You are on page 1of 16

‫األزمنة يف اللغة العربية‬

‫***‬ ‫***‬

‫أتليف‬
‫فريد الدين آيدن‬
‫‪Feriduddin AYDIN‬‬
‫‪ORCID ID: 0000-0002-6440-6734‬‬
‫‪ISBN: 978-605-72570-3-1‬‬
‫الربيد األلكرتوين للمؤلّف‬
‫‪feriduddin@gmail.com‬‬

‫دار ِ‬
‫الع ررب للطباعة والنشر‬
‫‪Al-Ibar Publishing‬‬
‫إسطنبوال – ‪1997‬م‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجيع حقوق التأليف حمفوظة للمؤلف‪ :‬فريد الدين آيدن‬

‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫ِ‬
‫وصحبه أمجعني‪.‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدان حممد وعلى ِ‬
‫آله‬ ‫ّ‬

‫أما بعد‪ :‬فإن األزمنةر ذات أهّيّة ابلغة من حيث عالقة الفعل هبا‪ ،‬وإن مل تكن من املسائل‬
‫دقائق ِ‬
‫علوم‬ ‫ِ‬
‫واجلدل يف ِ‬ ‫ِ‬
‫البحث‬ ‫مثار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األساسية للّغة ‪ .‬فإن علماءر العربية وإن كانوا قد خاضوا ر‬
‫ِ‬
‫ولعل التقلي رد قد‬ ‫اللغة‪ ،‬إلّ أ ّنم مل يكرتثوا هلذا األم ِر أو مل ينـتبهوا له ب ِّ‬
‫كل ما يستحقه من اهتمام‪ّ .‬‬
‫خرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حجبهم عن اكتشافه‪ ،‬وقد يكون ذلك انشئاً من أسباب أ ر‬

‫الزمان من حيث عالقة الفعل به‪ ،‬إذ ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫حقيقة‬ ‫ِ‬
‫العربية مل يرـفطرنوا إىل‬ ‫هذا‪ ،‬ول نقول أ ّن علماءر‬
‫ِ‬
‫القيود الزمانية‪ ،‬وبني الفعل‬ ‫اخلال عن‬
‫الفعل ِ‬ ‫جيوز أن يكون قد التبس عليهم الفرق بني معاين ِ‬
‫الفرق بني‬
‫ب)‪ .‬فإ ّن ر‬ ‫ِ‬
‫ب) و(لرولره لر رما طرلر ر‬
‫ب) و (يركون قرد طرلر ر‬ ‫و(سبر رق أن طرلر ر‬
‫ب) ر‬ ‫املقيد هبا مثل (طرلر ر‬
‫الفرق‪ ،‬إلّ أ ّنم مل يدخلوا‬
‫املختلفة واضحةٌ بيّنةٌ‪ .‬ولب ّد أن يكونوا قد أدركوا هذا ر‬ ‫ِ‬ ‫هذه الرتا ِ‬
‫كيب‬
‫الصير ِغ الزمنية ابابً خاصاً كما قد ّت ذلك يف كثي من اللّغات‪.‬‬ ‫لكل من ِّ‬ ‫يف تفاصيلها ومل جيعلوا ّ‬

‫علمهم بِلغات أجنبيّة ‪ ،‬إذ أن كثياً من املف ِ‬


‫اهيم‬ ‫عدم ِ‬
‫انشئاً من ِ‬ ‫ويغلب أن يكو رن هذا ِ‬
‫يتبادر إىل الذه ِن تلقائياً وبسهولة إل بعد ظهوِر سبب يذ ّكِره أو‬ ‫ات ل ر‬ ‫ضي ِ‬ ‫ِ‬
‫واحلاجات روالمقتر ر ر‬
‫ضرورة تستدعيه‪ ،‬فهذه املنجزات احلضارية والتقنية الضخمة اليت نلم ِِس رها يف جمالت خمتلفة من‬
‫القليل ما قد كشفه العلماء واخلرباء وما رعثرـ رر عليها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلقيقة‪ ،‬إذ ليس من‬ ‫حياتنا‪ ،‬ت رربِهن على هذه‬
‫ِ‬
‫والفن من صناعات وعلوم وآلت وأجهزة بقرينة بسيطة يف بداية‬ ‫الباحثون وأرب رد رع رها أهل ال ّذوق ِّ‬
‫املكنوانت يف أر رح ِد ِهرا ِ‬
‫بفضل رما ِيف اآل رخ ِر من أرمثر ِاهلرا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األم ِر‪ ،‬أو ابلقياس بني شيئني اِستر رحسوا‬

‫ِ‬
‫وقت؛‬ ‫مان‪ ،‬وما من فعل إل ِ‬
‫وحلدوثِِه ٌ‬ ‫الز ِ‬ ‫هذا‪ ،‬لبد وأن نؤّكِد أبن ِ‬
‫للفعل عالقةٌ عض ِويةٌ مبفهوم ّ‬
‫والوقت قِس ٌ‬
‫ط من الزمان‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ِ‬
‫الوصول إىل حقيقته بعد‪ .‬وهو انشئ من‬ ‫الزمان فإنّه مفهوم معقد مل يتمكن العلماء من‬
‫أما ّ‬
‫ان الكرة األرضية حول حمورها وعلى مدار م رعني مرتبطةً فيهما ابلشمس‪ ،‬يعين أن األرض‬‫دور ِ‬
‫حول حموِرها فيتمخض‬
‫جتري يف ذات الوقت حول الشمس على مدار م رعني‪ ،‬إضافةً إىل جراينا ر‬
‫عن األول املواسم األربعة‪ ،‬وعن الثاين اللّيل والنهار املتعاقبان‪.‬‬

‫والوحدة القياسية للزمان هي الساعة ول يسع املقام حلصر ما يدخل يف هذا الباب من‬
‫تفاصيل جانبية‪.‬‬
‫ر‬

‫جدير ابإلهتمام؛ ذلك أن للفعل مراتب زمنيةٌ خمتلفةٌ‪ .‬وهلذا‬


‫الزمان ابلنسبة للفعل‪ ،‬فإنّه ٌ‬ ‫أما ّ‬
‫صيرغ ثالث‪ .‬ورمبا‬ ‫فإن عالقة الفعل ابلزمان أمشل بكثي من القدر الذي حصرها علماء العربية يف ِ‬
‫يتوصلوا إىل تعريف للفعل‬ ‫الز ِ‬
‫مان مباشرةً‪ ،‬وإمنا أرادوا أن ّ‬ ‫الوقوف على مفهوم ّ‬
‫ر‬ ‫مل يكن غر ررضهم‬
‫ِ‬
‫واحلرف‪ ،‬فاقتصروا يف هذه احملاولة على تقسيمه إىل املاضي واحلال واإلستقبال‬ ‫ِ‬
‫اإلسم‬ ‫مييّـزه عن‬
‫فحسب‪ .‬وقد مسّ رى بعضهم ِّ‬
‫الصير رغ ابألزمنة الثالثة‪ .‬لذا‪ ،‬فإ ّن املسألةر غي واضحة؛ حيث أن‬
‫بية قد يكون مرتِّدداً حول هذه القضية‪ ،‬فيتسائل عما إذا كانت هذه التسمية‬ ‫غة العر ِ‬ ‫طالب اللّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزمنية؟‬ ‫الفعلية أم املرا ِ‬
‫تب‬ ‫تعبياً عن ِّ‬
‫الصير ِغ‬

‫مان على اإلطالق‪ ،‬وهذا ل يدخل يف نطاق‬ ‫الز ِ‬


‫الفعل بوقوعه حقيقة‪ ،‬ل ينفك عن ّ‬ ‫نعم إ ّن‬
‫ر‬
‫الفعل حالي عند وقوعه البتة‪ ،‬ويصبح ماضياً بعد وقوعه حقيقة‪ .‬وهو مستقبل ما‬
‫دراستنا‪ .‬إذ أ ّن ر‬
‫مل يقع‪ .‬فهذه ل تتعدى عن تصورات منطقية حبتة‪.‬‬

‫الزمنـيّة هلا دللت مقرونة أبحد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الزمنيّة املوضوعة للفعل‪ .‬فالصيغة ّ‬
‫الصيغة ّ‬
‫وإمنا حنن بصدد ّ‬
‫األزمنة املطلقة؛ وهي املاضي واحلال واإلستقبال؛ كبناء املاضي على الفتح‪ ،‬واستهالل املضارع‬
‫أبحد حروف املضارعة‪ ،‬ودخول السني وسوف على املستقبل‪ .‬فإذا كانت هذه القرائن تدل على‬
‫املراتب الزمنية للفعل‪ ،‬فإ ّن عالقة الفعل ابلزمان أكثر مشول من هذا التقسيم‪ .‬إذ ل خيفى أن‬
‫دللت متعلقةٌ أبزمنة خمتلفة على حسب ما يصطحب الفعل من‬
‫ٌ‬ ‫غة الواحدةِ من الفعل‬ ‫للصيِ ِ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫فعل ماض‪ ،‬لكن قد يفيد يف ِّ‬
‫كل مثال من األمثلة‬ ‫كلمات أو تركيب‪ .‬مثالً فإن (انـترـ رهى)‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدللت‬ ‫اآلتية اخلمسة معىن ملراتب الزمان الغابر‪ ،‬خيتلف ذلك املعىن يف ِّ‬
‫كل واحد منها عن‬
‫األدوات اليت رحلِرقت هبا وهي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بسبب‬ ‫ِ‬
‫األمثلة‬ ‫الزمنية يف ِ‬
‫بقية‬ ‫ِ‬
‫‪1‬ـ انتهى‬
‫‪2‬ـ قد انتهى‬
‫‪3‬ـ إذ انتهى‬
‫‪4‬ـ كان قد انتهى‬
‫‪5‬ـ لوله ملا انتهى‬

‫األمثلة املذكورةِ‪ ،‬ختتلف عن بقي ِه‬


‫ِ‬
‫نتهى) يف ِّ‬
‫كل مثال من‬ ‫إ ّن املرتبةر الزمنيةر اليت يدل عليها فعل (ا ر‬
‫ِ‬ ‫منية يف األمثلة األخرى ‪ ،‬مع أن فعل (انتهى) قد ور رد يف كل من هذهِ‬ ‫تب الز ِ‬
‫األمثلة على‬ ‫ّ‬ ‫رر‬ ‫املرا ِ ّ‬
‫فعل (انتهى) ـ على سبيل املثال ـ يف مجلة ‪" :‬إذا انتهى األجل‪،‬‬
‫السواء‪ .‬وأغرب من هذا فإن ر‬
‫فعل ماض‪.‬‬
‫يدل على مستقبل م رعلق مع أنّه ٌ‬
‫إنتهى الوجل" ّ‬

‫العربية من الصرفيني والنحويني واأل ِ‬


‫دابء يف هذه التفاصيل‬ ‫ِ‬ ‫أما إذا قيل‪ :‬إمنا مل يردخل علماء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العلم فإ ّن هذا اإلعتذار غي مقنِع‪ .‬ويغلب أ ّنم قد‬ ‫جتنباً من التّطويل يف املسائل‪ ،‬وتسهيالً ِ‬
‫لطلبة ِ‬
‫ابية والبالغي ِة فحسب‪ ،‬وحرصوا يف ذلك‬‫اإلشتقاقية واإلعر ِ‬
‫ِ‬ ‫رّكزوا جل اهتمامهم على املسائل‬
‫على حتقيق ِ‬
‫ثالثة أهداف دون غيها وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ النطق السليم اخلالص من اللّح ِن‪،‬‬


‫‪2‬ـ القراءة السليمة اخلالصة من ِ‬
‫الغلط‪،‬‬
‫واإلنشائي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫اإلمالئي‬
‫ِّ‬ ‫‪3‬ـ الكتابة الصحيحة اخلالصة من اخلطأ‬

‫بية أل ّنم حصروا‬ ‫ِ‬


‫لعلماء العر ِ‬ ‫ِ‬
‫عالقة ِ‬
‫الفعل ابلزمان أمراً جانبياً ابلنسبة‬ ‫إذن فتكون مسألة‬
‫ِ‬
‫الثالثة لذلك مل‬ ‫ِ‬
‫األبواب‬ ‫مباشرةٌ هبذهِ‬
‫مان صلةٌ ِ‬‫للز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫األبواب املذكورة‪ ،‬وألنّه ليست ّ‬ ‫مهمترهم يف‬
‫يهتموا هبا‪ ،‬وهذا أحسن ِّ‬
‫الظن هبم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫غة ِ‬
‫العرية إقبالً متزاي ًدا يف‬ ‫العرب قد أقبلوا على اللّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالمية من غ ِي‬ ‫وحيث أن شباب ِ‬
‫األمة‬ ‫ر‬
‫اإلسالمية منذ بضع سنني بسبب‬ ‫ِ‬ ‫املرحلة األخيةِ وازدادت رغبتـهم هلا بعد انتشار الصحوةِ‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫ابلزمان‬ ‫عالقة ِ‬‫ِ‬
‫الفعل ّ‬ ‫تطورات طارئة‪ ،‬فقد دعت الضرورة إىل دراسة هذه املسألة‪ .‬إذ أ ّن قضيةر‬
‫الطالب يعانون أزمةً شديدةً يف ترمج ِة‬
‫ِ‬ ‫كثي من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هاماً يف تصريف اللّغات غي العربية‪ .‬و ٌ‬
‫مكاان ّ‬
‫حتتل ً‬
‫ِ‬ ‫الزمنية خاصةً إىل ِ‬
‫ِ‬
‫العربية ول جيدون مصدراً ليستعينوا به على تذليل هذه العقبة اليت‬ ‫اللغة‬ ‫ِّ‬
‫الصير ِغ‬
‫صها‬ ‫ِ‬
‫أتناول هذه املسألةر فأخلّ ر‬
‫ر‬ ‫ابب املساعدةِ هلم أن‬
‫تعرتضهم من حني إىل آخر‪ .‬لذا رأيت من ِ‬
‫أبسلوب سهل مبرسط‪ .‬فأقول مستعينا ابهلل تعاىل‪:‬‬

‫الفعل يكثر استعماله يف احلديث‪ .‬وهو أحد‬ ‫ِ‬


‫عالقة ِ‬
‫مر هامي ألن ر‬ ‫ابلزمان أل ٌ‬
‫الفعل ّ‬ ‫عبي عن‬
‫إن الت ر‬
‫ِ‬
‫القواعد‪ ،‬وألن‬ ‫ِ‬
‫أبواب‬ ‫ب النح ِو وتتشعب منها بقيّة‬ ‫العناص ِر ال ِ‬
‫ثالثة اليت يستهل هبا غالب كت ِ‬
‫ابلزمان خاصةً‬ ‫ِ‬
‫عالقة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفعل ّ‬ ‫واحلرف‪ ،‬وأنّه تزداد أهية‬ ‫اإلسم‬ ‫خبالف‬ ‫الفعل مقرو ٌن بزمان مطلقاً‪،‬‬
‫ر‬
‫العالقات البشر ِية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واملواصفات والتقاري ِر ِ‬
‫وأمثاهلرا من الواثئق ِ‬
‫ذات األث ِر يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقود‬ ‫يف ترمجة‬

‫مث إ ّن ِ‬
‫للفعل ثالثة معان‪:‬‬

‫طبيعي‪ .‬وهو مفاد الفعل اجملرد ‪.‬كـ (غر رف رر‪ ،‬ويرـن ِطق‪ ،‬وذر رهبـنرا‪).‬‬
‫ي‬ ‫األول منها‬
‫الزايدةِ على حروفه األصلية‪ .‬مثل (اِستغ رف رر‪،‬‬ ‫عارضي‪ .‬وهو ما يفيد معىن عند ّ‬ ‫ي‬ ‫الثاين منها‬
‫ويـ رقاتِل‪ ،‬وترـ رعجبـنرا‪).‬‬

‫ِ‬
‫خالل عالقتِه ّ‬
‫ابلزمان‪.‬‬ ‫ين‪ .‬وهو الذي يظهر معناه من ِ‬ ‫الثالث منها ِ‬
‫ضم ِ ي‬

‫الزمان‪ ،‬فقد يكون قريباً‪ ،‬أو بعيداً‪ ،‬أو خمتلفاً جداً من حيث القرب أو البعد ابلنسبة‬ ‫أما ّ‬
‫الفعل ابلزمان يف هذا اإلطار تكشف لنا ترـعد رد املراتب الز ِ‬
‫منية‬‫ّ‬ ‫ر‬ ‫للراوي‪ .‬إذن فإن عالقةر ِ ّ‬ ‫للفاعل أو ّ‬
‫ِ‬
‫وانسجام رها مع‬ ‫أبنرا أكثر من ثالثة‪ .‬وقد خيتلف هذا التّـ رعدد من لغة إىل أخرى حسب طبيعتِ رها‬

‫‪6‬‬
‫ّغات املتطورةِ‪ .‬فإ ّن الل ِ‬
‫ّغات البسيطةر قد ل تشتمل على مصطلحات علمية ول تدعو حاجة‬ ‫الل ِ‬
‫ّ‬
‫الزمني ِة‪.‬‬ ‫استعمال ِ‬
‫صيرغ للمراتب ّ‬ ‫ِ‬ ‫الناطقني هبا إىل‬
‫ر‬

‫الزمان يف األساس ـ من حيث عالقة الفعل به ـ فينقسم إىل بسيط ومركب‪ .‬فالبسيط‬ ‫أما ّ‬
‫ع‪ .‬لذا فإن األزمنةر البسيطةر مطلقةٌ عن القي ِ‬
‫ود‪ ،‬أما املركبرة فإنا مقي ردةٌ‪.‬‬ ‫منهما أص ٌل‪ ،‬واملركب فر ٌ‬

‫األزمنة البسيطة ثالثةٌ وهي‪:‬‬

‫‪THE PAST UNCONDITIONAL :‬‬ ‫‪1‬ـ املاضي املطلق‬


‫ِ‬
‫الزمان دومنا ِّ‬
‫أي تقييد لره‬ ‫حدث يف سابق من ّ‬
‫ر‬ ‫الراوي أنّه‬ ‫وهو الفعل الذي خيِرب املتكلّم أو ّ‬
‫بوقت م رعني ‪ .‬مثل (أنطررقت‪ ،‬رورما رعطرفوا‪ ،‬رولر رع ررفوا) يف قول الشاعر‪:‬‬

‫وأنطقت ال ّدر ِاهم برـع رد صمت * أ رانساً برـع رد رما ركانوا سك ً‬


‫وت‬
‫رحد بِرفضـل * رولر رع ررفوا لِ رمكررمة ثبـ ً‬
‫وت‬ ‫فر رما رعطرفوا رعلرى أ ر‬
‫(اإلمام الشافعي‪ ،‬ديوان الشافعي ص ‪ ، 30‬دار اجليل‪ ،‬بياوت‪1974 -‬م )‬

‫األفعال املاضيةر الثالثةر دومنا حتديد هلا بوقت م رعني‪ .‬بل أطلقها‬
‫ر‬ ‫الشاعر قد ذكر هذه‬
‫ر‬ ‫فإن‬
‫البياين‪ .‬وكأن الشاعر قال‪ " :‬كل من أصاب من ِ‬
‫الغ رىن‪ ،‬يبدأ ينطق ِبرأرة بعد أن كان‬ ‫لشموهلا‬
‫ر‬ ‫ِّ‬
‫تعميم يدل على أن (أنطررقت‪ ،‬رورما رعطرفوا‪ ،‬رولر‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الصمت فيما رسبر رق" وهذا‬ ‫احلرمان يـر ِغمه على‬
‫طي املاضي‪ ،‬غي حمدودة بزء منه‪.‬‬ ‫رع ررفوا) ٌ‬
‫أفعال مستغرقةٌ يف ِّ‬

‫ِ‬
‫املطلق‪ ،‬ولكن على سبيل‬ ‫والفعل املضارع الذي أييت بعد (مل)‪،‬كذالك يدل على املاضي‬
‫النّفيِ‪ .‬مثل (مل يرـنرل) يف قول الشاعر‪:‬‬

‫" ركم شجاع مل يـنرل ِمنـ رها المىن * وجبان ران رل غرااي ِ‬
‫ت األررمل"‬ ‫ر‬ ‫ر ر رر‬ ‫ر‬ ‫ر‬

‫‪7‬‬
‫لب واإلجيا ِ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫ب للماض ِي‬ ‫هذا‪ ،‬ومن اجلدي ِر ابإلشارة؛ أ ّن هذه املقولةر قد مجعت بني صيغيت ّ‬
‫العج ِز ر‬
‫(ان رل)‪ .‬فحاصل‬ ‫ِ‬
‫اإلجياب يف ر‬ ‫الس ِ‬
‫لب يف الصدر (مل يرـنرل)‪ ،‬وصيغة‬ ‫املطلق‪ .‬قد جائت صيغة ّ‬‫ِ‬
‫الباب‪ :‬أن كل صيغة فعلية خربيةً كانت أم إنشائيةً إذا كانت تـنبِئ عن حدث‬
‫حتت هذا ِ‬ ‫ما يدخل ر‬
‫فيما رسبر رق دو رن ِّ‬
‫أي حتديد بوقت م رعني فإنّه املاضي املطلق‪.‬‬

‫‪THE PRESENT UNCONDITIONAL TENSE‬‬ ‫‪2‬ـ احلال املطلق‬

‫احلني الذي يتكلم دومنا حتديد منه بوقت م رعني‪ .‬كـ‬ ‫هو الفعل الذي خيِرب املتكلِّم عن حدوثِِه يف ِ‬
‫ع مطلر ٌق ل‬ ‫ك لر ال رو ِعيد‪ .‬فـ (يـنبِئ) هنا فع ٌل مضار ٌ‬
‫(يـنبِئ) يف ال رمثر ِل السائر ‪":‬الصدق ينبئ رعن ر‬
‫للجبان‪ ،‬يتوعد مث ل يفعل‪ .‬وذلك يف احلني الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املقولة‬ ‫حدود ِ‬
‫لوقته‪ .‬إذ يض ررب املثل هبذه‬ ‫ر‬
‫ِ‬
‫املضارع‬
‫ِ‬ ‫صيغة املاضي يف ِ‬
‫أتويل‬ ‫أي قيد بوقت م رعني‪ .‬جيوز أن يكو رن الفعل على‬ ‫يناسب‪ ،‬دون ِّ‬
‫يتمسك ابلصرب‪.‬‬ ‫ص رِرب ظررف رر" أي من يرصِرب يرظ رفر‪ ،‬يف احلني الذي ّ‬ ‫"من ر‬
‫كما يف املثل السائر أيضاً‪ :‬ر‬
‫ي قيد بزمان م رعني‪ .‬وكذلك الفعالن الواردان يف مجليت‬ ‫فالظفر مورك ٌل ابلصرب يف ِّ‬
‫كل حال دومنا أ ّ‬
‫اس ًرا" أي من ل ميلك‬ ‫واإلثبات‪ ،‬كما يف املثل الرتكِ ِي‪" :‬ما نض أح ٌد غاضبا إل وجلرس رخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النف ِي‬
‫ر ر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫نفسه من النهوض غضبًا على غيه‪ ،‬فإنه خيسر بذلك يف حينه مىت كان‪ ،‬على اإلطالق‪.‬‬

‫***‬

‫‪THE FUTURE UNCONDITIONAL TENSE‬‬ ‫‪ 3‬ـ املستقبل املطلق‪:‬‬

‫ـ(سيرـعلرم)‬
‫الزمان اآليت‪ .‬وها (السني وسوف) ك ر‬
‫أدايت ّ‬
‫حدى ِر‬
‫وهو الفعل املضارع الذي يستهل إب ر‬
‫يف قول املتنيب‪:‬‬

‫رسيرـعلرم اجلرمع ِمن ر‬


‫ضم رجملِ رسنرا * ِأبن ِين رخي رمن ترس رعى بِ ِه قر ردم‬
‫(أبو الطيب املتنيب ـ ديوان املتنيب ص ـ ‪ ،332‬دار بيوت ـ ‪ 1980‬م )‬

‫ري" يف ِ‬
‫قول زهي بن أيب سلمى‪:‬‬ ‫ف ـ إِ رخال ـ أرد ِ‬
‫"سو ر‬ ‫ِ‬
‫ومثـله ر‬
‫‪8‬‬
‫ري * أرقرـوٌم آل ِحصن أرم نِ رساء‪.‬‬
‫ف إِ رخال أرد ِ‬ ‫رورما أرد ِ‬
‫ري رو رسو ر‬

‫األزمنة الم رركبرة‪:‬‬

‫ِ‬
‫فإن املترـ روق رع يف كلترا املقولتني غي حمدد بزمان‪ .‬إن هذه ِّ‬
‫الصير رغ ل قي رد رهلرا كما مر‪ ،‬وهي مطلر رقةٌ‬
‫ان المقبِ ِل بِتر رما ِم ِه‪.‬‬ ‫مستـغرقرةٌ يف ِ‬
‫مفهوم الزم ِ‬
‫ر‬ ‫ر ر‬

‫أقسام رئِي رسة‪ .‬وهي املاضي املقيّد‪ ،‬واحلال املقيّد‪،‬‬


‫ِ‬ ‫أما األزمنة املرّكبة ‪ :‬فهي على ِ‬
‫ثالثة‬
‫منقسم إىل فروع خمتلفة بقيود خاصة يتميـز هبا بعض رها عن البعض‬
‫ٌ‬ ‫واملستقبل املقيّد‪ .‬وكلي منها‬
‫اآلخر‪ .‬ويف غالبها أييت الفعل بعد ِ‬
‫القيد‪.‬‬

‫حروف‪ :‬ك رقد‪ ،‬ومل‪ ،‬وإذا‪ ،‬وإن‪،‬‬ ‫الزما ِن به‪ ،‬فكثيةٌ؛ وغالبـ رها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أما قيود ِ‬
‫ٌ‬ ‫الفعل لتحديد عالقة ّ‬
‫ات بسيطةٌ‪:‬‬
‫وأصبح ‪...‬إخل‪ .‬وبعضها تعبي ٌ‬ ‫ر‬ ‫وصار‪،‬‬
‫ر‬ ‫أفعال انقصةٌ‪ ،‬مثل‪ :‬كا رن‬ ‫وبينما‪ ...‬وبعضها ٌ‬
‫ِ‬
‫و(قيل أنّه)‪ ،‬و(قال)‪،‬‬
‫ر‬ ‫ي أنّه)‪،‬‬‫وإاير رك‪ ،‬أو م رركبرةٌ‪ :‬مثل (حك ري أنّه)‪ ،‬و(ر ِو ر‬ ‫كأمس‪ ،‬وحيث‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الزمنيّة للفعل هبذه القيود‪،‬‬
‫و(سبر رق أن) اخل‪ .‬وهكذا تتفاوت املراتب ّ‬ ‫و(ح ّدثين)‪ ،‬رِ‬
‫و(مسعت يرـقول)‪ ،‬ر‬
‫بعض ِه اآل رخ ِر‪ .‬ويكون يف أنواع منها احتمال‬ ‫إليه من ِ‬‫فيكون بعضها أقرب زمناً إىل املتكلِّ ِم أو أبع رد ِ‬
‫ر‬
‫الرتاخي‬
‫وهم التّكر رار على ّ‬ ‫قلت‪" :‬كنت أرراه"؛ فهذا كالم ي ِ‬ ‫التّكرا ِر دون األخرى‪ ،‬كما إذا ر‬
‫ٌ‬ ‫ر‬
‫خبالف " قرد ررأريـته"؛ إذ قولك‪" :‬كنت أر رراه"‪ ،‬أي كنت أراه حيناً بعد حني؛ بينما قولك‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫والرت ّد ِد‪،‬‬
‫ّ‬
‫" قرد ررأريـته"‪ ،‬يدل على أن الفعل قد حدث مرةً واحدةً بصورة جازمة‪ .‬وسيأيت شرح هذه اجلوانب‬
‫ب إن شاء هللا تعاىل‪.‬‬ ‫ابلزمان المرك ِ‬ ‫للفعل املقيّد املقرتن ّ‬
‫ر‬

‫***‬

‫‪THE PAST CONDITIONAL TENSE‬‬ ‫أما املاضي املقيد‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫فهو على أربعة أبواب‪:‬‬
‫‪1‬ـ املاضي القريب‬
‫‪2‬ـ املاضي اجلازم‬
‫وائي‬‫‪3‬ـ املاضي ِّ‬
‫الر ّ‬
‫وائي‬‫‪4‬ـ حكاية املاضي ِّ‬
‫الر ّ‬

‫***‬
‫الباب األول من املاضي املقيد‪:‬‬

‫‪THE PERESENT PERFECT TENSE‬‬ ‫املاضي القريب‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬واملخاطرب ِ‬ ‫ب‪ ،‬واملخاطربر ِة‪ ،‬واملخاطربر ِ‬


‫ات‪ ،‬واملتكلّ ِم‪ ،‬واملتكلّ ِم ر‬
‫ني‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ني‪ ،‬واملخاطربِ ر‬ ‫وهي صيغة املخاطر ِ‬
‫الزمنيّ ِة للماضي‪ .‬حنو‪:‬‬ ‫اتب ّ‬ ‫إن هذه الصيغ‪ ،‬أقرب ما حدث من األفعال ابلنسبة للمتكلِّ ِم بني املر ِ‬
‫ناجيت‪ ،‬ورَترسكت‪ ،‬رواسترـغ رفرران‪ .‬كل رها رجا ِزرمةٌ‪ .‬ول يشرتط‬ ‫ِ‬
‫قربـتما‪ ،‬روان رس رحبـتم‪ ،‬وتر ر‬ ‫ت‪ ،‬وأك ررمت ‪ ،‬و ّ‬ ‫قـل ر‬
‫كل األحوال‪ .‬بل الفعل املضارع الذي أييت‬ ‫يف هذا الباب أن يكون الفعل على صيغة املاضي يف ِّ‬
‫ِ‬
‫ت؛‬ ‫ال‪ ،‬وأرقرـبر رل‪ ،‬وأرن رشأر‪ ،‬وظرل‪ ،‬ر‬
‫واب ر‬ ‫از ر‬
‫وم ر‬
‫صبر رح‪ ،‬ر‬ ‫ار‪ ،‬وأر ر‬ ‫وص ر‬
‫وعا رد‪ ،‬ر‬ ‫بعد بر ردأر‪ ،‬وأر رخ رذ‪ ،‬وطرف رق‪ ،‬ر‬
‫وج رع رل‪ ،‬ر‬
‫األفعال‪ ،‬يدل على املاضي القريب أيضاً ولكن يفيد‬ ‫ِ‬ ‫نعم‪ ،‬الفعل املضارع الذي أييت بعد هذهِ‬
‫ان‬ ‫س أر ِخ ِيه رجيره إِلري ِه"‪( ،‬األعراف‪ )150/‬و"وطرِف رقا رخي ِ‬
‫ص رف ِ‬ ‫واإلمتداد حنو‪" :‬بر ردأر يالر ِطفه"‪ ،‬و"أر رخ رذ بِررأ ِ‬
‫ر‬ ‫التكر رار‬
‫ر‬
‫رعلري ِه رما ِمن رورر ِق اجلرن ِة" (األعراف‪ -22/‬طه‪ ،)121/‬و"جعل يـغريِ ِه على خصمه"‪ ،‬و"عاد ينافسه على السلطة"‪،‬‬
‫و"صار يشعر ابلندم على ما فعل"‪ ،‬و"أصبح يستوحش منه" و"أقبل ي ركلِّمه هبدوء"‪ ،‬و" ظل‬
‫حياسبه على تصرفاته"‪ ،‬و"أنشأ يقول"‪ ،‬و"ابت يستأنس به"‬

‫***‬
‫‪THE SIMPLE PAST TENSE‬‬ ‫الباب الثاين من املاضي املقيد‪ :‬املاضي اجلازم‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫الزمان املاضي‪.‬‬
‫القطع ويدل على حدث يف وقت م رعني من ّ‬
‫ر‬ ‫هو الذي يفيد‬

‫ب بعد‬ ‫ب بع رد (قرد)؛ ويف الكالم السالِ ِ‬


‫املوج ِ‬
‫كالم ر‬ ‫ضابِطه‪ :‬فأن أييت الفعل املاضي يف ال ِ‬
‫ر‬ ‫أما ر‬
‫(ما) و(ل) النافيتني للجزم وللدللة على حدوث الفعل مرةً واحدةً‪ .‬حنو رِ‬
‫(مس رع) يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫"قرد رِمسع هللا قرـو رل ال ِيت جتر ِ‬
‫ك ِيف ر ِ ر‬
‫زوجها‪( "...‬اجملادلة‪)1/‬‬ ‫ادل ر‬ ‫ر‬

‫وحنو(ما أ ِ‬
‫خ ردت)‪ ،‬و(لر ذرمنرا) يف قول الشاعر‪:‬‬ ‫ر‬

‫ِ‬ ‫وما أ ِ‬
‫خ ردت ران ٌر لرنرا دو رن طرا ِرق * رولر رذمنرا ِيف النا ِزل ر‬
‫ني نر ِزيل‪.‬‬ ‫رر‬
‫(السموأل بن عاداي‪ ،‬ديوان احلماسةـ أبو َتام ‪)26 ،1‬‬

‫ِ‬
‫اإلستفهام‬ ‫الزمنيّة وهي الظروف وأدوات‬ ‫ِ‬
‫القيود ّ‬ ‫مقروان بقيد من‬
‫ً‬ ‫أو أن يكون الفعل املاضي‬
‫ت‪،‬‬ ‫وحىت؛ كذلك إذا روقر رع قبل‪ :‬رعلرى‪ِ ،‬‬
‫ويف‪ ،‬وفرـو رق‪ ،‬ورحت ر‬ ‫كما إذا روقر رع بعد‪ :‬إذ‪ ،‬ولرما‪ ،‬ومذ‪ ،‬ومنذ‪ ،‬ر‬
‫ِ‬
‫وعن ميني‪ ،‬وعن مشال‪ ،‬وقبل‪ ،‬وبعد‪ ،‬وإىل‪ ،‬وإذا به‪ ،‬وهو (للحالية)‪ ،‬وأمس‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬ر‬ ‫ومن‪ ،‬وأر رم ر‬
‫ام‪ ،‬و رخل ر‬

‫***‬

‫وهذه األمثلة للماضي اجلازم هبذه القيود‪ .‬مثاله مقروانً بظروف تسبقه‪:‬‬

‫ض رخلِي رفةً"‪.‬‬ ‫ك لِلمالئِ رك ِة إِِين ج ِ‬


‫اع ٌل ِيف األرر ِ‬ ‫"وإِذ قر ر‬
‫( البقرة‪)30/‬‬
‫ّ ر‬ ‫ال ررب ر ر‬ ‫* ر‬
‫ِ‬
‫غ أرشده آترـيـنراه حكما وعلما"‪( .‬يوسف‪)22/‬‬ ‫"ولرما برـلر ر‬
‫ً ر ً‬ ‫* ر‬
‫نسيت صداقيت * فأبيت أن ألقاك منذ هجرتنا"‬ ‫ر‬ ‫ك مذ‬‫* "ولقد نسيت ر‬

‫مقروان بقيود أتيت بعده‪ :‬بعضها إلنتهاء الغاية‪ ،‬وبعضها للظّرفية‪:‬‬


‫ً‬ ‫ومثال الفعل املاضي‬

‫* "دعا الطي حىت أقبلت من ضرية * دواعي دم مهراقه غي ابرح"‬


‫(ديوان احلماسة أليب َتام‪)288-1 :‬‬

‫‪11‬‬
‫* "جلس يف املسجد لإلعتكاف"‬
‫* "ولررقد رخلرقنرا فرـوقركم سبع طررائِ رق وما كنا رعن اخلرل ِ ِ ِ‬
‫ق غرافلني" (املؤمنون‪)17/‬‬
‫ر‬ ‫ر ر ر رر‬ ‫ر‬
‫* " وقف حتت الشجرة"‬
‫* " وقف عن مشاله مث جلس عن ميينه"‬
‫* " سافر إىل مكة املكرمة ألداء فريضة احلج‪ ،‬مث رجع بعد شهر‪".‬‬
‫* " نض وإذا به ضعف يبدو واضحاً‪".‬‬
‫* "أقبل وهو يبتسم"‬
‫* " وصل أمس"‬

‫***‬
‫ومثال الفعل املاضي بعد أدوات اإلستفهام‪:‬‬

‫"هل أ ررت رك ح ِديث اجلن ِ‬


‫ود"‬ ‫* ر‬
‫(الربوج‪)17/‬‬
‫ر‬
‫(الفيل‪)1/‬‬ ‫اب ال ِف ِ‬
‫يل"‬ ‫ك ِأبرص رح ِ‬ ‫* " أررمل ترـ ررى ركي ر‬
‫ف فرـ رع رل ررب ر‬
‫* " أرفرـ ررأريـتم ال رماءر ال ِذي ترش رربو ر‬
‫ن" (الواقعة‪)68/‬‬

‫الوقوع قطعاً إل ما جاء بعد‬


‫ِ‬ ‫يدل على حدث ِ‬
‫سابق‬ ‫ِ‬
‫ابلقيود ّ‬ ‫املاضي بكونه مقروانً‬ ‫الفعل‬ ‫إن‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫جازم حكماً ل حقيقةً‪ ،‬إل ما جاء يف آايت هللا البينات‪ .‬وهو حممول‬ ‫اإلستفهام؛ فإنّه ٌ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أدوات‬
‫صيغة ِ‬
‫الفعل املاضي‪ .‬بل أييت الفعل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السابق يف‬ ‫الز ِ‬
‫مان‬ ‫على ِ‬
‫الوقوع‪ ،‬ول ينحصر مفهوم ّ‬ ‫ِ‬ ‫سابق‬
‫ث يف املاضي مع عدم التكرار؛‬ ‫قوع احل رد ِ‬
‫القطع وو ر ر‬
‫ر‬ ‫املضارع بعد (مل) و(لرما) النافيتني‪ ،‬فيفيدان‬
‫كما يف قوله تعاىل‪ " :‬رمل يرلِد رور‬
‫مل يولرد "‪( .‬اإلخالص‪)3/‬‬

‫عموم وخصوص‪.‬‬
‫وللماضي اجلازم مشاهبةٌ ابملاضي القريب من بعض الوجوه‪ ،‬وبينهما ٌ‬

‫***‬

‫‪12‬‬
‫الباب الثالث من املاضي املقيد‪:‬‬

‫‪THE PAST CONTINUOUS TENSE‬‬ ‫وائي‪:‬‬‫املاضي ِّ‬


‫الر ّ‬

‫ث؛ حقيقةً أو حكماً؛ وذلك يف زمن غ ِي قريب‪ .‬وضابطه‪:‬‬ ‫وهو أسلوب للحك ِ‬
‫اية عن أمر رح رد ر‬ ‫ٌ‬
‫املضارع بعد ( ركا رن)‪ ،‬وبعد (لرما) اجلزائية اليت تسبقها (لول)‬
‫ِ‬ ‫أن أييت الفعل على ِ‬
‫صيغة املاضي أو‬
‫الشرطية وبعد (ل) اجلوابية وبعد (حىت) إذا سبقتها (ماكان) ‪ .‬كل ذلك يف الكالم اإلجيايب‬
‫"ولرو‬
‫عرب مدة كقوله تعاىل‪ :‬ر‬ ‫والسليب على السواء‪ .‬وهو زما ٌن ساب ٌق استغرق فيه حدوث ِ‬
‫الفعل ر‬
‫ت ترد ِري رما ال ِكتراب‬
‫"ما كن ر‬
‫ك" (آل عمران‪ )159 ،‬وكقوله تعاىل‪ :‬ر‬‫ب لرنـ رفضوا ِمن رحولِ ر‬ ‫ظ ال رقل ِ‬‫ت فرظًّا غرلِي ر‬
‫كن ر‬
‫شاء" (الشورى‪)52/‬‬ ‫ورا رن ِدي بِ ِه رمن نر ر‬ ‫ِ‬
‫رول اإلميران رولركن رج رعلنراه ن ً‬
‫وكقول الشاعر‪:‬‬

‫يب ال رمنر ِام‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ولرولر المز ِعج ر ِ‬


‫ات م رن الليرال * لر رما ترـ رر رك القطرا ط ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫(أبو حممد عبد هللا مجال الدين ابن هشام األنصاري‪ ،‬قطر الندى وبل الصدى‪)14 ،‬‬

‫اهو رن‬
‫وقد يتخلل حرف النفي بني (كان) وبني ما يرـترـ رعاقرـبه من فعل‪ .‬كقوله تعاىل ‪ " :‬ركانوا لر يرـترـنر ر‬
‫ن" (املائدة‪)79 ،‬‬
‫س رما ركانوا يرـف رعلو ر‬ ‫ِ‬
‫رعن من ركر فرـ رعلوه لربئ ر‬
‫***‬

‫‪THE PAST PERFECT TENSE‬‬ ‫وائي‪:‬‬


‫الر ّ‬‫حكاية املاضي ّ‬

‫‪13‬‬
‫ِ‬
‫حكاية أمر يف زمان سابق‪ .‬ضابطه‪ :‬أن أييت الفعل املاضي بعد‬ ‫ِ‬
‫للحكاية عن‬ ‫أسلوب‬ ‫وهو‬
‫ٌ‬
‫( ركا رن قرد) كقولك "كنت قرد ررأريت رزيداً"‪ .‬هذا يف الكالم ا ِّ‬
‫خلربي‪ .‬وأما الكالم اإلنشائي‪ ،‬فإنّه‬
‫"ما كنت قرد ررأريت" أو " رهل‬
‫ليس من العادة أن أييت (قد) بعد (كان) أو قبله كما لو قلت ‪ :‬ر‬
‫بناء هذا ِ‬ ‫ني غي معتادة عندهم‪ .‬أما طريقة ِ‬‫الصيغت ِ‬ ‫ت رزيداً؟"‪ .‬فإ ّن هات ِ‬
‫الباب‪ :‬أن‬ ‫ّ‬ ‫ني ّ‬ ‫ت قرد ررأري ر‬
‫كن ر‬
‫أييتر الفعل املاضي بعد تركيب استحدثه العرب؛ وهو‪" :‬مل يسبق أن"‪ .‬كقولك‪" :‬مل يرسبرق ل أن‬
‫لك أن رأيـتره"‪.‬‬
‫و"ما رسبر رق ل أن رأيته"؛ و"هل سبر رق ر‬
‫رأيت زيداً"‪ ،‬ر‬
‫***‬

‫‪THE PRESENT CONTIDIONAL TENSE‬‬ ‫أما احلال املقيّد‪:‬‬

‫ابب واح ٌد‪ ،‬وهو احلال السريع الذي يتح ّدث فيه املتكلِّم عن أمر ل يزال جارايً ابلنسبة‬
‫فهو ٌ‬
‫ضابِط هذا ِ‬
‫الباب‪ :‬أن يكون الفعل املضارع مقروانً بقيد‬ ‫له‪ ،‬وإن كان قد مضى ابلنسبة لغيهِ‪ ،‬و ر‬
‫ب‪ ،‬واملخاطربر ِة واملخاطربر ِ‬
‫ني‬ ‫حي ِّدده لتلك اللحظات اليت يتح ّدث فيها املتكلِّم‪ .‬رك ِ‬
‫صير ِغ املخاطر ِ‬
‫ات واملتكلِّ ِم واملتكلمني من املضارع مع ذكر الضمائر املنفصلة قبلها؛ حنو‬ ‫ني واملخاطرب ِ‬
‫ر‬ ‫واملخاطربِ ر‬
‫وأنت تكتبني‪ ،‬وانتما تسمعان‪ ،‬وأنتم تشهدون‪ ،‬وأنت تصدقن ‪ ،‬واان أنصحكم‪ ،‬وحنن‬ ‫ت تقول‪ِ ،‬‬ ‫أن ر‬
‫نتعاون‪ .‬أما ِ‬
‫صيرغ األم ِر‪ ،‬فإنرا من املستقبل املطلق ‪.‬‬
‫***‬

‫‪THE FTURE CONDITIONAL TENSES‬‬ ‫أما املستقبل املقيّد‪:‬‬


‫فهو على أربعة أبواب‪:‬‬

‫‪THE FTURE BOUND TENSE‬‬ ‫الباب األول منه‪ ،‬املستقبل املعلّق‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫وهو الفعل الذي أييت جزاء للشرط وجيوز أن يكون على صيغة املاضي واملضارع‪ِ ،‬‬
‫ومثراله من‬ ‫ً‬
‫املاضي قول الشاعر‪:‬‬

‫تِ أركرم ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِذرا أرن ر‬


‫َتردا‪.‬‬
‫يم ّ‬‫ت اللئ ر‬ ‫ت ال رك ِرير رملركتره * روإن أرن ر ر ر‬
‫ت أرك ررم ر‬

‫ّئيم يرـتر رمرد‪ .‬وهذا تنبيهٌ ملن حي ِسن الظّن ابلناس ول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي إن تك ِرم الكرير رَتلكه‪ ،‬وإن تك ِرم الل ر‬
‫يـ رف ِّرق بينهم‪ ،‬فيوشك أن يناله ش ير من بعض من أحسن إليه‪ .‬فإن اإلكرام يف هذا املثال مشرت ٌ‬
‫ط‬
‫على وجهني‪ ،‬ومعلّ ٌق على وقتني من املستقبل‪.‬‬

‫(حممد‪)7/‬‬ ‫ومثاله من املضارع قوله تعاىل‪" :‬إِن ترنصروا هللار يرنصركم رويـثرـبِّت أرق رد رامكم "‬

‫***‬

‫الباب الثاين من املستقبل املقيد‪:‬‬

‫‪THE FUTURE PERFECT TENSE‬‬ ‫وائي‪:‬‬‫املستقبل ِّ‬


‫الر ّ‬

‫ِ‬
‫الشرط كقولك‪" :‬إذا سبقتره‬ ‫وهو الفعل املاضي الذي أييت بعد (يركون قرد) وذلك جزاءً ِ‬
‫لفعل‬
‫صر"‬
‫ت النّ ر‬
‫تكون قد أحرز ر‬

‫الباب الثالث من املستقبل املقيّد‪:‬‬

‫‪THE FUTURE NEGATIVE TENSE‬‬ ‫السليب اجلازم‪:‬‬


‫املستقبل ّ‬

‫(آل‬ ‫وهو الفعل الذي أييت بعد (لرن) كما يف قوله تعاىل‪" :‬لرن ترـنرالوا الِرب رحىت تـن ِفقوا ِما ِحتبو رن "‬
‫عمران‪)92/‬‬

‫‪15‬‬
‫***‬

‫الباب الرابع من املستقبل املقيّد‪:‬‬

‫‪THE PAST FUTURE PERFECT TENSE‬‬ ‫وائي‪:‬‬


‫الر ّ‬‫حكاية املستقبل ّ‬

‫(ما ركا رن لِـ‪ )..‬حنو قوله تعاىل‪ ":‬رورما ركا رن هللا لِيـ رع ِّذ رهبم روأرن ر‬
‫ت فِي ِهم ‪"...‬‬ ‫وهو الفعل الذي أييت بعد ر‬
‫(األنفال‪)33/‬‬

‫امليسر وذلك ابملقارنة مع اللغات األجنبية‬


‫وهبذا انتهت مسائل األزمنة يف اللغة العربية ابلقدر ّ‬
‫وابهلل التوفيق‪.‬‬

‫فريد الدين آيدن‬


‫‪Feriduddin AYDIN‬‬
‫‪ /26‬صفر‪ 1418/‬هـ‪.‬‬

‫‪1997/07/01‬م‪.‬‬

‫‪16‬‬

You might also like