You are on page 1of 14

‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫المقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل وكفى‪ ،‬والصالة والسالم على النبي المصطفى‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫" عندما استثارني‬


‫" اخترت الكتابة عن هذا الموضوع‬
‫" أزمة األدب المقارن‪ ،‬وقد‬
‫فهذا تقرير يتناول موضوع‬
‫" حبي للكشف عن مواطن األزمات والرغبة في‬
‫مفهوم أزمة األدب المقارن في إحدى المطالعات‪ ،‬فدفعني‬
‫فهم أسبابها والحلول التي تقدم لها‪ ،‬دفعني ذلك إلى تقصي أبعاد الموضوع وإضافة شيء من مفاهيمه إلى‬
‫" شيقة‬
‫المخزون الثقافي حول األدب المقارن‪ ،‬الذي يحمل في ذاته روح المتعة لما يقدمه من موضوعات‬
‫" وتستشرف المستقبل‪.‬‬
‫تربط الحاضر بالماضي‬
‫" يوسف بكار‪،‬‬
‫وقد عدت أثناء إعداد التقرير إلى عدة مراجع لعل من أهمها‪ :‬األدب المقارن للدكتور‬
‫" األدب المقارن عربيًا وعالميًا للدكتور حسام الخطيب‪،‬‬
‫واألدب المقارن للدكتور محمد غنيمي هالل‪ ،‬وآفاق‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وإن كان قد تعذر علي الحصول على أهم ما كتب في أزمة األدب المقارن وهو ترجمة سعيد علوش‬
‫لمقالة رينيه ويلك "أزمة األدب المقارن" وترجمة محمد الخزعلي لـ" أزمة األدب المقارن" إال أنني‬
‫اطلعت على ما كتب من تلخيصات حول هذين المُتَرْجَمَيْن في كتب األدب المقارن المتنوعة‪ ،‬وأهمها كتاب‬
‫" من محتواه‬
‫الدكتور بكار‪ ،‬وإن كان االطالع على المصدر هو األفضل إال أنني أرجو أن ال يكون قد فاتني‬
‫الكثير‪.‬‬
‫وأخيرًا أتنمى أن أكون قد وفقت في إعدادي لهذا التقرير وأن يحقق الفائدة المرجوة منه‪ ،‬ويفيد منه كل‬
‫" إلى كل محب للعلم والتعلم‪.‬‬
‫من يطلع عليه‪ .‬وأحب أن أهدي هذا العمل المتواضع‬

‫”والحمد هلل رب العالمين”‬

‫كتبه‪/‬‬
‫عبدالكريم عبدالقادر اعقيالن‬
‫عمان‪ -‬األردن‬

‫‪1‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫‪ ‬تـمـهـيـد‪:‬‬
‫" بارز في ماينتجه األديب من‬
‫لقد كانت حياة اإلنسان بجميع أشكالها‪ :‬العقلية والشعورية‪ ،‬ذات حضور‬
‫نثر أو شعر‪ .‬حتى قيل‪ :‬األدب مرآة كل أمة‪.‬‬

‫وفي موجات الدرس األدبي‪ ،‬التي تناولَتْ مادتَه عند مختلف األمم والشعوب‪ ،‬اهتم الدارسون بجميع‬
‫"‬
‫" لخصائص األدب الذي يتبع أمة بعينها‪ ،‬مبرزين المالمح واألشكال‬
‫اآلداب كل على حدة‪ .‬فتعرضوا‬
‫" والمنهج‬
‫" ذلك‪ ،‬بحسب المناهج التي عُرفت في الدراسة األدبية‪ ،‬كالمنهج التاريخي‬
‫والرواد‪ ،‬ونحو‬
‫االجتماعي‪ ،‬أو كتلك التي جدّت في دراسة األدب من خالل النص نفسه‪ ،‬كالبنيوية والسيميائية‪.‬‬
‫" والمقابالت بين آداب أبناء‬
‫" عقد الموازنات‬
‫" عمل الدراسين عند هذا الحد‪ ،‬بل شملت دراستهم‬
‫ولم يتوقف‬
‫أمة واحدة‪ ،‬وكذلك آداب أمم أخرى‪.‬‬
‫وأمام هذا التوجه الدراسي لألدب‪ ،‬أثيرت في حينه بعض التساؤالت عن جدوى تقسيم عصور األدب‬
‫العربي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬هذا التقسيم المرتبط بأحداث سياسية‪ ،‬عاشتها األرض العربية‪ ،‬بالرغم من أن‬
‫بعض هذة التقسيمات قد اختلف في تحديده‪ ،‬كما هو الحال مع العصور العباسية‪.‬‬

‫وقد كان التعليل لذلك التقسيم‪ ،‬هو في أن األحداث السياسية بما جلبته من تغييرات جذرية في أنظمة‬
‫الحكم‪ ،‬وما انعكس بعد ذلك على الحياة العقلية واالجتماعية للشعوب‪ ،‬قد أثر في نتاجهم األدبي وميز‬
‫(‪)1‬‬
‫عصرًا عما سبقه من عصور‪.‬‬
‫"‬
‫" ال تقف على حدود جامدة ال تقبل التطور أو التجديد‪ .‬فالذوق‬
‫" كانت الدراسة األدبية بطبيعتها‬
‫هذا وقد‬
‫والتركيبة العقلية والثقافة‪ ،‬تلعب دورًا مهمًا لدى الدارس األدبي‪ .‬فما فتئت التجديدات في الدراسة األدبية‬
‫تظهر بين حين وآخر‪ .‬وقد بدا ذلك واضحًا في تطور المناهج النقدية منذ نشأتها وحتى اللحظة‪.‬‬
‫ومع كل ذلك التطور‪ ،‬فإنني أرى أن كل ما تم طرحه في الدراسة األدبية لم يأت بخلق جديد‪ ،‬أي‪ :‬لم‬
‫يغير من مادة النص األصلي األولى‪ .‬فمادة األدب هي في متناول اليد‪ ،‬وال يلزم سوى إمعان الفكر في‬
‫دراستها‪ .‬وما الجديد إال في الطريقة التي يُنظر بها إلى هذة المادة األدبية‪ .‬فالنص‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬قد‬
‫" من دارس على المنهج التاريخي‪ ،‬وقرئ من دارس آخر بنيويًا‪ ،‬وهذا‪ ،‬مع تجديده في‬
‫كُتب‪ ،‬ولكن قُرئ‬
‫الطريقة‪ ،‬إال أن النص األدبي هو حق محفوظ في أصله لم يتغير‪.‬‬

‫‪ )(1‬شوقي ضيف‪ :‬العصر الجاهلي‪ :‬ص‪.15 -14‬‬

‫‪2‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫" قد اختلف عما كان ينظر إليه في‬


‫وعودًا إلى موضوع أثر السياسة في الدراسة األدبية‪ ،‬فإن تأثيرها‬
‫" غير المباشر على القرائح والعقول‪ ،‬جاءت النظم السياسية لتوجه طريقة التعامل مع‬
‫السابق‪ .‬فبعد تأثيرها‬
‫"‬
‫النتاج األدبي‪ ،‬وإلى أي هدف يكون السعي في الدراسة األدبية‪ .‬وما من شك في أن التدخل السياسي‬
‫المباشر‪ ،‬في أي مجال‪ ،‬سيصحبه صراع وأزمات‪ ،‬خاصة وأن الساحة السياسية مألى بالصراعات‪ ،‬وهي‬
‫" وتتغير أشكالها من حين إلى حين‪.‬‬
‫قائمة وتتجدد‬
‫وفي الساحة األدبية أجد نوعية الدراسة األدبية قد جدت من خالل ثالثة عناصر‪:‬‬
‫مادة الدراسة األدبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫طريقة الدراسة األدبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الغاية من الدراسة األدبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وكل هذة العناصر‪ ،‬كانت تحت نظر السياسة وروادها‪ .‬فكانت النظرة الخاصة بكل قومية‪ ،‬أو بكل دولة‪،‬‬
‫" إلى ما يرفع من قدرها ويلمح إلى تاريخ مجيد ألبنائها دون غيرها‪.‬‬
‫توجه هذة العناصر‬
‫" فال تقف عند‬
‫" حدودها وتتوسع‪،‬‬
‫وأمام هذا الصراع لم يكن مستغربًا أن تُفتعل أزمة‪ ،‬أو أن تنشأ‪ ،‬وتمتد‬
‫حدود المصطلح‪ ،‬بل تتعدى إلى مادة الدراسة‪ ،‬ثم الطريقة في الدراسة‪ ،‬والهدف من الدراسة‪.‬‬
‫أزمة األدب المقارن‪ ،‬مصطلح يعكس في نشأته الصراع الدَّولي للسيطرة‪ ،‬ال على االقتصاد‪ ،‬أو‬
‫األرض‪ ،‬فحسب‪ ،‬وإنما هو توجه يسعى إلى بسط النفوذ العقلي الذي يستمد قوته من تاريخ سابق‪ ،‬كانت‬
‫أمجاد أمة ما قد بذرت ما نجد ثماره اآلن في أدب تلك األمة وتلك األمة‪ ،‬إظهارًا لفضل أمة على أمة‬
‫آخرى‪.‬‬
‫ـ أزمة األدب المقارن؟‬
‫ما مفهوم‬
‫وكيف نشأت هذة األزمة؟‬
‫وما هي صورها؟‬
‫وكيف عولجت؟‬
‫وهل إلى سبيل للخروج منها؟‬
‫هذة األسئلة وغيرها أحاول اإلجابة عنها في ثنايا هذا التقرير‪.‬‬

‫*****‬

‫‪3‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫‪ ‬مـفـهـوم أزمـة األدب الـمقـارن‪:‬‬


‫تشير المعاجم اللغوية في معنى األزمة إلى عدة أمور‪ ،‬منها‪ :‬الجدب والمحل واأللم واإلغالق‪ ،‬كما‬
‫(‪)1‬‬
‫" الشيء من الشيء بشدة والتفات‪.‬‬
‫تتضمن معنى الضيق وتداني‬
‫"‬
‫" هذا الوافد‬
‫" في تعامل أطراف‬
‫فكأن إضافة هذة المعاني إلى األدب المقارن توحي بمقدار الجفاف والضيق‬
‫"‬
‫الجديد‪ ،‬في صورة تتناقض مع الغاية التي كان أساس التوجه نحوها في نشأة األدب المقارن‪ ،‬بالمفهوم‬
‫العام‪ ،‬وهي الكشف عن عالمية وإنسانية األدب‪ ،‬في إشارة إلى وحدة البشرية في إطار الحياة العام‪ ،‬بما‬
‫(‪)2‬‬
‫فيها من حياة عقلية وشعورية‪.‬‬
‫" يسعى‬
‫لذلك تحول مسار األدب المقارن عن هذا الهدف‪ ،‬منذ اللحظة األولى لنشأته؛ ما جعل كل طرف‬
‫" خاص يدرس فيه مواد األدب المقارن‪ .‬فكانت االختالفات في هذا الطرح قد تعددت‬
‫إلى إيجاد طريق‬
‫وتنوعت‪ ،‬حتى شملت كل مسألة في ميدان األدب المقارن‪ .‬واصطلح على تسمية هذة االختالفات بِـ‪:‬‬
‫أزمة األدب المقارن‪ ،‬أو معضلة األدب المقارن‪.‬‬

‫‪ ‬نـشـوء أزمـة األدب الـمـقـارن‪:‬‬


‫يمكن القول إن نشأة األزمة قد بدأت منذ اللحظة التي نشأ فيها األدب المقارن نفسه‪ ،‬بمفاهيمه‪ ،‬ومناهجه‪،‬‬
‫وقضاياه‪ .‬وإن كنت أرى أن القضايا األدبية التي يتناولها األدب المقارن ليست هي المسبب الحقيقي‬
‫" الملتوي والمعقد‪.‬‬
‫" هو الذي أدى إلى هذا الطريق‬
‫لألزمة‪ ،‬بقدر ما كان العامل السياسي‬
‫" والتأثر‪ ،‬نشوء األدب المقارن كعلم أو‬
‫" المتعلقة بمفاهيم األدب المقارن‪ ،‬كالتأثير‬
‫فقد سبقت الظواهر‬
‫نظرية أو ميدان مستقل له أسس ومعايير في إصدار األحكام‪ ،‬أو مناهج للبحث والدراسة‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حدوث التأثيرمن أدب اليونان في أدب الرومان‪.‬‬
‫وقد كان مسار هذا التأثير في إطار سعي األمم في غيرتها على أدبها القومي‪ ،‬نحو االرتقاء به‪ ،‬من‬
‫" األدب؛ ولذلك لم يكن العامل‬
‫خالل محاكاة اآلداب القديمة‪ ،‬التي يُنظر إليها بعلو الشأن في مضمار‬
‫السياسي في هذة الفترة حاجزًا يمنع من االستفادة من آداب األمم األخرى‪.‬‬
‫" اليونان أمام روما عام ‪146‬ق‪.‬م‪ ،.‬ما لبث أن جعل روما تابعة لليونان ثقافيًا وأدبيًا‪ ،‬وكانت‬
‫فانهزام‬
‫(‪)4‬‬
‫محاكاة الرومانيين لليونانيين ملحوظة من مؤرخي األدب والفكر‪.‬‬

‫‪ )(1‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬لسان العرب‪ :‬مادة أزم‪ :‬قرص ‪ :CD‬الموسوعة الشعرية‪ :‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪ )(2‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪.8‬‬

‫‪ )(3‬محمد غنيمي هالل‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪.21-20‬‬

‫‪ )(4‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫وما حصل فيما بعد تطور مسيرة الدراسات األدبية‪ ،‬ونشوء األدب المقارن‪ ،‬كان مؤججًا للصراعات‬
‫" األمم إلى تمايزها عن غيرها‪ .‬حيث يؤدي هذا التوجه إلى شيء من‬
‫وإيجاد نقاط االختالف‪ ،‬وسعي‬
‫" نفسها‪ .‬باإلضافة‬
‫االزدراء واالحتقار لألمم األخرى المتنافسة‪ .‬وهذا التوجه غير مقبول من كل أمة تحترم‬
‫إلى أنه يكشف زيف حضارة قد تكون أمة ادعته لنفسها دون غيرها‪.‬‬
‫" بوصفهما كيانين سياسيين‪ ،‬على أشده في جميع المجاالت‪ .‬وكان‬
‫لقد كان التنافس بين فرنسا وأمريكا‪،‬‬
‫التنافس الثقافي عنصرًا مهمًا يمهد الكثير أمام القوة العسكرية وحتى النشاط االقتصادي؛ لذلك لم تقف‬
‫أمريكا مكتوفة األيدي أمام الدعوة الفرنسية إلى جعل باريس عاصمة الثقافة األوروبية(‪ .)1‬بل رأت في ذلك‬
‫تهديدًا جديدًا يكرس ما كانت تعاني منه سابقًا من احتالل إنجليزي‪ ،‬مما يعمق التأثير األوروبي‪ ،‬ذو الثقافة‬
‫العريقة المتقاربة أمام كيان أمريكا المتعدد األعراق‪ ،‬وحديث االستقالل‪.‬‬
‫" هو الوحيد في تفعيل األزمة وتشعبها‪ .‬بل يضاف أيضًا تلك األسس التي‬
‫ولم يكن العامل السياسي‬
‫وضعها الفرنسيون للتعامل مع الدراسة المقارنة لألدب‪ .‬حيث أججت الغيرة في نفوس األمم األخرى‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فضالً عن تأجيج الرفض في صفوف الفرنسيين أنفسهم‪.‬‬
‫" التي أحاطت نشأة األدب المقارن‪ .‬حيث كانت المفارقة واضحة‬
‫ومن العوامل أيضًا ما يتعلق بالظروف‬
‫في الدوافع النفسية واالجتماعية لألدب المقارن‪ .‬فقد ظهر األدب المقارن كردة فعل ضد القومية الضيقة‬
‫التي ميزت الكثير من بحوث القرن التاسع عشر‪ ،‬وكاحتجاج ضد انعزالية العديد من مؤرخي اآلداب‬
‫الفرنسية واأللمانية‪ ،‬وغالبًا ما تبحّر فيه دارسون يقعون على مفترق طرق بين الشعوب‪ ،‬أو على حدود‬
‫أحد الشعوب‪ ،‬على األقل‪ .‬فقد ولد (لويس بتس) في نيويورك لوالدين ألمانيين‪ ،‬وذهب إلى (زيوريخ)‬
‫(‪)3‬‬
‫ليتعلم ويعلم‪.‬‬
‫"‬
‫" الثورة والتغيير‬
‫ومن مظاهر األزمة على المستوى الداخلي لفرنسا‪ ،‬ما أنتجته الثورة الفرنسية من بذور‬
‫العام‪ .‬حيث أدت إلى نشوء فكرة الحقائق المتعددة بدل الحقيقة الواحدة التي كانت تفرضها السلطة السابقة‪،‬‬
‫" في فرنسا تياران‪ ،‬هما‪:‬‬
‫حتى تبلور‬
‫" على اآلداب الفرنسية‪ ،‬ورفْض االهتمام‬
‫‪ .1‬التيار القومي‪ :‬وقد كان يدعو إلى وجوب االقتصار‬
‫بالتأثيرات األجنبية‪ .‬وقد برز هذا االهتمام في المسرح الفرنسي‪ ،‬وحرص أتباعه على بلورة‬
‫المسرح الفرنسي بصورة تبتعد عن التأثيرات اليونانية أو اإليطالية‪ ،‬ويستلهم الحياة الفرنسية‪ .‬وهم‬

‫‪ )(1‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪.7‬‬

‫‪ )(2‬المصدر نفسه‪ :‬ص‪ .14‬وسأعرض ألسس الدراسة الفرنسية عند الحديث عن االختالف في مناهج الدرس المقارن‪.‬‬

‫‪ )(3‬عبده عبود وآخرون‪ :‬األدب المقارن‪-‬مدخالت نظرية ونصوص ودراسات تطبيقية‪ :‬ص‪.39‬‬

‫‪5‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫" الداعية إلى تأكيد وحدة العقل‬


‫" من مستوياتها‬
‫في ذلك يرفضون دعوة األدب المقارن في مستوًى‬
‫(‪)1‬‬
‫" بين اآلداب‪.‬‬
‫البشري‪ ،‬أو القاسم اإلنساني المشترك‪ ،‬من خالل بيان التأثر والتأثير‬
‫‪ .2‬التيار العالمي‪ :‬وهو تيار يؤمن بأن اآلداب الفرنسية قد نشأت عن عمليات تفاعل واسعة قامت‬
‫(‪)2‬‬
‫" على اآلداب القومية يضرّ بهذة اآلداب‪.‬‬
‫على التأثير والتأثر‪ ،‬وإن االقتصار‬
‫و كان هذا االنقسام الفرنسي الداخلي مقدمة النقسام أكبر على مستوى األمم األخرى في كياناتها‬
‫السياسية القائمة‪ ،‬في النظر إلى األدب المقارن‪ .‬فقد الحظ كثير من الدراسين أن المفهوم الفرنسي لألدب‬
‫" للنزعة التاريخية‪،‬‬
‫"(‪ ،)3‬مثل‪ :‬عدم التحديد‪ ،‬والخضوع‬
‫المقارن‪ ،‬منذ نشأته‪ ،‬قد عانى من أوجه قصور‬
‫" الظواهر األدبية على أساس من حقائق الواقع‪ ،‬وعدم التناسق بين المنطلق القومي‬
‫وتوضيح وتفسير‬
‫والهدف العالمي‪.‬‬
‫وأمام هذا التوجه الفرنسي‪ ،‬كان األمريكيون يبلورون منهجًا خاصًا بهم في الدراسة المقارنة‪ ،‬أسسوه‬
‫على مبدأ احترام اآلخر‪ ،‬وحرية التجربة اإلبداعية(‪.)4‬‬
‫" يوسف بكار في ما نقله من أن أهم الظروف التي لعبت دورًا مهمًا في نشوء أزمة‬
‫وإنني أوافق الدكتور‬
‫" في البحث‬
‫األدب المقارن ووصول الدراسة المقارنة إلى هذة النتيجة المتأزمة هي سيطرة المنهج التاريخي‬
‫والدراسة في القرن التاسع عشر‪ ،‬وسيادة الفلسفة الوضعية التي أسسها (أوجست كونت) القائمة على جعل‬
‫(‪)5‬‬
‫" والعلوم المتنوعة‪.‬‬
‫الدراسة األدبية قائمة على القوانين الثابتة التي يرسمها البشر من المعارف‬
‫وتبقى دائرة الصراع في األدب المقارن تدور في حلقات متنوعة يمكن أن تركز في عنصرين هما‪- :‬‬
‫العنصر الفرنسي وطريقته في الدراسة المقارنة‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر األمريكي‪.‬‬
‫" عناصر أخرى‪ ،‬فإنها وإن وجدت إال أنها لم تعدُ عالة على أحد هذين المنهجين‪ .‬هذا‬
‫أما عن وجود‬
‫وإشارة إلى المنهج العربي في األدب المقارن‪ ،‬فإن مجمل رواده هم ممن تأثروا بالمنهج الفرنسي‪ ،‬وعلى‬
‫(‪)6‬‬
‫رأسهم أول من ألف في األدب المقارن وهو‪ :‬محمد غنيمي هالل‪.‬‬

‫‪ ‬أبعاد أزمة األدب المقارن ومالمحها‪:‬‬

‫‪ )(1‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪.8‬‬

‫‪ )(2‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ )(3‬المصدر نفسه‪ :‬ص‪.14‬‬

‫‪ )(4‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪ .16‬وسأعرض لألسس األمريكية عند الحديث عن االختالف بين المناهج المقارنة‪.‬‬

‫‪ )(5‬المصدر نفسه‪ :‬ص‪.14‬‬

‫‪ )(6‬المصدر نفسه‪ :‬ص‪ .21‬وانظر‪ :‬حسام الخطيب‪ :‬آفاق األدب المقارن عربيًا وعالميًا‪ :‬ص ‪.28‬‬

‫‪6‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫لقد كان الصراع السياسي مؤثرًا لدرجة كبيرة في اتجاه الدراسات األدبية المقارنة‪ .‬ولعل أخطر داللة‬
‫على الوضع المهتز الذي تمر به الدراسات المقارنة‪ ،‬هي أنها لم تتمكن حتى اآلن من تحديد دائرة عملها‬
‫(‪)1‬‬
‫ومنهجها‪.‬‬
‫فبالرغم من أن هناك مناهج معتمدة وتنسب إلى جهة معينة‪ ،‬كالمنهج الفرنسي والمنهج األمريكي‪ ،‬إال أن‬
‫هذة المناهج الزالت تعاني من قصور كبير جعل الخالف محتدمًا‪ .‬ويظهر أن هدف األدب المقارن‬
‫" غير‬
‫" النظرة إلى اآلداب اإلنسانية غير ممكن؛ ألن الطريق التي تؤدي إلى هذا التوحيد‬
‫األساس في توحيد‬
‫متفق عليها في األساس‪.‬‬
‫وقد أجمل الدكتور حسام الخطيب ما أسماه معضلة األدب المقارن في ثالثة محاور‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬معضلة البحث عن المنطق الخاص لألدب المقارن‪:‬‬
‫"‬
‫" بحثي خاص‪ ،‬من شأنه أن يميز األدب المقارن عن غيره من فروع‬
‫يقول‪ ":‬أي‪ :‬البحث عن نسق معرفي‬
‫(‪)2‬‬
‫المعرفة األدبية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يعطي معنًى لتسميته اختصاصًا أو فرعًا معرفيًا"‪.‬‬
‫وهذا يقودني إلى الحديث عن أزمة مصطلح األدب المقارن‪ .‬فقد أجمع الدارسون على أن مصطلح‬
‫(‪)3‬‬
‫األدب المقارن مصطلح خالفي‪ ،‬ضعيف الداللة على المقصود منه‪.‬‬
‫ويتضمن المصطلح‪ ،‬أيضًا‪ ،‬ما هو مسكوت عنه‪ .‬فاآلداب ال تقوم وحدها بالمقارنة؛ ولذلك يرى كثيرون‬
‫أن المصطلح المضمر يشكل مرجعية تحدد طبيعة المدرسة التي ينتمي إليها المقارن‪ .‬فكان الخالف في‬
‫هي‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫هذة المسألة على أربعة وجوه في تسمية األدب المقارن‬
‫تاريخ األدب المقارن‪ ،‬وهي التسمية األولى بحكم رجوعها إلى الفرنسيين الذين تبلورت فكرة‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)5‬‬
‫المقارنة على أيديهم أو سبقوا غيرهم في تأسيس األدب المقارن‪.‬‬
‫النقد األدبي المقارن‪ ،‬وهي تسمية أمريكية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫علم األدب المقارن‪ ،‬باصطالح األلمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)6‬‬
‫نظرية األدب المقارن‪ ،‬وهي نظرة جاءت ردًا على التوجه العلمي في الدراسات األدبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حدود األدب المقارن‪:‬‬

‫‪ )(1‬عبده عبود وآخرون‪ :‬األدب المقارن‪ -‬مدخالت نظرية ونصوص ودراسات تطبيقية‪ :‬ص‪.35‬‬

‫‪ )(2‬آفاق األدب المقارن عربيًا وعالميًا‪ :‬ص‪.20-19‬‬

‫‪ )(3‬المصدر نفسه‪ :‬ص‪.21‬‬

‫‪ )(4‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪.7‬‬

‫‪ )(5‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ )(6‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫" حسام الخطيب بِـ" معضلة تحديد المنطقة النوعية لألدب المقارن‪ ،‬أي‪ :‬أين يبدأ‬
‫وقد أسماها الدكتور‬
‫وأين ينتهي؟"‪ )1(.‬ويدخل في هذا مسألة تحديد مناهج البحث‪ ،‬التي فشلت أكثر ما فشلت في محاولة تحديد‬
‫" الدراسة المقارنة‪.‬‬
‫موضوع‬
‫" يقول لنا‪ :‬إن‬
‫فقد حدد فان تيغم معيارين يميزان أزمة األدب المقارن من دراسة اآلداب الوطنية "وهو‬
‫(‪)2‬‬
‫" أو عديمي األهمية"‪.‬‬
‫األدب المقارن يهتم باألساطير والحكايات التي تحيط بالشعراء ثم يهتم بالثانويين‬
‫وهذة مسألة تحتاج إلى تقصٍّ وتمحيص‪ ،‬وإن كانت تثير الكثير من التساؤالت التي ترفض هذا الطرح‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫" من أن يفعل الشيء نفسه من حيث جهة االهتمام؟!‬
‫ومن أمثلة هذة األسئلة ‪ :‬ما الذي يمنع األدب الوطني‬
‫" حول منهجية األدب المقارن‪.‬‬
‫وتبقى هذة مجرد إشارات حول األزمة التي تدور‬
‫ثالثًا‪ :‬هدف األدب المقارن‪:‬‬
‫وتتمثل األزمة في هذا الجانب في "معضلة تحديد الوظيفة النوعية لألدب المقارن في نطاق المعرفة‬
‫(‪)4‬‬
‫األدبية‪ ،‬بحيث يكون له مسوغ داخلي خاص"‪.‬‬
‫وقد كنت مظاهر هذة المعضلة واضحة في تحول مسار األدب المقارن عن خطه األساسي‪ .‬حيث "كانت‬
‫الرغبة األصلية في أن يعمل دارس األدب المقارن كوسيط بين الشعوب وكمصلح لذات بينها‪ ،‬ولكن غالبًا‬
‫" المشاعر الوطنية القومية الملتهبة‪ ،‬التي سادت في في فترة من الزمن‪،‬‬
‫ما طمست هذة الرغبة وشوهتها‬
‫" الثقافية‪ ،‬أو إلى الرغبة في تنمية مدخرات أمة‬
‫فأدى هذا الدافع الوطني إلى نظام غريب من مسك الدفاتر‬
‫" إثبات أكبر عدد ممكن من التأثيرات‪ ،‬التي أثرتها أمته في الشعوب األخرى‪ ،‬أو عن‬
‫الباحث عن طريق‬
‫(‪)5‬‬
‫طريق إثبات أن أمة الكاتب قد هضمت أعمال أحد العظماء الغرباء وفهمته أكثر من أي أمة أخرى"‪.‬‬

‫‪ ‬محاوالت الخروج من أزمة األدب المقارن‪:‬‬

‫‪ )(1‬آفاق األدب المقارن عربيًا وعالميًا‪ :‬ص‪.20-19‬‬

‫‪ )(2‬عبده عبود وآخرون‪ :‬األدب المقارن‪-‬مدخالت نظرية ونصوص ودراسات تطبيقية‪ :‬ص‪.36‬‬

‫‪ )(3‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ )(4‬حسام الخطيب‪ :‬آفاق األدب المقارن عربيًا وعالميًا‪ :‬ص‪.20-19‬‬

‫‪ )(5‬عبده عبود وآخرون‪ :‬األدب المقارن‪ -‬مدخالت نظرية ونصوص ودراسات تطبيقية‪ :‬ص‪.40‬‬

‫‪8‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫" وبين رواده في أمريكا‪ ،‬ظهر في‬


‫في ظل األزمة التي احتدمت بين رواد األدب المقارن في فرنسا‪،‬‬
‫صفوف الفرنسيين من عارض بعض االتجاهات الفرنسية‪ ،‬كما بادر عدد من الرواد األمريكين بوضع‬
‫" منها‪.‬‬
‫تصور لألزمة وللخروج‬
‫وأقدم فيما يأتي مقارنة مباشرة بين المنهجين‪ :‬الفرنسي واألمريكي‪ ،‬ليتضح كيف انقسم الفرنسيون على‬
‫أنفسهم وما هي المآخذ التي أخذت على منهجم‪ ،‬وكيف رسم األمريكون منهجم على ضوء تلك التناقضات‬
‫" على منهجهم‪:‬‬
‫بين الرواد الفرنسيين والمآخذ‬

‫‪ ‬بين المنهج الفرنسي والمنهج األمريكي في المقارنة(‪:)1‬‬


‫‪ ‬الـمـنـهـج الـفـرنـسـي‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف‬
‫" األدب المقارن للجيل األول منهم ‪ " :‬األدب المقارن هو دراسة عالقات التأثر بين األدب‬
‫الفرنسي واآلداب األوروبية األخرى‪ ،‬ودراسة الصالت بين اآلداب القومية المختلفة دراسة تاريخية‬
‫" والمصادر"‪.‬‬
‫مؤيدة بالوثائق‬
‫‪ ‬تعريف‬
‫" جيل الرواد‪ " :‬األدب المقارن فنّ تقريب األدب إلى مجاالت التعبير أو المعرفة األخرى‬
‫" أو تقريب األحداث‬
‫" البحث عن روابط التشابه والقرابة والتأثير‪،‬‬
‫بطريقة منهجية عن طريق‬
‫" األدبية فيما بينها‪ ،‬سواء كانت متباعدة أم متقاربة في الزمان والمكان‪ ،‬على أن تنتمي إلى‬
‫والنصوص‬
‫"‬
‫لغات متعددة أو ثقافات متعددة‪ ،‬وإن كانت هذة‪ ،‬تكون جزءًا من تراث واحد بهدف وصفها وفهمها‬
‫" بطريقة أفضل"‪.‬‬
‫وتذوقها‬
‫ومن المالحظ على التعريفين السابقين أن هناك اتجاه داخل الخط الفرنسي قد أدرك مدى األزمة التي‬
‫" كنوع من حل يسعى إلى تقليص‬
‫يحدثها المنهج الفرنسي التقليدي أو التاريخي‪ ،‬فقدم مثل هذا التعريف‬
‫الفجوة بين األمم‪ ،‬مقارنيًا‪.‬‬
‫" الجيل التقليدي األول‪ ،‬إال‬
‫" للمنهج الفرنسي‪ ،‬وحدّ من تنظير‬
‫ومع أن جيل الرواد قد تصدّر التنظير‬
‫أن تأثير األخير ال يزال هو الفاعل على صعيد الساحة الفرنسية إلى يومنا هذا(‪)2‬؛ ولذلك أقدم مالمح‬
‫" عليه‪ ،‬التي ركز عليها‬
‫" التقليدي‪ ،‬والمآخذ‬
‫المنهج الفرنسي في المقارنة كما هو في التعريف‬
‫األمريكيون‪.‬‬

‫‪ ‬خالصة المنهج تتمثل فيما يأتي‪:‬‬


‫‪ )(1‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪ 80‬وما بعدها‪ ،‬بتصرف‪.‬‬

‫‪ )(2‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫دراسة أثر األدب الفرنسي في اآلداب األوروبية األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫دراسة الصالت بين اآلداب القومية األخرى‪ ،‬بشرطين‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .1‬اختالف اللغة‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود صالت تاريخية تدعم التأثير والتأثر‪ ،‬مباشرًا كان أم غير مباشر‪.‬‬
‫‪ ‬المآخذ على المنهج‪:‬‬
‫عدم تحديد واضح لموضوع األدب المقارن ومناهجه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫" األدبية على‬


‫عدم التركيز على األدب في الدراسة‪ ،‬واالكتفاء بالخارج والولع بتفسير الظواهر‬ ‫‪-‬‬

‫أساس حقائق الواقع‪.‬‬


‫" للنزعة التاريخية‪.‬‬
‫التركيز على العامل القومي والخضوع‬ ‫‪-‬‬

‫" صالت تاريخية إلثبات التأثر والتأثير‪.‬‬


‫اشتراط اختالف اللغة ووجود‬ ‫‪-‬‬

‫رواد المنهج‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الجيل األول‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬باالنسبرجية‪ :‬صاحب مقدمة (الكلمة والشيء) ‪1921‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬فان تيجم‪ :‬صاحب كتاب (األدب المقارن) ‪1931‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬جويار‪ :‬صاحب كتاب (األدب المقارن)‪.‬‬
‫جيل الرواد‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬روني إيتامبل‪ :‬انتقد المنهج التاريخي‪ ،‬وأخذ عليه نزعة "المركزية األوروبية"‪.‬‬
‫"‬
‫‪ .2‬كلودبيشوا‬
‫‪ .3‬أندريه روسو‬

‫رفضا حصر البحث المقارن في دراسة العالقات الخارجية لألدب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ركزا على العالقات الداخلية للنصوص‪ ،‬وهو ما يعرف بـ(أدبية األدب)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬الـمـنـهـج األمـريـكـي‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫خالصة المنهج‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تفادي المآخذ التي أخذت على المنهج الفرنسي‪ ،‬كما تجلت في مقال (رينيه ويلك)‪" :‬أزمة األدب‬ ‫‪-‬‬
‫المقارن"(‪.)1‬‬
‫توسيع مجال األدب المقارن بتقديم مفهوم أوسع للعالقات األدبية‪ ،‬ومدّ آفاق المقارنة لتشمل العالقة‬ ‫‪-‬‬
‫" التعبير اإلنساني األخرى‪ ،‬كما تبدو في تعريف (ريماك) لألدب المقارن(‪.)2‬‬
‫بين األدب وأنماط‬
‫" أو " التشابه" أو "القرابة"‪.‬‬
‫مالحقة العالقات المتشابهة بين اآلداب المختلفة‪ ،‬وفقًا لمفهوم "التوازي"‬ ‫‪-‬‬
‫" يقابل المصطلح الفرنسي " التأثر والتأثير"‪.‬‬
‫وهو مصطلح أمريكي‬
‫رواد المنهج‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬رينيه ويلك‪.‬‬
‫‪ .2‬هنري ريماك‪.‬‬
‫‪ .3‬هاري ليفين‪.‬‬
‫‪ .4‬جون فليتشر‪.‬‬
‫‪ .5‬أولريش فيسشتاين‪.‬‬

‫واقـع الـدراسـات الـمـقـارنـة فـي ظـل األزمـة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أمام تلك األزمة‪ ،‬جاءت الدراسات المقارنة فيما بعد لتكون عالة على المنهجين‪ :‬الفرنسي واألمريكي‪.‬‬
‫" الشرقية‪ ،‬كان يحاول أن يتموضع بين‬
‫وحتى ما عرف باسم (المنهج السالفي) الذي ظهر في أوروبا‬
‫التاريخية الفرنسية والنقدية األمريكية‪ .‬وال ينفي هذا أن السالفية قد حققت بداية المشروع الكبير الذي‬
‫(‪)3‬‬
‫يجمع بين معالجتي المنهجين السابقين دون أن تتخلى عن نقد أوجه الضعف فيهما‪.‬‬
‫" "القت مآخذ (ويلك) على المنهج الفرنسي‪ ،‬التاريخي خاصةً‪ ،‬تجاوبًا كبيرًا من المقارنين‬
‫هذا وقد‬
‫" السير على خطاه‪ .‬في حين أنه هو نفسه‬
‫األمريكيين ممن تبنوا دعوته وشكلوا "المنهج األمريكي" وواصلوا‬
‫لم يواصل العمل على تطوير المنهج الذي نثر بذوره وأسس قواعده؛ ألنه كان ناقدًا ولم يكن األدب‬
‫المقارن ليشغله كثيرًا‪.‬‬

‫‪ )(1‬ويلك هو‪ :‬رينيه‪ ،‬أحد رواد المنهج األمريكي‪.‬‬

‫‪ )(2‬تعريف (هنري ريماك) لألدب المقارن هو‪ " :‬دراسة األدب فيما وراء حدود بلد معين‪ ،‬ودراسة العالقات بين اآلداب والمجاالت األخرى للمعرفة واالعتقاد كالفنون (الرسم والنحت‬

‫والمعمار والموسيقى مثالً) والفلسفة والتاريخ والعلوم االجتماعية (السياسة واالقتصاد واالجتماع والعلوم بأنواعها والديانات) "‪ .‬انظر ‪ :‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪.83‬‬

‫‪ )(3‬يوسف بكار‪ :‬األدب المقارن‪ :‬ص‪ .87-86‬بتصرف‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫وقد راج المفهوم األمريكي في أمريكا وخارجها‪ ،‬واتسع به نطاق الدراسات المقارنة‪ ،‬وبخاصة في‬
‫العقود األخيرة من القرن العشرين؛ ألنه استمد شرعيته وأسباب وجوده من كونه فكرة إصالحية لمفهوم‬
‫" أساسه الفكري جزءًا من الماضي‪.‬‬
‫تأخر به الزمن وأضحى‬
‫وال يعني هذا أبدًا أن المنهج الفرنسي قد اندثر مفهومه‪ .‬فال زالت الطريقة الفرنسية تُسلك من قبل‬
‫مقارنين أمريكيين في دراساتهم المقارنة في كثير من الجامعات األمريكية نفسها‪ .‬باإلضافة إلى أن المنهج‬
‫الفرنسي ال يزال مسيطرًا على منهج الدارسين العرب‪ ،‬وهو المتبع أكثر من غيره"(‪.)1‬‬

‫*****‬
‫‪ ‬الـخـالصـة‪:‬‬
‫كانت أزمة األدب المقارن وليدة اليوم األول الذي ولد فيه األدب المقارن‪ .‬ولعل انحراف األدب المقارن‬
‫عن خطه األساس الذي يهدف إلى عالمية األدب وإنسانيته‪ ،‬كان نتيجة التعصب القومي والتدخل السياسي‪،‬‬
‫" تميز أمة على أمة أخرى‪ .‬وكانت األزمة تتمثل في ثالثة محاور‪:‬‬
‫الذي استغل األدب المقارن إلظهار‬
‫الحدود‪ -‬المنهج‪ -‬الهدف‪.‬‬

‫وإن كانت فكرة األدب المقارن قد تم تداولها بين الفرنسيين واألمريكين وكذلك الروس‪ ،‬فإنه يتضح من‬
‫"‬
‫" كان نحو توسيع دائرة األدب المقارن‪ ،‬أكثر فأكثر‪ .‬وبمقدار‬
‫خالل محاوالت هؤالء حل األزمة أن توجههم‬
‫ما كانت دائرته متسعة كلما ازداد أتباع هذا المنهج على حساب آخر‪.‬‬
‫" أرى أن مستقبلها لن يغير من حقيقة‬
‫وبما أن العامل السياسي كان ذا تأثير كبير في ظهور األزمة‪ ،‬فإنني‬
‫" أمر حتمي ودائم‪ ،‬مهما اعتراه من حاالت‬
‫وجودها‪ ،‬وإن تنوعت طرق معالجتها؛ ذلك أن الصراع السياسي‬
‫فتور بين حين وحين‪.‬‬
‫وأما عن دور العرب في التأثير في مسار األدب المقارن‪ ،‬فهذا سؤال نأمل أن نرى إجابته واقعًا ملموسًا‬
‫" في النهضة األدبية العالمية‪.‬‬
‫" شيئًا من تاريخنا المشرق‬
‫في القريب العاجل‪ ،‬لعلنا نسترد‬
‫*****‬

‫‪ ‬قـائـمـة الـمـصـادر والـمـراجـع‪:‬‬

‫‪ )(1‬المصدر نفسه‪ ،‬بتصرف‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫" جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،‬ط‪2004 ،2‬م‪.‬‬


‫بكار‪ ،‬يوسف‪ .‬األدب المقارن‪ ،‬منشورات‬ ‫‪‬‬

‫الخطيب‪ ،‬حسام‪ .‬آفاق األدب المقارن عربيًا وعالميًا‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ -‬سورية‪ ،‬ط‪1999 ،2‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" وزارة الثقافة واإلعالم‪ -‬دائرة الشؤون‬
‫سلوم‪ ،‬داود‪ .‬دراسات في األدب المقارن التطبيقي‪ ،‬منشورات‬ ‫‪‬‬
‫الثقافية والنشر‪ ،‬الجمهورية العراقية‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫"‬
‫" ودراسات تطبيقية‪ ،‬منشورات‬
‫عبود‪ ،‬عبده‪ ،‬وآخرون‪ .‬األدب المقارن‪ ،‬مدخالت نظرية ونصوص‬ ‫‪‬‬
‫جامعة دمشق‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫علوش‪ ،‬سعيد‪ .‬مدارس األدب المقارن‪ ،‬دراسة منهجية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫" القصصي‪ ،‬دار‬
‫كفافي‪ ،‬محمد عبدالسالم‪ .‬في األدب المقارن‪ ،‬دراسات في نظرية األدب والشعر‬ ‫‪‬‬
‫النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪1971 ،‬م‪.‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬قرص سي دي مضغوط‪ ،‬موسوعة الشعر‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫معجم مقاييس اللغة‪ .‬قرص سي دي مضغوط‪ ،‬موسوعة الشعر‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ندا‪ ،‬طه‪ .‬األدب المقارن‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هالل‪ ،‬محمد غنيمي‪ .‬األدب المقارن‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1981 ،9‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫*****‬

‫الـفـهـرسـت‬

‫‪13‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬


‫أزمـة األدب الـمقـارن‬

‫الـصـفـحـة‬ ‫الـمـوضـوع‬

‫‪01‬‬ ‫المقدمة ‪....................................................................‬‬


‫‪02‬‬ ‫تمهيد ‪......................................................................‬‬
‫‪04‬‬ ‫مفهوم أزمة األدب المقارن ‪................................................‬‬
‫‪04‬‬ ‫نشوء أزمة األدب المقارن ‪.................................................‬‬
‫‪06‬‬ ‫" ‪.......................................‬‬
‫أبعاد أزمة األدب المقارن ومالمحها‬
‫‪08‬‬ ‫محاوالت الخروج من أزمة األدب المقارن ‪................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫المنهج الفرنسي ‪...........................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫المنهج األمريكي ‪..........................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫واقع الدراسات المقارنة في ظل األزمة ‪...................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الخالصة ‪.................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫" والمراجع ‪................................................‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫‪12‬‬ ‫الفهرست ‪................................................................‬‬

‫” تم بحمد اهلل تعالى ”‬

‫‪14‬‬ ‫إعداد‪ :‬عبد الكريم عبدالقادر‬

You might also like