You are on page 1of 33

‫الهوية المهنية للمعلم وعلقاتها بالرضا المهني‬

‫وتقدير وتطوير الذات‬


‫بحث من منظور سردي‬

‫د‪ .‬منال عبد النعيم‬ ‫د‪ .‬نسرين محمد عبد الغني‬


‫محمد طه‬
‫مدرس علم‬ ‫مدرس أصول التربية‬
‫النفس الرشادي‬
‫كلية الدراسات‬ ‫كلية الدراسات العليا للتربية‬
‫العليا للتربية‬
‫جامعة‬ ‫جامعة القاهرة‬
‫القاهرة‬

‫الهوية المهنية للمعلم وعلقاتها بالرضا المهني وتقدير‬


‫وتطوير الذات‬
‫بحث من منظور سردي‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يقدم الشأخاص أنفسهم عادة انطلقاا ا من المهنة الههتي يزاولونههها‪ .‬وتحمههل بطاقاههة‬
‫الهوية التي يصطلح عليها ببطاقاة التعريف عنصرا مهما يتم على أساسه تقدير الشخص‬
‫‪2‬‬

‫أو عدم تقديره هو المهنة الههتي يعمههل بههها‪ .‬كمهها أن واحههدة مههن المحههددات الههتي علههى‬
‫أساسهها يتهم اختيهار العينهات فهي البحهاث العلميهة‪ ،‬وتفسهير نتائهج تلهك البحهاث ههي‬
‫المعطى أو المستوى الجاتماعي والقاتصادي‪ ،‬والذي يقصد به عادة دخل الفراد انطلقاا ا‬
‫من التصنيف الموضوع لمهنهم أو لنشههطتهم القاتصههادية‪ .‬وبهههذا المعنههى تعتههبر المهنههة‬
‫محددا ا أساسيا ا للهوية النفسية والجاتماعية للفرد‪.‬‬

‫الهوية هههي نتهاج التنشههئة والتربيههة‪ .‬وهويههة الفههرد تتطهور بتفاعلههها مهع السهياقاات‬
‫الثقافية والمؤسسات والفراد الذين تحيها معهههم الههذات وتتعلههم وتعمههل‪ ،‬وييطلههق علهى‬
‫مركز شأخصية الفرد الهوية‪ .(Rodgers, et al, 2008, 751).‬والهوية المهنية هي بعد من‬
‫أبعاد هوية الشخص النفسية والجاتماعية‪ ،‬ولكنها في الوقات نفسه محههددة لنمههاط مههن‬
‫تفاعلت هذا الشخص في المجالت الجاتماعية التي يتواجاد فيها وينشط داخلها كراشأههد‬
‫مسئول عن مهمة تربوية‪ ،‬ويلعب دورا ا متشابك الجوانب داخل تلك المهمة‪.‬‬

‫ويتعد البحاث والدراسات التربوية التي تناولت فحص هوية المعلم حديثة نوعهها ا إن‬
‫لم تتعد العقدين من الزمان‪ .‬وتبين الدبيات البحثية التي تناولت هوية المعلم أن مفهوم‬
‫الهوية المهنية قاد اسيتخدم ويفسر بطرق عديدة‪،‬ومع ذلك ل يزال الغمههوض يكتنههف هههذا‬
‫المفهوم رغم المدى الواسع من التعريفات والمفههاهيم الههتي قاههدمها البههاحثون‪ .‬ومههازال‬
‫مفهوم الهوية المهنية وكيفية تشكلها وتطورها في طور البحث والتطوير‪ ،‬وهذا ما أشأار‬
‫إليه بيجارد وزملؤاه )‪ ،(Beijaard,et al, 2004‬إذ ذكر أنه "في معظم الدراسات التي‬
‫عرف بطرق مختلفههة أو‬ ‫تناولت الهوية المهنية للمعلم نجد أن مفهوم الهوية المهنية قاد ي‬
‫لم ييعرف تماما ا"‪.‬‬

‫ومفهوم الهوية مفهوم معقد ويتكون من عدة أجازاء متداخلة مع بعضها البعض وك ل‬
‫ل‬
‫منها ييؤثر على المفهوم العام لهوية المعلم بدرجاههة أو بههأخرى‪ .‬فاعتمههادا ا علههى الدبيههات‬
‫عرفت في علقاتهها بشههيء واحهد أو عههدة أشأههياء‪ ,‬فهالبعض‬ ‫البحثية نجد أن هوية المعلم ي‬
‫عرفها على أنها المعرفة أو المعتقدات ) &‪Connelly &Clandinin, 1994; Phillon‬‬
‫‪ ،(Connelly, 2004‬والبعض فسرها من خلل دور المشاعر والقيم الشخصية )‪Day,‬‬
‫‪.(et al, 2006 ; Day, 2013,64‬وعلى الرغم من تعدد الهتمامات البحثية في دراسة‬
‫وبحث هوية المعلم‪ ،‬فقد غلب الجههانب المهنههي للهويههة علههى الجههوانب الخههرى‪،‬إذاهتههم‬
‫الباحثون بالمعرفة والتنمية المهنية أكثر من اهتمامهم بتههأثير خههبرات الحيههاة الشخصههية‬
‫على تطور هوية المعلمإيمسي بيوكر)‪.(Bukor, 2011,7‬‬

‫ويؤكد يبورش ‪ ((Borich, 1999‬أن المعلم الذي يمتلك مفهوما ا واضحا ا عن الذات‬
‫ودافعية ذاتية إيجابية يؤدي عمله بكفاءة‪ ،‬ولديه القدرة على أن يخلق بيئههة صههفية ينقههل‬
‫فيها خصائصه اليجابية إلى طلبه‪ .‬كمهها أكههد علههى تههأثير بيئههة العمههل ومهها تتضههمنه مههن‬
‫علقاات اجاتماعية ببن المعلم والشأخاص المحيطين به مثل )المدراء ‪ -‬ومعلم المعلههم ‪-‬‬
‫والههزملء( فههي تكههوين نظههرة إيجابيههة للههذات المهنيههة للمعلههم‪ .‬فهههذه العوامههل البيئيههة‬
‫والجاتماعية توفر أنظمة دعم للمعلمين المبتدئين كما أنها تمثل مرجاعا ا أساسهيا ا ميسههرا ا‬
‫لتشههكيل هههويتهم‪.‬وكشههف البههاحثون فههي مجههال الهويههة المهنيةشأههيمب وآخههرون )‬
‫‪ (Schempp,et al , 1999‬كيف أن خبرات المعلم السابقة كطالب يمكن أن يكههون‬
‫لها تأثير عميق على أدائه في حجرة الدراسة كمعلم‪ ،‬فالخبرات اللصههفية الههتي تعههرض‬
‫لها المعلم على مدار حياته السابقةمثل ) الرحلت ‪ -‬المعسكرات – علقاته بمعلميههه ‪...‬‬
‫الخ( يمكن أن تكون جازءا ا مهما ا من تشكيل هويته المهنية‪.‬‬

‫ويتسهم البحوث السردية إسهاما ا كبيرا ا في فحص الهويههة المهنيههة للمعلههم‪ ،‬إذ تعههد‬
‫الطرق السردية مثل تاريخ الحياة والسير الذاتية من الدوات الساسية لفحههص الهويههة‬
‫المهنية حيث تتيح لنا هذه الدوات التعمق في الحياه الشخصية للمعلههم والتعههرف علههى‬
‫الخبرات الشخصية السههابقة مههن خلل القصههص الههتي يسههردها المعلههم ‪Pedroso de‬‬
‫‪.( (Lima, et al ,2014‬‬
‫‪3‬‬

‫هههذا وقاههد تههأثر فكههر كههل مههن كلنههدنن وكههونلي )‪Clandinin& Connelly,‬‬
‫‪(2000‬تجاه البحث السردي بأفكار الفيلسوف التربوي جاون ديوي البرجاماتيههة وبخاصههة‬
‫نظريته عههن الخههبرة والههتي قاصههد بههها عمليههة التفاعههل بيههن ذات الفههرد وبيههن العوامههل‬
‫المحيطة به في بيئته سواء المادية منها أوالجاتماعية‪،‬فيكتسب مههن خلل هههذا التفاعههل‬
‫أسههاليب التفكيههر والمثههل والعههادات‪ ،‬وذلكبغههرض بنههاء وتطههوير نظههره سههردية للخههبرة‬
‫معتمدين على سمتين اختص بهما ديوي مفهههوم الخههبرة أولهمهها‪ :‬أن النههاس ل ييفهمههون‬
‫فقط على أنهم أفراد ولكن دائما مها ييفهمهون فهي علقاتههم بالسهياق الجاتمهاعي‪ .‬ثانيها‬
‫ا‪:‬استمرارية الخبرة بمعنىأن الخبرة تنمو من الخبرات الخرى وهذه الخبرات تقههود إلههى‬
‫المزيد من الخبرات‪ ،‬فكل خههبرة لههها أسهاس خههبري مههن الماضههي يقههود إلههى مسههتقبل‬
‫خبري‪ .‬وبذلك يتعتبر نقطة البداية وحجههر الزاويههة للبحههث السههردي فههي أعمههال الثنههائي‬
‫البحثي كلندنن وكونلي هو خبرة الفرد )‪.(Clandinin&Connly, 1990‬‬

‫وهذا ما أكده داي )‪ (Day, 2013‬قاههائل ا "إن السههير الذاتيههة الشخصههية والسههياقاات‬
‫التي حدثت فيها أو صاحبتها يتؤثر علههى مههن نكههون والكيفيههة الههتي نسههلك بههها كمهنييههن‬
‫لفحص دافعيتنا وقايمنا وآمالنا‪ ,‬وبهذا تكون هويتنا وممارساتنا متأثرة بكههل هههذه الشأههياء‬
‫وبالسياقاات الههتي تعمههل فيههها‪ :‬الجاتماعيههة والثقافيههة والشخصههية والبيئيههة‪ .‬وقاههد عههرف‬
‫بيجههارد وزملؤاه )‪ (Beijaard,et al, 2004‬السههرد كههأداة ي يشههكل مههن خللههها الفههراد‬
‫هويتهم‪ ،‬فالهوية ت يشههكل ثههم ي يعههاد تشههكيلها عههن طريههق القصههص الههتي يقصههها المعلههم‪،‬‬
‫فالقصص التي يحكيها المعلم )كراوي( يتعبر عن القيم الثقافية والمعايير والبناءات التي‬
‫يمر بها الراوي من خلل مشاركة القصص مع الخرين‪ .‬فالكيفية التي يطور بها المعلههم‬
‫ممارسته العملية تتجههذر بمعتقههداته وتصههوراته عههن عمليههة التعليههم وتتشههكل بسههياقاات‬
‫التدريس والتعلم)‪ .(Chong, et al, 2011,30‬وييعد الستماع لقصص المعلمين عههن‬
‫تجاربهم وخبراتهم وسيلة لكتشاف العملية التي من خللها تتشكل هوية المعلم‪.‬فعملية‬
‫بناء الهوية يتتشكل من ذكرياتنا )‪.(Fuast,2003‬هه كما أن خلفيههة المعلههم وتجربههة حيههاته‬
‫تساعد في تشكيل وجاهة نظره تجاه عملية التدريس والعناصر الساسية في ممارسههته‬
‫المهنية‪ .‬كما أنها يتشكل إلى حد كههبير قايمههه ومعتقههداته عههن مهنههة التعليههم‪ ،‬وت يههؤثر فههي‬
‫القرارات التي يتخذها في قااعات التدريس نورمههان وسبنسههر ‪Spencer,2005)&Nor‬‬
‫‪ .(man‬كذلك يفسر نمط حياة المعلم في داخل وخارج المدرسة وتأثير هويته وثق افته‬
‫على وجاهات نظره تجاه التدريس وعلى ممارسة مهنته‪ .‬كما توجاد أحداث مهمههة للغايههة‬
‫في حياة المعلم وفي عمله والتي يمكنها التأثير في مفاهيمه وممارسته بدرجاة كبيرة‪.‬‬

‫كما ويشههير أحههد الراء المطروحههة عمهها يحتههاجاه المعلههم لكههي يكتسههب المعههارف‬
‫الضرورية ويكون قاادرا ا على العمل بها هو التركيز قابل كههل شأههيءعلى معرفههة مههن هههو‬
‫المعلم كشخص‪ .‬ووفقا ا لهذا الرأي‪ ,‬يجب أن يهتم المعلمون بتطوير أنفسهم كأشأههخاص‬
‫لكي يتعلموا كيف يستغلون إمكانياتهم الشخصية بشههكل أكهثر فعاليهة‪ ،‬وبنهااء عل ى ههذا‬
‫يحتاج المعلمون إلى تطوير قادراتهم على قاوة الملحظة والتفكير والتأمل لكي يتمكنههوا‬
‫من الستجابة بشكل أكثر فعاليههة لحتياجاههات الطلبا ‪ .‬فالتههدريس عبههارة عههن مواجاهههة‬
‫حقيقية من أجال النمهو والتطهور بيهن المعلهم والطهالب‪ .‬فأحهد البعهاد المهمهة لنظريههة‬
‫التطوير الشخصي هو حاجاة المعلم لمعرفة وفهم نفسه وبشههكل خههاص معرفههة نفسههه‬
‫كمتعلم ‪.( (Parkay&Stanford, 2005,71‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫وفي محاولة لفهم الهوية المهنية للمعلم وكيههف تتشههكل وتتطههور تقههدم الباحثتههان‬
‫البحث التالي بغرض دراسة الهوية المهنية للمعلمههات فههي المملكههة العربيههة السههعودية‬
‫باستخدام أسلوبا تحليههل السههير الذاتيههة للكشههف عههن العوامههل المههؤثرة فههي تشههكيل‬
‫وتطور الهوية المهنية للمعلمات‪ ،‬وتحديد الرتباط بيههن الهويههة المهنيههة للمعلمههات وكههل‬
‫من الرضا المهني ودرجاة تقدير الذات وتطوير الذات‪.‬‬

‫وفي ضوء ذلك يحاول هذا البحث الجابة عن السئلة التالية‪:‬‬


‫‪4‬‬

‫ما مفهوم الهوية بعامة؟ وما الهوية المهنية بخاصة ؟‬ ‫‪.1‬‬


‫ما أبعاد الهوية المهنية للمعلم؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما العوامل المؤثرة على تشكيل الهوية المهنية للمعلم؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ل من الرضا المهني وتقدير وتطوير‬ ‫ما علقاة الهوية المهنية للمعلم بك ل‬ ‫‪.4‬‬
‫الذات لدى عينة من المعلمات السعوديات؟‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬


‫يهدف البحث الحالي إلى فحص الهوية المهنية للمعلم‪ ،‬وتحديد العوامل التي تههؤثر‬
‫في تشكيلها‪ ,‬واللية التي تتشكل بها هذه الهويهة المهنيههة‪ ،‬وتحديهد العوامهل الهتي تهؤثر‬
‫على إحساس المشاركات بهويتهن المهنية‪ .‬كما يحاول البحث الحالي الكشف عن رؤاية‬
‫المشاركات لنفسهن وللعالم الذي يعشن فيه‪ ,‬وتسجيل تاريخهن وأحلمهن وقاصصهههن‪.‬‬
‫كما يهدف البحث الحالي إلى تحليههل العلقاههة بيههن السههير الذاتيههة للمشههاركات والقيههود‬
‫المفروضة علهى اختيهاراتهن الشخصههية وفقها ا للجنهس‪ .‬وذلههك مههن خلل تحليهل موسهع‬
‫للسير الذاتية لعدد )‪ (15‬طالبة ملتحقات ببرنامههج الماجاسههتير للدارة التربويههة ويعملههن‬
‫بالوقات ذاته كمعلمات ومشرفات تربويات‪.‬‬

‫أهمية البحث ‪:‬‬


‫تعددت الهتمامات البحثية في دراسة وبحث هوية المعلم بين دراسة البعاد المهنية‬
‫والبعاد الشخصية‪ ،‬إذ اهتم بعض الباحثين بالمعرفة والتنمية المهنية‪ ،‬بينما ركههز آخههرون‬
‫على الجوانب الشخصية من حياه المعلم‪ ،‬ويجمع البحث الحههالي بيههن الرؤايههتين لتكههوين‬
‫منظور شأامل لهوية المعلم بما تتضمنه مههن أبعههاد مختلفههة للهويههة سههواء الشخصههية أو‬
‫المهنية أو غيرها‪ .‬ويعد هذا البحث من البحوث الستكشافية لنه الول من نوعه حسههب‬
‫علم الباحثتين بالعربية الذي يستخدم المنهج السههردي مههن خلل تحليههل السههير الذاتيههة‬
‫للتعرف على الملمح المميزة للهوية المهنيههة للمعلميههن‪ .‬بالضههافة إلههى محاولههة كسههر‬
‫حدة استخدام المناهج الكمية في البحث الههتربوي ومههن أجاههل مههن أجاههل توسههيع مجههال‬
‫الرؤاية والممارسة للبحث التربوي‪ ،‬وتحسين نتائجه ومن ثم النطلق إلههى آفههاق أرحههب‬
‫وأوسع في التعامل مع المشكلت التربوية ) جامال الدين‪.(2014 ,‬‬
‫ييتوقاع أن يكون لهذا البحث أهمية تطبيقية بتقههديم بيانههات كيفيههة يتعطههي‬ ‫‪.1‬‬
‫غنااء وثرااء لمجال البحوث التربوية حول حياة المعلم‪.‬‬
‫يتبنى البحث الحالي اتجاها ا بينيا ا غابا عن اهتمامات الباحثين فههي ميههدان‬ ‫‪.2‬‬
‫التربية وهو التجاه النفسي واتجاهالتأصيل النظري‪.‬‬
‫ييجههرى البحههث علههى معلمههات ملتحقههات بالخدمههة ذوات خههبرة مههن‬ ‫‪.3‬‬
‫الملتحقات ببرنامج الماجاستير بجامعة حائل‪.‬‬
‫إعطههاء فرصههة للمشههاركات للسههتماع لقصصهههن‪ ،‬والههتي تههم سههردها‬ ‫‪.4‬‬
‫بكلماتهن ومصطلحاتهن الخاصة‪.‬‬
‫تقديم السير الذاتية للمشاركات في البحث للمعلمات الجههدد للسههتفادة‬ ‫‪.5‬‬
‫من تجاربهن‪.‬‬

‫مصطلحات البحث ‪:‬‬


‫يستخدم البحث المصطلحات التالية‬
‫"الهوية" ) ‪:(Identity‬‬
‫ييعرف داي وكينجتون )‪(Day &Kington 2008,9‬هه الهويههة بأنههها الوسههيلة الههتي مههن‬
‫خللها نفهمأنفسنا بأنفسنا وهي صورة أنفسنا التي نقدمها للخرين‪.‬‬

‫الهوية المهنية ‪:((Professional Identity‬‬


‫عرفداي) ‪(Day ,2013‬الهوية المهنية بأنها " مركب من التفاعل في سيناريوهات‬
‫العمل المختلفة بين البعاد الجاتماعية والثقافية والسياسية والمؤسسية والشخصية"‪.‬‬

‫السرد والسيرة الذاتية المهنية‪:‬‬


‫‪5‬‬

‫ي يعههرف كليشههترمانز )‪ (2009,31‬السههيرة الذاتيههة المهنيههة بأنههها "حكايههات سههردية‬


‫قاصصية‪ ،‬يكتبههها المعلههم بهههدف إعههادة بنههاء خههبرته العمليههة وإضههفاء معنهها ا عليههها وذلههك‬
‫بتنظيمها في بناء قاصصي له مغزى "‬

‫البحث السردي‪:‬‬
‫ي يعههرف كلنههدنن وكههونلي البحههث السههردي علههى أنههه طريقههة لفهههم الخههبرة أوالدراسههة‬
‫السردية للخبرة النسانية)‪.(Clandinin&Connelly, 2000, 2‬‬

‫الرضا المهني ‪:Job Satisfaction‬‬


‫ييعرفهوبههك ‪Hoppock‬الرضهها المهنههي بههأنه مجموعههة مههن العوامههل النفسههية‬
‫والوظيفيةوالوضههاع البيئيههة الههتي تجعللموظههف راضههيااعن عملههه)نقل ا عههن حكيههم ‪،‬‬
‫‪.(2009‬وييعرف فههي البحههث الحههالي بههأنه إحسههاس داخلههي للفههرد يتمثههل فههي شأههعوره‬
‫بالرتياح والسعادة نتيجة لشأباع حاجااته ورغباته مهن خلل مزاولتهه لمهنتههه الهتي يعمهل‬
‫بها‪ ،‬والذي نتج عنه نوع من رضهها الفههرد وتقبلههه لمهها تمليههه عليههه وظيفتههه مههن واجابههات‬
‫ومهههام‪ ،‬ويقههاس بالدرجاههة الههتي يحصههل عليههها المعلههم علههى اسههتبيان الرضهها المهنههي‬
‫المستخدم في البحث الحالي‪.‬‬

‫تقدير الذات ‪:Self-Esteem‬‬


‫يرى "ريبر" )‪ Reber (1985‬أن تقدير الذات هو الدرجاة التي يقيم بها الفرد‬
‫ذاته‪.‬في حين يرى دوغلس )‪ Douglas(1994‬أن مصطلح "تقدير"يرادف‬
‫مصطلحات‪ :‬اعتبار‪،‬احترام‪ ،‬تقييم وتأمين‪ .‬ويعرف تقدير الذات بأنه مجموعة المعتقدات‬
‫التي يحملها الفرد عن نفسه والتي تعتبر حقيقية في التعبير عنه‪ ،‬سواء كانت معبرة‬
‫عن حقيقته فعل ا أم غير ذلك )نقل ي عن ادريس ‪.(2012 ،‬‬
‫ويتضمن تقدير الذات في البحث الحالي نتاج تفاعل وتكامل مجموعة من المعايير‬
‫والمكونات‪ .‬نجملها في ثلثة عناصر أساسية وهي‪ :‬الثقة في الذات‪ ،‬النظرة إلى الذات‬
‫وحب الذات‪ .‬حيث إن التوافق والنسجام بين هذه العناصر يعطي تقديرا ا جايدا ا ومتوافقا ا‬
‫للذات ويتم قاياسه منخلل استبيان تقدير الذات للمعلمات‪.‬‬

‫تطوير الذات ‪:Self-Development‬‬


‫يعرف تطوير الذات بأنه السعي الى تحسين القههدرات والمههؤهلت والمكانيههات‬
‫الشخصية مثههل تحسهين القههدرات العقليههة وتحسههين مههارات التواصهل مثهل السههتماع‬
‫وحسن الكلم وتحسين مهارة التعامل مع الذات والسههمو بالههذات وجاعههل النفههس أكههثر‬
‫مهارة وقاوه لكتسابا سلوك إيجابي وتعلهم السههيطرة علههى المشههاعر وردود الفعههال ‪،‬‬
‫كما يتضمن تطوير الذات معرفة مصادر القوه للذات ونقههاط الضههعف فيههها لتحسههينها‪،‬‬
‫ونلخصها بأنها عملية لتحويل الذات الههى ذات أفضههل وفهمههها ومعرفههة طههرق تحسههينها‬
‫)سههليمان ‪.(2005 ،‬ويقههاس فههي البحههث الحههالي مههن خلل اسههتبيان تطههوير الههذات‬
‫للمعلمات‪.‬‬
‫منهج البحث وإجراءاته‪:‬‬
‫منهححج البحححث ‪ :‬اسههتخدم البحههث منحههى بينيهها ا "التثليههث" )‪ (triangulation‬أو )‪an‬‬
‫‪ (eclectic approach‬ويعني استخدام اثنين أو أكثر من طرق جامع البيانههات لدراسههة‬
‫بعض الجوانب في سلوك النسان ) ‪ .(Cohen & Manion, 1985, 254‬مما يمكن أن يينتج‬
‫تفسير ا ا أشأمل لغنى وتعقد السلوك النساني عند دراسته من أكثر من جاانب باستخدام‬
‫الطرق الكمية والكيفية )جامال الدين‪ .(2014 ,‬هذا بالضافة إلى عملية التأكيد المزدوج‬
‫‪ mutual confirmation‬التي يمكن الحص ول عليه ا م ن الجم ع بي ن المنهجي ن وإمكاني ة‬
‫تفادي بعض عيوبا العتماد على منهج واحد )‪.(Bryman, 1988‬‬
‫ويرى بريمان أن استخدام كل المنهجين يمكن أن ي يايسر عمل الباحث‪ ,‬فقد يينتج أو‬
‫ييطورعن البحههث الكيفههي فروضهها ا لدراسههتها وذلههك يسههتلزم السههتعانة بههأدوات المنهههج‬
‫‪6‬‬

‫الكمي‪ .‬كما أن المنهج الكيفي بمداخله المتعددة يمكن أن ييسهم في تفسههيير العلقاههات‬
‫بين المتغيرات‪ .‬وللحصهول علهى صهورة أشأهمل للبحهث وعهرض تفسهير أعمهق وأغنهى‬
‫للظاهرة المدروسة ‪ ,‬ولتفادي عيوبا كل المنهجيين فقد اعتمههدت الدراسههة الجمههع بيههن‬
‫المنهجين‪.‬‬

‫ولقد وضع كلندنن وكونلي وكلندنن وآخرون ) ‪Clandinin& Connelly, 2000,‬‬


‫‪ (Clandinin et al, 2007,23) ; (54‬ثلثة أبعاد للبحث السردي بنااء على مفهموم‬
‫ديوي للخبرة‪ :‬البعد الول هو البعد الشخصي والجاتماعي) التفاعل(‪،‬وييعُني بالسياق الشخصي‬
‫المشققاعر والمأققال والرغباتوغيرهققا ‪ ،‬بينمققا الظققروف الجإتماعيققة تتعُققود علققى السققياق الجإتمققاعي والثقققافي‬
‫والمؤسسي ‪ ،‬هذا بالضاافة للعُلقاة بين المشققاركين بققالبحث والبققاحث‪ .‬والبعد الثاني الماضهي والحاضهر‬
‫والمستقبل )الستمرارية(‪ ،‬فالحداث التي يتم دراستها في انتقال زمنههي مههن الماضههي‬
‫للحاضر والمستقبل‪ ,‬والبعد الثالث المكان )الموقاف( ويرتبط بالحدود المكانية الخاصههة‬
‫بالحداث وبالبحث‪ .‬ومن ذلهك تتضهح مهدى أهميهة كهل مهن الزمهان والمكهان والسهياق‬
‫الجاتماعي في محاولة فهم الخبرة النسانية‪.‬‬

‫و يينظر إلى البحث السردي من زاويتين أحدهما الظاهرة التي يتم دراستها والخرى‬
‫الطريقة التي تتم من خللها دراسههة هههذه الظههاهرة مههع ضهرورة مراعهاة التفاعهل بيهن‬
‫البعاد الثلثة للبحث السردي‪ :‬الزمان والمكان والسياق الشخصي والجاتماعي كلندنن‬
‫وآخرون )‪ .(Clandinin, et al, 2007,33‬وتطبيقا ا على البحث الحالي فتمثل الظاهرة‬
‫المراد دراستها الهوية المهنية للمعلم بمنحى قاصصي‪ ,‬والطريقة الههتي تبحههث بههها هههذه‬
‫ة بالسيرة الذاتية‪.‬‬
‫الظاهرة هي الطريقة السردية ممثل ا‬

‫وترى كلندنن أن البحث السردي بحث مرن ل يتم فيه اللتزام بمنحى خطي أو‬
‫اتباع مجموعة من الخطههوات أو الجاههراءات المحههددة )‪ .(Clandinin,2013,33‬وتوجاههد‬
‫طهرق عديهدة لجمهع بيانهات البحهث السهردي منهها المفكهرة البحثيهة والسهيرة الذاتيهة‬
‫وغيرها‪ ,‬وعند تحليل هذه البيانات يجب أن توضع في العتبار البعاد الزمنيههة والمكانيههة‬
‫والشخصية والجاتماعية للبحث السردي الذي تمت الشأهارة اليهها ‪Calandin&Huber,‬‬
‫‪.(( 2010, 11,12‬‬

‫في ضوء ما سبق يجمهع البحهث الحهالي بيههن المنههج الكمهي متمثل ا فهي المهدخل‬
‫الوصفي‪ ,‬إذ تم اعداد استبيان لقيههاس الهويههة المهنيههة كميهها ا وتحديههد علقاتههها بكههل مههن‬
‫الرضا المهني وتقدير الذات وتطوير الذات‪ .‬بالضافة إلى المنهج الكيفي متبنيا ا المههدخل‬
‫السردي ممثل ا في إستخدام "أسههلوبا السهيرة الذاتيههة" كهأداة مهمههة لكتشههاف الهويهة‬
‫المهنية بل وإعادة تعريفههها علههى المسههتوى الههذاتي والمهنههي كونههها تتيههح للمعلميههن أن‬
‫يتأملوا في حياتهم لعادة بناء سههيرهم المهنيههة‪.‬واعتمههادا علههى تحليههل مضههمون للسههير‬
‫الذاتية المهنية والفلسفة التربوية لفراد العينة من المعلمات‪.‬‬

‫إجراءات البحث ‪:‬‬


‫لتحقيق أهداف البحث تضمن البحث الحالي جزءين رئيسيين ‪:‬‬
‫الطار النظري‬
‫ويهدف إلى توضيح مفهوم "الهوية"‪ ،‬ومفهوم "الهوية المهنية" وبيان علقاههة مفهههوم‬
‫"الهوية" بالكيفية التي تتشكل بها "الهوية المهنيههة للمعلههم" وإبههراز العوامههل الههتي تههؤثر‬
‫على تشكيلها‪ .‬وذلك من خلل استعراض الدبيات والدراسات المختلفة في هذا المجههال‬
‫‪.‬‬

‫الطار الميداني‬
‫وتضمن بحثا ا ميدانياالكتشاف تطور "الهويههة المهنيههة للمعلههم"‪ ،‬والكشههف عههن العوامههل‬
‫المههؤثرة علههى نموههها‪ ،‬وتحديههد العوامههل الههتي تعكههس إحسههاس المشههاركات بهههويتهن‬
‫المهنية ‪ ،‬لعهدد مهن المعلمهات والمشهرفات التربويهات الملتحقهات ببرنامهج الماجاسهتير‬
‫‪7‬‬

‫تخصص إدارة تربوية بكليةالتربية جاامعةحائل‪،‬إذ تكونت عينههة الدراسههة مههن عههدد )‪(15‬‬
‫طالبة خلللعامالدراسي ‪-2014‬هه ‪2015‬م الفصل الدراسي الول‪،‬وقاد تم استخدام كههل‬
‫من المنهج الكيفي والكمي في البحث الميداني‪ ،‬إذ تمثلت المنهجية الكيفية فهي تحليههل‬
‫كيفي للسير المهنية للطالبات للوقاوف على العوامل التي ت يههؤثر علههى تشههكيل "الهويههة‬
‫المهنية للمعلم"‪ .‬كما تم استخدام المنهج الكمي من خلل استبيان لقياس آليات تطور‬
‫الهوية المهنية والرضا المهني وتطوير الذات لدى المعلمات‪.‬‬

‫الطار النظري ‪:‬مفهوم الهوية المهنية وأبعادها ‪:‬‬


‫مفهوم "الهوية" ) ‪(Identity‬‬
‫مصطلح الهوية مأخوذ من الضمير )هو(‪ .‬ومعنههاه التحههاد بالههذات‪ ،‬ويشههير مفهههوم‬
‫الهوية إلى الشيء من حيث تحققههه فههي ذاتههه وتميههزه عههن غيههره‪ ،‬فهههو وعههاء الضههمير‬
‫الجمعي‪ ،‬بما يشمله من قايم وعههادات تشههكل وعههي الجماعههة وإرادتههها‪.‬ويشههير مفهههوم‬
‫الهوية عمومااإلى ما يكون به الشخص ومهها هههو عليههه حقيقتههه‪ ،‬أي مهها يطههابق نفسههه أو‬
‫مثيله‪ ،‬وذلك من حيث مميزاته الشخصية والذاتية وخصائصه التي تميزه عن غيره‪ ،‬مههن‬
‫قايم ومأواقاف وتوجإهات ومأقومأات وتفاعل داخل محيطه الجاتماعي والثقافي والقاتصادي‪ ،‬المههر‬
‫الذي يعني الحههديث عههن هويههة مجموعههة بشههرية يتفاعههل أفرادههها ضههمن وسههط معيههن‬
‫تجمعهههههههم خصوصههههههيات نفسههههههية ومهنيههههههة واجاتماعيههههههة وعههههههادات ونمههههههط‬
‫حياة‪((http://www.oujdacity.net/national-article-66393-ar .‬‬
‫كمهها ت يعههرف الهههويه بأنههها مقههدار مهها يحققههه الفههرد مههن الههوعي بالههذات والتفههرد‬
‫والسهههتقللية‪ ،‬وأنههه ذو كيههان متميههز عههن الخريههن‪ ،‬والحهههساس بالتكامهههل الهههداخلي‬
‫والتماثهل والستمرارية عبر الزمن‪ ،‬والتمسك بالمثاليهات والقهيم الهسائدة فهي ثقافتهههه‬
‫‪Clandinin‬‬ ‫)عبهههههد الرحمهههههن‪ .(2001،‬وقاهههههدعرفت كلنهههههدنن وههههههوبر )‪and‬‬
‫شأهكلت بمشههاهد أو‬ ‫‪(Huber,2005‬الهوية بأنها "تجسيد فريد للقصص المعاشأهة والهتي ي‬
‫صور الماضي والحاضر التي يحياها ويعمل فيها المعلم"‪.‬‬
‫وعلى اعتبار الهويههة مفهومها ا سهيكولوجايا ا يههرى إريكسهون ‪Erikson‬أنهها عمليههة‬
‫تفكير وملحظة‪ ،‬وهي عملية حيوية على مختلف المسههتويات الوظيفيههة والعقليههة الههتي‬
‫بواسطتها يستطيع الفههرد أن يقيههم أو أن يحكههم علههى نفسههه علهى ضههوء الكيفيههة الههتي‬
‫يكتشف أن الخرين يحكمون عليه من خللها بالمقارنة معهههم‪ ،‬ومههن خلل نمطيههة ذات‬
‫دللت في تصورهم‪ .‬كما أنه في الوقات نفسه يحكههم علههى الطريقههة الههتي حكمههواعليه‬
‫في ضوء كيفية إدراكه لنفسه بالمقارنة معهم ومع الشأخاص الذين يكتسبون أهمية في‬
‫نظره ) نقل ا عن أبو غزال‪.(2006 ،‬‬
‫وقاههد عالههج إريكسههون مسههألة الهويههة مههن زاويههة سههيكولوجاية بحتههة‪ ،‬والنقطههة‬
‫المركزية في نظرية إريكسون هي أن الهوية ل تتشكل بتأثير المحيط الجاتماعي فقط‪،‬‬
‫فهوية الفرد تتشكل خلل كفاح طويل‪ ،‬يبدأ في مرحلة المراهقة‪ ،‬ويههتركز علههى تركيههب‬
‫عنصرين‪ :‬أولهما اكتسابا القههدرة علههى إنتههاج علقاههة مههع المحيههط‪ ،‬وثانيهمهها الحسههاس‬
‫بالندماج في عالم معنوي مناسب‪ .‬والعنصر الول ضروري لن الفرد يحتاج إلى تعريف‬
‫نفسه للمجتمع المحيط به ‪ ,‬وهذا يقودنا إلى العنصر الثاني‪ ،‬وهو حاجاة الفرد إلى عههالم‬
‫ذي معنى يتيههح لههه التمتههع بقههدراته والحصههول علههى المكافههأة المناسههبة إزاء مهها يفعههل‬
‫)الغامدي‪ ،‬د‪.‬ت (‪.‬‬

‫مفهوم "الهوية المهنية" ‪:‬‬


‫تطهرق علهم الجاتمهاع إلى الهويهة المهنيهة علهى أنها محصهلة العلقاهههات القائمهههة‬
‫بهين الفهرد العامهل والتنظهيم مهن خهلل تفاعلهه مهع الدارة والهزملء‪ ،‬كمها أنها تحهههدد‬
‫المجموعهة المهنيهة الهتي ينتمهي إليهها‪ ،‬بحيهث تسهههمح للفهههرد بتحديههد موقاعهههه داخهههل‬
‫النسهههق التنظيمهههي‪ .‬فالهويههة المهنيههة كمهها يعرفههها كولههدورن وسههميث )&‪Coldron‬‬
‫‪(Smith, 1999‬هي حالة تعبر عن الحتمالت الطبيعية المهنية التي يمكن أن يعمل بها‬
‫الشههخص‪.‬وتتضههمن إكتسههابا مجموعههة مههن الههرؤاي عههن الممارسههات المهنيههة والقيههم‬
‫والمهارات والمعارف المطلوبة والتي تمارس عمليا ا‪.((Chong, et al, 2011, 30‬‬
‫‪8‬‬

‫ويرى كل من داي وكينجتون ‪ ((Day & Kington, 2008‬أن الهوية مركب يتكون من‬
‫التفاعل بين العوامل الشخصههية والمهنيههة والمؤسسههية ‪ ,‬وكههل هويههة تتكههون مههن عههدة‬
‫هويات تابعة ‪ ,‬وفقا ا للتقسيم التالي‪:‬‬
‫الهوية المهنية ‪ :‬وتشمل البعاد المهنية التي تعكس التوقاعات الجاتماعية والسياسية‬
‫لما نعنيه بالمعلم الجيههد والمثههال الههتربوي للمعلههم‪ .‬وتشههمل علههى الثههر طويههل المههدى‬
‫للتجاهات السياسية والجاتماعية لما يشكل المعلم الجيد‪ ،‬والممههارس الصههفي وغيههره‪.‬‬
‫وقاد تشتمل على عدد من العناصر التنافسية والمتضاربة كالسياسات القومية والمحلية‬
‫والتنمية المهنية المستدامة‪ ،‬والعبء التدريسي‪ ,‬والدوار والمسئوليات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫الهوية المكانية ‪ :‬حيههث يرتبههط البعههد المكههاني للهويههة بمدرسههة ‪ ,‬أو قاسههم أو فصههل‬
‫محدد‪ ,‬ويتأثر بالظروف المحلية ويرتبط بالهوية على المدى الطويل‪.‬‬
‫الهوية الشخصية ‪ :‬يرتبط البعد الشخصي بالحياة خارج المدرسة كمهها يرتبههط كههذلك‬
‫بالدوار السرية والمجتمعية‪ .‬وهذا البعد من الهوية يمكههن أن يتضههمن عناصههر تنافسههية‬
‫عديدة مثهل كهون المعلهم أبها أو زوجاها أو غيههره ‪ .‬وتهأتي التغذيهة الراجاعههة مهن السههرة‬
‫والصدقااء وغالبا ا ما يصبحون مصادر للضغط فيصبح إحساس الفرد بالهوية متناقاضاا‪.‬‬

‫أبعاد الهويةالمهنية‪:‬‬

‫تشمل الهوية المهنية كل ا من الجانب الشخصي والسياقاي‪ ،‬كما أنها تتشكل‬


‫بالمحتوى السياقاي‪ ،‬ووفقا لبيجارد )‪(2004‬هه إن العنصههر الثههاني الساسههي فههي الهويههة‬
‫المهنية للمعلم أنها عملية مستمرة من تفسير وإعادة تفسههير الخههبرة‪ ،‬ولههذلك فالهويههة‬
‫المهنية ديناميكية وليست ثابتة ول تتوقاههف عمليههة تشههكليها خلل الحيههاة المهنيههة‪ ،‬وفههي‬
‫كثير من الحيان فإن الهوية المهنية تمههر بعمليههة تشههكل مسههتمرة‪ .‬ويرتبههط هههذا المههر‬
‫بالخاصية الولى وهي أن الهوية المهنية تشمل الجانب الشخصي والسياقاي لن الهويههة‬
‫المهنية ي‬
‫شأههكلت بمشههاركة الفههراد فههي السههياقاات الجاتماعيههة والثقافيههة‪ ،‬وهههي بشههكل‬
‫مستمر تتشكل ويعاد تشكيلها‪ ،‬حيث إن هذه السياقاات نفسها تتغير باستمرار‪ ،‬ولوصف‬
‫العملية المستمرة لتشكل الهويههة المهنيهة أكهد بيجهاردأن الهويهة المهنيههة ليسهت فقهط‬
‫استجابة للسؤال من أنا في هذه اللحظة‪ ،‬ولكن أيضا من الذي أريد أن أكون‪ .‬ولقد ذكر‬
‫بيجارد عنصرا ا أساسيا ا آخر للهوية المهنية أنها مكونة من عهدة هويهات والهتي يمكهن أن‬
‫تتنههاقاض ولكنههها فههي الههوقات نفسهههتتناغم‪ .‬ويمكههن أن تطههور الهويههة المهنيههة عههدة‬
‫هوياتفكوني فرد معين في سياق معين يعرف بأنه الهوية ومههن هههذا المنطلههق فههالفراد‬
‫لهم هويات متعددة ترتبط بحالتهم الداخلية وأيضا بههأدائهم فههي المجتمههع ‪Beijaard,et‬‬
‫‪.((al, 2004, 122,123‬‬
‫وقادم جيمس جححي )‪(James Gee,2001‬تصححورا ا للهويححة المهنيححة يتضححمن‬
‫أربعة سياقاات مترابطة هي ‪:‬‬
‫سياق طبيعي ‪ Nature Identity‬مثل طوي ل القام ة وقاص ير القام ة‬ ‫‪-1‬‬
‫أبيض أو أسود أنثى أم ذكر‬
‫سياق مؤسسي ‪ Institutional Identity‬مثل معلم في مدرسة‬ ‫‪-2‬‬
‫سهياق اجاتمهاعي ‪ Discourse Identity‬مث ل شأ خص ل ديه كاريزم ا‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ا‬
‫العلقاات الجاتماعية بين الفرد ومجتمعه وخصوصا بين المعلههم وزملئههه وطلبههه‬
‫ومديريه وأولياء المور تلعب دورا ا مهمهها فههي تشههكيل هههويته‪ ،‬كمهها أن المشههاعر‬
‫التي تلون هذه التفاعلت الجاتماعية تسهم بشكل كبير في تكههوين الهويههة لههدى‬
‫المعلم‪.‬‬
‫سههياق اللفههة )التقههاربي( ‪ Affinity Identity‬ويقص د به ا مجموع ات‬ ‫‪-4‬‬
‫التقاربا الثقافي والجاتماعي والخلقاي والمهني والسياسي والديني‪.‬‬
‫ولقدحدد كليتشههرمانز )‪ Kelchtermans (2009‬خمسههةعوامل تههؤثر فههي الهويههة‬
‫المهنية للمعلم هي‪) :‬فهم الذات – الثقة بالنفس – الدافع للعمل – إدراك مهمة المعلههم‬
‫– والنظرة إلى المستقبل(‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫الدراسات السابقة ‪- :‬‬


‫في دراسة عبد الرحيم تمحري)‪ (1988‬بعنوان "الهوية المهنية للمدرس‪ :‬الزمة‬
‫وضرورة البحث"‪،‬هدفت الدراسة إلى فحص الهويهة المهنيهة للمعلم في ظهههل علقاتهههه‬
‫بهالمراهق كتلميهذ‪ ،‬ومنهه علقاهههة الهويهههة المهنيهههة للمدرسهههين ودورههها فههي تهههوافقهم‬
‫النفسهي والجاتمهاعي والمههني‪ ،‬مفترضها ا أن أي تمثيهل للمهدرس عههن ذاتههههه سههههوف‬
‫يههههنعكس بصههههفة مباشأههههرة علههههى تلمذتههههه وبالتههههالي علههههى بههههاقاي أنشههههطتهم‬
‫وتفههاعلتهم المختلفههة‪.‬ومههن هنهها جاههاءت إشأهههكالية بحثهههه عبهههارة عهههن مجموعهههة مهههن‬
‫التسهاؤالت عهن واقاهع الهويهة المهنيهة للمهدرس في المجتمهع المغههربي وكههذا مههههدى‬
‫اجارائيتههه كمفهههوم وإمكانيههة تبنيههه في معههزل عههن الهويههة الشخصههية في علقاتها‬
‫بالهوية الجاتماعية من خلل صيرورة التنشئة الجاتماعية لهذا الفرد‪.‬‬

‫وفههي دراسههة صههامويل وسههتيفينز )‪Samule& Stephens (2000‬بعنههوان‬


‫"حوارات حرجاة حول التطوير الذاتي لهويات المعلم وأدواره" والتي هدفت إلى فحههص‬
‫العلقاة بين مفهوم الذات والهوية المهنية للمعلم‪،‬اسههتخدمت الدراسههة أسههلوبا دراسههة‬
‫الحالة لثنين من المعلمين من جانوبا أفريقيا‪ .‬توصلت نتائج الدراسة إلههى وجاههود علقاههة‬
‫بين المل والطموح لدى المعلم ومهها يسههتطيع المعلههم تحقيقههه بالفعههل‪ ،‬كمهها أن هنههاك‬
‫الكههثير مههن العوامههل المههؤثرة علههى تحديههد هويههة المعلههم حسههب تغيههر أدوار المعلههم‬
‫والسياقاات البيئية التي يعمل بها‪ ،‬كما أشأارت الدراسههة إلههى تهأثير علقاههات المعلهم مهع‬
‫تلميذه على تشكيل هويته المهنية ‪.‬‬

‫وأجارى بيجارد وآخرين ‪ ((Beijaarde, et al, 2000‬دراسة بعنههوان "مفهههوم‬


‫المعلم للهوية المهنية ‪ :‬دراسة استكشافية مههن منظههور المعرفههة الذاتيههة" هههدفت إلههى‬
‫وصف كيف يهدرك المعلمهون ههويتهم المهنيهة ومها ههي العوامهل المهؤثرة فهي الهويههة‬
‫المهنيههة‪ .‬اسهتخدمت الدراسهة اسهتبيان طبهق علهى ثمهانين)‪ (80‬معلمها ا فهي المدرسهة‬
‫الثانوية من تخصصات مختلفههة‪ ،‬أشأههارت نتائههج الدراسههة إلههى وجاههود فههروق بيههن إدراك‬
‫المعلمين لهويتهم المهنيه باختلف تخصصاتهم العلمية واختلف خبراتهم في العمل في‬
‫التدريس‪.‬‬

‫كما أجارت اوتريت )‪ ,Autret) 2008‬دراسههة بعنههوان"بنههاء الهويههة المهنيههة لههدى‬


‫أسههاتذة التربيههة البدنيههة والرياضههية"‪ ،‬ههههدفت الدراسهههة إلههى إبهههراز أههههم الختلفهههات‬
‫والفروق الهتي تعمهل علهى تأسهيس وبنهاء هويهة مهنية للفهراد المقبليههن علهى وظيفهة‬
‫التدريس في معهد الرياضة‪ .‬فكانت الشأههكالية تتمحههور أساسههها ا حهههول مكانههة التكههوين‬
‫الجامعي الذي تلقوه هؤلء الساتذة الجدد في تكوينهم لهويتهم المهني‪ ،‬أو كيف يعههرف‬
‫هؤلء أنفسهم في هذا الحيز السياسي والجاتمهاعي الجديههد الهذي انتمههوا إليههه مهؤخراا؟‬
‫هدفت الدراسهة إلي تحهديد مفهومهااللهويهة علهى اعتبارهها ديناميكيهة ذلهههك‪:‬أنههها ناتجههة‬
‫عن مجموعة من التنشهئات المتتاليهة الهههتي يتلقاهههها الفهههرد والهههتي يخضهههع لهههها عهههبر‬
‫مراحهل حياتهه المختلفهة‪ ،‬ولههذا تبهدو عمليهة بنهاء الهويهة عمليهة ديناميكيهههة متواصهههلة‬
‫ومسهتمرة لعهادة البنهاء‪ ،‬حافلة بمجموعة من الحداث والمواقاههف ومشههكلة مههن عههدة‬
‫مكونات‪.‬‬

‫وفي دراسة توماس وبيشامب )‪ (Thomas, Beauchamp, 2011‬بعنوان "فهههم‬


‫الهوية المهنية للمعلمين الجدد"‪ ،‬أجارت الدراسة مقههابلت مههع المعلميههن بعههد تخرجاهههم‬
‫مباشأرة و بعد عام من عملهم بالتدريس ‪ ،‬وأشأارت نتائج الدراسة إلى وجاود تحول فههي‬
‫إدراك المعلمين لهويتهم المهنيههة واسههتعدادهم للنضههال والتحههدي ظهههر ذلههك مههن خلل‬
‫تحليل استعاراتهم أثناء المقابلة ‪.‬‬

‫ودراسة كانرينيوس وآخرين ‪ ( (Canrinus, etal, 2012‬بعنوان "استكشاف‬


‫العلقاة بين فعالية الذات والرضا الوظيفي والتحفيز واللتزام كمؤشأرات للهوية المهنية‬
‫للمعلمين"‪ .‬هدفت الدراسة إلى قاياس درجاة إسهام الفعالية الذاتية للمعلمين في تغيير‬
‫‪10‬‬

‫مستوى الدافعية والرضا الههوظيفي واللههتزام كمؤشأههرات لتحديههد الهويههة المهنيههة لعههدد‬
‫‪ 1214‬معلما ا هولندياا‪ ،‬استخدمت الدراسة مقياس إلكههتروني وزع علههى المعلميههن عههبر‬
‫اليميههل‪ .‬وأشأههارت النتائههج إلههى أن فعاليههة الههذات والرضهها الههوظيفي كههانت مههن أكههثر‬
‫المتغيرات تأثيرا ا كمؤشأرات للهوية المهنية لدى المعلمين‪.‬‬

‫من كل ما سبق يمكن أن نخلص إلى ما يلي ‪- :‬‬


‫مفهههوم الهويههة المهنيههة مفهههوم متعههدد الوجاههه يتضههمن عههدة متغيههرات‬ ‫‪.1‬‬
‫)شأخصية ومؤسسية واجاتماعية وثقافية(؛‬
‫تتأثر تشكيل الهوية المهنية للمعلم بعدة متغيرات منها )الرضا الههوظيفي‬ ‫‪.2‬‬
‫للمعلم – اللتزام – فعالية الذات ‪-‬فهم الذات – الثقة بالنفس – الدافع للعمههل –‬
‫إدراك مهمة المعلم – والنظرة إلى المستقبل(؛‬
‫تتطور الهوية المهنية للمعلم بتطور خبرات عملههه فههي مجههال التههدريس‬ ‫‪.3‬‬
‫من عام لعام ومن مرحلة لمرحلة عبر مراحل دورة حياة المعلم المختلفة؛‬
‫عمليهة بنهاء الهويهة المهنيههة لههدى المعلههم عمليهههة ديناميكيهههة متواصهههلة‬ ‫‪.4‬‬
‫ومسهتمرة‪.‬‬
‫ء على ذلك يتبنهى البحهث الحهالي وجاههة نظههر جايمهس جاهي والهذي يقسهم الهويهة‬ ‫بنا ا‬
‫المهنية إلى أربعة أبعاد هي البعد الطبيعي والبعد المؤسسي والبعههد الجاتمههاعي والبعههد‬
‫الثقافي بحيث يتضمن كل بعد عدة متغيرات يتم قاياسها من خلل السههتبيان واسههتمارة‬
‫تحليل السير الذاتية لبيان العوامل المؤثرة علىتشكيل الهوية المهنية للمعلمعلههى النحههو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪-1‬البعد الطبيعي أو الشخصي‪ :‬دراسة عامل النوع )أنثى( وتأثيره علههى تشههكيل الهويههة‬
‫المهنية‪.‬‬
‫‪-2‬البعد المؤسسي‪ :‬ويتضمن عوامل مثل )التجاه نحههو المدرسههة – التجههاه نحههو مهنههة‬
‫التدريس – تقدير العاملين بمهنة التدريس– الرضا المهني(‬
‫‪-3‬البعد الجاتماعي‪ :‬ويتضمن عوامل مثل )العلقاة بالزملء – العلقاههة بالتلميههذ‪ -‬العلقاههة‬
‫بالمدراء(‪.‬‬
‫‪-4‬البعههد الثقههافي‪ :‬ويتضههمن عوامههل مثههل )التههأثر بخههبرات الوالههدين والتههأثر بخههبرات‬
‫المعلمين والتأثر بالخبرة كطالب(‪.‬‬

‫هذا وقاد أوضحت نتائج دراسة حديثة )‪ (Beijaard,et al, 2011‬أن الهوية المهنية‬
‫ليست واحدة عند كل المعلمين‪ ,‬ولكنها تتشكل مههن خلل تفاعههل مسههتمر بيههن المعلههم‬
‫والسياق المكاني والزماني والجاتماعي والمؤسسي الذي يعمههل فيههه المعلههم ويتفاعههل‬
‫معه‪ ،‬ونتيجة هذا التفاعل تنعكس على عدة متغيرات منها مستوى أدائههه وإتقههانه لعملههه‬
‫ورضاه المهني والتزامه المهني‪ ,‬وكفايته المهنية‪.‬‬

‫فروض البحث ‪:‬‬


‫في ضوء الدراسات السابقة يمكن تحديههد فههروض البحههث‬
‫الحالي كمايلي‪:‬‬
‫توجاد علقاة ارتباطية دالة إحصائيا ا بين متوسطات درجاات الهوية المهنية‬ ‫‪-1‬‬
‫للمعلم ومتوسطات درجاات كل مههن )الرضهها المهنههي – وتقههدير الههذات وتطههوير‬
‫الذات( ‪.‬‬
‫ا‬
‫توجاد علقاة ارتباطية دالة إحصههائيا بيههن درجاههات البعههاد الفرعيههة للهويههة‬ ‫‪-2‬‬
‫المهنية للمعلم وكل من )الرضا المهني ‪ -‬تقدير الذات‪ -‬تطوير الذات( ‪.‬‬
‫وللتحقق من صحة الفروض السابقة تم إجاراء البحث الميداني على النحو الموضههح‬
‫لحقا‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫الطار الميداني للبحث‪:‬العلقاة بيححن الهويححة المهنيححة و‬


‫كل من الرضا المهني وتقدير الذات وتطويرها ‪:‬‬
‫لفحص العلقاة بين تطور الهويههة المهنيههة لههدى المعلميههن وعلقاتههها بالرضهها المهنههي‬
‫وتقدير الذات وتطويرها تم اجاراء بحث ميداني لمجموعة من المعلمات الملتحقههات‬
‫ببرنامج الماجاستيرتخصههص إدارة تربويههة بكليةالتربيههة جاامعههةحائل وتضههمن البحههث‬
‫الميداني تحليههل للسههير الذاتيههة للمعلمههات بالضههافة الههى تطههبييق اسههتبيان للهويههة‬
‫المهنية و الرضا المهني وتقدير الذات وتطويرها وفيما يلي عههرض للعينههة و الدوات‬
‫المستخدمة ‪.‬‬
‫عينة البحث وحدوده‪:‬‬
‫تكونت عينة البحث من عدد )‪ (15‬طالبة من الملتحقات ببرنامج الماجاسههتير وممههن‬
‫يعملن كمعلمات ومشههرفات تربويههات‪،‬وهكههذا يقتصههر البحههث علههى المعلمههات فههي‬
‫المملكة العربية السعودية دون المعلمين وذلك للظروف السائدة في نظام التعليههم‬
‫في المملكة العربية السهعودية‪ ،‬وذلهك خلللعامالدراسهي ‪-2014‬ه ‪2015‬م الفصهل‬
‫الدراسي الول‪.‬‬
‫تههم مجانسههة عينههة البحههث فههي متغيههرات )الوظيفههة والعمههر الزمنههي والخههبرة‬
‫والتخصص ( للتأكد من عدم وجاود فروق دالة إحصائيا ا بين أفراد العينة في متغيرات‬
‫الدراسة )الرضا المهني وتقدير الذات وتطوير الذات( تبعا ا لمتغير العمههر الزمنههي أو‬
‫الخبرة أو التخصص الكاديمي‪ ،‬وفيما يلي نتائج التحليل الحصائي لتجانس العينة‪.‬‬
‫نتائج تحليل التباين الحادي للكشححف عححن وجححود فروقاححات فححي‬
‫اسححتجابات أفححراد العينححة عححن أداة الدراسححة تعححزى لكححل مححن‬
‫)الوظيفة‪ ،‬العمر‪ ،‬التخصص‪ ،‬الخبرة(‪:‬‬
‫‪ .1‬ل توجاد فروق ذات دللة إحصائية عنههد مسههتوى )‪ (α=0.05‬بيههن اسههتجابات أفههراد‬
‫العينة على المحاور )الرضا المهني‪ ،‬تقدير الذات‪ ،‬وتطوير الذات( تعزى لمتغير الوظيفة‬
‫)مشرفة تربوية‪ ،‬معلمة( كما موضح في الجدول التالي‪:‬‬

‫مأستوى الدللة‬ ‫قايمة ف‬ ‫مأربع المتوسطات‬ ‫درجإة الحرية‬ ‫مأجموع المربعُات‬ ‫مأصدر التباين‬
‫‪721.‬‬ ‫‪133.‬‬ ‫‪039.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪039.‬‬ ‫الرضاا المهني‬
‫‪253.‬‬ ‫‪1.433‬‬ ‫‪314.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪314.‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫‪290.‬‬ ‫‪1.219‬‬ ‫‪262.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪262.‬‬ ‫تطوير الذات‬

‫‪ .2‬ل توجاد فروق ذات دللة إحصائية عنههد مسههتوى )‪ (α=0.05‬بيههن اسههتجابات أفههراد‬
‫العينة على المحاور )الرضا المهني‪ ،‬تقدير الذات‪ ،‬وتطوير الذات( تعههزى لمتغيههر العمههر‬
‫كما موضح في الجدول التالي‪:‬‬

‫مأستوى الدللة‬ ‫قايمة ف‬ ‫مأربع المتوسطات‬ ‫درجإة الحرية‬ ‫مأجموع المربعُات‬ ‫مأصدر التباين‬
‫‪414.‬‬ ‫‪950.‬‬ ‫‪264.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪528.‬‬ ‫الرضاا المهني‬
‫‪722.‬‬ ‫‪334.‬‬ ‫‪083.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪167.‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫‪838.‬‬ ‫‪180.‬‬ ‫‪044.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪089.‬‬ ‫تطوير الذات‬

‫‪.3‬ل توجاد فروق ذات دللة إحصائية عند مستوى )‪ (α=0.05‬بيههن اسههتجابات أفههراد‬
‫العينة على المحاور )الرضا المهنههي‪ ،‬تقههدير الههذات‪ ،‬وتطههوير الههذات( تعههزى لمتغيههر‬
‫التخصص كما موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫‪12‬‬

‫مأستوى الدللة‬ ‫قايمة ف‬ ‫مأربع المتوسطات‬ ‫درجإة الحرية‬ ‫مأجموع المربعُات‬ ‫مأصدر التباين‬
‫‪743.‬‬ ‫‪112.‬‬ ‫‪033.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪033.‬‬ ‫الرضاا المهني‬
‫‪996.‬‬ ‫‪000.‬‬ ‫‪000.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪000.‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫‪543.‬‬ ‫‪391.‬‬ ‫‪089.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪089.‬‬ ‫تطوير الذات‬

‫‪ .4‬ل توجاد فروق ذات دللة إحصائية عند مستوى )‪ (α=0.05‬بين استجابات أفراد‬
‫العينة على المحاور )الرضا المهني‪ ،‬تقدير الذات‪ ،‬وتطوير الذات( تعزى لمتغير‬
‫الخبرة كما موضح في الجدول التالي‪:‬‬

‫مأستوى الدللة‬ ‫قايمة ف‬ ‫مأربع المتوسطات‬ ‫درجإة الحرية‬ ‫مأجموع المربعُات‬ ‫مأصدر التباين‬
‫‪632.‬‬ ‫‪241.‬‬ ‫‪070.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪070.‬‬ ‫الرضاا المهني‬
‫‪250.‬‬ ‫‪1.450‬‬ ‫‪317.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪317.‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫‪299.‬‬ ‫‪1.168‬‬ ‫‪251.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪251.‬‬ ‫تطوير الذات‬

‫أدوات البحث ‪:‬استخدم البحث الحالي نوعين من الدوات هما‪:‬‬


‫استمارة تحليل السير الذاتية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إذ استخدمت السيرة الذاتيههة كوسههيلة لستكشههاف هويههة وتجربههة المشههاركات‪،‬‬
‫واستخراج الكثير من الملمح المميزة لههها‪ ،‬والههتي يمكههن مههن خللههها تتبههع خههط‬
‫نموها المهني‪ ،‬وبيان العوامل التي أثرت على تشكيل هويتهم المهنية ‪.‬‬

‫خطوات إعداد استمارة التحليل الكيفي للسير الذاتية ‪:‬‬


‫‪ -‬استخدام أسلوبا السيرة الذاتية وتوظيفه في شأكل أنشطة تعليمية في‬
‫مقرر الصول الفلسفية والجاتماعية للتربية لبرنامج الماجاستير الههذي يقههدم‬
‫خصههص لهههذه النشههطة‬ ‫لطالبات الدراسات العليهها فههي كليههة التربيههة ‪ ،‬وقاههد ي‬
‫درجاات محددة حتى تهتم الطالبات بههها ‪ .‬تههم تكليههف الطالبههات المشههاركات‬
‫بالقيام بكتابة بحث عههن السههيره الذاتيههة المهنيههة تقههوم مههن خللههه الطالبههة‬
‫بتوضيح أفكارها ومعتقداتها حول عمليتي التعليم والتعلم‪ ،‬وط يلههب منههها فههي‬
‫هذا التكليف أن يتقدم لمحة عن تعليمها‪ ،‬والحداث الخاصة التي أثرت فيههها‪،‬‬
‫والسههبابا الههتي جاعلتههها تختههار مهنههة التههدريس‪ .‬كمهها تههم تكليههف الطالبههات‬
‫المشاركات بالكتابة عن الفلسفة والنظريات التربويههة الههتي تعتنقههها وتقههوم‬
‫فيههه بتوضههيح أرائههها وأفكارههها حههول التعليههم والتعلههم‪ ،‬ورؤايتههها لفضههل‬
‫الممارسات في مجال التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬احتفظت الباحثة بمفكرة بحثية تدون فيها أسهئلة الطالبهات المشهاركات‬
‫عن كيفية كتابة السيرة الذاتية المهنية‪ ،‬كما تههم رصههد اسههتجابات وتعليقههات‬
‫الطالبات المشاركات على بعضهن البعض عند سرد بعض الحداث والوقاهائع‬
‫من قاصصهن ومواقاف عديدة يسردن فيههها خههبراتهن وأسههاليبهن التدريسههية‬
‫بشههكل دوري بكههل محاضههرة‪ ،‬وبهههدف مسههاعدتهن فههي تأمههل خههبراتهن‬
‫كمتعلمات ومعلمات وإعادة بناء خبراتهن‪ ،‬كمهها اشأهتملت المحاضههرات علهى‬
‫مناقاشههات حههول فلسههفتهن التربويههة فههي ضههوء دراسههتهن لمقههرر الصههول‬
‫الفلسههفية للتربيههة‪.‬وقاههد كههانت هههذه المناقاشههات وسههيلة لتعههبير الطالبههات‪-‬‬
‫واللتي في الهوقات نفسهه معلمهات ومشهرفات تربويهات‪-‬عهن رغبتهههن فهي‬
‫التحرر من أسهر الماضهي المتمثهل فهي نظهام التعليهم التقليهدي‪ ،‬والصهورة‬
‫النمطية عن المرأة السعودية‪،‬والمجتمع الذكوري‪ ،‬والمل في غد أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬تم إعههداد أبعههاد اسههتمارة تحليههل مضههمون السههير الذاتيههة للكشههف عههن‬
‫العوامل المؤثرة على تشكيل هويتهم المهنية وفق البعاد التي اتفقت عليها‬
‫الدراسات السابقة وبعد تبني نموذج جايمس جاي لبعاد الهوية المهنية‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ -‬عرضت استمارة التحليل على مجموعة من *المحكمين التربويين للتأكد‬


‫من صدقاها ومناسبة أبعادها لتحليهل السهير الذاتيههة للمعلميههن للكشههف عهن‬
‫العوامل المؤثرة على تشكيل هويتهم المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬قاامت كل من الباحثتين بقراءة كههل سهيرة ذاتيههة علههى حهدة واسههتخراج‬
‫الشواهد المتعلقة بالبعاد الخاصة باستمارة تحليل مضههمون السههير الذاتيههة‪،‬‬
‫واستلزم ذلك قاراءة السير الذاتيههة للمشههاركات أكههثر مههن مههرة واسههتخراج‬
‫الشواهد الدالة على كل بعد من أبعاد تشيكل الهوية المهنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تم حسابا ثبات المحللين من خلل حسابا نسبة التفاق بيههن البههاحثتين‬
‫في تحليل السير الذاتية وفق استمارة التحليل وتراوحت نسبة التفههاق مههن‬
‫‪ % 90- %80‬على أبعاد الستمارة‪.‬‬
‫‪ -‬قاامت كل باحثة بمراجاعههة تحليههل مضههمون السههير الذاتيههة وفههق البعههاد‬
‫المحددة للهويههة المهنيههة واسههتبعاد البعههاد الههتي لههم يوجاههد شأههواهد تههدعمها‬
‫والتفاق على توزيع الشواهد في كههل بعههد مههن البعههاد للوصههول إلههى رؤايههة‬
‫مشتركة للتحليل ‪.‬‬
‫‪ -‬تم حسابا عدد التكههرارات للشههواهد فههي كههل بعههد مههن أبعههاد اسههتمارة‬
‫تحليل السير الذاتية وتحديد البعاد الكثر تكرارا ا ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫هههههههههههههههههههههههههه‬
‫*اسماء السادة المكمين ملحق رقام ) (‬

‫استبيان الهوية المهنية والرضا المهني وتقدير الذات و تطويرها‪:‬‬


‫تم استخدم استبيان الهوية المهنية والرضا المهنههي وتقههدير الههذات وتطويرههها لههدى‬
‫المعلمات بغرض الوصول إلى نتائج كمية والتحقق مههن العلقاههة الرتباطيههة بيههن الهويههة‬
‫المهنية كمتغير مستقل وكل من الرضا المهني وتقدير الذات وتطوير الذات كمتغيههرات‬
‫تابعة‪.‬‬
‫خطوات تصميم الستبيان وتقنينه‪:‬‬
‫‪ -‬تم تصميم الستبيان في ضوء البعاد التي كشفت عنها اسههتمارة تحليههل‬
‫مضمون السير الذاتية السابقة حيث تكون من أربعة مقاييس فرعية يعطههي‬
‫كل منهم درجاة مستقلة هم )الهوية المهنية – الرضا المهني – تقههدير الههذات‬
‫‪ -‬تطوير الذات( ويتكون مقياس الهوية المهنية من أربعة أبعههاد هههي )الهويههة‬
‫الطبيعية – الهوية الجاتماعية – الهوية المؤسسية – الهوية الثقافيههة( ‪.‬تكههون‬
‫الستبيان في صورته الولية مههن عهدد ) ‪ ( 160‬عبهارة وزعهت علهى البعهاد‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫‪ -‬تم عرض الستبيان في صورته الولية على السادة * المحكمين للحكههم‬
‫على مدى صدق العبارات والبعاد ومدى مناسبتها لقياس ما وضعت لقياسه‬
‫ومدى ملءمتها من حيههث الصههياغة وتغييههر وإضههافة مهها يرونههه مناسههباا‪ .‬وتههم‬
‫حسههابا نسههب اتفههاق المحكميههن علههى كههل عبههارة مههن عبههارات السههتبيان‬
‫وتراوحت نسب التفاق من) ‪. (90-70‬‬
‫‪ -‬تم حذف عشرين عبارة من الصورة الولية للستبيان طبقا ا لراء السادة‬
‫المحكمين وهي العبارات ذاتالرقاههام)‪-30-28-27-25-24-22-20-7-6-4-1‬‬
‫‪ (157-156-147-146-113-83-52-51-35‬ليصههل المقيههاس فههي صههورته‬
‫النهائية إلى عدد )‪ (140‬عبارة‪.‬‬
‫‪ -‬تم إعداد الستبيان بصورة إلكترونية وتطبيقه بعد تعديل المحكمين على‬
‫عينة استطلعية من خارج عينههة الدراسههة وعههددهن )‪ (26‬معلمههة ومشههرفة‬
‫من طالبات برنامج الماجاستير تخصص مناهج وطرق تدريس ومههن طالبههات‬
‫الماجاستير للفصل الدراسي الول للعام الدراسي ‪ ،2016-2015‬مههن خلل‬
‫موقاهههههههههههههههههههههههههههع إلكهههههههههههههههههههههههههههتروني ههههههههههههههههههههههههههههو‬
‫‪https://docs.google.com/forms/d/1kJH0DI4snRj15v1pAG8eb‬‬
‫ات أداة‬ ‫ن ثب‬ ‫قم‬ ‫‪ ، XmZpW-z-RjLpo2itZsKbW4/edit‬للتحق‬
‫‪14‬‬

‫الدراسة‪،‬بطريقة ألفا كرونباخ‪ ،‬وتراوحت معههاملت الثبههات مههن )‪ 0,63‬الههى‬


‫‪ (0,94‬مما يشههير إلههى ثبههات السههتبيان‪.‬والجههدول التههالي يوضههح معههاملت‬
‫الثبات الفا للبعاد الفرعية للستبيان ‪.‬‬

‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫هههههههههههههههههههههههههه‬
‫*اسماء السادة المكمين ملحق رقام ) (‬

‫جدول ) ‪( 1‬‬
‫معاملت الفاكرونباخ لثبات الستبيان‬
‫معامل الفا كرونباخ‬ ‫البعد الفرعي للستبيان‬
‫‪0,85‬‬ ‫الهوية الطبيعية‬
‫‪0.94‬‬ ‫الهوية الجاتماعية‬
‫‪0,82‬‬ ‫الهوية المؤسسية‬
‫‪0,63‬‬ ‫الهوية الثقافية‬
‫‪0,91‬‬ ‫الرضا المهني‬
‫‪0,89‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫‪0,80‬‬ ‫تطوير الذات‬

‫‪ -‬تم تطبيق الستبيان بعد التأكد مههن صههدقاه وثبههاته علههى عينههة الدراسههىة‬
‫المكونة من ) ‪ ( 15‬معلمة ومشرفة سعودية وحسابا نسههب الرتبههاط بيههن‬
‫متغيرات الدراسة وفقا لفروض الدراسة ‪.‬‬

‫عرض نتائج البحث ومناقاشتها‪:‬‬

‫النتائج الكيفية ‪:‬‬


‫تحددت البعاد التالية لتشكيل الهوية المهنية للمعلمات ‪-:‬‬

‫أول ‪ :‬البعد الشخصي ‪:‬‬


‫ا‬
‫يتناول هذا البعد تحليللدور النوع )المعلمة كأنثى(كعامل مؤثرفى تشكيل‬
‫هويتها المهنيححة وتححأثير ذلححك علححى ممارسححتها لمهنححة التححدريس وكفاءتهححا‬
‫وفعاليتها في العمل كما ورد في السححير الذاتيححة والسححتبانة علححى النحححو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تأثير المعتقدات الجتماعيةلعامل النوع)أنثى( فححي تشححكيل الهويححة‬


‫المهنية للمعلمات‪:‬‬
‫أظهههرت قاصههص المعلمههات أن الطههر المجتمعيههة حههددت للمههرأة مهنههة‬
‫التههدريس والعمههل كمعلمههة‪ .‬فههالنظرة التقليديههة للمههرأة تضههعها فههي إطههار‬
‫المربيههات‪ ،‬الراعيههات والمعتمههدات علههى الرجاههال‪ ،‬وعلههى الرغههم مههن ذلههك‬
‫يتظهرنتائج الستبانة )اعتمادالرجال على المرأة وراتبها الذي تحصل عليه مههن‬
‫عملها‪ ,‬ليس الزوج فقط بل البا أيضاا‪ ,‬علوة على ذلك قاد ييؤخر ولههي المههر‬
‫‪15‬‬

‫من البا أو الخ زواج أخته أو يرفضه للمحافظة على الراتب الشههري الهذي‬
‫تتقاضاه(‪ .‬كما ذكرت المشاركات في ‪ -‬اليوميات البحثية التي اسههتعانت بههها‬
‫الباحثتين ونمت نتيجة المناقاشاتمعهن ‪ -‬أن عمل المرأة قاديما ا )من أكثر مههن‬
‫‪ 50‬سنة( كان مرفوضاا‪ ،‬وأن الفتاة التي عملههت فههي هههذا المجههال لههم تحههظ‬
‫بفرصة للزواج‪.‬‬

‫مححن المؤشححرات علححى تححأثير عامححل النححوع علححى تشححكيل الهويححة‬


‫المهنية ‪:‬‬
‫ترى مستقبلها المهني في غرف الطوارئ في المستشفيات‪ ,‬والههتي لطالمهها‬
‫حلمت أن ترتدي وشأاحا ا وثوبا ا أبيض‪ ،‬جادت واجاتهدت ثم يوعدت بأن تسافر إلى‬
‫مصر حيث جاامعة عين شأمس لدراسة علوم الطب "لم يكن في مدينتها قاسم‬
‫للعلوم الطبية" ‪ .‬إل أن خيبة المل كانت أقاسى وأمر‪ .‬نعم قاد يوعدت ثم ينقههض‬
‫ذاك الوعد وبحجج واهيههة وبمعتقدات اجتماعيححة‪ .‬بعههد أن تبخههرت أحلمههها‬
‫كسر ظهر طموحها المهني‪ ,‬لم يعد لصاحبتنا أي إشأهكال فهي أي التخصصهات‬ ‫و ي‬
‫ستلتحق‪ ,‬فالتخصصات ل تكرم فيض رغباتها‪ ,‬والواقاههع يشههير إلههى "ابنة فححي‬
‫مجتمححع ذكححوري" ‪ ,‬إل أنههها أحبههت اللغههة النجليزيههة ولتههوفر فههرص العمههل‬
‫المستقبلية لهذا القسم استعانت بالله سبحانه وتعالى ‪ -‬التحقت بهههذا القسههم‬
‫بالكراه ‪ .. -‬كانت "وبحرقاة فهي ما زالت" تحلم بذلك الوشأههاح البيههض وكههوبا‬
‫القهوة الساخن في آخر الليل سهرا ا على راحة المرضى بين الروقاة‪) .‬ف‪.‬ح(‬

‫أنهيت المرحلة الثانوية ولم يكن أمههامي إل كليههة التربيههة بعههد أن تنههازلت عههن‬
‫حلمي بسببين الول هو صعوبة انتقالنا للرياض وما سيتحمله والدي مههن أعبههاء‬
‫مالية‪ ،‬والسبب الثاني هو اقاتناعي برأي زميلتي أن الرجححل فححي مجتمعححي‬
‫يرفض الزواج بالطبيبة لصعوبة عملها وكيفيححة توافححق العمححل مححع‬
‫البيت‪ .‬دخلت كلية التربية فكان أقاربا تخصص مطروح هههو الرياضههيات الههذي‬
‫أحبه وهو تخصص جاديد ومههن التخصصههات الههتي تحتاجاههها المنطقههة فحرصههت‬
‫عليه لحظى بفرصة وظيفية مضمونة‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫‪-2‬معوقاات مهنية بسبب النوع )كوني أنثى (‬


‫عبرت المعلمات في سيرهن الذاتية عههن تعرضهههن لضههغوط مهنيههة بسههبب كههونهن‬
‫أناث عليهن واجابات أسرية ل فكاك منها مثل )إنجابا أطفال وحاجاتهن إلى إجاازة رعاية‬
‫طفل وترك العمل أو مرض أحد أفراد السرة وحاجاتها إلى التفرغ لرعايته ‪ .‬فمعظمهن‬
‫تركن المهنة لسبابا ترتبط بالسرة‪ ،‬ومنههها الههزواج والطفههال والمههرض والتعييههن فههي‬
‫أماكن نائية وبعيدة عن سكن المعلمات بمسافات كههبيرة ‪ .‬ومن هححذه الشححواهد مححا‬
‫يلي‪:‬‬

‫) دونت الباحثة في مفكرتها البحثيههة مها ذكرتههه إحهدي المشهاركات عهن أنههها إضههطرت‬
‫لكتابة وصيتها لنها ل تعلم هل ستعود مره أخري لبيتها أم ل حيث أنها معينة بقرية نائية‬
‫تبعد مئات الكيلومترات عن مكان سكنها ويقتضي هذا سفرها يوميا ا ذهابا ا وإيابا ا لفههترات‬
‫طويلة من اليوم ‪ ,‬علوة على أخطار الطريق وحوادث الطريق(‪.‬‬

‫في عام ‪1430‬هه أنجبت طفلي الول وكأي أم تنتظههر فرحتههها الولههى وتمههارس‬
‫معه المومة تقدمت بطلب إجاازة استثنائية للبقاء مع مولودي وقاوبلت إجاازتي بالرفض‬
‫بحكم أني في السنة التجريبية ول يحق لي طلب الجاههازة بنههااء علههى تعميههم صههادر أن‬
‫المعلمة إذا لم تكمل العامين الدراسيين من التعيين ل يحههق لههها التقههدم بطلههب إجاههازة‬
‫بدون راتب ‪ .‬واضطررت أن أضع طفلي عند أهلي بمنطقة أخرى ‪ ,‬وهنا بدأت الضغوط‬
‫النفسية على ‪ ,‬كنت كل ما رأيت طفال أبكي كل ما سمعت صوته بكيت‪ .‬في كل إجاازة‬
‫نهاية السبوع نذهب أنا وزوجاي للجوف لرؤايته ‪ ,‬فراق ابني كان له أثر كبير على أدائي‬
‫‪16‬‬

‫في المدرسة ‪ ,‬كانت مديرة المدرسة غير متعاونة في تلك الفترة معنا كمعلمات‪ ,‬لكههن‬
‫كان خير معين لي الزميلت وبقيت في هذه المدرسة عامين مههع الضههغوط والمشههاكل‬
‫وفراق طفلي‪ ،‬كنت كل ما أرى طفلي أكره وظيفتي لم يكن يعرفنههي ينههاديني باسههمي‬
‫ظنا ا منه أنني أخته وأن والدتي هي أمه ومازالت هذه الفكرة مسيطرة عليه ‪ ) .‬ت‪.‬ش(‬

‫حدث أمر زلزل حيههاتي وغيرههها كههان مرض أمححي رحمههها اللههه المفههاجائ بالسههرطان‬
‫واكتشافه بالمراحل المتقدمة ورحلة علجاها التي لم تطل مرحلة النهيار بالنسههبة لههي‪.‬‬
‫الحمد لله على كل حال نحن مؤمنون بقضاء الله وقادره وكل ما أرجاهو أن يجمعنها اللهه‬
‫بها في جانات النعيم‪ .‬فقدان الم أمر صعب جادا ا ‪ ,‬تركت لنا فراغا ا ل يملؤه أحدا ا غيرههها‪،‬‬
‫كانت شأمعة بيتنا والنور الذي ينير دروبنا ويشعرنا بالمان ‪ .‬انقطعت عن التدريس فترة‬
‫مرض أمي فتفكيري وقالبي معها ‪.‬اللهم آجار أمي بكل ألم شأههعرت بههه وارحمههها واغفههر‬
‫لها واجاعل الجنة مستقرها‪) .‬ف‪.‬م(‬

‫عدت بعد ثلثة أشأهر إلى العمل أكملت عملي في القسههم نفسههه‪ ,‬أثر وضححع ابنححي‬
‫الصحي على عملي بشكل سلبي فقد وجادت من استغل وضعي الطارئ بالتقليل‬
‫من إنتاجاي في العمل ومن اهتمامي بعملي‪ ,‬صدمت بأشأخاص لم يراعههوا ظروفههي بههل‬
‫أنهم استغلوا فترة انقطاعي عن العمل وغيابي المتكهرر بعهد مباشأهرتي للعمهل بسهبب‬
‫مواعيد ابني الصحية المستمرة خارج حائل لتشويه ص ورتي والتقليهل مهن تميهزي فهي‬
‫عملي‪ .‬تلك المواقاف كههانت جاديههدة إل أنههها قاههوت مههن إرادتههي وإصههراري علهى إثبههات‬
‫تميزي في عملي‪) .‬م‪.‬ح(‬

‫ثانيا‪ :‬البعد المؤسسي ‪:‬‬


‫يتناول هذا البعد تحليل ا لححدور البعححد المؤسسححى ممثل ا فححي ) التجححاه نحححو‬
‫المؤسسححة ) المدرسححة ( – التجححاه نحححو المهنححة – التجححاه نحححو العححاملين‬
‫بالمهنة( كعامل مؤثر فى تشكيل الهوية المهنية للمشاركات وتححم تحليححل‬
‫السير الذاتية بناءا على هذه العوامل وجمع الشواهد على النحو التالي ‪:‬‬

‫التجححاه نحححو المؤسسححة )المدرسححة(‪ :‬تههم تحليههل السههير الذاتيههة‬ ‫‪-1‬‬


‫للمشاركات للكشف عههن التجههاه نحههو المدرسههة والههذي انقسههم الههى اتجههاهين‬
‫) إيجابي وسلبي ( وأشأارت نتائج التحليل إلى أن المشاركات عبرن عن مشاعر‬
‫وأراء سلبية تجاه المؤسسة المدرسية أكثر من تعبيرهن عن التجههاه اليجههابي ‪،‬‬
‫نظر ا ا لعدم تفعيل النظمههة واللوائههح بالمدرسههة وغيههابا الحههرص علههى العمليههة‬
‫التعليمية السليمة وقالة توافر المكانات والتجهيزات وكانت الشواهد كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬إيجابي‬
‫في نهاية السنة تم نقلي داخههل حائههل فههي مدرسههة قاريبههة مههن مسههكني‪ ,‬وللههه‬
‫ل من العلههم‬
‫الحمد كانت الظروف تحسنت وكانت مديرة المدرسة على قادرل عا ل‬
‫والخلق وكانت المعلمات متعاونهات وأعهداد الطالبهات قاليلهه بعكهس مها كنهت‬
‫أواجاهههه فههي السههابق مههن تراكههم فههي الفصههول ‪ ,‬إنها المححرة الولححى منححذ‬
‫ممارستي للمهنة التي أرى بهححا تفعيححل للنظمححة والفعاليححات فححي‬
‫المدارس‪) .‬ت‪.‬ش(‬

‫‪ -‬سلبي‬
‫العمل في تلك المدرسة تحديدا ا غير أشأياء كثيرة في نفسههي ‪ ،‬كههان أغلههب‬
‫سكان هذه القرية في معزل عن العالم‪ ،‬كنت أنظر إلى طالبههاتي بعيههن الرأفههة‬
‫والرحمة ‪ ،‬حيث أنه علوة على افتقادهم لغلب مقومههات الحيههاة كمهها نعيشههها‪،‬‬
‫كذلك كنيفتقدن التعليم السححليم الصحححيح‪ ،‬ل توجححد تجهيححزات كافيححة‬
‫في المدرسة‪ ،‬ول توجد وسائل تعليمية مناسبة‪) .‬خ‪.‬ف(‬
‫‪17‬‬

‫فههي عههام ‪ 1427‬انتقلههت إلههى العمههل فههي مدرسههة )متوسههطة وثانويههة‬


‫الصداعية( وتبعد ‪ 120‬كيلهو مهتر عهن منطقهة حائهل‪ ،‬فيمها يخهص الجهو العهام‬
‫للمدرسة كان السائد آنذاك أسلوب الردع والعقححاب للطالبححات مههن قابههل‬
‫إدارة المدرسة ولو على أبسط الشأههياء‪ ،‬كنههت أسههتاء وأتههألم يوميهها ا مههن سههماع‬
‫صوت ضربا العصا فههي أيههدي الطالبههات وذلههك بدايههة كههل يههوم دراسههي وخلل‬
‫الطابور الصباحي‪ ،‬ل اعلم لماذا تلجأ بعض المديرات إلى اتخاذ هههذا السههلوبا؟‬
‫حيث إن ما لحظته بأن ذلك يزيد من تمرد الطالبات وعدم تقبلهن للتوجايهههات‪،‬‬
‫وذلك بخلف أسلوبا الحوار واحتواء الطالبة وتقههويم سههلوكها بمهها يتناسههب مههع‬
‫شأخصيتها‪) .‬خ‪.‬ف(‬

‫بعد مضي العام الول في هذه المدرسة وبعههد الجهههود العصههيبة حههتى أننهها‬
‫يأجاهدنا فكريا ا ونفسيا ا ويأرهقنا جاسديا ا ‪ ,‬ل مجال للراحة أبههدا ‪ .‬فمههديرة المدرسههة‬
‫قاائدة دكتاتورية نوعا ا ما بالرغم مما تظهره ديمقراطيا ا بههدأت مؤشرات لححدي‬
‫بعدم قابول المكححان‪ ,‬اتضححح لححي أننححا ن نسححلب ونسححتهلك مهنيححا ا علححى‬
‫حساب الرتقاء بالمدرسة والمصححالح الشخصححية‪ ,‬كمححا أننححا واجهنححا‬
‫كثيرا ا من الصعوبات والتحديات في المدرسة‪) .‬ن‪.‬ص(‬

‫ما يحدث في مدارسنا أن الكثير مههن المعلميههن هههدفه الساسههي إعطههاء‬


‫الطالب أكبر كمية مههن المعلومههات الههتي سرعان مححا تتبخححر أدراج الريححاح‬
‫حفظ‪ ،‬العلم ما نفع( ولكي نصل إلى التعليم‬ ‫وكما قاال الشافعي )ليس العلم ما ي‬
‫الفعال لبد أن نهتم ونصلح بعض الجوانب التي من شأأنها أن ترفع مههن التعليههم‬
‫ومن أبرز ما أرى ضرورة الهتمام به أول ا المعلم ومههن ثههم المنهههج فههإذا صههلحا‬
‫سيكون لدي جايل ا صالحا‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫التجاه نحو المهنة‪:‬تم تحليل السير الذاتيههة للمعلمههات للكشههف عههن‬ ‫‪-2‬‬
‫اتجههاه المشههاركات نحههو مهنههة التههدريس ‪ ،‬وأشأههارت نتائههج التحليههل إلههى وجاههود‬
‫اتجهاهين همها ) اتجهاه التهدريس مهنهة س امية وسههلة _ اتجهاه التهدريس مهنهة‬
‫صعبة ( وكانت الشواهد كالتالي ‪:‬‬
‫‪-‬التعليهههههم مهنهههههة سامية وسهههههههههههههههلة‬
‫كانت )ف( ترى المعلم بأنه البا الروحي للطالب ومثال ا ييحتذى به فههي الحيههاة‬
‫بشكل عام ) ف‪.‬ح (‬

‫أنا كمعلمة سعيدة جادا ا بهذه المهنههة "معلمههة فههي ريههاض الطفههال" ‪ ,‬لن لههها‬
‫دافعا إنسانيا قابل أن يكون لها دافع تعليمي‪) .‬هه‪.‬م(‬

‫كنت دائما ا خلل الجاتماعات أهتم بإدخههال الجههانب الههديني‪ ،‬وأن مهها نقههوم به‬
‫من رسالة سامية هو أمانة في أعناقانا ولبد أن يكههون عملنهها خالصهها ا لههوجاه‬
‫الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وأن الطالبة هي الهدف الرئيههس الههذي نعمههل لجالههه‪ ،‬ول‬
‫يحق لنا التجاوز أو التهاون بالعمل لعتبارات شأخصية‪) .‬خ‪.‬ف (‬

‫‪ -‬التعليههههههم مهنة صعههههههبة‬


‫بدأت أفكاري تتناقاض مع اعتقاداتي حههتى أنههي أصههبحت أغبههط عامهل النظافههة‬
‫لكون عمله ل يرتبط بتفكير ذهني عميق‪ ) .‬ن‪.‬ص (‬

‫تقدير المهنة والعاملين فيها‪ :‬تم تحليل السير الذاتية للمشههاركات‬ ‫‪-3‬‬
‫للكشف عن اتجاه المعلمات نحوتقدير مهنة التدريس والعاملين فيها ‪ ،‬وأشأارت‬
‫نتائج التحليل إلى وجاههود اتجههاهين ) سههلبي وإيجههابي ( وكههانت الشههواهد عليهمهها‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫‪18‬‬

‫‪-‬التجاهالسلبي‬
‫اكتشفت صاحبتنا من خلل سنوات عملها بأن شأريحة كبيرة وغالبية عظمى لهم‬
‫فلسفة مهنية أوتوقاراطية يعتنقونها ويعملون بها وقاد نشبهها بفكر الجيش النههازي‬
‫أيام هتلر ألمانيا ‪ ,‬فلسفة فكر عقيههم كمهها وأننهها فههي معتقههل حههربا ل فههي منشههأة مههن‬
‫المفترض أن تكون تربوية تعليمية لطلبها وقااصديها ‪" .‬آمههن الكههثير بههأن مهنههة المعلههم‬
‫مجرد وسيلة لقبض المادة فقط" ‪ ) .‬ف‪.‬ح (‬

‫‪ -‬اتجاه إيجابي‬
‫عندما ندخل إلى المدرسة نستشعر حجم المسححئولية الههتي أسههندت‬
‫إلينا‪ ) .‬ف‪.‬م (‬

‫واجابي كمعلمة يتحتم على غرس القيم والتجاهات السليمة في الطالبات‬


‫من خلل التعليم وأن أكون قادوة حسنة لهن في تصرفاتي وسلوكي وانتمههائي‬
‫وإخلصي ومظهري فالمعلمة هي النموذج الذي تقتحدي بحه الطالبحة ‪.‬‬
‫) ت‪.‬ش (‬

‫جل اهتمامي أثناء تدريسي أل أترك فصلي إل وفي عقححل‬ ‫كان ن‬


‫طالباتي المعلومححة الكافيححة وفححي قالححب كححل واحححدة منهححن علمححة‬
‫جميلة‪ ,‬كلمة طيبة ل تنسى‪ ،‬سيعرفن من خللها أنفسهن وتسههاعدهن أن‬
‫يعرفن ما يردن وأنهن يستطعن أن يحققن ما يردن أن يكن بالرادة‪) .‬ت‪.‬ش (‬

‫أؤمن فحي فلسحفتي التربويحة أننحي مشحاركة فحي صحنع جيحل‬


‫المسحتقبل ‪ ,‬جايههل المههل الههذي سههوف يرتقههي بالمههة إلههى مصههاف الههدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬لذا فالمسههئولية عظيمههة والمهمههة جاسههيمة ويجهب أن أبهذل جاههدي‬
‫حيال تحقيق كل ما أستطيع ‪ ,‬وأن أكون متميزة في أدائي الكههاديمي ومههؤثرة‬
‫في طالباتي ورؤايتهن واتجاهاتهن المستقبلية ‪ ) .‬ز‪.‬ض (‬

‫كنت صادقاة فححي إعطححائي للمححادة مؤمنححة بأهميححة أن تتعلمهححا‬


‫الطالبات بالرغم أنها كانت في البداية تعتههبر مههادة غيههر إلزاميههة ولههم تقرههها‬
‫وزارة التربيههة والتعليههم ول تههدخل فههي معههدل الشهههادة إل أنههي كنههت ألههزم‬
‫الطالبات باختيارات عمليههة ونظريههة واضههع لهههن شأهههادات خارجايههة‪ ،‬ونشههرات‬
‫تثقيفية لولياء المور بأهمية الحاسب ‪ ) .‬م‪.‬ف (‬

‫هذه المدرسة قاضيت فيها أكثر سنوات الخدمة إلى الن حيههث بقيههت فيههها‬
‫‪ 7‬سنوات ‪ ,‬لحظت خللها عدم تأسيس بعض الطالبات مههن بعههض المههدارس‬
‫المتوسطة في مادة الرياضيات بشكل صحيح وأحيانا ا في الصف الول الثههانوي‬
‫كههذلك ‪ ,‬فقههررت أن أقاههوم بتأسههيس وتههدريس دفعههة كاملههة بمعنههى أن أقاههوم‬
‫بتههدريس طالبههات الصههف الوللثههانوي و فههي العههام الههذي يليههه انتقههل معهههن‬
‫لتدريسهن في الصف الثاني الثانوي علمي ثههم للصههف الثههالث الثههانوي علمههي‬
‫)الثانوية العامة( و قاد نجحت في تخريج دفعتين أكثرهن بتقدير ممتاز في مادة‬
‫الرياضيات حسب ما حصلن عليه من معدل فههي المههادة فههي شأهههادة الثانويههة‬
‫العامة‪ ) .‬م‪.‬ش (‬

‫ثالثا ا ‪ :‬البعد الجتماعي ‪ :‬يتناول هححذا البعححد تحليل ا لححدور البعححد الجتمححاعي‬
‫ممثل ا في )العلقاة بالطلب – العلقاة بالمدراء‪-‬العلقاححة بححالزملء ( كعامححل‬
‫مؤثر فى تشكيل الهوية المهنية للمشاركات وتم تحليل السير الذاتية بناءا‬
‫على هذه العوامل وجمع الشواهد على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪19‬‬

‫أشأههارت نتائههج تحليلالسههير الذاتيههة للمشههاركات وعيهها ا وتفهمهها ا بمفههاهيم التربيههة‬


‫الحديثة‪ ,‬من حيث فهم لمهنة التدريس بأنها ل تقتصههر علههى الجههوانب المعرفيههة‬
‫الكمية فقههط‪ ,‬حيههث أكههدن علههى جاههوانب المهمة النسححانية للتححدريس‪ ,‬أي‬
‫التركيز على إنسانية الطلبا كبشههر‪ ,‬وعلقاههة البههوة والخههوة الههتي عههبرن عنههها‬
‫بأمثلة عديدة‪ .‬كذلكتعبير المشاركات عن عملية التعاون بينهن وبين زميلتهن‬
‫بالمجال من اسههتماع لرائهههن‪ ,‬والسههتفادة مههن خههبرات المعلمههات الكههبر سههنا ا‬
‫والكههثر خههبرة‪ ,‬وتبههادل الخههبرا ت‪ ,‬والنقههد البنههاء‪ ,‬وحضههور دروس لزميلتهههن‪,‬‬
‫وتعاونهن في التحضير للدروس‪ ,‬وإقاامههة دروس نموذجايههة لنقههل الخههبرة‪ ،‬على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬

‫‪-1‬العلقاة بالطالبات‪ :‬أظهرت نتائج تحليل السير الذاتية عن اتجهاه إيجهابي عهام‬
‫نحو الطالبات من جاميع المشاركات بالبحث‪ ,‬وعكست )علقاات والديههة( بههها رعايههة‬
‫واهتمام عبرت عنه المشاركات وكانت الشواهد كالتالي‪:‬‬
‫قامت بتدريس الصف الثالث ثانوي وهده المرحلة كانت تتطلب منههي البحههث‬
‫الدائم عن مراجاع وأسئلة اختبار للوزارة لتدريب طالبحاتي علحى جميحع الفكحار‬
‫فلقد كان الختبار النهائي يوضع من قابل الوزارة‪.‬كانت المهمة شأهاقاه لكهن مها ههون‬
‫علههى المههر حمهاس طالبهاتي وطمههوحهن اللمتنهاهي ‪ ,‬كنههت أسههتمد منهههن سهعيي‬
‫الدؤاوبا ليصالهن إلى ما ترتقي إليه أحلمهن‪ ) .‬ف‪.‬م (‬

‫كنححت أتحححدث مححع طالبححاتي كححثيرا ا فححي حصححص الحتيححاطي عححن‬


‫مشاكلهن وألحظ سلوكهن داخل الفصل وفي مجالت النشاط والندوات التي‬
‫كنا نقيمها فههي المدرسههة‪ ،‬و أشأههارك الطالبههات فههي تنسههيق الفصههل وأشأههرف علههى‬
‫عملهن وأتابعهن بنفسي‪ .‬اكتشفت العديد من المشكلت التي تخص الطالبات سواء‬
‫في المنزل أو المدرسة ماديا ا وسلوكيا ا وصحيا ا وفي تحصليهن الدراسي‪ .‬كنههت يأحيههل‬
‫ما يلزم منها للمرشأدة الطلبية ولكن عندما ل أجاد نتيجة ولم تحل المشههكلة أتههدخل‬
‫بنفسي و لو استدعى المر أن اتصل بأولياء أمههور الطالبههات وأطلههب مقابلههة والههدة‬
‫الطالبة أو قاريبة لها أو حسب ما تستدعيه المشههكلة مههن حلههول ‪ ,‬وبدأت اقاححترب‬
‫منهن شيئا ا فشيئا ا حتى دخلت لهموم ومشاكل الطالبات في المدرسححة‬
‫وخارجها أي أنني تمكنت من كسب ثقة الطالبات‪) .‬م‪.‬ش(‬

‫اعتمدت في تعاملي مع الطالبات على الحترام فلههم ألجههأ لسههاليب العقههابا‬


‫الجسدية أو النفسية ولم أكن استعمل سوى الخصم مههن درجاههات أعمههال السههنة لمههن‬
‫تقصر في الواجابات لذلك لم أكن أعاني من مشاكل الطالبات سههوى ضههعف التحصههيل‬
‫العلمي في المادة‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫‪-2‬العلقاة بالمدراء‪ :‬تههم تحليههل السههير الذاتيههة للكشههف عههن نههوعين مههن العلقاههات‬
‫بالمدراء أحدهما إيجابي والخر تسلطي وأشأارت النتائج إلى تباين العلقاة بين اليجابيههة‬
‫وعلقاة التسههلط بيههن المعلمههات ومههدرائهن مههن السههيدات وإن كههانت تميههل أكههثر إلههى‬
‫اليجابية ‪.‬وكانت الشواهد كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬علقاة سلطة وعدوان‬


‫كانت مديرة المدرسة من المديرات المتسههلطات‪ ,‬لههم تكههن تعجبنههي طريقتههها‬
‫في الدارة ولكني كنت أقاوم بأعمالي بكل ما أستطيع‪) .‬ت‪.‬ش(‬

‫مههديرة المدرسههة قاائححده دكتاتوريححة نوعهها مهها بههالرغم ممهها تظهههره مههن‬
‫ديمقراطية‪ .‬بدأت مؤشأرات لدي بعدم قابول المكان‪) .‬ن‪.‬ص(‬

‫في يوم من اليام جااءت لي المديرة وأخبرتني أنههها تريههد أن تضههيف لههي صههف‬
‫كامل بحجة أن المدرسة المكلفة كثيرة الغيابا رفضت لنههي شأههبه مسههتوفيه النصههابا‬
‫‪20‬‬

‫المقرر لي وفي حال مسكت هذه المرحلة سأصبح فوق النصههابا المقههرر لههي وطلبههت‬
‫من مديرة لمدرسة أن ترفع تقرير بالمعلمة لمكتب الشأراف للنظر في أمرها وإحضار‬
‫معلمة بديلة ورفضت ‪ ,‬وبالمقابل أصههدرت المههديرة نشههره باسههمي ورفضههت توقايعههها‬
‫وهددتني بالداء الوظيفي إذا لم أنفذ مهها تريههد وتمسههكت برأيههي وتواصههلت مههع مكتههب‬
‫الشأراف في تلك المحافظة وأخبرتهم بما دار بينههي وبيههن المههديرة وتههم تههوفير معلمههة‬
‫بديلة لها عن طريق التعاقاد ‪) .‬ت‪.‬ش (‪.‬‬

‫‪ -‬علقاة إيجابية‬
‫كونت علقاات جيدة مع زميلت العمل ومع مديرة المدرسة وكذلك المشرفة‬
‫التربوية‪ ،‬وحصلت علههى ثقههة مههديرة المدرسههة وذلههك بتكليفههي ببعههض العمههال‬
‫الدارية وإدارة الجاتماعات في حال غيابها‪ ،‬كنت أرى في هههذا التكليههف تقههديرا ا‬
‫لجهودي وإيمانا ا بعملي‪ ،‬فحاولت جااهدة أن أبقى عنههد حسههن الظههن بههإذن اللههه‪.‬‬
‫)خ‪.‬ف(‬

‫عاصرت في مدارس حائل النموذجاية مديرتين فاضلتين وكلتيهما حهتى الن‬


‫تفتخرا بي وعلى علقاة مستمرة بهما‪ ،‬فأنا تربيههت مهنيهها ا كمهها تقههول لههي دائمهها‬
‫على يديهما‪) .‬م‪.‬ف(‬

‫بدأت أحظي بتقدير مديرة المدرسة والمشرفة التربويههة وطلبهها منههي‬


‫إقاامة دروس نموذجاية بحيث تحضر لي مجموعة من المعلمات ليسههتفيدن مههن‬
‫خبراتي ويتم تبادل المعلومات والخبرات‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫‪-3‬العلقاة بزملء العمل ‪ :‬تههم تحليههل السههير الذاتيههة للكشههف عههن نههوعين مههن‬
‫العلقاات مع الزملء ‪ ،‬وأشأارت النتائج الى تباين علقاة المعلمات مع زميلتهههن بيههن‬
‫اليجابية والسلبية وهذا ما عبرت عنه المشاركات كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬إيجابي‬
‫تهههم تهههوجايهي للعمهههل معلمهههة رياضهههيات فهههي مدرسهههة )متوسهههطة وثانويهههة‬
‫الشويمس( ‪ ،‬كانت المدرسة تبعد عههن منطقههة حائههل مسههافة ‪ 285‬كيلههو مههتر‬
‫تقريب ا ا ‪ ،‬مع بعد المسافة وعدم توفر وسيلة مواصلت مباشأرة في ذلك الوقات‬
‫اضطررت إلى السكن في محافظة )الحائط( والهتي تبعهد ‪ 35‬كيلههو مههتر عهن‬
‫مدرسة الشويمس‪ .‬سكنت مع نخبة من المعلمات الطموحات‪ ،‬كان ذلك العام‬
‫رغم ظروف البعد عن الهل وكوني مستجدة بالعمل إل أنه من أسعد العوام‪.‬‬
‫بالضافة إلى علقاههتي بطالبههاتي حرصههت جاههدا علههى تكوين علقاححات جيححدة‬
‫وبيئة تعليمية إيجابية وصحية مع زميلت العمل ‪ ،‬ههدفنا جاميعها ا تقهديم‬
‫المعونة والفائدة والتعليم المناسب للطالبات‪) .‬خ‪.‬ف(‬

‫كم من المرات كنت أستمع لراء زميلتي فههي الميههدان الههتربوي ودائمهها ا‬
‫يكون نقدي لهن نقدا ا بنااء وبشكل منفرد وهذا أدعى لن أكون محط لجوء عنهد‬
‫الزمات فالتربية في نظري هي الحياة بكاملها‪) .‬ز‪.‬ض(‬

‫أصبحت أكثر خبرة في مجالي من خلل البحث ومن خلل خبرات معلمات‬
‫لهن خبرة أكثر مني‪) .‬هه‪.‬م(‬

‫‪ -‬سلبي‬
‫صدمت بشخصيات لم تراعي ظروفي بل أنها اسههتغلت فههترة انقطههاعي‬
‫عن العمل وغيابي المتكرر بعد مباشأرتي للعمل بسههبب مواعيههد ابنههي الصههحية‬
‫المستمرة خارج حائل اسههتغلتها لتشههويه صههورتي والتقليههل مههن تميههزي فههي‬
‫‪21‬‬

‫عملي‪ .‬تلك المواقاف كانت جاديدة إل أنهها قاهوت مهن إرادتهي وإصهراري عل ى‬
‫إثبات تميزي في عملي‪) .‬م‪.‬ح(‬

‫رابعا ا ‪ :‬البعد التقاربي ) الثقافي ( ‪ :‬يتنححاول هححذا البعححد تحليل ا لححدور البعححد‬
‫الثقافي ممثل ا في )الختيححار الححذاتي – التححأثر بخححبرات المعلمححات – التححأثر‬
‫بخبرات الوالدين – التححأثر بشخصححيات تربويححة – التححأثر بححالخبرات كطححالب(‬
‫كعامل مؤثر فى تشكيل الهويحة المهنيحة للمشحاركات وتحم تحليحل السحير‬
‫الذاتية بناءا على هذه العوامل وجمع الشواهد على النحو التالي ‪:‬‬

‫الاختيار ذاتي‪ :‬تم تحليل السير الذاتية للكشف عن اختيههار المشههاركة‬ ‫‪-1‬‬
‫لمهنة التدريس لسبابا ذاتية وهذا ما عبرت عنه المشاركات ‪:‬‬
‫كنت قاد اخترت قاسم ريههاض الطفههال أول ابسبب طمححوحي منههذ الصههغر بههأن أصههبح‬
‫معلمة أجايال والسبب الثاني حبي الكبير للطفال وتعلقي بهم ولنها من أهم المهن ‪) .‬‬
‫هه‪.‬م(‬

‫في طفولتي ومن عمر الخامسة كنت دائمححا أقاححف خلححف سححبورة صححغيرة‬
‫في بيتنا ويأمسك الطبشورة وأتخيل أني أشأهرح وأتكلهم حههتى أن أهلههي أدخلههوني قابهل‬
‫سن المدرسة إلى المدرسة مستمعه مع زوجاة خالي ‪ ,‬كنت الصغر في الفصههل ولكههن‬
‫لم أكمل السنة لخوف والدتي على ‪ ,‬بعد سن السادسة والدخول للمدرسة كنت أجامههع‬
‫الطفال دائما وأمثل دور المعلمة وأشأرح )ن‪.‬ص(‬

‫في الحقيقة إن حب الفيزياء الذي ظهر واضحا ا في المرحلة المتوسطة كان خفيححا ا‬
‫كامنا ا منذ الطفولة‪ ،‬أظنه كان يسري في دمي منذ الصغر ‪ ،‬حينما كنههت أعههود مههن‬
‫المدرسة وأحل واجاباتي بسرعة حتى إذا نام الجميع وقات الظهيرة تسللت إلههى سههطح‬
‫المنزل أراقاب الغيوم والتي كنت أسميها "غنماتي" ل أعرف كيف كنت أتحمل حههرارة‬
‫الجو وأنا أتابع بشغف تحركها وتغير شأكلها ولزلت مغرمة بتلك الغيوم وأشأكالها )أحههب‬
‫السماء(‪ .‬وأذكر أني حينما أدخل المطبخ وأرى أمي تضع الكيك في الفرن أسههأل لمههاذا‬
‫يحمهههر سهههطحها دون داخلهههه ا؟ ههههل النهههار ههههي مهههن تصهههبغ وجه الكيححك بلونهححا‬
‫الحمر) نعم‪ ،‬الن فقط اعترف لمي أني أنا من كان يفسد الكيك بكححثرة‬
‫فتحي لباب الفرن والن اعتذر(‪ ،‬تساؤلت كثيرة كانت تقفز في عقلي ‪،‬‬
‫كيف تطير الطيور؟ لماذا يتغير لون الشمس عند المغيححب؟ لمححاذا عنححدما‬
‫يكون سطح الماء مفتوح يتبخححر والزيححت ل يتبخححر؟ كححل تلححك التسححاؤلت‬
‫وجدت عند الفيزياء إجابات لها‪ ،‬لذلك أحببت الفيزياء‪) .‬ر‪.‬ف(‪.‬‬
‫التأثر بخبرات المعلمححات والخححبرات كطالبححة‪ :‬تههم تحليههل السههير‬ ‫‪-2‬‬
‫الذاتية للكشف عن تأثر المعلمات بخبرات معلماتهن خلل مراحلهههن الدراسههية‬
‫السابقة وخبراتهن كطالباتوهذا ما عبرت عنه المشاركات كالتالي‪:‬‬

‫كانت البداية الفعلية فههي المرحلههة الثانويههة عنههدما قاههررت أن أصههبح معلمههة لمههادة‬
‫الرياضيات ‪ ،‬وذلك لنني أحببت مهنححة التححدريس مححن معلمححاتي فههي المراحههل‬
‫المختلفة وبسبب ميولي العلمية للمواد العقلية قاررت أن أتخصص في مادة الرياضيات‬
‫حيث كانت من أقاربا المواد إلى نفسي ‪) .‬م‪.‬ش(‪.‬‬

‫وفي الثاني المتوسط جااءت أيضا ا من أكملت مسههيرتها في تعليححم العلححوم مربيححة‬
‫فاضلة ‪ ،‬فكثيرة هي الهدايا التي أهدتني إياها وعبارات الشههكر قاههد ملت دفههتري الههذي‬
‫لزلت أحتفظ به حتى الن‪ ،‬كانت معلمة بحق تغرس فينا القيم قابل المعلومههات وتهتههم‬
‫بالسؤال عن حالنا قابل أن تسأل عههن حههل الواجابههات‪ ،‬تمنيههت عنههدها أن أصههبح معلمههة‬
‫للعلوم فكنت كلما وقافت على السبورة وأمسكت الطبشور لكتههب عليههها ) الموضههوع‪:‬‬
‫الضوء( أتقمص شأخصية معلمتي و أسير بخيههال بعيههد ‪ .‬وحينمهها أصههبحت فههي المرحلههة‬
‫‪22‬‬

‫الثانوية وتميزت لي أقاسام العلوم أحببت الفيزياء وعرفت أنه هههو مهها أريههد أن أكههون ‪.‬‬
‫) ر‪.‬ش (‬

‫واجهت معلمات في المرحلة البتدائية كن بمثابة أمهات لنا في تعاملهن‬


‫ل من الرقاي‪ ،‬كن بمثابة الجانب المشرق فهي حيهاتي‪ ,‬كلمههاتهن‬
‫كن على مستوى عا ل‬
‫ومواعظهن وطريقة تعاملهن معنا كان لها الدور الكبير في التأثير في شأخصيتي في‬
‫مسيرتي التعليمية ودور كبير في تعاملي مع طالباتي) ت‪.‬ش (‬

‫كنت أرى في بعض المعلمات قاححدوة لححي‪ ،‬خصوصهها ا معلمههة اللغههة العربيههة‬
‫)أ‪.‬ح‪.‬ع( فقد كان تعاملها معنا وعطاؤاها لنا ونحن في أولههى سههنوات الدراسههة يمثههل‬
‫شأيئا ا عظيما ا ودافعا ا لنا نحو التقدم‪ ) .‬خ‪.‬ف (‬

‫بدأ مشواري في اختيار تخصص الفيزياء حينما كنت في الصف الول المتوسط‬
‫حينما قاابلت لول مرة معلمة مربية بحق كانت تعطينا مادة العلوم وتساعدنا في‬
‫فهم المواد الخرى وتدخل إلينا في أوقاات الفراغ لتحف ظ‬
‫ظنا شأههيء مههن القههرآن وقاههد‬
‫حفظت معها سورة السجدة‪) .‬ر‪.‬ف(‬

‫عندما أرى في شأخصية معلمههة الجههوانب الههتي أحبههها أبههدأ بمجاراتههها وتبههدأ‬
‫مرحلة التقليد والمحاكاة لم يكن ذلك فحسب بل كان اهتمامي يزداد بتلك المههادة ‪,‬‬
‫وتلك كانت بداية حبي وتعلقي بمادة الرياضيات فمعلمتيكههان اسهمها رونهق‬
‫وكانت اسم على مسمى كل شأئ فيها جاميل هههدوئها وأسههلوبها وعطائههها ونصههائحها‬
‫أصبحت الفكرة لدي أن المعلمة ليست مجههرد وسههيله ليصههال مههاده تعليميههة بحتههه‬
‫ولكنها يد تمتد ألينا لتأخذ بأيدينا إلى بر المان‪ ) .‬ف‪.‬م (‬

‫ل زالت بعض معلمات المرحلة البتدائية عالقححات فححي ذهنححي كههثيرا ا‬


‫كالمعلمة )هه( معلمة الرياضيات تلك المعلمة الجادة والحازمة والتي تحاول تبسيط‬
‫المعلومة‪ ,‬أيضا المعلمة )م( معلمة الجاتماعيههات تلههك المعلمههة البسههيطة والمرحههة‬
‫معنا‪) .‬م‪.‬ح(‬

‫كانت البداية الفعلية في المرحلة الثانوية عندما قاررت أن أصبح معلمههة لمههادة‬
‫الرياضيات ‪ ،‬وذلك لنني أحببت مهنة التدريس من معلماتي فححي المراحححل‬
‫المختلفة وبسبب ميههولي العلميههة للمههواد العقليههة قاههررت أن أتخصههص فههي مههادة‬
‫الرياضيات حيث كانت من أقاربا المواد إلى نفسي ‪) .‬م‪.‬ش(‪.‬‬

‫في الصف الول الثههانوي أحببت مححادة الرياضححيات مححن معلمححتي )آ‪.‬م(‬
‫التي بسطت المادة وسهلتها فكنههت اسههتمتع بأسههلوبها بالشههرح الههذي يعتمههد علههى‬
‫التطبيق العملي من قابههل الطالبههات وزرع روح التنههافس ‪ ,‬فكههانت تضههع أرقاههام مههن‬
‫واحد إلى خمسة لمن تحل التطبيق ‪ ،‬وكنت حريصة على الحصول علههى رقاههم واحههد‬
‫دائما ا إل أنني كنت أحيانا ل أحصل عليهه فيهزداد حماسهي ‪ .‬وعنهدما أصهبحت معلمهة‬
‫اتبعت نفس الطريقة مع طالباتي وأذكر أن طالبهة قاهالت لهي مسهتهجنه نحهن لسهنا‬
‫أطفال فقلت لها دعي الرقاام لغيههرك ومههع اليههام رأت تحمههس زميلتههها وأعجبتههها‬
‫الفكرة فكانت في الغالب تحصل على أحد المراكز المتقدمة‪ ) .‬هه‪.‬س (‬

‫كنت أحب المواد العلمية وعلى رأسها الرياضيات ‪ ,‬في مرحلههة الثههانوي تههأثرت‬
‫بمعلمة مادة الرياضيات وأصبحت أطمح أن أكحون مثلهحا فههي طريقههة تعاملههها‬
‫معنا كانت تتعامل معنا باحترام وحب‪) .‬هه‪.‬م(‬
‫‪23‬‬

‫‪-3‬التأثر بخبرات الوالدين‪ :‬تم تحليل السير الذاتية للكشف عن تههأثر المعلمههات‬
‫بخبرات والديهم وأقااربهم وهذا ما عبرت عنه المشاركات كالتالي‪:‬‬

‫خلل دراستي في المرحلة البتدائية تم تأصيل أهميههة العلههم فههي نفسههي والحههرص‬
‫على التفوق والجاتهاد وتعزيز المنافسة الشريفة بينههي وبيههن الههزميلت ‪ ،‬وذلههك بفضههل‬
‫الله تعالى ثم بفضل الوالدة أطال اللهعمرها‪ ،‬حيههث كههانت تعمههل وكيلههة فههي نفههس‬
‫المدرسة وحريصة جادا ا على تعليمي وإخوتي لنيل أعلى الدرجاات ‪) .‬خ‪.‬ف (‬

‫بدأت في التفكير بأن أصبح مدرسة من سن صههغير تقريبهها ا مههن المرحلههة البتدائيههة‬
‫ومن أهم الشأخاص الذين أثروا في اختياري وحبي لهذه المهنة هما والدي بحكهههم أن‬
‫والدي كليهما معلمين فالطفل الصغير يرى قادوة في كل شأيء )البا – والم (‪) .‬هه‪.‬م(‬

‫يمكن القول أن تفكيري بالخطط المسههتقبلية المهنيههة بههدأ منههذ المرحلههة البتدائيههة‬
‫‪.‬فكوني تعلمت على يد خالتي في الصف الول البتههدائي ‪ ،‬فهههذا أعطههاني تفكيههرا ا أنههه‬
‫يمكن لي أن أصبح معلمة إلى جاانب كوني يأما ا وأن هذا الحلههم يمكههن تحقيقههه بسهههولة‬
‫حتى أن ألعابي أنا وأخواتي كانت تمههثيل ا لههدور المعلمههة وتقليههدها فههي طريقههه شأههرحها‬
‫حملها لدفتر التحضير وفي تصرفاتها‪) .‬م‪.‬ح(‪.‬‬

‫النتائج الكمية وتفسيرها ‪:‬‬


‫تم استخدام معامل الراتباط بيرسونوالتحليل العاملي للكشف عن دللة العلقاة بين متغيييرات‬
‫البحث‪ ،‬وكانت النتيجة كما يلي‪:‬‬
‫الفرض الول ‪:‬‬
‫توجإد علقاة ارتباطية دالة إحصائي ا ت بين الهوية المهنية وكل مأن الرضاا المهني وتقدير الذات وتطويرهققا لققدى‬
‫المشاركات ‪.‬‬
‫وباستخدام مأعُامأل ارتباط سبيرمأان كشفت النتائج عن وجإود علقاة ارتباط دالة إحصائيا ت عند مأسققتوى دللققة )‬
‫‪ ،(α=0.05‬بين متوسطات درجاات الهوية المهنية ومتوسطات درجاات كل من )الرضهها‬
‫المهني وتقدير وتطوير الذات( كما هو موضح في الجدول التالي ‪:‬‬

‫جدول ) ‪( 2‬‬
‫الرتباط بين الهوية المهنية وكل من الرضا المهني وتقدير الذات‬
‫وتطويرها لدى المشاركات‬

‫مستوى‬
‫قايمة ف‬ ‫مجموع المربعات دراجة الحرية مربع المتوسطات‬ ‫المحورا‬
‫الدللة‬
‫**‪0.000‬‬ ‫‪407.503‬‬ ‫‪75.772‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪108.133‬‬ ‫الرضا المهني‬
‫**‪0.000‬‬ ‫‪157.431‬‬ ‫‪39.374‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪42.876‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫*‬
‫‪000.‬‬ ‫‪156.811‬‬ ‫‪37.071‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪40.381b‬‬ ‫تطوير الذات‬

‫تشير نتائج الفرض الول إلى وجاود ارتباط دال إحصائيا ا بين متوسطات درجاههات‬
‫البعاد الكلية للهوية المهنية للمشاركات ومتوسههطات درجاههات كههل مههن الرضهها المهنههي‬
‫وتقدير الذات وتطوير الذات مما يدل علههى علقاههة هههذه المتغيههرات المباشأههرة والقويههة‬
‫بالعوامل المؤثرة على تشكيل الهوية المهنية للمشاركات‪ ،‬فالمشههاركات اللتههي عههبرن‬
‫عن رضاهن عن مهنة التدريس من خلل السير الذاتية عبرن أيضهها ا بشههكل مرتفههع عههن‬
‫تقديرهن لذواتهن وسعيهن لتطوير أنفسهن من خلل عملهن في مهنة التدريس وبههذلك‬
‫تتفق نتائج التحليل الكيفي للسير الذاتية مع نتائج التحليل الكمي لفروض البحث ‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫وكان من ضمن مؤشأرات تقدير الذات لدى المعلمات ما يلي ‪:‬‬


‫حصههلت علههى ثقههة مههديرة المدرسههة وذلههك بتكليفههي ببعههض العمههال الداريههة وإدارة‬
‫الجاتماعات في حال غيابها‪ ،‬كنت أرى فههي هههذا التكليف تقححديرا ا لجهححودي وإيمانهها ا‬
‫بعملي‪ ،‬فحاولت جااهدة أن أبقى عند حسن الظن بإذن الله‪) .‬خ‪.‬ف(‬

‫أحب أن أتقن عملي وأحب أن أنجح وأحب أن أكون متميزة وبالرغم من كل تلهك‬
‫الضغوط التي أرهقتني إل أنه كان لدي الستعداد وكان عطائي منقطههع النظيههر لدرجاههة‬
‫أنني رشحت المعلمة المثالية في مدارس حائل النموذجاية‪) .‬م‪.‬ح(‬

‫أقامت العديد من الدروس النموذجايههة فههي جاميههع صههفوف المرحلههة الثانويههة وتم‬
‫تكريمي كأفضل درس نمههوذجاي فهي مهادة الرياضهيات علهى مسههتوى منطقهة حائهل‪.‬‬
‫)م‪.‬ش(‬

‫بدأت أحظي بتقدير مديرة المدرسححة والمشححرفة التربويححة وط يلههب منههي‬


‫إقاامة دروس نموذجاية بحيث تحضر لي مجموعة من المعلمات ليستفيدن من خههبراتي‬
‫ويتم تبادل المعلومات والخبرات‪ .‬بفضل من الله تم درسههي النمههوذجاي وسههط إعجههابا‬
‫شأديد من الجميع فكان دافعا ا لي أن أواصل السير إلى المام‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫كان تقديري لنفسي فححي البدايححة جيححد ‪ ,‬وبعههد ممارسههتي واسههتمراري وبعههد‬
‫ض عني في الروضة ولله الحمد‪) .‬هه‪.‬م(‬ ‫الدوام بعدة أسابيع أرى أن الكل را ل‬
‫فزت بالمعلمة الكثر شعبية من وجهححة نظحر الطالبححات ولههم أكههن‬
‫أسعى لذلك أبدا ا ‪ ,‬إل أنه لمست أثر المعلم القريب مههن طلبههه ‪ ,‬المعلههم الههذي‬
‫يسمع لهم ويكون بمثابة الخ "‪) .‬ف‪.‬ح(‬

‫الفرض الثاني ‪:‬‬


‫توجاد علقاة ارتباطية دالة إحصائيا ا بين متوسههطات درجاههات البعههاد الفرعيههة للهويههة‬
‫المهنية وكل من) الرضا المهني وتقدير الذات وتطوير الذات (‪.‬‬
‫وينقسههم هههذه الفههرض إلههى أربعههة فههروض فرعيههة حسههب أبعههاد الهويههة المهنيههة‬
‫) الطبيعية – الجاتماعية – المؤسسية – الثقافية (‬

‫بالنسبة لعلقاة الهوية الطبيعية ) النهوع كهأنثى ( بالرضها المهنهي وتقهدير‬ ‫‪-1‬‬
‫الذات وتطوير الذات ‪:‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة عن عدم وجاود علقاة ارتباطيههة دالههة إحصههائيا ا بيههن النههوع‬
‫كأنثى وأي من المتغيرات الثلثة كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول) ‪( 3‬‬
‫العلقاة الرتباطية بين النوع كأنثى وأي من المتغيرات‬
‫الثلثة)الرضا المهني – تقدير الذات – تطوير الذات (‬

‫مأسققققققققققتوى‬ ‫مأجمقققوع درجإقققققققققققة مأربقققققققققققققققققققع‬


‫قايمة ف‬ ‫مأصدر التباين‬
‫الدللة‬ ‫المتوسطات‬ ‫المربعُات الحرية‬
‫‪0.456‬‬ ‫‪1.091‬‬ ‫‪0.288‬‬ ‫‪14 2.015‬‬ ‫الرضااالمهني‬
‫‪0.159‬‬ ‫‪2.209‬‬ ‫‪0.249‬‬ ‫‪14 1.743‬‬ ‫تقديرالذات‬
‫‪0.257‬‬ ‫‪1.673‬‬ ‫‪0.244‬‬ ‫‪14 1.709‬‬ ‫تطويرالذات‬
‫‪25‬‬

‫ويمكن تفسير نتيجة هذا الفرض بأن بعد النوع )كأنثى( كأحد العوامههل المههؤثرة‬
‫علههي تشههكيل الهويههة المهنيههة للمشههاركات لههم يههؤثر علههى رضههاهن عههن مهنههة‬
‫التدريس أو تقديرهن لذواتهن أو نظرتهن لتطوير ذواتهن في المستقبل‪ ،‬فمهنههة‬
‫التدريس مهنة انسانية ل تفرق بين رجال وامرأة أو بيهن ذكههر وأنهثى‪ .‬وإن كهانت‬
‫المشاركات عينههة الدراسههة عههبرن مههن خلل سههيرهن الذاتيههة عههن احباطههات و‬
‫ضههغوط أثنههاء آدائهههن لمهنههة التههدريس إل أن هههذه الضههغوط والحباطههات الههتي‬
‫تعرضن لها كإناث لم تههؤثر فههي رضههاهن عههن مهنههة التههدريس أو فههي تقههديرهن‬
‫لههذواتهن أو نظرتهههن لتطههوير أنفسهههن فههي المسههتقبل كمعلمههات ومشههرفات‬
‫تربويات‬

‫بالنسبة للرتباط بين بعد الهوية الجاتماعية والرضا المهني وتقدير الذات‬ ‫‪-2‬‬
‫وتطوير الذات ‪:‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة عن وجاود ارتباط دال إحصائيا ا عند مستوى دللة ) ‪α=0.0‬‬
‫‪ ،(5‬بيههن الهويههة الجاتماعيههة والرضهها المهنههي‪ ،‬فههي حيههن ل يوجاههد ارتبههاط دال‬
‫إحصائي اابين الهوية الجاتماعية وتقدير الذات‪ ،‬أو تطههوير الههذات‪ ،‬كمهها هههو موضههح‬
‫في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول ) ‪( 4‬‬
‫الرتباط بين بعد الهوية الجتماعية والرضا المهني وتقدير الذات‬
‫وتطوير الذات‬
‫تطوير‬
‫الرضا المهني تقدير الذات‬ ‫المحورا‬
‫الذات‬
‫**‬
‫‪319.‬‬ ‫‪409.‬‬ ‫‪746.‬‬ ‫مأعُامأل الرتباط‬
‫الهوية‬
‫‪247.‬‬ ‫‪131.‬‬ ‫‪001.‬‬ ‫دللة مأعُنوية‬
‫الجتماعية‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪N‬‬

‫وتوضههح نتائههج الجههدول السههابق وجاههود ارتبههاط دال إحصههائيا ا بيههن الهويههة الجاتماعيههة‬
‫للمشاركات ورضاهن المهني عن مهنة التدريس ويمكن تفسير ذلك بمهها تتضههمنه مهنههة‬
‫التدريس من علقاات اجاتماعية بناءة ومؤثرة سواء بيههن المعلمههة وزميلتههها أو المعلمههة‬
‫وطالباتها تسهم بشكل قاوي في رضى المعلمة عن المهنة واستمتاعها بعملها وشأعورها‬
‫أنها قاادرة على التفاعل الجاتماعي الناجاح بالمحيطين بها والتأثير فيهم ‪.‬‬

‫كما كشفت نتائج التحليل الحصائي أيضا ا عههن وجاههود علقاههة ارتبههاط دالههة إحصههائيا ا بيههن‬
‫الرضا المهني والبعاد الفرعية للهوية الجاتماعيهة ) العلقاهة مهع الهزميلت والعلقاههة مهع‬
‫الطالبات ( في حين ل توجاد علقاة ارتباط بين الرضا المهني والعلقاة مع المدير كما هو‬
‫موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول )‪( 5‬‬
‫الرتباط بين بعد الهوية الجتماعية وكل من الرضا المهني وتقدير‬
‫وتطوير الذات‬

‫الرضا‬
‫تقدير الذات تطوير الذات‬ ‫المحورا‬
‫المهني‬
‫*‬
‫‪387.‬‬ ‫‪349.‬‬ ‫‪0.555‬‬ ‫معامل الراتباط‬
‫‪26‬‬

‫العلقاة مع‬
‫‪154.‬‬ ‫‪202.‬‬ ‫‪0320.‬‬ ‫دللة مأعُنوية‬
‫الزميلت‬
‫‪0.496‬‬ ‫‪0.380‬‬ ‫**‬
‫‪0.664‬‬ ‫مأعُامأل الرتباط‬
‫العلقاة مع الطالبات‬
‫‪0.060‬‬ ‫‪0.163‬‬ ‫‪0.007‬‬ ‫دللة مأعُنوية‬
‫‪-390.-‬‬ ‫‪-413.-‬‬ ‫‪-463.-‬‬ ‫مأعُامأل الرتباط‬
‫العلقاة مع المديرة‬
‫‪151.‬‬ ‫‪127.‬‬ ‫‪082.‬‬ ‫دللة مأعُنوية‬

‫ويمكن تفسير نتائههج التحليههل السهابق مههن خلل نتائههج التحليههل الكيفههي للسهير الذاتيههة‬
‫للمشاركات حيث عههبرن مههن خلل كتابههاتهن للسههير الذاتيههة عههن ارتبههاطهن بطالبههاتهن‬
‫بعلقاات طيبههة قاويههة يسههودها الحههترام المتبههادل والرغبههة فههي التههأثير فيهههن وتحسههين‬
‫مستواهن ‪ ،‬كما عبرن عن علقاات تعههاون واحههترام متبههادل بينهههن وبيههن زميلتهههن فههي‬
‫العمل ‪ ،‬وأظهرن أيضا وجاود علقاات تسلط وديكتاتورية من مدراء المدارس ‪.‬‬
‫وتتفق هذه النتائج مع النتائج الهتي توصهلت لهها دراسهة ص امويل وسهتيفين &‪Samule‬‬
‫)‪Stephen (2000‬إذ أشأارت إلى تأثير علقاات المعلم مع تلميذه على تشكيل هههويته‬
‫المهنية‪.‬كما تتفق نتائج البحث الحالي مع دراسة كانرينيوس وآخريههن ) ‪Canrinus, et‬‬
‫)‪ al.(2012‬التي توصههلت إلههى أن الرضهها المهنههي كههان مههن أكههثر المتغيههرات ارتباطهها ا‬
‫بتشكيل الهوية المهنية لدى المعلمين‪.‬‬
‫ومن بين المؤشأرات الدالة على الرضا المهني من خلل تحليل السير الذاتية ما يلي ‪:‬‬
‫رغم التعب الذي أواجاهه في تههدريس مههادة الرياضههيات إل أننههي استمتع‬
‫بمشاهدة انجاز وتقدم الطالبات فححي المححادة‪ ،‬وأجححد فححي ابتسححامة‬
‫طالبة نظير إجابة صحيحة قادمتها كل سعادة ورضا‪).‬خ‪.‬ف(‬

‫في الوقات الذي أعلنوا فيه فوزنا بالمركز الرابع ذهب كل ذلك التعححب‬
‫مع لذة الفوز‪) .‬ر‪.‬ف(‬

‫في لحظة دخولهم الختبار كانت مشاعري في تلك اللحظة وكأن الختبههار‬
‫هو اختبار لي أنا ‪ ,‬ولكن خروجاهن من الختبههار مستبشههراتكان يمثل نجاحححا ا‬
‫حقيقيا ا بالنسبة لي‪) .‬ف‪.‬م(‬

‫نجحت في تخريج دفعتين أكثرهن بتقدير ممتاز في مادة الرياضههيات‬


‫حسب ما حصههلن عليههه مههن معههدل فههي المههادة فههي شأهههادة الثانويههة العامههة‪.‬‬
‫)م‪.‬ش(‬

‫بدأت أجامع لهن أسئلة الوزارة واكتسبت ثقة كههثير مههن الطالبههات وأيضهها ا‬
‫حبهن‪ .‬نلت شأكرا ا من أولياء المور حتى أن والههدة طالبههة حيههن رأتنههي قابلتنههي‬
‫على رأسي شأكرا ا وعرفانا ا منها على جاهودي‪ .‬أثرت فههي تلههك القبلههة ودفعتنههي‬
‫إلى المواصلة وتحسين خبراتي‪ .‬لم أنههس طالبههات ثههالث ثههانوي وهههن يتحلقههن‬
‫حولي بعد اختبار الوزارة وهم يدعين لي ويقبلونني على عطائي لهن‬
‫وحسن تدريسي ‪,‬كما ل أنس بكاء الطالبات حين ظهر قارار نقلي إلى حائل‬
‫كانت بالنسبة لي كشهادة شأكر التي أفخر بها‪) .‬ن‪.‬ص(‬

‫لمست تحسن طالباتي بالمادة وحماسهن وحبهن لهححا وانبهححار‬


‫كل من يحضر لي بالمستوى الرائع لطالباتي‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫أنا راضية عححن نفسححي وللححه الحمههد وأطمههع بالمزيههد بههإذن اللههه‪.‬‬
‫)هه‪.‬م(‬
‫‪27‬‬

‫بالنسبة للرتباط بين بعههد الهويههة المؤسسههية وكههل مههن الرضهها المهنههي‬ ‫‪-3‬‬
‫وتقدير الذات وتطوير الذات ‪:‬‬
‫كشفت نتائج التحليل الحصائي أنههه ل يوجاهد ارتبهاط دال إحصهائيا ا عنهد مسهتوى‬
‫دللة )‪ (α=0.05‬بيهن الهويهة المؤسسهية والرض ا المهنهي‪ ،‬أو تقهدير الهذات‪ ،‬أو‬
‫تطوير الذات‪ ،‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول) ‪( 6‬‬
‫الرتباط بين بعد الهوية المؤسسية وكل من الرضا المهني وتقدير‬
‫الذات وتطوير الذات‬
‫مأستوى‬ ‫مأربع‬ ‫درجإة‬ ‫مأجموع‬
‫قايمة ف‬ ‫مأصدر التباين‬
‫الدللة‬ ‫المتوسطات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعُات‬
‫‪1.62‬‬ ‫‪2.87‬‬
‫‪0.309‬‬ ‫‪0.320‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الرضااالمهني‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1.05‬‬
‫‪0.893‬‬ ‫‪396.‬‬ ‫‪0.117‬‬ ‫‪14‬‬ ‫تقديرالذات‬
‫‪3‬‬
‫‪0.97‬‬
‫‪0.940‬‬ ‫‪310.‬‬ ‫‪0.109‬‬ ‫‪14‬‬ ‫تطويرالذات‬
‫‪7‬‬
‫وتشير النتائج السابقة الى عدم ارتباط بعههد الهويههة المؤسسههية بههأي مههن متغيههرات‬
‫الدراسة الثلثة بشكل دال إحصائيا ا ويمكن تفسير هذا بأنه على الرغم مما أظهرنههه‬
‫المشاركات من خلل سيرهن الذاتيههة عههن عههدم رضههاهن عههن النظههم المتبعههة فههي‬
‫المؤسسات التعليميههة واللوائههح والقههوانين المدرسههية وعههن عههدم اهتمههام المجتمههع‬
‫بمهنة التدريس كمهنة سامية إل أن هذا لههم يههؤثر فههي رضههاهن عههن المهنههة أو فههي‬
‫تقديرهن لذواتهن أو سعيهن للتطور في المستقبل‪.‬‬

‫بالنسبة للرتباط بين بعد الهوية الثقافية وكل من الرضا المهنههي وتقههدير‬ ‫‪-4‬‬
‫الذات وتطوير الذات ‪:‬‬
‫كشفت نتائج التحليل الحصائي عن وجاود ارتباط دال إحصائيا ا عند مستوى دللههة )‪α‬‬
‫‪ (=0.05‬بين الهوية الثقافية والرضا المهني‪ ،‬وبين الهوية الثقافيههة وتطههوير الههذات‪،‬‬
‫في حين ل يوجاهد ارتبههاط دال إحصههائيا ا عنههد مسهتوى دللههة ) ‪ (α=0.05‬بيههن الهويههة‬
‫الثقافية ومحور تقدير الذات‪ ،‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول ) ‪( 7‬‬
‫الرتباط بين بعد الهوية الثقافية وكل من الرضا المهني وتقدير‬
‫وتطوير الذات‬
‫مأربع‬ ‫درجإة‬ ‫مأجموع‬
‫مأستوى الدللة‬ ‫قايمة ف‬ ‫مأصدر التباين‬
‫المتوسطات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعُات‬
‫**‪0.011‬‬ ‫‪8.760‬‬ ‫‪1.555‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪3.862‬‬ ‫الرضااالمهني‬
‫‪0.228‬‬ ‫‪1.600‬‬ ‫‪0.299‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2.532‬‬ ‫تقديرالذات‬
‫‪**0.014‬‬ ‫‪73.300‬‬ ‫‪254.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2.730‬‬ ‫تطويرالذات‬
‫تشير النتائج السابقة إلى وجاود علقاة ارتباطية بين الهوية الثقافية للمعلمات وكههل مههن‬
‫الرضا المهني وتطوير الذات ولعل هذا ييفسر بأن تأثر المشاركات في تشكيل هويههاتهن‬
‫الثقافيههة بخههبرات معلمههاتهن السههابقات وخههبراتهن فههي مراحههل الطفولههة والمراهقههة‬
‫‪28‬‬

‫كطالبههات ارتبطههت بشههكل دال برضههاهن عههن مهنههة التههدريس وبرغبتهههن فههي تطههوير‬
‫ذواتهنفي المستقبل واتسقت هذه النتيجة مع ما عههبرن عنههه المشههاركات فههي سههيرهن‬
‫الذاتية من تأثرهن بمعلماتهن في مراحل الطفولة والمراهقة عند اختيار مهنة التدريس‬
‫‪.‬وتتفق نتيجة هذا الفرض مع مهها توصههلت إليههه دراسههة تومههاس وبيشههامب)&‪Thomas‬‬
‫‪(Beauchamp,2011‬إذ أشأارت إلى وجاود تطور في إدراك المعلمين لهويتهم المهنيههة‬
‫واستعدادهم للنضال والتحدي ظهر خلل مقارنة تعبيرات المعلمين بعد التخرج مباشأرة‬
‫بتعبيراتهم بعد عام من ممارسة مهنة التدريس‪.‬‬

‫ومن بين المؤشرات الدالة على تعبير المعلمات عن تطححوير ذواتهححن مححن‬
‫خلل السير الذاتية ما يلي ‪:‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫في السنوات الربعة السابقة كنت أعمل عمل إداريا في الموهوبات بالضافة إلههى‬
‫جال اهتمامي أن أطور نفسي فههي مجههال الموهوبههات فتقههدمت بطلههب‬
‫المناهج ‪ ,‬فكان ي‬
‫لعمادة كلية المجتمع في حائل لللتحاق في برنامج دبلوم التربية الخاصة – موهوبات –‬
‫ولله الحمد تم قابولي‪) .‬ت‪.‬ش(‬

‫عملي في إدارة المدرسة أفادني كثيرا ا ‪ ،‬وأعتبرها نقطة تحول في حياتي المهنية ‪،‬‬
‫تعلمت الكثير واستفدت الكثير ‪ ،‬أيضا ا استفدت من إلحاقاي بالههدورات التدريبيههة وورش‬
‫العمل في تطوير الجانب المهني لعملي الداري‪) .‬خ‪.‬ف(‬

‫سافرت لحضور الدورة في جادة على يد خبيرة في مناهج الختراع في أسههكتلندا‪،‬‬


‫تعرفت في هذه الدورة على أن الختراع ليس شأيئا ا صعبا ا بل نحن كههل يههوم نسههير فههي‬
‫طريق الختراع ولكننا نتوقاف لسبب أو لخر ولو تابعنا مههع عقولنهها المتسههائلة وحاجااتنهها‬
‫الملحة وعبارة )ماذا لو تغير الوضههع وصههار هنههاك جاهههاز يسههاعد علههى‪ (.....‬لكنهها وصههلنا‬
‫للعالمية في عدد الختراعات وجاودتها‪) .‬ر‪.‬ف(‬

‫دائما ما أجايد البحث بجد واجاتهاد دون كلل أو ملههل ‪ ،‬البحههث الجههاد عههن المعلومههة‬
‫من مصادرها المختلفة ‪ ،‬وأن على أن أتفحص ما يقع تحت يدي من مصادر للمعلومات‪.‬‬
‫)ز‪.‬ض(‬

‫من التجاربا الثرائية بالنسهبة لهي التحهاقاي ببرنامههج اكتشههف " وهههو أحهد برامههج‬
‫الشههراكة بيههن وزارة التربيههة والتعليههم وشأههركة أرامكههو ويسههتهدف طالبههات المرحلههة‬
‫المتوسطة لتدريبهن على مسارات جاديدة في الرياضيات والعلوم " ‪ ,‬كانت تجربه ذات‬
‫قايمة عالية بالنسبة لي خاصة وأن المدربات اللتي قامن بتههدريبنا حصههلن علههى تههدريب‬
‫مكثف لدى جاامعات متقدمة فههي الخههارج وذلههك للسههتفادة والفههادة وتههم تعميههم هههذه‬
‫التجربة على جاميع مناطق المملكة‪) .‬ف‪.‬م(‬

‫في السنة الثالثة مههن خههدمتي بمههدارس حائههل النموذجايههة قاههررت دراسههة دبلههوم‬
‫الحاسب في الفهترة المسهائية بمعههد سههما النسهائي وكهانت دراسهتي بدايههة لشأهياء‬
‫جاميلة في حياتي‪ .‬فالبرغم من أنها كانت سنة شأاقاة وصعبة على حيث أننا نقههوم بعمههل‬
‫صعب جادا ا صباحاا‪ ،‬كنت أدرس في المساء فكنت أرجاع في وقات متأخر ‪ ،‬كههانت بمعنههى‬
‫الكلمة كفاح ا ا إل أنني تمكنت من التفوق في الدبلوم وحصلت على العديد من الدورات‬
‫في مجال الحاسب في نفس السنة‪.‬‬

‫استمريت في الثانويههة "السادسههة عشههر" ثلث سههنوات وفيههها حههاولت أن أطههور‬


‫نفسي في الحاسب أيضا ا حصلت على عدد من الدورات المسائية ‪ ,‬أيضا ا قامت بإعطههاء‬
‫دورات وتدريب معلمات الحاسب في مدينة حائل على برامج خاصة بالمعامل في هذه‬
‫السنوات الثلثة )م‪.‬ح(‬
‫‪29‬‬

‫بدأنا مشوار الدورات حتى أننا ل نرجاع إلى البيت إل الساعة الثامنة مسااء‪ ،‬كانت‬
‫تلك الفترة ذات ضههغط شأهديد مههابين حصهص وبيههن زميلت جاهدد وبيههن دورات وأشأهياء‬
‫وأساليب جاديدة‪ .‬أخههذت العديههد مههن الههدورات والههتي زادتنههي مهنيهها ا وغيههرت تفكيههري‪.‬‬
‫)ن‪.‬ص(‬

‫حرصت على حضور الدورات وورش العمل والجاتماعات لما تضيفه لي من رصيد‬
‫معرفي وخبرات متنوعة‪ ،‬رشأحت لورشأة عمل بعنوان اسههتراتيجيات التههدريس الفعههال‬
‫للدكتور ذوقاان عبيدات‪ ،‬فكانت بمثابة حجر أسههاس لطريقههتي فههي التههدريس ‪ ,‬ونقطههة‬
‫تحول بالنسبة لي حيث وجادت ضالتي فيها‪ .‬كنت ألمس كيههف أن تطههويري لنفسههي لههه‬
‫الثر الواضح على شأخصيات طالباتي في جاميههع النههواحي سههواء العلميههة حيههث أصههبح‬
‫تحصيلهن العلمههي أفضههل أو مههن الناحيههة النفسههية حيههث بههدأت ألمههس حبهههن للمههادة‬
‫وحماسهن وارتياحهن في الحصة أو من الناحية الجاتماعيههة مههن ناحيههة تكههوين علقاههات‬
‫إيجابية بين الطالبهات مههن خلل العمهال الجماعيهة الهتي اكتسههبن منهها التعهاون وروح‬
‫الجماعة‪) .‬هه‪.‬س(‬

‫يفتح بابا الدراسة للدبلومات العليهها للعههام الول فههي منطقتههها ‪ ,‬التحقههت بههدبلوم‬
‫التوجايه والرشأاد التربوي‪ .‬هذا البرامج قاد أثراها كثيرا ا وزادها إيمانا ا على ضرورة إكههرام‬
‫واحترام الذات النسانية " في العملية التعليمية " كب يههر سههنها أو صههغر ‪ ,‬كمهها وأنههه قاههد‬
‫قاوم تلك النقاط السلبية في مهنتها كمعلمة واستمدت الكثير من المعارف القيمهة فهي‬
‫كيفية التعامل مع المواقاف النسانية والحياتية‪) .‬ف‪.‬ح(‬

‫الخلصة ‪:‬‬
‫بعد تحليل محتوى السير الذاتية للمشههاركاتوفق أبعههاد الهويههة المهنيههة السههابق تحديههده‬
‫وبعد فحص نتائج التحليل الكمي لنتائج البحث يتضح لنا أهمية الستماع لصههوت المعلههم‬
‫وانطباعاته عن مهنة التدريس‪ ،‬وفهم الكيفية التي يطور بها المعلههم ممارسههاته العمليههة‬
‫والههتي تتجههذر بمعتقههداته وتصههوراته عههن عمليههة التعليههم وتتشههكل بسههياقاات التههدريس‬
‫والتعل م‪ .‬وفههم السهياقاات المختلفهة والمتداخلهة الهتي تشهكل الهويهة المهنيههة للمعلهم‬
‫‪،‬ويتضح من نتائج التحليل ما يلي ‪:‬‬
‫دور النوع )المعلمههة كههأنثى( كعامههل مههؤثر فههى تشههكيل هويتههها المهنيههة‬ ‫‪‬‬
‫وتأثيره على ممارستها لمهنة التدريس وكفاءتها وفعاليتها في العمل‪ .‬كما ظههر‬
‫تأثير المعتقدات الجاتماعيةلعامل الجنس )النههوع( فههي تشههكيل الهويههة المهنيههة‬
‫للمعلمات إذأظهرت أغلب قاصص المعلمات أن الطر المجتمعية حددت للمرأة‬
‫مهنة التههدريس والعمههل كمعلمههة كأنسههب المهههن لطبيعتههها الفطريههة فههالنظرة‬
‫الجاتماعية التقليدية للمرأة تضعها في إطار المربيات والراعيههات بههل وحرمتههها‬
‫من مجرد التفكير في أي عمل آخر غير التدريس‪.‬‬
‫عبرت المشاركات في سههيرهن الذاتيههة عههن تعرضهههن لضههغوط مهنيههة بسههبب‬
‫كونهن إناث مثل إنجابا أطفال وحاجاتهن إلههى أخههذ إجاههازة رعايههة طفههل وتههرك‬
‫العمل أو مرض أحد أفهراد السهرة وحاجاتهها إلهى التفهرغ لرعهايته‪ .‬فمعظمههن‬
‫تركن المهنة لفترات لسبابا ترتبط بالسرة‪ ،‬ومنها الزواج والطفههال والمههرض‬
‫والتعيين في أماكن نائية وبعيدة عن سكن المعلمات بمسافات كبيرة‪ .‬في حين‬
‫أشأارت نتائج التحليل الكمي الى عدم وجاود علقاة بين النههوع كههأنثى وكههل مههن‬
‫الرضا المهني وتقدير الذات وتطويرها ‪.‬‬
‫بالنسبة لدور البعد المؤسسى كعامل مؤثر فههى تشههكيل الهويههة المهنيههة‬ ‫‪‬‬
‫للمشهاركات أظههرت النتائههج بالنسههبة للتجههاه نحههو المؤسسهة )المدرسههة( أن‬
‫المشاركات عبرن عن مشاعر وآراء سلبية تجاه المؤسسة المدرسية أكثر مههن‬
‫تعبيرهن عن التجاه اليجابي ‪ ،‬نظرا لعدم تفعيل النظمههة واللوائههح بالمدرسههة‪،‬‬
‫وغيههابا الحههرص علههى العمليههة التعليميههة السههليمة ‪ ،‬وعههدم تههوافر المكانههات‬
‫والتجهيزات ‪ ،‬وبالنسبة لاتجاه المشههاركات نحههو مهنههة التههدريس أشأههارت نتائههج‬
‫‪30‬‬

‫تحليل السير الذاتية إلى أن أغلب المشههاركات عههبرن عههن أن التههدريس مهنههة‬
‫سامية ورسالة هادفة ‪.‬‬
‫بالنسبة لدور البعد الجاتماعي كعامل مؤثرفى تشكيل هوية المشههاركات‬ ‫‪‬‬
‫فقد لوحظ من خلل نتائج تحليل السير الذاتية اتجههاه إيحههابي عههام لههدى جاميههع‬
‫المشاركاتنحو الطالبات‪ ،‬وعكست آرائهن )علقاههة والديههة( بههها رعايههة واهتمههام‬
‫نحو طالباتهن‪ ،‬كما تباينت العلقاة بين اليجابية وعلقاة التسلط بين المشاركات‬
‫ومدرائهن من السيدات وإن كههانت تميههل أكههثر إلههى اليجابيههة ‪ ،‬وآخيههرا ا تبههاينت‬
‫علقاة المشاركات مع زميلتهن بين اليجابية والسلبية‪ .‬وأتفقههت نتائههج التحليههل‬
‫الكمي مع التحليل الكيفي حيث أشأارت إلى وجاود ارتباط بين البعد الجاتمههاعي‬
‫للهوية المهنية والرضا المهني للمعلمات ‪.‬‬
‫بالنسبة لدور البعد الثقافي كعامل مؤثر فى تشكيل الهوية المهنيههة فقههد‬ ‫‪‬‬
‫أظهههرت نتائههج التحليههل تههأثر أغلههب المشههاركات بخههبراتهن السههابقة كطالبههات‬
‫وتأثرهن بمعلماتهن في مراحل تعليمية مختلفة على تشههكيل هويههاتهن المهنيههة‬
‫أكثر من تأثرهن بخبرات الوالدين أو القااربا ‪ .‬وأظهرت نتائههج التحليههل الكمههي‬
‫وجاود ارتباط بين البعد الثقافي للهوية المهنية وكل من الرضا المهنههي وتطههوير‬
‫الذات لدى المعلمات ‪.‬‬
‫أظهرت نتائج تحليل السههير الذاتيههة للمشههاركات أن أغلبهههن عههبرن عههن‬ ‫‪‬‬
‫تقهديرل مرتفهلع ل ذواتهن ورغبههة لهديهن فهي تطهوير ذواتههن وتحسهين فعهاليتهن‬
‫المهنية في مهنة التههدريس ‪ .‬كمهها اتفههق ذلههك مههع نتائههج التحليههل الكمههي حيههث‬
‫أشأارت النتائج الى وجاود ارتباط بين الهويههة المهنيههة وتقههدير الههذات وتطويرههها‬
‫مما يشير إلى أهمية هذه المتغيرات في تشكيل الهوية المهنية للمعلمات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للرضههى المهنههي فقههد كشههفت نتائههج تحليههل السههير الذاتيههة‬ ‫‪‬‬
‫للمعلمات عن رضاهن المهني بشكل أكبر من عهدم الرضهى المهنهي‪ .‬واتفقهت‬
‫نتائج التحليل الكيفي مع نتائج التحليل الكمي حيث أشأارت إلى وجاههود ارتبههاط‬
‫دال احصائيا بين كل من الهوية الجاتماعية والهوية الثقافية والرضا المهني مما‬
‫يعكس أهمية الرضا المهني في تشكيل الهوية المهنية للمعلمات‪.‬‬

‫الخاتمة وتوصيات البحث ‪-:‬‬

‫أثمر تحليل السير الذاتية ويوميات البحث )المفكههرة البحثيههة( والحههوارات الههتي أجارتههها‬
‫الباحثههة مههع الطالبههات المشههاركات أثنههاء المحاضههرات والتكليههف الخههاص بهههن بسههرد‬
‫قاصصهن المهنية إلى مها يعهد اكتشهاافا مفاجاائها‪ .‬فعلهى الرغهم مهن أن الصهورة الذهنيههة‬
‫المرتبطة بالمرأة السعودية على أنها مدللة ومرفهههة تلب ظههى طلباتههها بههدون عنههاء ودائمهها ا‬
‫يقوم أحد بخدمتها إضافة إلى أنها ليست بحاجاة إلى عمههل فمصههروفها متههوفر لههها مههن‬
‫أولياء أمورها دون الحاجاههة للعمههل‪ ,‬فقههد كشههفت السههير الذاتيههة ومناقاشههة الباحثههة مههع‬
‫المشاركات صورة أخرى لكفاح المرأة السعودية‪ .‬شأملت عينة البحث من المشههاركات‬
‫تخصصات مختلفة وعلى الرغم من تبهاين آرائهههن واختلف قاصصهههن‪ ،‬فهإن كهل واحهدة‬
‫منهن عبرت في سيرتها الذاتية عن هدف وأمل في الههوقات ذاتههه‪ .‬إن هههؤلء المعلمههات‬
‫قامن بشيء مختلف عن مجرد "سرد قاصة" فيما يتعلههق باسههتخدام القصههص مههن أجاههل‬
‫تعليم الدروس أو نشر التجربة والموعظة‪ .‬حيث إنهن يسردن القصة مههن أجاههل الشههرح‬
‫الشامل لسبب عملهن في مهنة التدريس ومدى احتياج مؤسساتهن إليهههن كههي تتطههور‬
‫وكيهف أن ههذا التطهور جاهزء مهن شأهيء أكهثر أهميههة ههو تطهورهن الهذاتي وشأهعورهن‬
‫بهههويتهن‪ .‬كمهها عههبرت المعلمههات فههي قاصصهههن علههى نجاحههاتهن واخفاقاههاتهن وكههذلك‬
‫أحلمهن وقامن بتحديد أهدافهن كعلمات على الطريق في رحلتهن المهنية المستقبلية‪.‬‬

‫تشير نتائج البحث الحههالي إلههى أهميههة فحههص ودراسههة الهويههة المهنيههة للمعلههم‬
‫وتأثيرها على فعالية المعلم وكفاءته المهنية‪ ،‬كما يقههدم البحههث نموذجاهها ا لمجموعههة مههن‬
‫العوامل والبعاد التي تسهم في تشكيل الهوية المهنيههة للمعلههم‪ .‬ونوصههي بههإجاراء مزيههد‬
31

‫من البحاث الكيفية والكمية في مجال تطههور الهويةالمهنيههة للمعلههم وعلقاتههه بالكفههاءة‬
.‫المهنية والرضى المهني‬

: ‫المراجاع‬

‫ النمو الجإتماعي النفعُالي في ضاوء نموذجإي إريك‬: ( ‫ت‬.‫ مأحمد السعُيد )د‬, ‫أبو حلوة‬ .1
. www.gulfkids.com، ‫ المكتبة اللكترونية‬، ‫ ورقاة عمل‬. ‫إريكسون وبينجهام وستراكير‬
."‫ "نظريقات التطقور النقساني وتطبيقاتهقا التربوية‬.(2006) ‫ مأعُاوية مأحمود‬،‫أبو غزال‬ .2
.‫ الردن‬،‫ دار المسيرة للنشر‬:‫عمان‬.‫الطبعُة الثانية‬
.‫ بيروت‬. ‫ دار ابن حزم‬. ‫ كيف تنمي تقديرك الذاتي‬.(2012 ) ‫ أم كلثوم‬, ‫ادريس‬ .3
.‫ فكر ونقد‬،‫ الزمأة و ضارورة البحث‬:‫ الهوية المهنية للمدرس‬:(1988) ‫ عبد الرحيم‬, ‫تمحري‬ .4
92- 80 )) ‫ ص‬, ‫ أكتوبر‬،‫ الرباط‬،‫ السنة الثانية‬،12 ‫العُدد‬
‫هه مههدخل إلههى مناهههج البحههث فههي التربيههة‬: (2014) ‫ نادية‬,‫جامال الدين‬ .5
1 ‫ ط‬,‫الزعيم للخدمات المكتبية‬:‫ القاهرة‬.‫ بحث الفعل‬/ ‫البحوث الكيفية‬
‫ الرضاا الوظيفي لدى مأعُلمي التعُليم العُام ومأعُلمي‬.(2009) ‫ عبدالحميد بن عبدالمجيد‬, ‫حكيم‬ .6
. ‫ جإامأعُة ام القرى‬."‫الفئات الخاصة مأن الجنسين "دراسة مأقارنة‬
‫ تنمية الوعي بالذات والنجاح في شتى‬:‫ تحسين مأفهوم الذات‬.(2005) ,‫ سناء مأحمد‬,‫سليمان‬ .7
.‫ عالم الكتب‬:‫ القاهرة‬،‫م‬2005 .7 ‫ سلسلة ثقافة سيكولوجإية للجميع رقام‬.‫مأجالت الحياة‬
،‫ طرق البحث‬،‫ النمو‬،‫الدينامأيات‬،‫ البناء‬:‫ نظريات الشخصية‬.( 1990) ‫ جإابر‬,‫عبد الحميد‬ .8
. 1 ‫ ط‬، ‫ دار النهضة‬: ‫ القاهرة‬.‫التقويم‬
‫علم نفقس النمقو‬،‫قق "نظريقات النمقو‬:(2001) ‫ مأحمقد القسيد‬،‫عبد القرحمن‬ .9
‫ القاهرة‬،‫مأكتبة زهراء الشرق‬،‫الطبعُةالولى‬،"‫المتقدم‬
‫تشكيل هوية النا وفق نظرية إريكسون ونموذج جإيمس‬: ( ‫ت‬.‫ حسين عبد الفتاح )د‬,‫الغامأدي‬ .10
.www.pdffactory.com (pdf) . ‫مأارشا‬

11. Autrete: La construction de l’identité professionnelle des PLC2 EPS,


les carnets des STAPS, (sport et identités), 2008, pp 58-66.
12. Beauchamp, th., (2011). Understanding new teachers’ professional
identities through metaphor. Teaching and Teacher Education. 27 (2011)
762e769.
13. Beijaard, D., et al., (2000). Teachers’perceptions of professional
identity: An exploratory studyfrom a personal knowledge perspective.
Teaching andTeacher Education, 16, 749–764.
14. Borich, G., (1999), Dimensions of self that influence effective
teaching, In Richard, L., & Thomas, B., (Eds.), The role of self in teacher
development, State university of New York. PP.99-120
15. Bryman, A. (1988). Quantity and quality in social research. London:
The Academic Division of Unwin Hyman.
16. Bukor, E., (2011), Exploring Teacher Identity:Teachers’
Transformative Experiences of Re-Constructing and Re-Connecting Personal
and Professional Selves, A thesis submitted in conformity with the
requirements for the degree of Doctor of Philosophy Department of
Curriculum, Teaching and Learning Ontario Institute for Studies in
EducationUniversity of Toronto
17. Canrinusa, E., et al., (2012), Self-efficacy, job satisfaction, motivation
and commitment:exploring the relationships between indicators of
teachers’ professional identity, Eur J Psychol Educ, 27:115–132.
18. Clandinin, J., (2013) , Engaging in Narrative Inquiry, Walnut Creek,
CA: Left Coast Press.
32

19. Clandinin, D. J., & Connelly, F. M. (2000). Narrative inquiry:


Experience and story inqualitative research. San Francisco: Jossey-Bass.
20. Clandinin, D. J., & Huber, J. (2010). Narrative inquiry. In B. McGaw,
E. Baker, & P.P. Peterson (Eds.), International encyclopedia of education (3rd
ed.). New York,NY: Elsevier.
21. Clandinin, J., et al, (2007) , Navigating Sites for Narrative Inquriy,
Journal of Teacher Education, Vol. 58, No. 1, January/February 2007 21-35.
22. Chong, S., et al., (2011), Developing Student Teachers’ Professional
Identities An Exploratory Study, International Education Studies, 4,(1), 30-38.
23. Cohen, L. and Manion, L. (1985). Research methods in education.
London: Croom Helm
24. Connelly, F. M., &Clandinin, D. J. (1990). Stories of experience and
narrative inquiry. Educational Researcher, 19(5), 2 - 14.
25. Connelly, M., & Clandinin, J., (1994) : Telling Teaching Stories,
Teacher Education Quarterly, 21 (1), P. 147.
26. Day, Ch., (2013), The New Lives of Teachers, M.A. Flores et al.
(Eds.), Back to the Future: Legacies, Continuities and Changes in
Educational Policy, Practice and Research, 57–74.
27. Day, Ch., & Kington, A., ( 2008), Identity, well-being and
effectiveness: the emotional contexts of teaching, Pedagogy, Culture &
Society, Vol. 16, No. 1, March 2008, 7–23 .
28. Day, Ch., and et al.,: Variations in Teachers’ Work, Lives and
Effectiveness (VITAE). Research, Department of Education and Skills. Brief
No: RB743 May 2006 ISBN 1 84478 728 1.
29. Faust, D., (2003), Living History, A schoolgirl's letter to "Mr.
Eisenhower" illuminates a childhood in the segregated South. Harvard
Magazine.
30. Hamachek, D., (1999), Effective teachers what they do, how they do it
and the importance of self knowledge, In Richard, L., & Thomas, B., (Eds.),
The role of self in teacher development, State university of New York. PP. 189-
224.
31. http://harvardmagazine.com/2003/05/living-history.html, last visited at
1-11-2015
32. http://www.oujdacity.net/national-article-66393-ar

33. Lipka, R. and Brinthaupt, Th, (1999), The role of self in teacher
development, State university of New York.
34. Norman, K, A. & Spencer, B, H., (2005), Our Lives as writers:
Examining Preservice Teachers’ Experiences and Beliefs about the Nature of
Writing and Writing Instruction.Teacher Education Quarterly, 32 (1), 2005.
35. Pedroso de Lima, M., et al, (2014),Teacher Development:
Contributions of Educational Biography and Personality, J Adult Dev 21:216–
224, Springer Science+Business Media New York.
36. Phillon, J., &.Connelly, M., (2004), Narrative, Diversity, and Teacher
Education, Teaching and Teacher Education, 20 (5), 2004, P. 456.
37. Rodgers, C. R., & Scott, K. H. (2008). The development of the
personal self and professional identity in learning to teach. In M. Cochran-
Smith, S. Feiman-Nemser, D. J. McIntyre, & K. E. Demers (Eds.), Handbook
33

of research on teacher education: Enduring questions in changing contexts


(3rd ed.). New York: Routledge, Taylor & Francis Group/Association of
Teacher Educators.
38. Samuel, M., & Stephens, D. (2000). Critical dialogues with
self:developing teacher identities and roles: a case study of South Africa.
International Journal ofEducational Research,33(5), 475–491.
39. Schempp, P., et al, (1999), Identity and induction : Establishing the self
in the first years of teaching. In Richard, L., & Thomas, B., (Eds.), The role of
self in teacher development, State university of New York. PP.142-164.

You might also like