Professional Documents
Culture Documents
ص1 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 1061
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 23ﻳﻮﻧﻴﻮ 77
ﳌﺎ اﻗﺘﻨﻌﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﺑﺄن اﳌﻮت ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ اﳌﺘﻬﻤﺎن ﻣﻌﺎ و أﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻋـﺎﳌﲔ
ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﱵ أﻓﻀﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ و أن ﻧﻴﺔ اﻟﻘﺘــﻞ اﻟﻌﻤـﺪ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻓـﺮة
ـﻞ
ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ و أﺑﺮزت ﲟﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﻫﺬه ﻓﻼ ﺿﲑ ﰲ ﻋﺪم ﺗﺒﻴﺎن اﻟﻔﻌـ
اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺘﻬﻤﲔ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﺬر ذﻟﻚ.
ـﺮوب ﺣﻴﺚ إن ﻃﺎﻟﱯ اﻟﻨﻘﺾ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻮﺟﺪان رﻫﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎل ﺧﻼل اﻷﺟﻞ اﳌﻀـ
ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻓﻬﻤﺎ ﻣﻌﻔﻴﺎن ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 581ﻣــﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻹﻳﺪاع اﳌﻘﺮر ﺑﺎﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺼﻞ .
ص2 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻄﻠﺒﺎن ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻮاﻓﻘﲔ ﳌﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
ﰲ اﳌﻮﺿﻮع :
و ﺑﻌﺪ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺪن اﳌﻄﻠﻮﺑﲔ ﻓﻴﻪ.
ـﻪ
ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﳉﻨﺎﻳﺎت ﻧﺺ ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘـ
ﻋﻦ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﱵ أﺻﺪرﺗﻪ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ و ﻗﺪ ﺻﺪر ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮم اﻟــﺬي ﻧﻮﻗﺸـﺖ ﻓﻴـﻪ
اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﺘﻜﻮن اﳍﻴﺌﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ اﻟﱵ أﺻﺪرﺗﻪ و ﻧﺎﻗﺸﺖ اﻟﻘﻀﻴــﺔ
ﰲ آن واﺣﺪ ،ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﳎﺪﻳﺔ.
و ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﺧﺮق ﺣﻘﻮق اﻟﺪﻓﺎع ،ﺧـﺮق
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 459ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ذﻟﻚ أن دﻓــﺎع اﳌﺘـﻬﻤﲔ و
اﳌﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﺎﳊﻖ اﳌﺪﱐ و ﳑﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻃﺎﻟﺒﻮا ﺑﺘﺄﺟﻴﻞ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻﺳــﺘﺪﻋﺎء
ـﻚ ﰲ ﺑـﺪء اﳌﻨﺎﻗﺸـﺔ ،و اﶈﻜﻤـﺔ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺸﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﳛﻀﺮوا ﻟﻠﺠﻠﺴﺔ و ذﻟـ
رﻓﻀﺖ ﻃﻠﺐ اﻟﺘﺄﺧﲑ و ﻋﻠﻠﺖ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺗﺼﺮﳛﺎت اﻟﺸﻬﻮد اﻟﺬﻳــﻦ
ﱂ ﳛﻀﺮوا اﺗﻀﺢ أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﻻ ﺗﻀﻴﻒ أي ﺷﻲء ﻟﻘﻨﺎﻋﺔ اﶈﻜﻤﺔ ﻓﻜﻴــﻒ أﻣﻜـﻦ
ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﲡﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﱃ اﳌﺘــﻬﻤﲔ و اﻟﺸـﻬﻮد و ﻋـﺮض
وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒﺎت و اﻻﺳﺘﻤﺎع إﱃ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻻﺗﻬﺎم و اﻟﺪﻓﺎع.
ص3 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
465و 470ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ذﻟﻚ أن اﶈﻜﻤﺔ اﺳﺘﻤﻌﺖ إﱃ إﻓﺎدة زوﺟﺔ اﻟﻀﺤﻴــﺔ
ـﺎ اﻟﻴﻤـﲔ
و اﺑﻨﻪ ﺑﺪون أن ﺗﺸﻤﻠﻬﻤﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺸﻬﻮد اﳌﺒﻠﻐﺔ ﻟﻠﻤﺘﻬﻤﲔ و ﺑﺪون أن ﻳﺆدﻳـ
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و ﺑﺪون أن ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﺎ أو ﺗﺴﺘﻘﺪﻣﻬﻤﺎ اﶈﻜﻤﺔ.
ﺣﻴﺚ ورد ﰲ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ،ﺑﻌﺪ ذﻛﺮ اﳊﻴﺜﻴﺎت اﻟــﱵ أﺑـﺮزت ﻓﻴـﻬﺎ
ـﻲ " :واﶈﻜﻤﺔ ﻣﻮﺟﺒﺎت اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎرﺗﻜﺎب اﳌﺘﻬﻤﲔ ﻣﻌﺎ ﺟﺮﳝﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻤﺪا ﻣﺎ ﻳﻠـ
ﺣﻴﺚ إن اﶈﻜﻤﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﺠﺪ ﻓﻴﻤﺎ ذﻛﺮ أﻋﻼه ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ دﻻﺋــﻞ ﻛﺎﻓﻴـﺔ ﻹداﻧـﺔ
اﳌﺘﻬﻤﲔ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﳍﺎ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﺎرﺗﻜﺎﺑﻬﻤﺎ اﻷﻓﻌﺎل اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻴـﻬﻤﺎ ،و
ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﳌﺘﻬﻤﺎن ﰲ اﻗﱰاف ﺟﺮﻣﻬﻤﺎ ﺳﻼﺣﺎ ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﺬﻳﻔﺔ ﺛﺎﻗﺒــﺔ إﱃ
ـﺔ أن اﳌﺘـﻬﻤﲔ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻨﻒ و ﻣﻦ ﺷﺄن ذﻟﻚ ﺗﺴﺒﺐ اﳌﻮت و ﻣﻦ ﰎ ﺗﺮى اﶈﻜﻤـ
ﻛﺎﻧﺎ ﻋﺎﳌﲔ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﱵ أﻓﻀﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ أن ﻧﻴﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ﻛــﺎﻧﺖ
ـﺔ ﻣﻘﺘﻨﻌـﺔ ﺑـﺄن اﻷﻓﻌـﺎل ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ،و ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺑﻬﺬا اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤـ
اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﻤﺘﻬﻤﲔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺣﻘﻬﻤﺎ و ﺗﻜﻴﻒ ﲜﻨﺎﻳﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼـﻞ 392
ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﻨﺎﺋﻲ".
ص4 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻛﺬﻟـﻚ اﳌﺘﺨـﺬة ﻣـﻦ ﺿﻌـﻒ اﻟﺘﻌﻠﻴـﻞ
اﳌﻮازي ﻻﻧﻌﺪاﻣﻪ ذﻟﻚ أن اﶈﻜﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺗﺼﺮﳛﺎت ﻣﺘﻨﺎﻗﻀـﺔ
ﺻﺎدرة ﻋﻦ اﳌﺘﻬﻤﲔ ﺧﻼل اﺳﺘﻨﻄﺎﻗﻬﻤﺎ ﰲ اﳉﻠﺴﺔ دون أن ﺗﻮﺿﺢ ﻣﺎ ﻫــﻲ ﻫـﺬه
اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ،و أن إﻓﺎدة اﻟﺸﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻤﻌﺖ إﻟﻴﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺮاﺋﻦ ﺗﺪل ﻋﻠــﻰ
ﺑﺮاءة اﻟﻌﺎرﺿﲔ ﳑﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻬﻤﺎ ،ﻛﻤﺎ أن اﶈﻜﻤــﺔ وﺟـﺪت ﰲ إﺑـﻼغ اﳌﺘـﻬﻤﲔ
ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﺑﺎﳊﺎدث ،و اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﲟﻨﺰﻟﻪ و اﺻﻄﺤـﺎب
اﺑﻨﻪ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻗﺮاﺋﻦ ﻟﻺداﻧﺔ ﰲ ﺣﲔ أﻧﻬﺎ ﻗﺮاﺋﻦ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﻞ ﺷﺒﻬﺔ .
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻟﺌﻦ ﻛﺎن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﺸــﺮ ﻓﻴـﻪ إﱃ إﺧـﺮاج اﻟﺸـﻬﻮد
اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﳌﻌﺪة ﳍﻢ ﻓﺈن اﶈﻀــﺮ اﻟﺼﺤﻴـﺢ ﺷـﻜﻼ و
اﶈﺮر ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 498ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ
ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺘﻪ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أن اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼــﻞ اﻵﻧـﻒ
اﻟﺬﻛﺮ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ أن اﻹﺟﺮاءات اﳌﻘﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﺴﲑ ﺟﻠﺴﺎت اﶈﺎﻛﻢ اﳉﻨﺎﺋﻴــﺔ
ﺗﻌﺘﱪ ﻗﺪ اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا أﺷــﲑ ﺑﻜﻴﻔﻴـﺔ ﺻﺮﳛـﺔ إﱃ ﻋـﺪم ﺗﻄﺒﻴﻘـﻬﺎ ﰲ
اﶈﻀﺮ أو ﰲ اﳊﻜﻢ أو ﰲ ﻃﻠﺐ ﺗﺴﺠﻴﻞ ذﻟﻚ ،اﻷﻣﺮ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺘﻮﻓـﺮ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟـﺔ
اﳊﺎﻟﻴﺔ ،ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ذات اﻋﺘﺒﺎر.
ص5 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ـﺎدى اﻟﻄـﺎﻫﺮ و ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺒﲔ اﳌﺮﻓﻮﻋﲔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻳﻒ أﲪﺪ و ﳏﻤـ
ﻣﺮزوق اﻋﻤﺎروش ﻋﻤﺮ و ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺄداء اﻟﺼﺎﺋﺮ و ﻣﺒﻠﻐــﻪ ﻣﺎﺋﺘـﺎ
درﻫﻢ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻃﺒﻖ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻘﺮرة ﰲ ﻗﺒﺾ ﺻﻮاﺋﺮ اﻟﺪﻋﺎوى اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣــﻊ
ﲢﺪﻳﺪ اﻹﺟﺒﺎر ﰲ أدﱏ أﻣﺪه اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ.
ص6 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻌﻠﻴﻖ
ﰲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻮال ،و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﻋﺪة أﻓﻌﺎل ﻣﻦ أﻛــﺜﺮ ﻣـﻦ
ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﺗﻬﺪف إﱃ ﻏﺎﻳﺔ واﺣﺪة ﻣﺜﻞ ﺟﺮﳝﺔ اﻟﻘﺘﻞ و إزﻫﺎق روح إﻧﺴﺎن ﻓــﺈن
اﶈﻜﻤﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﺎرﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻌﺎل ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ اﻟــﺬي
ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ و ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﱵ ﺗﻮﻓﺮت ﻟﺪﻳﻬﺎ أن ﺗﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑــﻪ ﻛـﻞ
ﻓﺎﻋﻞ ،و أن ﲤﻴﺰ ﺑﲔ اﳌﺘﻬﻢ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺎدﻳﺔ اﻟــﱵ أودت ﲝﻴـﺎة
ـﺎﻋﺪة و
ذﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن و ﺑﲔ اﳌﺘﻬﻢ اﻟﺬي ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ دور ﺑﺎﳌﺮة أو ﻛﺎن ﻟﻪ دور اﳌﺴـ
اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻘﻂ ،و ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﲢﺪد ﰲ ﻗﺮارﻫﺎ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻛـﻞ
واﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺘﻬﻤﲔ و ﺗﻜﻴﻔﻪ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺎﺳﺐ.
و ﻟﻜﻦ ﳛﺪث أﺣﻴﺎﻧﺎ أن ﲡﺪ اﶈﻜﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻣﺎم ﻓﻌﻞ واﺣــﺪ ﻣﻨﺴـﻮب إﱃ
ـﱵ أﺟﺮﻳـﺖ و اﻹﺟـﺮاءات اﻟـﱵ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﻬﻢ و ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﳍﺎ رﻏﻢ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟـ
اﲣﺬت أن ﺗﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺎﻟﺬات اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﻨﻔﻴــﺬ اﳉﺮﳝـﺔ ﻣـﻊ
اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ اﳊﺠﺞ ﺑﺄن اﳌﺘﻬﻤﲔ ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﺎﺑﻖ اﺗﻔــﺎق
ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳉﺮﳝﺔ و أﻧﻬﺎ ﻧﻔﺬت ﻓﻌﻼ ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﻢ و ﻟﻜﻦ ﰲ ﻇﺮوف ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻇــﻞ
ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﳎﻬﻮﻻ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺴﻤﻊ أﺣﺪ اﳌﺎرة ﻧﺪاء اﺳــﺘﻐﺎﺛﺔ و ﻳﺘﻮﺟـﻪ إﱃ
ﻣﺼﺪره ﻓﻴﻼﺣﻆ ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﰲ دﻣﺎﺋﻪ و رﺟﻠﲔ ﻳﻔﺮان ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻤﺎ و ﻳﺸﲑ إﻟﻴـﻪ
ـﺎران ،و
اﳌﻌﺘﺪى ﻋﻠﻴﻪ ،و ﻫﻮ ﻳﻠﻔﻆ أﻧﻔﺎﺳﻪ اﻷﺧﲑة ،ﺑﺄن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻫﻤﺎ اﻟﺸﺨﺼﺎن اﻟﻔـ
ﻳﺘﺸﺒﺚ اﳌﺘﻬﻤﺎن ﺑﺎﻹﻧﻜﺎر ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﳌﺮاﺣﻞ أو ﳛﺎول ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨــﻬﻤﺎ أن ﻳﻨﺴـﺐ
اﻟﻔﻌﻞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ،و ﺗﺘﺄﻛﺪ اﶈﻜﻤﺔ ﻣﻦ أﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﻔﻘﲔ ﻋﻠﻰ ﺟﻌــﻞ ﺣـﺪ ﳊﻴـﺎة
ذﻟﻚ اﳌﻘﺘﻮل ،و ﻟﻜﻦ أي ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﺷﺮ اﻟﻔﻌﻞ اﳌﺎدي اﳌﺆدى إﱃ إزﻫﺎق اﻟﺮوح؟ و ﻣــﺎ
ـﱪ ﻛـﻞ واﺣـﺪ ﻫﻮ دور اﻵﺧﺮ؟ ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳉﻮاب ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻌﺘـ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺮﺗﻜﺒﺎ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي و ﻳﻌﺎﻗﺒﺎن ﻣﻌﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺼﻔﺔ .
و ﻫﻜﺬا اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎزﻟﺔ اﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﻄﺮﻳـﻖ
اﻟﻨﻘﺾ :
ـﻪ ﺳـﻘﻂ ﰲ ﻫـﻮة ﺳـﺤﻴﻘﺔ إﺛـﺮ ﻓﻘﺪ وﺟﺪ ﺷﺨﺺ ﻣﻴﺘﺎ و زﻋﻢ اﳌﺘﻬﻤﺎن أﻧـ
ﻣﻄﺎردﺗﻪ و ﺗﻮﺻﻠﺖ اﶈﻜﻤﺔ إﱃ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ و ﻫﻲ أن اﻟﺸﺨﺺ ﱂ ﳝﺖ ﻣــﻦ ﺟـﺮاء
ـﺎقﺳﻘﻮﻃﻪ ﰲ اﳍﻮة و ﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ رﻣﻴﻪ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﳌﺘﻬﻤﲔ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﺑﻖ اﺗﻔـ
ـﺔ ﺑﻮاﺳـﻄﺘﻬﺎ ،وﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺣﺪ ﳊﻴﺎﺗﻪ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ،و ﰎ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳉﺮﳝـ
ـﻬﻮﻻ ،ﻓﺎﻋﺘﱪﺗـﻬﻤﺎﻟﻜﻦ ﻇﻞ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي أﻃﻠﻖ اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﳎـ
اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺮﺗﻜﺒﲔ ﻣﻌﺎ و ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء.
اﻷﺳﺘﺎذ ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ
ص7 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 136
77ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 50004 – 2 – اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 23
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺮ
ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ﳌﺎ ﱂ ﺗﻌﺘﺪ ﺑﺎﳌﺪة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮ ﳏﻀـ
اﳊﺎدﺛﺔ ﻟﺒﺪاﻳﺔ أﺟﻞ اﻟﺴﻘﻮط ﳑﺘﻌﺔ ﺑﺬﻟــﻚ اﳌﻀـﺮور ﺑـﺎﻟﻌﺬر اﳌﻘﺒـﻮل
اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﻟﻮزﻳﺮي اﻟﺼﺎدر ﺑﺘـﺎرﻳﺦ - 23
. 1955 - 2
إن ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮادث اﻟﺴـﲑ
ـﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀـﺎت
أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﺄﺿﺮار ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ و ﻻ ﻳﺘﺤﻤـ
اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﱵ ﳝﻜﻦ اﳊﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﺘﻀﺮرﻳﻦ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳉﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﻔﺮع اﻷول و ﺑﺎﻟﻔﺮﻋﲔ اﻟﺜــﺎﱐ و اﻟﺮاﺑـﻊ ﻣـﻦ
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ :
ـﻮن ﻓﻴـﻪ
ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ و اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌـ
ـﲔاﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1974/2/19أن اﳌﺮﺣﻮم اﳊﺴـ
ص8 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻘﻲ ﺣﺘﻔﻪ ﰲ ﺣﺎدﺛﺔ ﺳﲑ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﳎﻬﻮل ،و ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻣﺖ زوﺟﺘــﻪ
أﺻﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ و ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﳏﺎﺟﲑﻫﺎ أﺑﻨﺎء اﳌﺘﻀﺮر ﺑﻄﻠﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎت ﺗﺒﻠــﻎ ﰲ
ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ 195.000درﻫﻢ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﳊﺎدﺛــﺔ ،ﻛﻤـﺎ ﺗﻘـﺪم أﺑﻨـﺎء
اﳍﺎﻟﻚ و ﻫﻢ اﻟﺰﻫﺮة و اﳊﺴﲔ و ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻌﻨﻮي ﻗﺪره 5000درﻫـﻢ
ـ
ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ و ﻗﺪ أﺟﺎب ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻋﺪم ﻗﺒﻮﳍ ﺎ
ـﻬﺎﻟﻌﺪم إﺷﻌﺎره داﺧﻞ أﺟﻞ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ و ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﱵ ﻳﺪﻋﻰ ﺑـ
أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﻮرﺛﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻦ أﺿﺮار ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻮﺿﻬﺎ ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤــﺎن ،و
ـﺪم ﺑـﻪ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻗﺪ ﻗﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺬي ﺗﻘـ
ﳏﺠﻮب و زﻫﺮة و ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻟﺘﻌﻠﻘﻪ ﺑﺄﺿﺮار ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ و ﺣﻜﻤــﺖ ﻟﻔـﺎﺋﺪة اﻷرﻣﻠـﺔ و
ﳏﺎﺟﲑﻫﺎ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻒ ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋــﻲ و
ـﻲ ﻓـﺄﺻﺪرت ﳏﻜﻤـﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف ﺗﻘﺪم ورﺛﺔ اﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﺮﻋـ
ﺑﺎﻟﺒﻴﻀﺎء ﺣﻜﻤﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ رﻓﺾ ﻃﻠﺒﺎت اﶈﺠـﻮب
ـﻢو زﻫﺮة و ﻋﺎﺋﺸﺔ و ﺣﻜﻤﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻗﺪره 5000درﻫـ
و أﺷﻬﺪت ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺧﻞ ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن و ﻋﺪﻟﺖ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀـﻰ
ـﻮض ﺑﻪ ﻟﻸرﻣﻠﺔ و أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎت ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺄن ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن ﻳﻌـ
ـﻮ 70/8/30اﻷﺿﺮار اﳌﺎدﻳﺔ و اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ،و ﺑﺄن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﳊﺎدﺛﺔ ﻫـ
و ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﺼﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن ﻫﻮ 71/2/16ﳑﺎ ﻳﻔﻴــﺪ أن اﻟﺪﻓـﻊ
ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ـﻢ ﺑـﺄﻛﺜﺮ ﳑـﺎ ﻃﻠـﺐ و و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و اﳊﻜـ
ﲞﺮﻗﻪ ﻟﻠﻔﺼﻞ 5ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﻟﻮزﻳﺮي اﳌﺆرخ ﰲ 55/2/23اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻘــﺪﱘ
ـﺔ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔاﻟﻄﻠﺒﺎت إﱃ ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن داﺧﻞ أﺟﻞ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﺎدﺛـ
ﺟﻬﻞ اﳌﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﻟﻀﺮر و أن اﳊﻜــﻢ اﳌﻄﻌـﻮن ﻓﻴـﻪ ﻋﻨﺪﻣـﺎ اﻋﺘـﱪ اﻷﺟـﻞ
ـﻘﻮط ﻳﻜـﻮن ﻗـﺪ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ أﺟﻞ ﺗﻘﺎدم ﰲ ﺣﲔ أﻧﻪ أﺟﻞ ﺳـ
ـﺎرﻳﺦ 19ﻏﺸـﺖ 1970و ﱂ ﺗﻮﺟـﻪ اﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ ﺧﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻷن اﳊﺎدﺛﺔ وﻗﻌﺖ ﺑﺘـ
ـﺘﺔ أﺷـﻬﺮ و أن
ﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن إﻻ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 26ﻓﱪاﻳﺮ 1971أي ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ أﺟﻞ ﺳـ
اﶈﻜﻤﺔ ﻗﺪ ﺧﺮﻗﺖ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲤﺴﻜﺖ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳـﺮ اﶈﻀـﺮ ﰲ ﺣـﲔ أن
اﳊﺎدﺛﺔ وﻗﻌﺖ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19ﻏﺸﺖ 1970و ﱂ ﲡﺐ ﻋﻦ اﻟﺪﻓﻮع اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑــﺎﻷﺟﻞ و
ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﺎدﺛﺔ.
ـﻪ ﻏـﲑ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﲔ أن أﺟﻞ اﻟﺴﻘﻮط اﳌﺘﻤﺴﻚ ﺑـ
ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻷن ﺗﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳﺮ ﳏﻀﺮ اﳊﺎدﺛﺔ ﻫﻮ 1970/8/30ﻣﻌﺘﱪا ﺑﺬﻟـﻚ أن اﻟﺘـﺎرﻳﺦ
اﳌﺬﻛﻮر ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ ﲢﻘﻖ اﳌﺘﻀﺮرﻳﻦ ﺑﺄن اﳌﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﳊﺎدﺛﺔ ﳎﻬﻮل.
ص9 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﳌﻘﺒﻮل اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﻟﻮزﻳــﺮي اﶈﺘـﺞ ﺑـﻪ و
ﳎﻴﺒﺎ ﻋﻦ اﻟﺪﻓﻮع اﳌﺜﺎرة ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻟﺐ.
و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﳛﺮف ﺗﺎرﻳﺦ وﻗﻮع اﳊﺎدﺛــﺔ و
ـﺮ وﱂ ﻳﻌﺘﱪه ﻛﺄﺳﺎس ﻻﻧﻄﻼق أﺟﻞ اﻟﺴﻘﻮط و إﳕﺎ أﺷﺎر إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳﺮ اﶈﻀـ
ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن اﳌﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﳊﺎدﺛﺔ ﳎﻬﻮل ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰲ ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﻏــﲑ
ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ـﺔ
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﳊﻜﻢ ﲞﺮﻗﻪ ﻟﻠﻔﺼﻞ 189ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ
و ذﻟﻚ ﻟﻌﺪم اﺷﺘﻤﺎل اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ اﻟﻜـﺎﻣﻞ ﺑـﺎﳋﺼﻮم و
وﻛﻼﺋﻬﻢ و ﻻ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ و ﺣﺮﻓﻬﻢ و ﻻ ﻳﻌــﺮف ﺑـﺎﳌﺪﻋﲔ اﶈﺠـﻮب و ﻋﺎﺋﺸـﺔ و
اﻟﺰﻫﺮة.
ـﲔ ﺑـﺄن اﻟﺪﻋـﻮى ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﳌﻜﻤﻞ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﰲ ﺑـ
أﻗﻴﻤﺖ ﻣﻦ ﻃﺮف زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮ أرﻣﻠﺔ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ أﺻﺎﻟﺔ ﻋــﻦ ﻧﻔﺴـﻬﺎ و
ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﳏﺎﺟﲑﻫﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ و اﻟﻌﺮﰊ و ﻋﺒﺪ اﻹﻟﻪ و اﻟﺴﻌﺪﻳﺔ و ﲨــﺎل و ﻋﺎﺋﺸـﺔ
أﺑﻨﺎء اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ و ﻣﻦ ﻃﺮف اﶈﺠﻮب و اﻟﺰﻫﺮة أﺑﻨﺎء اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳــﻌﻴﺪ و
ﻣﻦ ﻃﺮف اﶈﺠﻮب و اﻟﺰﻫﺮة أﺑﻨﺎء اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺿﺪ ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن و
أﺷﺎر إﱃ أﲰﺎء وﻛﻴﻠﻲ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﺬا اﳉﺰء ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﻮاﻗــﻊ ،و
ـﻬﺎ اﳌﻄﻠـﻮب ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن ﻋﺪم اﻹﺷﺎرة إﱃ ﺣﺮﻓﺔ اﻷﻃﺮاف ﱂ ﻳﺘﻀﺮر ﻣﻨـ
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل.
ص 10 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﺪي ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 368ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ .
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻨﻘﺾ اﳉﺰﺋﻲ اﻧﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و ﻫــﻲ ﻋـﺪم ﲢﻤـﻞ
ﺻﻨﺪوق ﻣﺎل اﻟﻀﻤﺎن اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﻟﺬي رﻓﺾ اﳊﻜــﻢ ﺑـﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
اﳌﻌﻨﻮي ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﺘﻀﺮرﻳﻦ اﶈﺠﻮب و اﻟﺰﻫﺮة و ﻋﺎﺋﺸﺔ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ـﻪ ﻣـﻦ ﺗﻌﻮﻳﻀـﺎت ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑـ
ﻟﻼﺧﻮة اﻟﺜﻼﺛﺔ اﶈﺠﻮب و اﻟﺰﻫﺮة و ﻋﺎﺋﺸﺔ و ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ.
و ﻳﺮﺟﻊ أﻣﺮ ﺗﺒﻠﻴﻎ و ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار إﱃ اﶈﻜﻤﺔ اﻟــﱵ أﺻـﺪرت اﳊﻜـﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ.
ـﻢ
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺒﻴﻀﺎء إﺛﺮ اﳊﻜـ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ص 11 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ
ﻋﺪد 136اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 23ﻓﱪاﻳﺮ 1977
إدرﻳﺲ اﻟﻀﺤﺎك
أوﻻ :ﻫﻞ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﺎدﺛﺔ أو ﺗﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳﺮ اﶈﻀــﺮ ﻫـﻮ ﺗـﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳـﺔ
ﺣﺴﺎب ﻣﺪة ﺳﻘﻮط اﳊﻖ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن ﺑﺎﻷداء ؟
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻫﻞ ﻳﻘﻮم اﻟﺼﻨﺪوق ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻀﺮر اﳌﻌﻨﻮي أو ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻫﻞ ﻳﻌﺘﱪ
اﻟﻀﺮر اﻟﺒﺪﱐ اﻟﺬي ﻳﻌﻮﺿﻪ اﻟﺼﻨﺪوق ﳏﺘﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮر اﳌﻌﻨﻮي أﻳﻀﺎ ؟
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﺣﺎدﺛﺔ ﺳﲑ و ﻳﻈﻞ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﳎﻬﻮﻻ ﻓﺈن ﺻﻨﺪوق ﻣــﺎل اﻟﻀﻤـﺎن
ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ اﳌﻀﺮور ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺒﺪﱐ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸــﱰط ﻟﺬﻟـﻚ أن
ﻳﻮﺟﻪ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻃﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ إﱃ اﻟﺼﻨﺪوق داﺧﻞ ﻣﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﺘﺔ أﺷــﻬﺮ
ـﺬرا
اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻳﻮم اﳊﺎدث و إﻻ ﺳﻘﻂ ﺣﻘﻪ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ إﻻ إذا أﺛﺒﺖ ﻋـ
ﻣﻘﺒﻮﻻ )اﻟﻔﺼﻼن اﳋﺎﻣﺲ و اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻗﺮار 23ﻓــﱪاﻳﺮ (1955و ﻳﻮﺟـﻪ ﻫـﺬا
اﻟﻄﻠﺐ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﱪﻳﺪ اﳌﻀﻤﻮن ﻣﻊ إﺷﻬﺎد ﺑــﺎﻟﺘﻮﺻﻞ و ﻳﻜﻔـﻲ إﺛﺒـﺎت ﺗﻮﺟﻴـﻪ
اﻟﻄﻠﺐ دوﳕﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻻﻧﺘﻈﺎر اﳉﻮاب )راﺟﻊ ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠـﻰ
ﻋﺪد 167ﺑﺘﺎرﻳﺦ 2أﺑﺮﻳﻞ . (1969
ـﻚ ﺑﺼﺮﻳـﺢ و ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎ أن ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺑﺪاﻳﺔ اﳌﺪة ﻫﻮ ﻳﻮم وﻗﻮع اﳊﺎدث و ذﻟـ
ـﻮر أﻋـﻼهاﻟﻨﺺ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻋﺬر ﻣﻘﺒﻮل ﻟﻜﻦ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻘﺮاره اﳌﺬﻛـ
اﻋﺘﱪ ﺑﺪاﻳﺔ اﳌﺪة ﻳﻮم ﲢﺮﻳﺮ اﶈﻀﺮ و ﻟﻴﺲ ﻳﻮم اﳊﺎدث ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﳌــﺪة
اﻟﱵ ﺗﻔﺼﻞ ﻳﻮم وﻗﻮع اﳊﺎدث و ﲢﺮﻳﺮ اﶈﻀﺮ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﺬر اﳌﻘﺒــﻮل
ﻷن اﳌﻀﺮور ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺮﺗﻜـﺐ
اﳊﺎدث ﻇﻞ ﳎﻬﻮﻻ أو ﲤﻜﻨﺖ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ و ﻻ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣـﻦ
ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ إﻻ ﻣﻦ ﻳﻮم ﲢﺮﻳﺮ اﶈﻀﺮ و اﻟﻮاﻗﻊ أن اﳌﻀﺮور ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣــﻦ
اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ ﲢﺮﻳﺮ اﶈﻀﺮ إذ ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﰲ ﻳﻮم ﲢﺮﻳــﺮه
اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻪ و ﻟﺬﻟﻚ وﻗﻊ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴــﻴﺔ ﰲ ﺗﻔﺴـﲑ اﻟﻌـﺬر
اﳌﻘﺒﻮل ﻟﺘﺠﻌﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺴﺎب ﻣﺪة اﻟﺴﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم ﺣﻔﻆ اﶈﻀﺮ ﻣﻦ ﻃـﺮف
اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻜﻮن ﻣﺮﺗﻜﺐ اﳊﺎدث ﻇﻞ ﳎﻬﻮﻻ )راﺟﻊ ﻗــﺮار اﻟﻐﺮﻓـﺔ اﳌﺪﻧﻴـﺔ
ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﳌﺆرخ ﰲ 22ﻳﻨﺎﻳﺮ 1963اﳌﻨﺸﻮر ﰲ ﳎﻠﺔ اﶈـﺎﻛﻢ 1963
– (1375 - 1و ﻳﻈﻬﺮ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﳛﻤﻲ ﺣﻖ اﳌﻀﺮور ﺑﺼــﻮرة أﺿﻤـﻦ و
ص 12 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
أﴰﻞ و ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻻﻋﺘﺪاد ﺑﻴﻮم وﻗﻮع اﳊﺎدث ﻧﻈﺮا ﻟﻘﺼﺮ ﻣـﺪة
ﺳﻘﻮط اﳊﻖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ و ﻃﻮل إﺟﺮاءات اﳌﺴﻄﺮة ﻣــﻦ ﺟﻬـﺔ أﺧـﺮى و ﻟﺬﻟـﻚ
ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻌﺬر اﳌﻘﺒﻮل .
أﻣﺎ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺜﺎرة ﰲ اﻟﻘﺮار ﻓﺘﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪم اﻋﺘﺒــﺎر اﻟﻀـﺮر اﳌﻌﻨـﻮي
ﺿﺮرا ﺑﺪﻧﻴﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﱵ ﻳﻌﻮﺿﻬﺎ اﻟﺼﻨﺪوق؟
إدرﻳﺲ اﻟﻀﺤﺎك
ص 13 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 378
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 78-5-17
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺔ ﺗﺘﻘـﺎدم ﲟﻀـﻲ إن دﻋﺎوي اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﳉﺮﳝﺔ و ﺷﺒﻪ اﳉﺮﳝـ
ـﻪ
ﲬﺲ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻋﻠﻢ ﻓﻴﻪ اﳌﻀﺮور ﺑﺎﻟﻀﺮر و ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻨـ
و أن أﻣﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺎدم ﻳﻨﻘﻄــﻊ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴـﺔ أو ﻏـﲑ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴـﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر و ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﲟﺘﺎﺑﻌﺔ اﳌﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﻟﻀﺮر ﺟﻨﺤﻴﺎ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 76/6/4ﲢﺖ إﻣﻀﺎء اﻷﺳــﺘﺎذ
اﳊﺴﻦ اﳉﺎي اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪه اﻟﻨﻘﺾ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟــﻪ و اﻟﺮاﻣﻴـﺔ إﱃ
رﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 189ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﻟﻘﺪﱘ اﳌﻌﻮض ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 345ﻣـﻦ
ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﺪﻳﺪ.
ص 14 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻠﲔ 106و 381ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد :
ﺣﻘﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﺒﲔ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ اﳌﻠﻒ و ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀـﻪ
ـﺎدم اﳋﻤﺴـﻲ اﳌﻨﺼـﻮص ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ أن اﻟﻄﺎﻋﻦ دﻓﻊ أﻣﺎم ﻗﻀﺎة اﳌﻮﺿﻮع ﺑﺎﻟﺘﻘـ
اﻟﻔﺼﻞ 106ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد و أن اﶈﻜﻤﺔ ﳌﺎ رﻓﻀﺖ ﻫﺬا اﻟﺪﻓــﻊ
ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﱂ ﻳﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ إﻻ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺧــﺎﻣﺲ ﻳﻮﻟﻴـﻮز 71ﰲ
ـﺔ
ﺣﲔ أﻣﺪ اﻟﺘﻘﺎدم اﳌﺬﻛﻮر ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﺎﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ و ﻟﻜﻦ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴـ
أو ﻏﲑ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر و أن اﶈﻜﻤﺔ ﳌﺎ ﺑﺜﺖ ﰲ اﻟﺪﻋــﻮى ﻋﻠـﻰ
ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ اﳌﺬﻛﻮر ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺧﺮﻗﺖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 381اﳌﺬﻛﻮر ﳑﺎ ﻳﻌــﺮض
ﻗﺮارﻫﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ص 15 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻄﺮﻓـﲔ و
ﻃﺒﻘـ
ﺎ اﻟﻨﺰاع ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ و ﻫﻲ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ أﺧﺮى
ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠﻮﺑﲔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔﺎس إﺛــﺮ اﳊﻜـﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ﺳﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :أﲪﺪ ﻋﺎﺻﻢ – ﻣﻘــﺮرا
– ج ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ اﳌﻮﻣﻰ – أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ – ادرﻳﺲ ﺑــﻨﺮﲪﻮن و ﲟﺤﻀـﺮ اﶈـﺎﻣﻲ
اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 16 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار ﻋﺪد 378
اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ
إدرﻳﺲ اﻟﻀﺤﺎك
ـﻪ
أوﻻ :ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻘﺎدم ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮر و ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻨـ
ﻓﻜﻤﺎ ﳛﺼﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮر ﰲ ﻧﻔﺲ ﳊﻈﺔ وﻗﻮع اﻻﻋﺘﺪاء ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﳛﺼﻞ ﺑﻌــﺪه،
ﻛﻤﺎ ﻟﻮ اﻛﺘﺸﻒ اﳌﻀﺮور ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻣﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺟﻮد ﻋﺠﺰ ﺟﺰﺋﻲ أو ﻛﻠﻲ ﻣﺴــﺘﻤﺮ
ـﺎب اﳌـﺪة ﻳﺒﺘـﺪئ ﻣـﻦ ﺗـﺎرﻳﺦ ﻫـﺬا أو ﻣﺆﻗﺖ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺪاء ﻓﺈن ﺣﺴـ
اﻻﻛﺘﺸﺎف أﻣﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻦ اﳊﺎدث ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﺑﻌﺪة وﺳﺎﺋﻞ و ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺘﺎﺑﻌــﺔ
اﻟﺰﺟﺮﻳﺔ و ﺻﺪور اﳊﻜﻢ اﻟﺰﺟﺮي اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈداﻧﺔ اﳌﺘﻬﻢ و ﻏﲑﻫﻤﺎ ﻣــﻦ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ
اﻷﺧﺮى و ﻻ ﻳﻌﲏ أﺑﺪا ﺿﺮورة ﺛﺒﻮت ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻀﺮر ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻘﻀـﺎء إذ
ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن اﳌﻀﺮور ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﲟﻦ ارﺗﻜــﺐ اﻟﻀـﺮر دون ﺿـﺮورة
وﺟﻮد ﺣﻜﻢ )راﺟﻊ ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠــﻰ ﻋـﺪد 5428اﻟﺼـﺎدر
ﺑﺘﺎرﻳﺦ 20ﻧﻮﻓﻤﱪ (1962ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻻت اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺴــﺆول
ـﺐ اﻟﻀـﺮر ﻇـﻞ ﻋﻦ اﳊﺎدث إﻻ ﺑﺼﺪور ﺣﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮن ﻣﺮﺗﻜـ
ـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻻﳎﻬﻮﻻ و أن اﻻﺗﻬﺎم اﳌﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﲔ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻨﻴﺎﺑـ
ﳝﻜﻦ أن ﻳﺆدي إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﺴﺆول إﻻ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺣﻜﻢ و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺜــﻞ ﻫـﺬه
ـﺲ ﺿﺮورﻳـﺎ ﺻـﺪور ﺣﻜـﻢ ﺑﺜﺒـﻮت اﳊﺎﻻت ﻧﺎدرة اﻟﻮﻗﻮع و ﻣﻦ ﰒ ﻳﺒﻘﻰ أﻧﻪ ﻟﻴـ
اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ.
وإذا ﻋﻠﻢ اﳌﺘﻀﺮر ﺑﻮﻗﻮع اﻟﻀﺮر ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﲏ أﻧﻪ ﻳﻔﱰض ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻤﻪ ﲟـﻦ
ـﺔ اﳌﺪﻧﻴـﺔ ﺑـﺎﻠﺲ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻀﺮر أي ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻨﻪ )راﺟﻊ ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓـ
اﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪد 311اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ (1978و ﻣﻦ ﰒ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ اﻟﺘﻘــﺎدم
ـﺔ ﻣﻠﺰﻣـﺔﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ و ﻳﺪﻋﻤﻪ ﺑﺎﳊﺠﺔ و ﻻ ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤـ
ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم إذا ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺪﻋﻤﺎ ﺑﻬﺬه اﳊﺠﺞ )راﺟﻊ ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓــﺔ
اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪد 576اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 31دﻳﺴﻤﱪ . (1975
ص 17 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺛﺎﻧﻴﺎ :أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺴﺎب ﻣﺪة اﻟﺘﻘﺎدم ﻓﺈن ﻫﺬه اﻷﺧﲑة ﻻ ﳝﻜﻦ اﻧﻘﻄﺎﻋـﻬﺎ
ـﺬه اﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ اﺳـﺘﻌﻤﺎل إﻻ ﲟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ أو ﻏﲑ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ و ﺗﻌﲏ ﻫـ
اﳌﻀﺮور ﳊﻘﻪ اﳌﺪﱐ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻀﺮر ﻓﻼ ﻳﺘﻌﻠــﻖ اﻷﻣـﺮ
ﺑﺎﳊﻖ اﻟﺰﺟﺮي اﻟﺬي ﺗﻨﻮب ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﺘﻤﻊ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﳌﺨﺎﻟﻔــﺔ و
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺰﺟﺮﻳﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻧﻘﻄــﺎع اﻟﺘﻘـﺎدم إذ ﻻ
ـﺘﻌﻤﻞﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﲝﻖ اﳌﻀﺮور اﳌﺪﱐ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻏﲑ أﻧﻪ إذا اﺳـ
ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﺣﻘﻪ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻟﺰﺟﺮﻳــﺔ ﻣﺜـﻼ ﻓـﺈن أﻣـﺪ
اﻟﺘﻘﺎدم ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﺬ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﳍﺬا اﳊﻖ أي ﻣﻨﺬ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ و ﻳﺴﺘﻤﺮ أﺛــﺮ
ﻫﺬا اﻻﻧﻘﻄﺎع ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻣﺎداﻣﺖ اﻟﺪﻋﻮى ﺟﺎرﻳﺔ ﻟﺪى اﶈﻜﻤــﺔ ،و ﻫﻜـﺬا إذا ﻗﺪﻣـﺖ
ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳊﻖ اﳌﺪﱐ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ زﺟﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻀﺮور ﰒ ﻗﺎم ﺑﻌــﺪ ﻣـﺪة
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺮﻓﻊ دﻋﻮى ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻷﺧﲑة ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺒﺖ ﰲ اﻟﺪﻋـﻮى
اﻟﺰﺟﺮﻳﺔ و ﻻ ﻳﻮاﺟﻪ اﳌﻀﺮور ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم ﻣﺎدام ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳊﻖ اﳌــﺪﱐ
أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻟﺰﺟﺮﻳﺔ و ﻣﺎداﻣﺖ ﻫﺬه اﻷﺧﲑة ﱂ ﺗﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﰲ اﻟﺪﻋـﻮى أي ﻣـﺎدام
اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﻘﺎدم ﺳﺎرﻳﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ رﻓﻊ دﻋﻮاه اﳌﺪﻧﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ )راﺟــﻊ ﻗـﺮار اﻟﻐﺮﻓـﺔ
اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﺪد 325اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠــﻰ ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 2ﻳﻮﻧﻴـﻮ
.(1976
إدرﻳﺲ اﻟﻀﺤﺎك
ص 18 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 17
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 12ﻳﻨﺎﻳﺮ 77
اﳌﺒﺪأ
ـﺔ
ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤـ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔﺎس ﲢﺖ ﻋﺪد 4802ﺑﺘﺎرﻳﺦ 2ﻳﻮﻧﻴﻪ 1970أﻧﻪ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 9ﻓــﱪاﻳﺮ 1963
وﻗﻌﺖ ﺣﺎدﺛﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ رﻗﻢ 1اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑﲔ اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء و وﺟﺪة ذﻟﻚ أن ﺳــﻴﺎرة
ص 19 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ اﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺘﺎزﻳﺔ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ اﳌﺎﻟﻄﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺴــﻼم
ﺑﻦ ﻋﻼل اﳌﺆﻣﻨﺔ ﻟﺪى ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻮرﺑﺎن أوﻻﺳﲔ ﺻﺪﻣﺖ اﻟﻄﻔﻞ ﳏﻤــﺪ ﺑـﻦ
ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺳﻨﻪ ﺣﻴﻨﺬاك ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات و ﺗﻮﰲ ﻋﻠﻰ إﺛﺮ اﳊﺎدﺛﺔ و أن اﻟﺴـﺎﺋﻖ
ـﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف ﺑﻨـﺎءﺗﻮﺑﻊ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻓﺤﻜﻤﺖ اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﱪاءﺗﻪ و أﻳﺪﺗﻪ ﳏﻜﻤـ
ﻋﻠﻰ أن أﺳﺒﺎب اﳊﺎدﺛﺔ ﻇﻠﺖ ﻏﺎﻣﻀﺔ و ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﶈﻜﻤــﺔ أن ﲡﻌـﻞ ﻋﻠـﻰ
ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺘﻬﻢ أﻳﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻓﺘﻘﺪم أب اﻟﻀﺤﻴﺔ و أﻣﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﳏﻤﺪ ﲟﻘﺎل أﻣــﺎم
اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺘﺎزة ﻃﺎﻟﺒﲔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠــﻰ اﻟﻔﺼـﻞ 88ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘـﻮد و
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺣﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎرة و ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻮرﺑﺎن أوﻻﺳــﲔ
ﺑﺄداء اﻷوﱃ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﺒﻠﻐﻪ 15.000درﻫﻢ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ و إﺣﻼل اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳏﻠــﻬﺎ
ﰲ اﻷداء و ذﻟﻚ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﱵ ﳊﻘﺘﻬﻤﺎ ﺑﻮﻓﺎة وﻟﺪﻫﻤﺎ و ﺑﻌﺪ اﳌﺴﻄﺮة أﺻـﺪرت
اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺣﻜﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﻨﻘـﻞ اﻟﺘﺎزﻳـﺔ أوﻃﻮﻛـﺎر ﺑﺄداﺋـﻬﺎ
ـﻮل ﺷـﺮﻛﺔ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴﲔ 7500درﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ 5000درﻫﻢ ﻟﻠﻮاﻟﺪ و اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻮاﻟﺪة و ﲝﻠـ
اﻟﺘﺎﻣﲔ ﳏﻞ ﺷﺮﻛﺔ أوﻃﻮﻛﺎر ﰲ اﻷداء.
ص 20 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ إن ﻣﻨﺎط ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻫــﻮ اﳋﻄـﺄ و ﻣـﺎدام
اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻏﲑ ﳑﻴﺰ ﻻ ﻳﺘﺼﻮر ﺻﺪور أي ﺧﻄﺄ و ﻫﺬا ﻣﺎ اﻋﺘﻤﺪﺗﻪ اﶈﻜﻤﺔ – و ﻋــﻦ
ﺻﻮاب – ﺣﲔ ﻗﺮرت ﲢﻤﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋـﺎﺗﻖ ﺣـﺎرس اﻟﺴـﻴﺎرة و
إﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ و أن اﳋﻠﻂ اﻟﺬي ﲢﺪﺛــﺖ ﻋﻨـﻪ
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و اﳋﻄﺄ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﱪره إذ أن اﻟﻀﺤﻴــﺔ ﻋﻠـﻰ ﻓـﺮض
ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ وﻗﻮع اﻻﺻﻄﺪام ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺧﻄﺄ ﺑــﺎﳌﻌﲎ
اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻳﻘﻀﻲ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ.
ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋـ
ـﲑي ﺑﺎﻟﺮﺑـﺎط و ﻛـﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌـﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﻻﻓﻴﺠـ
ـﺎرﻳﻦ اﻟﺴـﺎدة :
اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸـ
ـﻮي – أﲪـﺪ ﻋـﺎﺻﻢ – ﳏﻤﺪ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻨﱪاﻫﻴﻢ -ﻣﻘﺮرا – ﳏﻤﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﻠـ
ـﺮﱘ اﻟـﻮزاﱐ و ﲟﺴـﺎﻋﺪة أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜـ
ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ﺗﻨﺒﻴﻪ
ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﻨﻮال اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﰲ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﳌﺪﻧﻴــﺔ ﻣﻨـﺬ ﺳـﻨﺔ 1966
راﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل اﻟﻘﺮارات اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﺪد 375ﺑﺘﺎرﻳﺦ 15ﻳﻮﻧﻴﻮ 1966و ﻋـﺪد
240ﺑﺘﺎرﻳﺦ 13ﻣﺎﻳﻮ 1970و ﻋﺪد 239اﻟﺼﺎدر ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛــﻮر ﺑﻌـﺪ أن
ﻛﺎن ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻌﻜﺲ ذﻟﻚ.
ص 21 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
72 اﻟﻘﺮار رﻗﻢ
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 21أﺑﺮﻳﻞ 72
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻄﻌﻦ و ﳛﺴﻢ ﻛــﻞ ﻧـﺰاع
ـﻰ اﻟﺘﺤﻔﻴـﻆ ﱂﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر و ﻻ ﳝﻜﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺄي ﺣﻖ ﻋﻴﲏ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠـ
ﻳﺴﺠﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري.
ـﻆ و ﱂ ﻳﻘـﻊ اﻹدﻻء ﺑـﻪ أﺛﻨـﺎء ﻣﺴـﻄﺮة * اﻟﺸﺮاء اﻟﺬي أﺑﺮم ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﻔﻴـ
اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﺮ ﺑﻪ اﻟﺒﺎﺋﻊ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮات اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪﻫﻢ اﻟﻨﻘـﺾ
اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه و اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ اﳊﻜﻢ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺆﺳﺲ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﳌﺆرخ ﺑﺜﺎﱐ رﺑﻴـﻊ اﻷول ﻋـﺎم
1377ﻣﻮاﻓﻖ 27ﺷﺘﻨﱪ . 1957
ـﺎرس
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم ﺑﺘﻌﻴﲔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﰲ 31ﻣـ
. 1972
ص 22 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﺴﻴﺪ اﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺰ ﰲ ﺗﻘﺮﻳـﺮه و
إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ.
ـﺪ ﺑـﻦﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ أن أﲪﺪ و ﳏﻤـ
ـﺔ ﲟﺮاﻛـﺶ ﻋﻠـﻰ ﻋﻤﺮو و ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻤﺎ اﻟﺘﺴﻌﺔ أﻗﺎﻣﻮا دﻋﻮى أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـ
ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻜﻮري و إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻓﺮاغ ﻗﻄﻌﺔ ﳏﻔﻈــﺔ
ﲢﺖ ﻋﺪد 2331ز ﳛﺘﻠﻬﺎ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑــﺪون ﻣﻮﺟـﺐ ﻗـﺎﻧﻮﱐ و أن ﻋﻴﺴـﻰ
ـﱰاﳌﺬﻛﻮر أﻗﺎم أﻣﺎم ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ دﻋﻮى ﻣﻀﺎدة ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄن ﻳﺴﺠﻞ ﰲ اﻟﺪﻓـ
اﻟﻌﻘﺎري اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ اﻟﺮﺳﻢ ﻣﺆرخ ﰲ ﻓﺎﺗﺢ أﺑﺮﻳﻞ 1941ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ اﺷﱰى ﲟﻘﺘﻀــﺎه
ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻷرض اﳌﺬﻛﻮرة ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ 200ﻣﱰا ﻣﺮﺑﻌﺎ و أن اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴــﺔ
ﻗﻀﺖ ﺑﺈﻓﺮاغ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻷرض اﳌﺬﻛﻮرة و اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ إﱃ ﻃﻠﺐ ﻋﻴﺴــﻰ
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻻﻋﱰاف ﲝﻘﻪ ﰲ اﺳﱰﺟﺎع ﲦﻦ اﻟﺒﻨــﺎءات اﻟـﱵ ﺷـﻴﺪﻫﺎ ﰲ اﳌﻠـﻚ
اﳌﺬﻛﻮر أو ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ ﻗﻴﻤﺘﻪ و ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ إﺟــﺮاء ﺧـﱪة ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻣﺒﻠـﻎ
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ و أن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻗﻀﺖ ﺑﺘﺼﺤﻴــﺢ اﳊﻜـﻢ اﳌﺬﻛـﻮر و
ﺑﺈرﺟﺎع اﻟﻘﻀﻴﺔ إﱃ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻟﻠﺒﺖ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻧﺘﻴﺠﺔ اﳋﱪة.
ـﻮر أﻧـﻪ أﺷـﺎر ﺑـﺎﻟﻠﻔﻆ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛـ
ـﺶ 16ﻳﻨـﺎﻳﺮ (1963و إﱃ اﻟﺼﺮﻳﺢ إﱃ ﻣﻘﺎل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ،و اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ )ﻣﺮاﻛـ
ـﻬﺎ
ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ اﳌﺬﻛﺮات و اﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﺎت اﻟﱵ ﺗﻘﺪم ﺑـ
اﻟﻄﺮﻓﺎن و إﱃ اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ اﲣﺬﻫﺎ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘﺮر و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧــﺮى ﻓﺈﻧـﻪ
ـﻮنﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ أن ﺗﺸﲑ إﱃ اﻟﻨﺼﻮص اﳌﻄﺒﻘﺔ و ﻳﻜﻔﻲ أن ﺗﻜـ
ﻗﺪ ﻃﺒﻘﺘﻬﺎ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﳏﻜﻤﺎ ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ.
ص 23 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻗﺪ أﺟﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺻﻮاب ﺑﺄﻧــﻪ ﻻ ﺗﻮﺟـﺪ أﻳـﺔ
ﻗﺎﻋﺪة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﲤﻨﻊ رب اﳌﻠﻚ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ دﻋــﻮى ﲨﺎﻋﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻃﺎﺋﻔـﺔ ﻣـﻦ
اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ أﺟﻞ اﺣﺘﻼﳍﻢ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﺪون ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﱐ .
ﺣﻴﺚ إن ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﺳــﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ﻟﻄﻠـﺐ
ـﻬﺎ ﻣـﻊ
اﻹﻓﺮاغ ﰲ ﺣﲔ أن ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﺑﺎﻋﻮا ﻟﻪ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﳌﻄﻠﻮب إﻓﺮاﻏـ
اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻠﺰﻣﻮن ﲝﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻀﻤﺎن ﺣﻘﻮﻗﻪ ﰲ ﻣﺸﱰاه.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻠﻒ أن ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ و أﺧﺎه أﲪﺪ اﺷـﱰﻳﺎ
ﻣﻦ أﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو و ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺪ ﻋﺮﰲ ﻣﺆرخ ﰲ ﻓﺎﺗﺢ أﺑﺮﻳــﻞ
ـﺐ ﻟﻠﺘﺤﻔﻴـﻆ 1941ﲨﻴﻊ ﻗﻄﻌﺔ أرﺿﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ 200ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻦ ﻣﻄﻠـ
ﻣﺴﺠﻞ ﲢﺖ ﻋﺪد 5007و أن اﻟﺒﻼد اﳌﺬﻛﻮر ﻗﺪ ﰎ ﲢﻔﻴﻈﻬﺎ ﰲ دﻓﱰ ﻋﻘﺎري رﻗـﻢ
1632ز ﰒ اﺳﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻗﻄﻌﺔ أدرﺟﺖ ﰲ دﻓــﱰ ﻋﻘـﺎري
رﻗﻢ 1632ز ﰒ اﺳﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺠﺰﺋــﺔ ﻗﻄﻌـﺔ أدرﺟـﺖ ﰲ دﻓـﱰ
ﻋﻘﺎري ﺧﺎص ﳛﻤﻞ رﻗﻢ 2331ز و أن اﳊﻘﻮق اﻟﱵ ﻳﺪﻋﻲ ﻋﻴﺴﻰ و أﺧﻮه ﺷـﺮاءﻫﺎ
ﱂ ﺗﺴﺠﻞ ﻻ ﰲ اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻌﻘﺎري اﻷول و ﻻ ﰲ اﻟﺜﺎﱐ .
و ﺣﻴﺚ إن ﻗﻀﺎة اﳌﻮﺿﻮع ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻣﺮوا ﺑﺈﻓﺮاغ ﻋﻴﺴﻰ ﻣـﻦ
اﻷرض اﳌﺘﻨﺎزع ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﳛﺘﻠﻬﺎ ﺑﺪون ﻣﻮﺟﺐ و ﻻ ﺳﻨﺪ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻓــﺈن اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ
اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ص 24 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﳏﻔﻆ ﰲ اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻌﻘﺎري رﻗﻢ 1632ز و أن ﺗﻐﻴﲑ رﻗﻢ اﻟﺪﻓﱰ اﳌﺬﻛﻮر ﻋﻠــﻰ أﺛـﺮ
اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﺳﻘﻮط ﺣﻘﻮﻗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
ـﻦ
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أﺟﺎﺑﺖ ﻋـ
اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ أﻧﻪ "ﻻ ﳚﻮز ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﻧﻒ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺸﺮاء أﺑﺮم ﰲ ﻓــﺎﺗﺢ
أﺑﺮﻳﻞ 1941ﺣﲔ ﻛﺎن اﳌﻠﻚ ﲢﺖ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻔﻴــﻆ و ﺑـﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓـﺈن اﻟﺮﺳـﻢ
اﻟﻌﻘﺎري رﻗﻢ 2381أﺛﺒﺖ ﰲ 18ﻏﺸﺖ 1948و أﻧﻪ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﺒﻴﻊ اﳌﺪﻋــﻰ ﺑـﻪ
وﻗﻌﺖ اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ و أن ﻗﻀﺎة اﻟﺪرﺟــﺔ اﻷوﱃ ﻛـﺎﻧﻮا ﻋﻠـﻰ
ﺻﻮاب ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻓﻀﻮا اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﺒﻴﻊ اﳌﺬﻛــﻮر و ﺗﺴـﺠﻴﻠﻪ ﰲ
اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻌﻘﺎري" ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ .
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ .
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﻜﺴﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة ،ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺰﻳـﺰ
و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺰوز و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي و ﳏﻤﺪ اﳉﻴﺪي و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌــﺎم اﻟﺴـﻴﺪ
ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 25 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
))ﺗﻌﻠﻴﻖ((
ـﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 64ﻣـﻦ ﻃﺒﻖ اﻠﺲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﻘﺎﻋﺪة اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴـ
ـﻆ ﻻﻇﻬﲑ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ اﻟﱵ ﺗﻔﻴﺪ أن اﳊﻘﻮق اﻟﻌﻴﻨﻴﺔ اﳌﺘﻀﺮرة ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻔﻴـ
ـﺮى ﻗﺮرﻫـﺎﳝﻜﻦ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎ و ﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﺗﻌﺘﱪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻘﺎﻋﺪة أﺧـ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺬﻛﻮر و أﻛﺪﻫﺎ اﻟﻔﺼﻞ 62ﻣﻨﻪ و اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻟﺘﺤﻔﻴـﻆ
ﻳﻄﻬﺮ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻦ ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ و ﱂ ﻳﻄــﺎﻟﺐ
ﺑﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺗﻨﻌﺪم ﻓﻼ ﻳﻌﺘﺪ إﻻ ﲟﺎ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘــﺎري و
ﺑﻪ وﺣﺪه.
ﻏﲑ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﳝﻜــﻦ ﻗﺒﻮﳍـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠﻐـﲑ ﻓﺈﻧـﻬﺎ ﻏـﲑ
ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺔ و ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﻠﻒ اﳋﺎص ﻓﻌﻘــﺪ اﻟﺒﻴـﻊ ﻳﻨﺸـﺊ
اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ اﳌﺸﱰى ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ و اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ اﳌﺒﻴﻊ و ﺑﻀﻤــﺎن
اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق و ﳚﻮز اﳌﺒﻴﻊ و اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ ﺑﻼ ﻣﻌﺎرض.
و اﻟﺘﺰام اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻫﺬا ﻳﻈﻞ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺣﻴﺎ واﺟﺐ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ و ﻟﻮ ﻋﻤﺪ إﱃ اﻟﺘﺤﻔﻴــﻆ
اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﲰﻪ و ﳍﺬا ﻓﻘﺪ ﲪﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﻪ "اﻟﻔﺼﻞ "64ﻓﻜـﺎن
ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا اﻻﻟﺘﺰام ﺗﻨﻔﻴﺬا ﻋﻴﻨﻴﺎ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﺸﱰي ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﻘــﺪ
اﻟﺸﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺪل إﻟﺰام اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﳌﺎ ﰲ ذﻟــﻚ ﰲ
ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻟﻌﻤﻞ ﻳﻨﺎﰲ اﻷﺧﻼق ﻓﺎﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﺬي ﻋﻤﺪ رﻏﻢ ﺗﻌــﻬﺪه ﺑـﺎﻟﺒﻴﻊ إﱃ ﲢﻔﻴـﻆ
ـﻪ و ﻻ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﲰﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺪﻟﻴﺴﻲ و ﻋﻨﺼﺮ اﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺣﻘـ
ـﻪ ﻓﻜـﺎن اﻷوﱃ أن ﻳﻌـﺎﻣﻞ ﺑﻨﻘﻴـﺾ أن ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ ﻛﺎن ﳚﻬﻞ اﻟﺒﻴﻊ ﻷﻧﻪ ﺻﺎدر ﻋﻨـ
ﻗﺼﺪه و ﻳﺮﺧﺺ ﻟﻠﻤﺸﱰي ﺑﺄن ﻳﺴﺠﻞ اﲰﻪ ﺑﺪل اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳــﻢ اﻟﻌﻘـﺎري و
ﳝﻜﻦ ﺗﱪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻴﲏ ﺑﺎﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﺬي ﺗﺎﺑﻊ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺑﺎﲰــﻪ
ـﺎ و أن اﻟﻘﻀـﺎء
رﻏﻢ اﻟﺒﻴﻊ ﻳﻌﺘﱪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﺸﱰي ﺧﺼﻮﺻـ
ﻗﺪ ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا أﻗﺮ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺑﻮﺟﻮد ﺑﻴــﻊ ﺳـﺎﺑﻖ و
إﱃ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﻳﺸﲑ ﻗﺮار اﻠﺲ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل :و ﱂ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﺒﻴﻊ اﳌﺪﻋــﻰ ﺑـﻪ
ـﻢوﻗﻌﺖ اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ أي ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ و ﻛﺎن اﻷوﱃ أن ﻳﻌﻤـ
ﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﻟﻴﺸﻤﻞ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻇﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎده ﻣﱴ ﺛﺒــﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـﺔ
ـﻚ ﻣﺴـﺎس ﲝﻘـﻮق وﺟﻮد ﻋﻘﺪ ﺑﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮف ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮوط ﻋﻠﻰ أﻻ ﻳﻜﻮن ﰲ ذﻟـ
اﻟﻐﲑ ذي اﻟﻨﻴﺔ اﳊﺴﻨﺔ اﻟﺬي اﺷﱰى و ﺳﺠﻞ ﺷﺮاءه ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري .
ﻟﻜﻦ ﻳﻈﻬﺮ أن ﻧﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻ ﺗﺴﻌﻒ ﺑﺎﲣﺎذ ﻫﺬا اﳌﻮﻗــﻒ ﻓـﺎﻟﻔﺼﻞ 64
ﺻﺮﻳﺢ و ﻻ اﺟﺘﻬﺎد ﻣﻊ ﺻﺮاﺣﺔ اﻟﻨﺺ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺮر ﻣﺒــﺪأ ﻳﻜـﻮن ﺣﺼﺎﻧـﺔ ﻋﺎﻣـﺔ و
ﳏﻜﻤﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮق اﻟﱵ وﻗﻊ ﲢﻔﻴﻈﻬﺎ و ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑــﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻴـﲏ
ـﻖﻟﻠﺤﻘﻮق اﻟﱵ أﺿﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ :ﻓﻼ ﳝﻜﻦ إﻗﺎﻣﺔ أﻳﺔ دﻋﻮى ﰲ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺴﺒﺐ ﺣـ
ص 26 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
وﻗﻊ اﻹﺿﺮار ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﻻ ﻓﺮق ﰲ ذﻟﻚ ﺑﲔ اﻟﻐﲑ و اﳋﻠﻒ اﳋــﺎص و
ﳍﺬا ﻻ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن اﻠﺲ ﺳﻴﻌﺪل ﻋﻦ اﲡﺎﻫﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﺪل اﻟﻘﺎﻧﻮن.
أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘـﻮل
ﺑﺄن اﳌﻘﺮ ﻳﻨﺸﺊ ﺑﻴﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻻﺣﻘﺎ ﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﻔﻴــﻆ ﻓﻴﺴـﺠﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟﺮﺳـﻢ
اﻟﻌﻘﺎري ﻛﺄي ﺑﻴﻊ آﺧﺮ أﺑﺮم ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ.
ص 27 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 777
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺘﲔ
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* اﻟﺼﻠﺢ ﻳﺸﻜﻞ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﻼ ﳚﻮز إﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺸﻬﻮد إن ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷــﺄﻧﻪ أن
ـﺎ ﻛﻤـﺎ ﻫـﻮ اﳊـﺎل ﰲ ﻳﻨﻘﻞ أو ﻳﻌﺪل أو ﻳﻨﻬﻲ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﲡﺎوز ﻣﺒﻠﻎ 250درﻫﻤـ
اﻟﻨﺎزﻟﺔ .
ـﺔ اﻟـﱵ
* اﻷﻣﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﳛﺴﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ و ﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻠﻐـ
ﺣﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ .
ص 28 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺮار اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول اﻟﺼﺎدر ﺑﺘــﺎرﻳﺦ 75/11/8اﻟﺮاﻣـﻲ إﱃ
ﺗﻌﻴﲔ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻟﺘﻨﻀﻢ إﱃ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﺖ ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ.
و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘﺮر اﻟﺴﻴﺪ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻐــﲏ
اﳌﻮﻣﻲ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ .
ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ ﻧﺴﺨﺔ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ )ﻗﺮار ﳏﻜﻤـﺔ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔﺎس ﻋﺪد 2774اﳌﺆرخ ﺑﺜﺎﻟﺚ رﺑﻴﻊ اﻷول 1394ﻣﻮاﻓﻖ ﺳﺎﺑﻊ و ﻋﺸـﺮي
ﻣﺎرس (1974إﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺎزة ﻋــﺪد 543اﳌـﺆرخ
ﺑﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﻣﺎﻳﻮ 1972ﰲ ﺧﺼﻮص ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ رد ﲦﻦ اﳌﺒﻴــﻊ ﻟﻠﻤﺴـﺘﺄﻧﻒ
اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ دراﻫﻢ ) (13000و ذﻟﻚ ﻷن رد اﻟﺜﻤﻦ ﱂ ﻳﻄﻠﺒﻪ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓــﲔ
و ﰲ ﺧﺼﻮص ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻣــﻦ
أداء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﺒﺪﻳﻌﺔ و أم ﻛﻠﺜﻮم و ذﻟﻚ ﻷن ﻣﺎ اﺳﺘﻨﺘﺠﺘﻪ اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣــﻦ
ﻛﻮن اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻛﺎن وﻗﺖ ﺷﺮاﺋﻪ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺸﺮاء اﳌﺮأﺗﲔ اﳌﺬﻛﻮرﺗﲔ ﻗﺒﻠــﻪ ﻫـﻮ
اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻏﲑ ﻻزم ﻷن ﳎﺮد ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻟﻠﻤﻘﺎل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋــﻦ زوﺟـﻪ
اﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﻃﻠﺐ اﳊﺮاﺳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻋﻠﻤـﻪ ﺑـﺎﻟﺒﻴﻊ اﻟﻮاﻗـﻊ ﺑـﲔ
اﳌﻨﻴﲏ و اﳌﺮأﺗﲔ اﳌﺬﻛﻮرﺗﲔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻔﻴﺪ ﻋﺪم اﳌﱪر اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻐﺮﻳﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ص 29 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﻮن ﻣﺘﺼﻔـﺎ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌﻴـﺔ إﻻ ﰲ
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﱭ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻻ ﻳﻜـ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﳌﺒﻴﻊ ﳏﻞ اﺗﻔﺎق ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻏﲑ أن اﻟﺮﺿﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻮب ﺑـﺎﻟﻐﱭ
و ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺎﺗﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎزﻟﺔ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أن اﳌﻨﻴﲏ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﻴﻌﻪ ﻟﻠﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﻐﲑة رﻗـﻢ ) (10ﻻ
ﲤﺜﻞ إﻻ ﺟﺰءا ﺻﻐﲑا )ﻣﻴﺎﺗﲑ 378ﰲ ﻋﻘﺎر اﻟﻨﺰاع و إﳕﺎ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻴـﻊ
اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﲝﺠﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ وﻗﺖ اﻟﺘﻮﻗﻴــﻊ
ـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘـﻮد و
ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮه ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ و ﻷﻣﻴﺘﻪ و ﻟﺘﻤﺴﻜﻪ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 427ﻣـ
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻮن اﻷﻣﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﳝﻜﻨــﻪ
اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ إذ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ اﻋﺘﺒﺎر اﻹﻧﺴﺎن ﻏﲑ أﻣــﻲ ـﺮد
ﻛﻮﻧﻪ ﳛﺴﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ.
ـﻪ
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺧﺮﻗـ
اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻄﺮة و ﻋﺪم ﺗﻌﻠﻴﻠﻪ و ﻋﺪم ارﺗﻜﺎزه ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗــﺎﻧﻮﱐ و
ـﺔ ذﻟـﻚ أن ﺿـﻢ اﳌﻠﻔـﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺮق اﻟﻔﺼﻞ 154ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ
ـﻬﻢ
اﻟﺜﻼﺛﺔ 158 – 30 . 157؟ 30 . 648 – 30ﻛﺎن ﻳﻮﺟﺐ إﺷﻌﺎر ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف و ﺗﺒﻠﻴﻐـ
اﳌﺬﻛﺮات اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﻜﻞ اﳌﻠﻔﺎت.
ـﻌﺎر
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ إﺷـ
اﻷﻃﺮاف ﺑﻀﻢ اﳌﻠﻔﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﺪر ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى أن اﻟﻄـﺎﻟﺐ
ﱂ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﺎ ﻫﻲ اﳌﺬﻛﺮات اﻟﱵ ﱂ ﻳﻘﻊ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﺣﱴ ﳝﻜﻦ اﻠﺲ اﻷﻋﻠــﻰ ﻣـﻦ
ﳑﺎرﺳﺔ ﺣﻖ ﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻷول و ﻏـﲑ
ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻟﺜﺎﱐ.
ـﻴﺔ
ﺣﻴﺚ ﻳﺆاﺧﺬ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺧﺮق اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻷﺳﺎﺳـ
ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻓﻘﺪان اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و اﻧﻌﺪام اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ذﻟﻚ أﻧﻪ رﻛﺰ اﺳـﺘﺌﻨﺎﻓﻪ ﻋﻠـﻰ
أن اﻟﻔﺼﻮل 54و 55ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟــﱵ
أﺟﺮاﻫﺎ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴﲏ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻻ ﻣﺮﻳﻀـﺎ و ﻻ
ـﻮن
ﻓﺎﻗﺪا ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺣﲔ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ و ﻻ ﻗﺎﺻﺮا أو ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻟﻸﻫﻠﻴﺔ ﻏﲑ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌـ
ﻓﻴﻪ ﱂ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻂ.
ص 30 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ أﻧﻪ أﺷﺎر إﱃ اﻟﺪﻓﺎع اﳌﺬﻛــﻮر
ـﻨﺰاع ﻫﻨـﺎ ﺑـﲔ
أﻋﻼه أﺟﺎب ﻋﻨﻪ ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ اﻟﱵ ورد ﻓﻴﻬﺎ "أن ﺗﻌﻠﻖ اﻟـ
ـﻬﻤﺎ ﻏـﲑ ﻣﺘﺼـﻒ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﺑﻌﲔ اﳌﺒﻴﻊ ﳚﻌﻞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻴﻮب اﻟﺮﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺰاﻋـ
ـﺔ ﺑﻌﻴـﻮب
ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳚﻌﻞ اﻋﺘﻤﺎد اﶈﻜﻤﺔ اﻷوﱃ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻮل اﳌﺘﻌﻠﻘـ
اﻟﺮﺿﻲ ﰲ ﻏﲑ ﻣﺮﻛﺰه ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ.
ﺣﻴﺚ ﻋﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﺧﺮﻗﻪ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻓﻘﺪان اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و اﻧﻌـﺪام
اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ و ذﻟﻚ أﻧﻪ دﻋﻢ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ ﺑﺄرﺑﻊ ﺷﻬﺎدات ﻛﺘﺎﺑﻴــﺔ ﺟـﺎء ﻓﻴـﻬﺎ أن
اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴﲏ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﺮﺑﻴﺒﺘﻪ اﻟﺴﻌﺪﻳﺔ اﳌﻨﻴﲏ اﻟﱵ ﻳﻨﻮب ﻋﻨــﻬﺎ
اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻋﻤﺎ ﺗﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﻋﻠﻰ أﺧﻮﺗﻬﺎ ﺳﻠﻢ ﳍﺎ ﻗﻄﻌــﺔ
ـﺬا اﻟﺘﺴـﻠﻴﻢ ﰲ ﺷـﻜﻠﻲ ﺑﻮﻧﻮﺑﻴﲑ ﳏﻞ اﻟﻨﺰاع و ﻗﺪ اﺗﻔﻖ اﻷﻃﺮاف ﻋﻠﻰ أن ﳛﺮر ﻫـ
ﻋﻘﺪ ﺑﻴﻊ ﻟﻠﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﺑﺜﻤﻦ رﻣﺰي ﺣﱴ ﻻ ﺗﻔﺘﺢ أﺑﻮاب ﻟﻮرﺛﺔ آﺧﺮﻳــﻦ ﻟﻴﻄـﺎﻟﺒﻮا
ـﻬﺎدات ﺑﻨـﺎءﲝﻈﻮظ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻏﲑ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺸـ
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻠﲔ 443و 444ﻣﻦ ﻇﻬﲑ اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﰲ ﺣﲔ أﻧﻬﺎ ﺗﺜﺒﺖ واﻗﻌــﺎ
ﳝﻜﻦ إﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ إذ أن اﻟﺸﻬﺎدات ﱂ ﺗﺄت ﺑﺎﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ و إﳕﺎ ﺷــﻬﺪت
ﺑﺼﻠﺢ وﻗﻊ ﺑﲔ اﻷﻃﺮاف.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﺼﻠﺢ ﻳﺸﻜﻞ اﺗﻔﺎﻗﺎ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﳚﻮز إﺛﺒﺎﺗــﻪ ﺑﺸـﻬﻮد ﻃﺒﻘـﺎ
ﻟﻠﻔﺼﻠﲔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ إن ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻨﺸــﺊ أو ﻳﻨﻘـﻞ أو ﻳﻌـﺪل أو ﻳﻨـﻬﻲ
ـﺔ اﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي ﳚﻌـﻞ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﲡﺎوزت ﻗﻴﻤﺘﻪ 250درﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﰲ اﻟﻨﺎزﻟـ
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺪون أﺳﺎس.
ـﺎزع ﰲ
و ﺣﻴﺚ ﻃﻌﻦ ﰲ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ رﻛﺰ ﺑﻄﻼن اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺘﻨـ
ـﻊﺷﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 427ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﰲ ﺣﲔ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ رﻓـ
أﻣﺎم ﺿﺎﺑﻂ رﲰﻲ ﺷﻬﺪ ﲟﻌﺮﻓﺘﻪ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴﲏ و ﺷــﺨﺼﻪ و
ﰲ ﺣﲔ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟـﺬي ﺳـﻠﻢ ﲟﻘﺘﻀـﺎه
ـﺲ اﻵﻟـﺔﲡﺰﺋﺔ ﺑﻮﻧﻮﻳﲑ إﱃ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ و إﳕﺎ ﺑﻌﻘﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﺘﺒﺎ ﺑﻨﻔـ
اﻟﱵ ﻛﺘﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ اﻵﺧﺮ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ إن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﱂ ﺗﺼﺮح ﺑﺄن اﳊﺎج ﻋﺒـﺪ اﻟﺴـﻼم
اﳌﻨﻴﲏ ﱂ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ ﺑــﺄن اﻟﻌﻘـﺪ ﳛﻤـﻞ
ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻏﲑ أﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻀﺖ ﺑﺈﺑﻄﺎﻟــﻪ ﺑﻨـﺎء ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺼـﻞ 427
ـﺪماﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه ،ذﻟﻚ أن اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴﲏ اﻟﺬي ادﻋﻰ اﻷﻣﻴﺔ أي ﻋـ
ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ اﻟﻠﻐﺔ اﶈﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺘﻨﺎزع ﰲ ﺷﺄﻧﻪ ﻗﺪ أﺗﺜﺒﺘﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺒــﺪأ اﻟﻘـﺎﺋﻞ
ص 31 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ادﻋﻰ ﺷﻲء ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺄ إﺛﺒﺎﺗﻪ و أن ﳏﻜﻤﺔ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻋﺘﱪت ﲟــﺎ
ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺛﺒﻮت أﻣﻴﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴــﲏ ﻣـﻦ ﻋـﺪم
ـﺔ وﺳـﻴﻠﺔ ﻣـﻦ وﺳـﺎﺋﻞ ﳎﺎدﻟﺔ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﳍﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﱵ ﳝﻜﻦ إﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﻳـ
اﻹﺛﺒﺎت ،و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺣﻴﺚ إن ﻣﺎ ورد ﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣــﻦ اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ ﻳﺘﻌﻠـﻖ
ﲟﺤﺾ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﳜﺮج ﻋﻦ ﺣﺪود اﺧﺘﺼﺎص اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓــﺈن اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ
ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻷول و ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪاه.
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﻮﺳﻴﻠﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ :
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻌﻰ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺧﺮﻗﻪ ﻟﻠﻘــﺎﻧﻮن و ﻓﻘـﺪان
ـﺎ ﺻـﺮحاﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و ﻋﺪم اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ ذﻟﻚ أن اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻋﻨﺪﻣـ
ﺑﺄن رد اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺮﻣﺰي ﱂ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ أﺣﺪ ﻓﺈن اﳌﻘﺎل ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻘـﻞ أن
ﻳﻄﻠﺐ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴﲏ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ و اﺳﱰﺟﺎع ﲡﺰﺋﺔ ﺑﻮﻧﻮﻳــﲑ دون أن
ﻳﻌﺮض رد اﻟﺜﻤﻦ و ﻫﻜﺬا ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أن ﺗﻘــﺮر أن اﳌﻘـﺎل ﻏـﲑ
ﻣﻘﺒﻮل و ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﺎ أن ﺗﻘﺮر رد اﻟﻀﻴﻌﺔ دون أن ﻳﺮد اﻟﺒﺎﺋﻊ ﲦﻦ اﳌﺒﻴﻊ ﳑﺎ ﻳﻜــﻮن
ﺗﻨﺎﻗﻀﺎ.
ـﺦ ﻋﻘـﺪﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ إن اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻨﻴﲏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻓﺴـ
اﻟﺒﻴﻊ اﳌﱪم ﺑﻴﻨﻪ و ﺑﲔ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﳏﻤﺪ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺿﻤﻨﻴﺎ و ﺑﺎﻟﻀﺮورة إرﺟــﺎع
اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ إﱃ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي إﻟﺰام ﻛﻞ واﺣﺪ ﺑﺮده ﻟﻶﺧﺮ ﻣــﺎ
أﺧﺬه ﻣﻨﻪ ،و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠـﻰ ﺻـﻮاب ﻋﻨﺪﻣـﺎ
أﻟﻐﺖ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣــﻦ رد اﻟﺜﻤـﻦ و ذﻟـﻚ اﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ﳌﻘـﺎل
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺬي أﻛﺪ ﻓﻴﻪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ رد اﻟﺜﻤﻦ و ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺘﻘــﺪ اﳊﻜـﻢ
ـﺎ ﳚﻌـﻞاﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﺮد اﻟﺜﻤﻦ ﰲ ﺣﲔ أن ﳏﻤﺪ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﱂ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﳑـ
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﺣﺔ ﻻﻓﻴﺠﲑي ﺑﺎﻟﺮﺑــﺎط و ﻛـﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌـﺔ
ـﺔ اﻹدارﻳـﺔاﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓـ
ـﻲ – ﻣﻘـﺮرا –
اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻜﺴﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ اﳌﻮﻣـ
ﳏﻤﺪ اﻟﻔﻼح و ﳏﻤﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﻠﻮي و أﲪﺪ ﻋﺎﺻﻢ و ﳏﻤــﺪ ﺑﻨـﱪاﻫﻴﻢ و ﳏﻤـﺪ
اﳉﻴﺪي و أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ و ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﳊﻤﻴﺎﱐ و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴــﻴﺪ
ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 32 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻌﻠﻴﻖ
و ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻌﺮﰲ ﰲ ﺣﻜﻢ اﳌﻌﱰف ﺑﻪ إذا أﻧﻜﺮ ﻣﻦ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ ﺿﺪه ﺧﻄـﻪ أو
ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ و ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ أو اﳋﻂ اﻟﺬي وﻗﻊ إﻧﻜﺎره ﻫﻮ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ.
ﻏﲑ أن اﻟﻔﺼﻞ 427ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺬﻛﻮر ﻗﺮر أن ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻌﺮﻓﻴــﺔ اﻟـﱵ
ـﻬﺎ إذا ﻛـﺎن اﻟﻄـﺮف ﻓﻴـﻬﺎأﻋﻄﻰ ﳍﺎ اﳌﺸﺮع ﺣﺠﻴﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺮﲰﻴﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﻗﻴﻤﺘـ
ﺷﺨﺺ أﻣﻲ.
ﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺮره اﻟﻘﻀﺎء ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻔﺼﻞ ﻧﺴﺎرع إﱃ اﻟﻘﻮل ﺑـﺄن
اﻷﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﲏ اﻧﻌﺪام اﻷﻫﻠﻴﺔ أو ﻧﻘﺼﺎﻧﻬﺎ ﻓﺎﳌﺒﺪأ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻫﻲ:
إن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﻠﻎ ﺳﻦ اﻟﺮﺷﺪ ﻳﻌﺘﱪ أﻫﻼ ﻟﻺﻟﺰام و اﻻﻟﺘﺰام" اﻟﻔﺼﻞ 3ﻣـﻦ ق
ل ع" ﻓﺎﻷﻣﻲ ﻟﻪ أﻫﻠﻴﺔ ﻛﺴﺐ اﳊﻘﻮق و ﲢﻤﻞ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻓﺈذا أﺑﺮم ﻋﻘــﺪا ﲪﻠـﻪ
اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ و اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﻬﺬا اﻻﻟﺘﺰام أن ﻳﺜﺒﺘﻪ ﺑﻐﲑ اﻟﻜﺘﺎﺑــﺔ وﺟـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ
ـﺮار
ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ اﻟﺘﺰم ﺑﻪ و ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﳛﺘﺞ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 427و ﻟﻌﻞ أﻫﻢ ﻗـ
اﲣﺬه اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻷﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺣﺎول ﻓﻴــﻪ أن ﻳﻀﻴـﻖ
ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻔﺼﻞ و اﻋﺘﱪ أن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﳛﺴﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ أﻣﻴﺎ.
ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺺ ﲤﺮن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﲞﻂ اﻟﻴﺪ ﰲ ﺣﲔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌــﺮف
اﻟﻘﺮاءة و اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﺑﻴﻊ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺘﺐ أﻧﻪ ﻛﺮاء.
ص 33 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﻧﻈﺮا إﱃ أن ﻗﺮار اﻠﺲ اﳌﺬﻛﻮر ﱂ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﳊﺴﻢ اﻟﻨﺰاع ﺣﻮل ﻛﺎﻓــﺔ
ﺟﻮاﻧﺐ اﳌﻮﺿﻮع اﻟﱵ ﱂ ﻳﺘﻨﺎوﳍﺎ و ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﲟﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻘﺮﻳﻨــﺔ
اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﻟﱵ اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜــﺲ أﻧـﻬﺎ ﻗﺮﻳﻨـﺔ
ﺑﺴﻴﻄﺔ ﳝﻜﻦ إﺛﺒﺎت ﻋﻜﺴﻬﺎ و ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻣﻲ ﻫﻞ اﻟﺬي ﻻ ﳛﺴـﻦ اﻟﻘـﺮاءة و
اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أم اﻟﺬي ﻻ ﳛﺴﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ و ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ ﻋﺒــﺄ اﻹﺛﺒـﺎت و ﻛﻴـﻒ ﻳﻘـﻊ
اﻹﺛﺒﺎت ؟
ﻓﻘﺮر أن اﻷﻣﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻘﺮاءة و اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ" اﻟﱵ ﺣﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘــﺪ" و
ﻟﻴﺲ اﻟﺬي ﻻ ﳛﺴﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺺ ﲤﺮن ﻋﻠﻰ إﺗﻘﺎن اﻟﺘﻮﻗﻴـﻊ ﰲ
ـﻪ
ﺣﲔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻘﺮاءة و اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك آﺧﺮ ﻻ ﻳﺘﻘﻦ وﺿﻊ ﺗﻮﻗﻴﻌـ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﻌﺮف اﻟﻘﺮاءة و اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.
و اﻋﺘﱪ أن ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﻘﺒﻞ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ و أن ﻫﺬا اﻹﺛﺒـﺎت
ـﺖ ﺑﻌـﺪم ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻰ ﺑﺎﻷﻣﻴﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺎدة اﻟﺸﻬﻮد ﻛﻤﺎ ﻳﺜﺒـ
اﺎدﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳋﺼﻢ.
ﻣﻼﺣﻈﺎت
و ﻗﺪ أﺷﺎر اﻟﻘﺮار إﱃ أن اﻷﻣﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻠﻐﺔ اﻟﱵ ﺣﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘــﺪ
ـﺺ و ﻏﲑ أن اﻷﺧﺬ ﺑﻬﺬا اﻻﲡﺎه اﻟﻮاﺳﻊ ﺳﻴﺆدي ﻻ ﳏﺎﻟﺔ إﱃ اﳋﺮوج ﻋﻦ روح اﻟﻨـ
اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﱵ ﻗﺼﺪﻫﺎ اﳌﺸﺮع و ﻫﻲ ﲪﺎﻳﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﺗﺴـﻌﺪﻫﻢ
ﻇﺮوﻓﻬﻢ ﻟﻴﺘﻠﻘﻮا اﳌﺒﺎدئ اﻷوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺮاءة و اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟﻌﻠﻤــﺎء و اﻷﻃﺒـﺎء و
ﻏﲑﻫﻢ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺳﻴﺆدي إﱃ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺮﻏﺔ ﻻ ﳐﺮج ﻣﻨﻬﺎ.
ـﺐ أو
ﻟﻨﻔﱰض ﻋﻘﺪا ﻋﺮﻓﻴﺎ أﺑﺮم ﺑﺎﳌﻐﺮب ﻛﺎن اﻟﻄﺮف ﻓﻴﻪ أﺟﻨﱯ أﳌﺎﱐ ﻃﺒﻴـ
ﻣﻬﻨﺪس أو أﺳﺘﺎذ اﺷﱰى أو اﻛﱰى ﲟﻮﺟﺒﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﻐﺮﰊ و ﻟﻨﻔــﱰض أن
ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﺣﺮر ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻞ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻣﻦ ﺣﻖ ﻫﺬا اﻷﺟﻨــﱯ أن ﻳﺘﻤﺴـﻚ
ﺑﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ – 427و ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ أﻣﻲ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻠﻐﺔ اﻟﱵ ﺣﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ.
ص 34 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﻟﻨﻔﱰض ﺣﺎﻟﺔ أﺧﺮى ﻋﻘﺪا ﻋﺮﻓﻴﺎ أﺑﺮم ﺑﺎﳌﻐﺮب ﺑﲔ ﺑﺮﺗﻐﺎﱄ و ﺻﻴﲏ ﻓﺄﻳــﺔ
ﻟﻐﺔ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﰲ ﲢﺮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﻘــﺪ ﺳـﺘﺆدي إﱃ ﻓﺘـﺢ اـﺎل ﻟﻴﺪﻋـﻲ أﺣـﺪ
ـﱵ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ أو ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻠﻐﺔ اﻟﱵ ﺣﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟـ
ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﳛﺮر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﻟﻴﻨﻔﻠﺖ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻫﺬا اﻟﺴﻼح ﺿﺪه.
و ﳍﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻠﺲ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ إﻋﻄﺎء ﻫﺬا اﳌﻔﻬﻮم اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻨـﺺ
اﻟﻔﺼﻞ و أﻧﻪ أراد اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻌﻘﻮد ﻟﻴﺤــﺚ اﻟﻨـﺎس ﻋﻠـﻰ
اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻟﻐﺔ اﻟﺒﻼد ﻓﺎﳌﻮﺿﻮع ﲝﺎﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻘﺪ ﺣﺮر ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
ص 35 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار ﻋﺪد 474
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1979/6/6ﻣﻠﻒ ﻣﺪﱐ ﻋﺪد 67708
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* إن اﳌﻮﻃﻦ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻫﻮ ﳏﻞ ﺳﻜﻨﺎه اﻟﻌﺎدي و ﻣﺮﻛﺰ أﻋﻤﺎﻟــﻪ و
ﻣﺼﺎﳊﻪ و ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﳌﻮﻃــﻦ اﳌﺴـﺠﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟﺮﺳـﻢ
اﻟﻌﻘﺎري ﻷﺣﺪ أﻣﻼﻛﻪ.
* ﻻ ﻳﺴﺮي أﺟﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 31ﻣﻦ ﻇــﻬﲑ ﺛـﺎﱐ
ﻳﻮﻧﻴﻪ 1915ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻖ اﻟﺸﻔﻌﺔ إﻻ إذا وﻗﻊ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ إﱃ اﻟﺸــﻔﻴﻊ ﺷـﺨﺼﻴﺎ
ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﰲ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﻷﻗﺎرﺑﻪ أو ﺧﺪﻣﻪ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 78/7/8ﲢﺖ إﻣﻀﺎء اﻷﺳــﺘﺎذ
ﻋﺒﺪاﳉﻠﻴﻞ اﻻدرﻳﺴﻲ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪه اﻟﻨﻘﺾ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ و اﻟﺮاﻣﻴـﺔ
إﱃ رﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ص 36 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19ﻓﱪاﻳﺮ 1977ﺑﺎع اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻴﺴﻮم و اﻟﻄﻴﺐ ﻣﻴﺴﻮم و
ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺴﻮم و اﳍﺎدي ﻣﻴﺴﻮم ﲨﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ اﳌﺸﺎﻋﺔ ﰲ اﻟﻌﻘﺎر اﶈﻔﻆ ﺑﺎﻟﺮﺳـﻢ
اﻟﻌﻘﺎري رﻗﻢ 5127إﱃ اﳌﺸﱰي ﺑﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪــﺎن و أن ﻣﻴﺴـﻮم اﳌـﻬﻮر
اﳌﻜﻲ اﻟﺬي ﳝﻠﻚ ﻣﻊ اﻟﺒﺎﺋﻌﲔ اﻟﻌﻘﺎر اﳌﺬﻛﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﺎع ﻃﻠﺐ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 18ﻓـﱪاﻳﺮ
76اﳊﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ اﳌﺸﱰي ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺎﺑﻊ ﻓــﱪاﻳﺮ
ـﻪﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﺮض و إﻳﺪاع ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺒﺤﺚ و اﳌﺼﺎرﻳﻒ ،ﻓﺄﺟﺎب اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴـ
ـﺲ ﻋﻨﻮاﻧـﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﻠﻎ إﱃ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﺸﺮاء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﱪﻳﺪ اﳌﻀﻤﻮن ﰲ ﻧﻔـ
ـﻪ ﻋـﻦ اﳌﺴﺠﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻌﺎد اﻟﻄﻲ ﲟﻼﺣﻈﺔ ﻏﲑ ﻣﻄﻠﻮب ﰒ وﺟﻬﻪ إﻟﻴـ
ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﱵ ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻪ ﳎــﻬﻮل ﺑـﺎﻟﻌﻨﻮان و أن ﻫـﺬا اﻷﺧـﲑ ﱂ
ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﺧﻼل أﺟﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 31ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣــﻦ
ﻇﻬﲑ ﺛﺎﱐ ﻳﻮﻧﻴﻪ 1915و أن ﺣﻘﻪ ﰲ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﲟﻀﻲ اﳌﺪة ،و ﺑﺘــﺎرﻳﺦ 31
ﻳﻨﺎﻳﺮ 77ﻗﻀﺖ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻓﺎس ﺑﺎﻟﺸﻔﻌﺔ أﻳﺪﺗﻬﺎ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳــﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔـﺎس ﺑـﺎﻟﻘﺮار
ـﻰاﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه و اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ و رﻓﻀﺖ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺴﻘﻮط ﺑﻌﻠﺔ أن اﳌﺪﻋـ
ﱂ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﻮﻗﻮع اﻟﺒﻴﻊ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﻴﻢ ﰲ اﻟﻌﻨﻮان اﻟﺬي وﺟﻪ إﻟﻴﻪ ﻓﻴﻪ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﻟﻘﺮار ﲞﺮق اﻟﻔﺼﻞ 175ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴــﺔ
ـﻦ ﺑﺼﻨـﺪوق اﶈﻜﻤـﺔ دون أن ﻳﻘـﻮم ﻟﻜﻮن اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﻗﺎم ﺑﺈﻳﺪاع اﻟﺜﻤـ
ﺑﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ.
ـﺎﺋﻖ اﳌﻠـﻒ أن ﻟﻜﻦ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻓﻘﺪ ﺗﺒﲔ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ وﺛـ
اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺎﺑﻊ ﻓﱪاﻳﺮ 76ﻋﺮض ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺜﻤﻦ ﻋﻠـﻰ
اﻟﻄﺎﻋﻦ و إﻳﺪاﻋﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺼﻨﺪوق اﶈﻜﻤﺔ و أن ﻋﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ ﺑـﺎﻟﻔﻌﻞ
إﱃ ﻋﻨﻮان اﻟﻄﺎﻋﻦ ،و ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﻟﻪ زوﺟﺔ أﺧﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮد ﺑـﺎﳌﻐﺮب و
أﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ أﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺄن اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﻳﻀﻊ رﻫﻦ إﺷﺎرﺗﻪ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺜﻤـﻦ
ـﺎر اﶈﻔـﻆ ﺑﺎﻟﺮﺳـﻢ اﻟﻌﻘـﺎري رﻗـﻢ 5127 و اﳌﺼﺎرﻳﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﻘـ
ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺧﻼف اﻟﻮاﻗﻊ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﻟﻘﺮار ﲞﺮق اﻟﻔﺼﻞ 31ﻣﻦ ﻇــﻬﲑ ﺛـﺎﱐ ﻳﻮﻧﻴـﻪ 1915
اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﶈﻔﻆ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ وﺟﻪ إﱃ اﳌﻄﻠــﻮب ﰲ اﻟﻨﻘـﺾ ﰲ ﻧﻔـﺲ
ـﻦ ﻃـﺮف إدارة ﻋﻨﻮاﻧﻪ اﳌﺴﺠﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري إﺷﻌﺎرا ﺑﻮﻗﻮع اﻟﺒﻴﻊ أﻋﻴﺪ إﻟﻴﻪ ﻣـ
اﻟﱪﻳﺪ ﲟﻼﺣﻈﺔ ﻏﲑ ﻣﻄﻠﻮب ﰒ وﺟﻬﻪ ﻏﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒــﻂ
اﻟﱵ ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻪ ﳎﻬﻮل ﺑﺎﻟﻌﻨﻮان و أن اﻟﺘﺒﻠﻴــﻎ إﱃ اﻟﻌﻨـﻮان اﳌﺴـﺠﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳـﻢ
اﻟﻌﻘﺎري ﻛﺎن ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺴﺮﻳﺎن أﺟﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻟﻄﻠﺐ اﻟﺸــﻔﻌﺔ و أن اﶈﻜﻤـﺔ ﳌـﺎ
ﺻﺮﺣﺖ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺑﻘﺒﻮل اﻟﺸﻔﻌﺔ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺧﺮﻗﺖ اﻟﻨﺺ اﳌﺬﻛﻮر.
ص 37 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻓﺈن اﳌﻮﻃﻦ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ 519ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴــﻄﺮة
ـﺎﻟﻀﺮورةاﳌﺪﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﳏﻞ ﺳﻜﲎ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺎدي وﻗﺖ وﻗﻮع اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﺬي ﻟﻴﺲ ﺑـ
أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﳌﻮﻃﻦ اﳌﺴﺠﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري و ﻣﻦ ﺟﻬــﺔ أﺧـﺮى ﻓﺈﻧـﻪ ﳚـﺐ
ﻟﺴﺮﻳﺎن أﺟﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 31ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﶈﺘﺞ ﺑـﻪ أن
ـﻮابﻳﻜﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻗﺪ وﻗﻊ ﻓﻌﻼ إﱃ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ و ﳍﺬا ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻـ
ﺣﲔ ﱂ ﺗﻌﺘﺪ ﲟﺠﺮد ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﻋﻼم اﻟﺬي ﻋﺎد ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻟﻌﺪم اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﳌﻌــﲎ
ﺑﻪ ﰲ اﻟﻌﻨﻮان ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﺮرا –
ﺳﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة أﲪﺪ ﻋﺎﺻﻢ – ﻣﻘـ
أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ – ﻋﺒﺪ اﻟﺮﻓﻴﻊ ﺑﻮﻋﺒﻴﺪ – ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻮدورة و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌــﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 38 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻌﻠﻴﻖ
ﻳﻌﺘﱪ أﺟﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 31ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ﺛــﺎﱐ ﻳﻮﻧﻴـﻪ
ـﱵ ﳚـﺐ 1915ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻖ اﻟﺸﻔﻌﺔ أﺟﻼ ﻗﺼﲑا ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻻ ﻣﻊ اﻹﺟﺮاءات اﻟـ
ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻔﻴﻊ أن ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﺧﻼﻟﻪ و ﻫﻲ ﻛﺜﲑة ﻣﻨﻬﺎ إﻋﺪاد اﳌﺎل اﻟﻼزم ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﲦـﻦ
اﻟﺒﻴﻊ و اﳌﺼﺎرﻳﻒ و ﻛﺬا ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﺤﺴــﻴﻨﺎت ﰲ ﺑﻌـﺾ اﻷﺣﻴـﺎن ﰒ اﻻﻟﺘﺠـﺎء إﱃ
اﶈﻜﻤﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻋﺮض ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻔﻮع ﻣﻨﻪ و إﻳﺪاﻋﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ ﰲ ﺻﻨـﺪوق
اﶈﻜﻤﺔ إذا رﻓﺾ ﻗﺒﻮل اﻟﻌﺮض .ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻷﺟﻞ اﳌﻤﻨﻮح ﻟﻠﺸﻔﻴﻊ اﻟـﺬي
ﺣﻀﺮ ﳎﻠﺲ اﻟﻌﻘﺪ " ﺷﻬﺮان ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻌﻘﺪ" ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﺸــﻔﻴﻊ اﻟـﺬي
ﺣﻀﺮ ﳎﻠﺲ اﻟﻌﻘﺪ" ﺷﻬﺮان ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻌﻘﺪ "ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﺸــﻔﻴﻊ اﻟـﺬي
ﺣﻀﺮ ﳎﻠﺲ اﻟﻌﻘﺪ ﻟﻴﺴﺮى ﰲ ﺣﻘﻪ أﺟﻞ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﱂ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﻫــﺬا اﳌﻮﻗـﻒ
ﻓﺮﺿﺎ و ﱂ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﻪ و إﳕﺎ ﻛﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎدرة ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ أن اﻟﺸــﻔﻴﻊ اﻟـﺬي أﻋﻠـﻢ
ـﻮن ﺗﻮﻗﻴـﺖ إﻋﻼﻣـﻪ ﺑـﺎﻟﺒﻴﻊ ﺑﻮﻗﻮع اﻟﺒﻴﻊ ﻗﺪ ﻓﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﳌﻮﻗﻒ ﻓﺮﺿﺎ و ﻗﺪ ﻳﻜـ
ﻣﻘﺼﻮدا و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﺧﻴﺎر ﻟﻪ ﻓﺈﻣﺎ أن ﳝﺎرس ﺣﻖ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﻷﺟﻞ اﶈﺪد ﻟــﻪ
أو ﻻ ﳝﺎرﺳﻬﺎ ﺑﺎﳌﺮة.
و ﳍﺬا ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳊﺎﻟﺘﲔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺟﻞ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓـﺈن
اﻟﺸﻔﻴﻊ اﻟﺬي ﻓﺮض ﻋﻠﻴﻪ أن ﳝﺎرس ﺣﻖ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أراده ﻟــﻪ ﻏـﲑه
ﻳﻜﻮن أوﻻ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻏﲑه.
ﻟﻜﻦ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،و ﳌﺎ ﻛﺎن اﻟﻨــﺺ اﳌﺬﻛـﻮر" 31
إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻀﻴﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻔﻴﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻀﻊ اﳊﻠــﻮل ﻟﻜﺎﻓـﺔ اﳌﺸـﺎﻛﻞ اﻟـﱵ
ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ :ﻓﻠﻢ ﳛﺪد ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ،و ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ،و ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴـﻎ و
ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎم ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن إﳚﺎد اﳊﻠﻮل اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺺ.
ـﺎﺋﺪة
ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﺘﺪﺧﻞ اﻟﻘﻀﺎء و أن ﻳﻜﻮن ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺑﺘﻔﺴﲑ اﻟﻨﺺ ﻟﻔـ
ـﺎﺋﻊ أم اﳌﺸـﱰي ﻗـﺮر اﻠـﺲ ﰲ اﻟﺸﻔﻴﻊ ﻓﻌﻦ ﺳﺆال ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻫﻞ اﻟﺒـ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أﺧﺮى أن اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﰲ ﲢﺮﻳﻚ أﺟﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴـﻪ
ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 31ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻋﻦ اﳌﺸﱰي ﻻ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ" .
ص 39 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﻘﻰ اﻟﺴﺆال اﻷﺧﲑ ﻫﻮ :ﻣﺎ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻫﻞ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺸﻔﻴﻊ ﺑﻮﻗـﻮع
اﻟﺒﻴﻊ أم ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺎن ﺷﺮوط اﻟﺒﻴﻊ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ و ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴــﺎن
ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺒﻴﻊ أم ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻻ ﻫﺬا و ﻻ ذاك ،و أﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺒﻠــﻎ إﱃ اﻟﺸـﻔﻴﻊ
ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻴﻊ.
ـﻮل
ﱂ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﺟﺘﻬﺎد ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع ،ﻧﺮﺟﻮ أن ﺗﺘﺎح ﻟﻪ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻴﻘـ
رأﻳﻪ و رﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﱪرات اﻟﱵ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﺪ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻫــﻲ اﻟـﱵ
ﺳﺘﺆدي ﺑﻪ إﱃ اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮب ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪ ﻷﻧﻪ أﻛﺜﺮ ﺿﻤﺎﻧﺔ.
ص 40 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 693
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 4أﻛﺘﻮﺑﺮ 1978ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 54776
اﻟﻘﺎﻋﺪة
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 76/6/12ﲢﺖ إﻣﻀﺎء اﻷﺳـﺘﺎذ
ﺟﱪان اﻟﻔﻴﻼﱄ اﶈﺎﻣﻲ ﲟﻜﻨﺎس اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿــﺪه اﻟﻨﻘـﺾ اﳌﺬﻛـﻮر
أﻋﻼه و اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ اﳊﻜﻢ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ص 41 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن.
ﺣﻴﺚ دﻓﻊ اﳌﻄﻠﻮب ﺑﺄن ﻣﻘﺎل اﻟﻨﻘﺾ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل ﻟﻮﻗﻮﻋــﻪ ﺧـﺎرج اﻷﺟـﻞ
اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ و ذﻟﻚ ﻷن اﻷﺟﻞ ﺑﺪأ ﰲ اﻟﺴﺮﻳﺎن ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻣﻨﻄﻮق اﳊﻜﻢ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 358ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـﺔ
ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﻓــﺈن رﻓـﻊ اﻟﺪﻋـﻮى إﱃ اﻠـﺲ
ـﻮق
اﻷﻋﻠﻰ ﳏﺪد ﰲ ﺛﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻮم ﺗﺒﻠﻴﻎ اﳊﻜﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﳎﺮد ﺗﺒﻠﻴﻎ اﳌﻨﻄـ
ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺴﺮﻳﺎن أﺟﻞ رﻓﻊ دﻋﻮى اﻟﻨﻘﺾ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜـﻮن اﻟﺪﻓـﻊ ﺑﻌـﺪم اﻟﻘﺒـﻮل
اﳌﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻓﻮات اﻷﺟﻞ ﲟﺠﺮد ﺗﺒﻠﻴﻎ اﳌﻨﻄﻮق ﻏﲑ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ.
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺘﲔ اﻷوﱃ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 345ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ و اﻟﻔﺼﻞ 14ﻣﻦ اﻟﻘــﺎﻧﻮن
اﻟﺘﺠﺎري.
ـﺮق اﻟﻔﺼﻠـﲔ 14و 16ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و ﺧـ
ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري و ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﱪت اﶈﻜﻤﺔ أن اﻟﻔﺎﺗﻮرة ﻫﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺠــﺔ
ﻣﻊ أن اﻟﻔﺎﺗﻮرة ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺪﻓﱰ اﻟﺘﺠﺎري اﳌﻤﺴﻮك ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻄـﺎﻟﺐ
و ﺗﻌﺘﱪ ﺣﺠﺔ ﺑﺼﺪد اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ و أن اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﲤﺖ ﺑﲔ ﺗــﺎﺟﺮﻳﻦ و ﻛـﺎن
ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ أن ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ رﻓﻀﺖ اﻟﺪﻋﻮى.
ﺣﻘﺎ :ﺣﻴﺚ إن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﲤﺴﻚ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺑــﺄن اﻟﺪﻋـﻮى ﺑـﲔ
ﺗﺎﺟﺮﻳﻦ و أدﱃ ﺑﻔﺎﺗﻮرة ادﻋﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ دﻓﱰه اﻟﺘﺠﺎري اﳌﻤﺴﻮك ﺑﺎﻧﺘﻈــﺎم
إﻻ أن اﶈﻜﻤﺔ أﺑﻌﺪت ﺣﺠﺘﻪ ﺑﻌﻠﺔ أﻧﻬﺎ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺠﺔ .ﻣﻊ أن اﻟﻔﺎﺗﻮرة ﻏﲑ ﺻــﺎدرة
ﳑﻦ ﳛﺘﺞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ أو ﳑﻦ أﳒﺰ اﳊﻖ ﻋﻨﻪ .ﻛﻤﺎ أﺑﻌﺪت اﻟﻔﺎﺗﻮرة ﻟﻌﺪم اﺷــﺘﻤﺎﳍﺎ
ـﺈن
ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل ﺛﺒﻮت أن اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﲤﺖ ﺑﲔ ﺗﺎﺟﺮﻳﻦ ﻓـ
ص 42 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻔﺎﺗﻮرة اﳌﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺪﻓﱰ اﻟﺘﺠﺎري اﳌﻤﺴﻮك ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﳝﻜـﻦ أن ﺗﻜـﻮن ﺣﺠـﺔ
ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻷﻧﻪ ﰲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺗﺎﺟﺮ و ﺗﺎﺟﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻓﱰ اﻟﺘﺠــﺎري
ﺣﺠﺔ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ و ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻻ أن ﻳﻀﺎﻫﻲ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ و ﻳﻘﺪر ﺣﺠﺘـﻬﺎ ﰲ
ـﻰ ﺗﻠـﻚ اﻟﺪﻓـﺎﺗﺮ إذا ﻣـﺎ وﻗـﻊ
ﻧﻄﺎق ﺳﻠﻄﺘﻪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ و ﻫﻮ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠـ
ـﻮن ﻓﻴـﻪ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﲝﺠﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌـ
ﺻﻮاب ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻌﻠﻞ و ﻻ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ.
ـﺔ
و ﺣﻴﺚ إن ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳋﺼﻮم و ﺣﺴﻦ ﺳﲑ اﻟﻘﻀﺎء ﻳﺴﺘﻠﺰﻣﺎن إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴـ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺘــﻪ ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـﺲ
ـﻮباﶈﻜﻤﺔ و ﻫﻲ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠـ
ـﺬا ﰲ ﺳـﺠﻼت اﶈﻜﻤـﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫـ
ﲟﻜﻨﺎس إﺛﺮ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
وﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋــﺔ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ ﺳـﻴﺎدة
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ – ﻣﻘﺮرا – أﲪـﺪ
ﻋﺎﺻﻢ – ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻨﻔﻀﻴﻞ – ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻮذورة و ﲝﻀــﻮر اﶈـﺎﻣﻲ اﻟﻌـﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ﺗﻌﻠﻴﻖ
ص 43 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ أو اﳌﻜﻠﻒ ﲝﺴﺎﺑﺎﺗﻪ )اﻟﻔﺼﻞ 433ﻣــﻦ ق ل ع( و ﰲ ﻛـﻼ اﳊـﺎﻟﺘﲔ ﻻ
ﺗﺬﻳﻞ ﻋﺎدة ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ و اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ اﻋﺘﺒــﺎر اﻟﻜﺘﺎﺑـﺔ ورﻗـﺔ
ﻋﺮﻓﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ "ف 426ﻣﻦ ق ل ع" ﳍﺬا ﻓﺈن اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ورﻗــﺔ
ﻋﺮﻓﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ إذا؟ ﻳﻘﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧــﺎت
ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺰام ﻣﻌﲔ أو أي ﺗﺼﺮف أﺟﺮاه اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻊ ﻏﲑه ﻳﻌﺘﱪ إﻗﺮارا ﻣــﻦ اﻟﺘـﺎﺟﺮ
ﻟﻐﲑه.
اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﺟﺮ
ـﺎﺿﻲ أن ﻳﻘﺒـﻞ اﻟﺪﻓـﺎﺗﺮ ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ 14ﻣﻦ ق اﻟﺘﺠﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻘـ
اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﳌﻤﺴﻮﻛﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﺣﺠﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﺠــﺎر ﺑﺼـﺪد اﳌﻌـﺎﻣﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳـﺔ و
ﻳﻀﻴﻒ اﻟﻔﺼﻞ 15ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن أن اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﺴــﻜﻬﺎ ﻋﻠـﻰ
اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰاوﻟﻮن اﻟﺘﺠﺎرة ﻻ ﳚﻮز ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ إﱃ اﶈﻜﻤﺔ و ﻻ اﻻﺣﺘﺠــﺎج ﺑـﻬﺎ
ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﺎﺳﻜﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺴﺘﻮف اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ.
ـﺎﺋﺪة
ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻫﺎذﻳﻦ اﻟﻔﺼﻠﲔ أن اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻌﺘﱪ ﺣﺠﺔ ﻟﻔـ
اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮوط ﻫﻲ :
-أن ﻳﻜﻮن اﳋﺼﻢ اﶈﺘﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺗﺎﺟﺮا ﻓﺎﻟﻔﺼﻞ 14ﺻﺮﻳـﺢ
ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن " ﺑﲔ ﺗﺎﺟﺮﻳﻦ " ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺣﺠﺔ ﺿﺪ ﻏﲑ اﻟﺘـﺎﺟﺮ إﻻ
ص 44 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﰲ اﳊﺎﻻت اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 433ﻣﻦ ق ل ع و ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋــﺪم ﲡﺰﻳـﺔ
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺴﺠﻠﺔ ﰲ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻳــﺆدي اﻷﻣـﺮ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ إﱃ اﻋﺘﺒـﺎر
ـﺎﺟﺮ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺣﺠﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺘﺎﺟﺮ و ﻟﻌﻞ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬا ﻫﻮ أن ﺧﺼﻢ اﻟﺘـ
اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺑﺪﻓﺎﺗﺮه اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﺪﺣﺾ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ اﳌﺪﻋﻰ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻓﺘﺤﻘــﻖ اﳌﺴـﺎواة
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻐﲑ اﻟﺘﺎﺟﺮ .
أن ﺗﻜﻮن اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﳌﺮاد اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻻﻟﺘﺰاﻣﻴــﺔ اﻟـﱵ
ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﺴﻜﻬﺎ و اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻮل 10و ﻣﺎ ﺑﻌﺪه و ﻫﻲ :
اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻴﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﻴﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﱵ ﳚﺮﻳﻬﺎ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻴﻮم
و دﻓﱰ اﻹﺣﺼﺎء اﻟﺬي ﺗﺴﺠﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻛـﻞ ﺳـﻨﺔ ﻣـﺎ ﳌﺆﺳﺴـﺘﻪ
اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق و ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ دﻳﻮن و ﺗﻨﺴﺦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻪ و ﺣﺴﺎب اﻷرﺑـﺎح و
اﳋﺴﺎﺋﺮ
ـﻪ ﳝﻜـﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـﺔ أن ﺗﻘﺒـﻞ ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ 10ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري ﻋﻠﻰ أﻧـ
اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺣﺠﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﺠﺎر ﻓﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﳝﻜﻦ ﻫﺬه ﻫــﻞ ﺗﻌـﲏ أن ﻟﻠﻘـﺎﺿﻲ
اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ أن ﻳﻘﺮر ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﻋﺪم اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ و ﻗﺒــﻞ أن ﻳﻄﻠـﻊ أو
ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ أم أن ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺗﻨﺼﺐ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟـﻮاردة ﰲ
ـﻦ اﳊﺠـﺞ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ذﻟﻚ ﺿﻤـ
اﻟﱵ ﻳﺪﱄ ﺑﻌﺾ اﳋﺼﻮم ﻟﻴﻘﺮر ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺮاه ﺑﺸﺄن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ و ﰲ ﻧﻄـﺎق
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻪ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﳊﺠﺞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗــﺮره اﻠـﺲ ﰲ اﻟﻘـﺮار ﻣﻮﺿـﻮع
ص 45 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ،و ﻗﺎل :أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳــﺔ إذا ﻣـﺎ وﻗـﻊ
اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻀﺎﻫﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺑﲔ دﻓﺎﺗﺮ اﳋﺼﻮم و ﻳﻘﺪر ﺣﺠﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻧﻄﺎق ﺳـﻠﻄﺘﻪ
اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﺴﺮ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﳊﺠــﺞ ﺑﻌـﺪ
اﻹدﻻء ﺑﻬﺎ.
إذا ﻗﺪم اﳌﺪﻋﻰ دﻓﺎﺗﺮه اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ و ﻛﺎﻧﺖ ﻣــﻦ اﻟﺪﻓـﺎﺗﺮ اﻹﺟﺒﺎرﻳـﺔ و ﻫـﻲ
ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ و أﻓﺎدت ﻣﺪﻳﻮﻧﻴﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺎﺟﺮ و ﻇﻞ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺄﻓﻜـﺎره
ـﻰﻛﺎن ﻟﻪ أن ﻳﺪﱄ ﺑﺪﻓﺎﺗﺮه ﻫﻮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ إذا اﻋﺘﻘﺪ أن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺎرض ادﻋﺎء اﳌﺪﻋـ
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ دﻓﺎﺗﺮه ﻫﻮ اﻵﺧﺮ إﺟﺒﺎرﻳﺔ و ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻓﻼ ﳜﻠﻮ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﺼــﻮر
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
أﻣﺎ إذا ﺗﻌﺎرﺿﺖ دﻓﺎﺗﺮ اﻟﻄﺮﻓﲔ و ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓـﺈذا
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ أو اﻟﻘﺮاﺋﻦ ﻣﺎ ﻳﺰﻛﻲ إﺣﺪاﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮى ﻗﻀﻰ وﻓــﻖ ﻣـﺎ
أﻓﺎدت ﻫﺬه اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﳌﺪﻋﻤﺔ و إﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳــﺮ ﰲ أن ﺗﺴـﺘﺒﻌﺪ
دﻓﺎﺗﺮ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻟﺘﻌﺎرﺿﻬﺎ أو ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺈﺣﺪاﻫﺎ و ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ اﻷﺧﺮى ﻣﻊ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻤﻤﺔ.
ـﺎﺗﺮ ﺑـﺎﳌﺮة
أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ دﻓﺎﺗﺮ اﳋﺼﻢ ﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ أو ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ أﻣﺴﻚ دﻓـ
ﻛﺎن ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﻘﻀﻲ وﻓﻖ ﻣﺎ أﻓﺎدت دﻓﺎﺗﺮ اﳌﺪﻋﻰ.
رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ص 46 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻣﻦ ﻗﺮارات اﺠﻤﻟﻠﺲ :
ص 47 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 717
ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 62586
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻮاب ﺣـﲔ اﺳـﺘﺒﻌﺪت ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﻗﻮاﻋـﺪ اﻟﻔﻘـﻪ * ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻـ
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺰاع ﺣﻮل أداء اﻟﺜﻤﻦ و أﻟﺰﻣﺖ اﳌﺸﱰي ﺑﺈﺛﺒﺎت ادﻋﺎﺋـﻪ
اﻷداء ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﲔ 400و 443ﻣﻦ ق ل ع.
* اﻟﻨﺰاع ﺣﻮل أداء اﻟﺜﻤﻦ ﻧﺰاع ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺰام اﳌﺸﱰي اﻟﺬي ﳚﺐ ﻋﻠﻴــﻪ أن
ـﺎءه ﺑﺎﻟﻮﻓـﺎء إذا ﲡـﺎوز ﻣﺒﻠـﻎ 250 ﻳﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻜﺘﺎﰊ ﻋﻠﻰ ادﻋﺎﺋﻪ اﻧﻘﻀـ
درﻫﻤﺎ و ﻟﻴﺲ ﻧﺰاﻋﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﺮاد ﻓﻴﻬﺎ إﺛﺒﺎت وﻗﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺷــﺄﻧﻬﺎ أن
ﺗﺒﲔ ﻣﺪﻟﻮل ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ أو اﳌﺒﻬﻤــﺔ أو اﻟﺪﻟﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺗﻨﻔﻴـﺬ
اﻟﺸﺮوط ﺣﱴ ﻳﻜﻮن اﻹﺛﺒﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮا.
ـﺎر ﺑـﲔ إﺟﺒـﺎر اﳌﺪﻳـﻦ ﻋﻠـﻰ* ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ اﳌﺸﱰي ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ اﳋﻴـ
اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ إن ﻛﺎن ذﻟﻚ ﳑﻜﻨﺎ أو اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ.
ص 48 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﳌﺆرخ ﰲ 28ﺷﺘﻨﱪ .1974
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﻴﻨﻮا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ إﺳﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ إﺳــﻢ اﳊـﻲ اﻟـﺬي
ﻳﺴﻜﻨﻮن ﻓﻴﻪ وﺻﻔﺘﻬﻢ ﳑﺎ ﻳﻌﺪ ﻛﺎف ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ و أﻧﻬﻢ ﺳــﻜﺎن ﻣﺪﻳﻨـﺔ
ﺻﻐﲑة ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﺬا اﻟﺪﻓﻊ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل .
ـﻮن ﻓﻴـﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ و اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌـ
ـﲑ ﻋﺒـﺪ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1977/2/3أن ﺑﻠﻔﻘـ
اﻟﻜﺮﱘ أﺑﺮم ﻋﻘﺪا ﻣﺆرﺧﺎ ﺑـ 18ﻳﻨﺎﻳﺮ 1971ﻣﻊ اﻟﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﺎﻋﻬﻢ ﲟﻘﺘﻀﺎه ﻗﻄﻌــﺔ
أرﺿﻴﺔ ﺑﺎﳉﺪﻳﺪة ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ 5965ﻣﱰا ﻣﻦ أرض "ﺷﻴﻞ" ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈــﺔ
اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﺑﺎﳉﺪﻳﺪة ﲢﺖ ﻋــﺪد 3537ﺑﺜﻤـﻦ ﻗـﺪره 71580درﻫﻤـﺎ و ادﻋـﻰ أن
اﻟﻄﺎﻟﺒﲔ ﱂ ﻳﺆدوا ﻟﻪ اﻟﺜﻤﻦ و ﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم أداء اﳌﺸﱰﻳﻦ ﻟﻠﺜﻤـﻦ و
ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﳌﺒﻴﻌﺔ و اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻌﻘﺎري اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ .و ﻗﺪ دﻓﻊ اﳌﺸﱰون ﺑﺄﻧـﻬﻢ
ـﻰ ﻟﻜـﻦ ﳏﻜﻤـﺔ أدوا ﲨﻴﻊ اﻟﺜﻤﻦ و ﻗﺪ رﻓﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ دﻋﻮى اﳌﺪﻋـ
ـﱪم ﺑﺘـﺎرﻳﺦاﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أﻟﻐﺖ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺣﻜﻤﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﺒﻴﻊ اﳌـ
18ﻳﻨﺎﻳﺮ 1971ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻮاﻗﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و ﺑﺈرﺟﺎع اﳌﺸـﱰﻳﻦ
ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ اﻷرض ﳏﻞ اﻟﻨﺰاع و ﻛﺬا اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري و ذﻟﻚ ﺑﻌﻠﺔ أﻧــﻪ إذا ﻛـﺎن ﻣـﻦ
اﻟﺜﺎﺑﺖ أن اﳌﺸﱰﻳﻦ أدوا ﻣﺒﻠﻎ 15000درﻫﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﱂ ﻳﺪﻟﻮا ﲟــﺎ ﻳﺜﺒـﺖ أﻧـﻬﻢ أدوا
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ و ﻗﺪره 56580درﻫﻤﺎ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ ﺧﺮﻗﻪ ﻟﻠﻔﺼﻞ 106ﻣﻦ ﻇــﻬﲑ اﻟﺘﺤﻔﻴـﻆ
ـﺎﺑﺖ و ﻣﻌـﱰفاﻟﻌﻘﺎري و ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﺎب و ذﻟﻚ ﻷن اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎزة ﺛـ
ـﻪ
ﺑﻪ .و ﻷن اﳊﺎﺋﺰ اﻟﺬي ﻳﺼﺮح ﺑﺄﻧﻪ اﺷﱰى اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ﳚﺐ أن ﺗﻮﺟـ
ص 49 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
إﻟﻴﻪ اﻟﻴﻤﲔ و ﻳﺼﺪق ﰲ ﳝﻴﻨﻪ ﻛﻤﺎ أن ﻣﻦ ﻳﻌﱰف ﺑﺎﻟﺒﻴﻊ و ﻳﺰﻋﻢ ﻋﺪم ﻗﺒﺾ اﻟﺜﻤــﻦ
ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆدي اﻟﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻗﺒﻀﻪ ﻓﺈذا ادﻋﻰ وﺟﺐ اﻷداء ﻻ اﻟﻔﺴﺦ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﺒﻴﻊ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﳏﻔﻆ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺰاع اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺎﻟﺒﻴﻊ
اﳌﺬﻛﻮر ﲢﻜﻤﻪ ﻗﻮاﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت .ﻻ أﺣﻜﺎم اﻟﻔﻘــﻪ اﻹﺳـﻼﻣﻲ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﶈﻜﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻــﻮاب ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﺑﻴﻨـﺖ أن اﳌﺸـﱰﻳﻦ ﱂ ﻳﻮﻓـﻮا
ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺄداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ ﻷﻧﻬﻢ ﱂ ﻳﺜﺒﺘﻮا أداءه ﲝﺠﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻃﺒﻘــﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴـﺎت
اﻟﻔﺼﻞ 443ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و رﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺴﺦ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺴــﺒﺐ
ﻋﺪم وﻓﺎء اﳌﺸﱰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺄداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ .ﻓﻬﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻻ أﺳـﺎس
ﻟﻪ.
ـﺎراتﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﺈن ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘـ
اﶈﻔﻈﺔ إﻻ ﰲ ﺣﺎل ﻋﺪم وﺟﻮد ﻧﺺ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬـﺔ.
و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻋﺘــﱪ ﻋﻠـﻰ ﺻـﻮاب أن اﳌﺸـﱰﻳﻦ
ﻣﺪﻳﻨﲔ ﺑﺄداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ و ﳑﺎﻃﻠﲔ ﰲ اﻷداء و ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺣﺮﻣﻮا اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﺾ اﻟﺜﻤﻦ
و رﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺴﺦ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻴﻊ ﻣﻄﺒﻘﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 259ﻣﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻮاﺟﺒﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ و اﻟﱵ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﺪاﺋــﻦ اﳋﻴـﺎر ﰲ
إﺟﺒﺎر اﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺰاﻣﻪ أو ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻄﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘـﺪ
ـﻴﻠﺔ
ﻣﺎدام اﳌﺪﻳﻦ ﳑﺎﻃﻼ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ اﻟﺘﺰم ﺑﻪ .ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻫﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ اﻟﻮﺳـ
أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺎﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ
ـﻚ ﻷن ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 444ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻔﺼﻞ 447ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ذﻟـ
اﻟﻘﺮار اﺳﺘﺒﻌﺪ ﻛﻞ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﺠﺔ ﻏﲑ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﻣــﻊ أن اﻷﻣـﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺎﺗﻔـﺎق
اﻷﻃﺮاف ﺑﻞ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق و ﻣﻊ أن اﻟﻔﺼﻞ 444ﻳﺴﺘﺜﲏ اﳊﺎﻟﺔ اﻟــﱵ ﻳـﺮاد
ﻓﻴﻬﺎ إﺛﺒﺎت وﻗﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺒﲔ ﻣﺪﻟﻮل ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ أو اﳌﺒﻬﻤــﺔ أو
ص 50 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﺪﻟﻴﻞ أو ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮوط ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻜﺘﺎﰊ و ﻣﻊ أن اﶈـﺮر
اﻟﻜﺘﺎﰊ اﻟﺬي أدﱃ ﺑﻪ اﻟﻄﺎﻟﺐ و اﻟﺬي ﻳﺜﺒﺖ أداء ﻣﺒﻠﻎ 15800درﻫﻢ ﳚﻌﻞ واﻗﻌــﺔ
أداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ ﺻﺤﻴﺤﺔ.
ـﻞ 444 ﻟﻜﻦ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ادﻋﺎه اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﺈن اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼـ
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﺮاد ﻓﻴﻬﺎ إﺛﺒﺎت وﻗﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ
أن ﺗﺒﲔ ﻣﺪﻟﻮل ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ أو اﳌﺒﻬﻤﺔ أو اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺗﻠـﻚ
اﻟﺸﺮوط و ﻫﻮ ﻻ ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ إﺛﺒﺎت أداء اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن ﳏــﻞ اﺗﻔـﺎق ﺳـﺎﺑﻖ و
ـﺎن ﻋﻠﻴـﻬﻢ أن ﻳﻘﻴﻤـﻮا واﺿﺢ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ و ﺑﻘﻲ دﻳﻨﺎ ﰲ ذﻣﺔ اﳌﺸﱰﻳﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛـ
درﻫﻤـ
ﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻜﺘﺎﰊ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﻳﻔﻮق ﻣﺒﻠﻎ 250
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ 443ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ
ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﱪ أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﱂ ﻳﺪﻋﻢ ادﻋﺎءه ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺠﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﺗﺜﺒـﺖ
أداءه ﳌﺒﻠﻎ 56580درﻫﻤﺎ ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ إذن ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و ﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼــﻞ
96ﻣﻦ ﻇﻬﲑ اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ اﻟﻔﺼﻞ 10ﻣﻦ اﻟﻘــﺮار اﻟﻮزﻳـﺮي اﳌـﺆرخ ﰲ 3ﻳﻮﻧﻴـﻮ 15
اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ و ذﻟﻚ ﻷن ﻛﻞ ﻃﻠﺐ ﻳﺮﻣﻲ إﱃ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻖ ﻋﻴﲏ ﻏﲑ ﻣﻘﻴـﺪ
أو اﻟﺘﺸﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻣﻘﻴﺪ ﳚﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺒﻮﻗﺎ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋــﺪم اﻟﻘﺒـﻮل
ﻗﺮار ﻣﻌﻠﻞ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ و أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ
ﻳﺮﻣﻲ إﱃ اﻟﺘﺸﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻋﻴﲏ ﻣﻘﻴﺪ.
ﻟﻜﻦ إن اﻟﻨﺰاع ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺴﺦ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻴﻊ ﻟﻌﺪم أداء اﻟﺜﻤﻦ ﻟﺬﻟــﻚ ﻓﻠﻴـﺲ ﻣـﻦ
ـﻄﻴﺐ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـﺪ اﻟﻼزم أن ﻳﻠﺘﺠﺊ اﳌﻄﻠﻮب ﻣﺴﺒﻘﺎ إﱃ اﶈﺎﻓﻆ ﻟﻴﻄﻠﺐ اﻟﺘﺸـ
اﻟﺒﻴﻊ ﻣﺎدام ﱂ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ أو ﺣﻜﻢ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺬي ﰎ ﺗﻘﻴﻴــﺪه ﺑﺎﻟﺴـﺠﻞ
اﻟﻌﻘﺎري ﻫﺬا ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺼﻞ 96ﻣﻦ ﻇــﻬﲑ اﻟﺘﺤﻔﻴـﻆ اﻟﻌﻘـﺎري
ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺗﺴﺠﻴﻞ أو ﺗﺸﻄﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﺪم ﻃﻠﺒﻪ إﱃ اﶈـﺎﻓﻆ و
ـﺎت ﻻ
أن ﻳﻠﺘﺠﺊ إﱃ اﶈﻜﻤﺔ ﺣﲔ اﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﻃﺮف اﶈﺎﻓﻆ ﻓﺈن ﻫﺬه اﳌﻘﺘﻀﻴـ
ﺗﻄﺒﻖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺰاع ﺣﻮل إﺛﺒﺎت اﳊﻖ اﳌﻄﻠﻮب ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻟﺬﻟــﻚ ﻓﺎﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ
ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ اﻷﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﻪ ﺑﻘﺎﻋـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ ﺳـﻴﺎدة
ص 51 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ – ﻣﻘﺮرا – اﳊــﺎج
ـﻦ ﺑﻨﻔﻀﻴـﻞ و ﲟﺤﻀـﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ اﳌﻮﻣﻰ – ﳏﻤﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﻠﻮي – ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪـ
ـﻌﻴﺪ
اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﺳـ
اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 52 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 322
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 26أﺑﺮﻳﻞ 1978
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺟﻨﱯ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ اﳌﺒﻴﻊ ﻛﻠﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻚ ﻳــﱰك ﻟـﻪ
ﺟﺰء ﻣﻦ اﳌﺒﻴﻊ ﰲ ﺣﺪود ﺣﺼﺘﻪ.
ص 53 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘﺮر اﻟﺴﻴﺪ أﲪــﺪ ﻋـﺎﺻﻢ ﰲ
ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ.
ـﺮﻳﻚﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﻟﻘﺮار ﺑﺄن اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﻟﻔﻘﻪ ﻫﻲ اﳊﻖ اﳌﻤﻨﻮح ﻟﻠﺸـ
ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﺎع ﰲ أن ﻳﻨﺘﺰع ﻟﻨﻔﺴﻪ اﳊﺼﺔ اﻟﺸﺎﻓﻌﺔ اﻟﱵ ﺑﺎﻋﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﺸﺮﻛﺎء ﻟﺸـﺨﺺ
ﻣﻦ اﻟﻐﲑ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ دﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ و أن اﻟﻄﺎﻋﻦ ﺷﺮﻳﻚ ﰲ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻓــﻼ ﲤـﺎرس
ﺿﺪه اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﳍﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﱵ ﻳﻘﺮرﻫﺎ ﻧــﺺ اﻟﻔﺼـﻞ 974ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
ـﺪه ﺗﻜـﻮن ﻗـﺪ ﺧﺮﻗـﺖ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد و أن اﶈﻜﻤﺔ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﺖ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﺿـ
اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺬﻛﻮرة.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﳛﺘﺞ ﺑﻪ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻻ ﳝﻨﻊ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺸـﻔﻌﺔ
ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﺸﺮﻳﻚ و ﻻ ﻳﻘﻴﻢ أﻳﺔ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻣــﻦ اﻟﺸـﺮﻳﻚ و اﻟﺸـﻔﻌﺔ ﻣـﻦ
اﻷﺟﻨﱯ إﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺪى أﺛﺮ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺟﻨﱯ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ اﳌﺒﻴــﻊ ﻛﻠـﻪ
ـﻦ اﳌﺒﻴـﻊ ﰲ ﺣـﺪود ﺣﺼﺘـﻪ و أن ﻫـﺬه ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻚ ﻳﱰك ﻟﻪ ﺟﺰء ﻣـ
اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﻘﺮرﻫﺎ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻇﻬﲑ ﺛﺎﱐ ﻳﻮﻧﻴــﻪ 1915
اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﶈﻔﻆ اﻟﺬي ﻫﻮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ و أن اﳌـﻮاد
ﺑﺎﻟﻐﲑ ﰲ ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ 25ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺬﻛﻮر ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻷﺟﻨﱯ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎر و إﳕــﺎ
ﻫﻮ اﻷﺟﻨﱯ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻴﻊ و أن اﻟﺸﻔﻴﻊ و اﳌﺸﱰى ﻳﻌﺘﱪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻏﲑا ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ
إﱃ اﻵﺧﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﻴﻊ و أن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﲑ ﻫﻮ اﻟﺬي ﳚﺐ أن ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻨـﺺ
ص 54 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔ
اﻟﻔﺼﻞ 974ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﶈﺘﺞ ﺑﻪ و ﳍﺬا ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﶈﻜﻤـ
ـﺪود ﺣﺼـﺔ اﳌﻄﻠـﻮب ﰲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ﺣﲔ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﺑﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ ﺣـ
اﻟﻨﻘﺾ ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮن ﳍﺬا ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ص 55 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار 746
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 21أﻛﺘﻮﺑﺮ 1978
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* ﲢﻔﻴﻆ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﻌﻪ ﻳﻌﺪ ﺗﺪﻟﻴﺴﺎ ﺿﺪ اﳌﺸــﱰى ﻣﻮﺟﺒـﺎ
ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ.
* ﻳﺒﺘﺪئ أﻣﺪ ﺗﻘﺎدم دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻣــﻦ ﺗـﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠـﻢ
اﳋﺎص اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮر و ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻨﻪ ﻋﻤﻼ ﺑــﺎﻟﻔﺼﻞ 106ﻣـﻦ ق ل ع و
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻠﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ.
ص 56 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺣﻴﺚ إن دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺟﺮﳝﺔ أو ﺷﺒﻪ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺘﻘــﺎدم ﰲ ﻧﻄـﺎق
اﻟﻔﺼﻞ 106ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻻ ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﻔﺼــﻞ 387ﻣـﻦ ﻧﻔـﺲ
ـﺲ اﳌﺮﺗﻜـﺐ أﺛﻨـﺎء ﻋﻤﻠﻴـﺔاﻟﻘﺎﻧﻮن ،و ﺗﻌﺘﱪ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻟﻴـ
اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﻹﻗﺎﻣﺔ رﺳﻢ ﻋﻘﺎري دﻋﻮى ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﳉﺮﳝﺔ أو ﺷﺒﻪ اﳉﺮﳝـﺔ
و ﻳﺴﺮي اﻟﺘﻘﺎدم اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻢ اﳋﺎص اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮر و ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻨﻪ ﻻ
ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻠﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ.
ـﻮن ﻓﻴـﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ و اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌـ
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ ﺑﺘــﺎرﻳﺦ 1977/12/1أن اﳌﺮﺣـﻮم اﳊـﺎج
ﳊﺴﻦ ﺑﻦ أﲪﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻛﺎن اﺷﱰى ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1942/8/6ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑـﻦ
ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﻗﻄﻌﺔ أرﺿﻴﺔ ﺑﺂﻳﺖ ﻣﻠﻮل ﺗﺒﻠــﻎ ﻣﺴـﺎﺣﺘﻬﺎ 2992م 2و ﻗـﺪ ﺗـﻮﰲ
اﳌﺸﱰي و ﻋﻨﺪﻣﺎ أراد ورﺛﺘﻪ ﺑﻴﻊ اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻓﻮﺟﺌﻮا ﺑﺄﻧﻬﺎ ﳏﻔﻈــﺔ ﰲ إﺳـﻢ اﻟﺒـﺎﺋﻊ
ـﺪاﻟﺬي ﻃﻠﺐ ﲢﻔﻴﻈﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺒﻴﻌﻬﺎ ﺣﺴﺐ اﳌﻄﻠﺐ اﳌﺆرخ ﰲ 43/8/10و ﻗـ
أﺻﺒﺢ اﳌﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎري ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ و ﳛﻤﻞ رﻗﻢ 113س و ﻟﺬﻟﻚ ﻃﻠﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ إﲨﺎﻟﻴــﺎ
ﻗﺪره 175.000د ﲣﺼﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺔ اﳍﺎﻟﻚ اﻟﺬي ﺣﻔــﻆ اﻟﻌﻘـﺎر ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ
ﺗﺪﻟﻴﺴﻴﻪ .و ﻗﺪ ﻗﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺄن اﻟﻄﻠﺐ ﻗﺪ ﺗﻘﺎدم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﻋــﲔ
ـﺎ
ﳏﻤﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ و ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ و ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﻠﻲ و اﳊﺎﺟﺔ ﺧﺪوج ﻃﺒﻘـ
ـﺎ ﻳﻨﺎﺳـﺐ ﻟﻠﻔﺼﻞ 387ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و ﻗﻀﺖ ﻟﺒﺎﻗﻲ اﳌﺪﻋﲔ ﲟـ
ﺣﻈﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﱵ ﻗﺪر اﳋﺒﲑ ب 107.950درﻫﻤﺎ .ﻋﻠــﻰ أن ﳜﺼـﻢ
اﳌﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺔ اﳍﺎﻟﻚ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﲪﺪ ﻣﻮروث اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ و أﻳﺪت ﳏﻜﻤـﺔ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻫﺬا اﳊﻜﻢ ﲝﻜﻤﻬﺎ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ.
ـﺎ
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ ﺧﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و ذﻟﻚ ﻓﻴﻤـ
ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻘﻮط اﳊﻖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﻔﺼﻞ 387ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘــﻮد و
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﻊ أن اﻷﺟﻞ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 64ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 12ﻏﺸـﺖ 1913
ـﺮراﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺤﻔﻴﻆ اﻟﻌﻘﺎرات ﻳﺴﺮي ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻓﻴﻪ إﱃ اﳉﺎﻧﺐ اﳌﺘﻀـ
ﲢﻔﻴﻆ اﳊﻖ و ﻛﺬا اﻟﺘﺪﻟﻴﺲ اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻟﻪ و أن اﶈﻜﻤﺔ ﱂ ﺗﺮاع إﻻ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻘـﺪ
ـﺬي ﻳﻔﺴـﺮه اﻟﻘﻀـﺎء ﲟﻘﺘﻀﻴـﺎت اﻟﺒﻴﻊ دون أن ﺗﺮاﻋﻲ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 64اﻟـ
اﻟﻔﺼﻞ 106ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد.
ﺣﻴﺚ إن دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﱵ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺒﻮن ﻋﻠﻰ ورﺛﺔ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﺘﺪﻟﻴــﺲ
ﻫﻲ دﻋﻮى ﺷﺨﺼﻴﺔ و ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺑﺎب اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋــﻦ اﳉﺮاﺋـﻢ و أﺷـﺒﺎه
اﳉﺮاﺋﻢ و ﻫﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﻘﺎدم ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﻔﺼﻞ 106ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣــﺎت
ﲟﻌﲎ أن اﻟﺘﻘﺎدم اﻟﻘﺼﲑ اﻷﻣﺪ ﻻ ﻳﺒﺪأ ﺳﺮﻳﺎﻧﻪ إﻻ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻢ اﳋﺎص ﺑـﺎﻟﻀﺮر
و ﺑﺎﳌﺴﺆول ﻋﻨﻪ ﻻ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﻌﺎم ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓــﺈن
اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺒﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴــﺎت اﻟﻔﺼـﻞ 387
ص 57 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ أﺷﺒﺎه اﳉﺮاﺋـﻢ و
ـﺎت اﻟﻮاﺟﺒـﺔﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﱂ ﻳﻄﺒﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 106ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣـ
اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ،ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴــﺔ ﻋﻠـﻰ
ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠﻮﺑﲔ.
ـﺮ اﳊﻜـﻢ
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ إﺛـ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﻪ ﺑﻘﺎﻋـﺔ و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ ﺳـﻴﺎدة
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ – ﻣﻘﺮرا – اﳊـﺎج
ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ اﳌﻮﻣﻲ – ﳏﻤﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﻠﻮي – أﲪﺪ ﻋﺎﺻﻢ و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 58 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 187
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 8ﻳﻮﻧﻴﻮ 1979ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 40903
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻰ اﻟﺘﺤﻔﻴـﻆ
* اﶈﻜﻤﺔ ﻏﲑ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺄن ﺗﺸﲑ ﰲ ﺣﻜﻤﻬﺎ إﱃ أن اﻟﺘﻌﺮض ﻋﻠـ
وﻗﻊ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ.
* ﻋﺪم ﳐﺎﻃﺒﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻔﺴﺎر ﺷﻬﻮد اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣــﻦ اﻷﺳـﺒﺎب
اﳌﻮﺟﺒﺔ ﻟﺒﻄﻼﻧﻬﺎ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19ﻣــﺎرس 1973ﻣـﻦ ﻃـﺮف
اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪﻫﻢ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻧﺎﺋﺒﻬﻢ و اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ رﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ص 59 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﰲ ﺷﺄن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﳍﺎ اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ
ص 60 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻌﺮض ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ أﲪﺪ ﺑﻦ اﳌﻴﻠﻮدي و ﻣﻦ ﻣﻌﻪ اﳌﺴﺠﻞ ﲢﺖ ﻋﺪد 1236ﻻ ﻏـﲑ
– و ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻋﻼه ) 7ﻣﺎي (1970ﻗﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﳌﺴــﺘﺄﻧﻒ ﻓﻴﻤـﺎ
ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﺘﻌﺮض ﻋﺪد 1246ﻣﺘﺒﻨﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ – ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ – ﻓﻘﺪ ورد ﲝﻴﺜﻴﺎت اﻟﻘﺮار ﻣـﺎ ﻳﻠـﻲ
"و ﺣﻴﺚ إن ﻣﺎ زﻋﻤﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﳌﺴﺠﻞ ﻣﻦ أن واﻟﺪة اﳌﺘﻌﺮﺿﲔ زﻫﺮة ﺑﻨﺖ أﲪــﺪ
ﺑﻦ اﻟﻄﻴﱯ إﳕﺎ ﻫﻲ أﺧﺘﻬﻢ ﻟﻸم ﻓﺈن اﻹراﺛﺔ اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻣــﻦ ﻃـﺮف اﳌﺘﻌﺮﺿـﲔ
ﺗﻜﺬب ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ – و ﻗﺪ أﻋﺬر ﳍﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺎرﺿﻮﻫﺎ"
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻃﻌﻨﻮا ﰲ ﻣﻠﻜﻴــﺔ اﳌﺘﻌﺮﺿـﲔ
ﻋﺪد 661ﺑﺄن ﺣﺪودﻫﺎ ﻏﲑ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﳊﺪود اﳌﺪﻋﻰ ﻓﻴﻪ و ﻗﺪ رد ﻗﻀــﺎة اﳊﻜـﻢ
ﺑﺄن ﻧﺺ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻠﻰ أن اﳊﺪود ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻋﲔ اﳌﻜـﺎن
ﻳﻜﻔﻲ ﻋﻠﺔ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻨﻘﺺ اﳌﻮﺟﻮد ﺑﺎﳌﻠﻜﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة – ﻟﻜــﻦ ﻫـﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴـﻞ ﻏـﲑ
ﺻﺤﻴﺢ إذ أن ﺗﻄﺎﺑﻖ اﳊﺪود ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻨﻘﺾ اﳌﻄﻌﻮن ﺑـﻪ ﻷن
اﻷﻣﺮ ﻳﺆول ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﱃ أن ﺷﻬﻮد اﳌﺘﻌﺮﺿﲔ ﻛﺎﻧﻮا ﺟــﺎﻫﻠﲔ ﺑﺎﳌﺸـﻬﻮد ﻓﻴـﻪ و
ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺒﻄﻞ ﺷﻬﺎدﺗﻬﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻻﻧﻌﺪام رﻛﻦ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺸــﻬﺎدة و ﻫـﻮ ﻣﻌﺮﻓـﺔ
اﳌﺸﻬﻮد ﻓﻴﻪ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻄﺎﺑﻖ اﳊﺪود و ﻣﺎ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﺮﺟـﻊ
ﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺸﻬﻮد – ﻣﺴﺄﻟﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﳏﻀﺔ ﻏﲑ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﳑــﺎ
ﳚﻌﻞ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ذﻟﻚ أﻧﻬﻢ ﺗﻘﺪﻣــﻮا أﻣـﺎم
ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻌﺪة دﻓﻮﻋﺎت ﱂ ﻳﻘﻊ اﳉﻮاب ﻋﻨﻬﺎ و ﻫﻲ :
أوﻻ :أن اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﺟﺎء ﺧﺎﻟﻴﺎ ﳑﺎ ﻳﻔﻴﺪ أن ﺗﻌﺮض اﳌﺘﻌﺮﺿــﲔ وﻗـﻊ
داﺧﻞ أﺟﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ.
ص 61 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺛﺎﻧﻴﺎ :أن أﻣﺪ اﳊﻴﺎزة ﺑﲔ اﻷﻗﺎرب ﻣﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﺟﺎء ﺑﺎﳊﻜﻢ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أﺟﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﳍﺎ "و ﺣﻴﺚ إن اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻋـﺪد
887اﻟﱵ أدﱃ ﺑﻬﺎ اﳌﺴﺠﻠﻮن ﱂ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪة اﳊﻴﺎزة اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺑﲔ اﻷﻗــﺎرب"
زﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﻛﻮن اﻟﻄﺎﻋﻦ ﱂ ﻳﺒﲔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺮع وﺟﻪ ﻣﺴﺘﻨﺪه ﰲ ﻛﻮن اﳊﻴﺎزة ﺑــﲔ
اﻷﻗﺎرب ﻣﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ :إن ﻣﻠﻜﻴﺔ اﳌﺘﻌﺮﺿﲔ ﱂ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻛﻞ وارث ﻣــﻦ ورﺛـﺔ اﳍـﺎﻟﻚ
اﻷول و ﻣﺎت ﺑﻌﺪه اﺳﺘﻤﺮ ﻣﺎﻟﻜﺎ إﱃ أن ﻣﺎت.
ـﻦ أﲪـﺪ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬا اﻟﻔﺮع أﺟﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ اﶈﻜﻤﺔ ﺑﻘﻮﳍﺎ "أن ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺑـ
ﺗﻌﺮض ﰲ إﺳﻢ ورﺛﺔ أﻣﻪ زﻫﺮة و أدﱃ ﲟﻠﻜﻴﺔ ﰲ إﺳﻢ أﲪــﺪ ﺑـﻦ اﻟﻄﻴـﱯ ﺷـﻬﺪ
ﺷﻬﻮدﻫﺎ ﺑﺎﳌﻠﻚ و اﳊﻮز و اﻟﺘﺼﺮف إﱃ أن ﻣﺎت و ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻟﻮرﺛﺘــﻪ و ﻫـﻢ زوﺟـﻪ
زﻳﻨﺐ و أوﻻده اﻟﻄﻴﱯ اﳉﻴﻼﱄ و اﻟﺪاودي و زﻫﺮة ﰒ ﻣﺎﺗﺖ زﻳﻨﺐ ﻋﻦ أوﻻدﻫــﺎ ﰒ
ﻣﺎت اﻟﺪاودي ﻋﻦ زوﺟﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ و أوﻻده ﻣﻨﻬﺎ ﳏﻤﺪ و اﻟﻜﺒـﲑ و ﻓﺎﻃﻤـﺔ و ﺟـﺎء
ﲝﻴﺜﻴﺔ أﺧﺮى ﺗﺄﻳﻴﺪا ﳌﺎ ذﻛﺮ ﻗﻮﳍﺎ" و ﻣﺎ زﻋﻤﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﳌﺴﺠﻞ ﻣﻦ أن زﻫﺮة ﻫــﻲ
ـﻢ و ﻗـﺪ أﻋـﺬر ﳍـﻢ ﻓﻴـﻬﺎ ﻓﻠـﻢ أﺧﺘﻬﻢ ﻟﻸم ﻓﻘﻂ ﻓﺈن اﻹراﺛﺔ ﺗﻜﺬب ﻫﺬا اﻟﺰﻋـ
ﻳﻌﺎرﺿﻮﻫﺎ .
راﺑﻌﺎ :إن اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻋﺪد 661ﺗﻌﺘﱪ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮة ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻘـﺎﺿﻲ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺴﺎر اﳌﻮﺟﻮد ﲟﺤﻮﳍﺎ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﻋﺪم ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻔﺴﺎر اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻷﺳــﺒﺎب
اﳌﻮﺟﺒﺔ ﻟﺒﻄﻼﻧﻬﺎ.
ـﺮار ﺟـﺎءت ﳎﻤﻠـﺔ و ﻏـﲑ ﻣﻔﺼﻠـﺔ ﻷن ﻗﻀـﺎة ﺧﺎﻣﺴﺎ :إن ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻟﻘـ
ـﺾ اﻟﻄﻌـﻮن ﺑﻘﻮﳍـﻢ أن ﺑـﺎﻗﻲ ﻣﻼﺣﻈـﺎت اﳌﺬﻛـﺮة اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ردوا ﻋﻠﻰ ﺑﻌـ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﳊﻜﻢ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺟــﻊ ﳌـﺎ ﺟـﺮت ﻋﻠﻴـﻪ
ـﲑةاﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺎرض ﺑﺒﲔ اﳌﻠﻜﻴﺘﲔ 661و 887ﻷن ﻫﺬه اﻷﺧـ
ﺷﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻬﻮدﻫﺎ ﺑﺎﳌﻠﻚ ﻟﻮرﺛﺔ أﲪﺪ ﺑﻦ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﺬﻳــﻦ ﻣـﻦ ﲨﻠﺘـﻬﻢ زﻫـﺮة
ـﺘﻨﺪاﺗﻪ أن
ﻣﻮروﺛﺔ اﳌﺘﻌﺮﺿﲔ ﰒ أﺿﺎﻓﻮا إﱃ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ اﳌﻠﻒ و ﻣﺴـ
اﳊﻜﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﺗﻌﺮض ورﺛﺔ زﻫﺮة ﺑﻨﺖ أﲪﺪ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إذ ﻋﻠــﻰ ﻓـﺮض أن
ﻫﺬه اﳊﻴﺜﻴﺎت ﺗﻌﺘﱪ ردا ﻣﻦ ﻗﻀﺎة اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻃﻌﻮن اﳌﺴﺠﻠﲔ اﻟــﱵ
ـﲑ ﻣﺘﻨﺎوﻟـﺔ ﻟﻜـﻞ ﻃﻌـﻦﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎل اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻋﺎﻣﺔ و ﳎﻤﻠﺔ ﻏـ
ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ.
ـﺔ وﺟـﻮد اﻟﺘﻌـﺎرض ﺑـﲔ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻄﺎﻋﻦ ﱂ ﻳﺒﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮح وﺟﻬـ
ـﺖ ﺑـﻪ اﶈﻜﻤـﺔ اﻟﻠﻔﻴﻔﻴﺔ 661و 887اﳌﺪﻋﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ أن اﶈﻜﻤﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪا ﳌﺎ ﻗﻀـ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻧﻌﺪام ﻛﻞ ﺗﻌﺎرض ﺑﲔ اﻟﻠﻴﻔﻴﺘﲔ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﻘﻮﳍﺎ "أن اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻋــﺪد
ص 62 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺬا اﻷﺧـﲑ 661ﻧﺴﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻠﻚ ﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ أﲪﺪ ﺑﻦ اﻟﻄﻴﱯ ﻓﻴﻜﻮن ﲤﻠﻚ ﻫـ
ـﺔ ﻋـﺪد 887ﻏـﲑ أن ﻫـﺬه ﻣﺘﻀﻤﻨﺎ ﳌﻠﻚ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﳌﻨﺴﻮب إﻟﻴﻬﻢ اﳌﻠﻚ ﰲ اﳌﻠﻜﻴـ
اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻷﺧﲑة ﻻ ﺗﻮﺟﺐ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺑﺎﳌﺘﻨﺎزع ﻓﻴﻪ دون أﺧﺘﻬﻢ زﻫــﺮة
ﻣﻮروﺛﺔ اﳌﺘﻌﺮﺿﲔ – ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﲜﻤﻴﻊ ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟــﺔ ﰲ
ﺑﻌﻀﻬﺎ و ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ اﻷﺳﺎس ﰲ اﻟﺒﺎﻗﻲ".
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ص 63 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 198
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 15ﻳﻮﻧﻴﻪ 1979ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 57801
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* إﻟﻐﺎء اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻹﻓﺮاغ ﻳﻔﻴﺪ اﺣﺘﻔﺎظ اﳌﻜﱰي ﲟﻠﻜﻴﺘﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟـﱵ
ﻛﺎن ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﻓﺮاج.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم ﺑﺘﻌﻴﲔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘــﺪة ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 15
ﻳﻮﻧﻴﻮ .1979
ص 64 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﺮﲪﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻛﱰت ﳏﻼ ﺑﺄزﻣﻮر ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻜﻪ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ و أﺳﺴﺖ ﻓﻴﻪ أﺻﻠـﻬﺎ
اﻟﺘﺠﺎري و أن أﻣﺮا اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺎ ﺻﺪر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻓﺮاغ ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺘﻪ و إذ ذاك ﺻﺪر ﻗـﺮار
ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ و اﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻮم 19ﻧﻮﻧﱪ 1974ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻧﻈﺮا ﻟﻮﺟﻮد ﻧـﺰاع
ﺟﺪى ﰲ اﻹﻧﺬار اﳌﻮﺟﻪ ﳍﺎ و ﲟﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻧﻔﺬت اﻷﻣﺮ اﻷول ﻓﻘﺪ اﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣـﻦ
ﻗﺎﺿﻲ اﻷﻣﻮر اﳌﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﳉﺪﻳﺪة اﳊﻜﻢ ﳍــﺎ ﺑـﺎﻟﻌﻮدة إﱃ
ﻣﺘﺠﺮﻫﺎ و إرﺟﺎع اﳊﺎﻟﺔ إﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺻﺪور اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﻓﺮاغ ﺧﺼﻮﺻــﺎ و
أﻧﻬﺎ ﲤﻠﻚ ﺣﻘﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻴﻪ ﻏﲑ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻋﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﻏــﲑ ﳐﺘـﺺ و ﺑﻌـﺪ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺣﻜﻢ ﳍﺎ وﻓﻖ اﻟﻄﻠﺐ .
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻠــﻰ اﻟﻘـﺮار
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺧﺮﻗﻪ ﻟﻠﻔﺼﻞ 149ﻣﻦ ﻗــﺎﻧﻮن اﳌﺴـﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـﺔ اﻟـﺬي ﳛـﺪد
اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﳜﺘﺺ ﻓﻴﻬﺎ رﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻟﻸﻣــﻮر
اﳌﺴﺘﻌﺠﻠﺔ إذ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻟﻨﺰاع ﻫﻨﺎ ،ﺑﺈﻋﺎدة ﺣﺎﻟﺔ إﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ و ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻨﻈـﺮ إﱃ
اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺎدي ﺧﺼﻮﺻﺎ و أن اﻟﺪﻋﻮى ﺳﺠﻠﺖ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار.
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻌﻲ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺧﺮﻗﻬﺎ ﻟﻠﻔﺼــﻞ 50ﻣـﻦ
ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ذﻟﻚ أن ﻗﺮارﻫﺎ ﺟﺎء ﺧﺎﻟﻴــﺎ ﻣـﻦ اﻹﺷـﺎرة إﱃ ﺣﻀـﻮر
اﻷﻃﺮاف و اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻴﻬﻢ أو وﻛﻼﺋﻬﻢ و ذﻛﺮ ﻣﺴﺘﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ و ﻣﺴــﺘﻨﺘﺠﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑـﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء و وﺳﺎﺋﻞ دﻓﺎﻋﻬﻢ و ﻣﺴﺘﻨﺪاﺗﻬﻢ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻀﻤﻦ أﻳﺔ إﺷـﺎرة
ـﻦإﱃ ﺷﻮاﻫﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻻﺳﺘﺪﻋﺎءات ﺑﻞ وردت ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎرة ﻋﺎﻣﺔ و ﻫﻲ "اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣـ
ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ" و ﱂ ﺗﻘﻢ ﻣﻘﺎم اﻟﺘﻨﺼﻴﺼﺎت اﻟﱵ أوﺟﺐ ﺗﺴــﺠﻴﻠﻬﺎ اﻟﻔﺼـﻞ 50
أﻋﻼه.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﺗﺪﻋﻴﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﺈن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﻜﺘــﻒ
ﺑﻌﺒﺎرة "اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ" ﺑﻞ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ "ﺑﻌﺪ اﻻﻃــﻼع ﻋﻠـﻰ ﻋﺮﻳﻀـﺔ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف و ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ و اﳌﻠﻒ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﻣﺬﻛــﺮات و ﻣﻼﺣﻈـﺎت
اﻟﻄﺮﻓﲔ اﳌﺘﻘﺎﺿﻴﲔ و اﳊﺠﺞ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓــﻬﻤﺎ" و "اﺳـﺘﺪﻋﺎء اﻟﻄﺮﻓـﲔ
ص 65 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﻪ ﱂ ﻳﻘـﻊ أي
ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ" و ﻻ ﻳﻌﻴﺒﻪ ﻋﺪم اﻟﺪﺧﻮل ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺧﺼﻮﺻﺎ و أﻧـ
ﻧﺰاع أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺣﻮل ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﱵ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﻏـﲑ
ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر.
ﺣﻴﺚ ﻳﻼﺣﻆ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﺧﺮﻗﻪ ﻟﻠﻔﺼﻞ 451ﻣــﻦ
ـﻢ
ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد ذﻟﻚ أن اﳊﻜﻢ اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻫﻮ اﻟﻘﺮار رﻗـ
83ﰲ اﳌﻠﻒ ﻋﺪد 42826اﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻠﻰ اﳌﻜﱰﻳﺔ ﺑـﺎﻹﻓﺮاغ و
ـﻪ
ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﻧﺰاﻋﺎ ﺟﺪﻳﺎ ﰲ اﻹﻧﺬار ﰒ ﻗﺮر ﻋﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻏﲑ أﻧـ
ﻛﺎن ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺣﻀﻮري ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ـ ﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ اﻵن ـ و ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﻟﻪ اﻷﻣــﺮ اﻟـﺬي
ـﻊ أﻣـﺎم ﻗـﺎﺿﻲ اﻷﻣـﻮر اﳌﺴـﺘﻌﺠﻠﺔ ﰲ ﳚﺮده ﻣﻦ ﺣﺠﻴﺘﻪ و ﻟﻘﺪ أﺛﲑ ﻫﺬا اﻟﺪﻓـ
اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ ﻋﺪم ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮارﻫﺎ ذﻟﻚ أﻧﻬﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻷﻣﺮ
ـﱵ أدﱃ ﺑـﻬﺎ ﻃـﺎﻟﺐ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ دون ﻣﱪر ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﱂ ﺗﺘﻌﺮض إﱃ اﳌﺴﺘﻨﺘﺠﺎت اﻟـ
اﻟﻨﻘﺾ أﻣﺎﻣﻬﺎ .
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﶈﻜﻤﺔ ﻋﻠﻠﺖ إﻟﻐﺎءﻫﺎ ﻟﻸﻣﺮ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﲟــﺎ ﻓﻴـﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳـﺔ و
ﺑﺮرت اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎء اﳌﺴﺘﻌﺠﻞ اﻋﺘﻤــﺎدا ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺼـﻞ 149ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﰲ اﳉﻮاب ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ .
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻣﻜﺴﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺘــﺎزي
ص 66 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي و ﳏﻤﺪ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻨﱪاﻫﻴﻢ و ﻋﺒﺪ اﻟﻜــﺮﱘ اﳊﻤﻴـﺎﱐ ﺧﺘـﺎت و
ـﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒـﻂﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﳌﺬﻛﻮري و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛـ
اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 67 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 676
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﻳﺦ راﺑﻊ أﻛﺘﻮﺑﺮ 1978
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻮد و اﻟﻔﺼـﻞ
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 380ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘـ
345ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ.
ـﻮن
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﺘﻘﺎدم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮق ﻻ ﻳﺴﺮي إﻻ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻳﻜـ
ﻟﻠﺘﻘﺎدم ﳏﻞ إذا وﺟﺪ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﻇﺮوف ﲡﻌــﻞ ﻣـﻦ اﳌﺴـﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴـﻪ
اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﲝﻘﻮﻗﻪ ﺧﻼل اﻷﺟﻞ اﳌﻘﺮر ﻟﻠﺘﻘﺎدم.
ص 68 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻏﺮﻓـ
اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻄﻨﺠﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1973/7/3ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ ﻋــﺪد 669أن ﻣﺮﺳـﻴﺪﻳﺲ
ـﺎ ﺗﻌـﺮض ﻓﻴـﻪ أﻧـﻬﺎ ﻛﻮدﱏ رﻓﻌﺖ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 71/9/15دﻋﻮى ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﻮﻣﻄﺎﺳـ
اﻷرﻣﻠﺔ و اﻟﻮارﺛﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻠﻬﺎﻟﻚ ﻛﺎرﻟﻮس ﻛﺎرﻟﻴﺲ اﻟﺪاى ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﺑـﺎﳊﻜﻢ
ـﺔ ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 1957/6/18و أن اﳍـﺎﻟﻚ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻄﻨﺠـ
ـﺒﺎﻧﻴﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﰲ ﻛﺎن داﺋﻨﺎ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﲟﺒﻠﻎ 99 164,79ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ اﻹﺳـ
ﺣﺴﺐ ﻛﺸﻒ اﳊﺴﺎب اﳌﺆرخ ﰲ 1956/9/9و اﳌﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻔـﻮض اﻟﻌـﺎم
ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ اﻋﱰاف ﺻﺮﻳــﺢ ﺑـﺎﻟﺪﻳﻦ اﳌﺬﻛـﻮر ﰲ اﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ اﳌﺆرﺧـﺔ ﰲ
ـﻢ ﻋﻠـﻰ 1956/8/8اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﱃ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻠﺘﻤﺴﺔ اﳊﻜـ
اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄداء ﻣﺒﻠﻎ 7417درﻫﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪرﻫﻢ ﻣﻊ اﻟﻔﻮاﺋـﺪ
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﻋﻮى ،و ﺑﻌﺪﻣﺎ دﻓﻌــﺖ اﳌﺪﻋـﻰ ﻋﻠﻴـﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘـﺎدم ﻃﺒﻘـﺎ
ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 378ﻣﻦ ﻗــﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣـﺎت و اﻟﻌﻘـﻮد أﺻـﺪرت اﶈﻜﻤـﺔ
ـﺎرﻳﺦ 1971/12/19ﺣﻜﻤـﺎ ﻳﻘﻀـﻲ ﺑﺮﻓـﺾ اﻟﺪﻋـﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻄﻨﺠﺔ ﺑﺘـ
ﻟﻠﺘﻘﺎدم ،اﺳﺘﺄﻧﻔﺘﻪ اﳌﺪﻋﻴﺔ ﻓﺄﺻﺪرت ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻄﻨﺠﺔ ﺑﺘــﺎرﻳﺦ 1973/7/3
ﻗﺮارا ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ و ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ.
و ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺧــﺮق اﻟﻔﺼـﻞ 380ﻣـﻦ
ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻘﺎدم ﻻ ﻳﺴﺮي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘــﻮق
إﻻ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ،و ﱂ ﻳﻌﱰف ﳍﺎ ﺑﺎﻹرث إﻻ ﰲ 18ﻳﻮﻧﻴﻪ 1957و أن ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻗـﺪم
ـﻦ
ﰲ 1971/9/15ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 387ﻣـ
ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد.
و ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺻﺤﺔ ﻣــﺎ ﻧﻌﺘـﻪ
ـﻲ ﻳﻜـﻮن ﻗـﺪ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﻘﺾ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪه ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋـ
ـﻬﺎﻟﻚ ﻛـﺎرﻟﻮس اﻋﺘﱪ أن ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺪة اﻟﺘﻘﺎدم ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻋﱰاض ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠـ
ﻛﺎﻟﲔ ،ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﺘﻘﺎدم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮق ﻻ ﻳﺴﺮي إﻻ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻜـﻮن
ﻟﻠﺘﻘﺎدم ﳏﻞ إذا وﺟﺪ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﻇﺮوف ﲡﻌــﻞ ﻣـﻦ اﳌﺴـﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴـﻪ
اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﲝﻘﻮﻗﻪ ﺧﻼل اﻷﺟﻞ اﳌﻘﺮر ﻟﻠﺘﻘﺎدم و ذﻟﻚ ﻋﻤﻼ ﲟﻘﺘﻀﻴــﺎت اﻟﻔﺼـﻞ
380ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد ،و ﻣﻦ ﰎ ﻓﺈن أﻣﺪ اﻟﺘﻘﺎدم ﻻ ﻳﺴــﺮي ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ
ﻟﻠﻄﺎﻟﺒـﺔ إﻻ ﻣـﻦ اﻟﻴـﻮم اﻟـﺬي ﺣﻜـﻢ ﳍـﺎ ﺑﺄﻧـﻬﺎ اﻟﻮارﺛـﺔ اﻟﻮﺣﻴـﺪة ﻟﻠﺪاﺋــﻦ
و اﻟﺬي ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ 1957/6/18و ﻫﻮ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي اﻛﺘﺴﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺣﻘﻮق اﻟﺪاﺋﻦ اﳍـﺎﻟﻚ،
ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﳊﻜﻢ ﻣﻌﻠﻼ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﺧﺎﻃﺌﺎ ﻳﻨﺰل ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻧﻌﺪاﻣﻪ و ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ص 69 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴــﺔ ﻋﻠـﻰ
ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻄﻨﺠﺔ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ و ﻫﻲ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌــﺔ أﺧـﺮى
ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻄﻨﺠﺔ إﺛــﺮ اﳊﻜـﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ص 70 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 709
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 18أﻛﺘﻮﺑﺮ 1978ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﻧـﻲ رﻗﻢ 46563
اﻟﻘﺎﻋﺪة
و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘﺮر اﻟﺴﻴﺪ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻐــﲏ
اﳌﻮﻣﻰ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 345ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟــﺬي ﻳﻮﺟـﺐ ﺗﻌﻠﻴـﻞ
اﻷﺣﻜﺎم.
ص 71 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﺧﲑة :
ـﱰاء
أﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﱰي اﻟﺬي ﻳﺮﻏﺐ ﰲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺣﻖ اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﰲ اﻛـ
ﳏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﳌﻌﺎد ﺑﻨﺎؤه أن ﻳﺸﻌﺮ اﳌﺎﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﻛﺘﺎﺑـﺔ اﻟﻀﺒـﻂ أو
اﻟﱪﻳﺪ اﳌﻀﻤﻮن و ذﻟﻚ ﺣﲔ إﺧﻼﺋﻪ اﶈﻞ اﳌﻄﻠﻮب إﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻪ أو داﺧﻞ أﺟــﻞ
ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺧﻼﺋﻪ اﶈﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ أن ﳜﱪ اﳌﻜﱰي ﺣﺴﺐ ﻧﻔـﺲ
اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت ﲟﻮﻃﻨﻪ اﳉﺪﻳﺪ.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻧﻌﺪام اﻷﺳﺎس اﻟﻘــﺎﻧﻮﱐ و
ـﻦ ﻇـﻬﲑ 1955/5/24 اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﱂ ﳛﱰم ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 13ﻣـ
ـﺮي ﱂ ﻳﻌـﱪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻗﻀﻰ ﺑﺮﺟﻮع اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ إﱃ اﶈﻞ و اﳊﺎﻟﺔ أن اﳌﻜـ
ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﰲ اﻟﺮﺟﻮع وﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻔﺼﻞ 13ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 24ﻣﺎي .1955
ﺣﻘﺎ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎدر
ـﻪ ﰲﺑﺘﻮﺟﻴﻪ إﺷﻌﺎر إﱃ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺮﻏﺒﺘﻪ ﰲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﰲ ﺣﻖ اﻷوﻟﻴﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴـ
اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 11ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 24ﻣﺎي 1955و ﻻ ﻫــﻮ أﺧـﱪه ﲟﻮﻃﻨـﻪ
اﳉﺪﻳﺪ و اﳊﺎﻟﺔ أن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬه اﻹﺟﺮاءات ﰲ اﻷﺟﻞ و ﺣﺴﺐ اﻟﺸﻜﻞ اﳌﻨﺼــﻮص
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 13ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻈﻬﲑ ﺿﺮوري و ﻻزم ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣــﻦ اﻷوﻟﻴـﺔ ﰲ
ـﻮب ﺑـﺎﻟﻨﻘﺾ ﳌـﺎ اﻻﻛﱰاء و أن اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻬﺬا اﳊﻖ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻄﻠـ
ـﻢ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ ﻫـﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺎﻹﻓﺮاغ ﺟﺎرﻳﺔ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻷﻛﺮﻳﺔ و ﻛﺬا اﳊﻜـ
اﻷﺧﲑ ﲝﻔﻆ ذﻟﻚ اﳊﻖ ﻻ ﻳﻘﻮﻣﺎن ﻣﻘﺎم اﻹﺟﺮاءات اﻟــﱵ اﻗﺘﻀـﻰ اﻟﻔﺼـﻞ 13
اﳌﺬﻛﻮر إﳒﺎزﻫﺎ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ و ﺣﺴﺐ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴــﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠــﻮب ﰲ اﻟﻨﻘـﺾ
ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ص 72 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء إﺛــﺮ
اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﺎج ﻋﺒـﺪ اﻟﻐـﲏ
ﺳﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :اﳊـ
اﳌﻮﻣﻲ – ﻣﻘﺮرا – ﳏﻤﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﻠﻮي – أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،أﲪﺪ ﻋــﺎﺻﻢ و ﲟﺤﻀـﺮ
ـﻌﻴﺪ
اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﺳـ
اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 73 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 285
ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 72856
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺔ ﰲ
* اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة ﻳﻮﺟﺐ أن ﺗﺒﻠﻎ اﻟﺪﻋﻮى إﱃ اﻟﻨﻴﺎﺑـ
ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ و ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺣﻀﻮر ﳑﺜﻠﻬﺎ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ.
ـﺮر اﻟﺴـﻴﺪ ﳏﻤـﺪ ﻋﺒـﺎسو ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘـ
اﻟﱪدﻋﻲ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻟﻴﻮﺳﻔﻲ.
ص 74 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﱵ اﻟﻨﻘﺾ.
ص 75 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﰲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ﲞـﺮق
اﻟﻔﺼﻞ 50ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ و اﻟﻔﺼﻞ 15ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 22ﺷــﻌﺒﺎن 1376
) 4أﺑﺮﻳﻞ . (1956
ـﺎم ﻋﻠـﻰ إﺳـﻢ ذﻟﻚ أن اﻟﻔﺼﻞ 50اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺸﺘﻤﻞ اﻷﺣﻜـ
ﳑﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ 15ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 56.44ﻋﻠــﻰ وﺟـﻮب ﺣﻀـﻮر
ـﻪ اﻹﺷـﺎرة إﱃ ﳑﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﳉﻠﺴﺎت ﰲ ﺣﲔ أﻏﻔﻞ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـ
ﺣﻀﻮر ﳑﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﱵ ﺻﺪر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر ﳑﺎ ﻳﻌﺮﺿــﻪ
ﻟﻠﻨﻘﺾ وﻓﻘﺎ ﻟﻌﺪة اﺟﺘﻬﺎدات )ﺣﻜﻢ ﻋﺪد 6 – 1962/161ﺷــﻮال 1361ق – 3 – 14
ـﻨﺔ – 1958 62ﻣﻠﻒ ﻋﺪد 8601ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻘﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﰲ اﳌﻮاد اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺳـ
1962ﺻﺤﻴﻔﺔ . (189
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻔﺼﻞ 50ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﶈـﺎﻛﻢ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ و ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن اﳊﻜﻢ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺳﻢ ﳑﺜــﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻋﻨـﺪ
ﺣﻀﻮره.
و ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠــﻰ أﺳـﺎس
ـﺎﺋﻲ
ﻗﺎﻧﻮﱐ و اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ اﳋﺎﻃﺊ و ﺧﺮق ﻗﺎﻋﺪة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم "اﳉﻨـ
ﻳﻌﻘﻞ اﳌﺪﱐ"
ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﳏﻀﺮ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺣـﲔ
أن ﻫﺬا اﶈﻀﺮ ﺻﺪر ﺑﺸﺄﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﺑﱪاءة اﻟﻌﺎرض ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻴﻪ ﻓﻴـﻪ و
ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ أن ﺗﺘﻘﻴﺪ ﲝﺠﺔ اﳊﻜﻢ اﳉﻨﺎﺋﻲ اﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈــﺎم
اﻟﻌﺎم ﻓﻠﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻗﺮارﻫﺎ ﻟﻠﺒﻄﻼن.
ـﻦ اﻟﺴـﺐ و إﺣـﺪاث ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳉﻨﺤﻲ ﻗﻀﻰ ﺑﱪاءة اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻣـ
اﻟﻀﻮﺿﺎء ﰲ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻻ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ رﺋﻴﺴﻪ اﳌﺒﺎﺷﺮ و ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣـﻦ
أﻣﺮ ﻓﺈن اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﺑﱪاءة اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ واﻗﻌﺔ إﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻻﺣﱰام اﻟﻮاﺟــﺐ
ص 76 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﳑـ
ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﳓﻮ رﺋﻴﺴﻪ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻋﱰاﻓﻪ ﰲ اﶈﻀﺮ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ
ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﺑﺘﺤﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ اﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺎس اﻟﱪدﻋﻲ ،اﳊـﺎج
ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر ،ﳏﻤﺪ اﻟﻄﻴﱯ ،ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺸﺮﻗﺎوي و ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨﺎب اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌـﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻟﻴﻮﺳﻔﻲ و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ اﳊﺎج إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻮﺣﻴﺪة.
ص 77 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 741
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 25أﻛﺘﻮﺑﺮ 1978
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺮر اﻟﺴـﻴﺪ ﻋﺒـﺪ اﻟﺮﲪـﻦ و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘـ
ﺑﻨﻔﻀﻴﻞ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ.
و ﺑﻌﺪ اﳌﻨﺎداة ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺋﱯ اﻟﻄﺮﻓﲔ و ﻋﺪم ﺣﻀﻮرﻫﻤﺎ.
ص 78 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﺮﻗﺔ آﻳﺖ ﺑﻮﺣﻘﻰ ﺗﻴﺪاس و اﻟﱵ ﳛﺘﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺪون ﺳﻨﺪ و ﻻ ﻗــﺎﻧﻮن و ﻋـﺰز ﻣﻘﺎﻟـﻪ
ﺑﺸﻬﺎدة ﻣﻦ اﶈﺎﻓﻈﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻓﺄﺻﺪر ﻗﺎﺿﻲ اﳌﺴﺘﻌﺠﻼت أﻣﺮا ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19دﺟﻨﱪ
1975ﺑﺈﻓﺮاغ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﻨﺰاع ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﻪ اﳌﻠﻴــﺎﱐ اﻟـﺮوداﱐ أﺣـﺪ
اﶈﻜﻮم ﻋﻠﻴﻬﻢ و ﺑﻌﺪ اﻹﺟﺮاءات أﺻﺪرت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻗﺮارا ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻌــﺪم
اﻟﻘﺒﻮل ﻷﻋﺮاض اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﳌﻠﻴﺎﱐ اﻟﺮوداﱐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن اﻟﻔﺼــﻞ
ـﺘﺌﻨﺎف ﺷـﻜﻼ 134ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ و ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﺸﱰط ﻣﻦ ﻗﺒﻮل اﻻﺳـ
ﻋﺪم أﻋﺮاض اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ ﻷن ﻫﺬا اﻷﻋﺮاض ﺣﱴ و ﻟﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ وﻗﻮﻋـﻪ
ـﻮن ﻓﻴـﻪ ﻋﻨﺪﻣـﺎﺳﻴﻜﻮن ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﻨﺎزل ﻻ ﻣﻮﺟﺒﺎ ﻟﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل و أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌـ
ﻋﻠﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺄﻋﺮاض اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ ﺑﲎ ﻣﻨﻄﻮﻗــﻪ
ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ.
ـﻮر ﻋﻠـﻰ اﳌﺴـﺘﺄﻧﻒ ﰲ ﺣﻘﺎ ﺣﻴﺚ إن ﳏﻜﻤﺔ اﳌﻮﺿﻮع ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﺪم اﻟﻌﺜـ
ﻣﻮﻃﻨﻪ أو ﳏﻞ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻋﺪم ﺗﻀﻤﲔ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﻋﻨﻮاﻧﻪ اﳊﻘﻴﻘﻲ أو أﻋﺮاﺿﻪ ﻋـﻦ
اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺧﺮﻗﺖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 39ﻣﻦ ﻗــﺎﻧﻮن اﳌﺴـﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـﺔ
ـﻠﻴﻢ
اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا ﺗﻌﺬر ﻋﻠﻰ ﻋﻮن ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ أو اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺗﺴـ
اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء ﻟﻌﺪم اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮف أو ﻋﻠﻰ أي ﺷﺨﺺ ﰲ ﻣﻮﻃﻨﻪ أو ﳏﻞ إﻗﺎﻣﺘـﻪ
أﺷﺎر إﱃ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﱵ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺿﺒﻂ اﶈﻜﻤﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ـﺮار اﳌﻄﻌـﻮن ﻓﻴـﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟـﺔ اﳌﻠـﻒ و
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﻟﻘـ
اﻷﻃﺮاف ﻋﻠﻰ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط إﺛﺮ اﳊﻜــﻢ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ﺳﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻨﻔﻀﻴــﻞ
ص 79 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
-ﻣﻘﺮرا – اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ اﳌﻮﻣﻲ– أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ – اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﻠــﻮي و ﲟﺤﻀـﺮ
ـﻌﻴﺪ
اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﺳـ
اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 80 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 25
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 23ﻳﻨﺎﻳﺮ 1980
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* إذا أﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﻨﺔ وﺟﺐ أن ﻳﻘﻒ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﲔ اﳌﻜــﺎن و ﻟـﻪ
وﺣﺪه ﺣﻖ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﱃ اﻷﺷــﺨﺎص اﻟﺬﻳـﻦ ﻳﻌﻴﻨـﻬﻢ و ﻳﻘـﻮم ﲟﺤﻀﺮﻫـﻢ
ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﱵ ﻳﺮاﻫﺎ ﻣﻔﻴﺪة.
ـﺎﺗﺐ
* ﳌﺎ اﻋﺘﻤﺪت اﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﻗﻀﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﳏﻀﺮ اﳌﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﱵ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻛـ
ـﺄن ﺗﻜـﻮن ﻗـﺪ ﺧﺮﻗـﺖ اﻟﻀﺒﻂ وﺣﺪه و رﻓﻀﺖ دﻓﻮع اﳋﺼﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸـ
اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﻨﺔ و ﻋﺮﺿﺖ ﻗﺮارﻫﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ص 81 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن.
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻮل 67و 68و 70ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻓـﺈن ﻣﻌﺎﻳﻨـﺔ
اﻷﻣﺎﻛﻦ إذا أﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ أو ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻷﻃﺮاف ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻢ ﲝﻀـﻮره
ـﻦ ﻳﻌﻴﻨـﻬﻢ و أن ﻳﻘـﻮم
و ﻟﻪ وﺣﺪه ﺣﻖ اﻻﺳﺘﻤﺎع أﺛﻨﺎء اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳـ
ﲟﺤﻀﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﱵ ﻳﺮاﻫﺎ ﻣﻔﻴﺪة و ﳛﺮر ﳏﻀﺮ اﻻﻧﺘﻘﺎل و ﻳﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻓـﻪ
و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ.
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﳌﺜﺎرة ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ :
ص 82 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻊ ﲢﻤﻴﻠﻬﻢ اﳌﺼﺎرﻳﻒ و ﺑﺮﻓﺾ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت ﻣﺴﺘﻨﺪا ﻓﻴـ
ـﺎﻟﻄﺮﻳﻖأﺛﺒﺘﺘﻪ اﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ أن اﻟﺼﻬﺮﻳﺞ ﻗﺪ ﻫﺪم ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ و أن اﻷﺣﺠﺎر ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑـ
اﻟﱵ ﳝﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺎء ﻟﻠﺼﻬﺮﻳﺞ ﻛﻤﺎ أﻛﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻬﻮد اﳌﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻬﻢ أﺛﻨﺎء اﳌﻌﺎﻳﻨــﺔ
ـﻬﻢﺑﺄن اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺮاﻣﻮا ﻋﻠﻰ اﳉﺰء ﻣﻦ أرض اﳌﺪﻋﻰ اﶈﺎدي ﻟﺪاره و ﲝﻘـ
اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻗﻴﺎم اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺒﻨﺎء ﻛﻞ اﻟﻘﻄﻌﺔ و اﺳﺘﺄﻧﻔﻪ اﶈﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠــﻰ
أن اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﱂ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻷي ﺷﺎﻫﺪ إﺛﺒﺎت و إﳕﺎ أﺟﺮت ﻣﻌﺎﻳﻨــﺔ ﺑﻮاﺳـﻄﺔ
ـﲑ ﻗـﺎﻧﻮﱐ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺬي اﺳﺘﻤﻊ إﱃ ﺷﻬﻮد اﻟﻄﺮﻓﲔ و ﻫﻮ إﺟﺮاء ﺑﺎﻃﻞ و ﻏـ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أن ﻛﻞ ﻃﺮف ﻗﺪ أﺛﺒﺖ ادﻋﺎءاﺗﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺎﻳﻨــﺔ و أن اﻟﻄﻠﺒـﺎت ﰲ
ﻣﻘﺎﱄ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ و اﻹﺿﺎﰲ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ و ﻏﺮﻳﺒﺔ و ﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﻌﺘــﱪ ﻣـﻦ
ـﺘﺌﻨﺎف ﻏـﲑ ﻣﺒـﲏ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﻳﺔ و أﺟﺎب اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄن اﻻﺳـ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس و أن دﻋﻮاه ﺳﻠﻴﻤﺔ و ﻣﺮاﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و ﺑﻌــﺪ إﺟـﺮاءات
أﺻﺪرت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ ﻗﺮارﻫﺎ ﺑﻘﺒﻮل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺷﻜﻼ و ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜـﻢ
ـﺎ ﳝﻨـﻊ اﶈﻜﻤـﺔ ﻣـﻦ إﺟﺮاﺋـﻬﺎ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣـ
ﻟﻸﲝﺎث اﻟﱵ ﺗﺮاﻫﺎ ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻠﻮﺻــﻮل إﱃ اﳊﻘﻴﻘـﺔ و إدراك وﺟـﻪ اﳊﻜـﻢ و أن
ﳏﻀﺮ اﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﻗﺪ أﺛﺒﺖ دﻋﻮى اﳌﺪﻋﻲ ﳑﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻪ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠـﻰ
أﺳﺎس و ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر و ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻘﺮار ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺧﺮق اﻟﻘــﺎﻧﻮن ذﻟـﻚ أن
ـﺮﰲ اﻟـﻨﺰاع ﱂ ﺗﺘـﻢ ﺣﺴـﺐ اﳌﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﱵ أﺧﺬ ﺑﻬﺎ و ﺟﻌﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﲔ ﻃـ
اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳍﺎ إذ أن اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻟﻴــﺲ ﻗﺎﺿﻴـﺎ و ﻻ ﺧﺒـﲑا
ﻣﺆﲤﻨﺎ و ﳏﻠﻔﺎ ﳑﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺮﻗﺎ ﺻﺮﳛﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺮاﻓﻌﺎت اﻟــﺬي ﺣـﺪد ﻗﻮاﻋـﺪ
و ﺿﻮاﺑﻂ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻨﺎت.
ـﻼت اﻟﻘـﺮار و ﺣﻴﺚ ﺗﺒﲔ ﺻﺪق ﻣﺎ ﻧﻌﺘﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴـ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أﻧﻪ اﺳﺘﻨﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠــﻰ اﳌﻌﺎﻳﻨـﺔ
اﻟﱵ ﻛﺎن ﺳﺒﻖ ﶈﻜﻤﺔ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﻴﻢ ﺑﺈﻧﺰﻛﺎن أن أﻣﺮت ﺑﻬﺎ و أوﻛﻠﺖ إﺟـﺮاء
اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ إﱃ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺬي ﺣﺮر ﳏﻀﺮا ﺑﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ ﺧﻼﻓــﺎ ﳌـﺎ
اﻗﺘﻀﺘﻪ اﻟﻔﺼﻮل 67و 68و 70ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣــﻦ أن اﻟﻘـﺎﺿﻲ إذا
أﻣﺮ ﲟﻌﺎﻳﻨﺔ إﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ أو ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻷﻃﺮاف ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻢ إﻻ ﲝﻀﻮره و ﻟﻪ وﺣـﺪه
ـﻬﻢ و أن ﻳﻘـﻮم ﲟﺤﻀﺮﻫـﻢ ﺣﻖ اﻻﺳﺘﻤﺎع أﺛﻨﺎء اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﻨـ
ـﻪ و ﻛـﺎﺗﺐﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﱵ ﻳﺮاﻫﺎ ﻣﻔﻴﺪة و ﳛﺮر ﳏﻀﺮ اﻻﻧﺘﻘﺎل و ﻳﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻓـ
اﻟﻀﺒﻂ و ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻠﻄﺎﻋﻨﲔ أﺛﻨﺎء ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أن ﲤﺴﻜﻮا ﺑﺈﺑﻄﺎﳍﺎ ﻏـﲑ أن
اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺼﺪرة ﻟﻠﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﺪ اﻋﺘﱪت أن ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴــﻬﺎ
ـﲑ ﻣﺮﺗﻜـﺰﺧﺎرﻗﺔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳌﻌﺎﻳﻨﺔ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﳑﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻪ ﻗﺮارﻫﺎ ﻏـ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻠﻴﻢ و ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ص 83 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔ و ﻣﻼﺑﺴـﺎت اﻟـﻨﺰاع و ﻣﺼﻠﺤـﺔ اﳋﺼـﻮم و ﺣﻴﺚ إن ﻇﺮوف اﻟﻘﻀﻴـ
ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻬﻴﺌﺔ أﺧﺮى.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﻟﻘﺮار اﻟﺼــﺎدر ﻋـﻦ ﳏﻜﻤـﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف
ـﻒ رﻗـﻢ 2381و
ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ راﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻧﻴﻪ ﺳﻨﺔ 1976ﲢﺖ رﻗﻢ 986ﰲ اﳌﻠـ
ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ و اﻷﻃﺮاف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻓﻴــﻬﺎ ﻣـﻦ ﺟﺪﻳـﺪ ﻃﺒﻘـﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻣﻊ ﲢﻤﻴﻞ اﳌﻄﻠﻮب اﳌﺼﺎرﻳﻒ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ إﺛﺮ اﳊﻜـﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛـﻮر ﺣﻮﻟـﻪ ﰲو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘـ
ﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ
ﻣﻦ اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻘﺴﻢ أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﳌﺴﺘﺸــﺎرﻳﻦ :إدرﻳـﺲ اﺑـﻦ رﲪـﻮن
اﻻدرﻳﺴﻲ – ﻣﻘﺮرا – ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻨﻔﻀﻴﻞ – رﺷﻴﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻲ – اﳊــﺎج ﳏﻤـﺪ أﺑـﻮ
ﻋﺒﺎد اﷲ و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ اﳊﺎج ﳏﻤﺪ ﺑﻨﺎﱐ اﻟﺮﻃــﻞ ﲟﺴـﺎﻋﺪة
ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ أوﻗﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ.
ص 84 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 236
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﻣﺎﻳﻮ 79ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 66218
اﻟﻘﺎﻋﺪة
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 17أﺑﺮﻳﻞ 1978ﲢــﺖ إﻣﻀـﺎء
اﻷﺳﺘﺎذ ﻧﺰﻳﻪ ﻣﺎء اﻟﻌﻴﻨﲔ ﺳﺪاﰐ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪه اﻟﻨﻘﺾ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟـﻪ
و اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ رﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘﺮر اﻟﺴﻴﺪ إدرﻳﺲ اﺑﻦ رﲪـﻮن
اﻻدرﻳﺴﻲ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ.
ص 85 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
3441أﻧﻪ ﺳﺒﻖ ﻟﻠﻤﺪﻋﻲ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﺘﺞ اﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان ﻣﻘــﺎﻻ ﻟﺮﺋﻴـﺲ اﶈﻜﻤـﺔ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﲟﺮاﻛﺶ ﺳﺠﻞ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 12ﻳﻮﻧﻴﻪ 75ﻃﻠﺐ ﻓﻴﻪ إﺻﺪار أﻣﺮ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴــﻪ
اﻟﺴﻴﺪ ﺗﻬﺪوى ﻣﻮﻻي اﻟﱪﻛﺔ ﺑﺄن ﻳﺆدي إﻟﻴﻪ ﻣﺒﻠﻎ أﻟﻒ و ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ و ﲦﺎﻧﻴﺔ و ﲬﺴـﲔ
درﻫﻤﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺛﻼث ﻛﻤﺒﻴﺎﻻت ﲢﻤﻞ اﻷوﱃ ﻣﻨﻬﺎ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻮم 30ﻳﻨــﺎﻳﺮ 1973ﻣﺒﻠـﻎ
325درﻫﻤﺎ و ﲢﻤﻞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻮم ﻓﺎﺗﺢ ﻳﱪاﻳﺮ 1973ﻣﺒﻠﻎ 458درﻫﻤﺎ و ﲢﻤــﻞ
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻮم ﻓﺎﺗﺢ ﻣﺎرس 1973ﻣﺒﻠﻎ 575درﻫﻤﺎ و أﺻــﺪر رﺋﻴـﺲ اﶈﻜﻤـﺔ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﲟﺮاﻛﺶ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺎﺑﻊ ﻳﻮﻧﻴﻪ 1975أﻣﺮه ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴــﻪ اﳌﺬﻛـﻮر ﺑـﺄداء
اﻟﻘﺪر اﳌﻄﻠﻮب و اﺳﺘﺄﻧﻔﻪ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻨﻔﻲ ﻧﻔﻴﺎ ﺑﺎﺗﺎ أن ﻳﻜﻮن أﻣﻀـﻰ
أو ﺳﺤﺐ أﻳﺔ ﻛﻤﺒﻴﺎﻟﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﺪﻋﻰ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻪ و ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣــﻦ ذﻟـﻚ ﳝﻜـﻦ
ـﺎب ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﳋﻄﻮط ﻃﺒﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻮل 89إﱃ 91و أﺟـ
اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄن إﻧﻜﺎر اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻟﺘﻮﻗﻴﻌﻪ إﳕﺎ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﺘﻄﻮﻳﻞ و ﻟﻮ ﻛﺎن ﺟـﺎدا
ﻟﺘﻘﺪم ﺑﺪﻋﻮى ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺰور و ﻗﺮرت اﶈﻜﻤﺔ إﺣﺎﻟﺔ اﳌﻠــﻒ ﻋﻠـﻰ اﳌﺴﺘﺸـﺎر
اﳌﻘﺮر ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳋﻄﻮط و ﺑﻌﺪ إﺟﺮاءات أﺻﺪرت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳــﺘﺌﻨﺎف ﲟﺮاﻛـﺶ
ﻗﺮارﻫﺎ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أن ادﻋﺎء اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﺑﺄن اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻫﻮ ادﻋـﺎء
ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺆﻳﺪه و إﳕﺎ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺘﻤﺎﻃﻞ و ﻫﻮ اﳊﻜﻢ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻄﻌــﻦ
ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼــﻞ 89
ـﻚﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﳛﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺼﻞ 336ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ذﻟـ
ـﻄﺮة ﲢﻘﻴـﻖ أن اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺼﺪرة ﻟﻠﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺮرت إﺟﺮاء ﻣﺴـ
ـﺪﱄ ﺑـﺈﺣﺪى اﳋﻄﻮط و ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﻦ أن ﻳﻀﻊ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ و أن ﻳـ
ـﺺ ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ ﺑﻄﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ و ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﺘﻌﺬرا ﻋﻠﻴﻪ ﱂ ﺗﻠﺠﺄ إﱃ ﻣﺎ ﻧـ
ـﺖﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ 89ﻛﺎﻷﻣﺮ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﳋﻄﻮط ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺧﺒﲑ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء و ﻗﻀـ
ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﻪ ﳑﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻠﻨﺺ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ 89ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﶈﺎل ﻋﻠﻴـﻪ
ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺼﻞ 336ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺈﻧﻪ إذا أﻧﻜﺮ ﺧﺼﻢ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑــﺔ
أو ﺗﻮﻗﻴﻊ و رآى اﻟﻘﺎﺿﻲ ﰲ ذﻟﻚ ﻓﺎﺋﺪة ﻟﻠﻔﺼﻞ ﰲ اﻟﻨﺰاع ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺷﺮ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﻪ ﻋﻠــﻰ
ـﺎ ﺑﺎﻟﺴـﻨﺪات أواﳌﺴﺘﻨﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أو اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ و ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﳋﻂ إﻣـ
ـﺪرة ﻟﻠﻘـﺮار ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺸﻬﻮد أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺧﺒﲑ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء و أن اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺼـ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺧﺘﺎرت أن ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﳋﻂ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪات اﻋﺘﺒﺎرا ﳌﺎ ادﻋـﺎه
اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮا و ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺪﱄ ﺑﺈﺣﺪى ﺑﻄﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧـﺔ و
ـﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘـﺎل ﻣـﻦ ﺻﺮح ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ أﻳﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻠﺰﻣـ
ـﻬﻮد أو ﺑﺎﳋـﱪة ﻃﺎﳌـﺎ أﻧـﻬﺎ ﲢﻘﻴﻖ اﳋﻂ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪات إﱃ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺸـ
اﺧﺘﺎرت ﺳﻠﻮك ﻃﺮﻳﻖ ﲢﻘﻴﻖ اﳋﻂ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪات و ﱂ ﻳﻘﺪم اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪﻫــﺎ ﰲ
اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﳑﺎ اﻋﺘﱪت ﻣﻌﻪ ﻋﻦ ﺻﻮاب ﺑﺄن إﻧﻜﺎره ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ إﳕﺎ ﻗﺼــﺪ
ص 86 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﻪ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺘﻤﺎﻃﻞ ﻓﻜﺎن ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺮارﻫﺎ ﻣﺴــﺘﻨﺪا إﱃ أﺳـﺎس ﺳـﻠﻴﻢ و ﻛـﺎﻧﺖ
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﶈﺘﺞ ﺑﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻊ ﲢﻤﻴﻞ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﳌﺼﺎرﻳﻒ.
ـﻪ ﺑﻘﺎﻋـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻘﺴﻢ أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :إدرﻳﺲ اﺑــﻦ رﲪـﻮن
اﻻدرﻳﺴﻲ – ﻣﻘﺮرا – ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻨﻔﻀﻴﻞ – رﺷﻴﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻲ – ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺸــﺮﻗﺎوي
و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ ﲟﺴــﺎﻋﺪة ﻛـﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒـﻂ
اﻟﺴﻴﺪ أوﻗﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ.
ص 87 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 91
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ
اﻟﻘﺎﻋﺪة
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1ﻳـﱪاﻳﺮ 1972ﲢـﺖ إﻣﻀـﺎء
اﻷﺳﺘﺎذ أﲪﺪ رﺿﺎ ﺟﺪﻳﺮة اﶈﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪه اﻟﻨﻘــﺾ
اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه و اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ اﳊﻜﻢ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺆﺳﺲ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﳌﺆرخ ﺑﺜﺎﱐ رﺑﻴـﻊ اﻷول ﻋـﺎم
1377ﻣﻮاﻓﻖ 27ﺷﺘﻨﱪ 1957
ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ )ﻗﺮار ﻋﺪد 3250ﺑﺘﺎرﻳﺦ 7ﻳﻨـﺎﻳﺮ 1970
ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط( أن اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘــﺾ اﻟﺘﻤـﺲ اﳊﻜـﻢ ﻋﻠـﻰ
اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻓﺮاغ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺮه ﲟﺴﺎﻛﻦ اﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳــﺔ رﻗـﻢ 2م ﺑﺴـﻼ
ص 88 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻮﻧﻪ أﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎش ﻣﻨﺬ ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1960و رﻏﻢ ذﻟﻚ ﺑﻘﻰ ﻣﻌﺘﻤﺮا ﻟﻪ ﺑــﺪون
ﻣﱪر ﻗﺎﻧﻮﱐ و ﺑﻌﺪ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻗﺎﺿﻲ اﳌﺴﺘﻌﺠﻼت ﺑﺈﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺮﺑــﺎط ﺑـﺄن اﻟﻄـﺎﻟﺐ
ﻳﺆدى ﻛﺮاء ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم و أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒــﺎره ﳏﺘـﻼ ﺑـﺪون ﺳـﻨﺪ ﻗﻀـﻰ ﺑﻌـﺪم
ـﺄﻧﻬﺎ
اﻻﺧﺘﺼﺎص و ﰲ اﻟﻄﻮر اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﰲ أوﺿﺢ اﳌﻄﻠﻮب ﺑﺄن اﻟﺴﻜﲎ اﳌﺪﻋﻰ ﰲ ﺷـ
ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﲟﻮﺟﺐ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻻﺷﺘﻐﺎﻟﻪ و أﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺣﻖ ﻓﻴﻬﺎ و أن اﳌﺒـﺎﻟﻎ
اﻟﱵ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻬﺎ اﳌﻜﺘﺐ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ إﻻ ﻛﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﻋﻦ اﻻﺣﺘﻼل و أن اﻟﺮاﺑﻄــﺔ ﻗـﺪ
اﳓﻠﺖ ﻣﻊ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﺪ إﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎش و أن اﻻﺣﺘﻼل أﺻﺒﺢ ﺑﺪون ﺳـﻨﺪ و ﻻ
ـﺎءﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﱐ و ﺑﻌﺪ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﻌﻴﻨﺔ أﺻﺪرت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻗﺮارا ﺑﺈﻟﻐـ
اﻷﻣﺮ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و اﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﺪي ﺑﺈﻓﺮاغ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ اﶈﻞ اﻋﺘﻤـﺎدا
ﻋﻠﻰ أن وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻊ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻛﻮﺿﻌﻴــﺔ ﺳـﺎﺋﺮ
اﳌﻮﻇﻔﲔ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﳌﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم و أن اﺳﺘﻔﺎدﺗﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺴﻜﲎ ﺗﺴﻘﻂ
ـﺔ ﺑـﲔ اﻟﻄﺮﻓـﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳚﺮد ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﳌﻮﻇﻒ و أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﻳﺔ راﺑﻄﺔ ﻛﺮاﺋﻴـ
ﻣﺎدام اﻷﺻﻞ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﱂ ﻳﻨﺴﺦ ﺑﻌﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻺﳚﺎر ،و أن ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه
اﻷﺣﻮال ﺗﺪﺧﻞ ﰲ اﺧﺘﺼﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﳌﺴﺘﻌﺠﻼت .
ـﻞ ﺿـﺮر ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ وﻗﻊ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻓﲔ أﺛﻨﺎء اﻻدﻋﺎء و ﱂ ﳛﺼـ
ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم ﺑﻴﺎن ﻋﻨﻮان اﳌﻄﻠﻮب ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ .
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﺪ أﺛﺒﺖ ﺑﺄن اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑــﲔ اﻟﻄﺮﻓـﲔ ﻻ
ـﺎﻟﺐ ﻛﻤﻮﻇـﻒ ﺗـﺎﺑﻊ ﳌﺼـﺎﱀ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻜﺮاﺋﻴﺔ و أن وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻄـ
اﳌﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﱵ ﺧﻮﻟﺘﻪ ﺣﻖ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺴﻜﲎ اﻹدارﻳـﺔ و
ـﺔ ﰲ اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ
أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻋﻘﺪ ﻟﻺﳚﺎر ﳝﻜﻦ أن ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﻌﺮوﺿـ
ﳑﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻪ اﺣﺘﻼﻟﻪ ﻟﻠﻤﺤﻞ ﺑﻌﺪ إﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎش و اﻋﺘﺒــﺎره ﻣﻨﻔﺼـﻼ ﻋـﻦ
اﳌﻜﺘﺐ ﻏﲑ ﻣﱪر ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ و ﻛﺎن اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﺴﺘﻌﺠﻼت ﳍﺬا ﻓـﺈن
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ص 89 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ـﻪ ﻋﻨﺪﻣـﺎ اﻋﺘـﱪ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ إذ أن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـ
ﻣﻮﻇﻔﻲ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺳﺎﺋﺮ اﳌﻮﻇﻔﲔ – اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﲔ ﱂ
ﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻨﺺ ﺧﺎص ﳝﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ اﻟﺴـﺎدة :اﳏﻤـﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﻜﺴـ
ﺑﻠﻘﺰﻳﺰ و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺰوز و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي و ﳏﻤﺪ اﳉﻴﺪي ،و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌــﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 90 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 71
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 22دﺟﻨﱪ 71ﰲ اﳌﻠﻒ اﳌﺪﱐ رﻗﻢ 29337
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* ﲢﺪد ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﻜﺮاء ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮة اﻟﱵ ﺗﺆدى ﻋﻦ ﻣﺪة اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺘﻔــﻖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﳌﺸﺎﻫﺮة أو ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ؟
ـﻎ 250درﻫﻤـﺎ
* إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮة اﻟﱵ ﺗﺆدى ﻋﻦ ﻣﺪة اﻟﻌﻘﺪ ﺗﻔﻮق ﻣﺒﻠـ
ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳚﻮز إﺛﺒﺎت ﻧﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻟﻠﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﺸـﻬﺎدة
اﻟﺸﻬﻮد.
ـﺖ إﻣﻀـﺎءو ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19ﻓﱪاﻳﺮ 1971ﲢـ
اﻷﺳﺘﺎذ ﳏﻤﺪ ﺑﻮﺳﺘﺔ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪﻫﻤﺎ اﻟﻨﻘــﺾ اﳌﺬﻛـﻮرة ﺣﻮﻟـﻪ و
اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ اﳊﻜﻢ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺆﺳﺲ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﳌﺆرخ ﺑﺜﺎﱐ رﺑﻴـﻊ اﻷول ﻋـﺎم
1377ﻣﻮاﻓﻖ 27ﺷﺘﻨﱪ .1957
ص 91 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ﻟﻠﻨﻘﺾ :
ـﺔ اﻟﺮﺑـﺎط
ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ )إﻗﻠﻴﻤﻴـ
31ﻳﻨﺎﻳﺮ (1968أﻧﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺪ ﻣﺆرخ ﰲ ﻓــﺎﺗﺢ ﻳﻮﻟﻴـﻮز 1959اﻛـﱰت ﺷـﺮﻛﺔ
"ﻣﺸﺮوﺑﺎت أﻃﻠﺲ" اﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻓﺮﳚــﻦ رﲪﻴـﻢ )ﻃـﺎﻟﺐ
اﻟﻨﻘﺾ( ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎ ﲟﻜﻨﺎس 19زﻧﻘﺔ ﻣﺎ ﳝﻮﻧﻴﺪ ﳌﺪة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋــﺪم
ﺗﻮﺟﻴﻪ إﻧﺬار ﺑﻮاﺳﻄﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻣﻊ ﺷﻬﺎدة ﺗﺴﻠﻤﻬﺎ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل اﻷﺟـﻞ
.
ـﻮز 1961و أن ﻓﺴـﺦ و أﺟﺎﺑﺖ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﻓﺮﻏﺖ اﶈﻞ ﰲ 31ﻳﻮﻟﻴـ
اﻟﻜﺮاء ﰎ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﻟﺴﻤﺎح ﳍــﺎ ﺑﺈﺛﺒـﺎت ذﻟـﻚ ﺑﻮاﺳـﻄﺔ ﺷـﻬﻮد،
ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺣﻜﻤﻬﺎ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي اﳌﺆرخ ﰲ 7ﺟـﻮان ،1962و
ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺳﺘﻤﻌﺖ اﶈﻜﻤﺔ إﱃ ﺷﺎﻫﺪي اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 30ﻣــﺎي
1963ﺑﺄداء 1347،75اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ وﺟﻴﺒﺔ اﻟﻜﺮاء ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ آﺧﺮﻫﺎ ﻣﺘﻢ ﻧﻮﻧــﱪ
1961ﻣﻊ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ و واﺟﺒﺎت اﺳﺘﻬﻼك اﳌﺎء و ﺑﺄداء اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﳌﺒﻠــﻎ
اﳌﺬﻛﻮر اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﻠﺐ.
ـﻞ 443ﻣـﻦو ﺣﻴﺚ إن ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻳﻄﻌﻦ ﰲ اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﲞﺮق اﻟﻔﺼـ
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻧﻌﺪام اﻷﺳﺎس و ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴــﻞ ذﻟـﻚ أن اﳊﻜـﻢ
ـﻊ أن اﻷﻣـﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺈﺛﺒـﺎت
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﻬﻮد ﻣـ
ـﻖ اﻟﻔﺼـﻞ 447 اﻹﻓﺮاغ اﳌﺎدي و دون أن ﻳﺪﱄ اﳋﺼﻢ ﺑﺄﻳﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺠﺔ ﺗﱪر ﺗﻄﺒﻴـ
ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺬﻛﻮر.
ـﺎﺗﺢ ﻳﻮﻟﻴـﻮز 1959ﳌـﺪةو ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺺ ﻋﻘﺪ اﻟﻜﺮاء اﳌﱪم ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﰲ ﻓـ
ـﻮ 180درﻫﻤـﺎ ،و ﻋﻠﻴـﻪ ﻓـﺈنﺳﻨﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أن ﲦﻦ اﻟﻜﺮاء اﻟﺸﻬﺮي ﻫـ
ﳎﻤﻮع اﻟﻜﺮاء اﻟﺴﻨﻮي اﳌﻠﺘﺰم ﺑﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺬﻛﻮر ﻳﺒﻠﻎ 2160درﻫﻤﺎ اﻷﻣــﺮ
اﻟﺬي ﳚﻌﻞ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻻﻟﺘﺰام ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻺﺛﺒﺎت ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﻬﺎدة اﻟﺸﻬﻮد.
و ﺣﻴﺚ إﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﺼﻠﺢ ﻗﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﺧﻄﺄ – ﰲ ﺣﻜﻤﻬﺎ اﳌــﺆرخ
ﰲ 7ﻳﻮﻧﻴﻪ 1962ﻟﻄﻠﺐ إﺛﺒﺎت ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺬﻛﻮر ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺸﻬﻮد ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻜــﻦ
ﻣﻦ ﺣﻖ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻋﺘﻤﺎد ﺷﻬﺎدة اﻟﺸﻬﻮد ﰲ إﻧﻬﺎء اﻟﺘﺰام ﺗﻔــﻮق ﻗﻴﻤﺘـﻪ
250درﻫﻤﺎ و أﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺧﺮق اﻟﻔﺼﻞ 443اﶈﺘﺞ ﺑﻪ.
ص 92 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴــﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻃﺒﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﻫﻲ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ أﺧــﺮى و
ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط إﺛﺮ اﳊﻜــﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﺑﻘﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ﻣﻌﺎﱄ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول اﻟﺴﻴﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :أﲪﺪ ﺑﻨﺸـﻘﺮون
ـﺮ
– ﻣﻘﺮر – إدرﻳﺲ ﺑﻨﻮﻧﺔ – ﺳﺎﳌﻮن ﺑﻨﺴﺒﺎط – اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ اﳌﻮﻣﻲ – و ﲟﺤﻀـ
ﺟﻨﺎب اﳌﺪﻋﻰ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ اﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳜﻠﻒ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒــﻂ اﻟﺴـﻴﺪ
ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 93 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻲ اﳌﺎدةاﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ص 94 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 61
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 24ﻣﺎﻳﻮ 77ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 57513
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـ
* اﳊﻜﻢ ﺑﺈﻳﻘﺎف اﻟﻨﻔﻘﺔ ﺿﺪ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻨﺎﺷﺰة ﺗﺪﺑﲑ ﻣﺆﻗﺖ و أن اﶈﻜﻤﺔ ﲟ ﺎ
ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﰲ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻋﺘﱪت أن اﻟﻈﺮوف اﻟﱵ ﻛﺎن اﲣــﺬ ﻓﻴـﻬﺎ ذﻟـﻚ
اﻟﺘﺪﺑﲑ ﻗﺪ زاﻟﺖ.
ـﺪة ﰲ 23ﻣـﺎي
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم ﺑﺘﻌﻴﲔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘـ
.1977
ـﺔ
ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن اﻟﺴﻴﺪة ﻋﺎﺋﺸـ
ـﺎدﻳﺮ ﺳـﺠﻠﺖ دﻋـﻮى ﺑﻨﺖ ﳏﻤﺪ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻨﻬﺎ اﻷﺳﺘﺎذ اﺑﻦ اﻟﺴﻌﻴﺪي اﶈﺎﻣﻲ ﺑﺄﻛـ
ص 95 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 10ﻓﱪاﻳﺮ 1975ﺿﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ أﲪــﺪ ﺑـﻦ
اﳊﺴﲔ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻨﻪ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻴﻮﺳﻔﻲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﶈﺎﻣﻲ ﺑﻨﻔﺲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﻓﻴـﻬﺎ
اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺬﻛﻮر ﺑﺄداﺋﻪ ﳍﺎ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺷـﻬﺮ ﻧﻮﻧـﱪ 1960
إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻘﺎل .و أﺟﺎب اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺤﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ و ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠـﻰ
ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻴﺔ ﲢﺖ ﻋﺪد 166ﺳﻨﺔ 1960ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع و ﺑﺈﻳﻘــﺎف اﻟﻨﻔﻘـﺔ
ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻴﺔ إﱃ أن ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻠﺮﺟﻮع و ﻋﻘﺐ ﻧﺎﺋﺐ اﳌﺪﻋﻴﺔ ﺑﺄن اﳊﻜﻢ اﳌﺸﺎر إﻟﻴـﻪ
ﻻزال ﰲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف و ﺑﺘﺎرﻳﺦ 5رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﱐ 1395ﻣﻮاﻓﻖ 17أﺑﺮﻳــﻞ 1975ﺣﻜﻤـﺖ
اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء دﻋﻮى اﳌﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﺎﻟﺔ ﺑﺎﻧﻴﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﳊﻜـﻢ
اﳌﺪﱃ ﺑﻪ و ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 123ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺖ اﳌﺪﻋﻴــﺔ
ﻫﺬا اﳊﻜﻢ ﻃﺎﻋﻨﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﺳﺘﻨﺪ إﱃ اﳊﻜﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ اﳋﺎرج ﻋﻦ إﻃـﺎر
اﻻدﻋﺎء و أﻛﺪ ﳏﺎﻣﻲ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ أن أﺟﺎب ﺑﻪ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـﺔ و
زاد ﺑﺄن اﳌﺪﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﺳﺘﺄﻧﻔﺖ اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻀﻴــﺔ ﻋـﺪد 61/166
و ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻤﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1975/11/28ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﺳــﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ ،و
ـﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف ﺑﺄﻛـﺎدﻳﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 9ﺻﻔﺮ 1396ﻣﻮاﻓﻖ 10ﻓﱪاﻳﺮ 1976ﺣﻜﻤﺖ ﳏﻜﻤـ
ـﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑﺄداﺋـﻪ ﻟﺰوﺟﺘـﻪ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و اﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋـ
اﳌﺪﻋﻴﺔ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺴﺎك اﻟﺬي ﻫﻮ ﺷــﻬﺮ ﻧﻮﻧـﱪ 1960و ﻗﺪرﻫـﺎ
أرﺑﻌﻮن درﻫﻤﺎ ﺷﻬﺮﻳﺎ إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ 10ﻓﱪاﻳﺮ 1975ﺑﺎﻧﻴﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻧﻔﻘﺔ اﻟﺰوﺟـﺔ
ﻻ ﺟﺪال ﰲ وﺟﻮﺑﻬﺎ و ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺴﻘﻄﻬﺎ و ﻋﻠﻰ أن إﻳﻘﺎﻓــﻬﺎ ﳌـﺪة 14ﺳـﻨﺔ
ﻳﺼﲑ ﻏﲑ ﻣﻌﻘﻮل ﻟﻌﺪم ﻗﻴﺎم اﻟﺰوج ﺑﺄﻳﺔ ﳏﺎوﻟﺔ ﻟﺮد اﻟﺰوﺟﺔ و إﳕﺎ اﻋﺘﻤــﺪ ﻋﻠـﻰ
ﺣﻜﻢ ﻧﺎﺋﺐ و ﻋﻠﻰ أن أﺣﻜﺎم اﻟﻨﻮاب ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻟﻌﺪم اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻨﺪﻫــﻢ ﻛﻤـﺎ ﻫـﻮ
ﻣﻌﻠﻮم.
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻌﺎرض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ ﰲ اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ﲞـﺮق
ـﻮزاري
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻮل 451و 452و اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﳌﺒﻴﻨﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺑﺎﳌﻨﺸﻮر اﻟـ
ﻋﺪد 1553اﳌﺆرخ ﰲ 5ﺻﻔﺮ 1960اﳌﻮاﻓﻖ 49/4/4و اﻟﺬي أﺟﺎز ﻟﻨﻮاب اﻟﻘﻀــﺎة
ـﻰ اﻟﺮﺳـﻮم و ذﻟـﻚ ﰲ إﺣﻼل ﳏﻞ اﻟﻘﻀﺎة ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﳋﺼﻮم و اﳋﻄﺎب ﻋﻠـ
ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺑﻬﻢ.
ـﺒﻖ ﺣﻜـﻢ ﺑﺈﻳﻘـﺎف ﻧﻔﻘـﺔ اﳌﺪﻋﻴـﺔذﻟﻚ أن اﻟﻌﺎرض ﲤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﺳـ
اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪﻫﺎ اﻟﻨﻘﺾ إﱃ أن ﺗﺮﺟﻊ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﺰوﺟﻴﺔ و أن ﻫﺬا اﳊﻜﻢ اﻛﺘﺴﻰ ﻗـﻮة
اﻟﺸﻲء اﳌﻘﻀﻰ ﺑﻪ ﰲ ﺣﲔ أن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻋﺘﱪت ذﻟﻚ اﳊﻜﻢ ﺑﺎﻃﻼ ﻷﻧــﻪ
ﺻﺪر ﻋﻦ ﻧﺎﺋﺐ و أن اﻟﻨﻮاب ﻟﻴﺴﺖ ﳍﻢ اﻟﺼﻔﺔ ﻹﺻﺪار اﻷﺣﻜﺎم.
ص 96 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﻴﻠﺔ
ﻟﺒﺤﺚ ﺻﻔﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﺪرت اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ،ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳـ
ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس .
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﺧﺮق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣــﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ .
و ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬه اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺰع ﺟﻮﻫﺮي ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷﺣـﺪ
اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻓﺈن ﻋﺪم اﲣﺎذ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼــﻞ اﻟﺘﺎﺳـﻊ ﻣـﻦ
ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺎ ﻻ ﺗﺄﺛﲑ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌــﻮن ﻓﻴـﻪ ﳑـﺎ
ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس .
ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻏﲑ ﻣﻌﻠﻞ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴﺎ و ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺑــﺄن
ـﺮار
أﺣﻜﺎم ﻧﻮاب اﻟﻘﻀﺎة ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻟﻌﺪم اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻬﺬا اﻟﻘﻮل ﻻ ﺳﻨﺪ ﻟﻪ ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﻟﻘـ
ﻏﲑ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﻌﺪو أن ﺗﻜﻮن ﺗﻜــﺮارا ﻟﻠﻮﺳـﻴﻠﺔ اﻷوﱃ اﻟـﱵ
أﺟﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻋﻼه ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ :ﳏﻤـﺪ ﻋﺒـﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ
ـﻘﺮون أﲪـﺪ اﻟﻌﻠﻤـﻲ و ﲟﺤﻀـﺮ ﺟﻨـﺎب ﻣﻘﺮرا اﳊﺎج ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر أﲪﺪ ﺑﻨﺸـ
اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺣﻜﻢ و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺟﲑة.
ص 97 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 394
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 26ﺷﺘﻨﱪ 1979ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 73741
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* ﻟﻠﻘﺎﺻﺮ أﻫﻠﻴﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻋﻮى ﺿﺪ وﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻷﻧــﻬﺎ ﻣـﻦ ﺑـﺎب ﺟﻠـﺐ
اﳌﻨﻔﻌﺔ اﻟﱵ ﻟﻪ ﺣﻖ اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﺑﺪون ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷب أو اﻟﻮﺻﻲ أو اﳌﻘﺪم.
* ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻮﱄ ﰲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳚـﻮز أن ﺗﻜـﻮن
ـﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘـﺔ وﺻﻔـﺔ اﳌﺪﻋـﻰ ﻋﻠﻴـﻪﻟﻪ ﰲ آن واﺣﺪ ﺻﻔﺔ اﳌﺪﻋﻰ اﳌﻄـ
اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺬه اﻟﻨﻔﻘﺔ.
ـﺮر اﻟﺴـﻴﺪ ﳏﻤـﺪ ﻋﺒـﺎسو ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘـ
اﻟﱪدﻋﻲ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻟﻴﻮﺳﻔﻲ.
ص 98 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و أﲰﺎء أﺑﻨﺎء اﻷﲪﺮ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻦ ﺑﻮﺳﻠﻬﺎم اﳋﻠﻴﻔﻲ ﺗﻘﺪﻣﻮا أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـﺔ
ﺑﺎﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﲟﻘﺎل ﺿﺪ واﻟﺪﻫﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ أﻫﻤﻠﻬﻢ رﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﺳـﻨﻬﻢ و
ﺧﺮج ﻋﻨﻬﻢ و أﻣﺴﻚ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻨﻔﻘﺔ و ﺗﺮﻛــﻬﻢ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ ﺿﻴـﺎع و ﻛﻠـﻬﻢ ﻳﺘـﺎﺑﻌﻮن
ـﻢ ﰲدراﺳﺘﻬﻢ ﻃﺎﻟﱯ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄداء ﻧﻔﻘﺘﻬﻢ ﻣﻦ 75/11/1ﻣﻦ ﺣﺴﺎب 500درﻫـ
ـﻪ ﺑﻮاﺳـﻄﺔ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻊ ﺻﺎﺋﺮ اﻟﺪﻋﻮى و اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﺆﻗﺖ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴـ
اﻷﺳﺘﺎذ أﲪﺪ اﳊﺎرﺛﻲ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻌﺪﱄ ﺑﺎﳋﻤﻴﺴﺎت ﲟﻘﺎل ﺿﺪ أﺑﻨﺎﺋــﻪ اﻟﺴـﻌﺪﻳﺔ و
ﺳﻌﻴﺪ و اﳊﺴﻦ و اﳊﺴﲔ و اﳌﺼﻄﻔﻰ ﲟﻘﺎل ﻳﻌﺮض ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ اﺳــﺘﺒﺪوا ﻟـﻪ ﰲ
ـﻢ 5ﺑـﺎﻟﻘﻨﻴﻄﺮة و اﺣﺘﻠﻮﻫـﺎ اﻟﺴﻜﲎ ﰲ داره اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﺑﺸﺎرع ﻋﻼل ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ رﻗـ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺷﺒﻌﻮه ﺿﺮﺑﺎ و ﻃﺮدوه ﺑﺪون ﻣﻮﺟﺐ ﺷــﺮﻋﻲ ﻃﺎﻟﺒـﺎ اﳊﻜـﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﻓﺮاغ ﻣﻨﻬﺎ و اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ و ﺑﺘﻤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﺎﻋﺪوا ﻟـﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺻﺎﺋﺮ اﻟﺪﻋﻮى و اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﺆﻗﺖ و ﺗﻘﺮر ﺿﻢ اﳌﻘﺎﻟﲔ ﻟﺒﻌﻀﻬﻤﺎ و اﻧﺘـﻬﺖ
اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﲪﺮ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻦ ﺑﻮﺳــﻠﻬﺎم ﺑﺎﻹﻧﻔـﺎق ﻋﻠـﻰ
أوﻻده اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ و ﻫﻢ اﳊﺴﻦ و اﳊﺴﲔ اﳌــﺰدادان ﺳـﻨﺔ 1957و اﳌﺼﻄﻔـﻰ
اﳌﺰداد ﺳﻨﺔ 1958و ﻋﺰﻳﺰ اﳌﺰداد ﺳــﻨﺔ 1960و ﺑﻮﺳـﻠﻬﺎم اﳌـﺰداد ﺳـﻨﺔ 1962
و أﻣﻴﻨﺔ اﳌﺰدادة ﺳﻨﺔ 1964و أﲪﺪ اﳌﺰداد ﺳﻨﺔ 1966و ﺧﺎﻟﺪ اﳌﺰداد ﺳــﻨﺔ 1969
و أﲰﺎء اﳌﺰدادة ﺳﻨﺔ 1972ﲝﺴﺐ أرﺑﻌﲔ درﻫﻤﺎ ﰲ اﻟﺸﻬﺮ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣــﻦ
ﻳﻨﺎﻳﺮ 76إﱃ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺷﺮﻋﺎ ﻣﻊ ﺻﺎﺋﺮ اﻟﺪﻋﻮى و ﲢﺪﻳــﺪ ﻣـﺪة اﻹﺟﺒـﺎر ﰲ
أدﻧﺎﻫﺎ ﻷن ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ و اﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﲡﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻟــﺪ ﻛﻤـﺎ أن ﻃﻠـﺐ
اﻟﻮاﻟﺪ إﻓﺮاغ أوﻻده ﻣﻦ داره ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﱪره ﻣﺎداﻣﺖ اﻟﺴﻜﲎ ﺗﺪﺧــﻞ ﰲ اﻟﻨﻔﻘـﺔ
ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻒ اﶈﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﳏﺎﻣﻴﻪ اﻷﺳــﺘﺎذ ﻋﺒـﺪ اﳊـﻲ
ـﻢ ﰲ ﻃﻠـﺐ اﻟﺪاودي ﻣﺒﻴﻨﺎ أن اﻟﺴﻌﺪﻳﺔ و ﺳﻌﻴﺪ و اﳊﺴﻦ و اﳌﺼﻄﻔﻰ ﻻ ﺣﻖ ﳍـ
ـﻬﻢ ﻛﻤـﺎ أن اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ رﺷﺪاء و ﻻ ﻟﺒﻘﻴﺔ إﺧﻮﺗﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﳍﻢ ﻋﻠﻴـ
ـﻞ 147ﻣـﻦ اﶈﺠﻮر ﻻ ﳚﻮز ﻟﻪ أن ﻳﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺎﲰﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼـ
ـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ و ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ و اﳊﻜﻢ ﺗﺼﺪﻳـ
اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﻓﺮاغ ﻣﻦ داره و أﺟﺎب اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺳﺘﺎذ أﲪـﺪ
ﺷﺮوط اﻟﻴﻄﻔﱵ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﳌﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ أﻣﻬﻢ زوﺟﺔ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ اﻷوﱃ ﻫﺠﺮﻫﻢ و أﻣﺴــﻚ
ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻨﻔﻘﺔ و ﺗﺰوج اﻣﺮأة أﺧﺮى و ﺳﻜﻦ ﺑﻬﺎ ﰲ ﳏﻞ آﺧﺮ و ﺗﺮﻛــﻬﻢ ﻣﺸـﺮدﻳﻦ ﰲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻴﺎع و إﻫﻤﺎل و أن ﺳﻌﻴﺪة ازدادت ﺳﻨﺔ 1951ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻزاﻟﺖ ﱂ ﺗــﺘﺰوج و أن
ـﻊاﻵﺧﺮﻳﻦ ازدادوا ﰲ اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﳌﺒﻴﻨﺔ أﻋﻼه ﻃﺎﻟﺒﲔ ﺗﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﰲ ﲨﻴـ
ـﻌﻴﺪﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ و أدﻟﻮا ﺑﺸﻮاﻫﺪ ﻣﺪرﺳﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ اﳊﺴﻦ و اﳊﺴﲔ و ﺳـ
ـﻲو اﳌﺼﻄﻔﻰ و ﻋﻘﺐ ﳏﺎﻣﻲ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﺑﺄن اﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺳﻨﺔ 1952و ﻫـ
ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺑﺼﻴﺪﻟﻴﺔ و أن ﺳﻌﻴﺪ و ﺣﺴﻦ ﻳﺒﻠﻐﺎن 23ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ و ﻳﻌﻤﻼن ﻣﻌﻠﻤــﲔ
و ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ 800درﻫﻢ و ﻳﻌﻤﻞ اﳊﺴﲔ ﳑﺮﺿﺎ ﲟﺴﺘﺸﻔﻰ و ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ 130
درﻫﻢ ،و ﻗﺪﻣﺖ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺴﺘﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ و ﻃﻠﺒﺖ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺤﻜﻤـﺖ
ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﺑﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮارﻫﺎ ﻋﻠــﻰ
ص 99 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
أن ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد اﻟﺼﻐﺎر ﺣﻖ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺬﻣﺔ واﻟﺪﻫﻢ و ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ إﻫﻤﺎﻟــﻪ ﺣـﻖ ﻣـﻦ
اﳊﻖ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻫﻮ واﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻓﺮاد اﺘﻤﻊ أن ﻳﺒﻠﻐــﻪ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑـﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﻤﻜﲔ اﳊﻖ اﻟﻌﺎم و اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳊﺎﻛﻢ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟــﺔ ﺑـﺪوره ﻳﺘﺼـﻒ
ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻻ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس و ﻋﻠـﻰ أن
ـﺔاﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﻻ ذﻛﺮ ﳍﺎ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى و ﻻ ﰲ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﻏﲑ ﻃﺎﻟﺒـ
و ﻻ ﳏﻜﻮم ﳍﺎ و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ أﺧﻮﺗﻬﺎ ﻓﺈن ﻧﺎﺋﺒﻬﻢ ﻗﺪ أدﱃ ﺑﺸﻮاﻫﺪﻫﻢ اﳌﺪرﺳــﻴﺔ
ـﻮا
و أﻧﻬﻢ ﻻ زاﻟﻮا ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن دراﺳﺘﻬﻢ ﻓﺘﺠﺐ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻴﻬﻢ إﱃ أن ﻳﻨﻬﻮﻫﺎ أو ﻳﺒﻠﻐـ
اﻟﻮاﺣﺪ و اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﰲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ﲞـﺮق
اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻓﻌﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺧﻠﻮ اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ وﻗـﻮع
اﻷﻋﺬار ﺑﺼﺮاﺣﺔ و إﱃ أﻫﻢ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﻃﺒﻘﺖ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء اﻷﻋـﺬار و
إﳕﺎ ﺧﻮل ﻟﻘﻀﺎة اﳌﻮﺿﻮع ﺣﺴﺒﻤﺎ ورد ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 333اﳊﻖ ﰲ إرﺟﺎع اﻟﻘﻀﻴـﺔ إﱃ
اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳌﻘﺮر إﻻ إذا اﻋﺘﱪت اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺟﺎﻫﺰة ﻟﻠﺤﻜﻢ و ﲟﺎ أن اﶈﻜﻤﺔ ﻗــﺮرت
إدراج اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن اﻋﺘﱪﺗﻬﺎ ﺟــﺎﻫﺰة ﻟﻠﺤﻜـﻢ و ذﻟـﻚ راﺟـﻊ
ﻟﺴﻠﻄﺘﻬﺎ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺳﻴﻤﺎ و أن اﻟﻄﺎﻋﻦ ﱂ ﻳﱪر ﺧﻼف ذﻟﻚ.
ـﻮن ﻓﻴـﻪ
وﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻋﺪم ارﺗﻜﺎز اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌـ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ :
ص 100 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
أﻗﺮه اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد ﰲ ﻗﺒــﻮل
ـﻪ ﻣـﻦ
اﳍﺒﺔ و أي ﺗﱪع آﺧﺮ ﻓﺒﺎﻷﺣﺮى ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻘﺎﺻﺮ و ﻧﺎﻗﺺ اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻗﻮت ﻳﻮﻣـ
اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺷﺮﻋﺎ و ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ.
و ﺣﻴﺚ إن ﻋﺪم اﻹﺷﺎرة إﱃ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﰲ اﳊﻜﻢ ﻻ ﺗﺄﺛﲑ ﻟــﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ
ـﻞ اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ
ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ذﻟﻚ اﳊﻜﻢ إذ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻃﺒﻘﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﳑﺎ ﳚﻌـ
ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺮق اﻟﻔﺼﻞ 147و اﻟﻔﺼـﻞ
158و اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 148ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ :
ذﻟﻚ أن ﺟﻮاب اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺮق اﳋﺼﻮم ﻟﻠﻔﺼﻞ 147اﳌﺸـﺎر
إﻟﻴﻪ ﺟﺎء ﻣﺒﻬﻤﺎ و ﻏﺎﻣﻀﺎ و ﻻ ﻳﺸﲑ إﱃ أي ﺳﻨﺪ ﻗﺎﻧﻮﱐ واﺿــﺢ ﳝﻜـﻦ اﻠـﺲ
اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ أﻗﺎﻣﻮا اﻟﺪﻋﻮى ﺿﺪ واﻟﺪﻫــﻢ
اﻟﻮﱄ اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻷول ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺣﲔ ﱂ ﻳﺒﲔ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻧﺰﻋﺖ ﻣﻨـﻪ
ﻫﺬه اﻟﻮﻻﻳﺔ و ﺑﺄي ﺳﻨﺪ و ﻫﺬا ﺧﺮق ﺻﺮﻳﺢ ﻟﻠﻔﺼﻞ 147اﳌﺬﻛﻮر ﻛﻤــﺎ أن اﻟﻔﻘـﺮة
اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 158ﺗﻮﺟﺐ اﻹذن ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ دﻋﻮى ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘــﺎﺻﺮﻳﻦ
ﰲ ﺣﲔ ﻻ ﻳﺸﲑ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ إﱃ اﻹذن اﳌﺬﻛﻮر ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺮار ﱂ ﻳﺒﲔ ﻛﻴﻒ
ﻧﺰﻋﺖ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﻋﻦ اﻷب و اﻧﺘﻘﻠﺖ إﱃ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺜﺒــﺖ
ـﺪأن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻮﱃ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ و أﻗﺎم ﺑﺎﲰﻬﻢ أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻘﺪم ﻳﻜﻮن ﻗـ
ﻋﻴﻨﻪ ﻟﺬﻟﻚ و أذن ﻟﻪ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻘﺮار ﻗﺪ ﺧﺮق ﺧﺮﻗﺎ ﺻﺮﳛﺎ اﻟﻔﺼــﻮل 147
و 148و 158ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ و ﻳﺘﻌﲔ ﻧﻘﻀﻪ.
ص 101 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴـﻞ
اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﻨﻔﻘﺔ اﶈﻜﻮم ﺑﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﰲ ﻣﺮﺗﺒـ
اﳌﻨﻌﺪم ﳑﺎ ﻳﻌﺮض اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر ﻟﻠﻨﻘﺾ و اﻹﺑﻄﺎل.
ـﺎﺑﻘﺔ
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻜﺮارا ﳌﺎ ﺳﺒﻘﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﰲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺴـ
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺔ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ اﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :ﳏﻤــﺪ ﻋﺒـﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ
اﳊـﺎج ﳏﻤـﺪ اﻟﺼﺒـﺎر ﻋﺒــﺪ اﷲ اﻟﺸــﺮﻗﺎوي ﻋﺒــﺪ اﻟﻮﻫــﺎب ﻋﺒــﺎﺑﻮ
و ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨﺎب اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴـﻴﺪ
اﳊﺎج إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻮﺣﻴﺪة.
ص 102 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 58
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 26ﻣﺎﻳﻮ 77ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 56358
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻟﺰوﺟﺔ ﰲ اﻟﺴﻔﺮ و اﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﺷﺎﻫﺪا ﻋﺮﻓﻴﺎ ﻳﺆﻳــﺪ اﻟﺘﻠﻘﻴـﺔ
اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻹﺛﺒﺎت اﳋﻠﻮة و اﻟﻘﻮل ﻗﻮﳍﺎ ﰲ ادﻋﺎء اﳌﺴﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﳝﻴﻨﻬﺎ؟
و ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮة اﳉﻮاب اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 76/9/20ﲢﺖ إﻣﻀﺎء اﻷﺳـﺘﺎذ
ﳏﻤﺪ اﳌﺰﻏﺮاﱐ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﺿﺪه اﻟﻨﻘﺾ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﻮﻟﻪ و اﻟﺮاﻣﻴــﺔ إﱃ
إﺑﺮام اﳊﻜﻢ.
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻠﲔ 20و 60ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸــﺨﺼﻴﺔ اﻟﻠﺬﻳـﻦ ﻳﻨـﺺ
ـﻬﻤﺎ ﻋﻠـﻰ
أوﳍﻤﺎ ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ أن اﳌﻬﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل و ﻳﻨﺺ ﺛﺎﻧﻴـ
ص 103 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
أن ﻛﻞ ﻣﻄﻠﻖ ﻳﻠﺰم ﺑﺘﻤﺘﻴﻊ ﻣﻄﻠﻘﺘﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻄﻼق ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺑﻘﺪر ﻳﺴﺮه و ﺣﺎﳍــﺎ
إﻻ اﻟﱵ ﲰﻰ ﳍﺎ اﻟﺼﺪاق و ﻃﻠﻘﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﰲ وﺳﻴﻠﺘﻪ اﻷوﱃ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ ﺑﺴـﻮء
اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و ﺧﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ 22ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟــﺬي
ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﳚﺐ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻧﺼﻒ اﻟﺼﺪاق إن ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟﺒﻨـﺎء ﺑـﻬﺎ
اﺧﺘﻴﺎرا و ذﻟﻚ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﲟﺠﻤﻮع اﻟﺼﺪاق ﻣﻌﺘﱪا أن اﻟﺒﻨﺎء ﺣﺼﻞ ﻓﻌــﻼ
ﻟﻜﻮن اﻟﻌﺎرض ﻛﺎن ﳜﺘﻠﻲ ﲟﻔﺎرﻗﺘﻪ ﻣﺆﻳﺪا ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻔﻴﻔﻴﺔ ﻋﺪد 331اﻟﱵ ﻻ ﻳﺼــﺢ
اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻬﺎ ﻟﻌﻴﻮب ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮة و ﻏﲑ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻟﻨﺼﺎب اﻟﺸـﻬﺎدة و
أن ﺑﻌﺾ ﺷﻬﻮدﻫﺎ ﻏﲑ ذﻛﻮر .و أن اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟـﻮد اﻟﺒﻨـﺎء ﻟﻜـﻮن اﳋﻠـﻮة ﺛﺒﺘـﺖ
ص 104 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺑﺎﻟﺸﻬﻮد ﻓﻴﻪ ﺗﺄوﻳﻞ ﺧﻄﲑ ﳝﺲ ﲟﻘﻮﻣﺎت اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ و ﻫــﻮ ﻣﻨـﺎف ﻟـﺮوح اﻟﻨـﺺ
ـﺔاﶈﺘﺞ ﺑﻪ ذﻟﻚ ﳌﺎ أﺻﺒﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﲝﻴﺚ إذا ﺳﺎﻳﺮﻧﺎ اﶈﻜﻤـ
ﰲ اﲡﺎﻫﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ اﳌﻬﺮ ﲟﺠﺮد اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ و ﺳــﻨﺼﻞ إﱃ
ـﻮل اﻟﻠﻐـﻮياﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 22ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪم ﺣﻴﺚ إن اﳌﺪﻟـ
ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﺳﻴﻔﺘﻘﺪ ﲤﺎﻣﺎ و ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻣﺆدى اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺬﻛﻮر أن اﻟﺼﺪاق ﻳﺴــﺘﺤﻖ
ﻛﻠﻪ ﲟﺠﺮد اﻟﻌﻘﺪ و ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﺬي ﻫﻮ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﻨﺴﻲ ﺑﺎﻟﺰوﺟـﺔ و أن
ﻫﺬا اﻻﺗﺼﺎل ﻏﲑ ﺛﺎﺑﺖ أﺻﻼ و ﻻ ﳝﻜﻦ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻋﻠﻴــﻪ ﺑﺎﻟﺸـﻬﻮد ﻷن ﻋﻤﻠـﻬﻢ
ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻗﺎﺻﺮا .و ﻣﻦ ﺿﺮورﻳﺎت اﻟﺸﻬﺎدة و ﻗﺒﻮل اﻟﻌﻤﻞ ﺑــﻬﺎ
ﺣﺼﻮل اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﲏ اﻟﺬي ﻻ ﳜﺎﻟﻔﻪ اﻟﺸﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻫﺪ و ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﻘﻞ اﻟﻄــﺎﻋﻦ
ﻧﺺ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺘﺴﻮﱄ ﰲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻠﺘﺤﻔﺔ اﺳﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻪ أن اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ادﻋــﺖ
اﳋﻠﻮة و ﱂ ﺗﺪع اﳌﺴﻴﺲ ﰒ أﻧﻬﺎ و إن ادﻋﺖ اﳌﺴﻴﺲ ﻓﺈن اﳊﻜــﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋـﻲ ﱂ
ﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﻤﲔ ﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻗﻮﳍﺎ .و ذﻛﺮ اﻟﻌﺎرض ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﺒﻖ ﻟﻪ أن ﻃﻠــﺐ أﺛﻨـﺎء
ـﻚ أن اﳋﻠـﻮة اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ إﺛﺒﺎﺗﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺲ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻓﻴﻪ ذﻟـ
ﲝﺴﺐ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻨﺺ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﳌﺸﺎر ﻟﻪ ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻻﻟﺘﺰام اﻟﺰوج ﲟﺠﻤﻮع اﳌﻬﺮ ﺑـﻞ
ﻻﺑﺪ أن ﳛﺼﻞ اﳌﺴﻴﺲ أﺛﻨﺎءﻫﺎ.
ﻛﻤﺎ أن ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻳﻨﻌﻰ ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﺪم ارﺗﻜــﺎزه ﻋﻠـﻰ
أﺳﺎس و اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻗﻀﻰ ﻟﻠﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﳌﺘﻌــﺔ ﰲ ﺣـﲔ أﻧـﻪ
ـﻞ اﻟﺒﻨـﺎء ﺑـﻬﺎ و ﱂ
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﺘﺒﲔ أن اﻟﻌﺎرض ﻃﻠﻖ زوﺟﺘﻪ ﻗﺒـ
ﳛﺼﻞ ﻣﺴﻴﺲ ﻟﻌﺪم ادﻋﺎء ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﱵ ﲰﻰ ﳍﺎ اﻟﺼﺪاق و ﻣﻦ اﳌﻌﻠـﻮم
ـﻢ اﳌﻄﻌـﻮن أن اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻨﺎء ﻻ ﻣﺘﻌﺔ ﳍﺎ أن ﲰﻰ ﳍﺎ اﻟﺼﺪاق .و أن اﳊﻜـ
ﻓﻴﻪ ﺳﻜﺖ ﻋﻦ دﻓﻮع اﻟﻌﺎرض ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ و ﱂ ﻳﻌﻠﻞ اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳌﺘﻌﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻨﺺ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺬي اﺳﺘﺪل ﺑﻪ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﳚﻌﻞ اﻟﻘﻮل ﻗــﻮل
اﻟﺰوﺟﺔ ﰲ ادﻋﺎﺋﻬﺎ اﳌﺴﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺛﺒﻮت اﳋﻠﻮة ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﳝﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟــﺰوج
ﻣﺴﻬﺎ.
ص 105 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﱪ ﳎـﺮد و ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺧﺮق اﻟﻨﺺ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﲔ اﻋﺘـ
ﺛﺒﻮت اﳋﻠﻮة ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﰲ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ اﳌﻬﺮ و اﳌﺘﻌﺔ دون ﺗﻮﺟﻴﻪ ﳝــﲔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺄﻳﻴﺪا ﻻدﻋﺎﺋﻬﺎ .اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻌﻪ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻨﻘـﺾ
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻋﺪم ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺬﻛﻮرة.
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ـﻰﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺟﺰﺋﻴﺎ و ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀـ
ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ دﻋﻮى اﳌﺴﻴﺲ دون ﺗﻮﺟﻴﻪ ﳝﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻴﺔ و ﺑﻌــﺪ اﻟﺘﺼـﺪي
ـﺔ ﰲ اﻟﻨﻘـﺾ ﻋﻠـﻰ أن ﻗﻀﻰ ﺑﺘﺘﻤﻴﻢ اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﻄﻠﻮﺑـ
اﻟﺰوج ﻣﺴﻬﺎ ﺣﲔ اﺧﺘﻼﺋﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﺈن ﺣﻠﻔﺖ اﺳﺘﺤﻘﺖ 6500درﻫﻢ اﶈﻜﻮم ﺑـﻬﺎ و أن
ﻧﻜﻠﺖ و ﺣﻠﻒ اﻟﺰوج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﱂ ﳝﺴﻬﺎ ﱂ ﻳﻠﺰم إﻻ ﺑﺄداء ﻧﺼﻒ اﻟﺼﺪاق اﻟﺬي ﻫــﻮ
ـﺎ ادﻋﺘـﻪ ﻣﻔﺎرﻗﺘـﻪ و اﻟـﺰم 2500درﻫﻢ ﻓﺈن ﻧﻜﻞ ﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﻛﺎن ﻧﻜﻮﻟﻪ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﳌـ
ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺄداء ﻣﺒﻠﻐﻲ اﻟﺼﺪاق اﻟﻜﺎﻣﻞ و اﳌﺘﻌﺔ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ أوﻻ.
و ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﳉﻤﻴﻊ اﻟﺼﻮاﺋﺮ إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻠﻔﻪ ﺑﻌﺪ ﻧﻜﻮل ﻣﻔﺎرﻗﺘﻪ ﻓﺈﻧــﻪ
إﳕﺎ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻧﺼﻒ اﻟﺼﻮاﺋﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﺑﻔﺎس إﺛﺮ اﳊﻜــﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :أﲪــﺪ ﺑﻨﺸـﻘﺮون ﻣﻘـﺮرا،
اﳊﺎج ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر ،أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﳏﻤﺪ ﻋﺒــﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ و ﲟﺤﻀـﺮ ﺟﻨـﺎب
اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺣﻜﻢ و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺟﺪﻳﺮة.
ص 106 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 117
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 14ﻓﱪاﻳﺮ 78
اﻟﻘﺎﻋﺪة
* ﻣﺎدام ﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﱵ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﲟﻨﺰل واﻟﺪﻳــﻬﺎ ﻣـﻊ
أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ و ﱂ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﺰوج ادﻋﺎﺋﻪ اﻹﻧﻔﺎق ﻓﺈن اﻟﻘﻮل ﻗﻮﳍــﺎ ﻣـﻊ ﳝﻴﻨـﻬﺎ و أن
اﶈﻜﻤﺔ ﳌﺎ اﻋﺘﱪت ﻗﻮل اﻟﺰوج ﻣﻊ ﳝﻴﻨﻪ و رﻓﻀﺖ دﻋﻮى اﻟﻨﻔﻘﺔ ﺗﻜﻮن ﻗـﺪ
ﲡﻨﺒﺖ اﻟﺼﻮاب ﳑﺎ ﻳﻌﺮض ﻗﺮارﻫﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ص 107 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻳﻮﺳﻒ و ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻘﻴﻘﺔ و ﻛﺴﻮﺗﻪ و ﺣﻠﻴﺐ إرﺿﺎﻋــﻪ ﺣﺴـﺐ ﺗﻘﺪﻳـﺮ اﶈﻜﻤـﺔ و
ﺑﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻮاﺋﺠﻬﺎ أو ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ إن ﻓﻮﺗﺖ و ﺑﺈﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﲔ ﻗﻮم ﺻﺎﳊﲔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋـﻦ
ـﺮ وﻛﻴﻠـﻬﺎأﻫﻠﻪ ﻣﻊ ﺻﺎﺋﺮ اﻟﺪﻋﻮى و اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﺆﻗﺖ و ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺪة اﻹﺟﺒﺎر و ﺣﻀـ
اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺼﺎم و أﻛﺪ اﳌﻘﺎل و ﲣﻠﻒ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ رﻏــﻢ ﺗﻮﺻﻠـﻪ ﺑﺎﻻﺳـﺘﺪﻋﺎء
ـﻒ ﻣـﻦ 25 ﻓﺼﺪر ﻋﻠﻴﻪ اﳊﻜﻢ ﺑﺄداﺋﻪ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴﺔ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ و وﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﻮﻓﻴﻖ و ﻳﻮﺳـ
ذي اﳊﺠﺔ 1395ﻣﻦ ﺣﺴﺎب 100درﻫﻢ ﰲ اﻟﺸﻬﺮ ﳍﺎ و 70درﻫﻤﺎ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣــﻦ
ـﺔ ووﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻊ 150درﻫﻤﺎ ﲦﻦ ﻛﺒﺶ اﻷﺿﺤﻴﺔ و 100درﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻮازم اﻷﺿﺤﻴـ
ﺑﺮده ﳍﺎ اﳊﻮاﺋﺞ اﳌﺒﻴﻨﺔ ﰲ اﳌﻘﺎل أو ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ 1500درﻫﻢ و ﺑﺈﺳــﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑـﲔ ﻗـﻮم
ﺻﺎﳊﲔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ أﻫﻠﻪ و ﺑﺼﺎﺋﺮ اﻟﺪﻋﻮى و اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﺆﻗﺖ ﻣــﻊ ﲢﺪﻳـﺪ ﻣـﺪة
اﻹﺟﺒﺎر ﰲ أﻗﺼﺎﻫﺎ ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻒ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴــﻪ اﳊﻜـﻢ اﳌﺬﻛـﻮر أوﺿـﺢ ﳏـﺎﻣﻲ
ـﻬﺎ اﻧﺘـﻬﺰت ﻓﺮﺻـﺔ ﻏﻴـﺎب اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ اﻷﺳﺘﺎذ اﳌﻬﺪي ﺑﻠﻜﺒﲑ ﺑﺄن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ
ـﻬﺎ ﻓﻴﻜـﻮن زوﺟﻬﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺄﺧﺬت اﳊﻮاﺋﺞ و اﻟﻄﻔﻠﲔ و اﻟﺘﺠﺄت إﱃ ﻣﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺘـ
ادﻋﺎؤﻫﺎ ﻋﺪﱘ اﻷﺳﺎس و زاد ﺑﺄن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻳﺰاول اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـﻬﺎ و
اﺑﻨﻴﻬﺎ و أن اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑــﺄداء 250درﻫﻤـﺎ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ ﻟـﻮازم
اﻷﺿﺤﻴﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﳏﻠﻪ و أن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﱂ ﺗﺄت ﲝﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﻮاﺋﺞ.
ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﺑﻌﺪم اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس
و اﻧﻌﺪام اﳌﻮﺟﺒﺎت و ﺧﺮق ﻗــﺎﻋﺪة ﺟﻮﻫﺮﻳـﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻓﻌـﺎت و ﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ اﻟﻘـﺎﻧﻮن
اﻟﺸﺮﻋﻲ.
ص 108 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ذﻟﻚ أن اﻟﺰوج اﳌﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ اﻋﱰف ﺑﺄن اﻟﺰوﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺒﻴـﺖ واﻟﺪﻳـﻬﺎ
ـﻬﺎ ﻷﻧـﻪ ﱂ ﻳﺜﺒـﺖﻣﻊ ﻃﻔﻠﻴﻬﺎ و ادﻋﻰ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻜﻮن اﻟﻘﻮل ﻗﻮﳍﺎ ﻣﻊ ﳝﻴﻨـ
ادﻋﺎءه اﻹﻧﻔﺎق.
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أن اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺒﻴﺖ واﻟﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﻣــﻦ
ـﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛـﻮر و
25ذي اﳊﺠﺔ 1395و ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻨﻬﺎ و ﻋﻦ وﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘـ
ادﻋﻰ اﻟﺰوج اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﻢ و ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ادﻋﺎءه ﲝﺠﺔ.
و ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﻮل ﻗﻮل اﻟﺰوﺟـﺔ
ﻣﻊ ﳝﻴﻨﻬﺎ .
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﺄن اﻟﻘﻮل ﻗﻮل اﻟﺰوج ﻣﻊ ﳝﻴﻨـﻪ
ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺼﻮاب و ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻧﻘﻀﺎ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﰲ ﺣﺪود ﻣــﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﻓﻘﻂ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ و ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌـﺔ
أﺧﺮى ﻟﻠﺒﺖ ﰲ ﺷﺄن اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻃﺒﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ ﻓﻴﻤــﺎ ﻋـﺪا
ذﻟﻚ و ﳚﻌﻞ اﻟﺼﺎﺋﺮ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳـﺠﻼت
ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔﺎس إﺛﺮ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ .
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ :ﳏﻤـﺪ ﻋﺒـﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ
ﻣﻘﺮرا ،ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر ،اﳏﻤﺪ ﺑﻨﺸﻘﺮون ﳏﻤﺪ اﻟﻄﻴﱯ و ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨﺎب اﶈــﺎﻣﻲ
اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻟﻴﻮﺳﻔﻲ و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻛﺪﻳﺮة
ص 109 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 107
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 14ﻓﱪاﻳﺮ 78
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺈن ارﺗﺒﺎﻃـﻬﺎ
ﻟﺌﻦ ﻛﺎن ﻣﻘﺎل اﻟﺪﻋﻮى ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻷﻗﻞ ﻣﻦ 3000درﻫﻤﺎ ﻓـ
ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻄﻼق اﳌﺴﻘﻂ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ و ﺑﺎﻟﺮد ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎدﻋﺎء اﻹرﺟــﺎع و
ﻫﻲ ﻃﻠﺒﺎت ﻏﲑ ﳏﺪدة ﳚﺐ اﻟﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻓــﺈن اﳊﻜـﻢ
اﻟﺼﺎدر ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﺰاع ﻳﻜﻮن ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف و أن ﻓﺼﻞ ﰲ دﻋــﻮى اﻟﻨﻔﻘـﺔ
ﻓﻘﻂ دون أن ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺪﻓﻮع اﻟﱵ أﺛﲑت ﺣﻮﳍﺎ.
ـﻪ و ﻣـﻦ وﺛـﺎﺋﻖ اﳌﻠـﻒ أن اﳌﺴـﻤﺎة ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـ
اﻟﻄﺎﻫﺮة ﺑﻨﺖ ﻋﻼل ﻗﻴﺪت دﻋﻮى ﲟﺤﻜﻤﺔ اﳋﻤﻴﺴــﺎت ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 27ﺷـﺘﻨﱪ 1972
ـﻦ ﺑﻴـﺖﺗﻄﻠﺐ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ادرﻳﺲ ﺑﻦ أﲪﺪ ﻣﺸﺎط ﻷﻧﻪ ﻃﺮدﻫﺎ ﻣـ
اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﺔ أﺷــﻬﺮ و ﺗﺮﻛـﻬﺎ ﻫـﻲ و أوﻻدﻫـﺎ ﻣﻨـﻪ ﳏﻤـﺪ ،و اﻟﺴـﻌﺪﻳﺔ،
ـﺎ 125
و اﳊﺴﲔ ،و ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ دون ﻧﻔﻘﺔ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄداﺋﻪ ﳍﺎ ﻣﻊ أوﻻدﻫـ
درﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻓﺄﺻﺪر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴــﻪ ﻏﻴﺎﺑﻴـﺎ وﻓـﻖ اﻟﻄﻠـﺐ
ﻓﺘﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ و ذﻛﺮ ﰲ ﻣﻮﺟﺐ ﺗﻌﺮﺿﻪ أن اﳌﺪﻋﻴﺔ ﲢﻤﻠﺖ ﻧﻔﻘــﺔ أوﻻدﻫـﺎ ﻣﻨـﻪ
ص 110 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻣﺪﻟﻴﺎ ﺑﺮﺳﻢ اﻟﻄﻼق ﻳﺘﻀﻤﻦ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﻟﻨﻔﻘﺔ اﻷوﻻد إﱃ ﺣﺪود ﺳـﻘﻮط
اﻟﻔﺮض ﻋﻨﻬﻢ ﺷﺮﻋﺎ و اﻋﱰف أﻧﻪ ﺗﺮك اﻷوﻻد و اﻟﺰوﺟﺔ و أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴـﻬﻢ إﱃ
ﺗﺎرﻳﺦ 12ﻣﺎرس 74و أدﱃ ﺑﻠﻔﻴﻔﻴﺔ ﺗﺜﺒﺖ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﻢ و ﻋﻘﺒﺖ اﳌﺪﻋﻴــﺔ ﻋﻠـﻰ
ـﺌﻞ اﳌﺪﻋـﻰ اﻟﻄﻼق و ذﻛﺮت أﻧﻪ ارﲡﻌﻬﺎ و أدﻟﺖ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺛﺒﻮت اﻟﺮﺟﻌﺔ و ﺳـ
ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﳌﺎدﻳﺔ ﻓﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮ و ﻟﻪ أﻣﻼك أﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻠﻴـﺲ ﳍـﺎ ﻏـﲑ ﻣـﺎ
ﺗﺘﻘﺎﺿﺎه ﻣﻦ إﻋﺎﻧﺔ ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻓﺄﺻﺪر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳊﻜــﻢ ﺑـﺈﻗﺮار اﳊﻜـﻢ
اﻟﻐﻴﺎﰊ ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﻪ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻣﺆﻛــﺪا ﰲ ﻣﻮﺟـﺐ
اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ أﻧﻪ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻃﺒﻖ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ – ﰒ أﺻﺪرت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳــﺘﺌﻨﺎف
ـﻞﲢﺖ ﻋﺪد 81ﻣﻠﻒ ﻋﺪد 30216ﻗﺮارا ﰲ اﻟﺸﻜﻞ ﺑﻘﺒﻮل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻟﻮﻗﻮﻋﻪ داﺧـ
اﻷﺟﻞ و ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻃﻠﺐ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺟﻮﻫﺮا ﻃﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ 19ﻣــﻦ ﻗـﺎﻧﻮن اﳌﺴـﻄﺮة
ـﻮعاﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻌﻠﻼ ﲟﺎ ﻳﺄﰐ "ﻓﺤﻴﺚ إن اﳌﺪﻋﻴﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﻧﻔﻘﺔ ﳍﺎ ﻷﺟﻞ دﻋﻮاﻫﺎ اﻟﺮﺟـ
ـﻊﻣﻦ اﻟﻄﻼق و ﻟﻨﻔﻘﺔ أوﻻدﻫﺎ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ و ﺣﺪد ﻗﺪر اﻟﻨﻔﻘﺔ ب 125درﻫﻤﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴـ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﳌﺪة ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ و ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺼــﺎدر أﺧـﲑا
ﺑﺬﻟﻚ ﺻﺪر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻓﺎﺗﺢ أﺑﺮﻳﻞ 1975ﻓﻴﻜﻮن اﳊﻜــﻢ اﳌﺬﻛـﻮر داﺧـﻼ ﰲ ﻧﻄـﺎق
اﻟﻔﺼﻞ 19ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﳚﻌﻞ اﳊﻜﻢ ﺑﺄﻗﻞ ﻣــﻦ ﻣﺎﺋـﺔ آﻻف
درﻫﻢ ﻳﻌﺪ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ و ﺑﺪﻳﻬﻲ .إن اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻻ ﻳﺼﻞ إﱃ اﻟﻘﺪر اﳌﺬﻛﻮر و ﻧﻈـﺮا
ﻟﺬﻟﻚ و ﺑﻌﺪ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻃﺒﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﱁ.
ﻓﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ اﶈﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺎﻟﻪ اﳌﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃـﺮف اﻷﺳـﺘﺎذ
ـﺔ ﰲﻋﺒﺪاﻟﺮﲪﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮو اﳌﻮدع و اﳌﺆدى ﻋﻨﻪ اﻟﻮاﺟﺐ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ اﳌﺨﺘﺼـ
اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﺷﻜﻼ.
و ﰲ اﳌﻮﺿﻮع :
ـﺎز
ﰲ ﺷﺄن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺾ و اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻋﺪم ارﺗﻜـ
اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻔﺼﻞ 19ﻣﻦ اﳌﺴـﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـﺔ ذﻟـﻚ أن
اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺬﻛﻮر ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ و ذﻟﻚ ﻷن ﺗﺎرﻳﺦ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى ﻛــﺎن
ﰲ 27ﺷــﺘﻨﱪ 1972أي ﰲ ﻇــﻞ ﻗــﺎﻧﻮن اﳌﺴــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴــﺔ اﻟﻘـــﺪﱘ
و ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻟﻠﻄﺎﻋﻦ ﻻ ﳝﻜﻦ اﳌﺴﺎس ﺑــﻪ ﲟﻘﺘﻀـﻰ اﳌﺴـﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـﺔ
اﳉﺪﻳﺪة و ﻷن اﻟﻨﺰاع اﳌﻄﺮوح ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺎ و اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳏﺼـﻮرا
ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻨﻔﻘﺔ و إﳕﺎ أﺛﲑت ﻋﺪة دﻓﻮع ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ و ﻣﻦ ﲨﻠﺘــﻬﺎ ادﻋـﺎء
اﻟﻄﺎﻋﻦ اﻟﻄﻼق ﺑﺎﳋﻠﻊ ﺑﺘﺤﻤﻞ اﳌﺪﻋﻴﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد إﱃ ﺣــﺪ ﺳـﻘﻮط اﻟﻔـﺮض
ﻋﻨﻬﻢ ﺷﺮﻋﺎ و ادﻋﺎء اﳌﺪﻋﻴﺔ ارﲡﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻄﻼق و ﻫﺬا دﻓﻊ ﻏــﲑ ﳏـﺪد
اﻟﻘﻴﻤﺔ و أن اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﺑﺸﺄﻧﻪ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﻃﻠـﺐ أو
دﻓﻊ ﻏﲑ ﳏﺪد و ﺑﺪون إﻋﻄﺎء ﻫﺬا اﳌﻔﻬﻮم ﻟﺮوح اﻟﻔﺼﻞ 19ﻣﻦ اﳌﺴﻄﺮة ﻳـﱰﺗﺐ
ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺴﺎس ﺑﺎﳊﻘﻮق اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
ص 111 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔ
و ﻫﻜﺬا ﻳﺘﺒﲔ ﳑﺎ ذﻛﺮ أن اﻟﻨﺰاع اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻄﺮوﺣﺎ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴـ
ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ و ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ أوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼــﻞ ﻓﻴﻤـﺎ زﻋﻤﺘـﻪ
اﳌﺪﻋﻴﺔ ﻣﻦ أن اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ أرﺟﻌﻬﺎ إﱃ ﺣﻈﲑة اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﺑﻌــﺪ اﻟﻄـﻼق .ﺛﺎﻧﻴـﺎ
اﻟﻔﺼﻞ ﰲ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﻪ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺧﻠﻌــﺎ و أدﱃ ﺑﺮﺳـﻢ
اﻟﻄﻼق ﻫﺬا و اﻟﻜﻞ ﻃﻠﺒﺎت ﻏﲑ ﳏﺪودة و اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺮاﺣﺔ ﳚﻌــﻞ اﳊﻜـﻢ
ـﻲ أﻧـﻪ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف و ﲟﺎ أن اﳊﻜﻢ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻳﺪﻋـ
ـﺬه اﻟﻨﻘﻄـﺔ اﻟﺸـﻲء ﻃﻠﻘﻬﺎ و أﺛﺒﺖ ذﻟﻚ و ادﻋﺖ ﻫﻲ اﻻرﲡﺎع و ﱂ ﻳﻔﺼﻞ ﰲ ﻫـ
اﻟﺬي ﳚﻌﻠﻪ ﻏﲑ ﻣﻌﻠﻞ و ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أﺷﺎر ﰲ أن اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ أدﱃ ﺑﺮﺳﻢ اﻟﻄــﻼق
اﻟﺬي ﺗﺘﺤﻤﻞ اﳌﺪﻋﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﻧﻔﻘﺎت أوﻻدﻫﺎ .ﻛﻤﺎ أﺷﺎر إﱃ أﻧﻬﺎ ادﻋﺖ اﻻرﲡـﺎع و
أدﻟﺖ ﲝﺠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ و ﱂ ﻳﺸﺮ إﱃ اﻃﻼع اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳊﺠــﺔ و ﱂ
ﻳﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪه.
ـﺔ ﳌـﺪة ﺳـﺘﺔ و ﺣﻴﺚ إن ﻣﻘﺎل اﳌﺪﻋﻴﺔ و أن ﻛﺎن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﰲ اﻟﻨﻔﻘـ
أﺷﻬﺮ و اﻟﱵ ﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف درﻫﻢ إﻻ أن ﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮى ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧـﺰاع
آﺧﺮ ﻳﻮﺟﺐ إﺳﻘﺎط ﻫﺬه اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻼق ﰒ ﻧﺰاع آﺧـﺮ ﰲ
ﺳﺒﺐ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ و ﻫﻮ دﻋﻮى اﻻرﲡﺎع و اﻟﻜﻞ ﻃﻠﺒــﺎت ﻏـﲑ
ﳏﺪدة ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ أن ﻳﺘﻨﺎوﳍﺎ و ﻳﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻘﺾ و إﺑﻄﺎل اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف
ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺑﺘﺎرﻳﺦ 12ﺻﻔﺮ ﻋﺎم 1396ﻣﻮاﻓﻖ 23ﻳﱪاﻳﺮ 1976و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠــﻰ
ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ و ﻫﻲ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﻏﲑ اﳍﻴﺌﺔ اﻷوﱃ و ﺑﺮد اﳌﺒﻠــﻎ ﻟﺼﺎﺣﺒـﻪ و
ﺑﺘﺤﻤﻞ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺼﺎﺋﺮ.
و ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت اﶈﻜﻤﺔ إﺛﺮ اﳊﻜــﻢ اﳌﻄﻌـﻮن ﻓﻴـﻪ أو
ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ص 112 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺳﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ
ـﺎدة
ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴـ
:اﳊﺎج ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر ﻣﻘﺮرا ،أﲪﺪ ﺑﻨﺸﻘﺮون ،ﳏﻤــﺪ ﻋﺒـﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ ،ﳏﻤـﺪ
اﻟﻄﻴﱯ و ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨﺎب اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻟﻴﻮﺳﻔﻲ و ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒــﻂ
اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﻛﺪﻳﺮة .
ص 113 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻲ اﳌﺎدة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ص 114 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 73
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺎدس ﻳﻮﻧﻴﻪ 77
ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 54763
اﻟﻘﺎﻋﺪة
-إن دﻋﻮى اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻘﺎدم ﲟﻀﻲ ﺳﻨﺘﲔ ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﻘﺎم ﺿﺪ اﻟﻨــﺎﻗﻞ
اﳉﻮي ﻣﻦ ﻃﺮف ذوي ﺣﻘﻮق اﻟﻀﺤﻴﺔ.
ـﺆول ﻋـﻦ -أﻣﺎ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﱵ ﺗﻘﺎم ﺿﺪ اﻟﻨﺎﻗﻞ اﳌﺬﻛﻮر ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻐﲑ اﳌﺴـ
ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﻓﺘﺘﻘﺎدم ﻃﺒﻘــﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴـﺎت ﻇـﻬﲑ 28ﻳـﱪاﻳﺮ 63اﳌﺘﻌﻠـﻖ
ﲝﻮادث اﻟﺸﻐﻞ.
ص 115 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﺼﻠﺢ اﳌﺆرخ ﰲ 25ﻳﻨﺎﻳﺮ ) 63ﻣﻠﻒ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﻋﺪد 15.447ﳏﻜﻤــﺔ اﻟﺸـﻐﻞ
ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء( ﺣﺼﻠﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﺒﺎﺑﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﺻﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ و ﻧﻴﺎﺑــﺔ
ﻋﻦ ﳏﺎﺟﲑﻫﺎ ﳏﻤﺪ و ﳏﻤﺪ ﺳﺎﱂ و ﳏﻤﺪ ﲨﺎل و ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺮواﺗـﺐ
ـﻦ ﻇـﻬﲑ 27ﻳﻮﻧﻴـﻪ 1925اﳌﺘﻌﻠـﻖ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻮل 92و ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻣـ
ﲝﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﺗﺆدﻳﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻮﻓﻴﻨﻴﻜﺲ أﻛﺴﻴﺪ أن اﻟﱵ ﲢﻞ ﳏﻞ ﻣﺸـﻐﻞ
اﳍﺎﻟﻚ ،و ﺑﺘﺎرﻳﺦ 10ﺷﺘﻨﱪ 1963ﺳﺠﻠﺖ ﻟﺒﺎﺑﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒــﺪ اﻟـﺮزاق ﻋـﻦ ﻧﻔﺴـﻬﺎ
ـﺎﻟﺮواﺗﺐو ﻋﻦ ﳏﺎﺟﲑﻫﺎ اﻷرﺑﻌﺔ دﻋﻮى ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧﺲ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﳊﻜﻢ ﳍﻢ ﺑـ
ـﺲ أﻛﺴـﻴﺪان و اﻟﺸـﺮﻛﺔ اﳌﺸـﻐﻠﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ،ﰒ ﻣﺎرﺳﺖ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻮﻓﻴﻨﻴﻜـ
"ﺻﻮﻧﺎﺑﺎ" ﰲ ﻣﻘﺎل ﻣﺆرخ ﰲ 1964/10/27اﻟﺪﻋﻮى اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 173
ـﺰام ﺷـﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧـﺲ ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 12رﻣﻀﺎن 1382ﻣﻮاﻓﻖ 6ﻓﱪاﻳﺮ 1963ﻗﺼﺪ إﻟـ
ﺑﺄداﺋﻬﺎ ﳏﻞ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﰲ إﻃﺎر ﺣﻮادث اﻟﺸــﻐﻞ و ﻋﻠـﻰ
اﳋﺼﻮص دﻓﻊ رأﲰﺎل ﻟﻠﺮواﺗﺐ اﻟﱵ ﺗﺆدى ﻟﺬوي ﺣﻘﻮق ادرﻳﺲ ﺟﺴﻮس و إدﺧﺎل
ـﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧـﺲ ﺻﻨﺪوق اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻹﻳﺮاد ﰲ اﻟﺪﻋﻮى ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ،ﻓﺘﻤﺴﻜﺖ ﺷـ
ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 22ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴــﺎ ﻟﺴـﻨﺔ 1929اﻟـﱵ ﲢـﺪد ﻗﻴﻤـﺔ
ـﺐ ،وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﰲ 125.000ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺮﻧﺴﻲ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 65،5م م ﻣﻦ اﻟﺬﻫـ
ﺗﻌﺮض اﳌﺪﻋﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺑــﺎﳌﻐﺮب ،و ﺑﻌـﺪ اﻹﺟـﺮاءات
أﺻﺪرت اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺣﻜﻤﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 7ﻳﻮﻟﻴـﻮز
1969ﻗﻀﻰ ﺑﻀﻢ اﳌﻠﻔﺎت و ﺑﻘﺒﻮل دﻋﻮى ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ و ﺷــﺮﻛﺔ "ﺻﻮﻧﺎﺑـﺎ" و
ـﻮﰲ ﻓﻴـﻬﺎ ادرﻳـﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧﺲ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺣﺎدﺛﺔ 61/9/12اﻟﱵ ﺗـ
ـﺎﻟﺮواﺗﺐ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴـﺔ و ﺟﺴﻮس ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺰاوﻟﺘﻪ ﻟﻌﻤﻠﻪ ،و ﺑﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﺎوى اﳌﻘﺎﻣﺔ ﺑـ
ـﺎ
ﺑﺄن اﳌﻐﺮب ﻗﺒﻞ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ ﳌﻌﺎﻫﺪة ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 8ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1958و ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘـ
ﻟﻠﻔﺼﻞ 22ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻫﺪة اﳌﺬﻛﻮرة ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﳊﻜﻢ ﻋﻠــﻰ ﺷـﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧـﺲ
ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﳊﻘﺘﻪ وﻓﺎة ادرﻳﺲ ﺟﺴﻮس أن ﺗﺆدي ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻳﻔــﻮق اﻟﻘﻴﻤـﺔ
اﳌﻀﺎدة ﺑﺎﻟﺴﻜﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﳌﺒﻠﻎ 125000ﻓﺮﻧﻚ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻨﻘﺪﻳـﺔ
ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 65،5م م ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ،و ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧﺲ ﺑﺎﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎدة اﳊﺎﻟﻴـﺔ
ﺑﺎﻟﺪراﻫﻢ ﳌﺒﻠﻎ 125.000ﻓﺮﻧﻚ ذﻫﺒﻴﺔ و ﻫﻮ اﺳﱰداد اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﱵ ﺳﺒﻖ ﻣﻨﺤـﻬﺎ
ـﻞو ذﻟﻚ إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ ،و ﺑﺄن ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺮواﺗﺐ ﺳﻴﺒﻘﻰ دﻓﻌﻬﺎ ﺟﺎرﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺒـ
ﻟﻮﻓﻴﻨﻴﻜﺲ أﻛﺴﻴﺪان ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﲟﺤﻀﺮ اﳌﻮاﻓﻘﺔ اﳌﺆرخ ﰲ 25ﻳﻨــﺎﻳﺮ
،1963و ﺑﺮﻓﺾ ﻛﻞ ﻃﻠﺐ رام إﱃ ﻏﺎﻳﺔ أﺧــﺮى ،و ﺑﺈﻋﻄـﺎء ﺷـﻬﺎدة ﺑـﺎﳊﻀﻮر
ﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻹﻳﺮاد و ﺑﺘﺤﻤﻞ ﺷﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧﺲ اﻟﺼﻮاﺋﺮ ،ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﺷــﺮﻛﺔ
ـﺔ و ﺷـﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧﺲ ﻫﺬا اﳊﻜﻢ و ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺎل اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ أن ﻃﻠﺐ ورﺛﺔ اﻟﻀﺤﻴـ
ﻟﻮﻓﻴﻨﻴﻜﺲ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ 29ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ اﻟــﱵ ﲢـﺪد ﰲ
ـﺎوي 65,5م ﲨﻴﻊ اﳊﺎﻻت اﳌﺒﻠﻎ اﻷﻗﺼﻰ ﻟﻠﺪﺧﻞ ﺑـ 125.000ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﺴـ
م ك ذﻫﺒﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ 1.000/900و اﻟﱵ ﺣﺪدت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ إﱃ ﻣﺒﻠﻎ 250000ﻓﺮﻧﻚ ﺑﻨـﺎء
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻣﻴﺜﺎق ﻻﻫﺎي اﳌﺆرخ ﰲ 1951/9/25ﰒ أن اﻟﺪﻋﻮى ﻣﺘﻘﺎدﻣــﺔ
ص 116 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻌﺪم إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ داﺧﻞ ﺳﻨﺘﲔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ وﺻﻮل اﻟﻄﺎﺋﺮة إﱃ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ أو اﻟﺘــﺎرﻳﺦ
اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺋﺮة أن ﺗﺼﻞ ﻓﻴﻪ أو وﻗﻮف اﻟﺘﻨﻘﻞ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺼــﻞ
29ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ و ﲟﺎ أن اﳊﺎدﺛﺔ وﻗﻌﺖ ﻳــﻮم 1961/9/12و اﳌﻘـﺎل ﱂ
ﻳﻮﺿﻊ إﻻ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1964/10/30اﻟﺘﻤﺴﺖ اﳊﻜﻢ ﺑﺴﻘﻮط ﻃﻠﺐ ﺷــﺮﻛﺔ ﻟﻮﻓﻴﻨﻴﻜـﺲ
ـﺲ ﺟﺴـﻮس أﻛﺴﻴﺪان ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻘﺎدم و ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل ﻃﻠﺐ ذوي ﺣﻘﻮق اﻟﺴﻴﺪ ادرﻳـ
ﻟﻜﻮن ﳎﻤﻮع اﻟﺮواﺗﺐ اﻟﱵ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺸﻐﻞ ﺗﻔﻮق اﳌﺒﻠﻎ اﻷﻗﺼـﻰ
ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﲢﻤﻴﻠﻬﻢ اﻟﻄﺎﺋﺮة و ﺑﻌﺪ اﻹﺟﺮاءات ﺣﻜﻤــﺖ ﳏﻜﻤـﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف
ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﻳﻮﻟﻴﻮز 1974ﺑﻘﺒﻮل اﻻﺳــﺘﺌﻨﺎف ﺷـﻜﻼ و ﰲ اﳌﻮﺿـﻮع
ﺑﺮﻓﺾ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم و ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺑﺘﺤﻤﻞ اﳌﺴﺘﺄﻧﻔﺔ اﻟﺼﺎﺋﺮ ﺑﺎﻧﻴــﺔ
ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن أﺣﻘﻴﺔ اﳌﺪﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﻄﻠﺐ ﻻ ﻳﺒﺘﺪئ إﻻ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺻــﺪور ﳏﻀـﺮ
اﻟﺼﻠﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻠﺐ ﻗﺪم داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ و ﻻزال ﱂ ﻳﻨﺼــﺮم ﻋﻠﻴـﻪ
أﻣﺪ اﻟﺘﻘﺎدم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪﻓﻮع اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺔ و ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠــﻰ
ﺻﺤﺔ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ.
ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﰲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ﲞــﺮق
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻠﲔ 24و 29ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ.
ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر ﺻﺮح ﺑﻘﺒﻮل دﻋﻮى اﳋﺼﻮم ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ أن ﺳﻘﻮط اﳊﻖ
ﺗﻜﻮن ﺑﺪاﻳﺘﻪ ﻫﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﺪم اﻟﺼﻠﺢ ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﻔﺼﻞ 24ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴــﺎ
ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻛﻞ دﻋﻮى ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻷي ﺳﺒﺐ ﻛﺎن ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﻘـﺎدم إﻻ
ﺣﺴﺐ اﻟﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة و ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﻔﺼــﻞ 29
ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﳚﺐ أن ﺗﺘﻘﺎدم اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺴــﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻌـﺪ
ـﻮماﻧﺼﺮام أﺟﻞ ﻋﺎﻣﲔ اﺛﻨﲔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻤﻜﺎن اﳌﻘﺼﻮد أو ﻣﻦ اﻟﻴـ
ـﺔ اﺑﺘـﺪاء ﻣـﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﺗﺼﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻄﺎﺋﺮة أي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬه اﻟﻨﺎزﻟـ
ﺗﺎرﻳﺦ 12ﺷﺘﻨﱪ .1961
ﺣﻴﺚ إن اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ اﻧﻀﻤﺖ ﳌﻌﺎﻫﺪة ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴــﺎ ﲟﻘﺘﻀـﻰ اﻟﻈـﻬﲑ
اﻟﺸﺮﻳﻒ اﳌﺆرخ ﰲ 8ﻳﻨﺎﻳﺮ .1958
و ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻔﺼﻞ 24ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻛﻞ دﻋــﻮى ﻣـﻦ
أﺟﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻷي ﺳﺒﺐ ﻛﺎن ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﻘﺎدم إﻻ ﺣﺴﺐ اﻟﺸﺮوط اﳌﻨﺼــﻮص
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻔﺼﻞ 29ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﳛﺪد ﰲ ﻋــﺎﻣﲔ اﺛﻨـﲔ ﳑﺎرﺳـﺔ
اﳊﻖ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻤﻜﺎن اﳌﻘﺼﻮد أو ﻣﻦ اﻟﻴــﻮم
اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﺗﺼﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻟﺬﻟﻚ اﳌﻜﺎن.
ـﺔو ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أن اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﳊﺎدﺛـ
ﰲ ﻳﻮم 1961/9/12أي ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣــﻦ اﳌﻘـﺮر أن ﺗﺼـﻞ ﻓﻴـﻪ ﻟﻠﻤﻜـﺎن
اﳌﻘﺼﻮد.
ص 117 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺎﻣﲔ اﳌﻨﺼـﻮص ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 29 و ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪاﻳﺔ أﺟﻞ اﻟﻌـ
اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﳑﺎرﺳﺔ اﳊﻖ ﺑﺸﺄن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﺼﺎدف اﻟﺼﻮاب ﻋﻨﺪﻣــﺎ اﻋﺘـﱪ ﺑﺪاﻳـﺔ
اﻷﺟﻞ اﳌﺬﻛﻮر ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﳏﻀﺮ اﻟﺼﻠﺢ اﻟﺬي ﻫﻮ 25ﻳﻨﺎﻳﺮ 1963ردا ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓــﻊ
اﳌﺜﺎر ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺸﺄن ﺳﻘﻮط اﳊﻖ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻘــﺎدم ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﺪﻋـﻮى
ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ و اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺸﻐﻠﺔ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ .1964/10/27
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﺪﻋﻮى اﳌﻘﺎﻣﺔ ﺑﺸﺄن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺳــﺠﻠﺖ ﻣـﻦ ﻃـﺮف ذوي
ﺣﻘﻮق اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸــﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎرﺿـﺔ ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 10ﺷـﺘﻨﱪ 1963ﻛﻤـﺎ ورد ﰲ
ﺗﻨﺼﻴﺼﺎت اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻗﺪ أﻗﻴﻤــﺖ داﺧـﻞ أﺟـﻞ اﻟﻌـﺎﻣﲔ
اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 29ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ.
ـﻰ اﻟﺸـﺮﻛﺔ و ﺣﻴﺚ إن دﻋﻮى ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻮﻓﻴﻨﻴﻜﺲ أﻛﺴﻴﺪان اﳌﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠـ
ـﻬﲑ 6ﻓـﱪاﻳﺮ 1963ﻻ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1964/10/27ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﻔﺼﻞ 173ﻣﻦ ﻇـ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻋﻮى اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﻣﺎرﺳﻬﺎ ذوو ﺣﻘﻮق اﳍﺎﻟﻚ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﶈــﺪد ﰲ
اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺳﻮﻓﻴﺎ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﲣﻀـﻊ ﰲ اﻟﺘﻘـﺎدم ﳌـﺎ ﻧﺼـﺖ ﻋﻠﻴـﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ
اﳌﺬﻛﻮرة.
ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
و ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﺧﺮق اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﻳﺼﺮح ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل ﻃﻠﺐ ورﺛﺔ اﳌﺮﺣﻮم ادرﻳـﺲ
اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ إﻳﺮاد ﺗﻜﻤﻴﻠﻲ ﻟﻺﻳﺮاد اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺬي ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ.
ذﻟﻚ "أن ﳎﻤﻮع ﻣﺒﻠﻎ اﻹﻳﺮادات اﻟﺬي ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻔﻮق أﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻟﻠـﱰﻣﻴﻢ
اﶈﺪد ﰲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺻﻮﻓﻴﺎ اﳌﺨﺼﺺ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﳉﻠﻲ و اﳌﻨﻄﻘـﻲ
ﺧﺼﻮﺻﺎ و أن اﻟﻘﻀﺎة اﻷوﻟﲔ ﻗﺪ ﺑﺘﻮا ﰲ ﻫﺬا اﳌﻀﻤﺎر ﻓﺈن ﻃﻠﺐ اﻹﻳﺮاد اﻟﺘﻜﻤﻴﻠـﻲ
ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة" .
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﻀﻰ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﻟﺬي ﺣﻜــﻢ
ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ اﻳﺮﻓﺮاﻧﺲ ﺑﺄداء ﳎﻤﻮع اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﰲ ﺣﺪود ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺼـﻞ 22
ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎرﺳﻮﻓﻴﺎ و ﻫﻮ ﻣﺒﻠﻎ 25.000ﻓﺮﻧﻚ ذﻫﺒﻴﺔ دون أﻳﺔ زﻳﺎدة ﺧﻼﻓــﺎ ﳌـﺎ
زﻋﻤﺘﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ص 118 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﺑﻬﺎ :ﳏﻤﺪ ﻋﺒــﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ
ـﺎبﻣﻘﺮرا ،ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر اﻻﺧﺼﺎﺻﻲ ،ﻋﻤﺮ اﳌﻌﺪاﱐ ،أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ و ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨـ
اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ ،و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﳊﺎج ﳏﻤـﺪ
اﻛﺪﻳﺮة.
ص 119 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 170
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 17ﻳﻮﻟﻴﻮز 1972ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 37025
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤﺔ ﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳌﺨﻮﻟﺔ ﳍــﺎ ﳌـﺎ اﻋﺘـﱪت أن
اﻷﺧﻄﺎء اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﱂ ﺗﺜﺒﺖ ﰲ ﺣﻘﻪ و أن ﻓﺼﻠﻪ ﻋــﻦ اﻟﻌﻤـﻞ ﻛـﺎن
إﺟﺮاءا ﺗﻌﺴﻔﻴﺎ.
ص 120 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ :
ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ )إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻨــﺎﻇﻮر
ﰲ 25ﻣﺎي (1971أن اﻟﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺻﺎﱀ اﳍﺎدي ﻃﻠﺒﺖ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﺳـﻴﻒ
اﻟﺮﻳﻒ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺛﺎﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1952إﱃ أن ﻓﺼﻠﺘﻬﺎ ﰲ ﺛــﺎﻣﻦ
ـﺮدأﻛﺘﻮﺑﺮ – 1967ﺑﺈرﺟﺎﻋﻬﺎ إﱃ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﲤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﺮﺗﻬﺎ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄـ
إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ و أﺟﺎﺑﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄن ﺳﺒﺐ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻫـﻮ
اﻋﺘﺪاؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎل اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ ﺑﺮﻣﻴﻬﻢ ﺑﺎﳊﺠﺎرة و ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺳﺘﻤﻌﺖ اﶈﻜﻤــﺔ
ـﻮى ﻓﺎﺳـﺘﺄﻧﻔﺖ إﱃ ﺷﻬﺎدة اﺛﻨﲔ ﻣﻦ ﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺣﻜﻤﺖ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﺪﻋـ
ـﻢ اﻷول و ﻗﻀـﺖ اﳌﺪﻋﻴﺔ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻟﺪى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻨﺎﻇﻮر اﻟﱵ أﻟﻐﺖ اﳊﻜـ
ـﺄداء ﲨﻴـﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺈرﺟﺎع اﳌﺪﻋﻴﺔ إﱃ ﻋﻤﻠﻬﺎ و ﺑـ
أﺟﻮرﻫﺎ ﻋﻦ اﳌﺪة اﻟﱵ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼ ﻋﻤﻞ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗــﺎرﻳﺦ ﻓﺼﻠـﻬﺎ إﱃ ﺗـﺎرﻳﺦ
اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.
و ﺣﻴﺚ إن ﻃﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺗﻨﻌﻰ ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﺣﺮﻣﺎن اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣــﻦ
ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻌﻤﻞ داﺧﻞ أوراﺷﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﳌﱪرة ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻘـﺾ و
اﻟﱵ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﺼﻞ 13ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺆﺳﺲ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ.
وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻘﻴﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ :
ـﻮل 5و 6ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﺗﻌﻴﺐ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﲞﺮق اﻟﻔﺼـ
ﻇﻬﲑ 23أﻛﺘﻮﺑﺮ 1948و 440ﻣﻦ ق ع و ل و ﲟﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﻟﻌﻘﻮد و اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت
و اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ .ذﻟﻚ أﻧﻪ اﻋﺘﱪ ﻓﺼﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ )اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺾ( ﺗﻌﺴــﻔﻴﺎ
ﻣﻊ أن اﻟﻔﺼﻞ 6اﶈﺘﺞ ﺑﻪ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺬي أﺧﻄﺄ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﺑـﺎﳌﺲ
ـﺚ رﺳـﺎﻟﺔ ﲝﺮﻳﺔ اﻟﺸﻐﻞ أو ﺑﺎﳌﻀﺎرﺑﺔ …اﱁ ﺑﺎﻟﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ اﻋﺘﱪ ﺑﻌـ
اﻟﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﺟﺒﺔ ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 1948ﻳﻨﺺ ﻋﻠــﻰ
ﻋﺪم ﺿﺮورة ﺗﻮﺟﻴﻪ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎء اﻟﱵ ﻳﻨــﺺ
ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺬﻛــﻮر .و أن اﳊﻜـﻢ اﳌﻄﻌـﻮن ﻓﻴـﻪ ﺣـﲔ ﺟـﺮد اﻟﺼـﻮرة
اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻷﺧﻄﺎر ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻮة إﺛﺒﺎﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﺧﺮق اﻟﻔﺼﻞ 440اﶈﺘﺞ ﺑﻪ
ـﻪ ﻻ ﻳﻮﺟـﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻹﺛﺒﺎت اﻟﺼﻮر دون أن ﳚﺮدﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻮة .و أﻧـ
أي ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻬﺎدة ﻟﺼﺎﱀ اﻷﺟﲑ أو رب اﻟﻌﻤﻞ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﺪ اﻋﺘﱪ ﰲ ﻧﻄﺎق ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳌﺨﻮﻟﺔ
ـﺈن ﻓﺼﻠـﻬﺎ ﻋـﻦ ﻟﻪ أن اﳋﻄﺄ اﳌﻨﺴﻮب إﱃ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ و أﻧﻪ ﻧﻈﺮا ﻟﺬﻟﻚ ﻓـ
اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎن ﻓﺼﻼ ﺗﻌﺴﻔﻴﺎ و أن ﻣﺎ ﻋﻠﻞ ﺑﻪ اﳊﻜــﻢ اﳌﻄﻌـﻮن ﻓﻴـﻪ رده ﻟﺸـﻬﺎدة
اﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ اﳌﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴــﻬﻤﺎ اﺑﺘﺪاﺋﻴـﺎ ﻣـﻦ )ﻋـﺪم ﲢﺪﻳﺪﻫـﺎ ﻟﺘـﺎرﻳﺦ اﻻﻋﺘـﺪاء
و ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﳎﺮد اﻟﺴﻤﺎع( ﻛﺎف ﰲ دﻓﻌﻬﺎ اﻷﻣــﺮ اﻟـﺬي ﻳﻌﺘـﱪ ﻣﻌـﻪ اﻻﻋﺘـﺪاد
ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺸﻬﻮد ﳍﺎ أﻣﺮا زاﺋﺪا ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻄﻮق اﳊﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘـﱪ
زاﺋﺪة ﻋﻠﻞ اﳊﻜﻢ اﻷﺧﺮى اﳌﺴﺘﻨﻔﺪة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻄﺎﻋﻦ.
ص 121 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﻦ ﺷـﻘﺮون ،اﳊـﺎج اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :أﲪﺪ ﺑـ
ﳏﻤﺪ اﻟﻔﻼح ،ﳏﻤﺪ اﳉﻴﺪي ،ﻋﻤﺮ اﳌﻌﺪاﱐ و ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨــﺎب اﶈـﺎﻣﻲ اﻟﻌـﺎم
ﻣﻮﻻي ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﻠﻮي ،و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺰام ﳏﻤﺪ.
ص 122 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘـﺮار رﻗﻢ 36
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 21ﻣﺎرس 77ﰲ اﳌﻠﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رﻗﻢ 55798
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻦإن اﻟﻔﺼﻞ 316ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن اﻹﻳﺮادات ﺗﺆدى ﻣـ
ﻃﺮف ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن إذا ﱂ ﻳﻘﻢ اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﰲ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻓﺼﻔــﺔ
اﻟﻀﻤﺎن ﺛﺎﺑﺘﺔ ﳍﺬا اﻟﺼﻨﺪوق ﲝﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻐﻞ أو ﻣﺆﻣﻨﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺑﺄداء إﻳﺮاد ﻳﺘﻀﻤــﻦ اﳊﻜـﻢ ﻋﻠﻴـﻪ
ﺑﺈﻳﺪاع رأس اﳌﺎل اﳌﻜﻮن ﳍﺬا اﻹﻳﺮاد.
ص 123 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
10ﰲ اﳌﺎﺋﺔ .و أﺟﺎب اﳌﺸﻐﻞ ﻣﺆﻛﺪا أن ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻮرﻳــﺎن و ﻻﺳـﲔ ﺗﺆﻣـﻦ
ـﺄﻣﲔ اﳌﺬﻛـﻮرة رﻏـﻢ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ و ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم ﺣﻀﻮر ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘـ
ﺗﻮﺻﻠﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺪﻋﺎء ﻗﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻐﻞ ﻣــﻊ ﺣﻠـﻮل ﺷـﺮﻛﺔ اﻟﺘـﺄﻣﲔ
اﳌﺬﻛﻮرة ﳏﻠﻪ ﺑﺄن ﻳﺆدي ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ إﻳﺮادا ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻗﺪره 280درﻫﻤﺎ اﺑﺘــﺪاء ﻣـﻦ 31
ﻣﺎرس . 1964ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ذﻟﻚ اﳊﻜﻢ دون أن ﺗﻄﺎﻟﺐ ﲝﻀــﻮر
ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن ﻃﺎﻟﺒﺔ إﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﻋﻤﺎل اﳌﺸﻐﻞ ﻋــﻦ
اﳊﻮادث اﻟﱵ ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ و ﻗﺪ أﺟﺎب اﻟﻀﺤﻴﺔ ﺑﺄن اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻏــﲑ ﻣﻘﺒـﻮل ﺷـﻜﻼ
ﻟﻜﻮن ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن ﳊﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى ﻛﻤﺎ أﺟﺎب اﳌﺸــﻐﻞ
ـﺎء
ﻣﺮﻓﻘﺎ ﺟﻮاﺑﻪ ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺘﺄﻣﲔ رﻗﻢ 67248/32ﻓﻘﻀﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺒﻴﻀـ
ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻐﻞ ﻣﻦ إﻳﺮاد و ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀـﻰ
ﺑﻪ ﻣﻦ إﺣﻼل ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﺘـﺄﻣﲔ ﻟﻮرﻳـﺎن و ﻻﺳـﲔ ﳏﻠـﻪ ﰲ أداء اﶈﻜـﻮم ﺑـﻪ
و ﺣﻜﻤﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺈﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﻌﻠﺔ أن وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ إﳕــﺎ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻃﺮادﻳﺮ رﻗﻢ 3970/41ﰲ إﺳﻢ ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ أﲪــﺪ و
اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻴﻠﻮد ﺑﻦ أﲪﺪ.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻌﻦ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﰲ اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﲞــﺮق ﻗـﺎﻋﺪة ﻣﺴـﻄﺮﻳﺔ
أﺿﺮت ﺑﺄﺣﺪ اﻷﻃﺮاف و ﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻠﲔ 335و 342ﻣﻦ ق م م ذﻟــﻚ
ـﺔأﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﳌﻠﻒ و ﻻ ﺑﻨﺴﺨﺔ اﳊﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻷﻃﺮاف و ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻـ
ﻣﻜﺘﻮﺑـ
ﺎ اﻟﻌﺎرض ﺑﻠﻎ إﻟﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﳌﻠﻒ أن ﻫﻨﺎك ﺗﻘﺮﻳﺮا
و أﻧﻪ ﺗﻠﻰ أو وﻗﻊ اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ ﺗﻼوﺗﻪ و ﱂ ﻳﺘﻌﺮض اﻷﻃﺮاف و أن ﻣــﺎ ورد ﺑـﺎﳊﻜﻢ
ﻣﻦ ﺗﻼوة ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﳎﺮد ﳕﻮذج ﻣﻄﺒﻮع و ﻻ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣـﺎدام ﳐﺎﻟﻔـﺎ
ﻟﻠﻮاﻗﻊ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ إن ﻋﺪم ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻗﺮار اﻟﺘﺨﻠﻲ ﱂ ﻳﺘﻀﺮر ﻣﻨﻪ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﻟـﺬي
ﺑﻘﻰ ﻣﺘﻤﺘﻌﺎ إﱃ ﺣﲔ وﺿﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪاوﻟﺔ ﲝﻖ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﺎ ﻟﺪﻳــﻪ ﻣـﻦ دﻓـﻮع و
ﻣﺴﺘﻨﺘﺠﺎت و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﳛﺮر ﰲ ﳕــﻮذج و أﻧـﻪ
ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻼوة اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﺴﺒﺐ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻮﺟـﻪ
و ﻫﻮ ﰲ اﻟﻮﺟﻪ اﻷول ﻏﲑ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﱐ ﺑﻮﺟﻬﻴﻪ :
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻠﻮب ﻧﻘﻀﻪ ﺑﻌﺪم ارﺗﻜــﺎزه ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس
ﻗﺎﻧﻮﱐ أو اﻧﻌﺪام اﳌﻮﺟﺒﺎت و ﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 50ﻣﻦ ق م م و اﻟﺘﻨـﺎﻗﺾ و
اﻻﺿﻄﺮاب ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ أي ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﲤﻜﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻌﻠــﻞ
ـﻲﺗﻌﻠﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻧﺎﻗﺺ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ .و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋـ
ﻗﻀﻰ ﺑﺈﻳﺮاد ﻣﺒﻠﻐﻪ 280درﻫﻤﺎ و أن اﳊﻜﻢ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﰲ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ ورد ﻓﻴـﻪ أن
اﻹﻳﺮاد اﶈﻜﻮم ﺑﻪ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺎ ﻫﻮ 720درﻫﻤﺎ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻧﺺ ﻋﻠﻰ أﻧــﻪ ﺻـﺪر ﺑﻨـﺎء ﻋﻠـﻰ
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻇﻬﲑ 6ﻳﱪاﻳﺮ . 1963و أﻧﻪ ﻋﻠﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳــﺪ ﻣـﻦ إﺧـﺮاج
ص 124 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺎﺣﻨﺔ ﻻﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﻜﻮن وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﺷـ
ﺑﺘﺄﻣﲔ ﻋﻤﺎل اﳌﺸﻐﻞ .و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن ﻣﺒﻠﻎ اﻹﻳﺮاد اﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﺑﻪ اﳊﻜــﻢ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻫﻮ 280درﻫﻤﺎ و أن ﻣﺎ ورد ﰲ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳊﻜﺎﻳــﺔ
ﻣﻦ أن اﳊﻜﻢ اﻷول ﻗﻀﻰ ﺑﺈﻳﺮاد ﻗﺪره 720درﻫﻤﺎ إﳕﺎ ﻫﻮ ﳎﺮد ﻏﻠﻂ ﻣﺎدي اﻷﻣـﺮ
اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﺴﺒﺐ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﰲ وﺟﻬﻪ اﻷول و ﻏﲑ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس ﰲ
وﺟﻬﻪ اﻟﺜﺎﱐ.
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺐ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﲞﺮق اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟﺪاﺧﻠـﻲ و
ـﱪاﻳﺮ 1963ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﻗﻀـﻰ ﻋﻠـﻰ ﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 316ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 6ﻳـ
ـﺐ أن ﻳﻜـﻮن اﻟﻌﺎرض ﺑﺄداء إﻳﺮاد ﻋﻤﺮي دون أن ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن اﳊﻜﻢ ﳚـ
ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﲟﺤﻀﺮه .و أﻧﻪ ﻋﻤﻼ ﲟﻘﺘﻀﻴــﺎت اﻟﻔﺼـﻞ
اﳌﺬﻛﻮر و ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن اﳋــﺎص ﺑﺎﳌﺼـﺎﺑﲔ ﲝـﻮادث اﻟﺸـﻐﻞ
ـﻪ ﱂ ﻳـﺄﺧﺬﻳﻀﻤﻦ أداء اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ أو اﻟﻮﻓﺎة و أن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـ
ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺻﻔﺔ اﻟﻀﻤﺎن ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﺼﻨﺪوق اﳌﺬﻛﻮر و أن اﳌﺸــﻐﻞ ﻻ ﳛﻜـﻢ
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄداء اﻹﻳﺮاد و ﻟﻜﻦ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻳﺪاع رأس اﳌﺎل اﳌﻜﻮن ﻟﻺﻳﺮاد.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻔﺼﻞ 316اﶈﺘﺞ ﺑﻪ إﳕﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن أداء اﻹﻳﺮادات ﻳﺒﺎﺷـﺮ
ﻣﻦ ﻃﺮف ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن إذا ﱂ ﻳﻘﻢ اﳌﺆاﺟﺮون اﳌﺪﻳﻨﻮن ﺑﺎﻹﻳﺮادات ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ
ﺣﻠﻮل اﻷﺟﻞ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻨﻪ أن ﺻﻔﺔ اﻟﻀﻤﺎن اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺼﻨــﺪوق اﳌﺬﻛـﻮر
ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﻪ .و أن اﻟﻔﺼﻞ 317و ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻇــﻬﲑ 1963/2/6إﳕـﺎ
ـﻰ اﳌﺸـﻐﻞ أو ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺼﻨﺪوق اﳌﺬﻛﻮر و ﲢﻮﻳﻠﻪ و أن اﳊﻜﻢ ﻋﻠـ
ﻣﺆﻣﻨﻪ ﺑﺄداء اﻹﻳﺮاد ﻳﺘﻀﻤﻦ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻳﺪاع رأس اﳌﺎل اﳌﻜﻮن ﻟﻺﻳﺮاد اﶈﻜـﻮم
ـﻴﻠﺔ
ﺑﻪ ﻃﺒﻖ ﻣﺎ ﻳﻘﺮره اﻟﻔﺼﻞ 187ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺬﻛﻮر اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳـ
ﻏﲑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ .
ـﺔو ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ ﻻﻓﻴﺠــﲑي ﺑﺎﻟﺮﺑـﺎط و ﻛـﺎﻧﺖ
ـﺎﰐ و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ :اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﳏﻤﺪ اﳉﻨـ
أﲪﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻘﺮرا ،ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر ،ﻋﻤﺮ اﳌﻌــﺪاﱐ ،ﳏﻤـﺪ ﻋﺒـﺎس اﻟـﱪدﻋﻲ و
ـﺮﱘ اﻟـﻮزاﱐ ،و ﲟﺴـﺎﻋﺪة ﻛـﺎﺗﺐ ﲟﺤﻀﺮ ﺟﻨﺎب اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜـ
اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺟﺪﻳﺮة.
ص 125 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻲ اﳌﺎدة اﻹدارﻳﺔ
ص 126 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 345
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 4ﻏﺸﺖ 78ﰲ اﳌﻠﻒ اﻹداري رﻗﻢ 54269
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻞ
اﺣﺘﻼل اﻹدارة ﳌﻠﻚ اﻟﻐﲑ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺨﺬ اﻟﻘﺮار ﺑﺎﻻﺣﺘﻼل اﳌﺆﻗﺖ ﻫﻮ ﻋﻤـ
ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺻﺒﻐﺔ اﻋﺘﺪاء وﻗﺖ إﳒﺎزه.
ص 127 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺎرﻳﺦ 20
ﻣﻘﻬﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪي ﳝﻠﻚ اﻟﻄﻴﺐ ﺑﻦ اﳌﻔﻀﻞ ﺑﻮﻋﻴﺎد أﺻﻠﻪ اﻟﺘﺠﺎري و أﻧﻪ ﰲ ﺗـ
ﻏﺸﺖ 1965ﺻﺪر ﻗﺮار ﺑﺎﻻﺣﺘﻼل اﳌﺆﻗﺖ ﻋﻦ وزﻳﺮ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ و أن اﻟﻄﻴﺐ ﺑﻮﻋﻴـﺎد
ـﺎس ﰲ ﺗـﺎرﻳﺦ 26ﻳﻮﻟﻴـﻮز اﳌﺬﻛﻮر ﻗﺎم ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ دﻋﻮى ﻟﺪى اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻔـ
1965ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺆﻗﺖ ﻗﺪره ﰲ ﻋﺸﺮة آﻻف درﻫﻢ و اﳊﻜﻢ ﺑــﺈﺟﺮاء
ﺧﱪة ﻗﺼﺪ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ و ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻓﺎﺗــﻪ ﻣـﻦ أرﺑـﺎح
ﺧﻼل اﻟﻔﱰة اﳌﱰاوﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ اﺣﺘﻼل ﳏﻠﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺪوﻟﺔ ﻳﻮم ﺧﺎﻣﺲ أﻛﺘﻮﺑــﺮ
1961و ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪور اﻟﻘﺮار اﻟﻮزﻳﺮي اﳌﺆرخ ﰲ 20ﻏﺸﺖ 1965اﻟﺬي أﻋﻄﻰ ﺻﻔـﺔ
ـﻚ اﳌﺮﻳﻨﻴـﲔ ﻓﺎﺳـﺘﺠﺎﺑﺖ اﳌﺸﺮوﻋﻴﺔ ﻻﺣﺘﻼل أﺻﻠﻪ اﻟﺘﺠﺎري اﳌﻮﺟﻮد ﺿﻤﻦ ﻣﻠـ
ـﺎرتاﶈﻜﻤﺔ ﻟﻄﻠﺒﻪ و ﺣﻜﻤﺖ ﻟﻪ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ إﲨﺎﱄ ﻗﺪره 17612,50درﻫﻤﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺛـ
ـﻞ ﻫـﺬه اﻟﺪﻋـﻮى إﻻ ﰲ إﻃـﺎر اﻟﺪوﻟﺔ اﻧﺘﺒﺎه اﶈﻜﻤﺔ إﱃ أﻧﻪ ﻻ ﳚﻮز اﻟﺒﺖ ﰲ ﻣﺜـ
ـﺮار
اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺆرخ ﰲ 3أﺑﺮﻳﻞ 1951اﳋﺎص ﺑﻨﺰع اﳌﻠﻜﻴﺔ و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺻﺪر ﻗـ
ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﰲ ﻣﺒﺪﺋﻪ.
و ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺐ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺧﺮﻗــﻪ ﳌﻘﺘﻀﻴـﺎت
اﻟﻔﺼﻞ 15ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺆرخ ﰲ 3أﺑﺮﻳﻞ 1951ﰲ ﺷﺄن ﻧﺰع اﳌﻠﻜﻴــﺔ و اﻻﺣﺘـﻼل
اﳌﺆﻗﺖ و ﻛﺬا اﻟﻔﺼﻠﲔ 50و 345ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ذﻟــﻚ ﻷﻧـﻪ ﻣﻨـﺢ
ـﻪ ﻻ ﳝﻜـﻦ اﳊﻜـﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻟﻠﻤﻄﻠﻮب ﰲ اﻟﻨﻘﺾ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﻄﺮة ﻋﺎدﻳﺔ ﰲ ﺣﲔ أﻧـ
ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻧﺰع اﳌﻠﻜﻴﺔ إﻻ ﰲ إﻃﺎر اﻷﺣﻜﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺸــﺎر
ـﺎت اﳋﺎﺻـﺔ ﻟﻠﺤﺴـﺎب اﻟﻮاﺟـﺐ إﻟﻴﻪ أﻋﻼه و اﻟﺬي ﳛﺪد ﲢﺪﻳﺪا دﻗﻴﻘﺎ اﻟﱰﺗﻴﺒـ
اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤﺔ اﳌﻠﻚ اﳌﻨﺘﺰع.
ـﺎد ﺗﻘـﺪم ﺑﺪﻋـﻮاه ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ دراﺳﺔ اﳌﻠﻒ أن اﻟﻄﻴﺐ ﺑﻮﻋﻴـ
ـﻪ اﻟﺘﺠـﺎري ﻣﻨـﺬ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﱵ اﺣﺘﻠﺖ أﺻﻠـ
ـﻞ ﺻـﺪور اﻟﻘـﺮار ﺧﺎﻣﺲ أﻛﺘﻮﺑﺮ 1961و ﻗﺪ ﺳﺠﻞ ﻃﻠﺒﻪ ﻳﻮم 26ﻳﻮﻟﻴﻮز 1965ﻗﺒـ
ﺑﺎﻻﺣﺘﻼل اﳌﺆﻗﺖ اﻟﺬي ﱂ ﻳﺘﺨﺬه وزﻳﺮ اﻟﺴــﻴﺎﺣﺔ إﻻ ﰲ ﺗـﺎرﻳﺦ 20ﻏﺸـﺖ 1965
ﻓﻜﺎن ﺑﻮﻋﻴﺎد ﳏﻘﺎ ﰲ ﺗﺴﺠﻴﻞ دﻋﻮاه ﰲ ﻧﻄﺎق اﳌﺴﻄﺮة اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ
إﳒﺎزﻫـ
ﺎ ﻋﻤﺎ ﳊﻘﻪ ﻣﻦ أﺿﺮار ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺎ ﺻﻔﺔ اﻋﺘﺪاء ﻣﺎدي وﻗﺖ
ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺪون أﺳﺎس.
و ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ـﺎﻧﻮن
و ﺣﻴﺚ ﻳﺆاﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺧﺮﻗﻬﺎ ﻟﻠﻔﺼﻠﲔ 50و 345ﻣﻦ ﻗـ
اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ و ﻋﺪم ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻗﺮارﻫﺎ ذﻟﻚ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ اﻗﺘﺼﺮت ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎدﻗــﺔ
ـﻦ اﻠـﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳋﱪاء ﻣﻔﺮح و ﺑﻨﻮﻧﺔ و اﻟﻌﺒﺪﻻوي دون إﻋﻄﺎء ﺷﺮح ﳝﻜـ
اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﳑﺎرﺳﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ رﻏﻢ ﻣﺎ وﺟﻬﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎدات ﺣﻮل اﻟﻄــﺮق اﻟـﱵ
أﳒﺰت ﻓﻴﻬﺎ اﳋﱪة و اﻷﺧﻄﺎء اﳊﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟﱵ اﺣﺘﻮت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳋﺎﻃﺌﺔ اﻟـﱵ
ـﺪر ﻋﻠـﻰ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺼﺮا ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﺤﺴﺎب اﻟﺮﺑﺢ اﻟﺴﻨﻮي اﳌﻘـ
أﺳﺎس اﻟﺪﻓﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ اﻟﺴﻨﻮي و ﻋﺪم ﺧﺼﻢ اﳌﺼﺎرﻳﻒ ﻣﻦ اﳌﺪاﺧﻴﻞ اﻹﲨﺎﻟﻴــﺔ
اﱁ…
ص 128 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﻠﻄﺔ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺼـﺪد ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻗﺪرت ﲟﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳـ
ـﻰ ﻧﻈﺮﻳـﺔ اﳋـﱪاء ﻣﺪى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻘﺮرت اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠـ
ﻣﻌﻠﻠﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺑﻜﻮن ﺧﱪﺗﻬﻢ "ﺟﺎءت ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﲟﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻀﺮر اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻟﻪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺻﻞ اﻟﺘﺠــﺎري
ـﻮن ﻗـﺪ أو ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪة اﻟﱵ ﺣﺮم ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻼل أﺻﻠﻪ اﻟﺘﺠﺎري" و ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜـ
ﺗﺒﻨﺖ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ و اﻟﺘﻌﻠﻴﻼت اﻟﻮاردة ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳋــﱪة و ﱂ ﺗﻜـﻦ ﻣﻠﺰﻣـﺔ ﺑﺘﺘﺒـﻊ
اﳌﺴﺘﺄﻧﻔﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﺣﻲ أﻗﻮاﳍﺎ ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ و ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻣﻜﺴــﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ :ﻋﺒـﺪ اﻟﻠﻄﻴـﻒ
اﻟﺘﺎزي ،و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي ،و ﻋﺒــﺪ اﻟﻜـﺮﱘ اﳊﻤﻴـﺎﱐ ﺧﺘـﺎت ،و ﳏﻤـﺪ ﻋﺠـﺮود،
ـﻂ و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﳌﺬﻛﻮري و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒـ
ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 129 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 205
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 22ﻳﻮﻧﻴﻪ 79ﰲ اﳌﻠﻒ اﻹداري رﻗﻢ 53148
اﻟﻘﺎﻋﺪة
-ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 23ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﳌﻠﻜﻲ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺛــﺎﱐ ﻓـﱪاﻳﺮ 67
ﻓﺈن وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﻣﻘﻴﺪة ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﱵ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺑــﻬﺎ
وﻟﻮج ﺳﻠﻚ اﳌﺘﺼﺮﻓﲔ اﳌﻘﺘﺼﺪﻳﻦ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﲔ ﲟﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴـﺔ
اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ.
ـﺔ اﻟـﱵ ﻳﺼﺪرﻫـﺎ -اﳌﻮاﻓﻘﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺗﻌﺘﱪ إﺟﺮاء ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ ﻟﺼﺤﺔ اﻟﻼﺋﺤـ
اﻟﻮزﻳﺮ اﳌﺬﻛﻮر ﻻ ﻳﻐﲎ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ ﺟﻮاب اﻟﻮزارة ﻣﻦ أﻧــﻬﺎ اﲣـﺬت
اﻟﻼﺋﺤﺔ ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴـﺔ اﳌﻜﻠﻔـﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔـﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و اﳌﺎﻟﻴﺔ.
ص 130 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﻬﺬه اﳉﻠﺴﺔ إﱃ اﳌﺴﺘﺸــﺎر اﳌﻘـﺮر اﻟﺴـﻴﺪ ﳏﻤـﺪ زﻳـﻦ
اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻨﱪاﻫﻴﻢ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮه و إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒــﺪ اﻟﻘـﺎدر
اﳌﺬﻛﻮري.
و ﺑﻌﺪ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن :
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﺧﺮق اﻹﺟﺮاءات اﻟﻮاﺟــﺐ اﲣﺎذﻫـﺎ
ﻗﺒﻞ إﺻﺪار اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ :
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ 23ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﳌﻠﻜﻲ اﻟﺼﺎدر ﰲ 2ﻓــﱪاﻳﺮ 1967ﲟﺜﺎﺑـﺔ
اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ اﳋﺎص ﲟﻮﻇﻔﻲ وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧــﻪ
"ﳝﻜﻦ أن ﻳﻌﲔ ﰲ درﺟﺔ ﻣﺘﺼﺮف ﻣﻘﺘﺼﺪ إﻗﻠﻴﻤﻲ اﳌﺘﺼﺮﻓﻮن اﳌﺘﻮﻓــﺮون ﻋﻠـﻰ
ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻷﻗﺪﻣﻴﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻔﺔ و اﳌﺸﺘﻐﻠﻮن ﻣﻨــﺬ ﺳـﻨﺘﲔ ﰲ
ـﺮ اﻟﺼﺤـﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﺔ ﺑﻌـﺪ أﺣﺪ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﱵ ﲢﺪد ﻻﺋﺤﺘﻬﺎ ﺑﻘﺮار ﻳﺼﺪره وزﻳـ
ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ" .
ـﲔ اﳌﻘﺘﺼﺪﻳـﻦ و ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 11أﻛﺘﻮﺑﺮ 1975ﺗﻘﺪﻣﺖ ﲨﻌﻴﺔ اﳌﺘﺼﺮﻓـ
ﻟﻮزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑــﻦ ﻋﻤـﺮو إﱃ اﻠـﺲ
ﺑﻌﺮﻳﻀﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺸﻄﻂ ﰲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ إﻟﻐﺎء اﳌﻘــﺮر اﻟﺼـﺎدر
ﻋﻦ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﲢﺖ رﻗﻢ 566.75ﺑﺘــﺎرﻳﺦ 1975/4/21اﻟـﺬي ﺣـﺪد
ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﱵ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺑﻬﺎ وﻟﻮج ﺳﻠﻚ اﳌﺘﺼﺮﻓﲔ اﳌﻘﺘﺼﺪﻳﻦ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴــﲔ ﰲ
اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻵﺗﻴﺔ :اﳌﺘﺼﺮﻓﻮن اﳌﻘﺘﺼﺪون اﻟﺸــﺎﻏﻠﻮن ﻣﻌـﻬﻢ رﺋﻴـﺲ ﻣﺼﻠﺤـﺔ
ﺑﺎﻹدارة اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﻮزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و اﳌﺘﺼﺮف اﳌﻘﺘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﻴــﺔ
ـﻦ رﺷـﺪ ﺑـﺎﻟﺪار ﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء و اﳌﺘﺼﺮف اﳌﻘﺘﺼﺪ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ ﻻﺑـ
اﻟﺒﻴﻀﺎء و اﳌﺘﺼﺮف اﳌﻘﺘﺼﺪ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑــﺎط و اﳌﺘﺼـﺮف
ـﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻹﻗﻠﻴـﻢ ﻣﻜﻨـﺎس و اﳌﺘﺼـﺮف اﳌﻘﺘﺼـﺪ اﳌﻘﺘﺼﺪ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﺒﻴـ
ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﺮاﻛﺶ و ذﻟﻚ ﻟﻜﻮن ﻫﺬا اﳌﻘﺮر ﻣﺲ ﺑﺎﳌﺼــﺎﱀ
اﳌﺎدﻳﺔ ﻷﻋﻀﺎء ﲨﻌﻴﺔ اﳌﺘﺼﺮﻓﲔ اﳌﻘﺘﺼﺪﻳﻦ ﺑﻮزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و ﻳﺘﺠﻠـﻰ
ذﻟﻚ ﰲ أﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ ﺳﻠﻚ اﳌﺘﺼﺮﻓﲔ ﺑﻮزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓـﺈن
ﻋﺪم وﺟﻮدﻫﻢ ﰲ أﺣﺪ اﳌﺮاﻛﺰ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﻘﺮر ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﳍــﻢ
ﺑﺎﻟﻮﻟﻮج إﱃ ﺳﻠﻚ اﳌﺘﺼﺮﻓﲔ اﳌﻘﺘﺼﺪﻳﻦ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﲔ و ﻋﺪم ﲤﺘﻴﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﻮﻟـﻮج
ـﺮر اﳌﺬﻛـﻮر ﱂ ﺗـﺄﺧﺬ ﺳﻠﻢ اﻷﺟﻮر رﻗﻢ 11ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﻮزارة ﻋﻨﺪ اﲣﺎذﻫﺎ اﳌﻘـ
ـﺐ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﳍﺬا ﺗﻄﻠـ
اﳉﻤﻌﻴﺔ إﻟﻐﺎء اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ أو ﺗﻮﺳﻴﻌﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﻠﻴﺔ أو ﺟﺰﺋﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ أﺟﺎب وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ ﲟﺬﻛـﺮة أوﺿـﺢ ﻓﻴـﻬﺎ أن اﻟـﻮزارة
ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و اﳌﺎﻟﻴــﺔ
ﺣﺪد ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﺎﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻛﻤــﺎ أﺟـﺎﺑﺖ ﻋـﻦ ﺑـﺎﻗﻲ
اﻟﻄﻌﻮن اﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻠﻮب إﻟﻐﺎؤه.
ص 131 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﻣﻘﻴﺪة ﺻﻼﺣﻴﺘــﻪ ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻻﺋﺤـﺔ اﳌﻨـﺎﺻﺐ
ﲟﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴــﺔ ﺣﺴـﺒﻤﺎ
ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 23اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻮزارة ﱂ ﺗﺪل ﲟﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺣﺼﻮل اﳌﻮاﻓﻘﺔ اﻟﱵ اﺷﱰﻃﻬﺎ اﻟﻔﺼــﻞ
ـﺔ اﻟﻼﺋﺤـﺔ اﻟـﱵ 23اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﻊ أن ﻫﺎﺗﻪ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﺗﻌﺘﱪ إﺟﺮاء ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ ﻟﺼﺤـ
أﺻﺪرﻫﺎ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﰲ اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و أن إﺷﺎرة اﻟـﻮزارة ﰲ ﺟﻮاﺑـﻬﺎ إﱃ
ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ و اﳌﺎﻟﻴـﺔ ﰲ ﲢﺪﻳـﺪ
ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﺎﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﻐﲎ ﻋﻦ اﳌﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺼﺮﳛــﺔ
ـﻜﺎلﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺬﻛﻮرة و أن إﻏﻔﺎل ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻳﻌﺘﱪ إﺧﻼﻻ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷـ
اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ اﻟﱵ اﺷﱰﻃﻬﺎ اﳌﺸﺮع ﻟﺼﺤﺔ اﻟﻼﺋﺤﺔ اﳌﻀﻤﻨﺔ ﺑﺎﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـﻪ و
ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻌﺘﱪ اﳌﻘﺮر ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ إﻟﻐﺎءه.
ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻣﻜﺴــﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ :ﻋﺒـﺪ اﻟﻠﻄﻴـﻒ
ـﺪ اﻟﻜـﺮﱘ اﳊﻤﻴـﺎﱐاﻟﺘﺎزي ،و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي ،و ﳏﻤﺪ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻨﱪاﻫﻴﻢ ،و ﻋﺒـ
ﺧﺘﺎت ،و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﳌﺬﻛﻮري و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛــﺎﺗﺐ
اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 132 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 199
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 15ﻳﻮﻧﻴﻮ 1979
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ص 133 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﳎﺮد ﻋﻮن ﻣﻴﺎوم و ﻟﻴﺴﺖ ﻟــﻪ ﺻﻔـﺔ ﻣﻮﻇـﻒ
ـﺔ اﻟﺼـﺎدر ﰲ 24ﻳـﱪاﻳﺮ
ﻋﻤﻮﻣﻲ ﺣﱴ ﳜﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ
1958اﻟﺬي ﻋﱪ ﻓﺼﻠﻪ اﻟﺜﺎﱐ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳌﻮﻇﻒ ﻣﺼﺮﺣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌــﺪ ﻣﻮﻇﻔـﺎ
ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﲔ ﰲ وﻇﻴﻔﺔ ﻗﺎرة و ﻳﺮﺳﻢ ﰲ إﺣﺪى رﺗﺐ اﻟﺴﻠﻢ اﳋــﺎص ﺑﺄﺳـﻼك
اﻹدارة اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺬي اﲣﺬ اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﻘـﻢ
ﲞﺮق أي ﻓﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻮل اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻋﺮﻳﻀﺔ اﻹﻟﻐﺎء اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﳚﺐ ﻣﻌـﻪ
رﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻣﻜﺴــﻴﻢ أزوﻻي و اﳌﺴﺘﺸـﺎرﻳﻦ :ﻋﺒـﺪ اﻟﻠﻄﻴـﻒ
ـﺪ اﻟﻜـﺮﱘ اﳊﻤﻴـﺎﱐاﻟﺘﺎزي ،و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي ،و ﳏﻤﺪ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻨﱪاﻫﻴﻢ ،و ﻋﺒـ
ﺧﺘﺎت ،و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﳌﺬﻛﻮري و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛــﺎﺗﺐ
اﻟﻀﺒﻂ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 134 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 108
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻟﻠﻄـﺎﻋﻦ ﻫـﻮ ﻻﺋﺤـﺔ إن اﳌﻘﺮر اﻟﺬي أﺛﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﰲ اﻟﻮﺿﻌﻴـ
اﻷﻃﺒﺎء اﳌﺮﺧﺺ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﻻ اﳌﻘﺮر اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ
ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻘﻂ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﳚﻌﻞ ﻫــﺬا اﳌﻘـﺮر
ـﺎء ﺑﺴـﺒﺐ اﻟﺸـﻄﻂ ﰲ اﻷﺧﲑ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻠﺐ اﻹﻟﻐـ
اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ.
ص 135 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﺪات اﳌﻠﻒ أن اﳌﻘﺮر اﻟﺬي أﺛﺮ ﺑﺬاﺗــﻪ ﻣﺒﺎﺷـﺮة ﰲ
ـﱵاﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻫﻮ ﻻﺋﺤﺔ اﻷﻃﺒﺎء اﳌﺮﺧﺺ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻐﺮب اﻟـ
ـﺪة اﻟﺮﲰﻴـﺔ اﳌﺆرﺧـﺔ ﰲ 28 ﺣﺪدﺗﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ و ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﰲ اﳉﺮﻳـ
ﺷﺘﻨﱪ 1966و أن اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ إﳕﺎ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺻﺒﻐﺔ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻷﻣﺮ اﻟـﺬي
ـﺒﺐ اﻟﺸـﻄﻂ ﰲ اﺳـﺘﻌﻤﺎل ﳚﻌﻠﻪ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻠﺐ اﻹﻟﻐﺎء ﺑﺴـ
اﻟﺴﻠﻄﺔ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﺪارة و اﻷﺳـﺘﺎذ ﻣﻜﺴـﻴﻢ أزوﻻي رﺋﻴـﺲ اﻟﺴﺎدة :اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول اﻟﺴﻴﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗـ
اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :اﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺰ ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺰوز ،و ﻋﻤﺮ اﻟﺘــﺎزي ،و
ـﻦ ﳜﻠـﻒ و ﲟﺴـﺎﻋﺪة ﻛـﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒـﻂ ﲟﺤﻀﺮ اﳌﺪﻋﻰ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ اﳏﻤﺪ ﺑـ
ﻋﺒﺪاﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 136 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 94
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 17ﻣﺎرس 1972ﰲ اﳌﻠﻒ اﻹداري رﻗﻢ 29958
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﲏ ﻟﻜـﻦ ﰲ
ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘﻞ اﳌﻮﻇﻒ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ ﺗﺮاﻋﻰ اﻹدارة رﻏﺒﺔ اﳌﻌـ
اﳊﺪود اﳌﻼﺋﻤﺔ ﳌﺼﺎﱀ اﻹدارة.
ـﺘﻬﺪف اﻹدارة
إذا ﻛﺎن ﻧﻘﻞ اﳌﻮﻇﻒ ،ﰎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ أن ﺗﺴـ
ﰲ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻣﻬﲏ ارﺗﻜﺒﻪ.
ص 137 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻌﺪ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن :
ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻠﺐ اﶈﻤﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺸﻄﻂ ﰲ اﺳــﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴـﻠﻄﺔ،
إﻟﻐﺎء اﳌﻘﺮر اﳌﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻃﺮف وزﻳﺮ اﻟﱪﻳﺪ و اﳍﺎﺗﻒ و اﻟﱪق ﲟﻘﺘﻀــﻰ اﳌﺬﻛـﺮة
اﳌﺆرﺧﺔ ﰲ ﻓﺎﺗﺢ أﻛﺘﻮﺑﺮ 1968و اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﱪﻗﻴﺔ اﳌﺆرﺧــﺔ ﰲ 18دﺟﻨـﱪ – 1968و
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﳌﻴﻜﺎﻧﻮﻏﺮاﰲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط إﱃ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴـﺲ
ﻓﺮع ﺑﻘﺴﻢ اﻟﱪﻳﺪ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ،و ﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﻄﺎﻟﺐ أن ﻟﻪ رﺗﺒﺔ ﻗﺎﺑﺾ رﺋﻴـﺲ
ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1962و أﻧﻪ ﻋﲔ ﰲ 30ﻣﺎرس 1967ﻋﻠــﻰ
رأس إدارة اﳌﺮﻛﺰ اﳌﻴﻜﺎﻧﻮﻏﺮاﰲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﺮﻛﺰا ﻣﻦ اﻟﺪرﺟــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ،و
أﻧﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺮﻛﺰ وﺟﻪ إﱃ وزﻳﺮه ﻋﺪة ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﲢﺘــﻮي ﻋﻠـﻰ
اﻧﺘﻘﺎدات ﻓﻨﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻴﲑ اﳌﺮﻛﺰ ،و أﻧﻪ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬا ﱂ ﻳﻘﻢ إﻻ ﲟﺎ ﻓﺮﺿــﻪ ﻋﻠﻴـﻪ
واﺟﺒﻪ اﳌﻬﲏ ،ﻏﲑ أن اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﳌﺬﻛﻮرة ﱂ ﺗﺮض اﻟﻮزارة اﻟــﱵ ارﺗﻜـﺰت ﻋﻠﻴـﻬﺎ
ـﻦ اﻟﻘـﺎﻧﻮن و ﻻﲣﺎذ اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ،و أن ﻃﻠﺐ اﻹﻟﻐﺎء ﻳﻨﺒﲏ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣـ
اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻳﻌﺘﱪ اﳌﻘﺮر اﳌﺬﻛﻮر ﺳﺤﺒﺎ ﺗﻌﺴﻔﻴﺎ ﻋــﻦ اﻟﻌﻤـﻞ و
ﻧﻘﻼ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ و ﺗﻘﻬﻘﺮا ﰲ ﳑﺎرﺳﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴــﺲ ﻣﺮﻛـﺰ إﱃ ﻣﻨﺼـﺐ
رﺋﻴﺲ ﻓﺮع و أن اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺘﺄدﻳﺒﻴﺔ ﳍﺬا اﻹﺟﺮاء ﺗﺆﻛﺪﻫﺎ ﻣﺬﻛﺮة ﻓﺎﺗﺢ أﻛﺘﻮﺑـﺮ 1968و
أن اﻟﻮزارة ﺑﺎﲣﺎذﻫﺎ اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻠﻮب إﻟﻐﺎؤه دون اﺳﺘﺸــﺎرة ﻟﻠﻤﺠﻠـﺲ اﻟﺘـﺄدﻳﱯ
ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و ﺧﺎﺻــﺔ
اﻟﻔﺼﻞ 65و ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ،و ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﺈن اﻟﻌﺎرض ﱂ ﻳﺮﺗﻜﺐ أي ﺧﻄﺎ ﻣــﻬﲏ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪم اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﱵ أﻏﻀﺒﺖ اﻟﻮزارة.
ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮع اﻷول ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳋﺎص ﲝﻘﻮق اﻟﺪﻓﺎع :
ﺣﻴﺚ إن ﻧﻘﻞ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﰎ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﳌﺆرﺧﺔ ﰲ 19ﺷــﺘﻨﱪ
1968اﻟﱵ اﻟﺘﻤﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮزارة إﳊﺎﻗﻪ ﺑﺈﺣﺪى اﳌﺼﺎﱀ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻧﺘﻈﺎر إﻣﻜـﺎن
ـﺎ ﳚﻌـﻞ اﻟﺘﺪﺑـﲑ اﳌﺘﺨـﺬ ﻣﻄﺎﺑﻘـﺎ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺑﺈدارة ﻗﺒﺎﺿﺔ أو ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ،ﳑـ
ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 64ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﺘﻀـﻲ
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻧﺘﻘﺎﻻت اﳌﻮﻇﻔﲔ أن ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﱵ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻬﻢ اﻷﻣــﺮ
ﺿﻤﻦ اﳊﺪود اﳌﻼﺋﻤﺔ ﳌﺼﺎﱀ اﻹدارة.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﳌﺴﻨﺪة إﻟﻴﻪ – ﻋﻠــﻰ إﺛـﺮ
ـﺬ ﻣـﻦ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺐ رﺗﺒﺘﻪ ﰲ أﺳﻼك اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و أﻧﻪ ﻳﺆﺧـ
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻠﻒ أﻧﻪ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﺮﺗﺒﺘﻪ ﻛﻘﺎﺑﺾ رﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ دون أن
ﻳﻠﺤﻘﻪ أي ﺗﻘﻬﻘﺮ ﻻ ﰲ اﻟﺮﺗﺒﺔ و ﻻ ﰲ اﻟﺪرﺟﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻔﺼﻞ 66اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﳌﺬﻛﻮر ﻻ ﻳﻮﺟــﺐ
اﺳﺘﺸﺎرة اﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﱯ إﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻋﻘﻮﺑﺎت اﳊﺬف ﻣﻦ ﻻﺋﺤــﺔ اﻟـﱰﻗﻲ و
اﻻﳓﺪار ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ و اﻟﻘﻬﻘﺮى ﻣﻦ اﻟﺮﺗﺒــﺔ أو اﻟﺪرﺟـﺔ و اﻟﻌـﺰل ،و أن اﻟﺘﺪﺑـﲑ
ـﻦ ﰎ ﻛـﺎن ﻣـﻦ ﺣـﻖ اﳌﺘﺨﺬ ﰲ ﺣﻖ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت و ﻣـ
اﻹدارة اﲣﺎذه ﻣﻦ ﻏﲑ اﺳﺘﺸﺎرة ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﱯ.
ص 138 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺣﻴﺚ إﻧﻪ إن ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺑﲑ ﻗﺪ اﲣﺬ ﻋﻠــﻰ إﺛـﺮ ﻃﻠـﺐ
اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ و ﺗﻠﺒﻴﺔ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻤﻞ ،إﻻ أن ﻫﺬا ﻻ ﳝﻨــﻊ ﻣـﻦ ﻛﻮﻧـﻪ
ارﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎرات ﲤﺲ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ أداء اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻗﺼﺪ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄــﺄ
ﻣﻬﲏ و أن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻀﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﺄدﻳﱯ ﻣﻦ ﲤﻜﲔ اﳌﻮﻇﻒ اﳌﻌﺎﻗﺐ ﻣــﻦ
إﺑﺪاء وﺳﺎﺋﻞ دﻓﺎﻋﻪ ﻗﺪ راﻋﺘﻪ اﻹدارة إذ ﺳﺒﻖ ﳍﺎ ﻗﺒﻞ اﲣﺎذ اﳌﻘﺮر اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـﻪ،
إن اﺳﺘﻔﺴﺮت اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻋﻤﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﻣــﻦ ﳐﺎﻟﻔـﺎت و أدﱃ ﻫـﺬا اﻷﺧـﲑ
ﲟﻼﺣﻈﺎﺗﻪ و ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ دﻓﺎﻋﻪ ﰲ اﶈﻀﺮ اﳌﺆرخ ﰲ 18ﺷــﺘﻨﱪ 1968ﳑـﺎ ﳚﻌـﻞ
اﻟﻔﺮع اﻷول ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻪ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳋــﺎص ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎر اﻹدارة ﻟﺘﺼـﺮف
اﻟﻄﺎﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻣﻬﻨﻴﺎ :
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺗﻘﺮر أﺛﻨﺎء ﺟﻠﺴـﺔ ﻋﻤـﻞ اﻧﻌﻘـﺪت
ـﺎت اﳌﻜﺎﻧﻮﻏﺮاﻓﻴـﺔﺑﻮزارة اﻟﱪﻳﺪ و اﻟﱪق و اﳍﺎﺗﻒ ﰲ إﻃﺎر ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﺪراﺳـ
ـﺎﻧﻮا ﺗـﺎﺑﻌﲔ ﻟﻠﻤﺮﻛـﺰ اﳌﻜـﺎﻧﻮﻏﺮاﰲ إﱃ اﳌﺼﻠﺤـﺔ ﻧﻘﻞ واﺿﻌﻲ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺬﻳﻦ ﻛـ
اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﺎﻟﻮزارة و أن اﶈﻤﺪي ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺮﻛﺰ أﻇــﻬﺮ اﺳـﺘﻴﺎءه
ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﻟﻮزﻳﺮ اﻟﱪﻳﺪ اﻧﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺑﲑ اﻹداري ﺑﻌﺒﺎرات ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠـﻰ
وﻗﺎﺣﺔ و أﻟﻔﺎظ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺗﺘﻨﺎﰱ و واﺟﺒﺎت اﳌﻮﻇﻒ و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﻮن اﻟﻔﺮع اﻷول أﻳﻀـﺎ
ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻪ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ اﻹﻟﻐﺎء اﳌﻘﺪم ﻣﻦ اﶈﻤﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻘـﺎدر
.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﻜﺴﻴﻢ أزوﻻي رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﺴﺎدة :اﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺰ -ﻣﻘـﺮر
ـﺎم اﻟﺴـﻴﺪ اﳏﻤـﺪ ﺑـﻦ – و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺰوز ،و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي ،و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌـ
ﳜﻠﻒ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 139 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 104
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 24ﻣﺎﻳﻮ 1972
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺲ اﻹدارة ﻏﲑ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺄن ﺗﺒﲔ ﰲ ﻗﺮار اﻟﻌﺰل اﻟﺬي ﻳﺸﲑ إﱃ اﺳﺘﺸﺎرة اﻠـ
اﻟﺘﺄدﻳﱯ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺸﺎرة و ﺗﺎرﻳﺦ إﺣﺎﻟﺔ اﳌﻠﻒ ﻋﻠﻰ اﻠﺲ اﳌﺬﻛـﻮر
و ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ روﻋﻴﺖ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈــﺎم
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
ص 140 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻔﺮع اﻷول ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ :
ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ و اﳌﺴــﺘﻨﺪات اﻹدارﻳـﺔ اﳌـﺪﱃ ﺑـﻬﺎ أن
اﻻدرﻳﺴﻲ اﳊﺴﲏ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ ﻓﺘﺊ ﻣﻨﺬ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻟــﺪى ﳏﻜﻤـﺔ
اﻟﺴﺪد ﺑﺎﻟﺼﻮﻳﺮة ﻳﺪﱄ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدات اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ ﺗﻐﻴﺒﺎﺗﻪ و ﻳﻄــﺎﻟﺐ ﺑﺘﻐﻴـﲑ ﻣﻘـﺮ
ـﺪﱃ ﺑـﻬﺎ ﻋﻤﻠﻪ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺎدﻳﺔ و ﺻﺤﻴﺔ و أن اﻹدارة أﺣﺎﻟﺖ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﻄﺒﻴﺔ اﳌـ
ـﺎد ﻏـﲑ ﻋﻠﻰ اﻠﺲ اﻟﺼﺤﻲ ﻗﺼﺪ ﻋﺮض اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺤﺺ ﻃﱯ ﻣﻀـ
أﻧﻪ ﱂ ﳝﺘﺜﻞ ﳍﺬا اﻷﻣﺮ و أﺧﺬ إزاء رﺋﻴﺲ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﺴﺪد ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣــﻊ واﺟـﺐ
اﻻﺣﱰام و اﻟﻠﺒﺎﻗﺔ و أن وزارة اﻟﻌﺪل ﻧﺰوﻻ ﻋﻨﺪ رﻏﺒﺘﻪ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋــﺪة ﻣـﺪن
ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻤﻞ ﰲ إﺣﺪاﻫﺎ ﻓﻮﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎره ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﲏ ﻣــﻼل
و ﺣﻈﻲ اﺧﺘﻴﺎره ﲟﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻮزارة ﻏﲑ أﻧﻪ اﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺤﺎق رﻏﻢ اﻷﺟﻞ اﻹﺿــﺎﰲ
اﻟﺬي ﻣﻨﺢ ﻟﻪ و ﻇﻞ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﺴﻠﱯ إﱃ أن ﺗﻘﺪم ﻟﻪ اﻹدارة ﻗﺮﺿﺎ ﻣﺎﻟﻴـﺎ
ﺑﺪﻋﻮى أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺪد ﺑﻪ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻓﻘﺮرت اﻟــﻮزارة ﺗﻮﻗﻴﻔـﻪ و
إﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﱯ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﲟﺠــﺮد اﻟﺘﺤﺎﻗـﻪ
ـﺮ اﻟﻌـﺪل ﻗـﺮارا ﺑﻌـﺰل ﲟﻘﺮ ﻋﻤﻠﻪ اﳉﺪﻳﺪ ﰒ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 13ﻏﺸﺖ 1966أﺻﺪر وزﻳـ
اﻻدرﻳﺴﻲ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺘﻪ.
و ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻌﻦ اﻻدرﻳﺴﻲ اﳊﺴﲏ ﰲ اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻨــﺎع
اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﲟﻘﺮ ﻋﻤﻠﻪ اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺣﲔ أن اﻹدارة ﱂ ﺗﻘﻢ اﻟﺪﻟﻴــﻞ ﻋﻠـﻰ
ذﻟﻚ.
ـﻬﻴﺪي ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ و ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻣﻦ ﳏﺘﻮى اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻟﺘﻤـ
ـﺔاﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻋﱰاﻓﻪ اﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم اﻻﻟﺘﺤﺎق ﲟﻘﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻌﻠـ
أﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻓﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺪد ﺑﻪ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺘﻨﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻔﺮع اﻷول
ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ :
ـﺎ و
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻌﻰ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب إﻟﻐﺎؤه ﻋﺪم ﺗﻌﻠﻴﻠﻪ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴـ
اﻗﺘﺼﺎره ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺎرة إﱃ اﺳﺘﺸﺎرة ﳎﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﺐ دون أن ﻳﺒــﲔ ﻧﻮﻋﻴـﺔ ﺗﻠـﻚ
اﻻﺳﺘﺸﺎرة و ﻻ ﺗﺎرﻳﺦ رﻓﻊ اﳌﻠﻒ إﱃ ﳎﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﺐ و ﻻ ﻫﻞ روﻋﻴﺖ اﻹﺟــﺮاءات
ـﻮل 67و 69و 70ﻣـﻦ اﻟﻨﻈـﺎم اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔـﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺗﻀﻤﲔ ﻗﺮاراﺗــﻬﺎ
ـﻰاﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻋﻼه ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠـ
أﺳﺎس.
ص 141 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮﻋﲔ اﻟﺜﺎﻟﺚ و اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻨﻬﺎ :
ـﻦ اﻟﻨﻈـﺎم اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻼﺣﻆ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أن اﻟﻔﺼﻞ 70ﻣـ
ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﳜﻮل ﳎﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﺐ أﺟﻞ ﺷﻬﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻳﻮم رﻓﻊ اﳌﻠﻒ إﻟﻴـﻪ
ﻟﺘﻘﺪﱘ رأﻳﻪ و أن اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﱵ أﳒﺰ ﻓﻴﻬﺎ اﻠﺲ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻋــﺪم ﻗﻴـﺎم
اﻹدارة ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴــﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـﻮل 67و 69و 70ﻣـﻦ اﻟﻨﻈـﺎم
ـﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﱂ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ ﲟﺠﺮد ﻣـ
أﻗﻴﻤﺖ ﺿﺪه اﻟﺪﻋﻮى اﻟﺘﺄدﻳﺒﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺚ إن أﺟﻞ ﺷﻬﺮ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 70اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه ﻫـﻮ
اﻷﻣﺪ اﻷﻗﺼﻰ اﶈﺪد ﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻟﺘﻘــﺪﱘ ﻣﻘﱰﺣﺎﺗـﻪ و أن ﺗﻘﺪﳝـﻪ ﻟﺘﻠـﻚ
اﳌﻘﱰﺣﺎت ﻗﺒﻞ اﻧﺼﺮام اﻷﺟﻞ اﳌﺬﻛﻮر ﻻ ﻳﺸﻜﻞ أﻳﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼــﻞ
70اﳌﺬﻛﻮر ﻣﺎدام ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﺪات اﳌﻠﻒ أن اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﲤﺘــﻊ ﲜﻤﻴـﻊ
اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺘﺄدﻳﺒﻴﺔ اﻟﱵ ﺧﻮﻟﻪ إﻳﺎﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﺑﺎﻷﺧﺺ أﻧﻪ أﺷﻌﺮ ﺑﻘــﺮار إﺣﺎﻟﺘـﻪ
ـﺮ ﲟﻘـﺮ وزارة اﻟﻌـﺪل ﻋﻠﻰ ﳎﻠﺲ اﻟﺘﺄدﻳﺐ و ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻧﻌﻘﺎد ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺣﻀـ
ﺣﻴﺚ اﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ و ﺷﻬﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﰒ ﻣﺜﻞ أﻣﺎم اﻠﺲ و أﻋﻄﻴــﺖ
ﻟﻪ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ أن اﻟﻔﺮﻋﲔ اﻟﺜﺎﻟﺚ و اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ
ﻫﻤﺎ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﺪارة و اﻷﺳـﺘﺎذ ﻣﻜﺴـﻴﻢ أزوﻻي رﺋﻴـﺲ اﻟﺴﺎدة :اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول اﻟﺴﻴﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗـ
ـﺰو ،و ﻋﻤـﺮ اﻟﺘـﺎزي ،و
اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺰ ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌـ
ﲟﺤﻀﺮ اﳌﺪﻋﻰ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ اﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳜﻠﻒ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒــﻂ ﻋﺒـﺪ
اﻟﻐﻔﻮر ﺑﻮﻋﻴﺎد.
ص 142 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 134
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 5ﻳﻮﻟﻴﻮز 1972
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ص 143 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻜـﻬﺮﺑﺎء ذاﻛـﺮة أن اﻟﻘـﺮار اﳌﻄﻌـﻮن ﻓﻴـﻪ ﳐـﺎﻟﻒ ﳌﻘﺘﻀﻴـﺎت اﻟﻔﺼــﻮل
ـﻲ 1و 14و 45و 47ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه و أﻧﻪ ﳝﻨﻊ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ و ﻫـ
ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﰲ ﻧﻄﺎق ﻫﺬا اﻟﻈﻬﲑ.
ـﻬﺎ
و ﺣﻴﺚ أﺟﺎﺑﺖ اﻹدارة ﺑﺄن اﻟﻈﻬﲑ اﶈﺘﺞ ﺑﻪ ﻻ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ أي أﺟﻞ و أﻧـ
ﱂ ﺗﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻛﻤﺎ أن اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﳉﺎرﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻗﺼـﺪ
اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ إﺑﺮام ﺻﻠﺢ ﱂ ﺗﻨﺘﻪ ﳊﺪ اﻵن ﺣﺴﺒﻤﺎ أﺛﺒﺘﺖ ذﻟﻚ اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ اﻟﺼـﺎدرة
ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﺘﺎرﻳﺦ 26ﻳﻮﻧﻴﻮ .1971
و ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 24أﻛﺘﻮﺑﺮ 1962اﳌﻮﻣﺄ إﻟﻴــﻪ أﻧـﻪ ﱂ ﳛـﺪد ﰲ أي
ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻟﻪ أﺟﻼ ﻟﻺدارة ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ و دﻓﱰ اﻟﺸﺮوط ﻛﻤﺎ أﻧـﻪ ﻳﺴـﺘﻔﺎد
ﻣﻦ أوراق اﳌﻠﻒ أن اﻹدارة ﱂ ﺗﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﻘﺪم ﳍﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﺑــﻞ
إﻧﻬﺎ اﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺎﲣﺎذ ﻗﺮار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﳉﺎرﻳﺔ.
ﳍﺬه اﻷﺳﺒﺎب
ﻗﻀﻰ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ اﻹﻟﻐﺎء اﳌﺮﻓﻮع ﻣــﻦ ﻃـﺮف اﻟﺸـﺮﻛﺔ
اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ.
ـﺔ
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋـ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒــﺔ ﻣـﻦ
ـﺔ ﻣﻜﺴـﻴﻢ أزوﻻي و
اﻟﺴﺎدة :اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺪارة و رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳـ
اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :اﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺰ ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺰو ،و ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎزي ،و ﲟﺤﻀــﺮ اﶈـﺎﻣﻲ
اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻮزاﱐ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻌﺮوﰲ.
ص 144 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻲ اﳌﺎدة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ
ص 145 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 400س 22
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺛﺎﻣﻦ ﻣﺎرس 79ﰲ اﳌﻠﻒ اﳉﻨﺤﻲ رﻗﻢ 44362
اﻟﻘﺎﻋﺪة
إذا ﺻﺮح اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل ﻟﻜﻮن اﳌﺬﻛﺮة ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣــﺎ ﻳﻔﻴـﺪ
ـﲎ ﻋﻠﻴـﻬﺎ اﻟﻘـﺮار أﻧﻬﺎ وﺿﻌﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺎ ﺑـ
ـﻂ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﻃﻠﺐ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒـ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﳌﺬﻛﺮة ﻛﺎن ﻗﺪ أدﱃ ﺑﻬﺎ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ ﻣﺎ داﻣــﺖ
ﱂ ﺗﺮﻓﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻬﺎدة ﲟﺬﻛﺮة اﻟﻨﻘﺾ أﺛﻨﺎء ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ و ﻗﺒﻞ ﺻﺪور اﻟﻘﺮار.
ص 146 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺬﻛﻮر ﳚــﻮز اﻟﻄﻌـﻦ ﺑﺈﻋـﺎدة اﻟﻨﻈـﺮ ﺿـﺪ
ـﺮارات اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة اﺳﺘﻨﺎدا ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ ﺻﺮح أو اﻋﱰف ﺑﺰورﻳﺘﻬﺎ ،و ﺿﺪ اﻟﻘـ
اﻟﺼﺎدرة ﺑﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺴﻘﻮط ﻷﺳﺒﺎب ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت ذات ﺻﺒﻐﺔ رﲰﻴــﺔ
وﺿﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻨﺪات اﻟﺪﻋﻮى ﰒ ﺗﺒﲔ ﻋﺪم ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺛــﺎﺋﻖ رﲰﻴـﺔ
ﺟﺪﻳﺪة وﻗﻊ اﻻﺳﺘﻈﻬﺎر ﺑﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،و إذا ﺻﺪر اﻟﻘﺮار ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻟﻌـﺪم
إدﻻﺋﻪ ﲟﺴﺘﻨﺪ ﺣﺎﺳﻢ اﺣﺘﻜﺮه ﺧﺼﻤﻪ أو إذا ﺻﺪر اﻟﻘﺮار دون ﻣﺮاﻋﺎة ﳌﻘﺘﻀﻴــﺎت
اﻟﻔﺼﻮل 371و 372و .375
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻌﺎرﺿﺔ اﺳﺘﻨﺪت ﰲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠــﻰ ﻛـﻮن ﻣﺬﻛـﺮة
اﻟﻨﻘﺾ ﻛﺎن أدﱃ ﺑﻬﺎ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﺣﲔ أن ﻗﺮار اﻠــﺲ اﳌﻄﻠـﻮب
اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻴﻪ ﺑﲎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻣﺬﻛﺮة اﻟﻨﻘﺾ اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻴــﺪ أﻧـﻬﺎ
وﺿﻌﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﻃﺒــﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴـﺎت اﻟﻔﺼـﻞ 579ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
ـﺎرﻳﺦ أداء اﻟﻮﺟﻴﺒـﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴـﺔ و ﻫـﻮ 15اﺑﺮﻳـﻞ 1971
اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ و أن ﺗـ
اﳌﻮﺟﻮد ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎداﻣﺖ ﱂ ﲢﻤﻞ ﻃﺎﺑﻊ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ اﳌﺨﺘﺼــﺔ و ﺗـﺎرﻳﺦ
إﻳﺪاﻋﻬﺎ ﺑﻬﺎ.
و ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﺬﻛﺮة اﻟﻨﻘﺾ ﺗﺒﲔ أﻧﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﻻ ﲢﻤــﻞ ﻃـﺎﺑﻊ
ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ اﳌﺨﺘﺼﺔ و ﻻ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ أﻧﻬﺎ أدﱃ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻜﺘﺎﺑــﺔ داﺧـﻞ اﻷﺟـﻞ
اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺎ ﺑﲎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻠﻮب اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻴﻪ ﻣﻄﺎﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻮاﻗـﻊ ،و أن
اﻹدﻻء ﺑﺸﻬﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺬﻛﺮة اﻟﻨﻘﺾ ﻛــﺎن أدﱃ
ﺑﻬﺎ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻻ أﺛﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺤــﺔ ﻗـﺮار اﻠـﺲ ﻣـﺎداﻣﺖ ﺗﻠـﻚ
اﻟﺸﻬﺎدة ﱂ ﺗﺮﻓﻖ ﲟﺬﻛﺮة اﻟﻨﻘﺾ أﺛﻨﺎء ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ إﱃ اﻠﺲ و ﱂ ﻳﺪل ﺑﻬﺎ ﰲ إﺑﺎﻧــﻬﺎ
و ﻗﺒﻞ ﺻﺪور اﻟﻘﺮار.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ اﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻻﺑﺮوﻓﻴﺪاﻧــﺲ و
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄداء اﻟﺼﺎﺋﺮ و ﻣﺒﻠﻐﻪ ﲬﺴﻮن درﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻃﺒﻖ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻘـﺮرة ﰲ
ﻗﺒﺾ ﺻﻮاﺋﺮ اﻟﺪﻋﺎوى اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ .
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖ
ﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
ـﺎرس 1979و ﻫـﻢ اﻟﺴـﺎدة :رﺋﻴـﺲ اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻓﺎﺗﺢ ﻣـ
اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺪﰊ و اﳌﺴﺘﺸﺎرون :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳊﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤــﺪ أﻣـﲔ
اﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ اﳉﺎي ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺒﻮد ،ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒــﺪ
اﻟﻜﺮﱘ اﻟﺼﻔﺎر اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒــﻂ اﻟﺴـﻴﺪ
ﳏﻤﺪ اﳌﺮﻳﲏ.
ص 147 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 469
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﻳﱪاﻳﺮ 78ﰲ اﳌﻠﻒ اﳉﻨﺤﻲ رﻗﻢ 50833
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ص 148 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺣﻴﺚ إن ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺴﺘﺄﻧﻔﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋـﻲ
ﻻ ﺗﺄﺛﲑ ﻟﻪ ﻻﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻏﲑ ذات ﺻﻔﺔ ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﻫﺬا اﳊﻖ ﻣﺎداﻣﺖ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
ﻗﺪ أﺛﲑت ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ و ﱂ ﺗﺘﻘﺪم اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺑﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ اﳌﺪﻧﻴـﺔ ﰲ
اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﺣﱴ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻃﺮﻓﺎ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى.
و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﻄﻌﻦ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﻨﻘﺾ اﳌﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﺎرﺿــﺔ ﻳﻜـﻮن ﻗـﺪ
ﺻﺪر ﻋﻦ ﻏﲑ ذي ﺻﻔﺔ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 573اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﺻﺮح ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ إدارة اﳉﻤﺎرك ﺑﻔﺎس و ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟــﺔ
ﻻﺳﺘﺨﻼص اﻟﺼﺎﺋﺮ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖ
ﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
ـﺲ اﻟﻐﺮﻓـﺔ
اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 9ﻳﱪاﻳﺮ 1978و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴـ
ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺪﰊ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳊﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ أﻣﲔ اﻟﺼﻨـﻬﺎﺟﻲ،
و ﳏﻤﺪ اﳉﺎي ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺒﻮد ،و ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴــﻴﺪ ﻋﺒـﺪ اﻟﻜـﺮﱘ
ـﻂ اﻟﺴـﻴﺪ ﳏﻤـﺪ اﻟﺼﻔﺎر اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒـ
اﳌﺮﻳﲏ.
ص 149 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗـﻢ 490
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﻳﱪاﻳﺮ 78ﰲ اﳌﻠﻒ اﳉﻨﺤﻲ رﻗﻢ 38688
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ
ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻈﻨﲔ و اﳌﺴﺆول اﳌﺪﱐ و ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﺮاﺑﻄـ
ـﻄﺔ ﺗﺼﺮﻳـﺢ واﺣـﺪ ﻣﺸـﱰك و اﻟﱵ ﲡﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ أن ﻳﻄﻌﻨﻮا ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﺑﻮاﺳـ
ﻣﺬﻛﺮة واﺣﺪة ﻣﺸﱰﻛﺔ و إﻳﺪاع واﺣﺪ و ذﻟﻚ ﻣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﻣﺸـﱰﻛﺔ،
أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﳌﺼﺎﱀ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻘﺪم ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺼﺮﳛـﺎ
ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ و ﻣﺬﻛﺮة ﻳﺒﲔ ﻓﻴﻬﺎ أوﺟﻪ اﻟﻄﻌﻦ اﳋﺎﺻﺔ ﺑــﻪ و إﻳﺪاﻋـﺎ ﻟﻠﻤﺒـﺎﻟﻎ
اﶈﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ .
ص 150 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻤﺬﻛﺮة اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺪن ﻃﺎﻟﱯ اﻟﻨﻘﺾ داﺧﻞ أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺑﻌــﺪ
أن وﻗﻊ رﻓﺾ ﻃﻠﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﻪ اﻟﻄﺎﻋﻨﻮن و اﻟﺬي ﱂ ﻳﺒﻠـﻎ
إﻟﻴﻬﻢ أﺣﺪ اﻵن.
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺒﺎت.
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻮل 577و 579و 581ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ :
ـﻰ أن ﻳﻄﻠـﺐ اﻟﻈﻨـﲔ و ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻟﺌﻦ ﻛﺎن ﺟﺮى اﻟﻌﻤﻞ أﻣﺎم اﻠﺲ اﻷﻋﻠـ
ـﺪة
اﳌﺴﺆول اﳌﺪﱐ و ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺼﺮﻳﺢ واﺣﺪ ﻣﺸﱰك و ﻣﺬﻛﺮة واﺣـ
ـﺎﻷﻣﺮو إﻳﺪاع واﺣﺪ ﻧﻈﺮا ﳌﺼﺎﳊﻬﻢ اﳌﺸﱰﻛﺔ و اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﲡﻤﻌﻬﻢ ﻓـ
ﲞﻼف ذﻟﻚ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺼﺎﱀ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﺎزﻟــﺔ ﻓﻜـﺎن إذن
ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﱯ اﻟﻨﻘﺾ – و اﳊﺎﻟﺔ ﻫﺬه – أن ﻳﺪﱄ ﻛﻞ واﺣــﺪ ﻣﻨـﻬﻢ ﺑﺘﺼﺮﻳـﺢ
ﺧﺎص ﺑﻪ و ﲟﺬﻛﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻳﺒﲔ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻮه اﻟﻄﻌﻦ و ﺑﺈﻳﺪاع واﺣﺪ ﺧﺎص ﺑﻪ.
و ﺣﻴﺚ إن ﻃﺎﻟﱯ اﻟﻨﻘﺾ اﻗﺘﺼﺮوا ﻋﻠﻰ إﻳﺪاع واﺣــﺪ ﻻ ﳝﻜـﻦ ﻧﺴـﺒﺘﻪ ﻷي
واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﳐﺎﻟﻔﲔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻔﺼﻮل اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻋــﻼه دون أن ﺗﻜـﻮن
ﺑﻴﻨﻬﻢ راﺑﻄﺔ ﻗﺎﻧﻮن أو اﲢﺎد ﻣﺼﻠﺤﺔ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﺻﺮح ﺑﺴﻘﻮط اﻟﻄﻠﺒﺎت و ﺑﺄن اﳌﺒﻠﻎ اﳌﻮدع أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎ ﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
ـﺲ اﻟﻐﺮﻓـﺔ اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 9ﻳﱪاﻳﺮ 1978و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴـ
ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺪﰊ و اﳌﺴﺘﺸﺎرون :ﻋﺒــﺪ اﻟﺴـﻼم اﳊـﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤـﺪ اﻟﺼﺒـﺎر
اﻻﺧﺼﺎﺻﻲ ،و ﳏﻤﺪ أﻣﲔ اﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ اﳉﺎي ،ﲟﺤﻀﺮ اﶈــﺎﻣﻲ اﻟﻌـﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﺼﻔﺎر اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑــﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ و ﲟﺴـﺎﻋﺪة ﻛـﺎﺗﺐ
اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﳌﺮﻳﲏ.
ص 151 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 483
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﻳﱪاﻳﺮ 1978ﰲ اﳌﻠﻒ اﳉﻨﺤﻲ رﻗﻢ 56874
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ص 152 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻷوﱃ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻛﻮن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴــﻪ ﺻـﺪر
ﺑﺘﺎرﻳﺦ 4ﻣﺎﻳﻮ 1976اﳌﻮاﻓﻖ ﻟﺮاﺑﻊ ﲨﺎدى اﻷوﱃ 1369و اﳊﺎﻟﺔ أن اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛـﻮر
أورد ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻪ أﻧﻪ ﺻﺪر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 14رﺑﻴﻊ اﻟﺜــﺎﱐ 1396اﻟـﺬي ﻻ ﻳﻮاﻓـﻖ اﻟﺘـﺎرﻳﺦ
اﳌﻴﻼدي ﻟﺼﺪور اﻟﻘﺮار اﻟﺬي ﻫﻮ 4ﻣﺎﻳﻮ .1976
ﺣﻴﺚ ﻟﺌﻦ ﻛﺎن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺻﺪر ﺑﺘـﺎرﻳﺦ 14
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﱐ 1396ﻋﻮض ﲨﺎدى اﻷوﱃ 1396ﻣﻮاﻓﻖ 4ﻣﺎﻳﻮ 1976ﻓﺈن ذﻟﻚ ﳎــﺮد
ﻏﻠﻂ ﻣﺎدي ﻻ ﳝﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل أن ﻳﺆدي إﱃ اﻟﺒﻄﻼن ﻓﻀﻼ ﻋــﻦ أﻧـﻪ ﻻ ﻣﺼﻠﺤـﺔ
ﻟﻠﻌﺎرﺿﲔ ﰲ إﺛﺎرة ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻜﻮﻧﻬﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻀﺮرا ﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌـﻮن
ﻓﻴﻪ ﺻﺪر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 4ﻣﺎﻳﻮ 1976و ﻃﻠﺒﺎ ﻧﻘﻀﻪ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 5ﻣﺎﻳﻮ 1976أي داﺧﻞ اﻷﺟــﻞ
اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
و ﰲ ﺷﺄن اﻟﻔﺮع اﻷول ﻣﻦ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﺧﺮق اﻟﻘﻮاﻋــﺪ
اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻄﺮة وﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻠﲔ 17و 22ﻣــﻦ ﻗـﺎﻧﻮن اﳌﺴـﻄﺮة
ـﺔ اﻟﺘﻔﺘﻴـﺶ واﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ذﻟﻚ أن اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻇﻮر ﻫﻲ اﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﻤﻠﻴـ
اﳊﺠﺰ و ﻫﻲ اﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ اﶈﻀﺮ اﳌﺆرخ ﰲ 28ﻳﻨﺎﻳﺮ 1975اﻟﺬي ﻫﻮ أﺳﺎس
اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ و إﺣﺎﻟﺔ اﳌﻠﻒ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﳊﺴﻴﻤﺔ و اﳊﺎﻟــﺔ أن
رﺟﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻇﻮر ﻫﻢ ﺗﺎﺑﻌﻮن ﲝﻜﻢ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ و اﻟــﱰاﰊ
ﻟﻠﻮﻛﻴﻞ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻠﻚ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻮﺟــﺪة ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ ﻛﻤـﺎ أن اﶈﻜﻤـﺔ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﳊﺴﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﶈﻜﻤــﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔـﺎس ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ أﺧـﺮى
و أن رﺟﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻇﻮر ﲰﺤﻮا ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻞ إﱃ ﻛﺘﺎﻣﺔ اﻟﱵ ﻫــﻲ ﻣـﻦ
اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﱰاﰊ ﻟﻠﺤﺴﻴﻤﺔ و ﻗﺎﻣﻮا ﻫﻨﺎك ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺘﻴــﺶ و اﳊﺠـﺰ و إﻟﻘـﺎء
اﻟﻘﺒﺾ و ﺣﺮروا ﳏﻀﺮﻫﻢ ﺑﺪون أن ﺗﻜﻮن ﳍﻢ اﻟﺼﻔﺔ ﻟﺬﻟــﻚ و ﺑـﺪون أن ﻳﻜـﻮن
ﻟﺪﻳﻬﻢ إذن أو أﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑﺎﳊﺴـﻴﻤﺔ و أن ﻛـﻞ
ـﲔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﱵ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻇﻮر ﻛﺎﻧﺖ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻔﺼﻠـ
17و 22ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻐﻦ ﻛــﻼ ﻣـﻦ ﻛﺘﺎﻣـﺔ و
اﳊﺴﻴﻤﺔ ﺗﺎﺑﻌﺘﺎن إﱃ اﻷﻣﻦ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﻨﺎﻇﻮر و ﺑﺬﻟــﻚ ﳝﺘـﺪ اﺧﺘﺼـﺎص اﻷﻣـﻦ
اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﳌﺬﻛﻮرة إﱃ اﳊﺴﻴﻤﺔ و داﺋﺮﺗﻬﺎ و ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﻣﺔ ﻣﻜﺎن اﻗــﱰاف
اﳉﺮﳝﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن ﳏﻀﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻇﻮر ﺣﺮر ﻃﺒﻘــﺎ ﻟﻠﻔﺼـﻞ 22ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن
اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ذﻟﻚ أن اﻟﺸــﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴـﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨـﺔ اﳌﺬﻛـﻮرة ﺑﺎﺷـﺮت
اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﰲ اﳊﺪود اﻟﱰاﺑﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺰاول ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻫﺬا اﻟﻔــﺮع
ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﻫﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ اﻟﻮﺳــﻴﻠﺔ اﻧﺪﻣـﺞ ﰲ
اﻟﺪﻋﻮى أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ و ﱂ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف.
و ﰲ ﺷﺄن اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻛــﻮن اﳌﻠـﻒ ﻻ
ﳛﺘﻮي ﻋﻠﻰ أﻳﺔ رﺧﺼﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎرﺿﲔ ﻟﻠﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻟﺘﻔﺘﻴـﺶ و
ص 153 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﳊﺠﺰ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻔﺼﻞ 81ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣــﻦ
اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻔﺼﻞ 65ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب ﺑﻄﻼن ﻛــﻞ
ـﺔ اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎف ﺑﻔـﺎس ﱂ ﺗﻌـﺮ أي ﳏﻀﺮ ﳏﺮر ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف و أن ﳏﻜﻤـ
اﻫﺘﻤﺎم ﻟﻜﻞ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺪﻓﻮﻋﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲞﺮق اﳌﺴﻄﺮة و ﺑﺬﻟﻚ ﻋﺮﺿــﺖ ﻗﺮارﻫـﺎ
ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﺈن اﻟﻌــﺎرض ﺻـﺮح ﻟﺮﺟـﺎل
اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪوﻣﻬﻢ ﳌﻨﺰﻟﻪ " :إﱐ أواﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻣﻜﻢ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﲟﻨﺰﱄ" ﻛﻤــﺎ أﻧـﻪ
وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﳏﻀﺮ اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﺼﺮﳛﻪ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣــﻦ
وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ.
و ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻔﺮﻋﻴﻬﺎ و اﳌﺘﺨﺬة ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻷول ﻣﻦ ﺧـﺮق
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 347ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـﻪ
ﻓﻴﻤـ
ﺎ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﲟﻤﺎرﺳﺔ رﻗﺎﺑﺘﻪ
ﳜﺺ اﻟﺘﻘﺎدم اﳉﻨﺎﺋﻲ ﺑﻞ اﻛﺘﻔﻰ ﻓﻘﻂ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟــﺬي ﺣـﺮر ﻓﻴـﻪ ﳏﻀـﺮ
اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺑﺘــﺎرﻳﺦ ﻣﻌـﲔ و ﳛـﺮر
ـﺮار اﳌﻄﻌـﻮن اﶈﻀﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻮال آﺧﺮ ،و اﳌﺘﺨﺬة ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻛﻮن اﻟﻘـ
ﻓﻴﻪ أﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ.
ﺣﻴﺚ إن ﻣﺎ أوﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن ذﻛﺮه ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﻘﺮة اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼــﻞ 347
ـﱵ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ و ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟـ
ﻳﱰﺗﺐ اﻟﺒﻄﻼن ﻋﻨﺪ اﻹﺧﻼل ﺑﻬﺎ ﻋﻤﻼ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 352ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘــﺎﻧﻮن
إﻻ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم أو اﻟﻘﺼﻮر اﳉﻨﺎﺋﻲ.
و ﺣﻴﺚ ﻟﺌﻦ ﻛﺎن اﻟﻔﺮع اﻷول ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻳﺸــﲑ إﱃ أن ﻋـﺪم ذﻛـﺮ ﺗـﺎرﻳﺦ
اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﲟﻤﺎرﺳﺔ رﻗﺎﺑﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﺘﻘﺎدم ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺒــﲔ
ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﳏﺘﻮﻳﺎت اﳌﻠﻒ أن ﺗﺎرﻳﺦ وﻗﻮع و اﻛﺘﺸﺎف ﺟﺮﳝﱵ اﻻﲡﺎر ﰲ اﻟﻜﻴـﻒ
و اﻟﺘﺒﻎ ﻫﻮ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1975و ﻫﻮ اﻟﺸﻬﺮ اﻟــﺬي ﺣـﺮر ﻓﻴـﻪ ﳏﻀـﺮ اﻟﻀﺎﺑﻄـﺔ
اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ و ﻗﺪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 17ﻳﱪاﻳﺮ 1975و اﻟﻘــﺮار اﻻﺳـﺘﺌﻨﺎﰲ
ﺑﺘﺎرﻳﺦ 4ﻣﺎﻳﻮ 1976ﻓﻴﺘﺒﲔ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻣﺪة اﻟﺘﻘﺎدم اﳉﻨﺎﺋﻲ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴــﻬﺎ ﰲ
اﻟﻔﺼﻞ 690ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻزاﻟﺖ ﱂ ﲤﺾ.
و ﺣﻴﺚ إﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ اﳌﺼــﺎرﻳﻒ
اﻟﱵ ﲪﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻬﻤﲔ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺮرا ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن و ﻋﻠﻰ ﻣــﻦ
اﺳﺘﺸﻜﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ أن ﻳﺮﺟﻊ إﱃ اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼــﺔ و ﻫـﻲ اﻟـﱵ
ـﻞ 646ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن أﺻﺪرت اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ذﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼـ
اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن اﻟﻄﺎﻋﻨﲔ ﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﳍﻤﺎ ﰲ إﺛــﺎرة ﻣﺴـﺄﻟﺔ
ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ اﳌﺼﺎرﻳﻒ و اﳊﺎﻟﺔ أﻧﻬﻤﺎ اﶈﻜﻮم ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﳑﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺳــﻴﻠﺔ ﻏـﲑ
ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻷول و ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ﰲ ﻓﺮﻋﻬﺎ اﻟﺜﺎﱐ.
ص 154 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺎت اﻟﻔﺼـﻞ 352 و ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﺧﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴـ
ـﻦ وﺳـﺎﺋﻞ اﻟﺪﻓـﺎع و ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ و ﻋﺪم اﳉﻮاب ﻋﻠﻰ وﺳﻴﻠﺔ ﻣـ
ـﻒ ﻧﻘﺼﺎن اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ و اﻧﻌﺪام اﻷﺳﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﺗﺼﻔﺢ أوراق اﳌﻠـ
ـﻬﻢو ﻣﺴﺘﻨﺪاﺗﻪ و ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن اﻟﻌﺎرض ﻫﺮﺗﻮت اﳏﻤﺪ أﻧﻜﺮ اﻟﺘـ
اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻴﻪ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻃﻮار ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺎرض ﳊﺴﺎﻳﻦ ﻋﻴﺎد أﻧﻜــﺮ أﻣـﺎم اﻟﻘﻀـﺎء
ـﻴﺎراتاﺑﺘﺪاﺋﻴﺎ و اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺎ و أن اﻟﻌﺎرﺿﲔ ﻻﺣﻈﺎ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻛﻮن اﻟﺴـ
ـﺐ اﻟﺘﻌﻮﻳـﺾ ﻗـﺪ وﺟـﺪت ﰲ اﶈﺠﻮزة و اﻟﱵ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺒﻎ ﰲ ﻃﻠـ
اﻟﺸﺎرع ﻗﺮب دار اﻟﻌﺎرض ﻫﺮﺗﻮت اﳏﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﳏﻀﺮ اﳊﺠــﺰ
اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 22ﻳﻨﺎﻳﺮ 1975ﰲ ﺻﻔﺤﺘﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ و أن ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺒﻎ
ـﻲء اﻟـﺬي ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ إﺣﻀﺎر اﶈﺠﻮزات أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺎ أو اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺎ اﻟﺸـ
ﻻﺣﻈﺘﻪ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﳊﺴﻴﻤﺔ ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺒﻎ أﺧــﱪ أن
اﶈﺠﻮزات ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ رﺟﺎل اﻟﺪرك اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮون ﻋﻠﻰ أي ﳏﺠـﻮز
ـﺎرﺿﲔ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺒﻎ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺎذا ﻳﺮﺗﻜﺰ اﳌﻜﺘﺐ اﳌﺬﻛﻮر ﰲ ﻃﻠﺒﺎﺗﻪ ،و أن اﻟﻌـ
ﻗﺪ أﺛﺎرا ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻂ ﺛﺎﻧﻴﺔ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﱵ ﱂ ﲡﺐ ﻋﻠــﻰ دﻓﻮﻋﺎﺗـﻬﻢ
ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ أو ﺑﺎﳉﻮﻫﺮ و أن ﻋﺪم ﺟﻮاﺑﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻫﺎﺗـﻪ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ
ﻳﻌﺮض ﻗﺮارﻫﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ.
ﺣﻴﺚ إن اﶈﻜﻤﺔ ﻏﲑ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺘﺘﺒﻊ اﻷﻃﺮاف ﰲ دﻓﻮﻋﺎﺗﻬﻢ و وﺳــﺎﺋﻠﻬﻢ إﻻ إذا
ـﺘﻨﺘﺠﺎت ﺷـﻔﻮﻳﺔ ﻗﺪﻣﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺴﺘﻨﺘﺠﺎت ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ أو ﰲ ﺷﻜﻞ ﻣﺴـ
اﻟﺘﻤﺲ اﻹﺷﻬﺎد ﺑﻬﺎ.
و ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺗﻨﺼﻴﺼﺎت اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﻻ ﻣﻦ ﺳــﺎﺋﺮ أوراق
اﳌﻠﻒ أن اﻟﻌﺎرﺿﲔ ﻗﺪﻣﺎ ﻣﺴﺘﻨﺘﺠﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﳌﺬﻛﻮر ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌــﻪ ﻫـﺬه
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺒﲔ اﳌﺮﻓﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﻫﺮﺗﻮت اﳏﻤﺪ و ﳊﺴﺎﻳﻦ ﻋﻴﺎد و ﺑــﺄن
اﳌﺒﻠﻐﲔ اﳌﻮدﻋﲔ أﺻﺒﺤﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
ـﺲ اﻟﻐﺮﻓـﺔ اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 9ﻳﱪاﻳﺮ 1978و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴـ
ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺪﰊ و اﳌﺴﺘﺸــﺎرون :ﻋﺒـﺪ اﻟﺴـﻼم اﳊـﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤـﺪ أﻣـﲔ
اﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ اﳉﺎي ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺒﻮد ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴــﻴﺪ ﻋﺒـﺪ
اﻟﻜﺮﱘ اﻟﺼﻔﺎر اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒــﻂ اﻟﺴـﻴﺪ
ﳏﻤﺪ اﳌﺮﻳﲏ.
ص 155 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 343
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 27أﺑﺮﻳﻞ 78
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ﺗﻮﺟﻴﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﻄﻠﺐ اﻟﻨﻘﺾ إﱃ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻟﺪى اﶈﻜﻤــﺔ اﻟـﱵ
أﺻﺪرت اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﻘﻮم ﻣﻘﺎم اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ اﳌﺬﻛﻮر.
ص 156 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻌﺎرﺿﺔ اﻛﺘﻔﺖ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﱃ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﻤﻠـﻚ
ﻟﺪى ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺴﻄﺎت ﺗﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه.
و ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲝﺎل أن ﺗﻘــﻮم ﻣﻘـﺎم اﻟﺘﺼﺮﻳـﺢ ﺑﻄﻠـﺐ
اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻤﻼ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 577اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼه.
و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﻣﻠﻒ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﱂ ﻳﺮﻓﻊ إﱃ اﻠﺲ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﺻﺮح ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺰﻫﺮة ﺑﻨﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاﻫﻴـﻢ و
ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ و ﻗﺪره ﻣﺎﺋﺘﺎ درﻫــﻢ ﻳﺴـﺘﺨﻠﺺ ﻃﺒـﻖ اﻹﺟـﺮاءات
اﳌﻘﺮرة ﰲ ﻗﺒﺾ ﺻﻮاﺋﺮ اﻟﺪﻋﺎوى اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣــﻊ ﲢﺪﻳـﺪ اﻹﺟﺒـﺎر ﰲ أدﱏ أﻣـﺪه
اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 27أﺑﺮﻳﻞ 1978و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﳉﻠﺴـﺔ
ﳏﻤﺪ اﳌﻌﺮوﰲ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :ﳏﻤﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ،و ﳏﻤﺪ اﳊﺠﻮي ،و أﺑــﻮ ﻣﺴـﻠﻢ
اﳋﻄﺎب ،و اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺮﻳﺢ ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ أﲪﺪ ﺑﻨﻴﻮﺳــﻒ اﻟـﺬي
ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ أوﻗﺎدة.
ص 157 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 233س م
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 26ﻓﱪاﻳﺮ 1979
اﻟﻘﺎﻋﺪة
إذا رﻓﺾ اﳌﻌﲏ ﺣﻴﺎزة اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء و ﱂ ﳛﻀﺮ ﻟﻠﺠﻠﺴﺔ اﻟﱵ ﺣــﺪدت ﻓﻴـﻪ
ـﻢ اﻟـﺬي
ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى ﻓﺤﺠﺰت اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪاوﻟﺔ ،ﻓﺈن اﳊﻜـ
ﻳﺼﺪر ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﻏﻴﺎﺑﻴﺎ و ﻟﻮ وﺻﻔﺘﻪ اﶈﻜﻤﺔ ﺧﻄــﺄ ﺑﺄﻧـﻪ ﻳﻌﺘـﱪ ﲟﺜﺎﺑـﺔ
ﺣﻀﻮري ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ.
ص 158 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ :
ﺣﻴﺚ إن ﻣﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﺼﺪور ﺣﻀﻮرﻳﺎ أو ﻏﻴﺎﺑﻴﺎ أو ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺣﻀـﻮري
أﻣﺮ ﳛﺪده اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺬي ﺗﻌﻄﻴﻪ اﶈﻜﻤــﺔ ﳊﻜﻤـﻬﺎ ﳜﻀـﻊ
ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ.
و ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻨﺼﻴﺼﺎت اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن اﻟﻌــﺎرض اﺳـﺘﺪﻋﻰ
أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﳉﻠﺴﺔ 22ﻳﻮﻟﻴﻮز 1977ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﺾ اﻻﺳــﺘﺪﻋﺎء و
ﱂ ﳛﻀﺮ ﻓﺄﺧﺮت اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪاوﻟﺔ ﳉﻠﺴﺔ ﺧﺎﻣﺲ ﻏﺸــﺖ 1977ﺣﻴـﺚ ﺻـﺪر
اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻓﻮﺻﻔﺖ اﶈﻜﻤــﺔ ﺣﻜﻤـﻬﺎ ﰲ ﺣﻘـﻪ ﺑﺄﻧـﻪ ﻧـﻬﺎﺋﻲ ﲟﺜﺎﺑـﺔ
اﳊﻀﻮري .ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻳﻜﻮن ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن إذ أن ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ اﶈﻜﻤﺔ ﻣــﻦ
ﻛﻮﻧﻪ اﺳﺘﺪﻋﻲ و اﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﺾ اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء ﳚﻌﻞ اﳊﻜﻢ ﻏﻴﺎﺑﻴﺎ و ﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﻏـﲑ
ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 371ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ 571ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺬﻛﻮر ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻄﻌﻦ ﻋـﻦ
ﻃﺮﻳﻖ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ إﻻ ﰲ اﻷﺣﻜﺎم أو اﻷواﻣﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺻﺪر ﰲ اﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻏﻴﺎﺑﻴـﺎ ﺑﺘـﺎرﻳﺦ ﺧـﺎﻣﺲ
ﻏﺸﺖ 1978ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎرض و ﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﳊﺪ اﻵن ﻓﻜــﺎن إذا
ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﺮض ﺧﻼل ﻋﺸﺮة أﻳــﺎم ﻣـﻦ ﻳـﻮم اﻹﻋـﻼم ﺑـﻪ ﻋﻤـﻼ
ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 373ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن ﻃﻠﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻗﺪم ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺎدس ﻳﻮﻧﻴﻮ 1978أي ﰲ وﻗﺖ ﱂ ﻳﻜــﻦ
اﳊﻜﻢ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﺻﺮح ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ اﳌﻘﺪم ﻣﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم وﻟﺪ ﳏﺠﻮﺑﺔ.
و ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ و ﻗﺪره ﻣﺎﺋﺘﺎ درﻫﻢ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻺﺟﺮاءات
اﳌﻘﺮرة ﰲ ﻗﺒﺾ اﻟﺼﻮاﺋﺮ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﲢﺪﻳﺪ اﻹﺟﺒﺎر ﰲ اﻷدﱏ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19ﻓﱪاﻳﺮ 1979و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﳉﻠﺴـﺔ
اﳏﻤﺪ اﳌﻌﺮوﰲ و اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ :ﳏﻤﺪ ﻏﻼم اﻟﺪﻛﺎﱄ ،و ﳏﻤﺪ اﳉﺎي أﻣﺰﻳﺎن ،و أﺑـﻮ
ﻣﺴﻠﻢ اﳊﻄﺎب ،و ﳏﻤﺪ اﳊﺠﻮي ،ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ أﲪﺪ ﺑﻨﻴﻮﺳــﻒ
اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻛﺼﻮان.
ص 159 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 365س 22
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻓﺎﺗﺢ ﻣﺎرس 1979
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻮص ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ
اﻹﻓﺮاج اﳌﺆﻗﺖ ﻫﻮ ﻏﲑ اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﻹﻳﺪاع ﰲ اﻟﺴﺠﻦ اﳌﻨﺼـ
اﻟﻔﺼﻞ 582ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ.
ص 160 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﺔ ﳒـﺪه ﺻﺮﳛـﺎ ﰲ أن أﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻔﺼﻞ 157ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴـ
ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﻨﻈﺮ ﰲ ﺷﺄن اﻻﻋﺘﻘﺎل إذا ﻛﺎن ﻃﻠﺐ اﻟﻨﻘﺾ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﺿــﺪ
ﺣﻜﻢ اﶈﻜﻤﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﲞﻼف ﻃﻠﺒﺎت اﻹﻓﺮاج ﰲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳉﻨﺤﻴﺔ اﳌﻄﻠﻮب ﻓﻴـﻬﺎ
ـﺬا اﻟﻔـﺮق ﻻاﻟﻨﻘﺾ ﻓﺈن اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻳﺮﺟﻊ ﻵﺧﺮ ﳏﻜﻤﺔ ﻧﻈﺮت ﰲ اﳌﻮﺿﻮع و ﻫـ
ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﻣﻐﺰى ﻷن اﶈﺎﻛﻢ اﳉﻨﺤﻴﺔ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳏﺎﻛﻢ اﳉﻨﺎﻳـﺎت
ـﺎل ﰲ ﻣﻔـﻬﻮم ﺗﻨﻌﻘﺪ ﰲ دورات ﳐﺘﻠﻔﺔ و ﺑﻘﻀﺎة و ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﳐﺘﻠﻔﲔ ،و اﻻﻋﺘﻘـ
اﻟﻔﺼﻞ 582ﻫﻮ ﻛﺎﻟﺴﺮاح اﳌﺆﻗﺖ ،و اﳌﺸﺮع ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻄﻰ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﲟﻘﺘﻀــﻰ
اﻟﻔﺼﻞ 157إﱃ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﱂ ﻳﻘﻴﺪه ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻞ أﻋﻄــﻰ ﳍـﺎ اﻟﻨﻈـﺮ ﰲ
ﲨﻴﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻻﻋﺘﻘﺎل.
ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻨﺼﻴﺼﺎت اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أﻧﻪ ﻋﻠﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣــﻦ
ـﻪ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 582ﻣـﻦ ﻋﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻹﻋﻔﺎء اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴـ
ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ " :و ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﰲ ﻃﻠﺒﻪ ﺑﺘﻘﺪﳝــﻪ ﻟـﺪى ﻫـﺬه
اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻠﲔ 157و 582ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ و ﺣﻴـﺚ
إن اﻟﻔﺼﻞ 582اﳌﺬﻛﻮر ،اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﳏﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺠﻦ ﳌــﺪة ﺗﻔـﻮق
ﺳﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻃﻌﻦ ﰲ اﳊﻜﻢ ﺑﻄﻠﺐ اﻟﻨﻘﺾ أن ﻳﻮدع ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺴــﺠﻦ أو ﳛﺼـﻞ
ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺮض ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﺴﻘﻮط – ﻳﻨﺺ ﺑﺼﺮاﺣــﺔ ﻋﻠـﻰ أن
اﳍﻴﺄة اﻟﱵ ﳍﺎ ﺣــﻖ اﻹﻋﻔـﺎء ﻫـﻲ اﶈﻜﻤـﺔ اﻟـﱵ ﻗﻀـﺖ ﺑﺬﻟـﻚ اﻟﺴـﺠﻦ،
ـﺔو ﺣﻴﺚ ﻳﻼﺣﻆ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 157ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴـ
أن أﺣﻜﺎﻣﻪ وردت ﰲ ﺷﺄن اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أﺧﻀﻊ ﻟــﻪ ﻓﻌـﻼ
اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺬي ﳓﻦ ﺑﺼﺪده ﻳﻬﺪف إﱃ اﻹﻋﻔﺎء اﻟــﻮارد ﰲ
اﻟﻔﺼﻞ 582ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن "
ـﺎ و أﺑـﺮز أن
و ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮار ﻋﻠﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴـ
اﻟﻔﺼﻞ 582اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء اﳌﻄﻠﻮب ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﺎرض ﻧﺺ ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﻋﻠـﻰ أن
ـﻬﺎاﶈﻜﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﲟﻨﺢ اﻹﻋﻔﺎء اﳌﺬﻛﻮر ﻫﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﱵ ﺻﺪر ﻋﻨـ
اﳊﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ اﳊﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﳊﺮﻳﺔ ﳌﺪة ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﳎـﺎل –
و اﳊﺎﻟﺔ ﻫﺬه – ﻟﻼﺳﺘﺪﻻل ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 157ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ و
اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻪ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻓﺮاج اﳌﺆﻗــﺖ ﻋﻠـﻰ
اﻹﻋﻔﺎء اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ آﻧﻔﺎ ،ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ اﳌﻜﺎوي ﳏﻤﺪ و ﺑﺄن اﳌﺒﻠﻎ اﳌﻮدع أﺻﺒــﺢ
ﻣﻠﻜﺎ ﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﰲ ﻗﺎﻋــﺔ
اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌـﺔ
ص 161 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ـﻬﻢ ﺧـﻼل اﳌﺮاﻓﻌـﺎت اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻨـ
ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 22ﻳﱪاﻳﺮ 1979و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴـﻼم
ـﻬﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤـﺪ اﻟﺪﰊ و اﳌﺴﺘﺸﺎرون :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳊﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ أﻣﲔ اﻟﺼﻨـ
ـﺎر اﻟـﺬي
اﳉﺎي ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺒﻮد ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﺼﻔـ
ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﳌﺮﻳﲏ.
ص 162 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 471
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 22ﻣﺎرس 79
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﻗﺪ أداﻧﺖ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﲜﺮﳝﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ﻣﻊ ﺗﻮاﻓﺮ ﺣﺎﻟــﺔ
ـﻦ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺪﻓـﺎعاﻻﺳﺘﻔﺰاز و ﱂ ﺗﺼﺮح ﺑﺈﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ﻟﻜﻮﻧﻪ ﱂ ﻳﻜـ
اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻼ وﺟﻪ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 95ق ز ع اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﳏـﻞ
ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺸﺮﻋﻲ.
ص 163 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﰲ اﳌﻮﺿﻮع :
ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﱵ اﻟﻨﻘﺾ اﻷوﱃ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳎﺘﻤﻌﺘﲔ :
ـﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴـﺎت اﻟﻔﺼـﻞ 95ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘـﻮد و اﳌﺘﺨﺬة أوﻻﻫﺎ ﻣﻦ ﺧـ
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ذﻟﻚ أن دﻓﺎع اﻟﻌﺎرض أﺛﺎر ﰲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﳌﺪﻧﻴــﺔ ﺑﺄﻧـﻪ ﻗـﺪ
اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺣﻖ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ و اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻳﻨــﺺ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻻ ﳏـﻞ
ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺸﺮﻋﻲ.
و اﳌﺘﺨﺬة ﺛﺎﻧﻴﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ أن اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻗﺪم ﻟﻠﻔﺘﻚ ﺑﺎﻟﻌﺎرض و ﻫﻮ ﻣﺴﻠﺢ ﺑﻘـﺎدوم
و ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻔﺮﻃﺎ و اﳌﻔﺮط أوﱃ ﺑﺎﳋﺴﺎرة.
ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أدان اﻟﻌﺎرض ﲜﺮﳝﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ﻣــﻊ ﺗﻮﻓـﺮ
ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻔﺰاز و ﱂ ﻳﺼﺮح ﺑﺈﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ﻟﻜﻮﻧــﻪ ﻛـﺎن ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺪﻓـﺎع
اﻟﺸﺮﻋﻲ و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﳏﻞ ﻟﻼﺳﺘﺪﻻل ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 95ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘــﻮد و
ـﻦ اﻟﻨﻔـﺲ و ﻻ وﺟـﻪ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒـﺔ ﺑﺮﻓـﺾ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲝﺎﻟﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋـ
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ رأﺳﺎ ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺘﺎن ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
و ﺣﻴﺚ إن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺳﺎﱂ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﺷــﻜﻠﻲ و أن اﻷﺣـﺪاث
اﻟﱵ ﺻﺮﺣﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﺑﺜﺒﻮﺗﻬﺎ ﲟﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻘــﺎﻧﻮﱐ
اﳌﺄﺧﻮذ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﱪر اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﶈﻜﻮم ﺑﻬﺎ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ـﺪ أﻛـﺮواد ﺿـﺪ اﳊﻜـﻢ ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤـ
اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﳉﻨﺎﻳﺎت ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺘﺎزة ﺑﺘﺎرﻳﺦ 19ﻳﻮﻟﻴــﻮز 1973ﻗﻀﻴـﺔ ﻋـﺪد
ـﺪره ﻣﺎﺋﺘـﺎ درﻫـﻢ ﻳﺴـﺘﺨﻠﺺ ﻃﺒـﻖ 73/266و ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺮ و ﻗـ
اﻹﺟﺮاءات اﳌﻘﺮرة ﰲ ﻗﺒﺾ ﺻﻮاﺋﺮ اﻟﺪﻋﺎوى اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﲢﺪﻳﺪ اﻹﺟﺒــﺎر ﰲ أدﱏ
أﻣﺪه اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ـﺎﻧﺖﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺴﺎﺣﺔ اﳉﻮﻻن ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛـ
اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒـﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ﺧـﻼل
ـﺔ
اﳌﺮاﻓﻌﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 15ﻣﺎرس 1979و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓـ
ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺪﰊ و اﳌﺴﺘﺸﺎرون ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳊﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ أﻣﲔ اﻟﺼﻨـﻬﺎﺟﻲ،
و ﳏﻤﺪ اﳉﺎي ،و ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻌﺒﻮد ﲟﺤﻀﺮ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﺼﻔـﺎر
اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﳌﺮﻳﲏ.
ص 164 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 1072
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 11أﺑﺮﻳﻞ 1974
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺟﺮﳝﺔ اﻟﺮﺷﻮة وﺟﻮد ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺮﺷﻮة و وﺟــﻮد
ﻣﻮﻇﻒ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻺداﻧﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﻄﺎء اﻟﺮﺷﻮة اﻟﺘــﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠـﻰ أن
اﳌﺘﻬﻢ دﻓﻊ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ اﳌﺎل ﻟﻌﻢ ﻟﻪ ﻗﺼﺪ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﺳﻔﺮ.
ﳚﺐ إﺛﺒﺎت أن ﺗﺴﻠﻴﻢ اﳉــﻮاز اﳌﻄﻌـﻮن ﰲ ﺻﺤﺘـﻪ ﰎ ﻣـﻦ ﻃـﺮف
اﳌﻮﻇﻒ اﳌﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺒﺔ أو وﻋﺪ ﺑﻬﺎ أو ﻋﺮﺿﻬﺎ و أن ﻫﺬا اﻹﺛﺒــﺎت
ﳚﺐ أن ﻳﻘﻊ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﶈﻜﻤﺔ ﺑﺼﺪد اﻟﺒــﺖ ﰲ اﻟﺪﻋـﻮى
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪم ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﳉﻮاز ﻏــﲑ ﻛﺎﻓﻴـﺔ ﻟﺘـﱪﻳﺮ ﺟﺮﳝـﺔ
اﻟﺮﺷﻮة ﻓﺈن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎزﻟﺔ اﻟﻮاردة ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﺸـﻜﻞ ﰲ
ـﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 361ﻣـﻦ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳉﺮﳝﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴـ
ـﺲ و أدﱃ ﺑﺒﻴﺎﻧـﺎت ﻣﺰﻳﻔـﺔ
اﳉﻨﺎﺋﻲ ﻷن اﳌﺘﻬﻢ ﻗﺎم ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺪﻟﻴـ
ﻗﺼﺪ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳉﻮاز.
ـﻒ ﻋـﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑـﺔ اﳌﻘـﺮرة إن اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﳌﻘﺮرة ﳉﺮﳝﺔ اﻟﺮﺷﻮة ﲣﺘﻠـ
ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 361و ﳍــﺬا ﻓـﺈن اﳋﻄـﺄ ﰲ وﺻـﻒ
اﻷﻓﻌﺎل اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺘﻬﻢ ﻳــﺆدي ﺣﺘﻤـﺎ إﱃ ﻧﻘـﺾ اﻟﻘـﺮار ﻋﻤـﻼ
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 589ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ
ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻼﻟﺔ اﳌﻠﻚ
ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻨﻘﺾ اﳌﺮﻓﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺗﺼﺮﻳـﺢ
أﻓﻀﻰ ﺑﻪ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻧﻮﻧﱪ 1971ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﺮﻳﻨﻮ ﻟﺪى ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒـﻂ
ـﺲ اﶈﻜﻤـﺔ ﺑﻐﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ ﻧﻘﺾ اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻧﻔـ
ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻋﺎﺷﺮ ﻧﻮﻧﱪ 1971و اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ )إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺮﺑﺎط( اﻟـﺬي
ـﺎء و ﲟﻌﺎﻗﺒﺘـﻪ ﻣـﻦﻛﺎن ﻳﻘﻀﻲ ﺑﱪاءﺗﻪ و اﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺈداﻧﺘﻪ ﲜﺮﳝﺔ اﻻرﺗﺸـ
أﺟﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨﺔ و ﻧﺼﻒ ﺣﺒﺴﺎ و ﺑﻐﺮاﻣﺔ أﻟﻒ درﻫﻢ و ﲟﺼﺎدرة ﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ رﻗـﻢ
.737
إن اﻠﺲ :
ﺑﻌﺪ أن ﺗﻼ اﻟﺴﻴﺪ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﳊﺴﻦ اﳊﺠﻮي اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﻪ ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ .
و ﺑﻌﺪ اﻹﻧﺼﺎت إﱃ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ اﻹدرﻳﺴﻲ اﶈﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎم ﰲ ﻣﺴﺘﻨﺘﺠﺎﺗﻪ.
و ﺑﻌﺪ اﳌﺪاوﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن :
ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻤﺬﻛﺮة اﳌﺪﱃ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺪن ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﻘﺾ :
ص 165 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﰲ ﺷﺄن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻷوﱃ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ذﻟﻚ أن اﶈﻜﻤـﺔ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ رﻛﺰت ﻗﻀﺎءﻫﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺟﺮﳝﺔ اﻟﺮﺷﻮة ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أرﻛﺎن ﺛﻼﺛــﺔ و ﻫـﻲ
وﺟﻮد ﺷﺨﺺ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺮﺷﻮة – اﻟﺮاﺷﻲ – و وﺟــﻮد ﻣﻮﻇـﻒ
ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﺮﺷﻮة و ﻳﻘﺒﻀﻬﺎ – اﳌﺮﺗﺸﻲ – و وﺟﻮد ﻣﻨﻔﻌﺔ.
و أن اﻟﺪﻓﺎع رﻛﺰ دﻓﻮﻋﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺬات و أن ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺳــﺘﺌﻨﺎف
أﻫﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﰲ ﻗﺮارﻫﺎ و ﺗﻐﺎﺿﺖ ﻋﻨــﻬﺎ و ﱂ ﺗﻨﺎﻗﺸـﻬﺎ ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗـﻬﺎ و أن
اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﺮد ﻋﻠﻰ دﻓﻮع اﳋﺼﻮم و ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ.
و اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أﻫﺪر ﺗﻌﻠﻴﻼت اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ دون ﺳﺒﺐ أو ﺗﻌﻠﻴـﻞ
و أﻧﻪ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﺎدﻳﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻜﻮﻧــﺔ ﳍـﺬه اﳉﺮﳝـﺔ و أن اﺟﺘـﻬﺎد
اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻗﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺾ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻐﲑ اﳌﻌﻠﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨــﺎﺣﻴﺘﲔ اﻟﻮاﻗﻌﻴـﺔ و
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻨﺼﻴﺼﺎت اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﺴﻄﺮة
أن اﳌﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ أﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺒﺾ و ﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﳉﻮاز اﻟﺴﻔﺮ رﻗــﻢ
ـﻪ 737أﺳﺲ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻟﺔ اﻟﺮﺑﺎط ﺑﺘﺎرﻳﺦ 18ﻳﻨﺎﻳﺮ 1971ﰲ إﲰﻪ و ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮرﺗـ
اﻟﻔﻮﺗﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻏﲑ أن ﻋﻨﻮان اﻟﺴﻜﲎ ﻛﺎن وﻫﻤﻴﺎ – 22زﻧﻘﺔ أﻛﺪﻳــﺮ ﺑﺎﻟﺮﺑـﺎط – و أن
ـﺨﺔ ﻣـﻦ ﺻـﻚ ﻫﺬا اﳉﻮاز ﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻏﲑ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹدﻻء ﺑﻨﺴـ
اﻻزدﻳﺎد ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﻈﻨﲔ ﻳﺴﻜﻦ ﰲ داﺋﺮة اﻟﺸﺎون ﻣﻦ إﻗﻠﻴﻢ ﺗﻄﻮان و ﻻ ﻳﻨﺘﻤــﻲ إﱃ
إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺮﺑﺎط.
ـﺮﻃﺔ ﻗـﺪ ﻛﺸـﻒ ﺑـﺄن و ﺣﻴﺚ إن اﻟﺒﺤﺚ اﳌﺘﻮﱃ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺸـ
اﳉﻮاز ﳑﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻣﻀﺎء ﻏﲑ – ﺻﺤﻴﺢ – و أﻧﻪ اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﺗﺼﺮﳛﺎت اﻟﻈﻨـﲔ
ـﺬهﻓﺈن اﳉﻮاز اﳌﺬﻛﻮر ﻛﺎن ﺳﻠﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻋﻢ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ دﻓﻊ ﻟﻪ أﻟﻒ درﻫﻢ ﳍـ
اﻟﻐﺎﻳﺔ – و أن اﻟﻌﻢ ﱂ ﻳﻘﻊ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻪ.
ـﺎط و ﺣﻴﺚ إن اﻟﻈﻨﲔ ﻗﺪ ﺗﻮﺑﻊ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻠﺒﺲ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ
ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻨﺤﺔ اﻟﺮﺷﻮة اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺘــﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 251ﻣـﻦ
ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﻨﺎﺋﻲ ﻓﻘﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ ﲝﻜﻤﻬﺎ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳊﻜــﻢ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و اﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺈداﻧﺔ اﻟﻈﻨﲔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﻬﻤﺔ.
و ﻋﻠﻰ إﺛﺮ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﳌﺮﻓﻮع ﺿﺪ اﳊﻜﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﻣﻦ ﻃﺮف ﳑﺜﻠﻲ اﻟﻨﻴﺎﺑــﺔ
ـﱪ 1971ﲢـﺖ ﻋـﺪد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﻀﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻋﺎﺷﺮ ﻧﻮﻧـ
ـﻒ 4027ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ رﻗﻢ 71/18129ﺑﱪاءة و ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺎم و ﻧﺼﻒ ﺣﺒﺴﺎ و أﻟـ
درﻫﻢ ﻏﺮاﻣﺔ و ﲟﺼﺎدرة اﳉﻮاز.
و ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أورد ﲟﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ اﻟﻈﺮوف اﻟــﱵ ﻋـﺜﺮ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻨﲔ و ﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﳉﻮاز اﻟﺴﻔﺮ اﳌﺰور واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ أﻋﻄﺎﻫــﺎ ﻋـﻦ
ذﻟﻚ ﳑﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣــﻦ ﺧـﺮق اﻟﻘـﺎﻧﻮن ذﻟـﻚ أن
ﳏﻜﻤﺔ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﺧﻄﺄت ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻔﺼﻞ 251ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﻨﺎﺋﻲ و أﻧــﻬﺎ
ص 166 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﺗﻐﺎﺿﺖ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﱰط ﰲ ﺟﺮﳝﺔ اﻟﺮﺷﻮة ﻣﻦ ﻗﻴﺎم أرﻛﺎن ﺛﻼﺛﺔ ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴــﻬﺎ
إذ أﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﻳﺰﻋﻢ دﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ أﻟﻒ درﻫﻢ ﻟﻌــﻢ
ﻟﻪ ﺑﻘﺼﺪ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﺳﻔﺮ و رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﶈﻜﻤﺔ ﻗﺪ أداﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﻏــﲑ
ـﲎ ﻋﻠـﻰ أن ﺗﻜﻮن اﳉﺮﳝﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ أرﻛﺎﻧﻬﺎ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﳊﻜﻢ ﻗﺪ ﺑـ
ﻏﲑ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ و ﻳﺘﻌﲔ ﻧﻘﻀﻪ.
ـﺪ اﻟﻌﻨـﺎﺻﺮ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ارﺗﻜﺒﻪ اﳌﺘﻬﻢ ﻳﺸﻜﻞ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ أﺣـ
ـﻪ ﻳﺘﻌـﲔ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﳉﺮﳝﺔ اﻟﺮﺷﻮة اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 251اﻵﻧﻒ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﺈﻧـ
اﻹدﻻء ﺑﺎﳊﺠﺔ اﻟﱵ ﺗﺜﺒﺖ أن ﺗﺴﻠﻴﻢ اﳉﻮاز اﳌﻄﻌﻮن ﰲ ﺻﺤﺘــﻪ ﰎ ﻣـﻦ ﻃـﺮف
ـﺬه اﳊﺠـﺔ ﳚـﺐ اﳌﻮﻇﻒ اﳌﻮﻗﻊ ﻟﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ وﻋﺪ أو ﻫﺒﺔ أو ﻋﺮض ﻛﻤﺎ أن ﻫـ
ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن اﶈﻜﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﺼﺪد اﻟﺒﺖ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
و ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أن ﻫﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﻮﻇــﻒ اﳌﻮﻗـﻊ ﻟﻠﺠـﻮاز و ﻣـﻦ
اﻟﻮﺳﻴﻂ اﳌﺰﻋﻮم ﻇﻠﺖ ﳎﻬﻮﻟﺔ ﻛﻤﺎ أن اﳌﺘﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﳚﻬﻞ ﻣﺼﲑ اﳌﺒﻠــﻎ اﻟـﺬي
زﻋﻢ ﺑﺪﻟﻪ ،ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻘﻀﺎة ﻗﺪ اﺳــﺘﻮﺣﻮا دﻟﻴـﻞ ارﺗﺸـﺎء ﻣـﻦ ﳎـﺮد
اﻓﱰاﺿﺎت و ﲣﻤﻴﻨﺎت و رﻛﺰوا ﻗﻀﺎءﻫﻢ ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻏﲑ ﺻﺤﻴــﺢ ﻣـﻦ
اﻟﻮاﻗﻊ و اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻴﻜﻮن إذن اﻟﻮﺟﻪ اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺾ ﺟﺪﻳــﺮا ﺑﺎﻻﻋﺘﺒـﺎر و
ﻳﺘﻌﲔ ﻗﺒﻮﻟﻪ.
و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺣﻴﺚ إﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪم ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﳉﻮاز ﻏــﲑ
ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﺷﻮة ،ﻓﺈن وﻗــﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎزﻟـﺔ اﻟـﻮاردة ﰲ ﺣﻴﺜﻴـﺎت اﻟﻘـﺮار
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﺸﻜﻞ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳉﺮﳝﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼـﻞ 361
ﻣـﻦ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﳉﻨـﺎﺋﻲ ذﻟـﻚ أن اﳌﺘـﻬﻢ ﻗـﺎم ﺑﺎﺳـﺘﻌﻤﺎل وﺳـﺎﺋﻞ اﻟﺘﺪﻟﻴــﺲ
و إدﻻء ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺰﻳﻔﺔ ﻗﺼﺪ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳉﻮاز ﺑﻴﻨﻤﺎ اﳌﻔﺮوض ﻓﻴﻪ أﻧﻪ ﻻ ﳚـﻬﻞ
ﺑﺄن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري ﳝﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻠﺐ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻮاز ﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺎﻟــﺔ اﻟﺮﺑـﺎط ﰲ
ﺣﲔ أﻧﻪ ﻳﻘﻄﻦ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺗﻄﻮان.
ـﺆدي إﱃ و ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬا اﳋﻄﺄ ﰲ وﺻﻒ اﻷﻓﻌﺎل اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻟﺪن اﻟﻈﻨﲔ ﻳـ
اﻹﻟﻐﺎء ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 589ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴــﺔ ﺳـﻴﻤﺎ و أن
اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 251ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﻨﺎﺋﻲ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑـﺔ
اﳌﻘﺮرة ﰲ اﻟﻔﺼﻞ 361ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ ﺑﻨﻘﺾ و إﺑﻄﺎل اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳــﺘﺌﻨﺎف
ـﻰﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻋﺎﺷﺮ ﻧﻮﻧﱪ 1971ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﺪد 71/882و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠـ
ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻃﺒﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﻫﻲ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ أﺧــﺮى و
ﺑﺄﻧﻪ ﻻ داﻋﻲ ﻻﺳﺘﺨﻼص اﻟﺼﺎﺋﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط إﺛﺮ اﳊﻜــﻢ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
ص 167 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤـﺔ
ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻼل اﳌﺮاﻓﻌــﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴـﺔ
ـﻼم اﻟـﺪﰊاﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 29ﻧﻮﻧﱪ 1973و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﳉﻠﺴﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴـ
ـﺪ اﳌﻌـﺮوﰲ،رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺎﻠﺲ و اﳌﺴﺘﺸﺎرون ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳊﺎﺟﻲ ،و اﳏﻤـ
ـﺎﻣﻲ اﻟﻌـﺎم اﻟﺴـﻴﺪ اﻟﻔـﺎﻃﻤﻲو أﲪﺪ اﻟﺴﺮاج ،و اﳊﺴﻦ اﳊﺠﻮي ﲟﺤﻀﺮ اﶈـ
ـﻴﺪ ﳏﻤـﺪاﻻدرﻳﺴﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﲟﺴﺎﻋﺪة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴـ
اﳌﺮﻳﲏ
ص 168 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 426
اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﻣﺎرس 1972
اﻟﻘﺎﻋﺪة
ـﻰ ﻣﻠـﻚ -2إﺛﺒﺎت أن اﳌﻠﻚ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠـ
ـﺎت اﳌﻘﺒﻮﻟـﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧـﺎ ﻓـﻼ ﻳﻜﻔـﻲاﳉﻤﺎﻋﺔ ﳚﺐ إﺛﺒﺎﺗﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﺛﺒـ
اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺬي أﻋﺪﺗﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن.
ص 169 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
ﰲ ﺷﺄن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﱃ اﳌﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺾ و اﳌﺘﺨﺬة اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠــﻰ
ﺧﺮق اﻟﻔﺼﻞ 347ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺐ ﺑﻴﺎن اﻷﻓﻌﺎل اﳌﻌﺎﻗﺐ
ـﺬا
ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﺪوﺛﻬﺎ و ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﻛـ
اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ أﻧﻬﻤﺎ ﱂ ﻳﺬﻛﺮا ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﺣﺪاث اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ إﱃ اﻟﻌﺎرض.
ـﻪ ﻗـﺪ أورد اﻷﻓﻌـﺎل اﻟـﱵ ارﺗﻜﺒـﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أن اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴـ
اﻟﻌﺎرض و ﻫﻲ "أن اﻟﻌﺮﰊ ﺑﻦ ﳊﺴﻦ ﻗﺎم و اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻘﻮة و أوﻗﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸـﺠﲑ
ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻠﻚ اﳉﻤﺎﻋﺔ ،و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن إﻏﻔﺎل ﻣﺎ أوﺟﺐ ذﻛﺮه اﻟﻔﺼـﻞ 347
ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﱂ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻨﻪ اﻟﻔﺼﻞ 352اﻟﺒﻄﻼن ﺳــﻴﻤﺎ إذا ﱂ ﺗـﺜﺮ ﻣﺴـﺎﻟﺔ
اﻟﺘﻘﺎدم اﳉﻨﺎﺋﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس.
و ﰲ ﺷﺄن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ اﳋﻄﺄ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻔﺼــﻞ 308ﻣـﻦ
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﻨﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ أﻋﻤﺎل أﻣﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و
ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ دراﺳﺔ اﳌﻠﻒ و ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ أن اﻷﺷﻐﺎل اﳌﺰﻣــﻊ
ـﺔ أوﻻد وﺣﺴـﲔ و اﳉﻤﺎﻋـﺔ ﻻ ﳝﻜـﻦ إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﻠﻚ اﻟﻌﺎرض أﻣﺮت ﺑﻬﺎ ﲨﺎﻋـ
وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻗــﺪ ﺧـﺮق ﻣﻘﺘﻀﻴـﺎت
اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺬﻛﻮر.
ـﺎ
و ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﳎﺮد ﺷﺮح ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻠﻌﺎرض أن أﺛﺎرﻫـ
أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﳌﻮﺿﻮع ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ و اﳊﺎﻟﺔ ﻫﺬه ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ.
ﻟﻜﻦ ﰲ ﺷﺄن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴــﻞ و ﻋـﺪم اﳉﻮاب
ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﻮع اﻟﱵ ﺗﻘﺪم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎرض.
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻠﲔ 347ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ و 352ﰲ ﻓﻘﺮﺗــﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﳚﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻛــﻞ ﺣﻜـﻢ ﻣﻌﻠـﻼ ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎﺣﻴﺘﲔ
اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و إﻻ ﻛﺎن ﺑﺎﻃﻼ و أن ﻋﺪم اﳉﻮاب ﻋﻠﻰ دﻓﻮع اﻷﻃﺮاف ﻳـﻨﺰل
ﲟﻨﺰﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ.
و ﺣﻴﺚ إن اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺗﻨﺼﻴﺼﺎت اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أن ﳏﺎﻣﻲ اﻟﻌــﺎرض
ـﺬي ﻳﻨـﺎزع ﻛﺎن اﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ اﶈﻜﻤﺔ أن ﺗﺄﻣﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺄن ﻳﺪﱄ ﲟﺎ ﻳﺜﺒﺖ أن اﳌﻠﻚ اﻟـ
ـﻪ ﰲ إﺳـﻢ اﳉﻤﺎﻋـﺔ اﳌﺬﻛـﻮرة ﻏـﲑ أن ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺎرض ﻗﺪ ﰎ ﲢﺪﻳﺪه أو ﲢﻔﻴﻈـ
اﶈﻜﻤﺔ اﻗﺘﺼﺮت ﻋﻠﻰ ﳎﺮد اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﱪر ﻟﻪ ﻟﻜﻮن اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻧﻔﺴــﻬﺎ
ﻗﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﻟﱵ أﻛﺪت أن اﳌﻠﻚ ﲨﺎﻋﻲ.
و ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﱂ ﳚﺐ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻋﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﶈﻜﻤــﺔ إذ
أن ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺑﻼد اﳉﻤﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﲟﺠﺮد رﺳﺎﻟﺔ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴــﺔ ﺑـﻞ ﳍـﺎ
وﺳﺎﺋﻞ إﺛﺒﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ.
و ﺣﻴﺚ إن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺛﺒﻮت اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻫﻲ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻛﱪى ﰲ اﻟﻨﺎزﻟﺔ إذ ﺑﺘﺼﺮﻳــﺢ
اﶈﻜﻤﺔ أن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﱵ ﺗﻮﺑﻊ اﳌﺘﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ وﻗﻌﺖ ﰲ ﻣﻠــﻚ ﲨـﺎﻋﻲ ﺗﻜـﻮن
اﳉﻨﺤﺔ ﻗﺪ اﻛﺘﺴﺒﺖ ﲨﻴﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﺑﺎﳌﺆاﺧﺬة ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ.
ص 170 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26
و ﺣﻴﺚ إن اﶈﻜﻤﺔ ﺑﺈﺻﺪارﻫﺎ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﱂ ﲡﻌﻞ ﳌﺎ ﻗﻀــﺖ
ﺑﻪ أﺳﺎﺳﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ.
ﻣﻦ أﺟﻠﻪ
ﻗﻀﻰ ﺑﻨﻘﺾ و إﺑﻄﺎل اﳊﻜﻢ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ و ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻠﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣــﻦ
ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ و ﻫﻲ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ أﺧــﺮى وﺑـﺮد اﻟﻘـﺪر اﳌـﻮدع
ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ.
ـﺮ اﳊﻜـﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺮر إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻤﻪ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺠﻼت اﶈﻜﻤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ إﺛـ
اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ أو ﺑﻄﺮﺗﻪ.
و ﺑﻪ ﺻﺪر اﳊﻜﻢ و ﺗﻠﻲ ﺑﺎﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻛﻮر أﻋـﻼه ﰲ
ﻗﺎﻋﺔ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﳌﺸﻮر ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط و ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﳊﺎﻛﻤـﺔ
ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﱰﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻼل اﳌﺮاﻓﻌــﺎت ﺑﺎﳉﻠﺴـﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 9ﻣﺎرس 1972و ﻫﻢ اﻟﺴﺎدة :رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﺒــﺪ اﷲ اﳌـﺎﻟﻘﻲ و
ـﺪ اﻟﺴـﻼماﳌﺴﺘﺸﺎرون :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺪﰊ رﺋﻴﺲ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺎﻠﺲ – ﻣﻘﺮر – و ﻋﺒـ
اﳊﺎﺟﻲ ،و ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺒﺎر اﻻﺧﺼﺎﺻﻲ ،و أﲪﺪ اﻟﺴﺮاج ﲟﺤﻀﺮ اﶈــﺎﻣﻲ اﻟﻌـﺎم
اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻜﺮدودي اﻟﺬي ﻛﺎن ﳝﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ و ﲟﺴـﺎﻋﺪة ﻛـﺎﺗﺐ
اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ اﳌﺮﻳﲏ.
ص 171 © ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﳌﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ -اﻹﺻﺪار اﻟﺮﻗﻤﻲ دﺟﻨﱪ - 2000اﻟﻌﺪد - 26