You are on page 1of 40

‫ماستر قضاء األسرة ‪ /‬الفوج الثالث‬

‫الفصل الثالث‬
‫وحدة‪ :‬علم النفس األسري‬

‫تلخيص كتاب‬

‫االستقرار الزواجي‬
‫دراسة في سيكولوجية الزواج‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبات‪:‬‬


‫عبد هللا االدريسي‬ ‫سعيدة القاسمي‬
‫كلثوم بنجاللي‬
‫مريم حبيب‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪1442‬ه‪2021-2020‬‬
‫م ‪1 -1441‬‬
‫قراءة في كتاب االستقرار الزواجي دراسة في سيكولوجية الزواج سنة ‪ 2012‬االصدار الرابع‬
‫والعشرون ضمن سلسلة إصدارات محكمة في علوم النفس‪ .‬للكاتبة كلثوم بلمهيوب ‪.‬‬
‫تقدم هذه الدراسة موضوعا مهما يتعلق ببناء األسرة واستقرارها‪ ،‬وبالتالي بناء المجتمع على أسس‬
‫سليمة‪.‬‬
‫فقد أصبح اإلرشاد األسري بشكل عام‪ ،‬واإلرشاد الزواجي بشكل خاص‪ ،‬تخصصا قائما بذاته في‬
‫المجتمعات الغربية‪ ،‬بل وحتى في بعض الدول العربية التي نجدها قد قطعت أشواطا في مجال اإلرشاد‬
‫الزواجي اعتمادا على نتائج البحوث العلمية‪.‬‬
‫وتم تقسيم الكتاب إلى خمسة فصول‪ .‬تضمن الفصل األول تعريف الزواج وأهميته والحاجات التي‬
‫يشبعها‪ ،‬وكيف يحدث التزاوج واالنجذاب والميكانيزمات التي تتحكم في ذلك‪ .‬مثل التشابه والتكامل‬
‫والتبادل والالشعور‪ ،‬ثم دور الحميمية في تعميق العالقات بين األشخاص‪ .‬ثم كيفية الحفاظ على عالقات‬
‫دائمة ومستقرة‪ ،‬وطبيعة اضطراب العالقة الزوجية‪ ،‬وآثار ذلك‪ .‬ودور اإلرشاد في حل المشكالت الزوجية‬
‫ثم تناول بعض المشكالت وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فقد تناول العوامل التي ركزت عليها البحوث النفسية‪ ،‬واعتبرتها عوامل لالستقرار‬
‫الزواج‪ .‬أما الفصل الثالث فقد تم التعرض فيه إلى أهم نظريات العالج الزواجي‪.‬‬
‫وتم ختم هذا الفصل بمناقشة النظريات السابقة وإخراج العامل المشترك بينها‪ .‬أما الفصل الرابع فقد‬
‫تناول الدراسة الميدانية من حيث المنهج المتبع في الدراسة‪ .‬أما الفصل الخامس واألخير‪ ،‬فكان لعرض‬
‫النتائج المتوصل إليها ومناقشتها‪.‬‬
‫وخلص البحث إلى االستنتاج العام ثم الخاتمة‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫‪1-‬أهمية الموضوع‬
‫يعتبر الفهم الجيد للزواج‪ ،‬وكيف يمتد عبر الزمن‪ ،‬من المتطلبات األساسية لكل فرد بالغ‪ .‬ففي الوقت الذي‬
‫يسعد فيه الكثير بالزواج في بدايته‪ ،‬نجد عددا كبيرا منهم يلجؤون إلى الطالق فيما بعد‪ .‬فقد وجدت دراسة‬
‫ماك دونالد ‪ 1995‬أن نسبة الطالق قد قاربت ‪ % 50‬في العقود القليلة الماضية‪.‬‬
‫مما يجعل فهم وتقييم المسار التطوري للزواج‪ ،‬من المواضيع األساسية للباحثين والعياديين‪ ،‬الذين‬
‫يعملون مع األزواج والعائالت‪ .‬فمن المعروف جيدا اآلن‪ ،‬اآلثار السلبية للصراع الزواجي على األزواج‬
‫واألطفال‪ j‬في نفس الوقت‪ .‬كما بينت ذلك دراسات عديدة‪.‬‬
‫فال شك أن هناك عوامل موضوعية مسؤولة عن ذلك‪ ،‬وليست المسألة مسألة حظ أو صدفة‪ .‬ومن هنا‬
‫انطلقت البحوث منذ الثالثينات من القرن الماضي للبحث عن العوامل‪ j‬المسؤولة عن تحقيق االستقرار‬
‫الزواجي‪،‬حيث ركزت في البداية على العوامل الديموغرافية‪ ،‬مثل طول مدة الزواج‪ ،‬الدخل‪ ،‬المهنة‪،‬‬
‫التربية‪ ،‬والتي توصلت إلى اعتبارها كعوامل‪ j‬ذات داللة للتنبؤ بنتائج الزواج‪.‬‬
‫وركزت بحوث أخرى على عوامل الشخصية‪ .‬مثل دراسة "كيلي وكونلي ‪Kelly & Conely‬‬
‫‪ 1987‬الطولية‪ ،‬التي استغرقت خمسين سنة‪ .‬فوجدت بعض الخصائص الفردية مثل التوافق النفسي‪،‬‬
‫والتشابه في التوقعات حول الزواج‪ ،‬كعوامل‪ j‬للتنبؤ بالرضا الزواجي‪ .‬ولكن المالحظات العيادية فيما بعد‪،‬‬
‫أي في نهاية الخمسينات‪ ،‬بينت أن الوضع المالي والعمل‪ ،‬يمارسان تأثيرهما من خالل عمليات وسيطة‪.‬‬
‫فعندما يتقدم الزوجان لطلب العالج الزواج‪ ،‬يبدو ظاهريا‪ ،‬أن هناك زواجا مستقرا‪ ،‬فالزوجان يشعران‬
‫عموما بالرضا عن العالقة بينهما‪ ،‬غير أن لديهما مشاكل مالية‪ .‬والمال في حد ذاته‪ ،‬يعتبر أقل‪ ،‬من حيث‬
‫األهمية‪ ،‬مقارنة بقدرة الطرفين على إدارة مواضيع أعمق في عالقتهما‪ ،‬التي قد تكون مرتبطة بالمال‪،‬‬
‫مثل االحترام لرأي كال الطرفين والمساواة في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫لذلك بدأت البحوث الحديثة في التركيز على ما يقوم به األزواج بعد زواجهم ‪ .‬فقد فحص كارنب وبرادبور‬
‫‪ Karney & Bradbury 1995‬في تحاليل متعدد ل ‪ 155‬دراسة طولية‪ .‬توصل إلى أن الرضا عن‬
‫العالقات الجنسية‪ ،‬والسلوك االيجابي مثل‪ ،‬التشجيع‪ ،‬الحوار الفعال‪ ،‬وسلوك الرعاية‪ .‬هي من أفضل‬
‫العوامل‪ j‬للتنبؤ باالستقرار الزواجي‪.‬‬
‫أما السلوك السلبي‪ ،‬مثل تبادل االنفعاالت السلبية والحوار الهدام‪ ،‬فهو مرتبط بالزواج الفاشل والتوتر‬
‫والطالق‪.‬‬
‫كما يعتبر عدم الرضا الزواجي‪ ،‬أحد أهم العوامل التي تنبئ بعدم االستقرارالزواجي‪.‬‬
‫وخلصت دراسة ‪ Markman ،‬ماركمان‪ 1993‬إلى أهم عوامل التنبؤ بتفكك الزواج والمتمثلة في ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم صدق انفعاالت الزوج إلى جانب السلبية‪.‬‬
‫‪-‬عدم صدق عواطف الزوجة‪ ،‬ونقص مهارات حل المشكالت‪ ،‬وصغر سن الزوجة عند الزواج‪ .‬كما تشير‬
‫هذه الدراسة‪ ،‬إلى أنه ليس يهم وجود الصراع‪ ،‬ولكن المهم كيفية التعامل مع االنفعاالت السلبية وكيفية‬
‫حل الصراع‪ .‬مما يشير إلى أهمية إرشاد األزواج في تطوير عالقات فعالة وصحية‪ ،‬أحسن من عالقات‬
‫أطول فقط ‪.‬‬
‫‪-2‬تحديد المفاهيم‬
‫‪ 2-1‬مفهوم االستقرار الزواجي‬
‫يقصد باستقرار العالقة الزوجية نجاحها‪ ،‬وسالمتها من االضطراب والتوتر الزواجي‪ ،‬فاالستقرار يتضمن‬
‫التمسك بالعالقة الزوجية‪ ،‬ألن كال الطرفين يشعر بالتوافق والرضا والسعادة‪ .‬أما العالقة غير المستقرة‪،‬‬
‫فهي العالقة التي يشعر فيها الطرفان بأنهما غير متوافقين‪ ،‬وغير راضين عن عالقتهما‪ ،‬وأنهما تعساء‬
‫مع بعضهما‪.‬‬
‫وعليه عرف مختار ( ‪ ) 1997‬عدم االستقرار الزواجي بميل الزوجين إلنهاء الزواج الحالي‪ ،‬على الرغم‬
‫من أن إنهاء أو انحالل الزواج‪ ،‬قد ال يحدث في النهاية‪ .‬بمعنى أنه‪ ،‬تكون هناك رغبة في انحالل الزواج‪،‬‬
‫ولكن يمكن أن ال يحدث كفعل‪ j‬أو إجراء من قبل الزوجين ‪.‬‬

‫‪ 2-1-1‬مفهوم التوافق الزواجي‬


‫عرف روجرز ‪ 1972‬التوافق الزواجي بأنه قدرة كل من الزوجين على دوام حل الصراعات العديدة‪،‬‬
‫التي إذا تركت حطمت الزواج‪.‬‬
‫أما الخولي ( ‪ ) 1982‬فترى أن المفهوم العام للتوافق الزواجي‪ ،‬يتضمن االتفاق النسبي بين الزوجين‪،‬‬
‫على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة‪ ،‬والمشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادل‬
‫العواطف‪.‬‬
‫وتنتقد الخولي مفهوم‪ j‬روجرز ‪ Rogers،‬حيث قصر التوافق الزواجي على قدرة الزوجين على دوام حل‬
‫الصراعات العديدة فقط‪ .‬وأغفل جوانب الحياة الزوجية األخرى‪ ،‬من تبادل عاطفي وإشباع جنسي‪ ،‬وحب‬
‫متبادل‪ ،‬ومودة ورحمة‪ ،‬وتحمل مسؤوليات الحياة الزوجية‪ ،‬والعوامل االجتماعية والصحية والنفسية‪.‬‬
‫ومحاولة للجمع بين الرأيين السابقين ذهب السلوكيون أمثال ماكمان الى القول بأن التوافق الزواجي‬
‫يتضمن تطوير مجموعة من التفاعالت بين الطرفين‪ ،‬والتي تؤدي إلى الراحة الفردية لكل طرف‬
‫ولنسلهما‪ ،‬مما يساعد كل طرف على التكيف مع ضغوط الحياة‪ .‬كما تؤدي إلى إحساس كل طرف‬
‫بالحميمية العاطفية والجسمية‪ ،‬مما يؤدي إلى الحفاظ‪ ،‬لمدى أطول‪ ،‬على العالقة في إطار السياق الثقافي‬
‫الذي يعيش فيه الزوجان‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أما الالتوافق الزواجي فقد عرفه بنون بعدم االنسجام الزواجي‪ .‬وأنه عبارة عن تقديرات منخفضة‬
‫للسلوك المتبادل‪ ،‬ومهارات حل المشكالت‪ ،‬وتقديرات مرتفعة للصراع والسلبية المتبادلة‪ .‬كما يتسم أيضا‬
‫بمهارات اتصال ضعيفة‪ ،‬وتقديرات منخفضة لألنشطة الترفيهية المشتركة ‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬مفهوم السعادة الزوجية‬


‫توصل أركايل من خالل دراسات عديدة أن السعادة تتضمن وجود عامل واضح هو عامل الرضا الشامل‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم هذا العامل إلى الشعور بالرضا عن جوانب محددة‪ ،‬مثل العمل أو الزواج أو الصحة‪ ،‬أو‬
‫القدرات الذاتية أو تحقيق الذات‪.‬‬
‫إن التعبير عن السعادة‪ ،‬مقترن بالصحة النفسية والجسدية‪ .‬ويزداد بوجود عالقات اجتماعية معينة‪،‬‬
‫ويقل بفقدان هذه العالقات‪ ،‬وبازدياد وطأة أحداث الحياة‪ .‬وتعتمد البحوث على التقديرات الذاتية لألفراد‪.‬‬
‫فإذا قالوا عن أنفسهم أنهم سعداء‪ ،‬فهم بالفعل سعداء‪ ،‬وإذا قالوا أنهم تعساء‪ ،‬فهم بالفعل تعساء‪ .‬رغم‬
‫عدم اتساق التقديرات الذاتية مع تقديرات اآلخرين‪.‬‬
‫ويخلص أركايل إلى تعريف السعادة كما يلي ‪ :‬يمكن فهم السعادة‪ ،‬بوصفها انعكاسا لدرجة الرضا عن‬
‫الحياة‪ ،‬أو بوصفها انعكاسا لمعدالت تكرار حدوث االنفعاالت السارة‪ ،‬وشدة هذه االنفعاالت‪ ،‬وليست‬
‫السعادة عكس التعاسة تماما‪.‬‬

‫‪ 2-1-3‬مفهوم الرضا الزواجي‬


‫يمكن تعريف الرضا‪ ،‬على أنه تقدير عقلي لنوعية الحياة التي يعيشها الفرد ككل‪ ،‬أوالحكم بالرضا عن‬
‫الحياة‪ .‬ويمثل هذا البعد خلفية عامة للعديد من االستبيانات النوعية للرضا‪ ،‬كالرضا عن العمل أو الزواج‬
‫أو الصحة‪.‬‬
‫ومن المشاكل التي تواجه عملية التقدير‪ ،‬هي ميل األحكام بالرضا إلى أن تكون نسبية‪ .‬فالناس تقارن‬
‫حالتها الراهنة بمراحل أخرى مختلفة من حياتها الماضية‪.‬‬
‫وبينت الدراسات أن الزوج أو الزوجة‪ ،‬يمثالن أهم مصادر الرضا‪ ،‬يليه األقارب المقربون‪ ،‬ثم األصدقاء‪،‬‬
‫ثم زمالء العمل والجيران ‪.‬‬
‫ويعرف كيلي ‪ 1987‬الرضا‪ :‬بأنه نتيجة مباشرة لمدى سلوك الزوجين سلوكا يؤدي إلى الشعور بالسرور‬
‫لكال الطرفين‪.‬‬
‫‪ 2-1-4‬مفهوم التوقع الزواجي‬
‫ويقصد بالتوقع في مجال العالقة الزوجية‪ ،‬مدى تحقيق الفرد لحاجاته بعد الزواج‪ ،‬مقارنة بما كان يتوقعه‬
‫قبله‪ .‬فكثيرا ما يصاب الفرد بخيبة األمل بعد زواجه‪ ،‬ألنه كان يتوقع أشياء‪ ،‬وإذا به يعيش نقيضها تماما‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى التوتر واالضطراب وعدم االستقرار الزواجي‪.‬‬
‫‪ - 2-1-5‬مفهوم االتصال الزواجي ‪.‬‬
‫ويقصد به في مجال العالقة الزوجية‪ ،‬بذل الجهد لالتصال‪ ،‬ومعالجة المشكل‪ .‬فاالتصال هو العالج الفعال‬
‫والبنّاء لعدم الرضا‪ .‬وبينت الدراسات منها‪ ،‬دراسة كيرديك (‪ )1991‬ان األزواج غير السعداء‪ ،‬يرون في‬
‫مشاكل االتصال‪ ،‬أهم العوامل‪ j‬التي أدت إلى تحطيم عالقاتهم‪.‬‬
‫وحدد بيك في كتابه "الحب وحده ال يكفي أبدا‪ ،‬عددا كبير من مشكالت االتصال‪ .‬مثال‪ ،‬أحيانا نفشل في‬
‫التعبير عن مشاعرنا‪ ،‬أو شرح ما نريد قوله‪ ،‬معتبرين الطرف اآلخر قادرا على فهم إشاراتنا الداخلية‪،‬‬
‫وغير اللفظية‪ ،‬إذا كان فعال يحبنا‪.‬‬
‫وأحيانا أخرى‪ ،‬نعتقد أننا نعرف في أي شيء يفكر الطرف اآلخر‪ ،‬ونقفز إلى نتائج خاطئة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 2‬مفهوم االرشاد الزواجي‬
‫يعرفه زهران ( ‪ ) 1997‬كما يلي ‪ :‬هو عملية مساعدة الفرد على تحقيق التوافق واالستقرار والسعادة‪،‬‬
‫وتقديم خدمات اإلرشاد الزواجي لتناول المشكالت قبله وأثناءه‪ ،‬وبعد إنهائه‪ ،‬والمشكالت العامة‪ .‬ويرى‬
‫بعض المرشدين‪ ،‬أن يكون الطرفان معا‪ ،‬في جلسة قصيرة‪ ،‬ثم تتم جلسات فردية مع كل منهما‪ ،‬ثم تختتم‬
‫الجلسات في حضور الطرفين‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ .‬الزواج‬


‫تعريف الزواج واهميته‬ ‫‪-1‬‬
‫الزواج هو تلك العالقة االجتماعية الوحيدة الدائمة بين الرجل والمرأة‪ ،‬التي يباركها هللا سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫ألنها األساس الشرعي السليم لتكوين األسرة خلية المجتمع األولى‪ .‬يقول هللا تعالى ( َو ِمنْ آيَاتِ ِه أَنْ َخلَ َ‬
‫ق‬
‫ٰ‬
‫س ُكنُوا إِلَ ْي َها َو َج َع َل بَ ْينَ ُك ْم َم َو َّدةً َو َر ْح َمةً ۚ إِنَّ فِي َذلِكَ آَل يَا ٍ‬
‫ت لِقَ ْو ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) سورة‬ ‫س ُك ْ‪j‬م أَ ْز َو ً‬
‫اجا لِتَ ْ‬ ‫لَ ُك ْم ِمنْ أَ ْنفُ ِ‬
‫الروم االية‪. 21‬وهو من أهم األحداث الكبرى في حياة اإلنسان‪ ،‬تلك األحداث هي الميالد والزواج‬
‫والموت‪.‬‬
‫فالزواج مطلب أساسي من مطالب النمو الذي إذا تحقق إشباعه بنجاح‪ ،‬أدى إلى الشعور بالسعادة‪ ،‬وأدى‬
‫إلى النجاح في تحقيق مطالب النمو مستقبال‪ .‬فالزواج هو السبيل الذي يلتمس فيه الرجل والمرأة طريقه‬
‫إلى شريك من الجنس اآلخر‪ ،‬يجد عنده الحب والدفء والوفاء والصدق‪ ،‬ويحقق له السعادة الشخصية‬
‫ويجنبه الغواية‪ ،‬ويشبع له العديد من حاجاته النفسية واالجتماعية والفزيولوجية التي يصعب تحقيقها‬
‫دونه‪.‬‬
‫‪ 1-1‬الحاجات التي يشبعها الزواج‬
‫يسهم الزواج في إشباع العديد من الحاجات والدوافع التي يصعب إشباعها دونه فهو يشبع ‪:‬‬
‫الدافع الجنسي ‪:‬الذي هو الدافع البيولوجي الوحيد‪ ،‬الذي يتأجل إشباعه عند كثير من الشباب في‬
‫مجتمعنا‪ ،‬إلى ما بعد الزواج‪ .‬والجنس كدافع قوي‪ ،‬يعد أحد الحاجات ذات االهتمام‪ ،‬وذات المكانة‬
‫األساسية في العالقات الزوجية‪ ،‬الذي يؤدي إشباعه إلى تحقيق الرضا النفسي والراحة الجسدية‪ .‬وال‬
‫يقف إشباع الدافع الجنسي على جانبه الفيزيولوجي فحسب‪ ،‬بل هو إشباع نفسي في الوقت ذاته‪.‬‬
‫الحاجة الى الحب والتقدير ‪ :‬في دراسة ستروس على عينة من الشباب والفتيات‪ ،‬عددهم ‪، 373‬‬
‫والمقترنين في خطوبة‪ ،‬والمتزوجين بالفعل‪ ،‬منذ أقل من سنة‪ ،‬كانت هناك قائمة بأهم الحاجات التي كانوا‬
‫يأملون في إشباعها عن طريق الزواج‪ .‬فجاءت الحاجة الى (شخص يحبني) هي أول الحاجات لكل من‬
‫الرجال والنساء‪ .‬بينما جاءت الحاجة إلى ( شخص أبوح له بأسراري) في الرتبة الثانية ‪ ،‬ويتبعه الشعور‬
‫باألمن واالطمئنان‪ .‬وإن التأييد العاطفي‪ ،‬إنما يأتي نتيجة أن الشخص محبوب من اآلخرين‪ ،‬ويحبهم‬
‫لذاتهم‪ ،‬وأنه ذو قيمة لديهم‪.‬‬
‫الحاجة الى تأكيد الذات واثبات الهوية ‪:‬إن االنفصال عن األسرة األصلية‪ ،‬وتكوين أسرة جديدة‪،‬‬
‫يدعم الشعور بالذات وإثبات الهوية‪.‬‬
‫فقد أوضحت دراسة هردر‪ 1970‬عن تحقيق الذات والحالة المزاجية والتوافق الشخصي‪ ،‬لدى النساء‬
‫المتزوجات‪ .‬أن عامل التوافق يرتبط ارتباطا موجبا ومرتفعا بالتوجه الداخلي للذات (تحقيق الذات)‬
‫ويرتبط ارتباطا سالبا وعاليا بالعصابية والقلق الصريح‪ .‬وتوجد عالقة موجبة بين الوقت الذي مضى على‬
‫الزواج وتحقيق الذات‪.‬‬
‫الحاجة الى االمومة واالبوة ‪ :‬يشبع الزواج عند المرأة الحاجة إلى األمومة‪ ،‬وعند الرجل الحاجة إلى‬
‫األبوة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 1-2‬الزواج والصحة‬
‫ال شك أن إشباع هذه الحاجات يؤدي إلى تحقيق السعادة والتوافق النفسي والصحي واالجتماعي‪.‬فقد‬
‫وجدت دراسة جينيفياف وآخرون (‪ )Géniviéve & al‬ان الرجال المتزوجين أكثر المجموعات األربعة‬
‫شعورا بالسعادة‪ ،‬وأن الرجال غير المتزوجين أقل سعادة من النساء غير المتزوجات‪.‬‬
‫أما دراسة جالن ‪ 1975‬التي أجريت على عينة قوامها ‪ 1841‬من الذكور و ‪ 2012‬من اإلناث ( تحتوي‬
‫على المتزوجين واألرامل والمطلقين وغير المتزوجين) وتتراوح أعمارهم بين ‪ 18‬إلى ‪ 60‬سنة في‬
‫الفترة ما بين ‪ 1972‬و ‪ .1974‬توصلت إلى أن األشخاص المتزوجين يقررون سعادة شاملة عن‬
‫ألشخاص غير المتزوجين بالنسبة للذكور واإلناث على السواء والنتيجة في صالح اإلناث أكثر من كونها‬
‫في صالح الذكور‪.‬‬
‫فالزواج يؤدي إلى الترابط بين األسر وتقوية أواصر المحبة بينهم‪ ،‬األمر الذي يصحب معه مزيدا من‬
‫التوافق األسري لدى المتزوجين‪ .‬ويفيد الزواج أيضا في تحقيق التوافق الصحي لكل من الرجل والمرأة‪،‬‬
‫بل أن معدل الموت يرتبط بدرجة كبيرة بالحالة الزواجية‪ .‬فالمتزوجون لديهم معدال منخفضا في كل‬
‫مراحل الحياة عن األشخاص الذين لم يسبق لهم الزواج‪ ،‬أو تحطم زواجهم بالموت أو الطالق‪ .‬ويرجع‬
‫دور الزواج في ذلك لما يسهم به في تحقيق التوازن العقلي والنفسي للمتزوجين‪ .‬ألن هناك شخصين‬
‫يعتني كل منهما باآلخر‪ ،‬وكدليل على ذلك هو ارتفاع معدل الموت واالنتحار بين المطلقين واألرامل‬
‫تخلصا من األزمة النفسية الناشئة عن هذه الحالة‪ .‬كما أظهرت ذلك دراسة النديس ‪.1977‬‬
‫يقول لينش‪ :1977‬بالرغم من المشكالت والضغوط التي يعاني منها بعض المتزوجين‪ ،‬إالّ أن غير‬
‫المتزوجين يعانون أكثر‪ ،‬فهم يموتون قبل المتزوجين‪ ،‬وأمراض القلب لديهم ضعف عددها عند‬
‫المتزوجين‪ .‬كما وجد سيغرايفس أن أعلى نسبة داخل مستشفى األمراض العقلية هي نسبة العازبين‬
‫والمطلقين‪ .‬وهذا ما جعل الزواج بالرغم من ذلك‪ ،‬أصبح محل تساؤل في المجتمع الغربي‪ .‬حيث أن العديد‬
‫من األفراد يتساءلون عن مصداقيته‪ ،‬كما هو الحال في أمريكا‪ ،‬فإن عدد المتزوجين ال يتناقص‪ ،‬فهو‬
‫يسهم في مساعدة الفرد على مواجهة الضغط‪.‬‬
‫وكذلك يسهم الزواج في تحقيق التوافق االجتماعي للمتزوجين‪ ،‬نظرا لما للزواج من قيمة اجتماعية‪.‬‬
‫ويعد على نطاق واسع وسيلة للوقاية والعالج معا من أعراض العصاب‪ ،‬فشعور الفرد أنه مرغوب فيه‬
‫من الطرف اآلخر يعطيه إحساسا بالقيمة والتقدير‪.‬‬
‫كما أن ارتباطه بشخص آخر يجنبه الخوف من الوحدة‪ ،‬زيادة على أن وظيفة الوالدية تعطي شعورا‬
‫باالرتياح والسعادة‪.‬‬
‫‪ - 2‬كيف يحدث االنجذاب‬
‫حاول علماء االجتماع وعلماء علم النفس االجتماعي تفسير ظاهرةاالنجذاب بين األشخاص وتوصلوا‬
‫إلى عدة عوامل والمتمثلة في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1- 2‬أهمية القرب‬
‫تتم عملية االنجذاب واالختيار للزواج في نطاق جغرافي محدد‪ ،‬يكون بمثابة مجال مكاني يستطيع الفرد‬
‫أن يختار منه‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه الفرصة اإليكولوجية لالختيار‪ .‬وهذه الفرصة تتفاوت بين فرد وآخر‪،‬‬
‫فهي ليست متكافئة بالنسبة لجميع األفراد‪ .‬فالناس يحبون ويختارون فقط من تسمح الفرصة بالتواصل‬
‫معهم واالختالط بهم‪ .‬ويعبر وولر ‪ waller1938‬عن تلك الفكرة أصدق تعبير حين يقول‪":‬ان الفرد ال‬
‫يختار زوجته من بين كل من يمكن الزواج منهن‪ ،‬بل إنه يختار زوجته فقط‪ ،‬من بين مجموعة النساء‬
‫التي يعرفهن‪.‬ولهذا فإن االنعزال والعزلة االيكولوجية تميل إلى تحديد دائرة االختيار بالنسبة للفرد"‪.‬‬
‫فالعالقات تنقص كلما زادت المسافات ‪،‬فالقرب مهم في بناء العالقات ‪،‬ولكن القرب وحده ال يكفي كشرط‬
‫للوقوع في الحب ‪،‬القرب يوفر التفاعل ‪،‬والتفاعل يولد إمكانية التعود ‪ ،‬أي االلفة من خالل اللقاءات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -22 -‬أهمية الجاذبية الجسمية‬
‫لقد بينت البحوث التأثير الكبير للجاذبية الشكلية على العالقات الجديدة بين الجنسين‪ .‬فقد أوضحت دراسة‬
‫هاتفيلد‪ 1966‬وآخرون هذه النقطة جيدا‪.‬‬
‫كما فحص فينجولد ‪) ) 1992‬عددا كبيرا من الدراسات‪ ،‬حول الجاذبية الجسمية الشكلية‪ .‬فوجد تدعيما‬
‫صلبا لألفكار الشائعة‪ ،‬من أن المرأة تعطي قيمة أقل للجاذبية الجسمية مقارنة بالرجل‪ .‬يبدو أنه بالنسبة‬
‫للنساء جاذبية الرجل تتضمن الوضع االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬الطموح‪ ،‬الطبع‪ ،‬الذكاء‪.‬‬
‫ويؤكد وايت ‪ 1980‬أنه كلما كان هناك تماثال في الجاذبية الجسمية‪ ،‬كلما أدى إلى تطور العالقة إلى‬
‫الزواج‪ .‬وأن األقل جماال يعوضون الجمال في عالقتهم بالثروة‪ ،‬القوة‪ ،‬الحكمة‪ ،‬الشعبية‪ ،‬إلحداث التوازن‬
‫في العالقة مع شريك أكثر جماال‪ .‬وكلما تعرفنا على أشخاص يبدون جذابين تتناقص عيوبهم في نظرنا‪.‬‬
‫ولكن كيف يتعرف األشخاص ويحب بعضهم بعضا ؟ مما ينقص الجاذبية الشكلية ؟ حاول الباحثون‬
‫اإلجابة عن هذا السؤال ووضعوا عدة افتراضات‪.‬‬
‫فمنهم من يرى أن التشابه هو الذي يجعل الناس ينجذبون إلى بعضهم البعض‪ ،‬في حين يرى آخرون أن‬
‫التكامل هو الذي يؤدي إلى االنجذاب‪ ،‬بينما يرى آخرون أن االنجذاب يقوم على مبدأ التبادل‪.‬‬
‫‪ -2-3‬التشابه‬
‫وتذهب نظرية التجانس‪ ،‬إلى أن االختيار في الزواج يرتكز في المحل األول‪ ،‬على أساس من التشابه‬
‫والتجانس في الخصائص االجتماعية العامة‪ ،‬وأيضا في الخصائص أو السمات الجسمية‪ .‬أي أن يكون‬
‫هناك تشابه بين الشريكين في الدين والعرق والمستوى االجتماعي االقتصادي وفي السن‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫والحالة المزاجية‪ ،‬إلى جانب وجود تشابه أو تجانس في الطول‪ ،‬ولون البشرة‪ ...‬فالناس عامة‪ ،‬يتزوجون‬
‫ممن يقاربونهم سنا ويماثلونهم عرقا ويتحدون معهم في العقيدة‪ ،‬وهنا يظهر التجانس في أجلى صوره‪.‬‬
‫كذلك يتجهون إلى الزواج بأناس من الجنسية نفسها‪ ،‬وممن لهم نفس االهتمامات‪.‬‬
‫من جهة أخرى يرى بالنكنشيب ان األزواج الذين يتعاشرون ألي سبب‪ ،‬يصبحون متشابهين مع مرور‬
‫الوقت‪ .‬في حين االرتباط بين التشابه ومدة الزواج قد ال يكون نتيجة التشابه‪ ،‬ولكن لعوامل أخرى‪ .‬مثال‬
‫االلتزام بالعالقة‪ ،‬إضافة إلى أن التشابه المدرك قد يكون أهم من التشابه الفعلي‪،‬كما بينت ذلك دراسة‬
‫لفينغر وبريدلوف ‪)Levinger & Breadlove 1966(.‬‬
‫بمعنى أن السعادة الزوجية مرتبطة بالتشابه المدرك أكثر من ارتباطها بالتشابه الفعلي‪.‬‬
‫‪ -2-4‬دور القيم‬
‫يرى كومز ‪ Cooms‬أنه يمكننا أن نفكر في قيم الشخص على أنها تنتظم في ‪ ،‬نظام متدرج‪ .‬ويرجع ذلك‬
‫إلى األهمية المتفاوتة التي وضعها اإلنسان أو أسبغها على األشياء المختلفة‪ .‬وهكذا نجد أننا نتحدث عن‬
‫نسق من القيم أو نسق قيمي‪.‬‬
‫فالقيم التي تعد شديدة األهمية بالنسبة لشخص معين‪ ،‬نجدها تحتل مركز الصدارة واألولوية في ذلك‬
‫النسق‪ ،‬كما أنها تتجلى في صورة رد فعل عاطفي واضح‪ ،‬إذا قوبلت بأي نوع من التحدي‪.‬‬
‫ونتيجة لهذا الجانب العاطفي‪ ،‬فإنه يبدو منطقيا أن الفرد سوف يختار رفاقه بما فيهم شريكة حياته من‬
‫بين هؤالء الذين يشاركونه‪ ،‬أو على األقل يقبلون قيمه األساسية‪ ،‬ألن األمان العاطفي يكمن في ذلك‪.‬‬
‫ويربط كومز بين نظرية القيمة ونظرية التجانس‪ .‬فيقول‪ ،‬إنه لما كانت القيم تكتسب بواسطة الخبرة‬
‫االجتماعية‪ ،‬لذلك كان من األرجح أن األشخاص الذين يتشابهون من حيث بيئاتهم أو خلفياتهم‬
‫االجتماعية‪ ،‬يتشابهون أيضا في حكمهم على ما له قيمة‪.‬‬
‫‪2- 5-‬التكامل‬
‫بعد أن أشار دوركايم ‪ ،‬إلى أننا نحب من يفكرون ويشعرون كما نفكر نحن ونشعر‪ ،‬نجده يستمر في القول‪،‬‬
‫بأنه لما كان كل واحد منا ينقصه شيء‪ ،‬فإننا ننجذب نحو هؤالء الذين يكملون أوجه النقص فينا‪ ،‬ألنهم‬
‫يشعروننا بأننا أكثر تكامال عن ذي قبل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫بينما يرى الباحثان أوليري وسميث ‪ O’leary & Smith1990‬ان التكامل بين سمات الشخصية أو‬
‫السلوكات‪ ،‬ال ينبئ بنجاح العالقة‪ .‬فاألصدقاء والمغرمون يكونون أكثر تشابها من كونهم مختلفين‪.‬‬
‫‪ -2-6‬التبادل‬
‫ويفترض ونش ‪ winch1958‬ان االختيار في الزواج سوف يقع وفقا للفرض األساسي اآلتي ‪:‬في‬
‫االختيار للزواج‪ ،‬يبحث كل فرد‪ ،‬في محيط الالئقين للزواج بالنسبة له‪ ،‬عن ذلك الشخص الذي يمنيه‬
‫بإمداده بأكبر قدر من إشباع حاجاته‪ .‬فهناك حاجات شخصية محددة تنمو لدى الناس نتيجة خبرات‬
‫ومواقف محددة يمرون بها‪ ،‬وأن هذه الحاجات تجد اإلشباع المالئم لها في العالقة الحميمية التي تتبلور‬
‫في الزواج وحياة األسرة‪.‬‬
‫وتتركز معظم هذه الحاجات في الرغبة في التجاوب‪ ،‬وتشمل الرغبة في الشعور باألمان العاطفي والتقدير‬
‫العميق واالعتراف‪.‬‬
‫وكثيرا ما تكون هذه الحاجات تكميلية بالنسبة للشريكين‪ ،‬أي أن يكمل كل منهما حاجات اآلخر‪.‬‬
‫لذلك يرى كوندان وكرانز(‪ 1)Condon & Crans 988‬ان االعتقاد بان اآلخرين يحبوننا‪ ،‬هو من بين‬
‫أقوى المؤشرات التي تجعلنا نحبهم‪.‬‬
‫‪ -27 -‬القوى الالشعورية‬
‫يرى فرويد ‪Freud 1925‬بناء على مالحظاته العيادية‪ ،‬أن النرجسيين يميلون إلى الزواج بأشخاص‬
‫كفليين‪ ،‬أي يتكفلون بكل مطالبهم‪ .‬كما أشار إلى أن الفرد كثيرا ما يقع في حب شخص معين‪ ،‬ألن هذا‬
‫الشخص المحبوب يمثل نوعا من الكمال‪ ،‬حاول المحب جاهدا الوصول إليه لكنه فشل‪.‬‬
‫ويقسم فرويد ‪Freud‬االختيار السوي للشريك أو لموضوع الحب إلى قسمين‪ .‬هو يرى أننا في االختيار‬
‫للزواج‪ ،‬نبحث إما عن شخص يشبهنا أو عن شخص يحمينا‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإنه يمكن التمييز( بين اختيار نرجسي للموضوع (أي شخص أريد أن أشبهه أو أجعله‬
‫يشبهني)‪ .‬وبين االختيار الكفلي أو التكميلي للموضوع (أي شخص أحتاج إليه ليعطيني ما ال أملك كالطعام‬
‫والحماية‪.‬‬
‫وتؤدي العوامل الال شعورية دورها في اختيار الزوج ‪.‬وسنعرض نمادج لتوضيح المالمح النظرية‬
‫الخاصة بالقوى الال شعوري التي جاء بها كيوبي ومنه‪:‬‬
‫المثال األول ‪ :‬فتاة فقدت أباها في سن مبكرة‪ .‬فوجدت نفسها مدفوعة بإلحاح شديد إلى أن‬
‫تجد بديال ألبيها‪ .‬فتزوجت من شخص في سن أبيها‪ .‬كما أن زوجها كان يبحث فيها عن األمومة بنفس‬
‫الدرجة التي كانت تبحث بها هي عن األبوة فيه‪.‬‬
‫المثال التاني ‪ :‬فتاة جاهلة تماما لكنها صغيرة السن‪ ،‬تتزوج من أستاذ جامعي كي تنتصرعلى شعورها‬
‫الشخصي بالدونية العلمية‪ ،‬ولكي تنتصر كذلك على أمها‪.‬‬
‫‪ 2-8-‬العالقات الحميمية‬
‫حسب كالرك ‪ Clarck1988‬فإن العالقات الحميمية هي العالقات التي يعبر فيها الشخص عن أهم‬
‫المشاعر والمعلومات لآلخر‪ .‬وكنتيجة الستجابة الطرف اآلخر‪ ،‬يشعر الفرد بأنه معروف ومقبول ومعتنى‬
‫به‪.‬‬
‫فاألزواج الذين يبوحون بمشاعرهم وأفكارهم لبعضهم البعض‪ ،‬أكثر رضا عن زواجهم‪.‬‬
‫كما بينت ذلك دراسة بارغ وماكين ‪.Berg & Mcquinn 1986‬قد بينت البحوث عاملين ثابتين‬
‫ومرتبطين ارتباطا وثيقا باالنفتاح على اآلخر ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يزداد البوح باألمور الخاصة والمشاعر كلما نمت العالقة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كلما كشفنا أشياء أكثر حميمية‪ ،‬كلما استجاب الطرف األخر بأشياء أكثر حميمية بالمقابل‪.‬‬
‫‪ -3‬كيف نحافظ على زواج صحي ودائم‬
‫هناك ثالث عوامل رئيسية لجعل العالقة متينة ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫االلتزام‬
‫معظم الكتاب حول الحب‪ ،‬يعتبرون االلتزام ضروري لدوام عالقة الحب‪.‬‬
‫منهم ستنبرغ ‪ .Stenberg 1988‬فااللتزام بالعالقة يؤدي إلى الثقة واآلمان واالستقرار في العالقات‬
‫الحميمية‪ .‬وأهم شكل متعارف عليه من طرف المجتمع للجمع بين األزواج‪ ،‬هو اإلعالن عن االلتزام بين‬
‫األزواج‪.‬‬
‫التوافق‬
‫على األزواج أن يتكيفوا مع بعضهم البعض في العادات والحاجات واألهداف‪ ،‬وما يحبونه وما يكرهونه‬
‫وحتى في مزاجهم‪.‬‬
‫لقد بينت البحوث أن األزواج الذين ال يشعرون بأنهم متساوون في الواجبات والحقوق‪ ،‬هم أقل رضا في‬
‫زواجهم من األزواج الذين يشعرون بالمساواة في عالقاتهم‪ .‬منها دراسة فليشر وآخرون‪1987(.‬‬
‫‪)Flecher & al‬‬
‫االتصال‬
‫أحد أهم أشكال التوافق هو كيفية االستجابة للصراع والتعاسة في عالقة ما‪.‬‬
‫كشف الباحثون رازبولت وآخرون ‪ Rusbult & al 1989‬عن أربع طرق يتعامل بها األزواج في‬
‫العالقات غير المرضية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬هجر العالقة عن طريق الطالق‬
‫‪ -2‬اإلهمال ‪ :‬إن إهمال العالقة والتصرف بسلبية‪ ،‬يزيد من تدهور العالقة‪ .‬وهذه الطريقة منتشرة أكثر‬
‫عند الرجال‪.‬‬
‫‪ -3‬الصبر ‪ :‬تتمثل في الخوف من مواجهة المشاكل واالنتظار بسلبية‪ ،‬ريثما تتحسن األمور من تلقاء‬
‫نفسها‪ .‬وهذه الطريقة أكثر انتشارا عند النساء‪.‬‬
‫‪ -4‬االتصال ‪ :‬بذل الجهد لالتصال ومعالجة المشاكل‪.‬‬
‫ولخص بيك ‪ Beck1988‬االختالف بين الجنسين في المحادثة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يبدو أن المرأة تعتبر األسئلة طريقة الستمرار الحديث‪ ،‬بينما يعتبرها الرجل طلبا للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬تحاول المرأة الربط بين ما قاله الرجل وماذا ستقوله‪.‬‬
‫‪- 3‬ال يتبع الرجل عموما هذه القاعدة‪ ،‬ويبدو غالبا جاهال التعليق السابق لزوجته‪.‬‬
‫‪ -4‬تعتبر المرأة العدوانية من الزوج‪ ،‬هجوما يؤدي إلى اضطراب العالقة‪ ،‬بينما يعتبرها الرجل شكال من‬
‫أشكال الحديث‪.‬‬
‫‪ - 5‬تميل المرأة إلى الحديث عن المشاعر واألسرار‪ ،‬بينما يفضل الرجل مناقشة أشياء أقل خصوصية‬
‫كالرياضة والسياسة‪.‬‬
‫‪ - 6‬تميل المرأة إلى مناقشة المشكالت وتقاسم تجاربها‪ ،‬ومنح الشعور باألمان‪.‬‬
‫‪ -7‬يميل الرجل إلى سماع المرأة كأي رجل يناقش المشكالت للبحث عن حلول لها‪ ،‬بدال من إظهار‬
‫االستماع الودي فقط‪.‬‬

‫‪-4‬طبيعة اضطراب العالقة الزوجية‬


‫من بين الخصائص المحددة بشكل كبير والتي ترتبط بالرضا الزواجي ما يلي ‪:‬‬
‫الخاصية األولى ‪ :‬وجود مستوى عال من اإليجابية في التفاعل الزواجي‪.‬‬
‫الخاصية الثانية ‪ :‬العامل المحدد الضطراب العالقة الزوجية‪ ،‬هو االتصال غير الفعال في حل الصراعات‪.‬‬
‫فعند مناقشة مواضيع الصراع‪ ،‬فإن األزواج الذين لديهم مشكالت‪ ،‬ينتقدون بعضهم البعض‪ ،‬ويفشلون في‬
‫االستماع بفعالية لبعضهم البعض‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الخاصية الثالثة الضطراب العالقة الزوجية ‪ :‬إن األزواج غير السعداء‪ ،‬ينظرون إلى أزواجهم‪ j‬نظرة‬
‫سلبية‪ ،‬مقارنة باألزواج السعداء‪ .‬فهم غالبا ما يرجعون بصورة انتقائية السلوكات السلبية ألزواجهم‪،‬‬
‫الخاصية الرابعة الضطراب العالقة الزوجية ‪ :‬إن البنية المعرفية للعالقة تكون سلبية‪ ،‬حيث يطور‬
‫األشخاص عبر الوقت إدراكا عاما للطرف اآلخر وعالقتهم به‪ .‬فعند األزواج السعداء تتميز بالمشاركة‬
‫واإلدراك االيجابي للعالقة وتاريخها‪ ،‬بينما تتميز عند األزواج غير السعداء بشعور سلبي حول العالقة‬
‫وتاريخها‪ .‬فكل األزواج يميلون إلى إدراك وتذكر أحداث العالقة بطريقة تتناسب مع بنيتهم المعرفية‬
‫للعالقة‪.‬‬
‫بينت دراسة جوتمان ‪Gottman1993‬أن تقدير مهارات االتصال عند األزواج أثناء مناقشة مواضيع‬
‫الصراع في عالقاتهم أيضا تنبئ بخطر تدهور العالقة والطالق‪.‬‬
‫‪-5‬اثار اضطراب العالقة الزوجية‬
‫أكدت دراسات عديدة أن الزواج الناجح يؤدي إلى الصحة والسعادة والصحة النفسية منها دراسة م ايرز‪(.‬‬
‫‪)Myers 1992‬‬
‫ويؤدي اضطراب العالقة الزوجية إلى القلق واالكتئاب والعصابية‪ ،‬نتيجة لفشل الزوجين في مواجهة‬
‫حاجات وتوقعات بعضهما البعض‪ ،‬أو الصعوبة في تقبل كالهما للفروق في العادات واآلراء والرغبات‪،‬‬
‫أوالصراعات المتعلقة بالمال أو أسلوب تربية األبناء‪ ،‬إلى جانب الفشل في العالقات وعدم القدرة على‬
‫التعبير عن أفكارهم لبعضهم البعض بوضوح‪ ،‬أو التعارض بين اتجاهات الزوجين‪ .‬كل ذلك يشبع‬
‫االضطراب النفسي واإلحساس بفراغ الحياة‪.‬‬
‫كما أكدت نورفل ‪ 1982‬أنه كلما كان الزواج حسنا‪ ،‬زادت سعادة المرأة المتزوجة‪ ،‬في حين أن سعادة‬
‫الرجال تتأثر بنواحي أخرى غير أسرية‪ .‬أما عدم التوافق الزواجي وما يتبعه من عدم اإلشباع العاطفي‬
‫إلى جانب النزاعات الزوجية والمشاعر السلبية‪ ،‬واحتمال االنفصال بين الزوجين‪ ،‬إذا وصلت األمور إلى‬
‫درجة عالية من سوء العالقة بين الطرفين‪ ،‬واستحالة استمرار الرابطة بينهما‪ .‬ففي مثل هذه الحاالت‪،‬‬
‫يشيع الشعور بعدم األمان والقلق واالكتئاب واإلرهاق العصبي‪ ،‬وعدم االتزان النفسي والوجداني‪،‬‬
‫والخوف من المستقبل‪ ،‬والشعور بالضياع‪ ،‬وعدم القدرة على تحمل التبعات إزاء شريك الحياة‪ ،‬وإزاء‬
‫األطفال والتناقض بين الواقع الذي يعيش فيه الفرد‪ ،‬وبين آماله وتطلعاته‪ .‬كل هذه الظواهر تشكل دوافع‬
‫قوية للتوتر النفسي والقلق واالكتئاب لدى األفراد غيرالمتوافقين زواجيا من الجنسين‪.‬‬
‫كذلك وجدت دراسة غور ‪ Gore1991‬أن األشخاص السعداء في زواجهم يقاومون بشكل أفضل من‬
‫األزواج غير السعداء‪ ،‬البطالة المفاجئة‪.‬‬
‫وال تقتصر اآلثار الوخيمة الضطراب العالقة الزوجية على األزواج‪ ،‬بل تمتد إلى األبناء‪ ،‬حيث تؤثر بشكل‬
‫كبير على األطفال‪ .‬خصوصا الصراع الحاد بين الوالدين‪ ،‬فهو مرتبط بنسبة كبيرة بمشكالت السلوك‬
‫وعدم التكيف عند األطفال‪ .‬كما أكدت ذلك دراسة الشبيني ‪ 1985‬ودراسة المزروعي ‪ 1990‬التي أكدت‬
‫وجود فروق بين أبناء المتوافقين زواجيا وأبناء غير المتوافقين في بعض سمات الشخصية مثل االتزان‬
‫االنفعالي واالستقرار المزاجي والثقة بالنفس‪.‬‬

‫‪ -6‬دور االرشاد في التخفيف من الصراعات الزوجية‬


‫إذا كان اضطراب العالقة الزوجية يؤثر على صحة الزوجين النفسية والجسمية‪ ،‬وعلى صحة األبناء‪ ،‬فإن‬
‫األمر يستدعي البحث عن حلول للحد من هذه اآلثار السلبية‪ ،‬ويؤكد سترين‪ " Strean 1985:‬ذا كان‬
‫عدم الرضا الزواجي عرضا للمشكالت العصابية المنتشرة في المجتمع الغربي والمجتمعات األخرى‪ ،‬فإن‬
‫أكثر الطرق أهمية لتحسين الزواج‪ ،‬سيكون بإحداث تغيرات نفسية عند األفراد‪ ،‬وهذا عمل طموح جدا‬
‫لكنه واعد‪ .‬ففي المجتمعات التي يكون العالج النفسي فيها سائدا‪ ،‬يكون األفراد أكثر سعادة‪ ،‬والحياة‬
‫الزوجية أكثر إشباعا"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يقر المربون والسياسيون أن العالج النفسي هو طريقة فعالة لتغيير الفرد‪ ،‬إذا قام بها ممارسون مدربون‬
‫بشكل جيد‪ .‬ملتزوف ‪ Meltzof 1970‬كرنبرغ ‪ .)1972Kernberg‬فين‪.)Fine 1981‬‬
‫كما أكدت دراسة ماركمان وآخرون ‪ Markman & al) 1988‬أهمية البرامج اإلرشادية للوقاية من‬
‫المشكالت الزوجية‪ .‬حيث تبين على المدى الطويل أن األزواج الذين تدربوا على حل المشكالت وطرق‬
‫االتصال وتوضيح التوقعات‪ ،‬كانوا أكثر رضا عن عالقتهم مقارنة بالمجموعة الضابطة التي لم تتلق أي‬
‫تدريب‪ .‬إن التدخل اإلرشادي والعالجي‪ ،‬يؤدي إلى تخفيف النزاعات الزوجية‪ ،‬ورفع مستوى التوافق‬
‫الزواجي‪ ،‬ويقلل من حدة االضطرابات النفسية‪ ،‬ويزيد من معدل التوافق الشخصي واالجتماعي بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫‪ -7‬المشكالت والصراعات الزوجية وكيفية‪ j‬عالجها‬
‫إن من أهم عوامل العنف بين األزواج التعاسة الزوجية والتي يمكن تعريفها كمايلي ‪ :‬التعاسة الزوجية‬
‫هي غياب االبتهاج في مجاالت محددة من التفاعل الزواجي ‪ :‬الجنس‪ ،‬االتصال‪ ،‬األهل‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬الدين‪،‬‬
‫المال‪ ،‬أوقات الراحة‪ ،‬تربية األطفال‪.‬‬
‫وتتنوع المشكالت الزوجية بتنوع مواضيع التفاعل الزواجي‪ .‬وفي ما يلي أهم المشكالت الزوجية ‪:‬‬
‫‪ -7-1‬مشكالت حول الجنس‬
‫الجنس هو احد اكثر المشكالت شيوعا في الزواج وفي االرشاد الزواجي‪ .‬تتنوع المشكالت الجنسية من‬
‫البسيطة كاالختالف حول التوقيت المناسب‪،‬أو عدد مرات الممارسة الجنسية خالل األسبوع‪ ،‬أو كيفية‬
‫االستمتاع الجنسي‪ .‬فالمرأة تميل إلى االستمتاع أكثر بالمداعبة‪ ،‬في حين الرجل يهتم بالفعل الجنسي في‬
‫حد ذاته –الى المشكالت الصعبة مثل‪:‬‬
‫القذف المبكر‪ :‬يؤدي إلى الشعوربالحرج والالتوافق‪ ،‬والشعور بالذنب عند الرجل‪ .‬أما المرأة فتشعر‬
‫باإلحباط‪،‬وغالبا ما تشعر بالغيض تجاه زوجها‪ .‬أما أسباب القذف المبكر فمتعددة وتعود في أغلب األحيان‬
‫إلى ظروف ممارسة الجنس وقد برهن العالج السلوكي على نجاعته في عالج هذا المشكل من خالل عدة‬
‫تقنيات أبرزها تقنية سلب الحساسية المنتظم التي تتضمن التدريب على االسترخاء للقضاء على القلق‬
‫والتعرض التدريجي للمثيرات الجنسية حتى يتم التأقلم معها‪.‬‬
‫العجز الجنسي‪ :‬يمكن تعريف العجز الجنسي بأنه عدم القدرة على االنتصاب‪ ،‬أو عدم القدرة على االحتفاظ‬
‫باالنتصاب للعضو الذكري إلى غاية إنهاء العملية الجنسية‪.‬‬
‫إن أسباب العجز الجنسي غير محددة بدقة‪ ،‬فقد تكون التربية الدينية المتزمتة بما تتضمنه من التنفير من‬
‫الجنس‪ ،‬أو األم المتسلطة أو التجارب الجنسية األولى الفاشلة أو الجنسية المثلية ومعاشرة المومسات‪،‬‬
‫اإلفراط في شرب الخمر‪ ،‬وتناول المخدرات‪ ،‬مما يؤدي إلى القلق الشديد قبل وأثناء العملية الجنسية‪ .‬كما‬
‫ظهر ذلك من خالل الحاالت التي عالجها ماسترز وجونسون ‪ Masters & Johnson) 1992‬حيث‬
‫عالجا ‪ 32‬حالة خالل ‪ 11‬سنة ‪ 21‬غير متزوجين و ‪ 11‬أتوا للعالج‬
‫مع زوجاتهم‪ ،‬كما أن ‪ % 30‬من األسباب هي عضوية‪..‬‬
‫اما بالنسبة لالضطرابات الجنسية عند المراة هي‪:‬‬
‫البرودة ‪ :‬هناك عدة اراء ويمكن الجمع بين هذه اآلراء‪ ،‬والقول بأن البرودة الجنسية هي قلة االهتمام‬
‫واالستمتاع بالجنس‪ ،‬فعدم شعور المرأة باللذة يؤدي إلى انصرافها عن االهتمام بالجنس‪.‬‬
‫تشنج المهبل ‪:‬تشنج العضالت السفلية للمهبل مما يجعل ممارسة الجنس عملية مستحيلة‪.‬وقد يكون‬
‫التشنج كبيرا إلى درجة عدم إمكانية إيالج القضيب إطالقا‪ ،‬وحتى مالمسة المهبل دون إحساس المرأة‬
‫باأللم‪.‬‬
‫العالقات الجنسية المؤلمة‪ :‬كثيرات هن النساء الالتي يعانين من األلم أثناء العالقة الجنسية‪ .‬فقد يكون‬
‫السبب جرحا في المنطقة الحوضية أو التهابا في المهبل أو نقصا في اإلفراز المهبلي الذي يسهل إيالج‬
‫القضيب والذي قد ينتج عن نقص المداعبة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫العالج‪ :‬هناك حاالت تكون المشكلة الجنسية هي المشكلة األساسية التي يعاني منها الزوجان‪ ،‬بينما هناك‬
‫حاالت أخرى تكون المشكلة الجنسية عرضا للمشكالت المرتبطة بالعالقة التي يعانيان منها‪ .‬فمن‬
‫الضروري معرفة نوعية العالقة الزوجية‪ ،‬وذلك عن طريق االختبارات النفسية‪ .‬والتركيز على تحسين‬
‫التفاعل الزواجي قبل البدء في عالج االضطراب الجنسي‪.‬‬
‫التدريب على االسترخاء وإرشاد الزوجين للقراءة إلثراء معرفتهما حول الجنس وللقضاء على الشعور‬
‫بالذنب تجاه االهتمام بهذا النوع من المشكالت‪.‬‬
‫حث الزوجين على المالمسة الجسدية بينهما واالستمتاع بذلك أطول مدة ممكنة واالمتناع عن الممارسة‬
‫الجنسية حتى يتم استبعاد القلق المرتبط بها مؤقتا‪.‬‬
‫‪ 7-2‬مشكالت االتصال‬
‫فالمعالج النفسي عليه مالحظة مدى االنطباق بين االتصال اللفظي وغير اللفظي لألزواج‪ ،‬أثناء تفاعلهما‬
‫في الجلسات العالجية‪.‬‬
‫حيث ترى ساتير ‪ Satir1967‬أن االتصال السوي هو الذي يكون متطابقا لفظا وسياقا‪.‬‬
‫أما مادسون ‪ Madesson‬فقد حدد أربعة طرق في االتصال بين األزواج وهي ‪ :‬صادق‪ ،‬غير صادق‪،‬‬
‫مباشر‪ ،‬غير مباشر‪.‬‬
‫التدريب على االتصال‬
‫كثير من األزواج الذين يطلبون المساعدة النفسية يقضون أوقاتا قليلة مع بعضهم البعض‪.‬‬
‫ومن التقنيات السلوكية التي تستخدم مع هذا النوع من األزواج‪ ،‬برمجة وقت للحديث ‪ talktime‬مع‬
‫بعضهم‪ ،‬حيث تعطى تعليمات للزوجين لتخصيص وقت للحديث مرتين في اليوم مدة ربع ساعة‪،‬‬
‫اختالف االهتمامات‬
‫من المشكالت في االتصال بين األزواج اختالف اهتماماتهم‪ ،‬مما يقلص من مواضيع الحديث بينهم‪ .‬وفي‬
‫هذه الحالة‪ ،‬ينصح المعالجون األزواج بمحاولة اإلطالع على مجال اهتمام القرين عن طريق القراءة‪.‬‬
‫النقاشات الحادة‬
‫يطلب من الطرف الذي يبدأ في رفع صوته أثناء النقاش‪ ،‬أن يغادر الغرفة‪ ،‬حتى تهدأ انفعاالته ثم يعود‬
‫للحديث بهدوء‪.‬‬
‫‪ 7-3‬مشكالت حول كيفية اظهار الحب‬
‫تحدث كثير من الخالفات الزوجية بسبب اعتقاد أحد الطرفين أن اآلخر ال يحبه‪ .‬ومن التقنيات المستعملة‬
‫لعالج هذه الحالة‪ ،‬هي تحديد مفهوم الحب عند الطرفين‪ .‬وتحديد السلوكات التي تدل على الحب‪.‬‬
‫فالزوجة تشعر أن زوجها يحبها إذا رجع عند خروجه من العمل مباشرة إلى البيت ولم يذهب إلى المقهى‪.‬‬
‫بينما يشعر الزوج أن زوجته تحبه إذا حضرت له أكال جيدا واعتنت بنظافة البيت وأظهرت استمتاعها‬
‫بالجنس‪.‬‬
‫يقوم العالج على تعزيز السلوكات المرغوبة‪.‬‬

‫‪ 7-4‬اإلدمان‬
‫اإلدمان على الكحول أو على المخدرات من المشاكل التي تهدد االستقرار الزواجي‪ ،‬حيث يؤثر على تكيف‬
‫الفرد وعلى أدائه المهني‪ .‬والهدف األول للعالج هو توعية الفرد المدمن باآلثار المدمرة لسلوكه وحثه‬
‫على العالج‪.‬‬
‫‪ 7-5‬مشكالت حول االهل‬

‫‪12‬‬
‫معظم المشكالت مع األهل تتعلق بعدم قدرة أحد الطرفين على ترتيب من هو أكثر قيمة في نظره‪ ،‬األهل أو‬
‫الزوج (ة) فليس هناك مشاكل في حالة ما إذا كان الزوج (ة)هو أكثر قيمة من األهل في نظر الطرف‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫ومن بين المشكالت المتعلقة باالهل وتؤثر على الحياة الزوجية ‪:‬اختالف حول زيارة اهل احد‬
‫الطرفين‪.‬كره اهل الزوج (ة) للزوج (ة) ‪.‬تدخل االهل في حياتهما الزوجية‪.‬‬

‫‪ 7-6‬مشكالت حول االصدقاء‬


‫قد تحدث مشكالت زوجية بسبب كره أحد الطرفين ألصدقاء الطرف اآلخر‪.‬االختالف حول عدد األصدقاء‪.‬‬
‫البوح باألسرار لألصدقاء‪.‬‬
‫‪ 7-7‬مشكالت حول الدين‬
‫تحدث المشكالت بسبب اختالف الدين في حالة الزواج المختلط‪ ،‬وخاصة حول التربية الدينية للطفل‪ .‬أو‬
‫االختالف حول بعض السلوكات مثل استخدام موانع الحمل بسبب االعتقادات الدينية ألحد الطرفين‪.‬‬
‫إن التسامح واحترام قيم الطرف اآلخر والبحث عن الحلول الوسطى والبدائل واستخدام‪ j‬التعزيز‪ ،‬هي من‬
‫الوسائل التي تسمح باستمرار الحياة الزوجية دون مشاكل‪ .‬أما إذا كانت أولوية أحد الطرفين هي الدين‬
‫على حساب العالقة الزوجية‪ ،‬ففي هذه الحالة ال يمكن استمرار العالقة الزوجية‪.‬‬
‫‪ 7-6‬مشكالت حول المال‬
‫يرى كثير من الباحثين في العالقات الزوجية أن المال من بين أكثر المشكالت الزوجية شيوعا‪ .‬ذلك أن‬
‫المال مرتبط بالشعور باألمن والتحكم فهو قوة كبيرة في الزواج‪.‬وقد يكون المشكل بسب الدخل الضعيف‬
‫او بسبب مصدر هذا الدخل او بسبب عمل المراة‪.‬‬
‫‪ 7-9‬مشكالت حول كيفية قضاء أوقات الفراغ والعطل‬
‫فمن الطبيعي أن تختلف االهتمامات‪ ،‬فالسعادة الزوجية ال تشترط االتفاق في جميع المجاالت‪.‬واالعتقاد‪j‬‬
‫الخاطئ الذي يسبب اإلحباط لصاحبه وللطرف اآلخر هو ‪ :‬يجب أن يفكر ويشعر مثلي‪.‬‬
‫‪ 7-10‬االختالف حول االطفال‬
‫كثيرة هي المشاكل الزوجية بسبب اإلحباط الذي يسببه الفشل في األدوار الوالدية‪ .‬وتتنوع المشكالت في‬
‫هذا المجال‪ ،‬فقد يختلف األزواج حول ‪:‬عدد األطفال‪ ،‬تربية األطفال كما يختلف الوالدان حول وقت تأديب‬
‫الطفل والطريقة التي يؤدب بها‪.‬ويختلف األزواج كذلك حول مقدار الوقت الذي يقضيه كل منهما مع‬
‫الطفل‪ .‬أو حول النشاطات التي يقوم بها الطفل‪ ،‬وخصوصا النشاطات التي قد تعرضه للخطر كركوب‬
‫الدراجة‪ .‬او بسبب التنافس على كسب حب األطفال والحديث بسلبية عن الطرف االخر امام الطفل‪.‬‬

‫‪ 711-‬مشكالت األزواج مع األطفال المعاقين‬


‫تنشطر العديد من الزيجات السعيدة بمجرد ميالد طفل معوق ذهنيا أو جسديا‪.‬‬
‫حيث يتعرض األزواج في هذه الحاالت إلى أزمتين؛ األزمة األولى عند تشخيص الطفل على أنه متخلف‪.‬‬
‫واألزمة الثانية حين ال يقدر الوالدان على التعامل مع أعباء اإلعاقة عبر الزمن‪ ،‬وعدم القدرة على التكيف‬
‫مع متطلبات الطفل المعاق‪ .‬وفي هذه الحالة يعمل المرشد السلوكي على تخفيض مشاعر الذنب عند‬
‫الوالدين عن طريق بعض التقنيات مثل سلب الحساسية المنتظم‬
‫والنمذجة وتنظيم فترات الزيارة‪.‬‬
‫‪ -8‬مراحل الزواج واألزمات التي ال يمكن تجنبها‬
‫في سنة ‪ 1931‬قدم عالم االجتماع سوروكين وزمالؤه ‪ 4‬مراحل في دورة حياة العائلة واألزمات التي‬
‫ترافقها‪ .‬ومع مرور الزمن أضاف آخرون مرحلتين أو أكثر ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬عند ترك المنزل لتكوين منزل خاص‪ ،‬يشعر شباب كثيرون الشعوريا بالذنب لكونهم تسببوا في حزن‬
‫والديهم‪ .‬ماهلر‪)Mahler 1968( .‬‬
‫‪ -‬قرار إنجاب طفل ‪ :‬إن تحول أي ثنائي إلى ثالثي يؤدي إلى أزمة‪ ،‬ففي دراسة ل ماسترز‬
‫‪ Masters1965‬حول ‪ 46‬زوج سوي‪ ،‬وجد ‪ % 38‬منهم قالوا أنهم عانوا من أزمة شديدة للتأقلم مع‬
‫المولود األول‪ ،‬وهذا ليس بسبب عدم الرغبة في المولود‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يصبح الطفل شابا ‪ :‬مشكالت المراهقين وما تسببه من أزمات‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يغادر أوالدهما المنزل بدورهم ‪ :‬ما يعرف بتناذر العش الخالي‪ .‬فالعديد من األزواج غير الراضين‬
‫عن عالقاتهم الزوجية‪ ،‬يحافظون عليها من أجل األطفال فعند ذهاب األطفال يصبح الطالق ممكنا‪.‬‬
‫لقد حاولنا في هذا الفصل تعريف الزواج وأهميته والحاجات التي يشبعها وكيف يحدث التزاوج‬
‫واالنجذاب والميكانيزمات التي تتحكم‪ j‬في ذلك‪ ،‬مثل التشابه والتكامل والتبادل والالشعور ثم دور الحميمية‬
‫في تعميق العالقات بين األشخاص‪ .‬ثم تطرقنا إلى كيفية الحفاظ على عالقات دائمة ومستقرة‪ .‬وطبيعة‬
‫اضطراب العالقة الزوجية وآثار ذلك ودور اإلرشاد في حل المشكالت الزوجية ثم عرضنا بعض المشكالت‬
‫الزوجية وكيفية التعامل معها من خالل المنظور السلوكي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬العوامل المساهمة في تحقيق االستقرار الزواجي‪.‬‬


‫لقد اختلفت الدراسات حول العوامل المساهمة في تحقيق االستقرار الزواجي‪ ،‬نظرا لتعددها‬
‫من جهة‪ ،‬ولتعدد أوجه دراستها من جهة أخرى‪ .‬ويمكن ذكر البعض منها‪:‬‬
‫‪-1‬العوامل الديموغرافية‪:‬‬
‫أوضحت العديد من الدراسات أن هناك بعض العوامل قبل الزواجية التي تؤثر في االستقرار‬
‫الزواجي‪ ،‬ومن هذه الدراسات دراسة تيرمان(‪ ،)terman 1938‬دراسة الندير(‬
‫‪،)landis1946‬دراسة سكون(‪ ،)skun1969‬دراسة كاري(‪ )garry1977‬ومن بين‬
‫النتائج التي توصلو إليها‪:‬‬
‫‪ ‬أهمية سعادة الوالدين والسعادة في فترة الطفولة‬
‫‪ ‬السن المناسب للزواج والذي يختلف حسب كل دراسة‬
‫‪ ‬عدم اإلباحية الجنسية في الطفولة أو كسب اتجاه عدائي نحو الجنس قبل الزواج‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫طرق إنفاق الدخل والعالقات المتبادلة مع األصدقاء والعالقات مع أهل القرين‬ ‫‪‬‬
‫يتأثر التوافق الزواجي بعدد األطفال ومدة الزواج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المستوى التعليمي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬العامل االقتصادي‪:‬‬
‫اهتمت عدة دراسات بت أثير الضغوط االقتصادية على الحياة الزوجية‪ ،‬منها دراسة فينكور‬
‫وآخرون‪ ،)Vinkour & al 1977 ( ،‬ودراسة كيردك(‪ ،.... )Kurdeck1993‬التي وجدت‬
‫أن األزواج األقل تعليما وأقل دخال هم أكثر تعرضا لضعف نوعية العالقة الزوجية ومن ثم‬
‫الطالق‪.‬‬

‫‪ -3‬عمل المرأة‪:‬‬
‫إن نجاح المرأة في تحقيق التوازن بين البيت والعمل‪ ،‬أساسه‪:‬‬
‫المشاركة اإليجابية من جانب الزوج واألبناء والمجتمع‪ .‬فعلى الزوج أن يشارك في كل ما‬
‫يتعلق بالطفل‪ ،‬حتى يشعر بأبوته من ناحية ولراحة األم من ناحية أخرى‪ .‬كما يجب على‬
‫األبناء والزوج‪ ،‬المشاركة في بعض األعمال المنزلية‪ ،‬وبذلك يتوفر للزوجة وقت فائض‬
‫تكرسه للزوج واألبناء‪ ،‬والعالقات االجتماعية‪ ،‬وأن يشرف‪ j‬الزوج على التحصيل الدراسي‬
‫لألبناء ومشاركتهم في األنشطة الترفيهية‪.‬‬

‫‪-4‬العامل الديني‪:‬‬
‫الدراسات التي أجريت حول أهمية‪ j‬العامل الديني في تحقيق السعادة الزواجية أكدت أن الدين‬
‫عامل هام في حياة الزوجين واإلسالم قد حدد أسس ومبادئ الحياة الزوجية السعيدة‪ .‬فبين‬
‫أن العالقة الزوجية تقوم على المودة والرحمة والمعاشرة الطيبة‪ .‬كما حدد حقوق وواجبات‬
‫كل طرف‪ ،‬ودعا إلى الصلح بين الزوجين في حالة النزاع‪.‬‬

‫‪-5‬العوامل النفسية‪:‬‬

‫علماء النفس يرون أن الشرط الرئيسي‪ j‬للتوافق الزواجي‪ ،‬هو النضج االنفعالي لكال‬
‫الزوجين‬
‫‪.‬ومعظم الدراسات التي اجريت توصلت إلى وجود عالقة بين النضج االنفعالي والتوافق‬
‫الزواجي‪.‬‬
‫يعرف أحمد عزت راجح النضج االنفعالي بأنه ‪ :‬قدرة الفرد على ضبط انفعاالته والتعبير‬
‫عنها بصورة ناضجة متزنة‪ j‬بعيدة عن تعبيرات الطفولة وعن التهور واالندفاع‪.‬‬

‫‪-6‬العوامل السلوكية‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد وجدت دراسة وايس وآخرون ‪ )Weiss & al)1973‬أن األزواج السعداء يقضون وقتا‬
‫أكثر مع بعضهم‪ ،‬ويسلكون بإيجابية تجاه بعضهم‪ ،‬مقارنة باألزواج غير السعداء‪.‬‬
‫و أكد بيومي‪ 1990 j‬من خالل بحثه حول أساليب المعاملة الزوجية على أهمية المعاملة‬
‫السوية في تحقيق التوافق الزواجي‪.‬‬
‫فالعالقة بين الزوج والزوجة ليست عالقة سيطرة من جانب وخضوع من جانب آخر وإنما‬
‫هي عالقة مشاركة واتحاد‪.‬‬
‫كما وجد جوتمان ‪ )Gottman)1993‬أن هناك سلوكات سلبية‪ j‬هي من أكثر العوامل التي‬
‫تنبئ‪ j‬بتفكك العالقة منها المستوى العام للغضب أو الصراع‪.‬‬

‫‪-7‬العوامل الفكرية‪ j‬والمعرفية‪:‬‬

‫اهتمت البحوث النفسية الحديثة بتأكيد دور العمليات المعرفية في تحقيق الرضا أو عدم‬
‫الرضا الزواجي‪ .‬منها دراسات فينشام وبرادبوري‪ ،‬حيث اعتبر المعرفيون أن من أهم‬
‫ميزات العالقة المضطربة‪ j‬البنية‪ j‬المعرفية السلبية للعالقة‪.‬‬
‫وحتى ينجح الزوجان في هذه المهمة‪ ،‬يجب أن تتوافر فيهما بعض الصفات الرئيسية‪ j‬التي‬
‫ينبع‪ j‬منها صناعة القرار الرشيد‪ .‬كما حدده المختصون وهي‪:‬‬

‫‪ -‬المهارة الفكرية‪ :‬أي القدرة على التصور والتخيل والنظر إلى المشكلة بأبعادها المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬المهارة العملية‪ :‬من خالل تفهم كال الزوجين لطبيعة وخصائص متطلبات الحياة األسرية‪.‬‬
‫‪ -‬المهارة اإلنسانية‪ :‬القدرة على التعامل بين الزوجين وباقي أفراد األسرة وتوجيه‪ j‬سلوكهم‬
‫الوجهة الصحيحة‪.‬‬

‫‪-8‬العوامل العاطفية‬
‫تحدد الثقافات المعايير األخالقية‪ ,‬كما تصف العالقة بين الجاذبية الجنسية والرومانسية‬
‫والزواج والعائلة‪ .‬فالحب الرومانسي‪ j‬حسب الفكر الغربي غالبا ما يكون جزءا من هذه‬
‫العالقة‪ ,‬ولكنه لم يعتبره مرتبطا بالزواج المثالي إالّ في نهاية القرن السابع عشر‪ .‬في حين‬
‫ينظم األقارب الزواج دون أي تفكير في الحب بين الطرفين المعنيين بالزواج في العديد من‬
‫الثقافات اإلفريقية‪ j‬والشرقية‪ .‬ففي بعض األجزاء من الهند‪،‬تتم بعض الزيجات منذ الميالد‪.‬‬
‫ففي هذه الثقافات الحب ليس قبليا ولكنه نتيجة‪.‬‬
‫غير أن الفرق بين الزواج المنظم من طرف األهل‪ ،‬والزواج المبني‪ j‬على الحب‪ ،‬هو غياب‬
‫االختيار أكثر منه‪ j‬غياب الحب في النوع األول‪.‬‬

‫‪-9‬العوامل الجنسية‬

‫‪16‬‬
‫تغيرت النظرة إلى الجنس في الثمانينات في المجتمعات الغربية‪ j‬من نظرة المتعة التي سادت‬
‫في الستينات والسبعينات "الثورة الجنسية" إلى نظرة أكثر تحفظا في الممارسة الجنسية‪j،‬‬
‫والتي تتمثل في النظرة العالقية نتيجة لألمراض الجنسية‪ .‬فهناك حوالي أكثر من ‪ 12‬مرضا‬
‫ينتقل‪ j‬عن طريق الجنس‪ ،‬منها ما يسبب المضايقة‪ ،‬ومنها ما يهدد الحياة‪ ،‬كالسيدا‪ .‬والبعض‬
‫منها قابل للعالج والبعض اآلخر غير قابل للعالج‪ .‬وهذا ال يعني امتناع الناس عن ممارسة‬
‫الجنس‪ ،‬ولكن هناك تناقصا ملحوظا في الممارسات خارج العالقات الزواجية‪ ،‬وتناقص تعدد‬
‫األطراف في الممارسة الجنسية‪.‬‬

‫‪-10‬العوامل الثقافية واالجتماعية‪:‬‬

‫يعتبر الزوجان نظاما مصغرا للمجتمع الذي يعيشان فيه بحيث يجب عليهما استدخال النظام‬
‫الخاص لحاجات فردين لهما نوعين من التوقعات الثقافية‪ ،‬مشتقة من نماذج الدور لعائلتهما‬
‫األصلية‬

‫‪-11‬عوامل االختيار‪:‬‬

‫تعتبر عملية االختيار للزواج خطوة أساسية‪ ،‬يتوقف عليها مستقبل الفرد الزواجي‪ ،‬حيث‬
‫يدرك كثير من األفراد أهمية‪ j‬هذه الخطوة‪ ،‬فيفكرون بجدية قبل اتخاذ أي قرار‪ ،‬في حين نجد‬
‫البعض اآلخر يترك األمور للصدفة‪ .‬إال أن الفرد ال يملك دائما حق االختيار لسبب أو آلخر‪.‬‬
‫ففي بعض األحيان يضطر إلتمام دور ينتظره منه المجتمع‪ ,‬فيقدم على الزواج برغم اقتناعه‬
‫بعدم توفر مقومات نجاحه‪ .‬فالفتاة التي تجد نفسها تجاوزت السن المحددة للزواج‪ ,‬قد تقبل‬
‫أي عرض للهروب من العنوسة‪ .‬والفتى الذي يهاجر إلى بلد أجنبي لتحسين وضعه المادي‪,‬‬
‫قد يضطر إلى الزواج من أي امرأة للحصول على الجنسية األجنبية‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬النظريات التحليلية والنظامية في العالج الزواجي‪.‬‬

‫النظريات التي حاولت تفسير أسباب اضطراب العالقات الزوجية وطريقة عالجها‬

‫أوال‪:‬النظريات التي ترتكز على مرحلة الطفولة‪.‬‬


‫‪-1‬نظرية‪ j‬التحليل النفسي‬

‫تذهب نظرية التحليل النفسي إلى أنه من خالل تتابع األنظمة األسرية‪ ،‬حيث‬
‫كان النظام األمومي‪ j‬سائدا منذ البداية‪ ،‬ثم تبعه النظام األبوي ومن خالل هذه الموروثات التي‬
‫استقرت بداخلنا تجاه األب واألم‪ ،‬وما يتبعه‪ j‬من دوافع‪ ،‬خاصة مضاجعة المحارم‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫كل هذه الموروثات الثقافية تلعب دورا كبيرا في حياة الفرد‪ ،‬والتي قد تتواجد بداخله دون أن‬
‫تحل‪ ،‬فتكبت لكي تظهر بعد ذلك في الرشد بأن يتزوج‪ j‬اإلنسان أما أو أبا في خياله‪.‬‬
‫ويرى فرويد أن االرتباط بالمحارم وإن كان في المجتمعات القديمة فقد تحول إلى رغبات‬
‫مكبوتة‪ j‬عند اإلنسان المعاصر‪.‬‬
‫دينامية‪ j‬الصراع الزواجي‬ ‫‪1.1‬‬
‫فالمحللون النفسيون يرجعون الصعوبات الحالية في العالقات إلى أصولها في التفاعالت‬
‫األولى بين الوالدين ‪ /‬طفل‪ ،‬حيث يحاول هذا التناول الربط بين التناول النفسي الداخلي وما‬
‫بين األشخاص باستعمال مفاهيم ‪:‬‬
‫العالقة بالموضوع‪.‬‬
‫التطور الشخصي‪.‬‬
‫اإلسقاط وهوية‪ j‬األنا من خالل سياق العالقة‪.‬‬
‫والهدف األساسي من العالج التحليلي‪،‬هو تغيير األنماط الالشعورية الموجودة في العائلة‬
‫األصلية وجعلها شعورية‪ .‬ويتم ذلك بواسطة تفسير أنماط التحويل والتحويل المضاد والتي‬
‫تؤدي إلى زيادة الوعي والتخلص من المعوقات‪.‬‬
‫فمن األسباب الجوهرية الكامنة وراء توتر العالقة الزوجية‪ ،‬وجود هوة بين الحاجات‬
‫الالشعورية البعيدة المنال والحاجات الشعورية الممكن تحقيقها‪.‬‬
‫وإذا‪ ،‬اعترف المعالجون بأن كل شكوى زوجية مزمنة هي حقيقة رغبة الشعورية‪ ,‬سيكون‬
‫بإمكانهم تجنب الكثير من العقبات مع عمالئهم‪.‬‬
‫ويرى فرويد (‪ )Freud 1914 .‬أن اختيار القرين يكون إما اعتماديا أو نرجسيا فالشخص‬
‫الذي يكون اختياره اعتماديا‪ ,‬يتوجه‪ j‬أساسا إلى التغذية والحماية‪ ،‬ويركز أساسا على تقدير‬
‫رغباته االعتمادية‪ .‬أما الشخص الذي يكون اختياره نرجسيا‪ ،‬فهو يرى نفسه موضوعا‪,‬‬
‫والشخص المختار يمثل األم أو األنا المثالي‪ ,‬أو إسقاطا لألنا المثالي‪ ،‬أو هو مختار‬
‫السترجاع الذات الماضية‪ ،‬أو شخص كان جزءا من الذات الماضية‪.‬‬
‫إن الحب الناضج المبني‪ j‬على االرتباط بطرف ‪,‬ال يمكنه إعطاء شيء كبير‪.‬‬
‫ولكن يستطيع‪ j‬إعطاء الدفء واألنس‪ ,‬هو نادر‪ .‬بل إن معظم األزواج لديهم عالقة حب غير‬
‫ناضج‪ ،‬وقد دخلوا في عالقة حب بطريقة عصابي أشكال الحب غير الناضج‪:‬‬
‫‪ -‬حب الملتصق‪ :‬يكون الفرد دائما خاضعا للمحبوب‬
‫‪-‬الحب السادي‪ :‬الشخص السادي هو شخص يشعر بالضعف أساسا‪ ،‬ويعوض هذا الشعور‬
‫باختيار قرين يمكنه السيطرة عليه والتحكم فيه‪.‬‬
‫‪-‬الحب المنقذ‪ :‬يختار الرجل المرأة لينقذها من التعاسة‪ .‬وهذا إسقاط لهوام طفولي الذي‬
‫يتمثل في إنقاذ األم من سيطرة األب‬
‫‪-‬الحب القهري‪ :‬الحب الوسواسي القهري عادة ما يجذب اهتمام شخص محتاج لوقت قصير‪،‬‬
‫ثم يعود إلى الحياة مع شكوكه الذاتية‪.‬‬
‫‪-‬الحب غير المتبادل‬
‫‪18‬‬
‫‪-‬الحب األعزب‬
‫‪-‬حب الجنسية المثلية‪ :‬من وجهة نظر التحليل النفسي‪ ،‬يكون معظم الرجال والنساء الذين‬
‫يصبحون من فئة الجنسية‪ j‬المثلية‪ ،‬أشخاص كانت طفولتهم جد محبطة‪.‬‬
‫*النمو النفسي الجنسي وعالقته بالصراعات الزوجية‬
‫البعض من األشخاص يدخلون الزواج بسيناريو مسبق‪ .‬فالطريقة التي يدرك‬
‫بها قرينه هي محكومة بخبرات العالقات السابقة مع والديه‪ ،‬واألشخاص اآلخرين‬
‫المهمين في حياته‪.‬‬

‫الطبيعة والرعاية‬
‫إذا لم يتقبل الوالدان القدرات المحدودة ألبنائهم‪ ,‬أو رفضوهم أو طغوا عليهم‪.‬‬
‫فالطفل يستبطن هذا الرفض ويصبح‪ j‬يتوقع الرفض واالستجابات الضاغط من طرف‬
‫اآلخرين‪ ،‬من بينهم زوجته‪.‬‬

‫‪ 1-2‬اإلستراتيجيات العالجية التحليلية‬


‫‪-‬اإلنصات ‪ :‬يقاوم المعالج الضغوط للقيام بأي شيء‪ .‬ويحتفظ بالحياد‬
‫‪-‬التفهم‪ :‬يقوم المعالج بجهد كبير لفهم العائلة من وجهة نظرها‪.‬‬
‫‪-‬التفسير‪ :‬لتوضيح الخبرات الغامضة‪ j‬والجوانب الخفية لتلقي هذا النوع من العالج‪ ،‬يتطلب‬
‫قدرا معقوال من قوة األنا عند الطرفين‪.‬‬
‫فعلى الزوجين أن يتحليا بالقدرة على تحمل قدر معين من اإلحباط والقلق‪،‬‬
‫والتحكم في مشاعر العداء وتقاسم المعالج‪.‬‬

‫نظرية االرتباط‬ ‫‪2‬‬

‫تأثير العالقات األولى على العالقة الزوجية‬


‫يرى بولبي ‪)Bowlby) 1982 1969 -‬أن وظيفة نظام العالقة‪ ،‬تتمثل‪ j‬في حماية الطفل من‬
‫الخطر‪ ،‬والميل إلى الحفاظ على الحياة‪ .‬ويرى أن السلوك االرتباطي يميز‪ j‬البشر من المهد‬
‫إلى اللحد‪.‬‬

‫نظرية‪ j‬االرتباط الرومانسي عند الراشدين اقترح شافير وهازان تطبيق نظرية‪ j‬االرتباط‬
‫على العالقات الرومانسية للراشدين‪ .‬فقد وجدا عدة تشابهات بين ارتباط الطفل بمن يعتني‪j‬‬
‫به‪ ،‬والحب الرومانسي عند الراشد‪ .‬من حيث ما ينتج‪ j‬عنه من قلق الفراق‪.‬‬
‫وقد حددا مفهوما للحب عند الراشدين كتكامل لثالثة أنظمة سلوكية وهي ‪ :‬االرتباط‬
‫والرعاية والجنس‪.‬‬
‫كما أشارا إلى وجود األنماط األخرى في االرتباط العاطفي للراشدين‪:‬‬
‫فاألفراد اآلمنون‪ : ‬يشعرون بالراحة عند اعتمادهم على اآلخرين واعتماد اآلخرين عليهم‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫وال يقلقون كثيرا من رفض اآلخرين لهم‪ ،‬أو شدة قربهم منهم‪.‬‬
‫أفراد نمط التجنب ‪:‬ال يشعرون بالراحة عند التقرب من اآلخرين‪ .‬وال يثقون فيهم‪ ,‬وال‬
‫يحبون أن يعتمدوا عليهم‪.‬‬
‫أفراد القلق ‪ /‬الصراع ‪ :‬غالبا ما يريدون التقرب أكثر مما يريده اآلخرون‪ ،‬ويقلقون من أن‬
‫اآلخرين ال يحبونهم‪ ،‬أو يهجرونهم‪.‬‬

‫‪-‬االنعكاسات العالجية‪:‬‬
‫تساهم نظرية االرتباط في حقل العالج الزواجي بتزويده بمرجعية لفهم طبيعة المشكلة‬
‫الزواجية‪ ،‬ما هي جذورها وكيفية‪ j‬تغييرها‪ .‬مثال عندما يكون الشخص منسحبا وغير متفتح‬
‫في عالقته مع الطرف اآلخر‪،‬قد يعكس ذلك نمط التجنب والذي يعود إلى التجارب الماضية‬
‫عند لجوئه إلى اآلخرين‪.‬‬
‫إن فهم ما حدث في العالقات الماضية‪ ,‬يساعد األفراد على تعلم كيف أصبحوا على ما هم‬
‫عليه‪ ،‬وكيف يمكنهم أن يكونوا مختلفين عن ما كانوا عليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظريات النظامية‪:‬‬
‫نظرية‪ j‬النظم ‪ ،‬تعتمد أغلب مناحي العالج األسري على نظرية النظم‪ ،‬في كل من صياغة‬
‫الفروض حول الكدر وتخطيط التدخالت‪ .‬ويتفق المعالجون النظاميون على وضع خريطة‬
‫تحدد المؤسسة واألدوار والقواعد الخاصة باألسرة والزوجين اللذين يعالجان‪.‬‬
‫ومن الممكن وضع قائمة بالخصائص النظامية لعالقات الزوجين واألسرة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬األسر واألزواج مثلها في ذلك مثل بقية‪ j‬الجماعات االجتماعية‪ ،‬عبارة عن نظم لها سمات‬
‫أكثر من مجرد مجموع خصائصها أو أجزائها‪.‬‬
‫‪-‬يتضمن‪ j‬النظام األسري نظما فرعية‪ ،‬تشكل معا العالقات األسرية‪ j‬والزوجان أحد هذه النظم‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫‪ -‬لكل نظام‪ ،‬ونظام فرعي مجموعة من الحدود تميزه‪ j‬عن بقية النظم والنظم الفرعية‪.‬‬
‫‪-‬التواصل في نطاق النظام وبين األجزاء المش ّكلة له‪ ،‬له دور مهم في اإلسهام في األداء‬
‫الشامل للنظام‪.‬‬
‫وقد يحاول البعض اآلخر وبشكل مقصود‪ ،‬مواجهة حالة التوازن من خالل تقديم طقوس أو‬
‫استراتيجيات لتغيير أنماط التفاعل النشطة من هذه المناحي ما يلي‪:‬‬
‫نموذج بوان‪:‬‬
‫تعريف بوان للعائلة‪:‬‬
‫العائلة هي نظام‪ .‬ومن هذا المنطلق فإن أي تغير يحدث في جزء من هذا النظام‪ ،‬تتبعه‪j‬‬
‫تغييرات تعويضية في األجزاء األخرى‪.‬‬
‫فكل كائن حي يمتلك نظاما انفعاليا‪ .‬وكل من هذه األنظمة متكون من عناصر متشابهة‪.‬‬
‫وحسب بوان‪ ،‬هناك متغيران اثنان أكثر تأثيرا على نشاط النظام االنفعالي اإلنساني هما ‪:‬‬
‫القلق وتميز‪ j‬الذات‪.‬‬
‫مفهوم المثلث‬

‫‪20‬‬
‫الحظ باوان ‪ Bowen‬أنه كلما تجاوز نظام عائلي حدا معينا من القلق‪،‬فإن نظام عالقة جديد‬
‫يتشكل فالعالقات الثنائية‪ j‬تصبح أكثر فأكثر اضطرابا وتستبدل بعالقات ثالثية على شكل مثلث‬
‫أي البحث عن شخص خارج العائلة‪.‬‬
‫مفهوم عبر األجيال المتعددة‬
‫األفراد األكثر تميزا‪ j‬ينقلون مستوى أكثر من التميز لبعض األفراد من األجيال اآلتية‪،‬‬
‫والعكس بالنسبة لالفراد االقل تميزا‪.‬‬
‫مفهوم العملية االنفعالية في األسرة النووية‪:‬‬
‫يشير‪ j‬هذا المفهوم إلى العمليات التي يستخدمها الزوج والزوجة والعائلة النووية لمعالجة‬
‫الصعوبات الناجمة عن االرتباط العاطفي غير المحلول‪ ،‬والذي يرتبط بدرجة التميز‪j‬‬
‫الشخصي‪.‬‬
‫حسب باوان هناك أربع مستويات من األداء الوظيفي التي تشير‪ j‬إلى ارتفاع القلق داخل‬
‫األسرة النووية ‪:‬‬
‫‪-‬االنسحاب العاطفي‪:‬‬
‫عند زيادة القلق‪ ,‬يستجيب الزوجان بالتقليل من االتصال سواء بالتجنب الحقيقي لبعضهما‬
‫البعض أو باستدخال االنسحاب‪.‬‬
‫الصراع الزواجي‪:‬‬
‫يكون مختلف الشدة من المناوشات البسيطة إلى االعتداء الجسدي‪.‬‬
‫‪-‬االختالل الوظيفي الحد الزوجين‪:‬‬
‫يتخلى أحد الزوجين عن تحمل مسؤولياته‪ j‬للطرف اآلخر‪ ،‬وإذا استمرت هذه‬
‫العملية في التزود بالقلق بشكل كاف‪ ،‬فإن الزوج المتخلي عن مسؤولياته قد ينتهي‪j‬‬
‫إلى أن يصاب باختالل وظيفي انفعالي خطير‪ ،‬أو فيزيولوجي أو اجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬إسقاط المشكل على أحد األطفال‪:‬‬
‫تبدأ العملية بقلق األم الذي يستجيب له الطفل بالقلق‪ ،‬والذي تدركه األم بشكل خاطئ وكأنه‬
‫مشكل موجود عند الطفل‪ .‬األب يقلق ويبذل جهدا إلظهار تعاطفه واهتمامه‪ ،‬فيظهر حماية‬
‫مفرطة‪ ،‬التي تكون محددة بقلق األم أكثر من الحاجة الحقيقية للطفل‪ ،‬والذي سيصبح ضعيفا‬
‫أكثر فأكثر‪ ،‬وفي نفس الوقت كثير الطلبات‪.‬‬
‫‪-‬استراتيجية العالج‪:‬‬
‫إن الهدف الرئيسي للعالج العائلي يتضمن تعزيز التميز الذاتي عند الفرد أو النظام‪ .‬ألن‬
‫مجموع العائلة هو الذي يشكل المريض‪ ،‬وليس حامل العرض فقط‪.‬‬
‫‪-‬أهداف العالج‪:‬‬
‫‪-‬خفض قلق العائلة مما يسمح ألفراد العائلة بتطوير‪ j‬قدراتهم على التصرف‬
‫باستقاللية‪،,‬وكذلك خفض األعراض السلوكية‪.‬‬
‫‪-‬رفع المستوى القاعدي من التميز لكل فرد قادر على االستجابة بفعالية للمواقف العاطفية‬
‫الصعبة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬خفض األعراض المرضية‪ j‬وخفض القلق‪ ،‬يمكن أن يحدث بسرعة نسبية أثناء العالج‪.‬‬
‫بينما التحسن في المستوى القاعدي للتميز هو عملية طويلة المدى‪ ،‬قد تستغرق عدة‬
‫سنوات‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬النظريات التفاعلية‬
‫‪ 1‬النظرية السلوكية‪:‬‬
‫إن النموذج السلوكي‪ ،‬يأخذ بعين االعتبار العالقات بين العائلية ولكن هذا ال يعني أنه ينتمي‬
‫إلى مجال العالجات النظامية‪ .‬فالمشكالت السلوكية تظهر بعد الخلل الوظيفي لبنية‪ j‬السلوك‬
‫بين األفراد من نفس العائلة‪ ،‬أو بين الزوجين‪ ،‬البنية التي ستكون مصدرا للتعلم المكتسب‬
‫والمعزز‪.‬‬
‫ويرتبط‪ j‬المجال السلوكي بثالثة‪ j‬مجاالت محددة من مجال العالج العائلي والزواجي ‪:‬‬
‫*تكوين الوالدين لمواجهة مشكالت األطفال‪.‬‬
‫*مجال العالج الزواجي‪.‬‬
‫* مجال المشكالت الجنسية‪.‬‬
‫العالج السلوكي لألزواج الجذور السلوكية‬
‫ماذا يعني القول أن أسلوبا ما لعالج األزواج هو سلوكي ؟‬
‫التركيز على السياق إن سلوك كل فرد وبالتالي كل زوجين يتشكل باستمرار باألحداث البيئية‪j‬‬
‫الخاصة‪ .‬ولذلك ال يمكن فهم سلوك األفراد إال من خالل السياق الشخصي المميز لهم‪.‬‬
‫التركيز على الحاضر إن التركيز المبدئي يكون على األمور التي تساعد على تنمية‪ j‬التغيير‪،‬‬
‫وأن التغيير يظهر فقط في الوقت الحالي‪.‬‬
‫التركيز على المفهوم الفردي إن المفهوم الفردي أكثر فعالية في العالج‪ ،‬فقد أصبح هدف‬
‫العالج التمييز بين سلوك األزواج المتكدرين‪ ،‬وسلوك األزواج غير المتكدرين‪.‬‬
‫التركيز على وظيفة السلوك إن التركيز على وظيفة السلوك يفيد أكثر من التصنيف‪j‬‬
‫الطوبوغرافي‪ .‬ذلك أن السلوك الذي يظهر متشابها في الوصف بين األزواج‪ ،‬قد تكون له‬
‫وظائف مختلفة لألزواج المختلفين‪.‬‬
‫إن جميع مبادئ السلوكية يمكن أن تشتق‪ j‬من فرضية أساسية‪ j‬وهي ‪ :‬أن السلوك يتشكل‬
‫ويستمر بناء على عواقبه ونتائجه‪.‬‬
‫هذه العواقب والنواتج يكون بعضها عبارة عن تدعيم‪ ،‬وهو عدة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬التدعيم العشوائي‬
‫الذي يعرف بأنه االستفادة من األحداث التدعيمية غير المتاحة في البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫‪-2‬التدعيم الطبيعي‬
‫الذي يعرف باالستفادة من األحداث التدعيمية‪ j‬المتاحة طبيعيا في بيئة الكائن الحي‪ ،‬والتي‬
‫تنشأ طبيعيا من التفاعل بين الكائن الحي والبيئة‪.‬‬
‫‪-3‬السلوك الطارئ المتشكل‬
‫أما مفهوم السلوك الطارئ المتش ّكل‪ ,‬فيعني السلوك الذي يتحدد بتوافق لفظي غير محدد‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪-4‬األحداث العامة واألحداث الخاصة إن التمييز‪ j‬بين التدعيم العشوائي والطبيعي مهم‪ ،‬ليس‬
‫ألن المدعمات العشوائية ال تفيد كمدعمات‪ ،‬فهي تزيد من معدل تكرار السلوك‪ ،‬ولكن‬
‫ألنالسلوك الذي يدعم عشوائيا أقل احتماال ألن يعمم خارج المختبر بعد انتهاء التجربة‪.‬‬
‫واألهم من ذلك أقل احتماال ألن يبقى ويستمر‪ j‬بعد انتهاء العالج‪.‬‬
‫‪1-1‬وجهة النظرالتقليدية للعالج الزواجي‬
‫تفترض أن سلوك الطرفين في العالقة الزوجية‪ ،‬يشكل ويعزز ويضعف ويتغير‪ j‬من خالل‬
‫األحداث‪ ،‬وبصفة خاصة‪ ،‬تلك التي تخص الطرف اآلخر في العالقة الزوجية‪ .‬كما أن الرضا‬
‫الزواجي من خالل المنظور التقليدي‪ ،‬هو دالة لنسبة‪ j‬المكافآت التي يحصل عليها الفرد من‬
‫الزواج إلى التكاليف التي قدمها خالله‪.‬‬

‫وجهة نظر السلوكي التقليدي حول اضطراب العالقة الزوجية تؤيد النتائج األولية للبحوث‬
‫في هذا المجال‪ ،‬فكرة تبادل السلوك الذي يميل من خالله األزواج المتوترون إلى اللجوء إلى‬
‫طريقة في المراقبة‪،‬تتميز بالنفور مثل العقاب ورفض الثواب من أجل تغيير سلوك الطرف‬
‫اآلخر وحيازة موافقته‪.‬‬

‫العوامل التي تؤثر على تطور التوتر بين الزوجين‪:‬‬


‫‪ -‬نقص القدرة على حل المشكالت أو تغيير بعض السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل الخارجية التي تزيد من االنجذاب نحو بعض البدائل أو زوال قيمة المعززات‪.‬‬
‫ومن أهم الصراعات‪ ,‬الفروق الفردية حول ما يتوقعه األزواج من الحميمية والذي يعبر عنه‬
‫بطرق مختلفة ‪:‬‬
‫‪ -‬المطالبة بتوفير الوقت الذي يقضيانه مع بعض‪.‬‬
‫‪ -‬المطالبة بالتعبير أكثر عن العاطفة‪.‬‬
‫‪ -‬المطالبة بالمبادرة في التعبير عن العاطفة‪.‬‬

‫بنية‪ j‬العالج يركز العالج السلوكي على أهمية المراحل التالية ‪:‬‬
‫مرحلة التقدير تتضمن هذه المرحلة تحديد مخطط السلوك الحالي الذي أدى إلى‬
‫التوتر في العالقة الزوجية الحالية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تحديد المتغيرات التي هي أصل‬
‫هذا السلوك‪ .‬ثم يحدد المعالج العوامل المعرفية والعاطفية التي تساهم في توتر‬
‫الزوجين‪ ،‬والتفاعل السلوكي المالحظ‪.‬‬
‫كما يقوم بالتقدير المباشر للسلوك‪ ،‬مع التأكيد على الوصف وتوضيح‪ j‬العالقات الوظيفي‬
‫الموجودة‪.‬‬
‫وترتبط‪ j‬خطة العالج مباشرة بنتائج القياس‪ .‬ويستمر التقدير طوال مرحلة العالج‪.‬‬

‫المائدة المستديرة‬

‫‪23‬‬
‫يلتقي الزوجان مع المعالج بعد إتمام عملية التقدير‪ ،‬ويقدم لهما ملخصا عن نقاط القوة‬
‫والضعف‪ ،‬ويقترح‪ j‬عليهما القيام بعالج زواجي‪ ،‬ويشرح لهما االنعكاسات اإليجابية لهذا‬
‫النوع من العالج‪ .‬ويحدثهما عن أنواع أخرى من العالج‪ ،‬وعلى الزوجين اتخاذ القرار الذي‬
‫يناسبهما في حالة االتفاق على العالج الزواجي‪ ،‬والذي يستغرق ‪ 20‬حصة كل حصة‬
‫تستغرق حوالي ‪ 60‬إلى ‪ 90‬دقيقة بمعدل مرة في األسبوع بأهداف محددة‪ ،‬أي تطوير‬
‫العالقة كما يرغب الطرفان‪.‬‬

‫البنية العامة للحصص‬


‫التحدث عن مشكلة محددة‪ ،‬أو تحليل األحداث اإليجابية والسلبية‪ ،‬أو اكتساب‬
‫قدرة جديدة والتدرب عليها‪.‬‬
‫التقنيات المحددة زيادة تواتر التبادالت اإلجابية‪ j‬التركيز على السلوك اإليجابي في المحيط‬
‫الزواجي‪ ،‬وزيادة تواترها‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة األمل في تحسين العالقة‪ ،‬وصرف‪ j‬نظر‬
‫الزوجين على ترصد السلبيات فقط‪ ،‬ثم يطلب منهما التركيز على أنفسهما‪ ،‬واختبار كيفية‬
‫مساهمة كل واحد منهما في المشكالت‪ ،‬وماذا بإمكانهما فعله لتحسين العالقة‪ ،‬وتغيير‪j‬‬
‫البعض من سلوكهما‪ .‬مما يؤدي إلى بذل الجهد من أجل التحسن‪ ،‬وتغيير‪ j‬النظرة إلى الذات‬
‫كضحية‪.‬‬

‫المنظور السلوكي الحديث‬ ‫‪1.1‬‬


‫إن التواصل السيء والجدال المدمر‪ ،‬عادة ما يؤدي بشخصين يحبان بعضهما‬
‫البعض بشدة‪ ،‬إلى أن يسبب كل منهما األلم والمعاناة لآلخر‪ ،‬أكثر من الحب والمتعة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى األلم النفسي الشديد‪.‬‬
‫إن استراتيجيات التغيير تعتمد كثيرا على قدرة األزواج على التعاون ‪،‬والطرق التقليدية‬
‫ليست فعالة مع األزواج الذين يصعب عليهم التعاون والتفاهم‪.‬‬

‫استراتيجيات العالج الزواجي المتكامل‬


‫التقييم‬
‫تغطي مرحلة التقييم الجلستين أو الثالث األولى وفي هذه الجلسات يتم تقييم‬
‫المجاالت الستة اآلتية ‪:‬‬
‫ما مدى الكدر بين هذين الزوجي ؟‬
‫ما مدى التزام الزوجين بالعالقة بينهما ؟‬
‫ما الموضوعات محل الخالف بينهما ؟‬
‫كيف تظهر هذه الموضوعات نفسها خالل العالقة بينهما ؟‬
‫ما عوامل القوة التي تربط الزوجين معا ؟‬
‫ماذا يستطيع العالج أن يقدمه لمساعدة الزوجين ؟‬

‫‪24‬‬
‫جلسة العائد أو ردود الفعل‬
‫يعرض المعالج اإلجابات عن أسئلة التقييم الستة في جلسة العائد‪ .‬كما يعرض‬
‫خطة العالج المقترحة‪.‬‬
‫وعادة ما تعرض المشاكل الظاهرة والمتعددة بين الزوجين في شكل فكرة أو‬
‫نموذج‪ ,‬التي تكون السبب في التفاعل السلبي بينهما‪ .‬وفي معظم األحيان‪ ,‬يمكن‬
‫لفكرة واحدة مثل المطالبة – االنسحاب‪ ،‬أن تستعمل‪ j‬لوصف الموضوعات محل‬
‫الخالف بين الزوجين‪ .‬في حين أنه مع بعض األزواج‪ ،‬تكون مناقشة أكثر من‬
‫فكرة واحدة‪ ،‬أمر ضروري من أجل حصر معظم الموضوعات بينهما‪.‬‬

‫التعرف على أنماط الزوجين ‪،‬هناك عدة أنماط فريدة وأخرى شائعة منها‪:‬‬
‫المطالب‪-‬المنسحب‪ :‬ويعني أن أحد الطرفين يتذمر‪ j‬ويلح باستمرار‪ ،‬في حين أن اآلخر يكون‬
‫صامتا ورافضا للحديث عن المشكلة أو منسحبا جسديا من العالقة‪.‬‬
‫العاطفي‪-‬المنطقي‪ :‬ويعني أن أحد الطرفين يعبر عن مشاعره واآلخر يعرض أسبابا وحلوال‪.‬‬
‫الناقد – المدافع ‪ :‬أحدهما ينتقد بينما اآلخر يدافع عن نفسه‪ ،‬ويشمل التجنب‬
‫المتبادل واللوم المتبادل‪ ،‬والتهديد المتبادل‪.‬‬
‫الضاغط المقاوم ‪ :‬أحدهما يضغط على اآلخر ليتغير واآلخر يقاوم التغيير إن اإلدراك‬
‫المشترك الناتج عن التعريف على األنماط العامة‪ ،‬يوفر للزوجين إدراكا للتخلي عن الصراع‬
‫المبذول في محاولة النجاح في هذه المناقشات‪.‬‬

‫التدريب على حل المشكالت عادة ما تكون المصاعب اليومية‪ j‬الصغيرة هي التي تحدث‬
‫الضرر األكبر في عالقة الزوجين معا هناك أربع تعليمات أساسية تسهل نجاح التدريب على‬
‫حل المشكالت ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يجب أن يناقش الزوجان مشكلة واحدة فقط‪ ،‬في كل مرة‪ ،‬وحلها تماما قبل االنتقال إلى‬
‫مشكلة أخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يشجع كال الزوجين على إعادة صياغة ما يقوله كل شريك من أجل ضمان الفهم‬
‫الصحيح لما قاله أي منهما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يطلب من الزوجين تجنب أي تخمين لنية حاقدة في سلوك الشريك اآلخر‪.‬‬

‫‪-2‬النظرية المعرفية‬

‫يتضمن‪ j‬النموذج المعرفي للكدر الزواجي‪ ,‬إدراكات حول أي األمور تحدث‪ ،‬وإعزاءات لسبب‬
‫حدوثها‪ ،‬وتوقعات حول ما سيحدث‪ ،‬وافتراضات حول طبيعة األحداث‪ ،‬ومعتقدات ومعايير‬
‫حول ما يتعين أن تكون عليه األمور‪ .‬وكل هذه عبارة عن ظواهر معرفية‪ ،‬تختص بالطريقة‬
‫التي يتم بها معالجة المعلومات‪ .‬وتكون نشطة في التقدير المعرفي وعالج الكدر الزواجي‬
‫في سياق العالقات الثنائية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫العوامل المعرفية‬
‫هناك خمسة أنواع معرفية خاصة بالعالقة الزوجية ‪:‬‬
‫اإلدعاءات‪:‬‬
‫هي االعتقادات األساسية حول طبيعة العالقات الحميمية‪ j‬والسلوك الزوجي‪.‬‬
‫والتي تتكون لدى كل األفراد‪ ،‬بناء على مجموعة من التجارب الحياتية‪ j‬من خالل‬
‫المالحظة أو المشاركة في العالقات‪.‬‬
‫المعايير‪:‬‬
‫هي ما يراه الفرد من أراء حول ما يجب أن تكون علية العالقة ‪ :‬احترام اآلخر‪ ،‬عدم إساءة‬
‫معاملته‪ .‬وتكمن المشكلة عندما يبالغ طرف أو كالهما في معايير غير واقعية‪.‬‬
‫االهتمام االنتقائي‪:‬‬
‫يرتبط‪ j‬بالعنصرين السابقين‪ .‬فقد يعتقد الفرد أن التعبير عن الحب يتضمن فقط الجانب‬
‫اللفظي‪ ،‬وعدم االهتمام بالسلوك الذي يعبر عن الحب‪ .‬مثال ‪ :‬العناق‪ ،‬المساعدة‪.‬‬
‫االنتسابات‪:‬‬
‫هي الخالصات أو االستنتاجات األساسية التي يفسر بها الزوج سلوك الطرف اآلخر‪.‬‬
‫التوقعات‪ :‬هي الخالصات التي يضعها األزواج حول مستقبل‪ j‬العالقة وسلوك الزوج(ة)‪.‬‬
‫العوامل االنفعالية‬
‫تتمثل في أربعة عوامل ‪:‬‬
‫‪ -1‬درجة وتوقيت االنفعاالت اإليجابية والسلبية‪ j‬لألزواج التي يمكن أن تكون دليال‬
‫للمعالجين للكشف عن العالقة بين هذه المشاعر والعمليات المعرفية والسلوكية‬
‫لألزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬قدرة األزواج على التعرف على مشاعرهما‪ ,‬واألسباب التي تؤدي إليها‪.‬‬
‫‪ -3‬كال من النقص أو الزيادة في التعبير االنفعالي‪ ،‬هي دالة عياديا‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود استجابات انفعالية حادة – القلق‪ ،‬الغضب‪ ،‬الغيرة‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬عند‬
‫أحدهما أو كليهما‪.‬‬
‫‪ 2-2‬التقنيات العالجية‬
‫عند بداية العالج‪ ،‬يتم ملء االستبيانات وتقديم القواعد الكبرى‪ ،‬وما هوالمتوقع من‬
‫العالج‪.‬‬
‫أيام الرعاية‪ :‬يقوم األزواج بأداء التمارين اإلرشادية‪ .‬حيث يحدد كل طرف السلوك الذي إذا‬
‫قام به شريكه‪ ،‬فإنه سيشعر بالرعاية واالهتمام‪ .‬مثال ‪ :‬أشعر بأنك تحبني‪j‬‬
‫عندما تفعل كذا وكذا‪.‬‬
‫التدريب على مهارات االتصال يدرب األزواج على االستماع‪ ،‬وكيفية تقديم المطالب بطريقة‬
‫بناءة‪ .‬باستخدام تقارير تبدأ ب "أنا"‪ .‬وإعطاء تغذية راجعة إيجابية‪ j‬لمجاملة الطرف اآلخر‪،‬‬
‫على أدائه لسلوك إيجابي‪ ،‬مباشرة بعد حدوثه‪ .‬وطلب توضيحات حول بعض السلوك اللفظي‬
‫وغير اللفظي‪.‬‬
‫التعاقد‬

‫‪26‬‬
‫باستخدام نموذج "منتصر – منتصر " تشجع العائلة على التفاوض حول عقد‬
‫شامل‪ ،‬حيث يقوم كل فرد بتحديد لآلخرين ما يقومون به‪ ،‬تجاه سلوك إيجابي‬
‫محدد‪ .‬ويقوم األفراد اآلخرون بإعادة الصياغة‪ ،‬ويطلبون توضيح المعنى‪.‬‬
‫وعندما يصلون إلى اتفاق‪ ،‬يكتبون الطلب‪ ،‬على شكل عقد ثم يمضونه‪.‬‬
‫مهارات اتخاذ القرارات‬
‫كل فرد يحدد المجال الذي يتحكم فيه‪ .‬ثم يحدد المجال الذي يرغب في التحكم فيه‪ ،‬وتناقش‬
‫العائلة من سيتحكم في المجال المعين‪ ,‬وفي أي الشروط وفي أي الظروف‬
‫‪.....‬‬
‫رابعا‪ :‬دراسة تحليلية نقدية للنماذج العالجية‬
‫ونخلص‪ ،‬مما سبق إلى القول أن هناك تكامال بين نظريات العالج الزواجي أكثر من كونه‬
‫اختالفا‪ .‬إن النظريات التي تهتم بما يحدث اآلن فقط مهملة الخبرات السابقة تكون نظرتها‬
‫جزئية‪ .‬حيث ال يجدي تدريب األزواج على مهارات االتصال وأسلوب حل المشكالت إذا كانوا‬
‫يعانون من اضطرابات تعود في أصولها إلى مرحلة الطفولة‪ .‬كما أنه ال يجدي االهتمام‬
‫بخبرات الطفولة فقط وإهمال ما يحدث اآلن بين األزواج من جدال مدمر‪ ،‬وتبادل الشتائم‪،‬‬
‫وعدم االعتبار لحاجات بعضهما البعض‪ .‬فاألفضل الجمع بين كل النظريات حتى تكون لنا‬
‫نظرة شمولية عند التعامل مع مشكالت األزواج‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬الدراسة الميدانية‬


‫مشكلة البحث‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إن طبيعة الزواج الناجح‪ ،‬ال تعتمد على الحظ‪ ،‬ولكن على اعتبارات أساسية‪ j‬لكل من‬
‫الزوجين‪ .‬ففي مجتمعنا يقبل الفتى والفتاة على الزواج‪ ،‬دون أن تكون لهما أي معرفة حول‬
‫كيفية إدارة األسرة‪ ،‬إال ما تعلماه من خالل ما يالحظانه في المجتمع‪ ،‬الذي كثيرا ما يقدم‬
‫نماذج مضطربة‪ j‬للعالقة‪ .‬وكثيرا ما يحمالن أفكارا مسبقة‪ ،‬قد تهدم العالقة من أساسها‪ .‬كما‬
‫نجد أزواجا في صراع مستمر‪ j،‬رغم امتالكهم كل مقومات النجاح في العالقة الزوجية‪ .‬وعلى‬
‫ضوء ما سبق‪ ،‬تتحدد مشكلة البحث في األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين المستقرين زواجيا وغير المستقرين‪ ،‬باختالف‬
‫مستويات العوامل السوسيو ‪ /‬ديموغرافية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين المستقرين زواجيا وغير المستقرين‪،‬‬
‫باختالف مستويات العوامل السلوكية والعاطفية؟‬
‫فروض البحث‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الفرض ‪1‬‬
‫‪27‬‬
‫هل توجد فروق ذات داللة إحصائية‪ j‬بين المستقرين زواجيا وغير المستقرين‪ ،‬باختالف‬
‫مستويات العوامل‬
‫الفرض ‪2‬‬
‫"توجد فروق ذات داللة إحصائية بين المستقرين زواجيا وغير المستقرين‪ ,‬باختالف‬
‫مستويات العوامل السلوكية والعاطفية"‪.‬‬
‫خطة الدراسة الميدانية‬ ‫‪.3‬‬
‫تم التركيز في الدراسة االستطالعية على التحقق من صدق وثبات االستبيانات الخمسة‬
‫للبحث بع د ترجمتها إلى اللغتين العربية والفرنسية‪.‬‬
‫عينة الدراسة االستطالعية‬
‫تكونت عينة الدراسة االستطالعية من ‪ 80‬فردا من المتزوجين ‪ 20‬من اإلناث المتوافقات و‬
‫‪ 20‬من اإلناث غير المتوافقات و ‪ 20‬من الذكور المتوافقين (المستقرين زواجيا)‪ .‬و‪ 20‬من‬
‫الذكور غير المتوافقين (غير المستقرين زواجيا)‪ .‬وبمتوسط‪ j‬عمري قدره ‪ 31,35‬سنة‬
‫وانحراف معياري قدره ‪ 6.58‬بالنسبة لإلناث و‪ 40,35‬سنة‪ j‬وانحراف معياري ‪8.31‬للذكور‬
‫حيث أصغر سن هي ‪ 20‬سنة بالنسبة للذكور و‪ 19‬سنة‪ j‬بالنسبة‪ j‬لإلناث‪ .‬وأكبر سن ‪ 57‬سنة‬
‫بالنسبة للذكور و‪ 55‬سنة‪ j‬بالنسبة لإلناث‪ .‬أما مدة الزواج فقد تراوحت بين سنة كأقل مدة و‬
‫‪ 27‬سنة كأكبر مدة‪ ،‬بمتوسط قدره ‪ 84,7‬وانحراف معياري يقدر بـ ‪ .58,6‬ما المستوى‬
‫التعليمي فقد تراوح من أمي إلى الدراسات العليا بمتوسط‪2.8 j‬أي المستوى الثانوي‪،‬‬
‫وانحراف معياري ‪.1,07‬‬
‫أدوات البحث‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تمثلت أدوات البحث في خمسة استبيانات موضوعية‪ j،‬تقيس العالقة الزوجية من كل‬
‫جوانبها وهي‪ :‬استبيان التوافق الزواجي واستبيان الرضا الزواجي واستبيان االتصال‬
‫الزواجي واستبيان التوقع الزواجي واستبيان السعادة الزوجية‪ .‬إضافة إلى استمارة تتضمن‬
‫أسئلة حول البيانات الشخصية‪ ،‬وحول مختلف العوامل الدينية واالقتصادية والعلمية‪j‬‬
‫واألسرية‪ ،‬التي تؤثر على العالقة الزوجية‪( .‬أنظر الملحق)‪ .‬كما تم استعمال دراسة الحالة‬
‫لعرض بعض الحاالت‪ .‬وفيما يلي عرض الستبيانات البحث‪:‬‬
‫استبيان التوافق الزواجي‬
‫استبيان الرضا الزواجي‬
‫استبيان االتصال االولي‬

‫‪28‬‬
‫استبيان التوقع الزواجي‬
‫استبيان السعادة الزوجية‬
‫تاريخ الحالة‬
‫حساب ثبات االستبيانات في الدراسة الحالية‬ ‫‪.5‬‬
‫يقصد بثبات االستبيان مدى استقرار نتائج ه لو طبق على عينة من األفراد في مناسبتين‬
‫مختلفتين‪ .‬معامل ألفا كرو نباخ الذي يعتبر من أهم استبيانات االتساق الداخلي لالستبيان‪.‬‬
‫فكانت نتائج حساب ثبات االستبيانات المستخدمة في البحث الحالي كما يلي‬

‫استبيان التوافق الزواجي‪ :‬عدد بنوده ‪ 32‬معامل ثباته ‪.94,0‬‬


‫استبيان الرضا الزواجي عدد بنوده ‪ 25‬معامل ثباته ألفا = ‪94,0‬‬
‫‪ - .‬استبيان االتصال ‪ :‬عدد بنوده ‪ 25‬معامل ثباته معامل ثباته ألفا = ‪84,0‬‬
‫‪ -‬استبيان التوقع ‪ :‬عدد بنوده ‪ 32‬معامل ثباته ‪– .91,0‬‬
‫استبيان السعادة الزوجية‪ :‬عدد بنوده ‪ 10‬معامل ثباته ‪.84,0‬‬
‫حساب صدق االستبيانات في الدراسة‬
‫تم التحقق من صدق استبيانات البحث الحالي عن طريق استعمال الصدق المرتبط‬
‫بالمحك باعتباره أفضل طرق دراسة الصدق‪ .‬والمحك الذي تم استعماله هو محك‬
‫المجموعات المتناقضة‪ .‬حيث يكون هناك فرق جوهري له داللة إحصائية بين متوسطي‬
‫درجات المجموعتين اللتين تمثالن طرفي منحنى التوزيع للخاصية التي يقيسها االختبار‪.‬‬
‫وتمثلت المجموعات المتناقضة في هذا البحث‪ ،‬بمجموعة‪ j‬المتوافقين وعددها ‪40‬‬
‫ومجموعة غير المتوافقين وعددها ‪ .40‬وتم تطبيق استبيانات البحث على المتزوجين‬
‫المستقرين وعلى المتزوجين الذين هم على حافة الطالق‪ .‬وتم االتصال بالمحكمة‬
‫لموافقتها على حضوري جلسات الصلح‪ ،‬التي تعقد في المحكمة مرتين في األسبوع‪.‬‬
‫حيث يحاول القاضي إقناع الزوجين بالعدول عن قرار الطالق‪ .‬وبعد انتهاء القاضي من‬
‫التحدث مع الزوجين‪ .‬نطلب منهما اإلجابة على االستبيانات‪ ،‬وفي كثير من األحيان نظرا‬
‫للوضعية النفسية الصعبة التي يكون عليها األزواج‪ ،‬في هذا الموقف الذي يعتبر صادما‪.‬‬
‫يعتذر األزواج عن االستجابة لطلب الباحثة‪ ،‬غير أن هناك من يقبل االستجابة‪ .‬وتطلب‬
‫ذلك وقتا معتبرا قرابة ثالثة أشهر‪ ،‬ونظرا لطول االستبيانات‪ ،‬أتركها لهم لإلجابة عنها‬
‫في البيت‪ ،‬بعد أن أوضح لهم الهدف العلمي منها‪ ،‬والتأكد من قدرتهم على فهم المطلوب‬

‫‪29‬‬
‫منه‪ .‬وأطلب منهم إحضارها في جلسة الصلح المقبلة‪ .‬وفي أحيان أخرى عندما يكون‬
‫المستوى التعليمي منخفضا‪ ،‬بحيث يتعذر عليه فهم العبارات‪ ،‬أو ال يكون لديه الوقت‬
‫لإلجابة‪ ،‬أقوم بالمقابلة الفردية بعد انتهاء جلسات الصلح‪ ،‬أشرح لهم العبارات ويجيبون‬
‫مباشرة‪ .‬وبعد المقارنة بين نتائج المجموعتين كانت ‪ 173‬الفروق ذات داللة إحصائية‪j‬‬
‫عند مستوى‪ j‬الداللة‪0.001‬‬
‫العينة األساسية للبحث‬ ‫‪.6‬‬
‫تكونت عينة البحث الحالي من ‪ 400‬فردا من المتزوجين ‪ 180‬ذكورا و‪ 220‬إناثا‪ .‬تراوحت‬
‫أعمارهم بين ‪ 18‬و‪ 66‬سنة‪ j،‬بمتوسط قدره ‪ .37‬أما مدة الزواج فتراوحت بين عام إلى ‪43‬‬
‫سنة‪ ،‬بمتوسط قدره ‪ 20,11‬سنة‪ .‬أما المستوى التعليمي‪ j‬فقد تراوح من المستوى األمي إلى‬
‫المستوى الجامعي‪.‬‬
‫تم توزيع ‪ 700‬نسخة من استبيانات البحث في بعض المؤسسات التعليمية واإلدارية‬
‫والرياضية‪ .‬وحرصا على ضمان صدق اإلجابة و‪‬ز‪‬ع‪ ‬تْ االستبيانات على األفراد‬
‫المتزوجين‪ ,‬حتى يجيبوا بشكل حقيقي دون التحرج من معرفة الطرف اآلخر إلجابتهم‪ .‬وتم‬
‫االتصال بالنساء المتزوجات في أحد النوادي الرياضية الخاصة بالنساء‪.‬‬
‫وبعد توضيح الهدف من الدراسة طُل‪‬ب‪ ‬منهن اإلجابة بصدق ‪ ,‬ألن ال أحد سيطلع على‬
‫اإلجابة‪ .‬وطلب منهن وضع االستبيانات المجاب عنها في علبة وضعت خصيصا لهذا الغرض‬
‫في النادي الرياضي حتى ال يطلع عليها أحد‪ .‬كما وزعتْ االستبيانات على الرجال المتزوجين‬
‫الذين يحضرون أمام النادي الرياضي لمرافقة أطفالهم وطُلب منهم إرجاعها بعد أسبوع‪.‬‬
‫ووزعت االستبيانات كذلك على العمال في المؤسسات اإلدارية يد بيد‪ .‬وتم استرجاعها في‬
‫المساء أو بعد أسبوع حسب رغبة المجيب‪ .‬كما تمت االستعانة ببعض طلبة علم النفس‬
‫لتوزيع االستبيانات على بعض معارفهم أو جيرانهم ممن يتوقعون منهم إجابات صادقة وال‬
‫يتحرجون منهم بحيث تم التأكيد على توخي الصدق في اإلجابة‪.‬‬
‫وتطلبت العملية وقتا كبيرا قرابة ‪ 4‬أشهر السترجاع ‪ 400‬نسخة من أصل ‪ .700‬ألن البعض‬
‫من المستجوبين ال يجدون وقتا لإلجابة على خمسة استبيانات كاملة‪ .‬والبعض اآلخر يجد‬
‫األسئلة خاصة جدا‪ ،‬فيتحرج من الحديث عن حياته الزوجية‪ ،‬فقد ذكر البعض منهم أن الحياة‬
‫الزوجية أسرار وال ينبغي ألي كان االطالع عليها‪.‬‬
‫األساليب اإلحصائية لمعالجة البيانات‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بعد استعادة االستبيانات تم تفريغ البيانات في الحاسوب‪ ،‬ثم تمت معالجتها عن طريق‬
‫البرنامج اإلحصائي للعلوم االجتماعية ‪ .SPSS‬ونظرا لطول االستبيانات (‪ 5‬ا‬
‫استبيانات) التي تحتوي في مجموعها على ‪ 174‬بندا‪ ،‬إضافة إلى أسئلة االستمارة‬

‫‪30‬‬
‫من جهة‪ ,‬وتعدد المتغيرات التي قاربت ‪ 100‬متغير‪ j‬من جهة أخرى‪ .‬واستغرقت‬
‫العملية وقتا طويال قرابة ‪ 4‬أشهر إلدخال البيانات في ‪ 174‬البرنامج‪ j‬اإلحصائي‬
‫‪ .SPSS‬وتم استعمال األساليب اإلحصائية‪ j‬التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحليل التباين‬
‫‪ .2‬التحليل القطاعي‬
‫الفصل السادس‪ :‬عرض النتائج ومناقشتها‪.‬‬
‫العوامل السوسيوديموغرافية المسهمة في تحقيق االستقرار الزواجي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب السن عند الزواج مما يشير‪ j‬إلى أن السن عند‬
‫الزواج ليس له دور في تحقيق االستقرار الزواجي‪.‬‬
‫متغير السن الحالي‪:‬‬
‫حيث تبين أن الفئة األكثر توافقا واألكثر تحقيقا لتوقعاتها الزواجية واألكثر سعادة‬
‫هي الفئة التي يتراوح سنها بين ‪ 31‬و‪ 44‬سنة‪.‬‬
‫ففي هذه المرحلة العمرية‪ j‬يتميز األزواج بنوع من االستقرار واالستقالل بحياتهم‬
‫الزوجية ومن ثم االستمتاع بها‪.‬‬
‫اما األقل سنا فما زالت هناك عقبات تعترض حياتهم الزوجية كالمنزل المستقل‬
‫وتحقيق االستقرار المادي والتعرف على شخصية كل طرف‪ ،‬بينما قد يعود انخفاض‬
‫السعادة والتوقع والتوافق عند الفئة األخيرة األكبر من ‪ 44‬سنة‪ j‬إلى بعض الصعوبات‬
‫التي تواجه األزواج في هذه المرحلة‪ .‬منها دخول المرأة مرحلة سن اليأس وما‬
‫يصاحبه من نقص رغبتها في الجنس الذي يجعل الحياة الزوجية أقل تحقيقا‬
‫لتوقعاتها وأقل سعادة وأقل توافقا‪.‬‬
‫كما يواجه األزواج في هذه المرحلة مشكالت األبناء الذين يكونون في مرحلة‬
‫المراهقة‪.‬‬
‫متغير الفرق في السن‪:‬‬
‫يعد عامل فارق السن سببا قويا في سوء التوافق ولكنه ليس العامل األوحد‪ ،‬بل هناك‬
‫عوامل أخرى مثل نوعية شخصية الزوجين من حيث السمات المميزة لكل منهما‬
‫ومدى االختالف واالئتالف بينهما‪ .‬وأسلوب االختيار عند الزواج بمعنى هل كان‬
‫االختيار عن قناعة أم نتيجة لضغوط‪.‬‬
‫متغير الجنس‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫مثال النساء يردن التحدث عن مشاعرهن والرجال يريدون حل المشاكل‪ .‬الرجال أقل‬
‫ميال لطرح أسئلة شخصية‪ j‬والتعليق أثناء النقاش بينما تستعمل ال نساء هذه األمور‬
‫وبعض األساليب "هم‪ ،‬هم" للحفاظ على استمرارية‪ j‬الحديث‬
‫‪ .‬فهذا االختالف في األساليب حسب الجنس يجعلنا نتفهم شعور المرأة بأن الرجل ال‬
‫يهتم لما تقوله وال يستمع لها‪.‬‬
‫متغير مدة الزواج‪:‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب مدة الزواج تشير النتائج إلى عدم وجود‬
‫فروق دالة إحصائيا وهي تختلف مع دراسة دانفر التي وجدت أن االضطراب في‬
‫العالقة الزوجية يكون في السنوات الثالث األولى ثم تبدأ العالقة في االستقرار بعد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫متغير مدة الخطوبة‪:‬‬
‫تظهر الدراسة ان الفئة التي تزيد مدة خطوبتها عن سنتين هي األكثر توافقا ورضا‬
‫واتصاال وأحسن تحقيقا لتوقعاتها الزواجية وأكثر سعادة ثم تليها الفئة الثانية ثم‬
‫الفئة األولى مما يشير‪ j‬إلى أنه كلما زادت مدة الخطوبة كلما زاد الرضا والتوافق‬
‫واالتصال والسعادة وتحقيق التوقعات الزواجية‪.‬‬
‫متغير عدد األطفال‪:‬‬
‫تشير‪ j‬النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الفئات الثالثة لعدد األطفال في‬
‫كل من الرضا والتوافق والسعادة واالتصال والتوقع في الحياة الزوجية وهي تختلف‬
‫عما ذهبت إليه دراسة ثورتون فقد بينت أن الرضا عن الحياة الزوجية ينخفض مع‬
‫قدوم األطفال والنساء الالتي ليس لديهن أطفال يعانين من عدم السعادة الزوجية و‪.‬‬
‫أن الخالفات الزوجية تؤدي إلى عدم الرغبة في الحصول على أطفال وأن قلة األطفال‬
‫يزيد من السعادة الزوجية وزيادة عدد األطفال ثالثة وما فوق يقلل من السعادة‬
‫الزوجية‪ .‬وربما يرجع هذا االختالف في النتائج إلى العوامل الثقافية حيث تعطى‬
‫األولوية في المجتمعات الغربية‪ j‬للزوج ‪ couple‬في حين تعطى األولوية في مجتمعنا‬
‫لدور الوالدية‪ ،‬كما يمكن تفسير هذه النتائج بكون التوافق بين الزوجين والرضا عن‬
‫عالقتهما ببعضهما يتحقق بغض النظر عن وجود األطفال أو غيابهم كما ال يجدي‬
‫وجود األطفال في حالة سوء التوافق وعدم الرضا‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب المستوى التعليمي‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫تشير‪ j‬النتائج إلى دور المستوى التعليمي للطرفين في تحقيق التوافق واالتصال‬
‫والرضا والتوقع والسعادة في الحياة الزوجية وتتفق هذه النتائج مع الدراسات‬
‫السابقة منها دراسة كرديك ‪ 1993‬التي وجدت أن قلة سنوات التعليم هي من العوامل‬
‫المنبئة‪ j‬باضطراب العالقة الزوجية‪.‬‬
‫التعليم يمد الفرد بالمرونة العقلية وتقبل‪ j‬رأي الطرف اآلخر واستخدام الحوار إلقناعه‬
‫في حالة االختالف فهذا ال يعني عدم وجود مشكالت عند األزواج المتعلمين ولكنهم‬
‫يملكون القدرات العقلية والمهارات االجتماعية التي تمكنهم من حلها أما ذوي‬
‫المستوى المنخفض فيلجؤون في بعض األحيان إلى العنف لفرض أراءهم واستخدام‬
‫اإلهانة وتبادل الشتائم التي تعكر صفو الحياة الزوجية مما يجعلهم أقل رضا عنها‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب المستوى االقتصادي‪:‬‬
‫تشير‪ j‬النتائج إلى دور الجانب االقتصادي الجيد في تحقيق الرضا والتوافق واالتصال‬
‫والتوقع والسعادة الزوجية وتتفق هذه النتائج مع الدراسات السابقة منها دراسة‬
‫فودانوف ‪ Voydanoff 1990‬أن مستوى الدخل المرتفع يرتبط‪ j‬في كثير من‬
‫األحيان باالستقرار الزواجي بينما يرتبط مستوى‪ j‬الدخل المنخفض في كثير من‬
‫األحيان بالنزاعات األسرية‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب الوظيفة‬
‫تشير‪ j‬نتائج‪ j‬تحليل التباين ما عدا ما يخص التوقع الزواجي إلى دور المهنة في تأمين‬
‫الجانب االقتصادي الذي هو عامل أساسي في تحقيق االستقرار األسري فكلما كانت‬
‫المهنة أكثر أهمية كان الدخل االقتصادي أكبر وكان االستقرار األسري أكبر كما تبين‬
‫ذلك في الفقرة السابقة‪.‬‬

‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب الحالة الصحية‪:‬‬


‫تشير‪ j‬النتائج إلى دور الجانب الصحي في تحقيق الرضا والتوافق والتوقع الزواجي‬
‫وتتفق مع نتائج دراسة بون جيرو ‪ Bonjero 1974‬التي وجدت أن التوافق‬
‫الزواجي يتأثر بالصحة واالتصال أو اإلجهاد المهني واإلجهاد النفسي فالحياة‬
‫الزوجية تتطلب أن يتميز الطرفان بالصحة الجسمية والنفسية لتحمل مسؤوليات‬
‫الحياة الزوجية ومواجهة متطلباتها‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب اإلقامة‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫تشير‪ j‬النتائج إلى أهمية استقالل األزواج بحياتهم الزوجية لتحقيق الرضا والتوافق‬
‫والسعادة الزوجية فتدخالت األهل كثيرا ما تكون السبب في تعكير صفو الحياة‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب نوعية العالقة بأهل الزوج (ة (‬
‫يظهر لنا الجدول رقم ‪ 13‬أهمية العالقة مع أهل الزوج في تحقيق االستقرار الزواجي‬
‫حيث كلما كانت العالقة جيدة كلما كان هناك استقرار والعكس صحيح وهي تؤكد ما‬
‫جاء في الفقرة السابقة حول اإلقامة‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب طريقة التعارف‪:‬‬
‫االختيار السليم هو الذي يحدد التوافق وما ينتج‪ j‬عنه من رضا وسعادة فالحياة‬
‫الزوجية تتطلب خصائص شخصية ومهارات لتحمل مسؤولية‪ j‬األسرة الناشئة فإذا‬
‫وفق الشخص إليجاد القرين الذي تتوفر فيه هذه الخصائص سواء بنفسه أو عن‬
‫طريق أصدقائه أو أهله فسيتحقق االستقرار ففي الحب الغرامي تكون الجاذبية‬
‫الجنسية‪ j‬شديدة حيث يؤكد الطب العقلي على أن الوقوع في الحب هو بشكل خاص‬
‫ارتباط بين الجنس والخبرة الليبيدية‪ j‬حسب "بيك ‪ Peek "1976‬علماء النفس‬
‫االجتماعي يوافقونه "‪ ،Rapson & Harfield "1987‬حيث أن عواطف الحب‬
‫الغرامي الجياشة تدوم عادة ما بين ‪ 6‬إلى ‪ 30‬شهرا قبل أن تزول حتما‪ .‬بينما ينمو‬
‫الحب المؤنس عندما يخمد الحب الغرامي في العالقات الزوجية‪ .‬فالرومانسية‪j‬‬
‫والغرام ليسا بالضرورة غائبين في العالقات القائمة على الصحبة‪.‬‬
‫فالحب يتضمن االلتزام واتخاذ القرار‪ ،‬وغياب اعتبار العالقة كلعبة‪ ،‬حسب ‪Fisher‬‬
‫فيشر ‪ 1988‬فبعض األشخاص يجهلون هذه الحقائق عن الحب فعندما تكون العاطفة‬
‫قوية يسارعون في ارتباطات سابقة ألوانها غير ناضجة معتقدين أن الحب والزواج‬
‫يتماشيان مع بعض كالحصان والعربة‪ ،‬كما يجهلون أهمية‪ j‬تطوير الحميمية‪ j،‬ذلك أن‬
‫التفاعل سلوكيا وعاطفيا والشعور باالرتياح عند البوح بالمشاعر واألشياء الخاصة‬
‫تتطلب وقتا إذا لم يبذلوا جهدا ليصبحوا أصدقاء مثلما هم عاشقين فإنه عندما يذبل‬
‫الحب الجارف يشعرون بأنهم مرتبطين‪ j‬بقرين يصعب عليهم معرفته‪ .‬ففي العالقات‬
‫التي تقوم على الهوى فقط عندما ينزل مستوى‪ j‬العواطف األولية قد يقرر أصحابها‬
‫أن الحب زال ويتخلصون حينها من العالقة‪.‬‬

‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب العالقة بين الوالدين تلعب الخلفية األسرية‬
‫دورا هاما في تحقيق التوافق الزواجي لألبناء وتتفق هذه النتائج مع دراسة تيرمان‬

‫‪34‬‬
‫‪ Terman 1938‬الرائدة التي بينت‪ j‬أهمية‪ j‬سعادة الوالدين والسعادة في فترة‬
‫الطفولة واعتدالية التهذيب المنزلي وعدم القسوة أو التدليل أو االتصال القوي باألم‬
‫واألب وقلة الصراع معهما‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب العالقة باألم كلما كانت العالقة باألم جيدة كلما‬
‫تحقق الرضا والتوافق والسعادة واالتصال الزواجي‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب العالقة باألب‪:‬‬
‫اذا كان الطفل معرضا إلحباطات شديدة أو صراعات في عالقته بوالديه فاحتمال كبير‬
‫أن تكون عالقته الزوجية مستقبال محبطة ومتناقضة‪ .‬إذا لم يتخلص من ثقل هذه‬
‫الصراعات عن طريق العالج النفسي‪.‬‬
‫الفروق في االستقرار الزواجي حسب االلتزام الديني‪:‬‬
‫بينت نتائج تحليل التباين لنتائج االستبيانات الخمسة‪ j‬للبحث أن الفروق غير دالة‬
‫إحصائيا بين من اعتبروا أنفسهم كممارسين للدين نادرا أو أحيانا أو غالبا أو دائما‬
‫وتختلف هذه النتائج عما ذهب إليه " كونز والبريشت‪Albricht & Kunz " 1977 j‬‬
‫‪،‬التي توصلت إلى أن النشاط الديني المرتفع يؤدي إلى ثبات واستقرار العالقة‬
‫الزوجية وقد يرجع هذا االختالف في النتائج إلى أن األسرة الجزائرية ال تختلف حول‬
‫أهمية الدين في حياتها ونالحظ أن الغالبية العظمى من أفراد العينة يعتبرون أنفسهم‬
‫ممارسين للدين ولذلك لم تظهر الفروق بالنسبة‪ j‬لهذا العامل‪.‬‬
‫‪ .1‬تفاعل المتغيرات السوسيو‪ /‬ديموغرافية‬
‫التوافق الزواجي‪:‬‬
‫بينت نتائج هذا التحليل أن العالقة بأهل الزوج (ة) تؤدي دورا في تحقيق التوافق‬
‫فكلما كانت العالقة تميل‪ j‬إلى أن تكون سيئة‪ j‬كلما كان التوافق أقل والعكس صحيح‬
‫وفي حالة ما إذا كانت العالقة متوسطة فإن التوافق يكون متوسطا إذا كان األزواج‬
‫يقيمون بعيدا عن األهل ويكون ضعيفا إذا كانوا مقيمين مع األهل‪ .‬بينما إذا كانت‬
‫العالقة جيدة مع أهل الزوج (ة)‪ ،‬فإن العامل الذي يؤثر‪ j‬على التوافق في هذه الحالة‬
‫هو السن حيث يظهر أن الفئة األكثر توافقا هي الفئة التي يتراوح سنها بين ‪ 31‬و‪44‬‬
‫سنة في حين يقل التوافق عند فئة السن التي يزيد سنها عن ‪ 44‬سنة‪.‬‬
‫الرضا الزواجي‪:‬‬
‫كذلك تلعب العالقة بأهل الزوج ) ة( دورا في تحقيق الرضا حيث كلما كانت العالقة‬
‫جيدة كلما زاد الرضا الزواجي‪ .‬وفي حالة ما إذا كانت العالقة متوسطة‪ j‬فإن اإلقامة‬

‫‪35‬‬
‫تظهر كعامل مؤثر على الرضا الزواجي حيث يظهر األزواج الذين يقيمون بعيدا عن‬
‫األهل أكثر رضا مقارنة بمن يقيمون مع األهل‪ .‬أما الذين يصفون عالقتهم باألهل‬
‫بالجيدة فيبدون أكثر رضا غير أن الرضا عند هذه المجموعة يتأثر بصحة القرين فإذا‬
‫كان القرين في صحة جيدة كان الرضا الزواجي أكبر منه في حالة مرض القرين‪.‬‬
‫وفي حالة ما إذا كان القرين في صحة جيدة يظهر أن اإلقامة تؤثر على مقدار الرضا‬
‫الزواجي حيث يظهر األزواج الذين يقيمون بعيدا عن األهل أكثر رضا من األزواج‬
‫الذين يقيمون مع األهل رغم العالقات الجيدة التي تربطهم‪.‬‬
‫االتصال الزواجي‪:‬‬
‫يظهر االتصال الزواجي متأثرا بالمستوى التعليمي للقرين فإذا كان المستوى‬
‫التعليمي أقل أو يساوي المستوى‪ j‬المتوسط فإن االتصال يكون أقل منه في حالة‬
‫المستوى التعليمي األكبر من المتوسط‪ ،‬وفي حالة التعليم األكبر من المستوى‬
‫المتوسط فإن اإلقامة هي التي تؤثر على نوعية االتصال فاألزواج الذين يقيمون مع‬
‫األهل أقل اتصاال من األزواج الذين يقيمون بعيدا عن األهل‪ .‬وفي حالة اإلقامة بعيدا‬
‫عن األهل فإن المتغير الذي يؤثر على نوعية االتصال هو وظيفة القرين فإذا كان‬
‫القرين بدون عمل أو يمارس مهنة‪ j‬حرة هو أقل اتصاال من األزواج الذين يشتغلون‬
‫كإطارات عليا أو إطارات أو حتى مهنا بسيطة‪ .‬وفي هذه الحالة األخيرة هناك متغير‬
‫آخر يؤثر على االتصال الزواجي وهو العالقة باألب فإذا كانت العالقة باألب جيدة فإن‬
‫االتصال يكون أحسن منه في حالة العالقة المتوسطة أو السيئة‪.‬‬
‫التوقع الزواجي‪:‬‬
‫تظهر نتائج استبيان التوقع الزواجي أن التوقع مرتبط بالعالقة بأهل الزوج ) ة( فإذا‬
‫كانت العالقة جيدة كان التوقع أحسن منه في حالة العالقة المتوسطة أو السيئة مع‬
‫أهل الزوج )ة( ‪ ،‬ففي حالة العالقة الجيدة يكون التوقع إيجابيا غير أنه يتأثر بمتغير‪j‬‬
‫آخر هو السن حيث يظهر التوقع أحسن عندما تكون السن تتراوح بين ‪ 31‬إلى ‪44‬‬
‫بينما يكون التوقع عاديا عندما تكون السن أقل من ‪ 31‬أو أكبر من ‪ 44.‬أما في حالة‬
‫العالقة المتوسطة أو السيئة بأهل الزوج )ة( ‪ ،‬فإن التوقع يكون أقل غير أنه يختلف‬
‫باختالف المستوى‪ j‬التعليمي للقرين حيث أنه يكون إيجابيا في حالة ما إذا كان القرين‬
‫ذو مستوى نهائي ويكون أقل من المتوسط في حالة المستوى الجامعي ويكون أقل‬
‫بكثير من المتوسط في حالة المستوى األقل أو يساوي المتوسط‪ .‬غير أن هناك عامال‬
‫آخر يؤثر على المستوى التعليمي المتوسط وما دونه وهو اإلقامة‪ ،‬ففي حالة اإلقامة‬
‫مع األهل يكون التوقع أسوء منه في حالة اإلقامة بعيدا عن األهل‪.‬‬
‫السعادة الزوجية‪:‬‬
‫‪36‬‬
‫بينت نتائج استبيان السعادة الزوجية أن السعادة مرتبطة‪ j‬بالعالقة مع أهل الزوج ) ة(‬
‫حيث في حالة العالقة الجيدة تكون السعادة أكبر منه في حالة العالقة المتوسطة أو‬
‫السيئة‪ .‬غير أنه في حالة العالقة الجيدة مع األهل فإن هناك متغيرا آخر يؤثر‪ j‬على‬
‫السعادة الزوجية وهو مدة الخطوبة حيث تزداد السعادة في حالة تراوح مدة الخطوبة‬
‫بين سنة‪ j‬وسنتين‪ j‬وتتناقص السعادة في حالة انخفاض مدة الخطوبة عن سنة‪ .‬مما‬
‫سبق يمكن تلخيص أهم المتغيرات السوسيو ‪ /‬ديموغرافية المساهمة في تحقيق‬
‫االستقرار الزواجي في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬العالقة الجيدة مع أهل الزوج (ة)‪.‬‬
‫‪-‬اإلقامة بعيدا عن األهل‪.‬‬
‫‪-‬المستوى التعليمي للقرين األكبر من المتوسط‪.‬‬
‫‪-‬تراوح السن بين – ‪31‬و ‪– 44‬‬
‫‪-‬وظيفة القرين‪.‬‬
‫‪-‬صحة القرين‪.‬‬
‫‪-‬تراوح مدة الخطوبة بين سنة وسنتين‪.‬‬
‫‪-‬العالقة الجيدة باألب‬
‫الرضا الزواجي‬
‫الرضا مرتبط‪ j‬بثالث عوامل أساسية‪ j‬هي الشعور بالحب والشعور باستعداد الطرف‬
‫اآلخر لالستماع إليه والشعور بالثقة المتبادلة‪.‬‬
‫االتصال الزواجي‬
‫االتصال مرتبط‪ j‬بثالثة عوامل أساسية هي ‪ :‬عدم وجود صراعات حول الجانب‬
‫المالي‪ ،‬تأييد الطرف اآلخر الختيار الفرد مهنة ما‪ ،‬جاذبية شكل القرين‪.‬‬
‫التوقع الزواجي‬
‫التوقع الزواجي مرتبط‪ j‬بالعوامل اآلتية ‪ :‬الشعور بالحب‪ ،‬الشعور بالحميمية‪ j،‬الشعور‬
‫باستعداد الطرف اآلخر لالستماع إليه‪ ،‬الشعور بالمساواة‪.‬‬
‫السعادة‬
‫السعادة الزوجية مرتبطة‪ j‬بالعوامل اآلتية الوضوح في اإلنفاق المادي‪ ،‬الشعور‬
‫بالحب‪ ،‬االتفاق حول أسلوب الحياة‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫التوافق الزواجي‬
‫التوافق الزواجي مرتبط بالمشاعر اآلتية‪:‬‬
‫ـ الشعور بتأييد الطرف اآلخر الختيار مهنة‪ j‬ما‬
‫ـ الشعور بالحب‬
‫ـ الشعور بالصحبة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن تحديد أهم العوامل العاطفية والسلوكية في تحقيق االستقرار‬
‫الزواجي‪.‬‬
‫الشعور بالحب‪ ،‬الشعور باستعداد الطرف اآلخر لالستماع إليه‪ ،‬والشعور بالثقة‬
‫المتبادلة‪ ،‬عدم وجود صراعات حول الجانب المالي‪ ،‬جاذبية شكل القرين‪ ،‬الشعور‬
‫بالحميمية‪ j،‬الشعور بالمساواة‪ ،‬الوضوح في اإلنفاق المادي‪ ،‬االتفاق حول أسلوب‬
‫الحياة‪ ،‬الشعور بتأييد الطرف اآلخر الختيار مهنة‪ j‬ما‪ ،‬الشعور بالصحبة‪.‬‬
‫‪ .2‬الصفات المحبوبة والصفات المذمومة‪:‬‬
‫السلوك اإليجابي يؤدي إلى تحقيق االستقرار الزواجي اما السلوك السلبي فهي تعمل‬
‫على هدم مشاعر الحب‪ ،‬وبالتالي هدم العالقة الزوجية‪،‬حيث ذكر أفراد العينة‬
‫المتوافقون أن ما يعجبهم في قرينهم هو تمتعه بصفات خلقية بنسبة‪ %21 j‬وسلوكية‬
‫بنسبة ‪ % 12‬وكل شيء بنسبة ‪ % 9‬من جهة أخرى ال يجدون أي عيوب في أقرانهم‬
‫بنسبة ‪ %. 28‬وبالمقابل نجد األزواج غير المتوافقين ال يعجبهم أي شيء في‬
‫أزواجهم بنسبة‪ % 8,9 j‬ويذكر األزواج غير المتوافقين عددا من العيوب الخلقية‬
‫والسلوكية التي يتصف‪ j‬بها أقرانهم كاألنانية‪ j‬والوقاحة وضعف الشخصية‪ j‬والكذب‬
‫والبخل وعدم المساندة والخيانة وسوء المعاملة والعصبية‪ j‬والصراخ والشكوى‬
‫وكثرة الطلبات واإلهمال والنقد والتسلط وعدم االهتمام والريبة‪ j‬وعدم القدرة على‬
‫اتخاذ القرارات وغيرها‪ .‬مما يشير إلى أهمية توفر األخالق وحسن المعاملة بين‬
‫الزوجين فالحب وحده ال يكفي كما قال "بيك" ‪Beck 1988‬‬
‫‪ .3‬ترتيب‪ j‬المشكالت الزوجية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المجموعة األولى التي تشعر برضا تام‪:‬‬
‫ترتب مواضيع االختالف من األكثر اختالفا حولها إلى األكثر اتفاقا‪ ،‬حيث تختلف‬
‫أحيانا حول أوقات الراحة واألصدقاء وتتفق معظم الوقت في باقي المواضيع‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ثانيا المجموعة الثانية التي تعتبر‪ j‬راضية فتختلف أحيانا في معظم المواضيع وتتفق‬
‫في الشؤون الدينية‪ j‬والشؤون الجنسية‪.‬‬
‫ثالثا المجموعة الثالثة غير الراضية عن عالقتها الزوجية فتختلف في معظم‬
‫المواضيع وتتفق في الشؤون الدينية والشؤون الجنسية‪.‬‬
‫بالنسبة‪ j‬لدور األخصائي النفسي يعتقد ‪ % 67‬من أفراد العينة أنه يستطيع مساعدة‬
‫األزواج مقابل ‪ % 23‬الذين يعتقدون في عدم قدرته على مساعدتهم في حل مشاكلهم غير‬
‫أن ‪ % 3‬فقط منهم سبق لهم طلب االستشارة النفسية‪.‬‬
‫بالنسبة‪ j‬لدور األخصائي النفسي في التكفل باألزواج الذين لديهم مشكالت زوجية تبين‬
‫من خالل الحاالت التي تم التعامل معها أن العالج الزواج يمكنه‪ j‬مساعدة األزواج ولكن يجب‬
‫توفر بعض الشروط ‪:‬‬
‫تمسك كال الطرفين بالعالقة أي تكون لديهما رغبة في استمرار العالقة الزوجية‪.‬‬
‫توفر جانب عاطفي متبادل بين الزوجين‪.‬‬
‫توفر الرغبة في تلقي العالج الزواجي‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة يمكن لألخصائي النفسي أن يدرب الطرفين على كيفية االستماع‬
‫لبعضهما البعض ومراعاة حاجات كل طرف وتفهم موقفه من خالل مهارات االتصال‪ .‬وتتفق‬
‫هذه النتائج مع الدراسات السلوكية في هذا المجال‪.‬‬

‫خالصة‬
‫تناول البحث الحالي دراسة العوامل المساهمة في تحقيق االستقرار الزواجي الذي حددناه‬
‫بتحقيق مستوى عال من الرضا عن مكونات الحياة الزوجية في أبعادها العاطفية والجنسية‪j‬‬
‫والمعرفية والعالقية وتحمل المسؤوليات األسرية‪ j‬والقدرة على حل الصراع من خالل‬
‫االتصال الفعال وتحقيق التوقعات الزواجية والشعور بالسعادة الزوجية‪.‬‬
‫وقد تم تصميم البحث للتحقق من الفرضيتين اآلتيتين ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في كل من التوافق والرضا والتوقع واالتصال‬
‫والسعادة الزوجية باختالف مستويات العوامل السوسيو ‪ /‬ديموغرافية التالية ‪:‬‬
‫السن عند الزواج‪ ،‬السن الحالي‪ ،‬فارق السن بين الزوجين‪ ،‬الجنس‪ ،‬مدة الخطوبة‪ ،‬مدة‬
‫الزواج‪ ،‬المستوى التعليمي‪ ،‬المستوى التعليمي للقرين‪ ،‬المستوى االقتصادي‪ ،‬الوظيفة‪،‬‬
‫وظيفة القرين‪ ،‬السكن‪ ،‬عدد األطفال‪ ،‬طريقة االختيار االلتزام الديني‪ ،‬الحالة الصحية‪ ،‬صحة‬
‫القرين‪ ،‬العالقة مع أهل الزوج‪.‬‬
‫الخلفية األسرية‪ j‬والتي تشمل ‪ :‬العالقة بين الوالدين‪ ،‬العالقة باألم‪ ،‬العالقة باألب‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية‪ j‬في كل من التوافق والرضا واالتصال والتوقع‬
‫والتوافق الزواجي باختالف مستويات العوامل العاطفية والسلوكية‪.‬‬
‫كما حاول البحث اإلجابة على بعض التساؤالت المتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫هل تختلف صفات القرين باختالف التوافق الزواجي ؟‬
‫هل هناك اختالف في ترتيب‪ j‬مواضيع الصراعات الزوجية حسب درجة الرضا الزواجي ؟‬
‫هل يعتقد المتزوجون في قدرة األخصائي النفسي على مساعدتهم في حل مشكالتهم‬
‫الزواجية ؟ وهل سبق لهم االتصال به ؟‬
‫وهل يمكن لألخصائي النفسي مساعدة األزواج على التخلص من االضطراب في عالقتهم‬
‫الزوجية ؟‬
‫وقد تكونت عينة البحث من ‪ 400‬من المتزوجين من الجنسين ‪ 180‬ذكور و‪220‬إناث‬
‫وتتراوح‪ j‬أعمارهم بين ‪ 18‬و ‪ 66‬سنة بمتوسط قدره ‪ 37,74‬أما مدة الزواج فتراوحت بين‬
‫عام إلى ‪ 43‬سنة‪ j‬بمتوسط قدره ‪ 11,20‬سنة‪ j‬أما المستوى التعليمي فقد تراوح من المستوى‬
‫األمي إلى المستوى الجامعي‪ .‬وقد تم استعمال خمسة استبيانات لقياس العالقة الزوجية من‬
‫جميع جوانبها والتي تمثلت في استبيان التوافق الزواجي واستبيان الرضا الزواجي‬
‫واستبيان االتصال الزواجي واستبيان التوقع الزواجي واستبيان السعادة الزوجية‪ ،‬والتي تم‬
‫التأكد من صدقها وثباتها في الدراسة االستطالعية التي أجريت على ‪ 80‬فردا من‬
‫المتزوجين ومن الجنسين‪ ،‬باإلضافة إلى استبيان تضمن البيانات الشخصية ومتغيرات‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪40‬‬

You might also like