You are on page 1of 12

‫التسلطية للدولة ‪ ,‬وهي العالقة التي تسيطر فيها المؤسسات الرسمية علي عمل هذه‬

‫وسيتم في هذا الفصل البحث في عالقة النظام السياسي الليبي‬ ‫التنظيمات وتر‬
‫بنقابة المعلمين التي تعد من أهم النقابات في ليبيا ‪ .‬مستعينين بالمدخل‬
‫الكوربورتاري كإطار للتحليل يمكننا من خالله تغير العالقة بين الدولة والتنظيمات‬
‫النقابية في ليبيا‬

‫اوال ‪ -:‬العمل النقابي في ليبيا ‪.‬‬


‫برزت الحركة النقابية في ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬ويؤرخ لبداية العمل‬
‫النقابي فيها يغترة االدارة البريطانية (‪. )1951 -1942‬التي حلت محل االستعمار‬
‫االيطالي ( ‪ . )1942 -1911‬وكان العمل النقابي في فترة االستعمار االيطالي‬
‫مقتصرا علي االيطاليين فقط ‪ ,‬ولمنع الليبيين من انشاء نقابات خاصة بهم وضعت‬
‫ايطاليا شروط لالنظمام الي النقابة منها انتماء االعضاء الي الحزب الفاشي ‪.‬‬
‫وكتطبيق علمي وضعت هذه الشروط في قانون صدر عام ‪ 1926‬ونص علي انه "‬
‫لكي تعترف الحكومة االيطالية بأي نقابة ‪ ,‬وتتيح لها فرصة العمل النقابي البد من‬
‫توفر شروط معينة ‪,‬منها ‪ ,‬ان يكون اعضاء النقابة من المنتمين الي الحرب‬
‫الفاشي " (‪ )1‬في عام ‪ 1935‬صدر اول تشريع عمالي نشأت الحركة النقابية في‬
‫ليبيا ‪ ,‬إال ان هذا التشريع قد حرم الليبيين من االنتساب الي الجمعيات النقابية‬
‫ويتضح ذلك من نص المادة رقم (‪ )4‬من التشريع المذكور التي تنص علي انه‬
‫" يمكن ان ينتمي الي الجمعيات جميع المواطنين‪ M‬االيطاليين من ذات الجنسين‬
‫المقيمين في ليبيا الذي يبلغ عمرهم اكثر من ثماني عشرة سنة وبشروط ان اغلبية‬
‫مجلس االدارة يتكون من ايطاليين أصليين " (‪)2‬‬

‫وفي عام ‪ 1937‬صدر تشريع اخر نشأت تنظيم طلب وعرض الي اليد العاملة‬
‫وتكوين مكاتب االستخدام في ليبيا ‪ ,‬وهو ايضا صدر بحق االيطاليين وعمل علي‬
‫استبعاد الليبيين ‪.‬‬

‫محمد العزابي ‪ ,‬محمد المير نشأه وتطور الطبقة العاملة في ليبيا‬ ‫‪-1‬‬
‫( دمشق ‪ :‬مطابع دار العلم ‪ ) 1981 ,‬ص ‪26‬‬

‫‪ - 2‬محمد العزابي ‪ ,‬محمد المير ‪ ,‬الحركة العمالية إبان االحتالل االيطالي ‪( ,‬طرابلس ‪ :‬مطابع الثورة العربية ‪,‬‬
‫‪ )1983‬ص ‪134‬‬
‫االمر الذي ادي الي تذمر الليبيين في كل من برقة وطرابلس من سياسة ايطاليا‬
‫العنصرية تجاههم ‪ .‬إال ان هذه السياسة لم تثني الليبيين عن اصرارهم‪ M‬إلنشاء‬
‫منظمات نقابية من اجل الحفاظ علي مصالح العمال وزاد اصرارهم تحت حكم‬
‫االدارة البريطانية لتحقيق هذه الهدف ‪.‬‬
‫وظلت الحركة النقابية الي ما قبل عام (‪ )1951‬شييها بوضعها ايام االحتالل‬
‫االيطالي من حيث عدم االعتراف بتسجيلها كنقابات مرخص لها لمزاولة اعمالها‬
‫غير انها كانت تمارس نشاطها كتجمعات عمالية مهنية او نوادي وليست كنقابات ‪,‬‬
‫مثل نادي العمال في طرابلس الذي تم انشاؤه عام ‪ 1944‬واعتبر اول تنظيم يبحث‬
‫في مصالح الطبقة العمالية ‪ ,‬إال انه هذا النادي ال يمكن اعتباره تنظيما نقابيا ‪ ,‬فقد‬
‫كان الهدف من انشائه مجاراة فئة المعلمين التي كان لها ناد خاص بها (‪) 1‬‬

‫ومن خالل الوثائق والمستندات التي تم العثور عليها أثينت انه قبل عام ‪ 1946‬لم‬
‫تعرف أي حركة نقابية للمعلمين في ليبيا ولكن ما إن بدأ اعداد المعلمين الوطنيين‬
‫في هذه الفترة حتى بدأ التفكير في انشاء هيئة تجمعهم وتدافع عن مصالحهم فنشأت‬
‫في المنطقة الشرقية وتحديدا ( بنغازي ) أول لجنة تحضيرية سعت الي تحقيق‬
‫هدفين (‪)2‬‬

‫انشاء هيئة تضم شمل المعلمين وترعي مصالحهم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الدفاع عن حقوق المعلمين األدبية والمادية ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقد وضع مشروع الئحة للهيئة تهدف الي حماية المعلم من االستغالل سياسيا‬
‫وماديا والرفع من مستواه العلمي وكفاءته المهنية ‪.‬‬
‫عندما علمت السلطات البريطانية بأهداف هذه الهيئة رفضت االعتراف بها ‪,‬‬
‫وبالرغم من ذلك تعددت االجتماعات سرا وعلنا طيلة العام الدراسي‬
‫‪ 1947 /46‬وفي يناير ‪ 1948‬م سعت الهيئة الي حشد جماهير المعلمين‬
‫وهددت السلطات‬

‫(بنغازي‪:‬‬ ‫(‪ ) 1‬المختار الطاهر كرفاع ‪ ,‬الحركة العمالية في ليبيا ‪1969- 1943‬‬
‫مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية ‪) 2000 ,‬‬

‫(‪ )2‬ابراهيم السحاتي اوراق بحثين‬


‫باإلضراب عن العمل ما لم تحقق لهم مطالبهم السابقة اضافة الي تحسين مرتبات‬
‫المعلمين حيث قدمت مذكرة موقعة من قبل المعلمين بهذا الخصوص سلمت الي‬
‫مدير المعارف ( الرائد خورمان ) أعلي سلطة في االدارة العسكرية البريطانية في‬
‫مجال التعليم وقد استجابت االدارة فورا الي الطلب ‪ ,‬وكان ذلك اول نجاح يحققه‬
‫المعلم بفضل هذا النجاح ازدادت ثقة المعلم في ثقة وفي قدراته وجعلته يلمس فوائد‬
‫االتحاد والتضامن والتكتل ‪ ,‬ودفعته الي التعرف علي زمالئه في المهنة ومناقشة‬
‫مشاكلهم والعمل علي وضع الحلول لها ‪ ,‬كما طرح هذا النجاح وبشكل قوي فكرة‬
‫ابراز رابطة للمعلمين من دنيا االفكار الي دنيا الواقع والعمل ‪.‬‬
‫ولكن الفرحه بالنجاح الذي حققه المعلم في ليبيا فترة حكم االدارة البريطانية لم يدم‬
‫طويال ‪ ,‬الن الحكومة البريطانية عملت علي معاقبة كل من وقع علي مذكرة‬
‫المطالب من المعلمين وتم تشريدهم الي اماكن بعيدة عن مكان سكنهم فيما تم‬
‫مكافأة المعلمين الذي لم يوقعوا علي تلك المذكرة بترقيتهم الي مناصب ادارية في‬
‫" نظارات " المدارس ( مدراء مدارس ) ونقل البعض االخر الي العمل في‬
‫االدارة (‪)1‬‬

‫هذا فيما يتعلق بالجهود التي بذلها المعلم في المنطقة الشرقية اما فيما يخص‬
‫المنطقة الغربية فانه وفي فترة حكم االدارة البريطانية قامت حركة مماثلة في‬
‫طرابلس نجحت هي ايضا في القيام بالعديد من االضرابات والتحركات أدت الي‬
‫قيام رابطة المعلمين في طرابلس ‪ ,‬هذا ما اكدته وثيقة تم العثور عليها لدي ابراهيم‬
‫السحاتي موجهة من معلمين مدينة طرابلس الي رئيس االدارة العسكرية البريطانية‬
‫في ذلك الوقت الجنرال " بالكلي "‬
‫اما في سبها وما حولها فلن يعثر علي دليل مشابهة عن أي حركة نقابية بين‬
‫معلمين تلك المنطقة في هذه الفترة ‪.‬‬
‫وتحديد االشارة الي ان االدارة البريطانية قد اصدرت عام ‪ 1951‬مجموعة من‬
‫التشريعات العمالية في كل من برقة وطرابلس وكان من اهم هذه التشريعات‬
‫القانون النقابات رقم ( ‪) 25‬‬

‫( ‪ )1‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫اما ‪ 1951‬الخاص ببرقة وقانون النقابات رقم (‪ )6‬لعام ‪ 1951‬الخاص بطرابلس‬
‫أال ان كال القانونين عمل على تكبيل النقابات بقيود كثيرة ‪ ,‬وذلك بإعطاء‬
‫صالحيات للسلطة بأن تعطل تسجيل النقابة او الغاء تسجيلها اذا كان هناك خطر‬
‫يهدد االمن والنظام او اشتراك النقابة في االمور السياسية وهكذا اتسمت فترة‬
‫االدارة البريطانية بتكبيل الحركة النقابة تقييدها خوفا من حوض النقابات في‬
‫االمور السياسية وفي عام ‪ 1951‬نالت ليبيا استقاللها وتم اعالن المملكة الليبية‬
‫المتحدة بزعامة الملك ادريس السنوسيى ‪ .‬فكيف تعامل النظام الملكي مع‬
‫التنظيمات النقابية ؟‬
‫وهل استطاع المعلمون تأسيس نقابة خاصة بهم في ظل هذا النظام ؟‬
‫فترة النظام الملكي وتمتد من ‪ 1951‬الي ‪ 1969‬م بعد حصول ليبيا على‬
‫استقاللها سنت الحكومة الملكية قانون للعمل عام ‪ , 1957‬الفت بموجبة جميع‬
‫التشريعات العمالية السابقة في واليتي برقة وطرابلس وتضمن هذا القانون حق‬
‫تشكيل النقابات وتنظيم اجراءات العمل والتأسيس لجميع الفئات ‪.‬‬
‫ويعتبر هذا القانون اول تشريع عمالي له صفة العمومية ‪ ,‬وذلك لتطبيقه على جميع‬
‫اتحاد ليبيا (‪ )1‬أال ان الحكومة عملت على عرقلة انشاء تنظيم نقابي موحد‬
‫ألضعاف هذه النقابات والحيلولة دون ظهور حركة اجتماعية مناوئة للنظام الملكي‬
‫(‪ )2‬لهذا امتاز النشاط النقابي في تلك الفترة بالتعدد والنقسام وعدم رضا الحكومة‬
‫التي لم تترد في ممارسة الضغط المباشر ‪ ,‬وغير المباشر على النشاط النقابي‬
‫لمحاولة تجزئة الحركة ‪ ,‬أال ان النقابات واصلت نشاطها وتضالها من اجل تحقيق‬
‫اهدافها ‪.‬‬

‫المملكة الليبية المتحدة ‪ ,‬نظارة العدل ‪ ,‬الجريدة الرسمية ‪ ,‬العدد (‪ 1958 )4‬م ‪ ,‬ص ‪28‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫فوزي احمد و اخرون النظم السياسية العربية المعاصرة ‪ ( ,‬المركز العالمي لدراسات واي الكتاب االخضر ‪,‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الجزء الثاني ‪ ,‬طرابلس ‪ ) 1426 ,‬ص ‪353‬‬
‫لم يكن العمال هم الشريحة الوحيدة التي كانت تسعى الى ايجاد تنظيم لخدمة‬
‫مصالحها فقد كان هناك ايضا المهندسون والمحامون والمعلمون‪)1( M‬‬

‫حيت اكد ابراهيم السحاتي في لقاء مع الباحثة بأن المعلمين قد حاولوا باصرار‬
‫ونضال كبيرين على تكوين نقابة لهم تراعى مصالحهم وتحافظ على كيانهم ‪ ,‬ذكر‬
‫ان من ابرز الشخصيات التي ناضلت لتكوين هذه النقابة طالب الرويعى الذي قاد‬
‫أول تجمع لصفوف المعلمين عام ‪ 1956‬م وعملت السلطات على القضاء على‬
‫هذا التجمع بعزله عن القاعدة العريضة للمعلمين ولم تكتف السلطات بذلك بل‬
‫تمادت في محاربتها لهذا التجمع ‪ ,‬فحرمت المعلمين من حقهم النقابي مما دفعهم‬
‫الي الخروج بقضيتهم من المستوي المحلي الى المستوى العالمي ولجئوا الي‬
‫منظمة العمل الدولية التابعة لهيئة األمم المتحدة ولكن كل جهودهم سواء ما كأنه‬
‫منه علي المستوى المحلي أو المستوى العالمي باءت بالفشل (‪) 2‬‬

‫وفي عام ‪ 1963‬صدر بيان المعلمين الذي نشر في شهر مايو من نفس السنة وتم‬
‫تقديم نسخة منه الي السلطات والبيان يوضح مدى تدهور وضع التعليم والمعلمين‬
‫في ليبيا ويطلب من ادارة المعارف االهتمام والبحث من مظاهر هذا التدهور‬
‫ومحاولة معالجة المشاكل التي تواجه التعليم والمعلمين و اصالحها ‪ ,‬أال ان‬
‫الحكومة لم تهتم بهذا البيان مما دعا المعلمين الي اقامة مؤتمر لهم انعقد في مدينة‬
‫بنغازي يوم الجمعة الموافق ‪ 7‬أغسطس ‪ 1964‬م وضمت اللجنة التحضيرية لهذا‬
‫المؤتمر بالشق الشرقي كل من طالب الرويعي ‪ ,‬ابوبكر الهوني ‪ ,‬رجب حمد‬
‫بيانكو عبد الخالق عوض البرعصي ‪ ,‬عمر محمد المكاوي ‪ ,‬خليفة العيساوي عمر‬
‫ديوب ‪ ,‬عياد محمد العرفي ‪ ,‬طاهر ارحومة بن حلول ‪ ,‬عبد هللا نتفه خليفة مفتاح‬
‫حسين ‪ ,‬محمد ابراهيم الدرسي ‪ ,‬عبد الوهاب العيساوي سالم قرقوم ‪ ,‬منصور‬
‫خويدم هللا‬

‫محمد زاهي المغيربي‬ ‫‪.1‬‬


‫لقاء ابراهيم السحاتي يوم الخميس ‪ 2012 \ 7 \ 5‬م‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 2‬اورات كفيه مرجع سبف ذكره‬

‫وتم في هذا المؤتمر با يعاده مطالبهم المذكورة في البيان للعام ‪ 1963‬م وقد‬
‫نصت المادة الخامسة من هذا البيان على " منح المدرسين حقهم في تأسيس‬
‫نقابة تضم شملهم وترعي مصالحهم االجتماعية والثقافية اسوه بما هو معمول‬
‫به في جميع انحاء العالم " (‪)1‬‬
‫استمر نشاط المعلمين واجتماعاتهم بصورة سرية خوفا من السلطات وذكر عبد‬
‫السالم علي العمامي وهو معلم ونقابي عاصر تلك الفترة (‪)1‬‬
‫بأن هذه االجتماعات كانت تتم في منزل المرحوم فرج الهوني ونظرا لزيادة‬
‫اعداد المعلمين المطالبين بانشاء نقابه لهم ونظرا لضيق المكان المخصص‬
‫لالجتماعات تقرير تكوين لجنة سميت ( بلجنة المطالبة بحقوق المعلمين ) حيث‬
‫يقوم كل عضو باالتصال بمجموعة مندوبين على مستوى ليبيا ككل وهذا يدل‬
‫على وجود تواصل مابين معلمي المنطقة الشرقية ومعلمي المنطقة الغربية‬
‫ومن بين اعضاء تلك اللجنة ‪.‬‬
‫االستاذ فرج الهوني ‪ ,‬عبد القادر الكبير ‪ ,‬عبد السالم العمامي ‪ ,‬ابراهيم‬
‫السحاتي ‪ ,‬حسن القويضي ‪ ,‬سالم اليرناوي ‪ ,‬ميلود منصور ‪ ,‬محمد خليل ‪,‬‬
‫صالح القميري ‪ ,‬محمد بن سعود ‪ ,‬مصطفى الصاوي ‪ ,‬وعمر سعد نجم ‪.‬‬
‫وتكونت هذه اللجنة لتحقيق اهداف اتفق عليها كافة المعلمين في ليبيا وهي‬
‫‪ -1‬توحيد كلمة المعلمين ‪.‬‬
‫‪ -2‬االتصال بالمسؤولين لمناقشة المناهج ونصاب الحصص والوعاء الزمني‬
‫وظروف المعلمين والمطالبة برفع مرتباتهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬عيادة المرض من المعلمين ومواساة من عندهم حالت وفاه ومساعدتهم‬
‫ماديا حسب االستطاعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬المطالبة بعالج مرض المعلمين في الخارج ‪.‬‬
‫‪ -5‬الهدف الرئسي كان المطالبة بأنشاء نقابة للمعلمين ‪.‬‬
‫‪ – 1‬المؤتمر االول للمعلمين للعام ‪ 1964‬المنعقد بمدينة بنغازي يوم الجمعة ‪ 7‬اغسطس ‪1964‬‬

‫ذكر ابراهيم السحاتي ان اللجنة تكبدت الكثير من المعاناة في سبيل تحقيق هذه‬
‫االهداف وكاد ان يتحقق حلم المعلمين بتكوين النقابة سنة ‪ 1968‬لوال اتهام بعض‬
‫اعضاء اللجنة بأنتمائهم الى الحزب القوميين العرب (‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫ولكن في نفس الوقت نجحت اللجنة في تحقيق بعض االهداف من بينها‬
‫النجاح في رفع مرتبات المعلمين من تسعة دنانير الى ستة عشر دينار ثم الى‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 30‬د ‪ .‬ل‬
‫اخراج بعض اعضاء اللجنة من التوقيف والحبس خاصة بأنهم سجنوا وهم‬ ‫‪-2‬‬
‫يعملون لصالح المعلمين ( وعملوا علي اخراجهم باستعمال التهديد باإلضراب‬
‫و احيانا باإلضراب )‬
‫اعداد قانون لنقابة المعلمين‬ ‫‪-3‬‬
‫ارجاع االستاذ محمد قنوش عند نفيه ونقلة التعسفي الى الكفرة بعد ‪ 72‬سنة من‬ ‫‪-4‬‬
‫نفيه الش اإل انه واجهه وزير التعليم وطالبة باالهتمام بالمعلمين ‪.‬‬
‫ارسال بعض المرض للعالج بالخارج ومنهم االستاذ أحمد السليني ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وفيما يتعلق بالمورد المالي لهذه اللجنة فأنها كانت تدار بامكانيات بسيطة جدا‬
‫وكانت مساهمات المعلمين في صندوق اللجنة تقدر بربع دينار عن كل معلم ولم‬
‫يكن احد من المعلمين يملك سيارة اال سيارة الفولكس‪ M‬لفرج الهوني التي تتنقل‬
‫داخل مدينة بنغازي فقط (‪)3‬‬

‫ابراهيم السحاتي مرجع سبق ذكره‬ ‫(‪)1‬‬


‫عبد السالم العمامي مرجع سبق ذكره‬ ‫(‪)2‬‬
‫لقاء ابراهيم السحاتي مرجع سبق ذكره‬ ‫(‪)3‬‬
‫بالرغم من هذه الظروف الصعبة التي مر بها المعلمين في تلك الفترة اال انها لم‬
‫تثنهم عن اصرارهم‪ M‬عزمه على تحقيق هدفهم الرئيسي وهو اقامة نقابة للمعلمين‬
‫في ليبيا اسوه بما هو معمول به في جميع انحاء العالم اال ان هذا الهدف لم يتحقق‬
‫كما اراد المعلمين "بالرغم من ان اللجنة قد خاطبت كل من المجلس التشريعي‬
‫ومجلس النواب وجميع الجهاه المسئولة نشأت السماح لهم بتكوين النقابة اال ان‬
‫الحكومة رفضت ذلك وبشدة " (‪)1‬‬
‫ونتيجة الصرار المعلمين اتفقوا على تأسيس نقابة لهم بدون اخد الموافقة من‬
‫الحكومة وبالفعل ذكر ابراهيم السحاتي وقال اجتمعت اللجنة في بنغازي وقامت‬
‫بوضع مسودة قانون لنقابة المعلمين سميت ( باتحاد المعلمين في ليبيا ) و قرراو ان‬
‫يكون هناك اجتماع اخر يضم ‪ 5‬أعضاء من كل بلدية على ان يعقد في مدينة‬
‫بنغازي وكان المقرر انعقاده يوم نوفمبر ‪ 1970‬اال ان انقالب ‪ 1969‬م أخر من‬
‫موعد االجتماع وتم ايقاف العمل لفترة وجيزة (‪)2‬‬
‫هكذا اتسمت فترة النظام الملكي بأضعاف التنظيمات النقابة وذلك بتجزئتها والحيلولة‬
‫دون اقامة تنظيم نقابي موحد يضم كافة النقابات العمالية الموجودة في تلك الفترة‬
‫الى جانب انها حاربت المعلمين ومنعتهم من ممارسة حق من حقوقهم الطبيعية‬
‫وهو أنشاء نقابة لهم تراعى مصالحهم وتدافع عن حقوقهم حدث ذلك نتيجة لتخوف‬
‫النظام الملكي من نشؤ كتلة مضادة لسياسات الداخلية والخارجية اتضح ذلك بعد‬
‫احداث ‪ 14 - 13‬يناير خالل الحرب العربية االسرائيلية ‪ 1967‬م‬
‫في اول سنتمر عام ‪ 1969‬م حدث االنقالب العسكري في ليبيا الذي اطاح بالنظام‬
‫الملكي ‪ .‬فكيف تعامل النظام الجديد مع التنظيمات النقابية الموجودة ؟ ومع شريحة‬
‫واعية مثقفة من شرائح المجتمع اال وهي شريحة المعلمين‬
‫وهل تحقق حلم المعلمين بخصوص انشاء نقابة لهم في ظل هذا النظام ؟‬
‫ابراهيم السحاتي اوراق بحث‬ ‫‪-1‬‬
‫فترة قيام الجمهورية العربية الليبية من ‪ 1969‬م الى ‪ 1977‬م‬
‫اثر انقالب ‪ 1969‬م عمل النظام الجديد مباشرة علي الغاء جميع النقابات‬
‫العمالية والمهنية التي كانت قائمة في تلك الفترة ‪ ,‬واستبدلها بلجنة مكونة من‬
‫(‪ ) 21‬عضوا من القيادات النقابية عرفت بلجنة الواحد و العشرين وذلك للبحث‬
‫في اوضاع هذه النقابات ‪ ,‬وتنظيم العمل النقابي بما تتماشى مع توجه النظام‬
‫السياسي الجديد (‪ )1‬الذي عمل على توحيد النقابات العمالية تحت اتحاد عرف‬
‫( باتحاد العمال ) االمر الذي يوضح نظرة هذا النظام لطبيعة التفاعل بين‬
‫النقابات العمالية والمهنية وبين الدول ‪ .‬حيث تغيرت العالقة بين هذه النقابات‬
‫وبين الدول تغيرا جذريا وفقدت النقابات استقالليتها تجاه الدولة تدريجيا ‪ ,‬ويعتبر‬
‫قانون العمل رقم ( ‪ ) 58‬الصادر عام ‪ 1970‬م أول محاولة من النظام لتكبيل‬
‫الحركة النقابية في ليبيا وتحديد عالقتها بالدولة ‪.‬‬
‫في تلك االثناء اتفق المعلمون علي تحديد نشاطهم النقابي وذلك بتوزيع مذكرة‬
‫نقابية علي كل مدارسي الموجودة في بنغازي الختيار مندوب عن كل مدرسة‬
‫وتم اجتماع المندوبين في مدرسة " شهداء يناير " واستمر االجتماع لمدة يومين‬
‫متواصلين نتج عنه كتابة مذكرة تم توزيعها على جميع المعلمين تحت اسم‬
‫" توعية نقابية " وتم تكليف أربعة اعضاء من الحاضرين باالتصال بالسلطات‬
‫وبجميع المدارسي الموجودة انذاك (‪) 2‬‬
‫ونتيجة لتخوف النظام الجديد من تجمع المعلمين بأن يتحول الى تجمع حزبي ‪,‬‬
‫تمت مداهمة المدرسة المذكورة من قبل الشرطة و اعضاء من مجلس قيادة‬
‫الثورة ‪ ,‬لالستفسار عما يدور داخل االجتماع وتم أخذ جميع المذكرات‬
‫والمستندات الموجودة لدى المعلمين وتم نقلها الى مركز " مجلس قيادة الثورة "‬
‫ومنها الى " بشير هوادي " المسئول عن التنظيم السياسي في ليبيا في تلك الفترة‬
‫وفي نفس الوقت هو وزير للتعليم وذكر ابراهيم السحاتي انه بعد مرور شهر رد‬
‫عليهم "بشير هوادي " بأن ينتخب المعلمون اثنين من كل محافظة وبعد‬
‫( ‪ )1‬رجاء الدرسي ص ‪214‬‬
‫( ‪ ) 2‬ابراهيم السحاتي لقاء مرجع سبق ذكره‬

‫االنتخاب يكون اجتماعهم في طرابلس ‪ ,‬وعن محافظة بنغازي تم انتحاب كل‬


‫من ابراهيم السحاتي ورجب المشيطي اضاف السحاتي عند وصولنا الى‬
‫طرابلس وجدنا " بشير هوادي " قد شكل لجنة برئاسته للنظر في مطالب‬
‫المعلمين وبعد االجتماع تمت الموافقة على جميع طلبات المعلمين والتي كان‬
‫أهمها هو انشاء نقابة للمعلمين تراعي مصالحهم وتمت الموافقة ايضا على‬
‫قانون ‪ 48‬لسنة ‪ 1972‬م ‪.‬‬
‫ولكن فرحة المعلمين بأ نشاء النقابة وبصدور القانون الخاص بها لم تكتمل الن‬
‫النظام عمل علي االلتفاف حول كافة النقابات في لكي يستطيع السيطرة عليها‬
‫من خالل فتح العضوية ‪ .‬لجميع النقابات العمالية والمهنية في االتحاد االشتراكي‬
‫العربي عام ‪ 1971‬م و اصبح حضورا عليها بموجب هذه العضوية ممارسة أي‬
‫نشاط سياسي خارج اطار النظام وبذلك اصبحت النقابات جزءا من هيكلية‬
‫النظام السياسي والسلطة وتعتبر هذه المحاولة الثانية لتمديد العالقة بين النقابات‬
‫والدولة في ليبيا في تلك الفترة ‪.‬‬
‫قانون (‪ ) 48‬لسنة ‪ 1972‬الخاص بأ نشاء نقابة للمعلمين في ليبيا ‪.‬‬
‫ادى اصرار‪ M‬المعلمين وعزمهم الدؤوب الى الحصول على موافقة السلطات بأ‬
‫نشاء أول نقابة للمعلمين في ليبيا وذلك بموجب قانون رقم (‪ ) 48‬لعام ‪1972‬‬
‫م ‪ ,‬الذي وصفة مجموعة من لجنة ممثلة لقواعد المعلمين العريضة في كافة‬
‫المحافظات وأدخلت علية ما ثراى لها من وجهات نظر بحيث تمت فيه مراعاة‬
‫مصلحة المعلم بالدرجة االولى ‪.‬‬
‫أال ان النظام قد تدخل و اضاف بعض النقاط التي من خاللها قيد بها عمل النقابة‬
‫جعلها تابعة له حتى ال تتمكن من تحقيق دورها بفعالية وحرية وعدم منحها‬
‫الفرصة ليكون لها راي محالف الى ما يطرحه النظام ‪.‬‬
‫الوضعية القانونية ‪-:‬‬
‫ان ما تضمنته احدى فقرات المادة الثانية من القانون المذكور التي عكست عالقة‬
‫الدولة بنقابة المعلمين حدد فيها المشروع أهم اهداف النقابة في " ارتياد العمل‬
‫القومي كطليعة من طالئع المثقفين الثوريين أصحاب مصلحة حقيقية في ثورة‬

‫الفاتح يعملون على تعميق مفاهيمها ‪ ,‬و تعيئة الموطنين لقضاياهم القومية و‬
‫االنسانية " (‪) 1‬‬
‫وفي المادة الثالثة اعطيت للنقابة الحرية من اجل التعاون مع منظمات المعلمين‬
‫في الدول العربية واإلسالمية الى جانب السماح لها بتنظيم اللقاءات والندوات‬
‫التي تعني بالقضايا التربوية خاصة وبقضايا المجتمع عامة و اصدار‬
‫المطبوعات والدوريات التربوية والمجالت التي تعني بالعلم والتعليم أال ان‬
‫المشروع اشترط في نفس الوقت على النقابة من اجل تحقيق هذه االمور‬
‫" التعاون الوثيق مع وزارة التعليم والتربية في اطار المخطط العام للتعليم الذي‬
‫ترسمه االجهزة المختصة بالدولة " ‪.‬‬
‫وذلك في نهاية المادة السابقة ونالحظ هنا هيمنة الدولة على عمل النقابة بجعلها‬
‫ال تخرج عن االطار الذي ترسمه لها االجهزة الرسمية للدولة ‪.‬‬
‫وفي اللقاء مع ابراهيم السحاتي والذي يعتبر اول نقيب للمعلمين في ليبيا وتم‬
‫انتخابه‬
0

You might also like