You are on page 1of 8

‫جامعة احمد بوقرة – بومرداس‬

‫كلية الحقوق‬

‫المقياس‪ :‬القانون الدستوري‬

‫الصف‪ :‬سنة أولى حقوق‬

‫الفوج‪06 :‬‬

‫تنفيذ الطالب‪ :‬أزرق الراس عبد الرؤوف‬

‫اشراف األستاذة‪ :‬أ‪/‬لنقار‬

‫السنة الدراسية‪2020/2 :‬‬


‫بحث كامل حول النظام البرلماني البريطاني‬

‫الخطة‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النظام البرلماني‬
‫المطلب األول‪ :‬المقصود بالنظام البرلماني‬
‫* الفرع األول‪ :‬تعريف النظام البرلماني‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي للنظام البرلماني*‬
‫أوال‪ :‬مرحلة الملكية المقيدة‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة الثنائية البرلمانية‪-‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة البرلمانية الديموقراطية‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص النظام البرلماني‬
‫الفرع األول‪ :‬ثنائية السلطة التنفيذية*‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعاون والرقابة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية*‬
‫أوال‪ :‬مظاهر التعاون‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬مظاهر الرقابة المتبادلة‪-‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة النموذج البريطاني‬


‫المطلب األول‪ :‬السلطة التشريعية‬
‫الفرع األول‪ :‬مجلس اللوردات*‬
‫أوال‪ :‬تشكيلة مجلس اللوردات‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات مجلس اللوردات‪-‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجلس العموم*‬
‫أوال‪ :‬تشكيلة مجلس العموم‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات مجلس العموم‪-‬‬
‫السلطة التشريعية ‪1:‬‬
‫السلطة المالية ‪2:‬‬
‫السلطة الرقابية ‪3:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة التنفيذية‬


‫الفرع األول‪ :‬الملك*‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الوزارة*‬
‫أوال‪ :‬الوزير األول‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكابيينت [الحكومة]‪-‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية*‬

‫خاتمة‬
‫قائمة الـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــراجــــــــــــع‬
‫مقدمة‬
‫إن فقهاء القانون الدستوري يميزون بين عدة صور من األنظمة السياسية القائمة علي مبدأ الفصل بين السلطات و التي اختلفت في‬
‫تطبيقه فهناك ما يسمي بنظام الجمعية النيابية الذي يقوم علي أساس هيمنة البرلمان علي السلطة التفيذية ‪ ،‬و هناك النظام الرئاسي‬
‫الذي يتميز برجعان السلطة التفيذية علي السلطة التشريعية‪،‬أما النظام البرلماني فإنه يقف مركز وسط بين هذين النظامين و هو‬
‫‪ .‬قائم علي أساس التوازن و المساواة بين السلطتين التشريعية و التفيذية‬
‫إن النظام البرلماني في نشأ جلترا ثم انتقل الى العديد من الدول خاصة المستعمرات البريطانية منها ‪،‬و النظام البرلماني اليعني‬
‫أن كل نظام يوجد فيه برلمان يسمي بالنظام البرلماني حيث أن األنظمة األخري فيها برلمان ‪،‬وعليه فإن المعيار الذي يميز النظام‬
‫البرلماني عن غيره من األنظمة هو وجود سلطة تنفيذية مجزأة الي قسمين أحدهما الوزارة أو الحكومة و األخر يمثله رئيس‬
‫‪ .‬الدولة أو الملك‬
‫و عليه لمعرفة النظام البرلماني نتطرق كمرحلة أولى الي دراسة النظام البرلماني من الجانب النظري من خالل تقديم تعريف له‬
‫‪.‬و نشأته و خصائصة األساسية التي يقوم عليها‬
‫و كمرحلة ثانية نستعرض النموذج البريطاني كتطبيق للنظام البرلماني‬
‫‪:‬ومنه نطرح اإلشكالية التالية‬
‫كيف تم تنظيم السلطات في النظام البرلماني و مامدي نجاح بريطانيا في تطبيق هذا النظام؟‬
‫المبحث األولـ ‪ :‬مفهوم النظام البرلماني‬
‫سنتطرق في المبحث األول إلى دراسة النظام البرلماني بشكل عام من خالل تقديم تعريف للنظام البرلماني مرور ا بمراحل‬
‫تطوره و استخراج خصائصه‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بالنظام البرلماني‬


‫بإعتبار النظام البرلماني مر بعدة مراحل من أجل تكونه و ارساءه سنقدم في الفرع األول تعريف النظام البرلماني و في الفرع‬
‫الثاني التطور التاريخي للنظام البرلماني‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف النظام البرلماني‬


‫النظام البرلماني هو النظام الذي يقوم علي أساس التوازن و التعاون بين السلطتين التشريعية و التفيذية ذات الجهاز المزدوج‪]1[.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التطور التاريخي للنظام البرلماني‬


‫بما أن قواعد النظام البرلماني قد تكونت خالل تطور تاريخي‪،‬فإن النظام البرلماني فيها قد إجتاز ثالث مراحل سياسية حتي‬
‫‪ :‬وصل إلى ماهو عليه األن‪ .‬وهذه المراحل الثالث مراحل وتضحة المعالم إال أنها متداخلة مع بعضها [‪]2‬و هي‬

‫أوال‪:‬مرحلة الملكية المقيدة‬


‫وهي المرحلة التي كان الملوك فيها يحكمون حكما مطلقا‪،‬وتبدأ هذه المرحلة في أعقاب الغزو النورماندي عام‪ 1066‬وتمتد حتي‬
‫بدايات القرن السابع عشر ‪،‬و علي الرغم من وجود بعض المظاهر الديموقراطية البسيطة هنا و هناك‪،‬إال ان هذه الفترة كلها هي‬
‫فترة الحكم الملكي المطلق ‪ ،‬و لعل عبارة جيمس األول في عام ‪ 1609‬خير دليل علي الملكية المطلقة عندما قال "إن الملوك‬
‫يجلسون علي عروش االله في األرض" علي الرغم من أن شارل األول عندما اعتلى العرض عام ‪ 1625‬كان يعتقد بأن السلطة‬
‫المطلقة ليست مجر د حق للملوك ولكن إستعمالها واجب عليهم أيضا فأنه اضطر ان يدفع حياته ثمنا لهذا اإلعتقاد في كانون‬
‫الثاني ‪ 1649‬بعد نزاع طويل بينه و بين البرلمان‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة الثنائية البرلمانية‬


‫نتيجة لألزمة الحادة التي تسببت فيها أسرة ستيورات بابعادها البرلمان عن ممارسة السلطة ‪،‬اطيح بهذا النظام سنة ‪ 1688‬وعينت‬
‫ماريا و زوجها قيوم سنة ‪ 1689‬ملكين علي بريطانيا بعد اإلعتراف بقانون الحقوق الذي أقر سلطة التشريع للمجلس و عدم‬
‫شرعية فرض ضرائب دون موافقة البرلمان و الذي يعد تكملة لملتمس الحقوق سنة ‪ 1628‬المقرر للحقوق الفردية ‪،‬إلي جانب‬
‫عريضة بيم و وهيمبدام لسنة ‪ 641‬المنظمة لقواعد النظام البرلماني‪]3[.‬‬
‫كما ظهرت اعراف خالل القرن ‪ 16‬منها المسؤولية الجنائية للمستشارين حيث توجه التهمة من قبل مجلس العموم و المحاكمة‬
‫تكون من مجلس اللوردات و هؤالء المستشارين يختار بعضهم من نواب مجلس العموم قصد الحصول علي موافقة المجلس علي‬
‫‪.‬الوزارة‬
‫وبفضل االنقسام الذي حدث داخل البرلمان سنة ‪ 1679‬بين التوري و الويغ اللذين تحوال فيما بعد إلي حزبين هما المحافظين و‬
‫األحرار ‪،‬األول ساند المبك و الثاني يدافع عن حقوق لبرلمان ووجود مجلسين هما اللوردات و العموم ‪،‬تأكدت هذه األعراف و‬
‫تولي البرلمان السلطة التشريعية و المالية ‪ ،‬و المبك تولى السلطة التفيذية وحق الموافقة يعاونه في ذلك أشخاص يختارهم من‬
‫‪.‬النواب و غيرهم‬
‫‪:‬و بمجئ عائلة هانوفر رجحت الكفة لصالح البرلمان وذلك بسبب عاملين اساسيين‬
‫‪.‬أن الملكين يجهالن اللغة اإلنجليزية و اليهتمان بالسياسة‪1:‬‬
‫استمرار تهديد عائلة ستيوارت لإلستالء علي السلطة و كراهيتهما للبرلمان ‪،‬مما دفع ببهذا األخير إلى التالف مع عائبة هانوفر‪2:‬‬
‫‪.‬من جهة‪،‬و اتحاد النواب العموم ممثلي الويغ و محافظهم علي األغلبية للوقوف ضد تهديدات آل ستيوارت‬
‫وكفالة لهذا التضامن كان الملك يلجأ لتعيين األشخاص المسيرين لشؤون العمومية إلي رؤساء األغلبية في مجلس العموم للقيام‬
‫بذلك منحهم سلطة المبادرة ‪ ،‬مما ساهم في بلورة النظام البرلماني علي اثر انفصال السلطة التنفيذية عن اللسطة التشريعية‬
‫المقسمة بين الملك رئيس الدولة غير المسؤول سياسيا‪،‬و الوزارة المسؤولة أمام مجلس العموم‬
‫و بذلك تأكدت قاعدة أن رئيس الحزب الحائز علي األغلبية في مجلس العموم يتولي رئاسة الزراء تحت اسم الوزير األول‪،‬و من‬
‫ثمت أصبت الوزارة مسؤلة أمام مجلس العموم و حت رقابته‪ ،‬و حلت المسؤولية السياسية محل حق توجيه التهمة الجنائية‪]4[.‬‬

‫ثالثا‪:‬مرحلة البرلمانية الديموقراطية‬


‫و في هذه المرحلة انتهي الصراح بين المبك و المجلس لصالح هذا األخير حيث تحمل المجلس مسؤوليات الحكم و تحول إلى‬
‫برلمان حقيقي ‪ ،‬يتولي السلطات الفعلية و القانونية ‪ ،‬ولم يعد للملك سلطاته التقليدية فتحول الى رمز للدولة ‪ ،‬دون أن يتدخل في‬
‫الممارسات الفعلية للسلطة ‪]5[.‬‬
‫وبمعني أخر أصبح البرلمان يضم الحكومة و المجلس النيابي معا‪]6[.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص النظام البرلماني‬


‫النظام البرلماني يتميز بعدة خصائص تميزه عن األنظمة السياسية األخري‪ ،‬ومن خالل التعريف الذي سبق و تطرقنا إليه نستنتج‬
‫‪ :‬أن النظام البرلملني يتميز بخاصيتين أساسيتين وهما‬

‫الفرع األول ‪ :‬ثنائية السلطة التنفيذية‬


‫‪.‬كما يتميز النظام البرلماني بثنائية السلطة التنفيذية أي السلطة التنفيذية في الدولة مقسمة بين رئيس الدولة او رئيس الحكومة‬
‫أما عن رئيس الدولة فإنه بغض النظر عن تسميته ملكا كان أم رئيسا‪ ،‬أي بغض النظر عن طريقة وصوله إلي الحكم ‪،‬وبغض‬
‫النظر عن طريقة إختياره إن تعلق األمر بالجمهورية فقد يتم انتخابه عن طريق البرلمان أو عن طريق الشعب أو عن طريق‬
‫اإلثنين ‪ ،‬فهو غير مسؤول من الناحية السياسية عن أمور الحكم ‪ ،‬و اليمكن للبرلمان عزله‪،‬األنه لديه سلطات شرفية‬
‫و الطرف الثاني من السلطات التنفيذية هي الحكومة المتمثلة في مجلس الوزراء ‪،‬والحكومة هي التي تتمتعبالسلطة الحقيقية في‬
‫إدارة شؤون الحكم ومن ثم فهي مسؤلة عن أعمالها أمام البرلمان‬
‫الفرع الثاني‪:‬التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطتين التشريعية و التفيذية‬

‫أوال ‪:‬مظاهر التعاون‬


‫نتيجة لقيام النظام علي أساس الفصل المرن بين السلطات‪،‬نشأت عدة مظاهر لإلتصال و التعاون بين السلطتين التشريعية و‬
‫التفيذية ‪]7[.‬‬
‫ومنه من مظاهر التعاون بين السلطتين إشتراكهما في الوظيفة التشريعية ‪،‬فالبرلمان لم يعد السلطة الوحيدة في عملية سن القوانين‬
‫فالحكومة تشاركه في حق إقتراح القوانين‪،‬و نالحظ أن معظم مشاريع القوانين تقوم السلطة التفيذية بوضعها نظرا لما تتمتع به‬
‫‪.‬من الخبرات التقنية و سيطرتها علي الة الدولة و بحكم إتصالها المباشر بالشعب عن طريق أجزهزتها المتعددة‬
‫كماأن حضور أعضاء الوزارة لجلسات البرلمان‪،‬و اإلشتراك في مناقشات اللجان البرلمانية المختلفة ‪ ،‬و شرح سياسة الحكومة‬
‫‪ .‬بصدد الموضوعات المطروحة يمثل مظهرا هاما لإلتصال و التعاون بين السلطتين‬
‫و من ناحية أخري يستطيع البرلمان ان يشكل لجان تحقيق البرلمانية من أعضائه لتحقيق في بعض األعمال الصادرة من السلطة‬
‫‪.‬التفيذية‬
‫و السلطة التشريعية تشارك أعمال الوظيفة التفيذية خاصتا في مجال العالقات الخارجية كما هو الشأن في التصديق علي‬
‫المعاهدات و اعالن الحروب ‪ ،‬ويجوز الجمع بين عضوية البرلمان و تولي المناصب الوزارية[‪]8‬‬

‫ثانيا‪:‬مظاهر الرقابة المتبادلة‬


‫رأينا كيف أن لوزارة مسؤولة سياسيا أمام البرلمان عن جميع أعمالها‪،‬بحيث يكون ألعضاء البرلمان حق توجيه األسئلة و‬
‫‪.‬اإلستجوابات بشأن السياية التي تسير عليها ‪ ،‬و للبرلمان الحق في سحب الثقة من الوزارة و إسقاطها‬
‫في مقابل هذه المسؤولية السياسية تملك السلطة التنفيذية حق حل البرلمان ‪ ،‬ومايترتبب علي ذلك من إجراء اإلنتخابات إلختيار‬
‫برمان جديد‪.‬و ذلك لألن حل البرلمان يعني إلحتكام الى العب لحسم النزاع الذي نشأ بين السلطتين و أدى الي هذه النتيجة‪ ،‬فإذا‬
‫أيدي الشعب نواب البرلمان فإنه يعيدهم مرة أخرى الي مقاعدهم‪،‬أما إذا كان الشعب مع الوزارة فإنه يسقطهم ‪.‬و بإلضافة الي حق‬
‫البرلمان ‪،‬تملك السلطة التفيذية حق دعوة البرلمان الي اإلنعقاد‪،‬وفض دورات انعقاده كما أن للوزراء حق دخول البرلمان بشرح‬
‫‪.‬سياسة الحكومة و الدفاع عنها‬
‫سيطرتها علي تحديد جدول أعمال البرلمان ‪ ،‬إذ في أغلب األحيان تجري مناقشة المشاريع المقدمة من الحكومة قبل المشاريع‬
‫‪.‬المقدمة من البرلمان‬
‫وبذلك يتحقق التوازن بين السلطتين عن طريق امتالك كل منها لحقوق معينة في مواجهة السلطة األخرى و علي األخص حق‬
‫السلطة التشريعية في تقرير المسؤولية الوزارية و سحب الثقة من الوزارة و يقابله حق السلطة التفيذية في حل البرلمان و إجراء‬
‫إنتخابات جديدة[‪]9‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة النموذج البريطاني‬


‫بعدما قمنا بدراسة النظام البرلماني بصفة عامة سنتطرق في المبحث الثاني إلي دراسة النموذج البريطاني كتطبيق لنظام‬
‫‪.‬البرلماني بإعتباره النموذج األنجح‬
‫و من أجل دراسة النموذج البريطاني قسمنا المبحث الثاني إلي دراسة السلطة التشريعية في المطلب األول و السلطة التنفيذية في‬
‫المطلب الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة التشريعية‬


‫‪:‬تتكون السلطة التشريعية في بريطانيا من مجلسين و هما مجلس اللوردات و مجلس العموم‬

‫الفرع األول‪:‬مجلس اللوردات‬


‫يعتبر مجلس اللوردات من أقدم الؤسسات في النظام البرلماني البريطاني وسنتطرق في هذا الفرع الي تقديم تشكيلة مجلس‬
‫اللوردات إختصاصته‬

‫اللوردات[‪]10‬‬ ‫أوال‪ :‬تشكيلة مجلس‬


‫ان مجلس اللوردات يجد أصله في بمجلس الكبير و بالضبط في طبقة الشراف و النبالء ورجال الدين من هذا المجلس‪،‬وهؤالء‬
‫‪.‬األشراف و النبالء يرتبون علي النحو التالي أمير‪،‬ماركي‪،‬كونت‪،‬بارون‪،‬وشوفالي‬
‫ويتم اختيار اللوردات مبدئيا عن طريق الوراثة واحتفظ الملك بالحق في انشاء مراكز جديدة ‪،‬ولدي استقرار النظام أصبح الملك‬
‫و الوزارة يعينان اللوردات ’فتكونت التشكيلة تتماشي مع العصر ‪،‬ومع ذلك فان الطبقة األرستقراطية المالكة لألراضي تشكل‬
‫حوالي نصف اللوردات ‪،‬وان كان العض يري بأنه أصبح مجلسا يمثل اللجنة اإلجتماعية‪،‬ولدي حدوث خالف بين المجلسين فان‬
‫الحل هو الطريقة االسلم‪،‬غير أنه لفرض رأي مجلس العموم تلجأ الوزارة إلي الملك للضغط علي مجلس اللوردات ‪،‬وقد يصل‬
‫‪ .‬ذلك إلى التهديد باضافة عدد أخر إلى المجلس بما يحقق األغلبية المطلوبة لصالح راي الوزارة‬
‫المالحظ أن مايقارب ‪ % 80‬من اللوردات اليحضرون اجتماعات المجلس ‪،‬مما يسهل سير أعماله بسبب عدد أعضائه الضئيل‬
‫‪.‬الذين حضرون االجتماعات‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاصات مجلس اللوردات‬


‫كان مجلس اللوردات يتمتع بسلطات واختصاصات مساوية لمجلس العموم في الجانبين التشريعي والمالي ‪ ،‬ويتولى محاكمة‬
‫الوزراء المتهمين من مجلس العموم ‪.‬وذلك نظرا لقدمه من جهة وامتالك أعضائه للسلطة االقتصادية ‪ ،‬وكونهم يضمنون نجاح‬
‫النواب لمجلس العموم لما لهم تأثير على الناخبين ‪ ،‬غير أن توسيع هيئة الناخبين سنة ‪ 1832‬اثبت أن مجلس العموم هو الذي‬
‫يمثل حقيقة اإلدارة الشعبية و أن طريقة اختيار اللوردات تتنافى مع مبدأ الديمقراطية ‪ .‬مما سمح بانتقال السلطة التشريعية والمالية‬
‫تدريجيا الى مجلس العموم وانتقال السلطة االقتصادية من الريف الى المدينة ‪ ،‬وعند التعديل الدستوري لسنتي ‪1911‬و‪1949‬‬
‫تراجعت سلطة اللوردات وأصبح مجرد مجلس البداء الراي الفني لما يعرض عليه ‪ .‬وهو ما دفع بالبعض الى المطالبة بإلغائه أو‬
‫الى تجديده غير أن دور االستشارات وكانت التقاليد في النظام البريطاني فاالتجاه نحو التجديد كان األسلم والصلح لما يتمتع به‬
‫هذا المجلس من خبرات مختلفة‪]11[.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجلس العموم‬


‫باعتبار مجلس العموم في بريطانيا هو الهيئة التي حققت ورسخت حكم الشعب عن طريق النزاعات الطويلة التي خاضها ضد‬
‫‪.‬الملك‬
‫سنستعرض تشكيلته واختصاصاته‬

‫أوال‪ :‬تشكيلة مجلس العموم‬


‫يتكون مجلس العموم من ‪ 651‬عضوا و ينتخب اعضاؤه عن طريق االنتخاب الفردي المباشر السري علي أساس نائب واحد لكل‬
‫‪ 58‬ألف ناخب ومدة هذا المجلس خمس سنوات وفقا لقانون ‪ 1911‬إال أن المجلس يستطيع أن يطيل مدته وفقا للقاعدة التي تقول‬
‫أنه ال قيد علي سلطة البرلمان ‪ ،‬و قد حدث فعال عام ‪ 1935‬حتي ‪ 1945‬الي أن انتهت الحرب العالمية الثانية[‪]12‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات مجلس العموم‬
‫السلطة التشريعية ‪1:‬‬
‫فتشمل القوانين المنظمة لمصالح خاصة والقوانين العمومية التي لها أبعاد واسعة وعامة وهي ذات أهمية بالمقارنة مع األولى‬
‫والمالحظ أن القوانين التي يقدم مجلس اللوردات اقتراحا بتعديليها تصبح نافذة كما هي بمرور دورتين‪ .‬أما القوانين المالية‬
‫‪.‬فبمرور شهر واحد‪ .‬مما يجعل مجلس اللوردات ال دور له في هذا المجال اال إذا قبل مجلس العموم اقتراحاته‬
‫ومن الناحية النظرية تكون سلطة مجلس العموم غير محدودة في المصادقة علي القوانين الخاصة بالمملكة‪،‬ان كبح جماح هذه‬
‫السلطة التي ضمنها الدستور ينحصر في سلطة التاج في االعتراض[‪]13‬‬
‫السلطة المالية ‪2:‬‬
‫يعد مجلس العموم الحارس علي الدخل الوطني و ليس هناك ضريبة يمكن أن تفرض دون موافقة المجلس ‪،‬و النقود من األموال‬
‫العامة يمكن أن تصرف دون موافقته ‪ ،‬و الوزراء معرضون باستمرار لالستجواب داخل المجلس فيما يتعلق بصرف األموال‬
‫العامة و تراجع الحسابات مثل هيئة الرقابة علي الحسابات العامة [‪]14‬‬
‫السلطة الرقابية ‪3:‬‬
‫فهي الوسيلة التي تمكن البرلمان من االطاحة بالحكومة سواء عن طريق األسئلة أو انشاء لجان تحقيق أو سحب الثقة وهي الرقابة‬
‫‪.‬التي ال تمارس غالب اال من قبل المعارضة [‪]15‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة التنفيذية‬


‫الفرع األول‪ :‬الملك‬
‫‪.‬إن الملك في بريطانيا يتولى العرش عن طريق الوراثة دون اهتمام بجنس الوارث ذكرا أو أنثى‬
‫ومن صالحيات الملك تعين الوزير األول لتشكيل الحكومة إال أن هذا الحق مقيد بأصول اللعبة البرلمانية التي تقضي بتعين زعيم‬
‫الحزب الفائر بأكثرية النواب و يعود للملك أيضا حق حل مجلس العموم(النواب) لكن هذا الحق قد سقط بعدم االستعمال و حتي‬
‫حل المجلس أصبح من صالحيات الخاصة برئيس الوزراء ‪]16[.‬‬
‫يتمتع الملك بسلطة قضائية هامة ويساعد الملك (مجلس خاص) مؤلف من كافة مستشاريه الى أن صالحيات هذا المجلس قد‬
‫تقلصت هي األخرى غير أن بعض القرارات الموصوفة (بالقرارات المجلسية) بقيت مستعملة إلعطاء القوة القانونية لقرارات‬
‫‪.‬الحكومة وأعمالها الخطيرة‬
‫بالرغم من التقليص صالحيات الملكة السياسية فهي مازالت علي علم بكل أمور الدولة و تستقبل رئيس الوزراء مساء كل ثالثاء‬
‫ليقدم لها عرضا كامال عن مداوالت الحكومة لكنها ال تدافع عن سياسة معينة و ال تعترض علي أخري انما بوسعها التعبير عن‬
‫رأيها الذي هو فوق األحزاب ‪،‬التعبير األدبي هذا ال يضر برئيس الحكومة و ال يثير حساسيته األنه ال يتضمن نصائح سياسة بل‬
‫أدبية وهي تستقبل السفراء و تستلم الرسائل الرسمية كون الملكة رئيسة رابطة الشعوب البريطانية يعطيها وحدها حق التدخل في‬
‫األمور التي تخص تلك الرابطة‪]17[.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الوزارة[‪]18‬‬
‫ان الوزارة في النظام البرلماني تجد مصدر ظهورها في مجلس الملك الخاص الذي كان يقدم له االستشارة في األمور التي يريد‬
‫عرضها عليه وكان بداخل هذا المجلس لجان أهمها لجنة الدولة مما أدى بالبعض الى القول إنها أصل الوزارة‬
‫وتلعب االن الوزارة دورا أساسيا في النظام السياسي ذلك أنها حلت محل الملك في ممارسة السلطة التنفيذية ولها تأثير كبير على‬
‫‪.‬األغلبية البرلمانية وتتميز الوزارة بوجود الكابينت [الحكومة] والوزير األول‬

‫األول[‪]19‬‬ ‫أوال ‪ :‬الوزير‬

‫يحتل الوزير األول في النظام البريطاني مكانة بارزة في النظام السياسي لكونه المسؤول عن سياسة الوزارة ورئيس السلطة‬
‫التنفيذية وإذا كان الوزير األول فيما مضى يتم اختياره من قبل الملك ضمن األغلبية في البرلمان فإنه أصبح مجبرا على تعيين‬
‫زعيم األغلبية في الوقت الحاضر مما يجعل هذه السلطة في التعيين سلطة نظرية ال غير‪ ،‬ذلك أن الذي يختار الشخص في حقيقة‬
‫المر هو الشعب بواسطة الموافقة على مشروع حزبه ومنحه أصواته ومن ثم اختياره كرئيس للحكومة ويفوز حزبه وتعيينه يتولى‬
‫‪.‬تعيين مساعديه من الوزراء دون تدخل من الملك‬
‫فالوزير األول هو زعيم الحزب واختياره يتم من قبل الشعب لتولي السلطة التنفيذية مما يجعل منه مجسد الحكومة وقائدها‬
‫‪.‬باستقالته تستقيل الحكومة العتماد النظام على مبدأ تضامن أعضائها‬

‫ثانيا‪ :‬الكابيينت [الحكومة]‬


‫أو الديوان "‪ "cabinet‬ان ما يميز الوزارة عن غيرها من الوزارات في األنظمة البرلمانية هو اختالفها عن الحكومة والكابينت‬
‫ذلك أن الجهة المسؤولة أمام البرلمان هي هذه األخيرة التي تضم أهم الوزراء الى جانب رئيس المجلس الملكي الخاص وصاحب‬
‫‪.‬الختم الخاص‬
‫أما غيرهم فال يعتبرون من الكابنيت وليسوا مسؤولين أمام البرلمان ومن هنا فإن الديوان أو الكابينت ال يعني كامل الوزراء لكون‬
‫هذه األخيرة تتشكل من أعضاء في الكابنيت و آخرين غير أعضاء فيه كاألمناء ورؤساء اللجان الوزارية الذين يتولون تسيير‬
‫وتنسيق األعمال الوزارية نفرض فعاليتها وعدم تداخلها [‪]20‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية‬


‫العالقة بين سلطتي التشريع و التنفيذ تقوم على فكرة التوازن في القوة بمعني أن لكل منها ما تستطيع به أن توقف القوة‬
‫األخري‪،‬فالبرلمان قوة لكونه يتلقى من األمة كنائب عنها الوزارة واقعيا قوة تهيمن على التنفيذ و تسأل أمام البرلمان سياسيا ‪،‬من‬
‫هنا فالبرلمان (مجلس العموم) حق طرح الثقة بالوزارة ككل أو بكل وزير على حدة وتذا تم طرح الثقة فالوزارة أو الوزير‬
‫االستقالة فورا‪،‬وحتي ال يغالي البرلمان في استعمال ذاك الحق فإن للوزارة حق يقابل ذلك يتمثل في حقها في حل البرلمان‬
‫المنتخب فيفض و يعاد األمر الى األمة (صاحبة السيادة)ثانية لتقول كلمتها ‪.‬فإذا جاء البرلمان المنتخب الجديد أقر نفس ما أقره‬
‫القديم فال تستطيع الوزارة حل البرلمان مرتين لنفس السبب أن األمة قالت كلمتها األخيرة‪]21[.‬‬
‫وانطالقا مما سبق ‪،‬من حق حل البرلمان من جانب الوزارة في مقابل طرح الثقة بالوزارة من جانب البرلمان يتحقق التوازن بين‬
‫القوتين [‪ ]22‬من ثنايا تبادل التأثير و التأثر بينهما‬

‫خاتمة‬
‫وفي الختام نقول إن النظام البريطاني رغم نجاحه ورغم المزايا التي يتسم بها بكونه يؤدي إلى التفاعل الحقيقي بين السلطات‬
‫الثالث والتي تعد كل منها مكملة لألخرى وأنه يرسخ‬
‫‪.‬الديمقراطية ويمنع االستبداد واستحالة التهرب من الخطأ السياسي وسهولة معرفة المسؤول‬
‫إال أنه ال يخلو من العيوب كونه يحمل في طياته األمور السلبية وذلك قد يؤدي في دول عالم الجنوب إلى ظاهرة عدم االستقرار‬
‫للحكومة وأيضا في ظل االتجاهات الحزبية المعارضة والمتضاربة وأن رئيس الحكومة قد ال يتمتع بشعبية كبيرة كشخص مما قد‬
‫ال يغطي عليه من الهيبة والرمزية‬
‫قائمة الـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــراجــــــــــــع‬
‫الكتب‬
‫بو الشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪1. ،‬‬
‫الجزائر‪2009 ،‬‬
‫حافظ علوان حمادي الدليمي‪ ،‬النظ السياسية في أوروبا الغربية والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪. 2. 2001،‬‬
‫ديدان مولود‪،‬مباحث في القانون الدستوري و النظم السياسية‪،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪3. 3. 2014،‬‬
‫صبري محمد السنوسي‪ ،‬الدور السياسي للبرلمان في مصر (دراسة مقارنة في ضوء نظم الحكم المعاصرة)‪ ،‬دار النهضة ‪4.‬‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬مصر‪2005،‬‬
‫عادل‪ ،‬ثابت‪ ،‬النظم السياسية (دراسة للنماذج الرئسية الحديثة ونظم الحكم في البلدان العربية وللنظام السياسي اإلسالمي)‪. 5. ،‬‬
‫دار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪2007،‬‬
‫محمد محمد بدران‪ ،‬النظم الساسية المعاصرة دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪. 6. 2003،‬‬
‫نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬الوجيز في النظم السياسية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪. 7. 2011 ،‬‬
‫يحيى الجمل‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪8. 1969،‬‬

You might also like