Professional Documents
Culture Documents
مسلسل الحمق فى ذرية على بن أبى طالب - أحمد صبحى منصور
مسلسل الحمق فى ذرية على بن أبى طالب - أحمد صبحى منصور
مقدمة كتاب ( مسلسل ال ُحمق في ذرية " على بن أبى طالب " ) ( .الحمق المقدّس )
أوال :
1ـ يتمتع على بن أبى طالب وذريته ( خصوصا الحسين ) بتقديس يفوق عند معظم السنيين
كرم هللا وجهه ).
التقديس للخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان ،فهو الوحيد عندهم الذى يقال فيه ( ّ
وعند الشيعة يتضاءل تقديس رب العزة جل وعال ويتفوق عليه عندهم تقديس (على ) وأكثر
منه ( الحسين ) .
2ـ وقد عرضنا في كتابنا ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) لشخصية ( على بن
أبى طالب ) ،وأوضحنا ُحمقه السياسى ،وقتها لم نستعمل كلمة ( الحمق ) واستعملنا كلمة
الفشل .ثم تبين لنا اآلن أن األنسب هو كلمة ( ال ُحمق ) ألن االنسان قد يُعد لمشروع ما كل
عوامل النجاح ،ثم يفشل ألسباب خارجة عن إرادته أو لظروف قهرية فوق طاقته .أما أن
يو ّجه إنسان الطعنات لنفسه ،ويتسبب في هزيمة نفسه ثم يصمم على ذلك دون أن يتعلم من
الخطأ فهذا ـ لو تعلمون ـ ُحمق عظيم .برجاء أن ترجعوا الى ما كتبناه وتقرأوه بموضوعيه،
واحكموا بأنفسكم .
3ـ األشد ُحمقا كان الحسين الذى ص ّمم على الخروج بأهله في مغامرة دون استعداد ،وأص ّم
ظلفه ،وأضاع معه حياة العشرات ممن أهله .أُذُنيه عن نُصح الناصحين ،وسعى الى حتفه ب ُ
وقد عرضنا لهذا بالتفصيل في كتاب منشور هنا عن ( مذبحة كربالء :دراسة بحثية /ترفع
الضّغط ) .برجاء أن ترجعوا الى ما كتبناه وتقرأوه بموضوعيه ،واحكموا بأنفسكم .
4ـ نجا من هذا الحمق ( دمحم ( ابن الحنفية ) ابن على ابن أبى طالب ) وعرضنا له في
تفصيالت كتابنا ( الفتنة الكبرى الثانية /صفحة من التاريخ األسود للسلف الصالح ) .
ثانيا :
1ـ ونعرض في هذا الكتاب لمسلسل الحمق في ذرية ( على بن أبى طالب ) ،ونبدأ فيه بمن
نجا من هذا ال ُحمق على زين العابدين ابن الحسين بن على بن أبى طالب .وهو شخصية فريدة
في عائلته وأسرته ،ووصفناه بالقرآنى ،نظرا اليثاره السالم واإلحسان والعفو والصفح ،
برغم ما قاساه وهو يرى مصرع أبيه ومعظم أسرته في كربالء .
2ـ بعده عرضنا إلبنه زيد بن على بن الحسين الذى ص ّمم على السير في طريق الحمق الذى
سار عليه جده الحسين ،ومثله رفض نُصح الناصحين ،ومثله خدعه أنصاره ،ومثله لقى
مصرعه .
3ـ وبعده سار على نفس طريق ال ُحمق أبنه ( يحيى بن زيد بن على بن الحسين ) .ولقى
مصرعه .
4ـ ثم إنتقل ُمسلسل ال ُحمق الى ذرية الحسن بن على بن أبى طالب في ثورة دمحم النفس الزكية
وأخيه إبراهيم .وكالهما انهزم وفقد رأسه .
5ـ بعده نتوقف في الخاتمة مع تحليل تاريخى وتدبّر قرآنى في الموضوع.
أخيرا
1ـ الغريب إن أحدا منهم لم يتّعظ ،ولم يتعلم .صنعوا تاريخا من مسلسل من الحمق ال نظير
له في تاريخ العالم ــ حسب علمنا .
2ـ األغرب هو ُحمق من يقدّس هذه الشخصيات الحمقاء .نرى ُحمقهم متجسدا في مظاهرات
التطبير ،يضربون أنفسهم ويسيلون دماءهم بأيديهم ُحزنا على مقتل شخص أحمق ،فيزايدون
عليه في ال ُحمق .إن لم يكن ما سبق ُحمقا ،فماذا نُس ّميه ؟ كان التطبير ُحمقا محليا ،أصبح
اآلن عالميا ،تنتشر صور االحتفال به في اآلفاق ،تثير العجب والسخرية .
3ـ إذا كان ال خير في قوم يعبدون مخلوقات عادية ،فكيف بقوم يعبدون مخلوقات غبية حمقاء
؟ ثم يرفعونهم فوق مستوى رب العزة جل وعال !.
4ـ العجيب إنهم يعبدون مخلوقات ت ّم قطع رءوسها ،وطيف برءوسهم في اآلفاق .آلهة بال
رءوس !..آلهة عجزت عن حماية رءوسها .إذا كان ال بد عندهم من التقديس فاألولى
بالتقديس هو السيف الذى قطع تلك الرءوس .أو الشخص الذى قطع تلك الرءوس .
5ـ قد يحتج بعضهم علينا استعمال وصف الحمق ..ولكنه يسكت عن ُحمق الشيعة وهم في
تقديسهم للحسين يرفعونه فوق مستوى الخالق جل وعال .ونرجو مراجعة ما يقولونه في
تفضيل الحسين ( صاحب الرأس المقطوع )على رب العزة جل وعال .
5ـ كفى ُحمقا أيها الناس ..فقد ضحكت من ُحمقكم األُمم .
) (2التعليقات
سعيد علي تعليق بواسطة 1 في األحد 21نوفمبر 2222
][92938
تاريخ العرب قبل بعثة النبي دمحم عليه السالم و من خالل قراءة للحروب التي دارت بينهم لم
تكن فيها تلك المشاهد التي تنم عن االنتقام السادي كقطع الرؤوس و تعليق الجثث و انتزاع
األحشاء ..ربما يذكر التاريخ حدث حز عبد هللا بن مسعود لرقبة عمرو بن هشام ( أبا الحكم /
أبو جهل ) بعد قوله :لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا روعي الغنم ! و يذكر التاريخ انتقام هند بنت
عتبة في معركة أحد من حمزة بن عبد المطلب عم النبي عليه السالم عن طريق انتزاع كبده
! انتقاما و تشفيا لمقتل عائلتها في معركة بدر
و خالل فترة النبي دمحم عليه السالم و التي يفترض أن تروض سادية البعض من خالل حرمة
.قتل النفس و عظم الجزاء إال أن التاريخ يحكي عن سادية قادة بني أمية و بني العباس بعدهم
في مشهد رأس إبراهيم – أخ دمحم النفس الزكية – مقطوعا أمام أبو جعفر لنتأمل هذا المشهد :
( فلما رآه بكى حتى خرجت دموعه على خد إبراهيم ثم قال :أما وهللا إني كنت لهذا كارها ً !
ولكنك ابتليت بي وابتليت بك! ثم أمر بالرأس فنصب بالسوق).
مشاهد السادية كثيرة جدا في التاريخ العربي بعد وفاة النبي عليه السالم و لكن كيف نفسر هذا
!! العمل الحيواني
البعد عن القران الكريم و عدم تدبره و العمل به هو ما جعل من تلك النفوس طالبة للدنيا
.متناسية اآلخرة
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 2 في األحد 21نوفمبر 2222
][92939
ـ قطع الرءوس كان معتادا ،ودليل النصر للمنتصر ،ولقد قال ابوجعفر المنصور اما رأسه 1
أو رأس ابراهيم ،أى إما أن ينتصر ويؤتى اليه برأس ابراهيم ،وإما أن ينهزم ويؤتى برأسه
البراهيم .وهو أيضا وسيلة للسيطرة وإرهاب الخصوم ،لذا كان مرتبطا بالطواف بالرأس
المقطوع فى اآلفاق .وبالمناسبة فإن رأس ابراهيم اخ دمحم النفس الزكية قد وصلت فى
الطواف بها الى مصر ،وتم دفنها فى مدينة عين شمس ،وأقيم فوقها مسجد اسمه إسمه اآلن
مسجد تبر وال يزال موجودا .أيضا كان معتادا تعليق الجثة برأسها أو بدونه ،ويظل الجسد
.معلقا يراه الناس
ـمع فظاعة هذا العمل فهو ال يخلو من العبرة .فى العصر المملوكى كانت تتكاثر الفتن 2
والمؤامرات ،والمهزوم يدخل السجن أو يفقد رأسه .يكون فى حياته ظالما شديد الظلم ،ثم
يخسر ويفقد راسه ،ويُطاف بها فى الشوارع ،للتشهير والتجريس ،وكان يحدث أن يدفع
بعض الناس األموال للمشاعلى ( حامل الرأس ) كى يتيح لمن يدفع له المال أن يتبول على
.الرأس
ـ لم يُفلح قطع الرءوس فى قطع دابر الفتن ،بدليل ما جاء فى هذا الكتاب ،وبدليل مقدمة 3
.كتابنا عن الفتنة الكبرى الثانية
مسلسل ال ُحمق في ذرية (على بن أبى طالب ) :ثورة زيد بن على زين العابدين
مقدمة
متفردا في أسرته من العلويين .برغم ما عاناه عاش ّ كان ( على زين العابدين بن الحسين )
ُمسالما ُمتسامحا فعّاال للخير ُمتواضعا .لم يتّبعه إبنه ( زيد بن على ) بل إتّبع طريق جدّه
الحسين ،وجده ( على بن أبى طالب ) في طلب الدنيا ولو بسفك الدماء ،ومنها دماؤهم ودماء
أتباعهم وأعدائهم .نتوقف مع مأساة ( زيد بن على زين العابدين ) الذى ثار عام ، 121
وفشلت ثورته وقتلوه وصلبوه عام . 122
أسباب الثورة :
تتجمع في طموح زيد بن على ،وعدم تسامح األمويين مع أي بادرة خروج عليهم .
1ـ قيل إن زيد بن على نقم على األمويين محاسبتهم له على مال كان خالد القسرى كان قد
أعطاه له حين كان واليا على العراق .جذور هذا السبب ترجع الى الصراع القبلى ( نسبة
للقبيلة ) بين قبائل اليمن القحطانية وقبائل ُمضر العدنانية .وصل نفوذ القبائل اليمنية القحطانية
أقصاه في خالفة هشام بن عبد الملك الذى عيّن خالد بن عبد هللا القسرى البجلى واليا على
العراق فعيّن خالد أخاه أسد القسرى على شرق العراق .ثم غضب الخليفة هشام على صديقه
خالد القسرى فعزله وعزل أخاه ،وعيّن مكانه يوسف بن عمر الثقفى ال ُمضرى المشهور
بقسوته ،فتسلّم يوسف ( خالدا القسرى ) وأوقع به تعذيبا هائال ،وحقّق في مصروفاته وثروته
،وجاء إتهام بأن خالدا القسرى قد أعطى أمواال لزيد بن على زين العابدين وآخرين من
الهاشميين ،واستلزم هذا ُمساءلة ُمهينة لزيد بن على شجعته على الثورة .رجع الهاشميون من
حرضه على مقابلة يوسف بن عمر الى المدينة بينما بقى في الكوفة زيد بن على فوجد فيها من ّ
الثورة .
2ـ وقالوا إن زيد بن على زين العابدين ذهب الى دمشق ليقابل الخليفة هشام ،فرفض هشام
مقابلته ،ثم أذن له ،ودار بينهما حوار غير ّودّى ،إذ حلف زيد للخليفة هشام في موضوع
خالد القسرى فقال له الخليفة " :ال أصدقك " ،فقال زيد " :يا أمير المؤمنين إن هللا لم يرفع
قدر أحد عن أن يرضى باهلل ولم يضع قدر أحد عن أال يرضى بذلك منه " .فقال له هشام " :
لقد بلغني يا زيد أنك تذكر الخالفة وتتمناها ولست هناك وأنت ابن أمة " .وكانت أم زيد
جارية هندية ،وكانت العرب خصوصا األمويين يحتقرون أبناء اإلماء .ورد زيد بما أغاظ
الخليفة ( :فقال زيد " :إن لك يا امير المؤمنين جوابا " .قال " :تكلم ".قال " :ليس أحد
أولى باهلل وال أرفح عنده منزلة من نبي ابتعثه ،وقد كان إسماعيل من خير األنبياء وولد
خيرهم دمحما ملسو هيلع هللا ىلص ،وكان إسماعيل ابن أمة وأخوه ابن صريحة مثلك ،فاختاره هللا عليه ،وأخرج
منه خير البشر ،" ..فقال هشام " :اخرج " .قال " :أخرج ثم ال تراني إال حيث تكره " ) .
محاولة األمويين إخراجه من الكوفة قبيل الثورة
وبينما عاد اآلخرون الى المدينة ذهب زيد بن على الى الكوفة ،أقام بها أربعة أو خمسة أشهر،
فأقلق ذهابه للكوفة الخليفة هشام .وكتب هشام إلى والى العراق يوسف بن عمر الثقفى أن يرغم
زيدا على الخروج من الكوفة والرجوع الى المدينة .فكتب يوسف الى والى الكوفة بهذا ،
وأرسل الي زيد يستدعيه ،فكان زيد يماطل ،فأرسل من قبض عليه فلحقته الشيعة وأنقذوه (
فقالوا له " :أين تذهب عنا ومعك مائة ألف رجل من أهل الكوفة يضربون دونك بأسيافهم غدا
وليس قبلك من أهل الشأم إال عدة قليلة لو أن قبيلة من قبائلنا نحو مذحج أو همدان أو تميم أو
بكر نصبت لهم لكفتهم بإذن هللا تعالى فننشدك هللا لما رجعت " .فلم يزالوا به حتى ردوه إلى
الكوفة) .
االختفاء بالكوفة وزواجه بها مرتين:
1ـ إختفى زيد بن على في الكوفة ،بضعة عشر شهرا ،وقضى شهرين في البصرة ،ثم عاد
الى الكوفة فأقام بها.
2ـ وتزوج فيها ابنة يعقوب بن عبد هللا السلمي أحد بني فرقد ،وتزوج أيضا ابنة عبد هللا بن
أبي العنبس األزدي ( .وكان سبب تزوجه إياها أن أمها أم عمرو بنت الصلت كانت ترى رأي
الشيعة ،فبلغها مكان زيد فأتته لتسلم عليه ،وكانت امرأة جسيمة جميلة لحيمة قد دخلت في
سن إال أن الكبر ال يستبين عليها ،فلما دخلت على زيد بن علي ،فسلمت عليه ،ظن أنها ال ّ
شابة ،فكلمته فإذا أفصح الناس لسانا وأجمله منظرا ،فسألها عن نسبها فانتسبت له وأخبرته
ممن هي .فقال لها " :هل لك رحمك هللا ان تتزوجيني ؟ " قالت " :أنت وهللا رحمك هللا
رغبة لو كان من أمري التزويج " .قال لها " :وما الذي يمنعك ؟ " قالت " :يمنعني من ذلك
أني قد أسننت " .فقال لها " :كال قد رضيت ما أبعدك من أن تكوني قد أسننت " .قالت " :
رحمك هللا أنا أعلم بنفسي منك وبما أتى علي من الدهر ولو كنت متزوجة يوما من الدهر لما
عدلت بك ،ولكن لي ابنة أبوها ابن عمي وهي أجمل مني وأنا أزوجكها إن أحببت ... " .
فتزوجها ) .وكان زيد يتنقّل في الكوفة في منازل شتى منها بيوت أصهاره ،إلى أن ظهر.
الدعوة والمبايعة
بايعه خمسة عشر ألفاً ،وقيل :اربعون ألفاً ،فأمر أصحابه باالستعداد ،وأرسل إلى أهل السواد
وأهل الموصل رجاال يدعون إليه وشاع أمره في الناس .
زيد ( مثل جدّه الحسين يرفض النصيحة )
1ـ قال له ابن عمه ( :داود بن علي ) ( :يا ابن عم إن هؤالء يغرونك من نفسك ،أليس قد
خذلوا من كان أعز عليهم منك ؟ جدك علي بن أبي طالب حتى قتل؟ والحسن من بعده بايعوه
ثم وثبوا عليه فانتزعوا رداءه وجرحوه؟ أوليس قد أخرجوا جدك الحسين وحلفوا له وخذلوه
وأسلموه ولم يرضوا بذلك حتى قتلوه .فال ترجع معهم ).فقال زيد لداود ( :إن عليا ً قاتله معاوية
بداهية وبكراهية ،وإن الحسين قاتله يزيد واألمر مقبل عليهم ).فقال داود ( :إني خائف إن
رجعت معهم أن ال يكون أحد أشد عليك منهم ،وأنت أعلم).
2ـ أتاه سلمة بن كهيل فذكر له فرابته من رسول هللا ،ملسو هيلع هللا ىلص وحقه ،فأحسن ثم قال له :ننشدك هللا
كم بايعك؟ قال :أربعون ألفا ً .قال :فمن بايع جدك؟ قال :ثمانون ألفا ً .قال :فكم حصل معه؟ قال:
ثالثمائة .قال :نشدتك هللا أنت خير أم جدك؟ قال :جدي .قال :فهذا القرن خير أم ذلك القرن؟
قال :ذلك القرن .قال :أفتطمع أن يفي لك هؤالء وقد غدر أولئك بجدك؟ قال :قد بايعوني
ووجبت البيعة في عنقي وأعناقهم .قال :أفتأذن لي أن أخرج من هذا البلد؟ فال آمن أن يحدث
حدث فال أملك نفسي .فأذن له فخرج إلى اليمامة. ) .
3ـ وكتب عبد هللا بن الحسن بن الحسن إلى يزيد ( :أما بعد فإن أهل الكوفة نفخ العالنية خور
السريرة هرج في الرخاء جزع في اللقاء ،تقدمهم ألسنتهم وال تشايعهم قلوبهم ،ولقد تواترت
ي كتبهم بدعوتهم ،فصمت عن ندائهم وألبست قلبي غشاء عن ذكرهم يأسا ً منهم واطراحا ً إل ّ
لهم ،وما لهم مثل إال ما قال علي بن أبي طالب :إن أهملتم خضتم ،وإن حوربتم خرتم ،وإن
اجتمع الناس على غمام طعنتم ،وإن أجبتم إلى مشاقة نكصتم ( . ) .فلم يصغ زيد إلى شيء من
ذلك.) .
4ـ وقال له دمحم بن عمر بن علي بن أبي طالب ( :أذكرك هللا يا زيد لما لحقت بأهلك ولم تقبل
قول أحد من هؤالء الذين يدعونك إلى ما يدعونك إليه ،فإنهم ال يوفون لك ) .فلم يقبل منه ذلك
.
الثورة
1ـ بدأ التجهيز للثورة ،ووصلت األنباء الى الوالى على العراق يوسف بن عمر الثقفى عن
إنشق عن زيد بعض الشيعة ألنه رفض ّ طريق سليمان بن سراقة البارقي ،هذا في الوقت الذى
تكفير أبى بكر وعمر ،وقالوا بإمامة جعفر الصادق ابن دمحم الباقر ،فسماهم زيد ( الرافضة )
.ثم أصبح هذا اللقب يشمل كل الشيعة في العصر العباسى وما بعده.
2ـ وكانت جواسيس يوسف بن عمر قد أخبروا يوسف أن زيدا واعد أصحابه على الخروج
أول ليلة من صفر ،وبعث يوسف بن عمر ،الى واليه على الكوفة ( الحكم بن الصلت ) يأمره
أن يجمع أهل الكوفة في المسجد األعظم ،يحصرهم فيه ،فجمعهم فيه .وأرسل قوة حربية
العتقال زيد وهو في دار معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة األنصاري ،فخرج زيد منها
ليالً ،وحدثت مناوشات قليلة وأصحاب زيد محصورون في المسجد األعظم بالكوفة .وحضر
بنفسه يوسف بن عمر والى العراق فوصل إلى تل قريب من الحيرة فنزل عليه ومعه رءوس
القبائل ،وبعث بفرقة من الجيش لمواجهة زيد .
3ـ أحرز زيد بعض انتصارات متفرقة .كان من أتباعه نصر بن خزيمة العبسي الذى هزم
عمرو بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت ،فقتل عمرا .وسار زيد بمن معه
ى الكناسة ،فهزم فرقة من جيش األمويين .
الى ح ّ
4ـ ومع ذلك فقد بدت نُذُر الهزيمة تتضح مبكرا أمام زيد .تقول الرواية ( :وأصبح زيد فكان
جميع من وافاه تلك الليلة مائتي رجل وثمانية عشر رجالً ،فقال زيد :سبحان هللا أين الناس؟
فقيل :إنهم في المسجد األعظم محصورون .فقال :وهللا ما هذا بعذر لمن بايعنا! ) .
وذهب زيد بمن معه الى دار أنس بن عمرو األزدى ( وكان في من بايعه وهو في الدار،
فنودي فلم يجبهم ،وناداه زيد فلم يخرج إليه ،فقال زيد :ما أخلفكم؟ قد فعلتموها ،وهللا حسيبكم
، ) !..وتذ ّكر ما حدث لجدّه الحسين في كربالء .تقول الرواية ( :فلما رأى زيد خذالن الناس
إياه قال :يا نصر بن خزيمة أنا أخاف أن يكونوا قد فعلوها حسينية " .قال ":أما أنا وهللا ألقاتلن
معك حتى أموت.) ".
كان أتباع زيد محصورين في المسجد األعظم وسعداء بهذا الحصار ليكون ُح ّجة لهم للقعود
عن القتال .نهض زيد بمن معه الى هذا المسجد لتخليص أصحابه ،وفى الطريق هزم فرقة
للجيش األموى يقودها عبيد هللا بن العباس الكندي ،ووصل الى باب المسجد ،وأخذ جنود
األمويين يقذفونهم بالحجارة من أعلى المسجد ،بينما أصحاب زيد ( يدخلون راياتهم من فوق
األبواب ويقولون :يا أهل المسجد اخرجوا من الذل إلى العز ،اخرجوا إلى الدين والدنيا فإنكم
لستم في دين وال دنيا . ).ولم يخرجوا ،وفى النهاية انصرف زيد بمن من معه.
شابة من ُرماة السهام 5ـ وتوالت معارك متفرقة ،كان آخرها معركة استعمل فيها األمويون الن ّ
فرمي زيد بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى فثبت في دماغه ،ورجع ،تقول الرواية ُ ( :
أصحابه ...ونزل زيد في دار من دور أرحب ،وأحضر أصحابه طبيباً ،فانتزع النصل،
فضج زيد ،فلما نزع النصل مات زيد ،فقال أصحابه :اين ندفنه؟ قال بعضهم :نطرحه في
الماء .وقال بعضهم :بل نحتز رأسه ونلقيه في القتلى .فقال ابنه يحيى :وهللا ال تأكل لحم أبي
الكالب .وقال بعضهم :ندفنه في الحفرة التي يؤخذ منها الطين ونجعل عليه الماء ،ففعلوا،
فلما دفنوه أجروا عليه الماء.. ،وكان معهم مولى لزيد سندي ...فدل عليه ،وتفرق الناس عنه،
ثم إن يوسف بن عمر تتبع الجرحى في الدور ،فدلّه السندي مولى زيد يوم الجمعه على زيد،
فاستخرجه من قبره وقطع رأسه ....وبعث الرأس إلى هشام )....وصلبوا جثة زيد ،ثم أمر
هشام بإحراق جثته !! .
:صالحيات خاصة
حذف التعليق
تعديل التعليق
السالم عليكم
نعم انه مسلسل حمق ،ولك ان تتخيل دكتوري العزيز اني من الذين شاهدة على مدار اربع
سنوات الني في مرحلة البكالوريس تخصصي في التاريخ االسالمي ،كانت نفس الصفحة
تمدح القاتل والمقتول ونفس الصفحه تضع القاتل والمقتول في الجنة ونفس الصفحه تلفق
رويات ومنامات للرسول سعيد بعمل فالن وحزين لمقتل فالن ومن هذة رويات رواية ان النبي
جاءة جبريل يبلغة باستشهاد الحسين وحفيدة زيد ..وال أعلم هل زيد هذة قتله حمقه عندما ثار
ام غروره النه لم يتقبل استحقار هشام له في مجلسة ام للسببين معا ..واستغرب كيف كان
احدهم يجد الوقت للزواج والمعاشرة وكل اوقاتهم في حرب او االستعداد للحرب ،هذا زيد
وهو يستعد للثورة وبنفس الوقت يريد ان يتزوج عجوز اعجب بقوامها ،وهشام هلك وعنده
22ولد وبنت!! برغم ان الرويات تذكر انه لم يجد يوما واحدا بدون غم او دم ....المشكلة
علماء البخاري في هذا الوقت يتغنون بسفك الدماء في عهد هؤال الفسقة ويسمونها فتوحات
ويذكرونها كانجازات ستشفع لهم عند هللا النها ساهمت في نشر الدين ..خليفة فاسق مثل هشام
ينبش قبر زيد ويصلبة اربع سنوات قبل حرقة ،ثم يأتي العباسيون من بعدهم ينبشون قبور
االموين ويحرقون عظامها ونسمي هذا الهبل انجازات !! ال أقول اال كما قال الشاعر الراحل
"نزار قباني في مرثيتة بلقيس "..إنني من كل تاريخي خجول هذي بال ٌد يقتلون بها الخيول
:صالحيات خاصة
حذف التعليق
تعديل التعليق
إزاحة القدسية عن الشخصية التاريخية و تحليل الفعل الذي قامت به وفق كتاب هللا عز و جل
يضعها في حجمها الطبيعي و لكن إسباغ القدسية عليها يغيب العقل و يجعل كل فعل قامت به
محبوب و رائع و يقتدى به.
بداية األحداث خالفات ( شخصية ) و ( معايرة و تنابذ باأللقاب ) و ( عنصرية قبلية ) و كل
ذلك نهى عنه الحق جل و عال في قرآنه الكريم و النتيجة مازلنا إلى اليوم و بنفس األسباب
!! تدفع الشعوب نتيجة هذا الحمق األصيل
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 3 في الثالثاء 13اكتوبر 2222
][92900
شكرا استاذ عمر على دمحم ـ وشكرا استاذ سعيد على ،وأقول
:صالحيات خاصة
حذف التعليق
تعديل التعليق
:صالحيات كاتب التعليق
Top of Form
الغاء التعليق الغاء التعليق
تعديل التعليق |
Bottom of Form
1ـ الحقيقة التاريخية هى نسبية وليست مطلقة .هى أخبار متضاربة ومختلفة و متداخلة ،
وتطل من بينها ما يعتبره الباحث حقيقة تاريخية .وما يصل اليه الباحث يكون أيضا إجتهادا
يقبل الخطأ والصواب .
2ـ األزمة الكبرى حين يعتبر الناس هذا التاريخ دينا .وتلك أزمة األديان األرضية
مسلسل ال ُحمق في ذرية (على بن أبى طالب ) :ثورة يحيى بن زيد
مقدمة :
شهد ( على زين العابدين ) مصرع أبيه الحسين ومعظم أهله في كربالء ،ورأى قبلها كيف
رفض أبوه نُصح الناصحين وتسبّب في مذبحة كان يمكن تفاديها .إتّعظ ( على زين العابدين )
وتفرد بشخصية مختلفة عن جده وأبيه ( .زيد بن على زين العابدين ) سار على ّ بهذه المأساة ،
طريق جده الحسين ،رفض نُصح الناصحين وأعطى الفرصة لمن خدعه بالوعد ،وثار ولقى
مصرعه .كان إبنه يحيى مرافقا له في ثورته ورأى جثته ،وشهد مواراته في قبر مجهول
خشية أن يعثر عليه األمويون ،ولكن عثر عليه األمويون فصلبوا الجسد بدون رأس .لم
يتّعظ يحيى بما شاهد .ما عدا الوالى يوسف بن عمر الثقفى فلم يتعرض األمويون ليحيى ،
تركوه يختبىء وكان يمكنهم العثور عليه ،ولكن مدوا له يد ال ُمسالمة وأعطوه ماال ،وأن يقابل
الخليفة ،لكنه راوغهم ،وانتهى أمره بالثورة ثم بالقتل .هذا يؤكد أنه سار بإخالص على
طريق ال ُحمق الذى سار فيه (على ) و ( الحسين وزيد بن على ) .ونعطى تفصيال عن ثورة
يحيى عام 125هجرية.
أوال :المسرح الجغرافي :
كانت مأساة على والحسين وزيد في العراق .أما مأساة يحيى فكانت في خراسان شرق
العراق .اإلمبراطورية األموية كانت تمتد من جنوب فرنسا غربا الى مقربة من الصين شرقا.
العراق كان يُمثّل القسم الشرقى من اإلمبراطورية .والى العراق لألمويين كان األقوى مكانة ،
إذ يتبعه شرق العراق أو مان كان يس ّمى بالعراق العجمى ،يمتد من خراسان الى القرب من
الصين .وقت ثورة يحيى بن زيد بن على بن الحسين كان الوالى على العراق هو نفسه يوسف
بن عمر الثقفى الذى كان يماثل الحجاج بن يوسف الثقفى في جبروته وقسوته .وكان يتبعه
والى خراسان واسمه ( نصر بن سيّار ) ،ولم يكن في غلظة يوسف بن عمر .وتقسمت
خراسان الى واليات صغيرة لكل منها حاضرتها أو المدينة األساس فيها ،وعليها وال ،ومعه
جنود من القبائل العربية التي تح ّكم بهم األمويون ،وقد توزعوا في هذه اإلمبراطورية الشاسعة
تحت قيادة الوالة العرب المحليين .
ثانيا :قبيل ثورة يحيى بن زيد
1ـ هناك رواية تقول إن يحيى بعد مقتل أبيه زيد قال له رجل من قبيلة أسد " ( :إن أهل
خراسان لكم شيعة ،والرأي أن تخرج إليها" .قال " :وكيف لي بذلك؟ " قال " :تتوارى حتى
يسكن عنك الطلب ثم تخرج " .فواراه عنده ليلةً ،ثم خاف ،فأتى به عبد الملك بن بشر بن
مروان ( ابن عم الخليفة ) فقال له " :إن قرابة زيد بك قريبة وحقه عليك واجب .".قال " :أجل
ولقد كان العفو عنه أقرب للتقوى" .قال " :فقد قتل وهذا ابنه ( يحيى )غالم حدث ال ذنب له،
فإن علم به يوسف ( بن عمر ) قتله ،أفتجيره؟" قال " :نعم" ،فأتاه به فأقام عنده ،فلما سكن
الطلب سار في نفر من الزيدية إلى خراسان .فغضب يوسف بن عمر بعد قتل زيد فقال :يا أهل
العراق ،إن يحيى ابن زيد ينتقل في حجال نسائكم كما كان يفعل أبوه ،وهللا لو بدا لي لعرقت
خصييه كما عرقت خصيي أبيه! ).
2ـ وصل يحيى الى مدينة ( بلخ ) و إختفى فيها عند شخص من شيعته هو ( الحريش بن
عمرو بن داود) .ظل مختفيا من مقتل أبيه الى ان مات الخليفة هشام بن عبد الملك عام 125
،وتولى إبن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك .عرف يوسف بن عمر والى العراق والشرق
مكان يحيى ،فكتب الى واليه على خراسان ( نصر بن سيار ) يأمره بتسيير يحيى بن زيد اليه
في العراق ،وأخبره إنه يختبىء عند الحريش بن عمرو ،وأن يأخذه ( أشد األخذ ).
2ـ كان والى ( بلخ ) من لدن ( نصر بن سيار) هو ( عقيل بن معقل العجلي ) .بعث له (
نصر بن سيّار ) الى ( عقيل بن معقل العجلى ) أن ( يأخذ الحريش وال يفارقه حتى تزهق
نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد بن علي) .إستجوب الوالى ( عقيل العجلى ) ( الحريث ) فرفض
اإلفصاح عن مكان يحيى ( :فبعث إليه عقيل فسأله عنه فقال ال علم لي به ،فجلده ستمائة
سوط ،فقال له الحريش ( :وهللا لو أنه كان تحت قدمي ما رفعتهما لك عنه ) ،وخشى ابن
الحريش ( قريش ) أن يموت أبوه من السياط فقال لعقيل (:ال تقتل أبي وأنا أدلك عليه) (
فأرسل معه فدله عليه ،وهو في بيت في جوف بيت ،فأخذه ومعه إثنان من أصحابه ( يزيد بن
عمر والفضل مولى عبد القيس ) صحباه من الكوفة ،فأتى به نصر بن سيار فحبسه ،وكتب
إلى يوسف بن عمر يخبره ،فكتب يوسف بن عمر بذلك إلى الخليفة الوليد بن يزيد ،فكتب
الخليفة الوليد الى نصر بن سيار يأمره أن يؤ ّمنه ،ويخلي سبيله وسبيل أصحابه .فدعاه نصر
بن سيار فأمره بتقوى هللا وحذّره الفتنة ،وأمره أن يلحق بالوليد بن يزيد وأمر له بألفي درهم
وبغلين .) .هذه بادرة خير رائعة من الخليفة األموى الجديد ،ولكن لم يستجب لها يحيى .
3ـ لم يذهب يحيى الى دمشق ،بل في الطريق أقام بمدينة سرخس ،وكان واليها ( عبد هللا بن
قيس بن عباد ) .خشى ( نصر بن سيّار ) من نوايا ( يحيى ) فكتب الى والى سرخس أن
يطرده من سرخس.
4ـ بعد طرده من سرخس أراد يحيى اإلقامة في مدينة ( طوس ) رافضا السفر الى لقاء
الخليفة في دمشق .كتب والى خراسان ( نصر بن سيار) إلى واليه في طوس ( الحسن بن زيد
التميمي ) وكان رأس قبيلة بنى تميم فيها ــ كتب له أن يمنع يحيى من اإلقامة في طوس ،
فأرسل بعض الجنود يقودهم (سرحان بن فروخ بن مجاهد بن بلعاء العنبري ) ليرافقوه
ويسلموه الى ( عمر بن زرارة ) والى مدينة ( ابرشهر ) .
5ـ في اللقاء بين يحيى و( سرحان بن فروخ بن مجاهد بن بلعاء العنبري ) دار بينهما حديث
ع ّما أعطاه ( نصر بن سيّار ) الى يحيى ،وعبّر يحيى عن إستيائه م ّما أعطاه له ( نصر بن
يتخوف من الوالى ( يوسف بن عمر ) ، ّ سيّار ) وأنه كان يطمع في المزيد .وقال يحيى إنه
تلطف به ( سرحان ) الى أن أوصله الى ( عمرو بن زرارة ) في مدينة ابرشهر .فأعطاه ( ّ
عمر بن زرارة ) والى ابرشهر ألف درهم .وساروا به الى المدينة التالية ( بيهق ) 6 .ـ في
الطريق تج ّمع أنصار حول يحيى حوالى سبعين رجال ،فأخذوا من بعض التجار دوابا بثمن
مؤجل ،بهذا إنكشفت نوايا يحيى ،فكتب ( عمرو بن زرارة ) والى ابرشهر إلى ( نصر بن
سيار ) فكتب ( نصر) إلى ( عبد هللا بن قيس ) وإلى ( الحسن بن زيد) أن يمضيا إلى (
عمرو بن زرارة ) ليكون أميرا عليهم في جيش لحرب يحيى بن زيد .
ثالثا :المواجهة الحربية :
1ـ وصل عدد الجيش عشرة آالف ،بقيادة ( عمر بن زرارة ) لحرب يحيى بن زيد .كان
عدد أصحاب يحيى سبعين رجال فقط ،وقد هزموا الجيش األموى وقتلوا ( وقتل عمرو بن
زرارة ) ،وسلبوا جيشه .
2ـ استمر يحيى في طريقه و دخل مدينة هراة ،وواليها (مغلس بن زياد العامري ) ( ،فلم
يعرض واحد منهما لصاحبه) .وسار يحيى من هراة ،فأرسل خلفه ( نصر بن سيّار ) جيشا
يقوده ( سلم بن أحوز ) ،وكان يحيى قد وصل والية جوزجان ،وواليها ( حماد بن عمرو
السغدي ) .وج ّهز ( نصر بن سيّار ) مددا لجيش ( سلم بن أحوز ) يقوده ( سورة بن دمحم بن
عزيز الكندي ) وكان على ميمنته و ( حماد بن عمرو السغدي ) على ميسرته .واقتتل
وصوب ( عيسى بن سليمان العنزي ) سهما ّ الجيشان ،وأفنى الجيش األموى أصحاب يحيى ،
ومر ( سورة بن دمحم بن
فأصاب جبهة يحيى فصرعه .مثلما حدث ألبيه زيد بن على من قبل ّ .
عزيز الكندي ) بجثة ( يحيى بن زيد ) فأخذ رأسه ،وأخذ ( عيسى بن سليمان العنزي )
مالبس يحيى .وبلغ الخبر الخليفة األموى الوليد بن يزيد فكتب الى الوالى ( يوسف بن عمر)
يقول ( :إذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل العراق فأحرقه ثم انسفه في اليم نسفا ) .يقصد جثة
زيد بن على زين العابدين ،وكان جسده مصلوبا ال يزال ،تقول الرواية إن يوسف ابن خراش
أنزل جسد زيد بن على زين العابدين من الجذع الذى كان مصلوبا عليه ( : ،وأحرقه بالنار ،
ثم رضّه فجعله في قوصرة ،ثم جعله في سفينة ،ثم ذراه في الفرات . !!.) .
وأما يحيى فقد صلبوه بالجوزجان ،فلم يزل مصلوبا ً حتى ظهر أبو مسلم الخرساني يقود
الجيش العباسى في خراسان ،بعد أن أستولى عليها أنزله جثة يحيى وصلّى عليه ودفنه،
وامر بالنياحة عليه ،واخذ ابو مسلم ديوان بني أمية ،وعرف منه أسماء من حضر قتل يحيى،
فمن كان حيا ً قتله ،ومن كان ميتاعاقب أهله .
أخيرا :جدير بالذكر ( أو غير جدير بالذكر ) :
شر إنتقام .مع انهم
1ـ أن العباسيين بعد أن هزموا األمويين عام 132هجرية إنتقموا منهم ّ
أوالد عمومة ،ينتمون الى ( عبد مناف ) .
2ـ تقول الروايات عن عبد بن على قائد الجيش العباسى إنه أمر ( :بنبش قبور بني أمية
بدمشق ،فنبش قبر معاوية بن أبي سفيان ،فلم يجدوا فيه إال خيطا ً مثل الهباء ،ونبش قبر يزيد
بن معاوية بن أبي سفيان فوجدوا فيه حطاما ً كأنه الرماد ،ونبش قبر عبد الملك فإنه وجد
صحيحا ً لم يبل منه إال أرنبة أنفه ،فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه في الريح.وتتبع بني
امية من أوالد الخلفاء وغيرهم فأخذهم ،ولم يفلت منهم إال رضيع أو من هرب إلى األندلس ..
واستصفى كل شيء لهم من مال وغير ذلك ( ).وقتل سليمان بن علي بن عبد هللا بن عباس
بالبصرة أيضا ً جماعةً من بني أمية عليهم الثياب الموشية المرتفعة ،وأمر بهم ف ُجروا بأرجلهم
فألقوا على الطريق فأكلتهم الكالب.فلما رأى بنو أمية ذلك اشتد خوفهم وتشتت شملهم واختفى
من قدر على االختفاء . ) .عبد هللا بن على العباسى حاصر دمشق ودخلها ( :فقتل من أهلها
خلقا ً كثيرا ً وأباحها ثالث ساعات ( )..حتى قيل :إنه قتل بها في هذه المدة نحوا ً من خمسين
ألفا ً ) .وقال دمحم بن سليمان بن عبد هللا النوفلي ( :كنت مع عبد هللا بن علي أول ما دخل
دمشق ،دخلها بالسيف ،وأباح القتل فيها ثالث ساعات ،وجعل جامعها سبعين يوما ً إسطبالً
لدوابه وجماله ..ثم تتبع عبد هللا بن علي بني أمية من أوالد الخلفاء وغيرهم ،فقتل منهم في يوم
واحد اثنين وتسعين ألفا ً عند نهر بالرملة ،وبسط عليهم األنطاع ومد عليهم سماطا ً فأكل وهم
يختلجون تحته ..وأرسل امرأة هشام بن عبد الملك وهي :عبدة بنت عبد هللا بن يزيد بن معاوية
صاحبة الخال ،مع نفر من الخراسانية إلى البرية ماشية حافية حاسرة على وجهها وجسدها
وثيابها ثم قتلوها .ثم أحرق ما وجد من عظم ميت منهم. ) !.
3ـ ذرية بعضها من بعض !!..
مسلسل ال ُحمق في ذرية (على بن أبى طالب ) :ثورة دمحم النفس الزكية عام ) 2 ( 145
ثالثا :دمحم النفس الزكية يستولى على المدينة ومكة
1ـ نجحت خطة أبى جعفر المنصور فجعل غريمه يعلن الثورة قبل االستعداد الكامل ،ولهذا
بدأ دمحم النفس الزكية في المدينة الثورة قبل أخيه إبراهيم في البصرة .وبمجرد إعالن ثورته
دعا أبو جعفر المنصور ولى العهد (عيسى بن موسى ) فقال له ( :قد ظهر دمحم ،فسر إليه ).
أرسله لحرب دمحم في المدينة ،وقال ( :ال أبالي أيهما قتل صاحبه ) ،ذلك ان أبا جعفر
المنصور كان يريد عزل عيسى بن موسى عن والية العهد ليولى مكانه ابنه ( المهدى ) .
وفعال مازال بعيسى حتى اضطره للتنازل عن والية العهد للمهدى .وهذه قصة أخرى ،ولكن
يتبيّن منها ( حذق ) أبى جعفر المنصور مقابل ( حمق ) دمحم النفس الزكية .
2ـ بادر أبوجعفر المنصور فاعتقل من إستطاع من أقارب دمحم النفس الزكية من ذرية ( الحسن
بن على بن أبى طالب )
إعالن الثورة في المدينة
1ـ صعد دمحم المنبر فحمد هللا وأثنى عليه ثم قال ) :أما بعد أيها الناس فإنه كان من أمر هذا
الطاغية عدو هللا أبي جعفر ما لم يخف عليكم من بنائه القبة الخضراء التي بناها معاندا هلل في
ملكه وتصغيرا للكعبة الحرام ،وإنما أخذ هللا فرعون حين قال أنا ربكم األعلى ،وإن أحق
الناس بالقيام بهذا الدين أبناء المهاجرين األولين واألنصار المواسين .اللهم إنهم قد أحلوا
حرامك وحرموا حاللك وآمنوا من أخفت وأخافوا من آمنت ،اللهم فأحصهم عددا واقتلهم بددا
وال تغادر منهم أحدا .أيها الناس إني وهللا ما خرجت من بين أظهركم وأنتم عندي أهل قوة وال
شدة ولكني اخترتكم لنفسي ،وهللا ما جئت هذه وفي األرض مصر يعبد هللا فيه إال وقد أخذ لي
فيه البيعة (.
2ـ هذا خطاب دينى كهنوتى وليس سياسيا ،وهو يتهم فيه غريمه أبا جعفر المصور بالكفر .
وليس في هذا جديد .الجديد والمؤلم أنه يجعل رب العزة مؤيدا لبيعته بالخالفة ،وهذا زعم
كاذب ،فقد عارض دمحما النفس الزكية كثيرون حتى من أقرب اقاربه .
بوادر فشله
لم ينضم له الجميع .
1ـ عندما أعلن ثورته كان والى المدينة ألبى جعفر المنصور هو رياح بن عثمان بن حيان
المري .وقد هدّد كبار أهل المدينة بقطع أعناقهم لو مالوا الى دمحما ،وأعلن بعض أقارب دمحم
للوالى رياح إنهم على طاعة أبى جعفر المنصور.
2ـ وظهر سريعا عزوف كثيرين عن دمحم ورغبتهم عنه ،وقال له بعضهم ( :وهللا ما نجد في
هذه األمة أحدا أشأم عليها منك !.ما يمنعك أن تخرج وحدك ؟ ) .
3ـ ولم يبايع لدمحم بعض كبار القوم منهم الضحاك بن عثمان بن عبد هللا بن خالد بن حزام
وعبد هللا بن المنذر بن المغيرة بن عبد هللا بن خالد بن حزام وأبو سلمة بن عبيد هللا بن عبد هللا
بن عمر بن الخطاب وخبيب بن ثابت بن عبد هللا بن الزبير.
4ـ ودعا دمحم ( إبن عمه ) إسماعيل بن عبد هللا بن جعفر بن ابى طالب أن يبايعه ،فقال " :يا
ابن أخي أنت وهللا مقتول فكيف أبايعك ؟ " .لم يكتف إسماعيل هذا برفض مبايعة دمحم النفس
الزكية بل نهى الناس عن بيعته ،فقتلته حمادة بنت معاوية من نسل جعفر بن أبى طالب .
واتهم عبد هللا ابن القتيل دمحما بالتحريض على قتل أبيه .
5ـ وعارض دعوة دمحم ابن عمه عبيد هللا بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي ،فأقسم دمحم
إن رآه ليقتلنّه ،فجىء به اليه ،فقال عيسى بن زيد لدمحم " :دعني أضرب عنقه ".ورفض دمحم
يتسرع في سفك الدماء.
ّ قتله .وهنا نرى دمحما سريع الغضب مترددا وال
6ـ وبعضهم إنضم الى الثورة ثم غيّر رأيه وقال " :نفسى ال تطاوعنى على الخروج ".
7ـ وبعث إلى دمحم بن عبد العزيز يقول له " :إني كنت ألظنك ستنصرنا وتقيم معنا " ،
فاعتذر إليه وقال " :أفعل " ) ثم هرب الى مكة .
رفض النصيحة
وبعضهم نصح دمحما أن يترك الحجاز الى بلد فيه وفرة مثل ( مصر ) فلم يسمع له .منهم :
: 1أبو نافع بن ثابت ،الذى رفض مبايعة دمحم مع إلحاح دمحم عليه ،حتى لقد ترجاه أن يلبس
السالح يوهم الناس أنه معه ،فرفض .قال له دمحم " : ( :يا أبا عبد هللا لم أرك جئتنا؟" قال :
يتأس بك غيرك ".فقال " :أيها
ّ ي ما تريد ".فألح عليه دمحم حتى قال " :البس السالح " ليس ف ّ
الرجل إني وهللا ما أراك في شيء ،خرجت في بلد ليس فيه مال وال رجال وال كراع وال
سالح ،وما أنا بمهلك نفسي معك وال معين على دمي " .قال ":انصرف فال شيء فيك بعد
هذا " .
: 2وبعض من أطلقهم دمحم من الحبس تح ّمس في طاعته ،قال ( :لما ظهر دمحم وأنا في
حبس ابن حيان أطلقني ،فلما سمعت دعوته التي دعا إليها على المنبر قلت " :هذه دعوة حق
وهللا ألبلين هللا فيها بالء حسنا " .فقلت " :يا أمير المؤمنين إنك قد خرجت في هذا البلد وهللا
لو ُوقف على نقب من أنقابه مات أهله جوعا وعطشا فانهض معي فإنما هي عشر حتى
أضربه بمائه ألف سيف . " .انتهى أمر هذا الرجل بالتجسس على دمحم ،وكتابة أخباره الى
أبى جعفر المنصور .واكتشف دمحم أمره فحبسه ،فظل في الحبس الى مقتل دمحم ،واطلقه عيسى
بن موسى .
: 3وتكررت النصيحة فتردد دمحم بين البقاء في المدينة أو الخروج عنها ،استشار أصحابه
عندما إقترب جيش عيسى بن موسى من المدينة ،تقول الرواية عن بعضهم ( :إنا لعند دمحم
ليلة وذلك عند دنو عيسى من المدينة ،إذا قال دمحم " :أشيروا علي في الخروج والمقام
ي فقال " :أشر علي يا أبا جعفر" قلت " :ألست تعلم أنك أقل بالد هللا "...فاختلفوا ،فأقبل عل ّ
فرسا وسالحا وأضعفها رجاال ؟ " قال " :بلى " قلت " :تعلم أنك تقاتل أشد بالد هللا رجال
وأكثرها ماال وسالحا ؟ " قال " :بلى " .قلت " :فالرأي أن تسير بمن معك حتى تأتي
مصر فوهللا ال يردك راد ،فتقاتل الرجل بمثل سالحه وكراعه ورجاله وماله " .ورفض .
4ـ كان إبن خضير من ذرية مصعب بن الزبير مخلصا لدمحم النفس الزكية ،تقول الرواية ( :
وظل الى جانبه يناشده هللا إال مضى إلى البصرة أو غيرها ،ودمحم يقول " :وهللا ال تبتلون بي
مرتين ولكن اذهب حيث شئت فأنت في حل" قال ابن خضير وأين المذهب عنك ؟" .).وقاتل
مع دمحم حتى قُتل .
مما سبق نتعرف على بعض مالمح من ُحمق دمحم النفس الزكية ،فهو يرفض النصيحة ،ومع
ذلك فهو متردد ،وليس فيه حزم غريمه أبى جعفر المنصور ،وليس فيه ال ُجرأة على سفك
الدماء مثله.
إستيالء دمحم على المدينة
2ـ بظهور دمحم أسرع أهل المدينة في شراء الطعام حتى باع بعضهم حلي نسائه .
وهناك رواية مختصرة تقول ( :خرج دمحم في أول يوم من رجب سنة خمس وأربعين ومائة ،
فبات بالمذاد هو وأصحابه ،ثم أقبل في الليل ،فدق السجن وبيت المال ،وأمر برياح وابن
مسلم فحبسا معا في دار ابن هشام ) .وروايات تفصيلية نفهم منها :
1ـ عرف رياح أن دمحما ذهب بأتباعه الى حى المذاد فأسرع اليه في جنده ،ولم يتواجها ،
وتو ّجه دمحم الى السجن فأطلق من فيه من خصوم رياح فانضموا الى دمحم .وحدثت مناوشات
قتل فيها أصحاب دمحم النفس الزكية رجال سنديا كان يخدم في المسجد .
3ـ كان رياح مع أصحابه في دار مروان ،وحاصره دمحم ،واقتحم الدار ،وإعتقل رياحا
وكبار أصحابه .وسيطر دمحم على المدينة .
4ـ وفى النهاية قتل ابن خضير الزبيرى رياحا .ولما رأى ابن خضير أن الجيش العباسى قد
أفنى معظم جيش دمحم النفس الزكية ترك ميدان المعركة وذهب فذبح رياحا وأخاه .تقول
الرواية إنّه ( :استأذن دمحما في دخول المدينة فأذن له ،وال يعلم ما يريد ،فدخل على رياح بن
عثمان بن حيان المري وأخيه فذبحهما ،ثم رجع فأخبر دمحما ،ثم تقدم فقاتل حتى قتل من
ساعته ) .وتقول رواية أخرى ( :ذبح ابن خضير رياحا ولم يجهز عليه ،فجعل يضرب
برأسه الجدار حتى مات ،وقتل معه عباسا أخاه ،وكان مستقيم الطريقة فعاب الناس ذلك
عليه) .
5ـ وتقول الرواية ( :لما أخذ دمحم المدينة استعمل عليها عثمان بن دمحم بن خالد بن الزبير ،
وعلى قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبد هللا المخزومي ،وعلى الشرط أبا القلمس عثمان
بن عبيد هللا بن عبد هللا بن عمر بن الخطاب ،وعلى ديوان العطاء عبد هللا بن جعفر بن عبد
الرحمن بن المسور بن مخرمة )،ويتضح أن هؤالء من قريش ليس منهم أحد من أبناء
األنصار .
6ـ وألن أهل المدينة كانوا قد بايعوا أبا جعفر المنصور من قبل فقد إستفتوا فقيه المدينة (
مالك بن أنس ) في الخروج مع دمحم ،وقالوا لمالك " :إن في أعناقنا بيعة ألبي جعفر ".فقال
" :إنما بايعتم ُمكرهين وليس على كل ُمكره يمين " .فأسرع الناس إلى بيعة دمحم .وفيما بعد
تعرض مالك بن أنس لعقاب أبو جعفر المنصور.
روايات استيالء دمحم على مكة
1ـ كان والى مكة للعباسيين هو السرى بن عبد هللا من بنى العباس .أرسل دمحم النفس الزكية
جيشا الى مكة يقوده الحسن بن معاوية بن عبد هللا بن جعفر بن أبى طالب ،ومعه العباس بن
القاسم رجل من آل أبي لهب .فلم يشعر بهم السري بن عبد هللا ( والى مكة ) حتى دنوا من مكة
،فخرج إليهم ،فقال له مواله " :ما رأيك قد دنونا منهم ؟ " قال " :انهزموا على بركة هللا
وموعدكم بئر ميمون ".فانهزموا ،ودخلها الحسن بن معاوية بال قتال .
2ـ وهناك رواية تقول إن الحسن قبل ان يذهب الى مكة استشار دمحما النفس الزكية فيما يفعله
س ّرى إن إلتحم القتال : ( .أرأيت إن التحم القتال بيننا وبينهم ما ترى في السري ؟
مع الوالى ال ّ
" قال " :يا حسن إن السري لم يزل مجتنبا لما كرهنا كارها للذي صنع أبو جعفر .إن
ظفرت به فال تقتله ،وال تحركن له أهال ،وال تأخذن له متاعا ،وإن تنحى فال تطلبن له أثرا .
")
3ـ وهناك رواية أخرى مختلفة تصف قتاال جرى بين جيش دمحم النفس الزكية وجيش
س ّرى بن عبد هللا ،ودخل الحسن مكة واليا
العباسيين ،وانهزم جيش العباسيين ،وهرب ال ّ
عليها من طرف دمحم النفس الزكية .
4ـ وفيما بعد وعندما أشرف دمحم النفس الزكية على الهزيمة أمام الجيش العباسى بقيادة عيسى
بن موسى بعث الى واليه على مكة يستنجد به ،فجمع الحسن وابن القاسم جيشا واستخلف
الحسن واليا على مكة من ذرية األنصار .وعندما وصال قديد وصلهما نبأ قتل دمحم النفس
الزكية ،فتفرق الجيش ،وهرب الحسن الى البصرة لينضم الى جيش إبراهيم أخ دمحم النفس
الزكية ،وظل مع إبراهيم الى مقتل إبراهيم .أما ابن القاسم فتأ ّخر في الهروب الى البصرة ،
وفى الطريق اليها جاءه نبأ مقتل إبراهيم فرجع واختفى في المدينة .وظل مختفيا حتى أخذت
لهم األمان زوجة عيسى بن موسى ،وهى من ذرية عبد هللا بن جعفر بن أبى طالب .أي هي
حرب عائلية بين بنى هاشم قتلوا فيها أنفسهم واآلخرين.
5ـ بعد إستيالئه على مكة بعث دمحم النفس الزكية باثنين دُعاة له ( :القاسم بن إسحاق ) الى
اليمن ،و( موسى بن عبد هللا ) الى الشام .فقتلهما عمالء العباسيين قبل أن يصال .بما يدل
على أن جواسيس أبى جعفر المنصور تحيط بدمحم النفس الزكية.
مسلسل ال ُحمق في ذرية (على بن أبى طالب ) :ثورة دمحم النفس الزكية عام ) 3 ( 145
قبيل القضاء على ثورة دمحم النفس الزكية
صفة الجيش العباسى
1ـ قائد الجيش العباسى هو ولى العهد عيسى بن موسى كان عمره 43عاما وقتها ،وكان معه
دمحم ابن الخليفة أبى جعفر المنصور.
تكون جيشه من أربعة آالف جندي مع عدد من القواد الخراسانيين منهم داود بن كراز ،
2ـ ّ
والقائد العربى حميد بن قحطبة الطائى ،ومعهم المال والخيل والبغال والسالح والمؤن .
تحرك الجيش
1ـ قبل وصول الجيش الى المدينة أقام كثير بن حصين العبدي معسكرا بخندق في ( فيد ) ،
وانتظر مجىء عيسى بن موسى .
2ـ نزل عيسى بقصر سليمان بالجرف صبيحة اثنتي عشرة من رمضان سنة خمسة وأربعين
ومائة يوم السبت ،فأقام يوم السبت ويوم األحد ،وغدا يوم االثنين حتى استوى على سلع ،
فنظر إلى المدينة وإلى من دخلها وخرج منها ،وحاصر جوانبها كلها بالخيل والرجال ،إال
ناحية مسجد أبي الجراح ،وهو على بطحان ،فإنه تركه لخروج من هرب من أهل المدينة.
اإلجراءات األولى قبل المواجهة الحربية
1ـ كان الخليفة أبو جعفر قد أمر عيسى بأن يكتب اليه أسماء من يأتيه من آل أبى طالب
مفارقا دمحما النفس الزكية ،ومن ال يأتيه منهم يصادر أمواله .
2ـ وهو في ( فيد ) أرسل عيسى بن موسى برسائل من أبى جعفر المنصور تحمل أمواال في
أكياس حرير ،للكبار من أهل المدينة ليشترى والءهم ،ونجحت هذه الطريقة في إنفضاض
كثيرين عن دمحم ،وعرف دمحم بهذا فحبس في القيود جماعة منهم وضربهم ،وظلوا في الحبس
الى أن إنتصر عيسى بن موسى فأطلقهم .
إعطاء األمان لدمحم ومن معه
تقول الروايات أن عيسى بن موسى عرض األمان مرارا على دمحم ومن معه :
1ـ دعوة حملها القاسم بن الحسن بن زيد إبن عم دمحم (:لما قرب عيسى أرسل إلى دمحم القاسم
بن الحسن بن زيد يدعوه إلى الرجوع عما هو عليه ويخبره أن أمير المؤمنين قد آمنه وأهل
بيته ،فقال دمحم للقاسم " :وهللا لوال أن الرسل ال تقتل لضربت عنقك ) "..
2ـ يقول أحدهم ( :قدمنا مع عيسى فدعا دمحما ثالثا ،الجمعة والسبت واألحد )
3ـ ( لما عسكر عيسى أقبل على دابة ،يمشي حواليه نحو من خمسمائة ،وبين يديه راية
يُسار بها معه ،فوقف على الثنية ونادى " :يا أهل المدينة ،إن هللا قد حرم دماء بعضنا على
بعض ،فهلموا إلى األمان ،فمن قام تحت رايتنا فهو آمن ،ومن دخل داره فهو آمن ،ومن
دخل المسجد فهو آمن ،ومن ألقى سالحه فهو آمن ،ومن خرج من المدينة فهو آمن ،خلوا
بيننا وبين أصحابنا ،فإما لنا أو له .. " .فشتموه وأقذعوا له ،وقالوا :يا إبن الشاة ،يا إبن كذا
يا إبن كذا .فانصرف يومه ذاك وعاد من الغد ففعل مثل ذلك ،فشتموه ،فلما كان اليوم
الثالث أقبل بما لم أر مثله قط من الخيل والرجال والسالح فوهللا ما لبثنا أن ظهر علينا ونادى
باألمان فانصرف إلى معسكره) .
4ـ ( لما التقينا نادى عيسى بنفسه " :أيا دمحم ،إن أمير المؤمنين أمرني أال أقاتلك حتى
ي نفسك وأهلك وولدك وأصحابك ،وتُعطى من المال كذا وكذا أعرض عليك األمان ،فلك عل ّ
،ويقضى عنك دينك ،ويفعل بك ويفعل "..فصاح دمحم :إلهُ عن هذا ،فوهللا لو علمت أنه ال
يثنيني عنكم فزع وال يقربني منكم طمع )".
5ـ كان في جيش عيسى عشرة من شيوخ بنى هاشم وبنى أبى طالب ،بعث بهم الى دمحم
يحملون األمان له .قال لهم " :انطلقوا إلى القوم فادعوهم وأعطوهم أمانا " ..يقول الراوى
وهو واحد منهم ( :فخرجنا حتى جئنا سوق الحطابين ،فدعوناهم فسبونا ورشقونا بالنبل ،
وقالوا " :هذا ابن رسول هللا معنا ،ونحن معه ، ".فكلمهم القاسم بن الحسن بن زيد فقال " :
وأنا ابن رسول هللا وأكثر من ترون بنو رسول هللا ،ونحن ندعوكم إلى كتاب هللا وسنة نبيه
وحقن دمائكم واألمان لكم " ،فجعلوا يسبوننا ويرشقوننا بالنبل ،فقال القاسم لغالمه " :القط
هذه النبل " فلقطها ،فأخذها قاسم بيده ،ثم دخل بها إلى عيسى .فقال .. :انظر ما صنعوا بنا "
) فأرسل عيسى بن حميد قحطبة في مائة ..
6ـ ( وقف القاسم بن الحسن ورجل معه من آل أبي طالب على رأس ثنية الوداع ،فدعوا دمحما
إلى األمان ،فسبهما ،فرجعا )..
7ـ ردّا على عروض األمان من عيسى أرسل دمحم إلى عيسى برسالة تقول " :يا هذا إن لك
برسول هللا قرابة قريبة وإني أدعوك إلى كتاب هللا وسنة نبيه والعمل بطاعته وأحذرك نقمته
وعذابه ،وإني وهللا ما أنا بمنصرف عن هذا األمر حتى ألقى هللا عليه ،فإياك أن يقتلك من
يدعوك إلى هللا فتكون شر قتيل أو تقتله فيكون أعظم لوزرك وأكثر لمأثمك " ،فأرسل هذه
الرسالة مع إبراهيم بن جعفر فبلغه فقال " :ارجع إلى صاحبك فقل له " :ليس بيننا إال القتال .
" ) .دمحم النفس الزكية ال يزال في ُحمقه سادرا يخاطب غريمه خطابا كهنوتيا يجعل نفسه
داعيا الى هللا جل وعال ،وهو يطلب الدنيا بسفك الدماء دون جدارة سياسية أو حربية .
5ـ وحتى بعد هزيمة دمحم عرض عليهم عيسى األمان ،تقول الرواية ( :وبعث عيسى بألوية،
فوضع على باب أسماء بنت حسن بن عبد هللا واحد وعلى باب العباس بن عبد هللا بن الحارث
آخر وعلى باب دمحم بن عبد العزيز الزهري آخر وعلى باب عبيد هللا بن دمحم بن صفوان آخر
وعلى باب دار أبي عمرو الغفاري آخرا .وصاح مناديه " :من دخل تحت لواء منها أو دخل
دارا من هذه الدور فهو آمن ") .
تطورات المواجهة الحربية :
قواده على أنقاب المدينة وأركانها ،وقاد هو فرقة للرماة 1ـ حاصر عيسى المدينة ّ ،
وزع ّ
بالنشاب والمقاليع ( .المجانيق ) ،واستمر ضربها ساعة .
2ـ كان دمحم قد حفر خندقا ،فشهد هذا الخندق عمليات عسكرية .فلم يكن مانعا من ضربات
النشاب وأحجار المقاليع .أمرهم عيسى فطرحوا حقائب اإلبل في الخندق فجازت الخيل ،
فالتقوا عند مفاتح خشرم فاقتتلوا حتى كان العصر .وتقدم حميد بن قحطبة في مائة رجل
بالنشاب واشتبكوا مع جنود دمحم في قتال استمر من الصباح الى العصر.
3ـ وتقول رواية ان القتال استمر ثالثة أيام ،وكان مع دمحم نفر من بنى شجاع من قبيلة
جهينة ،قاتلوا بضراوة حتى قُتلوا .
الطابور الخامس للعباسيين داخل المدينة
سرا ) الى العباسيين ،ففتحوا طريقا سريا لجيشهم
1ـ انض ّم بنو ابى عمر من قبيلة غفار ( ّ
فهاجموا جيش دمحم من الخلف .
2ـ ( وأمرت أسماء بنت حسن بن عبيد هللا بن عبيد هللا بن عباس بن عبد المطلب ــ وكانت
تحت عبد هللا بن حسين بن عبد هللا بن عبيد هللا بن عباس ــ بخمار أسود ،فنُصب على منارة
مسجد رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ،فلما رأى ذلك أصحاب دمحم تنادوا " :دُخلت المدينة ، " .وهربوا ) .
هذه إمرأة من بنى العباس متزوجة من ابن عمها ،وقد رفعت علم بنى العباس على منارة
المسجد ،فتو ّهم أصحاب دمحم ان جند العباسيين اقتحموا المدينة فهربوا .
3ـ إتخذ العباسيون لهم شعارا هو اللون األسود ،حزنا على من قتلهم األمويون من ذرية أبناء
سود
عمومتهم من ذرية (على ) ،وكان من يثور على العباسيين يرفع علما أبيض ،ويقال ( ّ
) أي انضم للعباسيين ،و( بيّض ) أي ثار على العباسيين .من المضحك أن أصحاب دمحم
رفعوا الرايات البيضاء !.
ُحمق دمحم وتردده
1ـ دعا أهل المدينة في خطاب دينى لقتال الجيش العباسى ،خطبهم فقال ( :إن عدو هللا
وعدوكم عيسى بن موسى قد نزل األعوص ،وإن أحق الناس بالقيام بهذا الدين أبناء
المهاجرين األولين واألنصار المواسين ) .الخطاب الدينى منه ُحمق .
2ـ ثم كان تردده وتناقضه مظهرا آخر من مظاهر ال ُحمق .ونعطى أمثلة :
: 1 / 2قال أحدهم وكان في جيش دمحم ( :اجتمع مع دمحم جمع لم أر مثله وال أكثر منه ،إني
ألحسب أنا قد كنا مائة ألف ،فلما قرب عيسى خطبنا فقال " :يأيها الناس إن هذا الرجل قد
عدّة ،وقد حللتكم من بيعتي ،فمن أحب المقام فليقم ،ومن أحبقرب منكم في عدد و ُ
االنصراف فلينصرف" ،فتسللوا حتى بقي في شرذمة ليست بالكثيرة ) .أي هو الذى سمح
لجنوده بأن يتركوه .
: 2 / 2تقول رواية أخرى ( :لما ظهر دمحم جمع الناس وحشرهم وأخذ عليهم المناقب فال
يخرج أحد .فلما سمع بعيسى وحميد بن قحطبة قد أقبال صعد المنبر فقال " :يأيها الناس إنا قد
جمعناكم للقتال وأخذنا عليكم المناقب ،وإن هذا العدو منكم قريب ،وهو في عدد كثير ،
والنصر من هللا واألمر بيده ،وإنه قد بدا لي أن آذن لكم وأفرج عنكم المناقب ،فمن أحب أن
يقيم أقام ومن أحب أن يظعن ظعن ... " .فخرج عالم من الناس كنت فيهم . ) ..هنا نراه قد
حبس الناس ،ثم سمح لهم بالرحيل ،فرحلوا .وهو يقول ( وإنه قد بدا لي )!.
: 3 / 2ثم ( بدا له ) أن يُطارد الذين سمح لهم بالخروج من المدينة ،تقول الرواية ( :خرج
ناس كثير من أهل المدينة بذراريهم وأهليهم إلى األعراض والجبال ،فأمر دمحم أبا القلمس فرد
من قدر عليه منهم ،فأعجزه كثير منهم ،فتركهم ) .هذا التردد والتخبّط في القرارات يضيّع
الثقة في القائد ( العلمانى ) فكيف بقائد يجعل نفسه متحدثا باسم الدين ؟ .
مسلسل ال ُحمق في ذرية (على بن أبى طالب ) :ثورة دمحم النفس الزكية عام ) 4 ( 145
هزيمة دمحم النفس الزكية وقطع رأسه
االلتحام الحربى
1ـ حاصر جيش عيسى بن موسى المدينة ،في نفس الوقت الذى أمر فيه عيسى بس ّد الطريق
لم ّكة حتى ال يهرب اليها دمحم النفس الزكية في الهروب .تقول الرواية عن أحدهم ( :لما
نزل عيسى طرف القدوم أرسل إلي نصف الليل ،فوجدته جالسا والشمع واألموال بين يديه ،
فقال " :جاءتني العيون تخبرني أن هذا الرجل في ضعف ...وقد ظننت أال مسلك له إال إلى
مكة ،فاضمم إليك خمسمائة رجل ،فامض بهم معاندا عن الطريق ،حتى تأتي الشجرة فتقيم
بها )" .وخاف أهلها منه ومن جنوده ،فزعم لهم أنه دمحم النفس الزكية ،واشترى منه مؤنا
وشرابا ،واقام يحرس الطريق حتى قُتل دمحم .
2ـ في المبارزات بين الفريقين برزت بطوالت في جيش دمحم النفس الزكية ،
: 1 / 2كان أشهرهم أبو القلمس .تقول عنه الروايات :
( : 1 / 1 / 2لقي أبو القلمس دمحم بن عثمان أخا أسد بن المرزبان بسوق الحطابين ،فاجتلدا
بسيفيهما حتى تقطعا ،ثم تراجعا إلى مواقفهما ،فأخذ أخو أسد سيفا وأخذ أبو القلمس بأسقية
فوضعها على قربوس سرجه وسترها بدرعه ،ثم تعاودا ،فلما تدانيا قام أبو القلمس في ركائبه
ّ
فاحتز رأسه ). ثم ضرب بها صدره فصرعه ،ونزل
( : 2 / 1 / 2كنا مع دمحم ( النفس الزكية ) فبرز رجل من أهل المدينة مولى آلل الزبير يدعى
القاسم بن وائل ،فدعا للبراز فبرز إليه رجل لم أر مثل كماله وعدته فلما رآه ابن وائل
انصرف ..فوجدنا ( أي غضبنا ) من ذلك وجدا شديدا ،فإنا لعلى ذلك إذ سمعت خشف رجل
ورائي ،فالتفت ،فإذا أبو القلمس ،فسمعته يقول " :لعن هللا أمير السفهاء أن ترك مثل هذا
اجترأ علينا ) " .وبارز أبو القلمس هذا الرجل وقتله .ورواية أخرى تقول ( :خرج القاسم
بن وائل يومئذ من الخندق ،ثم دعا للبراز ،فبرز له هزارمرد ( الخراسانى ) فلما رآه القاسم
هابه ،فرجع ،فبرز له أبو القلمس ...ثم ضربه على حبل عاتقه فقتله ) .
: 3 / 1 / 2بعد مقتل دمحم النفس الزكية إختفى أبو القلمس في منطقة الفرع ،وكان معه زوجته
( أم ولد له ) وعبد مملوك له .وانتهز العبد فرصة فشدخ رأس أبى القلمس بصخرة فقتله .ثم
قال للزوجة " :إني قد قتلت سيدك فهلمي أتزوجك " قالت " :رويدا أتصنع لك " أي تتج ّمل
شدخ رأسه ).وتتزين له ( .فأمهلها ،فأتت السلطان فأخبرته ،فأُخذ العبد ،ف ُ
3ـ وهناك بطل لم تذكر الرواية إسمه مع إنه قتل ثالثة من جيش عيسى في المبارزة ،ولم
يجرؤ جنود عيسى على مواجهته فرموه بالسهام فأوقعوه ثم تعاونوا على قتله .يقول الراوى :
( ...فإني ألنظر إليهم عند أحجار الزيت وأنا مشرف عليهم من الجبل ( جبل سلع ) إذ نظرت
إلى رجل من أصحاب عيسى قد أقبل مستلئما في الحديد ال ترى منه إال عيناه على فرس ،
حتى فصل من صف أصحابه ،فوقف بين الصفين ،فدعا للبراز ،فخرج إليه رجل من
أصحاب دمحم عليه ،قباء أبيض وكمه بيضاء ،وهو راجل ،فكلمه مليا ،ظننت أنه استرجله (
أي طلب من الفارس أن يتر ّجل على قدميه ) لتستوي حاالهما ،فنظرت إلى الفارس ثنى
رجله ،فنزل ،ثم التقيا ،فضربه صاحب دمحم ضربة على خوذة حديد على رأسه ،فأقعده على
استه وقيذا ال حراك به ،ثم انتزع الخوذة فضرب رأسه فقتله ،ثم رجع فدخل في أصحابه.
فلم ينشب أن خرج من صف عيسى آخر ،كأنه صاحبه ،فبرز له الرجل األول ،فصنع به
مثل ما صنع بصاحبه ،ثم عاد إلى صفه .وبرز ثالث فدعاه فبرز له فقتله .فلما قتل الثالث
ولّي يريد أصحابه فاعتوره أصحاب عيسى ،فرموه فأثبتوه ،وأسرع يريد أصحابه ،فلم يبلغهم
حتى خر صريعا ،فقتلوه دونهم )
4ـ إبن خضير
: 1 / 4من ذرية مصعب بن الزبير ،وكان مخلصا لدمحم النفس الزكية ،ولما رأى ابن
خضير أن الجيش العباسى قد أفنى معظم جيش دمحم النفس الزكية ترك ميدان المعركة وذهب
فذبح والى المدينة رياحا وأخاه وهما في الحبس ،ثم عاد يقاتل مستميتا في القتال بجانب دمحم
النفس الزكية ،رافضا نداء عيسى بن موسى له باألمان ،وقد كان عيسى ال يريد قتله .تقول
الرواية عن احدهم ( :كنت بالثنية يوم قتل دمحم بن عبد هللا بن حسن ،ومعه ابن خضير ...
فجعل ابن قحطبة يدعو ابن خضير إلى األمان ،ويشح به عن الموت ،وهو يشد على الناس
بسيفه مترجال ،فخالط الناس ( أي دخل في جيش العباسيين ) فضربه ضارب على إليته
فخلعها ) أي ضربه من خلفه ( فرجع إلى أصحابه ،فشق ثوبا فعصبها إلى ظهره ،ثم عاد إلى
وخر ،فابتدره القوم ،
ّ القتال ،فضربه ضارب على حجاج عينه فأغمد السيف في عينه،
فحزوا رأسه , ) .يقول الراوى بعدها ( فلما قتل ترجل دمحم فقاتل على جيفته حتى قتل ) أي
قاتل دمحم النفس الزكية مترجال ليمنعهم من قطع رأس ابن خضير ،وظل يقاتل حتى قتلوه .
: 2 / 4وعن ُجثة ابن خضير ورأسه تقول الرواية عن أحدهم ( :أتينا برأس ابن خضير ،
فوهللا ما جعلنا نستطيع حمله ،لما كان به من الجراح ،وهللا لكأنه باذنجانة مفلقة وكنا نضم
أعظمه ضما ) .
: 3 / 4وفى صلب جسده مع اآلخرين بعد قتل دمحم النفس الزكية تقول الرواية ( :ل ّما كان
الغد من قتل دمحم ،أذن عيسى في دفنه ،وأمر بأصحابه فصلبوا ما بين ثنية الوداع إلى دار
عمر بن عبد العزيز ..فرأيتهم صفين ،وو ّكل بخشبة ابن خضير من يحرسها ،فاحتمله قوم
في الليل فواروه ،ولم يُقدر عليهم .واقام اآلخرون مصلبين ثالثا ،ثم تأذى بهم الناس ،فأمر
عيسى بهم فألقوا على المفرح من سلع ،وهي مقبرة اليهود ،فلم يزالوا هنالك ،ثم ألقوا في
خندق بأصل ذباب ) .
دمحم النفس الزكية يقاتل بنفسه
1ـ حين تأكدت هزيمته نصحه بعضهم بالهرب الى مكة وفيها واليه الحسن بن معاوية من
ذرية جعفر بن أبى طالب .فرفض .تقول الرواية عن عبد هللا بن جعفر ( :دنوت منه فقلت
له " :بأبي أنت ،إنه وهللا مالك بما رأيت طاقة ،وما معك أحد يصدق القتال ،فاخرج الساعة
حتى تلحق بالحسن بن معاوية بمكة ،فإن معه ُجلّة أصحابك " .فقال " :يا أبا جعفر وهللا لو
خرجت لقتل أهل المدينة ،وهللا ال أرجع حتى أقتل أو أُقتل ،وأنت مني في سعة ،فاذهب
حيث شئت . " .ونصحته ربيحة بنت أبي شاكر القرشية ،فقالت له ُ " :جعلت فداك ،انج
بنفسك " قال " :إذا ال يبقى بها ديك يصرخ)" .
2ـ كانت سهام العباسيين تحصد أصحابه ،وقال لمن بقى من أصحابه ( :قد بايعتموني ولست
بارحا حتى أقتل ،فمن أحب أن ينصرف فقد أذنت له " .ثم أقبل على ابن خضير فقال له" :
قد أحرقت الديوان "؟ قال " :نعم ،خفت أن يؤخذ الناس عليه" قال " :أصبت ") .أي أحرق
السجالت التي فيها أسماء أصحابه وبياناتهم .
3ـ ثم اغتسل وتحنط ( إستعدادا للموت ) وصلّى العصر ،وعرقب دابته ليقاتل راجال ،وفعل
غ ُمد سيوفهم ،والتحم في القتال ،وتبالغ بعض الروايات فتقول (مثله أصحابه ،وكسروا ُ
وترجل دمحم ،فإني ألحسبه قتل بيده يومئذ سبعين رجال ).وتقول رواية أخرى ( لقد هزمنا
يومئذ أصحاب عيسى مرتين أو ثالثا ولكنا لم نكن نعرف الهزيمة ) .
4ـ وفى معمعة القتال دعا دمحم النفس الزكية للمبارزة حميدا بن قحطبة .تقول الرواية ( :نادى
دمحم يومئذ حميد بن قحطبة " :إن كنت فارسا وأنت تعتد ذاك على أهل خراسان فابرز لي فأنا
دمحم بن عبد هللا :قال " :قد عرفتك ،وأنت الكريم ابن الكريم الشريف ابن الشريف .ال وهللا يا
أبا عبد هللا ال أبرز لك وبين يدي من هؤالء األغمار إنسان واحد ،فإذا فرغت منهم فسأبرز لك
لعمري ) " .
5ـ و إتّهم عيسى بن موسى قائده ابن قحطبة بالتهاون في أمر دمحم النفس الزكية ،تقول الرواية
( قال عيسى لحميد بن قحطبة عند العصر " :أراك قد أبطأت في أمر هذا الرجل فول حمزة
بن مالك حربه" ) أي طلب منه أن يعتزل القيادة .وغضب ابن قحطبة فقال " :وهللا لو رمت
أنت ذاك ما تركتك .أحين قتلت الرجال ووجدت ريح الفتح ؟ " .ثم ج ّد في القتال حتى قتل
دمحم ) .وتقول رواية أخرى ( :اتهم عيسى حميد بن قحطبة يومئذ ،وكان على الخيل ،فقال :
" يا حميد ما أراك تبالغ " !.قال " :أتتهمني ؟ فوهللا ألضربن دمحما حين أراه بالسيف أو اقتل
ليبر بيمينه ،) .وهذه رواية تتعارض مع
فمر به وهو مقتول ،فضربه بالسيف ّ دونهّ ..." .
روايات أخرى في قتل دمحم النفس الزكية .
مقتل دمحم النفس الزكية
1ـ باختصار تقول الرواية ( :كثروا دمحما ( أي تكاثروا عليه وكانوا أكثر منه عددا ) وألحوا
في القتال ،حتى قتل دمحم في النصف من شهر رمضان سنة خمسة وأربعين ومائة .و ُحمل
رأسه إلى عيسى بن موسى ،فدعا ابن أبي الكرام فأراه إياه فعرفه ،فسجد عيسى بن موسى ،
ودخل المدينة وآمن الناس كلهم .وكان مكث دمحم بن عبد هللا من حين ظهر إلى أن قتل شهرين
وسبعة عشر يوما ).وتقول رواية أخرى ( :قتل دمحم بعد العصر يوم االثنين ألربع عشرة ليلة
خلت من شهر رمضان ) .
2ـ وهناك تفصيالت مختلفة في مقتله :
: 1 / 2منها من يجعل قاتله حميد بن قحطبة :
( : 1 / 1 / 2ودخل حميد بن قحطبة من زقاق أشجع على دمحم فقتله ،وهو ال يشعر ،وأخذ
رأسه فأتى به عيسى ،وقتل معه بشرا كثيرا )
( : 2 / 1 / 2طعنه ابن قحطبة في صدره فصرعه ثم نزل فاحتز رأسه ،فأتى به عيسى )
: 2 / 2ومنها ما لم يحدد له قاتال :
( : 1 / 2 / 2رأيت دمحما يومئذ باشر القتال بنفسه فأنظر إليه حين ضربه رجل بسيف دون
شحمة أذنه اليمنى ،فبرك لركبتيه وتعاوروا عليه ،وصاح حميد بن قحطبة " :ال تقتلوه " ،
ّ
فاحتز رأسه ) !. فكفوا وجاء حميد
( : 2 / 2 / 2برك دمحم يومئذ لركبتيه وجعل يذب عن نفسه ويقول " :ويحكم أنا ابن نبيكم
محرج مظلوم ).
( : 3 / 2 / 2رأيت دمحما يومئذ ....يهذ الناس بسيفه هذا ،ما يقاربه أحد إال قتله ،ومعه سيف
ال وهللا ما يليق شيئا ،حتى رماه إنسان بسهم ،كأني أنظر إليه أحمر أزرق ،ثم دهمتنا الخيل
،فوقف إلى ناحية جدار ،فتحاماه الناس ،فوجد الموت فتحامل على سيفه فكسره ).
الروايات عن رأس دمحم النفس الزكية
1ـ أحدهم ( أبو كعب ) قال ( :حضرت عيسى حين قتل دمحما ،فوضع رأسه بين يديه ،فأقبل
على أصحابه فقال " :ما تقولون في هذا ؟ " فوقعوا فيه ( ،أي شتموه ) ..فأقبل عليهم قائد له
فقال " :كذبتم وهللا وقلتم باطال .ما على هذا قاتلناه ،ولكنه خالف أمير المؤمنين وشق عصا
قواما " .فسكت القوم ) .
لصواما ّ
ّ المسلمين ،وإن كان
2ـ ( لما قتل دمحم ولحق عيسى بعسكره بالجرف ،فكان به ( أي أقام فيه ) حتى أصبح ،ثم
بعث بالبشارة مع القاسم بن حسن بن زيد ،وبعث بالرأس مع ابن أبي الكرام ) ( حدثنا ابن
أبي الكرام قال :بعثني عيسى برأس دمحم وبعث معي مائة من الجند ....فجئنا حتى إذا أشرفنا
على النجف كبّرنا ..فقال أبو جعفر ( المنصور ) للربيع ( الحاجب ) " ويحك ما هذا التكبير؟"
قال " :هذا ابن أبي الكرام جاء برأس دمحم بن عبد هللا " .قال " :ائذن له ولعشرة ممن معه "
..فأذن لي فوضعت الرأس بين يديه في ترس .) " .
3ـ ( لما قُدم برأس دمحم على أبي جعفر ( المنصور ) وهو بالكوفة ،أمر به فطيف في طبق
أبيض ....فلما أمسى من يومه بعث به إلى اآلفاق ) أي الى الواليات ..
أخيرا :
سلف الصالح !.
يا أهال بال ّ
مسلسل ال ُحمق في ذرية (على بن أبى طالب ) :فشل ثورة إبراهيم ومقتله عام 145
مقدمة :
1ـ في نفس السنة شارك إبراهيم أخاه دمحما النفس الزكية ثورته و ُحمقه وخيبته ،وفى النهاية
قتلوه وقطعوا رأسه وطافوا بها تماما كما فعلوا مع أخيه .
2ـ ُحمق إبراهيم كان أكبر من ُحمق أخيه دمحم ألن إبراهيم توفرت له من أسباب القوة ما لم
يتوفر ألخيه بسبب الموقع في العراق حيث الوفرة من الرجال ومن المؤن والعتاد ،ومن حيث
إقترابه من الكوفة عاصمة العباسيين وقتها ،وهى مليئة بالشيعة أعداء أبى جعفر المنصور ،
وكان أبو جعفر وقتها في قليل من الجنود ،وأغلب جنوده قد بعثهم الى المدينة وغيرها ُ .حمق
إبراهيم أضاع عليه إستغالل كل الفرص ال ُمتاحة له ،فانهزم وفقد رأسه ،وطيف بها في
اآلفاق كما فعلوا برأس أخيه .
3ـ ونعطى لمحة عن ثورة إبراهيم وفشله .
تحركاته األولى في البصرة
1ـ جاء للبصرة في مستهل رمضان سنة خمس وأربعين ومائة ،بعثه أخوه إليها بعد ظهوره
بالمدينة .إختفى في دار الحارث بن عيسى ،من بني ضبيعة ،وكان ال يراه أحد بالنهار ،وتنقل
في دور أخرى ،منها يحيى بن زياد بن حسان النبطي ،و دار أبي فروة.
2ـ أول من بايعه :نميلة بن مرة ،وعبد هللا بن سفيان ،وعبد الواحد بن زياد ،وعمر بن سلمة
الهجيمي ،وعبيد هللا بن يحيى بن حصين الرقاشي .وجمعوا له األنصار ( فبايعه كثيرون ،
واستفحل أمره ،تفاقم الخطب به ( ) .وكان ديوانه قد أحصى مائة ألف)،
3ـ وخرج إبراهيم ليلة االثنين لغرة شهر رمضان من سنة خمس وأربعين ،فصار إلى مقبرة
سا ،فاستولى على دواب وأسلحة لوالى البصرة (سفيان بن بني يشكر في بضعة عشر فار ً
معاوية ) ،وصلى بالناس الغداة بالمسجد الجامع ،وتحصن والى البصرة في الدار ،ثم طلب
ففرقاألمان ،فأجيب له .وحبسه في القصر ،وقيده قيدًا خفيفًا .ووجد ببيت المال ستمائة ألفّ ،
ً
رجال إلى األهواز فبايعوا له ،وهزم إبراهيم والى على أصحابه لكل رجل خمسين .ووجه
جعفر ومحمدًا
ً األهواز ،وجاء مدد من العباسيين لنجدة والى البصرة من ستمائة رجل يقودهم
ً
راجال . سا وثالثين
ابني سليمان بن علي ،فهزمهما إبن المضاء بن جعفر في ثمانية عشر فار ً
وصارت البصرة واألهواز وفارس في سلطان إبراهيم ،وظل إبراهيم مقي ًما بالبصرة يبعث
بالوالة في النواحي ويوجه الجيوش إلى البلدان ،حتى أتاه نعي أخيه دمحم ،فأخبر الناس بذلك
فازدادوا بصيرة في قتال أبي جعفر المنصور.
موقف المنصور
1ـ كان في قلّة من الجنود .حين بلغه الخبر قال ( :وهللا ما أدري ما أصنع .ما في عسكري
سوى ألفي رجل ،فرقت جندي مع المهدي ،بالري ثالثون ألفًا ،ومع دمحم بن األشعث بإفريقية
أربعون ألفًا ،والباقون مع عيسى بن موسى .وهللا لئن سلمت من هذا ال يفارق عسكري ثالثون
ألفًا ( ).ولم يبق مع المنصور سوى ألفي فارس).
2ـ ثم أرسل يستدعى قواده وجنوده ( .كتب إلى عيسى :إذا قرأت كتابي هذا فأقبل ودع ما
أنت فيه .فلم يلبث أن قدم فبعثه على الناس ،وكتب إلى سالم بن قتيبة فقدم عليه من الري
فضمه إلى جعفر بن سليمان ،وكتب إلى المهدي يأمره بتوجيه خازم بن خزيمة إلى األهواز
فوجهه في أربعة آالف من الجند ( ).فوصلها وقاتل المغيرة ،فرجع المغيرة إلى البصرة،
واستباح خزيمة األهواز ثالثا ً )( واستباح خزيمة األهواز ثالثا ً )
المواجهة الحربية
1ـ رواية موجزة تقول ( :وكان قد أحصى ديوان إبراهيم من أهل البصرة مائة ألف ،فالتقى
عيسى وإبراهيم فاقتتلوا ً
قتاال شديدًا ،إلى أن جاء سه ٌم غائر ال يدرون من رمى به ،فوقع في
أمرا وأراد هللا
حلق إبراهيم ،فنحوه عن موضعه وقال :أنزلوني .فأنزلوه وهو يقول ":أردنا ً
غيره " ،فأنزل وهو مثخن ،واجتمع عليه أصحابه يقاتلون دونه ،فشدوا عليهم فخلصوا إليه،
فجزوا رأسه ،فأتوا به عيسى ،فسجد ،وبعث به إلى أبي جعفر فقال :وهللا لو كنت لهذا كار ًها
ولكني ابتليت بك وابتليت بي .فنصبه في السوق وكان قتله يوم االثنين لخمس بقين من ذي
القعدة سنة خمس وأربعين وكان يوم قتل ابن ثمان وأربعين سنة .ومكث منذ خرج إلى أن قتل
ثالثة أشهر إال خمسة أيام) .
( : 1 / 2وأقبل الجيشان فتصافوا في باخمرى ،وهي على ستة عشر فرسخا ً من الكوفة،
فاقتتلوا بها قتاالً شديدا ً ،فانهزم حميد بن قحطبة بمن معه من المقدمة ،فجعل عيسى يناشدهم
هللا في الرجوع والكرة فال يلوي عليه أحد ،وثبت عيسى بن موسى في مائة رجل من أهله،
فقيل له " :لو تنحيت من مكانك هذا لئال يحطمك جيش إبراهيم ،".فقال " :وهللا ال أزول منه
حتى يفتح هللا لي ،أو أقتل هاهنا . " .ثم اجتلدوا هم وأصحاب إبراهيم فاقتتلوا قتاالً شديداً،
كثير ،ثم انهزم أصحاب إبراهيم وثبت هو في خمسمائة .وقيل :في ٌ وقتل من كال الفريقين ٌ
خلق
أربعمائة .وقيل :في تسعين رجالً.) .
( : 2 / 2فاقتتل الناس قتاالً شديدا ً وانهزم حميد بن قحطبة وانهزم الناس معه ،فعرض لهم
عيسى يناشدهم هللا والطاعة فال يلوون عليه .فأقبل حميد منهزماً ،فقال له عيسى " :هللا هللا
ومر الناس فلم يبق مع عيسى إال نفر يسير ،فقيل له: والطاعة!" فقال " :ال طاعة في الهزيمة!" ّ
" لو تنحيت عن مكانك حتى تؤوب إليك الناس فت ُك ّر بهم " .فقال " :ال أزول عن مكاني هذا
أبدا ً حتى أ ُقتل أو يفتح هللا على يدي ،وهللا ال ينظر أهل بيتي إلى وجهي أبدا ً وقد انهزمت عن
عدوهم!" وجعل يقول لمن يمر به " :أقريء أهل بيتي السالم وقل لهم لم أجد فدا ً أفديكم به أعز
من نفسي وقد بذلتها دونكم! " فبيناهم على ذلك ال يلوي أحد على أحد إذ أتى جعفر ودمحم ابنا
سليمان ابن علي من ظهور أصحاب إبراهيم ،وال يشعر باقي أصحابه الذين يتبعون المنهزمين
حتى نظر بعضهم فرأى القتال من ورائهم فعطفوا نحوه ،ورجع أصحاب المنصور يتبعونهم،
فكانت الهزيمة على أصحاب إبراهيم ،فلوال جعفر ودمحم لتمت الهزيمة ،وكان من صنع هللا
للمنصور أن أصحابه لقيهم نهر في طريقهم فلم يقدروا على الوثوب ولم يجدوا مخاضة ،فعادوا
بأجمعهم ،وكان أصحاب إبراهيم قد مخروا الماء ليكون قتالهم من وجه واحد ،فلما انهزموا
منعهم الماء من الفرار ،وثبت إبراهيم في نفر من أصحابه يبلغون ستمائة ،وقيل أربعمائة،
وقاتلهم حميد وجعل يرسل بالرؤوس إلى عيسى ،وجاء إبراهيم سه ٌم عائر فوقع في حلقه
فنحره ،فتنحى عن موقفه وقال :أنزلوني ،فأنزلوه عن مركبه ....واجتمع عليه أصحابه
شدوا على تلك الجماعة وخاصته يحمونه ويقاتلون دونه ،فقال حميد بن قحطبة ألصحابهُ " :
حتى تزيلوهم عن موضعهم وتعلموا ما اجتمعوا عليه" .؛ فشدوا عليهم فقاتلوهم أشد قتال حتى
أفرجوهم عن إبراهيم ،ووصلوا إليه وحزوا رأسه ،فأتوا به عيسى ،فأراه ابن أبي الكزام
الجعفري فقال ":نعم هذا رأسه " .فنزل عيسى إلى األرض فسجد وبعث برأسه إلى المنصور.
) ( وكان قتله يوم األثنين لخمس ليا ٍل بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة ،وكان
عمره ثمانيا ً وأربعين سنة ،ومكث منذ خرج إلى أن قتل ثالثة أشهر إال خمسة أيام.قال أبو نعيم
الفضل بن دكين :كان مقتل إبراهيم في يوم الخميس لخمس بقين من ذي الحجة من هذه السنة).
رأس إبراهيم
العثور على جثة إبراهيم :تقول رواية (:استظهر عيسى بن موسى وأصحابه ،وقتل إبراهيم
في جملة من قتل ،واختلط رأسه مع رؤوس أصحابه ،فجعل حميد يأتي بالرؤوس إلى عيسى
بن موسى حتى عرفوا رأس إبراهيم فبعثوه مع البشير إلى المنصور ) .
الروايات المختلفة عن موقف المنصور من رأس إبراهيم :
1ـ ( ولما جيء بالرأس تمثل المنصور ببيت معقر بن أوس بن حمار البارقي:
1ـ ( ثم جلس ( المنصور ) مجلسا ً عاما ً وأذن للناس .فكان الداخل يدخل فيتناول إبراهيم
ويسيء القول فيه ويذكر فيه القبيح التماسا ً لرضاء المنصور ،والمنصور ممسك متغير لونه،
حتى دخل جعفر بن حنظلة الدارمي فوقف فسلم ثم قال" :أعظم هللا أجرك يا أمير المؤمنين في
ابن عمك ،وغفر له ما فرط فيه من حقك! " ،فأسفر لون المنصور وأقبل عليه وقال :يا أبا
خالد مرحبا ً ها هنا! فعلم الناس أن ذلك يرضيه ،فقاتلوا مثل قوله )
2ـ ( وقيل :لما وضع الرأس بصق في وجهه رجل من الحرس ،فأمر به المنصور فضرب
بالعمد فهشمت أنفه ووجهه ،وضرب حتى خمد ،وأمر به فجروا رجله فألقوه خارج الباب ).
1ـ أضاع فرصة هائلة ؛ كان لديه مائة ألف مقاتل ،كان يستطيع أن يهزم بهم المنصور وقت
أن كان في جنود قليلين : ،نصحه بعضهم فقال " :إنك قد اقتربت من المنصور فلو أنك سرت
إليه بطائفة من جيشك ألخذت بقفاه فإنه ليس عنده من الجيوش ما يردون عنه ".رفض .
2ـ نصحه بعضهم أن يهاجم عيسى ليال وفجأة ،فرفض قائال " :أكره البيات إال بعد اإلنذار".
3ـ رفض نصيحة بأن يجعل جيشه مقسما الى ( كراديس ) ،تقول الرواية ( :ثم إنهم
تصافوا ،فصف إبراهيم أصحابه صفا ً واحداً ،فأشار عليه بعض أصحابه بأن يجعلهم كراديس،
فإذا انهزم كردوس ثبت كردوس ،فإن الصف إذا انهزم بعضه تداعى سائره .فقال الباقون :ال
صفّا ً )
سبِيِ ِل ِه َ هللا ي ُِحب الَّذِينَ يُقَا ِتلُونَ في َ إن َ صف أهل اإلسالم ،يعني قول هللا ( َّ ّ صف إال ن ُ
الصف .) 4أخذ إبراهيم برأيهم ،ونسى قول هللا جل وعال ( :يَا أَي َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِإ َذا لَ ِقيت ُ ْم
ار (َ )15و َم ْن ي َُو ِلّ ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ ُدب َُرهُ ِإالَّ ُمت َ َح ِ ّرفا ً ِل ِقت َا ٍل أ َ ْو ُمت َ َح ِيّزا ً الَّذِينَ َكفَ ُروا زَ ْحفا ً فَال ت ُ َولو ُه ْم األ َ ْدبَ َ
ير ( ) 16األنفال ) ص ُ س ْال َم ِ َّللا َو َمأ ْ َواهُ َج َهنَّ ُم َو ِبئْ َ
ب ِم ْن َّ ِ ِإلَى فِئ َ ٍة فَقَ ْد بَا َء ِبغَ َ
ض ٍ
4ـ عندما هزموا جيش المنصور في البداية منع إبراهيم جنوده من تعقبهم ،تقول الرواية ( :
كان سبب انهزام أصحابه أنهم لما هزموا أصحاب المنصور وتبعوهم ونادى منادي إبراهيم:
أال ال تتبعوا مدبرا ً! فرجعوا ،فلما رآهم أصحاب المنصور راجعين ظنوهم منهزمين فعطفوا
في آثارهم ،وكانت الهزيمة.) .
الخاتمة
أوال :
1ـ تخيّل قرية ما يعيش سكانها في هدوء ال يسمع بهم أحد .ثم ظهرت فيها عصابة ،إشتهرت
العصابة ،وارتبط إسم القرية بهذه العصابة .ال أحد يعرف أهل القرية الطيبين ،ولكن
المجرمين هم الذين ترددت شهرتهم في اإلعالم .وفيما بع ُد لن يتذكر الناس من هذه القرية
سوى أسماء مجرميها ،أما األهالى فلن يعرفهم أحد .ولو جاء مؤرخ فلن يسجل إال ما هو
مذكور في الصحف وما تواتر على ألسنة الناس ،أي لن يذكر من هذه القرية سوى مجرميها .
لهذا نقول إن التاريخ ينام في أحضان الطغاة .
في ألمانيا في أربعينيات القرن الماضى كان فيها الماليين من غير النازيين ،لم يذكرهم
التاريخ ألنه إنشغل بهتلر وأتباعه ،وهكذا في نفس الحال في كل زمان ومكان .ربما تغيّر
األمر بعض الشىء بظهور السوشيال ميديا التي أتاحت حيّزا للناس العاديين أن يعبروا عن
أنفسهم وأحوالهم وآرائهم .لكن تظل الحقيقة سافرة :إن التاريخ ال يهتم إال بأكابر المجرمين
من المستبدين ورجال الدين ،الذين يصلون للحكم وبالفساد ،وبهم يعُم الفساد .
2ـ ينطبق هذا على تاريخ المسلمين ،فهو يدور حول أكابر المجرمين من الخلفاء والسالطين
وأعوانهم من رجال الدين .أما المستضعفون فال يهتم بهم التاريخ إال باألوصاف ،أو عندما
يتعرضون لكارثة ،يذكرهم بدون أسماء ،في سياق خبر فعله أحد كبار المجرمين المذكور
باالسم والوصف والوظيفة .
3ـ يظهر هذا واضحا في التناقض بين القصص القرآنى عن عصر النبى دمحم عليه السالم ،
والتاريخ المكتوب عن الصحابة بعده .لقد ذكر رب العزة جل وعال في سورة التوبة السابقين
ار َوالَّذِينَ ص ِاج ِرينَ َواألَن َ سا ِبقُونَ األ َ َّولُونَ ِم ْن ْال ُم َه ِ األولين من المهاجرين واألنصار َ ( :وال َّ
ار خَا ِلدِينَ ت ت َ ْج ِري ت َ ْحت َ َها األ َ ْن َه ُ ع ْنهُ َوأ َ َ
ع َّد لَ ُه ْم َجنَّا ٍ ضوا َ ع ْن ُه ْم َو َر ُ
َّللاُ َ
ي َّ ض َ ان َر ِ س ٍ اتَّبَعُو ُه ْم ِبإِ ْح َ
ِفي َها أَبَدا ً َذ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم ( ، )122وذكر في سورة األحزاب الصحابة الذين صدقوا هللا جل
َّللاُ
ص َدقَ َّ سولُهُ َو َ َّللاُ َو َر ُ
ع َدنَا َّاب قَالُوا َهذَا َما َو َ وعال ما وعدهمَ ( :ولَ َّما َرأَى ْال ُمؤْ ِمنُونَ األ َ ْحزَ َ
علَ ْي ِه
َّللا َ
عا َهدُوا َّ َ ص َدقُوا َما َ سولُهُ َو َما زَ ا َد ُه ْم إِالَّ إِي َمانا ً َوت َ ْس ِليما ً (ِ )22م ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِر َجا ٌل َ َو َر ُ
ضى ن َْحبَهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْنت َ ِظ ُر َو َما بَ َّدلُوا ت َ ْبدِيالً ( ، )23والصحابة في سورة الحشر فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ
الذين هاجروا تاركين أموالهم وديارهم إبتغاء مرضاة الرحمن جل وعال فأصبحوا فقراء في
ضالً ِم ْن َّ ِ
َّللا اج ِرينَ الَّذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِم ْن د ِ
ِيار ِه ْم َوأ َ ْم َوا ِل ِه ْم يَ ْبتَغُونَ فَ ْ المدينة ِ ( :ل ْلفُقَ َر ِاء ْال ُم َه ِ
صا ِدقُونَ ( .))5القصص القرآنى ال يهتم بذكر سولَهُ أ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ال َّ
َّللاَ َو َر ُ
ص ُرونَ َّ َو ِرض َْوانا ً َويَ ْن ُ
األسماء ألنه ليس تاريخا ،هو قصص للعبرة والهداية .التأريخ للمسلمين تم تدوينه بعد عقود
من الروايات الشفوية ،صنع أحداثا ال أصل لها ،واشخاصا ال أصل لهم ،وإختلف مع ما
ذكره رب العزة جل وعال في تصوير شخصية النبى دمحم الذى أرسله هللا جل وعال بالقرآن
الكريم رحمة للعالمين .
هذه كلها خطايا هائلة .ولكن يهمنا منها في موضوعنا أن هذا التاريخ وقع في نفس الخطأ ،
أي أهمل تماما الصحابة السابقين بالعمل الصالح ،ور ّكز على أكابر المجرمين الذين قاموا
وكونوا امبراطورية تحت شعار اإلسالم ، بالفتوحات ،وغيّروا موازين القوى في عصرهم ّ ،
وهى ضد اإلسالم .جعلهم التاريخ آلهة ،وأطلق عليهم لقب ( الخلفاء الراشدين ) ،تمييزا لهم
ع ّمن جاء بعدهم من الخلفاء األمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين .
4ـ مع هذا نجد العُذر للتاريخ والمؤرخين ،فقد كتبوا التاريخ بأثر رجعى ،كتبوه بعد عقود
من الروايات الشفهية ،وفى ظل عصور الخالفة التي تستمد شرعيتها السياسية والدينية من
الخلفاء األوائل مؤسسى اإلمبراطورية العربية ،وألنهم ــ وهذا هو األهم ـ لم يعثروا على أي
أخبار عن السابقين األولين من المهاجرين واألنصار .لماذا ؟ ألن السابقين حافظوا على
التقوى حتى موتهم فاستحقوا الجنة .أي رفضوا المشاركة في الفتوحات ،ورفضوا التصارع
على ُحطام الدنيا ورفضوا إستخدام إسم اإلسالم العظيم في االعتداء على أقوام لم يبدأوا العرب
باالعتداء ،ورفضوا إحتالل بالد الغير وسلب أموالهم وإسترقاق نسائهم وذراريهم باسم
اإلسالم ظلما وعدوانا .هؤالء السابقون رأوا في كل ذلك تناقضا مع ما عاشوا عليه في
صحبتهم للنبى دمحم عليه السالم ،لذا آثروا االبتعاد عن المشهد واالنسحاب من مسرح األحداثُ
،فجاء التاريخ فلم يجد سوى أكابر المجرمين .
ثانيا :
1ـ هذا يذ ّكرنا بقوله جل وعال :
سادا ً َو ْالعَاقِبَةُ اآلخ َرة ُ نَ ْجعَلُ َها ِللَّذِينَ ال ي ُِريدُونَ ُ
علُ ّوا ً ِفي األ َ ْر ِ
ض َوال فَ َ ِ ( : 1 / 1ت ْل َك الد ُ
َّار ِ
علُ ّوا في األرض وال فسادا هم المتقون أصحاب ِل ْل ُمتَّقِينَ ( )53القصص) .فالذين ال يريدون ُ
الجنة في الدار اآلخرة .أما الذين يريدون العُلُ ّو فوق رءوس الناس فال يمكن أن يصلوا لهذا إال
بالفساد وسفك الدماء واإلرهاب ،وال يمكن أن يحتفظوا بالعلو إال بالفساد وسفك الدماء
واإلرهاب .
سالما ً طبَ ُه ْم ْال َجا ِهلُونَ قَالُوا َ ض ه َْونا ً َوإِذَا خَا َ علَى األ َ ْر ِ
شونَ َ الر ْح َم ِن الَّذِينَ يَ ْم ُ
َ ( : 2 / 1و ِعبَا ُد َّ
اب َج َهنَّ َم ِإ َّن عذَ َ عنَّا َ
ف َ س َّجدا ً َو ِقيَاما ً (َ )64والَّذِينَ يَقُولُونَ َربَّنَا ا ْ
ص ِر ْ (َ )63والَّذِينَ يَبِيتُونَ ِل َر ِبّ ِه ْم ُ
ت ُم ْستَقَ ّرا ً َو ُمقَاما ً (َ )66والَّذِينَ ِإذَا أَنفَقُوا لَ ْم يُس ِْرفُوا َولَ ْم سا َء ْعذَابَ َها َكانَ غ ََراما ً (ِ )65إنَّ َها َ َ
س الَّ ِتي يَ ْقت ُ ُروا َو َكانَ بَيْنَ ذَ ِل َك قَ َواما ً (َ )67والَّذِينَ ال يَ ْدعُونَ َم َع َّ ِ
َّللا ِإلَها ً آخ ََر َوال يَ ْقتُلُونَ النَّ ْف َ
اب يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِةف لَهُ ْالعَذَ ُ ع ْ ق َوال يَ ْزنُونَ َو َم ْن يَ ْفعَ ْل ذَ ِل َك يَ ْلقَ أَثَاما ً ( )65يُ َ
ضا َ َّللاُ إِالَّ بِ ْال َح ّ ِ
َح َّر َم َّ
تسنَا ٍ س ِيّئَاتِ ِه ْم َح َ صا ِلحا ً فَأ ُ ْولَئِ َك يُبَ ِ ّد ُل َّ
َّللاُ َ ع َمالً َ ع ِم َل َ َويَ ْخلُ ْد فِي ِه ُم َهانا ً (ِ )64إالَّ َم ْن ت َ َ
اب َوآ َمنَ َو َ
َّللا َمتَابا ً (َ )71والَّذِينَ ال وب إِلَى َّ ِ صا ِلحا ً فَإِنَّهُ يَت ُ ُ
ع ِم َل َ غفُورا ً َر ِحيما ً (َ )72و َم ْن ت َ َ
اب َو َ َو َكانَ َّ
َّللاُ َ
ت َر ِبّ ِه ْم لَ ْم يَ ِخروا ور َو ِإذَا َمروا بِاللَّ ْغ ِو َمروا ِك َراما ً (َ )72والَّذِينَ ِإذَا ذُ ِ ّك ُروا بِآيَا ِ يَ ْش َهدُونَ الز َ
اجعَ ْلنَا
اجنَا َوذُ ِ ّريَّاتِنَا قُ َّرة َ أ َ ْعي ٍُن َو ْع ْميَانا ً (َ )73والَّذِينَ يَقُولُونَ َربَّنَا هَبْ لَنَا ِم ْن أ َ ْز َو ِ
ص ّما ً َو ُعلَ ْي َها ُ َ
ِل ْل ُمتَّقِينَ ِإ َماما ً ( )74الفرقان ) .
: 1 / 2 / 1يتّضح من اآليات الكريمة أن عباد الرحمن هم المتقون أصحاب الجنة .يستحيل
علُ ّوا في األرض وفسادا .على النقيض من ( عباد الرحمنأن يكون منهم أولئك الذين يريدون ُ
تتصور أحدهم
ّ ) تجد ( شياطين اإلنس ،من أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين .هل
س ّجدا
يمشى على األرض هونا وإذا خاطبه الجاهلون قال سالما ؟ هل تتصورهم يبيتون لربهم ُ
وقياما ؟ هل تتخيلهم يخشون عذاب اآلخرة ؟ هل تتصورهم ال يقعون في خطايا الكفر والقتل
والزنا ؟
: 2 / 2 / 1تاريخ الخلفاء والسالطين والحكام المستبدين كان ــ وال يزال ـ مسلسال من سفك
الدماء والتعذيب والظلم والقهر والبهتان ،ويعينهم عليه أتباعهم من رجال الدين ،وهما معا
( أكابر المجرمين ) ،وهما معا ( األبطال في التاريخ ) ،وهم حاليا نجوم المجتمعات التي
تتناثر أخبارهم في الصحف والمجالت والقنوات .
ثالثا :
سس سلطانه على زعم 1ـ أكابر المجرمين من السالطين أنواع ،منهم :العلمانى الذى ال يؤ ّ
دينى .قد يلجأ أحيانا الى مسوغات دينية هامشية ،لكن تظ ُل قوته في مهارته السياسية وفى
إمتالكه أدوات القوة .هذا لو فشل في الوصول الى الحكم أو في االحتفاظ به فهو فاشل ،ولكن
ال يصح وصفه بال ُحمق .
2ـ المستحق للوصف بالحمق هو الذى يرى نفسه متميزا عن اآلخرين بسبب دينى ،ويرى
هذا كافيا للوصول للحكم أو االحتفاظ به .بسبب هذا التميّز ـ الذى يؤمن ـ به تراه ال يأخذ
بأسباب القوة ،وال بأالعيب السياسة ،وبهذا الحمق يخسر وينهزم ويفقد حياته .
3ـ الشيء الغريب هو توارث هذا ال ُحمق في (على ) والطامحين للحكم من ذريته ( .على )
كان يرى نفسه متميزا عن زمالئه خلفاء الفتوحات بأنه الوحيد صاحب ( تراث دمحم ) ،أي الذى
سنّته سار
ينبغي أن يكون الوارث سياسيا بالخالفة والوارث ماليا في غنائم الفتوحات .وعلى ُ
الحسين ثم زيد بن على بن الحسين ثم يحيى بن زيد ،ثم دمحم النفس الزكية وأخوه إبراهيم .
4ـ لو كان (على ) من السابقين عمال وإخالصا ما عرفه أحد .ولكنه دخل في صراع دنيوى
،يسفك الدماء في الفتنة الكبرى ،وبدون أن يتّخذ لألمر ُ
عدّته كما فعل غريمه معاوية ،بل بلغ
(على ) في حمقه أنه هو الذى أعان معاوية على نفسه بسوء سياسته ،والتفصيل في كتابنا (
المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين .وسلك بعض ذريته مسلكه في الصراع على
السلطة بنفس ال ُحمق .
4ـ ،هم ذرية حمقاء بعضها من بعض .
5ـ واألحمق منهم من يؤلههم ويتخذهم أربابا من دون هللا جل وعال .
:أوال
ابنى الشريف منصور يجاهد سلميا فى سبيل الديمقراطية وحقوق االنسان وهو حاليا المسئول
عن الشرق األوسط وشمال أفريقيا فى اللجنة الدولية لحماية الصحفيين .إبنى لم يحمل سالحا .
وعندما وضعوا رفاقه فى السجن باتهامات مزورة صمم على ان يكون معهم ،وحذرته منظمة
فريدوم هاوس التى كان يعمل بها وقتها فقدم لهم استقالته ،وعاد ليدخل السجن مع رفاقه ،
وبعد االفراج عنه ظل ممنوعا من العودة الى أمريكا ،ثم عاد بعد حكم قضائى .وبالمناسبة لم
.يكن معه وقتها جواز سفر أمريكى.
:ثانيا
ال ُحمق أن تدخل فى صراع حربى فى سبيل ُحطام الدنيا ،ويتم خداعك مرات ،وترفض
نصيحة الناصحين ،وأكبر ال ُحمق ان تعتقد أن لك حقا سياسيا لمجرد القرابة للنبى دمحم عليه
السالم.
ثالثا
سيظل الشيعة فى تخلّف طالما يعبدون آلهة حمقى ..ربما لو عبدوا معاوية لكانوا أكثر
إحتراما!!.