Professional Documents
Culture Documents
محاضرات الشريعة اولى ل م د
محاضرات الشريعة اولى ل م د
اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﺿرة
اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﺿرة
ﻣدﺧل ﻟﻠﺷرﯾﻌﺔ
-اﻟﻣﺻﺎدر
-اﻟﺧﺻﺎﺋص
-اﺟﺗﻬﺎدات ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
-اﻟﻣﺻﺎدر
-اﻟﺣدﯾث
اﻟﻣراﺟﻊ
ﺴ ِﺎﱐ ﻳ ْﻔ َﻘ ُﻬﻮا ﻗَـ ْﻮِﱄ" اﻵﻳﺔ 28 – 27ﺳﻮرة ﻃﻪ .أي ﯾﻔﻘﮭون و ﻗوﻟﮫ ﱢ
اﺣﻠُ ْﻞ ﻋُ ْﻘ َﺪةً ﱢﻣﻦ ﻟ َ"و ْ
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ َ
ﺐ َﻣﺎ ﻧـَ ْﻔ َﻘﻪُ َﻛﺜِ ًﲑا ﱢﳑﱠﺎ ﺗَـ ُﻘ ُ
ﻮل" اﻵﻳﺔ 91ﺳﻮرة ﻫﻮد .رﺟل ﻓﻘﯾﻪ أي ﻋﺎﻟم و ﻛل ﻋﺎﻟم أﯾﺿﺎ "ﻗَﺎﻟُﻮاْ ﻳَﺎ ُﺷ َﻌْﻴ ُ
ﺑﺷﻲء ﻓﻬو ﻓﻘﯾﻪ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻔﺳر اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠم و اﻟﻔﻬم.
اﺻطﻼﺣﺎ :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن ادﻟﺗﻬﺎ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ،دون
اﻷﺣﻛﺎم اﻻﻋﺗﻘﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠم اﻟﻛﻼم.
أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﻗد اﺧﺗص ﺑﺎﺳﺗﻧﺑﺎط اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ.
ــ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻔﻘﻪ :
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧت اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻔﻘﻪ ﯾﺣﻣﻼن ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ إذ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ
ﯾﺗﻧﺎول اﻟدﯾن ﺑﻛل ﻣﻘوﻣﺎﺗﻪ و اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ أن اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻫﻲ اﻟدﯾن اﻟﻣﻧزل أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻬو اﻟﻔﻬم ﻟﺗﻠك
اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻘد ﯾﺻﯾب اﻟﺣق و ﻗد ﯾﺧطﺊ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧزع اﻟﻘداﺳﺔ ﻋن اﻟﻔﻘﻪ ﻷﻧﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﻣل ﺑﺷر و
اﻟﻔرق اﻟﺛﺎﻧﻲ أن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻋم.
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟواﻧب
ﻋﺎﻟﻠﻠﺳب اﻟﺗﻲ أﺻﺎب اﻻﻋﺗﻘﺎدﯾﺔ و
ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘﺻص
اﻟﻣﺟﺗﮭدون
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﺷرﯾﻌﺔ :اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻣﻠزﻣﺔ أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﺟﺗﻬﺎد واﻻﺟﺗﻬﺎد ﻏﯾر ﻣﻠزم إﻻ إذا ﺻدر
ﻋن وﻟﻲ اﻷﻣر ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون أو ﺗﻘﻧﯾن.
اﻟﻣﺣﺎور:
ـ ﻣﻛﻲ ﺑﻣﻛﺔ
ـ ﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ
ـ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ـ أﺳس اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ـ اﻟﺗدرج ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ـ رﻓﻊ اﻟﺣرج
ـ ﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
ـ اﻟﺳﻧﺔ
ـ اﺟﺗﻬﺎد اﻟرﺳول ﻓﻲ أﻣور اﻟدﻧﯾﺎ
ـ ﺗدوﯾن اﻟﻘرآن
ـ ﺗدوﯾن اﻟﺳﻧﺔ
ـ اﻻﺧﺗﻼف
ـ ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ـ ﻋﺻر اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن
ـ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
ـ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻛوﻓﺔ
ـ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺣدﯾث
ﻣراﺣل اﻟﺗﺷرﯾﻊ
َﻧزْﻟَﻧﺎ إِﻟَْﯾ َ
ك ِ
ﺎت و ﱡ
اﻟزُﺑ ِر َوأ َ ِ
اﺳﺗﻣد اﻟرﺳول ﷺ ﺣق اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻣن اﷲ ﻋز و ﺟل ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﺑﺎْﻟَﺑﯾَﱢﻧ َ
ﱠ ﱢن ﻟِﻠﱠﻧ ِ ﱢ ِ
ﺎس َﻣﺎ ُﻧﱢز َل إِﻟَْﯾ ِﻬ ْم َوﻟَ َﻌﻠﻬُ ْم َﯾﺗَﻔَ ﱠﻛ ُر َ
ون" اﻵﯾﺔ 44ﺳورة اﻟﻧﺣل .ﻓﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘرآﻧﯾﺔ اﻟذ ْﻛ َر ﻟﺗَُﺑﯾ َ
ـ أﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﺗوﺟد أﺣﻛﺎم ﺷرﻋت دون أن ﺗﺳﺑﻘﻬﺎ واﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ )اﻟﺻﯾﺎم – اﻟوﺿوء – اﻟزﻛﺎة ...وأﺧرى
اﳊََﺮِام" اﻵﻳﺔ 217ﺳﻮرة ﱠﻬ ِﺮ ْ ﻚ َﻋ ِﻦ اﻟﺸ ْﺷرﻋت ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ ﻣﺛل ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ "ﻳَ ْﺴﺄَﻟُﻮﻧَ َ
ﱢﺴﺎء ِﰲ اﻟْ َﻤ ِﺤ ِ
ﻴﺾ" اﻵﻳﺔ ﻴﺾ ﻗُﻞ ُﻫﻮ أَ ًذى ﻓَ ْ ِ
ﺎﻋﺘَﺰﻟُﻮاْ اﻟﻨ َ
ِ
ﻚ َﻋ ِﻦ اﻟْ َﻤﺤ ِ ْ َ اﻟﺒﻘﺮة .و ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " َوﻳَ ْﺴﺄَﻟُﻮﻧَ َ
222ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة.
و أﯾﺿﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﺋل رﺳول اﷲ ﷺ ﻋن اﻟوﺿوء ﺑﻣﺎء اﻟﺑﺣر ﻓﻘﺎل " ﻫو طﻬور ﻣﺎؤﻩ اﻟﺣل
ﺻﻔﯾﺗﻪ" و أﯾﺿﺎ ﻗﺻﺔ ﺳورة اﻟﻣﺟﺎدﻟﺔ وﻫﻲ ﻗﺻﺔ ﻣظﺎﻫرة أوس ﺑن اﻟﺻﺎﻣت ﻣن زوﺟﺗﻪ
ﺧوﻟﺔ ﺑﻧت ﺛﻌﻠﺑﺔ.
ـ ﻋدم اﻟﺣرج
ـ ﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
ـ اﻟﺗدرج ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﻧﺎﻗش ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻓﻬم ﺗﺣرﯾم اﻟﺧﻣر و اﻟﺟدل ﺣول ﻣﺻطﻠﺢ اﺟﺗﻧﺑوا ...
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 04
ـ اﺟﺗﻬﺎدﻫم ﻓﻲ ﻓﻬم أﻣر اﻟﻧﺑﻲ ﺑﺎﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺑﻧﻲ ﻗرﯾظﺔ ﺑﻌد ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺧﻧدق و ﻗﺎل
" ﻣن ﻛﺎن ﯾؤﻣن ﺑﺎﷲ و اﻟﯾوم اﻵﺧر ﻓﻼ ﯾﺻﻠﯾن اﻟﻌﺻر إﻻ ﻓﻲ ﺑﻧﻲ ﻗرﯾظﺔ " ,ﻓﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﻓﻲ اﻟطرﯾق
ﺣﺿر وﻗت ﺻﻼة اﻟﻌﺻر ,ﻓﻘﺎل ﺑﻌﺿﻬم أن ﻧﺻﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ ﻷن اﻟﻘﺻد ﻣن اﻟﺣدﯾث ﻫو اﻷﻣر
ﻫو اﻟﺳرﻋﺔ و ﻗﺎل اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻻ ﻧﺻﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺻل إﻟﻰ ﺑﻧﻲ ﻗرﯾظﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻣر.
ظﻬر ﻣﺻدر ﺟدﯾد و ﻫو اﻻﺟﺗﻬﺎد و أﺻﺑﺢ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺗﻬد ﻧﺻوص ﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻛﺗﺷف
اﻟﺣﻛم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻫو اﺟﺗﻬﺎد ﺗطﺑﯾق و ﻓﻬم ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟﻠﻔظ و
اﻟﻘﺻد .........و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫذا اﻟﻣﺻدر ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدر اﻷﺧرى اﻟﻘرآن و اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻬو ﻟﯾس
ﻣﺻدر ﻣﺳﺗﻘل.
ـ اﻻﺟﺗﻬﺎد :ﻫو ﺟﻬد ﻋﻘﻠﻲ ﯾﺑذﻟﻪ اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻻﺳﺗﻧﺑﺎط ﺣﻛم ﻣن دﻟﯾﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ
ـ ﻓﻛرة اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد :
اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺑذل اﻟﺟﻬد ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ﺑذل اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺟﻬد ﻋﻘﻠﻲ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺑﺎط ﺣﻛم
ﺷرﻋﻲ ﻣن دﻟﯾﻠﻪ)أي ﻟﯾس اﺑداﻋﺎ( -ﻫل ﻫو ﻣﺻدر ﻣﺳﺗﻘل ؟
ـ ﻣﺟﺎﻟﻪ :
ـ ﻓﻲ ﻣدى اﻟﺛﺑوت اﻟﻧص اﻟﺷرﻋﻲ )ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ(
ـ اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ ﻣدى دﻻﻟﺔ اﻟﻧص اﻟﺷرﻋﻲ
ـ اﺟﺗﻬﺎد ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧص و ﺗﺄوﯾﻠﻪ
ـ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ ﻣﺎﻻ ﻧص ﻓﯾﻪ
ـ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
ـ ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺟﺗﻬﺎد
ـ ﺗﻘوﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﺛم ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ
و ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم وﺟود ﻧص اﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ رأي و إن اﺧﺗﻠﻔوا و أﺧذوا ﺑرأي اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 05
ـ أﺳﺑﺎب اﻻﺧﺗﻼف:
اﻻﺧﺗﻼف ﻛﺎن ظﺎﻫرة ﺻﺣﯾﺔ
ـ ﻣﺟﺎل اﻻﺧﺗﻼف
ﺼ َﻦ ـ ﻓﻲ دﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظ ﻗﺑل ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘرء اﻟوارد ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " َواﻟْ ُﻤﻄَﻠﱠ َﻘ ُ
ﺎت ﻳَـﺘَـَﺮﺑﱠ ْ
وء " اﻵﻳﺔ 228ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة و ﻛﻠﻣﺔ ﻗرء ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟطﻬر ﻟذﻟك ﺳن ﺑِﺄَﻧْـ ُﻔ ِﺴ ِﻬ ﱠﻦ ﺛََﻼﺛَﺔَ ﻗُـﺮ ٍ
ُ
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ اﺳﺗﻌﻣل ﻋدة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺔ أطﻬﺎر و ﻫﻧﺎك ﻣن ﻗﺎل ﻋدة ﺑﺛﻼث ﺣﯾﺿﺎت ﻓﻰ
اﻟﺣﯾض
ـ اﺧﺗﻼﻓﻬم ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﺳﻧﺔ ﻷن اﻟﺳﻧﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣدوﻧﺔ )ﺳﻧن( و ﺑﻌد اﻟﺗدوﯾن
أﺻﺑﺢ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻧﯾد و اﻟرواة.
ـ اﺧﺗﻼﻓﻬم ﻓﻲ ﻣدارك اﻟﻌﻘول.
ـ ﻣﺿﻣون اﻻﺟﺗﻬﺎد :ﺣﺻر اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻊ دون اﻻﻓﺗراض أي ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث
واﻗﻌﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﻫﻲ ﻣﯾزة ﻫذا اﻟﻌﺻر.
ـ أﺳس اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
ـ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻘﺎﺻد
ـ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
ـ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ إطﺎر زﻣﺎﻧﻪ و ﻣﻛﺎﻧﻪ
ـ أﻣﺛﻠﺔ ﻋن اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻫﻲ :
ـ ﻣﯾراث اﻟﺟد ﻣﻊ اﻹﺧوة ﺳﯾدﻧﺎ أﺑو ﺑﻛر رأى ان اﻟﺟد ﻣﺛل اﻷب ﯾﺄﺧذ
ﻣﻛﺎﻧﻪ و واﻗﻌﻪ ،و ﺳﯾدﻧﺎ ﻋﻣر ﻋدل ﻋن ﻫذا اﻟرأي.
ـ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣؤﻟﻔﺔ ﻗﻠوﺑﻬم ﺑﺧﺻوص ﺣرﻣﺎﻧﻬم ﻣن اﻟﺻدﻗﺔ
أرﺿﻲ اﻟﻔﺗوﺣﺎت )ﻏﻧﺎﺋم و أﻣر أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧراج (
ـ ﻋدم ﻗﺳﻣﺔ ا
ـ ﻣﺛل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟواﺣد ﺟواز اﻟﻘﺻﺎص ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﺗﻠﻬم
ﻟﺷﺧص واﺣد
ـ طﻼق اﻟﻔرار ) طﻼق اﻟﻣرﯾض ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻹرث (
ـ طﻼق اﻟﺛﻼث و اﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﻪ ﺣﺳب ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ـ ﺣد اﻟﺳرﻗﺔ ﻫل ﻫو ﺗﻌﻠﯾق ﻟﻠﺣﻛم أم ﺗطﺑﯾق ﻟﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﺣد ...
ـ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن :ﯾﺑدأ ﻫذا اﻟﻌﺻر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻧﺎزل ﺳﻌﯾد ﺑن
اﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﻋﻠﻲ ﻋن اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻟﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺳﻧﺔ 41ﻫـ إﻟﻰ اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﺻر اﻷﻣوي.
اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻫم اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن ﺗﻌﻠﻣوا ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ وﻣن ﻫؤﻻء ﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻣﺳﯾب
ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ و ﻓﻲ ﻣﻛﺔ ﻋطﺎء ﺑن أﺑﻲ رﺑﺎح و اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻛوﻓﺔ و اﻟﺣﺳن اﻟﺑﺻري ﻓﻲ
اﻟﺑﺻرة ...
ﻧﺣن ﻧﺗﻛﻠم ﻋن ﻓﺋﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﺳﺗﺣدث ﻫذﻩ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟﺻﻠﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺻﺣﺎﺑﺔ و
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟرﺳول ﷺ و اﻟرﺳول ﺑﺎﻟوﺣﻲ )ﺷرﻋﯾﺔ(
ﻟﻣﺎذا ﻧدرس ﻣﺎض اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ؟
ـ ﻣﻣﯾزات ﻫذا اﻟﻌﺻر
ـ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟرأي
ـ اﺗﺳﺎع داﺋرة اﻻﺧﺗﻼف
ـ أﺳﺑﺎب ﻫذا ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ
ـ اﻻﻛﺛﺎر ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟرأي
ـ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻲ اﻻﻗطﺎر
ـ اﻟﻔﺗن
ـ ﻓﺗرة اﻷﻋراف ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﺗﺣﻬﺎ
ـ ﺗﻛون اﻟﻣدارس اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ
ـ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
ـ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻛوﻓﺔ
ـ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺷرح :
ـ ﺗﻛوﯾن اﻟﻣدارس اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ
اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﺗﻌددت اﻟﻣدارس اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ و ﻟﻌل أﺷﻬرﻫﺎ ﻣدرﺳﺗﺎن
ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ و ﻣدرﺳﺔ اﻟﻛوﻓﺔ.
ـ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ :
ﺗﺻدرت اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟزﻋﺎﻣﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣوطن اﻟرﺳول ﷺ ﻋﺎﺻﻣﺔ
اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و ﻧظ ار ﻟﻣن اﺳﺗوطﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن و اﻷﻧﺻﺎر ,ﻟذﻟك ﺻﺎر ﻋﻠﻣﺎؤﻫﺎ و
رﺛﺔ اﻟﻌﻠم اﻟﻧﺑوي و ﺻﺎر ﻋﻣل اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣﺻد ار ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ .
و اﻟذﯾن ﺣﻣﻠوا اﻟراﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬم:
1ـ ﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻣﺳﯾب اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 94ﻫـ
2ـ ﻋروة ﺑن اﻟزﺑﯾر اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 94ﻫـ
3ـ أﺑو ﺑﻛر ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑن اﻟﺣﺎرث اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 94ﻫـ
4ـ ﻋﺑﯾد اﷲ ﺑن ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻋﺗﺑﺔ ﺑن ﻣﺳﻌود اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 98ﻫـ
5ـ ﺧﺎرﺟﺔ ﺑﻧت زﯾد ﺑن ﺛﺎﺑت اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 99ﻫـ
6ـ و اﻟﻘﺎﺳم ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 107ﻫـ
7ـ و ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﺳﯾﺎر اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳﻧﺔ 107ﻫـ
و ﻫؤﻻء ﻫم اﻟذﯾن ﻛﺎن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﺳﺑﻌﺔ
ـ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻛوﻓﺔ :
أﺧذت اﻟﺷﻬرة ﺑﺣﻛم ﻣن اﻧﺗﻘل إﻟﯾﻬﺎ ﻣﺛل اﺑن ﻣﺳﻌود و اﺑﻲ ﻣوﺳﻰ اﻷﺷﻌري و ﺳﻌد
ﺑن أﺑﻲ وﻗﺎص و ﻋﻣﺎر ﺑن ﯾﺎﺳر و ﺣذﯾﻔﺔ ﺑن اﻟﯾﻣﺎن و أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك و ﻏﯾرﻫم ﻣن
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ اﻟذﯾن ﺗواﻓدوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺈذن ﻣن ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻋﻔﺎن ﻟﻠﺻﺣﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺧروج إﻟﻰ اﻷﻧﺻﺎر و
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس اﻛﺗﺳﺑت ﻫذﻩ اﻟﺷرﻋﯾﺔ
ـ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ رواﺋﻲ اﻟﺣدﯾث :
ﯾرﺟﻊ ﻫذا ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ :
ـ زوال اﻟﺧوف ﻋن اﻟﻘرآن
ـ اﻟﻔﺗن اﻟﺗﻲ ظﻬرت
ـ ﺟدت اﻟﺣوادث و اﻟﺗوازن
ـ اﻟﺗﺂﺛم ﻣن ﻛﺗﻣﺎن اﻟﻌﻠم
و ﻗد ﻛﺎن ﻣن أﺛر ﺷﯾوع اﻟرواﯾﺔ ﺗﻌدد ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص و دﺧول اﺷﺧﺎص ﻟم ﯾﻛوﻧوا ﻣن أﻫل
ﺿﺑط و اﻟﻣراﺑﺔ و ﻛﺛرة اﻟﻛذب ﻋن اﻟرﺳول ﷺ ﺑل وﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺗﻌﻣد ﻓﻲ وﺿﻊ
اﻻﺣﺎدﯾث ﻹﻓﺳﺎد اﻟدﯾن ﻟذﻟك ظﻬر ﻋﻠم اﻟﺣدﯾث اﻟذي ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﺣدﯾث ﺳﻧدا و
ﻣﺗﻧﺎ .
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 06
ـ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻷﺋﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬدﯾن:
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ازدﻫر اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣذﻫﺑﻲ و اﻟذي اﻣﺗد ﻗراﺑﺔ ﻗرﻧﯾن ﻣن اﻟزﻣن ﺑداﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﺗﺻف
اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻫﺟري إﻟﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘر ن اﻟﺧﺎﻣس ﻫﺟري أﯾن ازﻫر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔﻘﻬﻲ ,و أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺛل
دور اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻠﻣﻲ ,و اﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة أن اﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻛﺎن ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟﻣذﻫب اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ
إﻟﯾﻪ .
اﻟﻣﻼﺣظ أن اﺧﺗﻼف اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺑدأ ﻣﻊ ﺑدء اﻟﺣرﻛﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﻘﺑت ﻋﺻر اﻟرﺳول ﷺ ,
أﯾن ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻼﺟﺗﻬﺎد و ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﺣﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺎ اﺳﺗﺣدث ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ,و ﻣن ﻫﻧﺎ
ظﻬرت اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﺗﺗﺿﺢ ﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻣدارس ﻓﻘﻬﯾﺔ ,ﻣﺛل ﻣدرﺳﺔ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﺣﺟﺎز
و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺟرﻓﯾﻪ اﻟﻧص و ﻛراﻫﯾﺔ اﻟرأي و ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌراق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﻣﻧﻬﺞ اﺟﺗﻬﺎدي ﯾﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ اﻟرأي و اﻟﻌﻘل .
و ﻗد أدى ذﻟك إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻣﻧﻬﻰ و أﺳﻠوﺑﺎ و ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدر ﻣن
ﺣﯾث اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺣدﯾث اﻵﺣﺎد و اﻟﻣرﺳل و اﻻﺟﻣﺎع و اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن.
ﻛﺎن اﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﯾﺄﺧذ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ,اﻟﻛﺗﺎب ﺛم اﻟﺳﻧﺔ ﺛم ﺑﺄﻗﺿﯾﺔ اﻟﺧﻠﻔﺎء ﺛم
ﺑﺄﻗﺿﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﺛم ﯾﻘﯾس ﺑﻌد ذﻟك ,و ﻗد ﻋرف ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس و اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن و اﺗﻬم
ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾث ,رﻏم أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن و اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ و اﻻﺟﻣﺎع و
أﻗوال اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ و أﻧﻪ ﯾﺗرك اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺻﺢ ﻟدﯾﻪ و ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻧد ﻋدم وﺟود
اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻛﺎن ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﺳﺎن و اﻟﻌرف اﻟذي ﻻ ﯾﺧﺎﻟف ﻧﺻﺎ.
ﻓﻣﻧﻬﺞ اﻻﻣﺎم اﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻫو ﻣﻧﻬﺞ ﺳﻠﯾم و ان اﻧﺗﻘﺎدﻩ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺑﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﻻﺋل ﻋﻠﻰ
اﻧﺗﺷﺎر ﻣذﻫﺑﻪ ﺑﺳرﻋﺔ ﻛﺑﯾرة و ﻫو أﻛﺛر اﻟﻣذاﻫب ﻗﺑوﻻ و ﻣن أﺷﻬر ﺗﻼﻣذﺗﻪ أﺑﻲ ﯾوﺳف و ﻣﺣﻣد ﺑن
اﻟﺣﺳن اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ .
ﯾﻧﺳب إﻟﻰ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس و ﻛﺎن ﯾﻣﯾل ﻣدرﺳﺔ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ و ﻛﺎن ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻣﻧﻬﺞ
اﺟﺗﻬﺎدي ﻣﺗﻣﯾز ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻵﺧرﯾن و اﻟﻣﻼﺣظ أن أﺻول اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻻ
ﻧﺧﺗﻠف ﻋن أﺻول اﻟﻣذاﻫب اﻷﺧرى ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳس و اﻟﻘواﻋد و اﻧﻣﺎ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم و
اﻟﻣراﻛز ﻓﺎﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻋﻧد ﻣﺎﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻋﻧد ﻏﯾرﻩ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺗرك
اﻟﻘﯾﺎس إذا ﺧﺎﻟف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ﺷرﻋﺎ ﻓﻣﺻﺎدر اﻻﻣﺎم ﻫﻲ اﻟﻛﺗﺎب و اﻟﺳﻧﺔ و اﻻﺟﻣﺎع و
اﻟرأي و اﻻﺧﺗﻼف ﯾﻣﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ,ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﻘدم ﻗول اﻟﺻﺣﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎس و ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﻣل
أﻫل اﻟﻣدﯾﻧﺔ و ﺑﻐﯾرﻩ ﺣﺟﺔ و ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﺧﺑر و اﻟﻘﯾﺎس.
و ﻗد اﻋﺗﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﻣﺎع ﻛﻣﺻدر ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣﻊ أﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻣﻊ ﺷﯾﺧﻪ اﻷﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﻣن
ﺣﯾث اﻟﻘول ﺑﺈﺟﻣﺎع أﻫل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ,و ﻛﺎن ﯾﺄﺧذ ﺑﺄﻗوال اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ و ﻟم ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻓﻛﺎن ﯾرى
أن اﻟﻘول ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻷﻋراف ﺑﺄن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟم ﺗﻌرض ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ
اﻻﻧﺳﺎن و ﻫذا ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ و ﯾرى أﻧﻪ ﺣﻛم ﺑﺎﻟﻬوى
و اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻣر ﺑﺛﻼث ﻣراﺣل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺟﺎزﯾﺔ ﺛم اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﺛم
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ و أﻫم ﻛﺗﺑﻪ اﻟرﺳﺎﻟﺔ و أﺷﻬر ﺗﻼﻣﯾذﻩ ﻣﻧﺿﻣون ﺑﯾن اﻟﻣذﻫب اﻟﻘدﯾم و اﻟﺟدﯾد و
ﻣؤﺳﺳﯾن ﺑﯾن اﻟﻌراق و ﻣﺻر .
ـ اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ:
ﯾﻧﺳب ﻟﻺﻣﺎم أﺣﻣد ﺑن ﺣﻧﺑل ﺑن ﻫﻼل ارﺗﺑط اﺳم اﻻﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﺣﻧﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺧﻠق
اﻟﻘرآن ﻟﻌل اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق أﻛﺛر ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و اﺷﺗﻬر اﻹﻣﺎم ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾث و ﯾﻛرﻩ
اﻟرأي و ﻟذﻟك ﻓﻣﻌﺎﻟم ﻫذا اﻟﻣذﻫب ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟرواﯾﺔ و ﻗﻠﯾﻼ ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎس.
و اﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أن اﻹﻣﺎم ﻗد وﺳﻊ ﻣن داﺋرة اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻷﻧﻪ ﯾرى أن
اﻷﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺑﺎﺣﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﻌﺑﺎدات و ﻗد دﺧل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرﺳﻠﺔ ﺿﻣن اﻟﻘﯾﺎس ...
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 07
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻟﺷرﻋﻲ ﻫﻧﺎك ﻣن ﻋرﻓﻪ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم ،ﻛﺗﻌرﯾف أﺑو
ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧﻔس ﻣﺎﻟﻬﺎ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ .1إﻻ أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻧﺗﻘد أن ﺻﺢ
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻋﻣوم اﻟﺗﻌرﯾف ﻛﺎن ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻌﺻر أﺑﻰ ﺣﻧﯾﻔﺔ اﻟذي ﻟم ﯾﻛن اﻟﻔﻘﻪ ﻗد اﺳﺗﻘل
وﻋرﻓﻪ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳب ﻣن أدﻟﺗﻬﺎ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ 2وﻫو اﻟﺗﻌرﯾف
اﻟﻣﺷﻬور ﻟدى اﻟﻌﻠﻣﺎء ،ﻟذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻋﻧﺎﺻرﻩ.ﻋﻠﻰ ﺿوءﻩ ،ﻓﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻠم اﻻدراك ،واﻷﺣﻛﺎم
ﺟﻣﻊ ﺣﻛم وﻫو ﻣطﻠوب اﻟﺷﺎرع اﻟﺣﻛﯾم أو ﻫو ﺧطﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﺷﻐﺎل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن واﻟﻣراد
وﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﺄﺧوذ ﻣن اﻟﺷرع ،واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ،أﻣﺎ اﻟﻣراد ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﺎ
وﻣوﺿوع اﻟﻔﻘﻪ ﻫو أﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻣن ﺣﯾث ﻣطﺎﻟﺑﺗﻬم ﺑﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻫم اﻟﺑﺎﻟﻐون اﻟﻌﺎﻗﻠون
اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﻛل أدق،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻛذﻟك وﺟب
اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت اﻟﻔﻘﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺗﻣل اﻟﻔﻛرة وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﯾﻣﺔ ،1أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﯾراد ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﺷرﻋﻪ اﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻌﺑﺎدﻩ ،2واﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﻬﺎ اﻷﺣﻛﺎم
وﻛﻠﻣﺔ ﺷرﯾﻌﺔ ظﻬرت ﻗﺑل ظﻬور ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻘد وردت ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ
﴿ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
3
اﻟﻛﺗب اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ط أوﻟﻰ 2016ص ، 10وأﯾﺿﺎ ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد 1ـ دـ ﻣﺣﻣد ﻓﺎروق اﻟﻧﺑﻬﺎن ـ اﻟﻣدﺧل ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓوﺷم
اﻟزرﻗﺎء ـ اﻟﻣدﺧل اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻌﺎم ـ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.153
.2دـ ﻣﺣﻣد ﻓﺎروق اﻟﻧﺑﻬﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .20
3ـ ﺳورة اﻟﺟﺎﺛﯾﺔ اﻵﯾﺔ .17
أﻣﺎ ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻘﻪ ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻣﻠت ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻌﻠم،وﻓﻲ اﻻﺻطﻼﺣﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻫو اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ.1
واﺳﺗﻌﻣﻠت ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻘﻪ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻣن ﺻدر اﻹﺳﻼم،2ﻓؤﺧذ
ﻣن ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻠﻐوي واﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻌﻠم واﻟﻔﻬم ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ
ﻓﯾﻘﺎل ﻟﻪ ﻓﻘﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗطﻠق ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻔﻘﻪ ﻣرادﻓﺔ ﻟﻠﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
دون اﻷﺣﻛﺎم اﻻﻋﺗﻘﺎدﯾﺔ ﻓﺗﻔﯾد ﺣﯾﻧﺋذ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻣﻌﻧﻰ أﻋم ﻣﻣﺎ ﺗﻔﯾﯾدﻩ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻔﻘﻪ ﻛﺄﺻل ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ
ﯾﺗرادف اﻟﻣﻌﻧﯾﺎن ،وﻟﻠﺗﻣﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺈذا ﺟﺎءت ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻷﻋم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺷﻣل
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠوم أن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺟﺎءت ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻟﺷراﺋﻊ اﻷﺧرى ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﺳﻣﺎوﯾﺔ أو وﺿﻌﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﺗﺻﺎﻓﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺷﻣول واﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﻘﺎﺋدﯾﺔ
واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
1ـ ﯾﻘول اﺑن ﻣﻧظور ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺷﻲء واﻟﻔﻬم ﻟﻪ وﻏﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻠم اﻟدﯾن ﻟﺳﯾﺎدﺗﻪ وﺷرﻓﻪ وﻓﺿﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر أﻧواع
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﯾروت 1988ج 10ﺗﺣت ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻘﻪ اﻟﻌﻠم ـ اﺑن ﻣﻧظور ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ـ ﻧﺷر دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ
ص .305
2ـ ﻣﺣﻣد ﻓﺎروق اﻟﻧﺑﻬﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .12
3ـ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻓﺈن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم أﺣﻛﺎم اﻋﺗﻘﺎدﯾﺔ وأﺣﻛﺎم ﺧﻠﻘﯾﺔ وأﺣﻛﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻧظر ﻣﺣﻣد ﻓﺎروق اﻟﻧﺑﻬﺎن اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .14
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻪ ﻫﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ، 1واﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻷﺧر ﻟﻠﻔﻘﻪ ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم وﻫﻲ ﺟزء ﻣن ﻣﻔﻬوم
وﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أﻧﻪ ﻟﯾﺳت ﻛل اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﯾﺗﻛون ﻧﺳﯾﺞ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻣﺣل إﺟﻣﺎع ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻓﺎﻷﻣر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻫو ﻣﺎ ﺛﺑت ﻓﯾﻪ اﻟﺣﻛم اﻟﺷرﻋﻲ ﺑدﻟﯾل ﻗطﻌﻲ اﻟﺛﺑوت
واﻟدﻻﻟﺔ ، 3أﻣﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻹﺟﺗﻬﺎدﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟوﻗوع اﻟﺧﻼف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺑﺧﺻوﺻﻬﺎ ﺑﯾن
اﻟﻣذاﻫب ،ﺑل وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣذﻫب اﻟواﺣد ،أﻣﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼم
ﻹرﺳﺎء ﻗواﻋدﻫﺎ ودﻋﺎﺋﻣﻬﺎ ﺑﻧﺻوص أﺻﻠﯾﺔ وآﻣرة وﻫﻲ ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﺗطرﻗﻧﺎ أﻋﻼﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎرﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ،4
وﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻫذا
اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻫو اﻟذي ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﯾﺳري اﻟﻘﺎﻧون
1ـ ﻋﺻﺎم أﻧور ﺳﻠﯾم ـ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ـ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث 2011ص .91
2ـ ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ص .94
3ـ ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ـ ص .96
4ـﺄﻧظر ص
و إذا ﻟم ﯾوﺟد ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﺑم ﯾوﺟد
ﺑﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﺷرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻓﯾﻘﺻد اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣذاﻫب أي اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﺣل ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء 1وﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﻣﺛل ﺣرﻣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣوارﯾث ،وﻋدم ﺟواز
ﻓﺟﺎءت أﺻول اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺑﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺑدل
واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺎ ﻣﺣل إﺟﻣﺎع وﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﻣﺳﺗﻣدة
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ وﺟوب اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘود ،وﻫو اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺗﻘ أر ﻣن اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ " ﯾﺎ أﯾﻬﺎ
"واﻟﺿرر ﯾزال" ،وأﯾﺿﺎ" ﻻ ﻋﺑرة ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ "،وﻻ ﻣﺳﺎغ ﻟﻺﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ ﻣورد اﻟﻧص"
و"اﻟﺿرورات ﺗﺑﯾﺢ اﻟﻣﺣظورات" و"اﻟﻣﺷﻘﺔ ﺗﺟﻠب اﻟﺗﯾﺳﯾر" و"اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻻ ﯾﻧﻘض ﺑﻣﺛﻠﻪ "و"ﻣﺎ ﺣرم
أﺧذﻩ ﺣرم إﻋطﺎؤﻩ ""،ﻣﺎ ﺣرم ﻓﻌﻠﻪ ﺣرم طﻠﺑﻪ" "،د أر اﻟﻣﻔﺎﺳد أوﻟﻰ ﻣن ﺟﻠب اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ" .وﻏﯾر ﻫﺎ ﻣن
اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﺗﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻘواﻋد اﻟﻛﻠﯾﺔ .1
ﺗﺣدﯾد ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻪ ﻟم ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺣل ﻧﻘﺎش ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻘط ﺑل اﻧﺗﻘل أﯾﺿﺎ ﻟﻠﻣﺷرﻋﯾن إذ ﺗم ﺗﻘﻧﯾﻧﻪ.
1ـ ﻋﻠﻲ ﺣﯾدر دار اﻟﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺟﻣل اﻷﺣﻛﺎم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻣن ص 19إﻟﻰ ص 100وﻗد ﺟﻣﻊ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻘواﻋد اﻟﻛﻠﯾﺔ
100ﻗﺎﻋدة واﻹﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوارد ﻋﻠﯾﻬﺎ.
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 08
ﻗد ﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾن اوﻻ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ 1ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن وذﻟك
ﺑﻘوﻟﻬﺎ " اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠم ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳب ﻣن أدﻟﺗﻬﺎ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ .2وﯾﻘﺻد ﺑﻠﻔظ اﻟﻌﻠم
ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟراﺟﺢ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻣطﻠوب اﻟذي ﯾﺣﺗﺎج اﺛﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺑرﻫﺎن
ودﻟﯾل.
واﻟﺣﻛم ﻫو ﺧطﺎب اﻟﺷﺎرع اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻔﻌل ﻣﺛل اﻟوﺟوب واﻟﺻﺣﺔ واﻟﻔﺳﺎد وﻫو ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻟﻔﻘﻪ أي
أﻣﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻘﺻد اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺧطﺎب اﻟﺷﺎرع اﻟذي ﻫو اﻟﺣق ﺟل ﺟﻼﻟﻪ،وﻟﻔظ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
أي اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل ﻟﯾﺧرج ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎﺋد وﻋﻠم اﻟﺗوﺣﯾد وﻋﻠم أﺻول اﻟﻔﻘﻪ.
وﻟﻔظ أدﻟﺗﻬﺎ أي اﻟﻌﻠم ﺑﺗدﻗﯾق اﻷدﻟﺔ ﻓﻬذﻩ أﻫم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺟﻠﺔ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﺑﺈﯾﺟﺎز
أن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻣراﻋﺎة ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌﺎ دون أن ﺗطﻐﻰ واﺣدة ﻋﻠﻰ اﻷﺧرى ،وﻓﻲ ﻫذا ﻗﻣﺔ
1
ورﻏم ذﻟك وﻋﻧد ﺗﻌﺎرض اﻟﻣﺻﻠﺣﺗﯾن ﺗﻘدم ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻲ ﺗﻛرس اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔرد وأﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻌﺎرض ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾن ﻧﻘدم ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن ﯾﺻﯾﺑﻪ
أﻛﺑر اﻟﺿررﯾن ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار وﯾدﻓﻊ أﻛﺑر اﻟﺿررﯾن ﺑﺎﻷﺧف ﻣﻧﻬﺎ.
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ رﻋﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣل اﻟﺑﯾﻊ وﺗﺣرﯾم اﻟرﺑﺎ وﺗﺣرﯾم اﻻﺣﺗﻛﺎر ورﻋﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﺟﺎر
واﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘود واﻟﺑﯾﻊ اﻟﺟﺑري ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻣدارس واﻟﻣﺷﺎﻓﻲ.2
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺔ اﻟﻔرد ﻋﻧد ﺿرر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﺣدوث ﺿرر أﻛﺑر ،ﻋدم إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑطﺎﻋﺔ
وﻋدم اطﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎﻛم إذا أﻣر ﺑﻣﻌﺻﯾﺔ ،1وأﯾﺿﺎ ﺗﻘﯾﯾد اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺛﻠث وذﻟك ﻣﻧﻌﺎ ﻟﻺﺿرار
2
ﺑﺎﻟورﺛﺔ واﻷﻣﺛﻠﺔ ﻛﺛﯾرة
ﻋدم اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻷﺧرىٕ ،واﻧﻣﺎ إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎرض ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻻوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ،وﻓﻲ ذﻟك داﺋﻣﺎ ﺗﻛرﯾس ﻟﻠﻧزﻋﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻔﻘﻪ و
ﺻﻼﺣﻪ ﻟﻠﺑﻘﺎء واﻟﺗطﺑﯾق اﻟداﺋم ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻓﻘﻪ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺧﺎﻟدة ﻻ ﯾﺗﻐﯾر ﻛﺎﻟﺗراﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود
،وﺿﻣﺎن اﻟﺿرر ،واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎس وﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻷﻋراف
ﻓﯾﻘﺑل اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗطور ﺑﺣﺳب اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،وﺧﯾر اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،و اﻟﺑﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ زﻣﺎﻧﺎ وﻣﻛﺎﻧﺎ،
ﻣﺎ دام اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اطﺎر ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺻوﻟﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ،وذﻟك ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
ﻻ اﻟﻌﻘﺎﺋد و اﻟﻌﺑﺎدات.
وﻟﻌل ﻫذا ﻫو اﻟﻣراد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻘﺎﻋدة ﺗﻐﯾر اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻷزﻣﺎن ،وﻫذا أﯾﺿﺎ ﻣن أﻋظم اﻟﻌﺑر
ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺻور ،وﻣن ﻫذا ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣظﺎﻫر اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣﻊ أوﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﻔﻘﻪ
ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ.
وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻟوارد ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ ورﻏم اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻓﻛرة اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ إﻻ
أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺳﻠم ﻣن اﻟﻣﻧﻛرﯾن ﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ و ﻟم ﺗﺳﻠم ﻓﻛرة اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻣن اﻟﻧﻘﺎش اﻟﺟﺎد رﻏم
اﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻬﺎ.
1ـ ﻟﻘوﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﯾﻣﺎ رواﻩ أﺣﻣد " اﻟﺳﻣﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرء اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﻣﺎ أﺣب أو ﻛرﻩ،ﻣﺎ ﻟم ﯾؤﻣر ﺑﻣﻌﺻﯾﺔ ﻓﺈن أﻣر
ﺑﻣﻌﺻﯾﺔ ﻓﻼ ﺳﻣﻊ وﻻ طﺎﻋﺔ .اﻧظر وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .38
2ـ ﻟﻠﻣزﯾد أﻧظر وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص 38وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ.
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 09
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻓﻛرة ﺗﻘﻧﯾن اﻟﻔﻘﻪ ﯾرى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻣن ﺑﯾﻧﻬم اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ أن
اﻟﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻫو ﺗﻘﻧﯾﻧﻪ أي ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ ﻓﻲ ﻣواد ﻣﺑﺳطﺔ ﺗﯾﺳﯾ ار ﻟرﺟوع اﻟﻘﺿﺎة
إﻟﯾﻪ وﺗوﺣﯾدا ﻷﺣﻛﺎﻣﻪ وﺗﺳﻬﯾﻼ ﻷﻣر اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن 1وﯾرى ذﻟك ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ إطﻼﻗﺎ ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔﻘﻪ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻣواد ﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟﻣواطن اﻟﻌﺎدي اﻟرﺟوع إﻟﻰ
أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻣﺎدة ﻣﺎدة وﻓﻘرة ﻓﻘرة ،ﺑل أﺻﺑﺢ ذﻟك ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﺿر ، 2ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس أن اﻟﻛﺗب اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﺳواء اﻟﻘدﯾﻣﺔ أو اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻻ ﯾﺳﻬل ﻟﻐﯾر اﻟﻣﺗﺧﺻص اﻟرﺟوع إﻟﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺛم
وﻣن أﺟل أن ﯾﻛﺗﻣل اﺳﺗﻘﻼل اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺎ وﻣﻌﻧوﯾﺎ وﻋدم وﺟود أﺳﺑﺎب ﻟﻠﺗﺑﻌﯾﺔ ﻷﯾﻰ
دوﻟﺔ أﺧرى ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أو ﻓﻛرﯾﺔ أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻣن ﺑروز اﺗﺟﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻟرﺳﻣﻲ
واﻟﺷﻌﺑﻲ ﻧﺣو اﻷﺧذ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﻧﯾن ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وأن
اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو اﻟﺿﻣﺎن ﻟﺑﻘﺎء اﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺧﺎﻟﺻﺎ وﻣﻌﺑ ار ﻋن ﻋواطف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم
وأﻓﻛﺎرﻩ وﻧزﻋﺎﺗﻪ وردود ﻓﻌﻠﻪ إزاء اﻷﺣداث اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وأن ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك وﻫﻲ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
1ـ وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص 42ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻓﺗﻧﺔ
وﺣﻛﻣﻬﺎ ﺣرام وﻗدﻣوا ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك أدﻟﺔ ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻼﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬﺎ وﻛﺄن اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﻣر اﷲ ورﺳوﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم اﻧظر
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑن ﺳﻌد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺷﺗري ﻛﺗﺎب ﺣﻛم ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ داراﻟﻔواﺋد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ط 2007ص 30وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ.
2ـ وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ﺟﻬود ﺗﻘﻧﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ،دار اﻟﻔﻛر،دﻣﺷق ط 20دار اﻟﻔﻛر اﻟﻣﻌﺎﺻر ﺑﯾروت ـ.2014
ﺗﺧﺗﻠﺞ ﺻدر اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﺳﻧﻬوري ، 1وﻛذا اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻐﯾورﯾن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟدﯾن واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄن ﯾﺻدر ﻗﺎﻧون
ﻣدﻧﻲ وﻏﯾر ﻣدﻧﻲ ﻣﺳﺗﻣد ﻛﻠﻪ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.وأن اﻟﺗﻣﻬﯾد ﻟﻬذﻩ اﻷﻣﻧﯾﺔ وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﻣن
ﻣﺟرد أﻣﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﺑﻧﻬﺿﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.ﻓﻲ
ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺷﻬﺎدات ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻐرب واﻟﺷرق وﻋﻣداء
اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﻣؤﺗﻣرات اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﯾن اﻟدوﻟﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺻر
اﻟﺣدﯾث 2واﻟﺗﻲ أﻛدت ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﺎرى ﻓﯾﻬﺎ وأن
اﺧﺗﻼف اﻟﻣذاﻫب اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺛروة ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
وﻣن اﻷﺻول اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻧﺎط اﻻﻋﺟﺎب وﺑﻬﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔﻘﻪ أن ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣطﺎﻟب اﻟﺣﯾﺎة
وﻫذﻩ اﻟﻣﯾزات ﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﻧﺻﻔﯾن ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻐرب 3وﻟﻛن أﯾﺿﺎ ﻟﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﻗررﺗﻪ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻟو ﺷﻣﻠﺗﻬﺎ ﯾد اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻓﺄﺣﺳﻧت ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻟﺻﻧﻌت ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺎت
وﻣﺑﺎدئ ﻻ ﺗﻘل ﻓﻲ اﻟرﻗﻲ وﻓﻲ اﻟﺷﻣول وﻓﻲ ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطور ﻋﻠﻰ ﺧطﻰ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻧﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﯾوم ﻋن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم
1ـ اﻧظر اﻟوﺳﯾط ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟﺟزء 1ص .48
2ـ ﻣﺛل ﻣؤﺗﻣر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ ﻻﻫﺎي ﺳﻧﺔ 1938وﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻻﻫﺎي 1948وأﺳﺑوع اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎرس 1951اﻧظر وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ﺟﻬود اﻟﺗﻘﻧﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص 40وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ وأﯾﺿﺎ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟزرﻗﺎء اﻟﻣدﺧل
،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .30
3ـ ﻛﺎﻟﻔﻘﯾﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻛوﻫﻠز و اﻻﺳﺗﺎذ اﻻﯾطﺎﻟﻲ داﻟﻔﯾﺷﯾو،واﻟﻔﻘﯾﻪ اﻷﻣرﯾﻛﻲ دﯾﺟﻣور،وﻛﺛﯾرﯾن ﻏﯾرﻫم ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻬدون ﻣﺎ اﻧطوت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﻣروﻧﺔ وﺗطور وأﯾﺿﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﻪ اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻻﻣﯾر ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ﻻﻫﺎي 1938
وﺗﻘدﯾرﻩ اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ.ﻣﻘﺎل ﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺳﻧﻬوري ذﻛرﻩ وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ﺟﻬود ﺗﻘﻧﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص .42
ﺧدﻣﺔ ﻟﺑﺣﺛﻧﺎ ،واﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻐرب ﻣن أﺣدث ﻧظرﯾﺎﺗﻪ ﻣﺛل ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق
،وﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ،وﻧظرﯾﺔ ﺗﺣﻣل اﻟﺗﺑﻌﺔ ،وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﻛﻠﻬﺎ ﻧظرﯾﺎت ذات ﻧزﻋﺔ
ﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﺿﺣﺔ وﻟﻬﺎ أﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﺳﻧرى ﻓﻲ أﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
وﻫذا اﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ظﻬور ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻔﻘﻪ
اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻬﻧد ﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻌﺑﺎدات واﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت،1وأﯾﺿﺎ
ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ2واﻟﺗﻲ ظﻠت ﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻋدا ﻣﺻر،واﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻷﺧرى ﻫﻲ ﻣرﺷد اﻟﺣﯾران ﻟﻣﻌرﻓﺔ أﺣوال اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻘدري ﺑﺎﺷﺎ
وﻫو ﺗﻘﻧﯾن ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻗﺎم أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻘﻧﯾن اﻟﻌدل واﻹﻧﺻﺎف وﻫو ﺗﻘﻧﯾن ﺧﺎص
وﻗد ﺗم اﺻدار ﺗﻘﻧﯾﻧﺎ ﻣﺗﻛﺎﻣﻼ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻹﺛﺑﺎت ٕواﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﻟﺗﺟﺎري وﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ ﻣن طرف ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻣﺻر وﻟﺟﺎن ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون وﻣﺟﻣﻊ اﻟﺑﺣوث اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وﻋﻣداء ﻛﻠﯾﺎت اﻟﺷرﯾﻌﺔ وراﺟﻌﻬﺎ اﻷزﻫر اﻟﺷرﯾف
اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻌﻣل اﻟﻧظﺎم آن ذﻟك ﺑﺈﺧﻔﺎﺋﻪ وﺗﺟﺎﻫﻠﻪ اﻟﺷﻌب وﺳﻛت اﻟﺟﻣﯾﻊ وأﻏﻠق اﻟﻣﻠف.
ﺛم ﺟﺎءت أﺣداث 25 1ﯾﻧﺎﯾر 2011ﻟﯾﺑرز ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻري وﺑدأت ﺗظﻬر ﻣن ﺟدﯾد ﺑوادر
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وﺧرﺟت ﻫذﻩ اﻟﻛﺗب إﻟﻰ اﻟﻧور أﻣﻼ ﻓﻲ ﺗﺑﻧﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻟﺟدﯾد وﻟﻛن....
ووﺿﻌت ﻫذﻩ اﻟﻛﺗب وﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻌظﯾم ﻛوﺛﯾﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﺻﻠﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ ﻟﯾرى ﻋظﻣﺔ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وﺳﻌﺗﻬﺎ وﺳﻣﺎﺣﺗﻬﺎ واﺳﺗﯾﻌﺎﺑﻬﺎ ﻟﻛل ﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺣﯾﺎة وﻟﺗﻛون ﺟﺎﻫزة ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻟﻣن
ﯾرﯾد أن ﯾطﺑﻘﻬﺎ ﻣن اﻟدول اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ،وﻗد أﺛﻣر ﻧداء ﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﺛﻣﺎ ار طﯾﺑﺔ،ﻓﺻدر ﻗﺎﻧوﻧﺎن
ﻣدﻧﯾﺎن ﻣﺳﺗﻣدان ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ،وﻫﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم 1951واﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ 1976ﺛم ﺗﻼﻫﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻛوﯾﺗﻲ ﻣﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ
،1981وﻛذﻟك ﺗم إﻋداد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة اﻟذي أﺻﺑﺢ
2
،وﻗد اﺣﺗذى اﻟﺳودان ﺣذوا اﻷردن ﻓﺻدر ﻓﯾﻪ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻧﺎﻓذا ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1986/03/29
وﻫذﻩ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻣدت ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻫذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻛﺎﻟﻣﺻري واﻟﺟزاﺋري واﻟﺳوري ﺗﺄﺛرﻫم ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺗﺑﺳﺔ أﺻﻼ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ
ـ ﻓﻛرة اﻟﺗﻘﻧﯾن
ـ اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ
ـ ﺣواﻟﺔ اﻟدﯾن