وزارة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة 02أوت – 5511سكيكدة كلية العلوم االجتماعية و العلوم اإلنسانية قسم علم النفس.
مادة اإلرشاد والتوجيه
مناهج التوجيه و اإلرشاد عنوان المحاضرة
عبد الحفيظ قزار أستاذ المادة السنة الثانية المستوى شعبة علوم التربية التخصص تاريخ التاريخ المقرر لتقديم المحاضرة 0505/50/07 03:5 التوقيت المدرج رقم 50 فضاء تقديم المحاضرة المحاضرة رقم 50 تمهيد: تستند العلوم وكل الحقول المعرفية التي تتوخى الموضوعية في تفسيرها للظواهر و معالجتها للمشكالت ،على مجموعة من اإلجراءات العملية المرتبطة بمدخل منهجي معين يضمن المحافظة على قدر واسع من االلتزام الموضوعي و المؤدي إلى تحقيق األهداف المسطرة ( .يجب التفريق بين التخمينات االفتراضية و األهداف؛ حيث تشير التخمينات االفتراضية إلى إجابات مؤقتة عن أسئلة تدور حول الموضوع بينما تشير األهداف إلى مساعي عملية أو نظرية تستجيب و تشبع حاجات محددة بعينها). و انطالقا من مبدأ تحقيق أهداف التوجيه و اإلرشاد ،فقد أجمعت أدبيات اإلرشاد و التوجيه على ثالثة مناهج رئيسة هي: المنهج اإلنمائي .المنهج الوقائي .المنهج العالجي .و كل منهج من هذه المناهج يتعلق عضويا بمستوى حالة المسترشد و اقترابه او ابتعاده عن السواء ،من جهة ،و ما يرجو تحقيقه من جهة أخرى. المنهج اإلنمائي: -1 ويسمى أيضا بالمنهج التكويني أو اإلنشائي.يطبق عادة في بناء و تخطيط برامج التوجيه و اإلرشاد النفسي في المدارس ؛(الفرخ و عبد الجابر ،9111 ،ص)19 :و يلجأ المرشد النفساني إلى إتباع هذا المنهج مع الحاالت المتوافقة نفسيا واجتماعيا و انفعاليا (،األشخاص العاديين) و ذلك من اجل تطوير كفاءات وقدرات ومهارات الشخص إلى أقصى حد ممكن .و يتبع في هذا المنهج إجراءات وعمليات تراعي مراحل النمو المختلفة وشروط موجب البيئة سعيا و راء تحقيق أعلى مستوى من النضج من اجل فهم ومعرفة و تقبل الذات وبناء مفهوم عنها(حمدي ،3191 ،ص .)19 :كما يهدف هذا المنهج إلى توجيه الفرد لبناء استراتيجيات موجبة في التعامل مع المشكالت و تحديد أهداف سليمة و مشاريع شخصية واقعية ممكنة التحقيق في إطار الخصائص النفسية والعقلية للفرد إلى جانب اإلمكانات المادية االقتصادية و ما تسمح به الظروف البيئية و القانونية و االجتماعية. مرامي المنهج اإلنمائي: -1-1 تقبل الذات و فهمها بناء مفهوم موجب عن الذات تحديد أهداف و اختيار مشاريع واقعية قابلة للتحقيق االعتماد على طرق و أساليب موفقة لدراسة الميول والفروق الفردية التركيز على وتيرة النمو الشخصي للفرد عقليا و عضويا و مزاجيا و اجتماعيا. استراتيجيات المنهج اإلنمائي: -2-1 تطوير إمكانات و قدرات و تنمية مهارات الفرد فتح المجال للقدرات و المهارات و منحها فرص النمو السليم و التطور توفير مجال كاف ليمارس الفرد حريته الشخصية في إطار الوعي والمسؤولية عن طريق حرية التعبير واتخاذ المبادرة تجنب أساليب القهر في التعامل مع المعنيين وكل األساليب التي تؤدي إلى مزيد من الكبت والحرمان المنهج الوقائي : -2 المحاضرة رقم 50 ويهدف إلى تحصين الفرد ضد المشكالت و االضطرابات التي من شأنها أن تتسبب في ُعصابات تعيق السير الطبيعي و السوي لحياة الفرد .و هو بهذا (المنهج الوقائي ) يسعى إلى إعداد الفرد لمواجهة الصعوبات و المشكالت النفسية و االنفعالية من خالل تكوين درع نفسي تنكسر على سطحه المشكالت المتوقعة و المتربصة بالفرد و ال يتم ذلك إال عن طريق اإلعداد النفسي و تقوية المناعة النفسية من خالل مساعدة الفرد على تصميم استراتيجيات خاصة للمواجهة و طرق ناجعة لتسيير االنفعاالت الناجمة عن الضغوطات الصادرة عن المحيط األسري و المدرسي و المهني و االجتماعي بشكل عام.و يتم تطبيق هذا المنهج عبر مراحل ثالث هي: -1الوقاية األولية ويطلق عليها الوقاية االستباقية وتتمثل في منع حدوث المشكالت عن طريق تعطيل أسبابها. -2الوقاية الثانوية و يطلق عليها في بعض األدبيات بالوقاية المبكرة وتتلخص في الكشف المبكر و محاولة تشخيص المشكالت أثناء إرهاصاتها المبكرة -3الوقاية من الدرجة الثالثة :و تأتي بعض ظهور المشكلة و في هذه المرحلة يسعى المرشد إلى الحد من تفاقم المشكلة و اآلثار الناجمة عنها (.الفرخ و تيم )9111 - 2-2إجراءات المنهج الوقائي : اإلجراءات الوقائية الحيوية و :و تتضمن االهتمام بالصحة العامة ،المتعلقة بالجوانب البيولوجية العضوية اإلجراءات الوقائية النفسية :و تهتم بالنمو النفسي السوي ،و تطور الكفاءات و المهارات .و التوافق األسري و انسجام عالقات الزواج .و المساندة و الرعاية أثناء الفترات الصعبة في حياة الفرد. اإلجراءات الوقائية االجتماعية :و تتم على مستوى أوسع و اشمل و هي موجهة إلى فهم العالقات االجتماعية و دراستها عن طريق إجراء البحوث االجتماعية من أجل تبني مخططات علمية تخص الحياة االجتماعية و القضايا المشتركة و التنبؤ بآفاق المستقبل. المنهج العالجي: -3 يلجأ المتخصون في مجال التوجيه إلى هذا المنهج عندما يفشل كي من المنهج النمائي و المنهج الوقائي في تحقيق أهدافهما .و يلجأ إليه عندما تظهر المشكالت التوافقية إلى السطح و تصبح أم ار واقعا يعاني منه المسترشد. يتعامل هذا المنهج مع االضطرابات و العصابات الخفيفة أي مع المرضى األقرب إلى السواء و األسوياء األقرب إلى المرض .يحتاج المنهج العالجي إلى مستويات أكثر دقة من التشخيص و فهم أعمق للمشكالت معتمدا في ذلك على النظريات اإلكلينيكية و العالجية .و هو يتطلب وقتا أطول و إمكانيات مادية و معرفية أكثر دقة و أكثر تطورا .لذلك ؛ فهو أكثر تكلفة من المنهجين السابقين . غالبا ما يقوم بتطبيق المنهج العالجي فريقا يتكون من مجموعة من المتخصصين في مجاالت مختلفة؛ (طبيب عام مرشد نفسي .معالج نفسي ،مرشد اجتماعي). المراجع : صالح عتوتة 99( .فيفري .)3131 ,مدخل إلى التوجيه و اإلرشاد النفسي و التبروي .سطيف. عبد العظيم عبد اهلل حمدي .)3191( .مهارات التوجيه و االرشاد .الجيزة :مكتبة اوالد الشيخ للتراث. كاملة الفرخ ،و تيم عبد الجابر .)9111( .مبادء التوجيه و اإلرشاد النفسي .عمان :صفاء للنشر و التوزيع.