You are on page 1of 2

‫{تفعيل منهج الوسطية ىف الفتوى}‬

‫لن يستقيم أمر الفتوى املعارصة و يصلح مآهلا إل جبريها لع انلهج الوسطى و أخذها‬
‫ّ‬
‫بأسباب التزان فال إفراط و ل تفريط و ل انتقاص و ل استطالة و ل تن ّطع و ل تميّع‬

‫مفهوم الوسطية ىف الفتوى‬


‫ّ‬
‫إن األخذ بمفهوم الوسطية يتأكد ىف حق المفىت انلاظر ىف انلوازل المجتهد ىف قضايا‬
‫ّ‬
‫واقعه و عرصه ألنه المرجع ىف اتلأصيل و الرتشيد و استطالح المجتمع و المرآة لصورة‬
‫ّ‬
‫المتجدِّد و المراد بالوسطية هنا أن تكون الفتوى ىف وسط بني‬ ‫ّ‬
‫الرسال احلرىك‬ ‫اإلسالم‬
‫ش ّ‬ ‫التشدد و التساهل حتمل انلاس لع خري اخلريين و تدرأ عنهم ّ‬ ‫ّ‬
‫الرشين مع لزوم العدل‬
‫ّ‬
‫اتلوسط املنهج تلفيق بني احلق و ابلاطل و ترقيع بني‬ ‫و ل يفهم من ٰهذا الالكم أن‬
‫املتناقضات‬

‫و إنما هو حالة الستواء تعصم من امليل إىل األطراف قال اإلمام الشاطىب (( املفىت ابلالغ‬
‫ّ‬ ‫َذ َ‬
‫روة ادلرجة هو اّلى حيمل انلاس لع املعهود الوسط فيما يليق باجلمهور فال يذهب بهم‬
‫الشدة و ل يميل بهم إىل طرف الحنالل و ادليلل لع ّ‬ ‫ّ‬
‫صحة ٰهذا أنه الرصاط‬ ‫مذهب‬
‫املستقيم اّلى جاءت به الرشيعة ‪ ...‬فإن خرج عن ذلك ف املستفتيني خرج عن مقصد‬
‫الشارع و ّللك اكن من خرج عن املذهب الوسط مذموما عند العلماء الراسخني ))‬
‫مرشوعية الوسطية ىف الفتوى‬
‫ول َعلَيْ ُ‬
‫كمْ‬ ‫َ َ ُ َ َّ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ٰ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َّ ً َ َ ً َ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ‬
‫اس ويكون الرس‬‫‪﴿ ١‬وكذلِك جعلناكم أمة وسطا ِتلكونوا شهداء لع انل ِ‬
‫َشه ً‬
‫يدا﴾ (‪)١٤٣ : ٢‬‬ ‫ِ‬

‫و وجه الستدلل باآلية ‪ :‬أن الل تعاىل امتدح األمة اإلسالمية بالوسيطية ألنها تدين‬
‫ٰ‬ ‫ّ‬
‫املتشددون ّ‬ ‫باملنهج الوسطى اّلى ّ‬
‫بغلوهم و املتساهلون باحنالهلم و ٰلهذ‬ ‫فرط فيه‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫استحقت مزنلة اخلريية و شف الشهادة لع انلاس‬

‫ُْ ْ َٰ ََْ َٰ َ َْ ْ َ َ ُْْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ ْ‬


‫ان و ِإيتا ِء ِذي القرَب وينَه ع ِن الفحشا ِء والمنك ِر‬
‫اإلحس ِ‬ ‫‪ِ ﴿ ٢‬إن الل يأمر ِبالعد ِل و ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َّ ُ َ َ َّ َ‬
‫ك ْم تذك ُرون﴾ (‪)٩٠ : ١٦‬‬ ‫غ ي ِعظكم لعل‬ ‫وابل ِ‬
‫ّ‬ ‫وجه الستدلل باآلية ‪ :‬أن العدل املأمور به ّ‬
‫توسط بني األطراف و اتزان ف األمور وجري‬
‫ً ّ ً‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫حاكما لع‬ ‫مط ِردا‬ ‫لع اإلنصاف و ضده اجلور ‪ .‬و ٰهذا يقتىض أن يكون العدل منهجا‬
‫ترصفات اإلنسان ف عبادته و معاملته و اجتهاده ف أمور دينه‬

‫ج َع َل َعلَيْ ُ‬ ‫َُ ْ‬
‫اجتَبَ ُ‬ ‫جاه ُدوا ِف الل َح َّق ج َ‬
‫ين ِم ْن َح َرج‬
‫ِ‬
‫ك ْم ِف ِّ‬
‫ادل‬ ‫ِ‬
‫اك ْم َو َما َ‬ ‫و‬‫ه‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫ه‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ﴿ ٣‬و َ‬
‫ول َشهيداً‬‫َّ َ َ ُ ْ ْ َ َ ُ َ َ َّ ُ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ ٰ َ َ ُ َ َّ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِملة أ ِبيكم ِإبرا ِهيم هو سماكم المس ِل ِمني ِمن قبل و ِِف هذا ِيلكون الرس‬
‫َ َْ ُ ْ ََ ُ ُ ُ َ َ َ ََ‬
‫اس﴾ (‪)٧٨ : ٢٢‬‬ ‫اء لع انلَّ ِ‬ ‫عليكم وتكونوا شهد‬
‫وجه االستدالل باآلية ‪ :‬أن مقتىض االعتدال و الوسطية رفع احلرج عن ّ‬
‫األمة و دفع‬
‫العنت عنها مىت ُوجد‬

You might also like