Professional Documents
Culture Documents
التنظيم المركزي واللامركزي
التنظيم المركزي واللامركزي
والية البيض
من إعداد:
• حبشي مصطفى
• تناح سليم
1حسن محمد عواضه ,اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في الدول العربية -دراسة مقارنة ,المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ,بيروت ,
الطبعة األولى 1983م.
2-تبعية املوظفني و تدرجهم إدارايً .مبعىن أن يتخذ اجلهاز اإلداري يف الدولة صورة هرم متتابع الدرجات وأن
يقوم بني تلك الدرجات نوع من التبعية ،يتمثل يف الدرجات الدنيا يف واجب اخلضوع والطاعة .ويتمثل ابلنسبة
للدرجات العليا فيما يسمى ابلسلطة الرائسية.
وهي حصر الوظيفة واملهمة اإلدارية يف الدولة ويف أجهزهتا حيث حتتكر اإلشراف على مجيع املرافق واهليئات
اإلدارية .ويرتتب على األخذ ابألسلوب اإلداري املركزي أن سلطة اختاذ القرارات من الناحية القانونية ترتكز يف
أعلى قمة اهلرم اإلداري سواء أكان ذلك يف يد رئيس الدولة أو احلكومة ،وليس معىن ذلك أن القرارات ال بد وأن
تصدر من األجهزة اإلدارية العليا فقط ،ولكن املقصود هو أن اجلهاز اإلداري األعلى يبقى دائما هو صاحب حق
التوجيه وذلك مبا يصدره الرئيس إىل مرؤوسيه من تعليمات وأوامر وما يتوفر عليه من سلطات حول مراقبة أعمال
املرؤوسني ،إذ أن للرئيس حق إجازهتا أو إبطاهلا أو تعديلها أو احللول حملهم يف أدائها.إذن فالتنظيم اإلداري املرتكز
على األسلوب املركزي يتمثل يف شكل هرم إداري ينبثق من القمة حيث ترتكز مجيع السلطات اإلدارية وينتهي
ابلقاعدة مرورا أبجهزة ومؤسسات وأفراد ينفذون األوامر والتعليمات الصادرة عن احلكومة املركزية،وذلك يف ظل
التبعية اإلدارية للسلطة املركزية إذ أن النظام اإلداري التسلسلي يبقى املعيار الرئيسي الذي يتميز به النظام اإلداري
املركزي.
مبعىن أن هلذه األخرية(احلكومة) وحدها السلطة يف إصدار القرارات اإلدارية النهائية وتتضمن هذه السلطة والية
تعديل هذه القرارات أو تعديل آاثرها أو سحبها أو إلغائها حسبما تقتضيه مالءمات حسن سري املرافق العمومية
ومن مظاهر املركزية كذلك تركيز االختصاصات الفنية يف يد جمموعة من األخصائيني يف العاصمة يدرسون املسائل
ويعدون القرارات لريفعوها إىل الوزير املختص الختاذ القرار والتوقيع عليه وقد تكون هناك مشاركة من جانب بعض
اهليئات املوجودة يف األقاليم،إال أن هذه املشاركة ال تعدو أن تكون جمرد دراسات متهيدية الستخالص اآلراء اليت
قد تنري الطريق أمام السلطة املركزية يف تسيري شؤوهنا العامة ويرتبط ابلرتكيز اإلداري احتكار الوزراء لسلطة التعيني
يف الوظائف العمومية،فال يرتك اختيار املوظفني احملليني يف األقاليم واملدن على هيئات حملية كما أن املركزية تبعد
أي نظام من شأنه إخراج املوظفني من هيمنة اإلدارة املركزية.
الفرع الثاين :السلطة الرائسية
هي العنصر األساسي يف حتديد الصفة املركزية ألي جهاز إداري ،وهي هلا أمهية كربى يف نظام املركزية اإلدارية
على خمتلف مستوايته و هي جوهر النظام اإلداري املركزي.
و ميكن أن تعرف السلطة الرائسية قانونيا و فنيا تعريفا عاما أبهنا القوة أو الديناموا الذي حيرك التدرج أو السلم
اإلداري و القائم عليه النظام اإلداري املركزي يف الدولة و مفهوم السلطة الرائسية هي حق على اإلدارة العامة و
القانون اإلداري سلطة استعمال قوة األمر و النهي من أعلى طرف الرئيس اإلداري املباشر و املختص وواجب
الطاعة و اخلضوع و التبعية من طرف املرؤوس املباشر للرئيس اإلداري املباشر املختص ففكرة السلطة الرائسية
تتألف من عنصرين مها:
أ -حق استعمال سلطة أو قوة األمر و النهي
ب -واجب و التزام الطاعة و اخلضوع و التبعية من قبل املوظف أو العامل العام املرؤوس
املطلب الثاين :صور املركزية اإلدارية
هناك صوراتن للمركزية اإلدارية و مها الرتكيز اإلداري و عدم الرتكيز اإلداري
الفرع األول :الرتكيز اإلداري
مبقتضاها ترتكز السلطة اإلدارية كلها يف عمومياهتا و جزئياهتا يف يد الوزراء يف العاصمة حيث ال يكون ملمثلهم يف
اإلقليم سلطة للبت يف األمور اإلدارية أي ترتكز سلطة التنفيذ يف مكاتب الوزراء حيث ال تكون هناك أي سلطة
خاصة لغريهم من املوظفني املنتشرين يف البالد حيث يشرف الوزراء من العاصمة على مجيع املرافق العامة سواء
كانت تلك املرافق وطنية أو حملية اي حمل يف مثل هذا النظام جملالس بلدية أو إقليمية منتخبة تتوىل اإلشراف على
املرافق احمللية و ميثل ذلك أساسا يف تركيز والية البت و التقرير النهائي يف مجيع شؤون الوظيفة اإلدارية يف يد رجال
احلكومة املركزية ،مبعين إن يكون من حق هؤالء وحدهم سلطة إصدار هذه القرارات اإلدارية النهائية و ما تتضمنه
هذه السلطة من والية تعديل هذه القرارات و تعديل أاثرها أو سحبها أو إلغاءها ،كما يرتتب على تركبز إصدار
القرارات اإلدارية احتكار عمال احلكومة املركزية و السلطة التعيني يف الوظائف العامة ،فال يرتك اختيار للموظفني
2
يف الوالايت و البلدايت و اهليئات احمللية يف سكان املناطق
الفرع األول :عدم الرتكيز اإلداري
و مبقتضاها خيول إىل موظفي الوزراء يف العاصمة أو يف األقاليم سواء مبفردهم أو يف شكل جلان والية البت يف
بعض األمور دون حاجة للرجوع إىل الوزير.
كما أن تطبيق نظام عدم الرتكيز اإلداري ضرورة الزمة يف تنظيم الدولة و يف كل املشروعات نظرا ملا يرتب على
الرتكيز املطلق من تعقيدات و قد أخذت معظم الدول احلديثة بصورة عدم الرتكيز اإلداري و هلذا أخذت القوانني
احلديثة تقيم
جبانب رئيس السلطة التنفيذية جهازا إداراي يتدرج يف وحدات إدارية منظمة تنظيما رائسيا ،األمر الذي يقتضي
االعرتاف وملوظفيها غري أن قيام الدولة املعاصرة على أسلوب عدم الرتكيز اإلداري مل يكن من شأنه يف بداية األمر
أن يسلب مظاهر الوظيفة اإلدارية بعمومياهتا و جزئياهتا من يد احلكومة إمنا خفف العبء عن العاصمة بتحويل
جزء من سلطاهتا إىل مصاحل و عمال منشرين يف خمتلف إقليم الدولة ( و بلدايهتا ووالايهتا ) و تبقى كل هذه
اهليئات و املصاحل
3القانون اإلداري بالمغرب (الجزء األول) التنظيم اإلداري لدكتور جياللي شبيه.
و لقد رأى البعض التخليص من عيوب املركزية اإلدارية فقاموا ابألخذ ببعض الالمركزية و ذلك للتخفيف عن
كاهل السلطة املركزية و يف حماولة منهم لتالقي العيوب اليت سبق ذكرها و النامجة عن اإلدارة املركزية.
املبحث الثاين :املبادئ العامة للتنظيم الالمركزي
املطلب االول :مفهوم الالمركزية اإلدارية وأنواعها وأسسها
الفرع األول :تعريف الالمركزية اإلدارية
بشكل عام يقصد ابلالمركزية اإلدارية توزيع السلطات على أكرب عدد ممكن من األفراد داخل التنظيم .
أما املقصود هبا يف جمال اإلدارة العامة هو أسلوب يف التنظيم يقوم على أساس توزيع السلطات واالختصاصات
بني السلطة املركزية وهيئات أخرى مستقلة قانوانً ،والالمركزية هبذا املعىن قد تكون المركزية سياسية أو المركزية
إدارية ،وحنن ما يهمنا هنا هو موضوع الالمركزية اإلدارية واليت تقوم على توزيع الوظيفة اإلدارية بني اجلهاز
4
اإلداري املركزي وهيئات أخرى مستقلة على أساس إقليمي أو موضوعي
-إن الالمركزية مبعناها الكامل تتحقق حينما يكون تشكيل جمالس اهليئات احمللية من أعضاء خيتارون مجيعاً
ابالنتخاب ،مما يستبعد أية مشاركة للسلطة املركزية يف تشكيل جمالس الوحدات احمللية.
وتكون الالمركزية انقصة إذا كان تشكيل جملس الوحدة احمللية خمتلطاً ،أي مكوانً من أعضاء منتخبني من سكان
اإلقليم ومن أعضاء معينني من قبل اإلدارة املركزية .إال أن هناك رأي أخر يف الفقه يؤكد على انعدام الصلة بني
أسلوب االنتخاب والالمركزية اإلدارية ،حيث أن هذا األسلوب ميكن األخذ به يف تكوين السلطات اإلدارية
مجيعاً ،املركزية منها وغري املركزية.
أ -االعرتاف بوجود مصاحل حملية متميزة.
يرجع بسبب و مربر النظام الالمركزي إىل وجود مصاحل أو شؤون حملية (affaires locales ) ,تتمثل يف
التضامن الذي يعب عن اهتمامات و احتياجات سكان اإلقليم متميزة عن جمموعة مصاحل العامة الوطنية حمددة
يف نطاق واضح إقليميا و جغرافيا أو فنيا مرفقيا " ترتكز سياسة الالمركزية على توزيع متزن للصالحيات و املهام
حسب تقسيم منطقي للمسؤولية داخل إطار وحدة الدولة ,فعلى البلدايت و الوالايت حل مشاكلها اخلاصة هبا
,و على السلطة املركزية البت يف القضااي ذات األمهية الوطنية و من هنا ينبغي لالمركزية أن ختول الوالايت و
البلدايت كامل الصالحيات للنظر يف كل املشاكل ذات املصلحة احمللية أو اجلهوية إبمكاهنا حلها ,و جيب أن
تشمل هذه الصالحيات امليادين االقتصادية و االجتماعية و الثقافية
إن اعرتاف القانون و اعتداده هبذا التميز املوجود حقيقة بني املصاحل احمللية هليئات حملية ابعتبارها األقدر على
تلبيتها و إشباعها ,و من أهم املسائل اليت بصدد حتديد املصاحل احمللية متيز اجلهة املختصة بذلك و الكيفية املتبعة
يف عملة التحديد.
5صالح جواد الكاظم ،هل ينبغي منح أجزاء الدولة االتحادية صالحيات تعهديه ،مجلة القانون المقارن العدد 15بغداد 1983
يستحسن تركها ملن يستفيدون منها مباشرة فهم أدرى ابحتياجهم إليها واقدر على تسيريها فضال عما يف دلك من
ختفيف عبئ إدارهتا عن احلكومة املركزية.
2-أن يعهد ابإلشراف على هده املصاحل إىل هيئات منتخبة
حيث أن اإلدارة احمللية تسعى ابألساس إىل إسناد املصاحل احمللية إىل من يهمهم األمر ودلك إلشباع حاجياهتم
احمللية أبنفسهم وملا كان من املستحيل على مجيع أبناء اإلقليم أو امل دينة أن يقوموا هبذه املهمة أبنفسهم مباشرة فان
املشرع قد جعل إسناد هذه املصاحل احمللية إىل من ينتخبونه نيابة عنهم ومن مثة كان االنتخاب هو الطريقة
األساسية اليت يتم عن طريقها تكوين اجملالس املعربة عن إرادة الشخص املعنوي العام اإلقليم
3 -استقالل اجملالس يف ممارسة اختصاصاهتا حتت إشراف السلطة املركزية
هذا االستقالل ليس منحة من احلكومة املركزية وإمنا هو مقرر من املشرع وخيضع ملقتضيات القانون وال يراد بذلك
االستقالل الفصل املطلق بني املصاحل احمللية ودائرة املصلحة الوطنية .كما ال يراد بذلك االستقالل جعل كل مجاعة
حمل ية يف معزل عن األخرى وإمنا مثة صلة تربط تلك اجلماعات مع بعضها البعض يف إطار مبدأ التعاون والتكامل
والتعايش ألهنا تؤلف يف الواقع جزءا من مجاعة أوسع نطاقا وهي اجملتمع الوطين∙6
املطلب الثاين :العناصر املميزة لالمركزية اإلدارية
الفرع األول :الالمركزية اإلدارية و الالمركزية السياسية
تعرف الالمركزية اإلدارية أبهنا أي فعل تقوم احلكومة عربه بنقل السلطة واملسؤولية رمسيا إىل فاعلني ومؤسسات
على مستوى أدىن يف تراتبية سياسية وإدارية ومناطقية ،فهذا النقل للصالحيات اإلدارية ميكن األقاليم من مزاولة
عمل الدولة فيما خيص تنفيذ ومتابعة وتسيري االستثمارات العمومية ،وينبغي أن يكون حتويل السلطات إىل األقاليم
مصاحبا بتوفري الوسائل املالية الضرورية للتنمية اإلقليمية الالمركزية.
كما تعين الالمركزية عند البعض اآلخر أن تعرتف الدولة لألشخاص املعنوية الدنيا ) بلدايت ،جمالس جهوية،
مؤسسات عمومية) بنوع من االستقاللية يف تسيري شؤوهنا الداخلية ،لكن دائما حتت إشراف ومراقبة السلطة
املركزية .
ان الالمركزية السياسية ال توجد اال يف الدولة االحتادية اما الالمتركزية االدارية فتوجد يف مجيع الدول سواء كانت
بسيطة او مركبة وتنصرف كذلك اىل السلطات االتشريعية والتنفيذية والقضائية وختتص الوالايت بسلطاهتا يف
احلدود اليت ميارسها الدستور االحتادي اما الالمركزية االدارية فمقصورة على بعض الوظائف االداريةاملتعلقة ابملرافق
احمللي
الفرع الثاين :الالمركزية اإلدارية والال تركيز اإلداري
تتشابه الالمركزية اإلدارية والالتركيز اإلداري يف أن كال منهما يؤدي إىل توزيع السلطات اإلدارية واىل عدم تركيزها
يف جهة واحدة .وخيتلفان يف أن الالتركيز اإلداري يعترب صورة من صور املركزية وابلتايل فان استقالل ممثلي السلطة
خامتة:
من خالل هذا العرض خنلص إيل أنه كلما رسخت املركزية اإلدارية كلما رسخت أصول الدميقراطية يف دولة من
الدول ازدهرت الالمركزية اإلدارية فيها و من مث فسلطات رئيس الدولة اإلدارية ختتلف ضيقا و اتساعا حبسب
نظام احلكم الذي أتخذ به الدولة فدور رئيس الدولة يف الدساتري اآلخذة ابلنظام الربملاين إمنا هو دور حمدود نظرا
لقيام ذلك النظام على قاعدة أساسية تقضي أن رئيس الدولة يسود و ال حيكم و على العكس تزداد سلطة رئيس
الدولة إىل أقصى حد ممكن يف النظام الرائسي.
فالدولة احلديثة أتخذ و تطبق نظام عدم الرتكز اإلداري يف القيام مبسؤوليات و مهام وظيفتها التنفيذية اإلدارية
فكذا يتجمع الدولة احلديثة بني أسلوبني خمتلفني يف نطاق تنظيم و توزيع وحدات و أجهزة النظام اإلداري يف
الدولة و تقسيم و توزيع سلطة الوظيفة اإلدارية النهائية و الباتة الالزمة إلدارة و تسيري الوظيفة اإلدارية.
قائمة املصادر و املراجع
• حسن حممد عواضه ,اإلدارة احمللية وتطبيقاهتا يف الدول العربية -دراسة مقارنة ,املؤسسة اجلامعية
للدراسات والنشر والتوزيع ,بريوت ,الطبعة األوىل 1983م.
• املركز اللبناين للدراسات – ، ،2003
• القانون اإلداري ابملغرب (اجلزء األول) التنظيم اإلداري لدكتور جياليل شبيه.
• القانون اإلداري لدكتورة ملكية الصروخ
• صاحل جواد الكاظم ،هل ينبغي منح أجزاء الدولة االحتادية صالحيات تعهديه ،جملة القانون املقارن العدد
15بغداد 1983
املواقع االلكرتونية :
• املوقع الرمسي للجامعة سطيف https://cte.univ-setif2.dz/moodle :