You are on page 1of 19

‫جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية المحمدية‬


‫ماستر‪:‬العمل البرلماني والصياغة التشريعية‬

‫المحكمة الدستورية‬
‫دراسة مقارنة بين دستوري ‪ 1996‬و ‪2011‬‬

‫من انجاز الطلبة‪:‬‬


‫‪JAMAL SOFYAN‬‬

‫‪ERAHMANI RIDA‬‬

‫‪BOULAHDIT SOUMIA‬‬

‫‪EL FATACHI HOUDA‬‬

‫‪MARZOUK ELMILOUDI‬‬

‫‪1‬‬
‫المملكة المغربية‬
‫دستور ‪1996‬‬

‫المجلس الدستوري‬

‫الباب الثامن‬
‫الفصل ‪78‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪79‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪80‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪81‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫المملكة المغربية‬
‫دستور ‪2011‬‬

‫المحكمة الدستورية‬

‫الباب الثامن‬
‫الفصل ‪129‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪130‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪131‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪132‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪133‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪134‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫بعد مرور حوالي عقدين من الزمن إال قليال على إحداث المجلس الدستوري الذي عوض الغرفة‬
‫الدستورية‪ ،‬جاءت المراجعة الدستورية لسنة ‪ 2011‬لترتقي بجهاز مراقبة دستورية القوانين من‬
‫المجلس الدستوري إلى محكمة دستورية تمارس إضافة إلى اختصاصات المسندة سابقا للمجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬اختصاصات أخرى على قدر كبير من األهمية تتعلق بالمراقبة الدستورية‪ ،‬منها ما‬
‫يعتبر توسيعا لالختصاصات األصلية‪ .‬فبعد ما كانت الرقابة التي يمارسها تقتصر على الرقابة‬
‫السياسية الوقائية السابقة على صدور األمر بتنفيذ القوانين‪ ،‬أضحت تجمع إلى الرقابة السياسية‬
‫الرقابة القضائية التي تتيح إمكانية الدفع بعدم دستورية القانون بعد صدور األمر بتنفيذه‪ ،‬أثناء النظر‬
‫في نزاع معروض على القضاء‪ ،‬وذلك إذا دفع أحد األطراف بأن القانون‪ ،‬الذي سيطبق في النزاع‪،‬‬
‫يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬وهكذا الجمع بين أسلوبي الرقابة الدستورية‬
‫السياسية والقضائية‪.‬‬

‫بإلقاء نظرة عن تطور هذه المؤسسة في السياق المغربي‪ ،‬فيمكن الرجوع إلى ما قبل الدستور‬
‫األول لسنة ‪1962‬؛ أي إلى مشروع دستور ‪ 1908‬الذي دستر مبدأ مراقبة دستورية القوانين من‬
‫خالل “مجلس الشرفاء” الذي أُسند إليه القيام بمهمة مراقبة جميع األعمال الصادرة عن مجلس‬
‫األمة‪ .‬إال أن وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ لم يتحقق إال مع الغرفة الدستورية المحدثة في حظيرة‬
‫المجلس األعلى بموجب الدستور األول لسنة ‪ ،1962‬وهو ما تم تكريسه بعد ذلك في دستوري‬
‫‪ 1970‬و‪ .1972‬وقد تطورت هذه الممارسة واستوت بموجب دستور ‪ ،1992‬وذلك بإحداث‬
‫المجلس الدستوري الهيئة المستقلة عن التنظيم القضائي العادي‪ ،‬وإضافة اختصاص البث في مطابقة‬
‫القوانين العادية على إثر إحالة اختيارية من سلطات سياسية حددها الدستور‪ ،‬وهو ما تم تكريسه‬
‫في دستور ‪ .1996‬تم صارت المراقبة الدستورية أكثر نضجا واكتمل قوامها مع دستور ‪،2011‬‬
‫وذلك بتوسيع مجاالتها لتشمل‪ ،‬إضافة إلى البث في دستورية القوانين التنظيمية والقوانين العادية‬
‫واألنظمة الداخلية للمجالس البرلمانية‪ ،‬مراقبة دستورية االتفاقيات والمعاهدات الدولية واألنظمة‬
‫الداخلية للمجالس المنظمة بموجب قوانين تنظيمية‪ ،‬وكذا بجمعها بين أسلوب الرقابة السياسية‬
‫السابقة على صدور األمر بتنفيذ القوانين والعمل باألنظمة الداخلية وبين أسلوب الرقابة القضائية‬
‫التي تتم بواسطة الدفع بعدم الدستورية الذي يثار أمام المحاكم أثناء النظر في قضية بشأن القانون‬
‫الذي سيطبق في النزاع إذا كان القانون يمس بالحقوق وبالحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بعد دراسة الموضوع ونظرا ألهميته التي تتجلى حول دراسة مقارنة بين دستوري ‪ 1996‬و‬
‫‪ 2011‬من خالل الثابت والمتغير ‪.‬‬

‫ولإلجابة عن هذه االشكالية سنقسم الموضوع على النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬االطار العام لمجلس الدستوري‬

‫‪ ‬فقرة األولى‪:‬المجلس الدستوري‬


‫‪ ‬فقرة الثانية ‪:‬التأليف‬
‫‪ ‬فقرة الثالثة‪:‬االختصاص‬
‫‪ ‬فقرة الرابعة‪:‬المسطرة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للمحكمة الدستورية‬

‫‪ ‬فقرةاالولى‪ :‬المحكمةالدستور ية‬


‫‪ ‬فقرة الثانية ‪:‬التأليف‬
‫‪ ‬فقرةالثالثة االختصاص‬
‫‪ ‬فقرة الرابعة‪ :‬المسطرة‬

‫المطلب الثالث‪:‬المقارنة بين دستورين من خالل الثابت و المتغير‪.‬‬

‫‪ ‬فقرةاالولى ‪:‬الثابت‬
‫‪ ‬فقرة الثانية‪:‬المتغير‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العام لمجلس الدستوري‬
‫عرف القضاء الدستوري المغربي بعد مرور ثالثون سنة من الممارسة من لدن الغرفة‬
‫الدستورية بالمجلس األعلى‪ ،‬تطورا هاما جسدته المراجعة الدستورية لسنة ‪ ،1992‬حيث تم‬
‫االرتقاء بموقع هيئته في الهندسة الدستورية من الباب العاشر من الدساتير السابقة إلى البابا لسادس‬
‫في الدستور ‪ 1992‬ونفس األمر تكرر في دستور ‪ ،1996‬كما تم ارتقاء بالغرفة الدستورية من‬
‫مجرد غرفة في المجلس األعلى إلى مؤسسة مستقلة بذاتها هي المجلس الدستوري‪ ،‬والذي أصبح‬
‫يمارس عالوة على االختصاصات المسندة إليه سابقا اختصاصات أخرى تجسدت في مراقبة‬
‫دستورية القوانين العادية باإلحالة االختيارية منالجهات السياسية‪.‬‬

‫‪-‬الفقرة األولى‪ :‬المجلس الدستوري‬


‫انطالقا من منطوق الدستور المغربي‪ ،‬يعتبر المجلس الدستوري‪ ،‬الحارس األمني‪ ،‬لكل‬
‫المقتضيات الدستورية‪ ،‬التيتمر على القوانين التنظيمية والعادية‪ ،‬وعلى المراسيم التنظيمية‪ ،‬كما‬
‫يعتبر آلية ضبط دستورية‪ ،‬لكل سلطة في ممارسة صالحياتها على الوجه المحدد لها في الدستور‪،‬‬
‫كما يعتبر الحامي لحقوق وحريات المواطنين الفردية والجماعية‪ ،‬حيثنص الدستور على ما يلي‪:‬‬
‫"ال يجوز إصدار أو تطبيق أي نص يخالف الدستور‪ .‬ال تقبل قرارات المجلس الدستوري أيطريق‬
‫من طرق الطعن؛ وتلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات اإلدارية والقضائية"‪.‬‬

‫تعتبر هذه المقتضيات بهذه الصيغة‪ ،‬حدثا هاما‪ ،‬في تاريخ النظام القانوني والقضائي المغربي‪،‬‬
‫ألن الدستورالجديد‪ ،‬أصبح يمنع ومن باب الوجوب على السلطتين التشريعية والتنفيذية ‪ -‬كل واحدة‬
‫في مجال اختصاصها‪ -‬إصـدار نصـوص قانونية عامة مجردة وملزمة‪ ،‬تكون مخالفة ألحكامه‪.‬‬

‫ويمنع على السلطة التنفيذية‪ ،‬تطبيق النصوصالقانونية التي تضعها‪ ،‬أو التي تصدر عن السلطة‬
‫التشريعية لنفس السبب؛ وهو ما أكدت عليه الفقرة ما قبل األخيرة من المادة ‪ 81‬من دستور ‪1996‬‬

‫بقولها‪..." :‬ال يجوز إصدار أو تطبيق أي نص يخالف الدستور"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬الفقرة الثانية‪ :‬تأليف‬
‫أصبح المجلس الدستوري بموجب الفصل ‪ 79‬من الدستور‪ ،‬يتألف مناثني عشر عضوا‪ ،‬ستة‬
‫أعضاء يعينهم الملك لمدة تسع سنوات‪ ،‬وستة أعضاء‪ ،‬يعين ثالثة منهم رئيس مجلس النواب وثالثة‬
‫رئيس مجلس المستشارين لنفس المدة بعد استشارة الفرق‪ ،‬ويتم كل ثالث سنوات تجديد ثلث كل‬
‫فئة من أعضاء المجلس الدستوري‪ ،‬ويختار الملك رئيس المجلس الدستورمن بين األعضاء الذين‬
‫يعينهم‪ ،‬ومهمة رئيس وأعضاء المجلس الدستوري غير قابلة للتجديد‪.‬ومن أجل المالءمة مع األحكام‬
‫الجديدة المتعلقة بالمجلس الدستوري في المراجعة الدستورية لسنة‪ ،1996‬صدر قانون تنظيمي‬
‫يغير ويتمم القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الدستوري ‪.‬وهكذا‪ ،‬نالحظ أنه في ظل دستور‬
‫‪1992‬م‪ ،‬أصبح عدد أعضاء المجلس الدستوري ‪ 9‬أعضاء يعينون لمدة ‪ 6‬سنوات‪ ،‬يعين الملك ‪5‬‬
‫أعضاء يختار من بينهم رئيس المجلس الدستوري‪ ،‬و‪ 4‬يعينهم رئيس مجلس النواب‪ ،‬أما في ظل‬
‫دستور ‪1996‬م‪ ،‬فقد ارتفع عدد أعضاء المجلس الدستوري من ‪ 9‬إلى ‪12‬بسبب أن البرلمان أصبح‬
‫يتكون من مجلسين اثنين هما‪ :‬مجلس النواب ومجلس المستشارين‪،‬وهؤالء األعضاء على ثالث‬
‫فئات‪ :‬الفئة األولى وعدد أعضائها ‪ 6‬يعينهم الملك ويختار من بينهم الرئيس‪ ،‬والفئة الثانية تتألف‬
‫من األعضاء الذين يعينهم رئيس مجلس النواب وعددهم ‪ 3‬أعضاء‪،‬أما الفئة الثالثة فتتألف من‬
‫األعضاء الذين يعينهم رئيس مجلس المستشارين وعددهم كذلك ‪ 3‬أعضاء‪ ،‬ويشار إلى أن التعيينات‬
‫المنوطة برئيسي مجلسي البرلمان تتم بعد استشارة كل منهما الفرق البرلمانية على صعيد كل‬
‫مجلس معني‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى مدة االنتداب‪ ،‬فقد ارتفعت‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬من ‪ 6‬إلى ‪ 9‬سنوات‪ ،‬وإذا كان التجديد‬
‫الذي يقع كل ‪ 3‬سنوات نصفيا في دستور ‪1992‬م‪ .‬فقد أضحى يهم ثلث كل فئة من الفئات الثالث‬
‫في دستور ‪1996‬م‪ ،‬ولتحقيق هذا التجديد الذي يقع كل ‪ 3‬سنوات‪ ،‬يتعين لفت االنتباه إلى أن‬
‫المشرع جعل مدة االنتداب المذكورة عند تنصيب المجلس الدستوري ألول مرة‪ ،‬متغايرة بالنسبة‬
‫إلى األعضاء‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وعند أول تعيين ألعضاء المجلس‪ ،‬عندما كانت مدة العضوية محددة في ‪6‬‬
‫سنوات‪ ،‬يعين عضوان من كل فئة لمدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬ويعين العضوان اآلخران من كل فئة لمدة ‪6‬‬
‫سنوات‪،‬ولما ارتفعت المدة إلى ‪ 9‬سنوات‪ ،‬يعين ثلث من أعضاء كل فئة لمدة ‪ 3‬سنوات فقط‪ ،‬والثلث‬

‫‪7‬‬
‫الثاني لمدة ‪ 6‬سنوات فقط‪ ،‬والثلث األخير يعين لمدة ‪ 9‬سنوات‪ .‬وعند فقدان العضوية لسبب من‬

‫األسباب يكمل من تم تعيينه خلفا للعضو السابق الفترة المتبقية من عضويته‪.‬‬

‫‪-‬الفقرة الثالثة‪ :‬االختصاص‬


‫أسند المشرع الدستوري إلى هذا المجلس اختصاصات أوسع في مجال مراقبة دستورية‬
‫القوانين‪،‬ثم جاءت المراجعة الدستورية لسنة ‪1996‬م‪ ،‬وكرست هذه االختصاصات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة دستورية القوانين العادية‬

‫أصبح المجلس الدستوري يمارس إضافة إلى جميع االختصاصات المسندة سابقا إلى الغرفة‬
‫الدستورية للمجلس األعلى اختصاص مراقبة دستورية القوانين العادية‪ ،‬حيث نصت الفقرة الثالثة‬
‫من الفصل ‪ 79‬من الدستور على أن "للملك أو الوزير األول أو رئيس مجلس النواب أو ربع‬
‫األعضاء الذين يتألف منهم هذا المجلس أن يحيلوا القوانين قبل إصدار األمر بتنفيذها إلى المجلس‬
‫الدستوري ليبت في مطابقتها للدستور"‪ ،‬وهو ما كرسه بعد ذلك دستور ‪1996‬م‪ ،‬في الفقرة الثالثة‬
‫من الفصل ‪ 81‬منه‪ ،‬مع مالحظة أن البرلمان لما صار يتكون من غرفتين تمت إضافة رئيس مجلسا‬
‫لمستشارين وربع أعضاء هذا المجلس إلى السلطات الموكول إليها ممارسة هذه اإلحالة‬
‫االختيارية‪ .‬ولقد حدد المشرع الدستوري آجاال للمجلس الدستوري يبت فيها في اإلحاالت‪ ،‬سواء‬
‫منها الوجوبية أو االختيارية‪ ،‬المتعلقة بمطابقة الدستورية‪ ،‬حيث نصت الفقرة الرابعة من الفصل‬
‫‪81‬من دستور ‪1996‬م‪ ،‬على أن المجلس الدستوري يبت فيهذه الحاالت خالل شهر واحد‪ ،‬وتخفض‬

‫هذه المدة إلى ثمانية أيام بطلب من الحكومة إذا كاناألمر يدعو إلى التعجيل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دسترة مبدأ الحجية المطلقة التي تكتسيها قرارات المجلس الدستوري‬

‫من مستجدات المراجعة الدستورية لسنة ‪1992‬م‪ ،‬والتي كرستها المراجعة الدستورية‬
‫لسنة‪1996‬م‪ ،‬النص وألول مرة‪ ،‬في صلب الوثيقة الدستوريةعلى أن القرارات التي يصدرها‬
‫المجلس الدستوري بهذا الخصوص أو بغيره طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 81‬من الدستور‪ ،‬ال‬
‫تقبل أيطريق من طرق الطعن‪ ،‬وتلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫والمعنى‪ ،‬أنقرارات القضاء الدستوري تتوافر على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬وتكتسي حجية مطلقة‬
‫أمام الجميعبمن فيهم الجهاز نفسه الذي يصدرها‪ ،‬أي أنه ال يمكنه أن يتراجع عن قرار أصدره أو‬

‫‪8‬‬
‫أن يعدله‪،‬باستثناء ما نص عليه القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الدستوري في مادتيه ‪ 18‬و‪19‬‬
‫من أنه "إذاالحظ المجلس الدستوري وجود خطأ مادي في قرار من قراراته جاز له تصويبه‬
‫تلقائيا"‪ ،‬وأنه لكل طرف معني أن يطلب من المجلس الدستوري تصويب خطأ مادي شاب قرارا‬
‫من قراراته في غضون عشرين يوما من تاريخ تبليغ القرار المطلوب تصويبه‪.‬وهذه الحجية‬
‫المطلقة‪ ،‬التي تلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات اإلدارية والقضائية‪ ،‬تجد تطبيقها فيما نصت‬
‫عليه الفقرة ما قبل األخيرة من نفس الفصل من الدستور التي تنص على أنهال يجوز إصدار أو‬
‫تطبيق أي نص يخالف الدستور"‪،‬وكرستها المقتضيات الواردة في المادة ‪24‬أنفة الذكر‪ ،‬من أن‬
‫نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون يحول دون إصدار األمر بتنفيذ‬
‫هذا القانون‪.‬‬

‫‪-‬الفقرة الرابعة‪ :‬المسطرة‬


‫تكون إحالة القوانين إلى المجلس الدستوري في الحاالت المنصوص عليها في الفقرة الثالثة من‬
‫الفصل ‪ 81‬من الدستور برسالة من الجهة التي تتخذ المبادرة لذلك أو برسالة أو عدة رسائل تتضمن‬
‫في مجموعها إمضاءات عددمن أعضاء مجلس النواب أو مجلس المستشارين ال يقل عن ربع‬
‫األعضاء الذين يتألف منهم كل من المجلسين المذكورين‬

‫ويقوم المجلس الدستوري‪ ،‬فور إحالة القوانين إليه في الحاالت المنصوص عليها في الفقرة‬
‫السابقة‪ ،‬بإبالغ ذلك إلى الملك والوزير األول ورئيس كل مجلس من مجلسي البرلمان الذي يتولى‬
‫بدوره إعالم أعضاء مجلسه باألمر وللوزير األول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس‬
‫المستشارين وأعضاء المجلسين المذكورين أن يدلوا إلى المجلس الدستوري بما يبدو لهم من‬
‫مالحظات في شأن القضية المعروضة عليه‪.‬كما يبت المجلس الدستوري في مطابقة القانون‬
‫للدستور خالل شهر من إحالته إليه أو في غضون ثمانية أيام فيحالة االستعجال وفور نشر قرار‬
‫من المجلس الدستوري يقضي بمطابقة قانون الدستور ينتهي فيما يخص هذا القانون وقف سريان‬
‫األجل المحدد إلصدار األمر بتنفيذ القوانين‪.‬‬

‫يحول نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون تنظيمي أو من قانون‬
‫أو من النظام الداخلي لمجلس النواب أو مجلس المستشارين للدستور دون إصدار األمر بتنفيذ‬

‫‪9‬‬
‫القانون التنظيمي أو القانون أوالعمل بالمادة موضوع القرار من النظام الداخلي لمجلس النواب أو‬
‫مجلس المستشارين‪.‬‬

‫وإذا قضى المجلس الدستوري بأن قانونا تنظيميا أو قانونا أو نظاما داخليا يتضمن مادة غير‬
‫مطابقة للدستورولكن يمكن فصلها من مجموعه يجوز إصدار األمر بتنفيذ القانون التنظيمي أو‬
‫القانون أو العمل بالنظام الداخلي باستثناء المادة المصرح بعدم مطابقتها للدستور‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للمحكمة الدستورية‪:‬‬
‫يعود تاريخ القضاء الدستوري بالمملكة المغربية إلى أولى سنوات االستقالل عندما نص دستور‬
‫‪ 1962‬على تأسيس غرفة دستورية بالمجلس األعلى باعتباره أعلى هيئة في التنظيم القضائي‪.‬‬

‫في سنة ‪ ،1992‬سيعرف هذا القضاء استقالال أكبر بموجب المراجعة الدستورية التي نصت‬
‫على إحداث مجلس دستوري باعتباره مؤسسة مستقلة ذات صالحيات أوسع‪ ،‬تتماشى مع المخطط‬
‫اإلصالحي الذي وضعته المملكة مع بداية التسعينات الهادف إلى تعزيز دولة القانون‪ ،‬وترسيخ‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا‪.‬‬

‫الفقرةاالولى‪:‬المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫تعتبر المحكمة الدستورية اعلى هيئة قضائية دستورية بالمغرب‪ ،‬تمارس رقابة بعدية ورقابة‬
‫قبلية على دستورية القوانين‪.‬وخالل دستور ‪ 2011‬تعززت مكانة المحكمة الدستورية حيت‬
‫اصبحت تتمتع بعدة صالحيات كما تبت في موافقة االتفاقيات التي يوقعها المغرب‪ .‬وتختص بالنظر‬
‫في صحة انتخاب أعضاء البرلمان‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأليف وتنظيم المحكمة الدستورية‬


‫ينص الفصل ‪ 130‬من دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،2011‬والمادة ‪ 1‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 066.13‬المتعلق بالمحكمة الدستورية على أن المحكمة الدستورية تتألف من أثني عشر‬
‫عضوا‪ ،‬يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬يعين الملك نصفهم من بينهم عضو يقترحه‬
‫األمين العام للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وستة أعضاء األخرين ينتخب نصفهم من قبل مجلس النواب‪،‬‬
‫والنصف األخر من مجلس المستشارين‪ ،‬وذلك من المترشحين الذين يقدمهم مكتب كل مجلس بعد‬
‫التصويت باالقتراع السري وبأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس‪ .‬يتم اختيار أعضاء‬
‫المحكمة الدستورية من الشخصيات المتوفرة على تكوين عال في مجال القانون‪ ،‬وعلى كفاءة‬
‫قضائية أو فقهية أو إدارية والمشهود لهم بالتجرد والنزاهة‪ ،‬والذين مارسوا مهنتهم لمدة تفوق خمسة‬
‫عشر سنة‪ ،‬ويتم كل ثالث سنوات تجديد كل فئة من أعضائها‪ ،‬ويعين الملك رئيسها من بين األعضاء‬
‫الذين تتألف منهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫توضع على أعضاء المحكمة الدستورية مجموعة من القيود بحيث يمنع عليهم الجمع بين‬
‫عضويتهم في المحكمة ومهام أخرى‪ ،‬ويتعلق األمر بالجمع بين عضوية المحكمة وعضوية‬
‫الحكومة أو مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس األعلى للسلطة القضائية أو المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو كل هيئة أو مؤسسة من المؤسسات أو الهيئات المنصوص عليها‬
‫في الباب الثاني عشر من الدستور‪ ،‬كما أنه ال يجوز ألعضاء المحكمة ممارسة أي وظيفة عامة أو‬
‫مهمة انتخابية أو أي شغل كان نظير مقابل إما في شركة أو في دولة أجنبية أو منظمة دولية أو‬
‫منظمة دولية غير حكومية‪ ،‬كما ال يمكن لهم ممارسة أي مهنة حرة طيلة عضويتهم في المحكمة‪.‬‬
‫ويتعهد أعضاء المحكمة الدستورية بواجب التحفظ‪ ،‬وبصفة عامة االمتناع عن كل ما من شأنه أن‬
‫يمس باستقاللهم‪ ،‬وال أن يتخذوا أي موقف علني أو اإلدالء بأي فتوى في القضايا التي سبق للمحكمة‬
‫أن قضت فيها‪ ،‬كما أنه ال يجوز لهم أن يشغلوا داخل حزب سياسي أو نقابة أو هيئة ذات طابع‬
‫سياسي أو نقابي كيفما كانت طبيعتها أو أي منصب مسؤول أو قيادي‪ ،‬أو أن يسمحوا باإلشارة إلى‬
‫صفتهم كأعضاء بالمحكمة في أي وثيقة متعلقة بأي نشاط عمومي أو خاص‪ .‬وفي حالة رغبة أحد‬
‫أعضاء المحكمة في الترشح لمهمة عامة انتخابية أن يقدم استقالته قبل إيداع طلب ترشيحه‪ ،‬وال‬
‫تطبق هذه االستقالة على المهام االنتخابية الداخلية في الجمعيات والهيئات التي ليس لها طابع نقابي‬
‫أو سياسي أو مهني‪.‬‬

‫حاالت تنتهي فيها العضوية بالمحكمة الدستورية‪ ،‬ويتعلق األمر إما بانتهاء المدة المحددة لها‪،‬‬
‫أو بوفاة العضو‪ ،‬أو باالستقالة‪ ،‬أو باإلعفاء ويكون ذلك في حالة مزاولة نشاط يتنافى مع عضوية‬
‫المحكمة أو فقدان التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬أو حدوث عجز بدني مستديم يمنعه من القيام‬
‫بمزاولة مهامه‪ ،‬وأخيرا إذا ان هنا إخالل بااللتزامات العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫حينما تنتهي مدة عضوية أعضاء المحكمة الدستورية‪ ،‬فإنه يتم تعيين أو انتخاب أعضاء الذين‬
‫سيحلون محلهم قبل تاريخ انتهاء المدة المذكورة بخمسة عشر يوما على األقل‪ .‬وبالنسبة النتهاء‬
‫عضوية أحد األعضاء ألحد األسباب التي سبق االشارة لها‪ ،‬فإنه يتم تعيين من يخلفه خالل مدة‬
‫خمسة عشر يوما من تبليغ الحالة إما إلى الملك إن كان أمر التعيين الخلف يرجع له‪ ،‬وإما إلى رئيس‬
‫مجلس النواب أو رئيس مجلس المستشارين في الحاالت األخرى‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اختصاصات المحكمة الدستورية‬
‫تناط بالمحكمة الدستورية مجموعة من االختصاصات لعل أبرزها المراقبة على دستورية‬
‫القوانين‪ ،‬ويقصد بذلك أن المحكمة تتفحص مدى مطابقة النصوص التشريعية‪ ،‬واألنظمة الداخلية‬
‫لمجلسي البرلمان وبعض المؤسسات الدستورية‪ ،‬وااللتزامات الدولية المحال عليها للنص‬
‫الدستوري‪ ،‬وهذه المراقبة قد تكون قبلية أو الحقة لدخول القانون حيز التنفيذ‪.‬‬

‫بالنسب ة للمراقبة القبلية فقد تكون إلزامية أو اختيارية‪ ،‬وتكون إلزامية في بعض القوانين ويتعلق‬
‫األمر بالقوانين التنظيمية التي يجب أن تحال على المحكمة وجوبا بعد مصادقة البرلمان عليها‪،‬‬
‫وقبل إصدار األمر بتنفيذها‪ ،‬واألنظمة الداخلية لبعض المؤسسات الدستورية التي ينبغي إحالتها‬
‫وجوبا قبل الشروع في تطبيقها‪ .‬وإذا كانت هذه الحاالت تستلزم االحالة االلزامية على المحكمة فإن‬
‫ما دون ذلك تكون فيه االحالة اختيارية أي القوانين األخرى العادية‪ ،‬وتكون هذه االحالة قصد البث‬
‫في مطابقتها للدستور‪.‬‬

‫أما المراقبة الالحقة فالمحكمة الدستورية نظرا لكونها تنظر في كل دفع متعلق بعدم دستورية‬
‫قانون إذا ما أثير أثناء النظر في دعوى قائمة أمام القضاء‪ ،‬ودفع أحد األطراف بأن القانون الذي‬
‫سيطبق في النزاع يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬تكون هذه المراقبة في البث في‬
‫كل ملتمس حكومي يرمي إلى تغيير النصوص التشريعية من حيث الشكل بمرسوم إذا كان‬
‫مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصاتها‪ ،‬وأيضا‬
‫مراقبة صحة إجراءات مراجعة الدستور وإعالن نتائجها‪ ،‬كما تشمل صحة االنتخابات البرلمانية‬
‫وعمليات االستفتاء‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬المسطرة‪.‬‬


‫بالنسبة للمسطرة المطبقة أمام المحكمة الدستورية‪ ،‬فإنه تتم احالة القانون إما بواسطة الملك أو‬
‫رئيس الحكومة أو رئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس المستشارين‪ ،‬أو ُخمس أعضاء مجلس‬
‫النواب‪ ،‬أو ثُلث أعضاء مجلس المستشارين قبل دخوله حيز التنفيذ‪ ،‬لتبث فيه المحكمة بدعوة من‬
‫رئيسها‪ ،‬وإن حصل له عائق قام بذلك أكبر األعضاء سنا من بين أقدمهم عضوية الجتماع المحكمة‪،‬‬
‫وتستمع إلى تقرير عضو من أعضائها يعينه الرئيس‪ ،‬وتكون المداوالت بحضور تسعة أعضاء‬
‫على األقل‪ ،‬وتتخذ قراراتها بأغلبية ثلثي األعضاء الذين تتألف منهم‪ ،‬وإذا تعذر توفر هذا النصاب‬

‫‪13‬‬
‫بعد دورتين للتصويت‪ ،‬وبعد المناقشة تتخذ المحكمة قراراتها باألغلبية المطلقة ألعضائها‪ ،‬وفي‬
‫حالت تعادل األصوات يعتبر صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬

‫مما ينبغي االشارة إليه في األخير أن المحكمة الدستورية تصدر قراراتها باسم الملك وطبقا‬
‫للقانون وتكون جلساتها غير علنية ما لم ينص على خالف ذلك‪ ،‬وتنشر بالجريدة الرسمية داخل‬
‫أجل ال يزيد عن ثالثين يوما من تاريخ صدورها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬المقارنة بين دستوري ‪ 1996‬و‪ 2011‬من خالل الثابت‬
‫والمتغير‬

‫سنسعى من خالل هذه الورقة إظهار مواطن التماثل والتمايز بين المجلس الدستوري‬
‫والمحكمة الدستورية بإجراء مقارنة بينهما انطالقا من دستوري ‪ 1996‬و‪.2011‬‬

‫وعمل المشرع الدستوري بمناسبة المراجعة الدستورية األخيرة لسنة ‪ 2011‬بالنظر إلى‬
‫سياقها العام والظرفية التي دعت إليها‪ ،‬إلى إحداث تحول نوعي في مجال الرقابة الدستورية التي‬
‫تعد أساس دولة القانون وذلك بنصه على إحداث محكمة دستورية تعوض المجلس الدستوري‬
‫الذي وجهت إليه عدة انتقادات مع تعديل في المقتضيات الخاصة بتكوينها بالمقارنة مع هذا‬
‫األخير باإلضافة إلى توسيع االختصاصات المنوطة بها‪ .‬كما أن هذه األهمية تظهر من خالل‬
‫المالحظات الشكلية األولية التي يتبين من خاللها أن دستور ‪ 2011‬خص في هندسته هذه‬
‫المحكمة بستة فصول وذلك عوض أربعة فصول التي خصصت للمجلس الدستوري بمقتضى‬
‫دستور ‪.1996‬‬

‫وما يمكن قوله بعد المقارنة بين المجلس الدستوري الذي نص عليه دستور ‪ 1996‬والمحكمة‬
‫الدستورية في ظل دستور ‪ ،2011‬هو أن األخيرة أصبح لها دور كبير وباتت تؤدي أدوارا أكثر‬
‫من المجلس الدستوري‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الثابت‬

‫احتفظ المشرع الدستوري للمحكمة الدستورية في ظل دستور ‪ 2011‬باالختصاصات التقليدية‬


‫التي جاءت في دستور ‪ 1996‬بالنسبة للمجلس الدستوري والتي تعد جوهر اختصاص القضاء‬
‫الدستوري بشكل عام وتتعلق بشكل أساسي بمراقبة دستورية القوانين التنظيمية أو األساسية‬
‫والنظامان الداخليان لمجلسي البرلمان كاختصاص جوهري باإلضافة كذلك إلى البث في‬
‫دستورية القوانين العادية‪ ،‬وفي الطعون االنتخابية التشريعية وفي صحة عمليات االستفتاء‬
‫الدستوري‪،‬وفي مراقبة قواعد توزيع االختصاص بين ما هو تشريعي وتنظيمي زيادة على‬

‫‪15‬‬
‫االختصاصات االستشارية التي تمارسها المحكمة الدستورية أو تلك الخاصة برئيس المحكمة‬
‫بصفته المنفردة‪.‬‬

‫كما يشتركان في استشارة رئيسها من طرف الملك عند لجوئه لحل البرلمان‪.‬‬

‫كما يشترك الطرفين فيما يعرض عليهما من طلبات ودفوع خالل مدة شهر على األكثر‪ ،‬إال‬
‫إذا طلبت الحكومة تخفيض هذه المدة في حالة االستعجال‪ ،‬فتصبح ثمانية أيام فقط‪.‬‬

‫كما يشتركان أيضا في المهام التي ال يجوز الجمع بينها وبين عضوية المحكمة الدستورية أو‬
‫المجلس الدستوري وطريقة إجراء التجديدين األولين لثلث أعضائها‪ ،‬وكيفيات تعيين من يحل‬
‫محل أعضائها‪ ،‬الذين استحال عليهم القيام بمهامهم‪ ،‬أو استقالوا أو توفوا أثناء مدة عضويتهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المتغير‬


‫أضاف دستور ‪ 2011‬في أهم ما جاء به في تطوير القضاء الدستوري وأضاف اختصاصا‬
‫جديدا للمحكمة الدستورية‪ ،‬يتعلق بالرقابة القضائية‪ ،‬حيث يسمح ألطراف قضية معروضة على‬
‫القضاء‪ ،‬الطعن في عدم دستورية القانون‪ ،‬بدعوى مسه بالحقوق والحريات التي يضمنها‬
‫الدستور‪ ،‬وتتولى المحكمة الدستورية النظر في هذا الدفع‪ ،‬وإذا أقرت بعدم دستورية القانون‬
‫المطعون فيه‪ ،‬الن الحكم يؤدي إلى نسخ هذا القانون‪ ،‬ابتداء من التاريخ الذي حددته المحكمة‬
‫الدستورية في قرارها‪ .‬وتلزم المحكمة الدستورية كل السلطات العامة‪ ،‬وجميع الهيئات اإلدارية‬
‫والقضائية‪.‬‬
‫وخص المشرع المحكمة الدستورية بالرقابة على المعاهدات الدولية حيث تمارس المحكمة‬
‫الدستورية رقابة اختيارية على المعاهدات الدولية‪ ،‬وذلك بإحالة من الملك‪ ،‬أو رئيس المحكمة‪ ،‬أو‬
‫رئيس مجلس النواب‪ ،‬أو رئيس مجلس المستشارين‪ ،‬أو سدس أعضاء مجلس النواب‪،‬أو ربع‬
‫أعضاء مجلس المستشارين الذين يحق لهم مطالبة المحكمة الدستورية من التحقق من مطابقة‬
‫معاهدات واتفاقيات دولية للدستور (الفصل‪ ،)132‬وإذا أقرت المحكمة ‪-‬بعد إحالة من الجهات‬
‫صاحبة الصفة‪ -‬بأن التزاما دوليا يتضمن بندا مخالفا للدستور‪ ،‬فإن المصادقة على هذا االلتزام ال‬

‫‪16‬‬
‫تقع‪ ،‬إال بعد مراجعة الدستور (الفصل ‪ 55‬من الدستور)‬
‫من بين المتغيرات أيضا هو أن المحكمة الدستورية التي تتألف كالمجلس الدستوري سابقا من‬
‫اثني عشر عضوا‪ ،‬يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬ستة أعضاء يعينهم الملك‪ ،‬بات‬
‫من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وهذا لم يكن سابقا‪.‬‬

‫يشار إلى أن مجموعة من القرارات كانت قد أصدرتها المحكمة الدستورية وكانت محط نقاش‬
‫كبير بين المغاربة وأسالت العديد من القيل والقال بل حتى فقهاء القانون الدستوري كتبوا وأدلوا‬
‫بدلوهم في هذه القرارات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫خاتمة‬
‫مما سبق يمكن أن نستشف أن المحكمة الدستورية جاءت استمرارا للمجلس الدستوري‪ ،‬حيث‬
‫تبقى المراقبة الدستورية من أهم عناصر قيام دولة الحق والقانون‪ ،‬حسب ما جاء على لسان محمد‬
‫أمين بن عبد هللا‪ ،‬عضو المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬في ندوة صحافية نظمت سابقا في كلية‬
‫العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية بالمحمدية‪.‬‬

‫فدولة الحق والقانون “هي الدولة التي تمتثل لدستورها وللحريات وتحترم أفراد المجتمع”‪،‬‬
‫علما أنه بدون مراقبة ال يمكن أن يتحقق كل هذا‪ ،‬لذا يبقى حضور ووجود المحكمة الدستورية‬
‫ضروري وبمثابة دركي يسهر على تطبيق القوانين وعدم مخالفتها للدستور‪.‬‬

‫لذلك فالقضاء الدستوري ما هي إال منارة للترافع والدفاع على القانون‪ ،‬دارسا للحقوق‬
‫والحريات ضامنا لتوزيع السلط‪.‬‬

‫ونتيجة ألهمية الرقابة الدستورية نالحظ في عالمنا اليوم تعميما للمجالس والمحاكم الدستورية‬
‫باعتبارها هياكل تسهر وبشكل يومي على احترام علوية الدستور وسموه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مراجع‪:‬‬
‫‪ ‬دستور ‪2011‬‬

‫‪ ‬دستور ‪1996‬‬

‫‪ ‬عبد المولى مسعيد‪ ،‬المحكمة الدستورية في ظل دستور ‪ ،2011‬هسبريس‪ ،‬يونيو‬


‫‪2016‬‬

‫‪ ‬مقال الجزيرة‪ ،‬المحكمة الدستورية المغربية‪ ،‬أبريل‬


‫‪ ‬رشيد المدور الغرفة الدستورية_ المجلس الدستوري_ المحكمة الدستورية‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات دستورية‪ ،‬المجلد الثالث_ العدد السادس ‪2016‬‬
‫‪ ‬محمد صابر المجلس الدستوري بالمغرب‪ :‬واجهة لسيادة الدستور المجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪29.93‬المتعلق بالمجلس الدستوري‬

‫‪19‬‬

You might also like