Professional Documents
Culture Documents
*** ***
أتليف
فريد الدين آيدن
Feriduddin AYDIN
الربيد األلكرتوين للمؤلّف
feriduddin@gmail.com
دار ِ
الع َرب للبااة والشرر
Al-Ibar Publishing
إسبشاوال – 7991م.
1
بسم هللا الرمحن الرحيم
حمم ٍد وةلى آلِ ِه وصحاِ ِه أمجعني. ِ
الم ةلى سيِّدان ّ
والس ُ
والصالةً ّ احلم ُد هلل ِّ
رب العاملني ّ
مات يف ظُلُ ٍ
مات. العلم أبوجز معشاه ،هو انتفاء اجلهل .فالعلم نور ،واجلهل ظلم ،بل ظُلُ ٌ
تعلمون ابلتّحقيق ،أن ّأو َل ما أنزل هللا ةلى رسوله صلى هللا ةليه وسلّم – وهو بغار حراء ،-قوله تعاىل» :إقرأ
ّذي َةلَّ َم ِابلْ َقلَ ِم َةلَّ َم اإلنْساَ َن ماَََلْ يَ ْعلَ ْم« سا َن ِم ْن َةلَ ٍق ،اقرأ َوَربُّ َ
ك األ ْك َرُم ال ِ ِاب ْس ِم ربِّ َ َّ
ك الذى َخلَ َق ،خلَ َق ا ِإلنْ َ َ
صدق هللا ربُشا العظيم .وهذا من أكرب ال ّدالئل وأجلِّها ةلى أن اإلسالم دين العلم واملعرف .
لذا ،ةليكم ابلسهر واملواظا يف طلب العلم ،وإايكم أن ترو الكفاي فيما قد مجعتم .إ ّن املخلص َّ
اجلاد يف طلب
العلم واملعرف ال أيلو جهداً يف ازدايده ،وال يقشع ابلرصيد الذي يتمتّع به.
أيها الرااب!
2
أداء ما فرض هللا ةلى ةااده هو السعي يف طلب املعرف ِ ةليكم ابلعمل الصا ِحل .وأفضل األةمال الصاحل ِ بعد ِ
ّ ُ ُ ّ ّ
الصاحلُ ومن ِ فالبالب ُّ
لف ّ
الس ُ
يظفر به .لقد كان ّ حّت َ املخلص ال أيلو جهداً يف سايل مبلوبه ّ
ُ اجلاد ُ وازدايد العلم.
الس ِري يف احلصول ةلى أدىن مسأل ِ من مسائل ِ
العلم. ِ ِ ِ كان ةلى هنجهم من ِ
أئم اخللف ،كانوا ال يُْابئو َن ةن متابع ّ ّ
ِ
املعارف حّت أذاقهم هللا سعاد َة الفوز يف هذه احلياة ال ّدنيا ،فحاّاهم إىل مجهوِر أهل فجمعوا ما مجعوا من كشوز
ذكرهم إىل يوم القيام ِ. ِ
العلم ،وخلّ َد َ
أيها الرااب!
ٍ
أبصشاف خمتلف ٍ مشها. معني من العلوم ،بل جيب ةليه أن يُلِ َّم
نوع ّ ٍ
ال يشاغي أن تقتصر جهود التلميذ ةلى دراس ٍ
نفس ُه ،ولكن مع هذا جيب ةليهنوع من العلوم أيلف مع طاعه وتصاو إليه ُ جل اهتمامه ةلى ٍ
نعم جيب ةليه أن يرّكز َّ
يف الوقت ذاته أن يدرس شبراً من كل فصيل ٍ من بقي فَصائِ ِل العلم الْمتَ عارفَ ِ حّت حيظى نصيااً مشها ويتميز بثقاف ٍ
ّ ُ ََ َ ّ
ةوان له يف ةالقاته مع الشاس ،ويكون هو بذلك واسع اإلطالع ،أل ّن اإلنسان إ َّّنا يشضج بكثرة ةلمه ةالي ٍ تكون ً
وجتاربه ومهاراته ،فيكون بذلك مقاوالً ةشد الشاس ومرموقاً بيشهم.
واةلموا أ ّن الشاس حيتاجون إىل من يفوقهم .وإَّنا يفوق اإلنسا ُن أمثالَه أبحد امليّزتني؛ ّإما ابملقدرة املالي ،أو ّإما
ولكن العلم
ري أصاح فقرياً بعد أن كان أغىن الشاس؛ ّ ابملقدرة العلمي .أما املال فمه ّدد ابلزوال بغت ً .فكم من ثَ ِّ
الراسخ قلّما ُُي ِس ُر صاحاَهُ.
اخويت،
3
كل جترب ٍ شيئًا جدي ًدا ولش زداد معرف ً وحكم ً .مع هذا ال ب ّد أن نكون مستع ّدين الستقاال ما قد
احلقيق لشتعلّم يف ِّ
يصياشا من ِ
الاالء.
اخويت،
العلم يف ِ
بالدان طالب ِ
الصاحلَ ،إنّه ال يشاغي أن تتشاسوا ما يعاين ُ وإايان العلم الشّافع والعمل ّ أة ّزكم هللاُ تعاىل ،ورزقكم ّ
األايم الّيت األرض ةلى ِ
طالب ِ ٍ ب ومر ّق ٍ صٍ صٍ
خاص ً يف هذه ّ ات ّ رح ْ
العلم مبا ُ ُ وحرمان .لقد ضاق ب َونَ َ اليوم من َو َ
َ
الرغم من ِِ ِ
جملسا يتّصف مبجلس العلم ةلى حقيقته .هذا ةلى ّ يب ةن سؤاله ،أو جن َد حنن ً أوشك أن ال جيد َم ْن ُجي ُ
بعضها اسم املدرس ِ ،وةلى بعضها اسم اجلامع ِ واجلامعات .أل ّن كل هذه األبشي الّيت يبلَ ُق ةلى ِ ِ كثرة املدارس
َ َ ُ ّ
املعارف ،وحار ِ
العاَلُ ،وخيّ َم السماسرةُ فيها ِ
ابلعلم؛ وقد ضاةت والكلّيّ ِ؛ يف الواقع
َ ُ ات يتالةب ّ ليست إالّ مسرحيّ ٌْ
اس مفهوم ِ ِ ِِ
سميه العلم؛ مشهم من يُ ّ اجلهل ةلى اجملتم ِع بظالمه وخماط ِره .وهلذا أصاح ُ
العلم غرياًا ،فاشتاه ةلى الشّ ِ ُ
ِ
الصشاة َ ،ويرببونه مبفهوم احلضارة والتّكشولوجيا .بيشما العلم سميه ّ الفن ،ومشهم من يُ ّ يسميه َّ الثقاف ،ومشهم من ّ
ِ
احلقائق :حيتاج حيتاج إىل معرف سلسل ٍ من روري .ذلك أ ّن اإلنسا َن ُ ض ِّالعام هو انتفاء اجلهل ابلواقع ال ّ مبفهومه ِّ
الكون وا ْحلَيَاةِ .وإ َّّنا يهتدي بعد
ِ نفس ِه ،وابلتّايل ةلى بيئتِ ِه ،مثّ حيتاج إىل ِ
معرف أسرا ِر ابل ّدرج األوىل أن يتعرف ةلى ِ
ّ
الصاحل.
ب ةليه من مسئولي اإلميان والعمل ّ ذلك إىل ما يرتتّ ُ
البالب إىل هذا الواقع يف غمار ُ روري هو اإلميا ُن ابهلل ومبا جاء من ةشده مجل ً وتفصيالً .وال يشتاه
ض ُّ إذن الواقع ال ّ
"وِم ْن يُ ْؤتَى ا ْحلِ ْك َم َ فَ َق ْد ِ ِ
األحداث الّيت تُضلُّهُ إالّ ّبداي هللا ،وللحكم صل ٌ ابهلداي كما يرري إىل ذلك قوله تعاىلَ :
ُويت َخي را َك ِثريا ".و"احلكم ُ ضالّ ُ ُ ِ
املؤم ِنَ ،
أين وجدها أخذها". أ ِ َ ًْ ً
إخويت،
4
الارري أن يستوةاهٍ ُّ . ٍ ٍ
كل شيء يعرفُهُ َ ُّ العقل
ُ يستبيع
ُ مفهوم ةمال ٌق ذو أبعاد مرتامي ترتمل ةلى ِّ
كل ما ُ املعرف ُ
حمدودا ال يستبيع أن يستوةب أكثر العقل اإلنسا ُن ،أو يريد أن يتعر َ ِ
ً ف إليه ،يدخل يف مشول هذا املفهوم .فما دام ُ ّ
كل طالب املعرف ِ أن حي ِّد َد هدفَهُ يف طلب العلم. ِ
ممّا ُخل َق له ،إذن جيب ةلى ّ
جهودكم اخلاص ِ
ِ اجلامعي بفضل أنتم يف احلقيق ِ لستم طلا املدارس الثانوي ِ ،بل يفوق مستواكم ةلى املستوى
ّ ِّ
جتاربكم اليت اكتساتموها
بفضل ُ مراق الغُرب ِ إذ تذوقون َم َر َارةَ احلياةِ ،ولكن ِ
َّ ور َحالَتِ ُك ْم إىل الاالد العربي ،ومعاانتكم
َ
حّت اآلن .إذن أنتم ال حتتاجون أصالً إىل حفظ القواةد ،وال إىل تكرار ما قد درستم من ٍ
يومئذ وما زلتم تزدادوهنا ّ
اص ٍ إىل األسلوب األمثل ِ ِ ِ ِ
املقررات التّعليميّ ّأايم تبوافكم ةلى العلماء واألساتذة واملرشدين .بل حتتاجون اليوم َخَ ّ ّ
ِ
األداء واحلوار. يف
الاذور
َ مضت من غري رجع ٍ .فإن كشتم قد زرةتم
ْ األدب والاالغ ِ كانت له ّأاي ٌم
ِ إ ّن حفظ فواةد اللُّغَ ِ ال َْعربِيَّ ِ وقوان ِ
ني َ
ِ ِ
القواةد واحصاءها وتكرا ِرها من مثارها؛ وابلتّايل فال حاج لكم إىل حفظ هذهاألايِم ،فال ب ّد وقد حصد ْمت َ يف تلك ّ
ِ تشحصر مهمتكم اليوم يف تبايق تلك القوانني وإجر ِاءها ةلى ِ
اإلنراء واحلوا ِر كالمكم وأسلوبِكم يف َ ِ ُ ُّ جديد .وإ َّّنا
واخلباب ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ .وهذا سيساة ُدكم يف اهليمش ِ ةلى الشّ ِ
فوس (ال الستغالهلا والتّح ّك ِم فيها ،بل إلصالحها
ِ
الوقت ذاته). ولقضاء حاجتكم من الشّ ِ
اس يف ِ وهتذياها
تكاد تشكرف لكم أسر ُارها حّت هذه اللّحظ ِ. تعانوهنا يف مسأل املعرف ِ ،يادو أهنّا ال ُ
َ إذًا يادو أن املركل اليت
مقاص ُدهُ ،وتعيا مذاهاُهُ. ِ
اإلنسان أن يلتاس ةليه ِ خبرا ةلى وهذا من أخبر املواقف .نعم ما َّ
َ أشد ً
إنتم يف هذا الوقت ،وةلى هذه ال ّدرج ِ الاالغ ِ من املعرف ِ بقواةد اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ وقوانني الاالغ ِ ،لستم يف حاج ٍ إىل
ِ ماس ٍ إىل هتذيب أسلوبكم يف ٍ
وإنراء .ألنّكم اليوم يف
ً األداء نب ًقا تكرا ِر ما قد أحصيتم فيما سلف .بل أنتم حباج ّ
5
يوما ةلى رصيدكم من ِ
غالب أوقاتكم حتت ّكو َن باين جلدتكم َوتُ َكلّ ُمونَ ُه ْم بلغتهم (اللّغ الرتكي ) ،وهي رمبا تبغى ً
اللّغ الغربي فتخسرو َن قسبًا ابلغًا مشها!
بق ،بل ةلى الرصيد الّذي تتمتّعون به ،أن تُ َرّكِ ُزوا جهو َدكم ةلى اإلكثا ِر من الكتاب ِ والشّ ِ
إ ًذا حيب ةليكم بعد هذا ّ
كالمكم .وهذا ِ
حبيث يفهمكم قارؤٌكم وسامعُكم ،فيُ ْعجاُهُ ُ سلس ووجي ٍزُ ، فصيح بلي ٍغ ٍ
ٍ سليم ٍ
أبسلوب ٍ صياغ ِ مراميكم
الكالم ،واث ًقا من ِ
كمال ِ ال يتح ّقق طاعا إالّ أن يكون اخلبيب أو املشرئ ةارفًا بدقائق الاالغ ٍ وماهرا يف صياغ ِ
ً ُ ُ ً
نفس ِه .وهلذا سوف نعود ً
أحياان إىل مفهمو بعلمه ،خسر ثق َ من ُياطاهُ يف الوقت ِ
ُ
معرفتِ ِه ّبا ،أل ّن من خسر الثّق َ ِ
لشستحسه ابلقدر الّذي حنتاج إليه ولشباّقها
ّ ِ
األدب الفصاح ِ والاالغ ِ ،ولن تشقبع صلتُشا بقواةد اللّغ ووقوانني
ِ
مفرداهتا من جديد. ةلى ِ
كالمشا ،وليس لشُ ِ
حص َي
وأةزائي!
إخويت ّ
تشسو َّن ّبذه ِ اب الّذي يُ َو ِّج ُههُالس ِ ِ ِ ِ
ويدفعهُ إىل ةمله .فال ُُ قال مجي ِع واجااته ،أن يرعُ َر حبقيق ّ
جيب ةلى اإلنسان َ
يكاد
الساُل؛ فال ُ وتتفر ُق به ُّ ِ ِ ِ
س ةليه األمورّ ، تشاز ِع األسااب أو يَغْ ُف ُل ،فتلتا ُ
رتاك ةشد ُ
جيعل اإلنسا َن ي ُ
املشاسا ما ُ
يقص ُدهُ ويا ُذ ُل ِِ
ليتدرج إىل ما ُ
ك ّبا ّيتمس ُ
األصلي الّذي يسعى من وراءه ةن األهداف الثانوي الّيت ّ َّ اهلدف
َ مييّ ُز
جهودهُ من أجلِ ِه.
َ
اهلدف
ُ بالدان وهم يف هذه احلال ِ من الغفل ِ ،وقد التاس ةليهم إنّه ليؤلِمين أن أرى طلا َ اللُّغَ ِ الْعربِيَّ ِ من ِ
أبشاء ِ
ََ ُ
َّ ِ ِ ِ
األصل ُّي يف دراستهم .فال يكادون مييّزونَهُ ةن األهداف اجلاناي اليت ال تعدو ةن درجات ُسل ٍم نُص َ
ب هلَم لريقوا به
احلقيقي املشرود. ِ
والغرض ِ
املقصود ِ
األصل ِّي حّت يصلوا إىل اهلدف
ِّ ّ
ٍ ِ
وإين
أمرا حديثًاّ . الزم ِن وليس ًهذه يف احلقيق مركل ُ قدمي ٌ يعاين مشها أبشاءُ املسلمني من األتراك مشذ حقا من ّ
املهم ِ الّيت ُك ِلّفوا أبدائِها ،ةلى قلّتهم يف تركيا ،ويُ ْؤ ِس ُف ِين ِ ِ
ف أساتذة اللّغ الغربي من ّ اب موقِ َ أشد االستغر ِ ب َّ ألستغ ِر ُ
ِ ةدم ا ِ
تالمذته أنّه األايِم أ ّن أح َدهم َ
أشار ةلى يوما من ّ يس هذه اللّغ ؛ فلم أمسع ً هائي من تدر ِ ِ
ابلغرض الشّ ِّ هتمامهم ُ
كل ما يقصدونهُ من حل ٍو ٍّ صاالت واحلوا ِرّ ،ِ إ َّّنا ِّ
ومر، وليعربوا ّبا ةن ِّ يدر ُسهم هذه اللّغ ليستخدموها يف االتّ
ٍ
وإةالم، ٍ
إرشاد، تستوجاُهُ املسؤوليّ ُ منِ واملشاساات من سروٍر وأ ٍَل ،وما
ُ والعالقات
ُ وليررحوا ّبا ما تتبلّاُهُ احلياةُ
اض ،فكيف وإصالح ،وتشوير .ذلك أل ّهنم ابل ّذات ةاجزون ةن استخدام اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ يف هذه األغر ِ ٍ ٍ
وتشايه ،وتار ٍري،
ِ
اآلداب ِ
القواةد وتدريس أمرهم! لذلك ما زلشا نراهم مشهمكني يف حتفيظ ِ
تالمذهتم بذلك فيفتض َح ُ َ ّبم أن يشصحوا
6
اليلحن يف ض التّ ِ
حفيظ! وحساُهم أن يروا التِّلمي َذ أنّه حفيظ لِ َم ْح ِ
يستقبب ةلى التّ ِ
ِ كل ِ
مهومهم واملااد ِئُّ .
ُ ُ
املضاف إليه ليس إ ِالّ!!.. وجير
املفعولُّ ، ب ِ ِ ِ
َ َ يرفع الفاة َل ،ويشص ُ
القراءة؛ ُ
ِ
اإلسالم يف وتعمل ةلى بقائِها ،وتصلُّاِها؛ ّ
حّت اليتم ّكن أبشاءُ ُ وى تُ َؤ ِّججها، َّ
هذه املركل ُ مازالت قائم ً .ألن مث َ قُ ً
يصحوا من نومتِهم بع ُد ،وَل ِ ِ
ولعل أساتذةُ اللُّغَ ال َْع َربِيَّ يف تركيا َل ْ
ِ ِ ِ ِ ِ
تركيا من االتصال أببشاء ّأمتهم يف الاالد العربي ّ .
هم
نضبر أن نتّ َ ُّ اليوم من العج ِز والابال ِ .بل
املتخرجو َن من تالمذهتم َ ِّ يشتاهوا إىل هذا اخلب ِر وإىل ما يعاين مشه
ضهم أب ّهنم يتواطئون مع املت زمتني الّذين يق ِّدسون األسلوب العثماينَّ العقيم .فإ ّهنم يعتمدون يف تعليم اللُّغَ ِ الْعربِيَّ ِ بع َ
ََ َ َ ّ
العقاات واخب ِرها أمام الب ِ
ّالب. ِ ويصرو َن ةلى هذا األسلوب ،وذلك من أكرب روس ابللّغ ّ ِ ةلى ِ
إلقاء ال ّد ِ
الرتكي ّ ،
ٍ
ةديدة يف ِ
إبلقاء حماضر ٍ
ات فقمت ةاما يف تشايه املراة ِر إىل هذه العقا ِ،
ُ جهودا ابلغ ً مشذ ثالثني ً
ً بذلت
ُ لقد
يق ِ
املااش ُر .وذلك األمثل لتعليم اللّغ األجشاي ِ (ومشها العربي ُ ابلشّسا لألتراك)؛ وهو البّر ُ
ِ ِ
األسلوب حول
إسبشاول َ
َ
الرتمج ِ ،وأن يتجشّب اخلباب بلغ ِ التّ ِ
لميذ. ِ
استخدام ّ أ ْن ي ُك َّ
ف األستاذُ ةن
َ َ
أيّها اإلخوة!
آايت ِ
أبشاء الار ِر ،وهي آي ٌ من ِ صال والتفاه ِم بني ِ
هللا العظمى .يقول هللا تعاىل: أن اللّغ هي أداة االتّ ِ ّ ُ الشك من َّ َّ
ك ٍ ِ ِ ِ ض وا ْختِالَ ُ ِ ِ ْق الس ِ ِِ ِ
مني« 1أل ّن اإلنسا َن هو ف اَلْسشَت ُك ْم َواَل َْوان ُك ْم إِ َّن ِيف ذَل َ َ
آلايت لل َْعالَ ِ َ ماوات َواأل َْر ِ َ
» َوم ْن آ ََايته َخل ُ ّ َ
وأحالم ةجيا ٍ،
ٍ ات خبريةٍ، ةما يف ضم ِريِه من أحاسيس غري ٍ ،وتصور ٍ
ّ َ
ُ ِ
ويعرب َّ
يشبق ُّ املخلوق الوحيد الذي
زنَ ،والْتِ َذ ٍاذ ،واستقذا ٍر وما إىل ذلك... وفرح ،وح ٍ ٍ
ب ،وكراهيّ ُ ٍ ، وح ٍّ
ٍ
وخالجاتُ ،
الروم22/
سورة ّ
1
7
َّاس َّإان َخلَ ْقشَا ُك ْم ِم ْن َ ٍِ
وطوائف خمتلف .يقول هللا تعاىلَ »:اي أَيَ َها الش ُ
ٍ
وشعوب مكو ٌن من أ َُم ٍم
ةظيم َّجمتمع ٌ إ ّن الارري َ ٌ
ِ ِ ٍ
فوا«...
عوًاب َوقَاَائ َل لتَ َع َار ُ ذَ َكر َوأُنْ َ
ثىَ ،و َج َعلْشَا ُكم ُش ُ
2
ِ
اده إىل ذلك يف الرب والتّقوى .وقد أرشد هللا ةا َ إذن جيب ةلى أبشاء الار ِر أن يتعارفوا فيما بيشهم ،ليتعاونوا ةلى ِّ
ِ ِ 3
قوا هللاَ ،إِ َّن هللاَ َشديِ ُد الْع َقاب«. ِِ
لى ا ِإل ِمث َوالْعُ ْد َوانَ ،واتَّ ُ
وىَ ،والَ تَ َع َاو َنوا َة َ لى الِ ِّ
ْرب َو التَّ ْق َ قوله تعاىلَ »:وتَ َع َاو ُنوا َة َ
ْت بِ ُكم هللا َمجيِعا ،إِ َّن هللا ةلى ُك ِل َش ٍ ات ،أَين ما تَكونوا أي ِ اخلَْي ر ِ وقال تعاىل»:ولِ ُك ٍل و ْج َه ٌ ُهو ُمولِّ َيها ،فَ ْ ِ
يء َ َ َ ّ ُ ُ ً َْ َ ُ ُ َ قو ْ َ استَا ُ َ َ َ ُّ
4
قَديٌِر«.
ِ ِ
وثقافاهتم ،وأذواقِهم، ألواهنم ،ولُ ِ ٍ
اختالف كا ٍري يف ِ ِ
ونزةاهتم، غاهتم، َّاس ةلى إ ّن من أسرا ِر ح َك ِم ِه تعاىل ،أ ْن َ
خلق الش َ
جشس ِه من
العقاات ليتّصل باين ِ
ِ اهاهتم ،وأةرافِهم ،وتقاليدهم؛ فال يُع َق ُل أن يتم ّكن اإلنسا ُن من تذليل هذه واجت ِ
ّ
َ
األمثل والوحيد الّذي يؤ ّدي
ُ األصح
ُّ احلديث بِلُغَتِ ِهم ،واحلديث واحلوار هو البّريق
َ ِ
األجانب ،إالّ أ ْن يتاادل معهم
السحري ِ الّيت تربط بني القلوب. ِ ِ عاو ِن .فما َّ
خاص ً يف هذا العص ِر إىل هذه األداة ّ أشد حاج ُ اإلنسان ّ فاه ِم فاتّ ُ
إىل التّ ُ
جمتم ٍع يشال ثشاء من بين ِجل َدتِِه دائما .وي وقَّر يف ِ ِ ِ ِ
جمتمعه .إالّ إذا كان يف ََ ً َُ ُ كل َم ْن يُْتقن لغ ً من اللّغات األجشايّ ُ ً وهلذا ُّ
قوم ٍ
جاهل ،واي لثُكلتاه!!! ةلم يسكن بني ٍ
جاهل .فيا لَغُربَ َ ذي ٍ ٍ
أساليب احلوا ِر مع ِ
أبشاء شعاِ ِه .وقد ِ ِ
أفضل ِ
استخدام الشك -متَُ ِّكشُهُ من
غته احمللّيّ ِ – َّ
بدقائق ل ِ
ِ ِ
اإلنسان إ ّن معرف َ
جيهل ما سوف جيين من مثرات ِ ِ ِ ِِ ِ
سهُ يف الوقت ذاته ةلى أمهّيّ إتقان اللّغات األجشايّ .أل ّن اإلنسان املتفتّ َح ال ُ سُ ُحت ّ
ِ
واملشاصب. ِ
والعلم أصحاب الثّروةِ
ِ الراقي ِ من ِ خاص ً مع الشّ ِ ِ احلوا ِر وأتسيس العالق ِ مع
اس من أهل الاالد ّ األجانبّ ،
شك من أ ّن الل ِ
ّغات ض ِر .وال َّ كي ال يستغين ةن وسائل ترببُهُ ابلعا ََل املتح ِّ العلم من ِ طالب ِ
الرت ِّ
أبشاء الوطن ّ َ إ ّن
اب يف هذا الالد من ر ُّ نرري إىل ما حيتاج إليه ال ّ ِ ِ ِ
الوسائل ،بل هي من أمهّها وألزمها .وقال أن َ األجشاي َ هي من هذه
رأَ يف هذا الوطن .فإنّه لن حيظى صل ً قوي ً ِ
أببشاء الرتكي ِ ملن ُولِ َد ون َ اللّغات ،جيب أ ْن نرّكز ّأوالً ةلى أمهّيّ اللّغ ّ
ّ َ
حياهتم وتقلُّ ِ
يشال ث َقتهم إالَّ ابلقدر الّذي يرارُكهم يف ِ
ااهتم ،مهما خالفهم ر ًأاي وةقيدةً .فاذكروا قولَه شعاِ ِه ،ولن َ َ
ِ راءُ َويَ ْه ِدي َم ْن يَ َ ان قَ وِم ِه ،فَ ي ِتعاىل».وما أرسلْشَا ِمن رسو ٍل إالَّ بِلِ ِ
يم 5«.ذلك راءَُ ،و ُه َو ال َْع ِز ُيز ا ْحلَك ُ ض ُّل هللاُ َم ْن يَ َ ُ س ْ َ ََ ْ َ ْ َ ُ
2سورة احلجرات31/
3سورة املائدة2/
4سورة البقرة341/
5سورة إبراهيم4/
8
ضهميرارك فيها بع َ
ُ اخلاص ِ وتبلُّعاتِِه من بقي ِ الشّاس؛ وقد
ّ بلد قد يتميّ ُز برأيِ ِه وةقائِ ِدهِ ونزةاتِِه كل ٍ
أ ّن اإلنسا َن يف ِّ
أقل تقدي ِر؛ ليتم ّكن بذلك من ال ّد ِ ِ دون ِ
بعضهم اآلخ ِر ،ولكشّه
فاع مضبر إىل مرارك اجلمي ِع يف اللّغ والثّقاف ةلى ِّ ٌّ
وةرض ِه ومالِ ِه إذا وجد َم ْن يعاديه ويقتحم حرمتَهُ ُ
ويشال من كرامتِ ِه .أل ّن اللّغ أداةُ ِ ةن رأيِ ِه وةقيدتِِه وشخصيتِ ِه
اف والتّ ِ والعقيدة واألةر ِ
ِ القي ِم املرتَ رَك ِ الّيت يتكون اجملتمع ةلى ِ ِ
قاليد. أساسها؛ كال ّدي ِن ُ ّ َ فاه ِم وهي من َ التّ ُ
خاص ً فإ ّن طلا َ ِ
العلم من ِ ِ
الرتكي ّ هلا قيمتُها ابلشّسا ألبشاء هذا الوطنّ . فشقول :إ ّن اللّغ ّ ُ املوضوع
ِ نعود إىل صدد
أبشاء املسلمني يف هذا الالد ،جيب ةليهم أن يكرتثوا ّبا أكثر من غريهم من أنصار القومي ِ والعصاي ِ ،فيشاغي ِ
ِ
رجاالت املتفو ِقني واملرهورين من ِ
األدابء ِّ بق ّبذه اللّغ ةلى مستوى املسلم أن حيظى من املهارةِ يف الشّ ِ ِ بللبّال ِ
ت فيها صول ُ الكف ِراحلساس ِ اليت اشت ّد ْ
ّ
اإلسالم وقِي ِم ِه يف هذه املرحل ِ
ِ َ فاع ةن ةص ِران .ألنّه لن يتم ّكن من ال ّد ِ
الوحش ةلى فريستِ ِه .نعم ،لن يتم ّكن
ِ انقضاض
َ ِ
احلشيف ض ةلى ال ّدي ِن رك ،لِتَ ْش َق َّ
ر ِ ةربها جحافل ال ّ
ت َ استَ ْق َو ْ
َو ْ
ِ االستعداد واملواجه ِ والْم َقاوم ِ ُّ ِ
ِ املسلِ ُم من
لميِ.
والس ّ السالح ِّ
القوي ّ والص ُمود يف هذه الظّروف إالّ ّبذا ّ َ ُ ََ
أيّها اإلحوة!
ِ
ألسااب ليس هذا مقام االسرتسال فيها. رائع ِ يف العا ََِل، الرائج ِ وال ّ ِ
الرتكي يف احلقيق ليست من اللّغات ّ إ ّن اللّغ ّ
الرمسي .غلات ةلى بقي اللّغات
ر َرةُ ،بصفتها اللّغ ّ عب .وهي اللّغ املشت َر ِولكن مهما كانت ،فإ ّهنا لغ ُ هذا ال ّ
َّنوا
قرون .فقد اكتسات ًّض ً لإلمهال ةلى مدى ٍ ِ
األخرية بعد أن كانت ةُ ْر َ السشني ِ
شت يف هذه ّ وحتس ْ
البّائفي ّ ،
الغرب ٍ
مئات ٍٍ من املفاهيم ِ استقت من لغات خاص ً بعد أن الساعيشات ،من القرن املشصرم
ْ ّ وخصوب ً مشذ ّ
واملصبلحات العلمي والفشي ِ.
اجلشدي مع ِ
سالح ِه .إ َّّنا ّبذا نتميّ ُز اإلسالم يف هذا ِ
ِ جيب ةليشا حنن ِ
ِّ تعام َل
نتعامل مع هذه اللّغ ُ
َ الالد ،جيب أن أبشاء
تعاملِهم مع اللّغ .فإ ّن ٍ ِ ِ
من أتااع اجلماةات واألحزاب والفئات املتاايش يف تركيا .إ ّهنم ةلى اختالف كا ٍري معشا يف ُ
ِ
وأجمادهم الرتكي َ ةلى أهنّا صل ٌ ترببُهم بتارُيهم أصحاب الشّزة ِ العصاي ِ ،يُق ِّدسون اللّغ ّ خاص ً
َ كثريا مشهم ًّ
األولني. ِ ِ
وببوالت آابئ ِ
هم ّ
9
احلشيف ،ومع ابلغ حماَّتِشا هلذه اللّغ -فإنّشا ال
ُ ّدين
إلسالم - ،مع احرتامشا للقيم الّيت يعرتف ّبا ال ّ ّأما حنن أبشاءُ ا ِ
وب6«.؛ كما ال نتهاون ابللّغ يف الوقت هللا فَِإنَّ َها ِم ْن تَ ْق َوى الْ ُقلُ ِ
ك ومن ي ع ِظّم َشعائِر ِ ِ ِ
شعائر هللا».ذَل َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ س إالّ َ نُق ّد ُ
العدو فقد هتاون بسشّ ِ ِاالستعداد ملواجه ِ ِّ ِ ِِ
هللا، َ وأمهل
ّ الح،
ابلس ِ أهم سالحشا .ذلك أ ّن من هتاون ّ ذاته؛ أل ّهنا من ِّ
وسلِّ َ ومن هتاون بسشّ ِ ِ
ط ةليه َم ْن ال يستبيع له ِد ً
فاةا. ِ
ض ِربت ةليه ال ّذلَّ ُ واملسكش ُ ُ
هللا ُ
سانِيَّ ِ ،محلت إليشا ةرب العصور من مثار ةلوم العا اقرة وابتك ارات العلم اء ُّ ِ ِ ُّ ِ
ّأما اللغَ ال َْع َربِيَّ ُ ،فَإنَّ َها م ْن أَ َه ِّم اللغَات ا ِإلنْ َ
وأخاار القرون واألمم اليت خلت؛
ِ ِ ٍ ِ ٍِ ِ ِ ِ ِ ِ ُّ ِ ِ ِ ِ
اء هللاُ تَ َع َاىل اد اللُّغَ ُ ال َْع َربِيَّ ُ ق َ
يم ً َوأَ َمهّيَّ ً ة ْش َد َما نُ َقا ِرنُ َها باَقيَّ اللغَات الْ َع ِري َق ،فَشَج ُد َهلَا م ْن َميّ َزات َاند َرة م ْش َه اَ ،ش َ تَ ْز َد ُ
ت َك الَم ِ
هللا لَ ْفظً ا َوَم ْع ًىن .إنَّ َه ا لُغَ ٌ َش ِري َف ٌ ،بَ ِد َيع ُ ِ ِ ٍ أ ْن يُْش ِز َل ِّبَا الْ ُق ْرآ َن َةلَ ى قَ ْل ِ
ص لَّى هللاُ َةلَْي ه َو َس لَّ َم ،فَ َوس َع ْ َ
ب ُحمَ َّم د َ
احلج12/
سورة ّ
6
10
اد ُِحي ي ُ
ط ِأب ْس َرا ِرَها، أخ ٍ
اذ ،الَ يَ َك ُ اّللُ ُس ْا َحانَهُ ِم ْن َمجَ ٍ
ال َّ الض َمائِ ِرَ ،إىل َما َحاَ َ
اها َّ ون َّ يب؛ ََّنَّام ٌ َةن م ْكشُ ِ ِ
األلْ َفاظ َوالتَّ َراك ِ َ ْ َ
ِ
ب َك ِرمي.أسالِياِ َها ،إالَّ نَِ ٌّ َو ِة ِ
جيب َماَانِ َيهاَ ،وأفَانِ ِ
ني َ
ث ةل ى العشاي ابلعربي وخ دمتهاَ .و ِه َي مفتاح ا لفه م الق رآن الك رمي ،ويف ه ذا غاي ُ ا ْحلَ ِّ ً إ َّن هللاَ تعاىل قد جعل العربي
ِ ِِ ِ ف بِتح ِفها وم ْكشُ َ ِ ِ
رب من خ الل أس الياها َة ْن ُك ِّل وانهتَا اللُغَ ِويَّ َواأل ََدبيَّ أ ْن يُ َع َّ سا ُن ال َْعا ِر ُ ُ َ َ َ َ لغ ٌ غشيَّ ٌ َوُمتَ َكاملَ ٌ ،يستبيع ا ِإلنْ َ
ب وال ِّدي ِن وال ِْع ْل ِم والتَّ ْقشِي ِ ،وِم ْفتَاح ا لِ َك ْر ِ ت اللُّغَ ُ الْ َع َربِيَّ ُ لُغَ َ ال ِّ ضح ِ ِ
َما َِجي ُ
َس َرا ِر
فأْ َ َ ً َ ر ْع ِر واأل ََد ِ َ ص ْد ِرهَ .وقَ ْد أَ ْ َيش ِيف َ
ب« .ب ذل ةلم اء املس لمني يف العص ور ط ِابلْ َع َربِيَّ ِ إِالَّ نَِ ٌّافعي َرِمحَ هُ هللاُ» :الَ ُِحي ي ُ ام الر ُّ ِ ِ
الْ َك ْون وا ْحلَيَ اة ...ق ال اإلم ُ
األوىل ةص ور الرق ي العقل ي والشض وج العلم ي واألديب جه ودا هائل يف خ دمتها ،فقس موها إىل فش ون ش ّت خص وها
ابلتدوين والتأليف ،وقد أجادوا فيها ،وبلغوا فيها غاي الضاط واإلتق ان ،ولك ل يف خ دمتها وجه ه و موليه ا وانحي
هو قاص دها وكان ت الشتيج أن أص احت اللغ العربي لغ غشي مبفرداهت ا وبعلومه ا وأبس الياها .فقام ت هل ا أس واق
رائج يف ن وادي دمر ق وبغ داد وقرطا والق ريوان والق اهرة وجتاوب ت أص داء األدابء والر عراء والعلم اء ب ني ج دران
سائر املمالك اإلسالمي .
11
أهم ميّزات هذه اللّغ ؛ أهنّا حمسودةٌ ومكروه ٌ بني أةداء اإلسالم واملسلمني؛ وةلى رأسهم املارقون داخل
ومن ّ
وبعض املستررقني الذين أاثروا الدةوة إىل اللّهج العاميّ ؛ ولكن حنمد هللا أ ّهنم َل جيدوا حّت
ُ الوطن اإلسالمي؛
آذاان صاغي ً هلذه الدةوة املاكرة احلايث ! مع هذا جيب ةليشا أن نعلم ابلتّأكيد أ ّن كالً من هذين الفريقني إ َّّنا اآلن ً
ضرر للحرب مع كتاب هللا (القرآن الكرمي) ،وإحلاق ال ّ ِ يُ َو ِّجهُ قواها لضرب اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ والقضاء ةليها متهي ًدا
أخريا يف ُة ْق ِر دارهم.
ابإلسالم وترتيت مشل املسلمني ً
مجيعا االهتمام ّبذه اللّغ الرريف وأبةلى درج ٍ من اإلتقان مهما اختلفت لغاهتُم األصليّ ُ وهلذا جيب ةلى املسلمني ً
وتاايشت قوميّاهتُم وألواهنُم وأوطاهنُم؛ ذلك من آايت هللا ساحانه ،كما أ ّن اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ َآيٌَ ِم ْن َآ َايتِِه الْعُظْ َمى .فقد ْ
تك أَنْ َزلْشَاهُ ُح ْك ًما َة َربِيًّا َولَئِ ِن اتَّاَ ْع َآان َة َربِيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُو َن .يوسف}4/؛ وقال تعال { َوَك َذلِ َ
قال تعاىل {إِ َّان أَنْ َزلْشَاهُ قُ ْر ً
{وَك َذلِ َ ٍ أ َْهواءهم ب ع َد ما جاء َك ِمن ال ِْعل ِْم ما لَ َ ِ ِ ِ
آان
ك أَنْ َزلْشَاهُ قُ ْر ً يل َوالَ َواق .رةد}12/؛وقال تعاىل َ ك م َن هللا م ْن َوٍِّ َ َ َُ ْ َْ َ َ َ َ
ِ ث َهلُ ْم ِذ ْك ًرا .طه }001/وقال تعاىل {نَ َز َل بِ ِه ُّ َّقو َن أ َْو ُْحي ِد ُ ِ ِ َّ ِِِ
ني َةلَى وح اْألَم ُ الر ُ ص َّرفْ شَا فيه م َن اْ َلوةيد لَ َعل ُه ْم يَت ُ َة َربِيًّاَ ،و َ
آان َة َربِيًّا غَْي َر ِذي ِة َو ٍج لَ َعلَّ ُه ْم يَتَّ ُقو َن. ني.شعراء }038/وقال تعاىل{قُ ْر ً ان َةرٍِيب َماِ ٍ
س َ
ك لِتَ ُكو َن ِمن اْملُْش ِذ ِرين ،بِلِ ٍ
َ َ َ قَ ْلاِ َ
ات إىل شرف هذه اللّغ جبانب ما آايت أخري يف كتاب هللا من أمثاهلا؛ ويف مجيعها إشار ٌ زمر .}18/فقد وردت ٌ
ت من خالهلا. وة ٍَرب جاء ْ دروس ِ ٍ فيها من
12
إ ّن احلزن ةلى السابقني مشّا ال يغين ةشّا شيئًا ،ولن ير ّد ما قد فات؛ وإ َّّنا لشا فيهم ةربةٌ ،أبن نعود إىل ِ
أنفسشا، ُ ّ
فشتحرى األسااب ،وندرس الشّتائج ،ونبرح أسئِل ً فشتااحث ةن سا ِل املعاجل ِ هلذه املركل ِ ةلى ِ
ضوء ما أييت من ُُ َ َ ُ َ ّ
إجاابت ةليها .فشقول مثالً:
أمان من ش ِر َمن يعادون هذه اللّغ ةلى أرضشا؟ .6هل حنن اليوم يف ٍ
مبجرِد رغاتِها إىل هذه اللّغ ؟ .9ما ذناُشا ،وملاذا نُ َع ُّد من اجملرمني ّ
وه ً ِيف نَظَ ِر البَّائَِف ِ ا ْحلَاكِ َم ِ ِيف َه َذا الْاَ لَ ِد ُم ْش ُذ ُح ْقاَ ٍ تَ ِزي ُد َةلَى قَ ْر ٍن؟
.3ملاذا أصاحت اللُّغَ ُ ال َْع َربِيَّ ُ َم ْك ُر َ
الرغم من رفع احلصا ِر ةشها يف وقليل ّماهم .ةلى ّ ٌ املاهرون ّبذه اللّغ ُج ْرأَتُ ُهم ةلى تدريسها دي ُ يكاد يُْا ِ
.9ملاذا ال ُ
املاضي القر ِ
يب؟
الوقت ذاته ةن اإلهان ِ ِ ائ يف ٍ ٍ العريب هذه األزم َ اليت تتجاوز ةن َّ
حد مركل حملي ،فتُ ْش ُ ُّ .1ملاذا يتجاهل العاَل
بكرامتهم ،وإن كان ذلك ببر ٍيق غ ِري مااشر؟
13
مديون ِ
وذلّ ُ َم ْوثَ ِق ٍ يب لَهُ خماف ُ سا ِر ٍق * وخضوعُ
إ ّن الغر َ
افق.كجشاح ط ٍري خ ِ
ِ ففؤادهُ
الدهُ * ُ فإذا تذ ّك َر أه لَهُ وبِ َ
ِ
قواةد هذه اللّغ .ولكن حيب ةليشا مع هذا أن هد وسع ٍي يف ِ
حفظ كذلك ال يشاغي أن أجتاهل ما قد بذلتم من ج ٍ
َ
ةوان ملن يكتمون احلقائق من أهل سشا أو خدةشاها ،وأصاحشا يف الوقت ذاته ً حبقائق إن كتمشاها ُخشّا أن ُف َ
َ نعرتف
َ
االستغالل تعمي ً ملن يشتاه إىل جهلهم ،من أولئك الّذين يزةمون أ ّهنم يُتقشون اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ ،وهم يف احلقيق جيهلون
ةجزهم ةن ٍ ٍ ِ
التعاري ّبا نُب ًقا وكتاب ً .إ ّهنم ال يكذبون ةلى أنفسهم فحسب ،بل يتواطؤون ةلى خيان رهيا ؛ يكتمون َ َ
آالف من ِ
أمثاهلم يف هذا الالد ،يف احلني جيول يف صدوِرهم ِابللُّغَ ِ الْعربِيَّ ِ ،كما يكتمون ةجز ٍ ٍ
التعاري أبدىن شيء مما ُ
َ ََ
ر ِ
هادات ّيات العلوم اإلسالمي ِ ،ويااهون بتلك ال ّ أستاذ للّغ ِ العربي يف ةديد من كل ِ مشصب ٍ
َ
حيتل كلٌّ مشهم ِ
الّذي ُّ
الّيت حيملو ّهنا والعشاوين األكادميي اليت يتمتّعون ّبا.
أيها اإلخوة!
ِّ
الرفوي ِ
استخدام هذه اللّغ يف التعاري مشها :إ ّن الّذين يُ َد ِّرسون اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ يف تركيا هم ابلذات ةاجزون ةن
السواء. والكتايب ةلى ّ
ِّ
للشجاح
ِ ومشها :أ ّن مجيعهم ةشاصر تركي ٌ َل يدرسوها وَل يتخرجوا ةلى يد ِ
أبشاء هذه اللّغ ،بيشما األسس العلمي انفي ٌ ّ ُ
ببرق ةلمي ٍ
يف دراس ِ أي لغ ٍ إال أن تكون بواسب من قد تعلّمها من أمه وأبيه وهو طفل مثّ درسها وطورها ٍ
ّ ٌ
معروف ٍ.
متعصاون يف ّاّتاذ البريق القدمي التّقليدي ِ للتّدريس بساب نزةتهم القومي ِ واةتزازهم ِ
الرجال ،هم ّ ومشها أ ّن هؤالء ّ
ِ ِ ابألجماد والتاريخ الاائد .يكفيشا أن نذ ّكِرهم بقوله تعاىل" :وَكم أ َْهلَ ْكشَا ِمن قَ ْالِ ِهم ِمن الْ ُق ِ
ِ
رون أهنّم إلَْي ِه ْم الَ يَ ْرج ُ
عو َن" ْ َ ُ ْ َ ْ َ
راةر:
األةزاء! يقول ال ّ
إخويت ّ
14
ع
قل ةقلني * فمباوعٌ ومسمو ٌ أيت الع َ
ر ُ
ع
ع * فال يشف ع مسمو ٌ
إذا َل يك مباو ٌ
ع
وضوءُ العني ممشو ٌ
مس * ْ
ر ُكما ال يشفع ال ّ
ٍ
وجدال وصر ٍاع فيما بيشهم من لدن شك أ ّن الشّاس ُيتلفون يف إدراك احل ِّق واحلقيق ِ ،وهذا ما ساقهم إىل ٍ
حرب ال ّ
َ
آدم إىل يوم القيام ِ ...
َ
15
ُصول العربي ِ فكانوا
درست ةلى أيديهم من األساتذة ذوي األ ِ ين ِ ِِ ٍ ِ
ُ خالَ َهلَا ةن شيء مما جيول يف خلده!!! ّأما الّذ َ
الدروس يف أغلب حماضراهتم ابللغ الكردي ِ.
َ أيضا يُل ُقون
كل ما أحصاه سياويه،العلماء (!) الّذين درسشا ةلى أيديهم وأحصيشا وحفظشا حتت إشرافهم َّ ِ إذن ،فأين ألولئك
ٍ ِ ِ والزخمرري وغريهم من ِ
كلمات معدود ًة يررحون ّبا ةن أئم اللّغ ،أين هلم أن يكتاوا ِابللُّغَ ال َْع َربِيَّ ّ
حّت ّ ُّ ُ جين
وابن ّ
ُ
ت له مقال ٌ أو كتاب ،أو ألقى حماضرًة ،أو حّت شرح لتالمذتِهِ ِ
جيول يف صدوِرهم!! أين أح ُد مشهم نُر َر ْ أدىن شيء ُ ٍ
ّ ٌ
صرف وحن ٍو وبالغ ِ وما إليها ...فهل مسعتم مبثل هذه ٍ قواةدها منيدرسو َن ِ دروسهم ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ مع أهنّم ِّ
َ
املهزل ِ؟!!
ٍ
أةوام بداي ً من ةام 6291م .وقد كانت زرت أكثر من ثالثني مدرس ً قرآنيّ ً يف خمتلف مشاطق تركيا خالل أربعُ
مصر ٍح هلا ابلتّدر ِ
يس. املدارس متارس نراطها ةلشيًّا بيشما أةداد كاريةٌ مشها غري ّ
ُ هذه
أخجل من ذك ِر
ُ ردودا غريا ً مشهم،
يت ً الزايرات ،فتل ّق ُاملدارس أثشاء تلك ّ ِ هت أسئل ً ةديد ًة إىل مسؤىل هذه
وج ُ
ّ
مثل هذا املقام .وأرى أ ّن بعضها قد يدةوا إىل التّ ّأم ِل والعربةِ.
بعضها يف ِ
سألت أح َدهم :ملاذا ال تدةو َن َم ْن أين ملّا ب! ذلك ّ ِ
ُ يتعج ُ
اب وجيعل اإلنسان ّ يثري االستغر َ الردود ما ُ ولعل من هذه ّّ
فقلت له :أال
ليست لغتَ شَا"ُ .
ْ ااب اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ؟ قال ابحلرف الواحد" :وما نصشع ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ! أل ّهنا
ر َ يُعلِّ ُم هؤالء ال ّ
تريدون أن تفهموا القرآن ،وإذا تعلّمتم لغتَهُ زالت املركل ُ؟ قال "من أراد أن يفهم القرآن ،يكفيه أن يتشاول نسخ ً
من ترمجته ،وهي متوفّرةٌ" مثّ انولين نسخ ً من ترمج القرآن الكرمي ابللّغ الرتكي كانت ةشده فوق املكتا ِ ،وأضاف
قائالً بلهج ٍ مستهزئ ٍ " ها أنت تزةم أنّك تُ ِتقن اللُّغَ َ الْعربِيَّ َ ،فما الفر ُق بيين وبيشك يف فهم القرآن وأان ال أ ِ
ُتقشُها! ََ ُ
16
مرتجم هذه الشّسخ ِ ،
ِ ِ
ابلقرآن من ك أةلم الرتمج ِ ،وال ُّ
أظن أنّ َ أفهمهُ ةن طريق ّ العريب ،وأان ُ ص ِّ أنت تفهمه من الشّ ِّ
َّك إالَّ َر ُجالً يُ ِري ُد أَ ْن يُ ْف ِس َد ِيف األ َْر ِ
ض؟! َك َما الَ أَظُش َ
ٍ
غضب: ف ةلى املعرف ِ ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ؟ أجاب ةلى سؤايل هذا يف
فهم معاين القرآن ال يتوقّ ُ
قلت له ،تعين أ ّن َ
ُ
قواي هلذه احملاضرةِ ،أل ّهنا كانت مواجه ً جريئ ً ابةتاار أهنّا كانت ّأول ماادرةٍ ُُيبَ ُر ّبا شيوخ األتراكاستعدادا ًً أبديت
ُ
ةلى أمهي اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ ابلشّسا ِ للمسلمني يف تركاا.
17
الصديق الرعاي ِ للعلوم اإلسالمي ِ. ِ ِ ِ ٍ
فجمعت املعلومات الالّزم َ وأان يومئذ أستاذ ما ّدة اللُّغَ ال َْع َربِيَّ بكلّي أيب بكر ّ
ُ
الصوفي ِ ومسئويل املدارس ٍ ِ
قمت برتتيب الربانمج وتوجيه ال ّدةوة إىل ةدد من رجال ال ّدين وشيوخ ّ يف إسبشاول ،مثّ ُ
انتاه إىل هذه املركل ِ
الصديق الكرمي الفاضل الدّكتور ةارف آيتكني وهو ّأول ّم ْن َ ِ
القرآني ،ذلك ابلتّشسيق مع ّ
ِ
بضرورة ترجيع طلا ِ املدارس ال ّديشي ِ ةلى إتقان اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ واستخدامها يف التعاري. وأيقن
واحلضور إذا
َ عت مشهم أن يرفضوا اإلجاب َ اتم مبوضوع احملاضرةِّ ،
ألين توقّ ُ املدةوين يف احلقيق ِ َل يكونوا ةلى ٍ
ةلم ٍّ ّ إ ّن
حساسيتهم .ذلك من أين سوف أُرّكز ةلى أمهي ِ اللُّغَ ِ الْعربِيَّ ِ
كشت متأ ّك ًدا من ّ
ألين ُ خاص ً يف التّعاري؛ و ّ
ّ ََ ما ةلموا ّ
ظ القواةد إىل
اهتمامهم حف َ
ُ بكل ش ّدةٍ أن يتع ّدى ِ ُّ ِ ِ ِ
يهتمون ابللغَ ال َْع َربيَّ يف تركيا حيتاطون ِّ جدا أ ّن الّذين ّ الغريب ًّ
بتاات.
مرفوض ةشدهم ً
ٌ استخدام اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ يف التّعاريَ .و ّأما إتقان اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ كوسيل للتّعاري ،فهو
لب لريوخ األتراك من اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ االَّ ِ ِ ٍ
الس ِّ لذا ما من أحد يشتاه إىل هذه املركل الغريا ،فيتساءل ةن املوقف ّ
ب ِم ْن َّ ِ ِ َّ ِ ِ ُّ
ويُهان بكرامته (إذا أ ّكد هلم ةلى أ ّن اللغَ َ ال َْع َربِيَّ َ الَبُ َّد م ْن تَ ْد ِريس َها ِابلب ِر ِيق الْ ُماَاش ِر َح َّّت يَتَ َم َّك َن البال ُ
ِِ
استِ ْخ َد ِام َها ِيف التَّ ْعاِ ِري َم َّت أَتْ َقشَ َها).
ْ
شرحا وافيًا يف مصادر ةلم ِ ٍ يدل هذا الواقع ةلى أهنّم يعانون من ٍ
ةضال .جند هلذا ال ّداء ً نفساينّ
ٍ داء يف احلقيق ّ
واجلهل الّ َذيْ ِن إذا ْ
بدت ِ صدورهم من آالم العج ِز ِ
هؤالء املتريّخني ،إ َّّنا حياولون لِيُ ْا ِبشُوا ما يكوي الشّ ِ
فس .أل ّن
َ
يتعارض يف
ُ رسوخ ةُ ْق َدةٍ نفسيّ ٍ خبريةٍ يف أةماقِهم.
اس خسروا مكانَتَهم املرموق َ .فقد أ ّدى ذلك إىل ِ أماراهتُا للشّ ِ
خيص؛ ولكشّهم يتحاشون هذه الر ُاهلروب ّ
ُ ساب واح ٌد؛ وهو
شاقض ،يثريُمها ٌ غياهب نفوسهم نزةتان شديدات التّ ِ
العاقا َ.
18
خص ِ
العاَل حني ر ِ ِ
للهروب خماف َ أ ْن تكون الغلا ُ لل ّ شك – هي انتهاز الفرص ِ ّأما الشّزةتان :فاألوىل مشهما – ال ّ
ر َّوةٌ
أفواههم حم ُ ساات ٍ
ةميق كأ ّن َ جيمع بيشهم القدر ةلى كراهي ٍ مشهم وهو يتكلّم ببالق ٍ وفصاح ٍ وبالغ ٍ وهم يف ٍ
ُ ُ
اس ِ ابلقب ِن .والشّزة ُ الثّاني ُ هي
امتشاةا من اهلروب خماف َ أن ال يتّهمهم الشّ ُ ً الثاوت واملقاوم ُ الااطشي ُ مع الصمت
ُ
رج
ةالمات احل ِ
ُ شديد ،وارتااك بني هواجس متشاقض ِ ،تتا ّدى يف وجوههم ضيق ٍ واجلهل والعج ِز .لذا تراهم يف ٍ
ِ ابجلنب
ِ
العلماء. رجل ةا ٍَل ابلعربي ِ ،وال يزيدهم ذلك إالّ حق ًدا وضغيش ً ةلى ِ
بوجود ٍ ِ
واالختشاق كلّما اصبدموا
ِ
استخدام أن تركيا ال ّتلو من ٍ
رجال قادرين ةلى أظن َّ
كشت ُ اتم ّبذا الواق ِع ،و ُ ةلم ٍّإين يف احلقيق ِ َل أكن ةلى ٍ
ّ
بعكس ذلك متاما بعد هذه املاادرةِ
ِ اصبدمت ولكين الكتايب ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ. ِ
اخلباب والتّعاري العلمي يف ِ
األسلوب
ً ُ ِّ ِّ ِّ
برهط من شيوخ األتراك يف هذه احملاضرةِ. واالجتماع ٍ
ِ
يدةوين
حّت َ اجلو ّايل ابملق ِّدمات املُل ِْفتَ ِ ليُ َهيِّ َئ َّ
الس َ
ميه ُد ّ
املشس ُق ّ
الريوخ ،بدأ ّ
ِ اجلمهور ،وفيهم ةدد من
ُ فلما حضر ّ
بشريد ةشوانُهُ (مسلمون)؛ وهذه كلماتُهُ: ٍ شااب من تالمذيت ليستفتح احملاضرَة ِ
اخلباب .فدةا ًّ أخريا إىل مشص ِ
ّ ً
العدل ُّ
واحلق نكون مسلمون مسلمون مسلمون * حيث كان ُ
املوت وأنىب أن هنون * يف سايل هللا ما أحلى امل شون
نرتضي َ
حرران الرعوب ِ
ابإلسالم ّ حنن ابألميان أحي يشا القلوب * حنن
حنن ابلقرآن قومشا الع يوب * وانبلقشا يف ٍ
مشال وج شوب ّ
كل ه ون * مسلمون مسلمون مسلمونور وَّنحو َّ
نشرر الشّ َ
مين أنت ب ي
مشك أنت ّ ِ
املغرب * أان َ اي أخي يف اهلشد أو يف
ال تسل ةن ةشصري أو نسب * إنّه اإلس الم أمّي وأب ي
حن به م ؤتلفون * مسلمون مسلمون مسلمون
اخ وةٌ ن ُ
ابلغضب والتّهديد واالحتقا ِر قد ِ فألقيت نظرةً سريع ً إىل احلاضرين ،وإذا أببصا ٍر شاخص ٍ مليئ ٍ
ُ صعدت املشرب
ُ مث
بالدهم يقوم خبياًا فيهم ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ .أل ّهنم َل
أهل ِ
رجل من ِ ٍ
ةلي ،ولكشّهم َل يتوقّعوا آنئذ أن يفاجئهم ٌ استقبات َّ
ْ
الثشاء ةشد االفتتاح ما أمكشهم ،أل ّهنا ابلعربيّ ،وسرةان ما ِ وحّت خبااء اجلمع ِ يوجزون كلم يعتادوا ذلك ،بل ّ
يررةون اخلباب ابللّغ الرتكيّ ِ.
19
يستخدم
َ يهتموا ابلبّريق املااشرةِ يف تدريس اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ (وهي أن ال طلات مشهم أن ّ ُ أين إذا
مت حبكم البّا ِع ّ
فعل ُ ِ
الرتكي َ يف ِ
أين لو نصحتُهم يف س ،أبن ال يتح ّدث مع تالمذته إالّ ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ) ،ةلمت ّ إلقاء ال ّدرو ِ س اللّغ ّ ّ املدر ُ
ّ
األصوات حدث ما توقَعتُهُ ،فانفجرت القاة ُ ،و َة ِ
لت حّت ٍ ٍ املهم ِ ّ
ُ َ َ قمت بعملي انتحاري .وفعالَ َل يلاث ّ كأين ُ هذه ّ
االستخفاف برأهنم ،واالستهان ِ بعلمهم .وَل أقصد ذلك ِ نوةا من
وةم الفوضى .ذلك أهنّم ة ّدوا هذه املاادرَة ً َّ
رف والشّح ِو ،حبيث يُصاح كلٌّ مشهم مكتا ً إحصاء قواةد الص ِ ِ كل حياهتم يففإهنم يقضون َّ إطالقًا .ألنه مهما كانّ ،
ّ
متش ّقل ً يف قواةد اللُّغَ ِ الْعربِيَّ ِ .والغريب أ ّهنم مع ذلك يعانون مشتهى العج ِز يف التعاري ةن أدىن ٍ
شيء ِابللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ. ّ ََ
العريب ،ألنّه أنزل هذه اللّغ املق ّدس َ مش زل َ لغ ِ كي إ َّّنا يكره اإلنسا َن
الرت َّ
جل ّ ِ
َّ الر َ
ورمبا من هذه الشّتائج الغريا أ ّن ّ
حّت انتُهكت حرمتُها!!
ارعّ ،
ر ِال ّ
استبعت أن
ُ كشت أان الفائز يف الشّهاي ِ .ألين ةلى الرغم من السلايات اليت ةرضت يل أثشاء هذه احملاضرة ،فقد ُ
اس أ ّن اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ هي يف ح ِّدمجهورا من الشّ ِ
ً فأهلمت بذلك
ُ مرةٍ.
ألول ّ
ِ ِ
أطرح مركل تدريس اللُّغَ ال َْع َربِيَّ يف تركيا ّ
ات أخرى ،ابةتاار أهنّا لغ ذاهتا أداةٌ للتّعا ِري ،وهي لغ ُ أم ٍ تُريب ةلى مخسمائ ِ مليون من الار ِر ،إبز ِاء ما هلا من ميز ٍ ِ
ّ ّ
اختالف لغاهتم احمللّي ِ؛ وأ ّهنا لغ العلم واحلضارةِ ،كما تتميّز أبصالتِها وقواةدها ِ
وآداّبا ِ القرآن ،ولغ املسلمني ةلى ِ
الرصيش ِ بني اللغات احليّ ِ.
ّ
20
العامي ِ يف الاالد العربي ِ بني الفيش ِ واألخرى .فقد احلقيق ِ فرل املستررقني الّذين يقومون ابلدةوةِ إىل اللّهج ِ
ّ
فئات من ِ
الشاس ِ
أصاحت اللّغ ُ العربيّ ُ تَ ْعتَِربَُها ٌ حّت يف تركيا ،يف هذا الالد الذي أحاط هللا أةماهلَم ،وأيّد هذه اللّغ َ ّ
ِ ِ س ذَلِ َ ِ ََّّ ِ ِ ِ
است ْخ َفافًا مشهم ّبذه األشياء وال ِابللّغ ال َْع َربِيَّ ،بل الةتاارهم َّإايها ً
أمورا ك ْ لغ َ الرعوذة والتمائم والبل ْسم ،ل ْي َ
يتم التعامل ّبا إالّ ةن طريق اللّغ ال َْع َربِيَّ ِ املق ّدس !!!مق ّدس ً الَ يليق أن ّ
الوقت ذاته إىل محاق احلكومات العربي ِ أهنّا كيف حتتقر القدرَة ِ كذلك من مثرات هذه احملاضرةِ ،أنّشا انتاهشا يف
مجيع
العرب َ ُ وتتجاهل الثروةَ الثقافي َ املستم ّدةَ من اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ يف هذا الالد! لقد جتاهل
ُ لإلسالم يف تركيا، ِ الكامش َ
وذنوّبم ،وة ّدواَ كي مسؤولي َ ِ
يهود سالونيك الرعب الرت َّ العرب ةشدما محّلوا اإلسالم يف تركيا .لقد أخبأِ يعود إىل
ما ُ
َ ُ
العرب ةلى سع ِ ةاملهم، اغرت أةضاء حزب ّ ِ اجملتمع أبسرهِ من املارقني ،واةتربوه أبمج ِع ِه من
ُ االحتاد والرتقيّ . َ هذا
كي ةن بكرةِ أبيه يف الرت َّ
اجملتمع ّ
َ افات ،فأدرجوا وكثرةِ ةددهم حب ّكامهم الذين هم رموز الرجعي ِ واألساط ِري واخلر ِ
ّ
(يهود سالونيك) ،وبني القلّ ِ املؤمش ِ املستضعف ِ من ِ
أبشاء ِ وداء ،وَل مييزوا يف ذلك بني البُّغم ِ احلاكم ِ القائم ِ الس ِ
ّ ّ
الالد .يربهن ةلى هذه احلقيق ِ أبشاء هذا ِ اإلزدواجي من ِ العرب ةن ّاّتاذ املوقف يتورع
ِّ ُ هذا الالد .مع ذلك َل ّ
ائب العقل بالدهم .ومن غر ِ استجاب ُ احلكومات العربي ِ لدةوةِ احلكوم ِ الرتكي ِ يف مش ِع البلا ِ األتراك من ال ّدراس ِ يف ِ
اد ِ
واإلخالص ،وأنّه إذا أر َ اإلميان والعزمي ِ
ِ كي من الرت ُّّالب املسلم ّ ِ
العريب املتخلّف ،أ ّهنم َل يفبشوا إىل ما يتمتع به الب ُ
ّم اللُّغَ َ
اليوم ليتعل َ
مسلم حياول َ كي ٍ ٍ
الصحاري والغاابت .وكم من طالب تر ٍّ ّم اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ حل ّقق أملَهُ ولو يف ّ
أن يتعل َ
ّم هذه حياول ليتعل َ
شاب ُ جانب آخر؛ وكم من ٍّ ررط ُ ،كما يعاين ضغط القاوريني من ٍ ال َْع َربِيَّ َ وهو مضبَّ َه ٌد يبارده ال ّ
السج ِن. حّت يف ّ اللّغ ّ
اإلهلي قد القدر ردائ َد وهم مضبَّهدو َن. ضا يعيرون يف هذا ِ
َّ ولكن َ ّ الالد ،ويقاسو َن ال ّ نعم حنن ال نشسى أ ّهنم أي ً
ت ّبم رايح ال َق َد ِر إىل ٍ
بالد سر هذه املسؤوليِ ِ يوم هاّ ْ
مهرب مشها .إهنّم رمبا َل يكونوا واقفني ةلى ِّ محّلَهم مسؤوليّ ً ال
ُ َ
ت حوهلَماس يوقِّ ُرهم ،فالت ّف ْ ِ ِ بعيدةٍ ليتعلّموا هشاك اللُّغَ ال َْع َربِيَّ َ .فرجعوا بكشوز
بفضل هذه اللّغ .أصاح الشّ ُ املعارف
21
أصشامهم ،ولن يعودوا مؤمشني حق ةاع ،فاشتغلوا إبرشادهم يف ةمياء ،وَل يفبشوا أن هؤ ِ
الء لن يرتكوا الر ِ
َ َ مجوعٌ من ّ
ات فادح ٍْ ،
أفشت إرشادهم ،وانتهت مساةيهم يف هذه احملاول الاائس ِ َخسار ٍ
رااب يف ِ اإلميان ،إىل أن فرل أولئك ال ّ
ومجاةات ملت ّف ٍ
ٍ فئات جهل ٍ،
"القباع املتديش َ" بتعاري الصحفيني يتكو ُن من ٍ
ّ َّ ّ َ ّ السشني من أحلى ّأاي ِمهم .أل ّن ةررات ّ
ِ
اإلسالم ةن نظرُه ْم إىل افات ،وفيهم زاندق ٌ وأصحاب ٍ حول شيوخ الصوفي ِ ،أكثرهم أهل الاِ َد ِع واخلر ِ
ّتتلف ُ
ُ أهواء ُ ُ ّ َ
ِ
والعلم والوةيِ. نظ ِر أهل اإلميان اخلالِ ِ
ص
أسااّبا من ور ِاء
نتحرى َ ُّكيِ ،الب ّد أن ّ َّت ةلى اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ ةلى مدى ةص ٍر ٍ
كامل يف الوطن الرت ّ احلرب الّيت ُشش ْ
َ إ ّن
ألوليدونوا ّ يقودان إىل أ ّن األتراك ال أجبديّ َ هلم أصالً ،وأهنّم إ َّّنا استباةوا أن ِّ
اهلام؛ هذا الواقع الّذي ُ هذا الواقع ِّ
القاموس ألف ٍ
ةام .وال يزال امليالد؛ ولكشّهم استعملوا األجبدي َ العربي َ أكثر من ِ ِ األو ِل من ِ ِ
ُ مرة بلغتهم بعد األلف ّ
تقل ةن ِ أبلفاظ ةربيّ ٍ .فإ ّن الكلمات الّيت ال يزال ٍ ُّ
حّت اليوم ،ال ُّ يضمها ّ كي ُ الرت ُّ
القاموس ّ
ُ حمروا
املعاصر ًّ
ُ كي
الرت ُّ
العريب ِ ِ ِ آالف كلم ٍّ .أما مخس ِ ِ
ظر يف اتريخ األدب ِّ العرب ،فإ ّهنم يكتاون ويقرؤون مشذ ّأايم اجلاهلي .إ ّن من ُميع ُن الشّ َ
ُ
ف أو ألديب أو شاة ٍر أو مؤلِّ ٍ
ٍ حّت امسًا واح ًدا ِ
اإلسالم وبعده .فال نكاد جند ّ األدب قال ِ جيد ّأاي ًما ُمر ِرق ً هلذا
القيس ،والشّابغ الذبياينّ ،وزهري بن أيب سلمى، ِ كي ةرب العصور الّيت ةاش فيها امرؤ ِ ٍ
الرت ِّ
األدب ّ خبيب ناغ يف
ّاءي،
واألةرى ،وةشرتة بن ش ّداد ،وطرف بن العاد ،وةمرو بن كلثوم ،واحلارث بن احللزة ،ولايد بن ربيع ،وحامت الب ّ
وأمي بن أيب صلت.
22
ابلعلم واملعرف ِ يف
ةما إذا كانت لألتراك ةالق ٌ ِ دليل يربهن ّابحث أو ةاَلٌ ابلتّاريخ يقف ةلى أدىن ٍ ٌ نعم ال يكاد
ِ ض ِّي ُحقا ٍ ةلى هذا لإلسالم وم ِ ِ
احلدث؛ ِ ُ وحّت بعد اةتشاقهم العريب؛ بل ّ ّ
ِ
األدب هؤالء املرهورين يف اتريخ ةصر
دو َن ِ ٍ
لإلسالم .أل ّن ّأو َل َم ْن ّ األو َل بداي َ اةتشاقهم اهلجري ّ
َّ ةاما ،إذا اةتربان القر َن
تقل ةن ثالمثائ ومخسني ً وهي ال ُّ
كتااب بعشوان (كواتدجو بيليج) ةام 7609من امليالد .أي بعد ّف ً الرتكي هو يوسف احلاجب .أل َ كتااب ابللّغ ّ
مشهم ً
آخر مشهم امسه حممود الكرغاري؛ ألّف ٍ
رجل ُ ةاما ةلى إسالم البليع األوىل مشهم .مثّ برز ٌ ضي ثالمثائ ومخسني ً ُم ِّ
املسمى (ديوا ُن لغ
ّ معتم ًدا ةلى اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ .وهو الكتاب
ِ الرتكي
كت ًااب ةام 7611من امليالد ،أ ََلَّ فيه ابللّغ ّ
اليوم أح ًدا يفهم شيئًا من مضمون هذين الكتابني إالّ ُّكي َ
جدا أنّشا ال جند يف اجملتمع الرت ِّ الرتك) .إالّ أنّه من الغريب ًّ
ُّ
ةلم هلم ّبذين العملني وال مبن ألّفهما. وماليني األتراك املعاصرون ال َ ُ ِ
االختصاص .بل ةددا قليالً من أهل
ً
كي وح ِظِّه
الرت ِّ
نتعرف ّبا ةلى مدى القاةدة التّارُيي لثقاف الرعب ّ
فحساشا هذا القدر اليسري من مجل احلقائق أن ّ
من العلم واملعرف ِ.
الرتكي وحنن بصدد اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ .نعم ،ملاذا نتح ّدث ةن اتريخ رمبا تتساءلون يف أنفسكم ةن مدى ةالقتشا ابللّغ ّ
ونتعجب من أ ّن األتراك ّأم ٌ ال أجبديّ َ هلا ،وأهنّم متأ ِّخرون يف جمال التّدوين والتّ ِ
أليف؟ ملاذا نتااحث ةن ّ الرتكي ،
اللّغ ّ
نتاىن تعليل مراكل اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ؟
هذه األشياء يف احلني الّذي َّ
ِ
الشراط يف املوقف هو الّذي ثاّبهم ةن
َ ومن هذه السلايات ،موقفهم املتهاون من مفهوم العلم واملعرف .فإ ّن هذا
ُّ
يستخف ّبم. والغرب ِ
الغرب، ِ
االنتماء إىل حّت أصاحوا اليوم حيرصون ةلى
ُ ين ةرب اترُيهم ّ
العلمي والتّ ْق ِّ
ِّ اجملال
23
مبقومات لغ ٍ قومي ٍ ميكن
يبمئن أب ّن لغتَه خالص ٌ تتميّز ّ
ُّ كي
أضفت ةلى هذا اللّغ صاغ ً ال يكاد اإلنسان الرت ُّ
ْ قد
االستدالل ّبا ةلى استقالل الثقاف الرتكي ِ.
ُ
فسشاذل
ُ يدخل بيششا وبني لغ ِ القرآن ٌ
حاجز. َ السلايات ،ولن كي فلن تُرهاشا هذه ّ ّأما حنن أبشاء اإلسالم يف الوطن الرت ِّ
نفوسشا؛ نعرتف جهودان دائما لش زداد حظًّا من املعرف ِ ّبذه اللّغ ال ّ ِ
ترربتها قلوبُشا ،واراتحت ّبا ُ
رريف وأسرارها .فقد ّ ً
ُّ ِ
بت هديَهُ إىل ةقولشا،بكل اةتزا ٍز ،أ ّن اللغَ َ ال َْع َربِيَّ َ هي اليت أمسع ْتشا رنني املعجزات القرآني ّ ،
وقر ْ وبكل فخ ٍر ،ونُعل ُن ِّ
ِّ
الرابني ِ.
فهي املفتاح الوحيد ألبواب فيوضاته ّ
أي لغ ٍ من اللغات اإلنساني ِ كاريا بيشهما .وأت ّكدان من أ ّن َّ قاران هذه اللّغ مع كث ٍري من اللغات ،فوجدان ً
ّ بوان ً ولقد ّ
سا ٌن َة َرِ ٌّ ِ ِ مهما كانت غشي ً وقوي ً ،لن تستوةب كالم هللا إالّ اللُّغَ َ الْعربِيَّ َ»لِسا ُن ال ِ ِ
يب دونَهُ أَ ْة َجم ٌّيَ ،و َه َذا ل َ
ّذي يُلْح ُ َ ََ ّ ّ
ُم ِ ٌ
اني«
ّذين يريدون أن هذا وال يشاغي أن نستهني بتلك العقلي ِ املتخلِّف ِ اليت هي يف احلقيق ِ ةقا ٌ كاريةٌ أمام ِ ِ
شااب بالدان ال َ َ
ِ
األجماد القرآن ،وهم أصالً خملصو َن يف ني ِاهتم ،ولكشّهم سرةان ما يقعون يف شاك الصوفي ِ وةادةِِ يتعلّموا لغ َ
ّ ّ
والتّاريخ.
24
اضبررت أن اجعل اللُّغَ َ ال َْع َربِيَّ َ يف
ُ لعل اةتذاري يقع مشهم موقع القاول إذا
ب واملوقف الشايلَّ ، الرعوِر البّيّ ِ
ةداد اللّغات األجشاي ابلّشسا ملن جيهلها فحسب من أبشاء املسلمني .ةسى هللا ساحانه وتعاىل أن حي ّق َق آماهلَم
حممد صلّى هللا ةليه وسلّم. فيسهل ألبشاء أمتشا سايل اإلتقان هلذه اللّغ الرريف ِ ويرشدان بذلك مجيعا إىل هدي ٍ
ً َّ
فإايكم أن ترتاجعوا يف هذه املعرك املاارك ِ فتولّوا األدابر وتشسحاوا ...بل واصلوا جهادكم ،وقاوموا أسلوب ِ
أبشاء َ َ ّ
الرتكي ِ إىل اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ وليس ِ
احلائط ،وكثّفوا جهو َدكم بتمريشات الرتمج ِ من اللّغ ّ ب ،واضربوه بوجه والتعص ِ ِ
اجلهل
ّ
االختصاص) ُمتِ ُ
يت املعرف َ ِ ابلعكس ،إالّ ما اضبررمت .فإ ّن الرتامج َ من اللّغ األجشاي ِ إىل اللّغ احمللي ِ (لغري أهل
استخدامها يف التعاري.
َ ابألوىل ،وتُِع ُ
يق ُ
الرتكي ِ إىل اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ ،واحلضوِر مع من يتقشها ،واالستفادةِ من أهلِها؛ فإنّكم
الرتمج ِ من اللّغ ّ
وهلذا ةليكم مبالزم ّ
سريوا ةلى برك هللا! ِ
املستقيمُ . طةلى اخل ِّ
األةزاء!
إخويت ّ
احلقيقيِ،
ّ لقد كان يتوافد ةد ٌد كاريٌ من شاابِشا إىل الاالد العربي ِ مشذ سشني ،بُغي َ أن يتل ّق ْوا هذه اللّغ من مصد ِرها
توافق ةلى
َ الاالد العربي َ أبن ال
َ الرتكي َ السابق َ أنذرت
ولكن احلكوم َ ّ ِ
اإلتقان. تقشوهنا َّ
حق ومن أفواه الّذين يُ َ
ّ
كل من درس ودارت ال ّدائرةُ ةلى ِّ
ْ ت بعد ذلك ت ما حصلَ ْ طلاِهم ،وأن ال متَُ ِّكشَ ُه ْم من اإلقام ِ ةلى أرضها .فحصلَ ْ
ت شهاداتُ ُه ْم ،وأصاحوا يُ َع ُّدو َن من اجلهل ِ ،كما ال يكاد ُّ
يعتد ّبم حّت أُلْغيَ ْ
السشني؛ ّ
ِ
يف الاالد العربيّ مشذ ةررات ّ
أح ٌد يف هذه اآلون األخريةِ.
العمل؛ ليظهر أبشاء تركيا ةن ساحات ِ أسفرت ةن هذه السياس املاكرةِ نتائج خبريةٌ ،أمهها ةزل العدد الكاري من ِ
ّ ُ ّ
غري أهل الكفاءةِ ،وأ ّهنم ةال ٌ ةلى اجملتم ِع .أل ّن غالاَهم بعد أن اُقيلواُ ةن ِ
للاسباء َّ
واملغفلني من الشّ ِ
اس أ ّهنم ُ بذلك
الصدق ِ من الظروف ةلى الابال ِ أو ةلى ِ ِ ِ
قاول ّ ُ ةملْ ،
أجربهتم أي ٍ أةماهلم ابإلضاف إىل الّذين َل حيصلوا أصالً ةلى ِّ
تشال من كرام ِ هدف من أهدافِها .أل ّهنا استباةت أن َ قت بذلك أكرب ٍ الشاس .وهذا ما كانت احلكوم ُ تري ُدهُ؛ فح ّق ْ ِ
َ
تكف بذلك من استشكا ِر أهل اإلميان يف هذا الالد .زد ةلى ذلك أ ّن احلكوم َ ِ
اإلسالم ببر ٍيق غ ِري مااش ٍر ،وأن َّ
الاالد العربيّ ِ .فما كاد أح ٌد مشهم يُظْ ِه ُر اجلُْرأةَ
الرااب الّذين كانوا ةلى استعداد لل ِّدراس ِ يف ِ ِ أرهات ةيو َن الاقيّ ِ من
ْ
واجلوع.
ِ بعد ذلك وي ْق ِدم ةلى هذا اخلب ِر الّذي يه ِّد ُدهم ابلابال ِ
ُ ُ ُ
25
فوف ،حبكم طايعتهم الواهي ِ ومعذرهتم الرخيص ِ. اجلوع سيشسحاون ال غراب َ من هذه الص ِ إ ّن الّذين ُيافون من ِ
ّ
ماء ،ويستعدون ٍ
ليوم يهزم هللا فيه ولكن الّذين يؤمشون ابلعالق القوي ِ املوجودةِ بني هذه اللّغ وبني رسال ِ الس ِ
ّ ّ ّ
حّت يتح ّق َق
لم والقمع ّ
ِ
االضبهاد والغد ِر والظُّ ِ ِ
أشكال اب ،سوف يصربون ةلى مرارةِ احلياةِ وسيقاومون َّ
كل األحز َ
نصر هللا للصابرين»وما الشَّصر إِالَّ ِمن ِة ْش ِد ِ
هللا ،إ ّن هللاَ َةزيٌِز َحكيِ ٌم«. ْ ََ ُْ ّ ُ
أيها الرااب!
اإلمهال يف هذا اجلانب من ةلوم العربي يف ِ
بالدان ُ ةليكم بكسب املهارةِ يف الاالغ ِ والفصاح ِ والايان .لقد بلغ
بق أبدىن ٍ
شيء من قادرا ةلى الشّ ِ
شخصا واح ًدا – ممّن ي ّدةي أنّه درس العربي َ -ال جنده ً
ً حّت أنّشا ال نكاد جند ولو
ّ
لرعب له صل ٌ بكتاب ِ
هللا العزيز الذي هو حبر الفصاح ِ ويشاوع الاالغ ٍ يعد من العا ِر أسلوب أهل ِ
العلم .وهذا ُّ ِ
والايان
ِ
ابلكسب .وقد حيظى مشها جامد البّا ِع وتتبوُر
ّ فتزداد
ُ طاعا،
إ ّن الاالغ َ يف احلقيق هي موها ٌ يتميّز اإلنسا ُن ّبا ً
اإلكثار
ُ خاص ً ِ
املشبقّ ، رعر ِاء؛ ألنّه من أسااب إصالح ِ
األدابء ودواوين ال ّ بكثرةِ املمارس ِ واإلكثا ِر من قراءةِ ُكتُ ِ
ب
اإلنسان .فقد ورد يف قاموس املشجد لألب لويس معلوف اليسوةي يف ترمجِ من تالوة القرآن الكرمي يزيد من بالغ ِ
مسيحي بتالوة
ٌّ رجل
يهتم ٌ
جدا أن ّ الريخ إبراهيم اليازجيي أنّه حفظ القرآ َن (مع أنّه كان مسيحيًّا) .ومن الغريب ًّ
ريخ هللا .فلم يكن ال ّحفظ ِه يف احلني الّذي ال يؤمن به أنّه وحي من ةشد ِ ف نفسه ةشاء ِ ِ
ٌ القرآن ،فضالً ةن أن يُكلّ َ َ ُ َ
ِ
القرآن ويفتدي أبحلى أاي ِم ِه يف حفظ القرآن الكرمي إالّ ألنّه ِ
ةل َم وأت ّك َد من أ ّن تالوة إبراهيم اليازجيي ليجمع مهَّهُ ِ
ّ َ
زو ُدهُ أبغلى ثروات العلم واملعرف ِ والاالغ .أل ّن حفظ القرآن ليس من األمور السهل ِ .بل ال يصرب وحفظَهُ سوف يُ ّ
مدد ّأميا ٍ وح َج ِج ِه ِ ِِ
مدد ملن يستشج ُد ِ
واالقتااس مشه ُ ولكن القرآ َن ،يف أدلَّته ُ
حّت املسلمون إالّ قلّ ً مشهمَ .
ةلى حفظه ّ
به.
26
كان طلا العلم قال الشّهض األدبي ِ احلديث ِ يراتدون احللقات العلمي اليت تعقد يف ردهات املساجد ٍ
يومئذ ،ةلى
التخصص مبكشوانت اللُّغَ ِ ال َْع َربِيَّ ِ وآداّبا،
ّ ضهم مواهاه ةلى غرار هذه احللقات اليت نقيمها اليوم ،مث يقف بع ُ
ويتعمق فيها حّت تداين له أسرارها ،فيصاح اماماً ومرجعاً مبفرداهتا.
وأةزائي،
إخويت ّ
الروابِ ِط
أج ِّل ّ
ِ ِ
ابلصل املاارك اليت تربط بيين وبيشكم :صل األستاذ بتالميذه .تلك من َ أقر ةيين ّ أمحد هللا الّذي ّ
ني أن ابنتهاء ما يرجو كلٌّ من البّرف ِ ِ جملرد املصاحل الفردي ِ ،فيشتهي غالاُها وأقدسها .إذ يتعارف كثريٌ من الشّ ِ ِ
اس ّ
صلّى هللا ةليه وسلّم صاحاِ ِه .ولكن هذه الّيت تربط بيين وبيشكم إ َّّنا هي امتداد ةالق الر ِ ابستغالل ِ
ِ
سول َ ّ يتحصلَهُ
ّ
ضالً ِمن ِ
هللا غو َن فَ ْ َاه ْم ُرَّك ًعا ُس َّج ًدا يَ ْا تَ ُ
لى الْ ُك َّفا ِر ُر َمحَاءُ بَ ْي شَ َه ْم تَ َر ُ
أبصحابه الذين وصفهم هللا تعاىل أب ّهنمْ أَش ّداءُ َة َ
جو ِد«.
الس ُجو ِه ِه ْم ِمن أَثَ ِر ُّ
اه ْم يف ُو ُ
يم ُ
وِر ْ ِ
ض َو ًاان س َ َ
إخويت
27
ضلين بذلك ةلى كث ٍري ممّن
قال ،وف ّ تراركونين فيما آاتين ريب من كشوز املعا ِر ِ
ف وةلّمين ما َل يُ ْد ِركهُ ةقلي من ذي ٍ ّ
خلق تفضيالً.
تالمذيت األفاضل،
e-mail: feriduddin@gmail.com
28