You are on page 1of 10

‫محاضرات الثقافة اإلسالمية‬

‫تعريف الثقافة‪:‬‬
‫معرفة عملية مكتسبة تنطوي على جانب معياري وتتجلى في سلوك اإلنسان الواعي في‬
‫تعامله في الحياة االجتماعية مع الوجود‪.‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫معنى المعرفة‪ :‬لفظ عام يشير إلى كل ما يملكه اإلنسان من معلومات حول كل الموضوعات‬
‫التي يزخر بها هذا الوجود‪ ،‬وأبسط صور المعرفة أن تكون خبرا او معلومة عن موضوع‪.‬‬
‫قسما المعرفة‪ :‬معرفة نظرية غايتها الوقوف على حقائق األشياء‪ ،‬ومعرفة عملية غايتها‬
‫العمل‪( .‬الفرق بينهما اختالف الغاية)‪ ،‬الثقافة تدخل في قسم المعرفة العملية ألنها تهدف إلى‬
‫العمل والفعل والسلوك‪.‬‬
‫معنى مكتسبة‪ :‬أي أن اإلنسان يحصل عليها بعد أن لم تكن موجودة لديه‪.‬‬
‫معنى الجانب معياري‪ :‬هو وجود معيار تقاس في ضوئه حال الثقافة قربا ً أو بعداً تقدما ً أو‬
‫تخلفا ً‪ ،‬وفيه حالين‪ :‬واقع الثقافة في المجتمع وكذلك المضمر عندنا‪.‬‬
‫تتجلى في سلوك اإلنسان‪ :‬أي أن تظهر في ممارسات اإلنسان فرداً أو جماعة‪.‬‬
‫وال ينفع أن تكون مخزونة في األذهان والكتب‪.‬‬
‫السلوك الواعي‪ :‬هو الذي يقوم به صاحبه وهو يعرف هدف هذا السلوك والغاية التي‬
‫ستتحقق من وراء القيام به‪.‬‬
‫هذا السلوك الواعي هو سلوك اجتماعي‪ :‬أي سلوك يقوم به اإلنسان في المجتمع خالل‬
‫ممارسته لحياته االجتماعية‪.‬‬
‫اإلنسان في هذه الحياة يتعامل مع الوجود الذي يحيط به‪ :‬ولفظ الوجود لفظ عام يشير إلى كل‬
‫ما هو موجود سواء كان وجوده ماديا ً حسياً‪ ،‬أو روحيا ً غير مادي‪ ،‬يقسم الوجود إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬الخالق‪ :‬وهو هللا سبحانه وتعالى (خالق كل شيء)‪.‬‬
‫‪ .2‬المخلوقات‪ :‬وهي كل الموجودات باستثناء الخالق‪ ،H‬وتقسم إلى أقسام‪:‬‬
‫‪ ‬الذات‪ :‬ويقصد بها وجود كيان الفرد في مجمله‪.‬‬
‫‪ ‬اآلخر‪ :‬ويقصد به جميع بني اإلنسان ما عدا الذات‪.‬‬
‫‪ ‬الكون الطبيعي‪ :‬ويشمل هذا الكون الذي نعيش فيه بما فيه‪.‬‬
‫‪ ‬الوسائل واألدوات والمنجزات‪ :‬وتشمل كل ما استعان به اإلنسان أو ابتكره من‬
‫وسائل استخدمها في حياته وتعامله مع الوجود‪.‬‬
‫‪ ‬األفكار‪ :‬وهي في جوهرها وجود غير مادي ومكانها الذهن‪ ،‬ويمكن التعبير‬
‫عنها باللفظ أو الكتابة ويدخل في هذا الجانب العلوم والتراث الفكري‪.‬‬
‫‪ ‬الزمن‪ :‬وهو أمر مالزم للوجود بعامة‪ ،‬ويشمل الماضي والحاضر والمستقبل‪،‬‬
‫وال غنى عنه في تنظيم أمور حياتنا‪.‬‬
‫‪ ‬الغيب‪ :‬وهو كل وجود ال يمكن لإلنسان أن يدركه إدراكا ً حسيا ً البتة‪ ،‬وهو جزء‬
‫من حياة اإلنسان‪ ،‬ومن ذلك المالئكة والجن والنار والعرش والقلم‪...‬‬

‫تعريف الثقافة اإلسالمية‪:‬‬


‫معرفة عملية مكتسبة تنطوي على جانب معياري مستمد من شريعة اإلسالم ومؤسس على‬
‫عقيدته وتتجلى في سلوك اإلنسان الواعي في تعامله في الحياة االجتماعية مع الوجود‪.‬‬
‫أي أن ما يميز تعريف الثقافة اإلسالمية عن الثقافة بشكل عام هو المعيار الذي يكون في‬
‫الثقافة اإلسالمية مستمدا من شريعة اإلسالم ومؤسس على عقيدته‪.‬‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫ـ عرف الثقافة واشرح عناصر التعريف بشكل مفصل‪.‬‬
‫ـ المخلوقات هي كل الموجودات باستثناء الخالق‪ ،‬والثقافة تتجلى في سلوك اإلنسان عندما‬
‫يتعامل مع هذه الموجودات‪ ،‬اذكر خمسا منها مع التوضيح لكل نوع‪.‬‬
‫ـ ما الذي يميز مفهوم الثقافة اإلسالمية عن مفهوم الثقافة بشكلها العام‪.‬‬

‫عالقة الثقافة اإلسالمية ببعض المصطلحات المقاربة‬


‫أوال‪ :‬عالقة الثقافة اإلسالمية بالدين‬
‫تعريف الدين‪ :‬هو ما يعتنقه اإلنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة‪.‬‬
‫العناصر الرئيسية ألي دين‬
‫‪1‬ـ عقيدة‪ :‬وهي الآراء النظرية التي تخص القضايا الكبرى‪ ،‬هللا‪ ،‬الكون‪ ،‬اإلنسان‪.‬‬
‫‪2‬ـ شريعة‪ :‬وهي مجموعة الأحكام والقواعد والضوابط التي يمارسها اإلنسان ويطبقها في‬
‫سلوكه‪.‬‬
‫‪3‬ـ الغاية‪ :‬أي ما الذي سيتحقق بعد اتباع األحكام من خير وسعادة‪.‬‬
‫‪4‬ـ واضع الدين‪ :‬أي من وضع العقيدة والشريعة‪ ،‬قد يكون هللا عز وجل وقد يكون إنسانا‪،‬‬
‫فلكل دين مصدر‪.‬‬
‫‪5‬ـ مبلغ‪ :‬وهو أول إنسان بدأ بنشر العقيدة والشريعة‪ ،‬فلكل دين مبلغ‪ ،‬وقد يكون واضع الدين‬
‫هو المبلغ‪.‬‬
‫‪6‬ـ أتباع الدين‪ :‬وهم الناس الذين قبلوه ومارسوه في حياتهم‪ ،‬فلكل دين أتباع‪.‬‬

‫عالقة الثقافة اإلسالمية بالدين اإلسالمي‬


‫‪1‬ـ تشترك الثقافة اإلسالمية مع الدين اإلسالمي بالجانب العملي‪ ،‬فجانب الثقافة العلمي هو‪:‬‬
‫العمل والفعل والسلوك والتطبيق‪ ،‬وكذلك الثقافة‬
‫‪2‬ـ الجانب المعياري في الثقافة مستمد من اإلسالم‪ ،‬وتحديدا مستمد من الجانب العملي وهو‬
‫الشريعة المبنية أساسا على العقيدة‪.‬‬
‫‪3‬ـ جزء من الثقافة اإلسالمية مستمد من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫عالقة الثقافة اإلسالمية بالعلم‬


‫تعريف العلم‪ :‬هو مجموعة من الحقائق النظرية المتسقة في حقل من حقول المعرفة والتي‬
‫تم الوصول إليها من طريق منهج مالئم في البحث وجرى التحقق من صدقها‪.‬‬
‫تأثير الثقافة اإلسالمية في العلم‪:‬‬
‫‪1‬ـ الثقافة اإلسالمية تحث الناس على طلب العلم ذكورا وإناثا‪.‬‬
‫‪2‬ـ تؤكد على طلب العلم النافع‪.‬‬
‫‪3‬ـ تضع أولويات للعلوم وفق مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫‪4‬ـ تحث على نشر العلم وتعتبر ذلك واجبا دينيا‪.‬‬
‫‪5‬ـ تضع ضوابط دينية للنشاط العلمي في كل مراحله‪ H‬من بداية اكتسابه وحتى الضوابط‬
‫األخالقية‪.‬‬

‫تأثير العلم على الثقافة اإلسالمية‪:‬‬


‫العلم يجعل الثقافة اإلسالمية تطرح تساؤالت وتفتح أبوابا للبحث العلمي من خالل نصوص‬
‫إسالمية مثل التوجيهات النبوية في الطعام والتداوي وغير ذلك‬
‫عالقة الثقافة اإلسالمية بالحضارة‬
‫تعريف الحضارة‪ :‬هي جملة االنجازات االنسانية المتراكمة ألمة من األمم خالل حقبة‬
‫زمنية معينة تمت بهدف تسيير حياة اإلنسان وتسهيلها وتكميل وجوده في ضوء العقيدة‬
‫السائدة في هذه األمة وتشمل المنجزات المادية مثل اآلالت والمباني والطريق والجسور‬
‫وغيرها وغير المادية مثل الفنون والفكر والعلوم‬
‫عالقة الثقافة اإلسالمية بالحضارة‬
‫الحضــارة‪ H‬تتنــاول جملة من مظــاهر الرقــي العلمـــي والفنــي واألدبــي واالجتماعي‬
‫والمادي‪ ،‬والتي أنجزها الناس وانتقلت من جيل إلى جيل‪ ،‬أي انها ترتد إلى سلوك مبني على‬
‫معرفة عملية‪ ،‬والثقافة‪ H‬هي معرفة عملية‪.‬‬
‫وعليه فالعنصر العملي هو المشترك بين الحضارة والثقافة ويرتبطان مع بعضهما ارتباطا‬
‫وثيقا‪ ،‬من خالله ألن ثقافة كل أمة هي أساس حضارتها‪ ،‬وأسلوب حياتها‪.‬‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫ـ عرف الدين‬
‫ـ عدد العناصر الرئيسية ألي دين‪.‬‬
‫ـ اذكر بنقاط عالقة الثقافة اإلسالمية بالدين اإلسالمي‪.‬‬
‫ـ عرف العلم‬
‫ـ كيف تؤثر الثقافة اإلسالمية في العلم؟ اذكر ذلك بنقاط‪.‬‬
‫ـ عرف الحضارة‪H‬‬
‫ـ ماهي عالقة الثقافة اإلسالمية بالحضارة؟‬

‫مصادر الثقافة اإلسالمية‬


‫للثقافة اإلسالمية أربعة مصادر رئيسة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشريعة اإلسالمية‬
‫ثانيا‪ :‬تراث الحضارة اإلسالمية‬
‫ثالثا‪ :‬اإلنجازات الثقافية المحايدة للحضارات األخرى‬
‫رابعا‪ :‬العلم‬

‫مصادر الشريعة اإلسالمية‬


‫الشريعة اإلسالمية لها أربعة مصادر‪:‬‬
‫‪1‬ـ القرآن الكريم‬
‫‪2‬ـ السنة النبوية‬
‫‪3‬ـ اإلجماع‬
‫‪4‬ـ االجتهاد أو القياس‬

‫خصائص القرآن الكريم‬


‫‪1‬ـ كالم هللا الذي نزل على محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وبذلك ال تعد الكتب السماوية‬
‫األخرى من القرآن‪ ،‬ألنها لم تنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪2‬ـ القرآن مجموع اللفظ والمعنى المنقول إلينا بطريق التواتر فتخرج األحاديث القدسية‪.‬‬
‫‪3‬ـ القرآن محفوظ من الزيادة والنقصان‪ ،‬ولن يستطيع أي مخلوق من العبث فيه والزيادة أو‬
‫النقصان‪.‬‬
‫‪4‬ـ القرآن معجز‪ ،‬وعجز جميع البشر عن االتيان بمثله‪ ،‬وقد تحدى الخلق باإلتيان بسورة‬
‫من مثله‪.‬‬
‫‪5‬ـ نزل القرآن منجما على النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪6‬ـ منه مكي نزل قبل الهجري ومدني نزل بعد الهجرة‪ H،‬ولكل خصائصه وطريقة خطابه‬
‫‪7‬ـ نصوص القرآن قطعية ومنكر نص منها يعد كافرا‬
‫‪8‬ـ إخباره‪ H‬بحوادث تحدث في المستقبل وقد حدثت فعال‬

‫تقسم األحكام في آيات القرآن الكريم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬


‫‪1‬ـ آيات تناولت أحكام العقيدة كاإليمان باهلل ومالئكته ورسله وكتبه واليوم اآلخر‪.‬‬
‫‪2‬ـ آيات تناولت الجانب األخالقي وأسس تهذيب النفس‬
‫‪3‬ـ آيات تناولت األحكام العملية المتعلقة باألفعال واألقوال‪ ،‬وقد اختص علم الفقه وأصوله‬
‫بدراستها‪.‬‬

‫تعريف السنة‪ :‬ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو ُخلقية‪.‬‬
‫مكانتها‪ :‬تأتي السنة في المقام الثاني في التشريع بعد القرآن‪.‬‬
‫أقسام السنة باعتبار التشريع‪:‬‬
‫تقسم السنة باعتبار التشريع إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما صدر عن النبي صلى هللا عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقريرات باعتباره رسوال‬
‫مبلغا‪ ،‬فهذا تشريع لألمة‪ ،‬وعليه كل ما صدر في هذا الباب يعتبر بقصد توجيه األمة‬
‫وإرشادها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما صدر عن النبي صلى هللا عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقريرات ال باعتباره‬
‫رسوال مبلغا‪ ،‬ولكن باعتباره إنسان أو بمقتضى خبرته في الشؤون الدنيوية‪ ،‬ويلتحق به كل‬
‫ما كان خاصا به صلى هللا عليه وسلم مثل الزواج بأكثر من أربع‪.‬‬
‫أهمية السنة النبوية في جانب األحكام‬
‫‪1‬ـ جاءت مؤكدة لما في القرآن الكريم وموافقة له‬
‫‪2‬ـ مفصلة لما جاء في القرآن الكريم من أحكام‪.‬‬
‫‪3‬ـ مفسرة لما ورد في القرآن الكريم‬
‫‪4‬ـ مقيدة لمطلق الكتاب كما في آية قطع اليد المطلقة‪ H‬والتي قيدتها السنة بالقطع من الرسغ‪،‬‬
‫أو مخصصة لعامه كتحريم الميتة ((حرمت عليكم الميتة)) والتي استثنت منها ميتة البحر‬
‫‪5‬ـ جاءت بأحكام جديدة كتحريم الجمع بين عمتها وخالتها‬
‫وبذلك تكون السنة النبوية رافدا مهما من روافد الثقافة اإلسالمية‬
‫أقسام تراث الحضارة اإلسالمية‬
‫يقسم تراث الحضارة‪ H‬اإلسالمية إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬مادي‪ ،‬ويضم المنجزات المادية مثل األدوات واآلالت ومظاهر العمران المادي‬
‫كالجسور والقالع والطرق وغيرها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬غير مادي‪ ،‬ويضم المنجزات غير المادية كالفنون واآلداب والعلوم والنظم والقيم‪.‬‬
‫شروط الثقافة المأخوذة من اإلنجازات الثقافية المحايدة للحضارات األخرى‬
‫‪1‬ـ أن تكون هذه الثقافة نافعة في تلبية حاجة‪ H‬راهنة‪.‬‬
‫‪2‬ـ أال تتعارض مع أصل أو مبدأ أو حكم ثابت في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن يجري على شكلها وصورتها تعديل إن كان ذلك الزما‪.‬‬

‫خصائص الثقافة اإلسالمية‬


‫‪5‬ـ التوازن‬ ‫‪4‬ـ الشمول‬ ‫‪3‬ـ اإلنسانية‬ ‫‪2‬ـ الوسطية‬ ‫‪1‬ـ إلهية المصدر‬
‫‪9‬ـ الثبات والمرونة‬ ‫‪8‬ـ الواقعية‬ ‫‪7‬ـ موافقتها للعقل والفطرة‬ ‫‪6‬ـ اإليجابية‬

‫تدريبات‬
‫ـ عدد فقط مصادر الثقافة اإلسالمية‬
‫ـ عدد خمسا من خصائص القرآن الكريم‬
‫ـ عدد أقسام األحكام في آيات القرآن الكريم‬
‫ـ عرف السنة النبوية وبين مكانتها في التشريع اإلسالمي‬
‫ـ عدد أقسام السنة النبوية باعتبار التشريع‪ ،‬وماذا يقصد من كل قسم؟‬
‫ـ ما هي أهمية السنة النبوية في جانب األحكام؟ اذكر ذلك بنقاط‪.‬‬
‫ـ عدد أقسام الحضارة اإلسالمية واذكر مثالين لكل قسم منها‪.‬‬
‫ـ ماهي شروط الثقافة المأخوذة من اإلنجازات الثقافية المحايدة للحضارات األخرى‪.‬‬
‫ـ عدد فقط خمسا من خصائص الثقافة اإلسالمية‪.‬‬

‫الشخصية اإلسالمية‬

‫تعريف الشخصية اإلسالمية‪ :‬هي مجموع الصفات التي تطبع بها الثقافة اإلسالمية الفرد‬
‫المسلم والجماعة المسلمة في شتى المجاالت والتي تميز سلوكهم عن غيرهم من األفراد‬
‫والجماعات‪.‬‬

‫مقومات الشخصية اإلسالمية‬


‫أوال‪ :‬الجانب العقلي‪:‬‬
‫عملية اإلدراك في العقل أمر فطري سواء كان اإلنسان مسلما أو غير مسلم‪ ،‬لكن ما يميز‬
‫العقل المسلم أنه يعمل قوة إدراكه العقلية على أساس اإلسالم أن يكون اإلسالم وحده مقياس‬
‫األفكار (المفاهيم)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجانب النفسي (الوجداني)‪:‬‬
‫تعني مجموعة العواطف والميول داخل نفس اإلنسان‪ ،‬وهذه يجب أن تبقى ضمن حد ال‬
‫يتعارض مع محبة هللا ورسوله‪ ،‬أي أن محبة المؤمن وبغضه يجب أن تحكم بدائرة الوالء‬
‫والبراء‪ ،‬الوالء هلل ولرسوله والبراء من كل ما يتعارض مع هذا الدين‪ ،‬ومن كان كذلك فهو‬
‫صاحب شخصية إسالمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجانب الروحي‪:‬‬


‫الروح سر من أسرار هللا عز وجل في خلقه‪ ،‬استأثر بمعرفة كنهها‪ ،‬وهي طاقة ينتظم بها‬
‫الوجود اإلنساني‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الجانب الجسمي‪:‬‬


‫ربما هذا الجانب هو األقل أهمية في بناء الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ألن الجسم ليس أكثر من‬
‫إطار مادي يتضمن في ثناياه جوانب الشخصية فمهما كان شكل اإلنسان يبقى رهينة‬
‫مضامينه العقلية‬
‫لكن ال يمكن إسقاط‪ H‬البعد الجسمي من دائرة االعتبارات في النظرة إلى الشخصية‪ ،‬ألنه‬
‫مؤثر بالفعل في الشخصية وقد أشار إليه الخالق عز وجل في القرآن الكريم عندما تحدث‬
‫عن بني إسرائيل وملكهم‪ ،‬كما أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يختار سفراء من ذوي‬
‫الكفايات الجسمية‪ ،‬فقد دحية الكلبي إلى قيصر سنة ‪ 6‬هجرية وكان يتمتع بخصائص جسمية‬
‫وجمالية مميزة‪.‬‬

‫معالم الشخصية اإلسالمية‬


‫أوال‪ :‬شخصية مؤمنة مسلمة‪:‬‬
‫الشخصية اإلسالمية شخصية مؤمنة أساس إيمانها التزامها بالعقيدة اإلسالمية‪ ،‬ويتحقق هذا‬
‫االلتزام بالتصديق والعمل بأركان اإليمان الستة‪ ،‬واالستسالم لهذه األركان يقتضي قبول‬
‫منهج هللا دون توقف وعن اقتناع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شخصية بشرية‪:‬‬


‫ال يمكن أن نتصور أن الشخصية اإلسالمية في أي إنسان كاملة فهذا أمر نظري بعيد عن‬
‫الواقع‪ ،‬فالمسلم بشر مهما سما حاله‪ ،‬ويبقى ينازع األهواء والشهوات في داخله‪ ،‬فهو ليس‬
‫ملكا على األرض‪ ،‬لكن في المقابل ال يمكن أن نتصور أيضا أ‪ ،‬اإلسالم اليمكن تطبيقه على‬
‫البشر‪ ،‬فعدم بلوغ الصورة المثلى ال يعني التفريط باألوامر والواجبات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شخصية مجاهدة‪:‬‬
‫الشخصية اإلسالمية شخصية مجاهدة بنفسها وتتربى على هذه المعاني وأول مراتب الجهاد‬
‫جهاد النفس‪ ،‬وعلى هذا النوع بقي المسلمون ‪ 13‬سنة أول البعثة‪ ،‬بعد ذلك أضافوا له جهاد‬
‫الحروب‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬شخصية لها ذاتيتها المستقلة غير المقلدة‪:‬‬
‫الشخصية اإلسالمية شخصية لها خصوصيتها ال تقلد غيرها أبسط صورها في العبادات وما‬
‫يتعلق بها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬شخصية تقوم على التكافل‪:‬‬
‫التكافل معلم من معالم األمة اإلسالمية‪ ،‬فاألفراد يلتزم بعضهم بعضا في المجاالت المادية‬
‫والمعنوية‬
‫سادسا‪ :‬شخصية سوية‪:‬‬
‫الشخصية اإلسالمية شخصية سوية في صفاتها وخصائصها وآمالها وطبائعها في مقاييسها‬
‫وموازينها‪ ،‬ال تعرف القلق والتوتر‪ ،‬تؤمن أن األرزاق واآلجال بيد هللا عز وجل‬
‫سابعا‪ :‬شخصية واعية مخلصة‪:‬‬
‫واعية ألنها تستجيب للنداء الرباني بضرورة النظر والتفكر واإلشادة بالعلم‪ ،‬والحد األدنى‬
‫من الوعي أن يكون المسلم تفكيره على أساس اإلسالم‬
‫ثامنا‪ :‬شخصية تجمع بين األصالة والتجديد‪:‬‬
‫فهي ال تنسلخ عن ماضيها وثوابتها‪ ،‬فمن ال قديم له ال جديد له‪ ،‬والقرآن والسنة هما‬
‫األصالن الثابتان‪ ،‬ومع االحتفاظ باألصالة تسعى إلى التطور والتجديد على أن يوضع‬
‫التجديد في إطاره‪ H‬المنضبط‪.‬‬

‫وسائل تربية الشخصية اإلسالمية‬

‫أوال‪ :‬األسرة المسلمة‪:‬‬


‫تعد األسرة المسلمة المحضن األول الذي يشكل شخصية المسلم‪.‬‬
‫ثانيا المؤسسات التعليمية‪:‬‬
‫تسهم المؤسسات التعليمية مثل المدارس والمعاهد والجامعات‪ H‬بصورة مباشرة في تغذية‬
‫الجوانب العقلية والنفسية والجسمية لإلنسان‪ ،‬وقد تنبه أهل التربية لهذا الموضوع فغيروا‬
‫اسم الوزارة من المعارف‪ H‬إلى التربية والتعليم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المجتمع‪:‬‬
‫وهذا دوره متعدد األبعاد‪:‬‬
‫‪ ‬أـ القيام بواجب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ ‬ب ـ تأديب الفرد الناشز عن طريق الهجر والمقاطعة‪.‬‬
‫‪ ‬ج ـ التوجيه عن طريق الصديق‬
‫‪ ‬د ـ القيام بنشاطات اجتماعية في مجال التعاون وغيره‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القدوة الحسنة‪:‬‬
‫اإلنسان بطبعه مفطور على تقليد اآلخرين منذ سني طفولته األولى‪ ،‬فالطفل يقلد األب ثم‬
‫المعلم ثم عظيما من العظماء‪ ،‬ولكن قد ال يجد من هؤالء العظماء من يروي حبه للعظمة‪،‬‬
‫لذا عليه أن يتوجه للقرآن وللسنة النبوية ليرى النموذج األرفع للقدوة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الدولة‪:‬‬
‫هناك مسؤوليات ومهمات على الدولة منها تشريعية وتنفيذية وقضائية‪ ،‬في مجاالت الحياة‬
‫المختلف‪ ،‬كلها لها أثر على تكوين الشخصي‪ ،‬والسلطة ذات الطابع اإللزامي هو ما يميز‬
‫الدولة عن غيرها‬

‫تدريبات‬
‫ـ عرف الشخصية اإلسالمية‪.‬‬
‫ـ عدد مقومات الشخصية اإلسالمية وتحدث عن واحدة منها‪.‬‬
‫ـ على الرغم من أن الجانب الجسمي هو األقل أهمية في بناء الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ألن‬
‫الجسم ليس أكثر من إطار مادي‪ ،‬لكن ال يمكن إسقاط‪H‬ه من دائرة االعتبارات في النظرة إلى‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ـ عدد خمسا من معالم الشخصية اإلسالمية واشرح واحدة نها‪.‬‬
‫ـ عدد وسائل تربية الشخصية اإلسالمية وتحدث عن واحدة منها‪.‬‬

You might also like