You are on page 1of 13

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المركز الجامعي نور البشير‬

‫والية البيض‬

‫معهد الحقوق وعلوم السياسية‬

‫الفوج ‪09:‬‬ ‫المستوى ‪ :‬السنة األولى‬

‫المقياس‪ :‬القانون االداري‬

‫المركزي والالمركزية اإلدارية‬

‫من إعداد‪:‬‬

‫األستاذة ‪ :‬العيادني سهام‬ ‫• طراشي العربي‬

‫• حبشي مصطفى‬

‫• تناح سليم‬

‫• شعشوع عبد القادر‬

‫السنة الجامعية ‪2021-2020 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫املبحث األول‪ :‬التنظيم املركزي‬
‫✓ املطلب األول‪ :‬مفهوم املركزية اإلدارية‬
‫✓ املطلب الثاين‪ :‬صور املركزية اإلدارية‬
‫✓ املطلب الثالث‪ :‬تقييم نظام املركزية اإلدارية‬
‫املبحث الثاين‪ :‬التنظيم الالمركزي‬
‫✓ املطلب االول‪ :‬مفهوم الالمركزية اإلدارية وأنواعها وأسسها‬
‫✓ املطلب الثاين‪ :‬العناصر املميزة لالمركزية اإلدارية‬
‫✓ املطلب الثالث‪ :‬تقييم نظام الالمركزية اإلدارية‬
‫اخلاتـ ـ ــمة‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫مقدمة‬
‫إن الدولة اجلزائرية تطبق النظامني اإلداريني املركزي والالمركزي بشكل واسع وبصورة واضحة نظرا لفلسفة نظامها‬
‫السياسي و االجتماعي و االقتصادي حبيث عرف التنظيم اإلداري جمموعة من التطورات اهلامة ميكن حصرها يف‬
‫نظام وحدة السلطة االدارية ويطلق عليها ( املركزية االدارية) و نظام تعدد السلطات االدارية و يطلق عليها‬
‫(الالمركزية االدارية) و نستطيع أن منيز بينهما مبايلي‪:‬‬
‫• املركزية اإلدارية ‪La centralisation administrative‬‬
‫املقصود ابملركزية اإلدارية تركيز السلطة اإلدارية يف يد رجال السلطة املركزية يف العاصمة‪،‬ويف يد اتبعيهم مع‬
‫خضوعهم للسلطة الرائسية للوزير ابعتباره الرئيس اإلداري األعلى بوزارته‬
‫واملركزية اإلدارية صوراتن‪:‬‬
‫الرتكيز اإلداري ‪La concentration administrative‬‬
‫معناه االقتصار يف اختاد القرارات اإلدارية على الوزارة يف العاصمة وخصوصا يف يد الوزيراملركزية مع الرتكيز‬
‫عدم الرتكيز اإلداري ‪La déconcentration administrative‬‬
‫هو االعرتاف لبعض موظفي الوزارة بسلطة اختاد بعض القرارات ذات األمهية القليلة أو املتوسطة دون الرجوع أو‬
‫اللجوء إىل الوزير املختص‪.‬‬
‫• الالمركزية اإلدارية ‪La décentralisation administrative‬‬
‫وهي ترك جزء من الوظيفة اإلدارية بني أيدي هيئات إدارية مصلحية إقليمية أو جهوية‪ ،‬متمتعة ابلشخصية‬
‫املعنوية‪ ،‬لتباشرها حتت الوصاية اإلدارية للسلطات املركزية‬
‫فكيف تتوزع االختصاصات بني السلطة املركزية و هده اهليئات املستقلة و كيف يتم حتديد نشاط هده اهليئات‬
‫وهل ختتلف حدة الوصاية اإلدارية من دولة إىل أخرى وما هي معايريها ‪laugh‬‬
‫املبحث األول‪ :‬التنظيم املركزي‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املركزية اإلداري‬
‫يقصد ابملركزية اإلدارية حصر خمتلف مظاهر الوظيفة اإلدارية يف الدولة يف أيدي أعضاء احلكومة واتبعيهم يف‬
‫العاصمة أو يف األقاليم مع خضوعهم مجيعا للرقابة الرائسية اليت ميارسها عليهم الوزير‪.‬‬
‫واملركزية نسق إداري مؤسس على اإلنفراد املطلق يف صياغة القرارات السياسية واإلدارية وتدبري الشؤون العامة‬
‫للبالد انطالقا من مركز العاصمة ‪،‬وتعين أيضا التوحيد وعدم التجزئة ‪،‬فاملركزية هي توحيد مظاهر النشاط اإلداري‬
‫يف الدولة وجتميعها يف يد السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ويستنتج من التعريف السابق للمركزية اإلدارية أهنا تتكون من ثالثة عناصر هي‪:‬‬
‫ـ احلصرية‬
‫ـ التبعية اإلدارية‬
‫ـ السلطة الرائسية‬
‫الفرع األول ‪:‬مفهوم املركزبة‬
‫احلصرية أو تركيز السلطة بني أيدي اإلدارة املركزية تعين املركزية أسلوب إداري يؤدي إىل جتميع السلطات بيد عدد‬
‫حمدود من األفراد يف املنظمة ‪ .‬هذا معىن املركزية يف املنظمة ‪ ،‬أما معناها على مستوى اإلدارة العامة هو أسلوب‬
‫من أساليب نشاط الدولة يؤدي إىل جتميع األمور اإلدارية بيد الوزير والعاملني معه مع عدم استقالل الوحدات‬
‫اإلدارية يف جمال اختاذ القرارات اإلدارية منها بعيداً عن السلطة املركزية يف األقاليم ببعض النشاطات اإلدارية حسب‬
‫توجيهات احلكومة املركزية ‪.‬‬
‫بناءً على ذلك فإن الدولة ممثلة جبهازها اإلداري يف املركز وفروعه خارج املركز تقوم مبباشرة نشاطاهتا وتقدمي‬
‫خدماهتا إىل املواطنني كافة من دون استثناء يف بقاع الدولة كافة ‪ ،‬عن طريق موظفيها الذين يتم تعيينهم من قبلها‬
‫للقيام مبختلف أوجه النشاطات ‪ .‬وهم يف ممارستهم لتلك الوظائف خيضعون لرقابة وتوجيه اجلهة األعلى يف السلم‬
‫اإلداري ‪ .‬وينتج عن ذلك خضوع اجلهاز األدىن للجهاز األعلى ‪ .‬وبذلك ميكن القول أبن املركزية اإلدارية تقوم‬
‫على ركنني أساسيني مها‪:‬‬
‫‪1-‬حصر سلطة التقرير والبت النهائي يف السلطة املركزية ‪ .‬ويف ظل هذا النظام ال يوجد للوحدات احمللية كيان‬
‫قانوين مستقل ‪ ،‬وحىت إذا وجدت فهي ال تتمتع ابلشخصية املعنوية ‪ ،‬وختضع سلطاهتا وهيآهتا خضوعاً شبه مطلق‬
‫للسلطات املركزية‪.‬‬

‫‪ 1‬حسن محمد عواضه‪ ,‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في الدول العربية ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ,‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ,‬بيروت ‪,‬‬
‫الطبعة األولى ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪2-‬تبعية املوظفني و تدرجهم إدارايً ‪ .‬مبعىن أن يتخذ اجلهاز اإلداري يف الدولة صورة هرم متتابع الدرجات وأن‬
‫يقوم بني تلك الدرجات نوع من التبعية ‪ ،‬يتمثل يف الدرجات الدنيا يف واجب اخلضوع والطاعة ‪ .‬ويتمثل ابلنسبة‬
‫للدرجات العليا فيما يسمى ابلسلطة الرائسية‪.‬‬
‫وهي حصر الوظيفة واملهمة اإلدارية يف الدولة ويف أجهزهتا حيث حتتكر اإلشراف على مجيع املرافق واهليئات‬
‫اإلدارية ‪.‬ويرتتب على األخذ ابألسلوب اإلداري املركزي أن سلطة اختاذ القرارات من الناحية القانونية ترتكز يف‬
‫أعلى قمة اهلرم اإلداري سواء أكان ذلك يف يد رئيس الدولة أو احلكومة ‪،‬وليس معىن ذلك أن القرارات ال بد وأن‬
‫تصدر من األجهزة اإلدارية العليا فقط‪ ،‬ولكن املقصود هو أن اجلهاز اإلداري األعلى يبقى دائما هو صاحب حق‬
‫التوجيه وذلك مبا يصدره الرئيس إىل مرؤوسيه من تعليمات وأوامر وما يتوفر عليه من سلطات حول مراقبة أعمال‬
‫املرؤوسني‪ ،‬إذ أن للرئيس حق إجازهتا أو إبطاهلا أو تعديلها أو احللول حملهم يف أدائها‪.‬إذن فالتنظيم اإلداري املرتكز‬
‫على األسلوب املركزي يتمثل يف شكل هرم إداري ينبثق من القمة حيث ترتكز مجيع السلطات اإلدارية وينتهي‬
‫ابلقاعدة مرورا أبجهزة ومؤسسات وأفراد ينفذون األوامر والتعليمات الصادرة عن احلكومة املركزية‪،‬وذلك يف ظل‬
‫التبعية اإلدارية للسلطة املركزية إذ أن النظام اإلداري التسلسلي يبقى املعيار الرئيسي الذي يتميز به النظام اإلداري‬
‫املركزي‪.‬‬
‫مبعىن أن هلذه األخرية(احلكومة) وحدها السلطة يف إصدار القرارات اإلدارية النهائية وتتضمن هذه السلطة والية‬
‫تعديل هذه القرارات أو تعديل آاثرها أو سحبها أو إلغائها حسبما تقتضيه مالءمات حسن سري املرافق العمومية‬
‫ومن مظاهر املركزية كذلك تركيز االختصاصات الفنية يف يد جمموعة من األخصائيني يف العاصمة يدرسون املسائل‬
‫ويعدون القرارات لريفعوها إىل الوزير املختص الختاذ القرار والتوقيع عليه وقد تكون هناك مشاركة من جانب بعض‬
‫اهليئات املوجودة يف األقاليم‪،‬إال أن هذه املشاركة ال تعدو أن تكون جمرد دراسات متهيدية الستخالص اآلراء اليت‬
‫قد تنري الطريق أمام السلطة املركزية يف تسيري شؤوهنا العامة ويرتبط ابلرتكيز اإلداري احتكار الوزراء لسلطة التعيني‬
‫يف الوظائف العمومية‪،‬فال يرتك اختيار املوظفني احملليني يف األقاليم واملدن على هيئات حملية كما أن املركزية تبعد‬
‫أي نظام من شأنه إخراج املوظفني من هيمنة اإلدارة املركزية‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬السلطة الرائسية‬
‫هي العنصر األساسي يف حتديد الصفة املركزية ألي جهاز إداري ‪،‬وهي هلا أمهية كربى يف نظام املركزية اإلدارية‬
‫على خمتلف مستوايته و هي جوهر النظام اإلداري املركزي‪.‬‬
‫و ميكن أن تعرف السلطة الرائسية قانونيا و فنيا تعريفا عاما أبهنا القوة أو الديناموا الذي حيرك التدرج أو السلم‬
‫اإلداري و القائم عليه النظام اإلداري املركزي يف الدولة و مفهوم السلطة الرائسية هي حق على اإلدارة العامة و‬
‫القانون اإلداري سلطة استعمال قوة األمر و النهي من أعلى طرف الرئيس اإلداري املباشر و املختص وواجب‬
‫الطاعة و اخلضوع و التبعية من طرف املرؤوس املباشر للرئيس اإلداري املباشر املختص ففكرة السلطة الرائسية‬
‫تتألف من عنصرين مها‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق استعمال سلطة أو قوة األمر و النهي‬
‫ب‪ -‬واجب و التزام الطاعة و اخلضوع و التبعية من قبل املوظف أو العامل العام املرؤوس‬
‫املطلب الثاين‪ :‬صور املركزية اإلدارية‬
‫هناك صوراتن للمركزية اإلدارية و مها الرتكيز اإلداري و عدم الرتكيز اإلداري‬
‫الفرع األول ‪:‬الرتكيز اإلداري‬
‫مبقتضاها ترتكز السلطة اإلدارية كلها يف عمومياهتا و جزئياهتا يف يد الوزراء يف العاصمة حيث ال يكون ملمثلهم يف‬
‫اإلقليم سلطة للبت يف األمور اإلدارية أي ترتكز سلطة التنفيذ يف مكاتب الوزراء حيث ال تكون هناك أي سلطة‬
‫خاصة لغريهم من املوظفني املنتشرين يف البالد حيث يشرف الوزراء من العاصمة على مجيع املرافق العامة سواء‬
‫كانت تلك املرافق وطنية أو حملية اي حمل يف مثل هذا النظام جملالس بلدية أو إقليمية منتخبة تتوىل اإلشراف على‬
‫املرافق احمللية و ميثل ذلك أساسا يف تركيز والية البت و التقرير النهائي يف مجيع شؤون الوظيفة اإلدارية يف يد رجال‬
‫احلكومة املركزية ‪ ،‬مبعين إن يكون من حق هؤالء وحدهم سلطة إصدار هذه القرارات اإلدارية النهائية و ما تتضمنه‬
‫هذه السلطة من والية تعديل هذه القرارات و تعديل أاثرها أو سحبها أو إلغاءها ‪ ،‬كما يرتتب على تركبز إصدار‬
‫القرارات اإلدارية احتكار عمال احلكومة املركزية و السلطة التعيني يف الوظائف العامة ‪ ،‬فال يرتك اختيار للموظفني‬
‫‪2‬‬
‫يف الوالايت و البلدايت و اهليئات احمللية يف سكان املناطق‬
‫الفرع األول‪ :‬عدم الرتكيز اإلداري‬
‫و مبقتضاها خيول إىل موظفي الوزراء يف العاصمة أو يف األقاليم سواء مبفردهم أو يف شكل جلان والية البت يف‬
‫بعض األمور دون حاجة للرجوع إىل الوزير‪.‬‬
‫كما أن تطبيق نظام عدم الرتكيز اإلداري ضرورة الزمة يف تنظيم الدولة و يف كل املشروعات نظرا ملا يرتب على‬
‫الرتكيز املطلق من تعقيدات و قد أخذت معظم الدول احلديثة بصورة عدم الرتكيز اإلداري و هلذا أخذت القوانني‬
‫احلديثة تقيم‬
‫جبانب رئيس السلطة التنفيذية جهازا إداراي يتدرج يف وحدات إدارية منظمة تنظيما رائسيا ‪ ،‬األمر الذي يقتضي‬
‫االعرتاف وملوظفيها غري أن قيام الدولة املعاصرة على أسلوب عدم الرتكيز اإلداري مل يكن من شأنه يف بداية األمر‬
‫أن يسلب مظاهر الوظيفة اإلدارية بعمومياهتا و جزئياهتا من يد احلكومة إمنا خفف العبء عن العاصمة بتحويل‬
‫جزء من سلطاهتا إىل مصاحل و عمال منشرين يف خمتلف إقليم الدولة ( و بلدايهتا ووالايهتا ) و تبقى كل هذه‬
‫اهليئات و املصاحل‬

‫‪ : 2‬المركز اللبناني للدراسات – ‪ ، ،2003‬ص‪4‬‬


‫و هؤالء املوظفني مرتبطني بعالقة التدرج الرائسي طبقا للسلم اإلداري القائم على قاعدة التابعية من انحية ‪ ،‬حيث‬
‫تكون اهليئة األدىن اتبعة للهيئة اليت تعلوها صعودا إىل أن نصل إىل قمة اهلرم و على قاعدة السلطة الرائسية حيث‬
‫تكون اهليئة األعلى مبثابة الرئيس اإلداري للهيئة اليت تدنوها نزوال إىل أن نصل إىل قاعدة اهلرم‪.‬‬
‫غري أنه قد حتتاج بعد طول التجربة أن نظام عدم الرتكيز اإلداري و إن أدى إىل ختفيف العبء عن العاصمة إال‬
‫أنه مل حيقق دميقراطية اإلدارة على صورة أكمل‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقدير نظام املركزية اإلدارية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مزااي املركزية اإلدارية‬
‫‪3‬‬
‫لإلدارة املركزية عدة مزااي نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬األخذ ملبدأ اإلدارة املركزية يؤدي إىل الوحدة اإلدارية يف الدولة و يساهم إىل حد كبري يف تثبيت سلطات‬
‫احلكومة املركزية يف التمكني هلا فهو ضد التجزئة و لذلك أخذت الدولة احلديثة يف أول األمر ملبدأ تركيز السلطة‪.‬‬
‫‪2-‬األخذ مببدأ اإلدارة املركزية يؤدي إىل توحيد اإلدارة و تناسقها تبعا لتوحيد أساليب و أمناط النشاط اإلداري يف‬
‫خمتلف مرافق الدولة ‪ ،‬كما يؤدي مع طول التجزئة إىل استقرار اإلجراءات و اكتساهبا مع الزمن الدقة و وضوحا و‬
‫نسوخا ‪ ،‬مما يبعد الروتني اإلداري عن التعقيد و يساهم إىل حد كبري يف حتقيق السرعة الواجبة يف إجناز األعمال‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 3-‬األخذ مببدأ اإلدارية املركزية هو األسلوب اإلداري الوحيد الذي يالئم املرافق العامة يف بعض األنظمة اليت‬
‫هتدف إىل أداء اخلدمات على نطاق واسع‪.‬‬
‫‪4-‬من مزااي األخذ ابإلدارة املركزية أيضا أهنا تساعد على انتقاء رجال اإلدارة بطريق التعيني و بذلك تتمكن من‬
‫انتقاء الرجال األكفاء ذوي املواهب واخلربة الفنية و القانونية و اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 5-‬األخذ هبا تؤدي إىل جتميع القوة العامة أي اإلمكانيات العامة يف الدولة يف يد اإلدارة املركزية ‪ ،‬و يعترب هذا‬
‫مانعا و شرطا أساسيا كي تنجو الدولة من الثورات الداخلية و توطد األمن العام يف الداخل‬
‫الفرع الثاين‪ :‬عيوب املركزية اإلدارية‬
‫ابلرغم ما للمركزية من مزااي إال أن هلا إىل جانب ذلك بعض من العيوب و اليت نذكر منها‪.‬‬
‫‪-‬البطيء يف إجناز املعامالت نتيجة الروتني اإلداري و التعقيد بسبب كثرة الرائسات املتعددة يف اإلدارة املركزية‪.‬‬
‫‪-‬أهنا تعترب سالح خطري يف يد السلطة ‪ ،‬أيخذ شكل الضغط على املواطنني لسبب التعطيل يف تصريف معاجلة‬
‫األمور بسوء النية فاإلدارة املركزية تولد بطئا يف كثري أعمال اإلدارة ‪ ،‬و تؤدي إىل تراكم القضااي أمام اإلدارة املركزية‬
‫‪ ،‬و هذا العيب يرتتب على العيب السابق املتعلق ابلبطيء يف إجناز مما يؤدي إىل أتخري البت و إىل صدور قرارات‬
‫قد تكون عاجلة غري مدروسة ‪ ،‬كما أهنا تؤدي إىل وحدة اتمة يف احللول اليت توضع يف معاجلة األمور كافة أي أهنا‬
‫تضع حلول متشاهبة بل موحدة لقضااي قد تكون خمتلفة دون االهتمام ابألوضاع و الظروف اخلاصة لكل منها ‪،‬‬

‫‪ 3‬القانون اإلداري بالمغرب (الجزء األول) التنظيم اإلداري لدكتور جياللي شبيه‪.‬‬
‫و لقد رأى البعض التخليص من عيوب املركزية اإلدارية فقاموا ابألخذ ببعض الالمركزية و ذلك للتخفيف عن‬
‫كاهل السلطة املركزية و يف حماولة منهم لتالقي العيوب اليت سبق ذكرها و النامجة عن اإلدارة املركزية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املبادئ العامة للتنظيم الالمركزي‬
‫املطلب االول‪ :‬مفهوم الالمركزية اإلدارية وأنواعها وأسسها‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية‬
‫بشكل عام يقصد ابلالمركزية اإلدارية توزيع السلطات على أكرب عدد ممكن من األفراد داخل التنظيم ‪.‬‬
‫أما املقصود هبا يف جمال اإلدارة العامة هو أسلوب يف التنظيم يقوم على أساس توزيع السلطات واالختصاصات‬
‫بني السلطة املركزية وهيئات أخرى مستقلة قانوانً ‪ ،‬والالمركزية هبذا املعىن قد تكون المركزية سياسية أو المركزية‬
‫إدارية ‪ ،‬وحنن ما يهمنا هنا هو موضوع الالمركزية اإلدارية واليت تقوم على توزيع الوظيفة اإلدارية بني اجلهاز‬
‫‪4‬‬
‫اإلداري املركزي وهيئات أخرى مستقلة على أساس إقليمي أو موضوعي‬
‫‪-‬إن الالمركزية مبعناها الكامل تتحقق حينما يكون تشكيل جمالس اهليئات احمللية من أعضاء خيتارون مجيعاً‬
‫ابالنتخاب‪ ،‬مما يستبعد أية مشاركة للسلطة املركزية يف تشكيل جمالس الوحدات احمللية‪.‬‬
‫وتكون الالمركزية انقصة إذا كان تشكيل جملس الوحدة احمللية خمتلطاً‪ ،‬أي مكوانً من أعضاء منتخبني من سكان‬
‫اإلقليم ومن أعضاء معينني من قبل اإلدارة املركزية‪ .‬إال أن هناك رأي أخر يف الفقه يؤكد على انعدام الصلة بني‬
‫أسلوب االنتخاب والالمركزية اإلدارية‪ ،‬حيث أن هذا األسلوب ميكن األخذ به يف تكوين السلطات اإلدارية‬
‫مجيعاً‪ ،‬املركزية منها وغري املركزية‪.‬‬
‫أ‪ -‬االعرتاف بوجود مصاحل حملية متميزة‪.‬‬
‫يرجع بسبب و مربر النظام الالمركزي إىل وجود مصاحل أو شؤون حملية ‪ (affaires locales ) ,‬تتمثل يف‬
‫التضامن الذي يعب عن اهتمامات و احتياجات سكان اإلقليم متميزة عن جمموعة مصاحل العامة الوطنية حمددة‬
‫يف نطاق واضح إقليميا و جغرافيا أو فنيا مرفقيا " ترتكز سياسة الالمركزية على توزيع متزن للصالحيات و املهام‬
‫حسب تقسيم منطقي للمسؤولية داخل إطار وحدة الدولة ‪ ,‬فعلى البلدايت و الوالايت حل مشاكلها اخلاصة هبا‬
‫‪ ,‬و على السلطة املركزية البت يف القضااي ذات األمهية الوطنية و من هنا ينبغي لالمركزية أن ختول الوالايت و‬
‫البلدايت كامل الصالحيات للنظر يف كل املشاكل ذات املصلحة احمللية أو اجلهوية إبمكاهنا حلها ‪ ,‬و جيب أن‬
‫تشمل هذه الصالحيات امليادين االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‬
‫إن اعرتاف القانون و اعتداده هبذا التميز املوجود حقيقة بني املصاحل احمللية هليئات حملية ابعتبارها األقدر على‬
‫تلبيتها و إشباعها ‪ ,‬و من أهم املسائل اليت بصدد حتديد املصاحل احمللية متيز اجلهة املختصة بذلك و الكيفية املتبعة‬
‫يف عملة التحديد‪.‬‬

‫‪ 4‬القانون اإلداري لدكتورة ملكية الصروخ ص‪90 :‬‬


‫ا‪-‬االختصاص ‪:‬إن املشرع هو املختص بتحديد نطاق حجم املصاحل اإلقليمية و اجلغرافية للهيئة أو الوحدة اإلدارية‬
‫الالمركزية اإلقليمية ‪ ,‬و املصاحل الفنية و املوضوعية للمؤسسات و اهليئات الالمركزية الفنية و املرفقية ‪ ,‬فاملشرع‬
‫يقوم بتحديد الفاصل و العالقة بني هذه املصاحل اإلقليمية و املوضوعية الفنية املتميزة و بني مصاحل العامة الوطنية‬
‫كشؤون الدفاع و األمن و اخلارجية و رسم السياسة العامة يف جمال الرتبوي و االقتصادي و التعليم العايل ‪ ,‬اتركة‬
‫بقية املهام تسري من طرف األجهزة احمللية‪.‬‬
‫ب‪ :‬الكيفية ‪ :‬يتم توزيع مظاهر و جماالت الوظيفة اإلدارية بني اإلدارة املركزية و اإلدارة الالمركزية وفق أسلوبني‬
‫أساسيني مها‪:‬‬
‫‪ -1‬األسلوب األول (األسلوب اإلجنليزي )‪ :‬و مؤداه أن بني املشرع (القانون )السلطات و االختصاصات املختصة‬
‫ابألجهزة الالمركزية على سبيل احلصر و عداها فهو من اختصاصات اإلدارة املركزية ابعتبارها من املصاحل الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬األسلوب الثاين (األسلوب الفرنسي ) ‪ :‬مقتضى هذا األسلوب أو التصور أن يعمد املشرع إىل ذكر امليادين‬
‫اليت تدخل فيها اإلدارة املركزية على أن ترتك جماالت و ميادين عمل و نشاط الوحدات الالمركزية واسعة و غري‬
‫حمددة‪.‬‬
‫و لقد اعتمد املشرع الفرنسي يف تنظيمه إلدارة احمللية هذه الطريقة حينما ذكر السلطات و الصالحيات اليت تتمتع‬
‫هبا الوحدات و اهليئات الالمركزية و أن بصورة و كيفية عامة و غري حمددة أي بطريقة حصرية ‪nom‬‬
‫‪limitative‬هو األسلوب نفسه الذي اعتمده املشرع اجلزائري يف تنظيمه اإلدارة احمللية‬
‫و من هذا قرر الفق هاء انه مىت اتصلت املهام إبقليم واحد أمام شؤون حملية كشؤون املواصالت و السكن و غريها‬
‫و مىت كانت حتصر جمموع املواطنني و كل املناطق فهي شان من شؤون السلطة املركزية و نتيجة هذا التنوع برر‬
‫على املستوى الفقهي مصطلح الشؤون البلدية و الشؤون اإلقليمية و الشؤون الوطنية‬
‫ب ‪ -‬إنشاء و قيام أجهزة حملية منتخبة و مستقلة‬
‫يقصد هبذا الركن أن هذه اهليئات احمللية و املصلحية استقلت عن السلطة املركزية و هذا االستقالل ميكنها من حق‬
‫اختاذ القرار و تسيري شؤوهنا بيدها دون تدخل من اجلهاز املركزي و منه جيب االعرتاف للوحدة اإلدارية احمللية أو‬
‫املرفقية ابلشخصية املعنوية يتم اإلعالن الرمسي لفصلها عن الدولة و مما حيوهلا االستقالل القانوين من حيث قدرهتا‬
‫الذاتية على اكتساب احلقوق و حتمل االلتزامات و منه أن تشكيل تلك األجهزة احمللية ابالنتخاب يعد من شروط‬
‫قيام النظام الالمركزي ‪ ,‬فمىت يتحقق استقالل اهليئات و الوحدات اإلدارية و الالمركزية عن السلطات اإلدارية‬
‫املركزية البد من اعتماد أسلوب االنتخاب يف اختيار األعضاء املسرية لإلدارة املركزية الذاتية هلا للهيئات و املصاحل‬
‫الالمركزية و لكي يتجسد مبدأ الدميقراطية اإلدارية و مبدأ املشاركة‪.‬‬
‫النظام القانوين الذي حيكم اإلدارة الذاتية املستقلة يشتمل على ثالث عناصر حماور أساسية هي ‪:‬‬
‫‪1-‬االستقالل عن طريق التشخيص القانونية للهيئات الالمركزية و منحهم سلطة البت النهائي‪.‬‬
‫‪ 2-‬أسلوب االنتخاب يف انتقاء و اختيار أعضاء األجهزة و اهليئات اإلدارية الالمركزية كما ورد يف املادة ‪ 16‬من‬
‫الدستور (ميثل اجمللس املنتخب قاعدة المركزية و مكان مشاركة املواطنني يف تسيري الشؤون العمومية )‪.‬‬
‫‪3-‬حتديد نطاق و املصاحل اجلهوية اإلقليمية املتميزة عن املصاحل العامة الوطنية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬خضوع االجهزة لنظام الرقابة الوصائية‬
‫مبا أن أسلوب النظام اإلداري الالمركزي هو جمرد وسيلة فنية و قانونية إدارية لتقنني و توزيع سلطات و امتيازات‬
‫الوظيفة اإلدارية فقط بني السلطات اإلدارية املركزية و السلطات اإلدارية الالمركزية ضمن و يف نطاق مبدأ وحدة‬
‫الدولة الدستورية و السياسية و الوطنية و ليسري أسلوب من أساليب تقنني فكرة السيادة الوطنية و السلطات‬
‫الدستورية و السياسية و التشريعية و عليه فان األمر يستلزم قيام عالقة بني اإلدارة املركزية و وحدات اإلدارة‬
‫الالمركزية يف صورة رقابة أو وصاية إدارية ختتلف يف جوهرها عن السلطة الرائسية القائمة بني الرئيس و املرؤوس يف‬
‫ظل النظام املركزي‬
‫الفرع الثاين‪ :‬أنواع الالمركزية اإلدارية‬
‫‪-1‬الالمركزية اإلقليمية‬
‫وتتحقق مبنح جزء من الرتاب الوطين للشخصية املعنوية‪ .‬يعين منحه االستقالل اإلداري واملايل يف مباشرة‬
‫االختصاصات املوكلة إليه هبدف السهر على حتقيق املصاحل احمللية حتت إشراف احلكومة ورقابتها‪.‬‬
‫‪-2‬الالمركزية املرفقة‬
‫وتتحقق مبنح مرفق عام سواء أكان وطنيا أو حمليا الشخصية املعنوية يعين منحه االستقالل اإلداري واملايل يف تسري‬
‫شؤونه إال أن هدا االستقالل غري مطلق وإمنا هو مقيد بشرط الرقابة أو الوصاية من طرف السلطات املختصة‪.‬‬
‫وختتلف الالمركزية املرفقة عن اإلقليمية بكون الشخص العام ملرفقي ينشا لتحقيق غرض حمدد ويكون اختصاصه‬
‫حمدودا فيما ال يتجاوز الغرض احملدد الذي أنشئت لتحقيقه بينما ينشا الشخص اإلداري احمللي لرعاية مصاحل‬
‫‪5‬‬
‫طائفة من الناس تقيم يف إقليم من أقاليم الدولة‬
‫كما يكون لشخص اإلداري احمللي وجود من الناحية املادية يسبق وجوده القانون‪ .‬اماالشخص العام ملرفقي فال‬
‫يكون له وجود قبل إنشاء املرفق ومنحه الشخصية املعنوية إىل درجة ميكن القول أن الشخص اإلداري احمللي يعترب‬
‫أعلى درجة وأوسع اختصاص وسلطاان من الشخص اإلداري ا ملرفقي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األسس العامة لالمركزية اإلدارية‬
‫‪1-‬االعرتاف بوجود مصاحل حملية متميزة عن املصاحل الوطنية‬
‫مبعىن أن مثة مصاحل حملية ينبغي ترك مباشرهتا واإلشراف عليها ملن يهمه األمر حىت تتفرغ احلكومة املركزية ملصاحل‬
‫أخرى ذات طابع عام هتم الدولة كلها فمثال اذا كانت الدولة هتيمن على املرافق ذات األمهية الكربى كمرافق األمن‬
‫والدفاع والقضاء واملواصالت عرب الرتاب الوطين فان املرافق احمللية كالنقل احمللي و توزيع املاء والكهرابء…‪.‬‬

‫‪ 5‬صالح جواد الكاظم‪ ،‬هل ينبغي منح أجزاء الدولة االتحادية صالحيات تعهديه‪ ،‬مجلة القانون المقارن العدد ‪ 15‬بغداد ‪1983‬‬
‫يستحسن تركها ملن يستفيدون منها مباشرة فهم أدرى ابحتياجهم إليها واقدر على تسيريها فضال عما يف دلك من‬
‫ختفيف عبئ إدارهتا عن احلكومة املركزية‪.‬‬
‫‪2-‬أن يعهد ابإلشراف على هده املصاحل إىل هيئات منتخبة‬
‫حيث أن اإلدارة احمللية تسعى ابألساس إىل إسناد املصاحل احمللية إىل من يهمهم األمر ودلك إلشباع حاجياهتم‬
‫احمللية أبنفسهم وملا كان من املستحيل على مجيع أبناء اإلقليم أو امل دينة أن يقوموا هبذه املهمة أبنفسهم مباشرة فان‬
‫املشرع قد جعل إسناد هذه املصاحل احمللية إىل من ينتخبونه نيابة عنهم ومن مثة كان االنتخاب هو الطريقة‬
‫األساسية اليت يتم عن طريقها تكوين اجملالس املعربة عن إرادة الشخص املعنوي العام اإلقليم‬
‫‪3 -‬استقالل اجملالس يف ممارسة اختصاصاهتا حتت إشراف السلطة املركزية‬
‫هذا االستقالل ليس منحة من احلكومة املركزية وإمنا هو مقرر من املشرع وخيضع ملقتضيات القانون وال يراد بذلك‬
‫االستقالل الفصل املطلق بني املصاحل احمللية ودائرة املصلحة الوطنية‪ .‬كما ال يراد بذلك االستقالل جعل كل مجاعة‬
‫حمل ية يف معزل عن األخرى وإمنا مثة صلة تربط تلك اجلماعات مع بعضها البعض يف إطار مبدأ التعاون والتكامل‬
‫والتعايش ألهنا تؤلف يف الواقع جزءا من مجاعة أوسع نطاقا وهي اجملتمع الوطين‪∙6‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬العناصر املميزة لالمركزية اإلدارية‬
‫الفرع األول ‪ :‬الالمركزية اإلدارية و الالمركزية السياسية‬
‫تعرف الالمركزية اإلدارية أبهنا أي فعل تقوم احلكومة عربه بنقل السلطة واملسؤولية رمسيا إىل فاعلني ومؤسسات‬
‫على مستوى أدىن يف تراتبية سياسية وإدارية ومناطقية ‪ ،‬فهذا النقل للصالحيات اإلدارية ميكن األقاليم من مزاولة‬
‫عمل الدولة فيما خيص تنفيذ ومتابعة وتسيري االستثمارات العمومية‪ ،‬وينبغي أن يكون حتويل السلطات إىل األقاليم‬
‫مصاحبا بتوفري الوسائل املالية الضرورية للتنمية اإلقليمية الالمركزية‪.‬‬
‫كما تعين الالمركزية عند البعض اآلخر أن تعرتف الدولة لألشخاص املعنوية الدنيا ) بلدايت‪ ،‬جمالس جهوية‪،‬‬
‫مؤسسات عمومية) بنوع من االستقاللية يف تسيري شؤوهنا الداخلية‪ ،‬لكن دائما حتت إشراف ومراقبة السلطة‬
‫املركزية ‪.‬‬
‫ان الالمركزية السياسية ال توجد اال يف الدولة االحتادية اما الالمتركزية االدارية فتوجد يف مجيع الدول سواء كانت‬
‫بسيطة او مركبة وتنصرف كذلك اىل السلطات االتشريعية والتنفيذية والقضائية وختتص الوالايت بسلطاهتا يف‬
‫احلدود اليت ميارسها الدستور االحتادي اما الالمركزية االدارية فمقصورة على بعض الوظائف االداريةاملتعلقة ابملرافق‬
‫احمللي‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الالمركزية اإلدارية والال تركيز اإلداري‬
‫تتشابه الالمركزية اإلدارية والالتركيز اإلداري يف أن كال منهما يؤدي إىل توزيع السلطات اإلدارية واىل عدم تركيزها‬
‫يف جهة واحدة‪ .‬وخيتلفان يف أن الالتركيز اإلداري يعترب صورة من صور املركزية وابلتايل فان استقالل ممثلي السلطة‬

‫‪ 6‬الموقع الرسمي للجامعة سطيف ‪https://cte.univ-setif2.dz/moodle :‬‬


‫املركزية إمنا هو استقالل عارض جيوز للوزير سحبه يف أي وقت‪ .‬كما أن اختصاص هؤالء املمثلني خيضع لرقابتها‬
‫الرائسية بكل ما حتمله هذه الكلمة من معىن‪ .‬خبالف استقالل اهليئات اختصاصها وفق لألوضاع اليت حيددها‬
‫املشرع‪ .‬وتتحمل مسؤولية تصرفاهتا وال متلك السلطة املركزية عليها إال حق الوصاية اإلدارية‪ .‬كما ميكن القول أن‬
‫الالتركيز اإلداري قد يكون خطوة يف سبيل الالمركزية اإلدارية الن نقل السلطة إىل يد اهليئات احمللية يكون حيز‬
‫يسر من نقلها عما اذا كانت بيد الوزير مباشرة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم نظام الالمركزية اإلدارية‬
‫الفرع األول‪ :‬مزااي الالمركزية اإلدارة‬
‫‪ 1-‬يؤكد املبادئ الدميقراطية يف اإلدارة ‪ :‬ألنه يهدف إىل اشرتاك الشعب يف اختاذ القرارات وإدارة املرافق العامة‬
‫احمللية‪.‬‬
‫‪2-‬خيفف العبء عن اإلدارة املركزية ‪ .‬إذ أن توزيع الوظيفة اإلدارية بني اإلدارة املركزية واهليئات احمللية أو املرفقية‬
‫يتيح لإلدارة املركزية التفرغ ألداء املهام األكثر أمهية يف رسم السياسة العامة وإدارة املرافق القومية‪.‬‬
‫‪3-‬النظام الالمركزي أقدر على مواجهة األزمات واخلروج منها ‪ .‬سيما وأن املوظفني يف األقاليم أكثر خربة من‬
‫غريهم يف مواجهة الظروف واألزمات احمللية كالثورات واختالل األمن ‪ ،‬ملا تعودوا عليه وتدربوا على مواجهته وعدم‬
‫انتظارهم تعليمات السلطة املركزية اليت غالباً ما أتيت متأخرة‬
‫‪4-‬حتقيق العدالة يف توزيع حصيلة الضرائب وتوفري اخلدمات يف كافة أرجاء الدولة ‪ ،‬على عكس املركزية اإلدارية‬
‫حيث حتظى العاصمة واملدن الكربى بعناية أكرب على حساب املدن واألقاليم األخرى‬
‫‪5-‬تقدم الالمركزية اإلدارية حالً لكثري من املشاكل اإلدارية والبطء والروتني والتأخر يف اختاذ القرارات اإلدارية‬
‫وتوفر أيسر السبل يف تفهم احتياجات املصاحل احمللية وأقدر على رعايتها‪.7‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬عيوب الالمركزية‬
‫‪ 1 -‬يؤدي هذا النظام إىل املساس بوحدة الدولة من خالل توزيع الوظيفة اإلدارية بني الوزارات واهليئات احمللية‪.‬‬
‫‪ 2 -‬قد ينشأ صراع بني اهليئات الالمركزية والسلطة املركزية لتمتع االثنني ابلشخصية املعنوية وألن اهليئات احمللية‬
‫غالباً ما تقدم املصاحل احمللية على املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪3 -‬غالباً ما تكون اهليئات الالمركزية أقل خربة ودراية من السلطة املركزية ومن مث فهي أكثر إسرافاً يف اإلنفاق‬
‫ابملقارنة مع اإلدارة املركزية‪.‬‬
‫وال شك أن هذه االنتقادات مبالغ فيها إىل حد كبري وميكن عالجها عن طريق الرقابة أو الوصااي اإلدارية اليت‬
‫متارسها السلطة املركزية على اهليئات الالمركزية واليت تضمن وحدة الدولة وترسم احلدود اليت ال تتجاوزها تلك‬
‫اهليئات‪.‬‬

‫‪ 7‬الموقع الرسمي للجامعة سطيف ‪https://cte.univ-setif2.dz/moodle :‬‬


‫ويف جانب آخر ميكن سد النقص يف خربة اهليئات الالمركزية من خالل التدريب ومعاونة احلكومة املركزية مما يقلل‬
‫من فرص اإلسراف يف النفقات واألضرار خبزينة الدولة‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك أن اغلب الدول تتجه اليوم حنو األخذ أبسلوب الالمركزية اإلدارية على اعتبار أنه األسلوب األمثل‬
‫للتنظيم اإلداري‪.‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫من خالل هذا العرض خنلص إيل أنه كلما رسخت املركزية اإلدارية كلما رسخت أصول الدميقراطية يف دولة من‬
‫الدول ازدهرت الالمركزية اإلدارية فيها و من مث فسلطات رئيس الدولة اإلدارية ختتلف ضيقا و اتساعا حبسب‬
‫نظام احلكم الذي أتخذ به الدولة فدور رئيس الدولة يف الدساتري اآلخذة ابلنظام الربملاين إمنا هو دور حمدود نظرا‬
‫لقيام ذلك النظام على قاعدة أساسية تقضي أن رئيس الدولة يسود و ال حيكم و على العكس تزداد سلطة رئيس‬
‫الدولة إىل أقصى حد ممكن يف النظام الرائسي‪.‬‬
‫فالدولة احلديثة أتخذ و تطبق نظام عدم الرتكز اإلداري يف القيام مبسؤوليات و مهام وظيفتها التنفيذية اإلدارية‬
‫فكذا يتجمع الدولة احلديثة بني أسلوبني خمتلفني يف نطاق تنظيم و توزيع وحدات و أجهزة النظام اإلداري يف‬
‫الدولة و تقسيم و توزيع سلطة الوظيفة اإلدارية النهائية و الباتة الالزمة إلدارة و تسيري الوظيفة اإلدارية‪.‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬
‫• حسن حممد عواضه‪ ,‬اإلدارة احمللية وتطبيقاهتا يف الدول العربية ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ,‬املؤسسة اجلامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ,‬بريوت ‪ ,‬الطبعة األوىل ‪1983‬م‪.‬‬
‫• املركز اللبناين للدراسات – ‪، ،2003‬‬
‫• القانون اإلداري ابملغرب (اجلزء األول) التنظيم اإلداري لدكتور جياليل شبيه‪.‬‬
‫• القانون اإلداري لدكتورة ملكية الصروخ‬
‫• صاحل جواد الكاظم‪ ،‬هل ينبغي منح أجزاء الدولة االحتادية صالحيات تعهديه‪ ،‬جملة القانون املقارن العدد‬
‫‪ 15‬بغداد ‪1983‬‬
‫املواقع االلكرتونية ‪:‬‬
‫• املوقع الرمسي للجامعة سطيف ‪https://cte.univ-setif2.dz/moodle :‬‬

You might also like