouvrière en Algerie / organisation arabe
du travail / Alger / 1979 / p 10 .
115
أ -البرولٌتارٌة الفالحٌة :
بما فٌها عمال المناجم والنقل كانت تضم 135,000إلى 140,000عامل بوقت
كامل منهم 60,000أوربً الشًء الذي ٌإكد ارتفاع نسبة البطالة فً أوساط الشعب
الجزابري ،وقد اوجد العمال الظروؾ الحسنة لتنظٌمهم النقابً ونشر األفكار االشتراكٌة .
وقد بلػ عددهم 140,000عامل وكانت لهذه المجموعة تقرٌبا نفس األهمٌة التً
كانت لمجموعة عمال الصناعة وٌفسر هذا خاصة بدرجة المكننة الضعٌفة عموما فً قطاع
البناء وبزٌادة فً الٌد العاملة الرخٌصة .
بلػ عددهم 60,000أجٌر ٌعملون فً هذا الفرع ؼالبٌتهم من الجزابرٌٌن وقد شكل
هإالء العمال الجزء أقل تطورا فً الطبقة العاملة كما كان وعٌهم الطبقً ودرجة تنظٌمهم
ضعفً التطور عموما وكانوا بعدٌٌن بشكل واسع على التؤثٌر السٌاسً لتنظٌمات الطبقة
البرولٌتارٌة عموما وكانوا بعٌدٌن بشكل واسع على التؤثٌر السٌاسً لتنظٌمات الطبقة
البرولٌتارٌة ولهذا السبب كانوا ؼٌر قادرٌن على فرض مطالبهم االجتماعٌة والدفاع عنها
()1 بفعالٌة كما أن أجورهم كانت منخفضة جدا.
116
هـ -عمال القطاع الؽٌر منتج :
نتٌجة للعوامل المذكورة فإن الطبقة العمالٌة الجزابرٌة حتى نهاٌة السٌطرة
االستعمارٌة لم تتكون نهابٌا بعد كطبقة بذاتها ،ولم تصبح بعد طبقة سٌاسٌة مستقلة أي
طبقة لذاتها إذ بقً العمال عرضة الستؽالل أصحاب رأس المال من جهة واضطهاد اإلدارة
االستعمارٌة من جهة أخرى .
فً الوقت الذي بدأت فٌه النقابات العمالٌة تهم أوربا ،كانت الجزابر واقعة تحت نفوذ
االستعمار الفرنسً حٌث كان الوضع االقتصادي ٌتمٌز بوجود طبقة ؼنٌة من اإلقطاعٌٌن
األوربٌٌن الذٌن استووا عبر مراحل مختلفة من االحتالل الفرنسً للجزابرٌٌن والى جانبهم
برجوازٌة صناعٌة وتجارٌة أجنبٌة فً ؼالبٌتها على النشاطات الربٌسٌة وتتقاسم ثروات
البالد وداخلها المالً .
وكانت الصناعة فٌها محدودة جدا فلم تستقطب االهتمام وبهذا لم تكن الظروؾ مواتٌة
لظهور طبقة عاملة بمعنى الكلمة ،وفضال عن تؤخر الصناعة وقلتها فان القهر الذي مارسه
المستعمر ضد المواطنٌن لشل نشاطهم المناهض له بشن قوانٌن تحرم على الجزابرٌٌن
() 1 ممارسة الحرٌات األساسٌة وفً مقدمة هذه القوانٌن قانون األهالً الذي صدر منذ 1874
.حٌث كان ٌمنع على الجزابرٌٌن تنظٌم أي تجمعات أو تشكٌل تنظٌمات بما فٌها التنظٌمات
النقابٌة هذه السٌاسة االستعمارٌة أثرت على ظهور ونشؤة الحركة النقابٌة فً الجزابر.
()1عبد القادر جؽلول /تارٌخ الجزابر الحدٌث /ترجمة فٌصل عباس /دار الحداثة /ط / 02بٌروت / 1982 /ص . 151
117
ورؼم هذا فإن جذور الحركة النقابٌة فً الجزابر تعود إلى العقدٌن األخٌرٌن من القرن
التاسع عشر .لقد مارس الجزابرٌون النشاط النقابً من خالل النقابات الفرنسٌة التً أنشا
أول فرع نقابً لها بالجزابر سنة 1880من طرؾ عمال الطباعة بقسنطٌنة وخالل أربع
سنوات استطاعت هذه النقابة أن تنظم أول إضراب لها عام 1884وقد كانت هذه النقابات
الدافع القوي لنشوء النقابات منها نقابة الطباخٌن التً تؤسست سنة ، 1886وفً سنة
1887كان نشوء الؽرفة النقابٌة لعمال المعادن فً مدٌنة الجزابر وؼٌرها من النقابات التً
تؤسست خالل الفترة الممتدة بٌن 1892 – 1887كانت هذه النقابات لها فروع فرنسٌة .
لقد عمل االستعمار على إدماج الجزابرٌٌن فً النقابات ال من أجل تنظٌمها نقابٌا بل من
أجل كسر اإلضرابات التً كانت تنظمها النقابات الجزابر فً الجزابر خاصة فً السنوات
مابٌن .1906
وقد ساهم عامل الهجرة إلى فرنسا فً تكوٌن برولٌتارٌا جزابرٌة فعلٌة فً المهجر وقد
انخرط المهاجرون الجزابرٌون فً النقابات الفرنسٌة دون قٌود حٌث أن قانون األهالً
المجحؾ لم ٌكن مطبقا على العمال فً فرنسا وقد كان طموح الجزابرٌٌن كبٌرا فكانوا
ٌقومون بالنشاط السٌاسً داخل النقابات الفرنسٌة.
118
والمالحظ أنه بعد الحرب العالمٌة األولى أصبح من الصعب التمٌٌز بٌن الحركة النقابٌة
والحركة السٌاسٌة وخٌر مثال على ذلك تؤسٌس حزب عمال شمال إفرٌقٌا ( )1وهذه أول
إشارة إلى وجود حركة عمالٌة جزابرٌة منظمة تكونت أساسا من العمال الجزابرٌٌن الذٌن
كانوا منظمٌن لنقابات فرنسٌة " الكنفدرالٌة العامة للشؽل " ( ) CGTو " الكنفدرالٌة العامة
للعمال الوحدوٌٌن " ( ) CGTUهذا كان فً المهجر.
إن ظهور هذه الحركة السٌاسٌة الجزابرٌة بصفة خاصة كان فرصة سمحت للعمال
الجزابرٌٌن العمل على انشاء حركة نقابٌة عمالٌة وطنٌة وثورٌة .أكدت على الهوٌة الوطنٌة
الجزابرٌة وحق الشعب الجزابري فً الحرٌة واالستقالل .
كان من بٌن القرارات التً انبثقت عن انعقاد المإتمر األول لنجم شمال إفرٌقٌا سنة
1930تحوٌل اسم " االتحادٌة العامة للعمال المؽاربة " إلى " االتحادٌة العامة للعمال
الجزابرٌٌن " وكانت هذه اول محاولة لتؤسٌس نقابة عمالٌة جزابرٌة وبعد حل حزب نجم
شمال إفرٌقٌا أسس العمال الجزابرٌٌن المؽتربٌن " الحزب الوطنً الثوري " الذي سطر
برنامج النجم ٌطالب فٌه باالستقالل الوطنً والتطور االجتماعً .
وبفضل النضال المستمر حصل العمال الجزابرٌٌن سنة 1932عل حق االنخراط فً
النقابات الفرنسٌة المتواجدة فً الجزابر فؤصبحوا ٌتمتعون رسمٌا بالحرٌات الدٌمقراطٌة
األولٌة من خالل حق االجتماع واالنضمام إلى النقابات وشؽل مناصب المسإولٌات النقابٌة
()2 وبهذا ألؽً قانون األهالً.
هذه البداٌة كانت تعكس وجود مطامح سٌاسٌة بالدرجة األولى لدى العمال
الجزابرٌٌن حٌث أنه فً تلك الفترة لم تتكون بعد طبقة عامة جزابرٌة بمعنى الكلمة
فالقطاع الجزابري الذي بدأ ٌتكون خالل 1930كان ٌتمٌز بمشاركة بورجوازٌة
بارزة نسبٌا وكان أصحاب المهن المستقلة ٌلعبون الدور األكبر فً تؤطٌر الحركة
النقابٌة .
119
كما أن النقابة التً تحضى بؤكبر عدد من المنخرطٌن الجزابرٌٌن هً " اللجنة
المستخدمٌن )(C.G.T.Uكونها تتسم بالطابع الثوري وهً النقابات العامة للعمال
الوحٌدة التً دعمت بمفردها حق الشعب الجزابري فً االستقالل بشكل واضح.
()1
عام 1947وبظهور حركة االنتصار والحرٌات الدٌمقراطٌة بادرت هذه األخٌرة إلى
تكوٌن لجنة عمالٌة برباسة " عٌسات اٌدٌر" من أجل تكوٌن نقابة وطنٌة حرة ؼٌر أنها
عرفت الكثٌر من العراقٌل ،خاصة بعد تشكٌل مركزٌة نقابٌة خاصة بالعمال الجزابرٌٌن
نابعة من السٌاسة الفرنسٌة وذلك عام ، 1954وقد عرفت هذه النقابة تحت اسم " االتحاد
العام للنقابات الجزابرٌٌن " ( )U.G.S.Aإال أنها لم تلق صدى وانتشارا وسط العمال.
وبناءا على ما سبق نستطٌع القول :أن الجزابرٌٌن بصفة عامة قد اقتنعوا بعدم جدوى
العمل النقابً والسٌاسً ي تحقٌق حقهم فً الحرٌة واالستقالل مما مهد الندالع ثورة
التحرٌر الوطنً فً (الفاتح نوفمبر )1954التً امتزج فٌها العمل النقابً بالعمل السٌاسً.
بعد اندالع الثورة التحرٌرٌة بسنتٌن أسس مجموعة من النقابٌٌن ٌترأسها عٌسات اٌدٌر
وذلك فً 24فٌفري 1956بمبادرة من جبهة التحرٌر الوطن ن وهو ٌعتبر حلقة متصلة
بٌن الحركة الوطنٌة والحركة النقابٌة .
لقد رأى فٌه العمال إرادة التعبٌر عن أمالهم وتطلعاتهم فً الحرٌة واالستقالل باعتباره
نقابة تابعة لحزب جبهة التحرٌر الوطنً ،األمر الذي جعله ٌنتشر بسرعة فً أوساطهم
وهذا ٌعنً أن العمال الجزابرٌٌن كانوا ٌتطلعون إلى نقابة مستقلة تدافع عن حقوقهم ن
ولذلك وجدوا فً ( االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن) النقابة التً تحقق أهدافهم المتمثلة فً
الحرٌة واالستقالل .
120
وقد كان االتحاد ٌهدؾ إلى تمثٌل العمال وتوحٌد صفوفهم والعمل من أجل االستقالل
الوطنً وٌتضح هذا من خالل نشاطاته ومواقفه السٌاسٌة حٌث نظم اإلضرابات التً دعت
إلٌها ( جبهة التحرٌر الوطنً ) مثل إضرابات 5جوٌلٌة سنة ، 1956ثم اإلضراب العام
فً جانفً 1957لدعم موقؾ حزب جبهة التحرٌر أثناء مداوالت األمم المتحدة المخصصة
للقضٌة الجزابرٌة .
ولكن كان رد فعل السلطات الفرنسٌة عنٌفا ،حٌث قمعت هذه اإلضرابات واعتقلت
القادة النقابٌٌن مع مبات المناضلٌن ،ثم أوقفت نشاطه نهابٌا مما جعله ٌدخل العمل السري ،
وٌنقل إدارته إلى تونس فً ( فٌفري )1( ) 1957هناك واصل نشاطه واستطاع أن ٌحرز
على العدٌد من االنتصارات داخلٌا وخارجٌا ،فعلى المستوى الداخلً استطاع لم شمل
الجزابرٌٌن للكفاح ضد االستعمار الفرنسً من اجل تحرٌر الجزابر .
أما على المستوى الخارجً فقد تمكن فً جوٌلٌة 1956من االنخراط فً " االتحادٌة
الدولٌة للنقابات الحرة " " " C. I. S. Lالتً وجد فٌها منبرا لتبلٌػ صوته إلى الرأي العام
العالمً والتعرٌؾ بالحركة النقابٌة الجزابرٌة .
هكذا وبفضل االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن تمكنت جبهة التحرٌر من التشهٌر بجرابم
االستعمار الفرنسً فً الجزابر وكسب الرأي العام الدولً لصالح القضٌة الجزابرٌة .
وما ٌمكن استنتاجه من خالل ما سبق أن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ٌتمٌز
بخاصٌتٌن هما :
.2أنه نقابة تابعة لحزب جبهة التحرٌر الوطنً مما جعل الجانب السٌاسً ٌطؽى على
نشاطه النقابً.
121
كما أن نضال العمال الجزابرٌٌن هو نضال سٌاسً من اجل استرجاع االستقالل
الوطنً ..وٌمكن القول ان الحركة النقابٌة الجزابرٌة تختلؾ عن نضٌرتها فً البلدان
الصناعٌة لكون نشؤتها سبقت نشوء الطبقة العاملة وتركٌزها انصب على العمل السٌاسً
من أجل الحرٌة واالستقالل .
بعد سبع سنوات ونصؾ من الكفاح المسلح والمرٌر ,وبعد أكثر من مابة سنة من
االحتالل الفرنسً للجزابر ،أرؼمت اإلدارة الفرنسٌة على االعتراؾ باستقالل الجزابر
وهذا بعد التوقٌع على اتفاقٌات إفٌان الثانٌة بتارٌخ 18مارس 1962والتً أنهت الوجود
الفرنسً بالجزابر وأعلن بعده عن قٌام الجمهورٌة الجزابرٌة الدٌمقراطٌة الشعبٌة.
لقد ورثت الجزابر اقتصادا متخلفا ومشوها ،وواجهت معضالت جمة ؼداة االستقالل
بسبب انسحاب االستثمارات األجنبٌة والتخرٌب العمدي الذي ارتكبته منظمة الجٌش السري
الفرنسً فً المصانع والمنشآت ،ولذا ركزت األعمال اإلنمابٌة فً البداٌة على ترمٌم
االقتصاد وتخلٌصه من االرتباك وأثار التخرٌب(،)1كما عالؾ االقتصاد الجزابري مخططات
تنموٌة انطالقا من الثالثً األول ( )1969 – 1967إلى الخماسً الثانً ( – 1985
) 1989مرورا بمخططات رباعٌة وخماسٌة أخرى .
()1محمد سعد ابراهٌم /االعالم التنموي و التعددٌة الحزبٌة /دار الكتب العلمٌة للنشر و التوزٌع /دون طبعة /القاهرة / 2002 /ص . 79
122
-3النقابة العمالٌة من خالل السٌاسة االقتصادٌة :
شهدت المإسسة العمومٌة االقتصادٌة كخلٌة أساسٌة فً االقتصاد الوطنً تعاقب أنظمة
تسٌٌر تؤثرت بها باعتبارها نسق مفتوح وكذا دور النقابة العمالٌة فً كل مرحلة من هذه
المراحل والتً نوضحها فٌما ٌلً :
فً السنوات األولى من االستقالل الوطنً وجدت النقابة العمالٌة نفسها على هامش
األحداث السٌاسٌة التً مٌزت المجتمع الجزابري آنذاك ،بدءا من مإتمر طرابلس فً جوان
)1(1962الذي لم ٌشارك فٌه رؼم أهمٌته فً وضع أس الدولة الجزابرٌة المستقلة ورسم
سٌاستها المستقبلٌة ،وذلك من خالل قرارات ( 22مارس ) 1963المتضمنة تطبٌق
التسٌٌر الذاتً الذي باشر باشره العمال والفالحٌن فً المإسسات الجزابرٌة ،لتنظٌم
المإسسات االقتصادٌة الصناعٌة والزراعٌة التً تركها المعمرون بعد رحٌلهم الجماعً
سنة . 1963
وتعتبر مرحلة التسٌٌر الذاتً أولى مراحل التسٌٌر التً عرفتها المإسسة العمومٌة
الجزابرٌة ،وفً هذه المرحلة كان العمال قد اسند له دورا مهما فً عملٌة التسٌٌر ومتابعة
نشاط المإسسة التً ٌعتبر فٌها أٌضا مالكا ،وبهذا تؽٌرت ظروؾ العمل الذي من أجٌر
ٌصبح منتجا ومسٌرا.
وٌمكن القول أن نظام التسٌٌر الذاتً أعطى للمإسسات نوعا من االستقاللٌة فً تسٌٌر
شإونها من خالل الهٌبات التً تنظمه وتسٌٌره والمتمثلة خاصة فً لجنة التسٌٌر التً
(1)Jeanne Favret/ le syndicat le travailleurs et le pouvoir en Algerie une annuaire de l’Afrique du nord
/1977 / CNRS / Paris / p 46 .
123
أصبح ٌعؾ بها التسٌٌر الذاتً نظرا لمهامه فً مساعدة مدٌر المإسسة لكن ٌبقى المدٌر هو
المسٌر الفعلً للمإسسة بحكم الصالحٌات التً ٌتمتع بها باإلضافة إلى كونه ٌمثل الدولة
على مستوى المإسسة.
لقد طالبت النقابة بالمشاركة فً السٌاسة االقتصادٌة من اجل تمثٌل مصالح العمال
والدفاع عنهم ،وكذا فتح حوار مع السلطة للتحدٌد العالقة بٌن الطرفٌٌن ،ورؼم اتفاق (20
سبتمبر )1962حول دور النقابة واستقاللٌتها فً اتخاذ قراراتها واختٌار ممثلٌها إال أنه
بقً مجرد حبر على ورق ،حٌث عملت السلطة على تؤكٌد مبدأ " نقابة الدولة " خاصة بعد
تطبٌق التسٌٌر الذاتً ن لتجعل منها أداة لتنفٌذ سٌاستها ،وإضفاء الشرعٌة على قراراتها
لدى العمال ،وهذا ما أكده خطاب الربٌس بن بلة فً افتتاح مإتمر النقابة األول فً فٌفري
، 1963حٌث بٌن خالله الدور الذي ٌجب أن تلعبه النقابة فً المجتمع منتقدا النقابة
المطلبٌة وفق النموذج الؽربً الرأسمالً ،كما قلل من وزنها االجتماعً لكون الفالحٌن هم
الذٌن ٌمثلون % 80من الٌد العاملة فً الجزابر .
ورؼم الصراعات التً أثارها المإتمر بٌن أجنحة حزب جبهة التحرٌر الوطنً
والنقابٌٌن حول دور النقابة وعالقتها بالسلطة ،إال أن األمر كان فً صالح السلطة ألن
الحزب هو الذي انشؤ هذه النقابة وسمح لها بتمثٌل العمال فً مختلؾ دول العالم .
()1
وبهذا أصبحت كل أعمال النقابة تسجل فً إطار الحزب مثل تعٌٌن القادة النقابٌن
اإلشراؾ على المإتمرات تسوٌة نزاعات العمل األمر الذي جعل النقابة تفقد مصداقٌتها لدى
العمال وتبتعد شٌبا فشٌبا عن قاعدتها وبالتالً ٌزداد ضعفها.
(1)Jeanne Favret / le syndicats les travailleures et le pouvoir en Algerie / opcite / p 46 .
(2)Houari Touati / la rue le prolétaire et l’atelier dans l’Algerie / une annuaire de l’afrique du nord /
1982 / CNRS / Paris / P 62 .
124
واختالالت فً تسٌٌرها وضعؾ مردودٌتها وٌبدو هذا جلٌا فً إضرابات العمال التً بدأت
تتصاعد حدتها فً القطاع العام حٌث وصل عددها سنة 72 , 1969إضرابا ,مما دفع
بالسلطات إلعادة تنظٌم القطاع الصناعً وفق تصوراتها ربما ٌسمح لها وٌسهل علٌها
التدخل المباشر فً النشاط االقتصادي .
إن هذا النمط من التسٌٌر ٌعتبر محاولة لتنظٌم المإسسة وفق قانون جدٌد ٌراعً
مشاركة العمل فً التسٌٌر إلى جانب دورهم كمنتجٌن( )2وبتطبٌقه نشؤت فً المإسسات
العمومٌة مجالس عمالٌة منتخبة تمارس احتجاجاتها فً المسابل التً تهم تسٌٌر المإسسات
وسٌاسة التشؽٌل وقضاٌا العمال المختلفة بواسطة لجانه الدابمة.
والمالحظ أنه منذ الشروع فً تطبٌقه سنة 1972بالشركة الوطنٌة للبناءات المعدنٌة
) (S.N.Métalأثٌرت حوله العدٌد من الصراعات بٌن اإلدارة والنقابة نتٌجة لتداخل
صالحٌتها واختصاصاتهما .كما ظهرت العدٌد من التناقضات ,فمن جهة ٌتمتع مجلس
العمال بصالحٌات قانونٌة واسعة تإهله للمشاركة والتدخل فً كل شإون المإسسة منها :
-أن مجلس العمال ٌتصرؾ فً سابر السلطات لمراقبة تسٌٌر المإسسة ( المادة 28
من قانون التسٌٌر االشتراكً للمإسسات ).
()1القانون رقم 74 – 71المإرخ فً 16نوفمبر 1971 /المتعلق بالتسٌٌر االشتراكً للمإسسات فً الجزابر .
()2عبد اللطٌؾ بن اشنهو /التجربة الجزابرٌة فً التنمٌة و التخطٌط /الجزابر /دٌوان المطبوعات الجامعٌة /الجزابر / 1982 /ص . 28
125
ٌ -شترك مع المدٌرٌة فً تخصٌص النتابج المالٌة للمإسسة ،وٌصادق على نظامها
الداخلً ( المواد 32 ،33من نفس القانون ) .
وفً الوقت نفسه ٌمتلك المدٌر سلطة التسٌٌر وهو ممثل الدولة ،تحت وصاٌة الوزٌر
بالمإسسة .زٌادة على التناقض الذي ٌبدو فً دور النقابة فكٌؾ ٌمكن ان تكون النقابة جزءا
من اإلدارة وفً نفس الوقت تمثل العمال وتدافع عن مصالحهم .
ولذلك جاءت النقابة عن وظٌفتها التً تتمثل فً الدفاع عن مصالح العمال وتمثٌلهم
وأدمجت فً اإلدارة باسم " مشاركة العمال فً التسٌٌر ( ")1واألكثر من ذلك فقد وصل
المساس بالحرٌة النقابٌة أعلى درجاته من خالل تطبٌق المادة 120من قانون الحزب ،
التً تنص على أن ٌكون مسإولً الهٌاكل النقابٌة مناضلٌه ،وهذا ما جعل السلطة تقدم على
حل الهٌاكل النقابٌة المعارضة لتطبٌق المادة المذكورة مبررة ذلك بالتٌارات المعادٌة
ألٌدٌولوجٌة الحزب الحاكم ( مثل البرجوازٌة ،الرجعٌة ن التٌارات اإلسالمٌة )...وبهذا
أصبحت النقابة أداة إلعادة خطاب السلطة على مستوى المإسسات ن وتحول النقابٌون إلى
بٌروقراطٌٌن إدارٌٌن وعلٌه فالنقابة فً تلك الفترة لم تكن مطلبٌة وإنما منظمة تسٌٌرٌة
تابعة للدولة ولٌست منفصلة عنها .
ومن خالل ما سبق ٌمكن تلخٌص خصابص وممٌزات النقابة العمالٌة الجزابرٌة التسٌٌر
الذاتً والتسٌٌر االشتراكً للمإسسات فً النقاط التالٌة :
(1)Ahmed ben yakoub / la gestion de l’entreprise industruelle publique / OPU / Alger / 1987 / p 45 .
126
-الطابع البٌروقراطً وذلك ٌعود إلى تنفٌذ االنخراط واالنتخاب وؼٌرها ن كما
ان تجربة التسٌٌر االشتراكً للمإسسات أثبتت حقٌقة الهٌمنة الفعلٌة لمجلس
المدٌرٌة الذي كانت سلطته أكبر من سلطة مجلس العمال فً إدارة المإسسة.
فالنقابة التً شهدت انضمامها سرٌعا من طرؾ العمل فً حقوقها لم تإذي دورها كما
ٌنبؽً كونها أسندت إلٌها مهمة تطبٌق وتحقٌق مبادئ التسٌٌر االشتراكً فؤهملت بذلك
العمل على المشاركة الفعلٌة للعامل فً التسٌٌر والمراقبة واإلرباح واإلنتاج كما تنص علٌه
المادة 169من القانون األساسً للعمال.
ولقد شدد النقابٌون من خالل الندوات والمإتمرات التً عقدها االتحاد العام للعمال
الجزابرٌٌن على توسٌع القاعدة النقابٌة لتشمل على وجه الخصوص اإلطارات المسٌرة
والتقنٌة وإعطاء األولوٌة للتكوٌن السٌاسً والنقابً والعلمً ،والتركٌز على االختٌار السلٌم
للرجال لضمان تمثٌل أفضل للعمال .
مما سبق ٌمكن القول بؤن كل من التسٌٌر الذاتً االشتراكً بؽض النظر عن المعطٌات
التً أفرزاها والنتابج التً حققاها ‘ فإنهما لم ٌبلػ أهم األهداؾ التً وجدا من أجلها حٌث
استمر اإلنتاج فً التدهور ،فبات من الضروري التؽٌٌر من أجل إعادة التوازن للمإسسات
االقتصادٌة فً الجزابر ن وتجسد هذا التؽٌٌر فً اللجوء إلى إصالحات اقتصادٌة لتجاوز
العراقٌل والنقابص التً خلفتها مرحلة النظام القدٌم ( التسٌٌر الذاتً والتسٌٌر االشتراكً
للمإسسات) ،ألن التجربة الجزابرٌة فً مجال التنمٌة واجهتها صعوبات سٌاسٌة واقتصادٌة
واجتماعٌة ،مما أدى إلى انتعاش التنمٌة وتراكم الدٌون التً بلؽت عام 21.6 , 1981ملٌار
( )1 دوالر تمثل %35.5من اإلنتاج اإلجمالً القومً .
()1محمد سعد ابراهٌم االعالم التنموي و التعددٌة الحزبٌة /مرجع سابق /ص ص . 80 – 79
127
ج – النقابة واإلصالحات االقتصادٌة خالل الثمانٌنات :
إن المتتبع لمسٌرة االقتصاد الوطنً عبر مراحله ٌالحظ االنتشار الواسع للدولة فً
جمٌع المجاالت ،بحٌث كان المنتج الوحٌد والمستثمر الوحٌد فً الحٌاة االقتصادٌة ،وذلك
من خالل االعتماد على التخطٌط المركزي .
لقد اعتمدت الدولة الجزابرٌة على سٌاسة نشطة فً مجال االستثمار فً القطاع
العمومً اعتبر النمو االقتصادي كما لو كان قاعدة مادٌة مكثفة ،ترتب على هذا التوجه
تطورا كبٌرا فً إرساء الهٌاكل القاعدٌة والبناء التحتً لالقتصاد الوطنً ،ولكن على
الرؼم من ذلك فان االقتصاد والتنمٌة عرفا نقابص كبٌرة أدت إلى ظهور عدم التوازن بٌن
األهداؾ المسطرة وواقع االقتصاد الوطنً ،ولتدارك الوضع شرعت الدولة الجزابرٌة فً
بداٌة الثمانٌنات فً اتخاذ مجموعة من اإلجراءات بهدؾ إعادة التوازن والقضاء على
االختالالت الموجودة فً مختلؾ القطاعات ،تمثلت فً اإلصالحات االقتصادٌة التً كانت
على مرحلتٌن ن المرحلة األولى خالل سنة 1982عرفت بإعادة الهٌكلة العضوٌة والمالٌة
للمإسسات أما المرحلة الثانٌة فكانت سنة 1988تمثلت فً استقاللٌة المإسسات العمومٌة
االقتصادٌة سعت الدولة من خالل هذه اإلجراءات إلى الرفع من الكفاءة والفعالٌة للمإسسات
االقتصادٌة .
جاءت هذه اإلصالحات إلعادة النظر فً الجانب الهٌكلً للمإسسات بمبرر أن كبر
حجمها ٌعد السبب الربٌسً فً ضعؾ فعالٌتها ،وتم بذلك تفتٌت المإسسات الوطنٌٌن
السبعٌن إلى مإسسات اصؽر وصل عددها إلى حوالً 450مإسسة وحدت نشاطها إلى
نشاط واحد .وهذه إعادة هٌكلة عضوٌة كان الؽرض منها (: )1
()1سعد بشاٌنٌة /علم اجتماع العمل /االسس و النظرٌات و التجارب /جامعة منتوري /قسنطٌنة / 2003 /ص ص . 165 – 164
128
-التحكم فً جهاز اإلنتاج عن طرٌق التخصص فً النشاط االقتصادي مما ٌوفر
إمكانٌة تحسٌن اإلنتاجٌة والضؽط على التكالٌؾ.
-تبسٌط عملٌة التسٌٌر وجعلها أكثر انسجاما مع الوحدات اإلنتاجٌة والمقرات .
-تثمٌن الموارد البشرٌة واستؽاللها بصفة عقالنٌة باإلضافة إلى تدعٌم التوازن
الجهوي أما الهٌكلة المالٌة فكانت أهدافها تتمثل فً :
-إن الؽاٌة الحقٌقٌة من إعادة الهٌكلة هً لٌس فقط تحرٌك المنشآت االقتصادٌة
وجعلها أكثر فعالٌة ،بل الهدؾ منها أٌضا الحد من مخاوؾ السلطة من فقدانها
والسٌطرة على األوضاع السٌما بعد انخفاض القدرة الشرابٌة.
129
كما أن هذا اإلجراء كان تمهٌدا للمرور إلى اقتصاد السوق الذي ٌتطلب إعداد وتنفٌذ
خطة إعادة الهٌكلة بنوعٌها من اجل القضاء على االختالالت الداخلٌة فٌها.
()1
-عن هذه المرحلة االنتقالٌة التً مر بها االقتصاد الوطنً ،كانت لها انعكاسات
سلبٌة على دور النقابة وبنٌتها البشرٌة ،حٌث عرفت النقابة تقلٌصا فً عدد
المنخرطٌن ،والذي أرجعه األمٌن العام لالتحاد آنذاك ،إلى نقص التكفل بالمشاكل
أصبحت االجتماعٌة والمهنٌة للعمال ومتابعتها مٌدانٌا باإلضافة إلى العجز الذي
تعانً منه المإسسات الوطنٌة العمومٌة.
وقد حاول االتحاد العام للمال الجزابرٌٌن تدارك الوضع الذي أل إلٌه وضع النقابة
ودعٌت فً تلك الفترة من طرؾ أمٌنها العام إلى التحرك والتنقل فً المٌدان ...وضرورة
محاربة التبذٌر واإلهمال واالتكال والهروب إلى األمام ،وهو الذي أعطى دافعا للنقابة
معتمدة على جمٌع العمال من أجل إحداث التؽٌٌر على مستوى البنٌة البشرٌة للمإسسة
بتوقٌؾ المسإولٌن الذٌن تهاونوا فً السهر على تحقٌق المإسسة التً ٌرٌدون وبرزت
النقابة كعنصر فاعل فً تحدٌد سٌاسة إعادة الهٌكلة .
-وبالرؼم من هذه المحاوالت اإلصالحٌة التً أنتجتها الدولة الجزابرٌة إال أن
األزمة تفاقمت إذ ارتفعت المدٌونٌة من 14.8ملٌار دوالر سنة 1983إلى 20.6
ملٌار سنة 1984ن كما انخفضت مداخٌل الجزابر نسبة %40فً نفس السنة
()2 مما أدى إلى تؤزم األوضاع فارتفعت نسبة البطالة وتدهورت القدرة الشرابٌة.
-هذه العوامل كلها زادت من حدة االستٌاء لدى فبات المجتمع فؤجبرت الدولة على أثرها
القٌام بإصالحات أخرى للتخفٌؾ من حدة األزمة التً باتت تهدد كٌان المجتمع الجزابري ن
فظهرت سنة 1988ما ٌسمى باإلصالحات االقتصادٌة الجدٌدة والمتمثلة فً استقاللٌة
المإسسات .
()1ناصر دادي عدون /االدارة و التخطٌط االستراتٌجً /دٌوان المطبوعات الجامعٌة /بن عكنون /الجزابر / 2001 /ص . 55
()2بوسحاك عبد هللا /اعطاء الوجه الحقٌقً للعمل النقابً /مقال نشر بمجلة الثورة و العمل الصادرة عن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /العدد
/ 470سنة / 1986ص . 14
130
- 2استقاللٌة المؤسسات : 1988
إن استقاللٌة المإسسة تعتبر محاولة إدخال الجزابرٌٌن فً نمط تسٌري جدٌد ٌطمح
إلى إدخال المإسسة اإلنتاجٌة العولمة االقتصادٌة ،من خالل المنافسة على المستوٌٌن
المحلً والعالمً وهذه اإلصالحات تعنً " وجود برنامج قابم على مبدأ المإسسة قانونا
أساسٌا ووسابل عمل تجعلها تؤخد حرٌة المبادرة والتسٌٌر من اجل استؽالل طاقتها
الذاتٌة.
()1
وهً بذلك تهدؾ إلى تحرٌر المإسسة من الضؽوط اإلدارٌة وتحسٌن فعالٌتها على
مستوى نموها الخاص وتحقٌق ما ٌلً :
تعببة جمٌع الطاقات لتعزٌز وحدة القٌادة داخل المإسسة ،والتخفٌض من التكالٌؾ
اإلنتاجٌة والتوزٌع الحسن للمنتوجات بؤسعار ثنابٌة .
ٌقول الباحث ناصر دادي فً ذلك " إن استقاللٌة المإسسات أتت لتحقٌق هدفٌن
: ()2 أساسٌٌن هما
إن هذه اإلصالحات االقتصادٌة أدت إلى وقوع إضرابات واحتجاجات من طرؾ
العمال بسبب الوضعٌة المزرٌة التً ألت إلٌها الطبقة العمالٌة فً مرحلة الثمانٌنات والتً
تمٌزت بتراجع القدرة الشرابٌة ن توقؾ الزٌادات فً المنح والتً كانت مفٌدة بقوانٌن
صارمة إلى جانب الدور المحدود للنقابة آنذاك باعتبارها هٌبة تعمل على تحسٌن ما تملٌه
131
سٌاسة الحكومة فً عملٌة التنمٌة ،كما كان ٌشترط فً ممثلً العمال االنتماء إلى جبهة
التحرٌر الوطنً مما دفع بالعمال إلى محاولة تؽٌٌر الوضع بإجراء تجدٌد نقابً مطلبً ن
ٌدافع عن حقوقهم وٌعمل على تحسٌن وضع العمال ؼٌر أن هذه المحاوالت قوبلت بالقمع
من قبل السلطات التً كانت ترفض مثل هذه النشاطات النقابٌة .
كان من تداعٌات أحداث أكتوبر 1988التً عاشتها الجزابر ،ظهور إطار دستوري
وقانونً جدٌد سنة ، 1989نتج عنه عدة تؽٌرات جوهرٌة على نطاق واسع خاصة فً
الجانب السٌاسً حٌث تم االنتقال من النظام األحادي إلى التعددي والذي تولدت عنه
التعددٌة النقابٌة .لقد أقرت تشرٌعات العمل المتعلقة بالحقوق النقابٌة والتعددٌة النقابٌة
بحٌث أصبح من حق العمال تكوٌن نقابات مستقلة تمثلهم وتدافع عن مصالحهم المهنٌة
واالجتماعٌة كما جاء فً المادة 03 :من القانون 14 – 90المتعلق بالحقوق النقابٌة " :
ٌحق للعمال اإلجراء من جهة والمستخدمٌن من جهة أخرى إن ٌكونوا لهذا الؽرض
تنظٌمات نقابٌة وٌنخرطوا انخراطا حرا وإرادٌا فً تنظٌمات نقابٌة موجودة (,")1عن هذه
القوانٌن الجدٌدة تولدت عنها أوضاع تختلؾ جذرٌا عن فترة األحادٌة وٌمكن إجمالها فٌما
ٌلً :
تنظٌم النقابات حق مضمون ٌهدؾ إلى الدفاع عن المصالح المادٌة والمعنوٌة للعمال.
()1القانون 30 – 91المإرخ فً 21دٌسمبر / 1991المعدل للقانون رقم / 14 – 90المإرخ فً 2جوان ٌ 1990تعلق بكٌفٌات ممارسة الحق
النقابً .
132
والجدٌر بالذكر أنه أصبح من حق أرباب العمل كذلك تكوٌن نقابات لتمثٌلهم ( اتحاد
أرباب العمل ) وذلك باعتبارهم طرفا أساسٌا فً المعادلة االقتصادٌة فً النظم الرأسمالٌة
وتهدؾ اتحاداتهم لتمثٌلهم والدفاع عن مصالحهم ،ومواجهة نقابات العمل أثناء المفاوضات
الجماعٌة التً تجري بٌن الطرفٌٌن لمعالجة مختلؾ المشاكل المطروحة ومناقشة مختلؾ
القضاٌا والوصول إلى حلول ترضً الطرفٌن.
لذلك أصبح من حق العمال تكوٌن نقابات مستقلة بشرط أن تكون هذه التنظٌمات تمثٌلٌة
كما جاء فً المادة 35 :من القانون المذكور " :تعتبر تمثٌلٌة داخال لمإسسة المستخدمة
الواحدة التنظٌمات النقابٌة للعمال التً تضم %20على األقل من العدد الكلً للعمال
اإلجراء التً تؽطٌهم القوانٌن األساسٌة لهذه التنظٌمات النقابٌة ".
وكذلك الحال بالنسبة لمختلؾ المستوٌات األعلى درجة إذ جاء فً المادة 36من نفس
القانون " :تعتبر تمثٌلٌة على الصعٌد البلدي والمشترك بٌن البلدٌات و الوالبً والمشترك
بٌن الوالٌات او الوطنً اتحادات أو اتحادٌات أو كفدرالٌات العمال اإلجراء التً تضم
%20على األقل من النقابات التمثٌلٌة" .
وانطالقا مما سبق فتحت الجزابر أبوابها للتعددٌة السٌاسٌة وحرٌة التعبٌر والتعددٌة
النقابٌة ،حٌث تم إنشاء نقابات مستقلة بمختلؾ القطاعات اإلدارٌة و الخدماتٌة واالقتصادٌة
والتربوٌة باإلضافة إلى نقابة ( االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ) .
إال أن ما ٌالحظ أن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن بقً ٌحافظ على احتكاره للعمل
والنضال النقابً ،كما أن السٌاسً بقً مسٌطرا على األوضاع ،حٌث تم انخراطه فً
اللجنة الوطنٌة للدفاع عن الجمهورٌة سنة ، 1991باإلضافة ؼالى مشاركته فً ندوات
الوفاق الوطنً سنة 1994وفً المقابل سعى جاهدا لتخفٌؾ أثار االتفاقٌات مع صندوق
النقد الدولً ،وما نتج عنها من تسرٌح العمال باإلضافة إلى المطالبة ببعض الحقوق المهنٌة
واالجتماعٌة للعمال ن مثل األجور ،الحوافز ،نزاعات العمل والجانب الصحً للعمال.
()1
()1االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /التقرٌر االدبً للمإتمر الوطنً العاشر /اكتوبر / 2000 /ص . 18
133
وفً مقابل هذا تم بروز نقابات عدٌدة فً مٌادٌن الوظٌؾ العمومً وهو الحقل الذي لم
ٌستطٌع االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن احتكاره ،رؼم أنه ال ٌزال ٌإثر باعتباره الشرٌك
االجتماعً الوحٌد المقابل للدولة وألرباب العمل ن وأبرز هذه النقابات بعده هً :نقابات
التربٌة والتعلٌم العالً والنقابة المستقلة للوظٌؾ العمومً ( . ) Snapap
إن المعاٌٌر الالعقالنٌة التً اتبعت فً تنظٌم وتسٌٌر المإسسات االقتصادٌة فً
الجزابر باإلضافة إلى تراجع الموارد البترولٌة ( فً فترة التسعٌنٌات ) التً كانت الدولة
تعتمد علٌها فً تؽطٌة عجز المإسسات االقتصادٌة المزمن ،وكذلك حدة وطؤة المدٌونٌة ،
الركود االقتصادي ،البطالة وتزاٌد المطالب االجتماعٌة وحالة العنؾ جعلها تذهب مضطرة
إلى إعادة جدولة ،دٌونها وإبرام اتفاق ) )Stand Byسنة ، 1994لمدة سنة ن ٌتضمن عدة
كمرحلة أولى ن أما المرحلة الثانٌة من شروط مقابل قرض بقٌمة 1.03ملٌار دوالر
()1
عملٌة التصحٌح الهٌكلً فتتعلق باالتفاق مع صندوق النقد الدولً بتارٌخ 22ماي 1995
مقابل قرض بمبلػ 1.8ملٌار دوالر تتم االستفادة منه خالل ( ) 1998 – 1991بشروط
قاسٌة ومن بٌنها :
هذا ما فرض على الدولة انتهاج سٌاسة للحماٌة االجتماعٌة من خالل إصدار مجموعة
من المراسٌم التشرٌعٌة منها 09/94الذي بتضمن المحافظة على مناصب العمل وحماٌة
اإلجراء ،كذلك المرسوم التشرٌعً 10/94المتضمن التقاعد المسبق ن والمرسوم
التشرٌعً 11/94الذي ٌتضمن صندوق التؤمٌن على البطالة ن وكان أنجح حل عاد على
(1)Leila Abdelaadim / les privatisations d’entreprises publique dans les pays du magrebs / maroc ,
Algerie , tunis / les éditions internationales / 1998 / p 26 .
134
العمال بالفابدة هو التقاعد المسبق ،لقد نتج عن هذه االتفاقٌات بٌع العدٌد من المنشآت
االقتصادٌة وبالتالً تسرٌح العمال حٌث وصل عدد العمال المسرحٌن حوالً 500ألؾ
عامل .
وٌمكن القول أن ردود فعل النقابة بقٌت محتشمة جدا ،ألنها لم تتعدى بعض
التصرٌحات التً لم ٌكن لها صدى رؼم ضخامة المشكالت ( التسرٌح الجماعً للعمال ،
حل المإسسات ،تراجع النمو االقتصادي .
إن الظروؾ التً مرت بها البالد فً تلك الفترة ،والتً تحاول فٌها االنتقال إلى النظام
الحر المتمٌز بالخوصصة ،جعل النشاط النقابً منصب على العمل على كٌفٌة المحافظة
على مناصب العمل .إن هذه التحوالت جعلت النقابة ممثلة فً االتحاد العام للعمال
الجزابرٌٌن تسعى ألن تكون شرٌكا اجتماعٌا فاعال ،والمساهمة فً اتخاذ القرارات المهمة
على جمٌع األصعدة وٌظهر ذلك فً البٌان المبرم بٌن الحكومة و ( االتحاد العام للعمال
الجزابرٌٌن ) .
بتارٌخ 29جوان 1995المتعلق بعدة قضاٌا مهنٌة واجتماعٌة ،حٌث سعت النقابة إلى تبنً
سٌاسة رفع األجور وتحسٌنها ،إضافة إلى العمل على رفع األجور المتؤخرة لعمال قطاع
البناء واألشؽال العمومٌة واإلسكان والتجهٌز ،وتنفٌذ األحكام القضابٌة الصادرة لصالح
العمال المسرحٌن بطرٌقة تعسفٌة( ، )1والمحافظة على مناصب العمل من اجل المحافظة على
استقرار المجتمع .
لقد أدى انتهاج الدولة سٌاسة اقتصاد السوق إلى ظهور العدٌد من المشاكل أهمها :
ضعؾ القدرة الشرابٌة الناتجة عن ضعؾ اإلنتاج الوطنً ،وظهرت بذلك العدٌد من
االحتجاجات واإلضرابات الجماعٌة التً كانت النقابة طرفا فٌها مثل اإلضراب الوطنً
لمدة ٌومٌن سنة ، 1997وإضراب 1998وإضراب 25و 26فٌفري سنة 2003ضد
الخصخصة وتسرٌح العمال ،والمطالبة بإشراكها فً الملفات المتعلقة بعالم الشؽل .
()1البٌان المبرم بٌن الحكومة و االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن بتارٌخ 29جوان / 1995المركزٌة النقابٌة /االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /
الجزابر . 2000 /
135
إذن إن اهتمامات النقابة فً هذه الفترة ظل منصبا على المحافظة على مناصب العمل
وأهمل الجوانب األخرى ،ؼٌر أن هذا لم ٌمنع النقابة من المطالبة برفع األجور وذلك من
خالل االتفاق الذي تم سنة ، 1997والذي أقر بزٌادة األجور على ثالث مراحل مختلفة ،إال
أن هذه الزٌادات ظلت زهٌدة وفً مقابلها تم تسرٌح 8800عامال بقطاع المٌكانٌك وحده
()1
إن دور النقابة فً هذه الفترة لم ٌكن فً مستوى األحداث وذلك ٌعود إلى األوضاع التً
كانت تمر بها البالد فً ذلك الوقت ،وكثرة المستجدات على الساحة السٌاسٌة كاالستقاالت
المتكررة للحكومة باإلضافة إلى االنتخابات العدٌدة ن مما اضطرها إلى العمل السٌاسً بدل
العمل المطلبً ،كما أنها لم تعتمد سٌاسة فعالة فً نشاطها وأن انتصاراتها كانت مإقتة
فالزٌادة فً األجور قابلها دوما زٌادة األسعار بالنسبة للمواد االستهالكٌة ،وٌمكن تفسٌر
ذلك بضعؾ قرار ترى فٌه مسا بمصالح العمال ،فضال عن عدم قدرتها على تمثٌل العمال
والدفاع عن مصالحهم المهنٌة واالجتماعٌة كما انها مازالت تحمل بصمات وأثار ( المنظمة
الجماهٌرٌة التابعة لحزب السلطة الوحٌد ).
وهذا رؼم تؽٌٌر الظروؾ والمعطٌات ( السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة) وكذا تؽٌٌر
التشرٌعات التً تقول :باستقاللها عن السلطة وعن األحزاب السٌاسٌة .
كل هذا جعلها تبتعد عن قاعدتها العمالٌة وٌضعؾ دورها فً تمثٌل العمال والدفاع عن
مصالحهم واكتفت بمراقبة األوضاع .
بالمقابل نجد النقابة المستقلة قامت بعدة محاوالت من اجل ترسٌخ وجودها وتحقٌق
أهدافها مستعملة اإلضراب كوسٌلة للضؽط من اجل الوصول إلى مبتؽاها .
(1)Reuvue d’information et d’analyse de l’économie algerien / n°= 45 / juin 1998 / p 13 .
136
- 5النقابات المستقلة فً الجزائر :
وضمن هذا الجو المتولد عن أحداث )(1 بعد المصادقة على الدستور الجدٌد سنة 1989
أكتوبر والذي كان من نتابجه تفرٌػ عدد كبٌر من الجمعٌات و األحزاب والنقابات فً وق
قصٌر لم ٌعرفه الجزابرٌون من قبل ن علما إن الجزابر قد عرفت محاولة محتشمة لتؽٌٌر
اإلطار القانونً المسٌر للعمل الجمعوي بداٌة النصؾ الثانً من الثمانٌنات 1987لتسهٌل
عملٌة تكوٌن الجمعٌات ،لكنها بقٌت دون نتابج كبٌرة على الساحة التنظٌمٌة نظرا للمقاولة
التً وجدتها داخل النظام السٌاسً نفسه ,و المالبسات التً تمت فٌها عملٌة االنفتاح هذه
التً لم تتمكن من تجنٌد قوى اجتماعٌة واسعة .
كان العمل النقابً محتكرا من قبل النقابة التارٌخٌة ( االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن )
لٌتؽٌر المشهد بسرعة بعد صدور دستور 1989وصدور القوانٌن المنظمة لممارسة الحق
النقابً .إن اإلطار الجدٌد ( المادة ) 56أنتج خارطة نقابٌة تعددٌة تضم عشرات النقابات
لمختلؾ الفبات األجٌرة التً بادرت إلى مؽادرة صفوؾ االتحاد العام وتكوٌن نقابات
مستقلة.
ولعل تمٌز هذه النقابات التً تنعت بالمستقلة ،هو ابتعادها عن النشاط السٌاسً
وتركٌزها على النواحً المطلبٌة ،كما أنها فً السنوات األخٌرة نمت نحو المطالب النوعٌة
كالحرٌة النقابٌة ،والتمثٌل النقابً إضافة إلى المطالب االقتصادٌة.
ما ٌلفت االنتباه أن هذه النقابات العمالٌة المستقلة التً برزت بعد اإلعالن عن التعددٌة،
أنها أؼلبها نقابات موظفٌن اقتصرت على قطاع الصحة،التعلٌم ،اإلدارة ...بعٌدة عن العمل
الصناعً الذي لم ٌلجؤ عماله إلى تكوٌن نقابات إال فً حاالت قلٌلة لم تتمكن من الصمود
مع الوقت ،كما هو الحال بالنسبة للكنفدرالٌة النقابٌة للقوى المنتجة " " COSY FOPعلى
سبٌل المثال أو النقابات المحلٌة والقطاعٌة كاإلتحاد الدٌمقراطً للعمال UDTالتً بدأت
تجربتها فً القطاع الصناعً العمومً بتٌزي وزو قبل اختفابها.
()1عبد الناصر جابً /الجزابر من الحركة العمالٌة الى الحركة االجتماعٌة /المعهد الوطنً للعمل /الجزابر / 2005 /ص . 19
137
مما ٌعنً أن جزءا كبٌرا من مصاعب هذه النقابات كان مرتبطا من دون شك
بالوضعٌة التً أل إلٌها القطاع العمومً الصناعً بوحه عام.
نفس الشًء بالنسبة إلى عمال وعامالت القطاع الخاص الذٌن بقوا دون تؤخٌر نقابً
ٌذكر ،رؼم أهمٌتهم على مستوى التشؽٌل ،أهمٌة مرشحة للزٌادة مع الوقت فً ظل
الخٌارات االقتصادٌة والسٌاسٌة السابدة الداعمة القتصاد السوق ،والعدو األكبر للفاعل
االقتصادي الخاص الوطنً منه واألجنبً ،وبالطبع التطور الذي ٌعرفه عالم الشؽل ؼٌر
الرسمً حالٌا فً الجزابر وما ٌمٌزه من بطالة وتهمٌش مس فبات واسعة من الشباب ،
ٌجعل هذه التجربة النقابٌة الجدٌدة رؼم أهمٌتها ذات عمل إدماجً محدود ،لتظل فبات
واسعة من المواطنٌن دون إطار تمثٌلً ٌ ،تم من خالله التؽٌٌر فً عالقته بالمإسسات
الرسمٌة كالبركان ،ومن دون إمكانٌة للمشاركة المنظمة الدابمة والسلمٌة فً الشؤن العام .
علما أن العمل ؼٌر الرسمً قد مس المرأة زٌادة على الشباب بدرجة كبٌرة فً
السنوات األخٌرة مما ٌعمق هنا كذلك تهمٌش المرأة اقتصادٌا وتمثٌلها النقابً ومساهمتها فً
الشؤن العام .سٌطرة موظؾ القطاع العمومً ،والفبات الوسطى القرٌبة من على الظاهرة
النقابٌة المستقلة ٌمكن تفسٌرها بعدة عوامل من بٌنها ما هو متعلق بالتجربة التارٌخٌة
للحركة النقابٌة ،ووعابها العقابدي الذي سٌطرت علٌه نزعة ٌمكن وصفها بـ " العمالجٌة "
أي الطابع العمالً المفرط ،نفرت كل الفبات الوسطى والمإهلة من العمل النقابً داخل
هٌاكل االتحاد الذي سٌطرت علٌه فً المقابل الفبات األقل تؤهٌال على مستوى االنخراط
والمستوٌات التنظٌمٌة القاعدٌة لتحتكر بعض الفبات المهنٌة -المتوسطة التؤهٌل -قٌادة
االتحاد محلٌا ووطنٌا بعدما قبلت باألدوار الممنوحة للعمل النقابً الرسمً فً ظل األحادٌة.
وبهذا تحول العمل النقابً بخصابصه هذه إلى وسٌلة ترقٌة اجتماعٌة وسٌاسٌة لهذه
الفبات المهنٌة االجتماعٌة.
اعتقاد هذه الفبة المهنٌة الوسطى األجٌرة فً قدرتها على التفاوض والضؽط لتحقٌق
مطالبها منفردة ،قد ٌكون أحد األسباب التً جعلتها تختار إستراتٌجٌة تكوٌن نقابات فبوٌة
مستقلة متعددة ،ناهٌك عن رفض السلطات الرسمٌة من اآلن إمكانٌة التحالؾ بٌنها لتكوٌن
138
كنفدرالٌة قد ٌكون هو األخر عامال مساعدا على عدم الخروج من حالة التشرذم الذي
الزالت تعٌشه هذه النقابات المستقلة الكثٌرة العدد وضعٌفة اإلمكانٌات حتى اآلن .
لقد لجؤت النقابات المستقلة إلى العدٌد من الحركات االحتجاجٌة فً السنوات األخٌرة
دفاعا أساسا عن مكانة الفبات الوسطى المإهلة األجٌرة ( أساتذة الجامعة ،معلمون ،أطباء
،موظفون .... ،الخ ) التً عرفتها وضعٌتها تدهورا فً المجالٌن االقتصادي واالجتماعً
وحتى الرمزي جراء التحوالت التً عاشها المجتمع الجزابري فً العقدٌن األخٌرٌن فرؼم
وجود النقابات فً المٌدان إال أنه ما ٌالحظ على هذه التعددٌة النقابٌة هو الظهور المحتشم
لها على الساحة العملٌة ،إن لم نقل أن الكثٌر منها ال ٌتعدى وجودها الجانب الشكلً ،
وٌمكن إرجاع ذلك لعدة عوامل لعلى أهمها :
)1ضعؾ النقابات بوجه عام والمرتبط أصال بضعؾ الحركة العمالٌة السٌما بعد
الضربات التً تلقتها فً السنوات األخٌرة ( حل المإسسات العمومٌة ،التسرٌح
الجماعً للعمال ،تفشً ظاهرة البطالة ،الفقر . ) ....
كما أن هذا الوضع ٌرتبط كذلك بالمحٌط السٌاسً واالقتصادي واالجتماعً الذي
تعٌن فٌه المشاركة الفعلٌة لألطراؾ االجتماعٌة فً اتخاذ القرارات الخاصة بالحٌاة
االقتصادٌة واالجتماعٌة وعالم الشؽل بصفة عامة .
)2تعامل أصحاب القرار ( السلطة) مع نقابة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن دون
ؼٌرها من النقابات األخرى وتحجٌم دورها وتؽٌٌبها فً أي مشاركة لها عالقة
بالسٌاسة االقتصادٌة ،وأبرز مثال على ذلك عدم إشراكها فً اللقاءات الثنابٌة
(حكومة /نقابة) أو اللقاءات الثالثٌة ( حكومة /نقابة /أرباب عمل ) فً الوقت
الذي ٌشارك فٌه كل أرباب العمل تقرٌبا كطرؾ ثالث ( المقاولٌن ،العمومٌٌن
والخواص)،جمعٌة رإساء المإسسات الكنفدرالٌة الوطنٌة ألرباب العمل الجزابرٌٌن،
الكنفدرالٌة العامة للمقاولٌن والمتعاملٌن الجزابرٌٌن ،الكنفدرالٌة الجزابرٌة ألرباب
العمل ) .أما من جانب النقابات فتقتصر المشاركة على نقابة االتحاد العام للعمال
الجزابرٌٌن التً توصؾ بؤنها ( نقابة السلطة ) كما أن هذه النقابات ال تستفٌد من
139
التسهٌالت والمساعدات الرسمٌة التً ٌمكن ان تساعدها على تجاوز مرحلة إثبات
الذات التً الزالت تعٌشها ن لتتحول الى شرٌك فعلً صاحب اقتراحات ن ،وطرؾ
اجتماعً فعال وممثل .
)3إن التعددٌة النقابٌة قد عممت من تشتت صفوؾ العمال بٌن نقابات ضعٌفة تفتقد
لعاملٌن أساسٌٌن ٌساهمان فً قوتها :
-القاعدة العمالٌة القوٌة التً ٌمكن ان تكون سندا لها فً تعزٌز موقفها وتمكٌنها من لعب
دورها فً تمثٌل قاعدتها والدفاع عن مصالحها .
-الصراع بٌن النقابات خاصة نقابة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن التً تسعى إلى تهمٌش
هذه النقابات بمباركة السلطة ،وذلك لإلبقاء على رصٌدها التارٌخً فً احتكار الساحة
النقابٌة .
-عدم وجود سن سٌاسً تعتمد علٌه النقابات المستقلة ،ألنه ال ٌمكن تصور وجود تعددٌة
نقابٌة قوٌة فً ؼٌاب تعددٌة سٌاسٌة فعلٌة تشكل فٌها المعارضة قوة تداول على السلطة
وتحقق التوازن االجتماعً والسٌاسً على ؼرار الدول الدٌمقراطٌة التً تقر التعددٌة
النقابٌة ( مثل فرنسا )( )1التً تساند فٌها النقابات األحزاب السٌاسٌة التً تجسد مصالحها فً
حال وصولها الى السلطة ،وفً ذات الوقت تجد منه النقابات فً األحزاب ؼطاءا سٌاسٌا
ودعما معنوٌا ٌزٌد من قوتها .
-خؽٌاب الدٌمقراطٌة و ممارستها بوجع عام داخل الهٌاكل النقابٌة جعلت الممثلٌن النقابٌٌن
(إ.ع.ع.ج) ٌتحولون إلى بٌروقراطٌٌن بدال من تمثٌل العمال والدفاع عن مصالحهم
وتحولت بذلك الكثٌر من هٌاكل االتحاد العام إلى هٌاكل ادارٌة ٌمارس فٌها النقابٌون
وظابؾ إدارٌة تكاد تكون دابمة ولٌست وظابؾ مإقتة خاضعة لالختٌار الحر من طرؾ
العمال .
140
كما أن السٌطرة التً تفرضها بعض الفبات الوسطى واألجٌرة على الظاهرة النقابٌة
المستقلة باإلضافة إلى ممثلً أرباب العمل ،واإلبعاد الذي ٌعٌشه عمال القطاع الصناعً
وعمال القطاع الخاص ومختلؾ الفبات االجتماعٌة الشعبٌة التً فرضت علٌها التحوالت
االقتصادٌة واالجتماعٌة التً تمت فً العشرٌة الماضٌة أشكال متعددة لم تساعدها على
تنظٌم نفسها وبالتالً تحقٌق أهدافها المسطرة.
وبالمقابل فإن أرباب العمل تجزأ من الحٌاة االقتصادٌة :لٌسوا أحسن حال ،رؼم
اإلمكانٌات التً ٌفترض أن تتوفر لدٌهم ،فقد عرفت نقابات أرباب العمل ظاهره االنشقاقات
وضعؾ اإلطار التنظٌمً ،مثلها مثل نقابات اإلجراء ،بعد االعتراؾ بالطابع التنظٌمً
المتعدد بعد ،1930والمصادقة على القوانٌن االجتماعٌة الجدٌدة ،التً تسمح بالتعددٌة
النقابٌة لرب العمل الجزابري ،علما بؤن األحادٌة التً كانت سابدة قبل هذا التارٌخ لم تسمح
لرب العمل على ؼرار باقً المواطنٌن بالتعبٌر عن نفسه والدفاع عن مصالحه خارج الدور
االقتصادي المطلوب منه.
فنقابات أرباب العمل ،رؼم قبولها كطرؾ اجتماعً وشرٌك ضمن المفاوضات
الرسمٌة المركزٌة ( الثالثٌة والثنابٌة) ،وحضورها فً هٌبات الحوار االجتماعً كالمجلس
الوطنً االقتصادي واالجتماعً ،وحتى لجان المجلس الوطنً الشعبً عندما تكون بصدد
دراسة ملفات ذات عالقة بعالم الشؽل الزالت ضعٌفة الحضور اجتماعٌا كفاعل ٌعول علً
فً احتالل مواقع هامة ،تمنحه إٌاها خٌارات اقتصاد السوق المعلن رسمٌا كخٌار
استراتٌجً.
أرباب العمل الذٌن عبروا عن أنفسهم فً ظل التعددٌة ألول مرة سنة 1990من خالل
الكنفدرالٌة العامة للمتعاملٌن االقتصادٌٌن الجزابرٌٌن CGOEAوالتً صرحت سنة 1998
وهً الكنفدرالٌة الوطنٌة ألرباب العمل الجزابرٌٌن CNPAوالتً صرحت لتمثٌلها ل 238
مإسسة صناعٌة خاصة ،ثم ظهرت نقابة ثالثة وهً الكنفدرالٌة الجزابرٌة ألرباب العمل
()1 CAPوسنة 1999والمعتمدة على 13فٌدرالٌة من مختلؾ النشاطات االقتصادٌة.
141
ورؼم هذا التنوع فً الخارطة النقابٌة ألرباب العمل التً عرفت تطورات كبٌرة إال أن
هذا لم ٌساعدها على تحسٌن تمثٌلها وتفعٌل أدابها فالكثٌر من المإشرات تإكد أن رب العمل
الجزابري الزال فً الؽالب رهٌن الرإٌة الرسمٌة التقلٌدٌة له ،وانه لم ٌتمكن بعد من تجاوز
محٌط ورشته ومنشؤته الصناعٌة الصؽٌرة فً الؽالب ،مما جعل أدواره االجتماعٌة كفاعل
اجتماعً مركزي متاثرة بعدم الشرعٌة التً فرضتها علٌه الممارسات والخطاب التقلٌدي
اثناء المرحلة االحادٌة الملتصق به كقطاع خاص .
142
المبحث الثانً :نقابة االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن
143
المبحث الثانً :االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن :
عرفت الجزابر مع نهاٌة الثمانٌنات القرن الماضً ،أزمة متعددة الجوانب أدت إلى
نهوض الشعب فً 5أكتوبر 1988م ،هذه األحداث نتج عنها تؽٌٌر جذري للحٌاة السٌاسٌة
واالجتماعٌة فً الجزابر .هذا التؽٌٌر بدا بدستور 23فٌفري ، 1989الذي فتح المجال
للحٌاة السٌاسٌة واالقتصادٌة ،حٌث أن سٌاسة الحزب الواحد اختفت وظهرت التعددٌة
الحزبٌة وتبعها التعددٌة النقابٌة ،وفً هذا اإلطار جاءت القوانٌن واإلجراءات ومن بٌنها
القانون 14 – 90بتارٌخ 20جوان 1990الذي ٌسمح ألول مرة بالتعددٌة النقابٌة وعلٌه
ظهرت عدة نقابات فً مٌادٌن مختلفة منها :نقابة عمال التربٌة ،النقابة اإلسالمٌة للعمال
( )S.I.Tالنقابة المستقلة لمستخدمً اإلدارة العمومٌة ( ) S.N.A.P.A.Pالمجلس الوطنً
ألساتذة التعلٌم العالً ) ... ( C.N.E.Sالخ ،لكن ظل االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن فً
( ) M.G.T.Aالمسٌطر على الحٌاة النقابٌة ،وهو الممثل الوحٌد للعمال فً نظر الدولة
باعتباره المشارك فً الثالثٌة ن وعلٌه سنتعرض خالل هذا الجزء من بحثنا إلى لمحة عن
تؤسٌس إ.ع.ع.ج ،مبادبه ،أسسه ،وهٌاكله .
144
- 1تأسٌس االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن " إ.ع.ع.ج " :
ترجع فكرة إنشاء مركزٌة نقابٌة وطنٌة بالجزابر إلى السنوات األولى التً أعقبت
األحداث األلٌمة التً وقعت بالجزابر عام ، 1945وشكل هذا الحدث األلٌم منعرجا حاسما
فً التحول الذي طرأ على أسلوب وطبٌعة النضال الذي أنتجته الحركة الوطنٌة الجزابرٌة ،
وتبلورت أثناء المإتمر التؤسٌس لحركة انتصار الحرٌات الدٌمقراطٌة عام 1947بتكوٌن
لجنة مكلفة بالشإون االجتماعٌة والنقابٌة ،وقٌام هذا الحزب بتكوٌن خالٌا داخل المصانع و
الورشات ،نشطها نقابٌون سٌلعبون دورا أساسٌا فً تكوٌن ( إ.ع.ع.ج ) عام 1956
وبالتحدٌد فإن مناضلً حركة انتصار الحرٌات الدٌمقراطٌة هم الذٌن كانوا ٌنفذون منذ مدة
مشروع تكوٌن المركزٌة النقابٌة (الوطنٌة) وتكونت داخل حركة انتصار الحرٌات
الدٌمقراطٌة ابتداءا من عام 1952لجنة عمالٌة نشطها عٌسات اٌدٌر ،كما أوصى مإتمر
عام 1953بتنظٌم نقابة وجرت اتصاالت بٌن نقابات الؽرب خاصة مشاركة وفد جزابري
فً مإتمر برز فً الواقع على مستوى شمال إفرٌقٌا الخاصة باالستعمار بعد الحرب
()1 العالمٌة الثانٌة.
ٌرى بؤن فكرة االستقاللٌة فً الحركة العمالٌة بلدان شمال إفرٌقٌا بل هذا التمهٌد لها هو
الذي ٌفسر التحول من الكنفدرالٌة العمة للشؽل ن إلى االتحاد العام للنقابات الجزابرٌة سنة
1954م لذا فإن مٌالد إ.ع.ع.ج جاء كنتٌجة لعملٌة الفرز الذي طرحته الثورة فً أول
نوفمبر 1954م وكتتوٌج التصاالت طوٌلة وتجارب ؼنٌة اكتسبها الجزابرٌون فً صفوؾ
التنظٌمات النقابٌة الفرنسٌة فً الجزابر وفرنسا فً كفاحها ضد االستؽالل الرأسمالً
االستعماري وكان واقع الوضع العام بالجزابر ٌتمٌز بالخصابص التالٌة :
()1رونً شافٌر /الثورة الجزابرٌة /مجلة الثورة و العمل /الصادرة عن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /العدد / 740معهد درارنً /الجزابر
/ 1986 /ص . 32
145
أ -الوضع االقتصادي :
كان الوضع االقتصادي للجزابر ٌتمٌز بوجود طبقة ؼنٌة من اإلقطاعٌٌن األوربٌٌن
الذٌن استووا على مراحل مختلفة من االحتالل الفرنسً للجزابرٌٌن ،والى جانبهم
برجوازٌة صناعٌة وتجارب أجنبٌة فً ؼالبٌتها تسٌطر على النشاطات الربٌسٌة وتتقاسم
ثروات البالد ودخلها المالً أدى هذا الوضع الى تدهور الوضع االقتصادي للجزابرٌٌن مما
()1أدى إلى هجرة جماعٌة جزابرٌة للجزابر عما 1953م .
وحسب إحصابٌات صنادٌق المنح العابلٌة لعام 1952م فإن حالة العمال الجزابرٌٌن
فً المدن مزرٌة ،حٌث ٌوجد ( ) 181.600فرنكا فً السنة بالنسبة لكل عامل ومن بٌن
المجموع العام للعمال فإن نسبة ضعٌفة تعمل بالصناعة ( ) 25.000عامال .
أما بالنسبة للعمال فً األرٌاؾ ٌمكن أن نقدر السكان القدرٌن على العمل فً الرٌؾ
الجزابري عام 1953بـ ( ) 2.150.000بما فٌهم ( ) 300.000مهاجرا بفرنسا ،فٌصبح
عدد الرجال القادرٌن والذٌن فً سن العمل ٌقدر ب ( ) 1.850.000رجال موزعٌن
كاألتً :
) 170.000 ( خماسا.
()1مجلة المرشد /الحركة النقابٌة الجزابرٌة /العدد الثانً /المعهد الوطنً للدراسات و البحوث النقابٌة محمد درارنً / 1986 /ص . 09
146
ب -الظروؾ االجتماعٌة :
عقد المكتب التنفٌذي لالتحاد العام للنقابات الجزابرٌة ٌوم 30أكتوبر )1(1954اجتماعا
خصص الحالة االجتماعٌة بالجزابر بحضور مسإولٌن نقابٌٌن من الكونفدرالٌة العامة
للشؽل حٌث ٌقول السٌد /فٌري األمٌن العام لهذه المنظمة إن الجزابر بها ( ) 10مالٌٌن
نسمة وبها ( ) 500.000عمال بالصناعة والتجارة و ( ) 200.000عامال دابما
بالزراعة و ( ) 50.000موظفا .
كانت عملٌات 20أوت التً خاضها جٌش التحرٌر الوطنً من أبرز المعارك
العسكرٌة التً خاضها ضد المستعمر والتً مللت بنجاح أنهك العدو وبٌن مقدرة ونضج
الثورة الجزابرٌة من حٌث التنظٌم والكفاءة العسكرٌة مما أدى بالمستعمر إلى محاولة إخماد
الثورة وحصرها فً الجبال وقطعها عن القاعدة الشعبٌة التً تتؽذى وتجدد منها طاقتها .
مما لجؤت السلطة االستعمارٌة إلى حل ومنع كل التنظٌمات السٌاسٌة الجزابرٌة على
اختالؾ اتجاهاتها إصالحٌة ودٌنٌة تقدمٌة أو ثورٌة للمحافظة على أمن ومصالح فرنسا .
برزت فً الجزابر قبٌل اندالع الثورة المسلحة ظاهرة تكوٌن تنظٌمات نقابٌة جزابرٌة
وتمثل هذا التنظٌم فً مٌالد االتحاد العام للنقابات الجزابرٌة وفً شهر جوان عام 1954م
لمنظمة نقابٌة مستقلة ولكنها عضو فً الكنفدرالٌة العامة للشؽل( )2وكانت لهذه المنظمة
صحٌفة هً " العامل الجزابري " التً كانت تصدر باللؽة الفرنسٌة مرة فً األسبوع فً
شكل ملحق داخل صحٌفة " الجزابر الجمهورٌة " اللسان المركزي للحزب الشٌوعً
الجزابري ،وقررت السلطات االستعمارٌة توقٌؾ إصدار هذه الصحٌفة بسبب مواقفها
السٌاسٌة فً جوٌلٌة 1956فً حٌن لم تحل المنظمة النقابٌة الناطقة باسمها بصفة رسمٌة
إال فً شهر نوفمبر 1956م .
147
وفً هذا الصدد تجدر اإلشارة إلى ما نشرته الصحؾ الٌومٌة الفرنسٌة ٌوم 13نوفمبر
1956حول الرسالة التً بعث بها السٌد /روبٌر الكوست الحكومة الفرنسٌة آنذاك إلى
األمٌن العام لفدرالٌة عمال الؽاز ( ؾ.أ ) والتً جاء فٌها " :بؤن نشاطات الكنفدرالٌة العامة
للشؽل ( ) C.G.Tواالتحاد العام للنقابات الجزابرٌة هً نشاطات مشتركة ومرتبطة
بنشاطات االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ( ) U.G.T.Aوجبهة التحرٌر الوطنً
()1 ( ( F.L.N
ٌفسر مضمون الرسالة قرار حل االتحاد العام للنقابات الجزابرٌة ،وفً منتصؾ فٌفري
1956م ظهرت منظمة نقابٌة هً :اتحاد نقابات عمال الجزابر ( )U.S.T.Aكانت تعبٌرا
التجاه العناصر المٌصلٌة التً قررت هً األخرى تكوٌن منظمة نقابٌة على أثر العالقات
السٌاسٌة التً برزت عام 1952داخل انتصار الحرٌات الدٌمقراطٌة.
و الى جانب هذه التنظٌمٌة بقٌت ( الكنفدرالٌة الفرنسٌة للعمال المسٌحٌٌن والقوى العامة
)(C.F.T.C.F.Oذات االتجاه والتركٌبة الفرنسٌة المعادٌة فً مواقفها للعمال الجزابرٌٌن
مما جعلها تحضى بدعم مستمر من اإلدارة االستعمارٌة فً محاولة لضرب وحدة العمال
فً الجزابر ،وما ٌلفت االنتباه أنه بظهور اتحاد النقابات العمالٌة الجزابرٌة إلى الوجود
بالجزابر فً 16فٌفري 1956م وبعد أسبوع فقط من مٌالد هذه المنظمة النقابٌة ذات
االنتماءات المٌصلٌة ٌ ،نشؤ االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن الذي أصبح فً ظرؾ شهور
قصٌرة من أكثر المركزٌات النقابٌة تمثٌال للعمال الجزابرٌٌن ( ، )2اذ من المحتمل بان ٌكون
إنشاء االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن من طرؾ " المركزٌٌن " رد فعل لتكون اتحاد نقابات
عمال الجزابر من طرؾ المٌصالٌٌن على أثر الخالؾ الذي وقع مع زعٌم الحركة الوطنٌة
منذ الثالثٌنٌات داخل اللجنة المركزٌة لحركة انتصار الدٌمقراطٌة .
148
والخالصة فإن جوهر الخالؾ بٌن التنظٌمات النقابٌة التً كانت متواجدة فً الجزابر
أثناء تلك الفترة ،ال ٌكمن فً التمثٌل أو الدفاع عن الحقوق المادٌة والمعنوٌة للطبقة العاملة
بالجزابر بل ٌتعداه إلى موقؾ هذه التنظٌمات من الثورة التحرٌرٌة التً ٌخوضها الشعب
الجزابري من أكثر من سنة .
فً خضم معركة التحرٌر الوطنً تؤسس االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ،الذي جاء
كإستراتٌجٌة ثورٌة فً التنظٌم الجماهٌري ،لمواجهة مختلؾ األسالٌب القمعٌة التً كان
ٌتبعها النظام االستعماري لفصل الشعب عن الثورة ،فلم ٌكن الهدؾ من وراء تؤسٌس
االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن مجرد إٌجاد منظمة نقابٌة مطلبٌة تقلٌدٌة ،تنحصر أهدافها
فً الدفاع عن المصالح المادٌة والمعنوٌة للعمال الجزابرٌٌن ،بل المسؤلة أعمق بكثٌر ،فهو
الساعد األٌمن لجبهة التحرٌر الوطنً .
التقت وتالحمت كفاحات الحركة النقابٌة الجزابرٌة ،والحركة الوطنٌة مبكرا ،فخالل
العام الثانً للثورة ،رأت جبهة التحرٌر الوطنً ضرورة توسٌع القاعدة عن طرٌق تجنٌد
العمال ،وكان ذلك إٌذانا بالتحام الحركة النقابٌة بالثورة الجزابرٌة ،فتمت عدة لقاءات بٌن
عبان رمضان وعٌسات اٌدٌر ونقابٌٌن من الجٌل األول ،وأعدت مٌالد االتحاد العام للعمال
الجزابرٌٌن فً 24فٌفري 1956م ،كتنظٌم ٌضطلع بمهمة تجنٌد العمال فً الكفاح ضد
االستعمار والظلم فً إطار ثورة التحرٌر.
إن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن هو تجمع عمالً ٌهدؾ بالدرجة األولى إلى خدمة
مصلحة الطبقة العاملة الجزابرٌة ابتداءا من عمال الزراعة والصناعة ومرورا بالموظفٌن
()1واإلطارات ...
()1مجلة الثورة و العمل /اللسان المركزي لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /العدد / 349معهد درارنً /الجزابر /ص . 11
149
وقد ظهرت الحاجة إلى المنظمة النقابٌة بسبب توفر عوامل أساسٌة مباشرة تتلخص
فً :
بروز طبقة عاملة جزابرٌة.
وكان مٌالد االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ٌندرج فً مسار االتجاه نحو االستقالل
الوطنً ،وبالتالً فإن اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن هو منظمة نقابٌة وطنٌة ،فهو
مركزٌة جزابرٌة بدون تمٌٌز ؼرفً أو دٌنً ،باعتبار أن االنخراط فٌها مفتوحا لكل العمال
بالجزابر الذٌن ٌعٌشون من ثمار جهدهم ومهما كان القطاع الذي ٌعملون به .
150
-3أهداف االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن أثناء الثورة :
ٌحدد البٌان التارٌخً لألمانة الوطنٌة لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن الصادر عن
األمانة التنفٌذٌة بالجزابر ٌوم 24فٌفري ، )1(1956أهداؾ االتحاد المعبر عن رؼبات
العمال المشروعة بتنظٌمهم ،قصد وضع حد لالستؽالل المخجل الذي ٌعٌشونه وذلك بـ :
توجٌه كفاح العمال ببالدنا طبقا لرؼباتهم العمٌقة أي الثورة فً المٌادٌن السٌاسٌة
واالقتصادٌة واالجتماعٌة .
تكوٌن الوعً لدى العمال حتى ٌكونوا قادرٌن على مقاومة االستؽالل مهما كان
مصدره .
توجٌه كفاح العمال للحصول على أحسن ظروؾ الحٌاة وإعطاء العمل للجمٌع .
تحقٌق وحدة العمال بالجزابر والعالم والعمل على االنضمام للمنظمة الدولٌة للشؽل
بصورة دٌمقراطٌة .
نستخلص من هذه األهداؾ ،أن برنامج المنظمة النقابٌة ال ٌتوقؾ عن الدفاع عن
المصالح المادٌة والمعنوٌة للطبقة العاملة بالجزابر بدون تمٌٌز عرقً أو دٌنً من اجل
تحسٌن شروط الحٌاة ،وتحقٌق وحدة العمال بالجزابر والعالم و إعطاء فرص العمل للجمٌع
،وتوعٌتهم لٌكونا قادرٌن على مقاومة االستؽالل بكل أشكاله أٌا كان مصدره فحسب ،بل
ٌسعى لتوصٌة كفاح العمال من أجل إدخال تؽٌٌرات فً المٌادٌن السٌاسٌة واالقتصادٌة
واالجتماعٌة .
151
وٌتبلور هذا الدور بكل وضوح فً " برنامج الصومام " الصادر فً المإتمر األول
لجبهة التحرٌر الوطنً المنعقد بتارٌخ 20أوت 1956م( ، )1الذي ٌإكد بؤنه " ٌنبؽً للطبقة
العاملة أن تساهم مساهمة كبٌرة ٌكون لها األثر البالػ فً تطور الثورة السرٌع وفً قوتها
ونجاحها النهابً .
أما فً المجال السٌاسً ،فتتلخص مسإولٌة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن إزاء الثورة
الجزابرٌة فً :
العمل على مساندة جبهة التحرٌر الوطنً وذلك بتدعٌم عملً عن طرٌق تجهٌز
المجاهدٌن وتنظٌم اإلضرابات التضامنٌة .
والمالحظ فقد تمٌز نضال االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن خالل الثورة التحرٌرٌة
بنشاطات مكثفة خاصة فً الفترة الممتدة مابٌن ( ، ) 1957 – 1956تجلت بوجه خاص
فً الشهور األولى من مٌالد المنظمة النقابٌة بنضاالت سٌاسٌة ونقابٌة استهدفت تنظٌم
العمال الجزابرٌٌن خاصة فً المدن الكبرى مثل :الجزابر العاصمة ،وهران و قسنطٌنة
التً ظهرت بها االتحادات الجهوٌة ،ودخلت المنظمة منذ نشؤتها معركة االنتخابات التً
تجري على مستوى المصانع والورشات التً جلبت المنظمات النقابٌة األخرى المتواجدة
بالجزابر.
والتً من أهمها االتحاد العام للنقابات الجزابرٌة ،حٌث حصلت على مقاعد معتبرة
بفضل الذي لقٌته هذه الحركة النقابٌة الوطنٌة من طرؾ ؼالبٌة العمال الجزابرٌٌن .
كما أن اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌة لم ٌفصل بٌن النشاط النقابً الذي ٌجعل منه
منظمة مهنٌة هدفها األساسً هو تمثٌل العمال ،والدفاع عن حقوقهم المادٌة والمعنوٌة إزاء
االستؽالل الرأسمالً ،وبٌن المعركة السٌاسة التً تجعل منه قوة سٌاسٌة ضارٌة فً خدمة
152
المصلحة الوطنٌة العلٌا للبالد ،بل اعتبرت المنظمة الوطنٌة نفسها ومن ورابها كل العمال
الجزابرٌٌن طرفا ربٌسٌا فً الثورة التحرٌرٌة التً ٌخوضها الشعب الجزابري ضد
االستعمار الفرنسً تحت لواء جبهة التحرٌر الوطنً منذ أول نوفمبر .1954
ونتٌجة لهذه المواقؾ الواضحة لالتحاد لجؤت اإلدارة الفرنسٌة إلى توقٌؾ قٌادات
االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن وإلقاء القنابل على مقراته النقابٌة ،ومصادرة أموال ووثابق
وحجز جرٌدة العامل الجزابري عن صدورها .
قانونه -4أسس وأهداف االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن بعد االستقالل من خالل
األساسً :
إن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن " إ.ع.ع.ج " هو( )1منظمة نقابة مطلبٌة ،حرة
ومستقلة عن كل وصاٌة حزبٌة وإدارٌة وعن المتعاملٌن االقتصادٌٌن .
وهو منظومة وحدوٌة دٌمقراطٌة بالنسبة لكل العمال الجزابرٌٌن الذٌن ٌتقاضون أجره
وما ٌشببها تكون نتاج عملهم الٌدوي ،أو الفكري وال ٌستؽلون ؼٌرهم لمصلحتهم ،وكذا
العمال المتقاعدٌن وطالبً العمل باإلضافة إلى العمال المسرحٌن للضرورة االقتصادٌة .
ٌستمد " إ.ع.ع.ج " قوته من الوحدة ،التنظٌم والتجنٌد لمنخرطٌه من اجل تحقٌق
العدالة االجتماعٌة فً إطار مبادئ ثورة اول نوفمبر 1954وعلٌه ٌكون من أهم أهداؾ
اإلتحاد ما ٌلً :
الدفاع عن المصالح المادٌة والمعنوٌة للعمال ،باإلضافة إلى السهر على تحسٌن
ظروؾ عملهم ومعٌشتهم ،وكذلك التصدي لمحاوالت التعسؾ واالستؽالل .
()1القانون االساسً و النظام الداخلً لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /المواد من 01الى / 4ص ص . 5 – 3
153
تنسٌق النشاط النقابً من اجل ضمان الدفاع عن مصالح العمال باستعمال الوسابل
القانونٌة .
حماٌة مناصب العمل والدفاع عنها ،باإلضافة للعمل على تحسٌن القدرة الشرابٌة
للعمال والسهر على التوزٌع العادل للدخل الوطنً.
الحفاظ على المكتسبات االجتماعٌة للعمال والسعً الدابم من اجل توفٌر المزٌد منها.
االلتزام بؤخطار المنظمات والهٌبات الدولٌة المماثلة بكل م ساس بالتشرٌع الدولً
للعمل ،أو أي انتهاك للحقوق والحرٌات النقابٌة.
ربط الصلة بعمالنا فً المهجر وتقوٌة التعاون والتضامن بٌنهم وبٌن إخوانهم على
أرض الوطن.
154
المساهمة فً األحداث السٌاسٌة ،االقتصادٌة واالجتماعٌة كرد االعتبار للعمل
والخدمة االجتماعٌة ،باإلضافة إلى األولوٌة لتوفٌر منصب الشؽل التً تسمح بالنمو،
والمساهمة فً التطور الهادؾ إلى ترقٌة التماسك االجتماعً.
المالحظ أن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن لم ٌعد منظمة جماهٌرٌة منذ أن كتؾ
قانونه األساسً مع الدستور والقانون ،المتعلق بممارسة الحق النقابً خالل المإتمر الثامن
المنعقد من 26إلى 28جوان ، 1990الذي تمٌز بالمواجهة الحادة بٌن أنصار اإلبقاء
على الوضع ،ومإٌدي التؽٌٌر الجذري والقطٌعة من منهج األحادٌة النقابٌة ومبادبها ،
وتمخض عن هذا الصراع حل وسط تمٌز بالتحول التدرٌجً ،وبروز إطارات نقابٌة نابعة
من القاعدة أو قرٌبة منها ،وقد تم تكٌٌؾ القانون األساسً وتوجٌهه نحو االنشؽاالت
الحقٌقٌة لعالم الشؽل والعمال وثم بناءا على ذلك تحدٌد أهداؾ المنظمة .
و باسقاط هذه االهداؾ على الواقع الحالً لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ,نجد ان
الهدؾ االول هو اهم هدؾ تسعى النقابة الى تحقٌقه الٌوم و تجسٌده مٌدانٌا خاصة ما ٌتعلق
بالحفاظ على مناصب العمل باالضافة الى العمل على تحقٌق القدرة الشرابٌة للعمال .
-1حماٌة الحقوق المادٌة و المعنوٌة للعمال بؽٌة ارضاءهم من جهة و تحقٌق االستقرار من
جهة اخرى .
155
– 5هٌاكل االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن :
لكً ٌحقق االتحاد أهدافه وٌنفذ برامجه ،فالبد من هٌاكل وأجهزة على مختلؾ
المستوٌات تبعا للتقسٌم اإلداري والمهنً ،وؼٌر أنه ٌمكن وضع جمٌع الهٌاكل فً ثالث
اطر هً (: )1
اإلطار األوسط ٌ :ضم الهٌاكل األفقٌة والعمودٌة هً التً تتولى االتصاالت بٌن
القاعدة النقابٌة وقمتها ،عن طرٌق السلم التصاعدي والتنازلً .
اإلطار العالً ٌ :ضم المركزٌة النقابٌة ،التً تتولى تنفٌذ لوابح المإتمر الوطنً
وسٌطرة برنامج العمل للمنظمة وهٌاكلها.
إن الفرع النقابً هو الخلٌة القاعدٌة األساسٌة لإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ،وٌشكل
حلقة الوصل بٌن الهٌكل العمودي والهٌكل االفقً ،وٌضم جمٌع العمال المنخرطٌن على
مستوى الوحدة أو الورشة ،وهو الممثل الوحٌد لهم .
للفرع النقابً الذي ٌإسس من طرؾ اإلتحاد البلدي أو اإلقلٌمً ،أجهزة داخلٌة ثالث :
وتضم جمٌع المنخرطٌن فً االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ،على مستوى الوحدة أو
مكان العمل ،وهً هٌبة المداوالت للمجلس النقابً ،تجتمع كل 6أشهر فً دورة عادٌة
باستدعاء كل أعضاء مجلسها .
()1القانون االساسً و النظام الداخلً لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن – المواد من 27الى / 55ص ص 21 - 16
156
–2المجلس النقابً :
ٌنبثق من بٌن أعضاء المجلس النقابً ،وٌتراوح عدد أعضابه من 3على 5أعضاء
تبعا لعدد المنخرطٌن ،وهو الجهاز التنفٌذي والتطبٌقً للمجلس .
وهً الهٌاكل المإطرة للعمال المنخرطٌن فً " إ.ع.ع.ج " والمتواجدة على المستوى
إقلٌم جؽرافً معٌن بؽض النظر من النشاط المهنً .
وهو الهٌبة القٌادٌة للهٌكل األفقً ،وٌضم مجموع الفروع النقابٌة فً اإلقلٌم الجؽرافً
للبلدٌة بؽض النظر عن نوعٌة النشاط المهنً .
–2اإلتحاد الوالبً:
وٌقصد بالهٌكل العمودي التنظٌم النقابً للعمال ذوي النشاط المهنً الواحد على
المستوى الوطنً ،دون أي تفرقة فً الجنس ،الرتبة أو االختصاص وتضم ما ٌلً:
157
-النقابة الوطنٌة .
وٌعتبر التنسٌق والربط بٌن الهٌكلٌن العمودي واألفقً ،بمثابة عملٌة دابمة ومنتظمة
وتلقابٌة ،وٌوضح النظام الداخلً لالتحاد الكٌفٌات التنظٌمٌة لهذه الهٌاكل وصالحٌاتها
وأهدافها .
وهو الهٌبة العلٌا لالتحاد ،وٌجتمع كل خمسة سنوات فً دورات عادٌة وٌمكن
استدعاإه فً دورات استثنابٌة ،وٌناقش المإتمر جمٌع القضاٌا السٌاسٌة ،التنظٌمٌة ،
االجتماعٌة والثقافٌة المتصلة بظروؾ حٌاة العمال ،ومن توصٌات المإتمر الوطنً ،هو
تحدٌد الخطوط العرٌضة لبرنامج عمل االتحاد .
إن هذه اللجنة هً الهٌبة العلٌا لالتحاد ،فهً مسإولة أمام المإتمر ،وتضم 11عضوا
منتخبا من طرؾ المإتمر الوطنً ٌجتمع فً دورة عادٌة كل 6أشهر ،وٌمكنها أن تجمع
فً دورة استثنابٌة بطلب من ثلثً أعضابها.
ومن أهم أهدافها :انتخاب األمٌن العام وأعضاء األمانة الوطنٌة ،باالضافة إلى تطبٌق
قرارات وتوصٌات المإتمر.
ٌرأسها األمٌن العام ،وهً مسإولة أمام اللجنة التنفٌذٌة الوطنٌة ،فهً هٌبة التنفٌذ
والتسٌٌر باإلضافة إلى أنها مضطلعة بالتسٌٌر المالً ،اإلداري والتنظٌمً للمركزٌة النقابٌة
158
وتمثل االتحاد فً جمٌع النشاطات الوطنٌة كما تسهر على تطبٌق قرارات اللجنة التنفٌذٌة
الوطنٌة .
ٌتمتع االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن بذمة مالٌة مستقلة و تعتبر أهم موارد ه فً
االشتراكات ،االعتمادات المخصصة له من قبل الدولة ،اإلعانات و التبرعات و كذلك
حاصل النشاطات و االستمارات ذات الطابع التجاري و االجتماعً و الثقافً ( انظر المادة
56من القانون األساسً و المادة 147من النظام الداخلً ).و ال ٌمكن جمع التبرعات إال ّ
بعد موافقته الهٌبة المباشرة ( المادة 148من النظام الداخلً ) .فً مقابل هذا ٌتم توزٌع
األموال و المداخٌل على الهٌبات و الهٌاكل النقابٌة وفقا للنسب التالٌة % 30بالنسبة للجنة
التنفٌذٌة الوطنٌة % 15بالنسبة لالتحادٌة الوطنٌة % 20بالنسبة لالتحاد الوالبً ،و 25
149من النظام % 10بالنسبة للفرع النقابً ( المادة %بالنسبة لالتحاد المحلً ،و
الداخلً).
159
-7موقف االتحاد العام للعمال الجزائرٌٌن من التعددٌة :
بالنسبة لموقؾ اإلتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن من مسؤلة التعددٌة النقابٌة فإنه لم ٌكن
بنفس مستوى موقفه من انتهاج الدٌمقراطٌة ن حتى دعمت هذه األخٌرة و تراجعت عن دعم
األولى فقد اعتبرت UGTAاعالن التعددٌة النقابٌة كتهدٌد للوحدة العمالٌة و المكاسب
االجتماعٌة المحققة فً إطار ها و هذا ما صرح به بوعالم بوروٌبة فً المجاهد لٌوم 28 :
مارس 1989م وقد تبنى هذا الطرح أٌضا عبد الحق بن حمودة فً كل خرجاته اإلعالمٌة
حٌث عارض بقوة (.)14/90
إال ّ أن المسؤلة التً ٌمكن قراءتها بشكل منفصل عن الصٌرورة التارٌخٌة لالتحاد من
جهة و الدولة الجزابرٌة ككل من جهة أخري ،حٌث أن العالقة النمطٌة على مر السنوات
والنً أدت إلى إعادة تنظٌم االتحاد أثرت على حركٌة العمال مما ترجم انخفاض عدد
المنخرطٌن و قٌام صراعات ؼٌر مإطرة كان دور االتحاد فٌها هو دور اإلطفابً األمر
لمسإولٌاته المطلبٌة كممثل للعمال فالبٌروقراطٌة النقابٌة الذي فسر بعدم تحمل االتحاد
()1 جعلت من القاعدة تفقد ثقتها فً القٌادة النقابٌة .
كما أن التبعٌة التامة للحزب و تؽلؽل إطاراته فً التنظٌمات النقابٌة و كذلك المناصب
التً كانت تمنح لإلطارات النقابٌة و المساعدات المالٌة إضافة إلى امتٌاز تسٌٌر أموال
158/94الذي ٌمنح حق الخدمات االجتماعٌة و ذلك حتى بعد اعالن التعددٌة ( القرار
التصرؾ فً أموال الخدمات االجتماعٌة لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ) و بالتالً فإن
النقابة بهذا المعنى تعتبر مرتبطة ارتباطا عضوٌا بالدولة و أجهزتها و أ ّنها تعتبر من
الناحٌة العملٌة فً حالة تبعٌة تامة و كل تحركاتها عبارة عن رد فعل و لٌس فاعل .فالنقابة
بهذا المعنى تعمل على حفظ استقرار النظام من خالال إخضاع العمال لمساٌرة التوجهات
()2 السٌاسٌة ،و هذا ما عملت علٌه الدولة الجزابرٌة منذ استقاللها.
(1)Benouada Hamel / système prodictif algerien et indépendance nationale / tome 02 / OPU / Alger 1983 / p 511 .
()2موسى لحرش /النقابات العمالٌة /مرجع جماعً /بوخرٌصة بوبكر و اخرون /دراسات فً تسٌٌر الموارد البشرٌة /منشورات قرطبة /
الجزابر / 2008 /ص . 267
160
بعد إعالن التعددٌة السٌاسٌة و النقابٌةوقعت حالة فك االرتباط بٌن االتحاد العام للعمال
الجزابرٌٌن و الدولة الجزابرٌة ممثلة فً حزب ( )FLNو قد تجسد ذلك عملٌا من خالل
نص المادة 05من القانون 14/90المعدلة بموجب القانون 30/91و التً تنص على "أن
المنظمات النقابٌة مستقلة فً تسٌٌرها و تتماٌز فً هدفها و تسمٌتها عن أي جمعٌة ذات
طابع سٌاسً" .
و ال مكنها االرتباط هٌكلٌا أو عضوٌا بؤٌة جمعٌة ذات طابع سٌاسً و ال الحصول
على إعانات أو هبات أو وصاٌا كٌفما كان نوعها من هذه الجمعٌات و ال المشاركة فً
تموٌلها تحت طابلة تطبٌق األحكام المنصوص علٌها فً المادتٌن 27و 30من القانون .
ؼٌر أن أعضاء المنظمة النقابٌة ٌتمتعون بحرٌة االنضمام الفردي إلى الجمعٌات ذات
الطابع السٌاسً .إن هذه العملٌة (فك االرتباط ) أدت إلى تجنٌد االتحاد العام لقواعده
النظامٌة و القاعدٌة من أجل رفع التحدي للمحافظة على االحتكار النقابً ،خاصة مع
ظهور نقابات عدٌدة منافسة لالتحاد كان على رأسها النقابة اإلسالمٌة للعمل ( .) SIT
إضافة إلى بعض النقابات القطاعٌة و التً قدر عددها فً بداٌة 1991ب 28 :منظمة
نقابٌة عملت على محاولة إسقاط االحتكار النقابً (.)1
لقد علل االتحاد التعددٌة من الجانب االنقسامً للحركة العمالٌة ككل و الذي ٌإدي إلى
الوحدة تشتت الحركة العمالٌة و إضعافها و لذلك عملوا على توسٌع االنخراط بؽٌة تعزٌز
العمالٌة .ان هذه المبررات تبدو واهٌة النه لم ٌثبت من الناحٌة العملٌة حدوث تشتت للحركة
النقابٌة جراء انتهاج التعددٌة .
ان المسالة تتعلق اكثر منها بالناحٌة التنمٌطٌة التً الفها االتحاد ,و التً لم تجعله
ٌتخٌل نفسه مستقال عن الدولة و لذلك سعى إلى إٌجاد صٌؽة إٌدٌولوجٌة تتمثل فً التركٌز
على الوحدة العمالٌة وهً تتعلق بتمثل الوحدة و المساواة و محاربة كل أشكال التماٌز و
االختالؾ.
(1)Said Chikhi / question ouvrière et populisme / l’Etat dans l’Algerie indépendante / ouvrage collectif
/ sous la direction de rené gallisot / populisme du tiers-monde / l’Harmattan / Paris /1997 / p 201 .
161
وقد سعى االتحاد لتؤكٌد ذلك من خالل العدٌد من المواقؾ و أهمها اإلضراب الذي
اعتمده االتحاد سنة 1991و الذي عبر فٌه االتحاد عن قوته التمثٌلٌة و إثباتها سواء للدولة
أو أمام باقً المنظمات النقابٌة ،وهً رسالة موجهة للسلطة على وجه التحدٌد من أجل
أخذه بعٌن االعتبار فً كل تحركاته اإلصالحٌة و هو ما حدث فعال حٌث شارك االتحاد فً
كل مسارات تعزٌز النظام الجمهوري و كذلك دعم االستقرار فً البالد من خالل المساهمة
فً لجنة الدفاع عن الجمهورٌة سنة 1992و جلسات الوفاق الوطنً سنة 1994م و كل ما
تاله من إجراء لتعزٌز االستقرار الوطنً و التً كان آخرها إجراءات المصالحة الوطنٌة
كما أن االتحاد الٌزال ٌعتمد النظرة التوحٌدٌة و المساواتٌة للمجتمع أفرادا و مإسسات و قد
اتخذ من سٌاسة الحوار و التشاور و الشراكة سبٌال لتلبٌة المطالب العمالٌة وهً الطرٌقة
التً تضمن المساواة و بالتالً السلم و االستقرار االجتماعٌٌن .
1990م إلى إقامة عقد اجتماع (ٌ )1كفل امتصاص الصدمات فقد دعا االتحاد و منذ
الناجمة عن التؽٌرات االقتصادٌة و المالٌة النً تعرفها البالد و العالم ككل ،كما نادى من
جهة أخرى بإعادة توزٌع متكافا لتكالٌؾ األزمات .و رؼم االقتراحات التً تقدم بها اال أن
االجابة من قبل الشركاء االجتماعٌٌن ( الدولة ،المإسسات ،الباترونا ) كانت و الزالت إما
تهدبة مإقتة و ظرفٌة و إما التجاهل التام .
(1)Amar Benamrouch / Etat , conflits sociaux et mouvement syndical en Algerie ( 1962 – 1995 ) , Revue
Maghreb Mchrek / n°= 148 / la documentation française / Paris / Avril – Juin / 1995 / p 54 .
162
من خالل عرضنا لمختلؾ المراحل التً مرت بها الحركة النقابٌة الجزابرٌة ٌمكن
تلخٌصها كالتالً:
لما كان لتطبٌق القانون الخاص للنقابات تعدى التراب الفرنسً إلى المستعمرات من
المؽرب العربً فقد استطاع العمال الجزابرٌٌن فً المهجر االنخراط فً النقابات الفرنسٌة ،
من ثمة بدأ التفكٌر فً تؤسٌس و بناء عمل نقابً فً الجزابر من طرؾ قٌادات و اطارات
حزبٌة ،و هكذا تم تؤسٌس (ا ع ع ج ) برباسة عٌسات إدٌر فً 24فٌفري 1956م نتٌجة
لنضج الوعً النقابً والسٌاسً و الثوري لدى العمال الجزابرٌٌن .
إن تارٌخ الحركة النقابٌة فً الجزابر ٌتطابق مع تارٌخ االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن
الذي تؤسس فً رحم الثورة المسلحة و بؤسلوب نقابً و تبنى طموحات قاعدته النضالٌة ،
طبقا لتنبإات مإسسة عٌسات اٌدٌر الذي قال " إن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ٌحمل
بذرة الحٌاة ،و ال ٌمكن توقٌع شهادة وفاته مادامت شهادة مٌالده مخطوطة و موقعة
بالدماء".
()1
إال ّ أن الحركة النقابٌة سرعان ما ؼٌرت إستراتجٌتها بعد االستقالل إذ انتقلت من حركة
نقابٌة ثورٌة إلى حركة نقابٌة مطلبٌة هدفها تحقٌق التنمٌة المستدامة و العمل على تحسٌن
الظروؾ المهنٌة للعمال الجزابرٌٌن و الخوض فً جهود التنمٌة و النهوض بالبالد بدءا
بمحو آثار االستعمار كما أن الدولة الجزابرٌة ،بعد االستقالل وجدت ذاتها أمام اقتصاد
منهار و ظروؾ اجتماعٌة مؤسوٌة مع نقص الكفاءات و المهارات فً التسٌٌر من جهة ،و
من جهة أخرى وجدت ذاتها أمام صراع اٌدٌولوجً بٌن المعسكرٌن الرأسمالً و
االشتراكً ،مما جعلها تتبنى النهج االشتراكً باعتباره كان ٌضم كل الدول المستقلة حدٌثا
و كذلك الحركة النقابٌة .
()1االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /الذكرى الخمسون لتاسٌسه 24 /فٌفري / 2006ص . 05
163
بعد أحداث 5أكتوبر ظهرت العدٌد من التنظٌمات النقابٌة على مستوى المإسسات
الحق فً 1989الذي ٌسمح لجمٌع المواطنٌن العمومٌة و الخاصة مع ظهور دستور
ممارسة العمل النقابً .
و بناءا على قانون 14/90الصادر فً جوان )1( 1990و المنظم للممارسة النقابٌة
وفقا لمجموعة من الشروط كما ورد فً المادة الثانٌة من هذا القانون .
وخالل فترة نهاٌة الثمانٌنات و بداٌة التسعٌنات شهدت الجزابر العدٌد من اإلضرابات
هذا ٌإكد أن الحركة العمالٌة قد استفادت من الربٌع الدٌمقراطً الذي عرفته الجزابر ،و
الذي تمٌز ببروز قوى للحركة العمالٌة المطلبٌة بمختلؾ فباتها المهنٌة االجتماعٌة تحت
أشكال تعبٌرٌة مختلفة كالمسٌرات ،المظاهرات اإلضرابات و االعتصامات .
كما تبنت النقابة العمالٌة (إ ع ع ج ) إستراتجٌة خاصة للحفاظ على شرعٌتها و التكٌؾ
مع التؽٌرات السوسٌواقتصادٌة ،حٌث أعلنت استقاللها عن كل حزب أو وصاٌة .1990
إن التجارب و المهارات المكتسبة خالل الممارسة النقابٌة فً المراحل المتعددة التً
مرت بها الجزابر من النظام األحادي إلى التعددٌة النقابٌة و الحزبٌة مرورا بالعشرٌة
السوداء و بداٌة من 1993و وصوال إلى اإلصالحات االقتصادٌة و السٌاسٌة كالمصالحة
سنة ، 1997من إعادة بناء المإسسات الوطنٌة التً تبنتها الجزابر كاستراتجٌة جدٌدة
العمل على مواجهة المدٌونٌة هذا ما جعلها الصناعٌة و التربوٌة و الصحٌة و األمنٌة و
تتبنى سٌاسة الخوصصة .
إن تدهور الظروؾ المهنٌة و االجتماعٌة للعمال داخل المإسسات العمومٌة و الخاصة
نتج عنها أٌضا تؽٌر فً تشرٌع العمل " الذي أصبح ٌكرس مبدأ التعاقد و الدخول فً
اقتصاد السوق و شركات متعددة الجنسٌات و فتح المجال لالستثمارات ،كما تبنت سنة
2007إستراتجٌة جدٌدة من أجل إعادة دفع المإسسات العمومٌة .فً ظل المفهوم الجدٌد
()1عبد الناصر جابً /الجزابر من الحركة العمالٌة الى الحركة االجتماعٌة /مرجع سابق /ص . 05
164
للعولمة و تؤثٌرها على عالم الشؽل أدى فً اآلونة األخٌرة إلى بروز عمل نقابً مكثؾ على
مستوى المإسسات العمومٌة المحلٌة بسبب تدهور الظروؾ المهنٌة و االجتماعٌة و
االقتصادٌة للعمال نتج عنه العدٌد من اإلضرابات و االحتجاجات فً الوسط العمالً فً
األماكن االستراتٌجٌة كالصحة و المإسسات التربوٌة بمختلؾ مستوٌاتها خاصة الثانوٌة
منها ،و التً خلفت صراع موازي للمركزٌة النقابٌة فهً تطالب بؤحقٌتها التمثٌل فً
الثالثٌة ،وحتى فً الخدمات االجتماعٌة باعتبارها األكثر تمثٌل و وفاء ألهداؾ الفبات
العمالٌة .
165
166
انفظم انشاثغ
يغبالد انجؾش ٔ االعشاءاد انًُٓغٛخ
- 1المجال الجؽرافً
- 2المجال البشري
- 3المجال الزمنً
– 1المنهج المستخدم
– 2ادوات المنهج
167
المبحث االول :مجاالت البحث
– 1المجال الجؽرافً
– 2المجال البشري
– 3المجال الزمنً
168
النقابة مكان البحث :
– ٌرجع تارٌخ نشوء و تاسٌس النقابة بالمإسسة العمومٌة لمطاحن سٌدي راشد
قسنطٌنة – الى سنة 1963م بدءا بمرحلة التسٌٌر الذاتً للمإسسات العمومٌة تحت ؼطاء
االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن ,و على ؼرار تحول تنظٌم و اعادة الهٌكلة للمإسسات
العمومٌة و استقاللها ,ظلت النقابة تسٌر من طرؾ االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن الى
ٌومنا هذا .
و لم تستطع النقابات المستقلة انشاء منظمات نقابٌة تابعة لها لعدم توفر الشروط
المنصوص علٌها قانونا و المتعلقة بالتمثٌل النقابً ( المادة . )1( ) 40 . 35 :
ٌوجد فً المإسسة (مكان البحث) ثالث وحدات ربٌسٌة اثنتان بالحامة بوزٌان ,و
واحدة بالخروب ,كل وحدة ٌوجد بها فرع نقابً تابع الى االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن .
و على مستوى المإسسة ككل ٌوجد مكتب نقابً متكون من الفروع النقابٌة للوحدات
الثالثة المذكورة ’ كل فرع من هاته الفروع تابع اقلٌمٌا الى االتحاد المحلً لؽرب قسنطٌنة
(حسب موقعه الجؽرافً) ٌراسه امٌن عام نقابة المإسسة ككل و على مستوى المإسسة
ككل ٌوجد مكتب نقابً متكون من اعضاء تابعٌن للفروع النقابٌة للوحدات و المقر
االجتماعً تحت اشراؾ االتحاد الوالبً للنقابة .
مهمة الوحدة تهٌبة الظروؾ (المكان ,الوقت) الجراء االنتخاب ,حٌث ٌتم انتخاب
االعضاء بحسب عدد العمال ,حٌث القانون الخاص بالنشاط النقابً الظهار و تعٌٌن
االعضاء النقابٌٌن .
و ٌتم بعد فرز االصوات تنصٌب االعضاء على مستوى االتحاد المحلً لمدة 3سنوات
عبر محضر تنصٌب اعد خصٌصا لذلك .
()1قانون العمل للجمهورٌة الجزابرٌة /مطبعة بارتً /ط / 5الجزابر / 2011 /ص . 30
169
على مستوى المكتب النقابً للمإسسة ٌتكون بحسب عدد عمال المإسسة ,و ٌتكون من
اعضاء الفروع النقابٌة ,حٌث ٌجتمعون بمقر االتحاد الوالبً اٌن ٌتم تنصٌب المكتب .
حٌث تتم المراسلة و ٌعٌن بصفة ربٌسٌة االعضاء و ٌعٌن (الربٌس) (ربٌس المكتب) ,
و هإالء هم الذٌن تتعامل معهم المدٌرٌة فً مختلؾ القضاٌا و الشإون (كما هو منصوص
علٌه قانونٌا) .حٌث تدخل المإسسة فً تفاوض حول التعامل بٌن االجراء و المإسسة ,و
كٌؾ ٌتم العمل النقابً ؟
- 1النشاط النقابً :و مهمته ضمان تمثٌل المصالح المادٌة و المعنوٌة للعمال االعضاء
عن طرٌق التفاوض .
- 2نشاط المساهمة :و نهمته طرح مشاكل العمال و معالجتها و االطالع على تسٌٌر
المإسسة ,المشاركة فً المجلس االداري ( حسب قانون . ) 11 / 90
و تبقى مهمة المإسسة هً االشراؾ عن التنظٌم ,و تجدٌد االعضاء ,تعٌٌن لجنة
المندوبٌن المستخدمٌن على مستوى الوحدات .
تنظٌم االنتخابات و االشراؾ علٌها لمندوبً المستخدمٌن على مستوى مكان العمل ,
حٌث ان كل عامل له الحق فً الترشح لالنتخابات شرٌطة ( االقدمٌة و السن ) .
من حٌث التمثٌل النقابً فان لكل فبة ( االطارات و المهرة ) فً مجموعة منفصلة عن
فبة ( العمال التنفٌذٌٌن ) الذٌن ٌشكلون مجموعة تمثٌلٌة اخرى لدرء عملٌة الهٌمنة تقوم
النقابة بتقدٌم قوابم المرشحٌن بعد فرزها و التاكد من استٌفاء شروط الترشح لالعضاء ,الى
اللجنة المركزٌة لتنظٌم االنتخابات ,حٌث ٌتم تعٌٌن االعضاء بحسب عدد العمال حٌث :
ٌ -تم التنصٌب على مستوى المإسسة (لجنة المساهمة) و هً تتكون من االعضاء
المنتخبٌن.
170
ٌقوم االعضاء بتعٌٌن ربٌس لجنة المشاركة و ناببه كما ٌتم تعٌٌن عضوٌن ٌمثلون
العمال فً مجلس ادارة المإسسة .
دور مندوب المستخدمٌن اعالمً بالدرجة االولى و على مستوى المإسسة ٌلعب دور
المالحظ ٌ ,بدي راٌه فً المٌزانٌة ,التكوٌن ,التشؽٌل ,القانون الداخلً للمإسسة ,كما
ٌشارك فً لجنة التسٌٌر فً المإسسة .
و بفعل اعادة هٌكلة المإسسات العمومٌة 1982م اصبحت تعرؾ "برٌاض قسنطٌنة".
و فً سنة 1989م تم انشاء فروع تابعة لرٌاض قسنطٌنة عبر تراب الشرق الجزابري .
و بعدها شكلت هذه الفروع استقالال مالٌا عن االم و اصبحت مإسسات قابمة بذاتها ,و
– تحول اسم مإسسة رٌاض قسنطٌنة الى :المإسسة العمومٌة لمطاحن سٌدي راشد
قسنطٌنة .
171
المبحث االول :مجاالت البحث :
4مدٌرٌات ٌتفرع عن االدارة العامة و التً ٌرأسها المدٌر العام للمإسسة العمومٌة
تشؽل مهام عدٌدة و هً :
و المخطط التنظٌمً التالً ٌوضح تفرع االدارة العامة الى مدٌرٌات و مهام كل مدٌرٌة
و عدد المشتؽلٌن و مهامهم داخل المدٌرٌة .
172
المدٌر العام
-1عاملة
تنظٌؾ
-1عون امن
173
ٌشرؾ المقر الربٌسً لالدارة العامة على ثالث وحدات مهمتها انتاج و بٌع المنتوج و
هً كالتالً :
– وحدة االنتاج و البٌع رقم 311و مقرها قلب بلدٌة الحامة بوزٌان ٌحدها من ناحٌة 1
الشمال طرٌق عمومً و من الؽرب مإسسة البرٌد المركزي ,و من الشرق الطرٌق
الربٌسً العابر وسط مدٌنة الحامة ,و من الجنوب الحدابق العامة للمدٌنة .
300قنطار ٌومٌا تتخصص هذه الوحدة فً انتاج و بٌع مادة السمٌد من القمح بطاقة
( 70%من القمح الصلب ,و 30%من القمح اللٌن) و 200قنطار من سمٌد الشعٌر ٌومٌا
كلها توجه الى البٌع .
-المجال البشري للوحدة ٌ :تكون الهٌكل التنظٌمً للوحدة من مدٌرٌة و 6مصالح .
174
ِ -غبػذ اٌّذ٠ش ٚؽذح اإلٔزبط ٚاٌج١غ
ِ -غبػذ ِذ٠ش ِىٍف ثبٌؾّب٠خ ٚاالِٓ وحدة رقم ٌٍفشٕ٠خ – اٌخشٚة
ِ -غئٚي اٌّخجش ٔظبَ اٌؼًّ3 x 8
-عبئك االداسح 311 لذسح اإلٔزبط2000 :لٕطبس ١ِٛ٠ب
ِٓ اٌمّؼ آٌٍ١
175
312و مقرها ؼرب مدٌنة حامة بوزٌان بمحاذاة الطرٌق – 2وحدة االنتاج و البٌع رقم
الوطنً الذي ٌربط والٌة عنابة و سكٌكدة بقسنطٌنة ,و ٌحدها من باقً الجهات الحدابق
العامة للمدٌنة .
1200 تخصص هذه الوحدة فً انتاج مادة السمٌد من القمح بطاقة انتاجٌة قدرها
قنطار ٌومٌا من القمح و توجه للبٌع .
6مصالح ,و -المجال البشري للوحدة ٌ :تكون لهٌكل التنظٌمً للوحدة من مدٌرٌة و
ٌمكن توضٌح ذلك مع تبٌان عدد العمال بكل مصلحة .
176
ِ -غبػذ اٌّذ٠ش ٚؽذح اإلٔزبط ٚاٌج١غ
ِ -غبػذ ِذ٠ش ِىٍف ثبٌؾّب٠خ ٚاالِٓ
ِ -غئٚي اٌّخجش
وحدة رقم ٌٍفشٕ٠خ – اٌخشٚة
ٔظبَ اٌؼًّ3 x 8
-عبئك االداسح لذسح اإلٔزبط2000 :لٕطبس ١ِٛ٠ب
312 ِٓ اٌمّؼ آٌٍ١
مصلحة
مصلحة مصلحة مصلحة مصلحة مصلحة
الم الٌة
التموٌن االنتاج الصٌانة التجارة الموظفٌن
والمحاسبة
-6يؼجئٍ
-4يؼجئٍ
177
– 3وحدة االنتاج و البٌع رقم 314و مقرها مدٌنة الخروب – قسنطٌنة . -و المعروفة باسم
الشهٌد نشهانً بشٌر ,تقع بقلب المدٌنة ٌحدها من ناحٌة الشمال السكة الحدٌدٌة و محطة
القطار ,و من الشرق ملعب " عابد حمدانً " و من الجنوب حً / 8ماي 1945 /و من
الؽرب مإسسة االسمنت SNMSللخروب .
تتخصص هذه الوحدة فً انتاج و بٌع مادة الفرٌنة الموجهة الى المخابز ,طاقتها
االنتاجٌة 2000قنطار ٌومٌا من القمح اللٌن ,باالضافة الى انتاج مادة النخالة و بٌعها .
-المجال البشري للوحدة ٌ :تكون الهٌكل التنظٌمً للوحدة من مدٌرٌة و 6مصالح ,و
ٌمكن توضٌح ذلك مع تبٌان عدد العمال بكل مصلحة .
-المدٌرٌة ٌ :راسها مساعد مدٌر .
178
ِ -غبػذ اٌّذ٠ش ٚؽذح اإلٔزبط ٚاٌج١غ
ِ -غبػذ ِذ٠ش ِىٍف ثبٌؾّب٠خ ٚاالِٓ
ِ -غئٚي اٌّخجش
وحدة رقم ٌٍفشٕ٠خ – اٌخشٚة
ٔظبَ اٌؼًّ3 x 8
-عبئك االداسح لذسح اإلٔزبط2000 :لٕطبس ١ِٛ٠ب
314 ِٓ اٌمّؼ آٌٍ١
-4يغٛش٘ 5 -عبئمٍٛ
عٓبص انغٛالَذس T
-4يشالجٍٛ
رغٛٛش االد
-16يؼجئٍٛ
ػهت انفشُٚخ
-16يؼجئٍٛ
انُخبنخ
-1سئٛظ فشع
انزؼجئخ
179
–2المجال البشري للبحث :
– قسنطٌنة , - ٌتوزع عمال االدارة العامة و الوحدات الثالث لمطاحن سٌدي راشد
كالتالً :
ٌوضح الجدول اعاله توزٌع عدد العمال بحسب االدارة العامة و الوحدات الثالثة ,كما
ٌوضح طبٌعة العمل للعمال الدابمٌن و ؼٌر الدابمٌن ,و مرد ذلك الى االنخراط فً النقابة .
180
– 3المجال الزمنً :
ٌتحدد هذا المجال وفقا لما استؽرقته المعالجة المٌدانٌة لمشكلة الدراسة و على هذا
االساس فقد تمت الدراسة على فترتٌن :
الفترة االولى :وهً فترة التعرؾ على مٌدان الدراسة و التصال بمسبولً االدارة العامة
للمإسسة العمومٌة لمطاحن سٌدي راشد بقسنطٌنة ( طرٌق سطٌؾ ) .و كان ذلك فً شهر
اكتوبر , 2012حٌثاجرٌت مقابلة هدفت الى التعرؾ على المإسسة جؽرافٌا و تنظٌمٌا و
نوع النشاط الذي تمارسه .و كذلك طبٌعة العمل و ظروفه و مهام العاملٌن بالمإسسة .
الفترة الثانٌة :و هً فترة التعرؾ على مٌدان الدراسة و االتصال بمسإولً الوحدات
2012الوحدة االنتاجٌة الثالثة ( كل وحدة على حدة ) حٌث زرت فً بداٌة شهر نوفمبر
لالنتاج و البٌع الوحدة رقم , 311و الوحدة رقم 312الكابن مقرها بالحامة بوزٌان .
و فً ٌوم 21نوفمبر من نفس الشهر قمت بزٌارة الى الوحدة االنتاجٌة و البٌع رقم
314الكابن مقرها بالخروب .
و كانت نتٌجة زٌارتً الى موقع الوحدات الثالثة اننً تعرفت على :
181
-النشاط الذي تمارسه كل وحدة .
و فً منتصؾ شهر دٌسمبر و بهدؾ اختبار فرضٌات البحث فاننً نزلت الى المٌدان
بدءا بالوحدة رقم , 311اٌن اجاب العمال ( افراد العٌنة ) عن االسبلة الموجهة الٌهم .
و بعدها توجهت الى الوحدة رقم , 312و بنفس الهدؾ و الفرض اٌن اجاب العمال
عن اسبلة االستمارة الموجهة لهم .
و لقد انهٌت جمع المعطٌات من الوحدات الثالثة بتارٌخ 23جانفً 2013م .
182
المبحث الثانً :االجراءات المنهجٌة
– 1المنهج المستخدم
183
المبحث الثانً :االجراءات المنهجٌة :
إن دراسة تارٌخ النقابة فً الجزابر لٌس بمستطاع اذٌتطلب ذلك – فً المقام األول –
االطالع على وثابق النقابة و نشرٌاتها منذ تؤسٌسها ،فقد وجدت صعوبات بالؽة فً هذا
الصدد ,حٌث أن معظم وثابق النقابات قد ضاعت .كما لم ٌكن للجزابر حتى عام 1971م
نظام تسجٌل النقابات ٌحفظ لوابحها و نظمها األساسٌة و سجالتها )1( .كما أن الجزابر وهً
حدٌثة العهد بالصناعة.لم ٌكن لها أطر منظمة و كادرات تإهلها لتسجٌل كل ما ٌحدث .
لقد حاولت االطالع على المطبوعات أو النشرٌات طالبة السماح باالطالع على
األرشٌؾ و لكن !! هنا بجدر اإلشارة إلى ضرورة تعاون األجهزة التنفٌذٌة المختلفة مع
الباحثٌن العلمٌٌن حتى ٌمكن أن تإدي البحث العلمً دوره فً خدمة المجتمع .
و لم ٌكن من السهل أٌضا الوصول إلى قدامى النقابٌٌن حتى ٌمكن إجراء مقابالت معهم
قصد الحصول على معلومات أو وثابق تفٌد البحث التارٌخً فً هذا المجال .
– حال النقابة فً من هنا قررت أثناء توجهً إلى تطبٌق البحث فً المٌدان معرفة
وضعها الحالً من حٌث التنظٌم و المطالب ،و وسابل الحصول على هذه المطالب أٌمانا
منً أن الصورة الحالٌة للنقابة إ ّنما هً تراكم الماضً و أن مسٌرة الحٌاة الماضٌة إنما
تتجسد فً الحاضر .
و دراسة حاضر النقابة إنما ٌكون عبر تشخٌص الحالة الذي ٌتطلب وصفا دقٌقا لما آلت
إلٌه وضعٌة النقابة فً ضوء مإشرات البحث و هدفه .
من هنا كان المنهج الوصفً هو المالبم لتفسٌر و تحلٌل البٌانات المتحصل علٌها من
الواقع المٌدانً المعاش للنقابة .
184
- 2أدوات جمع البٌانات :
تفرض طبٌعة البحث و خصابص الظاهرة المدروسة و المنهج المطبق نوعٌة األدوات
– أو نوع األداة – المستعملة أو الربٌسٌة فً البحث.
لقد تعذر دراسة المنهج التارٌخً و دراسة الحالة فً هذا المقام ،وعلٌه تقرر استخدام
المنهج الوصفً لإلجابة عن تساإالت البحث ،و لهذا فقد لجؤت إلى استخدام االستمارة
كؤداة ربٌسٌة للبحث ،مع االستعانة ببعض األدوات األخرى التً تعتبر كمكملة له و هً :
أ – المقابلة :
تعرؾ المقابلة بؤنها " مواجهة الباحث للمبحوث بؤسبلة منظمة و مرتبة و منسقة .
بهدؾ كشؾ جانب من جوانب الظاهرة المدروسة فً البحث " (. )1
و قد تجري المقابلة على مستوٌات عدٌدة بحسب هرم السلطة أو بحسب الهٌكل
التنظٌمً للمإسسة المختارة للبحث ،و بحسب درجة أهمٌة المعلومات المراد الحصول
علٌها من هذه األداة .
من هنا فقد اخترت أن تكون المقابلة فً هذا البحث ذات مستوٌٌن :
ا -مع قادة النقابة فً المإسسة مٌدان البحث الحالً و األسبلة فً هذا المقام مفتوحة الطرق
طرق باعتبارهم هم من ٌدٌرون شبون النقابة ) تدور معظمها حول مشكالت النقابة و
حلولها و افاقهم و مقترحاتهم حول مستقبل النقابة.
ب -مع األعضاء المنخرطون فً النقابة ( العمال ) و فً هذا الصدد تكون استمارة البحث
هً األساس فً المقابلة .
1-Madeleine Grauitz / methodes des sciences sociales ouvrage couronné par l’Académie des
sciences normales et politiques / cinquième edition / paris / 1981 / p 696
185
ب – المالحظة :
تعرؾ المالحظة بؤ ّنها :مراقبة الباحث للمبحوث أثناء تؤدٌته للسلوك المراد قٌاسه،
()1 بهدؾ معرفة أو كشؾ جانب من جوانب الظاهرة المراد دراستها "
ٌكون ذلك اثناء ملء استمارات البحث حٌث ٌمكن مالحظة العمال و هم ٌإدون عملهم
،او اثناء فترات الراحة و دخولهم وخروجهم من مكان العمل او اثناء اجاباتهم عن اسبلة
االستمارة ...وبهذا ٌمكن معرفة حالة الرضا او التذمر او االستٌاء من العمل ..و نحوه .
كما ٌمكن مالحظة العامل و هو ٌإدي عمله وراء اآللة و طرٌقة تعامله مع اآللة .و
أهمٌة المالحظة هً تدعٌم النتابج المتحصل علٌها فً البحث .
ج -السجالت:
توجد ؼالبٌتها عند إدارة المإسسة و التً تتمثل فً كشوفات الؽٌاب و العقوبات و
التعٌٌنات و المكافآت ....و الهٌكل التنظٌمً للمإسسة ....و نحوه .
كما انه ٌمكن ان تكون للنقابة سجالت حول المطالب و نوعٌتها و بعض تقارٌر و
قوانٌن النقابة و مستجداتها و سجالت المظالم ..و نحوه ..
وهً األداة الربٌسٌة فً هذا البحث نسعى من خاللها إلى كشؾ آراء و اتجاهات
العاملٌن المنخرطٌن فً النقابة ( ا ت ع ع ج ) حول تنظٌم النقابة و مطالبها و طرق و
وسابل الحصول على هذه المطالب.
و تعرؾ االستمارة على أ ّنها " عبارة عن أسبلة منظمة و مقننة و منسقة و مرتبة
للكشؾ عن جانب من جوانب الظاهرة المدروسة "(.)2
()1احسان محمد الحسن :االسس العلمٌة لمناهج البحث االجتماعً /دار الطلٌعة /بٌروت /ط1994 / 1م /ص25
()2عمار بوحوش :دلٌل الباحث فً المنهجٌة و كتابة الرسابل الجامعٌة /المإسسة الوطنٌة للكتاب /الجزابر /ط / 1995 / 2ص 38
186
تتناول القسم األول من االستمارة البحث الحالً معرفة بٌانات حول المبحوث (سنه ،و
حالته الزواجٌة ،و اإلعالة ،و تارٌخ انخراط فً النقابة ،و مستواه المهنً و التعلٌمً و
تارٌخ انخراطه فً العمل بالمإسسة مٌدان البحث الحالً ) .
و ٌتناول القسم الثانً بٌانات حول عملٌة تنظٌم النقابة التً ٌنتمً إلٌها المبحوث
(برنامجها ،طرٌقة االنخراط بها طرق التعٌٌن بها عملها هدفها ووسابل تعاملها مع العمال
ومع األحداث و مستجدات هذه األحداث .)...
وٌتناول القسم الثالث بٌانات عن مطالب النقابة و احتٌاجات العمال المادٌة و األدبٌة و
تحسٌن األوضاع كما ٌتناول القسم الرابع منها االستمارة بٌانات عن طرق ووسابل تحقٌق
هذه المطالب و نوعٌتها كاإلضراب و اإلضطرابات و تقٌٌد اإلنتاج أو المسٌرات ...و قطع
الطرق و استخدام العنؾ ..و نحوه .
أو بالطرق السلمٌة كاالتصاالت المباشرة و ؼٌر المباشرة بالمسبولٌن و ذوي النفوذ
سواء كانوا داخل نقابة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن او خارجها .
وٌتناول القسم الخامس منها آفاق و مستقبل النقابة فً الوقت الراهن بحسب آراء و
اتجاهات النقابٌٌن و منخرطٌهم فً هذه المإسسة خاصة و فً المٌدان الصناعً عامة
خاصة و أن نقابة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن لم تعد الوحٌدة فً المٌدان لم تبق وحٌدة
فً المٌدان .
187
– 3عٌنة البحث و كٌفٌة اختٌارها :
تعرؾ العٌنة بانها مجتمع الدراسة الذي تجمع منه البٌانات المٌدانٌة و تعتبر جزءا من
الكل و شرطها ان الجزء ٌحمل مواصفات و خصابص الكل ,اي ٌقصد بها تمثٌل
المبحوثٌن للمجتمع االصلً المإخوذٌن منه .
و العٌنة انواع منها العشوابٌة البسٌطة او الطبقٌة او المنظمة ,و لكل نوع شروطه و
(**) مقاٌٌسه .و فً هذا البحث تم استبعاد عمال االدارة العامة (*) وكذلك العمال الؽٌر دابمٌن
و عمال السكرتارٌة و السابقٌن و عمال الخدمات ..و اكتفٌت بالعمال المباشرٌن لالنتاج و
الذٌن ٌقع علٌهم عبء العمل و االنتاج من جهة و تشابههم فً العمل من جهة اخرى ,فقط
ٌختلفون بحسب المهارة فً العمل ,و هذا االختالؾ فرض علً استخدام العٌنة العشوابٌة
الطبقٌة لضمان التمثٌل الحقٌقً للمجتمع االصلً .
(***) ٌتكون المجموع االصلً للبحث من 173عامال دابما و مباشرا لالنتاج .
188
تطبٌق العٌنة العشوائٌة :
لضمان التمثٌل الحقٌقً لكل الفبات العمالٌة حسب درجة المهارة فً العمل فً الوحدات
االنتاجٌة الثالثة ,فاننً قمت بحساب النسب كالتالً :
يجًىعههعًال انىحذة×100
عًال
= النسبة التمثٌلٌة .
انعذد انكهي
100 ×52
= 30 = 30.05عامال . الوحدة = 311
173
100 × 57
= 33 = 32.94عامال . الوحدة = 312
173
100 × 64
= 37 = 36.99عامال . الوحدة = 314
173
و بجمع النسب نحصل على العٌنة الكلٌة المختارة من عمال الوحدات الثالثة و التً =
100عامال.
و لحساب عدد العمال الممثلٌن لكل وحدة من الوحدات الثالثة حسب درجة المهارة فً
العمل فاننً قمت بحساب :
189
جدول ٌوضح عدد العمال الممثلٌن ( حسب درجة المهارة ) للوحدات الثالثة :
ٌوضح الجدول عدد العمال المختارٌن بطرٌقة عشوابٌة طبقٌة وفق درجة المهارة
للوحدات الثالثة مجال البحث الحالً .
100
= % 58 عدد افراد العٌنة = 100عامال X
173
190
انفظم انخبيظ
– 4االقتراحات .
– 5الخاتمة
المالحق :
191
- 1تبوٌب البٌانات و تحلٌلها :
نظرا لطبٌعة العٌنة (عشوابٌة طبقٌة) و لتحقٌق أهداؾ البحث الربٌسً و الجانبً فقد تم
تفرٌػ البٌانات (معطٌات المٌدان) ضمن جداول مركبة تضم فبات العٌنة الثالثة " كل فبة فً
خانة (اإلطارات ،المهرة ،التنفٌذ ) و نظرا لكون هذه الفبات تعمل فً ثالثة وحدات تشكل
مطاحن سٌدي راشد بقسٌطٌنة و هً الوحدة األولى: فً مجموعها مإسسة الرٌاض و
(السمٌد – )311الوحدة الثانٌة ( :السمٌد - )312الوحدة الثالثة ( :الفرٌنة ، )314فقد
خصص لكل وحدة خانة فً الجدول تؽطً الفبات العاملة بها .
كما نالحظ وجود نوعٌٌن من الجداول المركبة (صؽرى و كبرى ) تطلبتها طبٌعة األسبلة و
(حٌث تم تحوٌل البٌانات من كٌفٌة إلى نوعها و عند تفرٌػ البٌانات ضمن هذه الجداول
كمٌة) ٌسهل التعامل معها .
وعند تفسٌر البٌانات (التعلٌق على الجداول ) ٌتم تحوٌل البٌانات من كمٌة إلى كٌفٌة (تحلٌل
سوسٌولوجً للمعطٌات) و تشٌر إحصاءات الجداول إلى إلى النتابج الجزبٌة لألسبلة.
192
-1يٕاطفبد ٔخظبئض انؼُٛخ:
رذي اؽظبئ١خ اٌغذٚي ػٍ ٝأْ عٓ أفشاد اٌؼٕ١خ ِؾظٛسا ِغبٌٗ ث 30 ٓ١عٕخ 50ٚعٕخ أْ رسٚح األػّبي ثبٌٕغجخ ٌغّ١غ اٌفئبد
ف ٟعّ١غ اٌٛؽذاد رزّشوض ؽٛي ِغبي ِؾذٚد ث 40 ٓ١عٕخ 50 ٚعٕخ رضًّ ٘زٖ إٌز١غخ ف % 15( ٟف ٟاٌٛؽذح األ17 ،ٌٝٚ
%ف ٟاٌٛؽذح اٌضبٔ١خ % 19ٚ ،ف ٟاٌٛؽذح اٌضبٌضخ) ار رّضً ِغّغ ٘زٖ إٌغجخ ِٓ % 51اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼّبي ٌغّ١غ
اٌٛؽذاد ٚعّ١غ اٌفئبد.
ِٓ ٕ٘ب فبْ ٘زا اٌغٓ ٠غّؼ ثبصد٠بد اعزجظبس اٌؼّبي ثمؼب٠ب إٌمبثخ ِٚظبٌؾٚ ُٙأ٘ذافٚ ُٙثبٌزبٌ٠ ٟغزط١ؼ ْٛػٓ ؽش٠ك
أعئٍخ اٌجؾش وشف رٕظ١٘ٚ ُ١ىٍخ إٌمبثخ ٚو١ف١خ رؼبٍِٙب ِؼٚ ُٙاٌطشق (اٌغجً ٚاٌٛعبئً ٌٍذفبع ٚاٌّطبٌجخ ثبٌؾمٛق
ٚاٌّظبٌؼ)
193
عذٔل سلى (ٕٚ )2ضؼ عُظ أفشاد انؼُٛخ
رش١ش اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أٌ ٝغجخ اٌزوٛس أػٍٔ ِٓ ٝغجخ اإلٔبس ٌغّ١غ اٌٛؽذاد ٌٚغّ١غ اٌفئبد اٌّجؾٛصخ ،ؽ١ش رّضً
ٔغجخ اإلٔبس اٌ ٝاٌزوٛس ِ ِٓ 7غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خٚ ،رّضً ٔغجخ اٌزوٛس ِٓ 93اٌّغّٛع اٌىٍ ٟألفشاد اٌؼٕ١خ.
اْ ػبًِ اٌغٕظ لذ ٠ئصش ف ٟاالعزغبثخ ٔٚؾِ ٛخزٍف اٌمؼب٠ب اٌخبطخ ثبٌفؼً إٌمبث ِٓ ٟؽ١ش اٌزٕظٚ ُ١اٌ١ٙىٍخ ٚٚعبئً اٌذفبع
ػٓ اٌّظبٌؼ ٚاٌؼاللبد اٌز ٟرشثؾ اٌؼّبي ثبٌٕمبثخ.
ٚثّب أْ ػذد إٌغبء اٌؼبِالد ثّخزٍف اٌٛؽذاد ٚاٌفئبد اٌؼّبٌ١خ لٍ ً١فبْ ٘زا ال ٠شىً فبسلب ف ٟاالعزغبثبد اٌّطشٚؽخ.
194
عذٔل سلى (ٕٚ )3ضؼ انؾبنخ انضٔعٛخ ٔانؼبئهٛخ ألفشاد انؼُٛخ
ٛ٠ػؼ اٌشىً اٌؾبٌخ اٌضٚع١خ ٚاإلػبٌخ ؽبعبد اٌؼبًِ ٚدٚافؼٗ ٌٍؼًّ ٚاٌٙذف ِٓ اٌؼًّٚ ،ثمبء اٌؼبًِ ٚاعزمشاسٖ ف.ٗ١
وّب ّ٠ضً ٘زا اٌّئشش رشجش اٌؼبًِ ثّٓ ٠ذافغ ػٓ ِظبٌؾٗ ٚاشجبع ؽبع١برٗ ٚرؾم١ك ٘ذفٕٗ٘ ِٓٚ ،ب فىٍّب وبْ اٌؼبًِ
ِزضٚعب ِٚؼ١ال ٚوبفال ألعشح
وٍّب وبٔذ اؽز١بعبرٗ ِٚظبٌؾٗ ػٕٛأب ٌجمبئٗ ف ٟاٌؼًّ ٕ٠ؼىظ ٘زا ػٍ ٝأزّبئٗ ٌٍٕمبثخ اٌز ٟرشػِ ٝظبٌؾٗ ٚرذافغ ػٕٙب،
ٚثبٌزبٌ٠ ٟى ْٛسط١ذا فىش٠ب ػٕٙب ٠غزط١غ رم ُ١١ػٍّٙب ٔٚشبؽٙب ٠ٚؼجش ِٓ خالي رٌه ػٓ ِذ ٜرٕظّٙ١ب ١٘ٚىٍزٙب ٚؽشق
ٚٚعبئً اٌذفبع اٌز ٟرٕزغٙب وّب ٠ؼجش ػٓ ػاللزٗ ثٙب.
٠زؼؼ ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ إٌغجخ اٌىٍ١خ ِٓ أفشاد اٌؼٕ١خ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ثفئبرٙب اٌّخزٍفخ ثٍغذ ِٓ ،%86اٌؼّبي
اٌّجؾٛص٠ ،ٓ١ش١ش ٘زا اٌ ٝأّ٘١خ ٚعٛد إٌمبثخ ف ٟاٌّئعغخ ٚؽغُ اٌّغئ١ٌٚخ اٌٍّمبح ػٍ ٝػبرمٙب ِٓ اعً رؾم١ك أ٘ذاف
اٌؼّبي ٚاٌّئعغخ.
195
عذٔل سلى (ٕٚ )4ضؼ انؾبنخ ٔانًغزٕٖ انزؼه ًٙٛألفشاد انؼُٛخ
رؼزجش اٌؾبٌخ ٚاٌّغز ٜٛاٌزؼٌٍٍ ّٟ١ؼّبي ػٓ اٌفٚ ُٙاإلدسان ٚص٠بدح االعزجظبس ثّخزٍف اٌمؼب٠ب اٌّظ١ش٠خ اٌز ٟرؾ١ؾ ثٚ ُٙرئصش
ف ٟؽ١برٚ ُٙؽ١بح أعشُ٘ٚ ،ػٓ ٚػ ُٙ١ثّظبٌؾٚ ُٙرٛع ٗ١أ٘ذافٚ ،ُٙثبٌزبٌ٠ ٟغزط١ؼ ْٛاداسح شئ ْٛإٌمبثخ ٚرٛعٙٙ١ب
ٚاٌؾفبظ ػٕٙب٠ٚ ،غبّ٘ ْٛف ٟرٕظ ُ١شئٙٔٚب ١٘ٚىٍزٙب ٚوزٌه ف ٟؽشق ٚٚعبئً اٌّطبٌجخ ثزؾم١ك اٌّظبٌؼ ٚاأل٘ذاف ،وّب
٠غزمطؼ ْٛثٕبء ػاللبد ع١ذح فّ١ب ثٚ ُٕٙ١ث ٓ١إٌمبثخ اٌز ٟرذ٠ش شئٚ ُٙٔٚرذافغ ػٓ ؽمٛل.ُٙ
رؼجش اإلؽظبئ١خ ف ٟاٌغذٚي أػالٖ ف ٟاٌغذٚي أػالٖ ػٓ أْ ِؼظُ اٌؼّبي اٌّجؾٛصٚ ٓ١ثٕغجخ ِ ،%70غزٛا٘ب ال ٠زؼذٜ
اٌّزٛعؾ ،ثّٕ١ب ٔغذ فئخ اإلؽبساد ف ٟاٌٛؽذاد اٌضالصخ رخٍٔ ٛغجزٙب ِٓ اٌّغز ٜٛاالثزذائ ٟفّؼظّ ُٙأِب صبٔ ٓ١٠ٛأ ٚعبِؼ،ٓ١١
وّب ٔغذ أْ غبٌج١خ ػّبي اٌزٕف١ز (اٌجغطبء) ف ٟاٌٛؽذاد اٌضالصخ ِغبٌِ ُٙؾظٛسا ٚال ٠زؼذ ٜاٌّغز ٜٛاٌزؼٍِ ٌُٙ ّٟ١شؽٍخ
اٌّزٛعؾٕ٘ ِٓ .ب وٍّب صاد اٌّغز ٜٛاٌزؼٌٍٍ ّٟ١فئبد اٌّخزٍفخ صاد اٌٛػ ٟثبٌّظبٌؼ ٚإٌمبثخ
196
عذٔل سلى (ٕٚ )5ضؼ يُظت انؼًم انؾبنٔ ٙيكبَّ انؾبن ٙألفشاد انؼُٛخ
٠ؼىظ ٘زا اٌّئشش ِٕظت اٌؼًّ ٌٍفشد ٚؽغُ اٌّغئ١ٌٚخ اٌٍّمبح ػٍ ٝػبرمٗ داخً ث١ئخ اٌؼًّ.
ٚثٙزا فبْ االخزالف فِٕ ٟبطت اٌؼًّ ٠ئد ٞاي االخزالف ف ٟؽغُ اٌّغئ١ٌٚخ إٌّبؽخ ٌٍفشد ثؾغت رذسعٗ ف ٟاٌ١ٙىً
اٌزٕظٌّ ّٟ١ئعغخ اٌؼًّ
وّب ٠ؼىظ ٘زا اٌّئشش ؽغُ االؽزغبط ٚاشجبع اٌؾبعبد ٚوّ١خ األعش ٚاٌؾٛافض ٚاٌؼالٚاد ٕ٘ ِٓٚ ....ٚب فىٍّب وبْ إٌّظت
ػبٌ١ب (وبإلؽبساد) ،فبْ األعش ٠ى ْٛثبٌٕغجخ ٌذِ ُٙ٠شرفؼب ػٓ ثم١خ اٌفئبد األخش( ٜوبٌّٙشحٚ ،ػّبي اٌزٕف١ز)
ارْ فىٍّب لً ِٕظت اٌؼبًِ وٍّب أخفؼذ لذسرٗ اٌششائ١خ ٚصادد ؽبع١برٗ ٚوضشد ِطبٌجٗٚ...ثبٌزبٌ٠ ٟى ْٛف ٟؽبعخ ٍِؾخ
ٚأوضش اٌؾبؽب ِٓ غ١شٖ ف ٟاالٔزّبء اٌ ٝوً ِٓ ٠ؾمك ٌٗ اشجبع ٘زٖ اٌؾبع١بد ٚثبٌزبٌ ٟأرٛلغ أْ ٠ىٌ ْٛؼّبي اٌزٕف١ز أزّبء ل٠ٛب
ٌٍٕمبثخ أوضش ِٓ اٌّٙشح ٚاٌز ُ٘ ٓ٠أوضش أزّبء ِٓ اإلؽبساد
ػجشد اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ ِٓ 50أفشاد اٌؼٕ١خ اٌّجؾٛص ُ٘ ٓ١ػّبي رٕف١ز رٍٙ١ب ٔغجخ ِ ِٓ 34غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ػّبي
ِٙشح ،ثّٕ١ب ٔغذ ِ ِٓ 16غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ُ٘ ِٓ اإلؽبساد
197
عذٔل سلى (ٕٚ )6ضؼ األلذيٛخ ف ٙانؼًم انؾبن ٙألفشاد انؼُٛخ
٠ؼىظ ِئشش األلذِ١خ ف ٟاٌؼًّ ػبًِ اٌخجشح ٚاٌزغشثخ ٚاالعزمشاس ف ٟاٌؼًّ ،وّب ٠ؼىظ ػٍّ١خ رطٛس ٚرذسط األعشٚ،ثبٌزبٌٟ
ٔغزط١غ وشف االؽز١بعبد
وّب أْ األلذِ١خ ف ٟاٌؼًّ ششؽ ػشٚسٌٍّ ٞشبسوخ ٚاالٔخشاؽ ف ٟإٌمبثخ ٔٚشبؽٙب ٠ؼىظ ٘زٖ اٌمذسح ػٍ ٝرم٘ ُ١١زٖ
إٌشبؽبد ٚرؾم١ك اٌّظبٌؼ ٚاٌذفبع ػٕٙب.
رش١ش اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أٌ ٝغت( ِٓ )% 28+ % 37ػّبي ٚاؽبساد اٌٛؽذاد اٌّجؾٛصخ ٌذ ُٙ٠ألذِ ٗ١ف ٟاٌؼًّ فٟ
اٌّئعغخ اٌؾبٌ١خ رفٛق اٌـ 20عٕخ
٠غّؼ ٌٕب رٌه ثبػزجبس اعزغبثزٔ ُٙؾِ ٛخزٍف اٌمؼب٠ب اٌّطشٚؽخ ػٍ ُٙ١ف ٟاعزّبسح اٌجؾش ثزمِ ُ١١غبس إٌمبثخ ٚرٛػ١ؼ
رٕظّٙ١ب ١٘ٚىٍٙب ٚٚعبئً اٌّطبٌجخ ٚاٌذفبع ػٓ اٌّظبٌؼ ٚوزٌه اٌؼاللخ اٌز ٟرشثط ُٙثٕمبثز ُٙاٌؾبٌ١خ
ثؼذ رؾٍ ً١اٌج١بٔبد رج ٓ١أْ وً أفشاد اٌؼٕ١خ (اؽبساد – ِٙشح – رٕف١ز) ِٕخشؽ ْٛداخً إٌمبثخ )ٚ (UGTAاٌٛؽ١ذح اٌّٛعٛدح ػٍٝ
ِغز ٜٛاٌّئعغخ ِىبْ اٌجؾش.
198
-2عذٔنخ ٔرؾهٛم انجٛبَبد ٔرفغٛشْب
اْ ػذد عٕٛاد االٔخشاؽ ف ٟإٌشبؽ إٌمبث٠ ٟذي ػٍ ٝاأللذِ١خ ف٘ ٟزا إٌشبؽ ٚػٍ ٝاٌزغشثخ ف ٟاٌفؼً إٌمبثِّ ٟب ٠غّؼ
ثمذسح إٌّخشؽ ػٍ ٝرم ُ١١أٚػبع إٌمبثخ ٚػاللزٙب ثبٌّٕخشؽٚ ٓ١وزٌه رٕظّٙ١ب ١٘ٚىٍزٙب ٚؽشق ٚٚعبئً اٌزؼج١ش ػٓ اٌّطبٌت
ٚاٌذفبع ػٓ ؽمٛق ٘ئالء إٌّخشؽٓ١
رذي اإلؽظبئ١خ ف ٟاٌغذٚي أػالٖ أْ ٔغجخ (ِ ِٓ % 54غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ) ٠زشاٚػ ػذد عٕٛاد االشزشان ف ٟإٌمبثخ ِٓ 10
عٕٛاد – اٌ ٝأوضش ِٓ 20عٕخ ٚثّمبسٔخ فئبد اٌجؾش ثبٌٕغجخ ٌؼبًِ ػذد عٕٛاد االشزشان ف ٟإٌمبثخ ٔغذ أْ ألذّ٠خ
اإلؽبساد ف ٟاٌؼًّ إٌمبث ٟرفٛق اٌّٙشح ٚاٌز ٓ٠ثذٚسُ٘ ٠فٛل ْٛػّبي اٌزٕف١زٚ ،سثّب ٘زا اٌفبسق ٠شعغ اٌ ٝاأللذِ١خ ف ٟاٌؼًّ
ثبٌّئعغخ ِؼبفب اٌ ٗ١اٌىفبءح ٚاٌزشل١خ ف ٟاٌؼًّ.
199
عذٔل سلى (ٕٚ )3ضؼ دسعخ االَخشاط ف ٙانُمبثخ
رذي دسعخ االٔخشاؽ ف ٟاٌؼًّ إٌمبث ٟػٍ ٝاألػؼبء اٌّشبسو ٓ١ف٘ ٟزا اٌؼًّٚ ،ػٍ ٝسٚػ اٌفش٠كٚ ،ػٍ ٝاٌشػب ػٓ ٘زا
اٌؼًّٚ ،وزٌه رذي ػٍ ٝدسعخ رّبعه عّبػخ إٌمبثخٚ ،رذي وزٌه ػٍ ٝدسعخ اٌزٕظٚ ُ١اٌ١ٙىٍخ اٌز ٟرزّ١ض ث ُٙإٌمبثخ
ارْ وٍّب اسرم ٝاٌؼبًِ ف ٟدسعخ االٔخشاؽ وٍّب دي رٌه ػٍٔ ٝشبؽٗ ٚؽجٗ ٌٍؼًّ إٌمبثٚ ٟسػبٖ ػٕٗ ِٓٚاإلؽظبئ١خ فٟ
اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 80غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ٌٍفئبد اٌضالصخ (اؽبسادِٙ ،شح ،رٕف١ز) ٌٚغّ١غ اٌٛؽذاد اٌضالصخُ٘ ،
اٌّشبسو ْٛف ٟإٌمبثخ ،UGTAثظفزِٕ ُٙبػٍ( ٓ١ثٕغجخ )%71أ ٚل١بد( ٓ١٠ثٕغجخ )%9
ٚال ٛ٠عذ فبسق ّ٠ىٓ اؽزغبثٗ ث ٓ١اٌفئبد اٌضالس أ ٚاٌٛؽذاد اٌضالس ثبٌٕغجخ ٌذسعخ االٔخشاؽ ف ٟإٌمبثخ ؽ١ش أٗ ال ّ٠ىٓ
رظٛسُ٘ أ ٚرظٛس ػّبي فئخ ِؼٕ١خ وٍ ُٙل١بد ٓ١٠أ ٚوٍِٕ ُٙخشؽ ٓ١فمؾ.
200
عذٔل سلى (ٕٚ )4ضؼ يشبسكخ انؼًبل ف ٙاَزخبة انفشع انُمبثٙ
ِٓ ث ٓ١اٌّؾفضاد اٌز ٟرذي ػٍ ٝاٌّشبسوخ اال٠غبث١خ ف ٟاٌؼًّ إٌمبث ٛ٘ ٟالجبي اٌؼّبي إٌّخشؽ ٓ١ػٍ ٝأزخبة ِّضٍُٙ١
ِٓٚث ٓ١اٌّئششاد اٌز ٟرذي ػٍ ٝلذسح إٌمبثخ ػٍ١٘ ٝىٍخ أػؼبئٙب ٚرٕظٚ ُ١اٌذفبع ػٓ ِظبٌؾٚ ُٙرؾم١ك أ٘ذاف٠ ،ُٙمبثً
رٌه ٚالءُ٘ ٌٍٕمبثخ ٚؽشط ُٙػٍ ٝثمبء٘ب ٚاعزّشاس٠زٙب ٚاػطبء دفغ عذ٠ذ ٌٙزٖ االعزّشاس٠خ ٠زغغذ رٌه ف ٟأزخبة األػؼبء
اٌّشىٌٍٙ ٓ١زا اٌزٕظ ُ١إٌمبثٔ ،ٟغجخ (ِ ِٓ )% 85غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ٌغّ١غ اٌٛؽذاد ٚاٌفئبد اٌّشىٍخ ٌٍؼٕ١خ ٠شبسوْٛ
ف ٟأزخبة اٌفشع إٌمبثٟ
رشىً ٘زٖ إٌغجخ ( 14اؽبس ِٓ أطً ِ 27 ،16ب٘ش ِٓ أطً 44 ،34رٕف١ز٠ب ِٓ أطً )50
أْ اسرفبع ٔغجخ اٌّشبسوخ ف ٟاٌفؼً االٔزخبث ٟرجش٘ٓ ٚرىشف ػٓ اعزّشاس٠خ ٔمبثخ UGTAف ٟاٌّئعغخ ِىبْ اٌجؾش ٚػذَ
لذسح آٌ١خ ٔمبثخ ِٕبفغٙب ف ٟاٌّ١ذاْ
201
عذٔل سلى (ٕٚ )5ضؼ َضاْخ االَزخبثبد انُمبثٛخ
وض١ش ِٓ األفشاد ٚاٌغّبػبد ٠شبسو ْٛف ٟأ ٞعٍٛن (ػًّ) ُ٘ٚغ١ش ساػ ْٛػٕٗ رؾذ ؽبئٍخ ظشٚف ِؼٕ١خ أدد ث ُٙاٌ ٝعٍٛن
غ١ش ِشغٛةٚ ،اٌؼىظ طؾ١ؼ
ف ٟاؽظبئ١بد اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )4غ١شد ٔغجخ (ِ ِٓ )85غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ػٓ ِشبسوزٙب ف ٟأزخبة ِّضٍ ٟإٌمبثخ
ثٛؽذر ُٙأ ٚثّئعغز ُٙاٌؼبِخ ِٓ ،خالي اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِ ِٓ ،% 32غّٛع اٌّجؾٛص ٓ١ف ٟاٌفئبد
اٌضالس ثبٌٛؽذاد رش ٜأْ االٔزخبثبد ٌ١غذ ٔضٙ٠خ ٚشفبفخ
ٚال شه أْ رٌه ٠ئصش ػٍ ٝدسعخ اٌزّض ً١إٌمبث ِٓ ٟعٙخ ِٓٚعٙخ أخش٠ ٜئصش ػٍِ ٝظذال١خ إٌمبثخ وىً
ٚسثّب رّضً ٘زٖ إٌغجخ اٌز ٟرش ٜثؼذَ ٔضا٘خ االٔزخبثبد اٌؼّبي اٌزِٕ ُ٘ ٓ٠خشؽ ْٛفمؾ ف ٟإٌمبثخ ٚاٌز ٓ٠ال ٠ذفؼْٛ
االشزشان ٚاٌز ُ٘ ٓ٠ػِّٛب ال٠شِ ْٚظبٌؾِ ُٙشرجطخ ثبٌٕمبثخ
202
انغذٔل سلى (ٕٚ )6ضؼ ػذو َضاْخ االَزخبثبد انُمبثٛخ
ِٓ خالي اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )5رج ٓ١أْ ٔغجخ (ِ ِٓ )%32غّٛع اٌّجؾٛص ٓ١ف ٟاٌفئبد اٌضالصخ ثبٌٛؽذاد اٌضالصخ
رش ٞثؼذَ ٔضا٘خ االٔزخبثبد ِٕ( ُٙاؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ) % 78.12رش ٜاٌغجت ف ٟرذخً اإلداسحٔٚ ،غجخ ( )% 62.50رشٜ
االٔزخبثبد ِضٚسحٔٚ ،غجخ ( )% 48.37رش ٜأٙب (االٔزخبثبد) غ١ش شفبفخ ٚٚاػؾخ ٔٚغجخ ( )% 62.50رش ٜثبػبدح ٔفظ
اٌّششؾ ٓ١ف ٟوً ػٙذح أزخبث١خ
ِٓ ٕ٘ب فبٌٕمبثخ ِذػٛح إلطالػ ٘زٖ إٌمبئض ثذساعزٙب ِٓ عٙخ ٚاعشاء ؽٛاس ِغ ِٓ ٠ش٘ ْٚزا اٌشأ ٞؽز ٝرظجؼ ٔمبثخ اٌغّ١غ
فزؾبفع ػٍ ٝاعزّشاس٠زٙب ٚصمخ اٌؼبٍِ ٓ١إٌّخشؽ ٓ١ثٙب
203
عذٔل سلى (ٕٚ )7ضؼ دفغ أفشاد انؼُٛخ االشزشان ئنٗ انُمبثخ
إٌّخشؽ ف ٟإٌمبثخ ٠ذفغ االشزشان (ِجٍغب سِض٠ب ٠ؾبفع ثٗ اٌؼّبي ػٍِ ٝىبٔزٗ داخً اٌزٕظ ُ١إٌمبث ٟاٌزٕ٠ ٞزّ ٟاٌ٠ٚ )ٗ١ىْٛ
اٌؼبًِ ؽشا ؽّٕ١ب ٠خزبس االٔؼّبَ اٌ ٝإٌمبثخ ٚدفغ االشزشان أ ٚػذَ االٔؼّبَ اٌٙ١ب ٚػذَ دفغ االشزشان
ٚدٚس إٌمبثخ ػبدح اٌذفبع ػٓ ِظبٌؼ ٚأ٘ذاف اٌّشزشو ٓ١ػّٓ رٕظّٙ١ب ٠ٚذفؼ ْٛاالشزشان ٌٙبٚ ،فبئذح ٘زا االشزشان اٌّبٌٟ
٠ؼٛد ػٍ ٝاٌؼبًِ ف ٟشىً خذِبد ٚؽٛافض ٚاػبٔبد...
٠ٚش ٜاٌؼبًِ إٌمبثخ ف ٟرؾم١ك ِظبٌؾٗ ٚاشجبع ؽبع١برٗ ٕ٠ٚؼىظ اعزّشاس رؾم١ك اٌّظبٌؼ ٚاأل٘ذاف ػٍ ٝاعزّشاس٠زٗ فٟ
االٔخشاؽ ٚاالشزشان أ ٚػذِٗ ِٓ ٕ٘ب فبْ ٔغجخ ِ ِٓ % 79غّٛع اٌّجؾٛصٌٍ ٓ١فئبد ٚاٌٛؽذاد اٌضالصخ رذفغ االشزشان اٌٝ
إٌمبثخ اٌز ٟرٕزّ ٟاٌٙ١ب UGTAف ٟاٌّئعغخ اٌز٠ ٟؼٍّ ْٛثٙب
ٚثزٌه فبْ ( 13فشدا ِجؾٛصب ِٓ أطً ِٓ )16اإلؽبساد ٚاٌّٙشح ( 27فشدا ِجؾٛصب ِٓ أطً ِٓ )34اٌّٙشح 39( ٚفشدا ِجؾٛصب ِٓ
أطً ِٓ )50ػّبي اٌزٕف١ز ٠ذفؼ ْٛاالشزشان اٌ ٝإٌمبثخ
204
عذٔل سلى (ٕٚ )8ضؼ رًضٛم انُمبثخ نهؼًبل رًضٛال طبدلب
ؽجمب ٌمبػذح "اٌىً اوجش ِٓ ِغّٛع أعضاءٖ" ٚاٌغضء ٠ؾًّ ِٛاطفبد اٌىًٕ٠ ،طجك ٘زا ػٍ ٝاٌظفؾخ اٌزّض١ٍ١خ ألػؼبء إٌمبثخ
اٌز٠ ٓ٠خزبس ْٚوؼٕ١خ رّضً اٌؼّبي إٌّخشؽ ٓ١فٙ١ب ،ف ُٙوغضء ِٓ اٌّغزّغ اٌىٍ( ٟاٌؼّبي) ٠ؾٍّ ْٛخظبئض ِٛٚاطفبد ِٓ
ّ٠ضٍٚ ُٙٔٛثزٌه ٠ى ْٛاٌزّض ً١طبدق
٠ٚى ْٛاٌزّض ً١طبدلب ػٕذِب ٕ٠زخج٘ ْٛئالء اٌّّضٍ ٓ١ثطش٠مخ دّ٠مشاؽ١خ ثؾغت األطٕبف اٌّ١ٕٙخ ٠ؾٍّ َّٛ٘ ْٛاٌؼّبي
٠ٚذافؼ ْٛػٓ ِظبٌؾ ٚ ُٙأ٘ذاف ُٙال غ١ش
ِٓ ػّبي اٌٛؽذاد اٌضالس ٌألطٕبف اٌّ١ٕٙخ ٌضالصخ (اؽبسادِٙ ،شح ،رٕف١ز) ٠ش ْٚأْ % 77اٌزّض ً١طبدلب
ٔغزىشف ِٓ ٔزبئظ اٌغذٚي أػالٖ أْ ِؼظُ اٌؼّبي ساػ ْٛػٓ ِٓ ّ٠ضٍ ِٓ ُٙاألػؼبء إٌّزخج٠ ٓ١زّضً ٘زا اٌشػب فٟ
اعزغبثزٔ ُٙؾِ ٛظذال١خ اٌزّض.ً١
205
عذٔل سلى (ٕٚ )9ضؼ ػذو رًضٛم انُمبثخ نهؼًبل رًضٛال طبدلب
ِٓ % 23اٌؼّبي إٌّخشؽ ٓ١ف ٟإٌمبثخ ٠ش ْٚثؼذَ رّض ً١إٌمبثخ ٌٍؼّبي رّض١ال طبدلب (أ ٞأْ اٌغضء ال ٠ؾًّ ِٛاطفبد اٌىً)
اؽظبئ١خ اٌغذٚي سلُ ( )8اٌغبثك
ِٓ % 69.56أطً ِٓ % 23اٌز ٓ٠اعبثٛا ف ٟاٌغذٚي اٌغبثك سلُ (٠ )8ش ْٚثبٔؼذاَ اٌضمخ ث ٓ١اٌؼّبي ٚإٌمبثخ
206
ِٓ % 69.56أطً ٠ %23ش ْٚثى٘ ْٛئالء اٌّّضٍ٠ ٓ١فؼٍ ْٛػّبي ػٓ ػّبي آخشٓ٠
ٔغزشف ِٓ إٌزبئظ اٌغضئ١خ ٘برٗ ٚومبػذح " اعزؾبٌخ ٚعٛد ٔمبثخ أ ٚأ١٘ ٞئخ اعزّبػ١خ ٌٙب طفخ اٌزّض ً١اٌىٍٚ "ٟاٌؼّبي
رشثط ُٙثبٌٕمبثخ ٚاٌّئعغخ ِظبٌؼ ٚأ٘ذاف٠ ،ش ْٚف ٟوً ِٓ ٠ؾممٙب ٌ ُٙوبٍِخ طفخ اٌزّض٠ٚ ً١ش ْٚف ٟوً ِٓ ٌُ ٠ؾممٙب
ٌ ُٙوبٍِخ طفخ ػذَ اٌزّضً١
207
عذٔل سلى (ٕٚ )10ضؼ ئيكبَٛخ االعزغُبء ػٍ انُمبثخ انؾبنٛخ
نًإعغزٓى )(U.G.T.A
لذ ٠غزغٕ ٟاٌؼّبي ػٓ إٌمبثخ اٌز ٟال ٠شؼش ْٚثٛعٛد٘ب ،أ ٚرٍه اٌز ٟال رخذَ
ِظبٌؾ ،ُٙأ ٚرٍه اٌز ٟرٕؾبص اٌ ٝاإلداسح ثذي اٌؼغؾ ػٍٙ١ب الفزبن اٌّظبٌؼ ،أ ٚرٍه
اٌز ٟرخذَ ٚرؾمك ثؼغ األ٘ذاف اٌز٠ ٟشا٘ب اٌؼّبي صبٔ٠ٛخ ٚرزمبػ ٝػٓ رؾم١ك
األ٘ذاف األعبع١خٔٚ..ؾ.ٖٛ
رش١ش اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ اٌ ٝأْ ٔغجخ ِٓ %10ػّبي اٌٛؽذح االٔٚ ،ٌٝٚغجخ
ِٓ % 9ػّبي اٌٛؽذح اٌضبٔ١خٔٚ ،غجخ ِٓ % 13ػّبي اٌٛؽذح اٌضبٌضخ (ِّضٍٓ١
ف ٟاالطٕبف اٌّ١ٕٙخ اٌضالصخ اٌّجؾٛصخ) ٠ش ْٚثبِىبٔ١خ االعزغٕبء ػٓ إٌمبثخ.
ثّٕ١ب رش١ش ٔفظ اإلؽظبئ١خ أٌ ٝغجخ ِٓ % 20ػّبي اٌٛؽذح األ% 24ٚ ،ٌٝٚ
ِٓ ػّبي اٌٛؽذح اٌضبٔ١خ ِٓ % 24ٚ ،ػّبي اٌٛؽذح اٌضبٌضخ (ِّضٍ ٓ١ف ٟاألطٕبف
اٌّ١ٕٙخ اٌضالص١خ اٌّجؾٛصخ) ٠ش ْٚثؼذَ االعزغٕبء ػٕٙب.
ٚثغّغ إٌغت اٌغبٌفخ ٔش ٜأْ ٔغجخ ِٓ % 32اٌؼّبي اٌّجؾٛصِ ٓ١مبثً ٔغجخ
ِٓ % 68اٌؼّبي اٌّجؾٛص٠ ٓ١ش ْٚثٛعٛة ثمبء إٌمبثخ اٌؾبٌ١خ ٚ UGTAال ّ٠ىٓ
االعزغٕبء ػٕٙب.
ِّب ٠فغش فؼبٌ١خ إٌمبثخ ف ٟاٌّ١ذاْ اٌّجؾٛس ٚاْ رؾم١ك اٌّظبٌؼ ٌٍغّ١غ غب٠خ
ال رذسن.
208
عذٔل سلى (ٕٚ )11ضؼ أعجبة اعزغُبء أفشاد انؼُٛخ نهُمبثخ انؾبنٛخ نًإعغزٓى UGTA
رج ِٓ ٓ١اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )10أْ ٔغجخ ِٓ % 32اٌؼّبي اٌّجؾٛص٠ ٓ١ش ْٚثبالعزغٕبء ػٓ إٌمبثخ اٌؾبٌ١خ
ٌّ UGTAئعغز ،ُٙفّب ٘ ٟاألعجبة اٌز٠ ٟشا٘ب ٘ئالء اٌؼّبي ف ٟاالعزغٕبء ػٓ ٔمبثز ِٓ ،ُٙخالي اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ
ٔش ٜأْ ٔغجخ % 56.25ثبْ إٌمبثخ UGTAشبخذ ٚأعٕذٔٚ ،فظ إٌغجخ رش ٜرمذَ ثشاِغٙبٔٚ ،غجخ % 90.62رش ٜثبْ
إٌمبثخ عضء ال٠زغضء ِٓ اإلداسح
ٚرفغ١ش ٘زٖ إٌزبئظ اٌغضئ١خ ِٓ اٌغذٚي ٘ ٛأْ ٘ئالء اٌؼّبي اٌزّ٠ ٓ٠ضٍِ ِٓ %32 ْٛغّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ٌِ ُٙظبٌؼ ٚأ٘ذاف
ٌُ رؾممٙب ٌ ُٙإٌمبثخ اِب وٍ١ب أ ٚعضئ١ب.
209
عذٔل سلى (ٕٚ )12ضؼ ػذو اعزغُبء أفشاد انؼُٛخ ػٍ انُمبثخ انؾبنٛخ نًإعغزٓى UGTA
ٚثبٌّمبثً فبْ ٔغجخ ِ ِٓ % 68غّٛع اٌىٌٍٍّ ٟجؾٛص( ٓ١اٌغذٚي سلُ )10رش ٜثؼذَ االعزغٕبء ػٓ إٌمبثخ UGTAفّب ٟ٘
االعجبة اٌز٠ ٟشٙٔٚب ف ٟرٌه؟
ٔغجخ ٠ % 100ش ْٚأْ ٔمبثخ ِ UGTAؼزّذح ِٓ ؽشف اٌذٌٚخٔٚ ،غجخ % 79.41رش ٜثؤٔٙب لبدسح ػٍ ٝاٌزفبٚعٔٚ ،غجخ 66.17
%رش ٜثبْ ٌٙب وبدساد ِئٍ٘خٔٚ ،غجخ % 35.29رش ٜثبْ ٌٙب ِؼبسف ف ٟاٌؾىِٛخ ٚإٌمبثخ اٌؼٍ١ب اٌشئبع١خ UGTA
ٚثمشاءح ٘زٖ إٌغت ٔش ٜأْ األطٕبف اٌّ١ٕٙخ اٌّجؾٛصخ ال رخزٍف وض١شا ف٘ ٟزٖ اٌشإٚ ،ٜأ ُٙػٕذ اعزغبثزٌ ُٙالعبثخ ػٓ
األعئٍخ وبٔٛا ٠فشل ْٛث ٓ١إٌمبثخ ٚ UGTAإٌمبثبد اٌّغزمٍخ اٌز ٟرّخؼذ ػٓ اٌزؼذد٠خ٠ ُ٘ٚ ،ش ْٚطالؽ١خ ٔمبثز ُٙػٓ
إٌمبثبد األخش ٜاٌز ٟرٕؼذَ فٙ١ب اٌزغشثخ ٔٚمض اٌىبدساد ٚاٌجشاِظ ٚاٌمٛأٓ١
210
عذٔل سلى (ٕٚ )13ضؼ يب ئرا كبَذ انُمبثخ انؾبنٛخ رُؾبص ف ٙرؼبيالرٓب
ئنٗ اإلداسح أٔ انؼًبل
ٚاألطٕبف اٌّ١ٕٙخ اٌضالصخ رش ٜثبْ إٌمبثخ رٕؾبص فِ ٟؼبِالرٙب اٌ ٝاإلداسح ػٍٝ
ؽغبة ِظبٌؼ اٌؼّبي
ٚال ّ٠ىٓ رفغ١ش ٘زٖ إٌز١غخ اٌ ٝأْ اٌؼبًِ ٠ش ٜف ٟإٌمبث ٟرؾم١ك ِظبٌؾٗ ِٓ
عٙخ ِٓٚ ،عٙخ أخش ٜفبٌٕمبثخ ٠غت أْ رى ْٛسثبؽ االرظبي ث ٓ١اٌؼّبي ٚاإلداسح
ٚثبٌزبٌ ٟف ٟٙرزف ُٙاإلداسح ِٓ عبٔت ؽز ٝرؼّٓ ِظبٌؼ اٌؼّبي ِٓ عبٔت آخش
211
عذٔل سلى (ٕٚ )14ضؼ اعزغبثخ انُمبثخ إلسْبص انًطبنت انؼًبنٛخ
٘ٚذفٙب دائّب رؾم١ك اٌّطبٌت اٌؼبٌّ١خ إلس٘بطٙب ،فبرا ٌُ رزؾمك ٘زٖ اٌّطبٌت
فٚ ٟلزٙب لذ رظجؼ ٌ١غذ ِطٍجب ٍِؾبٚ ،ثبٌزبٌ ٟرغبٚص٘ب اٌضِٓ ٚلذ رظجؼ صبٔ٠ٛخ
ٌٍؼّبي ثذال ِٓ أعبع١خ فٚ ٟلزٙب.
رش١ش اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌؾبٌ ٟاٌ ٝأْ ٔغجخ ِ ِٓ% 18غّٛع اٌؼّبي ٌٍٛؽذاد.
ٚاألطٕبف اٌّ١ٕٙخ اٌضالصخ رش ٜثى ْٛإٌمبثخ رؼطً ِظبٌؾٙب ٚال رؼًّ ػٍٙ١ب فٟ
ٚلزٙب.
رش١ش اٌ ٝاٌضمخ اٌز ٟرؼؼٙب ٘ئالء اٌؼّبي فٔ ٟمبثخ UGTAخبطخ ٚأٙب ال رؼطً
ِظبٌؼ اوجش ػذد ِٓ اٌؼّبي فزى ْٛثزٌه ٔمبثخ ٔبعؾخ.
212
عذٔل سلى (ٕٚ )15ضؼ فًٛب ئرا كبَذ انُمبثخ يُظًخ رُظٛى ٚغًؼ نٓب
ثبداسح شإٌٔ انؼًبل
إٌمبثخ إٌّظّخ ٘ ٟرٍه اٌز ٟرٍّه ثشاِظ ِغطشح رطجمٙب ٠ئد ٞاٌ ٝاٌٛطٛي
اٌ ٝاٌٙذف (اداسح شئ ْٚلؼب٠ب اٌؼّبي)
وّب ٠مظذ ثٙب ثبٌزٕظ ُ١أداء وً ػؼ ٛل١بد ٞف ٟإٌمبثخ دٚسٖ وبِال ػٓ ؽش٠ك رٛص٠غ
اٌّشاوض ٚاألدٚاس
ٚغبٌجب رى ْٛإٌمبثخ إٌّظّخ ٘ ٟاٌز ٟرؼزّذ ػٍ ٝدساعخ اٌّغبئً اٌؼّبٌ١خ
ٚٚػغ خطؾ لظ١شح اٌّذ ٜأ ٚؽٍ٠ٛخ ٌّٛاعٙخ ِشىالد اٌؼّبي ٚاٌٛطٛي اٌ ٝؽٍٛي
ٔبعؼخ ٌزٍه اٌّشىالد
ٚإٌمبثخ إٌّظّخ ٘ ٟاٌز ٟرىٌ ْٛذٙ٠ب ٚعبئً ارظبي ػٓ ؽش٠مب رفغش ٚرٛػؼ
ثشاِغٙب ٚخططٙب اٌ ٝاٌؼّبي
ٚاٌّالؽع أٗ ال ٛ٠عذ فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ثِ ٓ١خزٍف فئبد اٌّجؾٛص ٓ١اٌضالصخ
213
عذٔل سلى (ٕٚ )16ضؼ ػبيم رُظٛى انُمبثخ انؾبنٛخ ثبنُغجخ نهؼًبل انًجؾٕص ٍٛانز ٍٚأعبثٕا ثُؼى
ِٓ اؽظبئ١بد اٌغذٚي سلُ 15ارؼؼ ٌٕب أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 63غّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١رش ٜرٕظ ُ١إٌمبثخ اٌزٕ٠ ٟزّ ْٛاٌٙ١ب،
فّب اٌؼٛاًِ اٌز ٟادد اٌ٘ ٝزا اٌزٕظٚ ُ١وّب ٠شا٘ب اٌؼّبي؟
ِٓ اؽظبئ١بد اٌغذٚي اٌؾبٌ ٟارؼؼ أْ ٔغجخ ِٓ % 100أطً ِ ِٓ % 63غّٛع اٌؼّبي اٌىٍ ٟاٌّجؾٛص( ٓ١اٌغذٚي سلُ )15
رش ٞثٛػٛػ ثشاِظ إٌمبثخ ،رٍٙ١ب ٔغجخ ِٓ % 65.07أطً ِٓ % 63اٌّجؾٛصٛ٠ ٓ١ػؼ أ٘ذاف إٌمبثخ ٌٙٚب لٛأ ٓ١رغّؼ
ثّّبسعخ اٌّٙبَ رٍٙ١ب ٔغجخ ٔ ِٓ % 85.73فظ إٌغجخ ثٛػٛػ رٕظّٙ١ب ٚأخ١شا ٔغجخ % 36.50رش ٜثٛعٛد أعٙضح ٌذٜ
إٌمبثخ رزٔ ٌٝٛشش اٌّؼٍِٛبد ٚرٛػ١ؾٙب ٌٍؼّبي
ٚاٌّالؽع أْ ال فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ثِ ٓ١خزٍف فئبد اٌؼّبي ٌٍٛؽذاد ٚاٌفئبد اٌضالصخ اٌّجؾٛصخ
214
عذٔل سلى (ٕٚ )17ضؼ ػٕايم رُظٛى انُمبثخ انؾبنٛخ ثبنُغجخ نهؼًبل انًجؾٕص ٍٛانز ٍٚأعبثٕا ثـ ال
ِٓٚاؽظبئ١بد اٌغذٚي اٌغبثك 15ارؼؼ أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 37غّٛع اٌّجؾٛصٌٍ ٓ١فئبد ٚاٌٛؽذاد اٌضالصخ رش ٜثؼذَ إٌمبثخ فٟ
ِئعغزُٙ
٠زؼؼ ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ ٔغجخ ِٓ % 100اٌؼّبي اٌّجؾٛص ِٓ ٓ١أطً ِٓ % 37اٌّجؾٛص ،ٓ١رش ٜثؼذَ ٚعٛد ٚالء
ث ٓ١أػؼبء إٌمبثخ ٔٚغجخ ِٓ % 67.56أطً ِ ِٓ % 37غّٛع اٌّجؾٛص ،ٓ١رش ٜثبْ ٔمبثز ُٙرخف ٟأغشاع ع١بع١خ ٚساء
أ٘ذاف اعزّبػ١خ ،ثّٕ١ب ٔغذ ٔغجخ ُِٕٙ % 78.37رش ٜثبْ إٌمبثخ رّبسط ٔشبؽٙب ثطشق ٍِز٠ٛخٚ ،رشٔ ٜغجخ ِٓ % 62.16
أطً ِ ِٓ % 37غّٛع اٌّجؾٛص ٓ١ثبْ ٔمبثز ُٙال رغزط١غ اٌزٙذ٠ذ ثزٕف١ز األػّبي (وبالػشاة) ِضال ،ثّٕ١ب رشٔ ٜغجخ % 37.81
ِٓ أطً ِ ِٓ % 37غّٛع اٌّجؾٛص ٓ١ثؼذَ ٚعٛد اخالص ٚٚفبء ِٓ لجً األػؼبء أل٘ذاف إٌمبثخ
215
اْ ٘زٖ اٌؼٛاًِ فؼال اْ ٚعذد رزشن رٕظ ُ١إٌمبثخ ٘شخ رزٙب ٜٚف ٟأ٠خ ٌؾظخ ،ار ِٓ اٌّغزؾ ً١ثٕبء أ٠خ خطؾ أ ٚثشاِظ أ..ٚ
رٛطً اٌ ٝرؾم١ك األ٘ذاف ف ٟظً ٘زٖ اٌؼٛاًِ
وّب ٠الؽع ِٓ اٌغذٚي ػذَ ٚعٛد فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ثِ ٓ١خزٍف فئبد اٌجؾش ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ِىبْ اٌجؾش
216
عذٔل ()18
ارؼؼ ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ٚ 17اٌذاي ثؤعجبة ػٛاًِ ػذَ رٕظُ١
ٔمبثز ،ُٙأْ ٔغجخ ِٓ % 62.16أطً ٔغجخ % 37عذٚي سلُ 15اٌىٍ١خ ،أْ
ٔمبثز ُٙال رغزط١غ اٌزٙذ٠ذ ثزٕف١ز األػّبي ػذ اإلداسح ٌىٙٔٛب غ١ش ِٕزظّخِّ ،ب
٠ئد ٞاٌ ٝفشٍٙب ٚػذَ لذسرٙب ػٍ ٝاٌؼغؾ الفزىبن اٌّطبٌت اٌؼبٌّ١خ ِٓ اإلداسح
(أ ٞأٙب غ١ش ػبغطخ)
وّب ٠زؼؼ ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ ،أْ اٌفشٚق ث ٓ١فئبد اٌجؾش اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد
ٌ١غذ ثزاد دالٌخ اؽظبئ١خ
217
عذٔل سلى (ٕٚ )20ضؼ أٌ انؼًبل ال ٚزؾذٌٔ ٔال ٚؼًهٌٕ ئال يغ انُمبثخ
انز ٙرضًٍ نٓى ؽمٕلب ٔيضاٚب خبطخ
ٕ٠ظش اٌؼّبي اٌ ٝإٌمبثخ ِٓ صا٠ٚخ رؾم١ك اٌّضا٠ب ٚاٌّظبٌؼ ٚرمبط فٔ ٟظشُ٘ ثٙزا
اٌّم١بط ،فىٍّب اعزطبػذ إٌمبثخ اٌذفبع ػٓ ِظبٌؼ ِٚطبٌت اٌؼبٍِ ٓ١وبٌض٠بدح
ف ٟاألعٛس ٚاٌزشل١خ ٚاٌؼالٚاد ..وٍّب رؼب ْٚاٌؼّبي ِؼٙب ٔٚبػٍٛا ِٓ اعٍٙب ٚؽبٌجٛا
ثجمبئٙب
ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 58غّٛػخ اٌؼبٍِ ٓ١اٌّجؾٛصٓ١
٠ش٘ ْٚزا اٌشأٚ ٞال فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ثِ ٓ١خزٍف اٌفئبد اٌّجؾٛصخ ٌٍٛؽذاد
اٌضالصخ
رفغش ٘زٖ إٌز١غخ أْ إٌمبثخ ف٘ ٟزٖ اٌّئعغخ ال رغزط١غ ٚغ١ش لبدسح ػٍٝ
رؾم١ك اٌّطبٌت ٚاٌّظبٌؼ اٌغّبػ١خ ٚاٌفشد٠خ ٌىً اٌؼبٍِ ٓ١ف ٟاٌّئعغخ٘ٚ ،زا
ِب ٠ج ٓ١رشزذ ٔزبئظ اٌغذٚي اٌغبثمخ 19 ،18 ،17 ،16 ،15
218
عذٔل سلى ( )21نهُمٛجخ انؾبنٛخ ػاللبد فٕلٛخ كشئبعخ UGTAأٔ
انؾكٕيخ أٔ انشئبعٛخ
الشه أْ إٌمبثخ إٌبعؾخ ٚاٌز ٟرغزط١غ اإل٠فبء ثٛػٛد٘ب ٚرؾم١ك ِظبٌؼ أػؼبئٙب
٘ ٟاٌز ٟرىٌٙ ْٛب ػاللخ فٛل١خ ٠غزغٍٙب ٌٍزؤص١ش ػٍ ٝاإلداسح (اداسح اٌّئعغخ) أٚ
ٌزغِٙ ً١ٙبِٙب ٚرؾم١ك اغشاع ِٚظبٌؼ ِٚطبٌت اٌؼبٍِٔ ٓ١غجخ ِٓ % 74
ِغّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛصٌٍ ٓ١فئبد ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ رش ٜثبْ ٌ١ظ ٌٕمبثز ُٙػاللبد
فٛل١خ وشئبعخ UGTAأ ٚاٌؾىِٛخ أ ... ٚثّٕ١ب رشٔ ٜغجخ ِ ِٓ % 26غّٛع األفشاد
اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ثٛعٛد ػاللبد فٛل١خ ٌٕمبثزٚ ُٙسثّب ٠شعغ ػٍّ ُٙثزٌه اٌ ٝػاللبرُٙ
ثبٌٕمبثخ وّب ٠غت اإلشبسح اٌ ٝأْ اٌفشٚق ث ٓ١اعزغبثبد ِخزٍف اٌفئبد ٌّخزٍف
اٌٛؽذاد ف ٟاٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ٌ١غذ ثزاد دالٌخ اؽظبئ١خ
219
عذٔل سلى (ٕٚ )22ضؼ ئرا كبٌ انغٕاة َؼى ْم ْ ٙلبدسح يٍ خالل ْزِ
انؼاللخ انزأصٛش ف ٙاألؽذاس (رؾمٛك انًطبنت يضال)
ِٚب ٠فغش ٘زٖ إٌز١غخ أْ ٘ئالء اٌؼّبي لذ ٠ىِ ْٛٔٛمشث ِٓ ٓ١إٌمبثخ (أػؼبء فٙ١ب
أ )... ٚػٍ ٝاؽالع ثّب ٠غش ِٓ ٞأؽذاس ثّٕ١ب ٠جم ٝاٌجبل ِٓ ْٛاٌؼّبي ٠غٍْٛٙ
٘زٖ اٌؼاللخ ٚفؼبٌ١زٙب ف ٟاألؽذاس
ٌٚإلشبسح ال رٛعذ فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ثِ ٓ١خزٍف فئبد اٌجؾش ٌٍٛؽذاد
اٌضالصخ
220
عذٔل سلى (ٕٚ )23ضؼ ْم عجك ٔاٌ غٛشرى أػضبء انُمبثخ؟
ارا ٌُ رغزطغ إٌمبثخ رؾم١ك اٌّطبٌت ٚاٌّظبٌؼ اٌؼّبٌ١خ عٛاء ثفؼً فشٍٙب أٚ
ٚعٛد ػبئك ّٕ٠غ ِٓ رؾم١ك ٘زٖ اٌّظبٌؼ ،فبٔٙب ؽٕ١ئز ٔى ْٛػشػخ ِٚذػبح
ٌٍزغ١١ش أػؼبئٙب ٚاعزجذاٌ ُٙثآخش٠ ٓ٠ى ْٛٔٛالذس ػٍ ٝاٌزفبٚع ٚافزىبن اٌّطبٌت
ٚاشجبع ؽبع١بد اٌؼّبي
٠ٚجمٔ ٝغجخ ِٓ % 20اٌؼذد اٌىٍ ٟألفشاد اٌؼٕ١خ ٚاٌز ٟرش ٜثؼذَ رغ١١ش إٌمبثخ
ف٘ ٟزٖ اٌّئعغخ اٌز٠ ٟؼٍّ ْٛثٙب ار سثّب أْ ٘ئالء ٌُ ٠غجك ٌغٕٛاد اٌؼًّ
اٌز ٟلؼ٘ٛب داخً اٌّئعغخ ثزغ١١ش إٌمبثخ ٔظشا ٌمٍزٙب
221
عذٔل سلى (ٕٚ )24ضؼ ئرا كبٌ انغٕاة َؼى فجأ٘ ٔعٛهخ كبَذ؟
ِٓ اؽظبئ١بد اٌغذٚي اٌغبثك ارؼؼ أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 80غّٛع اٌؼٕ١خ اٌىٍ ٟرش ٜثزغ١١ش أػؼبء ٔمبثزٚ ،ُٙف٘ ٟزا اٌغذٚي
رشٔ ٜغجخ ُِٕٙ % 91.25رُ رٌه (اٌزغ١١ش) ثٛعٍ١خ االٔزخبة ٚرشٔ ٜغجخ ُِٕٙ % 53.75أ ِٓ ٞأطً % 80اٌغذٚي 23أٗ
رُ رٌه ثٛاعطخ اٌمبٔٚ ْٛرش % 15 ٜاٌجبل١خ ثٛعٍ١خ أخشٜ
ِّٙٚب ٠ىٓ فبٌذّ٠مشاؽ١خ رؼٕ ٟاٌزغ١١ش ثبٌمبٔٚ ْٛاالٔزخبة١ٌٚ ،ظ ثبالػشاة ٚرم١١ذ اإلٔزبط ٚاٌفٛػٔٚ... ٝؾٖٛ
ٔغزٕزظ أْ االػؼبء إٌمبث ُ٘ ْٛ١اٌز٠ ٓ٠زغ١ش ْٚعٛاء ثفؼً أزٙبء اٌّذح اٌمبٔ١ٔٛخ أ ٚعٛء اٌزغ١١ش ٚاٌزٕظٚ ُ١اٌجشِغخ ...ثّٕ١ب
رجم ٝإٌمبثخ رؾذ UGTAال رزغ١ش
222
عذٔل سلى (ٕٚ )25ضؼ ًَظ (َٕع انُمبثخ) انز ٙرغٛش انٕؽذاد انضالصخ
إٌمبثخ اٌذّ٠مشاؽ١خ ٘ ٟاٌز ٟرؼزجش ٔفغٙب ِٓ اٌؼّبي ٚرغزش١شُ٘ ػٕذِب ر ُٙثبرخبر اٌمشاساد ٚرزظبٌؼ ِؼ ُٙػٕذ الزؼبء
اٌؼشٚسح ،رؼبٚ ُٙٔٚرزخز ِؼٚ ُٙرذافغ ػٓ ِظبٌؾ ٚ ...ُٙال رؼٕ ٟاٌذّ٠مشاؽ١خ اٌزغ١ت ٚاٌفٛػٚ ٝاؽالق اٌؾجً ػٍ ٝاٌغبسة،
ٟ٘ٚال رؼٕ ٟاٌذوزبرٛس٠خ (اٌؾىُ ٚاٌؾبوُ فٔ ٟفظ اٌٛلذ) ( ٟ٘ٚاٌذّ٠مشاؽ١خ) رؾًّ ث ٓ١ؽ١برٙب ٔٛػب ِٓ اٌذ٠ىزبرٛس٠خ ؽّٕ١ب
رطٍت رٌه رطج١ك اٌمٛأٓ١
ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 55غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ٌفئبد اٌٛؽذاد اٌضالصخ رش ٜأْ إٌمبثخ اٌؾبٌ١خ
ٌٍّئعغخ UGTAدّ٠مشاؽ١خ ،ثّٕ١ب ٔغجخ ِٓ % 17اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ رش ٜثبْ إٌمبثخ اٌؾبٌ١خ ٌٍّئعغخ UGTA
د٠ىزبرٛس٠خٚ ،اْ ٔغجخ ِٓ % 28اٌؼّبي اٌّجؾٛص٠ ٓ١ظفٙٔٛب (إٌمبثخ) اٌفٛػ٠ٛخ ِٓ %14اٌؼّبي اٌّجؾٛصٓ١
٠غزشف ِٓ ٘زٖ إٌز١غخ أْ ّٔؾ رغ١١ش إٌمبثخ ٌٍّ UGTAئعغخ ِىبْ اٌجؾش ٠غٍت ػٍٙ١ب طفخ اٌذّ٠مشاؽ١خ
ٌٛؽع ػذَ ٚعٛد فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ث ٓ١اعبثبد اٌؼّبي ف ٟاٌفئبد اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ثٛػؼٌّٕ ُٙؾ إٌمبثخ
223
عذٔل سلى (ٕٚ )26ضؼ لٛبو َمبثخ انٕؽذاد انضالصخ ػهٗ أعبط انمشاثخ ـ انذٚبَخ ـ اإللهًٛٛخ ـ انخجشح ٔانكفبءح؟
ِٓ اوجش اٌؼٛائك اٌز ٟرّٕغ إٌمبثخ ِٓ رؾم١ك أغشاػٙب ل١بِٙب ػٍ ٝأعبط لشاث ٟأ ٚد ٟٕ٠أ ٚالٌٍ ،ّٟ١ى٠ ٗٔٛؼشة ٚؽذح
اٌؼّبي ِٓ عٙخ٠ٚ ،ئد ٞأٌ ٝضع اٌضمخ ٚاٌشػبٚ ،اٌشؼٛس ثٛؽذح اٌّظبٌؼ ِٓ عٙخ أخش ،ٜف١ئد ٞوً رٌه اٌ ٝاٌظشاع ثذي
اٌزؼبْٚ
ٚاٌؼىظ ارا لبِذ إٌمبثخ ػٍ ٝأعبط ِٓ اٌخجشح ٚاٌىفبءح ف ٟاٌزغ١١ش ٔغجخ ِٓ % 36اٌّغّٛع اٌىٌٍ ٟألفشاد ٚاٌّجؾٛصٓ١
رش ٜثبْ إٌمبثخ رم َٛػٍ ٝأعبط اٌخجشح ٚاٌزغشثخ ٚاٌزغشثخ ف ٟاٌزغ١١ش
ٔٚشٔ ٜغجخ ِٓ %37اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١ثؤٔٙب (إٌمبثخ) رم َٛػٍ ٝأعبط الٌٍٚ( ّٟ١ذ ثالد ٞأ ٚلش٠ز ٟأٚ
ِذٕ٠ز)ٟ
ثّٕ١ب رشٔ ٜغجخ ِ ِٓ %27غّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١أْ إٌمبثخ رم َٛػٍ ٝأعبط اٌمشاثخ (ٌٚذ ػّ ،ٟطٙش ،ٞاثٓ خبٌ)..ٟ
ثّٕ١ب ٌُ ٠غت ٚال ٚاؽذ ِٓ أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ اٌّجؾٛصخ أْ إٌمبثخ رم َٛػٍ ٝأعبط دٌ( ٟٕ٠ؼذَ رؼذد اٌذ٠بٔبد ف ٟاٌّغزّغ
ٚاٌّئعغخ ِىبْ اٌجؾش) ٚا٠ؼب ٔمبثخ UGTAال رذافغ ػٓ األفشاد أ ٚاٌغّبػبد ػٓ ؽش٠ك فؼً اٌذٓ٠
ِب ٠غزشف ِٓ ٔزبئظ اٌغذٚي ٚشزبد ٔزبئغٗ ؽٛي رؤصش ل١بَ إٌمبثخ ثؤؽذ اٌؼٛاًِ اٌّطشٚؽخ ف ٟاٌغذٚي ثى ْٛاٌؼّبي ِزؤصشٓ٠
ثفؼً االٔزخبة (أزخبة األػؼبء ٌٍٕمبثخ) ؽ١ش ٕ٠مغُ اٌؼّبي اٌ ٝاٌؼٛاًِ اٌّزوٛسح
224
عذٔل سلى (ٕٚ )27ضؼ فًٛب ئرا كبَذ انُمبثخ رمٕو ثبنذفبع ػٍ ؽمٕق ٔيظبنؼ انؼًبل ثظٕسح ٔاضؾخ ٔشفبفخ؟
أشبسد ٔزبئظ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )25أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 55غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ رش ٜأْ إٌمبثخ اٌذّ٠مشاؽ١خٚ ،رش١ش
اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ ٔغجخ ِ ِٓ % 60غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ رش ٜأْ إٌمبثخ رم َٛثبٌذفبع ػٓ ِظبٌؾٔٚ ،ُٙغذ ٔغجخ
ِٓ %40اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ رش ٜػذَ شفبف١خ ٚٚػٛػ ؽش٠مخ ل١بَ إٌمبثخ ثبٌذفبع ػٓ ؽمٛق ِٚظبٌؼ اٌؼّبي ثظٛسح ٚاػؾخ ٚشفبفخ،
٘ٚزٖ إٌغجخ ِؼظّّٙب ِٓ اٌؼّبي اإلؽبساد ٚاٌّٙشح ٌٍٛؽذاد اٌضالصخٚ ،رجمٔ ٝغجخ ِ ِٓ %40غّٛع اٌّجؾٛص ٓ١رش ٜػذَ
شفبف١خ ٚٚػٛػ ؽش٠مخ ل١بَ إٌمبثخ ثبٌذفبع ػٓ ؽمٛلِٚ ُٙؼظُ ٘ئالء ِٓ اٌؼّبي اٌزٕف١زٌٍٛ ٓ١٠ؽذاد اٌضالصخ٘ٚ ،زٖ اٌفئخ
ِغزٛا٘ب اٌزؼٍ ّٟ١ثغ١ؾ ٚثبٌزبٌ ٟلذ ٠ظؼت ػٍٙ١ب ف ُٙاٌطش٠مخ ٚأعبٌ١ت اٌذفبع ػٓ اٌّظبٌؼ
225
عذٔل سلى (ٕٚ )28ضؼ َٕع انًطبنت انزُٚ ٙشذْب انؼًبل ثانؾبػ ف ٙانٕلذ انؾبنٙ
٠زطٍت ٚػغ اٌخطؾ ٚاٌجشاِظ اٌز ٟر ُٙاٌؼبٍِ ٓ١ف ٟأ٠خ ِئعغخ طٕبػ١خ ،اٌّؼشفخ اٌّغجمخ الؽز١بعبرِٚ ُٙطبٌجُٙ
االعزؼغبٌ١خ ا١ٔ٢خٚ ،غ١ش االعزؼغبٌ١خ ٚاٌزّ٠ ٟىٓ ػٍ ٝاٌّذ ٜاٌمظ١ش أ ٚاٌجؼ١ذ ٛٔٚػ١خ ٘زٖ اٌّطبٌت
فّب ٘ٛٔ ٟػ١خ اٌّطبٌت اٌز٠ ٟطٍجٙب اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١ف ٟاٌٛلذ اٌؾبٌ ٟثبٌؾبػ؟
وّب ػجشد ٔغجخ ِ ِٓ %69غّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١أٙب رطٍت ثبٌؾبػ ف ٟاٌٛلذ اٌؾبٌٚ ٟثظفخ اعزؼغبٌ ٗ١اٌّطبٌت اٌّبد٠خ
ِٓ اعش ٍِٚؾمبرٗ ٚؽٛافض ِبد٠خِٚ ،ىبفآد ِبٌ١خ...
ٔٚؾ٘ٛب ،أ ٞرٍه اٌّطبٌت اٌز ٟرؾمك اإلشجبع اٌفغٌٛٛ١عٚ ٟاٌّبد ٞؽغت رؼج١ش ِبصٌٔ( َ1954 MASLOW ٛظش٠خ اٌؾبعبد)
ػجشد ٔغجخ ِ ِٓ %21غّٛػخ أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ أْ اٌّطبٌت اإلٌؾبؽ١خ ف ٟاٌٛلذ اٌؾبٌ ٟرىّٓ ف ٟوٙٔٛب ِبد٠خ +أدث١خ
(صمبف١خ ػّبٌ١خ ،عٙشاد ،عٛالد ع١بؽ١خ ،ؽّبِبد..اٌخ)
٠ٚغّغ إٌغجزٔ ٓ١غذ أْ ِٓ %90اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼّبي اٌّجؾٛصٕ٠ ٓ١شذ ْٚثبٌؾبػ اٌّطبٌت اٌّبد٠خ
ٚإٌز١غخ ِٕطم١خ ارا ِب لبسٔب ثّؼط١بد اٌّؼ١شخ اٌؾبٌ١خ ٚلؼ١خ اٌمذسح اٌششائ١خ ٌٍّٛاؽٓ ثظفخ ػبِخ ٚاٌؼبًِ ف ٟاٌّئعغخ
ثظفخ خبطخ
226
عذٔل سلى ( )29ئرا كبَذ انًطبنت يبدٚخ – سرجٓب ؽغت أًْٛزٓب ثبنزذسط
ِٓ اٌغذٚي اٌغبثك ( )28رج ٓ١أْ ٔغجخ ِٓ %90اعبثبد ِغّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ِطبٌجٙب ا٢ر١خ (اٌؾبٌ١خ) ِبد٠خٚ ،ػٕذِب
ؽٍت ِٕ ُٙرشر١جٙب ثؾغت اّ٘١زٙب رج ِٓ ٓ١اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ ،أْ ٔغجخ ( ُِٕٙ %69أ %90 ِٓ ٞف ٟاٌغذٚي اٌغبثك)
رش ٜأْ ِمذِخ اٌّطبٌت ٘ ٛاٌض٠بدح ف ٟاألعش اٌؾبٌٚ ،ٟاْ ٔغجخ ِٓ %90( ِٓ %47اٌغذٚي اٌغبثك)
رش ٜف ٟاٌؾٛافض ٚاٌؼالٚاد وّشرجخ صبٔ١خ رؤر ٟثؼذ اٌض٠بدح ف ٟاألعش ،وّب ٔغذ ٔغجخ ِٓ %90( ِٓ %38اؽظبئ١خ اٌغذٚي
اٌغبثك رش ٜاٌزشل١خ وّشرجخ صبٌضخ)
ِٚب ٠زشف ِٓ اؽظبئ١بد اٌغذٚي أْ اٌؼّبي ف ٟؽبعخ ِب ٌزؾغِ ٓ١ذاخٍٚ ُٙاٌؾفبظ ػٍ ٝاٌمذسح اٌششائ١خ ألعشُ٘ (ٚاٌؾ١بح
ِبدح وّب ٠مبي)
أْ اٌزؾغ ٓ١اٌّبدٌٍ ٞؼّبي ٕ٠غض ػٕٗ رؾغٕب ِٓ إٌبؽ١خ األدث١خ ،ارا أسادد إٌمبثخ اٌذفبع ػٓ اٌّظبٌؼ اٌؼّبٌ١خ فبٌغجبق
إٌبؽ١خ اٌّبد٠خ ٌُٙ
227
عذٔل سلى (ٔ )30ئرا كبَذ أدثٛخ سرجٓب ؽغت أًْٛزٓب ثبنزذسٚظ؟
أشبسد ٔزبئظ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )28أْ ٔغجخ ٚ %31ػٕذِب ؽٍت ِٕ ُٙرشر١جٙب ؽغت أّ٘١زٙب ٚثبٌزذس٠ظ ِٓ %اٌّغّٛع
اٌىٌٍٍ ٟؼٕ١خ اٌّجؾٛصخ رش ٜأْ ِطبٌجٙب اٌّغزؼغٍخ أدث١خ ِٓ %19أطً ( %31عبءد ػٍ ٝسأط ٘زٖ اٌّطبٌت رؾغٌٛ ٓ١ائؼ
ٚلٛأ ٓ١اٌؼًّ ٔغجخ اٌؼّبي اٌز ٓ٠أعبثٛا ثٙزٖ اإلعبثخ اٌغبثمخ ف ٟاٌغذٚي اٌغبثك)
وّب ٔغذ ٔغجخ ِٓ %12اٌؼّبي اٌّجؾٛص ِٓ( ٓ١أطً ٚ %31اٌز ٓ٠أعبثٛا ثى ْٛاٌّطبٌت اٌّغزؼغٍخ ٌذ ُٙ٠أدث١خ ف ٟاٌغذٚي
اٌغبثك) ٠ش ْٚأْ اٌضمبفخ اٌؼّبٌ١خ ٌٍّطٍت ِغزؼغً وّشرجخ صبٔ١خٔٚ ،شٔ ٜغجخ ِ ِٓ %10غّٛع اٌؼّبي ِٓ %31اٌغذٚي
اٌغبثك ثى ْٛرؾغ ٓ١اٌجشاِظ اٌغ١بع١خ وّشرجخ صبٌضخٚ ،اٌم ُ١اٌذ١ٕ٠خ عبءد وّشرجخ ساثؼخ ثٕغجخ ِ ِٓ %8غّٛع %31
اٌغبثمخ
228
ِب ٠غزشف ِٓ ٔزبئظ اٌغذٚي أػالٖ أْ اخزالف األطٕبف اٌؼّبٌ١خ ٌٍّئعغخ ِىبْ اٌجؾش (اإلؽبساد اٌّٙشح اٌزٕف١ز) ٌ١غٛا
ِزغب ٓ١٠ٚف ٟاٌمذسح اٌششائ١خ ٚاٌّذاخً ٚاألعٛس ٚوزٌه فؼً اٌىفبٌخ األعش٠خ ِٚب ٕ٠غش ػٓ رٌه ِٓ رىبٌ١ف
ٚثبٌزبٌ ٟرٕٛػذ اٌّطبٌت ثِ ٓ١بد٠خ ٚأدث١خ ٚرفؼ ً١اٌؼّبي ٌّطبٌت آر١خ د ْٚأخشٜ
229
عذٔل سلى (ٕٚ )31ضؼ ْم انُمبثخ انز ٙرُزً ٙئنٓٛب رغؼٗ نزؾمٛك انًظبنؼ انًبدٚخ ا
ٚارا وبٔذ ِطبٌت اٌؼّبي ثبٌّئعغخ ِىبْ اٌجؾش لذ رٕٛػذ ثِ ٓ١بد٠خ (ٚ )%69أدث١خ (ِ ِٓ )%31غّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛصٓ١
عذٚي سلُ ( )28اٌغبثك فّب اٌّطبٌت اٌز ٟرغؼ ٝإٌمبثخ ٌزؾم١مٙب ٌٍؼّبي؟
ٔغجخ ِ ِٓ %66غّٛع اٌىٌٍ ٟألفشاد اٌّجؾٛص ٓ١رش ٜأْ إٌمبثخ رغؼٌ ٝزؾم١ك ِطبٌت ِٚضا٠ب ِبد٠خٚ ،ارا أػفٕب أٌ ُٙ١غجخ
ِٓ %26اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١فبْ ٔغجخ ِٓ %92اٌّغّٛع اٌىٍ ٟإلفشاد اٌؼٕ١خ ثبٌّئعغخ ِىبْ اٌجؾش ،رشٜ
أْ إٌمبثخ رغؼٌ ٝزؾم١ك اٌّطبٌت اٌّبد٠خ ٌٍؼّبي
٠ٚفغش ٘زٖ إٌز١غخ أْ إٌمبثخ اٌؾبٌ١خ رٍؼت دٚسا ِّٙب ف ٟؽ١بح اٌؼبٍِ ٓ١ثفّٙٙب ٌؾبع١برٚ ُٙاؽز١بعبر ٟ٘ٚ ،ُٙثزٌه ّ٠ىٓ أْ
رٕبي سػبُ٘ ٚارؾبدُ٘ ِؼٙب ٚرشجز ُٙثٙب وٕمبثخ ٚؽ١ذح ف ٟاٌّئعغخ
وّب ٔغزشف ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أْ اٌفشٚق ث ٓ١اعبثبد ػّبي اٌٛؽذاد اٌضالصخ ثفئبرٙب اٌضالص١خ ٌ١غذ ثزاد دالٌخ اؽظبئ١خ
ّ٠ىٓ االػزّبد ػٍٙ١ب ف ٟرفغ١ش ٔزبئظ اٌجؾش
230
عذٔل سلى ()32
ِٓ ث ٓ١اٌؼٛاًِ اٌز ٟرٙض صمخ اٌؼّبي ثٕمبثز٠ٚ ُٙمًٍ اٌزؼب ْٚث ُٕٙ١وٙٔٛب (إٌمبثخ)
رؾمك ِظبٌؼ شخظ١خ ألػؼبئٙب ػٍ ٝؽغبة اٌّطبٌت اٌغّبػ١خ ٌٍؼّبي
٠ؾذس ٘زا ف ٟاٌغبٌت ؽّٕ١ب رم َٛاداسح اٌّئعغخ ـ ِضال ـ ثزّ ً١١أػؼبء إٌمبثخ
ف ٟطفٙب ػذ اٌؼّبي فزمؼ( ٟاإلداسح ) ٚرؾمك ِظبٌؼ ٘ئالء األفشاد إٌمبث،ْٛ١
ٚرزغبػ ٝػٓ رؾم١ك اٌّظبٌؼ اٌغّبػ١خ ٌٍؼّبي
ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِٓ % 41اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼّبي
اٌّجؾٛص ٓ١رش ٜأْ إٌمبثخ رؾمك ِظبٌؼ شخظ١خ ػٍ ٝؽغبة ِطبٌت اٌؼّبي
اٌغّبػ١خ
ِٚب ٠فغش ٘زٖ إٌز١غخ أْ عضء ِٓ اٌؼّبي غبٌجب ِب ٠ى ِٓ %40 ْٛاٌّغّٛع اٌىٍٟ
ٌالفشاد اٌّجؾٛصٚ ٓ١ف ٟاؽظبئ١بد عذاٚي ػذ٠ذح عبثمخ ٠ؼزجش٘ب اٌشه ف ٟرظشف
إٌمبثخ عٛاء الٔخفبع ِغزٛا٘ب اٌزؼٍ ّٟ١أٌ ٚؼذَ اؽالػٙب ػٍ ٝأِٛس رغ١١ش
ٚلٛأ ٓ١إٌمبثخ
231
عذٔل سلى (ٕٚ )33ضؼ شكم رؾمٛك انًطبنت انؼًبنٛخ ف ٙانٕؽذاد يكبٌ انؼًم
رغزخذَ إٌمبثخ صالصخ ٚعبئً ٌٍذفبع ػٓ ؽمٛق اٌؼّبي :ٟ٘ٚاٌؼًّ اٌغّبػٚ ،ٟاٌّفبٚػخ اٌغّبػ١خٚ ،اإلػشاة ،فىٍّب وبْ
اٌؼًّ عّبػ١ب ػبدد اٌفبئذح ٌٍغّ١غ ِجذأ ٘زا اٌؼًّ ٘ ٛاٌزؼبٚ ْٚاالرؾبد١ٌٚ ،ظ االٔفشاد اٌز٠ ٞئد ٞغبٌجب اٌ ٝرمغ ُ١اٌؼّبي
ٚاؽالي اٌظشاع فّ١ب ث ُٕٙ١أ ٚثٚ ُٕٙ١ث ٓ١إٌمبثخ
أِب اٌشىً االٔفشاد ٞاٌغّبػ ٟف ٛٙف ٟاٌغبٌت أؽغٓ األشىبي رٌه أْ إٌمبثخ رغزط١غ ؽً اٌّشبوً اٌفشد٠خ ٚاٌغّبػ١خ ػٍٝ
ؽذ عٛاء ٚثزٌه رؾمك االٔغغبَ اٌفؼبي داخً اٌّئعغخ ث ٓ١اٌؼّبي ِٓ عٙخ ِٓٚ ،عٙخ أخش ٜث ٓ١اٌؼّبي ٚإٌمبثخٕ٘ٚ ،بن
ثؼغ اٌّظبٌؼ رؾممٙب إٌمبثخ ثشىً أفشاد ٞدِ ْٚشبسوخ اٌؼّبي وبٌّفبٚػبد ثٕٙ١ب ٚث ٓ١اإلداسح ـ ٚرٌه ٌظبٌؼ اٌؼّبي ـ ف١ظجؼ
اٌشىً االٔفشاد ٞأؽغٓ األشىبيٚ ،ارا ػغضد إٌمبثخ ػٓ رؾم١ك اٌّظبٌؼ ثٙزا اٌشىً (االٔفشادٌ )ٞغؤد اٌ ٝرؼجئخ اٌؼّبي
ٌؾً اٌّشىً أ ٚاٌّشبوً عّبػ١ب عٛاء ػٓ ؽش٠ك اإلػشاة أٚ...ٚعى ْٛاٌشىً االٔفشاد ٞاٌغّبػ ٟوبْ رفبٚع اإلداسح اٌؼّبي
عّ١ؼب ثّب ف ُٙ١إٌمبثخ ٠ٚزفم ْٛػٍ ٝاٌؾٍٛي
ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِ ِٓ %49غّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١رش ٜأْ إٌمبثخ رغزخذَ شىً االٔفشادٞ
اٌغّبػٌٍ ٟؼغؾ ػٍ ٝاإلداسح ٚرؾم١ك اٌّظبٌؼ
232
ٚرشٔ ٜغجخ ِٓ %31اٌّغّٛع أْ إٌمبثخ رغزخذَ اٌشىً االٔفشاد ٞف ٟعج ً١رؾم١ك اٌّطبٌت اٌؼّبٌ١خٔٚ ،غذ ٔغجخ %20
ِٓ ِغّٛع اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١رش ٜأْ إٌمبثخ رغزؼًّ اٌشىً اٌغّبػٌ ٟزؾم١ك اٌّطبٌت اٌؼّبٌ١خ ،ثّٕ١ب ٔغذ أْ اٌفشٚق ثٓ١
اإلعبثبد اٌؼّبٌ١خ فِ ٟخزٍف األطٕبف ِٚخزٍف اٌٛؽذاد ِزمبسثخ ١ٌٚغذ ثزاد دالٌخ اؽظبئ١خ
ٔخٍض اٌ ٝأْ إٌمبثخ ف ٟاٌّئعغخ ِ١ذاْ اٌجؾش رغزخذَ عّ١غ األشىبي ٌٍّطبٌجخ ٚاٌؼغؾ ِٓ اعً اٌؾظٛي ػٍ ٝإٌّبفغ
ٚاٌّضا٠ب ٌٍؼّبي.
233
عذٔل سلى ( )34ال ًٚكٍ رؾمٛك انًظبنؼ انشخظٛخ ئال ف ٙانؼًم
رج ِٓ ٓ١اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك 33أْ إٌمبثخ رغزؼًّ صالصخ أشىبي (فشد،ٞ
عّبػ ،ٟفشد ٞعّبػٌٍّ )ٟطبٌجخ ثّطبٌت اٌؼّبي
ف ٟٙرغزخذَ اٌزّضً اٌفشد ٞالً ِٓ اٌشىٍ ٓ١ا٢خشٌٙٚ ،ٓ٠زا ف ٟٙرفؼً اٌؼًّ
اٌغّبػ ٟػٍ ٝاٌفشدٞ
رؤر ٟاؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ ٌزئوذ ٔزبئظ اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ،33ار رئوذ
أْ ٔغجخ ِ ِٓ %66غّٛع ػّبي اٌٛؽذاد اٌضالصخ ٚاألطٕبف اٌّ١ٕٙخ رش ٜأْ إٌمبثخ
رم َٛثزؾم١ك اٌّظبٌؼ اٌشخظ١خ ٌٍؼّبي ثطش٠مخ اٌؼًّ اٌغّبػٟ
أْ ؽش٠مخ اٌؼًّ اٌغّبػ ٟرم َٛػٍ ٝاششان اٌؼبٍِ ٓ١ف ٟاٌٛطٛي اٌ ٝاٌؾٍٛي ٌٛٚ
وبٔذ اٌّشبوً شخظ١خ ال رّظ وً اٌؼّبي
ٚالشه أْ ٘زٖ اٌٛعٍ١خ رئد ٞاٌ ٝص٠بدح اٌضمخ ث ٓ١اٌؼّبي ٔٚمبثزٌ ُٙم١بِٙب ػٍٝ
ِجذأ اٌزشبٚس ث ٓ١ششوبء اٌؼًّ
234
عذٔل سلى ( )35انؼًبل ال ٚغزطٛؼٌٕ انزًٛٛض ث ٍٛانًظبنؼ انًبدٚخ
ٔاألدثٛخ
٠ؼزّذ ِؼبًِ اٌزّ١١ض ث ٓ١األش١بء ػٍِ ٝؼبًِ اٌزفؼ ً١ثٕٙ١ب ،فىٍّب اعزطبع
اٌزّ١١ض ث ٓ١اٌمؼب٠ب ٚاألش١بء اٌز ٟر ُّٙٙوٍّب اعزطبػٛا اٌزفظ ً١ثّٕٙ١ب
ٚاخزبس٘ٚب اخز١بسا ِٕبعجب ٠غزط١ؼ ِٓ ْٛخالٌٗ اشجبع ِخزٍف اٌؾبعبد ـ فًٙ
٠غزط١غ اٌؼّبي اٌزّ١١ض ث ٓ١اٌّظبٌؼ اٌّبد٠خ ٚاألدث١خ؟ أَ ال ـ
اإلعبثخ رش١ش اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ اٌؼّبي ٠غزط١ؼ ْٛاٌزّ١١ض ثّٕٙ١ب ثٕغجخ
ِ ِٓ %69غّٛع ػّبي اٌٛؽذاد اٌضالصخ ثىبًِ األطٕبف اٌّ١ٕٙخٚ ،ال رّ١ض ثٓ١
اٌّظبٌؼ اٌّزوٛسح
ٚاٌّالؽع أٙب ال رٛعذ فشٚق راد دالٌخ اؽظبئ١خ ث ٓ١اعبثبد ػّبي ٚفئبد اٌٛؽذاد
اٌضالصخ.
235
عذٔل سلى ( )36انُمبثخ رخف ٙأْذافب يبدٚخ ٔساء أْذاف أدثٛخ
٠مجً اٌؼبًِ ػٓ اٌؼًّ ٌزؾم١ك ٘ذف ٓ١سئ١غِ ،ٓ١١بدٚ ٞأدثِ( ٟؼٕ٠ )ٞٛزّضً اٌٙذف اٌّبد ٞف ٟرؾم١ك األعش ٍِٚؾمبرٗ،
ثّٕ١ب ٠زّضً اٌٙذف األدث ٟفِ ٟىبٔخ اٌؼبًِ ف ٟاٌّئعغخ ٍِٚؾمبرٙب ِٓ رشل١خ ٌٛٚؽبد ششف ٚل ُ١د١ٕ٠خٚ ..رؼًّ إٌمبثخ
عب٘ذح ف ٟرؾم١ك اٌٙذفِ ٓ١ؼب ٚفك خطؾ ٚثشاِظ رؼذ٘ب خظ١ظب ٌزٌه ٠شبسن اٌؼّبي ف ٟثشِغزٙب ٚرطج١مٙب ٚفك ِب رٕض ػٍٗ١
اٌمٛأٓ١
ٚارا وبْ اٌؼّبي ٠فؼٍ ْٛرؾم١ك اٌٙذف اٌّبد ٞلجً األدث ٟفؼٍ ٝإٌمبثخ ِشاػبح رٌهٚ ،ػٍٙ١ب رغج١ك اٌّبد ٞػٍ ٝاألدثٚ ،ٟال
٠غٛص ٌٙب اخفبء ٘ذف ِؼٚ ٓ١ساء ٘ذف أخش ،أ ٚرزظب٘ش ثزؾم١ك ٘ذف اعزّبػٚ ٟساء رؾم١ك أ٘ذاف ِبد٠خ
ِضً ٘زا اٌزظشف (اٌغٍٛن) غبٌجب ِب ٠ئد ٞاٌ٘ ٝشبشخ اٌضمخ ٚصػضػزٙب ثِّ ٓ١ضٍ ٟإٌمبثخ ٚاٌؼّبي٠ ،ئد ٞاٌ ٝؽذٚس غّٛع
ٚػذَ شفبف١خ رطج١ك اٌٍٛائؼ ٚاٌمٛأٚ ..ٓ١غبٌجب ِب ٠ئد ٞرٌه اٌ ٝؽذٚس طشاع ٔمبث ٟػّبٌ ٟف ٟاٌّئعغخ
ِٓ اؽظبئ١بد اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِٓ %34اٌّغّٛع اٌىٍ ٟألفشاد اٌؼٕ١خ ثفئبرٙب ٚٚؽذارٙب اٌضالصخ رش ٜثبْ إٌمبثخ
رخف ٟأ٘ذافب ِبد٠خ ٚساء أ٘ذاف اعزّبػ١خ ثّٕ١ب ِٓ %66اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼٕ١خ رش ٜثؼذَ ل١بَ إٌمبثخ ثبخفبء أ٘ذاف ِبد٠خ
ٚساء أ٘ذاف اعزّبػ١خ
ٔغزشف ِٓ ٘زٖ إٌز١غخ أْ ٌ١ظ وً اٌؼّبي ػٍ ٝدسا٠خ ثجشاِظ إٌمبثخ ٠ٚم ّْٛ١عٍٛن إٌمبثخ ثّب ٠ؾمم٘ ِٓ ٖٛذف ِبدٞ
236
عذٔل سلى ( )37نهُمبثخ يٕاسد يبنٛخ
ثطج١ؼخ اٌؾبي فبْ أل ٞرٕظٔ ُ١مبثِٛ ٟاسد ِبٌ١خ ٠مش٘ب لبٔ ْٛاٌؼًّ ٠ٚئوذ ػٍٚ ٝعٛة اؽالع اٌؼّبي ػٍٙ١ب ٚػٍ ٝو١ف١خ
رغ١١ش٘ب ٌذؽغ ػٛاًِ اٌشه ٚاٌغّٛع ٚػذَ اٌشفبف١خ ف ٟاٌزغ١١ش
ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ رج ٓ١أْ ٔغجخ ِٓ %79اٌّغّٛع اٌىٍ ٟألفشاد اٌؼٕ١خ ٌفئبد اٌٛؽذاد اٌضالصخ رش ٜثؤٔٙب ػٍ ٝاؽالع
ثبٌّٛاسد اٌّبٌ١خ ١ٌٚظ ٌٍفشٚق ث ٓ١ػّبي اٌٛؽذاد اٌضالصخ دالٌخ اؽظبئ١خ ّ٠ىٓ االػزّبد ػٍ ٗ١ف ٟرفغ١ش إٌز١غخ
وّب ٠غت اإلشبسح اٌ ٝأْ اٌؼّبي ٚاٌزّ٠ ٓ٠ضٍٔ ْٛغجخ ِٓ %21اٌّغّٛع اٌىٍ ٟألفشاد اٌفئبد ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ٚاٌزُ٘ ٓ٠
ٌ١غٛا ػٍ ٝاؽالع ثبٌّٛاسد اٌّبٌ١خ ٌٍٕمبثخ لذ ال ٠ؾؼش ْٚاالعزّبػبد اٌذٚس٠خ اٌز ٟرؼمذ٘ب إٌمبثخ – ؽغت اٌمبٔ – ْٛأِٓ ُ٘ ٚ
اٌفئبد األِ١خ اٌز ٓ٠ال ِ ُّٙٙ٠ضً ٘زٖ اٌّؼٍِٛبد
237
عذٔل سلى ( )38يظبدس انًٕاسد انًبنٛخ نهُمبثخ
ِٓ اؽظبئ١بد اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )37رج ٓ١أْ ٔغجخ (ِ ِٓ )%79غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ُ٘ ػٍ ٝاؽالع ثبْ ٌٍٕمبثخ ِٛاسد ِبٌ١خ
ف٠ ًٙذسن ٘ئالء اٌؼّبي ِظبدس ٘زٖ اٌّٛاسد؟
ٔغجخ ٘ ِٓ %100ئالء ٠ش ْٚأْ ِظذس٘ب االشزشاوبد اٌز٠ ٟمذِٙٔٛب ٌالٔخشاؽ ف ٟإٌمبثخٔٚ ،غجخ ٌّ ُِٕٙ %79.74خزٍف
اٌفئبد ٚاٌٛؽذاد رش ٜثىٙٔٛب رمزطغ ِٓ دخً اٌؼّبي (ٌٍ %3خذِبد االعزّبػ١خ) ٔٚغجخ 5 ُِٕٙ %64.55أِ ِٓ ٞغّٛع
اٌؼّبي )%79رش ٜثبْ ِظذس اٌّٛاسد اٌّبٌ١خ ٠ؼٛد اٌ ٝأْ إٌمبثخ رم َٛثبعزضّبس ثؼغ إٌّشئبد اٌخذِ١خ (وىشاء ِؾالد ِضال)
٠ؼٛد دخٍٙب اٌ١ِ ٝضأ١خ إٌمبثخ
وّب رشٔ ٜغجخ ِٓ %53.16أطً %79أْ ِظذس اٌّٛسد اٌّبٌٌٍٕ ٟمبثخ ٠ؼٛد اٌِ ٝغبّ٘خ اٌذٌٚخ
238
ٚإٌز١غخ أْ ِظذس اٌّٛاسد اٌّبٌ١خ ٠ؤر ٟػٓ ؽش٠ك االشزشاوبد ٌالٔخشاؽ ف ٟإٌمبثخ ِٓٚالزطبع دخً اٌؼّبي ِٓٚاعزضّبساد
ثؼغ إٌّشآد اٌزبثؼخ رغ١١ش٘ب ٌٍٕمبثخ ِ ِٓٚغبّ٘خ اٌذٌٚخ
٠ٚؤر ٟاٌفشٚق ف ٟاالعزغبثبد ثِ ٓ١خزٍف اٌفئبد (اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ) ٌّخزٍف اٌٛؽذاد وشد فؼً ٌالؽالع ِٓ ػذِٗ ٌٙزٖ
اٌّٛاسد ٚاال٘زّبَ ثزٌه
239
عذٔل سلى (ٕٚ )39ضؼ انًغزفٛذ األكجش يٍ انًٕاسد انًبنٛخ
دٌذ اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ ( )37أْ ٔغجخ ِٓ %79اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ٌألطٕبف اٌّ١ٕٙخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ػٍ ٝػٍُ ثّٛاسد
اٌّبٌ١خ ٌٍٕمبثخ عذٚي سلُ ()38
ٚثّب أْ ِظبدس ٘زٖ اٌّٛاسد ِٓ دخً اٌؼّبي (االشزشاوبد +االلزطبع ِٓ األعش) ٚوزٌه ِٓ اعزضّبس اٌخذِبد ِٓٚاٌذٌٚخ
إلػبٔز ،ُٙفبٔٙب ِٓ اٌّفشٚع رؼٛد ػٍ ُٙ١ف ٟشىً خذِبد أ ٚؽٛافض أ ٚعٛائض أ ٚاػبٔبد أ ٚلشٚعٚ ...ػٍ ٝاأللً ٠ىِٓ ْٛٔٛ
اٌّغزف١ذ األوجش ِٓ ٘زٖ األِٛاي
رٛػؼ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ ٔغجخ ِ ِٓ %72.15غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ ٚاٌز٠ ٓ٠ؼٍّ ْٛثٛعٛد ِٛاسد ِبٌ١خ ٌذ ٜإٌمبثخ ٠ٚؼشفْٛ
ِظذس٘ب ٚثٕغجخ ِٓ %79اٌّغّٛع اٌىٌٍٍ ٟؼٕ١خ ،رش ٜأْ اٌّغزف١ذ األوجش ِٓ أِٛاي إٌمبثخ ٠ؼٛد اٌ ٝاٌؼّبي ثّٕ١ب رشٔ ٜغجخ
ِٓ %58.22أطً %79أٙب أٔ ٞمبثخ ٘ ٟاٌّغزف١ذ األوجش ِٓ ٘زٖ األِٛاي ،ثّٕ١ب رشٔ ٜغجخ ِٓ %31.64أطً ِٓ %79
اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ أْ اإلداسح ٘ ٟاٌز ٟرغزف١ذ ثبٌمذس األوجش ِٓ أِٛاي إٌمبثخ
240
ٚإٌز١غخ أٗ ارا ٔظشٔب اٌ ٝأػؼبء إٌمبثخ أ ٚأػؼبء اإلداسح ٔغذُ٘ ػّبال ٠غبّ٘ ْٛف ٟأِٛاي إٌمبثخ ِضٍِ ُٙضً غ١شُ٘ ِٓ
اٌؼّبي اٌّجبششٌ ٓ٠إلٔزبطٚ ،ػٍ ِٓ ٗ١ؽم ُٙاالعزفبدح ِٓ ٘زٖ األِٛاي ٚارا فشلٕب ث ٓ١إٌمبثخ ٚاإلداسح ٚاٌؼّبي ٔغذ ِٓ اؽظبئ١خ
اٌغذٚي أػالٖ أْ اٌؼّبي ُ٘ اٌّغزف١ذ األوجش ِٓ ٘زٖ األِٛاي
241
عذٔل سلى ( )40ػُذيب ال رزؾمك انًظبنؼ أٔ رؼبق – يب انٕعبئم انزٚ ٙهغأ ئنٓٛب انؼًبل ػبدح – إلعجبس انُمبثخ ٔ
انًغإٔن ٍٛػهٗ رؾمٛمٓب
ف٘ ٟزٖ اإلؽظبئ١خ أعبة وً اٌؼّبي ثّخزٍف اٌفئبد ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ثؤٔ ُٙال ٍ٠غئ ْٛاٌ ٝاإلػشاة وٛعٍ١خ ٌؾً ِشبوٍُٙ
عٛاء ِغ إٌمبثخ أِ ٚغ اإلداسح
ثّٕ١ب ألشد ٔغجخ ِ ِٓ %64غّٛع اٌؼّبي ثّخزٍف اٌفئبد ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ثىٍ٠ ُٙٔٛغئ ْٛاٌ ٝرمذ ُ٠اٌشىبٌٍٕ ٜٚمبثخ
ٌٚإلداسح ٌٍّٚغئ ٓ١ٌٛاٌز ٓ٠ث١ذُ٘ ارخبر اٌمشاس ثّٕ١ب أعبثذ ٔغجخ ِ ِٓ %39غّٛع اٌؼّبي ثّخزٍف اٌفئبد ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ
ثىٙٔٛب رٍغؤ اٌ ٝرم١١ذ اإلٔزبط وٕٛع ِٓ االؽزغبطٔٚ ،غجخ ِ ِٓ %58غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ (اٌفئبد اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ)
ثىٙٔٛب رٍغؤ اٌ ٝاٌّفبٚػبد ثّٕ١ب ألشد ٔغجخ ِ ِٓ %32غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ (اٌفئبد اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ) ثىٙٔٛب رٍغؤ
اٌ ٝأعٍٛة االؽزغبط ٌٍزؼج١ش ػٓ اٌززِش ٚاٌغخؾ ِٓ عشاء ػذَ رؾم١ك اٌّظبٌؼ أ ٚاػبلزٙب
ِّٙٚب ٠ىٓ فٍ ٛلّٕب ثزشر١ت األعبٌ١ت اٌّغزؼٍّخ ِٓ ؽشف ػّبي اٌّئعغخ (عّ١ؼب ٔغذ أٙب رجذأ ثبٌشىب ٞٚصُ اٌّفبٚػبد،
صُ االؽزغبط ٚف ٟاالخ١ش رم١١ذ اإلٔزبط ٛ٘ٚأعٍٛة ٠ىبد ٠ىٔ ْٛبدسا ف ٟاٌّئعغخ
242
عذٔل سلى ( )41يب انطشق انز ٙرغزخذيٓب انُمبثخ ػبدح نؾًبٚخ انًظبنؼ أٔ نهؾظٕل ػهٗ يطبنت عذٚذح
رؤر ٟاؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ ٌزئوذ اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ (ٚ )40اٌز ٟرىشف ػٓ اٌٛعبئً اٌزٍ٠ ٟغب اٌؼّبي اٌٝ
اعزخذِٙب ػٕذِب ال رزؾمك ِظبٌؾ ُٙأ ٚرؼبق ،فّب اٌطشق اٌز ٟرغزخذِٙب إٌمبثخ ٌؾّب٠خ اٌّظبٌؼ أٌٍ ٚؾظٛي ػٍِ ٝطبٌت
عذ٠ذح رٛػؼ اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ اٌؼّبي ثّخزٍف اطٕبف ُٙاٌّ١ٕٙخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ اٌّجؾٛصخ ٚثٕغجخ %79أْ ٔمبثزُٙ
ٚثغشع ؽّب٠خ ِظبٌؼ اٌؼّبي أ ٚاٌؾظٛي ػٍِ ٝطبٌت عذ٠ذح ٌ ُٙرم َٛثّغبع ٌذ٘ٚ UGTA ٜزا ِب ٛ٠ػؼ أْ ٌٙب ػاللخ فٛل١خ،
وّب أعبثذ ٔغجخ ِٓ %73اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١األطٕبف اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ثىٔ ْٛمبثز ُٙرٍغؤ اٌ ٝاإلداسح (اداسح اٌّئعغخ)
وّب أْ ٔغجخ ( %42اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ) رش ٜأْ إٌمبثخ رٍغب اٌ ٝرؼجئخ اٌؼّبي ٘ٚزا آخش أعٍٛة رغزخذِٗ إٌمبثخ ،ارْ ّ٠ىٓ لشاءح
اٌغذٚي ثبْ إٌمبثخ رجذأ ثطشػ اٌّشىً ػٍٔ ٝمبثخ UGTAصُ اإلداسح صُ رم َٛثزؼجئخ اٌؼّبي ٚأخ١شا االؽزغبط ٚرٛل١ف اٌؼًّ وؾً
ٔٙبئٟ
243
عذٔل سلى ( )42رشجش انؼًبل ثجمبء َمبثخ
٠شرجؾ ػبًِ ثمبء اٌؼبًِ ف ٟاٌّئعغخ ٚرشجضٗ ثبٌٕمبثخ اٌز ٟرذ٠ش ٚرذافغ ػٓ ِظبٌؾٗ ،ثّذ ٜاعزفبدرٗ ِبد٠ب ٚأدث١ب ِٓ ػبئذاد
اٌؼًّ اٌز٠ ٞم َٛثٗ
ٚرٍؼت إٌمبثخ دٚسا وج١شا ف ٟرؾم١ك االؽز١بعبد ٚاشجبػٙب ٌٍؼبًِ ٚػٍ ٗ١فىٍّب ؽظً اإلشجبع وٍّب رشجش اٌؼبًِ ثبٌٕمبثخ
ٚأخشؽ فٙ١ب ٚدافغ ػٕٙب ٚاعزغبة ٌطٍجبرٙب ٚٚلف ٚساء٘ب ٌؾّب٠زٙب ٚاألِش ِزجبدي ث ٓ١إٌمبثخ ٚاٌؼبًِ ف ٟٙرذافغٖ ػٕٗ ٚػٓ
ِظبٌؾٗ٠ ٛ٘ٚ ،ذافغ ػٕٙب ٚػٓ ثمبئٙب ٚاعزّشاس٠زٙب ،ف٠ ًٙزشجش اٌؼبًِ ف ٟاٌّئعغخ ثبٌٕمبثخ اٌؾبٌ١خ UGTA
اْ رشجش اٌؼّبي اٌّجؾٛص ٓ١ثٕمبثخ ٠ UGTAؼٕ ٟسفؼ ُٙإٌمبثبد اٌّغزمٍخ اٌز ٟرّخؼذ ػٕٙب ثفؼً لبَٔ1988 ْٛ
ٔغجخ ِٓ %66اٌّغّٛع اٌىٍ ٟألفشاد اٌؼٕ١خ (أطٕبف اٌؼّبي ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ) ٠زشجض ْٛثٕمبثخ UGTAسثّب الػزمبدُ٘ أٙب
ِؼزّذح ِٓ ؽشف اٌذٌٚخ فِ ٟئعغخ ػبِخ ٔٚغذ ٔغجخ ِٓ %34أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ال ٠زشجض ْٛثٙب ِّب ٠فغش سثّب ػذَ
رؾم١مٌّ ُٙظبٌؾ ُٙػجش ٘زٖ إٌمبثخ
ٔغزٕزظ أْ ٔغجخ وج١شح ِٓ اٌؼّبي األطٕبف اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ ٠ش٠ذ ْٚثمبء ٔمبثخ UGTAثبٌّئعغخ ِىبْ اٌجؾش
244
انغذٔل سلى ( )43يب االلزشاؽبد انزُٚ ٙشذْب انؼًبل إليكبٌ ئطالػ ٔضغ انُمبثخ ؽبنٛب؟
ِٓ اؽظبئ١خ اٌغذٚي اٌغبثك سلُ (ٔ )42غذ ٔغجخ ِٓ %66أفشاد اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ ٠ش٠ذ ْٚثمبء ٔمبثز ُٙربثؼخ ٌـ٠ٚ :زشجض ْٛثٙب أٞ
٠ش٠ذ ْٚثمبء أخشاؽ ُٙػّٕٙب ،فّب االلزشاؽبد اٌز٠ ٟشٙٔٚب إلطالؽٙب ٚعؼٍٙب أؽغٓ ِّب ٘ ٟػٍ ٗ١اْ٢
رش١ش اؽظبئ١خ اٌغذٚي أػالٖ أْ ٔغجخ ِ ِٓ %76غّٛع أفشاد اٌؼٕ١خ (األطٕبف اٌضالصخ ٌٍٛؽذاد اٌضالصخ) رمزشػ ثبػطبئٙب طالؽ١بد
أوضش ٌزٍؼت دٚسا اوجش ف ٟؽ١بح اٌؼبٍِٚ ٓ١رؾم١ك ؽبع١برِٚ ُٙظبٌؾ ُٙاٌّبد٠خ ٚاألدث١خ ٚرمزشػ ٔغجخ ِٓ %54اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ
اػبدح ٘١ىٍخ إٌمبثخ ٚرغذ٠ذ لٛإٔٙ١ب ثّب ٠زّبشِ ٝغ اٌٛػغ االعزّبػ ٟاٌؾبٌٌٍ ٟؼّبي
ثّٕ١ب رمزشػ ٔغجخ ِٓ %44اٌؼٕ١خ اٌىٍ١خ اػبدح رٕظ ُ١إٌمبثخ ِٓ إٌبؽ١خ اإلداس٠خ ِٓٚإٌبؽ١خ اٌّبد٠خ ٚاألدث١خ صِٓ ٔبؽ١خ
اٌجشاِظ ٚاٌّشبس٠غ اٌّخٌٛخ ٌٍٕمبثخ
ٚرفغش ٘زٖ إٌز١غخ أْ اٌؼّبي ثّخزٍف أطٕبف ُٙثّخزٍف أطٕبفٚٚ ُٙؽذار ُٙال ٠ش٠ذ ْٚسؽ ً١إٌمبثخ ثً ٠ش٠ذ ْٚاطالؽٗ
245
-2النتائج العامة للبحث :
لكل دراسة علمٌة مجموعة من النتابج المختلفة التً تمس جوانب موضوع البحث و
مجاالته .
و رؼم توصل الدراسة تاى نتابج مختلفة و متعددة فان الموضوعٌة تفرض االلتزام بما
حددته تساإالت البحث و اهدافه و فرضٌاته .
ا – خاصٌة التشابه فً العمل الصناعً ٌ :تكون افراد مجتمع البحث من العمال المباشرٌن
لالنتاج فً الوحدات الثالثة ٌ ,تمٌزون بخاصٌة التشابه فً العمل الصناعً ( طحن مادة
لقمح ,او الشعٌر و الفرٌنة و تعلٌبها و تسوٌقها . ) ..
16% ب – خاصٌة االختالؾ فً منصب العمل :حٌث توجد ثالثة اصناؾ للعمل (
االطارات 34% ,المهرة 50% ,عمال التنفٌذ ) .
ج – خاصٌة االختالؾ فً السن :حٌث تتراوح اعمار افراد مجتمع البحث بٌن { 30سنة
– الى اكثر من 50سنة } .
86% د – خاصٌة الحالة الزواجٌة و االعالة :حٌث بٌنت نتابج استمارة البحث ان نسبة
منهم متزوجون و ٌعٌلون اطفاال .
ه – خاصٌة المستوى التعلٌمً الفراد مجتمع البحث :دلت النتابج على ان كل افراد العٌنة
متعلمون و لكنهم ٌختلفون فً مستوى التعلٌم حٌث ان 9%منهم جامعٌون ,و 21%لدٌهم
مستوى الثانوي ,و 34%لدٌهم مستوى المتوسط ,و 36%لدٌهم مستوى االبتدابً .
10سنوات – و – خاصٌة االقدمٌة فً العمل :تتراوح اقدمٌة افراد مجتمع البحث بٌن {
الى اكثر من 30سنة } ,اقدمٌة فً العمل بنفس المإسسة .
246
و ال شك ان هذه الخصابص ( السن ,االقدمٌة ,المستوى التعلٌمً ) تسمح بازدٌاد
استبصار هإالء المبحوثٌن بمختلؾ القضاٌا التً تدور و تربط عالقاتهم بالمإسسة مكان
العمل ,و خاصة النقابة التً تمثلهم و تدافع عن مصالحهم و تعبر احتٌاجاتهم المادٌة و
المعنوٌة ( كونهم متزوجون و ٌعٌلون اسرا ) .
كما تسمح هذه الخصابص للنقابة باخذ اراء هإالء العاملٌن و مشاركتهم فً اتخاذ
القرارات المناسبة سواء فٌما تعلق بالمفاوضات الجماعٌة او االسالٌب التً تتخذها النقابة
دفاعا عن الحقوق و المصالح .
فما نظرة هإالء المبحوثٌن الى النقابة من حٌث تنظٌمها و هٌكلتها و المطالب التً
تدافع عنها ؟
من خالل التتبع المٌدانً لبٌانات البحث الكمٌة و التحلٌالت الكٌفٌة فً عنصر تبوٌب
البٌانات و تحلٌلها من الفصل .
نحاول التركٌز على مدى اجابة النتابج على تساإالت فرضٌات البحث .
{{ ٌتاثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بمدى قدرتها على الهٌكلة }} .
تبٌن من خالل احصابٌات الجداول الخاصة الختبار الفرضٌة الجزبٌة للبحث اعاله ان :
كل العمال بنختلؾ مستوٌاتهم المهنٌة منخرطون فً نقابة االتحاد العام للعمال
71% – 5اكثر من 20سنة } ,معظمهم و بنسبة الجزابرٌٌن باقدمٌة تتراوح بٌن {
مناضلٌن و 9%قٌادٌٌن و 20%منهم منخرطٌن فقط .
247
مع العلم انها النقابة الوحٌدة الموجودة على مستوى وحداتهم االنتاجٌة و هذا ما ٌفسر
ظاهرة االنتماء الجماعً لها اي عدم وجود بدابل او تعددٌة نقابٌة فً هذه المإسسة .
ٌشارك نسبة 85%من العمال المبحوثٌن بمختلؾ االصناؾ المهنٌة فً عملٌة انتخاب
الفرع النقابً للوحدة مكان العمل ,بنسبة 68%منهم ترى بنزاهة عملٌة االنتخاب ,و نجد
نسبة 32%المتبقٌة ترى بعدم نزاهتها لتدخل االدارة و تقدٌم نفس المترشحٌن و هً ؼٌر
شفافة و مزورة ...الخ .
و ما ٌفسر ذلك هو ان الدٌن ٌرون عدم نزاهة االنتخاب هم انفسهم الذٌن ال ٌشاركون
فٌه ( جدول رقم . ) 4
نسبة الذٌن ٌدفعون االشتراكات الى النقابة بلؽت 79%من العمال المبحوثٌن ,و تبقى
نسبة 21%منهم هم الذٌن ٌقرون بعدم نزاهة النقابة فً االنتخاب .
كما نجد نسبة 77%من العمال المبحوثٌن ترى بان النقابة تمثلهم تمثٌال صادقا ,و
نسبة 23%ترى بعدم المصداقٌة فً هذا التمثٌل كونهم ٌرون بعدم الدٌمقراطٌة و انعدام
الثقة و عدم تفهم مصلحة العمال و انحٌازهم الى االدارة و ٌفضلون عماال عن اخرٌن ,كل
هذا اضفى عدم مصداقٌة النقابة فً التمثٌل .
قدمت و اسنت و انها جزء من االدارة مع قدم برامجها و كونها تابعة لحزب جبهة
التحرٌر الوطنً ,ال ٌشعرون بوجودها .
اما الذٌن ٌرون بعدم االستؽناء عنها فهم ٌرون بكونها ( النقابة ) معتمدة من طرؾ
الدولة و قادرة على التفاوض و لها تجربة و خبرة فً التسٌٌر و لها كادرات مإهلة ,كما
ان لها معارؾ فً المركزٌة النقابٌة و فً الحكومة .
248
73%من و حول انحٌاز النقابة التً تمثلهم الى االدارة ام الى العمال ؟ اجابت نسبة
مجموع المبحوثٌن بكونها تنحاز الى العمال و لٌس الى االدارة .
82%من مجموع العمال بكون و هل تقوم بتعطٌل مصالح العمال ؟ اجابت نسبة
النقابة ال تقوم بتعطٌل مصالحهم و انها تسعى الى تحقٌقها بقدر االمكان .
نستشؾ مما سبق ان معظم العمال راضون عن النقابة بهٌكلتها الحالٌة ٌوضح ذلك
درجة و مستوٌات االنخراط ضمن صفوفها و درجة االقبال و المشاركة فً االنتخابات و
نزاهتها و من خالل دفع االشتراكات و اقرارهم بالتمثٌل الصادق لها و عدم استؽنابهم عنها
و هً ( اي النقابة تنحاز دابما الى العمال ) و ال تعمل على تعطٌل مصالحهم .
{{ ٌتاثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بقدرتها على التنظٌم }} .
ترتبط نتابج هذه الفرضٌة بنتابجالفرضٌة السابقة بحٌث ان عملٌة هٌكلة النقابة تتطلب
تنظٌما ٌسمح للنقابة بادارة و تسٌٌر شإون العاملٌن ,فقد بٌنت احصابٌات الجداول ( , 15
) 22 , 21 , 20 , 19 , 18 , 17 , 16هذه العالقة بحٌث اقرت نسبة 63%من مجموع
العمال المبحوثٌن بعملٌة تنظٌم النقابة و ذلك من خالل :وضوح برامجها و وضوح اهدافها
و لها قوانٌن تسٌرها ,و وضوح تنظٌمها و لها اجهزة تتولى نشر المعلومات .
بٌنما ترى نسبة 33%من مجموع المبحوثٌن انها ( النقابة ) ؼٌر منظمة لعدم وجود
والء بٌن اعضابها و هً ؼالبا ما تخفً اؼراضا سٌاسٌة وراء اهدافا اجتماعٌة ,و تمارس
نشاطا ملتوٌا عند الدفاع عن المطالب ,و جل نشاطها ٌقوم على التهدٌد دون التنفٌذ ,و ان
معظم افرادها لٌس لهم اخالصا فً العمل النقابً .
بٌنما ترى نسبة 75%من مجموع العمال بان نقابتهم تقوم بتهدٌد االدارة و هً تعلم
بنتابج هذا التهدٌد الذي ؼالبا ما ٌإدي الى التطبٌق .
249
و فً سإال عن اتحاد العمال و عملهم مع النقابة وفقا لما تضمنه لهم من مصالح ؟ و
حقوق و مزاٌا ؟
اجاب نسبة 58%من مجموع العمال باالٌجاب ,و انهم فعال ٌتلقون هذه المزاٌا و
الحقوق ,و اجاب نسبة 74%من مجموع العمال بان لٌس للنقابة عالقات فوقٌة تتمثل فً
رباسة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن او الحكومة او الرباسة ...و هل تستطٌع النقابة فً
21%من مجموع العمال بكونها تستطٌع تلبٌة هذه الحالة تحقٌق المظالب ؟ اجاب نسبة
احتٌاجات العمال البسٌطة و ؼالبا ما تفشل فً ذلك .
ٌستشؾ مما سبق ان اختالؾ المستوى المهنً للعمال المنخرطون ضمن صفوؾ
النقابة انعكس على رضاهم و عالقتهم بالنقابة ,اذ نجد 70%من مجموع العمال ( تقرٌبا )
30%من مجموع العمال ٌقرون بمستوى نقابتهم و بهٌكلتها و تنظٌمها ,بٌنما ترى نسبة
بعدم رضاهم عن مستوى الهٌكلة و التنظٌم بنقابة مإسستهم ,من هما ٌعكس اثر دور النقابة
فً المإسسة الصناعٌة و عالقته بقدرتها على هٌكلة و تنظٌم نفسها ٌظهر ذلك فً عالقتها
بالعمال و رضاهم عن مستوى ادابها .
{{ ٌتاثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بنوعٌة المطالب العمالٌة }} .
و هو ما ٌفسر انخفاض القدرة الشرابٌة للعمال مما انعكس على ازدٌاد احتٌاجاتهم ,و
10%فقط من باعتبار ان الدخل المادي ٌؽطً الجانب االدبً ( النعنوي ) فان نسبة
مجموع العمال ترى مطالبها ادبٌة تتمثل فً احٌاء القبم الدٌنٌة و البرامج السٌاسٌة و الثقافة
العمالٌة و كذلك لوابح و قوانٌن العمل .
250
و بذلك ٌتحدد دور النقابة متاثرا بهذه المطالب حٌث ان النقابة فً هذه المإسسة عبر
وحداتها االنتاجٌة الثالثة .
حٌث ترى نسبة 66%من مجموع العمال المبحوثٌن سعً النقابة الى تحقٌق المصالح
المادٌة للعمال قبل المصالح االخرى .
و تهدؾ النقابة الى االهتمام بالمصالح و المطالب االنٌة و ؼٌرها ,و ان تحقٌق
المصالح الشخصٌة ال بتم اال فً عمل جماعً بنسبة 66%من مجموع العمال المبحوثٌن ,
بٌنما ترى نسبة 69%من مجموع العمال المبحوثٌن ان العمال قادرٌن على التمٌٌز بٌن
المصالح و المطالب المادٌة و بٌن المصالح و المطالب الالمادٌة ( االدبٌة ) .
و فً سإال عن قٌام النقابة بتحقٌق مصالح شخصٌة العضابها على حساب مطالب
العمال الجماعٌة ,اجابت نسبة 59%من مجموع العمال المبحوثٌن بعدم قٌام النقابة بذلك ,
و عبرت نسبة 66%بعدم قٌام النقابة باخفاء اهداؾ مادٌة وراء اهداؾ ادبٌة .
و لكً تستطٌع النقابة لعب دورها فً سبٌل تحقٌق اهداؾ العمال و مصالحهم
فباالضافة الى اعانات الدولة و االقتطاع من اجور العمال و اشتراكات المنخرطٌن منهم
فانه ٌتكون لدٌها رصٌدا مالٌا تسد به احتٌاجات العمال فهل ٌعلم العمال ذلك ؟
نستشؾ مما سبق ان العمال فً هذه المإسسة مكان البحث ٌنشدون مطالب مادٌة قبل
ؼٌرها لسد احتٌاجاتهم امتنامٌة مع الء االسعار و انخفاض قدراتهم الشرابٌة .
251
و من هنا ٌتضح و ٌتاثر دور النقابة بهذه المطالب و علٌها رسم استراتٌجٌة خاصة
بتحقٌق هذه المطالب النه بدون تحقٌقها ٌإول العمل النقابً الى الفراغ .
ٌتاثر دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بنوعٌة االسالٌب التً تستعملها لتخقٌق {{
االهداؾ }} .
عندما تعاق االهداؾ او لم تتحقق فان النقابة تستعمل اسالٌب عدة الرؼام االدارة على
تلبٌة هذه االهداؾ المتمثلة فً حقوق العمال و مصالحهم المادٌة و االجتماعٌة و المهنٌة .
نسبة 64%من مجموع العمال المبحوثٌن ٌرون ان النقابة تستخدم اسلوب الشكوى
بداٌة ثم اسلوب االحتجاج ,ثم اسلوب تقٌٌد االنتاج و اخٌرا اجراء المفاوضات الجماعٌة مع
االدارة .
و من الطرق و االسالٌب التً تستخدمها النقابة عادة لحماٌة المصالح العمالٌة او
للحصول على مطالب جدٌدة فانها تقوم بتعببة العمال ثم التوجه الى االدارة ثم اجراء مساع
لدى نقابة التحاد العام للعمال الجزابرٌٌن على المستوى الوالبً .و اخٌرا اذا لم تنجح هذه
االسالٌب تلجا الى استخدام اسلوب االحتجاج و توقٌؾ العمل .
66% و لتوضٌح رضا المبحوثٌن عن اسالٌب العمل النقابً بالمإسسة فقد اجاب نسبة
من المجموع الكلً للعمال المبحوثٌن بتشبثهم ببقاء نقابتهم و ال بدٌل عنها .
اذن فان دور النقابة ٌتلخص فً نوعٌة االسالٌب التً تستخدمها قصد احتكاك الحقوق و
تحقٌق المصالح و اتباع حاجٌات العمال المهنٌة و االجتماعٌة .
252
- 3نتائج الفرضٌة العامة للبحث :
{{ ٌتحدد دور النقابة فً المإسسة الصناعٌة بجملة من العوامل الهٌكلٌة و التنظٌمٌة و
نوعٌة المطالب و االسالٌب المستخدمة لتحقٌق االهداؾ }} .
-للنقابة الحالٌة للمإسسة مكان البحث بوحداتها االنتاجٌة الثالث نقابة مهٌكلة ضمن نقابة
االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن و لها تنظٌم خاص بها و لها قوانٌن تقوم بانتخاب اعضابها
بطرق قانونٌة و تعقد اجتماعاتها الدورٌة داخل الوحدات و خارجها لها برامج واضحة و
لها كادرات مإهلة ,و لها تجربة و خبرة فً التسٌٌر و بالتالً فهً مإهلة للعب دور
اٌجابً فً حٌاة العمال االجتماعٌة و المهنٌة .
-تقوم النقابة مكان البحث على جملة من العوامل التنظٌمٌةسواء فٌما ٌخص البرامج او
االهداؾ او القوانٌن و لها اٌضا اجهزة تنظٌمٌة تتولى نشر المعلومات و لها طرق تنظٌمٌة
لالتصال الداخلً و الخارجً .
و هذا التنظٌم من شانه ٌسمح للنقابة بممارسة مهامها و لعب دورها فً المإسسة المتثل
فً تحقٌق االهداؾ االجتماعٌة و المهنٌة للعمال .
ٌ-هدؾ العمال فً المإسسة مكان العمل الحالً الى تحقٌق المطالب المادٌة متمثلة فً االجر
ثم الحوافز و المكافات و الترفٌه ..
من هنا ٌتضح دور النقابة و هو تحقٌق المصالح العمالٌة سواء االجتماعٌة او المهنٌة .
فان النقابة تقوم باستخدام العدٌد من الوسابل ,كتقدٌم الشكاوي الى المسإولٌن و االدارة فً
بادئ االمر ,ثم القٌام باالحتجاجات فتقٌٌد االنتاج ثم المفاوضات الجماعٌة و هذا فً اؼلب
االحٌان .
253
تؽٌره و هً تحمل خصوصٌاته فً وقت تجابه فٌه انخفاض القدرة الشرابٌة للعمال و نماء
حاجٌاتهم و خاصة المادٌة باستمرار ,نجد دورها ٌتلخص فً قدرتها على تحقٌق المطالب
المهنٌة و الجتماعٌة للعمال ,هذا الدور ٌتحدد بمدى قدرتها على هٌكلة و تنظٌم نفسها و
نوعٌة االسالٌب التً تستخدمها الداء دورها فً المإسسة التً تنتمً الٌها .
254
- 4االقتراحات :
بٌنت الدراسة االختالالت التً تقؾ وراء فشل النقابة فً تؤدٌة مهامها ,و التً ٌكون
مصدرها فً الؽالب عالقة النقابة باإلدارة و انعكاس ذلك على ظروؾ العمال و وضعٌاتهم
االجتماعٌة و االقتصادٌة و المهنٌة ..
و من هنا و على ضوء نتابج الدراسة الحالٌة و نتابج الدراسات السابقة و على ضوء
ما ادلى به العمال من خالل اجاباتهم حول امكان اصالح الوضعٌة الحالٌة للنقابة ,فاننً
اقترح ما ٌلً :
255
ب – بالنسبة للنقابة :
– رسم استراتٌجٌة واضحة للعمل النقابً فً المإسسة مكان العمل ,و خاصة فٌما
ٌخص الجانب المهنً و االجتماعً للعمال .
اخذٌن فً االعتبار ما ٌلً :
– تساوي مجهود العامل مع اجره .
– تكون الترقٌة على اساس الكفاءة و الخبرة و التجربة فً العمل .
– ابعاد المعاٌٌر الذاتٌة فً تقٌٌم اداء العاملٌن .
– اعالم العمال بمختلؾ القضاٌا التً لها عالقة بحٌاتهم المهنٌة و االجتماعٌة .
– توجٌه سلوك العاملٌن نحو كل ما ٌخدم المإسسة ( كالوالء و االنتماء و التوحد و
التفانً فً الخدمة . ) ...
– تقدٌم الحوافز و المزاٌا و الخدمات فً موعدها و حٌنها ,مع مراعاة ظروؾ العمال
و احتٌاجاتهم و حاجاتهم .
– االحتكاك بالعمال و مناقشتهم حول مختلؾ القضاٌا المتعلقة بالعمل خاصة .و االخذ
برأٌهم و تجسٌد ذلك واقعٌا ,فٌشعرون انهم موضع اهتمام النقابة فٌزداد الوالء .
– انشاء مصلحة للعالقات االجتماعٌة ضمن الهٌكل التنظٌمً للمإسسة لمتابعة تطور
الظروؾ االجتماعٌة للعمال و حل مشاكلهم .
– التعامل مع العمال بوصفهم اجراء لهم مطالب مشروعة ٌهدفون الى تحقٌقها لسد
احتٌاجاتهم المتنامٌة .
– االبتعاد عن الجهوٌة ,و المحسوبٌة و القرابة و تعقٌد العمل – الروتٌن – بقدر
االمكان ,الن ذلك ٌإدي الى ضعؾ الهمم و انقسام العمال و تنشط االتهامات المتبادلة بٌنهم
و تدب الخالفات فً العمل ,مما ٌشجع على المظاهر السلبٌة للعمل .
– و اخٌرا على النقابة خلق جو عمالً ٌسمح من خالله بتعببة العمال نحو دفعهم للعمل
و تحسٌن االداء و نقص االضطرابات و االضرابات و االحتجاجات و ..فً العمل .
و اٌضا تعببتهم للمطالبة بحقوقهم المهنٌة و االجتماعٌة بوسابل حضرٌة .
256
الخاتمة :
اتاحت لنا الدراسة تفسٌر ظاهرة فً ؼاٌة االهمٌة بحكم ارتباطها بالعمل و العمال فً
المجال الصناعً من جهة و من جهة اخرى ارتباطها بالمجتمع الجزابري و تطوره ,
اقتصادٌا و اجتماعٌا و سٌاسٌا .
لقد دأبت النقابة على حل مشاكل العمال و الدفاع عن مصالحهم و توعٌتهم و تعببتهم
منذ نشؤتها مواكبة تطوٌر التصنٌع فً بالدنا ,بدءا بالتسٌٌر الذاتً للمإسسات الى التسٌٌر
االشتراكً للمإسسات فإعادة الهٌكلة ثم اقتصاد السوق و خوصصة المإسسات العامة .
فبالرؼم من قلة الدراسات التً تناولت النقابة عقب هذه المراحل إال انها توصلت الى
نتابج هامة عبرت عن الصراع و النزاع و االضراب و االضطرابات العمالٌة داخل
المإسسات الصناعٌة التً ٌعملون بها و توصلت الى حلوال ٌمكن من التخفٌؾ من حدة هذه
الظواهر .
لقد تمثل دور النقابة فً الدفاع عن المطالب العمالٌة ( نقابة مطلبٌة ) ( نقابة االتحاد
العام للعمال الجزابرٌٌن ) قبل التعددٌة السٌاسٌة و النقابٌة ,و بعدها اصبحت كشرٌك
مفاوض ( المفاوضات الجماعٌة ) من اجل تحقٌق حقوق العمال و الدفاع عن مصالحهم.
و لكً تستطٌع النقابة ذلك فإنها بحاجة الى مران و خبرة و تجربة تإهلها للدفاع عن
حقوق العاملٌن االمر الذي ٌستدعً هٌكلتها ( اعادة بناءها ) و تنظٌمها و تحدٌد نوعٌة
المطالب و اولوٌاتها و بالتالً تقرٌر نوعٌة االسالٌب التً تحقق بها هذه المصالح .
و نجد فً هذا البحث و الذي تناول نقابة االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن فً مإسسة
– قسنطٌنة ) قد توصل عامة صناعٌة انتاجٌة ( المإسسة العمومٌة المطاحن سٌدي راشد
الى انتاج قٌمة توضح هٌكلة النقابة و تنظٌمها و نوعٌة مطالب عمالها و اسالٌب تحقٌق
المطالب العمالٌة .الشًء الذي ٌكشؾ لنا عن مستوى النقابة الصناعٌة من جهة و من جهة
اخرى مستوى االداء النقابً المتمثل فً الدور الذي تلعبه داخل المإسسة من اجل افتكاك
الحقوق العمالٌة عن طرٌق المفاوضات الجماعٌة .
257
258
– 6مراجع البحث :
ب – مصادر قانونٌة
د – الدورٌات
259
مراجع البحث :
باللغة العربٌة : .I
()1احمد البرادعً /الثورة الصناعٌة و اثارها ااالجتماعٌة و القانونٌة /دار الفكر العربً /القاهرة /
1982م .
( )2ا حمد الرفاعً /من تارٌخ الحركة العمالٌة العربٌة /دراسة عن الطبقة العاملة فً البلدان العربٌة /
نوفمبر / 1962 /العدد / 3الشركة الوطنٌة للنشر و االشهار /الجزابر 1982 /م .
( )3احمد زكً بدوي /عالقات العمل فً الدول العربٌة /دار النهضة /بٌروت 1983 /م .
2 ( )4احسان محمد الحسٌن /االسس العلمٌة لمناهج البحث االجتماعً /دار الطلٌعة /بٌروت /ط
1994/م .
/ 1919دار الكتاب العربً ( )5امٌن عز الدٌن /تارٌخ الطبقة العاملة المصرٌة منذ نشاتها حتى
للطباعة و النشر /القاهرة .
( )6اوتكٌن /ماهً النقابات ؟ /مكتبة االسد /دمشق /دون ط /دون تارٌخ
( )7اٌفٌتش لٌنٌن /عن النقابات /ترجمة الٌاس مرعً ـ دار التقدم /موسكو 1973 /
( )8اٌفٌتش لٌنٌن /حول تربٌة الملكات /دار التقدم /موسكو 1976 /
( )9باركر و اخرون /علم االجتماع الصناعً /ترجمة مجموعة من االساتذة علم اجتماع الصناعً /
منشاة المعارؾ االسكندرٌة /دون ذكر السنة .
( )10بالؼو دٌتٌلٌؾ و اخر /المجتمع و االنسان كل فً خدمة االخر /ترجمة الٌاس ابو عوؾ و
اخرون /دار التقدم /موسكو 1982 /م .
( )15برنار موتٌز /ترجمة بهٌج سفٌان /سسٌولوجٌا الصناعة /منشورات عوٌدات /الطبعة االولى /
بٌروت . 1974
260
( )11جون دنٌال ـ بٌارـ كول /الحركة النقابٌة /ترجمة السٌد حسن محمود /الدار القومٌة للطباعة و
النشر /بٌروت /بدون سنة .
بن /التارٌخ النقابً المقارن /مطابع الجامعة /القاهرة /دون طبعة /دون تارٌخ .
( )12جمال ال ا
( )13جمال البنا /الحرٌة النقابٌة /الجزء الثانً /االتحاد االسالمً /الدولً للعمل /القاهرة بدون طبعة
/بدون تارٌخ .
( )14جان بٌارٌو /الثورة الصناعٌة /ترجمة ابراهٌم خوري /منشورات وزارة الثقافة /دمشق /دون
طبعة /سنة . 1975
( )15جورج فرٌدمان و بٌار نافٌل /رسالة فً سسٌولوجٌة العمل /ترجمة حسٌن حٌدر /منشورات
عوٌدات /بٌروت 1985 /
( )16جورج لوفران :الحركة العمالٌة فً العالم /ترجمة الٌاس مرعً منشورات عوٌدات /بٌروت /
بارٌس 1980 /
( )17حسٌن عبد الحمٌد احمد رشوان /علم اجتماع التنظٌم /مإسسة شباب الجامعة /االسكندرٌة /
مصر . 2004 /
( )18حنا عبد هللا :الحركة العمالٌة العالمٌة فً سورٌا و لبنان /دار دمشق /دمشق 1973 /
()19خالد حامد /نزاعات العمل /دٌوان المطبوعات الجامعٌة /الجزابر 2011 /
( )20خٌر الدٌن حسٌن /مساهمة العمال فً االدارة فً الوطن العربً /دار الطلٌعة /بٌروت /لبنان /
ط1971 / 1
( )21رمضان عبد هللا صابر /النقابات العمالٌة و ممارسة حق االضراب /القاهرة /مإسسة الطباعة
الفنٌة و النشر / 2004 /دون طبعة
( )22رإوؾ عباس :الحركة العمالٌة فً مصر /دار الكتاب العربً للطباعة و النشر /القاهرة /
1968
( )23رٌاض عبد الصمد :المإسسات االجتماعٌة و السٌاسٌة فً الدول الحدٌثة /النمودج اللبنانً /دار
النهضة للنشر /بٌروت /لبنان 1978 /
261
( )24عبد الباسط محمد حسن /علم االجتماع الصناعة /مكتبة االنجلو المصرٌة /مصر /دون طبعة /
سنة 1972
( )25عبد الباسط عبد المحسن /الوجٌز فً عالقات العمل الجماعٌة /الجزء االول /القانون النقابً /
دار النهضة العربٌة 1999
( )26عبد الباسط عبد المحسن /النظام القانونً للمفاوضة الجماعٌة /دار النهضة العربٌة /دون طبعة
/سنة 2000
( )27عبد الباقً صالح الدٌن /الجوانب العلمٌة و التطبٌقٌة فً ادارة الموارد البحرٌة بالمنظمات /دار
الجامعة الجدٌدة /مصر /دون طبعة /سنة 2001
( )28عبد هللا محمود عبد الرحمان /علم اجتماع التنظٌم /دار المعرفة الجامعٌة االسكندرٌة /بدون
طبعة 1994 /
( )29عبد المنعم الؽزالً الجبٌلً /الحركة العمالٌة و النقابٌة فً العالم /مكتبة النهضة /بؽداد /بٌروت
/دون طبعة /دون تارٌخ
( )30عبد القادر جؽلول /تارٌخ الجزابر الحدٌث /ترجمة فٌصل عباس /دار الحداثة /ط / 2بٌروت /
1982
( )31عبد اللطٌؾ بن اشنهو /التجربة الجزابرٌة فً التنمٌة و التخطٌط /الجزابر 1980 /
( )32عبد الناصر جابً :الجزابر من الحركة العمالٌة الى الحركة االجتماعٌة /المعهد الوطنً للعمل /
الجزابر 2001 /
( )33عمار بوحوش /دلٌل الباحث فً المنهجٌة و كتابة الرسابل الجامعٌة /المإسسة الوطنٌة للكتاب /
الجزابر /ط1995 / 2
( )34عبد السالم عٌاد /المفاوضة الجماعٌة /دار الجامعة الجدٌدة /مصر /دون ط 1992 /
( )35فاروق حمٌد شنً /الجماعات الضاؼطة /دٌوان المطبوعات الجامعٌة /الجزابر 1998 /
( )36محمد احمد اسماعٌل /القانون النقابً /دار النصر للتوزٌع و النشر فرع جامعة القاهرة 1993
262
( )37محمد احمد اسماعٌل /مبدا الحرٌة النقابٌة /رسالة دكتوراه حقوق /جامعة القاهرة 1982 /
( )38محمد حسن منصور /قانون العمل /دار الجامعة الجدٌدة االزراطٌة /مصر /دون طبعة /سنة
2007
( )39محمد عبد هللا نصار /المفاوضة الجماعٌة و دور منظمة العمل العربٌة /منظمة العمل العربٌة /
القاهرة / 1996 /دون طبعة
( )40محمد سعد ابراهٌم :االعالم التنموي و التعددٌة الحزبٌة /دار الكتب العلمٌة للنشر و التوزٌع /
2002
( )41مصطفى الفٌاللً /مجتمع العمل /مركز دراسات الوحدة العربٌة /بٌروت /الطبعة االولى /
2006
( )42موسى لحرش /النقابات العمالٌة /مرجع جماعً /بوخرٌسة بوبكر و اخرون /دراسات فً
تسٌٌر الموارد البشرٌة /منشورات قرطبة /الجزابر 2008 /
( )43سالمة عبد الثواب عبد الحلٌم /المفاوضات الجماعٌة فً قانون العمل العربٌة /القاهرة / 1996 /
دون طبعة
( )44صالح مصطفى الفوال /منهجٌة العلوم االجتماعٌة /عالم الكتب /القاهرة /مصر 1982 /م .
( )45ناصر دادي عدون /االدارة و التخطٌط االستراتٌجً /دٌوان المطبوعات الجامعٌة /بن عكنون /
الجزابر 2001 /
( )46ناصر دادي عدون /اقتصاد المإسسة /دار المحمدٌة العامة /الجزابر 1988 /م .
( )3القانون رقم 71ـ 74المإرخ فً 16نوفمبر 1971المتعلق بالتسٌٌر االشتراكً للمإسسات .
( )6الجرٌدة الرسمٌة للجمهورٌة الجزابرٌة /رقم / 123الصادرة بتارٌخ 13ذو القعدة 1410 /ه .
( )8القانون رقم 91ـ 30المإرخ فً 21دٌسمبر 1991المعدل للقانون رقم 90ـ 14المإرخ فً
جوان 1990المتعلق بكٌفٌات ممارسة الحق النقابً /راجع قانون العمل للجمهورٌة الجزابرٌة /مطبعة
بارنً /ط / 05الجزابر . 2011 /
( )9االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /القوانٌن و اللوابح المصادق علٌها من قبل المإتمر التاسع /
دٌسمبر . 1990
( )10القانون االساسً لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن الذي صودق علٌه المإتمر التاسع الذ عقد فً 30
. 1994 / 12 /
( )12البٌان المبرم بٌن الحكومة و االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن بتارٌخ 29جوان / 1955المركزٌة
النقابٌة /االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن . 2000
( )13االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /التقرٌر االدبً للمإتمر الوطنً العاشر /اكتوبر . 2000
( )14القانون االساسً و النظام الداخلً لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن المواد من 01الى . 04
( )15القانون االساسً و النظام الداخلً لالتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /المواد من 27الى . 55
264
ج -المعاجم و القوانٌن :
()1جبران مسعود /الرابد /معجم لؽوي عصري /دار المعلم للمالٌٌن /طبعة / 01بٌروت /لبنان /
. 1969
()2المعجم العربً االساسً /تالٌؾ جماعة من كبار اللؽوٌٌن العرب بتكلٌؾ من منظمة العلوم و الثقافة
العربٌة) / (alexoتوزٌع الروس /مطابع تونس العاصمة . 1989
()3محمد الفٌروزابادي :القاموس المحٌط /دار المعرفة /بٌروت /لبنان /المجلد االول /فصل النون /
باب الباء /دار المعرفة /بٌروت /لبنان /بدون تارٌخ .
265
د -الدورٌات :
( )1مجلة المرشد /مجلة فصلٌة تعنً بالثقافة العمالٌة و التكوٌن /المعهد الوطنً للدراسات و البحوث
النقابٌة /العدد / 06المعهد الوطنً للدراسات و البحوث النقابٌة /محمد درارنً /الجزابر /عدد / 06
. 1978
( )2مجلة الثورة و العمل الصادرة عن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /محمد درارنً /العدد / 740
سنة . 1986
( )3مجلة المرشد /الحركة النقابٌة الجزابرٌة /العدد الثانً /المعهد الوطنً للدراسات و البحوث
النقابٌة /محمد درارنً /الجزابر . 1986 /
/ 349درارنً / ( )4مجلة الثورة و العمل /الصادرة عن االتحاد العام للعمال الجزابرٌٌن /العدد
الجزابر .
/ 06الجزابر /افرٌل ( )5مجلة االقتصاد /الرٌع البترولً و الدولة الرٌفٌة /دراسات عربٌة /العدد
. 1989
( )6مجلة العمال العرب /مجلة شهرٌة تصدر عن االتحاد الدولً لنقابات العرب /العدد / 321جانفً
/ 1994دمشق /سورٌا . 1994 /
( )7مجلة العلوم االنسانٌة /تصدرها جامعة منتوري قسنطٌنة /العدد . 1999 / 12
( )8مجلة العلوم االنسانٌة /تصدرها جامعة منتوري قسنطٌنة /العدد . 2006 / 26
266
ب -المذكرات و الرسائل الجامعٌة :
()1محمد احمد اسماعٌل /مبدا الحرٌة النقابٌة /رسالة دكتوراه /قسم الحقوق /جامعة القاهرة .1982 /
()2عبد الباسط عبد المحسن /االضراب فً قانون العمل /رسالة دكتوراه /قسم الحقوق /جامعة
القاهرة . 1992 /
()3خالد حامد /نزاعات العمل فً ظل تحوالت المإسسة االقتصادٌة الجزابرٌة /رسالة دكتوراه /قسم
علم االجتماع التنمٌة و التؽٌر االجتماعً /كلٌة العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة /جامعة عنابة /الجزابر /
. 2007
()4رفٌق قروي /عالقات العمل فً المإسسة الجزابرٌة /دراسة سوسٌولوجٌة الشكال الصراع فً ظل
الخوصصة /رسالة دكتوراه /قسم علم االجتماع تنظٌم و عمل /كلٌة العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة /
جامعة عنابة /الجزابر . 2010 /
()5ادرٌس بوالكعٌبات /اتجاهات العمال نحو النقابة /رسالة ماجستٌر /معهد علم االجتماع /جامعة
قسنطٌنة /الجزابر . 1987 /
()6شطٌبً حنان /النقابة العمالٌة فً الجامعة الجزابرٌة /كلٌة العلوم االقتصادٌة و التسٌٌر . 2009 /
()1سعد بشاٌنٌة /علم اجتماع العمل /االسس و النظرٌات و التجارب /مطبوعة موجهة الى طلبة علم
اجتماع /تخصص تنظٌم و عمل /منشورات جامعة منتوري /قسنطٌنة . 2003 /
267
: مراجع باللغة الفرنسٌة .II
268
(10) Gallissot (G) l’Economie de l’Afrique du Nord P.U.F / paris / 1978 (12) (13)
George Lefranc : Le Syndicalisme dans le Monde / Editions que sais je ? / T1 /
1975 .
(16) Jean Daniel Rynand / Les Syndicats en France Edition du Seuil / T1 / 1975.
(20) Leila Abdelaadim : Les Privatisations d’Entreprises Publique dans Les Pays
du Maghreb : Maroc / Algerie / Tunisie/ Les Editions Internationals / 1998 .
269
(21) Madeleine Grawitz / Methodes des Sciences Sociales / Ouvrage Couronné
Palacademie des Sciences Normales et Politiques / Cinquieme Edition / Paris /
1981.
(26) Yvan Craipeau : Ces Pays que L’en dit Socialistes / Edition Presse de
l’Imprimerie Cobiere one Paris / 1982.
270
271
المالحق :
272
– 1ملحق استمارة البحث .
مواصفات و خصائص عٌنة البحث : .I
) سنة - 1السن ( :
) ) أنثى ( - 2الجنس :ذكر (
- 3الحالة العابلٌة و االعالة :
متزوج بال أطفال ( ) متزوج بؤطفال ( )
- 4الحالة و المستوى التعلٌمً :
ابتدابً ( ) متوسط ( )
ثانوي ( ) جامعً ( )
- 5منصب العمل الحالً :
إطار ( ) ماهر ( ) تنفٌذ ( )
) سنة - 6االقدمٌة فً العمل الحالً ( :
273
- 6إذا كانت – ؼٌر نزٌهة – فلماذا ؟
) ) نفس المرشحٌن ( تدخل اإلدارة (
) ) أخرى ( ) مزورة ( ؼٌر شفافة (
- 7هل تدفع االشتراك إلى النقابة ؟
) ) ال ( نعم (
- 8هل تمثل النقابة العمال تمثٌال صادقا ؟
) ) ال ( نعم (
- 9إذا كان الجواب – بال – فلماذا ؟
) كونهم منتخبٌن بطرٌقة ؼٌر دٌمقراطٌة (
) ) عدم تفهم مصلحة العمال ( قلة الثقة (
) انحٌازهم إلى اإلدارة (
) ٌفضلون عمال عن آخرٌن (
- 10هل ٌمكن االستؽناء عن النقابة الحالٌة لمإسستكم ؟
) ) ال ( نعم (
- 11إذا كان الجواب – نعم فما األسباب ؟
) ) جزء من اإلدارة ( شاخت (أسنت) (
) ) تابعة لحزب ( FLN قدم برامجها (
) ) أخرى ( وجودها كعدمه (
- 12و إذا كان الجواب – بال – فما األسباب ؟
) ) قادرة على التفاوض ( معتمدة من طرؾ الدولة (
) ) لها كادرات مإهلة ( لها تجربة نقابٌة (
) لها معارؾ فوفٌة فً UGTAو الحكومة و ( ............
- 13هل النقابة الحالٌة تنحاز فً تعامالتها الى االدارة أم إلى العمال ؟
) ) العمال ( إلى اإلدارة (
274
- 14هل تستجٌب النقابة الحالٌة الى تعطٌل المطالب العمالٌة ؟
) ) ال ( نعم (
- 15هل النقابة منظمة مما ٌسمح لها بإدارة شإون العاملٌن ؟
) ) ال ( نعم (
- 16إذا كان الجواب – نعم – فما عوامل هذا التنظٌم ؟
) ) لوضوح أهدافها ( وضوح برامجها (
) لها قوانٌن تسمح بممارسة المهام (
) ) لها أجهزة تتولى نشر المعلومات ( وضوح تنظٌمها (
- 17إذا كان الجواب – بال – فما عوامل عدم التنظٌم ؟
) عدم وجود والء بٌن األعضاء (
) اخفاء اؼراض سٌاسٌة وراء أهداؾ اجتماعٌة (
) تمارس نشاطها بطرق ملتوٌة (
) ال تستطٌع التهدٌد بتنفٌذ اإلعمال (
) ال ٌوجد اخالص و وفاء من قبل األعضاء ألهداؾ النقابة (
- 18هل تقوم النقابة بالتهدٌد بؤعمال (كاإلضراب) و هً تعلم بعدم قٌام العمال
بالتطبٌق ؟
) ) ال ( نعم (
- 19إذا كان الجواب – نعم – فهل ٌإدي ذلك الى ضعؾ مركز النقابة فً
المإسسة ؟
) ) ال ( نعم (
- 20هل ان العمال ال ٌتحدون و ال ٌعملون اال مع النقابة التً تضمن لهم
حقوقا و مزاٌا خاصة ؟
) ) ال ( نعم (
275
UGTAاو - 21هل توجد للنقابة الحالٌة لمإسستهم عالقات فوقٌة كرباسة
الحكومة او الرباسة..؟
) ) ال ( نعم (
- 22اذا كان الجواب – نعم – هل هً قادرة من خالل هذه العالقة التاثٌر فً
االحداث ( -تحقٌق المطالب – مثال ) ؟
) ) ال ( نعم (
- 23هل سبق و ان ؼٌرتم اعضاء النقابة ؟
) ) ال ( نعم (
276
- 29اذا كانت – مادٌة – رتبها حسب اهمٌتها بالتدرٌج ؟
) ) الحوافز و العالوات ( الزٌادة فً االجر (
) ) اخرى ( ) الترقٌة ( السكن (
- 30و اذا كانت – ادبٌة – رتبها حسب اهمٌتها بالتدرٌج ؟
) ) برامج سٌاسٌة ( قٌم دٌنٌة (
) ) اخرى ( ) لوابح و قوانٌن العمل ( ثقافة عمالٌة (
- 31هل النقابة التً تنتمً الٌها تسعى لتحقٌق المطالب المادٌة ام االدبٌة للعمال ؟
) ) ادبٌة ( مادٌة (
) مادٌة و ادبٌة (
- 32هل هناك مصالح شخصٌة ٌحققها اعضاء النقابة على حساب المطالب الجماعٌة
للعمال؟
) ) ال ( نعم (
- 33كٌؾ ٌتم شكل تحقٌق المطالب العمالٌة فً الوحدة – او الوحدات – مكان العمل ؟
- 34هل انه ال ٌتم تحقٌق المصالح الشخصٌة اال فً عمل جماعً ؟
) ) ال ( نعم (
- 35هل ٌستطٌع العمال التمٌٌز بٌن المطالب العمالٌة المادٌة و االدبٌة فً المإسسة ؟
) ) ال ( نعم (
- 36هل تخفً النقابة اهدافا مادٌة وراء اخرى ادبٌة ؟
) ) ال ( نعم (
- 37هل للنقابة موارد مالٌة ؟
) ) ال ( نعم (
277
- 38اذا كان الجواب – نعم – فما مصدرها ؟
) ) االقتطاع من دخل العمل ( االشتراكات (
) ) اعانة الدولة ( استثمار الخدمات (
- 39من المستفٌد االكبر من هذه الموارد ؟
278
1