Professional Documents
Culture Documents
كما نتقدم بجزيل الشكر وخالص عبارات التقدير لألستاذ الدكتور حسين موسى الذي أشرف على هذه الدراسة
حتى استوت ،فلم يبخل علينا بتوجيهاته القيمة ولم يدخر جهدا في مساعدتنا.
ونتقدم بجزيل الشكر وأثمن عبارات االمتنان والتقدير للجنة العلمية التي قبلت قراءة وتقييم بحثنا المتواضع.
كما نتقدم بأصدق وأحر عبارات الشكر والتقدير إلى كافة األسرة التربوية بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية
في اإلنسانيات بسبيطلة لما بذلوه من جهد طيلة فترة تكويننا.
وشكرنا موصول إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد ،إلى كل من زرع التفاؤل في دربنا وكان لنا عونا في
إتمام هذا البحث ،ونخص بالذكر المربين األفاضل الذين تعاونوا معنا في انجاز االستبيان.
اإلهداء
أهدي ثمرة جهدي إلى من قال فيهما سبحانه وتعالى "وبالوالدين إحسانا".
إلى من ال يمكن أن أنسى فضله ما حييت ،إلى من علمني أن الدنيا كفاح سالحها العلم والمعرفة ،إلى أعظم
أب في الدنيا أبي الغالي حفظه هللا.
إلى من حملتني ف ي بطنها ،إلى من كان دعاءها سر نجاحي ،إلى من تعبت وكدت من أجل أن تراني في أعلى
المراتب ،إلى أمي العزيزة حفظها هللا.
إلى القلب الرقيق والنفس البريئة ،إلى من ساندتني وكانت عونا لي ،إلى أختي الوحيدة حفظها هللا.
إلى زميلتي وأختي التي أهدتها لي الدنيا ،إلى من قاسمتني أعباء البحث ،إلى من معها سعدت بمرارة وحالوة
الحياة ،صديقتي الغالية.
إلى سبيطلة األبية التي جمعتنا ،إلى المعهد العالي للدراسات التطبيقية في اإلنسانيات بسبيطلة.
أهدي ثمرة جهدي إلى من وصاني هللا بهما برا وإحسانا وأرجو رضاهما.
إلى الذي حنا ظهره التعب وأهد لي سنين عمره في سبيل وصولي إلى هذه المرحلة ،إلى سندي والدي الغالي
حفظه هللا ورعاه.
إلى سبب وجودي وقرة عيني التي أنارت دربي ،إلى نبع الحب والحنان وشمعة العطاء أمي الحبيبة الغالية
حفظها هللا.
إلى من تمنى لي النجاح والتوفيق ،إلى من شاركني حياتي ،إلى من هو قطعة مني أخي الوحيد حفظه هللا.
إلى زميلتي التي قاسمتني أعباء البحث ،التي لطالما غمرتني بجمال روحها ونقاء قلبها وطهارة كلماتها
وكانت لي جسرا لتحقيق أهدافي.
إلى سبيطلة األبية التي جمعتنا ،إلى المعهد العالي للدراسات التطبيقية في اإلنسانيات بسبيطلة.
أحالم خليفة
الفهرس
المقدمة 1...............................................................................................................................................................
المالحق 33...........................................................................................................................................................
قائمة الجداول
الجدول عدد ( :)4هل ترون استخدام النشاط المسرحي ينمي الدافعية لدى المتعلم؟ 20.................................................
الجدول عدد ( :)5هل ترون أن النشاط المسرحي مصدر للمتعة والتربية والتعلم أم مضيعة للوقت ويسبب الفوضى؟ 21............
الجدول عدد ( :)6هل يساهم مسرح الطفل في تكريس قيم المواطنة لدى المتعلمين؟ 23...............................................
الجدول عدد ( :)7ما رأيكم في إدخال مادة التربية المسرحية للمدارس؟ 23................................................................
الجدول عدد ( :)10هل تنجزون مشاريع أو أنشطة تتحدث عن حب الوطن وكيفية المحافظة عليه؟ 26........................
الجدول عدد ( :)11هل تحبون المسرحيات التي تعطي دروسا في االحترام والتعاون والعطاء؟ 26..............................
قائمة الرسوم البيانية
الرسم بياني عدد( :)1يوضح توزيع المعلمين حسب طبيعة المدرسة 17.............................................................................
الرسم بياني عدد ( :)2هل تعتمدون المسرح في التدريس؟19..........................................................................................
الرسم بياني عدد ( :)3أيهما أفضل تفاعل التلميذ مع النص عند دراسته على الطريقة العادية أو عند تحويله إلى مسرحية؟19.....
الرسم البياني عدد ( :)4بم تفسرون ذلك؟ 20................................................................................................................
الرسم البياني عدد ( :)5ما هي الممارسات التي تعتمدونها لتنمية قيم التربية على المواطنة لدى المتعلمين؟ 22.........................
الرسم البياني عدد ( :)6ماذا يعني لك مسرح الطفل أو ما هي تصوراتك حول مسرح الطفل؟24...........................................
الرسم البياني عدد ( :)7كيف ترى حضور األنشطة المسرحية في مدرستك أو في قسمك؟ 25...............................................
ملخص البحث
أجرينا هذه الدراسة بهدف التعرف على أهمية المسرح ودوره في تحقيق مبادئ التربية على المواطنة لدى
التالميذ .وقد قمنا بجمع البيانات الضرورية باالستناد إلى استبيان أول موجه للمعلمين واشتملت العينة على
45معلم من مختلف المدارس االبتدائية ،واستبيان ثاني موجه للتالميذ وتكونت العينة من 20تلميذ من
مدرسة حشاد بسبيطلة .لقد اعتمدنا في تحليل كل من االستبيانين المنهج الوصفي التحليلي وذلك لنصل في
النهاية إلى مجموعة من النتائج والمتمثلة في:
يعتبر مسرح الطفل واحدا من أهم الوسائل التعليمية الفعالة والناجعة والتي تساهم في تحفيز الطفل
وإقباله على التعلم.
تمثل المدرسة النواة الرئيسية لتعزيز وتثبيت قيم التربية على المواطنة لدى المتعلمين.
يعد مسرح الطفل أداة وسيلة مهمة في إلرساء وترسيخ قيم التربية على المواطنة لدى األطفال.
وعلى ضوء ما توصلنا إليه من نتائج والتي تتماشى مع الفرضيات المصاغة ،ختمنا بمجموعة من التوصيات
واالقتراحات أبرزها تمثل في دعوة المعلمين لضرورة تعزيز مكانة مسرح الطفل واعتماده في مناهجنا
التعليمية التربوية مع تكريس كافة المستلزمات من قبل الوزارة.
المقدمة
يعتبر التعليم ركيزة أساسية من ركائز المجتمع ،باعتباره المحرك األساسي للتقدم والتطور ،وزاد االهتمام
به في اآلونة األخيرة ،فتعددت حوله الرؤى واختلفت فيه المناهج لكن يبقى الهدف واحد وهو إنشاء أفراد
فاعلين في المجتمع ،مسؤولين ،قادرين على مواجهة التحديات الراهنة .ويعتبر الطفل ثمرة المجتمع
وسبيل تطوره والنهوض به ،فهو رجل اليوم والغد .ولعل ما نعيشه اليوم من مشكالت وحوادث مختلفة
يدفعنا إلى بيان أهمية العلم والوعي والتربية في تحدي صعوبات الحياة .ويبرز هنا دور المدرسة
الرسمية التي و ّكلها المجتمع لتقوم بعملية التربية والتعليم والتربية وردت قبل
باعتبارها المؤسسة التربوية ّ
التعليم ،كما تعتبر منبع الحقوق وأفضل مكان لتمتعه بحقوقه ،إذ تخول له ممارسة حقه في التعليم وتلقي
المعارف الضرورية لممارسة حياته على النحو الصحيح ،كما تعمل على تجذير الشعور باالنتماء للوطن
وإكساب مبادئ التربية على المواطنة .فعليها يقع عبء إعداد طفل مواطن مدرك لحقوقه وواجباته .فهو -
كما اعتبره روسو" -مواطن صغير" ،إذ تحمله التربية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الحياة المدنية
ليصبح مواطنا مسؤوال ضمن المجتمع .وبما أن المدرسة مجتمع مصغر ،فهي إذا العتبة األساسية لترسيخ
قيم التربية على المواطنة لدى الناشئة ،فالدعوة إذا موجهة إليجاد سبل جديرة للقيام بهذه العملية ومحاولة
اإلصالح البيداغوجي ،وذلك عبر البحث عن آليات واستراتيجيات جديدة للتدريس تتوافق مع حاجيات
الطفل ،ولع ّل هذا ما دفعنا النتقاء موضوعنا أال وهو أهمية مسرح الطفل ورهان التربية على المواطنة،
وذلك يقينا منا بقدرة المسرح على تكوين شخصية و"خلق جيل جديد مؤمن برسالة المسرح الذي يضم كل
الفنون" .1يعمل كفن مركب على تحقيق األهداف التربوية وبث القيم اإلنسانية واألخالقية والوطنية في
أجواء تسودها البهجة واالستمتاع.
ومن هذا المنطلق أردنا في بحثنا التجديد والتطوير في الممارسة التربوية وتسليط الضوء على أهمية
مسرح الطفل كبديل بغية إيجاد طرق جديدة للتدريس بعيدا عن النمطية والتلقين الميكانيكي ،والعمل على
توفير مناخ مالئم وجو محفز لألطفال لضمان إنتاجية أفضل ودافعية للتعلم.
فما هو المسرح؟ وكيف يرسخ روح المواطنة لدى الطفل؟ كيف يساهم المسرح التربوي في تحقيق العملية
التعليمية التعلمية؟ وإلى أي مدى يساهم مسرح الطفل في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى المتعلمين؟
أثناء القيام ببحثنا أردنا اإلثبات أو التحقق من الفرضيات التالية:
د.كمال الدين حسين المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة األولى ،يناير .2005ص28 1
1
كما تهدف دراستنا إلى:
إبراز أهمية المسرح كوسيلة تعليمية تساهم في التنمية الفكرية والعقلية واللغوية للطفل.
بيان دور المدرسة في تكريس قيم التربية على المواطنة لدى النشء.
الكشف عن دور مسرح الطفل في ترسيخ مبادئ التربية على المواطنة وتفعيلها لدى المتعلمين.
كسائر األعمال ،ال يخلو بحثنا من النقائص ،فلئن كانت عملية التربية على المواطنة تتم بواسطة عدة
استراتيجيات ،فإن بحثنا اقتصر على:
وقد اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وقمنا بتقسيم الدراسة إلى بابين ،األول نظري والثاني
تطبيقي وقمنا بتقسيمه للعناصر التالية:
المبحث الثاني :تطرقنا فيه إلى نشأة مسرح الطفل ومفهومه وأنواعه ثم أهمية مسرح الطفل وأهدافه
المتعلقة بالدراسة.
المبحث الثالث :رهان التربية على المواطنة وتساءلنا عن ماهية المواطن وما هي مواصفاته ،وتحدثنا عن
أهمية التربية على المواطنة وأهدافها.
المبحث الرابع :تطرقنا في هذا المبحث إلى مفهوم مسرح الطفل ورهان التربية على المواطنة وإلى أهدافه
ثم المسرح التعليمي واقترحنا التربية المسرحية كمثال واقعي لهذا المبحث.
المبحث األول :وقع فيه التطرق إلى كل اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية المتمثلة في التمهيد ،عرض
العينة ومجالها الجغرافي ،منهج الدراسة ،أداة البحث.
2
المبحث الثاني :وقع فيه تحليل بيانات االستبيانين وتفسيرها وفق المنهج الوصفي التحليلي وهو منهج
فرضته طبيعة بحثنا ،ثم عرض ومناقشة النتائج للخروج باستنتاجات وتقديم توصيات واقتراحات.
3
الجانب النظري
مدخل مفهومي .I
)1المسرح :
المسرح في اللغة هو مكان تمثيل المسرحية ،وجمعه مسارح ،وفي معناه الفني هو شكل من أشكال الفن يتم
فيه تحويل نص المسرحية األدبي المكتوب إلى مشاهد تمثيلية ،يؤديها الممثلون على خشبة المسرح أمام
حشد من الجمهور .كما يعد المسرح الفن الرابع وأحد فروع فنون األداء والتمثيل ويعتبر أب الفنون بما أنه
قادر على أن يوظف كل األشكال التعبيرية المعروفة أي التعابير اللغوية أو الجسدية أو االثنين معا.
والجدير بالذكر أنه على الرغم من بساطة مفهوم المسرح إال أنه ال يوجد تعريف واحد له متفق عليه،
ويتجلى ذلك في تعدد تعريفات المسرح في المعاجم والموسوعات المختلفة .فقد ورد في معجم مصطلحات
األدب مثال ،أن "المسرح يعبر عن اإلنتاج المسرحي لمؤلف معين أو عدة مؤلفين معينين في عصر معيّن،
كما عرفه على أنه البناء الذي يشتمل على خشبة المسرح ،والممثلين ،وقاعة المتفرجين ،وقاعات أخرى
لإلدارة والستعداد الممثلين لتمثيل أدوارهم ،كما يمكن أن يقتصر على قاعة المشاهدين والممثلين فقط".
يعرف كريستيان بيل 2وكريستوف ترييو 3المسرح أنه في المقام األول هو une performance
éphémèreأي أداء سريع الزوال ويتمثل في عمل جسدي يعتمد على الصوت واإليماءات موجه
خاص.
ّ خاص وديكور
ّ للجمهور في مكان
)2الطفل:
الطفل بكسر الطاء هو مصطلح مفردة وجمعها أطفال ويقصد بها المولود حتى البلوغ وتطلق على الذكر
واألنثى.
والطفل حسب ما صرحت به اتفاقية حقوق الطفل الصادرة سنة ،1989هو الكائن الحي أو اإلنسان الذي
لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره ولم يبلغ بعد سن الرشد ،كما أن أطفال هذه المرحلة أي مرحلة الطفولة
يعتبرون الفئة الهشة التي تستحق الحب والرعاية واالعتناء والتوجيه ،ويكمن هذا في دور األسرة
باألساس منذ السنوات األولى من مرحلة نموه .فهي تتولى دور توفير هذه الحاجيات وتهيأ له وسطا مناسبا
للنمو من مختلف الجوانب النفسية واالجتماعية...
2كريستيان بيل :ولد في 30يناير 1974في هارفورد ويست ويلز ،ممثل أمريكي بريطاني ،ومنتج أفالم ،وحاصل على
جائزة اختيار النقاد لألفالم ألفضل ممثل في الكوميديا عن عمل "ذا شورت" وجائزة األوسكار ألفضل مساعد عن عمل
"المقاتل".
3كريستوف تريو :أستاذ مسرح في جامعة باريس.
4
)3التربية :
لغة "نجد لكلمة التربية ثالثة أصول لغوية :األصل األول ربا يربو ومعناها نما وزاد .األصل الثاني ربّ
4
يرب على وزن مدّ يمدّ ومعناها أصلح ورعى ،األصل الثالث رب يربي ومعناها نشأ وترعرع".
يعرف المعجم التربوي التربية على أنها " عملية تضم األفعال والتأثيرات المختلفة التي تستهدف نمو الفرد
في جميع جوانب شخصيته ،تسير به نحو كمال وظائفه عن طريق التكيف مع ما يحيط به ومن حيث ما
ويعتبر بياجيه أن " التربية يحكمها معطيان :الفرد 5
تحتاجه هذه الوظائف من أنماط سلوك وقدرات".
وهو سيرورة النمو من جهة ،والقيم االجتماعية والثقافية واألخالقية التي على المربي إيصالها لهذا الفرد
من جهة أخرى 6".إذا التربية هي مشروع شامل لالعتناء بالطفل أو بغير الطفل أي الفرد بصفة عامة
وليست حكرا على فئة معينة.
)4المواطنة :
المواطنة نسبة إلى الوطن هو مولد اإلنسان والبلد الذي هو فيه ،ويتسع معنى المواطنة ليتمثل التعلق بالبلد
واالنتماء إلى تراثه التاريخي ولغته وعاداته .والمواطنة هي السمة التي تمنح للمواطن والتي تضمن له
الحماية والتمتع بعدة حقوق كحق الهوية ،الحرية ،الجنسية ،التعليم والصحة ...وتفرض صفة المواطنة
على المواطن عدة واجبات والزامات كالدفاع عن الوطن والوالء له والمحافظة على الملك العام والسعي
إلى تطويره ...وهي بذلك تمثل "عالقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة" .7كما أن المواطنة
هي ذلك الشعور الباطني باالنتماء للوطن واالعتزاز به وبحضارته والسعي إلى رفع راية البالد في أعلى
وأرقى المناصب العالمية .فهي بحسب معجم لسان العرب البن منظور "الوطن هو المنزل الذي تقيم فيه،
وهو موطن اإلنسان ومحله ...ووطن بالمكان و أوطن أقام ،وأوطنه اتخذه وطنا ،والموطن ...ويسمى به
8
المشهد من مشاهد الحرب وجمعه مواطن ،وفي التنزيل العزيز ،لقد نصركم هللا في مواطن كثيرة"...
4د نبيل عبد الهادي ،مقدمة في علم االجتماع التربوي ،دار اليازوري العلمية ،الطبعة األولى ،سنة .2009ص 50
5إثراء فريدة شنان ومصطفى هجرسي ،المعجم التربوي ،مصطلحات ومفاهيم تربوية ،ملحقة سعيدة الجهوية ،تصحيح
عثمان آية مهدي .اإليداع القانوني .5669-2009ص 48
6نفس المرجع .ص .50
7المواطنة والديمقر اطية في البلدان العربية ،علي خليفة الكواري وآخرون ،مركز دراسات الوحدة العربية-بيروت ،الطبعة
الثانية .2004 ،ص3
8ابن منظور معجم لسان العرب ،بيروت ،1968 ،المجلد 13ص451
5
أهمية مسرح الطفل .II
)1نشأته :
البدايات األولى لمسرح الطفل كانت في الحضارات القديمة ،حيث "ظهر مسرح العرائس عند المصريين
القدامى (الفراعنة) ،والصينيين ،واليابانيين ،وبالد ما وراء النهر وتركيا" ،9وعرف العديد من شعوب
الحضارات القديمة العرائس ،لما تتسم به من صلة وثيقة بخيال اإلنسان .وبدأت تنتقل من بلد إلى آلخر
تبعا لعوامل االتصال بين هذه البلدان فعرفها "الفينيقيون ،واألشوريون والهنود واليابانيون القدامى،
وعرفتها الحضارة اليونانية" . 10يعد مسرح الدمى من الفنون التعبيرية األولى في مرتبة الظهور بالنسبة
لفنون المسرح األخرى.
لئن كانت مالمح مسرح الطفل األولى تمتد إلى العصور القديمة ،إال أنه قد تراجع ولم يجد من يعتني به،
كما أن عروضه غالبا كانت ارتجالية ،ال تعتمد على نص فعلي ،أما خالل القرون األخيرة بدأ ظهور
مسرح الطفل بشكل منظم ،وباهتمام ملحوظ من القائمين عليه ،وبدأ ظهوره كنوع من أنواع الفنون األدبية،
الموجهة خصيصا لألطفال ،ووضعت له معايير وأسس فنية خاصة به.
أما على المستوى العربي فقد اهتمت العديد من الدول العربية بمسرح الطفل ،في مصر كانت بدايته في
أحضان المدرسة ،وفي لبنان ظهر أيضا االهتمام بمسرح الطفل من خالل المدارس ،وفي الكويت "بدأ
9محمد محمد طالب ،مالمح المسرحية العربية اإلسالمية ،منشورات دار األوقاف الجديدة ،الطبعة األولى،1987 ،
المغرب .ص 131
مختار السويفي ،خيال الظل والعرائس في العالم ،دار الكتاب العربي1947 ،م ،القاهرة .ص 7 10
11حسن المنيعي ،المسرح مرة أخرى ،سلسلة شراع ،عدد ( ،1990 ، )49طنجة .ص 108
12د محمد حامد أبو الخير ،عبد التواب يوسف ومسرح الطفل العربي ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1996 ،القاهرة،
ص 25
مارك توين :ولد سنة 1835وتوفي سنة ،1910كاتب أمريكي ،صحفي و روائي و كاتب سير ذاتية. 13
د أبو الحسن سالم ،مقدمة في نظرية مسرح الطفل ،مركز األبحاث العلمية ، 1998اإلسكندرية .ص69 14
6
مسرح الطفل الحقيقي في عام .15" 1978وفي المغرب ظهر مسرح الطفل بالمدارس ،وقدمت خالله
مسرحيات عالجت موضوعات دينية وتاريخية ووطنية ،واتخذت من الوعظ وسيلة لتوجيه األطفال إلى
16
المثل العليا والبطوالت".
ومن خالل هذه اللمحة التاريخية يتضح كيف كان االهتمام بمسرح الطفل ومنحه قدرا من العناية ،كما كان
للمدرسة دورا بارزا في احتضانه ورعايته ،واالستعانة به كوسيلة تربوية وتعليمية وتثقيفية لما له من آثار
ايجابية في نفوس األطفال.
)2مفهومه :
مسرح الطفل أو المسرح الموجه للطفل أو المسرح المدرسي يمثل األنشطة المسرحية التي يشارك فيها
الطفل وتكون موجهة إليه باألساس .وإذا تناولنا محاوالت الباحثين لوضع تعريف لمصطلح مسرح الطفل،
سنجد أن هناك العديد من الجهود المبذولة لوضع مفهوم عام لهذا المصطلح ،ومن ذلك يعرف المعجم
المسرحي مسرح الطفل أنه "تسمية تطلق على العروض التي تتوجه لجمهور األطفال واليافعين ،ويقدمه
ممثلون من األطفال ،أو الكبار ،تتراوح غاياتها بين اإلمتاع والتعليم 17".وقد عرفه الدكتور علي الحديدي
وهو من الكتاب الذين اهتموا بأدب الطفل" ،هو ذلك المسرح الذي يقدم عروضا مسرحية تخدم الطفل،
هدفه ترفيه الطفل وإثارة معارفه ،وأخالقه ،وحسه الحركي ،ويقصد به تشخيص الطفل ،والطالب ألدوار
مسرح الطفل هو إذا عبارة عن مسرحيات 18
تمثيلية ،ومواقف درامية ،للتواصل مع الصغار والكبار".
موجهة لمرحلة عمرية معينة وهي مرحلة الطفولة ،وهو ما يميزه عن بقية المسارح ،ويهدف إلى إسعاد
األطفال ،والترفيه عنهم وإثارة معارفهم ،ووجدانهم ،وحسهم الحركي ،ويخاطب عقل ومشاعر األطفال
سواء أكان المؤدون للعرض المسرحي من األطفال ،أم من الكبار ،أم خليطا من الكبار واألطفال.
يعد مسرح الطفل من أهم الوسائل التربوية والتعليمية التي تساهم في تنشئة الطفل وتكوينه وبناء شخصيته
في مرحلة مبكرة ،مما يساعد على تفجير طاقاته اإلبداعية والسلوكية .وهو فن تمثيلي موجه لألطفال يعمل
على االرتقاء بملكة التذوق الفني والجمالي لديهم ،فضال عن مساهمته في التنمية العقلية إلى جانب اهتمامه
15د محمود حسين إسماعيل ،المرجع في أدب األطفال ،دار الفكر العربي ،الطبعة األولى ، 2004 ،القاهرة .ص – 239
240
16سهير عبد الحميد عثمان ،دراسة تحليلية لمضمون مسرحيات األطفال وقياس مدى فاعلية برنامج مسرحي مقترح في
تنمية بعض القيم األخالقية في مرحلة الطفولة المبكرة ،رسالة دكتوراه ،كلية التربية ،جامعة المنيا .1993 ،ص 19
17ماري إلياس وحنان قصاب ،المعجم المسرحي ،مفاهيم ومصطلحات المسرح وفنون العرض ،مكتبة لبنان ناشرون،
الطبعة األولى ،1997لبنان .ص 41
18د علي الحديدي ،في أدب األطفال ،مكتبة األنجلو المصرية ،الطبعة الثانية1999 ،م ،القاهرة .ص 56-55
7
بالتعليم الفني النشء منذ مراحل تكوينهم األولى داخل المدرسة وخارجها ،كما أن للمسرح دورا مهما في
تنمية خيال األطفال وتنمية مواهبهم وقدراتهم اإلبداعية" .فالفنون المتعددة التي يقدمها لنا المسرح توقظ
19
لدى الطفل اإلحساس بالمبادئ الفنية األولية وتسهم في تنمية وتنشيط عمليات الخلق واإلبداع الفني".
وال شك أن مسرح الطفل يكتسب أهمية مضاعفة لما يضطلع به من مهمة تثقيفية جليلة بل لعله أكثر
الوسائط الثقافية تأثيرا ،وربما كان أكثر قدرة على التوصيل من اكتساب المقروء ،فاألطفال ينجلبون
بطبيعتهم للمسرح ،ألنه يشد انتباههم من خالل جمعه بين اللعب والمتعة ،وفيه الحوار واأللوان والموسيقى
وفيه الجمال والحقيقية ،لذلك فهو وسيط باهر من وسائط الثقافة .وإذا اعتاد األطفال على مشاهدة
المسرحيات الجيدة ،فإن ذلك يخلق منهم جمهورا مسرحيا ناضجا في المستقبل ،جمهورا واعيا مسؤوال
يستطيع أن يفرق بين الجيد والرديء ،قادرا على مناقشة القضايا المطروحة أمامه ،والتي في األغلب
تكون مستوحاة من واقعه االجتماعي .ولذلك يعد مسرح الطفل أهم مجاالت أدب األطفال يسعى إلي بث
الوعي والنهضة االجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية" .المسرح مظهر حضاري يرتبط بتقدم األمم
ورقيها وهو ليس وسيلة ترفيه أو متعة بقدر ما هو أداة تنوير ووسيط هام لنقل الفكر وبث الوعي والنهضة
20
االجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية".
ولقد تفطن علماء النفس في دراساتهم إلي أن للمسرح أثرا في تطهير النفس ،ألن التمثيل المسرحي يقوم
بمعالجة كثير من األمراض السيكولوجية التي يعاني منها الطفل ،إذ يعمل على تفريغ كافة انفعاالته
وشحناته النفسية .إلي جانب ذلك يساعد الطفل الخجول على اكتساب الثقة بالنفس ،والتخلي عن االنطوائية
واألنانية في ظل التعاون الجماعي .فحينما يقوم التلميذ بتشخيص دور فإنه في الحقيقة يسمح له بالتفاعل
والتعاون والتشارك مع األخر لإلنجاح العمل ،وبالتالي تقبل األخر والتخلي عن األنانية وحب الذات ،كما
ي مكنه من اكتساب خبرات متنوعة ومتعددة ،وأيضا العديد من العادات االجتماعية والقيم السلوكية الجميلة،
وتنمية قدراته على التعبير وإثراء قاموسه اللغوي ،باإلضافة إلي جعله أمام عالم ينبض بالحياة ويشع بنور
األضواء كما يمكنه من تعزيز الثقة بالنفس وتنمية الحاسة النقدية ،وبالتالي مجاال واسعا للتعبير عن ذاته.
يعد المسرح الموجه للطفل دعامة هامة من دعائم التربية والتعليم فنذكر:
عويس مسعود ،مسرح الطفل في التربية المتكاملة للنشء ،الهيئة المصرية العامة للكتاب .1986ص 39-38 19
د فوزي عيسى أدب األطفال الشعر-مسرح الطفل-القصة-األناشيد ،دار المعرفة الجامعية ،2008 ،اإلسكندرية ،ص89 20
8
أ .الهدف التعليمي:
يعتبر المسرح وسيلة تعليمية بامتياز ،فهو يقوم على تقديم المادة بشكل مختلف ومبسط وبأداء مشوق بعيد
عن التلقين الميكانيكي في ظل عمل جماعي تشاركي بين األطفال"،من خالل تقديم المادة التاريخية ،أو
العلمية ،أو سير األبطال بطريقة مشوقة بعيدة عن سلبية التلقين 21".وهذا ما يؤدي إلي إقبال الطفل على
المعرفة وخلق رغبة ودافعية للتعلم ،فالمسرح هنا يعمل على إثارة اهتمامهم وشدهم للتعلم بأسلوب محفز،
ومن هنا تصبح عملية الفهم واالستيعاب وتقبل المعلومة أسهل بكثير من الطرق التقليدية.
يعد المسرح أحد أهم العوامل الرئيسية التي تساهم في غرس القيم والمبادئ ،التي يجب أن يربى عليها
التالميذ من خالل العروض المسرحية المقدمة" ،للمسرحية مقاصد تربوية هامة ،فهي تقدم لألطفال
إذا يهدف النشاط 22
دروسا في التعاون والعطاء وعمل الخير ،وكيفية مواجهة المواقف اإلنسانية".
المسرحي إلى التحسين من أداء األطفال وتعديل سلوكهم والنهوض بالقيم األخالقية والدينية والوطنية
لديهم.
تعددت أشكال مسرح الطفل في تقديمها وتنوع مواضيعها واألهداف التي تسعى إليها ،حيث تقدم في صور
مختلفة ،فنجد عروض تؤدى عن طريق شخصيات بشرية ،وعروض أخرى تقدم في شكل دمى وعرائس
تعبر عن شخصيات محببة تعالج موضوعا يحاكي فئة األطفال ،ولهذا يتميز مسرح الطفل بعدة أنواع
وتقسيمات مختلفة ،فنجد تقسيما حسب القائمين بالتمثيل ك:
يعتبر مسرح الطفل البشري أحد األشكال التي تقدم فيها العروض من قبل ممثلين يعبرون عن شخصيات
بشرية ،وينقسم هذا النوع إلى ثالثة أقسام فهنالك مسرح الطفل بالطفل ،وهنالك مسرح الطفل الذي يمثل
فيه الكبار ،وهنالك مسرح أخر يشترك فيه الصغار والكبار معا.
يمثل مسرح العرائس أو مسرح الدمى أقدم األشكال المسرحية ،ليصبح اليوم له شعبية واسعة في مختلف
المجتمعات ،وذلك لما له من تأثير فعال في شخصية ونفسية الطفل ،نظرا للعالقة الوطيدة التي تجمع
د فوزي عيسى أدب األطفال الشعر-مسرح الطفل-القصة-األناشيد ،دار المعرفة الجامعية ،2008 ،اإلسكندرية ،ص91 21
د أحمد علي كنعان أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ،مجلة جامعة دمشق .2011 ،ص105 22
9
الدمية بالطفل .يختلف مسرح الدمى عن باقي أشكال المسرح ،فهنا البطل األساسي في هذه العروض
المسرحية هي الدمى أو العرائس ،التي تمثل شخصيات معينة بدال من ممثلين بشريين ،فيقومون بتحريكها
بطرق مختلفة ،ونجد عرائس تتحرك باليد وأخرى تتحرك بشد الخيوط ..وغيرها .ونجد تقسيما حسب
طبيعة النص:
تعد المسرحيات الشعرية من أكثر المسارح صعوبة ،وهذا لما تتطلبه من عناصر درامية وفنية ،فعلى
الشاعر أن يكتب كتابة هادفة في إطار إيقاعي حواري مكثف بعيدا عن الغنائية أو اإلطالة .ومن أبرز
كتاب المسرح الشعري نذكر الشاعر أحمد سويلم 23الذي اهتم بالمسرح الشعري للطفل وساهم في إثرائه.
المسرحيات النثرية هي فن من فنون األدب ،ومن أبرز كتاب المسرحية النثرية نجد األستاذ عبد التواب
يوسف ، 24والذي تميز في مسرحية عم نعناع وهي أول مسرحية كتبها.
دعا عدة فالسفة منذ جمهورية أفالطون إلى االهتمام بالتربية وجعلها في خدمة الدولة والسلطة السياسية.
في كتابه "إميل أو في التربية" على أن التربية والسياسة وجهان لعملة واحدة .وكما 25
كما أكد روسو
يسميهم روسو "المواطنون األطفال" وتعني األطفال الذين ستقوم التربية بنقلهم إلى مرحلة الحياة المدنية
باعتبار المدرسة فضاء إلرساء قيم المواطنة والتي يقوم عليها المجتمع من ذلك الحرية والديمقراطية وهذا
ما نادى به روسو وهو أن الطفل حر في العملية التربوية.
يعرف المعجم التربوي التربية على المواطنة على أنها "عملية غرس مجموعة من القيم والمبادئ والمثل
لدى التالميذ لمساعدتهم على أن يكونوا مواطنين صالحين قادرين على المشاركة الفعالة والنشطة ،في
كافة قضايا الوطن ومشكالته ،وهي ليست مسؤولية المدرسة فحسب بل مسؤولية كافة المؤسسات التربوية
23أحمد سويلم :أحمد محمد سويلم شاعر مصري ولد سنة ،1942حصل على جائزة الدولة التقديرية في اآلداب سنة
.2016
24عبد التواب يوسف :عبد التواب يوسف أحمد يوسف أديب و مؤلف مصري ولد سنة 1928وتوفي سنة .2015ألّف
595كتابا لألطفال وتحصل على العديد من الجوائز واألوسمة.
25روسو :جون جاك روسو ولد سنة 1712في جنيف وتوفي سنة 1778في إيرمينونفيل .وهو كاتب وأديب وفيلسوف،
يعد من أهم فالسفة األنوار .اهتم بالتربية والبيداغوجيا والسياسة وكانت فلسفته عامال مساعدا لقيام الثورة الفرنسية.
10
أن تتعاون في ما بينها لتحقيق هذا الهدف األسمى ،ألنه يمثل الناتج النهائي لعملية التعلم 26".وتعتبر التربية
على المواطنة أنها عملية بعث وغرس حب الوطن والشعور باالنتماء لدى الناشئة منذ مراحل التربية
داخل العائلة والمدرسة فال تقتصر التربية على المواطنة على حصة داخل جدران القسم بل هي تربية
شاملة يجب التأسيس لها منذ البداية مع العائلة .وهي إعداد الطفل كي يكون مواطنا حرا ومسؤوال
ومستقال ،يسعى إلى العمل على الرقي بمجتمعه ليصبح مجتمعا ديمقراطيا موحدا وتعدديا منفتحا على
الثقافات األخرى.
ارتبط مفهوم المواطن بالثورات التي شهدها العالم ضد االستبداد والتبعية ،ولعل أشهرها الثورة الفرنسية،
حيث يعتبر مواطن "كل شخص راشد يعيش تحت حماية دولة ما ويتمتع بحقوق مدنية وبجنسية محددة
وتتجلى خصال المواطن في :التسامح ،قبول اآلخر المختلف ،التحلي 27
ويملك حق المشاركة واالنتخاب".
بروح المبادرة االيجابية ،الشغف بطلب العلم و المعرفة ،الوعي بالحقوق والواجبات ،االنفتاح على
الحضارات ولثقافات األخرى والعمل على رقي البالد في مختلف المجاالت 28.ويتسم المواطن باالنضباط
وهو ما نظر له كانط 29من خالل كتابه "تأمالت في التربية " حيث يعتبر أن االنضباط هو أساس العملية
التربوية كما يجب يتحلى المواطن بالحرية والمسؤولية واالستقاللية وهو ما يقود إلى المفهوم األساسي
وهو المواطنة وبذلك يكون الطفل قد انتقل من ممارسة هذه المبادئ بغير وعي إلى ممارستها بطريقة
واعية ومضبوطة في الحياة المدنية.
إن في مجتمعنا اليوم نعاني أزمة قيم واضمحالل للمبادئ واألخالق اإلنسانية ،ويظهر ذلك من خالل تفشي
المشاكل االجتماعية والنزاعات وتغلب المادة على الذات ..مما أدى إلى انتشار العدوانية والعنف والسرقة
والغش وتبجيل المصلحة الخاصة عن المصلحة العامة ،وبالتالي صارت الحاجة إلى االهتمام بالتربية على
سة وأضحى العمل على ترسيخها لدى الناشئة ضرورة قصوى .وتعد المدرسة العمود
المواطنة والقيم ما ّ
الفقري للمجتمع ،كونها القائم بفعل التربية والتكوين وزرع قيم المواطنة وتربيتهم على مبادئ الصدق
واألمانة والتعاون والمساواة "إذن فرسالة المدرسة يمكن أن نلخصها في أنها تعد الفرد لحياة الواقع وحياة
26إثراء فريدة شنان ومصطفى هجرسي ،المعجم التربوي ،مصطلحات ومفاهيم تربوية ملحقة سعيدة الجهوية ،تصحيح
عثمان آية مهدي .اإليداع القانوني .5669-2009ص 50
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=325697 27
28الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،يناير ،2000 ،ص10-9
29كانط :إيمانويل كانط :عاش بين 1804-1708وهو فيلسوف ألماني من القرن .18كان من فالسفة عصر التنوير وهو
أحد أهم من كتبوا في نظرية المعرفة الكالسيكية.
11
المستقبل" .30وتتجلى في أحضان األسرة ثم المدرسة أهمية تربية المتعلمين على المواطنة وترسخ حب
الوطن والتمسك بمقدساته والرغبة في خدمته ،والعمل على تكريس قيم التسامح والتطوع والتعاون
الجماعي للنهوض بالمجتمع ،وذلك إلى جانب ما تحمله التربية على المواطنة من روح األمل والتفاؤل
بمستقبل أفضل .وتكمن أهمية هذه التربية في ترشيد سلوكيات األفراد والعمل على تنمية الوعي المواطني
لديهم بغية إنشاء مواطن صالح قادر على مواجهة مصاعب الحياة المتشعبة والتعايش معها بكل عزم وقوة
وإرادة ،ويحدث ذلك بالبدء بنقل الموروث الثقافي والقيمي منذ عملية التنشئة ،والتعامل معها على أنها
ليست تربية معارف للتعلم فقط ،وإنما هي تربية قيم للحياة والمعيشة.
ترمي التربية على المواطنة إلى تكوين شخصية الطفل المتعلم ،الطفل المواطن ،المتشبع بقيم الديمقراطية
ومبادئ حقوق اإلنسان والقادر على ممارستها في سلوكه اليومي من خالل تمسكه بحقوقه واحترامه
لحقوق غيره.
ترنو التربية على المواطنة إلى إرساء وترسيخ مبادئ الحكمة الجيدة والمهارات والقيم والتربية على
الحقوق والواجبات و ذلك من خالل:
-تنمية الحس المدني لدى المتعلمين وتربيتهم على قيم التسامح والمساواة وقبول اآلخر والتعاون ونبذ
العنف.
-تربية الناشئة على حب العمل والتفاني فيه لتحقيق تقدم المجتمع ورقيه.
ويمكننا تشبيه المدرسة والمرحلة التربوية االبتدائية بالعقد االجتماعي الذي يحول األطفال إلى مواطنين،
فرغم أن البرامج الرسمية تعد قوالب جاهزة مسلطة من قبل السلطة السياسية على المعلم والتي تمثل في
بعض األحيان عائقا أمام الفعل التربوي وخاصة إذا ما تطرقنا إلى الموازنة بين النظري والتطبيقي إال أنها
تجعل من القسم مجتمعا صغيرا يمكن التلميذ من اكتساب مهارات اجتماعية تواصلية تساعده على االندماج
داخل المجتمع.
د محمد نعمت رمضان ،محمد سليمان شعالن ،خطاب عطية علي .أصول التربية وعلم النفس ،الطبعة الرابعة ،دار 30
12
مسرح الطفل ورهان التربية على المواطنة .IV
)1مفهومه:
يعتبر مسرح الطفل أداة ناجعة وفعالة في تحقيق قيم التربية على المواطنة ،فالمسرح من أفضل الفنون
التي يستمتع بها الطفل .كما يعتبر بطبيعته عمال جماعيا ،يساهم في تكريس قيم التعاون والتسامح وقبول
وحب األخر .ويلعب هذا األخير دورا هاما في ترسيخ القيم اإلنسانية الصحيحة ،التي يجب أن يربى عليها
الناشئ ،وذلك من خالل عرض مسرحيات هادفة اجتماعيا وسلوكيا .ويقصد به استخدام مسرح الطفل
كوسيلة لتحقيق قيم ومبادئ التربية على المواطنة أي "تربية الطفل من خالل الدراما والمسرح".31
فالمسرح يساهم في تدريب األطفال على تحمل المسؤولية وتعزيز مبادئ العيش في جماعة ،وبالتالي
تنشئة طفل مسؤول ،واعي ،مستقل ،منخرط في مجتمعه ،مدرك لحقوقه وواجباته ف"الفن المسرحي هو
أحد أشكال الوعي االجتماعي".32
)2أهدافه:
يهدف مسرح الطفل إلى تحقيق أهداف ومبادئ التربية على المواطنة منها:
يعمل المسرح على تنمية روح التعاون وتعزيز شعور االنتماء إلى جماعة ،فالمسرح يقوم على مبدأ العمل
كفريق واحد في أجواء يسودها التضامن والمحبة إلنجاح العرض المسرحي".هذا العمل الجماعي الذي
يسوده مناخ من الحب والتعاون ،ينم لدى التالميذ ،اإلحساس بأهمية التعاون إلنجاح الجماعة ،كما ينمي
33
لديه الشعور باالنتماء إلى الجماعة التي يسعى ويساهم في نجاحها".
عن طريق إقامة مسابقات مسرحية وتحفيز األطفال وترغيبهم للتفوق والسعي لتحقيق عرض ناجح ،يخلق
ذلك لدى الطفل روح المنافسة" .حيث يشعر الجميع أنهم يعملون حتى مع تنافسهم على تحقيق هدف واحد،
وهو تحقيق نشاط ناجح مكتمل العناصر".34
31د.كمال الدين حسين المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة األولى ،يناير .2005ص41
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583595 32
د .كمال الدين حسين ،المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق،مرجع سابق ،ص54 33
13
ج .تنمية االنتماء إلى الوطن:
يساعد المسرح على تعزيز قيم االنتماء والتضحية من أجل الوطن وفداءه والدفاع عنه ،وذلك بعرض
مسرحيات ذات طابع وطني مشرف" ،تدور حول أحداث عظام ،وشخصيات نبيلة ،ساهمت في الرفع من
شأن الوطن والتقدم به" .35فيضطلع الطفل ويتبع ذوي الرفعة والشأن من األبطال ويودَ أن يكون مثلهم
ويذكره التاريخ.
وهو ما يحتاجه أطفالنا اليوم في ظل انتشار المشاكل النفسية المتعددة والناجمة عن فقدان الثقة بالنفس،
وذلك بتقديم المسرحيات والوقوف أمام الجمهور من تالميذ وإطار تربوي ،والتكلم بفصاحة وبالغة
إليصال المعنى والصورة لنجاح المشهد .األمر الذي يساهم في امتالك التلميذ قدر من الثقة في قدراته
ومواهبه" .من أهم الجوانب التربوية للتالميذ :إكسابهم الثقة بالنفس ،والتي تساعد على تكوين صورة
36
إيجابية للذات ،صورة متوازنة تساعد على النمو السوي لصاحبها"
يسعى المسرح إلى تقوية وتثبيت القيم األخالقية والدينية واإلنسانية لدى الناشئة ،وذلك بتقديم نماذج إيجابية
من العلماء واألبطال الذين ساهموا في النهوض باإلنسان واإلنسانية.
إذا يعمل مسرح الطفل على تعزيز العالقات اإلنسانية واالجتماعية بين التالميذ ،كما يعمل من جهة أخرى
على دعم الشعور بالمسؤولية ،وممارسة مختلف أساليب الديمقراطية في التعامل الجماعي ،واحترام
القوانين واألنظمة والتحلي باألخالق الفاضلة والثقة بالنفس.
يعتبر المسرح الموجه للطفل وسيلة تربوية وتعليمية مهمة في الوسط المدرسي ألنه يحقق عدة أهداف هي
من أهداف المناهج التعليمية التربوية ،نظرا لما يكسبه هذا الفن للطفل من معارف وخبرات وقدرات على
مخت لف المستويات ،أثبتتها مختلف األبحاث والدراسات سواء في علوم التربية إذ "ينمي ثروته اللغوية
أو في المجال النفسي "يساعده على التغلب على الخجل والتخلص من 37
ويزيد تعلقه باللغة الفصحى"
د.أحمد علي كنعان أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ،كلية التربية ،جامعة دمشق ،المجلد ،27العدد األول والثاني، 37
.2011ص113
14
أو الحس حركي حيث "يساعد على إثارة خيال الطالب ودفعه إلى البحث والتنقيب 38
الميل والعزلة"
واالكتشاف مستخدما العديد من الحواس" .39وعلى إثر هذه األهداف الرامية إلى تنشئة الطفل وتكوينه
وتعليمه وتفجير طاقاته اإلبداعية والسلوكية نسعى إلى إرساء مادة التربية المسرحية في مدارسنا لتكون
الفضاء الذي يجد فيه الطفل التوازن الفكري والبدني والوجداني ،فتقدم له مسرحيات هادفة تعليميا وتربويا
وأخالقيا "ألن الطفل ال يلقن قواعدها كدرس للحفظ ،وإنما يعيشها في وضعيات حية من إبداع خياله
ومنبعها هو المحيط المعيش" .40فتمكنه هذه المادة من مبادئ العمل الجماعي واكتساب روح التنافس
والثقة بالنفس واحترام اآلخر وذلك من خالل إجراء مسابقات مسرحية بين األقسام وبين المدارس وفي
دور الثقافة والنوادي ويكون التعلم عن طريق الحركة والحوار وتقديم العبر.
د.أحمد علي كنعان أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ،مرجع سابق .ص113 39
عبد الحكيم عليمي منهاج النشيط المسرحي في الفضاءات التربوية ،الطبعة ،1999 ،1الشركة التونسية للنشر وتنمية 40
15
الجانب التطبيقي
اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية .I
)1تمهيد
يحظى الجانب التطبيقي بأهمية في تناول كل بحث علمي إذ يأتي استنادا على ما ورد في الجانب النظري
إلثبات صحته أو دحضه ،ويكزن ذلك باالعتماد على مجموعة من اإلجراءات الميدانية التي تتمثل في
عرض العينة ومجالها الجغرافي ،منهجية البحث المستخدمة وأداة جمع البيانات.
تعرف عينة الدراسة على أنها :الجزء الذي يختاره الباحث وهي جزء من مجتمع الدراسة يتم اختياره
بطريقة منهجية أو عشوائية ويتم فحص عينة الدراسة لتعميم النتائج على باقي المجتمع وتستخدم طريقة
41
العينة في البحث في حاالت المجتمعات الكبيرة التي تعد مفرداتها باآلالف.
وقد ارتأينا في بحثنا هذا التوجه لعينتين مختلفتين بغية معرفة نظرة هاذين الطرفين بخصوص الموضوع.
فقمنا بتوزيع االستبيان األول على مجموعة من المعلمين من مختلف المدارس ،فتحصلنا على 24إجابة
مصنفة بالجدول اآلتي .وقمنا بنشره كذلك على مواقع الكترونية خاصة بمعلمي المدارس االبتدائية،
فتحصلنا على 21إجابة .وكان المجموع 45إجابة.
24 المجموع
أما االستبيان الثاني فكان موجه للتالميذ ،حيث قمنا بتوزيعه على تالميذ مدرسة حشاد بسبيطلة من والية
القصرين ،فتحصلنا على 20إجابة.
صرح الدين شروخ ،منهجية البحث العلمي ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة .2003 ،ص 23 41
16
)3منهج الدراسة:
يقوم كل بحث علمي بالضرورة على منهج معين يكون بمثابة الطريق الذي يسلكه الباحث للحصول على
نتائج واقعية ودقيقة متعلقة بموضوع البحث .وبالنظر إلى طبيعة بحثنا فلقد اعتمدنا المنهج الوصفي
التحليلي وذلك لقدرته على معالجة المنهجين الكمي والنوعي ،وباعتباره األنجع في الكشف عن تفاصيل
بحثنا المتعلقة بأهمية مسرح الطفل في تحقيق رهان التربية على المواطنة.
)4أداة البحث:
يتم تحديد أداة البحث حسب طبيعة وخصوصية الموضوع وقد فضلنا االستبيان للتحقق من خصوصية
بحثنا.
االستبيان :يعتبر االستبيان أداة من أدوات البحث ويتمثل في تقديم مجموعة من األسئلة لفئة معينة وذلك
للحصول على عدة نتائج ،وقد قمنا في بحثنا بتوجيه استبيان خاص بكل من المعلمين والمتعلمين.
33%
حضرية
ريفية
67%
تدل البيانات الواردة بالرسم البياني السابق أن نسبة المدارس التي تتميز بالطبيعة الحضرية تفوق نسبة
المدارس التي تتميز بالطبيعة الريفية ب .%33
17
الجدول عدد ( :)2يوزع المعلمين حسب المستوى التعليمي:
يوضح الجدول السابق أن %40ممن توجهنا لهم بالسؤال من خرجي معاهد اإلجازة التطبيقية في التربية
والتعليم ،و %40من المدرسين من خريجي معاهد ترشيح المعلمين .أما النسبة الضئيلة فهي المعلمين من
خريجي معاهد األستاذية أو اإلجازة في اختصاص آخر.
تدل البيانات الواردة بهذا الجدول أن أكثر من %50من المدرسين يتمتعون بخبرة في التدريس تتراوح ما
بين 5سنوات و 10سنوات فأكثر .و %44كانت خبرتهم قليلة حددت بأقل من 5سنوات.
18
السؤال األول:
30
25
20
نعم
15
ال
10 إلى حد ما
5
0
يوضح الرسم البياني السابق أن كل المدرسين يعتمدون المسرح في التدريس حيث كانت اإلجابات ب ال
منعدمة أي ،%0أما التفاوت يظهر في محدودية اعتماد المسرح في التدريس فبلغت اإلجابات ب إلى حد
ما %60وهي أعلى نسبة أي ما يعادل 27مدرس ،أما اإلجابات ب دائما قدّرت ب %40أي 18مدرسا.
تدل البيانات الواردة بهذا الرسم البياني التوضيحي أن أغلب المدرسين مل ّمون بأهمية المسرح في التدريس
وقدرته على تبليغ المعلومة وقربه من عالم الطفل.
السؤال الثاني:
الرسم بياني عدد ( :)3أيهما أفضل تفاعل التلميذ مع النص عند دراسته على الطريقة العادية أو عند
تحويله إلى مسرحية؟
45
40
35
30
25 عند تحويله إلى مسرحية
20 على الطريقة العادية
15
10
5
0
19
تبعا للرسم البياني يظهر إجماع أغلب المعلمين على أن تفاعل التالميذ مع النص عند تحويله إلى مسرحية
أفضل من دراسته على الطريقة العادية بنسبة قدرت ب %91وهي نسبة عالية تبين مدى أهمية ونجاعة
األنشطة المسرحية في تحقيق األهداف التعليمية ،فالمسرح يقوم بتقديم الدرس بطريقة مشوقة ومثيرة بعيدا
عن التلقين والنمطية .أما النسبة المتبقية وهي أفضلية دراسة النص على الطريقة العادية قدرت ب %9
وهي نسبة منخفضة يمكن أن تفسر بصعوبة مسرحة الدروس وضيق الوقت.
السؤال الثالث:
الجدول عدد ( :)4هل ترون استخدام النشاط المسرحي ينمي الدافعية لدى المتعلم؟
يبرز هذا الجدول انعدام اإلجابات ب ال ،وأن اإلجابات تراوحت بين نعم وإلى حد ما .وكانت النسبة
الطاغية ب نعم ،مثلت %80من المدرسين قد صرحوا بأن للنشاط المسرحي دور في تنمية الدافعية لدى
المتعلمين وزيادة قابليتهم للتعلم .ويعزى ذلك لتماشي المسرح مع ميوالت الطفل ورغباته إذ يعمل على
كسر الملل والرتابة ليصبح الدرس أكثر حيوية.
السؤال الرابع:
16
12
يحفز على التعلم ويشعر التلميذ أنه
10 مشاركا وفعاال ويساعد على إثبات الذات
6
لم يجيبو
4
2
0
20
يوضح الرسم البياني السابق اختالف اإلجابات في إطار هذا السؤال حول من يرى أن النشاط المسرحي
يعمل على تقريب المفاهيم بنسبة %31أي 14معلما ،وذلك عن طريق تجسيد التعلمات بشكل محسوس
وملموس لتسهيل استيعابها وتثبيتها في ذهن المتعلم .و أقر %20من المعلمين بأن النشاط المسرحي ينمي
الدافعية لقدرته على تحفيز التلميذ وتشريكه في العملية التعليمية ليشعر أنه عنصرا فعاال مما يساعده على
تثبيت ثقته بنفسه وبناء شخصية بعيدة عن االنطوائية والعزلة .وأجمع 15مدرسا أي بنسبة %33من
المستجوبين وهي النسبة األعلى على أن النشاط المسرحي يخلق جو مرح ويمثل أسلوب متجدد باعتباره
نشاط حيوي ممتع يجمع بين المتعة واإلفادة .أما النسبة المتبقية والتي تقدر ب %16فلم يجيبوا ويمكن أن
يرجع ذلك إلى رغبة بعض المعلمين في اإلجابة فقط عن األسئلة المغلقة والتي تكون بوضع عالمة وال
يفضلون التفسير والتعليل.
السؤال الخامس:
الجدول عدد ( :)5هل ترون أن النشاط المسرحي مصدر للمتعة والتربية والتعلم أم مضيعة
للوقت ويسبب الفوضى؟
تبرز نتائج الجدول السابق ،هيمنة اإلجابات التي تعتبر أن المسرح مصدر للمتعة والتربية والتعلم وذلك
بشهادة 44معلم أي بنسبة %98وهي نسبة تتسم باالرتفاع وتؤكد لنا وظيفة مسرح الطفل التعليمية والتي
تتمثل في نقل المعارف إلى الطفل في سياق حركي مثير ،كما تبرز لنا أهمية الوظيفة التربوية التي
يضطلع بها المسرح كونه وسيلة تربوية بامتياز وذلك لقدرته على تجسيد القيم والمبادئ على شكل
شخصيات مجسدة وقريبة من عالم الطفل .إضافة إلى أنه مصدر للمتعة والمرح فهو نافذة من نوافذ الترفيه
واللعب .في حين أجاب معلم فقط أي بنسبة %2أن المسرح يمثل مضيعة للوقت ويسبب الفوضى ،وذلك
يمكن أن يعود إلى عدم توفر الفضاءات المخصصة وضيق الوقت لممارسة مثل هذه األنشطة أو الجهل
بأهمية المسرح كوسيلة تعليمية وتربوية ممتعة.
21
السؤال السادس:
الرسم البياني عدد ( :)5ما هي الممارسات التي تعتمدونها لتنمية قيم التربية على المواطنة لدى
المتعلمين؟
يبين الرسم البياني عدد ( )5تنوع واختالف ممارسات المعلمين المعتمدة لتنمية قيم التربية على المواطنة
في نفوس المتعلمين ،فنجد من أجاب باحترام تحية العلم والنشيد الوطني بنسبة قدرت ب %22وهي أعلى
نسبة ،تثبت لنا وعي المعلمين بضرورة زرع حب الوطن وتنمية الحس الوطني لدى التالميذ ،في حين
يمارس %20نشاط الحوار المنظم والتصويت داخل القسم على مقترحات باعتبار هذه الممارسة تعمل
على إرساء جملة من الق يم أال وهي قبول الرأي المخالف واحترام اآلخر والتعبير عن الرأي بحرية .بينما
عبر ال %20اآلخرين عن عرضهم لصور ومقاطع فيديو من شأنها تنمية وتفعيل القيم المواطنية لدى
الناشئة .كما صرح %18من المعلمين في هذا اإلطار بوضع ميثاق للقسم وإنجازهم لمشاريع تتضمن
بعض القيم كاالنخراط في حمالت نظافة أو تقديم بعض التبرعات وغيرها ،مما يساهم في بناء مواطن
صالح مسؤول في المجتمع .وقد أجاب %11من المستجوبين بمسرحة النصوص ذات الطابع االجتماعي،
يؤول إلى إهمال
وهو ما يبرز أهمية المسرحة تربويا .أما البقية والتي مثلت %9لم يجيبوا وهذا يمكن أن ّ
بعض المدرسين لجانب التربية على المواطنة.
22
السؤال السابع:
الجدول عدد ( :)6هل يساهم مسرح الطفل في تكريس قيم المواطنة لدى المتعلمين؟
حسب نتائج الجدول السابق ،يظهر أن جميع المعلمين أقروا بأن مسرح الطفل يساهم في تكريس قيم
التربية على المواطنة لدى المتعلمين وذلك بنسبة %100أي 45معلما .ويدل هذا على إيمان المدرسين
بمساهمة النشاط المسرحي في تحقيق تلك األهداف وترسيخها بطريقة مثيرة تعين الطفل على بناء
شخصية سوية فاعلة في المجتمع حاضرة لمواجهة غمار الحياة ومصاعبها ،وذلك عن طريق تمثيل أو
وتقوم سلوكه.
مشاهدة أدوار هادفة اجتماعيا وتربويا تنهض بفكر الطفل ّ
السؤال الثامن:
يبي ن الجدول السابق اتفاق كل المعلمين الذين توجهنا لهم بالسؤال على دعمهم لفكرة إدخال مادة التربية
المسرحية للمدارس بنسبة بلغت ،%100نظرا إلى أن النشاط المسرحي له طابع خاص ودور مميز عن
بقية األنشطة األخرى لقدرته على ترسيخ القيم وبث الوعي في عقول المتعلمين وتجسيده في عمل
مسرحي مثير وقدرته على دعوة وخدمة كل المواد وتوظيف جل المعلومات المدروسة ودمجها في
مسرحية ذات بعد تربوي تعليمي.
23
أ .تحليل االستبيان الثاني :االستبيان الموجه للتالميذ
السؤال األول:
الرسم البياني عدد ( :)6ماذا يعني لك مسرح الطفل أو ما هي تصوراتك حول مسرح الطفل؟
9
8
7
6 ثقافة
5
ترفيه ومتعة
4
تمثيل
3
2 تنمية مواهب
1
0
تبعا للرسم البياني السابق ،اختلفت الرؤى والتصورات حول مسرح الطفل ،فمنهم من يرى أنه يمثل ثقافة
بنسبة بلغت ،%25وآخرين يرون أنه عبارة عن ترفيه ومتعة بنسبة قدرت ب %45وهي أعلى نسبة .في
حين عبر 3تالميذ أي بنسبة %15أنه تمثيل .أما النسبة المتبقية والتي قدرت ب %15صرحوا بأنه تنمية
مواهب .وتدل هذه البيانات أن التالميذ على دراية بمدلول المسرح كتمثيل ،وأنهم على وعي بمهمة
المسرح التثقيفية ودوره في خلق روح الدعابة والمتعة .إلى جانب مساهمته في تفجير المواهب والتشجيع
على الخلق واإلبداع.
السؤال الثاني:
24
يبين الجدول أعاله أن أغلبية التالميذ يريدون المشاركة في األنشطة المسرحية وذلك بنسبة بلغت %85
أي ما يعادل 17تلميذ وهي نسبة مرتفعة تبرز رغبة وإقبال األطفال على المسرح بما هو متعة وترفيه
وثقافة ومجال لإلبداع وتفجير طاقاتهم .أما النسبة المتبقية وهي %15عبروا عن عدم رغبتهم في
المشاركة في األنشطة المسرحية ،وهذا يمكن أن يعود إلى معاناة بعض األطفال من الخجل و االنطوائية.
السؤال الثالث:
الرسم البياني عدد ( :)7كيف ترى حضور األنشطة المسرحية في مدرستك أو في قسمك؟
10
2
0
استنادا لما ورد بهذا الرسم البياني ،نالحظ أن %45من المتعلمين يؤكدون الحضور المكثف لألنشطة
المسرحية ،بينما أجمع %35على الحضور المتوسط لمثل هذه األنشطة بالمدرسة أو بالقسم .في حين أقر
البقية والتي قدرت ب %20على الحضور المنعدم لألنشطة المسرحية .انطالقا من هذه النتائج يمكن أن
نفهم أن اإلطار التربوي يسعى إلى إرساء ثقافة مسرح الطفل وذلك لما يحققه من أهداف تعليمية وتربوية
وتثقيفية.
السؤال الرابع:
25
يبرز الجدول أعاله مجموعة من القيم التي تلقاها التالميذ في المدرسة ورسخت في أذهانهم ،حيث احتلت
قيم التعاون والتضامن المرتبة األولى بنسبة %45أي 9تالميذ ،تليها قيمة االحترام بنسبة %30أي 6
تالميذ ،ثم قيمة االنضباط بنسبة قدرت ب ،%20والنسبة أألخيرة والضئيلة كانت لقيمة التربية بتصريح
تلميذ واحد .تشير هذه النتائج إلى أن المدرسة تلعب دورا هاما في غرس وترسيخ قيم ومبادئ اجتماعية
وتربوية لدى الناشئة لتكوين مواطن صالح في المجتمع.
السؤال الخامس:
يبين الجدول السابق أن اإلجابات التي تقول بإنجاز مثل هذه المشاريع واألنشطة تحض ب حوالي %95
تراوحت بين نعم وإلى حد ما ،و %5أي إجابة واحدة تقر ب عدم إنجاز مشاريع أو أنشطة تتحدث عن
حب الوطن وكيفية المحافظة عليه.
السؤال السادس:
الجدول عدد ( :)11هل تحبون المسرحيات التي تعطي دروسا في االحترام والتعاون
والعطاء؟
26
يظهر الجدول السابق أن جميع المستجوبين من التالميذ عبروا عن حبهم للمسرحيات التي تعطي دروسا
في التعاون و العطاء وذلك بنسبة ،%100ومنه نستخلص رغبة المتعلمين في تمثيل ومشاهدة مسرحيات
يكون المغزى منها تلقي دروس وعبر بطريقة سلسة قريبة من عالمهم.
يتناول هذا الجزء عرضا شامال الستنتاجات البحث المبنية على حقائق علمية بهدف الكشف عن أهمية
مسرح الطفل ومدى تحقيقه لرهان التربية على المواطنة.
أ .نتائج متعلقة بالفرضية األولى :تنص الفرضية األولى على أهمية المسرح وتوظيفه كوسيلة
تعليمية تربوية .ولالستدالل والبحث في دقة هذه الفرضية خصصنا مجموعة من األسئلة.
من خالل تحليل إحصائيات الرسم البياني عدد ( )3وبيانات الجدول عدد ( )5المتعلقة بهذه الفرضية
نالحظ أن %98من المدرسين أكدوا على أهمية مسرح الطفل في تحقيق األهداف التعليمية ومن هنا يمكن
أن نستنتج أن مسرح الطفل هو أحد الوسائط الفعالة التي تساهم في التنمية العقلية والفكرية والثقافية
وخاصة اللغوية ،فهو يقدم المادة في شكل تمثيلي هادف ،يساعد على الفهم واإلدراك والتزويد بمختلف
المعارف بطريقة شيقة سلسة تجمع بين الترفيه والتعليم .إضافة إلى هذا يكسب مسرح الطفل ألوان متعددة
من المهارات والخبرات كالنطق السليم واألداء المعبر وينمي لديه فنون اإللقاء وملكة الحفظ مما يؤدي إلى
إثراء قاموسه اللغوي .كما بينت نتائج البحث في هذا السؤال (هل ترون استخدام النشاط المسرحي ينمي
الدافعية لدى التالميذ؟) أن أغلبية المعلمين ( )%80أقروا بدور المسرح في تنمية دافعية التالميذ وقابليتهم
على التعلم .ولمزيد التأكد والتيقن من هذه الفرضية قمنا بالتوجه بالسؤال التالي للتالميذ وهم المعنيون
باألمر وألجلهم نسعى للنهوض بالمستوى التعليمي ،وهو (هل تريد المشاركة في األنشطة المسرحية؟)
وكانت اإلجابات داعمة للفرضية وذلك بإرادة ورغبة %85من المتعلمين في المشاركة في األنشطة
المسرحية ،ويعود ذلك لكون المسرح من أفضل األشكال الفنية التي تعبر عن عالم الطفل الخاص ،فمنذ
سنوات عمره األولى كان الطفل يتخيل ويتحدث مع لعبه عبر سيناريو يؤلفه ويخرجه ويمثله وحده ،لذلك
يمارس المسرح على الطفل نوعا من السحر فيجذبه ويدمجه مع الحصة ويشعره بالرغبة في المتابعة،
فيتلقى الطفل عبر المسرحية المعلومات دون إكراه أو ضغط أو ملل .وبالتالي يمثل المسرح أهم الطرق
التعليمية المتجددة التي تسعى إلى االنتقال بفعل التعلم من التلقي إلى الممارسة حيث يكون المتعلم عنصرا
فاعال في بناء معارفه.
27
ب .نتائج متعلقة بالفرضية الثانية :والتي تنص على أهمية تكريس وإرساء قيم التربية على المواطنة
لدى الناشئة ودور المدرسة في ذلك.
وللتحقق من هذه الفرضية قمنا بطرح السؤال التالي على المعلمين( :ما هي الممارسات التي تعتمدونها
لتنمية قيم التربية على المواطنة لدى التالميذ؟) وبعد تحليل النتائج المتحصل عليها إثر هذا السؤال
واالطالع على الممارسات المختلفة والمتنوعة المعتمدة من قبل المعلمين والتي من شأنها تكريس هذه
القيم ،يمكننا اإلقرار باألهمية القصوى التي تلعبها المدرسة في غرس قيم التربية على المواطنة ،وذلك
عبر اهتمام المدرسين بهذا الجانب والعمل على خلق المواطن المنشود ،فالمدرسة تعتبر خلية مصغرة من
المجتمع يمارس فيها الطفل المواطنة والديمقراطية ويتشبع بقيم التسامح والمساواة وقبول اآلخر
واحترامه ،وينمو لديه الشعور بالمسؤولية واالنضباط .وللتيقن والتدقيق في النتائج واالستنتاجات
المتحصل عليها توجهنا للتالميذ بالسؤالين الرابع والخامس على التوالي (ما هي القيم االجتماعية التي
تعلمتموها من المدرسة؟) و (هل تنجزون مشاريع أو أنشطة تتحدث عن حب الوطن وكيفية المحافظة
عليه؟) وقد ذكر التالميذ المستجوبين قيم كالتعاون والتضامن واالنضباط واالحترام والتربية وقع اكتسابها
داخل أسوار المدرسة ،وهي قيم نبيلة يجب أن يربى عليها الناشئ وتكون حاضرة في سلوكه تعينه على
مواجهة مشاكل الحياة ومصاعبها وتعد األفراد إعدادا يم ّكنهم من أن يقوموا بوظيفتهم كأعضاء في
المجتمع ،وتساهم في بناء جيل متشبع بالقيم والمبادئ الجليلة بعيدا عن التعصب والعنف .وقد وردت
اإلجابات عن السؤال الخامس حسب بيانات الجدول عدد ( )10أن ج ّل المتعلمين يحضون بانجاز مشاريع
وأنشطة تتحدث عن حب الوطن والحفاظ عنه بنسبة ،%95تراوحت بين نعم وإلى حد ما .ويمكن أن
يقودنا هذا إلى التيقن من عمل اإلطار التربوي على إرساء حب الوطن والوالء له في نفوس التالميذ
وغرس مبدأ الحفاظ عليه وعلى ممتلكاته .وهذا ما نحتاجه اليوم نحتاج جيال يمثل أساسا متينا ،يرعى وطنه
ويسعى إلى إعالء رايته ويعمل على خدمة الصالح العام.
ج .نتائج متعلقة بالفرضية الثالثة :تقر هذه الفرضية بأهمية مسرح الطفل في تحقيق رهان التربية
على المواطنة.
وإلثبات أو دحض هذه الفرضية قمنا بطرح السؤال التالي على المعلمين( :هل يساهم مسرح الطفل في
تكريس قيم التربية على المواطنة؟) .أفاد تحليل بيانات الجدول عدد( )6المتعلق بهذا السؤال أن جميع
المعلمين على يقين بدور المسرح في ترسيخ قيم التربية على المواطنة بنسبة بلغت .%100وللتدقيق أكثر
في خبايا هذه الفرضية توجهنا للتالميذ بالسؤال التالي (هل تحبون المسرحيات التي تعطي دروسا في
االحترام والتعاون والعطاء؟) فأفضت النتائج إلى إجماع التالميذ على حبهم لمثل هذه المسرحيات التي
تكون خاتمتها إعطاء عبر ودروس في األخالق والقيم بنسبة بلغت .%100
28
إذا نالحظ توافق النتائج ومالئمتها لما ذكر في الجانب النظري ،أن مسرح الطفل يعتبر أداة ووسيلة ناجعة
وفعالة في تحقيق قيم التربية على المواطنة ،فهو كفن جامع لكل الفنون يسعى إلى خلق جيل من األطفال
متشبعين بالقيم األخالقية والوطنية واالجتماعية .والمسرح يمثل بطبيعته عمل جماعي مترابط يساهم في
إرساء مبادئ التعاون والتسامح وتعزيز روح االنتماء إلى الجماعة .كما يلعب هذا األخير دورا هاما في
تهذيب وتعديل سلوكيات األطفال باعتبار أن "المسرح أداة للتهذيب وإحياء المثل العليا في نفوس
األطفال" .42إضافة إلى ذلك ينمي أبو الفنون الحس بالمسؤولية والثقة بالنفس لدى المتعلمين مما يؤدي إلى
تكوين شخصية متكاملة ومتوازنة .وفي األخير نستخلص أن مسرح الطفل قادر على تحقيق رهان التربية
على المواطنة.
)3االقتراحات والتوصيات
بعد التعمق في دراستنا والنزول إلى الواقع في مدارسنا واالطالع على مختلف الطرق المتعددة في
التدريس ودراسة مدى نجاعة مسرح الطفل في تحقيق رهان التربية على المواطنة ظهرت عدة نقائص
يجب االهتمام بها ،لذلك سنتقدم ببعض المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تساهم في تحسين
مستوى التالميذ:
oتخصيص فضاءات أو أركان في القسم خاصة بمسرح الطفل مع توفير اإلمكانيات الالزمة لتقديم
العروض المسرحية.
oتوظيف مسرح الطفل أثناء الدرس ومسرحة المناهج لتحقيق األهداف التعليمية التربوية.
oتوفير التكوين البيداغوجي للمدرسين للتميز في هذا المجال ،كوضع مذكرات يتم إتباعها في
تدريس المسرح وذلك بعد التنسيق بين اإلطار التربوي والوزارة.
oضرورة وضع استراتيجيات جديدة لتدريس قيم التربية على المواطنة.
oاعتماد مسرحيات ذات بعد وطني تعزز الشعور باالنتماء والوالء للوطن والدفاع عنه.
oاعتماد مسرحيات هادفة غايتها تمرير قيم نبيلة وأخالق حميدة تنهض بالطفل وتهذب سلوكه مما
يساهم في إنشاء جيل واعي مثقف يعمل على الرقي بمجتمعه.
oالعمل على إدخال مادة التربية المسرحية ضمن مواد التربية الفنية مع أستاذ مسرح موهوب
والسعي إلى انجاز مسابقات بين األقسام وبين المدارس وتخصيص جوائز قيمة للمسرحية
الناجحة ،مما يساهم في خلق روح التنافس الشريف وتعزيز روح االنتماء إلى جماعة وتبين قيمة
العمل وبذل الجهد للفوز.
د .كمال الدين حسين ،المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق،مرجع سابق ،ص28 42
29
الخاتمة
وفي الختام ،لقد أنهينا بفضل هللا تعالى وتوفيقه بحثنا المتمحور حول بيان أهمية المسرح ودوره في تحقيق
رهان التربية على المواطنة .وبالرجوع إلى نتائج دراستنا تبينا دور مسرح الطفل كوسيط وبديل
بيداغوجي يساعد على تقريب المفاهيم وتبسيطها وتنمية ملكة الحفظ لدى المتعلم وترغيبه في اإلقبال على
العلم والتعلم وذلك لجمع المسرح بين المتعة واإلفادة وإضفاءه لروح الدعابة والمرح .كما يمكن اإلجماع
في هذا الصدد على أن األسرة التربوية تسعى إلى إيجاد حلول واستراتيجيات لضمان إيصال مبادئ
التربية على المواطنة وتكريسها في ذهن الطفل وتفعيلها في سلوكه بأفضل الطرق التي تتماشى مع
ميوالت الطفل ورغباته .فأفضت نتائج بحثنا المتواضع إلى التأكد من أهمية مسرح الطفل في بناء وترسيخ
قيم المواطنة لدى األطفال ،فالمسرح يعد من أهم الوسائل التربوية والتعليمية التي تساهم في التنمية الفكرية
والثقافية واالجتماعية ،لكونه من األنشطة الفنية التي تأثر في الطفل إيجابيا وتساهم في تعزيز وبناء
شخصية سوية متكاملة وروح مندمجة متشبعة بالقيم األخالقية النبيلة ،وذلك عن طريق مشاهدة أو تمثيل
مسرحيات هادفة تلفت االنتباه وتشد المتعلم وتعينه على أخذ العبر واالقتداء بالسلوك الحسن وإتباع طريق
الخير والعلم .ولئن تحدثنا وطال وصفنا لقيمة المسرح وأهميته في تحقيق األهداف التعليمية والتربوية
واألخالقية واالجتماعية والثقافية لما استوفينا بحثنا .ونختم بقولة شهيرة "أعطني خبزا ومسرحا أعطيك
شعبا مثقفا".
30
قائمة المصادر والمراجع
.1د كمال الدين حسين ،المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق ،الدار المصرية اللبنانية .الطبعة
األولى .يناير .2005
.2د نبيل عبد الهادي ،مقدمة في علم االجتماع التربوي ،دار اليازوري العلمية .الطبعة األولى .سنة
2009
.3محمد محمد طالب ،مالمح المسرحية العربية اإلسالمية ،منشورات دار األوقاف الجديدة .الطبعة
األولى1987 .
.4علي خليفة الكواري وآخرون ،المواطنة والديمقراطية في البلدان العربية،مركز دراسات الوحدة
العربية ببيروت .الطبعة الثانية.2004 .
.5مختار السويفي ،خيال الظل والعرائس في العالم ،دار الكتاب العربي .1947 ،القاهرة
.6د محمد حامد أبو الخير ،عبد التواب يوسف ومسرح األطفال ،الهيئة المصرية العامة للكتاب.
القاهرة.1996 .
.7حسن المنيعي ،المسرح مرة أخرى ،سلسلة شراع ،عدد .49طنجة.1990 .
.8د أبو الحسن سالم ،مقدمة في نظرية مسرح الطفل ،مركز األبحاث العلمية .اإلسكندرية.1998 .
.9د محمود حسين اسماعيل ،المرجع في أدب األطفال ،دار الفكر العربي .الطبعة األولى .القاهرة،
.2004
.10د علي الحديدي ،في أدب األطفال ،مكتبة األنجلو المصرية .الطبعة الثانية .القاهرة.1999 .
.11عويس مسعود ،مسرح الطفل في التربية المتكاملة للنشء ،الهيئة المصرية العامة للكتاب.
.1986
.12عيسى فوزي ،أدب األطفال الشعر-مسرح الطفل-القصة-األناشيد ،دار المعرفة الجامعية
اإلسكندرية.2008 .
.13د أحمد علي كنعان ،أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ،مجلة جامعة دمشق .المجلد .27
.2011
.14عبد الحكيم عليمي ،منهاج التنشيط المسرحي في الفضاءات التربوية ،الشركة التونسية للنشر
وتنمية فنون الرسم .الطبعة األولى .1999
.15د محمد نعمت رمضان ،محمد سليمان شعالن ،خطاب عطية علي .أصول التربية وعلم النفس،
الطبعة الرابعة ،دار الفكر العربي.
.16صالح عبد العزيز ،التربية وطرق التدريس ،الجزء الثالث .دار المعارف للطباعة والنشر
والتوزيع بمصر.
31
.17صرح الدين شروخ ،منهجية البحث العلمي ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2003 ،
.18سهير عبد الحميد عثمان ،دراسة تحليلية لمضمون مسرحيات األطفال وقياس مدى فاعلية برنامج
مسرحي مقترح في تنمية بعض القيم األخالقية في مرحلة الطفولة المبكرة .رسالة دكتوراه ،كلية
التربية ،جامعة المنيا.1993،
.19ابن منظور ،معجم لسان العرب ،بيروت .المجلد 1968 .13
.20ماري إلياس وحنان قصاب ،المعجم المسرحي ،مفاهيم ومصطلحات المسرح وفنون العرض.
مكتبة لبنان ناشرون .الطبعة األولى.1997 .
.21إثراء فريدة شنان ومصطفى هجرسي ،تصحيح عثمان آية مهدي .مصطلحات ومفاهيم تربوية
ملحقة سعيدة الجهوية .اإليداع القانوني . 2009-5669
.22الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،يناير.2000 ،
-روابط الكترونية:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583595
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=325697
32
المالحق
استبيان موجه للمعلمين
.1طبيعة المدرسة
حضرية
ريفية
.2المستوى التعليمي
أقل من 5سنوات
أكثر من 10سنوات
نعم
ال
إلى حد ما
.5أيهما أفضل تفاعل التالميذ مع النص عند تحويله إلى مسرحية أو عند دراسته على الطريقة
العادية؟
نعم
ال
33
إلى حد ما
اإلجابة...................................................................................................................... :
.8هل ترون أن النشاط المسرحي مصدر للمتعة والتربية والتعلم أم مضيعة للوقت ويسبب الفوضى؟
.9ما هي الممارسات التي تعتمدونها لتنمية قيم التربية على المواطنة لدى المتعلمين؟
اإلجابة.......................................................................................................................:
نعم
ال
مع
ضد
34
االستبيان الثاني :االستبيان الموجه للتالميذ
اإلجابة...................................................................................................................... :
نعم
ال
حضور مكثف
حضور متوسط
حضور منعدم
اإلجابة...................................................................................................................... :
نعم
ال
إلى حد ما
نعم
ال
35