Professional Documents
Culture Documents
الشراء فى الوقت المناسب
الشراء فى الوقت المناسب
ىف الوقت الىت تزداد فيه أمهية الشراء ويتنامى أثره جليا ىف بقاء املنظمات ،ومحاية رؤوس أمواهلا،
وزيادة أرباحها ،والرقي مبستوى خدماهتا ،ومن خالل ما متت دراسته ىف احملاظرات السابقة حول
األصول العلمية للشراء واملتمثلة ىف الجودة المناسبة ،الكمية المناسبة ،السعر المناسب ،والوقت
المناسب باالضافة الى المورد المناسب ،اال ان التوقيت له أثر كبري على األسس العلمية للشراء
حيث يعترب وقت الشراء من العوامل وثيقة الصلة بالكمية املناسبة شراؤها يف وقت معني.ـ
وساتناول ىف هذه الورقة البحثية املتواضعة التوقيت املناسب للشراء أى الوقت الذي يتم توريد
املستلزمات فيه ،والذي يتناسب مع احتياجات اإلدارة أو اجلهة الطالبة ومبا يضمن عدم تعطل أو
ارتباك ىف اإلنتاج .وأيضا تأثري وقت عملية الشراء بإمكانيات املنشأة من حيث مدي توفر املوارد
املالية أو التسهيالت االئتمانية واليت حتدد إيل حد كبري توقيت الشراء ،وهل الشراء يتم مرة واحدة أو
علي عدة مرات ،وكيفية استغالل هذه املوارد االستغالل األمثل.
/ 1مفهوم الشراء يف الوقت املناسب
" تزداد امهية التحديد الدقيق للوقتـ املناسب للشراء وخاصة ىف ظل االسواق غري املستقرة واليت حتتاج اىل دراسة
دقيقة لضمانـ احلصول على االحتياجات باالسعار املقبولة واليت تعترب من العوامل املؤثرة على أرباح املنظمة
واجتاهاهتا حنو املنافسة.
ويتوقف حتديد الوقت املناسب للشراء على السياسة املتبعة واليت قد تأخذ احد البديلني التاليني :
البديل االول :الشراء طبقأ لالحتياجات احلالية للمنظمة واليت تعتمد على حتديد جداول االحتياجات وخاصة يف
ظل االسواق غري املستقرة واليت تتميز بالتقلبات املستمرة يف االسعار.
البديل الثاين :الشراء طبقاً لظروف السوق ويأخذ يف االعتبار التغريات املستمرة يف االسواق ،ويتم الشراء يف هذه
احلالة وفقاُ لألساليب االتية ( :الشراء لالستخدام العاجل -الشراء املتقدم -الشراء للمضاربة ) " (.)1
ويف شراء األصناف اجلديدة املصنعة حسب الطلب ،البد أن يؤخذ يف االعتبار طول الفرتة الزمنية املناسبة بني أمر
التوريد وبني التسليم ،حبيث تعطي قدرا مناسبا من هامش األمان عند املورد لتدبري شؤون التجهيز والتخطيط،
ومقابلة االلتزامات وجماهبة االزمات الىت قد حتدث يف املنشأة ومما يؤدى اىل انتظام اإلنتاج.
ومن هنا جند ان إدارة املشرتيات ال تقتصر مسؤوليتها علي الشراء بأحد األسس العلمية للشراء كاجلودة ،الكمية،
الوقت ،السعر ،املصدر.دونـ األخذ يف االعتبار باقي األسس أو التضحية بإحداها ،حيث أن هذه األسس ترتبط
ببعضها وال ميكن النظر ألحدها مبعزل علي حساب اآلخر ،وإمنا تقوم باملوازنة بينها وفقا لسياسة املنشأة وطبيعة
املستلزمات ومدي احلاجة إليها لتضع أولويات يتم الشراء علي أساسها ومبا حيقق توفري املستلزمات بأعلى كفاءة
ممكنة.
.1.2الوقت واجلودة:
ال تقتصر مسؤوليةـ الشراء يف الوقت املناسب علي جمرد توفري املستلزمات يف الوقت املطلوبة فيه ولكنه يعين أن
تكون هذه املستلزمات باجلودة املطلوبة.
.2.2الوقت والكمية :
يعين مفهومـ الكمية املناسبة أن تتوافر يف الوقت الالزمة له لذلك فان مسؤولية حتديد الكمية تشمل ضمنا الوقت
املطلوبة فيه .وهنا يأيت دور ادارة املواد واإلمداد يف املفاضلة مابني بديلني لتوفري املستلزمات يف الوقت املناسب،
االول الشراء مرة واحدة قبل بدء اإلنتاج بفرتة تسمح بالتوريد أو الشراء أكثر من مرة وعلي دفعات تتناسب مع
االحتياج هلذه املستلزمات.
.3.2الوقت والسعر :
من أهم حمددات التوقيت املناسب إلدارة املشرتيات واملخازن ما يعرف بالسعر،حيث نستطيع أن نقيم أداء هذه
اإلدارة بواسطته عند قيامها بدراسة ظروف العرض والطلب ،والدورات االقتصادية ،وغريها من العوامل اليت تؤثر
علي السعر وبفعل هذه احملددات تستطيع ادارة املشرتيات واملخازن حتقيق انسب سعر.
.4.2الوقت ومصدرـ التوريد :
يتوقف التوريد يف الوقت املناسب علي االختيار السليم ملصدر التوريد الذي يلتزم مبواعيد التوريد .ومن ناحية
اخري فان عنصر الوقت يؤخذ يف االعتبار عند حتديد مصادر الشراء اليت ال ميكن االعتماد عليها.
قد تضحي املنشأة بالشراء بسعر اعلي أو ببعض شروط التوريد يف سبيل إمتام التوريد يف الوقت املناسب وذلك
باختيار املصدر الذي يلتزم بوقت التوريد .
ولذا يكون أمام ادارة املشرتيات جمموعة طرق لتدبري االحتياجات و كلها مرتبطة بعامل الزمن ،وتشمل هذه الطرق
أ -الشراء لالستخدام الفوري.
ب -الشراء مقدماً.ـ
ج -الشراء للمضاربة.
د -الشراء بالكميات الدنيا .
وجند أن الشراء للمضاربةـ كأسلوب خيرج من نطاق الشراء يف املنشات الصناعية غري أننا جند أن عددا غري قليل من
هذه املنشاءات تتبع هذا األسلوب لالستفادة من نتائجه يف تسعري منتجاهتا علي أساس التكلفة الفعلية بدال من
التكلفة االستبدالية املرتفعة للمستلزمات مبا يدعم من مركزها التنافسي يف السوق أو يساعدها يف نفس الوقت علي
زيادة نصيبها يف السوق واستقطاب عددا من العمالء من املنافسني .
وهناك العديد من الطرق للشراء و اليت تستخدمها ادارة املشرتيات يف منشاة ما لتدبري االحتياجات املطلوبة وغالبا
ما تكون مرتبطة بعامل الزمن وسأتطرق اليها باجياز:
/3طرق الشراء:
"يعتمد نظام الشراء لالستخدام على الشراء بكمية قليلة واالنتاج بكميات حمدودة .والذى يساعد ىف اخنفاض كمية
املخزون اىل ادىن حد ممكن وتقليل التكلفة املرتبطة ويعمل على مواجه تقالبات االسعار واملنافسة.
ويعتمد نظام الشراء لالستخدام على االحتفاظ مبخزون احتياطى بسيط .وياخذ ىف االعتبار كافة التكاليف املرتبطة
من فوائد وضرائب وتكاليف مراقبة املخزون واملساحات واساليب املناولة والتفريغ وتطوير طرق العمل وغريها.
لضمان ختفيض التكاليف من خالل دراسة املوردين واختيار افضل الشروط" (.)2
.2.3الشراء املقدم :
يقصد بالشراء املقدم توفري االحتياجات من املواد بكميات تزيد عن االحتياجات اجلارية وهي االحتياجات اليت
تؤمن تشغيل املصنع مبعدالته العادية لإلنتاج وبالتوقيت املعتاد للتسليم من املوردين وال تتعدي حدود الرؤية
املستطاعة لالحتياجات املستقبلية.
ويتضمن الشراء املقدم الشراء أزيد من احلد األدىن للكميات املطلوبة الواجب توافرها يف املخازن ،وتتحدد هذه
الكميات حسب املعدالت العادية لإلنتاج.
ميكن حتديد مفهوم الشراء للمضاربة بانه شراء مادة اكرب من االحتياج احلقيقي هلا واالحتفاظ هبا حلني تغري ظروف
السوق وارتفاع اسعارها لتحقيق االرباح عند اعادة بيعها مرة اخرى وان املضاربة تلجأ اليه بعض ادارة املشرتيات
وذلك يف شراء كميات تزيد عن االحتياجات الفعليةـ املتوقعة امآل يف احلاجة اليها مستقبآل وان الشركة ستحقق
رحباً نتيجة لشراء باالسعار احلالية اي يتحقق الربح عند بيع هذه الكمية الزائدة بسعر اعلى.
وفقاً هلذه السياسة تقوم ادارة املشرتيات يف الشركة بشراء الكميات الالزمة لالنتاج وفقاً لتوقيت استخدامها
والتشرتى اكرب من هذه الكمية ،والشراء بالكميات الدنيا يقارب الشراء على دفعات ،ومن االجراءات اليت تشجع
الشركة على اتباع سياسة الكميات الدنيا هي:
-2الشراء بالكميات الدنيا جتنب الشركة اخلسائر اليت تنجم عن تقادم املخزون.
- 3عندما يكون هناك بوادر حتسني لالصناف املشرتاه من املوردين مما يقتضى مراعاة احلذر يف الشراء.
– 4عندما حتتاج الشركة اىل االموال يف نشاطات اخرى تضطر اىل الشراء بالكمية املطلوبة فقط.
اخلالصة
تناول البحث موضوع (الشراء يف الوقت املناسب) ومت دراسة جوانب عديدة متعلقة بتوقيت الشراء ،حيث وجد
أن عامل التوقيت له اثر كبري علي األسس العلمية للشراء سواء فيما خيص الوقت واجلودة ،أو الوقت والكمية ،أو
الوقت والسعر ،أو الوقت ومصدرـ التوريد.
وتناول البحث وبشكل مقتضبـ طرق الشراء و اليت تستخدمها ادارة املشرتيات يف اى منشاءة لتوفري احلاجيات
املطلوبة لغرض التشغيل او االنتاج ومت استنباط املالحضات التالية:
السعر املنخفض مقابل خدمات غري جيدة او سيئة ليس بالسعر املناسب.
السعر األقل ملادة ذات جودة مناسبة وىف وقت غري مناسب ال يعترب مكسبا للمنشاءة.
وأن السعر املرتفع مقابل جودة اعلى من املطلوب يعد اسرافا ال مربر له امام الوقت املناسب لالمداد فيعىن التحديد
الدقيق الصدار طلبية التوريد ووصول املواد املطلوبة منها اىل املنظمة على النحو الذى تكون فيه هذه املواد جاهزة
لالستالم وبالتاىل لالستخدام وفقا لربنامج عمليات االنتاج والبيع" (.)3
وأخرياً ..،ميكن القول علي أن إدارة املشرتيات جيب عليها أن تضع سياسة ثاقبة لتوجيه التوقيت املناسب لشراء
متطلباهتا واحتياجاهتا .غري أن توافر األموال سيساعد علي الشراء يف الوقت املناسب ويضمن عدم تعطل
اإلنتاج ،فانه من ناحية أخري يساعد املنشأة علي االستفادة من أنواع اخلصم املختلفة واستغالل
وسائل النقل واالستفادة منها.
-2عبد الفتاح ،حممود" 2012،االساليب احلديثة ىف ادارة املشرتيات" ،ط ،1اجملموعة العربية للتدريب والنشر ،القاهرة .ص