Professional Documents
Culture Documents
الذ ين ِّ
الد
ُ ُ َ َْ ُ
ُاإلسالَ ُم ِّأم ال ُْم ْسلُ َمانِّيَّة
ْ أ َُه َو
*** ***
PART-04
وم َد ِّم َرة ِّ ِّ ِّ
ُ ٌ" داينةٌ ُمشتتةMüslümanlik" ُ وال ُْم ْسلُ َمانيَّة،دين بَنَّاءٌ َوُم َوح ٌد
ٌ اإلسالم
ُ
Islam is builder and formative
But Muslumanism is disruptive and destructive
أتليف
فريد صالح اهلامشي
Copyright©2018 by
Feriduddin AYDIN
feriduddin@gmail.com
.م2018-إسطنبول
al_ibar.publishing@yahoo.com
وم َد ِّم َرة ِّ ِّ ِّ
دين بَنَّاءٌ َوُم َوح ٌد ،وال ُْم ْسلُ َمانيَّةُ " "Müslümanlikداينةٌ ُمشتتةٌ ُ
اإلسالم ٌ
ُ
ِّ
الداينة املنتشرة يف تركيا ابسم (،)Müslümanlık ِّ
احلنيف وبني ِّ
اإلسالم ِّي يتبلور الفر ُق بني ِّ
الد ِّ
ين ُ
أي تكلف وعناء ،وذلك يف ضوء ما يلي من مبجرِّد مقارنة بسيطة و ِّ
بدن ِّ واضحاَّ ، ويظهر هذا الفر ُق
ً
س ِّة من القرآن الكرمي. اآلايت املقتَ بَ َ
1
ون". اح َدةً وأ ََن رب ُكم فَا ْعب ُد ِّ أول هذه اآلايت الكرميات هو قوله تعاىل" :إِّ َّن ه ِّذهِّ أ َُّمت ُكم أ َُّمةً و ِّ
َ َ ْ ُ َ ُ ْ َ
صموا ِِّبب ِّل َِّّ
يعا َوََل تَ َف َّرقُوا 2"...والثالثة هي قوله تعاىل " :إِّ ََّّنَا اَّلل َِّ
َج ً والثانية هي قوله تعاىلَ " :وا ْعتَ ِّ ُ َْ
اَّلل لَعلَّ ُكم تُر َمحُو َن 3.والرابعة هي قوله تعاىل" :وأ ِّ الْم ْؤِّمنُو َن إِّ ْخوةٌ فَأ ِّ
َطيعُوا َ ني أَ َخ َويْ ُك ْم َواتَّ ُقوا ََّ َ ْ ْ َصل ُحوا بََْ َ ْ ُ
اَّللَ َم َع َّ ِّ
اصِّربُوا إِّ َّن َّ
ب ِّرحيُ ُك ْم َو ْ
ين ".واخلامسة هي قوله الصاب ِّر َ َّ
4
شلُوا َوتَ ْذ َه َ
از ُعوا فَتَ ْف َ اَّللَ َوَر ُسولَهُ َوََل تَنَ َ
ارفُوا إِّ َّن أَ ْك َرَم ُك ْم ِّع ْن َد ِّ ِّ
واب َوقَبَائ َل لتَ َع َ
ِّ
َّاس إِّ َّن َخلَ ْقنَا ُك ْم م ْن ذَ َكر َوأُنْ ثَى َو َج َعلْنَا ُك ْم ُشعُ ً
تعاىلَ " :ايأَي َها الن ُ
ِّ 5
يم َخبريٌ. اَّلل أَتْ َقا ُكم إِّ َّن َّ ِّ
َِّّ
اَّللَ َعل ٌ ْ
عظيما على أي مدى يَ ْب عُ ُد اإلسالم -على وجه اخلصوص -عن مؤشرا ً اآلايت الكرميةُ ً
ُ تُعتَربُ هذه
ِّ ِّ ِّ
التمييز العنصري ..فاآلية اليت تؤكد على رابطة األُ ُخ َّوة بني املؤمنني خباصة؛ تُ ُ
نبئ عن املوقف الرائع
ومد الصلة بني َجيع املؤمنني من أبناء األمة على اختالف لغاهتم، لالسالم من إصالح ذات البنيِّ ،
ِّ
بعالقة اإلسالم دون أي متييز َجيع املؤمنني يف العامل هم إخوةٌ وألواهنم ،وثقافاهتم ،وتُركِّ ُز على َّ
أن َ
األنبياء92 : 1
احلجرات10: 3
األنفال46: 4
احلجرات13: 5
واجلنس واجلنسيةُ ...مع هذا ،هناك نقطةٌ أخرى
ُ بينهم من حيث العر ُق ،واللو ُن واللغةُ والثقافةُ
ت اَلنتباهَ إىل أنه َل توجد كلمةٌ واحدةٌ يف القرآن الكرمي تشري إىل أن املنتسبني إىل الداينة تُ ِّلف ُ
اد هذه اجلماعة أهنم إخوةٌ ،على حد قوهلم ابللغة التكية:
ال ُْم ْسلُ َمانية إخوةٌ! على خالف ما يزعم أفر ُ
ْم َانن
سل َ
» ،«Müslümanlar kardeştirوكما يقول أعجام الفرس ابللغة الفارسية وبنفس املعّنُ " :م َ
ِّ
واليقني ِّ
اإلسالم، عتناق ِّ
صادقة إَل اب ِّ تقيق األُ ُخ َّوةِّ ال
ثبت أنه َل ميكن ُ
ْديگ ََرنْ ْد ".وهذا يُ ُاد ِّر يک ِّ
َمهَه بَِّر َ َ
واَلنتماء إليه إبميان وإخالص .فإذًا من الضروري ألفر ِّاد جمل ِّ
تمع ِّ بتعاليم ِّه،
ِّ ِّ
والعمل أبركانِِّّه،
والفرس وال ُك ْرِّد ،والرببر ِّ
وغريهم ،أن حياولوا فهم ِّ ِّ
والعرب الت ِّك
الْ ُم ْسلُ َمان ) (Müslümanمن ْ
6
أنفسهم ِّ
يتنصلُوا منها برفق ،فيُنقذوا َ اإلسالم احلقيقي الذي حيويه القرآن الكرميُ والسنةُ النبويَّةُ ،وأن َّ
سلُ َمانِّيَّ ِّة )(Müslümanlık
ويتعاونوا فيما بينهم لتنبيه الرأي العام العاملي على خطر الداينة الْ ُم ْ
ابستاتيجيات حكيمة وأبقصى سرعة .ألن هذه اإلرشادات هلي فرصةٌ عظيمةٌ هيأها للاُ تعاىل
تسمح هلم أن يُ ِّطلوا من خالهلا فيطَّلعوا على أسر ِّار داينة مزورة َّ
أعدها ُ ويس َرها ،وجعل منها نفذةً
َّ
اخلونةُ واملنافقو ُن قبل مثانية قرون (على حني غفلة من علماء األمة) وكتموا ما حشدوا يف بطنها من
قعرها من دعاايت التضليل ،وركام من أ ِّ
ساطري واحملرفَ ِّة ،بله ما دسوا يف ِّ
رسوابت األداين الباطلة َّ
والبدع واخلرافات...
ِّ الصوفية
َّ
إن هذه اآلية الكرمية (من سورة احلجرات )10/تُلمح لنا بشيء من التفصيل :أن حكمة للا تعاىل
وأجناسا منً وألوان
ً قد اقتضت ما هو كائن من اإلختالف والتنوع؛ فقد خلق سبحانه أصنافًا
وقبائل وَجاعات متفرقةً ومتمايزةً بعضهم عن بعض يف أشكاهلم، َ شعواب
ً البشر ،وجعل منهم
ضهم أن بع َ وصفاهتم ،وميوهلم ،وأذواقهم ،ولغاهتم ،وألواهنم ،وعاداهتم ،وثقافاهتم ...وهذا َل يعين َّ
بعضهم اآلخر يف ال ُقرب إىل للا واجلدارة برضوانه ،بل كلهم سواسيَةٌ يف متفو ٌق وأعلى وأفضل من ِّ
ُ
ِّ ِّ ِّ
ض عليهم من اإلميان ابلل وتوحيده تعاىل وتنز ِّيهه ،وا ِّ ِّ
ِّ
ابلعمل لقيام َجيعا مبا فُ ِّر َ
ملزمو َن ً املسؤوليةَ ،
ِّ
وخسائس ِّ
املنكر املعروف ،وأن جيتنبوا عن ِّ ِّ
جانب ِّ
وامتثال ِّ
الفاضلة، ِّ
ابألخالق الصال ،والتحلِّي ِّ
صتتلخ ُرب من للا إَلَّ ابلتقوى ،وهي كلمةٌ وجيزةٌ َّ كسب ال ُق ِّ األفعال َجلةً وتفصيالً .وَل َّ
يتحق ُق ِّ
ُ
ولرسوله ،والتقوى خري زاد ليوم املعاد؛ قال تعاىلَ " :وَما تَ ْف َعلُوا ِّم ْن َخ ْري ِّ الطاعة ِّ
لل ِّ فيها كل معاين
ِّ 7 الز ِّاد التَّ ْقوى واتَّ ُق ِّ ِّ
س َع ْن ُول ْاألَلْبَابَ " ".واتَّ ُقوا يَ ْوًما ََل ََتْ ِّزي نَ ْف ٌ
ون َايأ ِّ َ َ اَّللَُ ،وتَ َزَّو ُدوا فَإ َّن َخ ْ َ
ري َّ يَ ْعلَ ْمهُ َّ
ِِّّ
الكتاب عندهم هكذا ضبطها يف اللغة التكية كما َتري على لسان األتراك ،وأما األكراد ،فإهنم يننطقون هبا على خالف ما ينطق هبا األتراك ،وف ًقا لِّشكلِّها 6
هكذا.Musulman :
البقرة197 : 7
ص ُرو َنَ " 8.واتَّ ُقوا يَ ْوًما تُ ْر َجعُو َن ِّ ِّ
اعةٌَ ،وََل يُ ْؤ َخ ُذ منْ َها َع ْد ٌلَ ،وَلَ ُه ْم يُ ْن َ
نَ ْفس َش ْي ئًاَ ،وََل يُ ْقبَ ُل م ْن َها َش َف َ
ِّ فِّ ِّيه إِّ َىل َِّّ
الكلمات ت َو ُه ْم ََل يُظْلَ ُمو َن 9".وما أكثر من أمثال هذه سبَ ْاَّللُ ،ثَّ تُ َو َّّف ُكل نَ ْفس َما َك َ
ِّ
اإلخالص له الصال و
ِّ ِّ
والعمل ِّ
الصادق ِّ
اإلميان سة عرب آي الذكر احلكيم .كلها تدل على ِّ
أمهية املقد ِّ
َّ
دينه ،وهو اإلسالم من غري شك ،وليس هو Müslümanlıkإطالقًا. يف ِّ
وأما الفروق اليت ميتاز هبا اإلسالم عن بقية الداينت ،فإنه أييت على رأسها ما ورد من التكيز على
رب
التوحيد اخلالص؛ والنهي الشديد عن اإلشراك ابلل ،وهتديد املشركني وتبشيعهم وتسخيفهم َع ْ َ
11
ِّ
أعداء العرب ،وما ذاق من آَلم اإلضطهاد 10وهذا على رغم ما قد قضى الرجل وقتًا غري قصري يف إسطنبول أايم حكم اإلتاديني الذين كانوا من ِّ
ألد
واملالحقات على أيدي الطغمة احلاكمة يومئذ ،إذ أن اإلتاديني كانوا من أشد املدافعني عن الداينة املسلمانية التكية Müslümanlıkيف مواجهة
اإلسالم ،وذلك ألجل تتيك العرب ،فكان اإلسالم يف اعتبارهم (دين العرب) ،و"أن األتراك قد وقعوا يف حبال هذا الدين البدوي منذ قرون ،فانصهروا يف
بوتقة العرب وخسروا اَلكثري من أعرافهم وثقافتهم وتقاليدهم النقية ،فال بد من إنقاذهم من ظلمات هذا الدين إىل نور الداينة املسلمانية ،ليتحرروا بعد ذلك
بفضل ثقافتهم القومية فيتمكنوا من العودة إىل اتريهم اجمليد ".هل كان حمب الدين اخلطيب جيهل هذه احلقائق؟ وملاذا مل ينبس ببنت شفة عن هذه الداينة؟
ستغرب!
وهذا شيءٌ من أشد ما جيلب اإلنتباه ويُ َ
َن مع َِّّ ِّ ِّ ِّ ِّ اَّلل َش ِّهي ٌد ب ي ِّين وب ي نَ ُكم وأ ِّ س َّن الَّ ِّذين َك َفروا ِّم ْن هم َع َذ ِّ
اَّلل ل َه َذا الْ ُق ْرآ ُن ألُنْذ َرُك ْم بِّه َوَم ْن بَلَ َغ أَئنَّ ُك ْم لَتَ ْش َه ُدو َن أ َّ َ َ ُوح َي إِّ ََّ َْ َ َْ ْ َ اب أَليم[ ".املائدة]73 :؛ "قُ ِّل َُّ ٌ َ ُ ُْ لَيَ َم َّ
اح ٌد َولِّيَ َّذ َّك َر أُولُو َّاس ولِّي ْن َذروا بِّ ِّه ولِّي علَموا أَََّّنَا هو إِّلَهٌ و ِّ
َُ َ َ َْ ُ
ِّ ِّ ِّ
آهلَةً أُ ْخ َرى قُ ْل ََل أَ ْش َه ُد قُ ْل إِّ ََّّنَا ُه َو إِّلَهٌ َواح ٌد َوإِّنَِّّين بَ ِّريءٌ ِمَّا تُ ْش ِّرُكو َن[ .األنعام]19 :؛ " َه َذا بََالغٌ للن ِّ َ ُ ُ
ِّ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ني اثْ نَ ْ ِّ
ني اَّللُ ََل تَتَّخ ُذوا إِّ َهلَْ ِّ
ال َّ اب[ ".إبراهيم]52 :؛ " َوقَ َ َموا أَََّّنَا ُه َو إِّلَهٌ َواح ٌد َوليَ َّذ َّك َر أُولُو ْاألَلْبَ ِّ َّاس َوليُ ْن َذ ُروا بِّه َوليَ ْعل ُ
اب[ .إبراهيم]52 :؛ " َه َذا بََالغٌ للن ِّ ْاألَلْبَ ِّ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
صاحلًا َوََل يُ ْش ِّر ْك ل أَََّّنَا إِّ َهلُ ُك ْم إِّلَهٌ َواح ٌد فَ َم ْن َكا َن يَ ْر ُجو ل َقاءَ َربه فَلْيَ ْع َم ْل عَ َم ًال َ
وحى إِّ ََّ
ش ٌر مثْ لُ ُك ْم يُ َ ي فَ ْارَهبُون[ .النحل]51 :؛ قُ ْل إِّ ََّّنَا أ ََن بَ َ إِّ ََّّنَا ُه َو إِّلَهٌ َواح ٌد فَِّإ َّاي َ
ِّ ِّ ِّ بِّعِّب َ ِّ ِّ
ِّ َّ
ل أََّنَا إ َهلُ ُك ْم ِّ
وحى إ ََّ ش ٌر مثْ لُ ُك ْم يُ َ َّ ِّ ِّ
ل أََّنَا إ َهلُ ُك ْم إلَهٌ َواح ٌد فَ َه ْل أَنْ تُ ْم مُ ْسل ُمون[ .األنبياء]108 :؛ قُ ْل إَّنَا أ ََن بَ َ ِّ َّ ِّ
وحى إ ََّ َّ ِّ
َح ًدا" [الكهف]110 :؛ "قُ ْل إَّنَا يُ َ ادة َربِّه أ َ َ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ْم ْشركي} [فصلت.]6 : ِّ استَ غْف ُروهُ َوَويْلٌ لل ُ
يموا إلَيْه َو ْ استَق ُ إِّلَهٌ َواح ٌد فَ ْ
اج َد َِّّ ِّ ِّ ني أَ ْن ي ْعمروا مس ِّ اَّلل و ِّع ْن َد رسولِّ ِّه[ ".التوبة]7 :؛ ما َكا َن لِّل ِّ ِّ ِّ
ْم ْش ِّركِّ َ
ِّ
ين
اَّلل َشاهد َ ْم ْش ِّرك َ َ ُ ُ َ َ ني َع ْه ٌد ع ْن َد َّ َ َ ُ ف يَ ُكو ُن لل ُ من هذه اآلايت الكرمية قوله تعاىلَ :ك ْي َ
12
ُ َ
ُول قُ ْرَب ِّم ْن ني َول َْو َكانُوا أ ِّ ْم ْش ِّركِّ َ
ِّ ِّ
آمنُوا أَ ْن يَ ْستَ غْف ُروا لل ُ ين َ
َّار ُهم َخالِّ ُدو َن[ .التوبة]17 :؛ ما َكا َن لِّلنِّ ِّ ِّ
َّب َوالَّذ َ َ َت أَ ْع َما ُهلُ ْم َوِّيف الن ِّ ْك َحبِّط ْ َعلَى أَنْ ُف ِّس ِّه ْم ِّابلْ ُك ْف ِّر أُولَئِّ َ
ِّ ِّ ِّ ِّ
حوا ال ُْم ْش ِّركِّ َ
ني ِّ
ْم ْش ِّرَكات َح َّّت يُ ْؤم َّن َوَأل ََمةٌ ُم ْؤمنَةٌ َخ ْريٌ م ْن ُم ْش ِّرَكة َول َْو أَ ْع َجبَ تْ ُك ْم َوََل تُنْك ُ
ِّ
حوا ال ُ
ِّ
اب ا ْجلَحيم[ .التوبة]113 :؛ " َوََل تَنْك ُ
ِّ
َص َح ُ ني َهلُ ْم أ ََّهنُ ْم أ ْبَ ْعد َما تَبَ َّ َ
َك ُرو َن[ ".البقرة: آايتِِّّه لِّلن ِّ
َّاس لَعَلَّ ُه ْم يَتَذ َّ ني َ
ِّ ِّ
اَّللُ يَ ْدعُو إِّ َىل ا ْجلَن َِّّة َوال َْمغْف َرة ِّإبِّذْنِِّّه َويُبَِّ ُ ك يَ ْدعُو َن إِّ َىل الن ِّ
َّار َو َّ َح َّّت يُ ْؤِّمنُوا َولَعَبْ ٌد مُ ْؤِّم ٌن َخ ْريٌ ِّم ْن مُ ْش ِّرك َول َْو أَ ْع َجبَ ُك ْم أُولَئِّ َ
س َمثْ َوى الظَّالِّ ِّمني[ ".آل عمران]151 :؛ "إِّ َّن ا ََّّللَ ََل اهم الن ُ ِّ
َّار َوبئْ َ َّلل َما َملْ يُنَ ِّز ْل بِّ ِّه ُسلْط ً
َان َوَمأ َْو ُ ُ
ُوب الَّ ِّذين َك َفروا الر ْعب ِّمبَا أَ ْشرُكوا ِّاب َِّّ
َ َ َ ُ ]221؛ َسنُ ل ِّْقي ِّيف قُل ِّ
اَّللُ َعل َْي ِّه ا ْجلَنَّةَ َوَمأ َْواهُ
َّلل فَ َق ْد َح َّرَم َّ َّلل فَ َق ِّد اف َْتى إِّ ْمثًا َع ِّظيما[ ".النساء]48 :؛ "إِّنَّه من ي ْش ِّر ْك ِّاب َِّّ شاء ومن ي ْش ِّر ْك ِّاب َِّّ ي ْغ ِّفر أَ ْن ي ْشر َك بِّ ِّه وي ْغ ِّفر ما ُدو َن ذَلِّ َ ِّ
َُْ ُ ً َ ك ل َم ْن يَ َ ُ َ َ ْ ُ ََ ُ َ َ ُ ُ َ
س فَ َال يَ ْق َربُوا ال َْم ْس ِّج َد ا ْحلََر َام بَ ْع َد َع ِّام ِّه ْم َه َذا[ ".التوبة.]28 : َن
َ
ُْ َ َ ٌن و ك
ُرِّ ش ْمل ا اََّ
َّن ِّ
إ وا ن آم
َ َُ ين ِّ
ذ َّ
ل ا ا ه
َ ََيأاي { ؛ ] 72 : املائدة [ ". ار ص ِّ
َّار َوَما للظ َ ْ ْ َ
نَ
أ ن م ني ِّ
م ِّ
ال َّ ِّ
الن ُ
عادلَ ،ل ُمييِّز بني منتسبيه ومعاهديه يف املعاملة ،وَل دين َو ْح َد ِّو ٌّ ِّ أهم ميِّز ِّ
ومن ِّ
ي ٌ اإلسالم أنَّهُ ٌ ات
يفرق بني الصال والفاسق ،واملسلم ِّ
والذميِّ، يُهمل الوافدين إىل أرضه ،وَل الالَّجئني إىل ِّمحاهُ ،وَل ِّ
ِّ
املظلوم ،وتوزيع احلقوق وتقسيمها ...قال تعاىل" :إِّ َّن ِّ
وانصاف واملواطن واألجنب ،يف إحقاق احلق
ش ِّاء َوال ُْمْن َك ِّر َوالْبَ غْ ِّي يَعِّظُ ُك ْم ل ََعلَّ ُك ْم
ان َوإِّيتَ ِّاء ِّذي الْ ُق ْرَب َويَ ْن َهى َع ِّن الْ َف ْح َ
اإل ْحس ِّ ِّ ِّ
اَّللَ َأي ُْم ُر ابل َْع ْدل َو ِّْ َ َّ
َّاس أَ ْن َتْ ُك ُموا ِّابل َْع ْد ِّل ِّ اَّلل أيْمرُكم أَ ْن تُ َؤدوا ْاألَم َان ِّ
ني الن ِّ ت إِّ َىل أ َْهل َها َوإِّذَا َح َك ْمتُ ْم بََْ تَ َذ َّك ُرون" ".إِّ َّن ََّ َ ُ ُ ْ
15
َ
صريا" 16".ايأَي ها الَّ ِّذين آمنُوا ُكونُوا قَ َّو ِّام ِّ ِّ ِّ ِّ اَّللَ نِّعِّ َّما يَعِّظُ ُك ْم بِّ ِّه إِّ َّن َّ
إِّ َّن َّ
ني ََّّلل ُش َه َداءَ َ َ َ َ َ يعا بَ ً اَّللَ َكا َن َمس ً
اَّللَ َخبِّريٌ ب لِّلتَّ ْق َوى َواتَّ ُقوا َّ
اَّللَ إِّ َّن َّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ِّابلْق ْسط َوََل َْجي ِّرَمنَّ ُك ْم َشنَآ ُن قَ ْوم َعلَى أ َََّل تَ ْعدلُوا ا ْعدلُوا ُه َو أَق َْر ُ
ك ِّمبَا تَعملُون" 17.وإِّ ْن أَح ٌد ِّمن الْم ْش ِّركِّني استجار َك فَأ َِّجرهُ ح َّّت يسمع َك َالم َِّّ
اَّلل ُثَّ أَبْلِّغْهُ َمأ َْمنَهُ ذَلِّ َ ْ َ َََْ َ َ َ َ ُ َ َْ َ َ َْ
18
ِّأب ََّهنُ ْم قَ ْوٌم ََل يَ ْعلَ ُمو َن".
واإلرشاد إىل احلق ابلتفك ِّر والتدب ِّر والتعقل والعمل ِّ واحملج ِّة،
َّ اإلسالم ابلشفافي ِّة والصراحة ُ يتَّسم
ْم ِّة يل ربِّ َ ِّ
ك ِّاب ْحلك َ
ِّ
الرب والتقوى ...وللا تعاىل يقول" :ا ْدعُ إِّ َىل َسب ِّ َ والتعاون على ِّ ِّ ِّ
واجلهاد الصال
ِّ
ض َّل َع ْن َسبِّيلِّ ِّه َو ُه َو أَ ْعلَ ُم ِّ والْمو ِّعظَ ِّة ا ْحل ِّ ِّ
ك ُه َو أَ ْعلَ ُم ِّمبَ ْن َ س ُن ،إِّ َّن َربَّ َ َح َسنَة َو َجاد ْهلُ ْم ِّابلَِّّيت ه َي أ ْ
ََ َ َْ
ات أ َّ
َن احل ِِّّابلْم ْهتَ ِّدين" 19".إِّ َّن َه َذا الْ ُقرآ َن ي ْه ِّدي لِّلَِّّيت ِّهي أَقْوم ،وي ب ِّشر الْم ْؤِّمنِّني الَّ ِّذين ي ْعملُو َن َّ ِّ
الص َ َ َ ُ َ َُ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ َ
صرية أ ََن وم ِّن اتَّب ع ِّين ،وسبحا َن َِّّ
اَّلل َوَما أ ََن ِّ َهلم أَجرا َكبِّريا" 20".قُل ه ِّذهِّ سبِّيلِّي ،أَ ْد ُعو إِّ َىل َِّّ
اَّلل َعلَى بَ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُْ ْ ً ً
اَّلل فَ تَ بَ يَّ نُواَ ،وََل تَ ُقولُوا لِّ َم ْن أَلْ َقى إِّل َْي ُك ُم
يل َِّّ ض َربْ تُ ْم ِّيف َسبِّ ِّ
آمنُوا إِّذَا َ َّ ِّ ِّ ِّ
م َن ال ُْم ْش ِّركنيَ " ".ايأَي َها الذ َ
ين َ
21
يعاَ " 23".ايأَي َها َج ً ت م ْؤِّمنًا" 22".ايأَي َها الَّ ِّذين آمنُوا ُخ ُذوا ِّح ْذرُكم فَانْ ِّفروا ثُبات أ َِّو انْ ِّفروا َِّ
ُ َ ْ ُ َ َ َ َ َس َ ُ الس َال َم ل ْ
َّ
َّ ِّ ِّ الَّ ِّذين آمنُوا إِّذَا ل َِّقيتُم فِّئَةً فَاثْ ب تُوا واذْ ُكروا َّ ِّ
آمنُوا ا ْد ُخلُوا ين َ ريا ل ََعلَّ ُك ْم تُ ْفل ُحو َنَ " ".ايأَي َها الذ َ
24
اَّللَ َكث ً ُ َ ُ ْ َ َ
21يوسف108 :
النساء94 : 22
أما ال ُْم ْسلُ َمانِّيَّةُ ) ،(Müslümanlıkفإهنا داينةٌ عنصريةٌ ،يربهن على ذلك ما جيري بني منتسبيها من
التك ،والعرب ،والكرد ،والفرس ،من قتال ومنافسات عرقية وعصبية ،وصراع على السلطة؛
َجيعا َّأهنم مقرون ابإلسالم ِّ
احلرب سجال بني هذه الطوائف دون هوادة .وعلى رغم ما يزعم هؤَلء ً ف ُ
والقتال متوال بينهم منذ غياب اإل ِّ
سالم اع والعدوا َن جار والنز َ َ ِّ
َ واجلدال والش َ لكن املخاصمةَ
فإن آذا َن املعتنقنب هلذه الداينة مسدودةٌ عن مساع واحتالل الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّ ِّة فراغَها .وهلذا السبب َّ ِّ
ش ِّ
احلكيمة إىل التعايُ ِّ قلوهبم غافلةٌ عن إرشاداتِِّّه دعوات القرآن الكرمي إىل التحلِّي ابلفضائل ،و ُ
ِّ
واملبادئ، ألهنم غريُ مهتمني مبا يشتمل عليه القرآن الكرمي من القوا ِّ
نني، السليم ،واَلحت ِّام املتبادلَّ . ِّ
جمر ُد كتاب يُتلى يف والدروس والعرب ...بل تتمثل نظرُهتم إليه أنه َّ ِّ ِّ
والقصص ِّ
واألمثلة والنصائح
ِّ
ِّ
الطوائف تُعاين أرواح املوتى وحسب .وألن الغالبيةَ العُظمى من هذه ِّ
لتهدئة ِّ ِّ
واملقابر ِّ
املساجد
فهم معاين القرآن والسنة ،بله ما مشكلةَ العُ ْج َم ِّة يف اللغة والدين؛ إهنا َع َقبَةٌ كبريةٌ متنعهم من ِّ
يتعرضون له من خمادعة رجال الدين واخلواجوات ،وإرابك شيوخ السالطني ،واستغالل مشائخ َّ
أدى ذلك إىل تَ َفرق شديد بينهم ،فتباعدوا وأصبحوا الطرق الصوفية ،والسحرةِّ واملشعوذين ...فقد َّ
شيعا متنازعة َل تلتقي على منهج؛ فَتَ َقطَّعُوا أ َْم َرُه ْم بَ ْي نَ ُه ْم ُزبُ ًراُ ،كل ِّح ْزب ِّمبَا لَ َديْ ِّه ْم فَ ِّر ُحو َن .وإذا ً
ومواقفها من مفهوم الدين ترى طائفةً منهم ِّ ِّ
وأفكارها معتقدات هذه اجلماعات وتقلباهتاِّ ِبثت يف َ
متاما ،وطائفةً منهم يعتقدون يف مصطفى كمال كإله ،وطائفةً منهم يتبنَّون فكرةَ ملحدين ِّ
متحررين ً
يوصفون ابحملافظني يتبنَّون الرأمسالية ،وطائفةً
يتسم ْو َن ابليسارية ،وطائفةً منهم َ
اإلشتاكية واملاركسية و َّ
منهم منسحبني ور ِّاء شيوخ الصوفيةَ ،تمعهم ال ُْم ْسلُ َمانِّيَّةُ ) (Müslümanlıkكقاسم مشتك ،مع
الطائفي،
َّ والتهميش
َ العصب،
َّ والتمييز
َ إ َن ال ُْم ْسلُ َمانِّيَّةَ ) (Müslümanlıkقد أَثرت اَلنفصاليةَ،
شعوب ِّ
احلقيقة أ َّن األدلة على هذه ِّ ِّ
واخلالفات العقدية ...واح ٌد من ِّ
أكرب والكراهيَّةَ املذهبيَّةَ،
َ
تتبعثر على
ُ املنطقة من عرب وتُ ْرك وُكرد وشراكسة وفُرس وطاجيك وبشتو َن وهزارةِّ وغريها اليت ِّ
عقب ِّ ِّ األوسط ،مل يفت النزاعُ والصراعُ بينها منذ احتال ِّل هذه ِّ ِّ ِّ
اإلسالم َ الداينة فراغَ الشرق ساحة
ِّ
العرقية فاحلروب املذهبيَّةُ والدينيَّةُ مستمرةٌ بني هذه العناصر استيالء جيوش الدولة األمويَِّّة عليها، ِّ
ُ
أهل البيت" وبني أعدائِّها الشيعة املستغلَّ ِّة عنوا َن " ِّ
ِّ ِّ
املعارك بني منذ ألف سنة ،وتشتع ُل نريا ُن
أن الشيعةَ هم أبعد الناس املتظاهرين ابلسنة (وهم أبعد ما يكونون من السنة النبوبة املطهرة!) كما َّ
أسفرت عن
ْ احلروب قد
َ من أهل بيت الرسول صلى للا عليه وسلم عقيدةً وسريةً .وَل شك َّ
أن هذه
إر ِّ
اقة دماء ،وإابدة َجاعيَّة كبرية ،وخسارات فادحة ،وأضرار ِّ
ماديَّة رهيبة ،وهجرات ،ودمار...
يف ِّ
القيَ ِّم الضمائر ،وتر ِّ
ِّ ِّ
ملخادعة الد ِّ
ين كآلية ِّ
مفهوم ِّ تتبّن ال ُْم ْسلُ َمانِّيَّة ) (Müslümanlıkاختاذَ
َّ
استغالل هذه الداينة
ُ ِّ
السهل جدا ِّ
احلنيف يف املُقام األو ِّل ،لذالك من السامية للدين اإلسالمي ِّ
العقول وَيادعَُ أما ال ُْم ْسلُ َمانِّيَّةُ ) ،(Müslümanlıkفإهنا داينةٌ تعتمد على املذهبية ،فيها ما يُ ْربِّ ُ
ك
ب على مذهب يزعمون أنه مذهب اإلمام أب حنيفةَ رضي للا اجلاهل حّت إذا وقع يف قبضتها يُ َد َّر ُ َ
(حنَ َفانِّيَّة .)Hanefismومن عالمات ذلك أهنم يسمى َ وجدير أب ْن َّ ٌ ف، حمر ٌ
عنه ،وهو يف احلقيقة َّ
األعظم) على أب ِّ ِّ
(اإلمام املذاهب اإلسالميَّ ِّة ،ويُطلقون صفةَ ِّ َجيع
املذهب على ِّ َ يفضلون هذا ِّ
أفضل الْ ِّملَ ِّل النِّ َح ِّل ،ويف ذلك هلم
ُ ليرب ُروا بذلك أهنم حنيفةَ لتفضيله على بقية اإلئمة رَجًا ابلغيبِّ ،
يعد ُل الدنيا مقوَلت غريبةٌ منها قول زعيمهم" :هنيئًا ملن يقول أن تُركي" 31وقوله" :شخص تركِّ ٌّي ِّ ٌ
ٌ
مفسريهم يدعى إمساعيل ِّ أبسرها" .32يكرهون الطوائف األثنيَّةَ ،يربهن على ذلك قول ِّ
حقي ِّ ُ أحد
عمري إ َّهنم لفى املتويف عام 1715م .يقول يف وصفه لألكراد ابحلرف الواحد" :ولَ ِّ وس ِّوي ِّ الربُ َ ُ
ِّ
لالسالم الناس بُعُ ٌد ،يقدمون وَل ينفكون عن ذلك .ما ترى تعذيب ِّ ِّ فساد ِّه ْم َو َج َفائِّ ِّه ْم َوغُلُ ِّو ِّه ْم ِّّف
ِّ
موال املسلمني ،وعملُ ُه ْم اخلليل عليهم اثرا ّف ُخلُق وَلَ عملُ .خلُ ُق ُه ْم هنب أ ِّ ِّ دين ابر ِّ
اهيم
ُ َ ً الذى هو ُ
الناس مثل ِّ هل املِّلَّ ِّة َّ ِّ الطريقِّ . ِّ ظُْل ٌم ِّ
هؤَلء. الغراءَ .ل كثَّ َر للاُ ّف ِّ َ وللا ما هؤَلء أب ِّ وقطع
ُ وقتل
وسرقةٌ ٌ
ِّ
الثامنة تفسريهِّ ِّ
لآلية ِّ ببالد ِّه ْم!" .وردت هذه الكلمات عند صلح ِّهم واملرور ِّ إ َّاي َك واملصاحبةَ أب ِّ
َ ْ َ
والستني من سورةِّ األنبياء.
إن اهلدف الذي يتبناه (مشروع الشرق األوسط الكبري) يتمثل يف هذه الكلمات الوجيزة: 33
احلد من التعصب (علىى حد رأيه ).لكنه كان يف احلقيقة يعمل على األمريكية )CIAكان هدفُه َّ
إحباط الصحوة اإلسالمية اليت انتشرت يف السنني األخرية .وكان من مظاهر براعة هذا الرجل
أن احلركة اليت يقودها ليست طريقةً من الطرائق الصوفية ،بل هي وحذقه أنه كان يؤكد إبصرار " َّ
تتبّن أهدافًا إنسانيَّةً عامليَّةً ِّ
ملد العقل و ِّ
ثقافة التسامحَّ ، ِّ
لتنمية ِّ تبذل اخلدمةَ
منظمةٌ إنسانيةٌ خرييَّةٌ ُ
أن احلركةَ الفتوشيَّةَ خالف ذلك ،إ ْذ َّ
ُ لكن احلقيقةَ ِّ
البشر" ( َّ والتعاون بني ِّ
أبناء ِّ ِّ
واحملبة صلة األُ ُخ َّوةِّ
اإلسالم يرفض هذه األهداف كلها،
َ ملي :أب َّن أي ِّ
العام العا ِّ تشويش وجهة الر ِّ َ تتبّن
ال َّكانت وَل تز ُ
34
ش ِّج ُع الْ ِّف ْك ِّر ِِّّ
العرب اخلارجي!) وم َ
وأنه مصدر التطرفُ ،
الرج ُل من قيادة هذا التنظيم اإلرهاب اخلطري من خالل مؤسسات الدولة التكية مدةَ أربعني متكن ُ
القضاء واألمن ،كما تسلل إىل صفوف ِّ عاما ،واستوىل على معظم أجهزة الدولة على رأسها جهاز ً
لق َي قبضته احلديديةَ على الدلة برمتها ليلة 16 القوات املسلحة ...وكاد أن يطيح ابحلكومة وي ِّ
ُ ُ
وجنودهُ مرارة اهلزمية على
َ لكن املشيئة اإلهليةَ أذاق ْتهُ
يوليو 2016م .لو َل أن أكبَّه للا على وجههَّ .
«Great Middle East project (GMP) is simply the project of rearranging the region in accordance
with the demands of Western Imperialism. ... The west relies on the destructive, radical wahhabi
»ideology of Saudis to destabilize other muslim countries in the middle east.
34ورد يف صحيفة (الزمان) بتاريخ 07 :يناير 2005م .ضمن مقالة للكاتب حسني كولرجة يقوال:
يتبّن
للقيام بدور التبليغ ،بل كان َّاإلختاق .وهذا األسلوب مل يكن حماولةً ِّ ِّ َّس ُم ابللَّبَاقَ ِّة ،يُلَِّب حاجةَ ِّ
عصر "إن فتح للا گولن وأصحابهُ كانوا ينتهجون أسلواب ي ت ِّ
ً َ َ
يف قِّيَ ِّم
املشغول بتعر ِّ الرمز ذلك وليس ِّ،
َن طللو ِّ
ب ِّ
ح ْمل ا ،هِّ ِّ
نفس من ِّ
ق ِّ
اثو وال ،ةِّ ي ِّ
ابملسؤول ِّ
الشاعر اضع و املت ِّ
ان ُم
ل سْم
ل ا يِّ
كالت ِّ
الرمز متثيل التمثيل مباشرةً؛ ِّ
َ َ َ ُ َّ ِّ ْ ِّ ُ ْ َ يعين َ َ
ِّ
اإلسالم".
ِّ
احلصان ،لعلَّهم خالل نظارةِّ
ابت اإليديولوجيَّ ِّة من ِّ
اإلشاعات والتسر ِّ
ِّ ِّ
ابَلصغاء إىل األحداث
َ إن الذين يشاهدون َّس ُم إبمهيَّة ابلغة .ذلك؛ َّ ظ (التكِّيِّ) هنا ي ت ِّ َّ
إن لف َ
َ
ِّ
أن فتح للا گولن هو ضد هذين ِّ َّ
اين ،إذ يضعون كلها يف َك َّفة واحدة للميزان نفسه .مع َّ السعودي واإلير ِِّّ
ِّ ِّ
َيُْطئُون بتشبيه (مسلمانية فتح للا گولن) ابإلسالم ِّ
وأحس ابلكراهية َهلَُما، فحسب، ِّ ِّ
ف على إسالم العرب والعجم تعر َ َّ ِّ
ب إليه من األلفاظ ،كلمتُهُ الشهريةُ :إن الْعَا َملَ َّ ِّ ِّ ِّ
َّ ُ األخريَيْنِّ .وابَلختصار ،فإن م ْن َجلة ما ُحب َ
وسوف ُِّحيب َها"
َ التكِّيَّ ِّة يتعرف على الْمسل ِّ
ُمانِّيَّة ْ
ُْ َ ُ سوف
لكنَّهُ َ
وهذه كلمات الكاتب حسني كولرجة ابللغة التكية ال ُْم َع َّربَِّة يف أعالها:
”«Gülen ve arkadaşları postmodern imaj çağının gereğine uygun bir taktik uyguluyorlardı. “tebliğ
değil, “temsil” etmek. Yani İslâmi değerleri anlatmak, propagandasını yapmak yerine iyi, mütevazı,
sorumluluk sahibi, inançlı, yardımsever bir Müslüman-Türk olmak.
Burada Türk kavramı çok önemli. Çünkü olup biteni kulaktan dolma bilgilerle ve ideolojilerin “at
gözlüğü” ile değerlendirenler Fethullah Gülen’i bir Suudi, bir İran türü Müslümanlıkla aynı kefeye
;koyabiliyor. Halbuki Gülen her ikisine de karşıdır. Tekrarlamayı sevdiği sözlerden biri de özetle
“Dünya şimdiye dek Arap ve Acem Müslümanlığını tanıdı ve sevmedi. Artık Türk Müslümanlığını
tanıyacak ve sevecek” şeklindedir». Hüseyin Gülerce. Zaman Gazetesi; 07 Ocak 2005
ني ال ِّْقتَ َ ِّ
شاءُو َن اَّللُ قَ ِّوًاي َع ِّز ًيزاَ " ".وَما تَ َ
ال َوَكا َن َّ اَّللُ ال ُْم ْؤمنِّ َ
يد خصومه الْ ُم ْسلُ َمان من أمثالهَ " ،وَك َفى َّ
35
أحالمهُ مع الريح ،وأظلمت عليه اآلفا ُق ليلةَ تور ِّط ِّه يف ُ ني 36".فذهبت اَّللُ َرب ال َْعال َِّم َ إََِّّل أَ ْن يَ َ
شاءَ َّ
عسكري وهو جير أزايل اخليبة كما قال اإلمام الشاقعي رمحه للا تعاىل: ِّ ِّ
حماولة إنقالب
ضا قد انقسمت إىل تيارات متباينة على غرار الطرائق الصوفية ،وهذه قائمة الفئات النورجية يف تركيا:
احلركة النورجية أي ً
37
من املعلوم أن مصطفى كمال كان قد قضى على نشاطات الصوفية وأصدر قوانني صارمة إلعالق
النقشبندي خباصة فأنز
َّ التكااي ،ومنع استعمال َجلة من مصطلحاهتم .فأراد أن يستأصل التيار
عليهم ضربتني قاصمتني أوهلما يف عام 1925م .والثانية سنة 1930م .إَلَّ أنه مل يتمكن من
ال ِّ
قضاء على هذا التيار ابلكامل ،فانتعشت النقشبندية بعد موت مصطفى كمال وبدأت يف الظهور
يف عهد تعددية األحزاب عام 1946م .ث تكتلت على هيئة َجاعات ملتزمة ِبياة دينية تتميز هبا
دعمها يف مواسمعن بقية فصائل اجملتمع .ومل يلبث حّت انتبهت األحزاب السياسيَّةُ إىل أمهية ِّ
ُ
جسرا ِمتدًا بني الطرفني ،فصار يستفيد كل
اإلنتخاابت ،فاستغلتها بطرق ملتوية ،وغدى اإلستغالل ً
طرف من دعم اآلخر ،وأسفر ذلك عن تضخم اجلماعات النقشبندية واستيالئهم على موارد
ني يزورهم رئيس الوزر ِّاء
بعض شيوخ هذه اجلماعات شبه ملوك ُمتَ َّو ِّج َ
ِّ
اإلقتصاد إىل أن أصبح ُ
والنواب وكبار رجاَلت السلك السياسي ،يقفون أمامهم وقوف العبد قبالة سيده ويقبلون أيديهم
اليوم سدًا عمالقًا ضد اإلسالم مينعه من القفز إىل الساحة التكية
تربًكا .إن هذا الدعم املتبادل ميثل َ
التكِّيَّةُ هي الداينةَ السائدةَ هلذا الشعب إىل أبد اآلبدين. ِّ
لتظل الْ ُم ْسلُ َمانيَّةُ ْ
إن بعض األكادمييني األترك الذين درسوا على املستشرقني يف املاضي القريب( ،من أمثال أمحد َّ
ايشار أوجاك التكي) قد سلكوا على طريقتهم يف تسمية الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّ ِّة ) (Müslümanlıkأبمساء غريبة
وصد اإلنتباه إىل اإلسالم القرآين الصحيح .لقد قسم األستاذ الدكتور أمحد ومتكلِّفة إلرابك العقول ِّ
اإلسالم
َ ايشار أوجاك الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّةَ ) (Müslümanlıkإىل ضربني متعاكسني؛ َمسَّى أح َدمها "
شك بدعة ارتكبها (أوجاك) على يتوذكسي" 39،إن هذه َل َّ َّ األرثوذكسي" 38،واألخر "اإلسالم اهل
َّ
التسمية إَّنا تنطبق على الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّ ِّة ِّ ط من حساب اإلسالم ،فالواقع أن هذه األَّنا َ
) (Müslümanlıkوليس على اإلسالم ،ألن التاث اإلسالمي خال من هذه البدعة كليًاَّ .
وألن
ت ْت لَ ُك ْم ِّدينَ ُك ْم َوأَ ْمتَ ْم ُ
أقره للا يف كتابه بقوله" :الْيَ ْوَم أَ ْك َمل ُ
اإلسالم هو اإلسالم الوحيد الذي َّ َ
أن الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّةَ اإل ْس َال َم ِّدينًا" 40وهذا املثال يربهن على َّ يت لَ ُك ُم ِّْ
ض َُعلَْي ُكم نِّ ْعم ِّيت ور ِّ
ْ َ ََ
) (Müslümanlıkبطبيعتها اخلليطة الالَّحمدودة ومغرايهتا الوثنية قد دفعت َجاعةً من األكادمييني من
أبناء الوطن اإلسالمي إىل أحضان املستشرقني ،فتغذوا من ثدي الفلسفة اإلحلادية الغربية ،فعادوا
ِّ
واحلياد األكادميي. ِّ
العلمية أمورا غريبةً تت ستار ِّ ِّ
إىل بالدهم مغسول األدمغة وأملَ ْوا على جمتمعاهتم ً
منهم (على سبيل املثال) حممد أركون اجلزائري الذي نشأ يف مدرسة اآلابء البيض التبشريية بقرية
فتشرب هناك من ثُ ْؤِّرِّه ْم وهو طفل يدرس يف مدرسة
(عني األربعاء) الواقعة شر َق وهران يف اجلزائرَّ ،
اف رهط من الكهنة ،ث نقلَْتهُ ي ٌد من أيدي جواسيس اإلستعمار إىل فرنسا، فرنسية تت إشر ِّ
فانصهر يف بوتقة الفكر اإلحلادي أايم دراسته العليا ،فتخرج وقد امتأل غيظًا على اإلسالم .يَ َّد ِّعي
38
Orthodox İslam
39
Heterodox İslam
املائدة3 : 40
ِّ
النص األصل َّي ِّش ْبهُ
َّ حمرف ،وأن
نص َّ
اليوم ٌّ
املوجود َ
َ ِّ
القرآينَّ النص
َّ الرجل بصوت مرتفع " َّ
أن ُ
41
مفقود!"
فماذا يعين هؤَلء الباحثون إذًا من "اإلسالم األرثوذكسي" و"اإلسالم اهليتوذكسي"؟ هل مها
داينتان أو مذهبان أو ماذا؟ ولكن َل يسع وَل يناسب املقام هنا لْلجابة عليهما بتفصيل ،بل جيب
للمؤلف نفسه.
املصدرProf. Dr. Ahmet Yaşar Ocak, Türk Sûfȋliğine Bakışlar, s.148. İletişim Y, İstanbul -1996 : 42
فيمد صلةً َّما بني هذين التيارين ط أح ٌد يف ِّ
حبالة الرأي الفاسد َّ التأكيد على أنه من الشطط أن يتور َ
وبني اإلسالم ،فإنه لن جيد ثغرةً يف جدار القرآن الكرمي ليعثر من خالهلا على أضعف عالقة ترمز إىل
اجلمل يف سم اخلياط .إذًا دعون ننظر برهةً إىل املصادر اليت استقى
َ وجود هاتني الداينتني ،وإن أوجل
منها هؤَلء املستشرقون احملليون؛
اجملتمعات الْ ُم ْسلُ َمان ) (Muslumans Peoplesتنحصر يف ثالث ُ املذاهب الرئيسةَ اليت يسلكها
َ َّ
إن
التكِّي ِّ ِّ
ب إىل الوهابيَّة واإلخوانيَّة)؛ واملذهب الس ِّين ْ العرب (وقد تشعَّ َُش َعب :املذهب الس ِّين ِّ
اإلماِّ ِّمي ...كلها منبَ ثَ َقةٌ أصالً من ِّ
قلب الداينة الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّ ِّة الصويف؛ واملذهب الشيعي الفارسي َ ِّ
القدمية بعد هجرة اإلسالم يف وقت مبكر؛ ث متايزت السنِّيَّةُ التكيةُ تت دافع السنِّيَّ ِّة العربية يف
تضخمت السنِّيَّةُ التكيةُ فغريت الشيءَ الكثري من السنية العربي ِّة ،وذلك ْ ِّ
العباسيِّ ،ثَّ بداية العهد
العباس ِّي ،فال غرابة إذًا يف ِّ هيمة األتراك على سياسة املنطقة العربية منذ منتصف العهد بدافع ِّ
وصف هذه املذاهب ب "األرثوذكسيَّ ِّة".
الرئيس والقاعدةِّ
ِّ ِّ
املصدر عتماد على
أما مصطلح "هيتوذكسي" فإنه يعين ابختصار :عدم اَل َ
األساسيَّ ِّة (يف الدين ،أو املذهب أو الفكر ).يقصدون هبذا" :أن السالكني للمذهب "اهليتوذكسي"
يسمي هذا املذهب ) ،(popular islamأي اإلسالم َل يلتزمون ابلكتاب والسنة ".ومنهم من ِّ
يتوذكسيَّ ِّة،
ِّ ِّ
والبكتاش َّي ِّابهل يالتيار العلَ ِّو َّ
ني) ،الذين يصفون َ إن األكادمييِّني األتراك (السنِّيِّ َ
الشعبَّ .
اإلحياء ليحكموا على التيارين املذكورين " َّأهنما خارجان عن نطاق ِّ لعلهم يتخذون بذلك طريقةً من
يتوذكسيَّ ِّة"
ِّ وصف اإلسالم ب "اهل َ الشرعيةِ ".بسب مصادر السنية ...فينبغي هنا التنبيه على َّ
إن
املشوه" َل يالئم الصياغةَ األكادمييَّةَ .ولو أهنم وصفوا الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّةَ َّ مبعّن "اإلسالم
) .(Müslümanlıkهبا لكان أجدر .على كل حال ،فإ َّن "الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّة األرثوذكسيةَ" و" الْ ُم ْسلُ َمانِّيَّةَ
اهليتوذكسيية" كلتيهما غريُ شرعية ،وليستا يف شيء من اإلسالم القرآين الصحيح.