You are on page 1of 19

‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫تطورأجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪:‬‬


‫تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬أحمد السيد الدقن‬


‫أستاذ اإلدارة العامة واملحلية‬
‫كلية العلوم اإلدارية‬
‫أكاديمية السادات للعلوم اإلدارية‬
‫جمهورية مصر العربية‬
‫‪1‬‬
‫امللخص‬
‫هدفــت هــذه الدراســة إلــى الكشــف عــن التحديــات التــي واجهــت أجيــال اإلدارة العامــة وتحليــل اســتجابات أجيــال اإلدارة‬
‫العامــة للتحديــات التــي واجهتهــا‪ ،‬والتأصيــل العلمــي للجيــل الثالــث لــإدارة العامــة الحديثــة الــذي يمكــن أن يشــكل مســتقبل‬
‫اإلدارة الحكوميــة العربيــة ألداء تنمــوي أفضــل‪ .‬واعتمــدت الدراســة علــى املنهــج التطــوري ووظفــت نظريــة التحــدي واالســتجابة‬
‫فــي إطــار التحليــل االســتقرائي‪ .‬وقــد انطلقــت الدراســة مــن تســاؤل بحثــي رئيــس عــن‪ :‬كيفيــة اســتجابة اإلدارة العامــة للتحديــات‬
‫التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية االجتماعيــة التــي تواجههــا‪ ،‬وانبثــق عــن هــذا التســاؤل البحثــي الرئيــس تســاؤالت فرعيــة‬
‫حــول‪ :‬ماهيــة التحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة التــي أدت إلــى نشــوء الجيــل األول املكتبــي لــإدارة‬
‫العامــة الحديثــة‪ ،‬وماهيــة التحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة التــي واجهــت الجيــل األول لــإدارة‬
‫العامة وأدت إلى التطور إلى الجيل الثاني اإللكتـروني‪/‬االقتصادي‪ ،‬وماهية التحديات التكنولوجية واالقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعيــة التــي تواجــه الجيــل الثانــي لــإدارة العامــة الحديثــة والتــي تــؤدي إلــى الجيــل الثالــث فــي ظل الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬أجيال اإلدارة العامة‪ ،‬الجيل الثالث لإلدارة العامة‪ ،‬اإلدارة الحكومية العربية‪.‬‬
‫املقدمة‬
‫بدأ يتأصل الجيل األول لإلدارة العامة وهو «اإلدارة العامة املكتبية» مع ظهور نظرية البيـروقراطية‪ ،‬ومن هنا ظهر املدخل‬
‫البيـروقراطي الذي يـركز على القواعد واإلجراءات الرسمية والتدرج والخبـرة‪ ،‬ومن ثم لعب البيـروقراطيون دورهم الكبيـر في هذا‬
‫الجيل لإلدارة العامة‪ ،‬ولكن ظهرت البيـروقراطيات املعقدة التي تسيـر كالسلحفاة في التفاعل مع التغييـر والتطورات السريعة؛‬
‫وهكــذا جــاءت معضلــة الجيــل األول لــإدارة العامــة فــي الجمــود والبــطء البي ــروقراطي‪ .‬وتطــورت البي ــروقراطية لتعب ــر عــن هــذه‬
‫التطــورات بوصفهــا األداة التنفيذيــة للحكومــة وكذلــك لتطبيــق للديمقراطيــة؛ حيــث ظهــرت اتجاهــات حديثــة فــي البي ــروقراطية‬
‫لتعبـر عن الجوانب غيـر الرسمية في منتصف القرن العشريـن (النمر وآخرون‪.)44 33- :2011،‬‬
‫وقــد شــهدت اإلدارة العامــة تطـ ً‬
‫ـورا هائــا فــي االنتقــال إلــى جيــل آخــر فــي ظــل ظهــور الثــورة الصناعيــة الثالثــة «ثــورة املعلومــات‬
‫والتكنولوجيــا» فــي ســتينيات القــرن العشري ــن ومــا تبعهــا مــن اخت ـراع اإلنت ـرنت فــي ثمانينيــات القــرن العشري ــن وإطــاق مفهــوم إعــادة‬
‫اخت ـراع الحكومــة‪ ،‬وأخــذت تتجــه اإلدارة العامــة نحــو الجيــل الثانــي اإللكت ــروني‪/‬االقتصادي؛ حيــث يتــم اســتخدام تكنولوجيــا‬
‫املعلومــات واالتصــال فــي ممارســة العمــل الحكومــي‪ ،‬وكان املدخــل لهــذا التطــور هــو مــا شــهدته الحكومــة مــن تطــور نحــو مــا يعــرف‬
‫بالحكومة اإللكتـرونية ‪ E-Government‬التي تعبـر عن اتصاالت إلكتـرونية أحادية االتجاه (الدقن‪ ،)151 :2017،‬ولكن هذا التطور‬
‫نحــو إدارة عامــة إلكت ــرونية‪ /‬اقتصاديــة لــم يــؤت ثمــاره املنشــودة فــي ظــل التحديــات التــي تواجــه الجيــل الثانــي؛ حيــث لــم يتحســن األداء‬
‫الحكومــي علــى النحــو املأمــول وخاصــة فــي الــدول الناميــة؛ ممــا شــكل أزمــة علميــة وعمليــة للجيــل الثانــي‪ .‬وفــي ظــل ب ــزوغ ثــورة صناعيــة‬
‫رابعــة وظهــور التقنيــات اإللكت ــرونية صغي ــرة الحجــم واألنظمــة الذكيــة(‪ )Schwab, 2016: 7-9‬وظهــور تحديــات أخــرى‪ ،‬أخــذ الجيــل‬
‫الثانــي فــي الت ـراجع‪ ،‬وأخــذ الجيــل الثالــث لــإدارة العامــة الحديثــة فــي الب ــزوغ‪ ،‬وهــو مــا قــد يشــكل مســتقبل اإلدارة الحكوميــة العربيــة‪.‬‬

‫تم استالم البحث في أغسطس ‪ ،2019‬وقبل للنشر في سبتمبـر ‪ ،2019‬وتم نشره في مارس ‪.2020‬‬ ‫*‬

‫© املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪ -‬جامعة الدول العربية‪ ،2020 ،‬ص ص ‪( ،266 -249‬معرف الوثائق الرقمي)‪DOI: 10.21608/aja.2020.77703 :‬‬
‫‪249‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫اإلطاراملنهجي للدراسة‬
‫املشكلة البحثية‬
‫تتمثــل املشــكلة البحثيــة لهــذه الدراســة أنــه فــي ظــل التحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة‬
‫التــي واجهــت الجيــل األول لــإدارة العامــة املكتبيــة‪ ،‬حدثــت اســتجابة فــي تطــور أجيــال اإلدارة العامــة عب ــر مداخــل الحكومــة‬
‫اإللكت ــرونية وإعــادة اخت ـراع الحكومــة لتتطــور اإلدارة العامــة نحــو الجيــل الثانــي اإللكت ــروني‪ /‬االقتصــادي‪ ،‬بيــد أن مداخــل‬
‫الحكومــة اإللكت ــرونية وإعــادة اخت ـراع الحكومــة لــم تحقــق الثمــار املنشــودة لتطــور اإلدارة العامــة فــي ظــل تحديــات تكنولوجيــة‬
‫واقتصادية وسياسية واجتماعية جديدة؛ مما يثيـر إشكالية بشأن مداخل جديدة لتمثل االستجابة لهذه التحديات وللتطور‬
‫نحــو الجيــل الثالــث لــإدارة العامــة الحديثــة الــذي يمكــن أن يشــكل مســتقبل اإلدارة الحكومــة العربيــة‪.‬‬
‫التساؤالت البحثية‬
‫تنطلق هذه الدراسة من تساؤل بحثي رئيس ينبثق عنه تساؤالت فرعية‪.‬‬
‫التســاؤل البحثــي الرئيــس‪ :‬كيــف تســتجيب اإلدارة العامــة للتحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية‬
‫االجتماعيــة التــي تواجههــا؟‬
‫التساؤالت البحثية الفرعية‪:‬‬
‫ ‪1-‬مــا هــي التحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة التــي أدت إلــى نشــوء الجيــل األول املكتبــي‬
‫لــإدارة العامــة الحديثــة؟‬
‫ ‪2-‬مــا هــي التحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة التــي واجهــت الجيــل األول لــإدارة العامــة‬
‫وأدت إلــى التطــور إلــى الجيــل الثانــي اإللكت ــروني‪/‬االقتصادي ؟‬
‫ ‪3-‬مــا هــي التحديــات التكنولوجيــة واالقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة التــي تواجــه الجيــل الثانــي لــإدارة العامــة‬
‫الحديثــة وتــؤدي إلــى الجيــل الثالــث لــإدارة العامــة الحديثــة؟‬
‫منهجية الدراسة‬
‫ ‪1-‬تعتمد الدراسة على املنهج التطوري في رصد نشأة الجيل األول لإلدارة العامة الحديثة ثم تطوره إلى الجيل الثاني‬
‫ثــم الثالــث‪.‬‬
‫ ‪2-‬تستند الدراسة إلى التحليل االستقرائي الذي ينتقل من الجزئيات إلى الكل لفهم تطور أجيال اإلدارة العامة الحديثة‪.‬‬
‫ ‪3-‬توظــف الدراســة نظريــة التحــدي واالســتجابة فــي إطــار تطــور أجيــال اإلدارة العامــة الحديثــة واملداخــل التــي تقــف‬
‫وراء هــذا التطــور‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫ ‪1-‬الكشف عن التحديات التي واجهت أجيال اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ ‪2-‬تحليل استجابات أجيال اإلدارة العامة للتحديات التي واجهتها‪.‬‬
‫ ‪3-‬التأصيل العلمي للجيل الثالث لإلدارة العامة الحديثة الذي يمكن أن يشكل مستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪.‬‬
‫مراجعة األدبيات‬
‫تكشف مراجعة األدبيات عن حقائق مهمة‪:‬‬
‫ ‪1-‬ركــزت األدبيــات علــى تطــور مــدارس أو نمــاذج اإلدارة العامــة مثــل كتــاب النمــر وآخــرون (‪ )2017‬وكتــاب الع ـزازي‬
‫(‪ )2009‬وكتــاب رشــيد (‪ ،)1996‬ودراســة رودس (‪ )2018‬التــي ركــزت علــى التحــول مــن اإلدارة العامــة التقليديــة‬
‫)‪(Traditional Public Administration‬إلــى اإلدارة العامــة الجديــدة )‪(New Public Management‬؛ انتهـ ًـاء بآخــر‬
‫موجات اإلصالح؛ أال وهي‪ :‬الحوكمة العامة الجديدة )‪ ،(New Public Governance‬وركزت على ضرورة املزج بيـن‬
‫القديــم والجديــد (رودس‪.)2018:‬‬
‫‪250‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫ ‪2-‬ركــزت الدراســات الســابقة الخاصــة بمدخــل الحوكمــة اإللكت ــرونية ‪ E-Governance‬لتطوي ــر اإلدارة الحكوميــة‪ :‬إمــا‬
‫علــى قيــاس دور الحوكمــة اإللكت ــرونية فــي تحسي ــن الخدمــات املقدمــة مــن خــال تغيي ــر العالقــة الرئيســة بي ــن متلقــي‬
‫ومقدم الخدمة )‪ (Mehta,2014:1-7‬أو على تحديد إطار مفاهيمي للحوكمة اإللكتـرونية من حيث مفهومها ونموذج‬
‫عام )‪ )Backus, 2014:2-23‬أو على بيان مدى توافر مبدأ حاكمية املعلومات في ‪ ‬قواعد نظم املعلومات في منظمة‬
‫ما (العتيبي‪ .)107-92 :2014،‬أو على دور آليات حوكمة تكنولوجيا املعلومات في تخفيض مخاطر أمن املعلومات في‬
‫الوحدات الحكومية (أبو حجر وعابديـن‪ )9-3 :2014 ،‬أو على استخدام حوكمة تكنولوجيا املعلومات في إدارة املخاطر‬
‫املصرفية اإللكتـرونية (حسن‪ ،)5-20:2011،‬أو على دور الحوكمة اإللكتـرونية في دعم مشاركة العمالء في تحسيـن‬
‫جودة الخدمات املقدمة لهم باستخدام إطار أهداف مراقبة أنظمة املعلومات والتكنولوجيا (الدقن‪.)141 :2017،‬‬
‫ ‪3-‬محدوديــة األدبيــات التــي تتحــدث عــن التحديــات الجديــدة التــي تواجــه إدارة الدولــة وضــرورة االســتجابة لهــا مثــل‪ :‬مقــال‬
‫عبــد الوهــاب (‪ )2018‬عــن اإلنســان والقــوة الجديــدة‪ .‬تحديــات الواقــع الــذي يؤكــد علــى الحتميــة التكنولوجيــة للثــورة‬
‫الصناعيــة الرابعــة والحاجــة إلــى نمــوذج تنمــوي داعــم إلعــادة هيكلــة الحيــاة اقتصاديــا واجتماعيــا وثقافيــا وضــرورة بنــاء‬
‫أطــر مؤسســية وتنظيميــة رســمية وغي ــر رســمية قــادرة علــى تنظيــم التفاعــات السياســية واالجتماعيــة وتحديــد مســاراتها‬
‫الداعمــة لبنــاء الدولــة الحديثــة (عبــد الوهــاب‪ )11-7 :2018 ،‬ودراســة عبــد الصــادق (‪ )2018‬عــن الثــورة الصناعيــة‬
‫الرابعة‪ .‬تحديات وفرص االســتحواذ على القوة الجديدة‪ ،‬وقد تناولت الدراســة تحديات الثورة الصناعية الرابعة ومن‬
‫أب ــرزها تحــدي مواجهــة املجتمــع عمليــة إعــادة الهيكلــة االقتصاديــة واالجتماعيــة وتحمــل تبعــات ذلــك التغيي ــر علــى القيــم‬
‫الثقافية واالجتماعية أوعلى مستوى سلوك الدولة والفاعليـن من غيـر الدول‪ ،‬وقدمت الدراسة التحول الرقمي وقيادة‬
‫التغيي ــر داخــل الحكومــات كاســتجابة مهمــة للتحديــات الســابقة (عبــد الصــادق‪.)27-15 :2018 ،‬‬
‫ ‪4-‬كانت هناك شبه ندرة في األدبيات التي تتناول تطور أجيال اإلدارة العامة؛ حيث لم يعثـر الباحث إال على دراسة‬
‫الدقــن( شــتاء ‪« )2018‬التحــول الرقمــي كمدخــل للجيــل الثالــث لإلصــاح اإلداري»‪ ،‬وهــي الدراســة التــي اقتصــرت‬
‫علــى تحليــل الجيــل الثالــث لإلصــاح اإلداري وآليــات التحــول الرقمــي كمدخــل وحيــد مــع اإلشــارة املقتضبــة إلــى‬
‫الجيلي ــن السابقي ــن‪ ،‬ولــم تقــدم تحليــا للتحديــات لتــي واجهــت أجيــال اإلدارة العامــة واالســتجابة لهــذه التحديــات‬
‫(الدقــن‪ ،‬شــتاء ‪.)42-28 :2018‬‬
‫الطرح الجديد للدراسة‬
‫تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة فيما يلي‪:‬‬
‫ ‪1-‬محاولــة تقديــم رؤيــة علميــة تســتند إلــى األدلــة والبـراهي ــن بشــأن فكــرة تطــور أجيــال اإلدارة العامــة الحديثــة وليســت‬
‫مدارس اإلدارة العامة؛ حيث إن الجيل يشمل اإلطار األكبـر الذي تعمل بداخله املدرسة الفكرية النموذج‪ ،‬كما إن‬
‫تطور األجيال هي عملية ارتقاء في األنظمة واألليات التي تعمل بها اإلدارة العامة وفقا لنظرية التطور واملنهج التطوري‬
‫ـورا ً‬
‫رجعيــا ألفــكار قديمــة فــي اإلدارة العامــة‪.‬‬ ‫ً‬
‫تقدميــا أو تطـ ً‬ ‫وليســت تطــور فكــري فحســب والــذي قــد يشــهد تطـ ً‬
‫ـورا‬
‫ ‪2-‬توظيف نظرية التحدي واالستجابة في تحليل تطور أجيال اإلدارة العامة الحديثة‪.‬‬
‫ـتنادا إلــى وجــود فــروق جوهريــة بي ــن‬ ‫ ‪3-‬التفرقــة بي ــن اإلدارة العامــة اإللكت ــرونية واإلدارة العامــة االفت ـراضية؛ اسـ ً‬
‫الحكومــة اإللكت ــرونية كمدخــل لــإدارة العامــة اإللكت ــرونية والحوكمــة اإللكت ــرونية املدخــل املقت ــرح لــإدارة العامــة‬
‫الرقميــة مــن جهــة وبي ــن الثــورة الصناعيــة الثالثــة والثــورة الصناعيــة الرابعــة مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫ ‪4-‬تقديم إطار عام شامل مقتـرح لتطور بيـن أجيال اإلدارة العامة من حيث التحديات واالستجابة لهذه التحديات‬
‫فــي تقديــم مداخــل جديدة‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة‬
‫بناء على املشــكلة البحثية واملنهجية املســتخدمة والتســاؤالت البحثية املثارة واألهداف املبتغاة‪ ،‬يتم تقســيم الدراســة‬
‫إلــى عــدة نقــاط رئيســة‪ :‬نشــأة الجيــل األول لــإدارة العامــة الحديثــة بي ــن التحديــات واالســتجابات‪ ،‬وتطــور اإلدارة العامــة مــن‬
‫الجيل األول إلى الجيل الثاني(التحديات واالستجابات)‪ ،‬وتطور اإلدارة العامة من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث(التحديات‬
‫واالســتجابات)‪ ،‬والنتائــج والتوصيات(إطــار عــام مقت ــرح لتطــور أجيــال اإلدارة العامــة)‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫نشأة الجيل األول لإلدارة العامة الحديثة بيـن التحديات واالستجابة‬


‫علــى الرغــم مــن قــدم مفهــوم البي ــروقراطية ومــن أنــه طبــق فــي منظمــات فــي مصــر القديمــة والصي ــن القيصريــة وبي ــزنطية‬
‫العصــور الوســطى‪ ،‬إال أن هــذه املنظمــات كانــت نصــف بي ــروقراطية نصــف تقليدية(الع ـزازي‪ ،)73 :2009،‬كمــا إن هــذا‬
‫املفهــوم لــم يصــل إلــى نظريــة تقــدم تأصيــا فكريــا ومنهجيــا لعمــل اإلدارة العامــة‪ .‬ومــن ثــم واجهــت اإلدارة العامــة القديمــة‬
‫تحديــات متعــددة أدت إلــى اســتجابات أســهمت فــي نشــأة الجيــل األول املكتبــي‪ /‬القانونــي لــإدارة العامــة الحديثــة‪.‬‬
‫التحديات‬
‫ظلت منظمات اإلدارة العامة على هذا الحال نصف بيـروقراطية ونصف تقليدية حتى أواخر القرن الـ ‪ 19‬وأوائل القرن‬
‫ال ـ ‪20‬؛ حيــث واجهــت اإلدارة العامــة وباألخــص فــي الــدول الغربيــة الرأســمالية عــدة تحديــات تكنولوجيــة واقتصاديــة وسياســية‬
‫ومجتمعية على النحو التالي‪:‬‬
‫ ‪- 1‬الثورة الصناعية الثانية‬
‫ظهــرت الثــورة الصناعيــة الثانيــة (أواخــر القــرن التاســع عشــر‪/‬أوائل القــرن العشري ــن)وهي التــي أحدثــت وفــورات اإلنتــاج‬
‫الكبيـر‪،‬وذلك بفعل اختـراع الكهرباء وخطوط التجميع)‪.(Schwab,2016:7-9‬‬
‫ ‪- 2‬تصاعد الحركات العمالية وظهورالليبـرالية االجتماعية ودولة الرفاه‬
‫شــهدت هــذه الفت ــرة إنشــاء اتحــادات عماليــة وتصاعــد الحــركات االشت ـراكية وإنشــاء أح ـزاب اشت ـراكية فــي دول أوروبــا‬
‫وعلــى األخــص أملانيــا ؛ وذلــك نتيجــة النكمــاش النمــو االقتصــادي فــي الــدول الصناعيــة الكب ــرى ومــا خلفــه مــن آثــار ســلبية مــن‬
‫بطالــة وفقــر (الدقــن‪.)92 :2018 ،‬‬
‫ومنــذ أواخــر القــرن التاســع عشــر‪ ،‬اتخــذت بعــض الــدول األوروبيــة سياســات تتمثــل فــي التدخــل املباشــر لتوفي ــر الرعايــة‬
‫االجتماعيــة واالقتصاديــة للمواطني ــن؛ فيمــا يأتــي تعبي ـرا عــن ظهــور مدرســة الليب ـرالية االجتماعيــة ‪Social Liberalism‬؛ فلقــد‬
‫عملــت هــذه الــدول علــى زيــادة دورهــا فــي تحسي ــن مســتوى الرفــاه االجتماعــي واالقتصــادي للمواطني ــن)‪،(Eldeqen, 2010: 45‬‬
‫وهــو مــا جــاء تعبي ـرا عــن حركــة الديمقراطيــة االجتماعيــة التــي أفــرزت مفهــوم دولــة الرفــاه)‪ .‬وطبقــت حكومــات هــذه الــدول مــا‬
‫عــرف بسياســات الرفــاه التــي تعنــي مجموعــة مــن الب ـرامج تلت ــزم بهــا الدولــة لتوفي ــر الحــد األدنــى مــن متطلبــات الحيــاة لضمــان‬
‫مســتوى معي�شــي مناســب للمواطني ــن‪ .‬وتشــمل هــذه السياســات والب ـرامج الخدمــات التاليــة‪ :‬توفي ــر التعليــم العــام وتوفي ــر‬
‫الرعايــة الصحيــة وتوفي ــر فــرص العمــل أو أن تضمــن الدولــة حــد أدنــى مــن الدخــل فــي حالــة البطالــة واملســاعدة فــي توفي ــر‬
‫املسكن املناسب وأخيـرا ضمان الرعاية املتكاملة ملن هو في حاجة من العاجزيـن واملعاقيـن والفقراء(العتيبي‪.)2005:71،73،‬‬
‫وظهــرت البــوادر األولــى لدولــة الرفاهيــة الحديثــة فــي أملانيــا فــي أواخــر القــرن التاســع عشــر حي ــن أدخــل املستشــار بســمارك أول‬
‫نظــام للتأمينــات االجتماعيــة علــى مســتوى البلــد كله(هــال ومســعد‪.)205،206 :1994 ،‬‬
‫ ‪- 3‬تـزايد دورالدولة االقتصادي واالجتماعي‬
‫كان دور اإلدارة الحكوميــة فــي معظــم دول أوروبــا ال ي ـزال محـ ً‬
‫ـدودا للغايــة فــي إعــادة توزيــع الدخــل طــوال القــرن ال ـ ‪.19‬‬
‫ولكن ظهور الليب ـرالية االجتماعية ودولة الرفاه أدى إلى ت ـزايد دور الدولة االقتصادي واالجتماعي ذو الحد األدنى ليتعاظم‬
‫بشــكل أكب ــر عقــب الحــرب العامليــة األولــى والثانيــة؛ حيــث ظهــرت الليب ـرالية املنظمــة ‪( Ordoliberalism‬الدقــن‪-122 :2010 ،‬‬
‫‪ )125‬واتســع حجــم القطــاع العــام‪.‬‬
‫ ‪- 4‬الجمود البي ــروقراطي عند تطبيق نظرية البي ــروقراطية التي شكلت استجابة للتحديات السابقة؛ حيث واجه تطبيق‬
‫النمــوذج البي ــروقراطي املثالــي ملاكــس فيب ــر تحديــات جديــدة ت ــرتبط بالســكون والثبــات وعــدم القــدرة علــى التعاطــي مــع‬
‫املستجدات والظروف غي ــر النمطية والتـركي ــز على اإلجراءات والقواعد حتى ولو على حساب النتائج؛ فمعيار تقييم‬
‫أداء اإلدارة العامة وإجادتها هو تنفيذها للقواعد واإلجراءات بغض النظر عما يتحقق؛ فالرقابة وفقا للبيـروقراطية‬
‫املثاليــة ركــزت علــى العمليــات وأغفلــت املخرجــات‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫جدول رقم (‪)1‬‬ ‫االستجابات‬


‫أنماط السلطة الشرعية وفقا ملاكس فيبـر‬ ‫ ‪- 1‬نظرية البيـروقراطية‬
‫السلطة‬ ‫السلطة‬ ‫نمط السلطة‬ ‫وفقــا ل ـ «ماكــس فيب ــر» فــإن أنمــاط الشــرعية للســلطة تنقســم‬
‫الكارزمية‬ ‫التقليدية‬ ‫السلطة القانونية‬ ‫إلــى ثالثــة أنمــاط علــى النحــو املوضــح بالجــدول رقــم (‪ .)1‬وقــد تحي ــز‬
‫أبوي‬ ‫عقالني‬
‫الجهاز اإلداري الجهاز اإلداري‬ ‫نمــوذج ماكــس فيب ــر لنمــط الســلطة القانونيــة‪ ،‬وذلــك لألســباب‬
‫تابع‬ ‫خادم للسيد‬ ‫الجهاز بيـروقراطي‬ ‫نمط‬
‫اإلداري‬ ‫التاليــة‪ :‬التحي ــز وثيــق الصلــة بقناعــة فيب ــر بالرأســمالية وهــو لــم يكــن‬
‫ملك أو سيد قائد حربي‪/‬شخص‬ ‫قمة موظفيـن‬ ‫تعصبــا أعمــى‪ ،‬ومقارعــة كارل ماركــس واملوقــف املعــادي للماركســية‪،‬‬
‫ديماجوجي‬ ‫ديني‬ ‫السلطة رسمييـن‬ ‫والتحي ــز للســلطة القانونية(الع ـزازي‪.)2005 ،‬‬
‫القائد يضع‬ ‫االلتـزام‬ ‫قوانيـن‬ ‫الشكل‬
‫القانون‬ ‫رسمية باملعمول سابقا‬ ‫القانوني‬ ‫ ‪- 2‬املنظمات العامة البيـروقراطية‬
‫املصدر‪ :‬العزازي(‪)2009‬‬
‫قامت املنظمات البيـروقراطية على أسس‪:‬‬
‫ ‪-‬التخصص وتقسيم العمل‪.‬‬
‫ ‪-‬القواعد واللوائح التي تحكم العمل‪.‬‬
‫سابقا للموظف‪.‬‬‫ ‪-‬املهام والواجبات املحددة ً‬
‫ ‪-‬التنظيم الهرمي الرسمي الهيـراركي التصاعدي للسلطة‪.‬‬
‫ ‪-‬املستندات والوثائق (اإلدارة الورقية)‪.‬‬
‫ ‪-‬الخبـرة اإلدارية تعادل الكفاءة اإلدارية (النمر وآخرون‪.)39-33 :2011 ،‬‬
‫ ‪-‬سيطرة الجوانب القانونية‪ /‬الالئحية على اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ـابقا‪ ،‬وأصبح‬ ‫حيــث أصبحــت اإلدارة العامــة محركــة باإلجـراءات وأصبــح معيــار التقييــم هــو تنفيــذ اإلجـراءات املحــددة سـ ً‬
‫املكتب هو محور تـركيـز اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ ‪- 3‬البيـروقراطية الحديثة‬
‫جــاءت البي ــروقراطية الحديثــة اســتجابة متطــورة للتحديــات التــي واجهــت تنفيــذ البي ــروقراطية مــن حيــث إغفــال الجانــب‬
‫اإلنســاني؛ حيــث أصبــح الجانــب اإلنســاني والعوامــل البيئيــة محــددات جديــدة فــي الســلوك البي ــروقراطي‪ ،‬حيــث نبــه «ســلزينك»‬
‫(‪ )1943‬و»جولدن ــر» (‪ )1954‬و»مي ــرتون» (‪ )1957‬إلــى ضــرورة إعــادة النظــر فــي نمــوذج فيب ــر املثالــي الــذي واجــه تحديــات عنــد‬
‫ـكارا تتســم بقبــول العنصــر‬‫تطبيقــه والــذي أغفــل العالقــات اإلنســانية‪ ،‬وجــاءت دراســات «بيت ــر بــاور» للبي ــروقراطية لتضــم أفـ ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أساسيا عن خط التفكي ــر الرئيس‬ ‫اإلنساني وأث ــره على السلوك التنظيمي‪ ،‬كما إن اعت ـرافه بالتنظيم غي ــر الرسمي يمثل احرافا‬
‫وعــن مفهــوم البي ــروقراطية املثاليــة عنــد «ماكــس فيب ــر» (النمــر وآخــرون‪ .)43-42 :2011 ،‬ويدفــع الباحــث بــأن اســتمرار الجيــل‬
‫األول لقرابــة ثماني ــن ً‬
‫عامــا كان بســبب االســتجابة األخي ــرة وهــي البي ــروقراطية الحديثــة أو املطــورة أو املعدلــة للتحديــات التــي‬
‫واجهــت البي ــروقراطية املثاليــة التــي جــاءت هــي األخــرى اســتجابة للتحديــات التــي واجهــت اإلدارة العامــة القديمــة‪.‬‬
‫تطوراإلدارة العامة الحديثة من الجيل األول إلى الجيل الثاني (التحديات واالستجابة)‬
‫التحديات‬
‫جــاء تطــور اإلدارة العامــة الحديثــة مــن الجيــل األول املكتبــي‪ /‬القانونــي إلــى الجيــل الثانــي اإللكت ــروني‪ /‬االقتصــادي؛‬
‫اســتجابة لتحديــات أخــرى تكنولوجيــة واقتصاديــة وسياســية واجتماعيــة‪ ،‬مــن أب ــرزها‪:‬‬
‫ ‪- 1‬العوملة والثورة الصناعية الثالثة‬
‫شــهدت فت ــرة أواخــر الســبعينيات والثمانينيــات عــدة متغي ـرات دوليــة‪ ،‬كان مــن أب ــرزها‪ :‬بــدء انحســار املعســكر والفكــر‬
‫االشت ـراكي وصعــود اتجاهــات الليب ـرالية الجديــدة فــي دول مثــل ب ــريطانيا والواليــات املتحــدة‪ ،‬ثــم أخــذ املعســكر االشت ـراكي ينهــار‬
‫منــذ أواخــر الثمانينيــات مــع ســقوط ســور بـرلي ــن الــذي كان يقســم أملانيــا إلــى شطري ــن‪ ،‬ثــم تفــكك االتحــاد الســوفيتي نفســه فــي‬
‫مطلع عام ‪ ،1992‬وتصاعدت العوملة االقتصادية من خالل األخذ بنظام اقتصاد السوق‪ ،‬ثم التوقيع على اتفاقيات الجات‬
‫‪ ،1994‬وقيام منظمة التجارة العاملية ‪ .1995‬كما تصاعدت العوملة االجتماعية والثقافية من خالل إطالق الليبـرالية كنمط‬
‫‪253‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬ ‫للحيــاة وأســلوب للمعيشــة بفعــل الثــورة الصناعيــة‬


‫تطورأجيال اإلدارة العامة من القديمة إلى املكتبية‬ ‫الثالثــة عــن طريــق وســائل اإلعــام واملعلومــات مــن‬
‫اإلدارة العامة املكتبية‬ ‫جيل اإلدارة العامة اإلدارة العامة القديمة‬ ‫فضائيــات وإنت ــرنت (الدقــن‪.)127 ،126 :2010 ،‬‬
‫املدخل القانوني (ثم تم تطعيمه‬ ‫املدخل العرفي‬ ‫املدخل‬
‫بمدخل إنساني في إطار القوانيـن)‬ ‫وقــد بــدأت الثــورة الصناعيــة الثالثــة فــي‬
‫بيـروقراطية‬ ‫نصف بيـروقراطية‬ ‫املنظمات‬ ‫الظهور في ستينيات القرن الـ ‪ 20‬واملعروفة بالثورة‬
‫القواعد واللوائح‬ ‫األعراف والتقاليد‬ ‫األسس‬ ‫اإللكت ــرونية املرتبطــة بالحاســوب األلــي‪ ،‬والتــي‬
‫الحوافز املادية مع بعض الحوافز‬ ‫الحوافز املادية‬ ‫الحوافز‬ ‫شــهدت تطــورات ظهــور الحاســب األلــي الشــخ�صي‬
‫املعنوية في البيـروقراطية الحديثة‬ ‫خــال الســبعينيات والثمانينيــات مــن القــرن‬
‫هيـراركي‪/‬رأ�سي صارم‬ ‫هيـراركي‪/‬رأ�سي مرن‬ ‫الهيكل‬
‫العشري ــن‪ ،‬وظهــور اإلنت ــرنت خــال التســعينيات‬
‫مهام الحكومة حكومة الحد األدنى للمهام حكومة الحد األق�صى للمهام‬
‫حكومة ضخمة‬ ‫حكومة صغيـرة‬ ‫حجم الحكومة‬ ‫مــن القــرن املنصــرم )‪.(Schwab, 2016: 6-8‬‬
‫املصدر‪ :‬قام الباحث بإعداد هذا الجدول وفقا ملا توصل إليه من استنتاجات‬
‫ ‪- 2‬تـراجع دورالدولة القومية‬
‫ولقــد شــهدت ثمانينيــات القــرن العشري ــن ت ـراجعا عامليــا لــدور الدولــة القوميــة ســواء بســبب صراعــات عرقيــة أو مذهبيــة‬
‫أو بســبب الوتي ــرة املتســارعة لعمليــات العوملــة التــي لــم تعــد تكت ــرث بحــدود الدولــة القوميــة‪ ،‬وأخــذ يبحــث البعــض عــن نمــاذج‬
‫بديلــة للديمقراطيــة الليب ـرالية‪ .‬وأصبحــت املجتمعــات األوروبيــة مــع بدايــة التســعينيات أمــام واقــع سيا�ســي شــديد التعقيــد‪ :‬يســار‬
‫جديد‪ ،‬ويميـن محافظ‪ ،‬ودولة رفاهة تتـراجع‪ ،‬ومعدالت نمو متدنية‪ ،‬ونموذج ليبـرالي يتـرنح في الداخل(حمزاوي‪.)8-7 :2004 ،‬‬
‫ ‪- 3‬ظهورمدرسة الليـرالية الجديدة ‪New Liberalism‬‬
‫ظهرت في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات الليبـرالية الجديدة وهي أيديولوجية تقوم على الليبـرالية االقتصادية‪.‬‬
‫تؤيد األيديولوجية السياســات االقتصادية القائمة على النظريات الكالســيكية الجديدة لالقتصاد التي تقلل من دور الدولة‬
‫وتعظــم قطــاع األعمــال الخــاص)‪ .(Eldeqen, 2010: 47-48‬ودشــنت لهــذه املدرســة رئيســة وزراء ب ــريطانيا مارجريــت تاتشــر‬
‫والرئيــس األمريكــي رونالــد ريجــان اللــذان أطلقــا مــا يعــرف ب «عهــد جديــد»‪ ،‬وأخــذا يطبقــان سياســات الخصخصــة‪.‬‬
‫ ‪- 4‬ظهورالتقدميون الجدد‬
‫قــدم ويــل مارشــال ومارتــن شـرام كتــاب « تفويــض بالتغيي ــر» بعــد ســبع ســنوات مــن العمــل مــن جانــب مجلــس القيــادة‬
‫الديمقراطيــة ومعهــد السياســة التقدميــة الرامــي إلــى تجديــد تقاليــد الحكــم األمريكيــة بصياغــة جــدول أعمــال نظــام حكــم‬
‫جديــد يوســع الفــرص ويكافــئ املســئولية ويدعــم املجتمــع‪ .‬وتشــكل أفــكار التقدميــون مبــادئ لفلســفة حكــم جديــدة كمــا يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬يؤمــن التقدميــون الجــدد بــأن دور الحكومــة ليــس محابــاة املستثمري ــن بــل وضــع قواعــد عادلــة للمنافســة فــي الســوق‬
‫أمــام الجميــع ‪ ،‬وتســعى السياســات االقتصاديــة واالجتماعيــة التقدميــة إلــى توحيــد مصالــح األمريكيي ــن الذي ــن يناضلــون‬
‫ليصبحــوا مــن أف ـراد الطبقــة الوســطى وأولئــك الذي ــن يناضلــون للبقــاء ضمــن الطبقــة الوســطى‪.‬‬
‫ ‪-‬يحبــذ التقدميــون وجــود ميثــاق حاكــم جديــد بي ــن املواطني ــن والحكومــة يقــوم علــى االلت ـزام املتبــادل؛ بحيــث تتســاوى‬
‫مســئولية الحكومة عن دفع النمو وتوفي ــر الفرصة املتكافئة والحركة الصاعدة مع رغبة املواطني ــن في العمل ومســاعدة‬
‫أســرهم حســب القواعــد والعــودة علــى مجتمعاتهــم بنفــع مــا‪.‬‬
‫ ‪-‬يؤكد التقدميون على أهمية اتحادات ومؤسسات املجتمع الطوعية وهي القطاع الثالث في أمريكا‪ ،‬ويتمثل دور الحكومة‬
‫في تفويض املنظمات واملؤسسات الطوعية سلطة حل مشكالتها وليس محاولة استبدالها ببـرامج ومؤسسات عامة‪.‬‬
‫ ‪-‬ي ــرى التقدميــون أن الديمقراطيــة واالســتثمار الحــر همــا أفضــل القــوى املحققــة لالســتقرار ألنهمــا يوف ـران وســائل غي ــر‬
‫عنيفة لتســوية املنازعات السياســية وإعطاء الناس الحرية ملســاعدة أنفســهم بأنفســهم‪ ،‬كما إن املؤسســات الحرة تعمل‬
‫ككابــح لســلوك الحكومــات‪.‬‬
‫ ‪-‬يســعى التقدميون إلى تلمس ســبل ابتكارية غي ــر بي ــروقراطية للحكم‪ ،‬ويؤيد التقدميون إدخال دوافع االختيار واملنافســة‬
‫والســوق إلــى القطــاع العــام مــن خــال ابتــكارات مــن قبيــل املنافســة املوجهــة واختيــار املــدارس العامــة وصكــوك الخدمــة‬
‫العامــة‪ .‬وي ــرى مارشــال وشـرام بــأن التغيي ــر لــن يتحقــق بســهولة ؛ إذ ســيواجه القيــادة السياســية فــي واشــنطن كل أســباب‬
‫القصــور الذاتــي املتمثلــة فــي بي ــروقراطية فيدراليــة ضخمــة وكونجــرس معــاد للمخاطــرة ومصالــح راســخة فــي حصــون منيعــة‬
‫‪254‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫وعازمة على حماية الب ـرامج وأشــكال الدعم واللوائح الحالية‪ .‬ويختتم مارشــال وشـرام بأن الرئيس األمريكي لن ينجح من‬
‫خــال قبــول القواعــد الحاليــة للعبــة السياســية وإنمــا بتغيي ــرها وأن الشــعب األمريكــي قــد أعطــى الرئيــس كلينتــون تفويضــا‬
‫بالتغيي ــر وأن عليــه اآلن أن يســتفيد مــن هــذا التفويــض إلــى أبعــد حــد ممكن(مارشــال وشـرام‪.)18-16 :1997 ،‬‬
‫االستجابات‬
‫ ‪- 1‬ظهوراإلدارة العامة الجديدة ‪New Public Management‬‬
‫اإلدارة العامــة الجديــدة مصطلــح واســع النطــاق شــديد التعقيــد يســتخدم لوصــف موجــة إصالحــات القطــاع العــام التــي‬
‫اجتاحت العالم خالل هذه الفت ــرة‪ .‬واالفت ـراض الرئيس لفلســفة اإلدارة العامة الجديدة هو أن مزيد من التوجه نحو الســوق‬
‫فــي اإلدارة العامــة مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى كفــاءة أكب ــر للحكومــة فــي تكاليفهــا‪ ،‬وذلــك بــدون أن تحــدث آثــار جانبيــة علــى األهــداف‬
‫واالعتبــارات األخــرى‪ .‬ويعــرف بعــض الباحثي ــن اإلدارة العامــة الجديــدة علــى أنهــا خليــط مــن تقســيم البي ــروقراطيات الكب ــرى إلــى‬
‫بي ــروقراطيات صغــري أي تفتيتهــا وإيجــاد منافســة بي ــن املؤسســات العامــة املختلفــة بعضهــا ببعــض مــن جهــة وبي ــن املؤسســات‬
‫العامــة والخاصــة مــن جهــة أخــرى وتحفي ــز املؤسســات العامــة ليكــون أداؤهــا اقتصاديــا (أي يأخــذ فــي االعتبــار التكلفــة والربحيــة)‪.‬‬
‫وتتعامــل اإلدارة العامــة الجديــدة مــع طالبــي الخدمــات العامــة علــى أنهــم عمــاء يجــب إرضائهــم بينمــا تتعامــل مــع املواطني ــن‬
‫وكأنهــم أصحــاب األســهم أي مالكــي هــذه املؤسســات‪ ،‬بينمــا ينظــر باحثــون آخــرون إلــى اإلدارة العامــة الجديــدة علــى أنهــا تعب ــر عــن‬
‫الكيفيــة التــي يتــم بهــا تطبيــق أســاليب إدارة األعمــال املعنيــة بــإدارة القطــاع الخــاص فــي اإلدارة العامــة املعنيــة بتقديــم الخدمــات‬
‫العامــة)‪ ،(Lane, 2000: 1-17‬ويتحدثــون عــن أن اإلدارة العامــة الجديــدة تقــوم علــى أربعــة عناصــر رئيســة وهــي‪:‬‬
‫ ‪ Quasi-market-‬أي حالة تشابه السوق بما يحكمه من آليات التكلفة والعائد‪.‬‬
‫ ‪ Decentralization-‬أي الالمركزية بما يؤدي إلى تقليل البيـروقراطية‬
‫ ‪ quality-‬الجودة أي التوجه نحو تحقيق الجودة وقياس جودة أداء اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ ‪ Consumerism-‬أي التوجه نحو املستهلك وحماية حقوقه(‪.) www.criticalhippo.co.uk‬‬
‫وهكــذا بعــد أن كان هنــاك فصــل بي ــن القطــاع العــام والقطــاع الخــاص فــي أســلوب ومجــاالت العمــل طالــب أنصــار اإلدارة‬
‫العامــة الجديــدة باالســتعانة بالقطــاع الخــاص بــل ونقــل أســلوب إدارتــه إلــى املنظمــات الحكوميــة‪ ،‬حتــى يتحقــق إصــاح وكفــاءة‬
‫ورشــادة وربحية اإلدارة الحكومية(جمعة‪.)6 :2004 ،‬‬
‫ ‪- 2‬الحوكمة العامة ‪Public Governance‬‬
‫تعرف الـ ‪ Governance‬بالحوكمة‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى ستة محاور وهي(جمعة‪:)11 ،10 :2001 ،‬‬
‫ ‪-‬االتجــاه نحــو الحــد مــن التدخــل الحكومــي وضبــط النفقــات العامــة واالتجــاه نحــو الخصخصــة كمؤشـرات للتعبي ــر‬
‫عــن دولــة الحــد األدنــى التــي ال تتدخــل عنــد الضــرورة‪.‬‬
‫ ‪-‬التـركي ــز علــى منظمــات إدارة األعمــال حيــث يظهــر مصطلــح ‪ ،Corporate Governance‬حيــث يتحــدث أصحــاب هــذا‬
‫املحــور عــن مطالــب حاملــي األســهم وكيفيــة إرضــاء العميــل‪ ،‬وكيفيــة عمــل نظــام داخــل الشــركة علــى النحــو الــذي‬
‫يحقــق مصالــح املنتفعي ــن بهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬االتجــاه نحــو إدخــال أســاليب إدارة األعمــال فــي املنظمــات العامــة وإدخــال قيــم جديــدة مثــل املنافســة وقيــاس األداء‬
‫والتمكي ــن ومعاملــة متلقــي الخدمــة علــى أنــه زبــون‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلدارة الجيدة للدولة واملجتمع‪ ،‬وهو ي ــربط بي ــن الجوانب السياســية واإلدارية‪ .‬ويمثل هذا املحور اســتخدام البنك‬
‫الدولي للمفهوم عام ‪ 1989‬وتبنيه لسياسات مرتبطة به مثل اإلصالح اإلداري وتقليص حجم املؤسسات الحكومية‬
‫وتشجيع االتجاه نحو القطاع الخاص وتشجيع الالمركزية اإلدارية وتعظيم دور املنظمات غيـر الحكومية‪.‬‬
‫ ‪-‬السياســات العامــة مــا هــي إال محصلــة للتفاعــات الرســمية وغي ــر الرســمية بي ــن عــدد مــن الفاعلي ــن مــن الحكومــة‬
‫والقطــاع الخــاص واملنظمــات غي ــر الحكوميــة علــى املستويي ــن املركــزي واملحلــي‪ ،‬فلــم تعــد الحكومــة هــي الفاعــل‬
‫الوحيــد املؤث ــر فــي صنــع السياســات العامــة‪.‬‬
‫ ‪-‬يتمثــل جوهــر مفهــوم ال ـ ‪ Governance‬يتمثــل فــي إدارة مجموعــة مــن الشــبكات املنظمــة فــي عــدد مــن األجهــزة‬
‫واملنظمــات‪ .‬وال تخضــع هــذه الشــبكات لســيطرة الحكومــة ألنهــا منظمــة ذاتيــا‪ ،‬وإن كانــت الحكومــة تســتطيع بطريقــة‬
‫غي ــر مباشــرة توجيههــا‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫ويالحــظ أن اتجــاه ال ـ ‪ Governance‬يعب ــر عــن عــودة إلــى الفكــر الليب ـرالي الرأســمالي الكالســيكي فــي دور الحــد األدنــى‬
‫لــإدارة الحكوميــة فــي االقتصــاد‪ ،‬وهــو يتفــق بذلــك مــع اتجــاه إعــادة اخت ـراع الحكومــة‪ .‬ويمكــن القــول بــأن الحوكمــة تقــوم علــى‬
‫ثالثــة محــاور رئيســة‪ :‬املشــاركة‪ /‬الشــفافية‪ /‬املســاءلة(الدقن‪.)148 :2017 ،‬‬
‫إعادة اختـراع الحكومة‬
‫وفــي هــذا الســياق طــرح أوســبورن وجبلــر مفهــوم إعــادة اخت ـراع الحكومــة ‪ Reinventing Government‬عـ�ام ‪1993‬‬
‫ً‬
‫نموذج��ا لــدور الحكوم��ة؛ بحي��ث تكـ�ون‪:‬‬ ‫وقدم��ا‬
‫ ‪-‬حكومة إنجاز مهام تـركز على النتائج وليس القواعد‪.‬‬
‫ ‪-‬حكومة مشروعات (حيث يكون الكسب أكثـر من اإلنفاق)‪.‬‬
‫ ‪-‬حكومة حافزة تـركز على التوجيه أكثـر من التنفيذ‪.‬‬
‫ ‪-‬حكومة تعمل بأسلوب الوقاية بدال من العالج‪.‬‬
‫ ‪-‬حكومة تعمل بأليات السوق‪.‬‬
‫ ‪-‬حكومة تعمل بأسلوب املشاركة بدال من الهيـراركية‪.‬‬
‫ ‪-‬تعمل على تحقيق إيـرادات بدال من اإلنفاق (‪.(Osborne & Gaebler, 1993: 25-280‬‬
‫نموذج اإلدارة االحتـر افية ‪Managerialism‬‬
‫جــاء هــذا النمــوذج تعبي ـرا عــن االتجاهــات الســابقة التــي ســادت مدرســة اإلدارة العامــة الجديــدة‪ .‬ويســتند هــذا النمــوذج‬
‫إلــى أربعــة عناصــر رئيســة وهــي‪:‬‬
‫ ‪-‬الكفــاءة االقتصاديــة كقيمــة أساســية توجــه عمــل املديـري ــن وقراراتهــم ؛ بمــا يعنــي الســعي الوصــول إلــى أكب ــر حــد‬
‫ممكــن مــن املخرجــات بأقــل قــدر ممكــن مــن املدخــات‪.‬‬
‫ ‪-‬اإليمان بضرورة تطبيق أدوات وأساليب اإلدارة مع قدرة املديـريـن على استخدام هذه األساليب في حل املشكالت‪.‬‬
‫ ‪-‬توافــر الوعــي لــدى املديـري ــن بدورهــم ؛ بمــا يشــكل قــوة توحيــد بي ــن املديـري ــن‪ ،‬واســتمرار هــذا الوعــي مــن خــال نظــام‬
‫مشت ــرك للتعليــم والتدريــب‪.‬‬
‫ ‪-‬النظــر إلــى املدي ــر علــى أنــه وكيــل يتحلــى باألخــاق ؛ حيــث يعمــل علــى تحقيــق أعظــم الخي ــر ليــس فقــط ملنظمتــه‬
‫أيضــا‪ .‬ويعب ــر نمــوذج ال ـ ‪ Managerialism‬عــن ممارســات إدارة األعمــال وعــن التوجــه نحــو املديـري ــن‬ ‫ولكــن للمجتمــع ً‬
‫وليــس القــادة‪ .‬فاملدي ــرون يعملــون علــى الحفــاظ علــى الوضــع القائــم بينمــا يعمــل القــادة علــى وضــع رؤى جديــدة‬
‫ومحاولــة تنفيذهــا‪ .‬كمــا يعب ــر هــذا النمــوذج عــن أيدلوجيــة تشــمل نســقا مــن املعتقــدات والقيــم التــي توجــد فــي أي‬
‫وضــع تنظيمــي‪ .‬فيشي ــر هــذا النمــوذج ببســاطة إلــى إيمــان قــوي بقــدرة املديـري ــن علــى تطبيــق األدوات واألســاليب‬
‫املتخصصــون فيهــا لكــي يقومــوا بحــل املشــكالت التنظيمية(الدقــن‪.)82-81 :2018 ،‬‬
‫الخصخصة‬
‫ولقــد أدى تبنــي مدرســة اإلدارة العامــة الجديــدة مــن قبــل الحكومــات إلــى توجههــا نحــو الخصخصــة‪ ،‬ولقــد ثــار جــدل‬
‫كبي ــر بي ــن مؤيــد ومعــارض حــول تطبيــق الخصخصــة‪ ،‬غي ــر أن خب ـرات الخصخصــة فــي مختلــف دول العالــم تؤكــد علــى وجــود‬
‫أشــكال مختلفــة للخصخصــة‪ ،‬علــى النحــو التالــي‪:‬‬
‫ ‪-‬بيع املشروع الحكومي للجمهور‪ ،‬وذلك من خالل االكتتاب العام‬
‫ ‪-‬بيع املشروع الحكومي إلى شخص أو فئة مستثمرة من القطاع الخاص‪.‬‬
‫ ‪-‬إشراك القطاع الخاص مع القطاع العام في ملكية مشروع حكومي‪.‬‬
‫ ‪-‬بيع الحصة األكبـر من املشروع إلى إدارته وموظفيه‪.‬‬
‫ ‪-‬تأجيـر املشروع الحكومي إلى القطاع الخاص لفتـرات زمنية‪.‬‬
‫ ‪-‬عقــود إدارة للقطــاع الخــاص‪ ،‬حيــث تقــوم شــركة خاصــة عــادة مــا تمــارس نفــس طبيعــة املشــروع بتوقيــع عقــد مــع‬
‫الدولــة تتعهــد فيــه بــإدارة املشــروع الحكومــي علــى أســس اقتصــاد الســوق‪ ،‬وذلــك مقابــل رســوم تدفعهــا الدولــة لهــذا‬
‫املتعاقــد‪ ،‬بحيــث تبقــى ملكيــة املشــروع فــي يــد الحكومــة وللمتعهــد الســيطرة الكاملــة علــى القــوة العاملــة فــي املشــروع‪،‬‬
‫ولكــن تبقــى رواتبهــم وتحديدهــا مــن مســئولية الحكومة(مقابلــة‪.)51-45 :1995 ،‬‬
‫‪256‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫الالبيـروقراطية‬
‫ثم قدم ‪ David Osborne‬مع زميله ‪ Peter Plastric‬مفهوما آخر يدعم مفهوم إعادة االختـراع وهو مفهوم “التخلص‬
‫مــن البي ــروقراطية” ؛ حيــث كان منطقهــم هــو ضــرورة تغيي ــر العنصــر الوراثــي ‪ DNA‬للنظــام وهــو يشــمل الهــدف الــذي يســعى‬
‫وراءه أي نظام إداري ونظمه الخاصة باملسئولية وهيكل سلطاته وثقافة النظام‪ .‬ذلك أنه تكمن وراء تعقد النظم الحكومية‬
‫بعــض الفعاليــات األساســية القليلــة التــي تجعــل املؤسســات العامــة تعمــل بالطريقــة التــي تعمــل بهــا وأن هــذه الفعاليــات قــد‬
‫أرســيت منــذ زمــن طويــل لخلــق أنمــاط بي ــروقراطية للتفكي ــر والســلوك وأن تغيي ــر الفعاليــات أي إعــادة كتابــة الشــفرة الوراثيــة‬
‫يــؤدي إلــى التغيي ــر الــذي يتــم عب ــر النظــام بأكملــه‪ .‬وحــدد ‪ David Osborne‬مــع زميلــه ‪ Peter Plastric‬عــدة وســائل لتحقيــق‬
‫فعاليــة التغيي ــر وقســماها إلــى خمــس است ـراتيجيات أساســية‪ ،‬وهــي كمــا يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬االست ـراتيجية الجوهريــة وهــي التــي تعنــي جعــل الوظيفــة األساســية لهــذه املؤسســات هــي التوجيــه وذلــك بعــد فصــل‬
‫التوجيــه عــن التنفيــذ وت ــرك األخي ــر للقطــاع الخــاص‪.‬‬
‫ ‪-‬استـراتيجية النتائج وهي التي تعني التـركيـز على النتائج بدال من اإلجراءات‪.‬‬
‫ ‪-‬استـراتيجية العميل وهي التي تعني التحول من مفهوم طالب الخدمة إلى مفهوم العميل الذي يجب إرضاؤه‪.‬‬
‫ ‪-‬است ـراتيجية الرقابــة التــي تدفــع ســلطة صنــع الق ـرارات الهامــة إلــى أســفل مــن خــال التسلســل الهرمــي‪ ،‬وتدفعهــا‬
‫أحيانــا إلــى الخــارج تجــاه املجتمــع‪.‬‬
‫ ‪-‬است ـراتيجية الثقافــة وهــي تعمــل علــى إعــادة تشــكيل الثقافــة مــن خــال كســر العــادات والتأثي ــر فــي القلــوب وكســب‬
‫العقــول (أوزبــورن وبالستي ــرك‪.)45-54 :2000 ،‬‬
‫إعادة الهيكلة ‪ Restructuring‬وإعادة الهندسة ‪Reengineering‬‬
‫ ‪-‬يشي ــر مفهــوم إعــادة الهيكلــة إلــى العمليــات والجهــود الهادفــة إلــى تحسي ــن أداء الجهــاز اإلداري‪ ،‬وذلــك عب ــر إعــادة‬
‫النظــر فــي الهيــاكل التنظيميــة مــن حيــث توزيــع االختصاصــات بي ــن الوحــدات املختلفــة وأنمــاط العالقــات واتجاهــات‬
‫االتصــاالت فيمــا بينهــا‪ ،‬بهــدف الحــد مــن تداخــل االختصاصــات والحيلولــة دون االزدواجيــة فــي العمــل وتحقيقــا‬
‫لدرجــة أكب ــر مــن التعــاون والتجانــس فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬بينمــا يعنــي مفهــوم إعــادة الهندســة أو مــا يطلــق عليــه الهنــدرة‪ ،‬بــأن يتــم إعــادة النظــر بصــورة أساســية وجذريــة إلعــادة‬
‫تصميــم السياســات أو اإلجـراءات األساســية املتبعــة باملنظمــة‪ ،‬والتــي يمكــن أن تعــود بالفائــدة عليهــا مــن ناحيــة التكلفــة‬
‫والجودة ومستوى الخدمات باإلضافة إلى الوقت‪ ،‬وقد عرفها كل من مايكل هامر وجيمس شامبى بأن إعادة الهندسة‬
‫تعنــى‪ :‬إعــادة التفكي ــر بصــورة أساســية فــي عمليــات املنظمــة‪ ،‬وإعــادة تصميمهــا بشــكل جــذري‪ ،‬لتحقيــق تحســينات ثوريــة‬
‫فــي معايي ــر األداء املهمــة مثــل الخدمــة والجــودة والتكلفــة وســرعة إنجــاز العمل(إب ـراهيم‪.)51-45 :2018 ،‬‬
‫ميكنة الخدمات الحكومية‬
‫تعنــي ميكنــة الخدمــات الحكوميــة أي تقديمهــا إلكت ــرونيا عب ــر أنظمــة وب ـرامج إلكت ــرونية؛ بمــا يعنــي التخلــي عــن اإلدارة‬
‫الورقيــة واســتخدام تقنيــات الحاســب اآللــي واالتصــاالت الحديثــة فــي تقديــم الخدمــات‪ ،‬هــي تعنــي ً‬
‫أيضــا إمكانيــة الحصــول علــى‬
‫الخدمــات الحكوميــة عــن بعــد؛ دون تكلفــة التوجــه إلــى مقــر الجهــة الحكوميــة للحصــول علــى الخدمــة‪.‬‬
‫ويمكــن القــول بــأن ميكنــة الخدمــات الحكوميــة تمثــل االســتجابة النهائيــة املت ــرتبة علــى االســتجابات الســابقة التــي جــاءت‬
‫نتاجــا للتحديــات الســابقة التــي واجهــت الجيــل األول البي ــروقراطي لــإدارة العامــة‪ ،‬كمــا يمكــن القــول بــأن هــذه‬ ‫هــي األخــرى ً‬
‫االســتجابة تعــد نقطــة االنتقــال مــن الجيــل األول لــإدارة العامــة إلــى الجيــل الثانــي اإللكت ــروني‪.‬‬
‫وهكذا تطورت اإلدارة العامة من الجيل األول إلى الجيل الثاني‪ ،‬وفقا للجدول رقم (‪.)3‬‬
‫تطوراإلدارة العامة الحديثة من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث (التحديات واالستجابة)‬
‫واجه الجيل الثاني اإللكتـروني‪ /‬االقتصادي لإلدارة العامة الحديثة عدة تحديات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية‬
‫أســفرت عــن اســتجابات أفضــت إلــى ب ــزوغ الجيــل الثالــث االفت ـرا�ضي‪ /‬املؤس�ســي الجديــد لــإدارة العامــة الحديثــة والــذي يمكــن‬
‫أن يشــكل مســتقبل اإلدارة الحكومية العربية‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬ ‫التحديات‬


‫تطورأجيال اإلدارة العامة الحديثة من الجيل األول إلى الجيل الثاني‬ ‫ ‪- 1‬تـراجع العوملة وظهورأزمات اقتصادية‬
‫تحول من اإلدارة العامة املكتبية‪/‬القانونية إلى اإلدارة العامة االقتصادية‪ /‬اإللكتـرونية‬ ‫عاملية وظهورالطريق الثالث‬
‫إدارة حكومية تقود‬ ‫إدارة حكومية تجدف‬ ‫شــهدت فت ــرة أواخــر القــرن ال ـ ‪ 20‬وأوائــل‬
‫القــرن ال ـ ‪ 21‬عــدة متغي ـرات دوليــة مــن أب ــرزها‪ :‬إدارة حكومية تقدم خدمات للمواطنيـن إدارة حكومية تعمل على تمكيـن املواطنيـن‬
‫أزمــة اقتصــادات شــرق آســيا عــام ‪ ،1997‬ثــم إدارة حكومية تحتكر تقديم الخدمات إدارة حكومية تنافس اآلخريـن في تقديم الخدمات‬
‫إدارة حكومية تـركز على النتائج‬ ‫إدارة حكومية تـركز على اإلجراءات‬
‫أزمــة اقتصــادات أمريــكا الالتينيــة ‪ ،1998‬كمــا‬
‫إدارة حكومية هدفها إرضاء العمالء‬ ‫إدارة حكومية هدفها تطبيق القواعد‬
‫إدارة حكومية تعمل على اإلنفاق إدارة حكومية تعمل على تحقيق عوائد مالية‬
‫جــاء صعــود أح ـزاب يســار الوســط إلــى ُســدة‬
‫إدارة حكومية تعمل باألسلوب الوقائي‪/‬املبادر‬ ‫إدارة حكومية تعمل باألسلوب‬ ‫الحكــم فــي عديــد مــن دول أوروبــا مثــل ب ــريطانيا‬
‫العالجي‪ /‬رد الفعل‬ ‫وفرنســا والواليــات املتحــدة لإلعــان عـ ًـن تيــار‬
‫إدارة حكومية تقوم على الهيـراركية إدارة حكومية تقوم على املشاركة وفرق العمل‬ ‫«الطريــق الثالــث» الــذي جــاء وســطا بي ــن‬
‫إدارة حكومية تعمل بآليات السوق‬ ‫إدارة حكومية تعمل بآليات املجتمع‬ ‫نموذجــي الرأســمالية واالشت ـراكية‪ .‬فقــد تعمقــت‬
‫إدارة األعمال العامة‬ ‫إدارة عامة‬ ‫أزمــة الرأســمالية الليب ـرالية عندمــا لوحــظ أنــه‬
‫إدارة حكومية صغيـرة‬ ‫إدارة حكومية ضخمة‬ ‫بعــد مــرور مــا يقــرب مــن ‪15‬ســنة علــى فــرض‬
‫املصدر‪ :‬الجدول من إعداد الباحث بناء على عدة مراجع‪ (Osborne & Gaebler, 1993) :‬و (رشــيد‪)1996 ،‬‬
‫و(العزازي‪ )2010 ،‬و(العزازي‪ )2009 ،‬و(الدقن‪ )2018 ،‬و (الدقن‪ )2015 ،‬و (الدقن‪.)2010 ،‬‬
‫ب ـرامج التكيــف الهيكلــي علــى دول إفريقيــا مــا‬
‫تحــت الصح ـراء الكب ــرى‪ ،‬فــإن هــذه الب ـرامج لــم‬
‫تحقــق النتائــج املنشــودة‪ ،‬ثــم جــاءت األزمــة املاليــة العامليــة ‪ ،2007‬ومــا صاحبهــا مــن كســاد اقتصــادي عالمــي‪ .‬كمــا شــهدت هــذه‬
‫الفت ــرة ت ـراجعا عــن العوملــة مــن تعث ــر مفاوضــات تحري ــر التجــارة العامليــة‪ ،‬وتعث ــر جولــة الدوحــة‪ ،‬وت ـراجع ريــادة نمــوذج اقتصــاد‬
‫الســوق الحــر؛ حيــث أخــذت االنتقــادات تتصاعــد للعوملــة ومــا جلبتــه لالقتصــاد العالمــي والقتصــاد الــدول‪.‬‬
‫ ‪- 2‬عدم قبول الخصخصة وحركات احتجاجات‬
‫شــهدت خصخصــة القطــاع العــام رفضــا شــعبيا لــم أســفرت عنــه مــن تســريح أعــداد كبي ــرة مــن العاملي ــن؛ وعــدم قــدرة‬
‫القطــاع الخــاص النا�شــئ وخاصــة فــي الــدول الناميــة علــى اســتيعاب هــذه العمالــة املســرحة‪ ،‬ولقــد صاحبــت خصخصــة القطــاع‬
‫العــام حــركات احتجاجيــة عماليــة علــى األخــص‪.‬‬
‫ ‪- 3‬تكيف البيـروقراطية وعدم تحقيق األداء املنشود لإلدارة العامة اإللكتـرونية‬
‫لقــد اســتطاع الوحــش البي ــروقراطي(وهو اللفــظ املقتبــس مــن أســتاذي الجليــل األســتاذ الدكتــور أحمــد رشــيد (رحمــه‬
‫هللا) التكيــف مــع الجيــل الثانــي لــإدارة العامــة اإللكت ــرونية مــن خــال إج ـراء تغيي ـرات شــكلية مــن جانــب مؤسســات عامــة‬
‫وموظفي ــن عموميي ــن مــع الحفــاظ علــى العنصــر الوراثــي ‪ DNA‬للبي ــروقراطية وهــو يشــمل الهــدف الــذي يســعى وراءه أي نظــام‬
‫إداري ونظمــه الخاصــة باملســئولية وهيــكل ســلطاته وثقافــة النظــام‪.‬‬
‫ ‪- 4‬تـراجع نموذج الحكومة اإللكتـرونية في ظل الثورة الصناعية الرابعة‬
‫لم يستطع مدخل الحكومة اإللكتـرونية أن يحقق القفزة املطلوبة ألداء الجهاز اإلداري للدولة‪ ،‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬تـركيـز مدخل الحكومة اإللكتـرونية على االتصال ذو االتجاه الواحد وعدم تحقيقه التفاعل املطلوب بيـن طالب‬
‫الخدمــة الحكوميــة ومقدمهــا مــن جهــة وبي ــن الجهــات الحكوميــة بعضهــا ببعــض مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫ ‪-‬عــدم قــدرة مدخــل الحكومــة اإللكت ــرونية علــى تحقيــق اإلدارة الحكوميــة الرشــيدة مــن حيــث ضعــف املســاءلة‬
‫والشــفافية واملشــاركة اإللكت ــرونية‪.‬‬
‫ ‪-‬ضعــف اســتجابة الحكومــة اإللكت ــرونية فــي ظــل التطــورات التقنيــة املتســارعة واملتالحقــة وخاصــة وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي املتطــورة والهواتــف واألجهــزة الذكيــة وظهــور الثــورة الصناعيــة الرابعــة‪.‬‬
‫االستجابات‬
‫ ‪- 1‬ظهورحركة الخدمة العامة الجديدة‬
‫ت ــرجع جــذور حركــة الخدمــة العامــة الجديــدة إلــى تقري ــر صــادر عــن األمــم املتحــدة فــي ‪ ،1999‬أكــد علــى الــدور املهــم لــإدارة‬
‫الحكومية حتى في ظل الدور النشط للقطاع الخاص‪ .‬ويتـركز هذا الدور املهم لإلدارة الحكومية فيما يلي )‪:(UNDPEA, 1999: 22‬‬
‫‪258‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫ ‪-‬تنمية القطاع الخاص وتدعيم النشاط الصناعي والتجاري للدولة‬


‫ ‪-‬ضمان توفيـر الخدمات االجتماعية الحيوية وتطويـر التنمية البشرية‬
‫ ‪-‬إنشاء وصيانة شبكات األمان االجتماعي‬
‫ ‪-‬صيانة حقوق اإلنسان وحماية األقليات املختلفة‬
‫ ‪-‬تخطيط وتنفيذ السياسات العامة املالية والنقدية‬
‫ ‪-‬زيادة عائد وكفاءة إدارة املوارد املالية باالستناد إلى العدالة والشفافية واملساءلة‪.‬‬
‫رغــم اســتمرار أهميــة تأثي ــر العوملــة علــى اإلدارة العامــة‪ ،‬إال أنــه يالحــظ اتجــاه الحكومــات املركزيــة بشــكل مت ـزايد نحــو تســليم‬
‫كثيـر من سلطاتها للحكومات املحلية‪ ،‬وقد كتب ‪ Robert & Janet Denhardt‬أن الخدمة العامة الجديدة تقوم على ‪ 7‬مبادئ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ ‪-‬خدمــة املواطني ــن وليــس الزبائــن‪ ،‬كمــا فــي مدرســة اإلدارة العامــة الجديــدة؛ حيــث تعمــل اإلدارة الحكوميــة علــى‬
‫مســاعدة املواطني ــن علــى اإلعــان عــن مصالحهــم وتحقيقهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬السعي إلى إيجاد القيم املشتـركة واملصلحة العامة‪.‬‬
‫ ‪-‬توجيه السياسات العامة نحو تحقيق الحاجات العامة من خالل التعاون مع مختلف األطراف في املجتمع‪.‬‬
‫ ‪-‬الوصول إلى املصلحة العامة من خالل حوار عام حول القيم املشتـركة بدال من املصالح الخاصة‪.‬‬
‫ ‪-‬يتعيـن على املوظفيـن العمومييـن التوجه نحو العناية بالتشريعات والقانون الدستوري والقيم املجتمعية واملعاييـر‬
‫السياسية واملعاييـر املهنية ومصالح املواطنيـن‪.‬‬
‫ ‪-‬ي ــرتبط نجــاح املنظمــات العامــة والشــبكات التــي تشــارك فيهــا بدرجــة كبي ــرة بممارســة عملياتهــا مــن خــال التعــاون‬
‫والقيــادة املشت ــركة‪ ،‬تأسيســا علــى احت ـرام لجميــع األف ـراد‪.‬‬
‫ ‪-‬تتحقــق املصلحــة العامــة بدرجــة كبي ــرة مــن خــال الت ـزام املوظفي ــن العموميي ــن واملواطني ــن بالعمــل علــى تقديــم‬
‫مســاهمات مهمــة للمجتمــع )‪.(Denhardt&Denhardt, 2009: 408-410‬‬
‫وجــاء ظهــور حركــة جديــدة فــي املــدارس الفكريــة لعلــم اإلدارة العامــة وهــي «الخدمــة العامــة الجديــدة» نتيجــة لضعــف‬
‫إنجــاز مدرســة اإلدارة العامــة الجديــدة‪.‬‬
‫القواعد غير الرسمية (العادات والتقاليد والدين واالتفاقيات) املستوى ‪1‬‬
‫ ‪- 2‬املؤسسية الجديدة‬
‫املستوى ‪2‬‬ ‫البيئة املؤسسية (الدستور والقوانين والقضاء والوزارات)‬ ‫تقــوم املؤسســية الجديــدة علــى أربعــة مســتويات‪،‬‬
‫كمــا فــي الشــكل رقــم (‪.)1‬‬
‫املستوى ‪3‬‬ ‫التحكم واإلدارة (العقود وتوافق هياكل اإلدارة مع املعامالت)‬ ‫وهكــذا تقــوم املؤسســية الجديــدة علــى أربعــة‬
‫مســتويات يــؤدي كل منهــا إلــى فــي اتجاهي ــن‪ ،‬وتأخــذ‬
‫املستوى ‪4‬‬ ‫تخصيص املوارد والتوظيف (األسعار والجودة)‬ ‫فــي االعتبــار كافــة الجوانــب الرســمية وغي ــر الرســمية‬
‫والواقــع الفعلــي )‪(Judy, 2003: 6,7‬؛ وبذلــك تمثــل‬
‫املؤسســية الجديــدة طرحــا فكريــا يســتجيب لتحديــات املصدر‪Judy(2003) :‬‬
‫شكل رقم (‪)1‬‬ ‫اســتمرار ســلبيات البي ــروقراطية بعــد إج ـراء تغيي ـرات‬
‫شــكلية فــي الجيــل الثانــي اإللكت ــروني لــإدارة الحديثــة‪.‬‬

‫القطاع األول(الحكومة)‬ ‫ ‪- 3‬الحوكمة العامة الجديدة‬


‫وبنــاء علــى املؤسســية الجديــدة‪ ،‬ظهــر مدخــل‬
‫«الحوكمــة العامــة الحديثــة» الــذي يســتند فــي جــذوره‬
‫النظريــة علــى املؤسســية أو املأسســة الجديــدة ونظريــة‬
‫الشبكات‪ ،‬وتكون وحدة التحليل الشبكة وليس املنظمة‪،‬‬
‫وتكــون بــؤرة االهتمــام الرئيســة هــي التفــاوض حــول القيــم‬
‫القطاع الثالث(املجتمع املدني)‬ ‫واملعانــي والعالقــات وليســت إدارة املــوارد التنظيميــة القطاع الثاني (القطاع الخاص)‬
‫قام الباحث بإعداد هذا الشــكل اسـ ً‬
‫ي‬
‫ـتنادا إلى عدة مراجع‪( :‬عزاز ‪ )2009،‬و(عبداللطيف‪)2014،‬‬ ‫واألداء‪ ،‬وتكــون آليــة تخصيــص املــوارد هــي الشــبكات بي ــن‬
‫الجهــات املختلفــة وليســت األســواق‪ ،‬وتكــون االعتمــادات و(الدقن‪ )2017،‬و(الدقن‪.)2013،‬‬
‫شكل رقم (‪ )2‬مثلث الحوكمة‬
‫‪259‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫الجوهريــة علــى الثقــة والتبــادل وليســت الكفــاءة واملنافســة والســوق (رودس‪ .)2018 ،‬وفــي ظــل الحوكمــة العامــة الحديثــة‪ ،‬أضحــى‬
‫مــن املمكــن الحديــث عــن شــبكة بي ــن قطاعــات ثالثــة تشــكل مثلــث ش ـراكة‪ ،‬وذلــك كمــا يوضحــه الشــكل رقــم (‪.)2‬‬
‫ ‪- 4‬الحوكمة اإللكتـرونية‬
‫أدت التحديــات التــي واجهــت الحكومــة اإللكت ــرونية إلــى اســتجابة فــي التحــول نحــو الحوكمــة اإللكت ــرونية؛ بمــا يعنــي‬
‫تحقيــق التحــوالت التاليــة (الدقــن‪ ،‬شــتاء ‪:)39-33 :2018‬‬
‫ ‪-‬التحول من االتصاالت اإللكتـرونية أحادية االتجاه إلى االتصاالت اإللكتـرونية ثنائية االتجاه‪.‬‬
‫ ‪-‬التحول من ميكنة الخدمات الحكومية إلى أتمتة الخدمات التي يتم فيها استبدال التفكيـر البشري بالحواسيب‪.‬‬
‫ ‪-‬التحــول مــن الخدمــات الحكوميــة اإللكت ــرونية إلــى الخدمــات الســحابية ذاتيــة الخدمــة دون تدخــل بشــري‪ ،‬وضمــن‬
‫قائمــة ثابتــة ومعرفــة مــن الخدمــات‪ ،‬مــن خــال واجهــة قياســية لطلــب الخدمــة ومتابعتهــا‪ ،‬معتمــدة علــى تجميــع املــوارد‪،‬‬
‫ومرنــة وسـريعة‪ ،‬وذات مؤشـرات أداء خاضعــة التفاقيــة مســتوى الخدمــة‪.‬‬
‫ ‪- 5‬إعادة اختـراع املنظمات‬
‫يمكن القول بأن املؤسسية الجديدة والحوكمة العامة الحديثة شكلت مداخل جديدة أفرزت إعادة اختـراع املنظمات‬
‫ً‬
‫العامة بدال عن اختـراع الحكومة‪ .‬كما أنه استجابة للتحديات التي واجهت الجيل الثاني اإللكتـروني‪ ،‬طرح ‪Frederic Laloux, Ken‬‬
‫‪ Wilber‬فــي ‪ 2014‬نمــوذج املنظمــات التطــوري ذو اللــون األخضــر الغامــق الــذي تظهــر فيــه اإلدارة الذاتيــة وفــرق العمــل ذاتيــة اإلدارة‪،‬‬
‫وقــد قامــت افت ـراضات نمــوذج اإلدارة الذاتيــة ذو اللــون األخضــر الغامــق فــي الشــركات علــى مــا يلــي)‪:(Laloux & Wilber, 2016: 11-43‬‬
‫ ‪ -‬أالثقــة‪ :‬حيــث نفت ــرض فــي الجميــع حســن النوايــا‪ ،‬وإذا لــم يثبــت خطأنــا‪ ،‬فســتكون الثقــة فــي زمالئنــا العاملي ــن هــو‬
‫طريقنــا نحــو االندمــاج‪ ،‬فالحريــة واملســاءلة همــا وجهــان لعملــة واحــدة‪.‬‬
‫ ‪ -‬باملعلومــات وصنــع الق ـرار‪ :‬معلومــات الشــركة متاحــة للجميــع‪ ،‬وكل واحــد منــا قــادر علــى التعامــل مــع املصاعــب‬
‫واألمــور الحساســة‪ ،‬ومــع إيماننــا بقــوة الــذكاء الجماعــي‪ ،‬فــإن قراراتنــا ســيتم صنعهــا مــن خــال التشــاور مــع اآلخري ــن‪.‬‬
‫ ‪ -‬جاملســئولية واملســاءلة‪ :‬جميع العاملي ــن عليهم كامل املســئولية عن املنظمة‪ ،‬فإذا شــعرنا بأن شــيئا ما يجب أن يتم القيام‬
‫به‪ ،‬فســيكون من واجبنا القيام به‪ ،‬فليس من املعقول أن نحصر أنفســنا فقط في أدوارنا الوظيفية؛ لذا يجب على كل‬
‫واحد من العامليـن أن يطمأن إلى أن الجميع يخضع للمساءلة عن التـزاماته من خالل التغذية العكسية اإليجابية‪.‬‬
‫كما إن هذا النموذج قام على فكرة املقاصد التي بنيت على أساس االفتـراضات التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬املقصــد الجماعــي؛ حيــث يتــم النظــر إلــى املنظمــة علــى أنهــا كائــن حــي لديــه مقصــد‪ ،‬ومــن ثــم يجــب علــى العاملي ــن‬
‫التـركي ــز علــى مــا ت ــريد املنظمــة أن تصــل إليــه والتوجــه نحــو السي ــر فــي هــذا االتجــاه‪.‬‬
‫ ‪-‬مقاصد األفراد؛ حيث يتعيـن على األفراد أن يبحروا في أنفسهم لالستجابة للمقصد الجماعي للمنظمة‪.‬‬
‫ ‪-‬التخطيــط للمســتقبل‪ ،‬إن مســألة توقــع املســتقبل والســيطرة عليــه أمــر عقيــم‪ ،‬ونحــن نقــوم بذلــك فقــط عنــد وجــود‬
‫ق ـرار يتطلــب منــا القيــام بذلــك؛ ومــن ثــم فــإن األمــور تنكشــف بمــرور الوقــت إذا توقفنــا عــن محاولــة التحكــم فــي‬
‫املســتقبل واخت ــرنا بــدال مــن ذلــك اإلحســاس بمــا يــدور حولنــا والــرد عليــه‪.‬‬
‫ ‪-‬علــى املــدى الطويــل‪ ،‬ســتختفي الفــروق بي ــن املقاصــد واألربــاح؛ حيــث عندمــا يتــم التـركي ــز علــى املقاصــد ســتحقق‬
‫األربــاح‪.‬‬
‫ويمكــن القــول بــأن مفهــوم إعــادة اخت ـراع املنظمــات أســهم فــي التأصيــل العلمــي لتحــول املنظمــات العامــة مــن الرقابــة‬
‫الخارجيــة إلــى الرقابــة الذاتيــة (الدقــن‪ ،‬أب ــريل ‪.)260 :2019‬‬
‫ ‪- 6‬الذكاء االصطناعي والنظم الخبيـرة‬
‫يمكــن القــول بــأن الــذكاء االصطناعــي هــو مفهــوم يشي ــر إلــى محــاكاة الــذكاء اإلنســاني‪ ،‬وهــو يعمــل علــى تخيــل مواقــف مختلفــة‬
‫وفقــا لحســابات علميــة وبشــرية منطقيــة‪ ،‬وهــو بذلــك قــد يتفــوق‬ ‫ـابقا للتعامــل معهــا ً‬ ‫ومشــكالت متعــددة وتقدي ــر طــرق محــددة سـ ً‬
‫علــى العقــل البشــري وحســاباته التــي قــد تكــون أحيانــا غي ــر ذكيــة‪ ،‬إذن الــذكاء االصطناعــي يتعامــل مــع واقــع افت ـرا�ضي بشــكل مبدئــي‬
‫يفت ــرض فيــه حــدوث مواقــف لــم تحــدث‪ ،‬وبنــاء عليــه تتــم الب ــرمجة املتقدمــة لتقــدم لنــا ب ـ ً‬
‫ـرنامجا فائــق القــدرات فــي صــورة آالت ذكيــة‬
‫أو روبوتات تستطيع أن تتعامل بشكل ذاتي آلي عالي السرعة دون تدخل بشري مع الواقع الفعلي بعد ذلك (بحيـري‪.)55 :2018 ،‬‬
‫‪260‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫جدول رقم (‪)4‬‬ ‫إنهــا حقــا ثــورة صناعيــة جديــدة اصطلــح علــى تســميتها الثــورة‬
‫تطورأجيال اإلدارة العامة الحديثة‬ ‫الصناعيــة الرابعــة يعززهــا الجيــل الخامــس لالتصــاالت‪.‬‬
‫من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث‬
‫وتمثل النظم الخبيـرة أهم تطبيقات الذكاء االصطناعي؛‬
‫إلى الحوكمة اإللكتـرونية‬ ‫تحول من الحكومة اإللكتـرونية‬ ‫حيــث يتــم اكتســاب حجــم هائــل مــن املعرفــة واملهــارة اإلجرائيــة؛‬
‫تحول من اإلدارة االقتصادية إلى اإلدارة املؤسسية الجديدة‬ ‫بما يؤدي إلى األداء املميـز للمهام النوعية املحددة التي يقوم بها‬
‫تحول من ميكنة الخدمات الحكومية إلى أتمتة الخدمات الحكومية‬ ‫الخبي ــر فــي مجــال معي ــن‪ ،‬وبذلــك ُتعــد النظــم الخبي ــرة ً‬
‫نوعــا مــن‬
‫إلى اختـراع املنظمات العامة‬ ‫تحول من اختـراع الحكومة‬ ‫األنظمــة القائمــة علــى املعرفــة‪ ،‬وهكــذا تختلــف نظــم املعلومــات‬
‫إلى الحوكمة العامة الحديثة‬ ‫تحول من الحوكمة العامة‬ ‫القائمة على استعادة معلومات مخزنة عن النظم الخبيـرة التي‬
‫إلى النظم الخبيـرة‬ ‫تحول من نظم املعلومات‬ ‫تقــوم علــى قواني ــن التفكي ــر مــن املنطــق والحــس العــام للوصــول‬
‫تحول من خدمات حكومية إلكتـرونية إلى خدمات حكومية سحابية‬ ‫إلــى نتائــج عائــدة إلــى املعلومــات املخزنــة‪ ،‬والخاصيــة األساســية‬
‫لب ـرامج النظــم الخبي ــرة هــو الفصــل بي ــن قاعــدة املعلومــات املصدر‪ :‬قام الباحث بإعداد الجدول بناء على ما توصل إليه من نتائج‬
‫وبي ــن محــرك االســتدالل والحــل للكشــف عــن القواعــد املهمــة‬
‫واستخدامها والربط بينها وبناء خطة الحل؛ بما يمكن أن يساهم بشكل عام في تنفيذ املعامالت املطلوبة بأعلى درجة من الدقة‬
‫فــي الوقــت املناســب ويضمــن أعلــى درجــة مــن الكفــاءة فــي اســتخدام املــوارد وت ــرشيد النفقــات (هاشــم وناظــم‪.)112-110 :2012 ،‬‬
‫وهكــذا تطــورت اإلدارة العامــة الحديثــة مــن الجيــل الثانــي إلــى الجيــل الثالــث‪ ،‬وفقــا لجــدول (‪.)4‬‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫يمكن إجمال النتائج والتوصيات في جدول (‪:)5‬‬
‫جدول رقم (‪)5‬‬
‫إطارعام مقتـرح لتطورأجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‬

‫اإلدارة العامة االفتـراضية‪/‬‬ ‫اإلدارة العامة االقتصادية ‪/‬‬ ‫العامة اإلدارة العامة املكتبية‪ /‬القانونية‬ ‫اإلدارة‬ ‫جيل اإلدارة‬
‫املؤسسية الجديدة ‪D‬‬ ‫اإللكتـرونية‬ ‫‪B‬‬ ‫القديمة‬ ‫العامة‬
‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪ -‬ت ـ ـراجــع وت ـيـ ــرة ال ـع ـوملــة وظ ـه ــور األزمـ ــات ‪ -‬ك ـي ـف ـيــة ال ـت ـح ــول م ــن مـيـكـنــة‬ ‫‪-‬الـ ـ ـث ـ ــورة ال ـص ـن ــاع ـي ــة ‪-‬الجمود البيـروقراطي‬ ‫التحديات‬
‫‪ -‬العوملة والثورة الصناعية الثالثة‪ .‬االق ـت ـص ــادي ــة ال ـع ــامل ـي ــة وظ ـه ــور الـطـريــق الخدمات الحكومية‬ ‫الثانية‬
‫‪ -‬كيفية التحول من االتصاالت‬ ‫الثالث‬ ‫‪ -‬ت ـص ــاع ــد ال ـح ــركــات ‪ -‬تـراجع دور الدولة القومية‪.‬‬
‫ال ـ ـع ـ ـمـ ــال ـ ـيـ ــة وظ ـ ـه ـ ــور ‪ -‬ظ ـه ــور م ــدرس ــة ال ـل ـي ـ ـرال ـيــة ال ـجــديــدة ‪ -‬ع ـ ـ ــدم ق ـ ـبـ ــول ال ـخ ـص ـخ ـص ــة وحـ ــر ـك ــات اإللكتـرونية أحادية االتجاه‬
‫‪ -‬ك ـي ـف ـيــة ال ـت ـح ــول م ــن إع ـ ــادة‬ ‫احتجاجات‬ ‫الليبـرالية االجتماعية ‪New Liberalism‬‬
‫‪ -‬تـكـيــف ال ـب ـيـ ــروق ـراط ـيــة وعـ ــدم تـحـقـيــق اختـراع الحكومة‬ ‫‪ -‬ظهور التقدمييـن الجدد‬ ‫ودولة الرفاه‬
‫األداء املنشود لإلدارة العامة اإللكتـرونية ‪ -‬كيفية التحول من الخدمات‬ ‫‪-‬تـ ـ ـ ـزايـ ــد دور ال ــدول ــة‬
‫‪-‬إخ ـف ــاق ن ـم ــوذج ال ـح ـكــومــة اإللـكـت ــرونـيــة الحكومية اإللكتـرونية‬ ‫االقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي‬
‫‪D‬‬ ‫وظهور الثورة الصناعية الرابعة‬ ‫واالجتماعي‬
‫‪-‬ظهور حركة الخدمة العامة الجديدة ‪-‬ال ـت ـحــول إل ــى أتـمـتــة الـخــدمــات‬ ‫‪-‬نظرية البيـروقراطية ‪-‬البيـروقراطية الحديثة‬ ‫االستجابة‬
‫الحكومية‬ ‫‪-‬الحوكمة العامة الحديثة‬ ‫‪-‬املـ ـنـ ـظـ ـمـ ــات ال ـع ــام ــة ‪-‬اإلدارة العامة الجديدة‬
‫‪-‬الـ ـ ـتـ ـ ـح ـ ــول إل ـ ـ ــى االت ـ ـ ـصـ ـ ــاالت‬ ‫‪-‬الحوكمة اإللكتـرونية‬ ‫‪-‬الحوكمة العامة‬ ‫البيـروقراطية‬
‫اإللكتـرونية ثنائية االتجاه‬ ‫‪-‬املؤسسية الجديدة‬ ‫** أدت ه ـ ـ ـ ــذه ‪-‬إعادة اختـراع الحكومة‬
‫‪-‬ال ـت ـح ــول إلـ ــى إع ـ ــادة اخ ـت ـ ـراع‬ ‫االس ـ ـ ـت ـ ـ ـج ـ ـ ــاب ـ ـ ــات إل ـ ــى ‪ -‬ن ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــوذج اإلدارة االح ـ ـت ـ ـ ـ ـراف ـ ـي ـ ــة ‪-‬إعادة اختـراع املنظمات العامة‪.‬‬
‫املنظمات العامة‬ ‫‪-‬الذكاء االصطناعي والنظم الخبيـرة‪.‬‬ ‫االن ـت ـق ــال إلـ ــى اإلدارة ‪Managerialism‬‬
‫‪-‬ال ـ ـ ـت ـ ـ ـحـ ـ ــول إل ـ ـ ـ ــى ال ـ ـخ ـ ــدم ـ ــات‬ ‫الـ ـ ـع ـ ــام ـ ــة الـ ـحـ ــديـ ـثـ ــة ‪-‬إعادة الهيكلة وإعادة الهندسة‬ ‫‪B‬‬
‫** أدت ه ــذه االس ـت ـجــابــات إل ــى االن ـت ـقــال الحكومية السحابية‬ ‫ونشأة جيلها األول‪- .‬الخصخصة‬
‫إلــى الـجـيــل الـثــالــث االفـت ـرا�ضــي‪/‬املــؤســ�ســي‬ ‫‪-‬الالبيـروقراطية‬
‫الجديد لإلدارة العامة الحديثة‪.‬‬ ‫‪-‬ميكنة الخدمات الحكومية‬
‫‪D‬‬ ‫** أدت هــذه االستجابات إلــى االنتقال‬
‫‪B‬‬ ‫إلـ ـ ـ ــى الـ ـجـ ـيـ ــل ال ـ ـثـ ــان ـ ــي االق ـ ـت ـ ـص ـ ــادي‪/‬‬
‫اإللكتـروني لإلدارة العامة الحديثة‬
‫‪B‬‬
‫الحكومة الرقمية‪/‬الذكية‬ ‫الحكومة اإللكتـرونية‬ ‫الحكومة القانونية‬ ‫الحكومة التقليدية‬ ‫نوع الحكومة‬

‫‪261‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫اإلدارة العامة االفتـراضية‪/‬‬ ‫اإلدارة العامة االقتصادية ‪/‬‬ ‫اإلدارة العامة املكتبية‪ /‬القانونية‬ ‫اإلدارة العامة‬ ‫جيل اإلدارة‬
‫املؤسسية الجديدة ‪D‬‬ ‫اإللكتـرونية‬ ‫‪B‬‬ ‫القديمة‬ ‫العامة‬
‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬
‫الحد املتوسط‬ ‫الحد األدنى الحديث‬ ‫الحد األق�صى‬ ‫الحد األدنى‬ ‫حجم وظائف‬
‫الحكومة‬
‫الليبـرالية االجتماعية‬ ‫اللبيـرالية الجديدة‬ ‫الليبـرالية االجتماعية‪/‬املنظمة‬ ‫الليبـرالية‬ ‫املدارس‬
‫الجديدة‬ ‫الكالسيكية‬ ‫االقتصادية‬
‫إدارة رأس املال البشري‬ ‫إدارة املوارد البشرية‬ ‫إدارة شئون العامليـن‬ ‫إدارة األفراد‬ ‫مفهوم إدارة‬
‫املوظفيـن‬
‫العميل‬ ‫النتائج‬ ‫اإلجراءات‬ ‫محور التـركيـز األعراف والتقاليد‬
‫اإلدارة العامة املؤسسية‬ ‫اإلدارة العامة االقتصادية‬ ‫اإلدارة العامة القانونية‬ ‫اإلدارة العامة‬ ‫نوع اإلدارة‬
‫الجديدة‬ ‫العرفية‬ ‫العامة‬
‫إدارة وقيادة التنمية‬ ‫قيادة التنمية‬ ‫إدارة التنمية‬ ‫هدف اإلدارة الحفاظ على‬
‫منظومة الحكم‬ ‫العامة‬
‫إدارة املعرفة والنظم‬ ‫محور نظام‬
‫الخبيـرة‬ ‫إدارة نظم املعلومات‬ ‫إدارة املعلومات املدونة‬ ‫عمل اإلدارة إدارة املعلومات‬
‫العامة‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على نتائج الدراسة‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫باســتخدام املنهــج التطــوري والتحليــل االســتقرائي وتوظيــف نظريــة التحــدي واالســتجابة‪ ،‬تمكــن الباحــث مــن اإلجابــة‬
‫علــى التســاؤالت البحثيــة الفرعيــة والتســاؤل البحثــي الرئيــس وتحقيــق أهــداف الدراســة بشــأن تقديــم إطــار عــام مقت ــرح لتطــور‬
‫أجيال اإلدارة العامة من اإلدارة العامة القديمة التقليدية‪ /‬العرفية التي تقوم على التقاليد إلى الجيل األول املكتبي‪ /‬القانوني‬
‫لــإدارة العامــة الحديثــة ثــم الجيــل الثانــي اإللكت ــروني‪/‬االقتصادي لــإدارة العامــة الحديثــة‪ ،‬ثــم الجيــل الثالــث االفت ـرا�ضي‪/‬‬
‫املؤس�ســي الجديــد لــإدارة العامــة الحديثــة‪.‬‬
‫ولقــد قــد قــدم الباحــث محاولــة لتأصيــل علمــي لتطــور أجيــال اإلدارة العامــة وخاصــة الجيــل الثالــث لــإدارة العامــة‬
‫الحديثــة الــذي يمكــن أن يمثــل مســتقبل اإلدارة الحكوميــة العربيــة للنهــوض بهــا ولتحقيــق األداء التنمــوي املنشــود لهــا فــي ظــل‬
‫تحديــات تكنولوجية(الثــورة الصناعيــة الرابعــة) وتحديــات اقتصادية(أزمــات اقتصاديــة) وتحديــات سياســية واجتماعيــة‬
‫(احتجاجــات وثــورات)؛ وذلــك عب ــر مداخــل الجيــل الثالــث لــإدارة العامــة الحديثــة فــي حركــة الخدمــة العامــة الجديــدة ‪NPS‬‬
‫واملؤسســية الجديــدة والحوكمــة العامــة الجديــدة والحوكمــة اإللكت ــرونية ‪ E-Governance‬وإعــادة اخت ـراع املنظمــات العامــة‬
‫ـعيا وراء االنتقــال إلــى إدارة حكوميــة عربيــة جديــدة (ذاتيــة اإلدارة‪ /‬افت ـراضية‪/‬‬ ‫والــذكاء االصطناعــي والنظــم الخبي ــرة؛ سـ ً‬
‫مؤسســية جديــدة) ذات أداء اقتصــادي واجتماعــي وتنمــوي أفضــل‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫املجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،40‬ع ‪ - 1‬مارس (آذار) ‪2020‬‬

‫املراجع‬
‫ً‬
‫أوال ‪ -‬مراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫ ‪-‬إب ـراهيم‪ ،‬نجيــب عبــد الغنــي‪« .)2018( .‬دور إعــادة الهيكلــة فــي تحسـ ـي ــن أداء شـ ــركات التأمي ــن بالتطبيــق علــى شــركات‬
‫التأمي ــن العامــة املصريــة خــال الفت ــرة مــن عــام ‪ 2006‬إلــى عــام ‪ ،»2012‬رســالة دكتــوراه غي ــرمنشــورة‪ ،‬كليــة العلــوم‬
‫اإلداريــة‪ ،‬أكاديميــة الســادات للعلــوم اإلداريــة‪.‬‬
‫ ‪-‬أبــو حجــر‪ ،‬ســامح رفعــت؛ وأمنيــة محمــد عبدالعزي ــز عابدي ــن‪« ،)2014( .‬دور آليــات حوكمــة تكنولوجيــا املعلومــات‬
‫فــي تخفيــض مخاطــر أمــن املعلومــات للحــد مــن التالعــب املالــي اإللكت ــروني فــي الوحــدات الحكوميــة فــي ظــل نظــام‬
‫الحكومــة اإللكت ــرونية»‪ ،‬بحــث مقــدم إلــى‪ :‬املؤتمــر الســنوي الخامــس لقســم املحاســبة كليــة التجــارة – جامعــة‬
‫القاهــرة بعنــوان «املحاســبة فــي مواجهــة التغي ـرات االقتصاديــة والسياســية املعاصــرة‪.2014/9/27 ،‬‬
‫ ‪-‬الدقن‪ ،‬أحمد السيد‪( .‬أبـريل ‪« .)2019‬نحو إطار قيمي وإجرائي للتحول من الرقابة الخارجية إلى الرقابة الذاتية في‬
‫املنظمات العامة»‪ ،‬مجلة كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬مجلد ‪ ،20‬عدد ‪.2‬‬
‫ ‪-‬الدقــن‪ ،‬أحمــد الســيد‪( .‬شــتاء ‪« .)2018‬التحــول الرقمــي كمدخــل للجيــل الثالــث لإلصــاح اإلداري»‪ ،‬مجلــة أحــوال‬
‫مصريــة‪ ،‬عــدد ‪ ،71‬القاهــرة‪ :‬مركــز األهـرام للدراســات السياســية واالست ـراتيجية‪.‬‬
‫ ‪-‬الدقن‪ ،‬أحمد السيد‪ .)2018( .‬اإلدارة العامة واالقتصاد‪ .‬القاهرة‪ :‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪.‬‬
‫ ‪-‬الدقــن‪ ،‬أحمــد الســيد‪( .‬يناي ــر ‪« .)2017‬دور الحوكمــة اإللكت ــرونية فــي دعــم مشــاركة العمــاء فــي تحسي ــن جــودة‬
‫الخدمــات الحكوميــة باســتخدام إطــار أهــداف مراقبــة أنظمــة املعلومــات والتكنولوجيــا»‪ ،‬مجلــة كليــة االقتصــاد‬
‫والعلــوم السياســية ‪ -‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬املجلــد ‪ ،18‬العــدد ‪.1‬‬
‫ ‪-‬الدقــن‪ ،‬أحمــد الســيد‪( .‬يونيــو ‪« .)2015‬تجربتــا اإلصــاح اإلداري فــي الصي ــن ومصــر والتوجــه نحــو اقتصــاد الســوق‪:‬‬
‫دراســة مقارنــة»‪ ،‬املجلــة العربيــة لــإدارة‪ ،‬مجلــد ‪ ،35‬عــدد ‪ ،1‬القاهــرة‪ :‬املنظمــة العربيــة للتنميــة اإلداريــة‪.‬‬
‫ ‪-‬الدقــن‪ ،‬أحمــد الســيد‪( .‬مــارس ‪« .)2013‬القطــاع الثالــث واإلدارة الحديثــة للدولــة»‪ ،‬مجلــة جامعــة األمي ــرســلطان‪،‬‬
‫الريــاض ‪ -‬الســعودية‬
‫ ‪-‬الدقن‪ ،‬أحمد السيد‪ .)2012( .‬دوراإلدارة الحكومية في اقتصاد السوق‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬الدقــن‪ ،‬أحمــد الســيد‪« ،)2010( .‬تطــور دور الحكومــات فــي إدارة الشــئون االقتصاديــة واالجتماعيــة وفقــا للتطــورات‬
‫العامليــة»‪ ،‬بحــث مقــدم إلــى‪ :‬املؤتمــرالعربــي األول إلدارة وتنميــة املــوارد البشــرية فــي القطــاع العــام‪ ،‬جامعــة الــدول‬
‫العربيــة‪ 21-20 ،‬ديسمب ــر‪.‬‬
‫ ‪-‬العتيبي‪ ،‬سرحان بن دبيل‪( .‬أبـريل ‪« .)2005‬العوملة والشرعية ودولة الرفاه‪ :‬دول مجلس التعاون الخليجي»‪ ،‬مجلة‬
‫النهضة‪ ،‬املجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،2‬القاهرة‪ :‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪.‬‬
‫ ‪-‬العتيبــي‪ ،‬محمــود‪« .)2014( .‬تقييــم مســتوى حاكميــة تكنولوجيــا املعلومــات فــي جامعــة الطائــف باســتخدام مقيــاس‬
‫كوبيــت»‪ ،‬مجلــة العلــوم اإلداريــة‪ ،‬الجامعــة األردنيــة‪ ،‬املجلــد ‪ ،41‬العــدد ‪.1‬‬
‫ ‪-‬العـزازي‪ ،‬محمــد حســن‪« .)2010( .‬هيكليــة املــوارد البشــرية فــي القطــاع العــام علــى مســتوى الوطــن العربــي‪ :‬بالتطبيــق‬
‫علــى األردن ومصــر واملغــرب»‪ ،‬بحــث مقــدم إلــى‪ :‬املؤتمــر العربــي األول إلدارة وتنميــة املــوارد البشــرية فــي القطــاع‬
‫العــام‪ ،‬جامعــة الــدول العربيــة‪ 21-20 ،‬ديسمب ــر ‪.‬‬
‫ ‪-‬العزازي‪ ،‬محمد حسن‪ .)2009( .‬مدخل في اإلدارة العامة واملحلية‪ .‬القاهرة‪ :‬املكتبة العاملية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ ‪-‬العـزازي‪ ،‬محمــد حســن‪ .)2005( .‬محاضـرات فــي مقــرراإلدارة العامــة واملحليــة لطلبــة البكالوريــوس‪ ،‬كليــة العلــوم‬
‫اإلداريــة‪ ،‬أكاديميــة الســادات‪.‬‬
‫ ‪-‬النمر‪ ،‬سعود وآخرون‪ .)2011(.‬اإلدارة العامة‪ :‬األسس والوظائف‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة الشقري‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‪ :‬تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬

‫ ‪-‬أوزب ــرون‪ ،‬ديفيــد؛ وبالست ــريك بيت ــر‪ .)2000( .‬التخلــص مــن البي ــروقراطية واالست ــراتيجيات الخمــس لتجديــد‬
‫الحكومــة‪ .‬ت ــرجمة‪ /‬بهــاء شاهي ــن ومختــار محمــد متولــي‪ ،‬القاهــرة‪ :‬الهيئــة العامــة لالســتعالمات‪.‬‬
‫ ‪-‬بحي ــري‪ ،‬حسي ــن علــي‪( .‬شــتاء ‪« .)2018‬الــذكاء االصطناعــي كمدخــل للتنميــة االقتصاديــة»‪ ،‬مجلــة أحــوال مصريــة‪،‬‬
‫عــدد ‪ ،71‬القاهــرة‪ :‬مركــز األهـرام للدراســات السياســية واالست ـراتيجية‪.‬‬
‫ ‪-‬جمعــة‪ ،‬ســلوى شــعراوي‪ .)2004( .‬إصــاح الخدمــة املدنيــة فــي اململكــة املتحــدة‪ :‬الواليــات املتحــدة ومصــر بي ــن‬
‫الحاجة العملية واملتغيـرات النظرية‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة بكلية االقتصاد والعلوم‬
‫السياســية‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪.‬‬
‫ ‪-‬جمعة‪ ،‬سلوى شعراوي‪ .)2001(.‬إدارة شئون الدولة واملجتمع‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة‬
‫بكلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫ ‪-‬حســن‪ ،‬ســيد عبدالفتــاح صالــح‪ .)2011( .‬منهــج محاســبي مقت ــرح إلدارة املخاطــر املصرفيــة فــي ضــوء حوكمــة‬
‫تكنولوجيــا املعلومــات‪ :‬مــع دراســة حالــة‪ .‬القاهــرة‪ :‬املنظمــة العربيــة للتنميــة اإلداريــة‪.‬‬
‫ ‪-‬حمــزاوي‪ ،‬عمــرو‪ ( .‬يوليــو ‪« .)2004‬حــركات اليمي ــن الراديكالــي فــي أوروبــا وأزمــة الديمقراطيــة الليب ــرالية»‪ ،‬أوراق‬
‫أوروبية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬القاهرة‪ :‬مركز الدراسات األوروبية بكلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫ ‪-‬رشيد‪ ،‬أحمد‪ .)1996( .‬إعادة اختـراع وظائف الحكومة‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬رودس‪ ،‬رودريــك إيــه دبليــو‪ ( .‬أب ــريل ‪« .)2018‬اســتعادة حرفــة اإلدارة العامــة»‪ ،‬مجلــة اإلدارة اليوم‪،‬العــدد ‪،5‬‬
‫املنظمــة العربيــة للتنميــة اإلداريــة‪.‬‬
‫ ‪-‬عبد الصادق‪ ،‬عادل‪ ( .‬شتاء ‪« .)2018‬الثورة الصناعية الرابعة‪ .‬تحديات وفرص االستحواذ على القوة الجديدة»‪،‬‬
‫مجلة أحوال مصرية‪ ،‬عدد ‪ ،71‬القاهرة‪ :‬مركز األهرام للدراسات السياسية واالستـراتيجية‪.‬‬
‫ ‪-‬عبــد اللطيــف‪ ،‬هبــة محمــد‪« .)2014( .‬لحوكمــة اإللكت ــرونية كمدخــل لتطوي ــر اإلدارة املدرســية»‪ ،‬مجلــة التعليــم‬
‫اإللكت ــروني‪1 ،‬مــارس ‪.http://emag.mans.edu.eg ،2014‬‬
‫ ‪-‬عبــد الوهــاب‪ ،‬أيمــن الســيد‪( .‬شــتاء ‪« .)2018‬اإلنســان والقــوة الجديــدة‪ :‬تحديــات الواقــع»‪ ،‬مجلــة أحــوال مصريــة‪،‬‬
‫عــدد ‪ ،71‬القاهــرة‪ :‬مركــز األهـرام للدراســات السياســية واالست ـراتيجية‪.‬‬
‫ ‪-‬مقابلــة‪ ،‬علــى حسي ــن‪« .)1995( .‬التحــول نحــو اقتصــاد الســوق بي ــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مجلــة آفــاق اقتصاديــة‪،‬‬
‫املجلــد ‪ ،16‬العــدد ‪ ،62‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ :‬اتحــاد غرفــة التجــارة والصناعــة‪.‬‬
‫ ‪-‬هاشم‪ ،‬زياد؛ وناظم‪ ،‬حسن‪« .)2012( .‬إمكان استخدام النظم الخبيـرة في تطويـر مهنة مراقبة الحسابات»‪ ،‬مجلة‬
‫بحوث مستقبلية‪ ،‬عدد ‪ ، 37‬املوصل‪ :‬مركز الدراسات املستقبلية ‪ -‬كلية الحدباء الجامعة‪.‬‬
‫ ‪-‬هالل‪ ،‬علي الديـن؛ ومسعد‪ ،‬نيفيـن‪ .)1994( .‬معجم املصطلحات السياسية‪ ، .‬القاهرة‪ :‬مركز البحوث والدراسات‬
‫السياسية بكلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪ -‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫ ‪-‬ويل‪ ،‬مارشال؛ ومارتن شرام‪ .)1997( .‬تفويض بالتغييـر ‪ .‬تـرجمة‪ /‬السيد محمد عمر؛ ويوسف ميخائيل‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫الهيئة العامة لالستعالمات‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا ‪ -‬مراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Backus, Michiel.(April 2001). E-Governance and Developing Countries, International Institute‬‬
‫‪for Communication and Development, Research Report, No. 3‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Denhardt, Janet V. and Denhardt Robert B. (2009). Public Administration: An Action Orientation,‬‬
‫‪6th ed. Belmont,USA: Thomson Wadsworth.‬‬

‫‪264‬‬
2020 )‫ مارس (آذار‬- 1 ‫ ع‬،40 ‫ مج‬،‫املجلة العربية لإلدارة‬

- Eldeqen, Ahmed Elsayed. (2010). “A Proposed Conceptual Framework for Understanding the
Evolution of Government Role in the Liberal Economy Before and After the World Financial Crisis of
2007-2010”, The Annual-Scientific Conference of Sadat Academy for Management Sciences,
26-27 April, p. 45
- Judy, Fenelon. (April 2003). “Economic Governance and the Asian Crisis: An Evaluation of the
Australian Aid Program’s Response”, Quality Assurance Series, No.30.
- Laloux, Frederic and Wilber, Ken. (2016). Reinventing Organizations. Brussels: Nelson Parker.
- Lane , Jan-Erik. (2000). New Public Management: An Introduction. London: Routledge.
- Mehta , Aneri. (January 2014). “The Challenge of Policy Formulation and Service Delivery in the
21st Century: “Improving Customer Service Delivery” By E-governance”, International Journal of
Scientific and Research Publications, Vol. 4, Issue 1,
- Osborne, David and Gaebler, Ted. (1993). Reinventing Government: How The Entrepreneurial
Spirit is Transforming the Public Sector. New York: Penguim Books.
- Schwab, Klaus. (2016). The Fourth Industrial Revolution. NY: Crown Business.
- UNPAN. (1999). Public Service in Transition: Enhancing its Role Professionalism Ethical
Values and Standards. N.Y: UN Division for Public Economics and Administration.

265
‫ تحليل استقرائي للتحديات واالستجابات‬:‫تطور أجيال اإلدارة العامة ومستقبل اإلدارة الحكومية العربية‬

Generation Development of Public Administration


And the Future of Arab Government Administration:
An Inductive Analysis of Challenges and Responses

Dr. Ahmed Elsayed Eldeqen


Professor of Public and Local Administration
Colledge of Administrative Sciences
Sadat Academy for Management Sciences
Arab Reopublic of Egypt
ahmed.eldaken@sadatacademy.edu.eg

Abstract

This study aimed to uncover the challenges facing generations of public administration and analyze
the responses of generations of public administration to the challenges they faced, and the scientific rooting
for the third generation of modern public administration that could shape the future of the Arab govern1
ment administration for better development performance. The study relied on the evolutionary approach
and employed the theory of challenge and response in the context of inductive analysis.
The study started from a major research question about: how public administration responded to the
technological, economical challenges and social policies facing it. A sub-questions emerged from this main
research question about: what are the technological, economical, political and social challenges, that faced
the first generation of public administration and led to development to the second electronic/ economic
generation, and what are the technological and economic challenges facing the second generation of mod1
ern public administration that lead to The third generation under the Fourth Industrial Revolution.
Keywords: Generations of Public Administration, Third Generation of Public Administration, Arab
Government Administration.

266
Copyright of Arab Journal of Administration is the property of Arab Administrative
Development Organization (ARADO) and its content may not be copied or emailed to
multiple sites or posted to a listserv without the copyright holder's express written permission.
However, users may print, download, or email articles for individual use.

You might also like