Professional Documents
Culture Documents
البحث 07 -
البحث 07 -
لاللتزام بداية ونياية فيو ليس أبديا ،وتتمثل نيايتو في زوال وجوده القانوني فتب أر ذمة
المدين مما كان يشغميا من التزامات ،ويسقط بذلك حق الدائن في المطالبة بحقو .
إال أن ذلك ال يعني عدم إمكانية وان كان انقضاء االلتزام يتم بتنفيذه كأصل عام ،
انقضاء االلتزام بوسائل وطرق أخرى بغير وفاء ،فقد ينقضي االلتزام بما يقابل الوفاء األصمي
عن طريق الوفاء بمقابل أو تجديد أو اإلنابة في الوفاء أو المقاصة أو اتحاد الذمة .
وقد ينقضي االلتزام دون الوفاء بو أصال وذلك في حالة اإلبراء واستحالة التنفيذ والتقادم
المسقط .
المطمب األول :الوفاء:
الوفاء ىو الطريق الطبيعي النقضاء االلتزام ،ألنو تنفيذ اللتزام التزم بو المدين تنفيذا
عينيا.
و الوفاء واقعة مختمطة ،فيو يجمع بين التنفيذ المادي لاللتزام (تسميم مبمغ ،إقامة بناء) و بين
االتفاق عمى قضاء الدين ،واالتفاق تصرف قانوني.
و لكن الوفاء و إن كان واقعة مختمطة ،إال أنو يغمب فيو عنصر التصرف القانوني ،لذلك
يمحق عادة بالتصرفات القانونية ،و تجري عميو أحكام التصرفات القانونية ،فال بد من تراضي ،و
محل الدين الذي يوفى بو ،و سبب (و ىو قضاء الدين) .
الفرع األول :طرفا الوفاء :و ىما الموفي (و يغمب أن يكون ىو المدين نفسو ،و قد يكون
غير المدين) و الموفى لو (و يغمب أن يكون ىو الدائن و قد يكون غير الدائن) .
أوال :الموفي
أ)من يصح منو الوفاء :م: 258
)1المدين نفسو ألنو صاحب المصمحة في قضاء الدين .
)2قد يتولو عنو نائبو سواء كانت النيابة قانونية أو اتفاقية (الولي ،الوصي ،الوكيل)
)3قد يتم الوفاء من غير المدين و ىذا :
-1ممن تكون لو مصمحة في الوفاء بالدين (كما لو كان كفيل ،أو حائ از لعقار مرىون لضمان
ىذا الدين) .
-2ممن ال تكون لو مصمحة في الوفاء ،و لكن يقوم بو تبرعا لممدين.
ب)األصل أنو ليس لمدائن رفض الوفاء من غير المدين ،فيو ممزم بقبولو إال في حالتين:
إذا نص عمى ذلك في االتفاق المنشئ لاللتزام أو استوجب طبيعة االلتزام أن يقوم بو المدين
بنفسو (عندما تكون شخصية المدين محل اعتبار) .
1
ت)شروط صحة الوفاء م : 260يجب توافر شرطين لصحة الوفاء (سواء كان الموفي ىو المدين
أم غير المدين )
)1يجب أن يكون الموفي مالكا لمشيء الذي يوفي بو .
)2أن يكون الموفي أىل لمتصرف في الشيء الذي يوفي بو .
ث)رجوع الموفي عمى المدين :إذا كان الموفي ىو المدين أو نائبو ،فال رجوع لو عمى أحد ،
ألنو إنما وفى دين نفسو ،أما إذا وفى الدين غير المدين (سواء كان لمموفي مصمحة في الوفاء أو
لم تكن مصمحة) فانو يجوز لو أن يرجع عمى المدين ،باستثناء إذا ما كان الموفي متبرعا بوفاء
الدين (و ىذا ال بد فيو من نية واضحة الن التبرع ال يفترض) .
ثانيا :الموفى له :جاء في المادة 267من ق م ج ما يمي " يكون الوفاء لمدائن أو لنائبو
ويعتبر ذا صفة في استيفاء الدين من يقدم مخالصة صادرة إال إذا كان متفقاًا عمى أن الوفاء
يكون لمدائن شخصياًا " يخمص لدينا من ىذا النص ،أنو لكي يكون الوفاء صحيحاًا مبرئاًا يجب أن
يتم لمدائن أو نائبو ،فاألصل في الوفاء أن يتم لمدائن ،فيو صاحب الحق وىو الذي لو الحق في
استيفائو ،والمقصود بالدائن ىنا ىو من يممك الدين وقت االستيفاء ال وقت نشوء الدين ،فقد ينشأ
الدين لشخص ولكنو يكون لشخص آخر بعد ذلك ،كما لو أحالو الدائن ،أو وفاه شخص غير
المدين وحل محل الدائن في الدين ،أو مات الدائن وخمفو ورثتو في الحق ...،الخ.
وقد يتم الوفاء ال لمدائن وال لنائبو ،أي لشخص آخر ال صفة لو في استيفاء الدين ،ومع
ذلك يكون صحيحاًا مبرئاًا لذمة المدين ،حيث تقضي المادة 268من ق م ج " الوفاء لشخص
غير المدين أو نائبو ال يبرر ذمة المدين ،إال إذا أقر الدائن ىذا الوفاء ،أو عادت عميو منفعة
منو ،وبقدر ىذه المنفعة ،أو تم الوفاء بحسن نية لمشخص الذي أقرضو لمدائن الجديد كان الدين
في حيازتو".
وقد يتعذر الوفاء لمدائن ،رغم أن المدين مستعد لموفاء بالتزامو ،ولكنو ال يريد استيفاء
مالو ،أو ألنو غائب أو محجور عميو ...الخ ،وقد توقع المشرع حدوث مثل ىذه الحاالت فنظم
حماية المدين حماية كافية ،وتقوم ىذه الحماية في إجراء خاص يقوم بو المدين فيمقي بو تبعة
عدم الوفاء عمى عاتق الدائن والقيام بيذا اإلجراء يتم عمى مرحمتين ىما اإليداع م 270إلى
273والعرض م . 275-274
الفرع الثاني :محل الوفاء :األصل أن عمى المدين أن يوفي بالشيء المستحق ذاتو ،فال يجبر
الدائن عمى قبول شيء آخر ولو كان أعمى قيمة من الشيء المستحق ،كما ال يجبر المدين عمى
إعطاء شيء آخر ولو كان أقل قيمة من الشيء الواجب الداء م . 276
واالصل كذلك أن عمى المدين أن يوفي بالشيء المستحق كمو ،فال يجبر الدائن عمى
قبول الوفاء الجزئي ،ولكن ىذا االصل يحتمل بعض االستثناءات م . 278-277
2
وقد تتعدد الديون التي في ذمة المدين ،ويفي المدين بما ال يكفي لموفاء بيا جميعاًا ،وفي
ىذه الحالة ،يجب تعيين الدين الذي يقع الوفاء بو م . 280-279
الفرع الثالث :زمان الوفاء :األصل أن عمى المدين إذا لم يكن الوفاء مؤجال أو كان مؤجال
وحل األجل ،أن يبادر إلى الوفاء بالتزامو ،ولكن االصل المتقدم غير مطمق ،فقد يتفق المتعاقدان
عمى تأجيل الوفاء بعد وجوبو ،وقد يقضي القضاء بتأجيمو م. 281
الفرع الرابع :مكان الوفاء :إذا اتفق المتعاقدان عمى تعيين المكان الذي يتم فيو الوفاء ،فيجب
إتباع اتفاقيما ،وال يجوز لي منيما أن يطمب الوفاء في غير المكان المتفق عميو ،فإذا لم يتفقا
عمى ذلك فيل يجب عمى المدين أن يحمل الدين إلى الدائن ،أم يجب عمى الدائن أن يسعى إلى
محل المدين ليطالبو بالدين ؟
ىناك قاعدة تقضي بأن الدين مطموب ال محمول م. 282
283من ق م ج " تكون نفقات الوفاء عمى الفرع الخامس :نفقات الوفاء :تقضي المادة
المدين ،ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك " ومعنى ىذا النص أن كل ما يمزم لتعيين
الشيء وتسميمو ،من فرز و وزن وتغميف وتحميل وما إلى ذلك ،يقع عمى عاتق المدين ،إال إذا
اتفق المتعاقدان أو قضى القانون بأن يكون عمى الدائن.
المطمب الثاني :انقضاء االلتزام بما يعادل الوفاء:
قد ينقضي االلتزام ال بقيام المدين بالوفاء بما التزم بو عيناًا ،بل بما يعادلو ويساويو ،وليذا
الطريق من طرق انقضاء االلتزام صور أربع:
الفرع األول :الوفاء بمقابل (أو االعتياض) :سبق وان رأينا أن الدائن ال يجبر عمى قبول شيء
غير الشيء الذي ىو دائن بو ولو كان أعمى قيمة ،وان المدين ال يجبر عمى تقديم شيء في
الوفاء غير الشيء المدين بو ولو كان أعمى قيمة ،ولكن إذا كان الدائن والمدين ال يجبران عمى
ذلك ،إال أنيما يستطيعان االتفاق عميو ،فيقدم المدين شيئاًا غير الشيء الذي في ذمتو ويقبل
الدائن ىذا الشيء ،فينقضي االلتزام ،وقد أشارت إلى ذلك المادة 285من ق م ج.
التكييف القانوني لموفاء بمقابل :الرأي الراجح في الفقو ،يذىب إلى أن الوفاء بمقابل عمل
مركب من تجديد بتغيير المحل ،ووفاء بنقل الممكية ،ويترتب عمى اعتبار الوفاء بمقابل بيعاًا
انطباق أحكام البيع عميو ،تطبيقاًا لنص المادة 286من ق م ج.
الفرع الثاني :التجديد واإلنابة في الوفاء:
أوال :التجديد :يكون ىناك تجديد إذا استبدلنا بااللتزام القائم التزاماًا جديداًا ،يختمف عنو في أحد
عناصره الجوىرية من محل أو دائن أو مدين ،والتجديد يقضي االلتزام القديم وينشئ االلتزام
الجديد ويحمو محمو.
3
بعة يجب توافرىا لتحقيق التجديد
أ)شروط التجديد :يخمص لنا مما تقدم أن ىناك شروطاًا أر ًا
وىي:
)1وجود التزام قديم .
)2إنشاء التزام جديد وحمولو محل االلتزام القديم م . 288
)3اختمف االلتزام الجديد عن االلتزام القديم في احد عناصره م . 287
)4نية التجديد م . 289
ب)آثار التجديد :لمتجديد أثر مزدوج ،فيو من جية يقضي التزام قائماًا ،وىو من جية أخرى،
ينشئ التزاماًا جديداًا يحل محل االلتزام الذي قضاه ،وىذا ما نصت عميو المادة 291من ق م ج.
أما بالنسبة لمتأمينات ،فإذا كان االلتزام القديم مضموناًا بتأمينات خاصة ،ولم ينص
الطرفان عمى تجديدىا لضمان الدين الجديد ،فإنيا تسقط ،وىذا فرق جوىري بين الحوالة
والتجديد ،م . 293-291
ثانيا :اإلنابة في الوفاء :يكون ىناك إنابة في الوفاء إذا طمب المدين من الدائن أن يرتضي
شخصاًا ثالثاًا قبل أن يمتزم بوفاء الدين مكانو ،وقبل الدائن ىذا الشخص الثالث كمدين ،والمدين
يسمى في ىذه الحالة " منيباًا " والدائن " مناباًا لو " والشخص الثالث الذي قبل أن يمتزم تجاه
الدائن " مناباًا " .
والبد ليكون ىناك إنابة في الوفاء ،أن يكون المناب لديو دائناًا لممنيب ،فإن لم يكن دائناًا
لو فال نكون أمام إنابة في الوفاء ،ذلك أن اإلنابة في الوفاء عبارة عن طريق من طرق
انقضاء االلتزام م. 294
كاممة أو قاصرة (ناقصة) .
ًا أ)أنواع اإلنابة :اإلنابة في الوفاء إما أن تكون
)1اإلنابة الكاممة :اإلنابة قد تتضمن تجديداًا بتغيير المدين ،ويكون ذلك في حالة ما إذا رضي
المناب لديو بالتزام المناب وأب أر ذمة المنيب من الدين م. 295
)2اإلنابة القاصرة (أو الناقصة) :إذا لم يبرر المناب لديو ذمة المنيب فال تتضمن اإلنابة تجديداًا
بتغيير المدين ،ويبقى الدين األصمي في ىذا الحالة قائماًا إلى جانب الدين الجديد ،ويكون
لممناب لديو عندئذ مدينان ،المنيب وىو مدينو األصمي ،والمناب وىو المدين الجديد ،وىي
تسمى بالقاصرة أو الناقصة ألنيا ال تتضمن تجديداًا بتغيير المدين ،فيي لم تبرر ذمة المنيب.
ب)آثار اإلنابة :تختمف اآلثار التي تترتب عمى اإلنابة في الوفاء في اإلنابة الكاممة عنيا في
اإلنابة القاصرة أو الناقصة.
فاألثر المترتب عمى اإلنابة الكاممة ىو انقضاء الدين السابق ،أي دين المنيب اتجاه
المناب لديو ،وذلك عمى النحو الذي رأيناه في التجديد ،فيذا الدين ينقضي بصفاتو وتأميناتو،
ودفوعو ،وتب أر ذمة المنيب نيائياًا م. 296
4
أما عن األثر المترتب عن اإلنابة القاصرة أو الناقصة ،ىو أن يكون لمدائن مدينان بدال
من واحد فال تب أر ذمة المنيب من الدين ،ويبقى ىذا الدين بصفاتو وتأميناتو ودفوعو ،وينشأ إلى
جانبو دين آخر في ذمة المناب.
ثالثا :المقاصة :قد ينشأ لممدين دين في ذمة دائنو ،فيصبح دائناًا ومديناًا لو في الوقت نفسو ،
وبذلك يكون ىناك دينان متقابالن ،بيذا يكون كال من الطرفين دائناًا لألخر ومديناًا لو ،وبدال من
قيام كل من المدينين بالوفاء لدائنو ثم استيفاء حقو منو ،يقوم كل دين مقام اآلخر ،ويستوفي كل
دائن حقو من الدين الذي في ذمتو.
أ)أنواع المقاصة :إذا لم تتوافر الشروط الالزمة لوقوع المقاصة بحكم القانون ،فإن ذلك ال يمنع
وقوعيا باتفاق الطرفين أو بإرادة أحدىما ،وذلك إذا كانت الشروط المتخمفة مقررة لمصمحة احد
الطرفين ونزل عنيا من قررت لمصمحتو ،وتسمى في ىذه الحالة " المقاصة االختيارية أو
االتفاقية".
واذا لم يمكن التوصل إلى إجراء المقاصة االتفاقية ،فبإمكان المدعى عميو أن يطمب من
القاضي إجراءىا أثناء نظر الدعوى وتسمى عندئذ بالمقاصة القضائية.
ب)شروط المقاصة :ىناك شروط أربعة يجب توافرىا لمكان وقوع المقاصة القانونية ،وىذه حسب
م 297من ق م ج ىي:
)1أن يكون ىناك دينان متقابالن .
)2أن يكون الدينان من نوع واحد ،أي متشابيين أو متماثمين .
)3أن يتساوى الدينان في القوة بأن يكون كل منيما صالحاًا لممطالبة بو قضاء وخالياًا من النزاع .
)4أن يكون كل من الدينين من الديون التي تقع فييا المقاصة .
ت)آثار المقاصة:يختمف أثر المقاصة فيما بين الطرفين عنو بالنسبة لمغير ،ففيما بين الطرفين
ينقضي الدينان بقدر األقل منيما ،م 300من ق م ج ،أما بالنسبة لمغير ،فإذا اكتسب ىذا
الغير حقاًا عمى أحد الدينين فال يجوز أن تقع المقاصة إض ار اًار بيذا الحق م 303من ق م ج ،
أما إذا كان أحد الدينين قد مضت عميو مدة التقادم وقت التمسك بالمقاصة فتطبيقاًا لنص م
301من ق م ج فإن ذلك ال يمنع من وقوع المقاصة رغم التمسك بالتقادم ،ما دامت المدة
لم تكن تمت في الوقت الذي أصبحت فيو تمك المقاصة ممكنة.
رابعا :اتحاد الذمة :قد تجتمع صفتا الدائن والمدين في شخص واحد وفي دين واحد ،فيصبح
ىذا الشخص دائناًا لنفسو ومديناًا ليا في ىذا الدين ،وعندئذ يقوم مانع من المطالبة والوفاء ،وىذا
االجتماع قد يكون في الحقوق الشخصية ويسمى عندئذ " اتحاد الذمة " وقد يكون في الحقوق
العينية ويسمى " تجمع أو إدغام " م. 304
5
المطمب الثالث :انقضاء االلتزام بغير الوفاء وال بما يعادل الوفاء:
قد ينقضي االلتزام من غير أن يحصل الدائن عمى حقو ،وال عمى ما يقابل أو يعادل
الوفاء ،ويرجع ذلك إما الن الدائن قد نزل عن حقو (اإلبراء) أو ألنو مضطر إلى عدم استيفائو،
(استحالة التنفيذ) أو الن القانون يمنعو من المطالبة بو ،ألنو تركو بدون مطالبة مدة معينة من
الزمن (التقادم المسقط) .
الفرع األول :اإلبراء :يعرف بأنو نزول الدائن عن حقو تجاه المدين بدون مقابل م 305فيو
عمل من أعمال التبرع م ، 306بيذا يختمف اإلبراء عن كل من استحالة التنفيذ والتقادم .
الفرع الثاني :استحالة الوفاء:إذا استحال عمى المدين تنفيذ التزامو انقضى االلتزام ،وال يجبر
عمى تنفيذه ،فالقاعدة العامة في ىذا الباب أنو ال التزام بمستحيل ،واستحالة التنفيذ إما أن يترتب
عمييا براءة ذمة المدين نيائياًا أو ينشأ عنيا التزام المدين بالتعويض ،واالستحالة التي تيمنا ىنا
ىي األولى أي التي يترتب عمييا براءة ذمة المدين نيائياًا م. 307
الفرع الثالث :التقادم المسقط :التقادم إذا أدى إلى فقد الحق سمي مسقطاًا ،وىو يؤدي إلى
سقوط الحقوق العينية العقارية ،عدا حق الممكية وكذلك الحقوق الشخصية ،وسقوط الحقوق
الشخصية معناه انقضاء االلتزامات المقابمة ليا.
أوال :مدة التقادم :نص القانون المدني الجزائري عمى مجموعة من مدد التقادم ،األولى خمس
عشرة سنة كأصل عام م 308ويقال فييا التقادم العام أو الطويل ،والثانية خمس سنوات فيما
يتعمق بالحقوق الدورية المتجددة م 309والثالثة أربع سنوات الضرائب والرسوم المستحقة لمدولة
وفي الرسوم المستحقة عن االوراق القضائية م 311سنتين فيما يتعمق بحقوق األطباء
والصيادلة والمحامين والميندسين والخبراء ووكالء التفمسة والسماسرة واألساتذة المعممين بشرط أن
تكون ىذه الحقوق واجبة ليم جزاء عما أدوه من عمل مينتيم وعما تكبدوه من مصاريف ،سنة
واحدة م 312ويقال لمتقادم فييا التقادم الحولي أو القصير.
ثانيا :كيفية حساب مدد التقادم :تقضي المادة 314من ق م ج بأن تحسب المدة التي
تمنع سماع الدعوى بالتقويم الميالدي ،وتكون باأليام ال بالساعات ،ومعنى حساب المدة باأليام
ال بالساعات ،عدم اعتبار اليوم الناقص ،وعميو فال يعتبر اليوم األول من سريان التقادم وتحسب
المدة من اليوم التالي لو ،ويدخل في الحساب أيام العطل الرسمية ،فال تنقص من مجموع المدة،
ولكن إذا صادف اليوم الخير يوم عطمة رسمية فالمدة تكمل باليوم االخير.
ثالثا :وقف التقادم :يقصد بوقف التقادم أو توقفو أن يكون سريانو قد بدأ ولكن ط أر طارر جعل
ىذا السريان يقف أو يتوقف ،فال تعتبر المدة التي تمر أثناء قيام الطارر ولكن المدة السابقة عميو
تبقى محفوظة ،وعندما يزول الطارر الذي أوقف التقادم يعود ىذا السريان من جديد ،وعندئذ
تضاف المدة السابقة عمى التوقف إلى المدة السارية بعد زوالو ،ومتى بمغ مجموع المدتين المدة
6
المقررة في القانون يكتمل التقادم وال تسمع الدعوى ،أسباب الوقف منصوص عمييا في المادة
317من ق م ج.
رابعا :قطع التقادم م 318من ق م ج :المقصود بقطع التقادم سقوط المدة السارية ألحد
األمور ذكرت في المادة 318من ق م ج أن ىذه المدة تعتبر كأن لم تكن ،فإذا بدا التقادم
فإنو يبدأ من جديد ،ويجب عندئذ مرور المدة المنصوص عمييا في القانون كميا م 319من ق
م ج.
خامسا :كيفية إعمال التقادم :ال يرتب عمى التقادم سقوط الدين أو براءة ذمة المدين منو ،وانما
يترتب عميو عدم سماع الدعوى فقط.
لذلك فالمحكمة ال تحكم بو من تمقاء نفسيا إذا لم يتمسك بو المدين وال أي شخص آخر
لو مصمحة في التمسك بو ،كالكفيل والمدين المتضامن ،ودائن المدين الذي يتمسك بو نيابة عن
المدين عن طريق الدعوى غير المباشرة ،وقد نصت المادة 321من ق م ج عمى ذلك.
سادسا :آثار التقادم :يميز الفقياء في القوانين المدنية بين اآلثار التي تترتب عمى التقادم قبل
التمسك بو ،واآلثار التي تترتب عميو بعد التمسك بو ،فااللتزام قبل أن يتمسك المدين بالتقادم
يعتبر التزاماًا مدنياًا واجب الوفاء ،فمجرد مرور مدة التقادم ال ينقضي االلتزام إذا لم يتمسك بو
المدين ،فإذا وفى المدين بو ،فإنو يكون قد وفى بالتزام واجب في ذمتو ،وال يستطيع استرداد ما
دفعو عمى أساس ما دفع دون حق ،ولو كان يجيل عند الوفاء باكتمال مدة التقادم.
أما آثار التقادم بعد التمسك بو فتختمف ،بحيث إذا تمسك المدين بالتقادم سقط الدين
وتوابعو وممحقاتو ،فال يمكن إجبار المدين عمى الوفاء بو وتسقط مع الدين التأمينات التي كانت
تضمن الوفاء بو ،تطبيقاًا لنص المادة 320من ق م ج.
سابعا :عدم جواز النزول عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه :تقضي المادة 232من ق م ج
بأنو " ال يجوز التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيو ،كما ال يجوز االتفاق عمى أن يتم التقادم
في مدة تختمف عن المدة التي عينيا القانون " فكل اتفاق يتفق فيو الطرفان ،أو يفرضو الدائن
عمى المدين عمى عدم تقادم الدين بعد المدة التي حددىا القانون يقع باطل.
7