You are on page 1of 121

‫مركز تطوير المناهج‬ ‫جمهورية مصر العربية‬

‫والمواد التعليمية‬ ‫وزارة التربية والتعليم‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫تأليف‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬سليم عبد الرحمن سيد سليمان‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬محمد أحمد صالح اإلمام‬
‫أستاذ المناهج وطرق تدريس علم النفس واالجتماع‬ ‫أستاذ علم النفس والتربية الخاصة‬
‫والفلسفة المساعد‬ ‫مستشار علم النفس والتربية النفسية‬
‫كلية التربية – جامعة حلوان‬ ‫بديوان عام الوزارة‬

‫د‪ /‬صبري هاشم محمود هاشم‬


‫خبير علم النفس بمكتب مستشار علم النفس بديوان عام الوزارة‬

‫مراجعة‬

‫أ‪.‬د‪ /‬حسن إبراهيم عيد‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬محمد عبد المطلب جاد عبده‬
‫أستاذ علم االجتماع المتفرغ – جامعة طنطا‬ ‫أستاذ علم النفس المتفرغ – جامعة طنطا‬

‫‪2021 -2020‬‬
‫أعضاء لجنة تعديل الكتاب المدرسي للعام الدراسي ‪2017 -2016‬‬

‫أ‪.‬د السيد عبد الحميد سليمان‬ ‫أ‪.‬د أحمد طــه محمد‬


‫أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي‬ ‫أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي‬
‫كلية التربية ـ جامعة حلوان‬ ‫كلية التربية ـ جامعة الفيوم‬

‫أ‪.‬د محمد أحمد غنيم‬ ‫أ‪.‬د مهدي محمد القصاص‬


‫أستاذ األنثربولوجيا وعلم االجتماع كلية اآلداب ـ‬ ‫أستاذ علم االجتماع وعميد معهد الخدمة‬
‫جامعة المنصورة‬ ‫االجتماعية ‪ -‬بورسعيد‬
‫د‪.‬حسن مصطفى محمد‬ ‫أ‪.‬د عماد محمد مخيمر‬
‫باحث بالمركز القومى لالمتحانات للتقويم التربوى‬ ‫أستاذ علم النفس ـ وكيل كلية اآلداب لشؤن‬
‫التعليم والطالب ـ جامعة الزقازيق‪.‬‬
‫د‪ .‬فاطمة محمد رضا عبد العزيز‬ ‫د‪ .‬نشوى ابراهيم حمدى تركي‬
‫مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية‬ ‫خبير مناهج مواد تعليمية‬
‫بوزارة التربية والتعليم‬ ‫مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية‬

‫أ‪ .‬جيهان السيد محمد‬


‫رئيس قسم التعليم بمكتب مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية‬

‫مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية‬ ‫فريق العمل‬

‫رئيس قسم التكنولوجيا‬


‫حنان محمد علي‬

‫تحرير وإخراج‬
‫عال محمد عادل‬

‫المراجعة اللغوية‬
‫نشوى سمير علي‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫ما من شك في أن التعليم يعد قاطرة التنمية ‪ ،‬به تبنى األجيال وتدفع األمم نحو التقدم واالزدهار ‪،‬‬
‫وتغرس القيم ‪،‬وترسخ الحضارة؛ لذا فالمحاوالت الجادة والمخلصة في تطوير التعليم بجميع مراحله تهدف‬
‫إلى إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات في عصر يموج بالصراعات‪.‬‬
‫ولما كان المنهج الدراسي واحدا من أهم مكونات منظومة التعليم ‪ ،‬لذا فقد كانت محاولة اللجنة‬
‫المنوط بها تعديل وتنقيح منهج علم النفس واالجتماع للصف الثالث من المرحلة الثانوية واحدة من أبرز‬
‫المحاوالت في منظومة تطوير المناهج الدراسية في المرحلة الراهنة ‪.‬‬
‫وفي محاولة اللجنة لتعديل المنهج الدراسي لم تنس أنها قد أسندت لها مهمة من أسمى المهام التي‬
‫تتصل مباشرة بالطالب والمعلم وولي األمر والمجتمع ومصرنا الحبيبة ‪ ،‬لذا كان حرصها على كتابة‬
‫منهج دراسي يتسم بالبساطة ويشجع على التفكير االيجابي‪ ،‬والتعلم ‪ ،‬وتنمية الحس الوطني لدى أبنائنا‬
‫الطالب ‪.‬ومن هنا راعينا في تعديلنا للمنهج أن يكون شامال لكال الجانبين‪ :‬الجانب النظري الذي يهتم‬
‫باألسس والقوانين والنظريات لكل من علم النفس وعلم االجتماع‪ ،‬والجانب التطبيقي الذي يقوم علي تلك‬
‫األسس والنظريات ‪،‬وعلى ما توصل إليه الباحثون وعلماء النفس واالجتماع من نتائج ‪ ،‬لذا فالكتاب‬
‫يزخر بالكثير من التطبيقات التربوية بل واألمثلة الحياتية‪.‬‬
‫ومن منطلق المشاركة لجميع العاملين في الحقل التعليمي فقد تم االستعانة بآراء الميدان من خالل‬
‫معلمي وموجهي المادة ‪،‬حيث تم األخذ باآلراء البناءة والمستنيرة منها ‪ ،‬هذا باإلضافة الى آراء‬
‫المتخصصين في علوم ‪ ،‬النفس واالجتماع والمناهج ‪ .‬لذا كانت التعديالت جوهرية إلى حد كبير حيث‬
‫تضمن الجزء الخاص بعلم النفس الوحدات اآلتية‪ :‬الذكاء والتعلم – النمو اإلنساني – الشخصية وأساليب‬
‫التوافق النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫وتضمن الجزء الخاص بعلم االجتماع الوحدات اآلتية نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية – علم‬
‫االجتماع وقضايا التنمية – علم االجتماع والقضايا االجتماعية‬
‫وبالتالي فإن موضوعات هذا الكتاب قد ارتبطت إلى حد كبير بحياة الطالب وطبيعة المرحلة النمائية‬
‫التي يمر بها وهي مرحلة المراهقة‪ ،‬وتدور في الدائرة العالمية لبناء شخصية الطالب في كل جوانبها‬
‫المعرفية والوجدانية واألدائية‪ ،‬حفظ هللا مصرنا الحبيبة‪.‬‬
‫وهللا من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل‪،،‬‬
‫الفهرس‬

‫‪1‬‬ ‫‪ -1‬علم النفس ‪........................................................................................‬‬

‫‪2‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬الذكاء والتعلم ‪.............................................................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة ‪.......................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ‪................................................‬‬

‫‪19‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مبادىء التعلم الجيد وأسس االستذكار الفعال ‪....................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪...............................................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬النمو اإلنسانى ‪.......................................................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬النمو‪ -‬تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه ‪........................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النمو في مرحلة الطفولة (الرضاعة– المبكرة– الوسطى– المتأخرة)‪......... .‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النمو في المراهقة ‪.....................................................................‬‬
‫‪46‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪................................................................................‬‬
‫‪49‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬الشخصية وأساليب التوافق النفسي واالجتماعي ‪.................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الشخصية ‪..............................................................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬االتجاهات والقيم ‪.......................................................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أساليب التوافق ‪........................................................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬أساليب حل الصراعات ومواجهة االحباطات ‪.......................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪................................................................................‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪-2‬علم االجتماع ‪.......................................................................................‬‬
‫‪74‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية ‪.......................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬النظرية االجتماعية بناؤها ووظائفها ‪.................................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التفاعل االجتماعي والعالقات االجتماعية ‪.........................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬العمليات االجتماعية ‪.................................................................‬‬
‫‪85‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الظاهرة االجتماعية ‪....................................................................‬‬
‫‪87‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة‪................................................................................‬‬
‫‪88‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬علم االجتماع وقضايا التنمية ‪......................................................‬‬
‫‪89‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬عالقة علم االجتماع بالعلوم االخرى ‪....................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الثقافة من منظور علم االجتماع ‪.................................................‬‬
‫‪95‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ثقافة العمل التطوعي ‪..............................................................‬‬
‫‪98‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬ثقافة العمل الحر‪.....................................................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪...............................................................................‬‬
‫‪102‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬علم االجتماع وبعض القضايا المجتمعية ‪.........................................‬‬
‫‪103‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬توظيف البحوث االجتماعية في خدمة قضايا التنمية‪.............................‬‬
‫‪105‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬العولمة ‪................................................................................‬‬
‫‪108‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬التطرف ‪..................................................................................‬‬
‫‪112‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪.................................................................................‬‬
‫‪113‬‬ ‫الم ارج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ‪..........................................................................................‬‬
‫الوحدة األولى‬

‫‪1‬‬
‫الوحدة األولى‬

‫الذكاء والتعلم‬
‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬
‫قادرا علي أن‪:‬‬
‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذا الباب أن يكون ً‬

‫‪ُ -1‬يعرف الذكاء ‪.‬‬


‫‪ -2‬يذكر تطور مفهوم الذكاء‪..‬‬
‫‪ -3‬يعرف الذكاء من وجهة نظر جاردنر‪.‬‬
‫‪ -4‬يعلل رفض جاردنر فكرة أحادية الذكاء‪.‬‬
‫‪ُ -5‬يعرف الذكاء اللغوي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ -6‬يبرر فكرة الذكاءات المتعددة وفًقا لنظرية جاردنر "‪.‬‬
‫‪ -7‬يبين خصائص الذكاء اللغوي‪.‬‬
‫‪ -8‬يعطي مقترحات لتنمية الذكاء اللغوي‪.‬‬
‫‪ُ -9‬يعرف الذكاء المنطقي الرياضي‪.‬‬
‫‪ -11‬يبين خصائص الذكاء المنطقي‪.‬‬
‫‪ -11‬يعطي مقترحات لتنمية الذكاء المنطقي الرياضي‪.‬‬
‫‪ -12‬يعرف الذكاء البصري المكاني‪.‬‬
‫‪ -13‬يبين خصائص الذكاء البصري المكاني‪.‬‬
‫‪ -14‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء البصري المكاني‪.‬‬
‫‪ -15‬يعرف الذكاء الجسمي الحركي‪.‬‬
‫‪ -16‬يعدد خصائص الذكاء الجسمي الحركي‪.‬‬
‫‪ -17‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الجسمي الحركي‪.‬‬
‫‪ -18‬يعرف الذكاء الموسيقي‪.‬‬
‫‪ -19‬يبرز خصائص الذكاء الموسيقي ‪.‬‬
‫‪ -21‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الموسيقي‪.‬‬
‫‪ -21‬يعرف الذكاء االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -22‬يبين خصائص الذكاء االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -23‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء االجتماعي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -24‬يعرف الذكاء الشخصي ‪.‬‬
‫‪ -25‬يعدد خصائص الذكاء الشخصي‪.‬‬
‫‪ -26‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الشخصي‪.‬‬
‫مثاال لكل نوع من الذكاءات المتعددة‪.‬‬
‫‪ -27‬يعطى ً‬
‫طا لتلك الذكاءات‪.‬‬
‫‪ -28‬يضع تخطي ً‬
‫‪ -29‬يستنتج العالقة االرتباطية بين الذكاءات المتعددة‪.‬‬
‫‪ -31‬يعرف مفهوم التعلم‪.‬‬
‫‪ -31‬يعلل وجود نماذج ونظريات للتعلم‪.‬‬
‫‪ -32‬يستخلص مايحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم‪.‬‬
‫‪ -33‬يعرف المصطلحات التالية (المثير الشرطي‪ ،‬االستجابة الشرطية‪ ،‬المثير الطبيعي‪ ،‬المثير‬
‫المحايد)‪.‬‬
‫‪ -34‬يحلل الموقف التعليمي عند "بافلوف" ‪.‬‬
‫‪ -35‬يبين كيف يحدث كل من (االنطفاء ‪،‬التدعيم‪ ،‬االسترجاع التلقائي)‬
‫‪- -36‬يعطى مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي في حياته الدراسية‪.‬‬
‫‪ -37‬يبين هل حققت نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي التعلم الذي يريده‪.‬‬
‫‪ -38‬يفسر القوانين التالية (االستعداد أو التهيؤ‪ ،‬التمرين‪ ،‬األثر)‪.‬‬
‫‪ -39‬يحلل الموقف التعليمي عند "ثروندايك" ‪.‬‬
‫‪ -41‬يعطى مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في حياته الدراسية‪.‬‬
‫‪ -41‬يبين هل حققت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ التعلم الذي يريده‪.‬‬
‫‪ -42‬يفسر كيف يتعلم الفرد إدراك الموقف الموجود فيه لدي الجشطلتيين‪.‬‬
‫‪ -43‬يعدد خصائص التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬‬
‫‪ -44‬يعطى مواقف حياتية توضح التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬‬
‫‪ -45‬يبرز العديد من التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬‬
‫‪ -46‬يبين هل حققت نظرية التعلم باالستبصار التعلم الذي يريده‪.‬‬
‫‪ -47‬يعرض بعض المفاهيم المرتبطة بنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات‪.‬‬
‫‪ -48‬يفسر القوانين التالية‪( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم السببي‪ ،‬التغذية الراجعة المعلوماتية)‪.‬‬
‫‪ -49‬يعطى مواقف حياتية للقوانين التالية‪( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم السببي‪ ،‬التغذية الراجعة‬
‫المعلوماتية)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -51‬يبين أوجه االستفادة من نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في دراسته ‪.‬‬
‫‪ -51‬يبين هل حققت نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات التعلم الذي تريده‪.‬‬
‫‪ -52‬يعدد مبادىء التعلم الجيد‪.‬‬
‫‪ -53‬يحدد أسس االستذكار الفعال‪.‬‬
‫‪ -54‬يعطى أمثلة لالستفادة من مبادىء التعلم الجيد في دراسته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل االول‬
‫الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫كانت وال زالت طبيعة الذكاء موضع تأمل ومناقشة من المتخصصين في علم النفس والوراثة‪،‬‬
‫والبيئة وذلك منذ زمن طويل وحتى اآلن‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك ال يوجد اتفاق تام حول طبيعة الذكاء‬
‫حتى اآل ن ‪ ،‬وتلك مشكلة منهجية ألن التنوع في فهم طبيعة الذكاء سيؤدي بطبيعة الحال إلى التنوع في‬
‫كيفية د ارسته وقياسه ‪.‬‬
‫وقد يرجع االختالف في فهم طبيعة الذكاء إلى أن الذكاء ليس شيئا ماديا محسوسا‪ ،‬وال يقاس بشكل‬
‫مباشر كما تقاس األطوال واألوزان والمساحات واألحجام‪.‬‬
‫ولقد تطور مفهوم الذكاء (‪)IQ‬من المفهوم الفلسفي "ألرسطو" الذي رأى أن النفس الدنيا هي التى تقوم‬
‫بالوظائف الحيوية التي تقوم بها كل الكائنات الحية (النبات والحيوان واالنسان)‪ ،‬أما العقل فيتميز به‬
‫اإلنسان عن غيره من الكائنات‪ ،‬والعقل أرقي صور النفس الذي يتحكم في ذكاء اإلنسان وتفكيره ‪ ،‬ثم‬
‫المفهوم البيولوجي الذي يرى وجود جانبين للحياة العقلية‪ ،‬هما‪ :‬الجانب المعرفي والجانب الوجداني‬
‫ووظيفتهما األساسية مساعدة الكائن العضوي على التكيف بطريقة أكثر فاعلية‪ ،‬ثم المفهوم االجتماعي‬
‫الذي يشير إلى قدرة الفرد على التفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وأخي ار المعنى النفسي للذكاء ‪،‬حيث يعرفه "تيرمان"‬
‫بأنه القدرة على التفكير المجرد ‪ ،‬ويعرفه "وكسلر" بأنه قدرة الفرد على العمل الهادف والتفكير المنطقي‬
‫‪،‬ويعرفه "سبيرمان" على أنه القدرة على ادراك العالقات ‪.‬‬
‫فعندما جلست إحدى الطالبات أمام الممتحن الذي سألها من الذي اكتشف أمريكا‪ ،‬كيف تعمل المعدة‪،‬‬
‫كرري الرقم الذي سمعتيه‪ ،‬رتبي مجموعة من الصور‪، ......... ،‬ثم منحها الممتحن درجة تدل على‬
‫نسبة ذكائها "‪ ، ”IQ‬هذه الدرجة ربما تتنبأ بالقدرة العامة لديها أو بتحصيلها االكاديمي ولكنها لن تتنبأ‬
‫بنجاحها في الحياه" كما أشار "جاردنر" (‪.)2111‬‬
‫‪ ،1983‬وفيها‬ ‫يلخص هذا المثال نظرة جاردنر‪-‬عالم النفس األمريكي‪ -‬في الذكاء التي نشرها عام‬
‫"‪ "IQ‬الذي يعتمد عليه أصحاب القرار في‬ ‫يرفض "جاردنر" فكرة أحادية الذكاء‪ ،‬ومفهوم نسبة الذكاء‬
‫تصنيف األفراد إلى أذكياء وغير أذكياء‪ ،‬فيرى "جاردنر" أن اإلنسان يمتلك عدة أنواع من الكفاءات أو‬
‫القدرات أطلق عليها الذكاءات ‪ Intelligences‬المتعددة‪ ،‬ورأى أن كل فرد يمتلك هذه الذكاءات بدرجة‬
‫ما‪ ،‬وان كانت بدرجات غير متساوية ‪ ،‬وهو مايجعل الفرد ممي از في ذكاء ما أكثر من غيره‪ ،‬وأن الذكاء‬

‫‪5‬‬
‫ليس نوعا واحدا وفقا للنظرة التقليدية للذكاء ‪،‬وانما ذكاءات متعددة تتفاعل معا لتنتج أداء ممي از خاصا‬
‫بكل فرد‪ ،‬وهذه الذكاءات قابلة للنمو ‪.‬‬
‫عرف "جاردنر" الذكاء على أنه القدرة على حل المشكالت في سياقات مختلفة‪ ،‬ورأى ان هناك العديد‬
‫من الذكاءات من أهمها ‪- :‬‬
‫اوًال‪ :‬الذكاء اللوو‪Linguistic Intelligence::‬‬
‫يشير إلى قدرة الفرد على فهم واستخدام اللغة المنطوقة والمكتوبة بطالقة ومرونة‪ ،‬ويتضمن الذكاء‬
‫اللغوي استخدام اللغة في القراءة والكتابة‪ ،‬وتكوين وتركيب الجمل‪ ،‬وفهم المعاني‪ ،‬وتعبير الفرد عما‬
‫بداخله ‪ ،‬والتواصل مع اآلخرين ‪.‬‬
‫يتمتع أصحاب الذكاء اللغوي بالخصائص اآلتية ‪- :‬‬
‫طالقة التحدث والتعبير‪ ،‬ودقة صياغة العبارات البالغية‪ ،‬وحب السجع والتالعب باأللفاظ‪ ،‬واالستمتاع‬
‫باأللعاب الكالمية‪ ،‬ودحض الحجة بالحجة‪ ،‬والخطابة‪ ،‬ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى الشعراء‬
‫والكتاب والمعلمين‪..‬‬
‫ولذا يمكن أن تنمي ذكاءك اللغوي من خالل ‪- :‬‬
‫‪-1‬التدريب على كتابة موضوعات التعبير‪.‬‬
‫‪-2‬كتابة القصة القصيرة ‪ ،‬وكتابة الشعر ‪ ،‬والمقال ثم النشر في مجلة المدرسة‪.‬‬
‫‪ -3‬تسميع الكلمات والجمل والنصوص لنفسك قبل أن تسمعها لآلخرين‪.‬‬
‫تطبيق‪ : 1‬اكتب خطابا لصديق لك خارج مصر عن رحلتك ألحد المعالم السياحية بمصر المحروسة ‪.‬‬
‫تطبيق‪ :2‬سجل األحداث التي مرت بك خالل األسبوعين الماضيين ‪ ،‬ثم ضعها في شكل قصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الذكاء المنطقي الرياضي ‪Logical- Mathematical intelligence‬‬
‫هو قدرة الفرد على استخدام األعداد والرموز المجردة بفاعلية‪ ،‬وتنظيم العالقات واستخدام لغة األرقام في‬
‫الوصف والتحليل‪ ،‬والتصنيف ‪ ،‬والتفكير العقالني ‪ ،‬واالستنتاج ‪ ،‬وحل المشكالت بطريقة علمية‪.‬‬
‫ويتمتع أصحاب الذكاء المنطقي الرياضي بالخصائص اآلتية ‪- :‬‬
‫القدرة على استنتاج العالقات الرياضية‪ ،‬وحب التعامل مع األرقام ‪ ،‬واالستمتاع بإجراء عمليات القياس‪،‬‬
‫والتفكير المنظم ‪ ،‬والتعبير بلغة األرقام أكثر من األلفاظ‪ ،‬واجراء التجارب في البيت والمدرسة‪ ،‬واقباله‬
‫على األنشطة العلمية أكثر من غيرها‪ ،‬والقدرة على التعامل مع الرسوم البيانية‪ ،‬ويتضح هذا النوع من‬
‫الذكاء لدى معلمي الرياضيات والمحاسبين والباحثين والعلماء‪.‬‬
‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك المنطقي الرياضي من خالل ‪-:‬‬
‫‪-1‬التدريب على القيام بالعمليات الحسابية والرياضية بشكل يومي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-2‬إجراء عمليات الترتيب والتصنيف باستمرار‪.‬‬
‫‪ -3‬ربط المعطيات بالمطلوب دائما‪.‬‬
‫‪-4‬حل األلغاز‪.‬‬
‫‪-5‬القيام بالحساب الذهني يوميا‪.‬‬
‫تطبيق‪ :1‬تابع نشرة األرصاد الجوية لمدة أسبوع والحظ العالقة بين درجة الح اررة ونسبة الرطوبة في‬
‫الجو ‪.‬‬
‫تطبيق‪ :2‬قم بعمل إحصاء ألعداد األميين في قريتك أو الحي الذي تسكن فيه ‪ ،‬ثم صنفهم إلى ‪ :‬ذكور‬
‫واناث‪ ،‬أطفال وكبار‪ ،‬عاملين وغير عاملين ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الذكاء البصر‪ :‬المكاني ‪Visual Spatial Intelligence‬‬
‫يشير إلى قدرة الفرد على اإلدراك البصري للعالقات المكانية من حوله وتطويرها‪ ،‬ومعرفة األشكال‪،‬‬
‫واألحجام‪ ،‬وادراك الفرد لبعدي المكان ‪ ،‬بل والبعد الثالث أحيانا من قبل المتميزين في الذكاء البصري‬
‫المكاني‪ ،‬ولذا يتطلب هذا النوع من الذكاء حساسية الفرد لأللوان واألشكال والمساحات والفراغات‬
‫وعالقاتها باألشياء ‪ ،‬ويتمتع أصحاب الذكاء البصري المكاني بالخصائص التالية ‪-:‬‬
‫حب التصوير‪،‬وفهم وتفسير الصور والخرائط‪ ،‬واالستمتاع بالفنون البصرية والتعبيرية‪ ،‬وتصميم‬
‫الصفحات‪،‬وتنسيق األلوان‪ ،‬ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى المهندسين المعماريين ‪ ،‬ومهندسي‬
‫الديكور ‪ ،‬ومصممي األزياء ورجال المرور‪.‬‬
‫ولذا يمكن أن تنمي ذكاءك البصر‪ :‬المكاني من خالل ‪- :‬‬
‫‪-1‬حل المتاهات‪.‬‬
‫‪ -2‬تركيب وبناء األشياء‪.‬‬
‫‪-3‬تصميم النماذج والمجسمات‪.‬‬
‫تطبيق‪ :‬إذا أعطيت قطعة أرض فضاء ‪ ،‬ارسم فيها مخططا للبيت الذي تتمنى أن تعيش فيه‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬الذكاء الجسمي الحركي ‪The Bodily – kinesthetic intelligence‬‬
‫ر ً‬
‫يشير إلى قدرة الفرد على استخدام جسمه ككل أو جزء منه في أداء مميز ‪ ،‬وفي التعبير عن أفكاره‬
‫وأحاسيسه ومشاعره‪.‬‬
‫يتمتع أصحاب الذكاء الجسمي الحركي بالخصائص اآلتية ‪-:‬‬
‫الحركات الجسدية الدقيقة‪ ،‬والتآزر الحركي ‪،‬واالشارات ‪،‬والتوازن‪،‬والمرونة ‪،‬والسرعة ‪ ،‬والقوة ‪،‬وتمثيل‬
‫األدوار‪ ،‬وسرعة وقوة الحركة‪،‬ومرونة األداء‪ ،‬ويتضح هذا النوع من الذكاء عند العبي الكره‪ ،‬والرياضيين‬
‫عموما ‪ ،‬والعاملين في المعمار ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الجسمي الحركي من خالل ‪- :‬‬
‫‪-1‬الممارسة اليومية لألنشطة الرياضية‪.‬‬
‫‪-2‬القيام ببعض األنشطة اليدوية كعمل السجاد والنحت‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بأعمال الفك والتركيب‪.‬‬
‫‪ -4‬التمثيل الصامت‪.‬‬
‫تطبيق‪ :‬قم بتمثيل أدوار مشهد صامت للترزي الذي تخيط عنده مالبسك‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الذكاء الموسيقي‪Musical Intelligence :‬‬
‫يشير إلى قدرة الفرد على إدراك النغمات الموسيقية واإلحساس بها ‪،‬وتذوقها ‪ ،‬وتمييزها ‪ ،‬وتحويلها‬
‫كالمؤلف الموسيقي‪ ،‬والتعبير عنها كالمؤدي ‪ ،‬ويتضمن هذا الذكاء حساسية الفرد لألصوات واإليقاعات‬
‫واأللحان‪ ،‬واإلحساس بنغمات وطبقات الصوت‪ ،‬ويتمتع أصحاب الذكاء الموسيقي بالخصائص اآلتية‪-:‬‬
‫الحساسية للنغمات واألصوات‪ ،‬والتذوق الموسيقي‪،‬والتمييز بين األصوات‪ ،‬وحب الغناء ‪ ،‬ويتضح هذا‬
‫النوع من الذكاء أكثر لدى الموسيقيين ‪ ،‬والعازفين‪.‬‬
‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الموسيقي من خالل ‪- :‬‬
‫‪-1‬العزف على آلة موسيقية‪.‬‬
‫‪-2‬أداء األغاني القصيرة‪.‬‬
‫‪-3‬اإلنشاد مع فريق اإلنشاد الصفي‪.‬‬
‫‪ -4‬تقليد اآلخرين‪.‬‬
‫‪-5‬تذكر األلحان‪.‬‬
‫تطبيق‪ :‬استخرج الصوت الناشز من بين أعضاء فريق اإلنشاد بالمدرسة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الذكاء االجتماعي‪Social intelligence :‬‬
‫ً‬
‫يشير إلى قدرة الفرد على إدراك مشاعر اآلخرين‪ ،‬وتعبيراتهم ‪ ،‬وعالقاتهم ‪ ،‬وفهمها ‪ ،‬واالستجابة لكل‬
‫ذلك بفاعلية ‪.‬‬
‫ويتضمن ذلك فهم اآلخرين وتعبيراتهم اللفظية ‪ ،‬والجسمية والتفاعل معها والتعاطف معهم‪ ،‬كما يتضمن‬
‫فهم الفرد لطبيعة العالقة بينه وبين اآلخرين بعضهم البعض ‪ ،‬وسرعة التصرف في المواقف االجتماعية‬
‫التي قد تتطلب من الفرد أحيانا سرعة البديهة ‪.‬‬
‫ويتمتع أصحاب الذكاء االجتماعي بالخصائص اآلتية ‪-:‬‬

‫‪8‬‬
‫كسب األصدقاء بسهولة‪ ،‬حب مشاركة اآلخرين في أفراحهم وأحزانهم‪ ،‬تقبل اآلخر‪ ،‬بدء الحوار مع‬
‫اآلخر‪ ،‬إعطاء النصائح لألصدقاء‪ ،‬والقدرة على القيادة ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى القادة‬
‫‪،‬ورجال الدين ‪ ،‬واألخصائيين النفسيين‪ ،‬واألخصائيين االجتماعيين والمعالجين‪.‬‬
‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك االجتماعي من خالل ‪- :‬‬
‫‪-1‬ممارسة الرياضات الجماعية‪.‬‬
‫‪-2‬المشاركة في جماعات النشاط المدرسية‪.‬‬
‫‪-3‬زيارة األصدقاء واألقارب بشكل دوري‪.‬‬
‫‪-4‬إدارة الحوار مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪-5‬تعليم اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -6‬القيام بأدوار قيادية‪.‬‬
‫تطبيق ‪ :‬نظم لرحلة مع االخصائي اإلجتماعي يمكن أن تقوم بها المدرسة ‪ ،‬موضحا فقرات األنشطة‬
‫ومن الذي سيدير كل نشاط من هذه األنشطة‪.‬‬
‫سابعا الذكاء الشخصي ‪Personal Intelligence :‬‬
‫يشير إلى قدرة الفرد على فهم ذاته وامكاناته الحقيقية وتمييزها وتصنيفها‪ ،‬والتصرف تبعا لهذه‬
‫اإلمكانات‪.‬‬
‫ويتضمن هذا الذكاء معرفة الفرد لنفسه ولقدراته الحقيقية‪ ،‬ومعرفته كذلك لجوانب ضعفه وقوته ‪.‬‬
‫لذا علينا نحن اآلباء والمعلمين أن نتقبل هذا وأال نطلب من أبنائنا وتالميذنا أكثر مما تسمح به‬
‫إمكاناتهم ‪ ،‬وال نضع لهم مستوى طموح قد ال تمكنهم قدراتهم من الوصول اليه‪ ،‬فيتعرضون لإلحباط ‪،‬‬
‫وأن نقارن الطالب بنفسه ال بغيره من الطالب فيشعر بالتحسن ‪ ،‬بل ويشعر المحيطون به بذلك ‪.‬‬
‫ويتمتع أصحاب الذكاء الشخصي بالخصائص اآلتية ‪-:‬‬
‫التأمل كثيرا‪ ،‬والوعي بالذات ‪ ،‬والقدرة على تحديد األهداف ‪ ،‬والقدرة على اتخاذ القرار ‪،‬واالستمتاع‬
‫باألنشطة الفردية ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى الفالسفة والعلماء‪.‬‬
‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الشخصي من خالل ‪- :‬‬
‫‪ -1‬اإلجابة عن السؤال "من أنا؟" ‪.‬‬
‫‪ -2‬تسجيل األحداث اليومية في دفتر خاص بك وتحديد نجاحاتك أو تعثرك‪.‬‬
‫‪ -3‬القراءة في كتب علم النفس والتنمية البشرية لتعرف كثي ار عن نفسك‪.‬‬
‫‪ -4‬التفكير كثي ار في أهدافك القريبه والبعيدة في الحياة‪.‬‬
‫‪ -5‬ممارسة األنشطة الفردية‪.‬‬
‫تطبيق‪ : 1‬اكتب أهدافك التي حققتها وأهدافك التي لم تتحقق‪.‬‬
‫تطبيق ‪ :2‬أكتب سيرتك الذاتية ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية‬


‫المقدمة‬
‫يعد اهتمام اإلنسان بتأمل ودراسة سلوكه الذاتى وسلوك من يحيط به قديم قدم وعي اإلنسان بوجوده‬
‫وبوجود اآلخر‪ ،‬ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت العديد من المحاوالت التجريبية لدراسة العديد من‬
‫الموضوعات التي يهتم بها علم النفس مثل‪ ( :‬التفكير‪ ،‬والتعلم‪ ،‬والتحصيل الدراسى ـ‪ .).....‬ويعد التعلم‬
‫من الموضوعات األساسية التي يهتم بدراستها علم النفس التربوى ‪.‬‬
‫معني التعلم‬
‫نحن ال نستطيع مالحظة التعلم بشكل مباشر ‪ ،‬وانما يستدل عليه من السلوك ذاته ـ وعلي هذا يمكن‬
‫أن نعرف التعلم علي النحو اآلتي ـ " التعلم هو تغير شبه دائم في سلوك الفرد ناتج عن الخبرة‬
‫والممارسة ‪.‬‬
‫لكن هل كل تغير في األداء يعتبر تعلما ؟‬
‫فالنمو يؤدي إلى تغير في األداء ‪ ،‬وكذلك التعب واإلرهاق يؤديان كذلك إلى تغير في األداء ‪ ،‬لكن‬
‫هل هذه التغيرات تعتبر تعلما ؟‬
‫التغيرات في األداء الناتجة عن النمو ال تعتبر تعلما ألن العوامل المسئولة عن هذا التغير هي عوامل‬
‫بيولوجية خارجة عن إرادة الفرد ‪ ،‬وليست نتيجة الخبرة والممارسة كما سبق اإلشارة في تعريف التعلم ‪،‬‬
‫وكذلك التغيرات ا لناتجة عن التعب ال تعتبر تعلما ألن هذا التعب سريعا ما يزول بمجرد أن يأخذ الكائن‬
‫يعا ‪.‬‬
‫الحي قسطا من الراحة ‪ ،‬والتعلم وفقا للتعريف السابق هو تغير شبه دائم ال يزول سر ً‬
‫نماذج ونظريات التعلم‬
‫ليس اإلنسان في حاجة إلي أن يتعلم فقط‪ ،‬ولكن غالباً ما يدفعه حب االستطالع إلي محاولة التعرف‬
‫علي كيفية التعلم؟‪ ،‬وقديماً كانت الخبرة الوسيلة األساسية في تعلم الكثير من أمور الحياة ‪ ،‬وساهمت‬
‫الدراسات واأل بحاث في مجال التربية وعلم النفس في زيادة االهتمام بنظريات التعلم المختلفة‪ ،‬حتى‬
‫أصبحت المبادئ والقوانين التي تستند عليها كل نظرية هي الوسيلة في الحكم علي مدى كفاية وفاعلية‬
‫الموقف التعليمي في المدرسة ‪ ،‬والتي يمكن من خاللها اإلجابة عن عدة أسئلة حينما نتحدث عن التعلم‬
‫مثل ‪:‬ـ‬

‫‪10‬‬
‫ـ ماذا يحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم؟‬
‫ـ ما عالقة العوامل الداخلية ( الدافعية ـ الخبرة السابقة ـ القلق ‪ )....‬بالتعلم؟‬
‫ـ ما أثر العوامل الخارجية مثل العمل المراد تعلمه ـ كم الممارسة في التعلم ؟‬
‫وفيما يلى عرض لبعض نظريات التعلم وبعض التطبيقات التربوية لها في مجال التعلم المدرسي بصفة‬
‫خاصة ‪ ،‬ومجاالت التعلم بصفة عامة ‪.‬‬
‫أوالًـ نظرية التعلم الشرطى الكالسيكي‬
‫هي أولى النظريات السلوكية ظهو اًر وأكثرها شيوعاً ومؤسسها العالم الروسي "إيفان بافلوف‪Pavlov‬‬
‫‪ 1936 –1849‬المتخصص في فسيولوجيا الجهاز الهضمي ‪ ،‬وأجرى فيها بحوثا حصل بها على جائزة‬
‫"نوبل" عام "‪ ، "1914‬وحينما كان يجري إحدى تجاربه ألحد الحيوانات في الغدد اللعابية الحظ مالحظة‬
‫هامة هي أن الحيوان يفرز لعابه حين يتعرض لبعض المثيرات التي ترتبط ارتباطاً متكر اًر بالطعام (‬
‫مسحوق اللحم )‪ ،‬وليس حينما يوضع الطعام في فمه فعال ‪ ،‬والمعروف أن وظيفة اللعاب الفسيولوجية‬
‫هي تيسير مضغ الطعام وبلعه وهضمه ‪ ،‬ولكن بافلوف الحظ أن الحيوان يفرز اللعاب لمثيرات أخرى‬
‫محايدة بخالف الطعام وهذا يدل علي أنه يستجيب لمثير آخر سماه بافلوف " فيما بعد المثير الشرطي‬
‫"تميي اًز له عن المثير الطبيعي ‪ ،‬وهو ما أدى إلى تسمية النظرية بنظرية " التعلم الشرطي الكالسيكي "‪.‬‬
‫أ ـ بعض المفاهيم األساسية المرتبطة بالنظرية‬
‫‪ -‬المثير الطبيعي‪ :‬هو المثير الذي تنشأ عنه االستجابة الطبيعية عند تقديمه في البداية ‪ ،‬وهو الطعام (‬
‫مسحوق اللحم) ويرمز إليه ( م‪ /‬ط)‪.‬‬
‫‪-‬االستجابة الطبيعية‪ :‬هي االستجابة بسيالن اللعاب نتيجة المثير الطبيعي وهو الطعام ‪ ،‬ويرمز لها‬
‫بالرمز (س‪/‬ط) ‪.‬‬
‫‪-‬المثير المحايد‪ :‬هو المثير الذي التنشأ عنه استجابة سيالن اللعاب قبل اقت ارنه بالمثير الطبيعي ‪ ،‬وقد‬
‫استخدم "بافلوف" صوت الجرس كمثير محايد في البداية ‪.‬‬
‫‪ -‬المثير الشرطي‪ :‬هو المثير المحايد في البداية ثم أصبح بعد اقترانه بالمثير الطبيعي (الطعام) لعدة‬
‫مرات قاد ًار بمفرده علي انتزاع االستجابة (سيالن اللعاب) التى يصدرها المثير الطبيعي ‪ ،‬لذا سمي مثي ار‬
‫شرطيا ‪،‬ويرمز له بالرمز ( م ‪ /‬ش)‪.‬‬
‫‪ -‬االستجابة الشرطية‪ :‬هي االستجابة التى تنشأ نتيجة المثير الشرطي ‪،‬حيث نالحظ أن تقديم المثير‬
‫الشرطي بمفرده – دون مصاحبة المثير الطبيعي له ‪ -‬يكون ا‬
‫قادر علي انتزاع االستجابة الطبيعية وهي‬
‫سيالن اللعاب‪ ،‬ويرمز لها بالرمز (س‪/‬ش)‬

‫‪11‬‬
‫ب‪ -‬بعض قوانين النظرية ‪:‬‬
‫* قانون التدعيم ‪Law of Reinforcement‬‬
‫تتوقف قدرة المثير الشرطي في إصدار االستجابة الشرطية علي عدد مرات اقترانه وتدعيمه بالمثير‬
‫الطبيعي ‪ ،‬وكذلك الفاصل الزمنى بين المثير الشرطي والمثير الطبيعي ‪ ،‬لذا عندما يجيب الطالب عن‬
‫سؤال المعلم إجابة صحيحة ‪ ،‬على المعلم أن يشجعه ويدعمه مباشرة ‪.‬‬
‫* قانون االنطفاء ‪Law of Extinction‬‬
‫عند تكرار تقديم المثير الشرطي دون أن يعقبه أو يدعمه المثير الطبيعي ‪ ،‬فإن االستجابة الشرطية‬
‫تتضاءل تدريجياً ويحدث لها ما يسمي "باالنطفاء "‪ ،‬لذلك إذا امتنع المعلم عن السماح للطالب الذي‬
‫يقول " أنا ‪..‬أنا ‪ "....‬باإلجابة عند طلبه لها ‪ ،‬فإن هذه االستجابة بكلمة "أنا ‪...‬أنا‪ "....‬ستتضاءل‬
‫ويحدث لها انطفاء ‪ ،‬وتقل الفوضى في الفصل ويزداد االنضباط بما يؤثر إيجابا على التعلم ‪.‬‬
‫* قانون االسترجاع التلقائى ‪Law of Spontaneous rescovery‬‬
‫عند تقديم المثير الشرطي بعد فترة من حدوث االنطفاء يمكن أن تظهر االستجابة الشرطية مؤقتًا ‪،‬ولكن‬
‫ليس بنفس قوة االستجابة السابقة‪ .،‬وهنا يقال إنه تمت عملية استرجاع تلقائي لالستجابة الشرطية ‪.‬‬
‫جـ التطبيقات التربوية للنظرية‬
‫‪1‬ـ تقدم النظرية تفسيرات كثيرة حول كيف يمكن تعلم ردود األفعال االنفعالية مثل‪ :‬الخوف المرتبط‬
‫بمثيرات معينة كالغضب‪،‬والقلق ‪ ،‬وخبرات األلم عموما وجميعها استجابات انفعالية يمكن تشريطهاـ‬
‫مثال ‪ :‬يتعلم األطفال الخوف من الذهاب إلي طبيب األسنان بسبب خبرات األلم المرتبطة بالذهاب إليه‪.‬‬
‫‪2‬ـ يمكن تعديل بعض االستجابات غير المرغوبة من خالل تكوين ما يسمى باإلشراط المضاد أو العكس‬
‫مثال ـ الخوف من الظالم يتم تغييره من خالل ربطه بمثير غير شرطي مرغوب فيه والعكس ‪.‬‬
‫‪3‬ـ يمكن االعتماد علي االستجابة الشرطية في تكوين اتجاهات موجبة لدي التالميذ نحو المدرسة بوجه‬
‫عام ‪ ،‬والتعلم بوجه خاص ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ارتباط الذهاب إلي المدرسة باألنشطة المحببة للطالب ‪.‬‬
‫‪4‬ـ إحالل نماذج شرطية لعالقات جديدة مرغوبة بين مثيرات واستجابات واطفاء النماذج اإلشراطية‬
‫للعالقات غير المرغوبة ‪.‬‬
‫‪.5‬تعليم القراءة لألطفال من خالل اقتران الجملة المطلوب قراءتها بالصورة المعبرة عنها ‪.‬‬
‫ثانياً ـ نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ‬
‫في الوقت الذي كان "بافلوف" يجري فيه تجاربه كان عالم النفس األمريكي "إدوارد لي ثورنديك"‬
‫‪ )1949 -1874(Edward Lee Thorndike‬الذي كان يعمل في جامعة "كولومبيا" يجري تجاربه‬

‫‪12‬‬
‫أيضا على تعلم القطط ‪،‬وهو من أهم العلماء الذين ساهموا في تفسير التعلم عن طريق المحاولة والخطأ‬
‫" أو التعلم عن طريق االنتقاء والربط واتاحة الفرصة أمام الكائن الحى كي يختار من بين االستجابات‬
‫الممكنة ‪ ،‬تلك االستجابة التى تحقق له الهدف ‪ ،‬ثم الحصول علي التعزيز‪ ،‬وقد أجرى ثورندايك التجربة‬
‫التي وضع فيها قطا جائعا داخل قفص ‪،‬حيث أظهر القط في البداية نشاطا عشوائيا ‪ ،‬وكان على القط‬
‫الجائع إصدار استجابة معينة للخروج من القفص والحصول علي الطعام الذي يوجد خارج القفص كأن‬
‫يشد الحبل أو يجذب حلقة ‪ ،‬أو يحرك سقاطة الباب وجميعها استجابات تحقق الهدف وهو الخروج من‬
‫القفص أى حدوث التعلم ‪.‬‬
‫اتخذ "ثورندايك" الزمن الذي استغرقه القط لحل المشكلة وهي فتح الباب والخروج من القفص دليال‬
‫على التعلم ‪ ،‬بمعنى أنه كلما تناقص الزمن كان ذلك دليال علي تعلم الحيوان االستجابة الصحيحة لحل‬
‫المشكلة وهي استجابة الخروج من القفص للحصول على الطعام ‪،‬واعتبر"ثورندايك" كل فرصة تعطى‬
‫للقط محاولة مستقلة بذاتها‪ ،‬وتنتهي هذه المحاولة عندما يستجيب الحيوان االستجابة الصحيحة بالخروج‬
‫والحصول على الطعام ‪.‬‬
‫سجل " ثورندايك " عدد المحاوالت وزمن كل محاولة وكان التحسن التدريجي يتمثل في تناقص الزمن‬
‫مع تكرار المحاوالت‪ ،‬وقد استخدم "ثورندايك " الطعام كتعزيز لتقوية الرابطة بين المثير واالستجابة ‪.‬‬
‫أ ـ بعض قوانين النظرية‪.‬‬
‫قانون التمرين ‪Law of Exercise‬‬
‫يشير إلى ممارسة االرتباط بين المثير واالستجابة ‪ ،‬ويتضمن هذا القانون نمطين‪-:‬‬
‫األول‪ :‬قانون االستعمال ‪ Law of use‬ويقصد به " أن التمرين أو الممارسة تؤدي إلى تقوية الرابطة‬
‫بين المثير واالستجابة " وبالتالي كلما زادت مرات الممارسة قوي االرتباط أكثر‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬تدريب طالب الثانوية العامة على االمتحانات ‪ ،‬هذا التدريب يقوي الرابطة بين السؤال والجواب‬
‫الصحيح عن هذا السؤال في كل مقرر على حده ‪ ،‬وتزداد هذه الرابطة قوة بقدر ما يحل من امتحانات‬
‫وتدريبات بما يؤثر إيجابا في التحصيل الدراسي للطالب‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬قانون اإلهمال أو عدم االستعمال ‪, Law of disuse‬ويشير إلى " عدم الممارسة أو التمرين‬
‫لفترة من الزمن يؤدي إلى إضعاف الرابطة بين المثير واالستجابة" ‪.‬‬
‫ففي المثال السابق اإلهمال وعدم حل امتحانات في مقرر من المقررات يضعف الرابطة بين سؤال‬
‫معين واإلجابة الصحيحة عن هذا السؤال ‪ ،‬بما يؤثر سلبا في التحصيل الدراسي للطالب ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫*قانون األثر ‪Law of effect‬‬
‫يشير "ثروندايك" إلى أن قوة االرتباط ال تنشأ فقط بسبب تكرار مرات االقتران بين المثير واالستجابة ‪،‬‬
‫وا نما تنشأ بسبب األثر الطيب الناشئ عن التعزيز الذي يلي حدوث االستجابة ‪ ،‬وهذا هو التفسير الذي‬
‫يبنى عليه "قانون األثر" ‪ ،‬والذي يشير إلى أن االرتباط بين المثير واالستجابة يقوى أو يضعف نتيجة‬
‫لما يترتب على االستجابة من شعور باالرتياح أو عدم االرتياح‪.‬‬
‫ولذا ينص القانون على أنه عند تكوين ارتباط بين مثير ما واستجابة ما ‪ ،‬فإن هذا االرتباط يقوى إذا‬
‫حققت هذه االستجابة اإلشباع للفرد ويلى هذا االشباع شعور الفرد باالرتياح ‪،‬ويضعف هذا االرتباط إذا‬
‫لم تحقق هذه االستجابة اإلشباع للفرد ويلى هذا االشباع شعور الفرد بعدم االرتياح‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا أجبت عن سؤال المعلم إجابة صحيحة فستشعر باالرتياح والسرور ‪ ،‬وهذا الرضا سيجعلك‬
‫تتذكر هذه اإلجابة بسرعة إذا سؤلت نفس السؤال فيما بعد ‪ ،‬وبالتالي ستقوى الرابطة بين هذا السؤال‬
‫واإلجابة الصحيحة عنه ‪ ،‬واذا لم تجب عن السؤال إجابة صحيحة فستشعر بعدم االرتياح ‪ ،‬وبالتالي‬
‫ستضعف الرابطة بين هذا السؤال وتلك اإلجابة غير الصحيحة ‪.‬‬
‫* قانون االستعداد أو التهيؤ ‪Law of Readiness‬‬
‫يصف هذا القانون األسس الفسيولوجية لقانون األثر ‪ ،‬فهو يفسر حاالت االرتياح وعدم االرتياح التي‬
‫أشار إليها "قانون األثر" وبالتالي فهو يحدد الظروف التي يشعر فيها المتعلم بالرضا أو الضيق وهي‬
‫تتضمن ثالثة احتماالت‪ ،‬وهي ‪- :‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان الفرد مهيئا لالستجابة ‪ ،‬وتمت استثارته علي نحو يؤدي إلي إصدار هذه االستجابة ‪،‬‬
‫حينذاك سيشعر بالرضا واالرتياح‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا سألك المعلم سؤاال وكنت مستعدا لإلجابة ‪ ،‬وأجبت عن السؤال إجابة صحيحة فإن هذا‬
‫يشعرك بالرضا واالرتياح ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان الفرد مهيئا لالستجابة ‪،‬ولم يعط الفرصة إلصدار هذه االستجابة؛ فإنه سيشعر بالضيق‬
‫وعدم االرتياح ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬إذا سأل المعلم الصف سؤاال ‪،‬وكنت مستعدا لإلجابة عن هذا السؤال ‪ ،‬إال أنه لم يطلب منك‬
‫المعلم اإلجابة فستشعر بالضيق وعدم االرتياح ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أما إذا لم يكن الفرد مهيئا لالستجابة ‪ ،‬وتمت استثارته على نحو أجبر فيه على إصدار هذه‬
‫االستجابة فإنه سيشعر بالضيق وعدم االرتياح‬
‫مثال‪ :‬عندما يسألك المعلم سؤاال وأنت غير مستعد لإلجابة عن هذا السؤال ‪ ،‬وتضطر لالستجابة فإنك‬
‫بطبيعة الحال ستشعر بالضيق وعدم االرتياح‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ب ـ التطبيقات التربوية للنظرية‬
‫‪ -1‬استثارة دافعية المتعلمين عن طريق اشراكهم في اختيار أنشطة التعلم وأساليبه مما يجعل بيئة التعلم‬
‫مثيرة وجذابة ‪.‬‬
‫‪- 2‬أن تعلمك لمهارة ما أو مقطوعة موسيقية يعتمد بشكل كبير علي الممارسة التى تعد أساس عملية‬
‫التعلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة تقوية الروابط بين المثيرات واالستجابات بالتكرار أو التدعيم عند تعلم مهارات عقلية أو‬
‫حركية أو تكوين عادات سلوكية مرغوبة‪ ،‬أو تذكر معلومات لفظية ‪،‬أو عند ممارسة أنشطة أو تدريبات‬
‫لغوية أو تمرينات رياضية ‪ ،‬وكذلك مهارات الفك والتركيب والتجميع ‪ ،‬واألنشطة اليدوية األخرى كالرسم‬
‫والتلوين ‪.‬‬
‫‪ -4‬التهيئة والتمهيد للدرس خطوة أساسية تساعد الطالب على فهم واستيعاب الشرح‪.‬‬
‫ثالثاً ـ نظرية التعلم بالفهم واالستبصار ( الجشطلت )‬
‫‪Kohler,Koffka and‬‬ ‫"كوهلر وكوفكا وفرتهيمر‬ ‫أسس مجموعة من العلماء في ألمانيا ومنهم‬
‫ما يسمي بمدرسة الجشطلت ويقصد بمصطلح "الجشطلت "‬ ‫‪)1943- 1881( "Wertheimer‬‬
‫الصيغة أو الشكل أو الكل المنظم الذي يزيد علي مجموع أجزائه ‪ ،‬فالجشطلت هو "كل تتكون فيه‬
‫طا ديناميكياً فيما بينها ‪،‬وكذلك فيما بينها وبين‬
‫األجزاء المكونة له من عناصر وعالقات مترابطة تراب ً‬
‫الكل ذاته "‪.‬‬
‫قدمت نظرية التعلم الجشطالتي تفسي اًر جديداً للتعلم من خالل معرفة كيف يدرك الفرد نفسه والبيئة‬
‫المحيطة به في قانون " الك ل أكبر من مجموع أجزائه" و مثال ذلك حينما تق أر كلمة "أم " ال تق أر‬
‫حروف منفصلة (أ ـ م ) ‪ ،‬ولكن تق أر الكلمة كوحدة كلية ‪.‬‬
‫تم اجراء التجارب الشهيرة علي القردة على أساس أن يوضع الموز الشباع دافع الجوع بعيدا عن تناول‬
‫الحيوان ‪ ،‬وال يتم إشباع دافع الجوع لديه إال بعد حله للمشكلة ووصوله إلى الموز‪ ،‬ومن أمثلة هذه‬
‫المشكالت وضع الموز في أعلى سقف القفص الذي يوجد فيه القرد مع وجود صندوق أو صندوقين في‬
‫أحد جوانب القفص كمعينات يمكن للقرد استخدامها للوصول إلى الموز‪ ،‬وقد يوضع الموز في بعض‬
‫التجارب خارج القفص ‪ ،‬مع وضع بعض العصي داخل القفص ‪ ،‬بحيث ال يستطيع القرد الوصول للموز‬
‫خارج القفص إال باستخدام هذه العصي في جذب الموز من خارج القفص ‪.‬‬
‫أـ كيف تتم عملية التعلم بالفهم واالستبصار لد‪ :‬الجشطلتين‬
‫يرى علماء نفس الجشطالت أن القرد يدرك المواقف أو األحداث التى يمر بها بشكل كلي يستجيب لها‬
‫في إطار معرفي‪ ،‬كما أن التعلم يحدث لديهم من محاولة واحدة تسبقها فترة تأمل وانتظار تتخللها عملية‬

‫‪15‬‬
‫تنظيم واعادة تنظيم لعناصر الموقف وعالقات المجال اإلدراكي الذي يوجد فيه القرد لوضعها في صورة‬
‫"الكل المتكامل" ‪ ،‬عندئذ يحدث التعلم باالستبصار‪ ،‬فالقرد لم يدرك الصناديق والعصي على أنها أدوات‬
‫للتسلية ولكن أدركها على أنها وسائل معينة للوصول للهدف وهو الموز ‪ ،‬باإلضافة إلى إدراكه للعالقات‬
‫التي تربط بين هذه العناصر ‪.‬‬
‫ـولذا تعد عمليتى الفهم ‪ ،‬وادراك العالقات من أهم العمليات التى يمارسها الفرد في كافة مواقف التعلم‬
‫ال معقدة ‪ ،‬وهما خاصيتان ال توجدان في النظريات السلوكية التي يتم التعلم فيها علي أساس االرتباط بين‬
‫المثيرات واالستجابة ‪ ،‬كما سبق اإلشارة فى نظريتي التعلم الشرطي ‪ ،‬والتعلم بالمحاولة والخطأ ‪.‬‬
‫ب ـ خصائص التعلم بالفهم واالستبصار‬
‫* االنتقال من مرحلة ما قبل الحل إلى الحل هو انتقال مفاجىء‪.‬‬
‫* األداء القائم علي الحل باالستبصار في أغلب األحيان خاليا من األخطاء‪.‬‬
‫* الحل باالستبصار الذي يكتسبه الكائن لموقف ما يظل محتفظاً به لمدة طويلة ‪.‬‬
‫* يستطيع الفرد تطبيق أنماط التعلم باالستبصار بسهولة في المواقف المشابهة وهو ما يعرف بانتقال‬
‫أثر التعلم ‪.‬‬
‫* التعلم باالستبصار موجود لدى كافة الكائنات الحية علي السواء مع االختالف في درجة التعلم ‪،‬‬
‫حيث يزداد تبعاً لدرجة ارتقاء ونمو الكائن الحى ‪.‬‬
‫* ال يحدث انطفاء للتعلم باالستبصار ألنه يصبح جزءاً من الذاكرة طويلة المدي ‪.‬‬
‫عزيزى الطالب ـ فيما يتعلق بقوانين التعلم الجشطلتى؛ فهى نفسها قوانين اإلدراك التي سبق لك أن‬
‫درستها في العام الماضى‪.‬‬
‫جـ ـ التطبيقات التربوية للنظرية‬
‫ـ يتم التعلم عن طريق الفهم وادراك المعنى وليس الحفظ ‪.‬‬
‫ـ ضرورة إعادة تنظيم الخبرات السابقة بطريقة كلية وجديدة ‪.‬‬
‫ـ التعلم وفق هذه النظرية يعتمد أساساً علي إدراك العالقات التي قد تكون قائمة بين عناصر الموقف أو‬
‫الدرس ‪ ،‬لذلك يجب تحديد وابراز العالقات التى تربط عناصر الدرس مع استمرار اكتشاف باقى‬
‫العالقات بين العناصر األخرى ‪.‬‬
‫ـ ضرورة االستفادة من المعلومات والمعرفة في المواقف الجديدة وتوضيح أوجه التشابه بين ما هو جديد‬
‫من مادة تعليمية ‪ ،‬وما سبق تعلمه من خبرات ‪.‬‬
‫ـ التعلم يحدث نتيجة اإلدراك الكلي للموقف وليس نتيجة إدراك أج ازئه المنفصلة‬
‫مثل تعلم القراءة والكتابة بطريقة الكلمة ( الطريقة الكلية ) بدالً من الحرف (الطريقة الجزئية)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫رابعاً ـ نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات‬
‫يشير "دونالد أـ نورمان " أحد أبرز العلماء الذين ساهموا في هذه النظرية والتي تفترض أن التعلم يرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بتخزين المعلومات وبعض العمليات المعرفية األخرى ‪،‬كما أنه يتضمن ويتطلب القدرة علي‬
‫أداء مجموعة من المهام بدقة شديدة؛ فالتعلم لدي "نورمان " يتم من خالل التخزين الجيد للمعلومات ‪،‬‬
‫وبالتالي إضافة معلومات جديدة إلي الذاكرة ‪ ،‬ثم األداء الجيد ‪ ،‬وهذا اليمكن أن يتم كعملية أوتوماتيكية‬
‫تتحكم فيها قوانين ‪ ،‬مثل قانون األثر عند "ثروندايك" أو التعزيز ‪ ،‬وانما يكون الدور األكبر للمعلومات‬
‫التي يتم الحصول عليها ‪،‬ولذا يجب تحديد الشروط المناسبة للموقف التعليمى‪ ،‬والعمليات التي يتم من‬
‫خاللها تجهيز ومعالجة المعلومات لدى الفرد ‪ ،‬ومنها ‪- :‬‬
‫‪ ‬االستقبال ‪ :‬يتم من خالل استقبال الفرد للمنبهات والمثيرات الواردة من العالم الخارجي من خالل‬
‫الحواس التي وهبها هللا إياها ‪.‬‬
‫‪ ‬الترميز ‪ :‬يتم من خالل إضفاء واعطاء معانى ذات داللة محددة للمدخالت الحسية فى الذاكرة ‪.‬‬
‫‪ ‬االحتفاظ ‪ :‬يتم من خالل عملية االحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة ‪ ،‬ويختلف مستوى االحتفاظ باختالف‬
‫نوع الذاكرة ومستوى التنشيط الذي يحدث فيها ‪.‬‬
‫‪ ‬االسترجاع ‪ :‬يتم من خالل استدعاء المعلومات والخبرات السابقة التي تم ترميزها وتخزينها ‪.‬‬
‫ا‪-‬قوانين التعلم في هذه النظرية ‪:‬‬
‫يلخص "نورمان" مفاهيمه األساسية عن التعلم في ثالثة قوانين رئيسة ‪ ،‬هي ‪- :‬‬
‫* قانون العالقة السببية‪.‬‬
‫لكى يتعلم الفرد العالقة بين الفعل والنتيجة البد أن تكون هناك عالقة سببية واضحة بينهما‪.‬‬
‫* قانون التعلم السببي ‪.‬‬
‫لهذا القانون جزءان ـ الجزء األول ـيتعلق بالنتائج المرغوبة حيث يميل الكائن الحى إلى تكرار‬
‫االستجابات التى لها عالقة سببية واضحة بالنتائج المرغوب فيها ‪.‬‬
‫الجزء الثانى يتعلق بالنتائج غير المرغوب فيها ‪ ،‬حيث يميل الكائن الحي إلى تجنب االستجابات التى‬
‫لها عالقة سببية واضحة بالنتائج غير المرغوب فيها‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الطالب الذي يمارس الرياضة باستمرار ‪ ،‬وفي نفس الوقت يتجنب أن يشتري األطعمة من‬
‫الباعة الجائلين حرصا على صحته ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫* قانون التوذية الراجعة المعلوماتية‪.‬‬

‫يشير هذا القانون إلى أن ناتج أى عمل تؤديه ‪،‬أو فعل تفعله أو حدث سيوفر لك ً‬
‫كما من المعلومات‬
‫عن هذا العمل أو الفعل تسمي "التغذية الراجعة المعلوماتية" تفيدك في تصحيح المسار‪ ،‬وبالتالى يحدث‬
‫التعلم‪ ،‬ومن هنا يرتبط التعلم ارتباطا وثيقا بالفهم ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬يقال إنك تعلمت الشطرنج حينما تفهم جيداً النقالت واالستراتيجيات األساسية للعبة وغرضها‪،‬‬
‫والعالقة بين بعض الحركات‪ ،‬ونتائجها التي تحصل منها على التغذية الراجعة المعلوماتية‪ ،‬وقد تعتقد‬
‫أنك تعلمت الشطرنج ‪،‬ولكنك إذا لم تستطع اللعب أمام العب يتحدى قدراتك ‪ ،‬فإنك فى الحقيقة لم‬
‫تتعلمه‪.‬‬
‫التطبيقات التربوية للنظرية‬
‫إطار مرجعياً لفهم العديد من العمليات المعرفية المركبة على نحو‬
‫‪ -1‬يوفر إطار معالجة المعلومات ًا‬
‫موضوعى وملموس ‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤكد نورمان على أن السلوك اإلنسانى ينتج من تفاعل الظروف الحالية المثيرة‪ ،‬وذكريات الخبرة‬
‫السابقة واالنفعاالت والمعتقدات ‪ ،‬وبهذا يمكن تفسير استجابات األفراد من حولنا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة االعتماد علي التكرار اللفظى للمادة المتعلمة في المراحل العمرية األولي للمتعلم ‪ ،‬خاصة‬
‫سماع الكلمات والمفاهيم الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -4‬التدريب الموزع أكثر فاعلية من التدريب المكثف ‪.‬‬
‫‪ -5‬التعلم المبني على المعني أكثر دواماً ‪،‬لذلك يجب ربط ما يتعلمه الطالب بخبراته السابقة ‪ ،‬وأن‬
‫تكون أكثر ارتباطاً بالواقع‪.‬‬
‫‪ -6‬االهتمام باالنتقال اإليجابي ألثر التعلم من خالل تطبيق المتعلم لكافة الموضوعات والدروس التي‬
‫يتعلمها عمليا أو نظريا في المعمل أو الفصل الدراسي ‪.‬‬
‫‪ -7‬التركيز علي ضرورة االهتمام بنشاط المتعلم؛ فكلما بذل جهدا في استيعاب المعلومات الجديدة‬
‫وتكوين المفاهيم والتعميمات ‪ ،‬كلما كان مستوى المعالجة وتجهيز المعلومات عميقا‪ ،‬وبالتالى كان‬
‫مستوى االستدعاء واألداء أفضل ‪.‬‬
‫‪ -8‬يتسق منحي معالجة المعلومات مع تكنولوجيا الكمبيوتر على اعتبار أن كال منهما يستقبالن‬
‫معلومات ويتم معالجتها ودمجها مع المعلومات القديمة وتكوين بنية معلوماتية جديدة ينتج عنها‬
‫استجابات أو مخرجات لعالج المشكالت والمواقف المختلفة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫مبادىء التعلم الجيد وأسس االستذكار الفعال‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫عزيزى الطالب هناك بعض المبادىء التي يمكنك التعرف عليها واالستفادة بها ليكون تعلمك جيدا‬
‫واستذكارك مفيداً ‪.‬‬
‫اوالً ‪:‬ـ الدافعية والتعلم‬
‫جميع أنواع التعلم السابقة والتي أجريت علي الحيوان اعتمدت علي وجود دافع ( هو دافع الجوع) ‪ ،‬ولم‬
‫يكن ممكناً أن يتعلم الحيوان شيئاً بدون دافع‪ ،‬وينطبق هذا القول على اإلنسان إال أن الفرق الجوهرى أن‬
‫دافع التعلم عند اإلنسان يرقى من مجرد الدوافع البيولوجية والفسيولوجية لتشمل الدوافع االجتماعية‬
‫المكتسبة مثل‪ :‬الحاجة إلي تقدير الذات واالنجاز واالكتشاف ‪ ،‬وجميعها أمثلة علي دوافع هامة للتعلم‬
‫اإلنساني؛ لهذا من المهم بالنسبة إليك أن تشعر بالرغبة في الموضوع الذي تتعلمه ‪ ،‬فهذا الميل يعد قوة‬
‫دافعة ‪ ،‬ويسهل أن يتكون عندك هذا الدافع إذا أدركت الهدف من الدرس وأهميته في حياتك العامة ‪،‬‬
‫ومغزاه بالنسبة إلى مستقبلك التعليمي والمهنى ‪.‬‬
‫ثانياً ‪:‬ـ التعزيز والتعلم‬
‫يلعب التعزيز سواء أكان موجباً أم سالباً دو اًر هاماً في التعلم؛ فقد تعلم الحيوان في كثير من التجارب‬
‫اعتماداً علي هذا المبدأ؛ فمن المعروف أن كل ما يشبع الدوافع ويرضي الرغبات ويتفق مع الميول هو‬
‫نوع من المكافأة ‪ ،‬ويشمل ذلك الجوائز والدرجات فى االمتحانات وكل ما يشعر اإلنسان بالرضا‬
‫واالرتياح وهو ما يسمى بالتعزيز الموجب‪.‬‬
‫وقد يكون التعزيز السلبى مفيداً أحيانا حينما يحرم الشخص المخطئ من شيء يحبه ويوجه انتباهه إلي‬
‫أخطائه حتى يتجنبها؛ لذا فإن معرفة النتائج أو التغذية الراجعة فى هذه الحالة أهمية خاصة؛ فحين تعلم‬
‫أنك أخطأت في نطق كلمة باللغة اإلنجليزية أو الفرنسية ثم تستمع إلي النطق الصحيح للكلمة من‬
‫معلمك فإنك في هذه الحالة تتعلم االستجابة الصحيحة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الممارسة والتعلم ‪.‬‬
‫هناك نوعان من الممارسة أثناء التعلم هما ‪ :‬الممارسة الموزعة والممارسة المركزة في الممارسة‬
‫الموزعة يتم التعلم في جلسات قصيرة بينها فترات راحة ‪ ،‬أما الممارسة المركزة يتم التعلم في جلسات‬
‫طويلة نسبياً دون راحة‪ ،‬والممارسة الموزعة عموما أفضل من المركزة ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫وتختلف طريقة تحديد الفترات الزمنية المناسبة لكل من التعلم والراحة حسب المهام التى تقوم بها ‪ ،‬ومبدأ‬
‫الفروق الفردية بين األفراد ‪ ،‬ويمكن القول إنك يجب أن تستريح طالما تشعر أن كفاءتك في العمل بدأت‬
‫تتناقص وأن أخطاءك بدأت في التزايد ‪ ،‬علي أن تكون فترات الراحة خالل العمل الواحد الذي تؤديه‬
‫قصيرة ‪ ،‬أما إذا انتقلت من عمل إلى آخر ‪ ،‬كأن تتحول من استذكار اللغة العربية إلى الرياضيات‬
‫فيجب أن تكون فترة الراحة أطول ‪.‬‬
‫رابعا‪:‬ـ الدور اإليجابي للمتعلم‬
‫كلما زاد الجهد اإليجابى الذي تبذله فى تعلم المادة الدراسية مثل‪ :‬إعداد الدرس مقدماً ‪ ،‬وتلخيصه أثناء‬
‫تعلمه والمشاركة في المناقشة ‪ ،‬وطرح األسئلة التي تتصل بالموضوع كان تعلمك أكثر جودة‪.‬‬
‫خامسا‪:‬ـ قابلية التعلم لالنتقال‬
‫ً‬
‫تزداد كفاءة التعلم إذا كان تعلم موضوع معين يؤثر إيجابياً ويفيدك في تعلم موضوع آخر ‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمي باالنتقال الموجب للتعلم ‪ ،‬فإتقانك لقاعدة نحوية في اللغة العربية واللغة اإلنجليزية داخل الفصل‬
‫الدراسي يجب أن يفيدك أثناء القراءة والكتابة فى مواقف أخرى وال يكون التعلم ً‬
‫قابال لالنتقال الموجب إال‬
‫إذا توافرت له مجموعة من الشروط أهمها ‪:‬ـ‬
‫‪ -‬العناصر المشتركة ‪ :‬إدراك المتعلم لوجود تشابه بين التعلم الجديد والتعلم السابق يجعل االنتقال‬
‫سهالً‪.‬‬
‫‪ -‬الفهم ‪ :‬يعتمد على إد ارك عالقات التشابه واستبصارها ‪.‬‬
‫أسس االستذكار الفعال ‪.‬‬
‫كيف يمكن لك أن تستذكر دروسك بطريقة فعالة ؟ بالطبع فإن المبادىء السابقة حول التعلم الجيد تفيد‬
‫في االستذكار باإلضافة إلي مجموعة من األسس اآلتية التي يجب مراعاتها عند االستذكار ‪- :‬‬
‫اوالً ‪:‬ـ االنتباه‬
‫يلعب االنتباه دو ار هاما في تحسين طرق االستذكار ‪ ،‬وهذه بعض األسس التى تفيدك في ذلك ‪- :‬ـ‬
‫ـ تخصيص وقت معين لالستذكار والحرص علي االلتزام بذلك ‪.‬‬
‫ـ تخصيص مكان معين لالستذكار بعيداً عن أماكن االسترخاء ( السرير) ‪..‬‬
‫ـ التدريب علي االستذكار في الظروف المتغيرة ‪ ،‬فاستخدام األماكن الهادئة تماماً يجعل المتعلم غير‬
‫قادر علي االستذكار في قليل من الضوضاء حين يضطر إلي ذلك ‪.‬‬
‫ـ التخلص من المشكالت النفسية أو عدم التركيز عليها أثناء االستذكار ‪ ،‬فإذا كانت هذه المشكالت‬
‫صعبة الحل يمكن اللجوء إلى اإلخصائى النفسى بالمدرسة للمساعدة في حلها ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ثاني ًا ‪:‬ـ زيادة الرغبة في االستذكار‬
‫يرتبط هذا األساس بمبدأ الدافعية ويمكن أن تحقق ذلك لنفسك من خالل ‪:‬ـ‬
‫ـ التفكير في األهداف التي تسعي إلي تحقيقها من دراستك للمادة ومن ذلك النجاح أو التفوق ‪.‬‬
‫ـ التنافس مع الذات كأن يحدد الطالب لنفسه مستوى يسعى إلى تجاوزه ‪.‬‬
‫ـ تخصيص وقت محدد لالنتهاء من استذكار المادة والحرص على تنفيذ ذلك ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬ـ المشاركة النشطة‬
‫يصبح االستذكار أكثر فعالية إذا كنت نشطاً وايجابياً ‪ ،‬ويمكن أن يتحقق ذلك بالطرق اآلتية ‪:‬ـ‬
‫ـ المراجعة ‪ :‬يمكنك أن تتوقف أثناء المراجعة بين الحين واآلخر لتتذكر بعض العناصر األساسية ‪.‬‬
‫ـ تدوين المذكرات ‪ :‬يمكنك أن تشارك بفاعلية في استذكارك إذا قمت بتلخيص ما تق أر وتعد هذه‬
‫الملخصات بنفسك وتدون أسئلة ومالحظات وأفكار حول ما تتعلم ‪.‬‬
‫رابعاً ‪:‬ـ استخدام طرق القراءة الجيدة ‪.‬‬
‫القراءة بالفهم تيسر لك الكثير من التعلم ويمكنك أن تستخدم لتحقيق ذلك ما يلى ‪:‬ـ‬
‫ـ استعراض المادة استعراضاً عاماً قبل الدراسة التفصيلية ‪.‬‬
‫ـ الربط بين المعلومات الجديدة ‪ ،‬والمعلومات التي سبق لك دراستها ‪.‬‬
‫ـ البحث عن المبادىء العامة التي تنظم التفاصيل والجزئيات ‪.‬‬
‫ـ استخدام العادات الجيدة للقراءة من خالل اإليقاع الصحيح لحركات العين علي الكلمات المطبوعة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫األسئلة التقويمية‬
‫‪ .1‬عرف معني الذكاء‪.‬‬
‫‪ .2‬فسر فكرة الذكاءات المتعددة وفًقا لنظرية جاردنر‪.‬‬
‫‪ .3‬عرف الذكاء من وجهة نظر جاردنر‪.‬‬
‫‪ .4‬عرف الذكاء اللغوي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .5‬عدد الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء اللغوى فى ضوء مادرست‪.‬‬
‫معلما للغة العربية‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء اللغوى لدى تالميذك؟‬
‫‪ .6‬لوكنت ً‬
‫‪ .7‬عرف الذكاء المنطقي الرياضي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .8‬حدد الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء المنطقى الرياضى فى ضوء مادرست‪.‬‬
‫معلما للرياضيات‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء المنطقى الرياضى لدى تالميذك؟‬
‫‪ .9‬لوكنت ً‬
‫‪ .11‬عرف الذكاء البصري المكاني كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .11‬اعرض الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء البصرى المكانى فى ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .12‬لوكنت مر ًبيا‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء البصرى المكانى لدى أبنائك؟‬
‫‪ .13‬عرف الذكاء الجسمي الحركي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .14‬يتمتع أصحاب الذكاء الجسمي الحركي بخصائص عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬
‫معلما للتربية الرياضية ‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء الجسمى الحركى لدى تالميذك؟‬
‫‪ .15‬لو كنت ً‬
‫‪ .16‬عرف الذكاء الموسيقي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .17‬يتمتع أصحاب الذكاء الموسيقي بخصائص عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ .18‬في ضوء فهمك للذكاء الموسيقي‪.‬مامقترحاتك لتنميته لدي أبنائنا‪.‬‬
‫‪ .19‬عرف الذكاء االجتماعي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .21‬اعرض الخصائص التى تميز أصحاب الذكاء االجتماعى فى ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .21‬في ضوء فهمك للذكاء االجتماعي‪.‬مامقترحاتك لتنميته لدي أبنائنا؟‪.‬‬
‫‪ .22‬ماذا تقترح كطالب لتنمية ذكائك االجتماعى للتفاعل مع محيطك االجتماعى بنجاح؟‬
‫‪ .23‬لو تقدمت لوظيفة مسئول عالقات اجتماعية فى مؤسسة ما ‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية ذكائك االجتماعى‬
‫لشغل هذه الوظيفة؟‬
‫‪ .24‬عرف الذكاء الشخصي كما حدده جاردنر‪.‬‬
‫‪ .25‬يتمتع أصحاب الذكاء الشخصي بخصائص عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ .26‬ماذا تفعل لتنمية ذكائك الشخصى لتحقيق التكيف الناجح فى عالقاتك االجتماعية؟‬
‫‪22‬‬
‫مثاال لكل نوع من الذكاءات المتعددة كما حددها جاردنر‪.‬‬
‫‪ .27‬اعط ً‬
‫طا للذكاءات المتعددة كما حددها جاردنر‪.‬‬
‫‪ .28‬صمم تخطي ً‬
‫‪ .29‬حدد أهم الذكاءات التى تتمتع بها فى ضوء فهمك للذكاءات المتعددة عند جاردنر‪.‬‬
‫‪ .31‬ماذا تفعل لتنمية الذكاءات التى تتمتع بها لتكون أكثر فعالية فى حياتك العملية؟‬
‫‪ .31‬طلب منك صديقك محمد النصيحة لتنمية ذكائه اللغوى‪ .‬فبم تنصحه؟‬
‫‪ .32‬كيف يمكن توظيف الذكاء االجتماعى فى مجال العالقات االجتماعية من وجهة نظرك؟‬
‫‪ .33‬كيف يمكنك االستفادة من الذكاء المنطقى الرياضى فى حياتك العملية؟‬
‫‪ .34‬ضع خطة لتنمية الذكاءات المتعددة للنهوض بالمجتمع المصرى؟‬
‫ئيسا ألحد مراكز التنمية البشرية‪ ...‬ماالبرامج التى تقترحها لتنمية الذكاءات المتعددة عند‬
‫‪ .35‬تخيل نفسك ر ً‬
‫جاردنر؟‬
‫مقاال فى صحيفة المدرسة فيما ال يتجاوز خمسة أسطر بعنوان" تنمية الذكاءات المتعددة ضرورة‬
‫‪ .36‬اكتب ً‬
‫عصرية وواجب وطنى"‬
‫‪ .37‬عقدت ندوة بالمدرسة عنوانها " الذكاءات المتعددة عند جاردنر" لخص األفكار األساسية التى طرحت‬
‫فى الندوة‪.‬‬
‫‪ .38‬استنتج العالقات االرتباطية بين الذكاءات المتعددة فى ضوء فهمك للذكاءات المتعددة عند جاردنر‪.‬‬
‫‪ .39‬عرف التعلم في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .41‬علل وجود نماذج ونظريات للتعلم‪.‬‬
‫‪ .41‬فسر مايحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم‪.‬‬
‫‪ .42‬في ضوء فهمك لنظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي عرف المصطلحات التالية‪( :‬المثير الشرطي‪،‬‬
‫االستجابة الشرطية‪ ،‬المثير الطبيعي‪ ،‬المثير المحايد)‪.‬‬
‫‪ .43‬في ضوء فهمك لنظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي‪ .‬بين كيف يحدث كل من‪( :‬االنطفاء ‪،‬التدعيم‪،‬‬
‫االسترجاع التلقائي)؟‬
‫‪ .44‬لو كنت مر ًبيا‪ ...‬كيف تستفيد من نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكى فى عملك؟‬
‫‪ .45‬هل حققت نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي التعلم الذي تريده؟ برر وجهة نظرك ‪.‬‬
‫‪ .46‬في ضوء فهمك لنظرية المحاولة والخطأ فسر القوانين التالية‪ ( :‬االستعداد أو التهيؤ‪ ،‬التمرين‪ ،‬األثر)‪.‬‬
‫‪ .47‬اعط مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في حياتك الدراسية‪.‬‬
‫‪ .48‬هل حققت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ التعلم الذي تريده ؟ برر لماتقول‪.‬‬
‫‪ .49‬فسر كيف يتعلم الفرد إدراك الموقف الموجود فيه لدي الجشطلتيين‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ .51‬هناك العديد من مميزات التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬اعط مواقف حياتية توضح ذلك‪.‬‬
‫‪ .51‬هناك العديد من التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالفهم واالستبصار كيف يمكن االستفادة منها في‬
‫حياتك الدراسية؟‪.‬‬
‫‪ .52‬هل حققت نظرية التعلم بالفهم واالستبصار التعلم الذي تريده ؟ اذكر مبرراتك‬
‫‪ .53‬اعرض المفاهيم المرتبطة بنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات فى ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .54‬في ضوء فهمك لنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات‪ .‬فسر القوانين التالية‪ ( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم‬
‫السببي‪ ،‬التغذية الراجعة المعلوماتية)‪.‬‬
‫‪ .55‬اعط مواقف حياتية للقوانين التالية‪ ( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم السببي‪ ،‬التغذية الراجعة المعلوماتية)‪.‬‬
‫‪ .56‬أنت طالب بالمرحلة الثانوية ‪.‬كيف يمكنك االستفادة من نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في دراستك‬
‫؟‪.‬‬
‫‪ .57‬هل حققت نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات التعلم الذي تريده ؟ برر لما تقول‪.‬‬
‫‪ .58‬هناك مبادىء للتعلم الجيد‪.‬عددها‪.‬‬
‫‪ .59‬حدد أسس االستذكار الفعال‪.‬‬
‫‪ .61‬كيف يمكنك االستفادة من مبادىء التعلم الجيد في دراستك ؟‪.‬‬
‫‪ .16‬كيف يمكنك كطالب االستفادة من أسس االستذكار الفعال في تحقيق تعلم جيد؟‬

‫‪24‬‬
‫الوحدة الثانية‬

‫‪25‬‬
‫الوحدة الثانية‬

‫النمو اإلنسانى‬
‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬
‫قادرا علي أن‪:‬‬
‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذه الوحدة أن يكون ً‬
‫‪ُ .1‬يعرف النمو‪.‬‬
‫‪ .2‬يحلل تعريف النمو‪.‬‬
‫‪ .3‬يحدد المبادئ العامة للنمو‪.‬‬
‫‪ .4‬يعدد العوامل التي تؤثر في النمو‪.‬‬
‫‪ .5‬يفسر العوامل التي تؤثر في النمو‪.‬‬
‫‪ .6‬يعطى أمثلة للعوامل التي تؤثر في النمو‪.‬‬
‫‪ .7‬يستخلص العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة‪.‬‬
‫‪ .8‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة‪.‬‬
‫‪ .9‬يعدد مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬
‫‪ .11‬يلخص بإيجاز مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬
‫‪ .11‬يفسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬
‫‪ .12‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاهـ ـ ـر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬
‫‪ .13‬يلخص الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلة الرضاعة‪.‬‬
‫‪ .14‬يلخص بإيجاز مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ .15‬يفسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ .16‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ .17‬يعدد مظاهر النمو االنفعالى خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ .18‬يستخلص مظاهر النمو االجتماعي في الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ .19‬يستخلص كيفية اكتساب الصفات اإليجابية فى مرحلة الطفولة المبكرة ‪.‬‬
‫‪ .21‬يلخص مظاهر النمو المختلفة لمرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة‪.‬‬
‫‪ .21‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلتي الطفولة الوسطى‬
‫والمتأخرة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ .22‬يحدد الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة‪.‬‬
‫‪ .23‬يقارن بين مظاهر النمو المختلفة لمرحلتي الطفولة المبكرة‪ ،‬والطفولة الوسطى والمتأخرة‪.‬‬
‫‪ .24‬يعرف المراهقة‪.‬‬
‫‪ .25‬يستخلص المطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ .26‬يعدد مظاهر النمو المختلفة لدى المراهق ‪.‬‬
‫‪ .27‬يلخص بإيجاز مظاهر النمو لدى المراهق ‪.‬‬
‫‪ .28‬يلخص مظاهر النمو العقلي لمرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ .29‬يلخص مظاهر النمو االنفعالي لمرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ .31‬يلخص مظاهر النمو ااالجتماعي لمرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ .31‬يلخص مظاهر النمو االخالقي لمرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ .32‬يعدد العوامل التي تزيد من انفعاالت المراهق‪.‬‬
‫‪ .33‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاة مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المراهقة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‬
‫النمو‪ -‬تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه‬

‫مقدمة‬
‫لعل أكثر العلوم اإل نسانية التى تفيدنا فى فهم الطفل هى علم النفس ‪ ،‬وأكثر فروع علم النفس ارتباطا‬
‫بفهم الطفل هو علم نفس النمو الذى يهتم بدراسة المبادئ والقوانين والنظريات المتصلة بالنمو اإلنسانى‬
‫كما يهتم فى كل مرحلة من مراحل النمو بمظاهر النمو المختلفة ويهتم بالمطالب والحاجات والمشكالت‬
‫التى تواجه الفرد فى كل مرحلة حتى يتسنى لنا أن نفهم اإلنسان وفقا لمعايير النمو فى كل مرحلة ووفقاً‬
‫لتوقعات المجتمع‪ ،‬والهدف النهائى لدراسة النمو اإلنسانى هو تكوين شخصية نامية متطورة بصورة‬
‫متكاملة ‪ ،‬وهذا الهدف ال تقوم به األسرة بمفردها ولكن تقوم به كل مؤسسات المجتمع ( الحضانة ‪،‬‬
‫المدرسة ‪ ،‬وسائل االعالم ‪ ،‬دور العبادة ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬
‫وسوف نعرض فيما يلى النمو اإلنسانى مع التركيز على مرحلتي الطفولة والمراهقة من أجل فهم‬
‫طبيعة النمو فى هاتين المرحلتين‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬تعريف النمو ‪:‬‬
‫يمكن تعريف النمو اإلنسانى على أنه سلسلة التغيرات التى تحدث للكائن الحى منذ لحظة‬
‫الحمل وحتى الشيخوخة أو الوفاة وذلك فى الجوانب الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية واللغوية‬
‫والخلقية ‪.‬‬
‫ويتضح مما يتضمنه التعريف السابق أن النمو‪:‬‬
‫‪ .1‬سلسلة متصلة تبدأ منذ لحظة الحمل ثم الطفولة والمراهقة والشباب والرشد والشيخوخة ‪.‬‬
‫‪ .2‬يشمل الجوانب الجسمية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية واللغوية وهذه الجوانب متفاعلة مع بعضها‬
‫البعض ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ عامة للنمو ‪:‬‬
‫‪ -1‬النمو يسير من العام إلى الخاص‪ :‬بمعنى أن الوليد يستجيب للمواقف عامة بطريقة كلية ثم تصبح‬
‫تنوعا‪ ،‬فالطفل يحاول أن يحرك جسمه كله ليلتقط شيئا أمامه ثم يتعلم بعد ذلك كيف‬
‫االستجابات أكثر ً‬
‫يحرك يديه فقط ‪ ،‬ويكون مشى الطفل فى البداية حركة غير منتظمة لكل أجزاء جسمه ‪ ،‬وبعدها تأخذ‬

‫‪28‬‬
‫شكالً منسقاً لليدين والرجلين ‪ ،‬وحينما يريد الطفل أن يلتفت إلى مصدر صوت ما فإنه يحاول االلتفات‬
‫بكل جسمه ‪ ،‬ثم تتعدل حركته ويتعلم كيف يدير رأسه ورقبته فقط دون بقية جسمه ‪.‬‬
‫‪ -2‬النمو تغير مستمر ‪ :‬يقوم على التفاعل بين كائن عضوى بيولوجى ورث كثي ار من االستعدادات وما‬
‫يتع رض له من مؤثرات بيئية مادية ونفسية واجتماعية ‪ ،‬وال يتوقف النمو عند مرحلة الطفولة بل مع‬
‫امتداد الزمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى ‪ ،‬مكتسبا كل ما يؤهله للنضج لهذه المرحلة‪.‬‬
‫‪ -3‬توجد فروق فردية بين األفراد فى معدالت النمو ‪ :‬الجسمى والعقلى واالجتماعى واالنفعالى ‪ ،‬بل توجد‬
‫فروق داخل الفرد الواحد فربما سرعة النمو الجسمى ال تساير النمو العقلى أو االجتماعى أو االنفعالى‬
‫والمسايرة فى النمو بين األقران نسبية ‪.‬‬
‫تميل جوانب النمو المختلفة إلى االرتباط ببعضها ‪ ،‬فمن ينخفض ذكاؤه يتأخر فى المشى والكالم ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ويالحظ أن الطفل الذكى كثير ما يكون متقدما فى النمو االجتماعى واالنفعالى ‪.‬‬
‫‪ -5‬تختلف سرعة النمو من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬إذ يكون النمو الجسمى سريعا فى المرحلة الجنينية‬
‫والطفولة المبكرة والمراهقة ‪ ،‬بينما بطيئا فى الطفولة المتأخرة وفى الرشد ‪.‬‬
‫يسير النمو فى اتجاهات طولية واتجاهات عرضية ‪ ،‬فالنمو يسير فى اتجاه محورين متعامدين أحدهما‬ ‫‪-6‬‬
‫طولى يبدأ من أعلى الرأس ويتجه إلى آخر القدم ‪ ،‬واآلخر عرضي ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬العوامل المؤثرة فى النمو ‪:‬‬
‫يوجد كثير من العوامل التى تؤثر على الطفل بعد الوالدة ‪ ،‬وأهم هذه العوامل‪(:‬الوراثة ‪ ،‬الغدد ‪،‬‬
‫األسرة ‪ ،‬عوامل متعلقة بالطفل ذاته ‪ ،‬دور الحضانة‪ ، ،‬جماعات الرفاق ‪ ،‬المدرسة ‪ ،‬دور العبادة ‪،‬‬
‫وسائل اإلعالم ‪ .....‬إلخ )‪ .‬وسوف أقوم بعرض هذه العوامل بالتفصيل ‪.‬‬
‫‪ -6‬الوراثة ‪Heredity‬‬
‫الوراثة هى انتقال الصفات أو الخصائص الوراثية من الوالدين إلى اآلبناء‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫الموروثات أو الجينات ‪ Genes‬التى تحملها الكروموزومات ‪ Chromosomes‬التى تحتويها البويضة‬
‫المخصبة بالحيوان المنوى بعد عملية التلقيح واإلخصاب‪ ،‬ومن المعروف أن الخلية اإلنسانية تتكون من‬
‫جدار وبروتوبالزم ‪ ،‬والبروتوبالزم يحتوى على سيتوبالزم ونواة ‪ ،‬ويوجد داخل النواة الشبكة الكروماتينية‬
‫المكونة من خيوط رفيعة يطلق عليها الكروموزومات التى تحمل الجينات ‪ ،‬والتى تحدد جميع الصفات‬
‫الوراثية للكائن الحى‪.‬‬
‫‪ -2‬الوـدد ‪Glands :‬‬
‫الغدد أعضاء داخلية فى الجسم ‪ ،‬تتكون من مجموعة من األنسجة التى تتألف من خاليا‬
‫عصبية وخاليا عضلية ‪ ،‬ويحتوى الجسم على مجموعتين من الغدد‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫أ ‪ -‬الودد القنوية ‪ : Exocrine Glands‬وهى غدد لها قنوات خاصة تسير فيها إف ارزاتها ‪ ،‬ومن أمثلتها‬
‫‪ :‬الغدد الدمعية ‪ ،‬والغدد اللعابية ‪ ،‬الغدد العرقية ‪ ،‬والغدد الدهنية ‪ ،‬وغدة البروستاتا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الودد الالقنوية ( الصماء ) ‪ : Endocrine Glands‬وتطلق إف ارزاتها ( موادا كيميائية تسمى‬
‫الهرمونات ) فى الدم مباشرة‪ ،‬وترتبط وظائف الغدد الصماء ارتباطا وثيقا بوظائف أجهزة الجسم المختلفة‬
‫‪ ،‬حيث تساهم فى نمو الجسم وضبط السلوك االنفعالى‪ ،‬والتوازن فى إف ارزات هذه الغدد تجعل الفرد‬
‫شخصا سليماً ‪ ،‬واالضطراب فى إف ارزاتها يؤدى إلى االضطرابات النفسية والجسمية ‪ ،‬األمر الذى يؤدى‬
‫إلى سوء التوافق النفسى واالجتماعى واضطرابات الشخصية‪ ،‬ومن أهم الودد الالقنوية أو الصماء ما‬
‫يلى ‪:‬‬
‫جـ‪ -‬الودة النخامية ‪ : Pituitary Gland‬تقع أسفل سطح المخ ( فى منتصف الرأس عند قاعدة المخ)‪،‬‬
‫ويفرز الفص األمامى عدداً من الهرمونات ‪ ،‬منها هرمون النمو الذى يبدأ عمله منذ الشهور األولى فى‬
‫حياة الجنين ‪،‬ونقص هذا الهرمون فى الدم قبل البلوغ يعوق نمو العظام ‪ ،‬فيتحول الطفل إلى قزم‬
‫(القزامة) ‪ ،‬وزيادة إفراز هذا الهرمون فى مرحلة البلوغ تؤدى إلى نمو سريع وشاذ فى عظام الجذع‬
‫واألطراف ‪.‬‬
‫د‪ -‬الودد الدرقية ‪ : Thyroid Gland‬وتفرز هرمون الثيروكسين ‪ Thyroxin‬الذى يضبط عملية‬
‫تحويل الطعام إلى طاقة ويمد الخاليا بالح اررة الالزمة ‪ ،‬ونقصه يؤدى إلى الشعور بالبرودة بصفة دائمة‬
‫وبالدوخان أحيانا و عدم النشاط وقلة الرغبة فى العمل وبطء التنفس وضعف الرغبة الجنسية وقلة الرغبة‬
‫فى الطعام وبطء ضربات القلب ‪ ،‬أما إذا زاد إفرازها ونشاطها عن الحد العادى أو عن القدر المطلوب‬
‫للجسم من هرمون الثيروكسين؛ فقد يعانى الفرد الذى يزداد لديه نشاط الدرقية وافرازها عن المعدل العادى‬
‫من العصبية وعدم االستقرار فى ضربات القلب وصعوبة التنفس وكثرة الحركة ونحو ذلك ‪.‬‬
‫‪ -3‬األســــرة‬
‫إذا كانت العالقات بين الطفل ووالديه تتسم بالحب ‪ ،‬والقبول والثقة واالحترام فهذا يجعل الطفل‬
‫يتقبل ذاته ويتقبل اآلخرين ويثق فيهم ‪ ،‬في حين نجد أن العالقات التى تسودها الحماية الزائدة واإلهمال‬
‫أو التسلط أو السيطرة أو التهاون أو الرفض تؤدى إلى زيادة اعتمادية الطفل ‪ ،‬وشعوره بعدم الثقة‬
‫والعجز والنقص ‪ ،‬كذلك فإن العالقات االطيبة مع األخوة والخالية من تفضيل طفل على طفل ‪ ،‬والخالية‬
‫من التنافس فإنها تؤدى إلى النمو النفسى السليم للطفل ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوذاء ‪.‬‬
‫يؤدى الغذاء دو اًر مهما فى النمو حيث أنه يساعد فى إعطاء الجسم الطاقة الالزمة له كما‬
‫يساعد فى بناء خاليا الجسم وتعويض التالف منها ‪ ،‬باالضافة إلى أنه يسهم فى وقاية الفرد من‬

‫‪30‬‬
‫األمراض الناتجة عن النقص الغذائى ‪ ،‬ويجب أن يتناسب الغذاء مع طبيعة المرحلة التى يمر بها‬
‫الفرد‪ ،‬وفى كل الحاالت يفضل أن يتناول الفرد وجبات غذائية تحتوى على كل العناصر المطلوبة للنمو‪.‬‬
‫‪ -5‬رياض األطفال ودور الحضانــــة‬
‫تعد الروضة المعبر الذى ييسر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة‪ ،‬كما أنها البوتقة التى‬
‫تنصهر فيها فروق التنشئة االجتماعية الخاصة لتتحول إلى تنشئة اجتماعية عامة ‪ ،‬لذلك فهى سلطة‬
‫مؤثرة فى تشكيل نمط التطور البشرى ‪ ،‬كما تعد خبرة الذهاب إلى الروضة من أهم التغيرات االجتماعية‬
‫التى يواجهها الطفل فى سبيل تحقيق نضجه االجتماعى ‪ ،‬فالروضة تسهم فى اتساع عالم الطفل‬
‫االجتماعى الذى يزيد صلته بأشخاص يختلفون فى مقدار رعايتهم له ‪ ،‬بعد أن كانت عالقاته االنفعالية‬
‫واالجتماعية محصورة فى دائرة أبوية ‪ ،‬وعلى نحو معين من االهتمام والتعلق ‪.‬‬
‫‪ -1‬المدرســـة‬
‫هى تلك المنظمة الرسمية التى كفلها المجتمع بحكم تطور الحياة وتعقدها ‪ ،‬وأوكل إليها مهمة‬
‫تربية النشء وتعليمهم بشكل ثقافى مقصود ‪ ،‬وفقاً لنظم معينة ‪ ،‬ومن خالل نقل الثقافة ‪ ،‬واكتسابهم‬
‫أنماط السلوك والتفكير ‪ ،‬وتكوين العادات واالتجاهات االجتماعية والقيم المنشودة ‪ ،‬وتدريبهم على الطرق‬
‫واألساليب التى تساعدهم على تنمية استعداداتهم ومهاراتهم واستثمار طاقاتهم المختلفة إلى أقصى ما‬
‫يمكنها الوصول إليه ‪ ،‬وتعد المدرسة حلقة وسطى بين األسرة بنطاقها الضيق والحياة االجتماعية بنطاقها‬
‫الواسع الممتد ‪ ،‬فهى تستقبل الطفل صغي ار فى طور النمو ‪ ،‬لتؤهله ناضجا لمواجهة الحياة بمواقفها‬
‫المعقدة ومشكالتها المتعددة ‪ ،‬وممارسة دوره االجتماعى والمهنى ‪.‬‬
‫‪ -7‬جماعة الرفــاق ‪Peer Group‬‬
‫هى الجماعة التى تتكون من مجموعة من األفراد المتقاربين فى السن أو المستوى الدراسى أو‬
‫فى السكن أو الميول واالتجاهات ‪ ...‬وغيرها ‪ ،‬ويربط بينهم مجموعة من الروابط العاطفية واالجتماعية ‪،‬‬
‫وهذه الجماعة بنظامها وتقاليدها تمثل أحد األطر المرجعية للطفل والمراهق‪ ،‬وتتضح أهمية جماعة‬
‫الرفاق فى التوافق النفسى واالجتماعى فى كل مراحل الحياة بصفة عامة ‪ ،‬وفى الطفولة والمراهقة بصفة‬
‫خاصة ‪ ،‬لما تمثله من مصدر للصحبة والنصيحة والترفيه والمساعدة عند األزمات ‪ ،‬كما أن شعور‬
‫الطفل أو المراهق بأنهما مرفوضان من جماعة الرفاق يترتب عليه الشعور بالوحدة النفسية وازدياد‬
‫مشاعر االكتئاب وانخفاض قيمة الذات ‪.‬‬
‫‪ -8‬وسائل اإلعـالم ‪Media‬‬
‫تعد وسائل اإلعالم امتداداً لدور األسرة فى التنشئة‪ ،‬وتزداد أهمية وسائل اإلعالم فى ظل الثورة‬
‫التى أصبحت تعرف اآلن باسم ثورة المعلومات ليس من حيث تنوع أساليب االتصال ويسر استخدامها‬
‫‪31‬‬
‫فحسب ‪ ،‬ولكن من حيث الكم الهائل من المعلومات التى تقدمها باإلضافة إلى التناقض والتضارب فى‬
‫اتجاهات هذه المعلومات ‪ ،‬وما تتبناه من قيم إيجابية أو سلبية أو أيديولوجية متعارضة بل ومتناقضة‬
‫أحياناً ‪ ،‬ومن المعلوم أن بناء القيم وتكوين االتجاهات لم يعد مقصو اًر على ما تبثه الجماعة أو‬
‫الجماعات الصغيرة التى ينتمى إليها الفرد‪ ،‬ولكن األمر يزيد عن ذلك اآلن بحيث أصبح ألساليب‬
‫االتصال وما تحمله من معلومات تأثير أكثر وضوحاً فى األطفال والمراهقين الذين مازالوا فى طور‬
‫التكوين والتنشئة وتحديد الهوية ‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلنترنت والكمبيوتر ( الحاسب اآللى ) ‪:‬‬
‫إذا كان العصر الراهن هو عصر الثورة العلمية التكنولوجية وعصر المعلومات واالنفجار‬
‫المعرفى ‪ ،‬ودخول الحاسبات اآللية إلى كل مجاالت النشاط فى السياسة واالقتصاد واإلعالم والخدمات‬
‫فإن تعلم الطفل والمراهق وتنشئتهما قد تأثرت كثي اًر بهذه الثورة المعلوماتية ‪ ،‬إال أن هناك بعض المخاطر‬
‫تتطلب تقنين استخدامه بالنسبة لألطفال ‪ ،‬وهذه المخاطر منها ‪- :‬‬
‫أ‪ -‬صعوبة التحقق من مدى صحة ودقة المعلومات الموجودة على شبكة اإلنترنت ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدخول إلى غرف االتصال حيث يتبادلون الحديث مع أشخاص غرباء ال يعرفونهم ‪ ،‬ويجب تحذير‬
‫األبناء من إفشاء أسرارهم الشخصية أو مقابلة هؤالء األشخاص خارج المنزل‪.‬‬
‫جـ‪ -‬استهالك ساعات طويلة من الوقت مما يقلل من تفاعلهم االجتماعي ويؤثر على نموهم النفسى‬
‫(خاصة إذا وصل األمر إلى إدمان اإلنترنت)‪.‬‬
‫د‪ -‬عندما يقل التواصل االجتماعى مع اآلخرين يصبح الطفل أكثر عرضة للشعور بالوحدة النفسية‬
‫واالكتئاب‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫النمو في مرحلة الطفولة (الرضاعة – المبكرة – الوسطى – المتأخرة)‬

‫النمو سلسلة من الحلقات المتتابعة تبدأ مع تلقيح البويضة وتنتهى بنهاية حياة الفرد ‪ ، .‬ويمكن‬
‫تقسيم مراحل النمو على النحو التالى ‪:‬‬
‫‪ )1‬مرحلة ما قبل الوالدة‪ :‬وهى من بداية تلقيح البويضة حتى الوالدة‪.‬‬
‫‪ )2‬مرحلة المهد‪ :‬وهى منذ الميالد حتى نهاية األسبوع الثانى‪.‬‬
‫‪ )3‬مرحلة الرضاعة‪ :‬وهى من نهاية األسبوع الثانى حتى نهاية السنتين‪.‬‬
‫‪ )4‬مرحلة الطفولة المبكرة ‪ :‬وهى من نهاية الثانية إلى نهاية السنة السادسة‪.‬‬
‫‪ )5‬مرحلة الطفولة المتأخرة‪ :‬وهى من بداية السنة السابعة حتى العاشرة (البنات) والثانية عشرة‬
‫(البنين)‪.‬‬
‫‪ )6‬مرحلة البلوغ أو ما قبل المراهقة ‪ :‬وهى من العاشرة أو الثانية عشرة حتى الثالثة عشر ( البنات )‬
‫أو الرابعة عشر (البنون)‪.‬‬
‫‪ )7‬مرحلة المراهقة المبكرة‪ :‬وهى من الثالثة عشر أو الرابعة عشر حتى السابعة عشر‪.‬‬
‫‪ )8‬مرحلة المراهقة المتأخرة‪ :‬وهى من السابعة عشر حتى الحادية والعشرين‪.‬‬
‫‪ )9‬مرحلة الرشد المبكر‪ :‬وهى من الواحدة والعشرين حتى األربعين‪.‬‬
‫‪ )11‬مرحلة وسط العمر‪ :‬وهى من األربعين حتى الستين‪.‬‬
‫‪ )11‬مرحلة الشيخوخة‪ :‬وهى من الستين حتى نهاية العمر‪.‬‬
‫اوًال‪ :‬مرحلة ما قبل الوالدة ‪:‬‬
‫تعد مرحلة ما قبل الميالد ذات أهمية خاصة ألنها مرحلة التأسيس‪ ،‬وهي مرحلة وضع األساس‬
‫الحيوي للنمو النفسى ‪ ،‬والتغيرات التى تحدث فيها فى شهور عديدة تكون حاسمة ومؤثرة فى حياة الفرد‬
‫كله ‪ ،‬وهذه المرحلة تعتبر أيضاً طفرة فى النمو ‪ ،‬مقارنة بمرحلة الرشد والمراحل الالحقة‪ ،‬ولألهمية‬
‫البالغة لهذه المرحلة فإن بعض الشعوب ( الصين مثالً ) يحسبون شهور الحمل ضمن السن الحقيقى‬
‫للفرد وحقيقة إضافة سنة إلى عمر اإلنسان هى مرحلة ما قبل الوالدة تجعلنا نهتم بدراسة النمو الذى‬
‫يحدث فى هذه المرحلة‬

‫‪33‬‬
‫العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة ‪:‬‬
‫وفيما يلي عرض لكل عامل من هذه العوامل‪:‬‬
‫(‪ )6‬أمراض األم الحامل ‪Diseases Of Mother‬‬
‫إن أى مرض يصيب األم الحامل وخاصة فى الشهور الثالثة األولى للحمل يؤذى الجنين ‪،‬‬
‫ومن أهم األمراض التى قد تصيب األم الحامل وتمثل خطورة على الجنين هى الحصبة األلمانية‬
‫واألمراض التناسلية مثل إصابة األم الحامل بأحد هذه األمراض خاصة فى الشهور الثالثة األولى من‬
‫الحمل ينتقل من األم الحامل إلى الجنين مما يسبب له بعض األمراض مثل‪( :‬الصمم ‪ ،‬العمى ‪ ،‬البكم‪،‬‬
‫ضمور المخ ‪ ،‬أمراض القلب)‪ ،‬كما قد يعانى من تأخر فى نموه الجسمى والعقلى‪ ،‬وبالتالى قد يكون‬
‫الطفل متخلفاً عقلياً ‪ ،‬ومن المعروف أنه من خالل التطعيم ضد الحصبة األلمانية ‪ ،‬فإنه من المتوقع‬
‫أن تقل أو تتالشى حاالت التخلف العقلى الناتجة من الحصبة األلمانى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬غذاء األم ‪: Maternal Nutrition‬‬
‫من الالزم أن تحصل األم الحامل على غذاء مناسب ومتكامل ‪ ،‬بصفة خاصة البروتين ‪ ،‬واللبن‬
‫ومنتجاته ‪ ،‬وخبز ‪ ،‬وخضروات ‪ ،‬وفواكه‪ ،‬وذلك لالحتفاظ بحالتها الصحية وحتى يكون طفلها صحيحا‬
‫وسليما ‪ ،‬ذلك ألن الجنين يحصل على متطلباته الغذائية من األم ‪ ،‬حتى قبل أن تحصل عليها األم‬
‫وعدم كفاية أو تكامل العناصر الموجودة فى غذاء األم وكذلك سوء تغذية األم الموجودة فى غذاء األم‬
‫يؤدى إلى (اإلجهاض ‪ ،‬واألنيميا ‪ ،‬وتسمم الدم ‪ ،‬والوالدات المبتسرة أو الميتة ‪ ،‬وزيادة وقت الوالدة ‪،‬‬
‫وفقر الدم لدى الجنين ‪ ،‬وتأثر الجهاز العصبى للجنين ) خاصة فى حالة نقص البروتين ‪ ،‬كذلك فإن‬
‫هناك أمراضاً تنتشر بين األطفال الذين عانوا من سوء تغذية األم‪ ،‬وتظهر هذه األمراض فى الستة أشهر‬
‫األولى من الحياة مثل‪ ( :‬االلتهاب الرئوى ‪ ،‬والكساح ‪ ،‬وفقر الدم )‪.‬‬
‫(‪ )3‬تعرض األم لألشعة ‪:‬‬
‫تعريض الحوض ألشعة أكس )‪ (X‬قد يكون ضرورة عالجية للمرأة الحامل التى تشكو من ورم‬
‫خاصة فى الحوض أو المبايض على أن التعرض لكميات قليلة من األشعة قد ال يؤثر فى الجنين ‪،‬‬
‫ولكن المشكلة فى التعرض لجرعات كبيرة ‪ ،‬فإن هذا قد يؤذى الجنين ويعرضه لإلجهاض‪.‬‬
‫(‪ )4‬حاالت اختالف الدم ‪:‬‬
‫تتكون كرات الدم الحمراء من عناصر أساسية منها عناصر )‪ ، (RH‬وتوجد عناصر )‪ (RH‬فى‬
‫صورتين إما موجبة أو سالبة؛ فإذا كان دم األم به عناصر )‪ (RH‬موجبة‪ ،‬وكان دم األب به عناصر‬
‫)‪ (RH‬سالبة‪ ،‬هنا يحدث التوافق بين األب واألم فال يحدث ضرر للجنين‪ ،‬وهي الصورة السائدة للتوافق‬
‫في نفس الوقت مع دم األم‪ ،‬أما إذا كان دم األم به عناصر )‪ (RH‬سالبة وكان دم األب به عناصر‬
‫‪34‬‬
‫)‪ (RH‬موجبة فهنا يحدث عدم التوافق بين الصورة الموجبة التى توجد فى دم الجنين والصورة السالبة‬
‫التى توجد فى دم األم مما يؤدي إلى نقص كرات الدم الحمراء ويترتب على ذلك موت الجنين داخل‬
‫الرحم أو بعد الوالدة مباشرة أو إصابته بأنيميا حادة أو شلل أو ضعف عقلي أو عمى‪.‬‬
‫(‪ )5‬الحالة االنفعالية لألم ‪The Mother's Emotional State :‬‬
‫االنفعاالت ‪ Emotions‬مثل ( السعادة ‪ ،‬والقلق ‪ ،‬والحزن ) قد ال تؤثر بشكل مباشر على نمو‬
‫الجنين ‪ ،‬ولكنها تؤثر بشكل غير مباشر عبر تأثير الهرمونات ‪ ،‬فعلى سبيل المثال فإن ( القلق الحاد‬
‫‪ ،Severe Anxiety‬والتعرض للضغوط النفسية ‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والحزن الشديد ) تؤثر بشكل كبير على‬
‫األم الحامل وعلى الجنين ‪ ،‬فاألم الحامل تتأثر باالنفعاالت الشديدة وتزيد هذه االنفعاالت من صعوبات‬
‫الحمل ‪ Difficult Pregnancy‬والتى تشمل ( الغثيان ‪ ،‬والقيئ‪ ،‬وامكانية التعرض لإلجهاض ) ‪،‬‬
‫كذلك فإن عصبية األم ‪ Nervousness‬وانفعاالتها الشديدة تؤثر على الطفل قبل الوالدة وبعدها ‪ ،‬فهى‬
‫قبل الوالدة تضر الجهاز العصبى للجنين ‪ ،‬وبعد الوالدة تزيد من بعض األعراض المرضية لدى الطفل‬
‫الوليد ‪ ،‬مثل ( البكاء الشديد ‪ ،‬والتململ ‪ ،‬والمغص ‪ ،‬والنشاط الزائد ‪ ، Hyperactive‬وسوء الهضم ‪،‬‬
‫وكذلك احتمالية اإلجهاض )‪.‬‬
‫(‪ )1‬تدخين األم الحامل ‪:Pregnant Smokers :‬‬
‫يؤدى تدخين األم الحامل إلى نقص فى وزن الجنين والى النزيف أثناء الحمل‪ ،‬وتصل أخطار‬
‫تدخين األم الحامل إلى حد وفاة الجنين ‪،‬أو وفاة الطفل الرضيع بعد الوالدة‪ ،‬كما أن األمهات الالئى‬
‫يتوقفن عن التدخين أثناء الحمل يصبح أطفالهن أكثر وزنا من األمهات الالئى يستمرن فى التدخين‬
‫أثناء الحمل ‪.‬‬
‫وآثار تدخين األم الحامل يعود على الجنين بحرمانه من الدم النقى ‪ ،‬ذلك ألن الدم الذى يصل‬
‫إليه فيه نسبة كبيرة من ثانى أكسيد الكربون ‪ ،‬وبالتالى تقل نسبة األوكسجين وهذا يؤدى إلى زيادة نشاط‬
‫دقات القلب ‪ ،‬وقد يكون لتدخين األم الحامل نفس آثار تعاطيها للمخدرات ‪.‬‬
‫(‪ )7‬سوء استعمال األم الحامل لألدويـة ‪:‬‬
‫كل األدوية التى تتناولها األم الحامل تكون قادرة على الوصول إلى المشيمة ‪ Placenta‬وتؤثر‬
‫فى الجنين ‪ ،‬وقد ثبت أن الكثير من األدوية التى تتناولها األمهات الحوامل بدون إشراف طبى قد يكون‬
‫لها تأثير سيئ على األجنة ‪ ،‬ويؤدى إلى تشوهات جسمية وتخلف عقلى وضرر للجهاز العصبى ‪ ،‬وهذا‬
‫ينطبق حتى على أقل األدوية التى نعتقد أنها غير ضارة مثل األسبرين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ثانيا‪ :‬النمو فى مرحلة الرضاعة‬
‫ً‬
‫تشغل هذه المرحلة السنية األولى والثانية من الحياة وتعتبر مرحلة انطالق القوى الكامنة وهى‬
‫مرحلة اإلنجازات الكبيرة حيث تشهد نمواً جسمياً سريعا وتآز ار حسيا حركيا ملحوظا فى السيطرة على‬
‫الحركات (الجلوس والوقوف والحبو والمشى)‪ ،‬وفيها يتعلم الرضيع الكالم ويكتسب اللغة‪ ،‬ويالحظ فيها‬
‫نمو االستقالل‪ ،‬واالعتماد النسبى على النفس‪ ،‬واالحتكاك االجتماعى بالعالم الخارجى‪ ،‬والتنشئة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬والنمو االنفعالى ‪ ،‬ويتم فيها الفطام‪ ،‬وفيها أيضاً تنمو الذات ويتكون مفهوم الذات الذى‬
‫يعتبر الحجر األساسى للشخصية‪ ،‬وهكذا نرى أن هذه المرحلة تعتبر بالدرجة األولى مرحلة اكتشاف‬
‫العالم الخارجى وتوسيعه ‪.‬‬
‫‪ -6‬مظاهـــــر النمــــــــو خالل مرحلة الرضاعــة‬
‫أ) النمو الجسمى ‪:‬‬
‫تختلف معايير النمو الجسمى باختالف عوامل الوراثة والبيئة وباختالف النوع ‪ ،‬ومما تجدر‬
‫مالحظته أن النسب بين أجزاء جسم الرضيع تختلف عما هى عليه لدى الراشد‪ ،‬فبينما يبلغ طول رأس‬
‫الرضيع ربع طول الجسم نجد أن طول رأس الراشد تبلغ ثُمن طول الجسم ‪،‬أى إنه يالحظ تباطؤ نمو‬
‫الرأس واسراع نمو الجذع والذ ارعين والساقين ‪ ،‬ومعنى ذلك أن النسب الجسمية تختلف لدى الوليد عنها‬
‫لدى البالغ‪.‬‬
‫وتعتبر عملية التسنين من أهم مظاهر النمو الجسمى فى هذه الفترة ‪ ،‬حيث يبدأ ظهور األسنان‬
‫اللبنية أو المؤقتة فى الشهر السادس‪ ،‬وقد يتأخر ظهورها إلى الشهر الثامن‪.‬‬
‫كذلك تنمو العضالت فى حجمها وتزداد القدرة على التحكم فى العضالت الكبيرة‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للفروق بين الجنسين يظل الذكور أكبر حجما وأثقل وزنا وأطول قليالً من اإلناث‪ ،‬إال أن األسنان تظهر‬
‫مبك اًر لدى اإلناث عنها لدى الذكور‪.‬‬
‫ب ) النمـو العقلـــى ‪:‬‬
‫يختلف النمو العقلى لدى الرضيع عنه لدى الطفل فى المراحل العمرية التالية ‪ ،‬حيث إن الذكاء‬
‫يكون حسياً حركياً وليس تجريدياً وال يستطيع استخدام الرموز أو اللغة بكفاءة ‪.‬‬
‫جـ) النمو االنفعالى واالجتماعى ‪:‬‬
‫يبدأ الطفل فى إقامة عالقات اجتماعية وانفعالية مع الوالدين وترتبط قدرة الطفل في إقامة هذه‬
‫العالقات بمدى إدراكه لرعاية ومحبة والديه له واالهتمام به وحمايته واللعب معه ‪ ،‬ومن أهم انفعاالت‬
‫الطفل فى هذه المرحلة‪ :‬الفرح ‪ ،‬والحب ‪ ،‬والخوف ‪ ،‬والغيرة ‪ ،‬والغضب ‪ ،‬والبكاء ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫د ) النمـو اللوـوى ‪:‬‬
‫فى هذه المرحلة يبدأ الطفل فى نطق الكلمة األولى وذلك فى الفترة من الشهر السادس إلى‬
‫الشهر الثالث عشر ‪ ،‬ومع نهاية السنة األولى يستطيع أن يفهم تعليمات اآلخرين وأوامرهم‪ ،‬ويستطيع فى‬
‫الشهر الثامن عشر إلى العشرين أن ينطق كلمتين ‪ .‬ويستطيع فى السنة الرابعة أن ينطق جملة‪.‬‬
‫‪-2‬الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة‪:‬‬
‫يكتسب الطفل بعض الصفات اإليجابية ( الثقة فى السنة األولى ‪ ،‬االستقاللية فى السنة الثانية‬
‫‪ ...‬إلخ ) نتيجة لحصول الطفل على الرعا ية المناسبة المتمثلة فى الرضاعة والحب واالهتمام ‪ ،‬بالتالى‬
‫ينظر الطفل بتفاؤل إلى المستقبل والى العالم وينظر إلى اآلخرين على أنهم معطاءون جديرون بالثقة‬
‫ويمكن االعتماد عليهم مما يهيئ للطفل إلقامة عالقات اجتماعية وانفعالية الحقة ( مع الصديق ‪ ،‬مع‬
‫الزوجة ‪ ،‬ومع االبن ‪ ..‬إلخ )‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬النمو في مرحلة الطفولة المبكرة ‪( Early Childhood‬ما قبل المدرسة)‬
‫تمتد هذه المرحلة من بداية السنة الثالثة وحتى دخول الطفل المدرسة االبتدائية أي من نهاية مرحلة‬
‫الرضاعة حتى دخول المدرسة ‪ ،‬وفى هذه المرحلة ينمو لدى الطفل الوعى باالستقاللية وتأكيد االنفصال‬
‫عن الوالدين ‪ ،‬ويستطيع الجرى وينمو مفهوم الذات لدى الطفل ويتمثل فى تكرار استخدامه لكلمة " أنا "‬
‫( أنا أستطيع أن أعملها ‪ ،‬وأنا أقوم بذلك ‪... ،‬إلخ ) كما يستطيع الطفل القيام ببعض المسئوليات‬
‫المهمة فى رعاية الذات ( التغذية‪ -‬والنظافة – واإلخراج ‪ -‬وارتداء المالبس) ويأكل بنفسه ويجلس على‬
‫المكان المخصص لإلخراج‪ ،‬كما يستطيع أن يساعد فى بعض األعمال المنزلية ‪ ،‬ويستطيع أن يتحدث‬
‫بكفاءة مع اآلخرين ‪ ،‬ويقلد ما يراه فى التليفزيون أو السينما " سوبرمان ‪ ...‬إلخ"‪.‬‬

‫‪-6‬مظاهــر النمــو‬
‫أ) النمو الجسمى ‪ :‬تتمثل مظاهر النمو الجسمى فى اآلتى (*)‪:‬‬
‫‪ -‬تستمر األسنان فى الظهور ويكتمل عدد األسنان المؤقتة ‪ ،‬ويبدأ تساقطها لتظهر األسنان الدائمة‬
‫‪ ،‬ويعانى بعض األطفال من التسنين‪.‬‬
‫‪ -‬تنمو األطراف نمواً سريعاً ‪ ،‬وينمو الجذع بدرجة متوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬يتأثر الطول بإمكانية النمو لدى الطفل ويزداد نمو الجذع واستطالة العظام وفقدان الشحم الذى‬
‫كان مالحظا فى مرحلة الرضاعة‪.‬‬

‫)*( خالل حديث المؤلف مع بعض أساتذة طب األطفال عن الوزن المثالى للطفل أشاروا إلى أن النمو الجسمى فى المرحلة العمرية من ‪ 12 – 2‬سننة‬
‫= عمر الطفل × ‪ . 8 + 2‬بمعنى إذا كان عمر الطفل ‪ 4‬سنوات فإن الوزن المثالى له = ‪ 16 = 8 + 2 × 4‬كجم‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬يزداد الوزن بمعدل كيلو جرام واحد تقريباً فى السنة ‪ ،‬ويكون البنون أقل وزنا بدرجة بسيطة من‬
‫البنات ‪.‬‬
‫‪ -‬تبدأ غضاريف الهيكل العظمى للطفل بالتحول إلى عظام ‪ ،‬ويظل الهيكل العظمى فى هذه‬
‫المرحلة غير ناضج وتزداد عظام الجسم حجماً وعددا وصالبة مع النمو ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمو العضالت الكبيرة بصورة أسرع من العضالت الصغيرة الدقيقة‪.‬‬
‫ب) النمـو العقلــى ‪:‬‬
‫تمتد هذه المرحلة من نهاية العام الثانى للطفل وحتى العام السابع له ‪ ،‬وهى مرحلة التفكير‬
‫الحسى والتمركز حول الذات‪ ،‬وال يستطيع الطفل فى هذه المرحلة أن يركز على بعدين أو أكثر ‪.‬‬
‫جـ) النمو االنفعالى‪:‬‬
‫ومن أهم مظاهر النمو االنفعالى فى هذه المرحلة ‪:‬‬
‫* انفعال الخوف ‪ :‬يالحظ أن البنات أكثر تعرضاً للخوف من األوالد‪ ،‬كما أن األطفال بعضهم يخاف من‬
‫مر ‪.‬‬
‫الحيوانات‪ ،‬أو الظالم‪ ،‬أو األطباء خاصة إذا كان مريضا‪ ،‬واعطائه الطبيب حقنة‪ ،‬أو دواء ا‬
‫* انفعال الوضب ‪ :‬تظهر نوبات الغضب لدى الطفل عند حرمانه من إشباع رغباته ‪ ،‬أو عندما تعاق‬
‫حركته ‪ ،‬وتكون هذه النوبات فى صورة احتجاج وعناد ومقاومة ‪ ،‬وقد يثور الطفل ويرتمى على األرض‬
‫أو يركل األرض بكلتا قدميه ‪.‬‬
‫* انفعال الويرة ‪ :‬تدب نار الغيرة فى نفس الطفل عند ميالد طفل جديد‪.‬‬
‫د) النمو اللوـوى ‪:‬‬
‫فى نهاية هذه المرحلة يتسم التعبير اللغوى بالوضوح والدقة ‪ ،‬وتختفى األخطاء التى كانت‬
‫موجودة ‪ ،‬قبل ذلك سواء فى النطق الطفلى لبعض الكلمات (قلم – تلم ) ‪( ،‬مدرسة – مترسة ) ‪( ،‬‬
‫أحمد – أمد ) أو إبدال بعض الحروف (حامز بدال من حازم ) ‪ ،‬وهناك عدة عوامل تؤثر على النمو‬
‫اللغوى للطفل‪.‬‬
‫هـ) النمو االجتماعي‪:‬‬
‫اجتماعيا‬
‫ً‬ ‫يبدأ الطفل في هذه المرحلة في التعلق بالوالدين خاصة باألم‪ ،‬كما يستطيع أن يميز‬
‫بين األشخاص المألوفين له مثل األب واألم واألشقاء وبين الغرباء‪ ،‬كما يستطيع الطفل في هذه المرحلة‬
‫أن يعبر عن عمق العالقة مع األم باالبتسام والشعور بالراحة عندما يراها وتعتبر هذه المرحلة بداية‬
‫ظهور الذكاء االجتماعي‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-2‬كيفية اكتساب الصفات اإليجابية فى هذه المرحلة ‪:‬‬
‫إذا توافرت ظروف نفسية واجتماعية مناسبة للطفل فإنه يكتسب االستقالل الذاتى وقوة اإلرادة ‪،‬‬
‫وهذا يتوقف على مدى ما يشعر به من محبة من الوالدين ومدى رغبة الوالدين فى السماح ألطفالهم‬
‫بالحرية‪ ،‬وفى هذه المرحلة يكتسب الطفل القدرة على التحكم وتزداد دافعيته لالنجاز‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬النمو في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة‬
‫ر ً‬
‫( طفل المدرسة االبتدائية " ‪ 62 – 1‬سنة " )‬
‫تبدأ هذه المرحلة ببداية التحاق الطفل بالمدرسة االبتدائية ‪ ،‬وتنتهى بنهاية تخرجه منها ‪ ،‬وبنهاية‬
‫هذه المرحلة يبدأ الطفل الدخول فى مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪-6‬مظاهر النمو ‪:‬‬
‫أ) النمـو الجسمى ‪:‬‬
‫يتسم النمو الجسمى فى هذه المرحلة بالبطء وتتغير نسب النمو فى هدوء وال تط أر زيادات‬
‫مفاجئة فى الحجم ويبدأ وزن الطفل تقر ًيبا في هذه المرحلة من حوالي ‪ 23 – 21‬كم‪ ،‬وطوله من ‪121‬‬
‫– ‪ 122‬سم وفي نهاية هذه المرحلة أي سن ‪ 12‬سنة يبلغ طول الطفل تقر ًيبا ‪146‬سم‪ ،‬والوزن ‪– 36‬‬
‫‪38‬كم‪.‬‬
‫ب) النمـو العقلى ( المعرفى )‬
‫عند سن السادسة أو السابعة يدخل األطفال فى المرحلة الثالثة من مراحل النمو المعرفى األربع‬
‫التى حددها بياجيه وهى مرحلة العمليات العيانية " الحسية" ‪ ، Concrete Operation‬ويقصد‬
‫بالعمليات العيانية " القدرة على التفكير المنطقى فى األمور الحسية "‬
‫ومن مظاهر النمو المعرفى أيضاً حب الطفل لالستكشاف وارتياد المجهول ومعرفة ما ال يعرفه‬
‫‪ ،‬وهذا الحب للمعرفة ال بد أن يقابله رعاية معرفية من الوالدين متمثلة فى توفير مصادر للمعرفة ( كتب‪،‬‬
‫مجالت ‪ ،‬زيارات ألماكن أثرية ‪ ،‬مشاهدة التليفزيون ‪ ...‬إلخ ) ‪،‬‬
‫جـ‪ -‬النمو االنفعالى ‪:‬‬
‫تتسم هذه المرحلة خاصة الثالث سنوات األخيرة منها بالهدوء‪ ،‬والثبات االنفعالى‪ ،‬ويسميها‬
‫بعض الباحثين مرحلة الطفولة الهادئة ‪ ،‬وذلك مقارنة بمرحلة الطفولة المبكرة التى تتسم بحدة االنفعاالت‬
‫وعدم ثباتها ‪ ،‬وقياسا على فترة المراهقة التى تتسم بعدم االستقرار االنفعالى ‪ ،‬ويتسم النمو االنفعالى‬
‫فى هذه الفترة بالهدوء ‪ ،‬وتتسم شخصية الطفل بتقبل الضوابط والنظام والطاعة ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫د‪ -‬النمـو الحركى ‪:‬‬
‫يستطيع الطفل أن يتحكم فى أدائه الحركى ‪ ،‬وتتسم حركاته بالقوة والسرعة واإلتقان والرشاقة ‪،‬‬
‫ويستطيع استيعاب النشاط الحركى من خالل‪ ( :‬لعب الكرة ‪ ،‬والسلة ‪ ،‬والقفز‪ ،‬والسباحة ‪ ..‬إلخ )‬
‫ويستطيع أن يكتسب المهارات الحركية فى فترة قصيرة‪ ،‬ويميل الذكور إلى النشاط الحركى القوى (الجرى‬
‫‪ ،‬والقفز‪ ،‬وركوب الدرجات ‪ ...‬إلخ ) بينما تميل اإلناث إلى األلعاب الخفيفة ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬النمـو االجتماعــى ‪:‬‬
‫يتسع العالم االجتماعى للطفل بالتحاقه بالمدرسة حيث يواجه الطفل فى هذه السن جماعتين‬
‫جديدتين تسهمان فى نمو شخصيته وفى تنشئته االجتماعية وهما‪ :‬المعلمون واألقران ‪ ،‬ويظل تأثير‬
‫األسرة مستم اًر على الطفل‪ ،‬ويبدأ الطفل فى هذه المرحلة فى االنخراط وتقبل معايير المجتمع ‪ ،‬ويكون‬
‫سلوكه االجتماعى متسقا مع هذه المعايير‪ ،‬وهو ال يفعل ذلك لمجرد الحصول على الدعم‪ ،‬واإلثابة من‬
‫الوالدين واآلخرين‪ ،‬ولكنه يفعل ذلك تحقيقا لذاته حيث يشعر بالرضا عندما يقوم بسلوك اجتماعى‬
‫مرغوب ويكون هنا التدعيم ذاتياً وليس خارجياً‪.‬‬
‫‪-2‬الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة ‪:‬‬
‫تتضمن زيادة النضج العقلى واالنفعالى واالجتماعى المتمثل فى القدرة على التفكير االستداللي‬
‫وعلى تنظيم الذات وعلى التواصل مع األسرة‪ ،‬واألقران مما يجعل الطفل يشعر بالكفاية‪ ،‬والتمكن حيث‬
‫صنعت بها األشياء‪ ،‬كما يهتم بشكل أساسى باإلنجاز األكاديمى ‪.‬‬
‫يهتم الطفل بالكيفية التى ُ‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫النمو في المراهقة‬
‫مقدمـة ‪:‬‬
‫إن كلمة مراهقة ‪ Adolescence‬مشتقة من الفعل الالتينى ‪ Adolescerre‬ويعنى التدرج نحو‬
‫النضج البدنى (الجسمى) والجنسى ‪ ،‬والعقلى ‪ ،‬واالنفعالى ‪ ،‬واالجتماعى‪ ،‬وهى فترة تلى مرحلة الطفولة‬
‫وتسبق مرحلة الرشد ‪ ،‬أى أنها فترة انتقالية بين الطفولة والرشد‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬معنى المراهقة ‪:‬‬


‫المراهقة هى المرحلة التى يعبرها الطفل كى ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ليصير‬
‫راشدا ناضجاً سواء كان رجالً أم امرأة‪ ،‬وتمتد هذه المرحلة طوال العقد الثانى تقريبا من عمر الفرد ‪ ،‬فهى‬
‫تبدأ بحدوث البلوغ الجنسى وتنتهى بالوصول إلى سن الرشد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة ‪:‬‬


‫ً‬
‫فيما يلى عرض للمطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة والتى يمكن صياغتها على‬
‫النحو التالى ‪:‬‬
‫‪ -6‬تحقيق عالقة ناضجة مع الرفاق ‪:‬‬
‫إن شعور المراهق بالقيمة يبنى على أساس كيفية ردود فعل اآلخرين له وعلى استحسان رفاقه‬
‫إلى حد كبير ‪ ،‬فضالً عن أنه من أهم نواحى النمو االجتماعى له ذلك النمو التدريجى لميوله نحو أفراد‬
‫الجنس اآلخر‪ ،‬ويؤدى هذا الميل بطبيعته إلى اتساع نشاطه الجنسى الغيرى ‪ ،‬وهذا النشاط هو المسئول‬
‫عن قضايا الحب التى يمارسها المراهقون‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق هوية الجنس ‪:‬‬
‫إن اعتناق المراهق للدور المناسب لجنسه ‪ ،‬وقبوله لطبيعته البيولوجية يبدأ فى سنوات الطفولة ‪،‬‬
‫ويمثل جزءاً هاما من اإلحساس بهويته وبمن يكونه ويدعمه التوحد مع الوالد من نفس جنسه وتأييد ذلك‬
‫واستحسانه من قبل المجتمع واآلخرين‪.‬‬
‫القررات فيما يتعلق بالمستقبل المهنى ‪:‬‬
‫‪ -3‬اتخاذ ا‬
‫إن أكثر ما يصيب المراهق بالقلق واالضطراب هو عدم القدرة على االستقرار وتحديد هوية‬
‫ظا على تماسكهم الذاتي‪،‬‬
‫مهنية‪ ،‬مما يدفع بالمراهقين إلى المبالغة فى التوحد باألبطال الجماهيرية حفا ً‬

‫‪41‬‬
‫ومن هنا فاإلعداد للمستقبل المهنى من المهام الرئيسية أمام المراهق ويؤكد البعض أن المراهقة تنتهى‬
‫ببداية الخبرة العملية فى عالم العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬تنمية القيم والمعايير الخلقية ‪:‬‬
‫تنفرد المراهقة أكثر من أى مرحلة أخرى باالهتمام الشديد بالقيم والمعايير الخلقية فمن ناحية‬
‫يؤدى نمو القدرات العقلية إلى زيادة الوعى بالقضايا الخلقية‪ ،‬والى زيادة القدرة على مناقشتها‪.‬‬
‫وتكملة لهذه المطالب والتحديات التى يواجهها المراهق توجد أيضا الحاجة للمركز االجتماعى‪،‬‬
‫والحاجة إلى االستقالل‪ ،‬والحاجة إلى اإلنجاز‪ ،‬ونراه يهتم بالمثل والدين والحقيقة فى محاولة منه إليجاد‬
‫فلسفة لحياته والفشل فى ذلك يؤدى إلى عدم توافر األمن النفسى‪.‬‬
‫ولعل أقوى الحاجات وأهمها عند المراهق هى‪ :‬الحاجة إلى المركز االجتماعى فى محيط واقعه ‪ ،‬وتحقيق‬
‫المكانة‪.‬‬
‫أما الحاجة الثانية التى تزداد داللتها وأهميتها خالل المراهقة فهى الحاجة إلى االستقالل‬
‫)‪ (Need For Independence‬فبدون تحقيق درجة معقولة من االنفصال أو االستقالل الذاتى ال‬
‫يمكن تحقيق عالقات ناضجة بالجنس اآلخر أواألقران‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬مظاهر النمو لدى المراهق‬


‫(‪ )6‬النمو الجسمى ‪:‬‬
‫تحدث طفرة كبيرة في النمو مع البلوغ‪ ،‬ويعد البلوغ ثانى فترة يحدث فيها أسرع تغيرات جسمية ‪،‬‬
‫وأولها مرحلة ما قبل الوالدة والنصف األول من العام األول بعد الوالدة ‪ .‬ولذلك شاع وصف المراهقة‬
‫بأنها مرحلة " ا نفجار فى النمو " ‪ ،‬وهو انفجار يحدث قبل البلوغ أو يتزامن معه ‪ ،‬ويستمر لمدة عام أو‬
‫عامين ( تبعا للفروق الفردية ) قبل أن يصل الفرد إلى النضج الجنسى ‪ ،‬ثم يستمر لفترة تمتد من ستة‬
‫أشهر إلى عام كامل بعد ذلك ‪ .‬ومعنى ذلك أن فترة التغير السريع تمتد حوالى ثالث سنوات تؤلف فى‬
‫مجموعها مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫ويحدث مع البلوغ أربعة تغيرات جسمية هامة تشمل حجم الجسم ‪ ،‬ونسب أعضاء الجسم ‪ ،‬ونمو‬
‫الخصائص الجنسية األولية ‪ ،‬ونمو الخصائص الجنسية الثانوية‪ ،‬وبعد اكتمال هذه التغيرات يتحول جسم‬
‫الطفل الذى كان عليه طوال المراحل السابقة إلى جسم الراشد الذى سيصير إليه طوال مراحل عمره‬
‫التالية ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وتأتى التغيرات فى حجم الجسم من التغيرات فى الطول والوزن ‪ ،‬ويحدث االنفجار فى نمو‬
‫الطول قبل الوزن ‪ ،‬وأكبر زيادة فى الطول تحدث قبيل بداية البلوغ‪ ،‬وتكون فترة النمو السريع في العام‬
‫السابق عليه ‪.‬‬
‫وال تعد الزيادة فى الدهون المصدر الوحيد لزيادة الوزن فى المراهقة عند الذكور ‪ ،‬وانما يضاف‬
‫إلى ذلك الزيادة فى أنسجة العظام والعضالت؛ فعند البلوغ تنمو العظام أسرع وتتغير فى الشكل والنسب‬
‫والبنية الداخلية ( حيث تصير أكثر صالبة )‪ ،‬وتؤلف العضالت ‪ %45‬من وزن الجسم ( وكانت فى‬
‫مرحلة الطفولة ال تزيد عن ‪ ، ) %25‬وأكبر زيادة فى العضالت تحدث خالل الفترة من ‪ 15-12‬سنة‪.‬‬
‫(‪ )2‬النمو العقلى والمعرفى ‪:‬‬
‫يبدأ الذكاء الحسى فى الطفولة ثم ينمو تدريجيا نحو الذكاء المجرد فى مرحلة المراهقة حيث‬
‫يصل أقصاها حتى ‪ 18‬سنة‪ ،‬وتتمايز القدرات العقلية العامة ثم تظهر بعد ذلك القدرات العقلية الخاصة‬
‫كناتج للتحصيل الدراسى وزيادة درجة االنتباه‪ ،‬ونمو عمليات االستنباط‪ ،‬واالستنتاج‪ ،‬واالستدالل‪ ،‬ويوجد‬
‫تبعا لعوامل شتى وهى القدرات الخاصة‪ ،‬وغيرها مثل‪:‬‬
‫تنوع لدى المراهقين فى الميول‪ ،‬واالستعدادات ً‬
‫مستوى التحصيل الدراسى‪ ،‬والمستوى الثقافى‪ ،‬والحالة الصحية للمراهق‪ ،‬وحيث يسير النمو العقلى‬
‫عموما من المجمل إلى المفصل أومن الكل للجزء كما هو فى مرحلة الطفولة فيبدأ التمايز فى العمليات‬
‫العقلية‪ ،‬والقد ارت الخاصة فى الثالثة عشر وتبلغ أقصاها فى الثامنة عشر‪.‬‬
‫ومن العمليات العقلية التى تزداد تفصيالً ‪:‬‬
‫‪ ‬االنتباه ‪ :‬يزداد مداه وعمقه فيستطيع تناول مشكالت وموضوعات أكثر عمًقا‪ ،‬ومعقدة‪ ،‬وبذلك‬
‫يستطيع االستيعاب دراسيا دروسا أطول ‪ ،‬ومدى االنتباه له عالقة بالذكاء العام‪ ،‬ويساعد على‬
‫التحصيل المرتفع‪ ،‬ويزيد من تذكر المراهق‪.‬‬
‫‪ ‬التذكر ‪ :‬يميل المراهق إلى التذكر المبنى على الفهم‪ ،‬واستنتاج عالقات جديدة بل من التذكر‬
‫اآللى ‪.‬‬
‫‪ ‬التخيل ‪ :‬يميل المراهق إلى التخيل المجرد والقائم على المعنويات أيضا بدال من التخيل الحسى‬
‫كما هو فى مرحلة الطفولة‪ ،‬ولذلك تكثر أحالم اليقظة التى يبنى فيها آماله وأحالمه‪ ،‬وتعتبر القدرة‬
‫على التخيل هى األساس فى دراسة العلوم القائمة على التفكير المجرد كما هو فى الهندسة‬
‫بفروعها‪ ،‬والجبر‪ ،‬وغيرها من العلوم الفيزيقية والرياضية؛ كما تزداد لدى المراهق القدرة على‬
‫االستدالل واالستنتاج والتفكير بأنواعه‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫(‪ )3‬النمو االنفعالى ‪:‬‬
‫يوجد اتفاق عام على أن مرحلة المراهقة هى مرحلة " أزمة " ‪ ،‬ولعل جورج ستانلى هول كان‬
‫أول من أطلق هذا الوصف فى عبارته الشهيرة "مرحلة الضغوط والعواصف"‪ ،‬وهو وصف يتضمن‬
‫المعنى التقليدى وهو أن المراهقة مرحلة توتر انفعالى شديد مصدره التغيرات الجسمية‪ ،‬والسيكولوجية‬
‫التى تحدث فى هذه المرحلة ‪ ،‬إال أننا إذا علمنا أن النمو يستمر طوال مرحلة المراهقة بمعدل بطىء ‪،‬‬
‫بعد البلوغ خاصة ‪ ،‬وأن معظم النمو ليس إال محض تكملة للتغيرات التى حدثت بالفعل أثناء البلوغ ‪،‬‬
‫فإن هذا التفسير البيولوجى الحتمى لألزمة يصبح موضع شك‪ ،‬واألصح أن نضع فى االعتبار نتائج‬
‫بحوث علماء االجتماع واالنثروبولوجيا التى أكدت أن أزمة المراهقة " تختلف فى شكلها ومضمونها‬
‫وحدتها من مجتمع إلى مجتمع ‪ ،‬ومن حضارة إلى حضارة‪.‬‬

‫وأهم العوامل التى تزيد من االنفعاالت والعصبية والصراع لدى المراهق هى ‪:‬‬
‫‪ -1‬ينشأ الصراع لدى المراهق بين رغبته فى أن يعامل معاملة الشخص الكبير فى الوقت الذى يعامله فيه‬
‫والديه ومعلميه كما لو كان الزال طفالً ‪ ،‬أو على األقل ال يعامالنه المعاملة التى يرى نفسه جدي اًر بها‪،‬‬
‫ويزداد األمر تعقيدا إذا كان األباء بالفعل من النوع المتسلط الذى يتحكم فى أبنائه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ينشأ الصراع فى نفس المراهق بين دوافعه الجنسية التى تثيره وتستفزه وبين الموانع الخارجية ممثلة فى‬
‫التقاليد والعرف والقوانين‪ ،‬وقبل هذا كله التعاليم الدينية التى تنظم إشباع هذه الدوافع على نحو ال يكون‬
‫متيس ار به فى هذه المرحلة‪ ،‬وليست الموانع الخارجية فقط هى التى تكف المراهق ‪ ،‬بل أن الموانع‬
‫الداخلية ممثلة فى األنا األعلى تعمل على كف هذه النوازع‪ ،‬وتزداد المشكلة حرجا كلما طالت هذه‬
‫المدة ‪ ،‬وهى تطول بالفعل فى المجتمعات الصناعية أو الحديثة ‪ ،‬بينما ال تكاد توجد فى البيئات الريفية‬
‫والبدائية كما ذكرنا من قبل ‪.‬‬
‫‪ -3‬ينشأ الصراع لدى المراهق بين رغبته فى االستقالل عن والديه واعتماده على نفسه ‪ ،‬وبين ميله الشعورى‬
‫أو الالشعورى إلى االعتماد عليهما ‪ ،‬وهو فى حاجة حقيقية إليهما ألنه لم ينضج بعد‪ ،‬واذا كان المراهق‬
‫شاع ار بالنوعين األولين من الصراع فإنه غالبا ما ال يكون مدركا بوضوح لهذا المحور من محاور‬
‫الصراع فى داخله ‪ ،‬ولكنه قد ينتبه إليه – وعلى نحو غير واضح ويثير تساؤله – عندما يثور على‬
‫والديه أو يغضب منهما ثم يندم على ذلك فيما بعد ‪.‬‬
‫‪ -4‬من أسباب الصراع أيضا لدى المراهق عامل يرتبط بتوازن جوانب النمو‪ ،‬والنمو الجسمى يسبق النمو‬
‫العقلى‪ ،‬واالنفعالى‪ ،‬واالجتماعى‪ ،‬ومن هنا يبدو المراهق فى حجم الراشد الكبير ولكن سلوكه ال زال بعيدا‬
‫عن سلوك الراشد‪ ،‬ويترتب على ذلك أن بعض المحيطين بالمراهق قد يتوقعون منه سلوكا راشداً مما‬
‫يجعله عرضة للنقد‪ ،‬والحقيقة أن الكبار أحيانا ما يكلفون المراهق بأعمال فوق مستوى نضجه االنفعالى‬
‫‪44‬‬
‫واالجتماعى ويحاسبونه على عدم قدرته على القيام بها ‪ ،‬مما يشعر المراهق بالسخط واإلحساس بالظلم‬
‫وعدم التفهم من جانب المحيطين به ‪.‬‬
‫‪ -5‬كذلك قد يكون من العوامل أو األسباب التى تثير الصراع فى نفس المراهق رغبته فى تحقيق ذاته‬
‫وفشله فى بعض المواقف؛ فقد يريد المراهق أن يتفوق دراسيا ‪ ،‬ولكنه ال يستطيع أو ال يعرف كيف يحقق‬
‫ذلك‪ ،‬وقد يحاول أن يتفوق رياضيا ‪ ،‬أوأن يشارك فى األنشطة االجتماعية‪ ،‬ولكنه ال ينجح فى ذلك‪ ،‬وقد‬
‫يحاول أن يظهر بمظهر القادر ماديا ليجارى رفاقه أو ليعوض القصور فى جوانب ‪ ،‬ولكن إمكانياته ال‬
‫تساعده‪ ،‬فكل هذه اإلحباطات تثير سخط المراهق وحنقه وضيقه‪ ،‬ويبحث المراهق عن مصدر يحمله‬
‫مسئولية هذه االحباطات التى صادفها‪ ،‬وقد يكون هذا المصدر هو الوالدان أوالمدرسة أوالمجتمع‪.‬‬
‫(‪ )4‬النمو االجتماعى ‪:‬‬
‫يتسع المجال االجتماعى للمراهقين عنه لدى الطفل ‪ ،‬فبعد أن كان يعتمد على األسرة وأفرادها‬
‫أو األفراد فى الحضانة‪ ،‬ورياض األطفال‪ ،‬واألقارب‪ ،‬والجيران فى عالقته واتصاالته االجتماعية أصبح‬
‫المجال خارج األسرة‪ ،‬وهذه المؤسسات أكثر‪ ،‬ومن خاللها يكتسب المعايير‪ ،‬والعادات‪ ،‬واألعراف السائدة‬
‫فى مجتمعه وثقافته‪ ،‬أى يصبح تأثير الرفاق والزمالء أكثر من أى فئة أخرى ويلم باألدوار االجتماعية‬
‫التى حددها المجتمع لكل فرد وجنس وتصقل خبراته االجتماعية ومهارته فى التواصل مع اآلخرين‪،‬‬
‫وتتبدل األوضاع؛ فبدالً من تقبله معايير‪ ،‬وتقاليد األسرة‪ ،‬وتشربه لها في الطفولة بدأ يختار‪ ،‬ويناقش‪،‬‬
‫ويقتنع بما يمشى مع آرائه واتجاهاته وشخصه عموماً ‪.‬‬
‫(‪ )5‬النمو الخلقى واالهتمامات الدينية ‪:‬‬
‫من المهام النمائية الهامة فى مرحلة المراهقة المبكرة تعلم المراهق ما تتوقعه منه جماعته‪،‬‬
‫وتشكيل سلوكه ليتوافق مع هذه التوقعات دون إشراف مستمر‪ ،‬ودون تهديد بالعقاب على النحو الذى‬
‫كان سائدا فى مرحلة الطفولة‪ ،‬ولهذا نجد المراهق يحل المبادئ الخلقية العامة محل المفاهيم الخلفية‬
‫النوعية أو الخاصة ‪ ،‬كما يحل الضوابط الداخلية للسلوك محل الضوابط الخارجية ‪.‬‬
‫والمراهقة هى مرحلة سعى إلى الكمال‪ ،‬ونتيجة لذلك نجد المراهقين يصنعون ألنفسهم ولآلخرين‬
‫معايي ار أخالقية مرتفعة يصعب أحيانا الوصول إليها وحين يعجز عن تحقيق نموذج " الكمال األخالقى "‬
‫الذى حدده ‪ ،‬يشعر المراهق بالذنب ويعانى من اضطراب الضمير‪ ،‬ولهذا نجد المراهق أكثر استعدادا من‬
‫الطفل فى تقبل اللوم ‪ ،‬إال أنه لو زادت حدة مشاعر الذنب عنده ‪ ،‬وتكرر حدوثها قد يشعر المراهق بعدم‬
‫الكفاءة الشخصية ‪ ،‬ويلجأ نتيجة لذلك إلى الهرب فى أحالم المراهقين الصغار وهى مشاعر ذنب ناجمة‬
‫عن شعور بالعجز بعضه حقيقى ومعظمه متوهم ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫األسئلة التقويمية‬

‫‪ -1‬عرف النمو‬
‫‪ -2‬حلل تعريف النمو‬
‫‪ -3‬اعرض مبادئ النمو في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪-4‬اعط مواقف حياتية توظف فيه مبادىء النمو‪.‬‬
‫‪-5‬فسر اثنين من عوامل النمو‪.‬‬
‫‪-6‬للعوامل المؤثرة في النمو أهميتها التي ال يمكن تجاهلها‪.‬ناقش‬
‫مثاال لكل عامل منها علي حده ‪(.‬يكتفي بعاملين)‪.‬‬
‫‪-7‬للعوامل المؤثرة في النمو أهمية في حياتنا‪.‬اعط ً‬
‫أوسلبا علي عملية النمو‪:‬‬
‫ً‬ ‫إيجابا‬
‫ً‬ ‫‪ -8‬هناك بعض العوامل التي تؤثر‬
‫أ‪ -‬وضح كيف يمكن االستفادة من العوامل اإليجابية للنمو فى تحقيق نمو فعال؟‬
‫موضحا كيف يمكن التغلب علي هذه السلبيات لتحقيق نمو فعال؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪ -‬اعرض لهذه السلبيات‬
‫‪ -9‬هناك بعض العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة‪:‬‬
‫أ‪-‬اعرض هذه العوامل بإيجاز‪.‬‬
‫مبديا مقترحاتك لتحقيق نمو سوي في تلك المرحلة‪.‬‬
‫إيجابا في المرحلة ً‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬اعرض العوامل التي تؤثر‬
‫مبديا مقترحاتك للتغلب عليها لتحقيق نمو سوي في تلك‬
‫سلبا في المرحلة ً‬
‫ج‪ -‬اعرض العوامل التي تؤث ار ً‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫د‪ -‬ما دور اآلباء والمربين تجاه الوليد لتحقيق نمو فعال في تلك المرحلة؟‪.‬‬
‫‪ -11‬تتعدد مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو خالل مرحلة الرضاعــة‪ .‬اعرضها بايجاز‪.‬‬
‫‪ -11‬فسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪(.‬يكتفي بمظهرين)‪.‬‬
‫‪ -12‬تُكسب مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة مرحلة الرضاعــة أهميتها في حياة الطفل حلل هذه العبارة‪.‬‬
‫‪ -13‬هناك صفات إيجابية يكتسبها الطفل فى مرحلة الرضاعة‪ .‬اعرضها في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪-14‬مالتطبيقات التربوية لآلباء والمربين تجاه مظاهر النمو المختلفة لطفل مرحلة الرضاعة؟‪.‬‬
‫‪-15‬وضح مظاهر النمو الجسمى لطفل ماقبل االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -16‬فسر مظاهر النمو اللغوي والعقلي لطفل ماقبل االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -17‬تتعدد مظاهر النمو االنفعالى لطفل ماقبل االبتدائية بين(انفعال الخوف والغضب والغيرة) ناقش‪.‬‬
‫‪ 18‬فسر العوامل التي تساعد طفل ماقبل االبتدائيةعلي اكتساب صفات إيجابية ‪.‬‬
‫‪-19‬تتعدد مظاهر النمو لمرحلتي الطفولة الوسطي والمتأخرة‪.‬ناقش (يكتفي باثنين)‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪-21‬قارن بين مظاهر النمو المختلفة لكل من طفل ماقبل المدرسة وطفل المدرسة في كل من النمو‬
‫(الجسمي – اللغوي – العقلي – االنفعالي – االجتماعي ‪ -‬الحركي)‪.‬‬
‫‪ -21‬ماذا تقترح لتنمية النمو العقلى لدى أخيك األصغر؟‬
‫‪ -22‬تتعدد الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة ‪.‬اعرض في‬
‫ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ -23‬عرف المراهقة‪.‬‬
‫‪ -24‬هناك مطالب وتحديات أساسية يحتاجها المراهق ‪.‬دلل علي ذلك‪.‬‬
‫‪ -25‬لمظاهر النمو الجسمى في مرحلة المراهقة أهمية بالغة في حياته‪ .‬ناقش‪.‬‬
‫‪-26‬اعط أمثلة توضح أهمية النمو المعرفي للمراهق‪.‬‬
‫‪ -27‬تتعدد العمليات العقلية التى يقوم بها المراهق كاالنتباه‪ ،‬والتذكر‪ ،‬والتخيل‪ .‬اعط أمثلة توضح ذلك‪.‬‬
‫‪ -28‬فسر مظاهر النمو االنفعالي للمراهق‪.‬‬
‫‪ -29‬ما العوامل التى تزيد من االنفعاالت والعصبية والصراع لدى المراهق ؟‬
‫‪-31‬فسر مظاهر النمو االجتماعي للمراهق‪.‬‬
‫‪ -31‬وضح أهمية النمو الخلقى واالهتمامات الدينية للمراهق‪.‬‬
‫‪ -32‬تتبع الصفات االيجابية خالل مراحل النمو التالية (مرحلة الرضاعة – الطفولة المبكرة – الطفولة‬
‫الوسطى والمتأخرة)‬

‫‪47‬‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫‪48‬‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫الشخصية وأساليب التوافق النفسي واالجتماعي‬


‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬
‫قادرا علي أن‪:‬‬
‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذه الوحدة أن يكون ً‬

‫‪ -1‬يعرف مفهوم الشخصية كمثير‪.‬‬


‫‪ -2‬يعدد المالحظات على تعريف الشخصية كمثير‪.‬‬
‫‪ -3‬يعرف مفهوم الشخصية كاستجابة‪.‬‬
‫‪ -4‬يبرز مفهوم الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واالستجابة‪.‬‬
‫‪ -5‬يستخلص ما يتضمنه تعريف الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واالستجابة‪.‬‬
‫‪ُ -6‬يعرف مفهوم الشخصية عند ألبورت‪.‬‬
‫‪ -7‬يلخص مايتضمنه تعريف ألبورت للشخصية‪.‬‬
‫‪ -8‬يعرض نظرية األنماط‪.‬‬
‫‪ -9‬يميز بين أنماط الشخصية‪.‬‬
‫‪ -11‬يوضح أوجة النقد التي وجهت لنظرية األنماط‪.‬‬
‫‪ -11‬يعدد المحددات األساسية لنظرية التحليل النفسي‪.‬‬
‫‪ -12‬يبرز المحددات األساسية للنظرية السلوكية في الشخصية‪.‬‬
‫‪ -13‬يعطى نماذج لبعض أنواع الشخصيات‪.‬‬
‫‪ -14‬يعطى أمثلة لبعض الخصائص لكل نموذج من نماذج الشخصية‪.‬‬
‫‪ -15‬يذكر المحددات الرئيسية للنظرية األساسية في الشخصية‬
‫‪ُ -16‬يعرف االتجاه‪.‬‬
‫‪ -17‬يعلل انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه‪.‬‬
‫‪ -18‬يحدد مكونات االتجاه‪.‬‬
‫‪ -19‬يحدد العنصر الفعال الذي يحدث تفاعل بين مكونات االتجاه‪.‬‬
‫‪ -21‬يعط مواقف حياتية يوظف فيها مكونات االتجاه‪.‬‬
‫‪ -21‬يحدد أهمية دراسة االتجاهات‪.‬‬
‫‪ -22‬يعدد خصائص االتجاهات‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -23‬يلخص وظائف االتجاهات ‪.‬‬
‫‪ -24‬يبرر سهولة وصعوبة تغيير االتجاه‪.‬‬
‫‪ُ -25‬يعرف القيم‪.‬‬
‫‪ -26‬يميز بين األطر المختلفة للقيم‪.‬‬
‫‪ -27‬يحدد خصائص القيم‪.‬‬
‫‪ -28‬يستخلص كيفية اكتساب القيم لدى الفرد‪.‬‬
‫يناقش دور التنشئة االجتماعية والخصال الفردية في تشكيل النسق القيمي للفرد‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫‪ُ -31‬يعرف مفهوم التوافق‪.‬‬
‫‪ -31‬يعدد أنواع التوافق‪.‬‬
‫‪ُ -32‬يعرف اإلحباط‪.‬‬
‫‪ -33‬يبين العوامل المحدثة لإلحباط‪.‬‬
‫‪ -34‬يحدد مفهوم الصراع‪.‬‬
‫‪ -35‬يعرض باختصار أنواع الصراعات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -36‬يفسر كيفية حدوث كل صراع من الصراعات المختلفة كل علي حده‪.‬‬
‫‪ -37‬يعطى أمثلة ألنواع الصراعات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -38‬يستخلص النتائج المترتبة علي اإلحباط والصراع‪.‬‬
‫‪ُ -39‬يعرف القلق‪.‬‬
‫‪ -41‬يحدد مظاهر القلق المختلفة‪.‬‬
‫‪ -41‬يعطى أمثلة لمظاهر القلق المختلفة‪.‬‬
‫‪ -42‬يحدد مستويات القلق المختلفة‪.‬‬
‫‪ -43‬يعطى أمثلة لمستويات القلق المختلفة‪.‬‬
‫‪ -44‬يميز بين مستويات القلق المختلفة‪.‬‬
‫‪ -45‬يعدد األساليب المباشرة لحل الصراعات واإلحباطات‪.‬‬
‫‪ -46‬يعطي مثال ألساليب حل الصراعات واالحباطات على المستوى الشعوري‪.‬‬
‫‪ -47‬يعدد بإيجار حيل الدفاع المختلفة (األساليب الغير مباشرة للتوافق)‪.‬‬
‫‪ -48‬يفسر حيل الدفاع المختلفة كل علي حدة‪.‬‬
‫‪ -44‬يعطى أمثلة لحيل الدفاع المختلفة كل علي حدة‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫‪50‬‬
‫الشخصية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫مفهوم الشخصية ‪ Personality‬من األلفاظ العامة شائعة االستخدام لدى عامة الناس‪ ،‬إال أنها ترد‬
‫في الفروع المختلفة للعلوم بمعاني مختلفة‪ ،‬ولذلك يصعب تحديد مفهوم الشخصية تحديداً قاطعاً‪.‬‬
‫إال أننا سنقتصر في إيراد معناها هنا من زاوية علم النفس‪.‬‬
‫أوال‪:‬مفهوم الشخصية‪:‬‬
‫تتعدد مفاهيم الشخصية في علم النفس‪ ،‬وتختلف فيما بينها وذلك بإختالف زوايا النظر إليها ‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫‪-6‬مفهوم الشخصية كمثير‪:Stimulus‬‬
‫الشخصية هي مايمتلكه الفرد من مظاهر خارجية‪ ،‬ومقدرة هذه المظاهر في التأثير على اآلخرين‪ ،‬أو‬
‫طبقا لما قال به فلمنج‪ Fleming‬من أن الشخصية هي" مجموعة األفعال التي تؤثر في اآلخرين‪.‬‬
‫ومن المالحظات على هذا المفهوم‪:‬‬
‫أ‪ -‬إهماله للتنظيم الداخلي للفرد‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجعل حكمنا على الشخصية خاضعا العتبارات السمعة والشكل الخارجى والتقديرات الخاطئة‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم الشخصية كاستجابة ‪ : Response‬تتحدد شخصية الفرد في ضوء استجابته للمثيرات‪،‬‬
‫وأسلوب توافقه وانسجامه مع الظواهر االجتماعية في البيئة"‪.‬‬
‫ومن المالحظات على هذا المفهوم‪:‬‬
‫أن استجابات الفرد وردود أفعاله للمثيرات والمواقف تختلف من فترة إلى فترة‪ ،‬ومن موقف إلى موقف‬
‫برغم ثبات المثير أو الواقعة اإلجتماعية أو العكس‪ .‬ومن ثم فإنه يصعب الوصول إلى حكم محدد‬
‫وموضوعي على الشخصية في إطار ماسبق‪.‬‬
‫‪-3‬مفهوم الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واإلستجابة ‪:Intra-organization‬‬
‫تنظيم داخلي يقوم على التفاعل والتكامل والتأثير المتبادل بين مكوناتها يتوسط المثير واالستجابة‬
‫الفرد‪ ،‬ومن أمثلة هذا النوع من مفاهيم الشخصية‪ ،‬ما ذهب إليه ألبورت ‪Alport‬‬ ‫يصدرها‬ ‫التي‬
‫(‪ :) 1961‬الشخصية" ذلك التنظيم الدينامي داخل الفرد لجميع أجهزته النفسجسمية‪ ،‬الذي يملي على الفرد‬
‫طابعه الخاص‪ ،‬والمميز له في السلوك والفكر"‪.‬‬
‫وبتأمل هذا التعريف نجد مايلى‪:‬‬
‫أ‪-‬الشخصية تنظيم دينامي‪ ،‬وهي عبارة معناها يشير إلى أن البناء الداخلي للفرد ليس تنظيما ساكنا‪،‬‬
‫بل في حالة من التفاعل والترتيب والتناسق‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ب‪ " -‬أجهزته النفس جسمية‪ ،‬وهي عبارة تشير إلى أن تنظيم الشخصية يتضمن التكامل بين أنظمة‬
‫ومكونات الشخصية(الوراثية ‪ ،‬والجسمية ‪،‬واالنفعالية‪...‬إلخ) في وحدة ال يمكن فصلها‪.‬‬
‫ج‪ " -‬تملي على الفرد" ‪ ،‬ومعناه أن جميع مكونات وأنظمة الفرد الداخلية عندما تستثار يكون لها‬
‫دور توجيهي لكل األفعال واألنشطة المميزة لكل شخصية على حده‪.‬‬
‫د‪ " -‬طابعه الخاص والمميز" أي أن المظاهر السلوكية والفكرية التي يبديها الفرد تتسم بأنها فردية‬
‫ومميزة له دون سواه‪ ،‬كما تحدد أسلوبه الخاص والفريد في التوافق ‪.‬‬
‫ه‪ " -‬السلوك والفكر" عبارة تعني أن كل ما يفعله ويغير من نشاطه الداخلي ‪ ،‬ليس ليجعل الفرد‬
‫متوافقا مع البيئة فحسب‪ ،‬بل ليجعله قادر على السيطرة والتحكم في األحداث‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬نظريات الشخصية ‪:Personality Theories‬‬
‫منذ زمن بعيد والشخصية تحتل اهتمام الفالسفة والعلماء والمفكرين في محاولة منهم لفهم اإلنسان‪.‬‬
‫ومن النظريات التي يمكن أن نجدها في هذا الجانب‪ -1:‬نظرية األنماط‪ -2 .‬نظرية التحليل‬
‫النفسى‪ -3.‬النظريات السلوكية‪ -4 .‬النظرية اإلنسانية‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم التوجهات األساسية لكل نظرية‪:‬‬
‫‪-6‬نظرية األنماط‪ :Patternes Theory‬نظرية األنماط من أقدم النظريات التي حاولت فهم‬
‫"هيبوقراط‬ ‫اإلغريقي‬ ‫العالم‬ ‫إلى‬ ‫بدايتها‬ ‫وترجع‬ ‫أنواع‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫وتقسيمها‬ ‫الشخصية‬
‫‪ 371 -461)Hippocrates‬ق‪.‬م)؛ حيث ربط بين الجوانب الفسيولوجية والشخصية‪ ،‬وذهب إلى‬
‫أن اللون العام للشخصية يتوقف على مقادير االختالط بين الجوانب الفسيولوجية والشخصية‪ ،‬وفي‬
‫ضوء ذلك قسم الشخصية إلى أربعة أنماط أو أمزجة عامة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬النمط السوداو‪ :Melancholic:‬صاحب هذا النمط بطيء التفكير لكنه قوي االنفعال‪،‬‬
‫يميل إلى االنطواء والتشاؤم واالنقباض واالكتئاب‪.‬‬
‫ب‪ -‬النمط الصفراو‪ :Choleric :‬وصاحبه طموح وعنيد وجاد‪ ،‬وحاد الطباع وسريع االستثارة‬
‫والغضب‪.‬‬
‫ج‪ -‬النمط الدمو‪ :Sanguine :‬وصاحبه سهل االستثارة‪ ،‬وسريع االستجابة‪ ،‬ويتميز بالتفاؤل‬
‫والمرح والنشاط‪.‬‬
‫د‪ -‬النمط البلومي ‪ :Phlegmatic‬وصاحبه بطيء االستثارة‪ ،‬ويغلب عليه الخمول والتبلد‬
‫االنفعالي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وطبقا لراي هيبوقراط أن الشخصية السوية تعتبر نتاجا لتوازن هذه األمزجة األربعة وتكافئها‪ ،‬واذا ما‬
‫تغلب أحد األمزجة على األخرى نشأت االضطرابات واألمراض النفسية‪ ،‬ومن االنتقادات التي توجه‬
‫إلى هذه النظرية تجاهلها للفروق الفردية بين األفراد‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية التحليل النفسى ‪:Psycho-analysis‬‬
‫تنتمي إلى هذا التوجه نظريات عديدة‪ ،‬أشهرها نظرية الطبيب النمساوي سيجموند فرويد ‪S. Freud‬‬
‫(‪ )1939 -1856‬في التحليل النفسي‪ ،‬ويؤكد التحليل النفسي عموما على خبرات الطفولة المبكرة‪،‬‬
‫والدوافع الالشعورية‪ ،‬والصراعات ‪،‬واإلحباطات كمحددات للشخصية‪ ،‬كما تركز على الطاقة النفسية‬
‫كمحرك أساسي للسلوك‪ ،‬والحيل والميكانيزمات الدفاعية كوسيلة لمواجهة القلق‪.‬‬
‫وفي التوجهات الحديثة لهذه النظرية عند إريك إريكسون‪ ،‬وكارين هورني‪ ،‬وهاري ستاك سوليفان‬
‫أصبح هناك اهتمام مضاف لدور المتغيرات اإلجتماعية‪ ،‬والتفاعالت مع الوالدين خالل عملية‬
‫التنشئة في نمو الشخصية‪ ،‬وتعتمد هذه النظرية على اختالف توجهاتها وعلمائها على المالحظة‪،‬‬
‫واالستبطان‪ ،‬والتداعي الحر‪ ،‬والتحليل المنطقي للذكريات‪ ،‬واألفكار في دراسة الشخصية‪ ،‬والحكم‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬النظريات السلوكية ‪:Behaviorism‬‬
‫تنظر السلوكية إلى الشخصية على أنها مجموعة من العادات المكتسبة‪ ،‬أو المتعلمة وفقا لقوانين‬
‫التعلم ‪.‬‬
‫وفي أحكامهم على الشخصية يركزون فقط على السلوك الظاهر الذي يمكن مالحظته‪ ،‬وقياسه‬
‫بغض النظر عما يحدث داخل الفرد‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق بما يحدث داخل العقل‪ ،‬بل وذهب‬
‫واطسون برفض تأثير العوامل الوراثية على الشخصية‪ ،‬إال أن السلوكيين من أمثال سكنر‪ ،‬ودوالرد‪،‬‬
‫وميلر نزعوا إلى إدراك أهمية العوامل الوراثية ‪ ،‬ودوافع الفرد في تشكيل سلوكه‪ ،‬ومن ثم في‬
‫شخصيته‪.‬‬
‫‪ -4‬النظرية اإلنسانية ‪: Humanstic theory :‬‬
‫يطلق عليها القوة الثالثة لعلم النفس بعد نظرية التحليل النفسى والسلوكية ‪ ،‬وهى تركز على الطبيعة‬
‫اإلنسانية الخيرة؛ حيث ترى أن اإلنسان خير بطبعه‪،‬وواع لسلوكه‪.‬‬
‫والسلوك دائماً له هدف محدد ‪ ،‬ومن رواد هذة النظرية ‪ ،‬إبراهام ماسلو‪ ،‬الذى ركز على بعض‬
‫الموضوعات ذات الصبغة اإلنسانية مثل ‪ :‬تحقيق الذات ‪،‬واإلبداع ‪ ،‬وأهداف الحياة‪ ،‬وجودتها‪،‬‬
‫والوجود الشخصى‪ ،‬واإلجتماعى‪ ،‬ويعتبرونها من المتغيرات المهمة للحكم على الشخصية ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ثالثا‪ :‬نماذج لبعض أنواع الشخصيات‪:‬‬
‫سنعطي هنا أمثلة لبعض أنواع الشخصيات ليس في ضوء نظرية بعينها‪ ،‬ولكن في ضوء القاسم‬
‫المشترك األكبر للنماذج السلوكية الشائعة‪ ،‬والتي أتت نتاجا الستقصاء العديد من البحوث‪.‬‬
‫‪-6‬الشخصية الطبيعية أو العادية ‪:Normal Personality‬‬
‫رغم االختالف على المحك الذي يحدد في ضوئه الطبيعي أو العادي إال أن من التعريفات المقبولة –‬
‫إلى حد ما‪ -‬لصاحب الشخصية الطبيعية‪ ،‬أنه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصيته بصورة متكاملة‪،‬‬
‫وأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق هدف حياتي معين‪.‬‬
‫وذهب آخرون إلى اعتبار الشخص الطبيعي بأنه الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية والعقلية‬
‫السليمة‪ ،‬وهناك من يرى أن الشخصية الطبيعية تعنى الخلو من االضطرابات النفسية والعقلية‪ ،‬وهذه‬
‫التعريفات تتقارب من تعريفات الصحة النفسية‪ ،‬ويذهب فريق ثالث إلى أن الشخصية الطبيعية هي التي‬
‫تتمتع برزانة العقل‪ ،‬والثبات االنفعالي‪ ،‬وأنه سعيد ويتمتع بنشاط كاف ‪ ،‬واستثمار كامل لكل امكاناته‪،‬‬
‫ويتوافق مع بيئته بكل مكوناتها‪ ،‬ويبذل قصارى جهده‪ ،‬وليس في حرب مع نفسه وال غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬الشخصية اإلنطوائية ‪: Introvert Personality‬‬
‫التوجد شخصية منطوية انطواء كامال ‪،‬كما التوجد أخرى منبسطة انبساطا كامال‪ ،‬إنما‬
‫الشخصيات على متصل االنطواء –االنبساط تمتلك من هذه الخصائص وتلك ‪.‬‬
‫من أهم مايتصف به الشخص االنطوائى هو‪:‬‬
‫أ‪-‬يميل إلى االنعزال والوحدة و تحاشيه للتواصل االجتماعى‪.‬‬
‫ب‪ -‬يميل إلي التأمل منفردا بما يشبه أحالم اليقظة‪.‬‬
‫ج‪ -‬قليل االهتمام بالنواحي المادية‪ ،‬وتغلب عليه االعتبارات النظرية والمثالية‪.‬‬
‫د‪-‬حساس المزاج؛ لذلك تجده سريع االنفعال‪.‬‬
‫‪-3‬الشخصية الهيستيرية ‪: Hysterical Personality :‬‬
‫من أكثر الصفات ورودا في الشخصية الهيستيرية هى ‪:‬‬
‫أ‪-‬حب الذات واالهتمام بها‪.‬‬
‫ب‪ -‬حب الظهور ومحاولة جذب انتباه واهتمام اآلخرين ‪.‬‬
‫ج‪-‬التواكل على اآلخرين في المسئولية‪.‬‬
‫د‪ -‬القابلية الشديدة لإليحاء والتأثر باآلخرين‪.‬‬
‫ه‪ -‬القابلية للمبالغة والكذب والتمثيل‪.‬‬
‫و‪-‬انفعاالتهم طفولية وسريعة التقلب وتتسم بالسطحية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -4‬الشخصية السيكوباتية ‪:Psychopathic Personality:‬‬
‫الشخصية السيكوباتية شخصية ضد مجتمعية ‪ ،‬اليتصرف بإرادة واعية وكاملة ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص أهم صفات ومعالم الشخصية السيكوباتية في ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ظهور اضطراب السلوك في سن مبكرة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إتخاذ هذا االضطراب اتجاها مؤذيا أو مضادا للمجتمع ‪.‬‬
‫ج‪ -‬االندفاع الخارج عن السيطرة اإلرادية ‪.‬‬
‫د‪ -‬استجابته لوسائل الشدة أو اللين ‪.‬‬
‫ه‪ -‬عدم النضج العاطفى ‪ ،‬والنقص في الحكم على األمور‪ ،‬مع توفر بعض االتجاهات‬
‫لالنحراف السلبى‪.‬‬
‫‪-5‬الشخصية الدونية‪Inferior Personality :‬‬
‫يعد النقص مركب نفسى الشعورى يرجع إلي العديد من العوامل النفسية‪ ،‬ومن أهم صفاتها‪:‬‬
‫أ‪ -‬يعاني من عجز دائم في تلبية التزاماته ومناشطه الحياتية‪.‬‬
‫ب‪ -‬يتخذ مرتبة أدنى في التعامل مع الغير‪.‬‬
‫ج‪ -‬يقتنع دائما بأن يكون في وضع الخنوع والخضوع واالستسالم‪.‬‬
‫د‪ -‬يفتقر للشعور بالثقة واالستقاللية‪.‬‬
‫ه‪ -‬يرضى باألدوار الهامشية في الحياة‪.‬‬
‫‪-1‬الشخصية المبدعة ‪:Creative Personality‬‬
‫من أهم خصائص الشخصية المبدعة‪:‬‬
‫أ‪ -‬يتسم بالمنهج العلمي في التفكير ويبتعد عن التفكير الخرافي‪.‬‬
‫ب‪ -‬يلفت انتباهه ما ال يلفت انتباه الشخص العادي‪.‬‬
‫ج‪ -‬دائم التفكير في مشاكل وقضايا قد ال يفكر فيها الشخص العادي‪.‬‬
‫د‪ -‬تتسم حلوله للقضايا والمشاكل بالحداثة وغير التقليدية‪.‬‬
‫ه‪ -‬يمكنه أن يعطي حلوال متعددة وجادة وذات عمق للمشكلة الواحدة‪.‬‬
‫ز‪ -‬غالبا ما يتسم بارتفاع نسبة الذكاء عن العاديين‪.‬‬
‫ولقد كان من أبناء مصرنا الحبيبة العديد من أمثال هؤالء‪ ،‬رفعوا راية مصر محلقة في األفاق‪ ،‬فهل‬
‫يمكنك عزيزي الطالب أن تذكر بعضهم؟‬
‫نحن ننتظر منك أن تكون مثلهم‪،‬وترفع راية مصر في المحافل الدولية ويسجل إسمك في التاريخ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫االتجاهات والقيم‬
‫مقدمــة ‪:‬‬
‫‪ Attitudes‬بناء معرفيا افتراضيا يعكس تنظيما ألراء الفرد ومعتقداته‬ ‫تعتبر االتجاهات‬
‫وسلوكه‪ ،‬ونظ اًر ألهمية االتجاهات فى توجيه ودفع السلوك فقد لقيت قد اًر كبي اًر من الدراسة والتجريب ‪،‬‬
‫فكل تغير أو تقدم اجتماعى يتطلب أيضاً وعيا بما يسبب تغيير االتجاهات وأى هذه العوامل تقاوم هذا‬
‫التغيير‪.‬‬
‫اوًال‪ :‬تعريف االتجاه‪:‬‬
‫إن االتجاه تركيب عقلى نفسى أحدثته الخبرة ‪ ،‬وهو تركيب يتميز بالثبات واالستقرار النسبى ‪،‬‬
‫يوجه سلوك األفراد قريبا من أو بعيدا عن عنصر من عناصر البيئة ‪ ،‬ومن أمثلة االتجاه حب فرد‬
‫لتخصص معين أو كراهيته لتخصص آخر‪ ،‬أو حب فرد لجماعة ما أو ك ارهيته لجماعة أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مكونات االتجاه‪:‬‬


‫ً‬
‫االتجاه يتكون من ثالثة عناصر أساسية تتفاعل مع بعضها البعض لتعطى الشكل العام‬
‫لالتجاه‪ ،‬وسوف نشير إلى هذه المكونات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -6‬المكون المعرفى ‪ :‬ويشتمل على معتقدات الفرد وأفكاره وتصوراته ومعلوماته نحو موضوع‬
‫االتجاه سواء كان أشياء أوأشخاصا أومواقف أوغيرها‪ ،‬والمعتقدات ‪ Beliefs‬التى تشمل تصورات الفرد‬
‫ومعارفه تجاه موضوع معين وتسهم فى كيفية تكوين اتجاهاتنا سلبيا أو إيجابياً نحو الموضوعات‬
‫والمواقف نظ ار ألن كل صفة من هذه الصفات المرتبطة باعتقاد ما عادة ما يكون لها تقييم معين لدينا‬
‫من حيث هى مرغوبة أم غير مرغوبة‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬نسق المعتقدات حول تدخين السجائر يقصد به مجموعة المعتقدات التى توجد لدى الفرد‬
‫حول هذا الموضوع والتى ينتظم من خاللها سلوكه‪.‬‬
‫‪ -2‬المكون االنفعالى‪ :‬ويشير إلى مشاعر الفرد وانفعاالته نحو موضوع معين ‪ ،‬فاالتجاهات‬
‫تنطوى على شحنات انفعالية معينة؛ إذ ينزع األفراد أن يكون لهم استجابة انفعالية معينة تجاه أشخاص‬
‫أو موضوعات ‪ ،‬أو مواقف يحبونها أو يكرهونها ‪ ،‬يسعدون بها أو يبغضونها‪ ،‬يرونها طيبة أم سيئة ‪،‬‬
‫ولعل هذا الجانب هو أكثر المكونات عرضة للثبات‪ ،‬وعدم التغير؛ فحين يتعرض األشخاص لحقائق‬

‫‪56‬‬
‫أومعلومات جديدة تناقض ما يعتقدونه عن األشياء أو األشخاص ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬فإن هذا الجانب قد يساعد‬
‫على استمرار االتجاه لما ينطوى عليه من شحنات انفعالية‬
‫‪ -3‬المكون السلوكي ‪ :‬تحمل االتجاهات معها ميال أو نزوعا للقيام أو عدم القيام بفعل أو‬
‫سلوك معين ‪ ،‬فإذا أعجبنا شيء‪ ،‬أو شخص‪ ،‬أو جماعة‪ ،‬أو موضوع معين فقد نسلك بما يتيح لنا أن‬
‫نسانده أو نؤيده أو نقترب منه بشكل ما‪.‬‬
‫بالرجوع إلى مثال التدخين نجد أن‪:‬‬
‫المكونات الثالثة لالتجاة‪-:‬‬
‫أ‪ -‬اعتقاد الفرد بأن التدخين ضار بالصحة ( مكون معرفى)‪.‬‬
‫ب‪ -‬كراهية الفرد لرائحة التدخين والمدخنين ( مكون وجدانى)‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬االبتعاد عن المدخنين أو محاولة منعهم من التدخين ( مكون سلوكى)‪.‬‬
‫الشكل االتي يوضح مكونات االتجاه (المعرفي ثم الوجداني ثم السلوكي)‬

‫االتجاه‬

‫السلوك‬ ‫الوجدان‬ ‫المعرفة‬

‫ثال ًثا‪ :‬أهمية دراسة االتجاهات‪:‬‬


‫تمثل االتجاهات أحد أهم موضوعات علم النفس االجتماعى وذلك لما لها من تأثير فى توجيه‬
‫سلوك الفرد ‪ ،‬ويعتبر هربرت سبينسر )‪ (Spencer , 1862‬أول من استخدم هذا المفهوم ‪ " ،‬ويرجع‬
‫انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه إلى عدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ .1‬تتسم االتجاهات بالثبات النسبى ‪ ،‬فأحكام الفرد عن الموضوعات والقضايا التى تهمه ثابتة نسبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬أنها متعلمة ومكتسبة‪ ،‬وبالتالى يمكن تغييرها وتطوير برامج لتدعيم االتجاهات المرغوبة ‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد االتجاهات للكيفية التى يستجيب بها األفراد لمواقف الخبرة التى يمرون بها‪.‬‬
‫‪ .4‬إمكانية التنبؤ من خالل المعرفة باتجاهات األفراد وبسلوكهم فى المواقف المختلفة‪.‬‬
‫‪ .5‬تساهم االتجاهات فى رسم حدود الصلة بين قيم المجتمع وتوجهات األفراد‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ابعا‪ :‬خصائص االتجاهات‪:‬‬
‫ر ً‬
‫‪ .1‬االتجاهات مكتسبة ومتعلمة‪ ،‬وليست وراثية‪.‬‬
‫‪ .2‬االتجاهات تتكون وترتبط بمثيرات ومواقف اجتماعية ‪ ،‬ويشترك عدد من األفراد أو الجماعات‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬االتجاهات ال تتكون فى فراغ ولكنها تتضمن دائما عالقة بين فرد‪ ،‬وموضوع من موضوعات‬
‫البيئة‪ ،‬أو قضية من القضايا‪.‬‬
‫‪ .4‬االتجاهات تتعدد‪ ،‬وتختلف حسب المثيرات التى ترتبط بها ‪.‬‬
‫‪ .5‬يتضمن االتجاه عنص ار عقليا يعبر عن معتقدات الفرد‪ ،‬أو معرفته العقلية عن موضوع االتجاه‪.‬‬
‫‪ .6‬يتضمن االتجاه عنص ار انفعاليا يعبر عن تقييم الفرد‪ ،‬ومدى حبه‪ ،‬أواستجابته االنفعالية لموضوع‬
‫االتجاه‪.‬‬
‫‪ .7‬يتضمن االتجاه عنص ار سلوكيا يعبر عن سلوك الفرد الظاهر الموجه نحو موضوع االتجاه ‪.‬‬
‫‪ .8‬االتجاهات تعتبر نتاجا للخبرة السابقة ‪ ،‬وترتبط بالسلوك الحاضر‪ ،‬وتشير إلى السلوك فى‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬وظائف االتجاهات ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬تحدد طريق السلوك وتفسره ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظم العمليات الدافعية واالنفعالية واإلدراكية المعرفية حول بعض النواحى الموجودة فى المجال‬
‫الذى يعيش فيه الفرد ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنعكس فى سلوك الفرد فى أقواله‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬وتفاعله مع اآلخرين فى الجماعات المختلفة‪ ،‬وفى الثقافة‬
‫التى يعيش فيها ‪.‬‬
‫‪ -4‬تيسر للفرد القدرة على اتخاذ الق اررات فى المواقف النفسية المتعددة فى شئ من االتساق‪ ،‬والتوحد‬
‫دون تردد أو تفكير فى كل موقف‪.‬‬
‫‪ -5‬تبلور‪ ،‬وتوضح صورة العالقة بين الفرد‪ ،‬وبين عالمه االجتماعى‪.‬‬
‫‪ -6‬توجه استجابات الفرد لألشخاص‪ ،‬واألشياء‪ ،‬والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة‪.‬‬
‫‪ -7‬تساعد الفرد على أن يشعر‪ ،‬ويدرك‪ ،‬ويفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -8‬تعبر عن مسايرة الفرد لما يسود مجتمعه من معايير‪ ،‬وقيم‪ ،‬ومعتقدات ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تويير االتجاهات‪:‬‬


‫ً‬
‫علي الرغم من أن االتجاهات ثابته نسبيا‪ ،‬وتقاوم التغيير‪،‬إال أنها عرضه للتعديل والتغيير‪،‬‬
‫نتيجة للتفاعل المستمر بين الفرد‪ ،‬ومتغيرات البيئة‪ ،‬وتعتمد بعض أساليب تغيير االتجاهات علي الجانب‬
‫‪58‬‬
‫المعرفي‪ ،‬وتنطوي علي استخدام الحجج المنطقية‪ ،‬وشرح المعلومات‪ ،‬والحقائق الموضوعية الخاصة‬
‫بموضوع االتجاه‪ ،‬كما تعتمد بعض األساليب األخري علي الجانب االنفعالي‪ ،‬ويوصي علماء النفس‬
‫عموما‪ ،‬باتباع استراتيجية تدريجية في تغيير االتجاهات‪ ،‬وتوفير مناخ تسامحي يتم فية التغيير‪ ،‬وكلما‬
‫كان الفرد أكثر إطمئنانا كانت اتجاهاته أكثر مرونة وقابليه للتغيير‪.‬‬
‫‪ – 6‬أهم العوامل التى تساعد على إحداث تويبر في االتجاهات‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضعف االتجاه وعدم رسوخه‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود اتجاهات متوازية أو متساوية فى قوتها بحيث يمكن ترجيح أحدهما على باقى االتجاهات‪.‬‬
‫ج‪ -‬وجود خبرات مباشرة تتصل بموضوع االتجاه ‪.‬‬
‫د‪ -‬سطحية أو هامشية االتجاه‬
‫أمر صعباً‪:‬‬
‫‪ -2‬أهم العوامل التى تجعل تويير االتجاهات ًا‬
‫أ‪ -‬قوة االتجاه القديم ورسوخه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجمود الفكرى‪ ،‬وصالبة الرأي عند األفراد ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬مصاحبة االنفعال الشديد لالتجاه‪ ،‬وتحوله إلى تعصب يعمى األعين‪ ،‬ويصم اآلذان‪.‬‬
‫د‪ -‬إدراك االتجاه الجديد على أنه تهديد للذات ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬محاولة تغيير االتجاه رغم إرادة الفرد‪.‬‬
‫و‪ -‬الدوافع القوية عند الفرد تعمل على مقاومة تغيير االتجاهات ‪.‬‬
‫ز‪ -‬حيل الدفاع تعمل على الحفاظ على االتجاهات القائمة وتقاوم تغييرها ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫القيم‬
‫لكل فرد نظام قيمي هرمي ‪،‬يحكم سلوكه‪ ،‬ويعكس بشكل أو آخر حاجاته واهتماماته‪ ،‬والنظام‬
‫االجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫اوًال‪ :‬تعريف القيم ‪:‬‬
‫فى اللغة‪ :‬تعنى قيمة الشئ ‪ ،‬وقدره أو ثمنه ‪ ،‬وان كانت القيمة أعم من الثمن ‪ ،‬ألن الثمن هو مايقدر‬
‫من مال عوضاً للشئ عند البيع ‪ ،‬أما القيمة فتعني كل ماهو جدير باهتمام الشخص وعنايته العتبارات؛‬
‫اجتماعية‪ ،‬أو إقتصادية‪ ،‬أو أخالقية‪ ،‬أو دينية‪ ،‬أو جمالية‪ ،‬أو نفسية ‪.‬‬
‫وسوف نميز بين إطارين أساسيين لمفهوم القيمة‪ ،‬اإلطار األول ‪ :‬هو اإلطار االجتماعي العام ‪ ،‬الذى‬
‫يشير إلى ترتيب األولويات وفًقا للمعايير االجتماعية‪.‬‬
‫أما اإلطار الثاني لمفهوم القيمة ‪ :‬فهو اإلطار النفسي ‪ ،‬الذى يشير إلى ترتيب أولويات وتفضيالت‬
‫الفرد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص القيم‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬القيم أكثر عمومية وتجريدا وشموال من االتجاهات‬
‫مثال ‪ -‬موقف الفرد من دراسة علم الجغرافيا‪ ،‬يحدد (اتجاهه) نحو موضوعات هذا العلم‬
‫بالذات‪،‬أما موقفه من العلم وأثره في تطوير الحياه المجتمعية‪ ،‬فيحدد (القيمة) العلمية التي‬
‫يتبناها هذا الفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬القيم أكثر ثباتا من االتجاهات وأقل قابلية للتغيير منها‪.‬‬
‫‪ -3‬تنطوي القيم عادة علي جانب تفضيلي وأخالقي‪ ،‬في حين يمكن أن تكون االتجاهات‬
‫سلبية‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬اكتساب القيم‪:‬‬
‫إن القيم نتاج لعمليات التعلم ‪ ،‬فقد يكتسب الفرد قيمه كما يكتسب أنماط سلوكه األخري‬
‫بالمالحظة والتقليد‪ ،‬وينطبق عليها في هذه الحالة ماينطبق علي أشكال التعلم االجتماعي‬
‫األخري والناتجة من تفاعل الفرد مع متغيرات بيئته؛ فالكثير من األوالد‪ ،‬وبخاصة حديثي‬
‫السن منهم يقبلون بوجهات نظر آبائهم‪ ،‬أو األشخاص المهمين في بيئتهم‪ ،‬وقد يكتسب الفرد‬
‫بعض قيمه نتيجة مبادئ التعلم الشرطي وأثر عمليات التعزيز‪ ،‬والعقاب في اكتساب بعض‬
‫القيم دون األخري‪ ،‬حيث يعمل التعزيز علي تقوية السلوك القيمي المرغوب فيه‪ ،‬في حين‬
‫يؤدي العقاب إلي انطفاء أو كف السلوك غير المرغوب فيه‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ابعا‪ :‬العوامل التي تؤثر في القيم‪:‬‬
‫ر ً‬
‫لما كانت القيم نتاجا للتعلم‪ ،‬فال بد أن تتأثر بالعوامل التي تؤثر في أشكال التعلم األخرى‪،‬‬
‫األمر الذي يبيح االستنتاج القائل بأن تباين األفراد في قيمهم نتيجة تبيانهم في العديد من‬
‫العوامل‪ ،‬كالسن والقدرات والخبرات التعليمية‪ ،‬والوضع االقتصادي االجتماعي‪ ،‬والخلفية‬
‫الثقافية‪،‬وقد بينت بعض الدراسات أن الخبرات المدرسية تؤثر فعال في تشكيل‪ ،‬أوتغيير‪،‬‬
‫أوتعديل القيم ذات العالقة بالعمل المدرسي‪ ،‬ومفهوم الذات‪ ،‬والعالقات االجتماعية‪ ،‬وبعض‬
‫جوانب السلوك األخالقي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬دور التنشئةاالجتماعية وتشكيل القيم لدى الفرد ‪:‬‬
‫ً‬
‫تؤدي األسرة منذ مراحل مبكرة من العمر دو اًر هاماً فى تحديد دالالت االشياء واألحداث واألشخاص ‪،‬‬
‫وما هو مالئم وما هو غير مالئم من أنماط السلوك والدوافع‪ ،‬مثل دعم سلوك االستقالل أو اإلنجاز ‪ ،‬أو‬
‫المنافسة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫فخصال الطفل الوراثية والعقلية تشكل أسلوب تفاعله مع الخبرات واألحداث التى يتعرض لها فى األسرة‪،‬‬
‫والبيئة االجتماعية المحيطة ‪ ،‬وهذه الخصال الفردية هى أساس الفروق الفردية بين األشخاص ‪ ،‬ألنها‬
‫تشكل لديه نمطاً فريداً فى االستجابات التى تؤثر على المحيطين به ‪ ،‬كما تتأثر بهم ‪ ،‬ويترتب على هذا‬
‫التفاعل بين الخصال الفريدة للشخص نمط فريد من ترتيب األهمية لدوافعه وحاجاته واهتماماته ‪ ،‬وهى‬
‫التى تمثل نسقه القيمي ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫أساليب التوافق‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫التوافق أو التكيف مستمد فى جوهره من علم البيولوجيا ‪ ،‬ويعني درجة المالءمة بين الفرد والظروف‬
‫الطبيعية التى يعيش فيها حتى يستطيع البقاء‪ ،‬وقد انتقل المفهوم إلى علم النفس منذ نشأته المبكرة؛ فقد‬
‫تأكد أن اإلنسان فى حاجة أيضاً إلى هذه المالءمة بينه وبين الظروف االجتماعية والنفسية المحيطة به؛‬
‫ولهذا ظهر مفهوم التوافق النفسي واالجتماعي ‪ ،‬وتنبه العلماء إلى أهميته وخاصة مع تغير هذه الظروف‬
‫النفسية‪ ،‬واالجتماعية والتى تتطلب بدورها عمليات توافق مستمرة ‪.‬‬
‫اوًال ‪ :‬تعريف التوافق ‪:‬‬
‫يتضمن التوافق معنيين رئيسيين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ )1‬تعديل سلوك الفرد بحيث يتواءم مع الظروف المتغيرة فى البيئة النفسية‪ ،‬واالجتماعية بل‪ ،‬والمادية ‪،‬‬
‫المحيطة به ‪ ،‬ويلعب التعلم الدور الحاسم فى هذا الصدد‪.‬‬
‫‪ )2‬تعديل البيئة النفسية ‪ ،‬واالجتماعية ‪ ،‬بل والمادية المحيطة بالفرد بحيث تصبح أكثر قابلية‬
‫إلشباع دوافعه وتحقيق أهدافه ‪.‬‬
‫ويمكن القول أن عملية التوافق تعمل فى االتجاهين معا؛ فإذا كانت البيئة على درجة كبيرة من التغير‬
‫والتجدد والتنوع على نحو يتطلب من الشخص قد اًر كافياً من المرونة تسمح له بتعديل سلوكه (وهذا‬
‫التوافق بالمعنى األول)‪ ،‬وقد يقوم هو بنفسه بهذا التعديل ‪ ،‬وقد يعاونه غيره فى ذلك‪ ،‬وقد تتضمن هذه‬
‫المساعدة من اآلخرين المعاونة المباشرة فى تغيير البيئة أو فى تعديل نظرة الشخص إلى بيئته ( وهذا‬
‫هو التوافق بالمعني الثاني )‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع التوافق‬
‫ً‬
‫‪ )6‬التوافق النفسي (الشخصى )‬
‫يقصد بالتوافق النفسي (الشخصى ) المواءمة بين الشخص وذاته ‪ ،‬ويعني ذلك أن يكون الفرد راضياً‬
‫عن نفسه ‪ ،‬متقبال لها مع التحرر النسبي من التوترات والصراعات التى تقترن بمشاعر سلبية نحو‬
‫الذات‪ ،‬ويرتبط التوافق النفسي ارتباطاً وثيقاً بمدى إشباع الدوافع والحاجات الفردية وتحقيق األهداف‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ )2‬التوافق االجتماعي ‪:‬‬
‫يقصد بالتوافق االجتماعي المواءمة بين الشخص‪ ،‬وغيره من الناس ‪ ،‬ويشمل ذلك جميع المجاالت‬
‫االجتماعية التى يعيش فيها الفرد كالمدرسة واألسرة والمهنة ‪ ،‬ويرتبط التوافق االجتماعي ارتباطاً وثيقاً‬
‫بمدى إشباع الدوافع والحاجات االجتماعية‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬اإلحباط والصراع والقلق‬
‫‪ -6‬اإلحباط‬
‫يحدث اإلحباط عندما يوجد عائق أو عقبة تحول بين الفرد وبين إشباع دافع أو تحقيق هدف‬
‫يرغب فى تحقيقه‪ ،‬فاإلحباط هو الشعور الذى ينتاب الفرد عندما يوجد ما يحول بينه وبين تحقيقه‬
‫ألهداف مرغوبه ‪ ،‬أو هو الحالة االنفعالية والدافعية التى يشعر بها الفرد عندما يواجه ما يحول بينه‬
‫وبين إشباع دوافعه‪ ،‬مثل مشاعر الفشل‪ ،‬والضيق‪ ،‬والتبرم‪ ،‬واالكتئاب‬
‫العوامل التي تؤد‪ :‬لالحباط‪:‬‬
‫أ‪ -‬عوامل خاصة بالفرد كوجود جوانب قصور أو عدم كفاية فى الفرد نفسه‪ ،‬أو نقص قدرات معينة ‪،‬‬
‫أو نقص خصائص نفسية معينة كالقدرة على التحكم فى النفس ‪ ،‬أو التى تعوق الفرد عن تحقيق‬
‫أهداف معينة ‪ .‬فليس كل شخص يمكنه أن يصبح موسيقيا بارعا لمجرد أنه أراد ذلك ‪ ،‬وكلما ازداد‬
‫بعد الهدف عن الفرد وعن إمكاناته فإن اإلحباط يكون هو النتيجة الطبيعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬عوامل خاصة بالبيئة يعود اإلحباط إلى ظروف وعوائق ترتبط بالبيئة التى يعيش فيها الفرد‪ ،‬أكثر‬
‫من ارتباطها بالفرد ذاته والضوضاء التى تمنعنا من التركيز‪ ،‬كالمعاناة االقتصادية التى تحول دون‬
‫كثير من العقبات أمام الفرد ‪ ،‬مثل القيود التى‬
‫تحقيق الفرد ألهدافه‪ ،‬والبيئة االجتماعية التى تضع ًا‬
‫يفرضها اآلخرون ‪ ،‬وهناك ما يفرضه الوالدان‪ ،‬كما أن هناك ظروف تحول دون إشباع حاجات الفرد‬
‫لألمن والحب واالنتماء مثل وفاة أحد الوالدين أو كليهما وغيرهما من الظروف التى قد تؤدى إلى‬
‫اإلحباط‪.‬‬

‫‪ -2‬الصراع ‪:‬‬
‫حاله انفعاليه دافعية غير ساره قوامها الشعور بالحيرة والتردد والضيق والقلق ‪،‬تصيب الفرد‬
‫عندما تتنازعه اتجاهات مختلفة ذات قوى متساوية بشأن بعض دوافعه و أهدافة التي يسعى إلى إشباعها‬
‫وتحقيقها ‪،‬أوالمواقف التي يواجهها‪ ،‬فيعجز عن اتخاذ وجهة معينة أو الوصول إلى حل محدد‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫أ‪ -‬أنواع الصراعات‪:‬‬
‫‪ ‬صراع اإلقدام – اإلقـدام ‪:‬‬
‫يحدث هذا الصراع حين يحاول الشخص االختيار بين هدفين كالهما جذاب ‪،‬ويعد هذا النوع من‬
‫الصراع أيسر أنواع الصراعات قابلية للحسم‪.‬‬
‫مثال‪ 6‬ذلك االختيار عندما يكون أمام الفرد وظيفتان لهما مزايا متقاربة ‪ ،‬والصراع فى هذه الحالة ال‬
‫يستمر بل ينتهى عندما يقرر الشخص اختيار الهدف األقرب ‪ ،‬أما إذا طال أمد الصراع فإنه قد يدل‬
‫على وجود خبرة سابقة سلبية تدعو إلى التردد فى اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫مثال‪ :2‬عندما يقرر الفرد الزواج وتكون أمامه فتاتان كل منهما لها صفات إيجابية وعليه أن يختار‬
‫إحداهما‪.‬‬
‫‪ ‬صراع اإلحجام – اإلحجام ‪:‬‬
‫وينشأ هذا الصراع عندما يحاول المرء االختيار بين هدفين كالهما منفر‪.‬‬
‫مثال اختيار أصحاب الزواج الفاشل بين استمرار الزواج وما يصاحبه من سوء العشرة ‪ ،‬وبين الطالق‬
‫وما يترتب عليه من التفكك األسري وهذا النوع من الصراع أكثر صعوبة فى حسمه ولذلك يطول أمده ‪،‬‬
‫وكثي اًر ما يتذبذب األشخاص بين البديلين المنفرين‪.‬‬
‫‪ ‬صراع األقدام – اإلحجام‬
‫حين يكون الهدف الواحد جذاباً ومنف اًر فى وقت واحد فإن الشخص يعاني فى هذه الحالة من صراع‬
‫اإلقدام – اإلحجام‪.‬‬
‫مثال‪ :‬حب الشخص لتناول الحلوى وخوفه من السمنة وزيادة الوزن فى نفس الوقت ‪.‬‬

‫نتائج اإلحباط والصراع‪:‬‬


‫يرتبط اإلحباط والصراع بحاالت انفعالية غير سارة كالقلق والتوتر والغضب‪ ،‬إال أن هذه النتائج‬
‫تعتمد على مجموعة من العوامل هى ‪-:‬‬
‫‪ -1‬نوع العائق ‪:‬‬
‫تتوقف نتائج اإلحباط والصراع على نوع العائق الذى يتعرض له الفرد‪ ،‬فطريقة االستجابة لصراع‬
‫خلقى (كالغش فى االمتحانات) ومايصاحبة من شعور بالذنب ‪ ،‬تختلف عن االستجابة لعائق‬
‫اقتصادى ( كنقص الدخل) حين يبحث المرء عن عمل إضافى مثال لزيادة دخله ‪.‬‬
‫‪ -2‬الخبرة السابقة‪:‬‬
‫تؤثر خبرة الشخص السابقة فى التعامل مع مواقف اإلحباط والصراع فى تحديد نمط استجابته‬
‫فى الموقف الحاضر‪ ،‬فخبرات الفشل السابق قد تؤدى إلى مزيد من القلق والتوتر‪ ،‬أما إذا كان‬

‫‪64‬‬
‫المرء قد تعرض فى الماضى لخبرات نجاح فى التغلب على العوائق فإنه قد يشعر عند مواجهة‬
‫الموقف الراهن بالثقة بالنفس ويتسم بالمثابرة‪.‬‬
‫‪ -3‬تفسير الشخص للموقف‪:‬‬
‫تتوقف درجة شدة العائق وخطره على مدى شعور الفرد بتهديده لذاته من ناحية ‪ ،‬وعلى درجة‬
‫تقدير الشخص لذاتة من ناحية أخرى ‪ ،‬فالفشل فى االمتحان قد يفسره أحد الطالب بأنه عائق‬
‫مؤقت إذا كان تقديره لذاته مرتفعا‪ ،‬أما الطالب الذى يقدر ذاته تقدي اًر منخفضاً فإنه قد يبالغ فى‬
‫تفسير هذا الحدث ويعتبره خط اًر يهدده‪ ،‬ويشعره بأنه غير جدير بالنجاح ويؤدئ به ذلك إلى‬
‫فقدان الثقة بالنفس ‪.‬‬
‫‪ -4‬طبيعة الدافع‪:‬‬
‫تؤثر طبيعة الدافع فى نوع االستجابة التى تصدر عن الشخص الذى يعانى من خبرة اإلحباط‬
‫أو الصراع ‪ ،‬فإذا كان الدافع ثانوياً فإن الشخص ال يستجيب إال بشعور خفيف بالضيق ‪ ،‬أما‬
‫إذا كان الدافع أساسياً فإن التوتر الذى يصاحب تعويقه يكون طويل األمد‪.‬‬
‫‪ -5‬إمكانات إشباع الدوافع أو تحقيق األهداف‪:‬‬
‫يتوقف األثر الناجم عن اإلحباط والصراع على اإلمكانات المتاحة إلشباع دوافع الفرد أو تحقيق‬
‫أهدافه ‪ ،‬وبصفة عامة يمكن القول أن الدافع الذى يمكن إشباعه بطرق متعددة والهدف الذى‬
‫يمكن الوصول إليه بوسائل مختلفة قلما ينشأ عنهما مشكالت توافق‪.‬‬

‫‪ -3‬القلق‬
‫يتصف القلق كخبرة ذاتية للفرد بمشاعر الخوف والتوجس وتوقع المصائب‪ ،‬والشر كالموت‪ ،‬أو‬
‫المرض‪ ،‬أو الحوادث‪ ،‬وقلة الحيلة‪ ،‬وعدم التيقن دون أن يكون هناك سبب موضوعى ‪ ،‬ولذلك فإن القلق‬
‫يختلف عن الخوف فى أن الخوف شعورى وله مصدر خارجى معروف ( الخوف من الحيوانات ‪،‬‬
‫الخوف من الظالم ‪ ،‬الخوف من طبيب األسنان) أما القلق فهو ال شعورى وداخلى‪ ،‬وأسبابه غالباً غير‬
‫واضحة‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف القلق‬
‫مصحوبا بأعراض‬
‫ً‬ ‫حالة من التوتر الشامل المستمر ‪،‬يتوقع فيها الفرد خط ار‪ ،‬وتهديدا واقعيا‪ ،‬أو رمزيا‬
‫جسمية وفسيولوجية وانفعالية ومعرفية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مظاهر القلق‪:‬‬
‫‪ ‬من الناحية الجسمية والفسيولوجية يظهر القلق متمثالً فى شكل أعراض مثل ضربات القلب‪،‬‬
‫واضطراب المعدة‪ ،‬أو اإلسهال‪ ،‬وكثرة التبول‪ ،‬وكثرة إفراز العرق‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ ‬من الناحية االنفعالية ‪ :‬عدم القدرة على التركيز واإلجهاد والتعب دون مبرر كما قد توجد من‬
‫عالمات أخرى مميزة مثل برودة األطراف‪ ،‬واألرق‪.‬‬
‫‪ ‬من الناحية المعرفية ‪ :‬فإنه يسبق القلق ويتزامن معه إدراك وتوقع مستمر لحدوث شئ سيئ أو‬
‫مكروه للفرد ‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مستويات القلق‪:‬‬
‫توجد ثالثة مستويات للقلق‪ ،‬وهي‪-:‬‬
‫‪ ‬القلق فى صورته المعتدلة ‪ :‬هو قلق دافعي وميسر وصحي إذ يؤدى إلى حل المشكالت‪ ،‬واإلبداع‪،‬‬
‫ويسهل عمليات التعلم‪ ،‬والتوافق‪.‬‬
‫‪ ‬القلق المنخفض ‪ :‬ويؤدى إلى شعور صاحبه بالالمباالة‪ ،‬والكسل‪ ،‬واالهمال‪ ،‬وعدم الرغبة فى‬
‫االنجاز‪.‬‬
‫‪ ‬القلق المرتفع ‪ :‬يؤدى ارتفاع مستوى القلق إلى عصبية واستثارة‪ ،‬وخفض للوظائف المعرفية ‪ ،‬ومن‬
‫أهمها القدرة على التفكير‪ ،‬والقدرة على اتخاذ الق اررات كما يؤدى إلى شعور دائم بعدم الكفاية‪،‬‬
‫والعجز‪ ،‬وقلة الحيلة‪ ،‬وعدم القدرة على البت فى األمور‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫أساليب حل الصراعات ومواجهة االحباطات‬
‫اوًال‪ :‬األساليب المباشرة‬
‫يستطيع معظم الناس التغلب على مواقف اإلحباط والصراع وما ينشأ عنها من عدم توافق باللجوء إلى‬
‫األساليب المباشرة ‪ ،‬والتى تستخدم فى حل مشكالت التوافق حال حاسماً ونهائياً‪ ،‬وأهم هذه الطرق ما‬
‫يأتى‪:‬‬
‫‪ -6‬بذل الجهد إل زالة العائق والوصول إلى الهدف ‪:‬‬
‫إن أول طريق مباشرة للتغلب على مواقف اإلحباط والصراع‪ ،‬وما يتضمنه من عوائق تحول دون إشباع‬
‫الدوافع أو الوصول إلى األهداف هى القيام بعمل جدى‪ ،‬ومضاعفة الجهد إلزالة هذه العوائق‪ ،‬فالطالب‬
‫الذى يرسب فى االمتحان يحاول أن يزيد من مجهوده فى استذكار دروسه حتى ينجح فى االمتحان عند‬
‫إعادته ويتفوق فيه ‪.‬‬
‫‪-2‬البحث عن طرق أخرى للوصول إلى الهدف ‪:‬‬
‫إذا وجد الشخص أن الطريقة التى يستخدمها للوصول إلى الهدف ال تؤدى إلى ذلك بالرغم مما يبذله من‬
‫جهد ونشاط؛ فإنه يبدأ فى البحث عن طريقة أخرى تؤدى إلى ذلك ‪ ،‬فالطالب فى المثال السابق قد يلجأ‬
‫إلى تغيير عاداته فى اإلستذكار ‪ ،‬وهذه الطريقة ال تصلح إال إذا كان العائق خارجياً أو كان ناجماً عن‬
‫عيوب شخصية يمكن تفاديها وعالجها ‪.‬‬
‫‪ -3‬استبدال الهدف بويره ‪:‬‬
‫إذا فشل الشخص فى التغلب على اإلحباط والصراع والوصول إلى الهدف بإحدى الطريقتين السابقتين فإنه‬
‫حينئذ قد يلجأ إلى طريقة ثالثة وهى تغيير الهدف نفسه ‪ ،‬واحالل هدف آخر يسهل الوصول إليه محله ‪،‬‬
‫وتتوقف كفاءة هذه الطريقة على نجاح الهدف الجديد عند إح ارزه بإشباع الدافع أو الحاجة ‪ ،‬لنفرض أنك‬
‫كنت تتهيأ للعب كرة قدم؛ فأمطرت السماء واضطررت إلى البقاء فى المنزل ‪ ،‬وأخذت تشاهد التليفزيون ‪،‬‬
‫فإذا كان هدفك من لعب كرة القدم مرتبطاً برغبتك فى التسلية وقضاء وقت الفراغ؛ فإن الهدف البديل (‬
‫وهو مشاهدة التليفزيون) يمكن أن يشبع هذه الحاجة ‪ ،‬أما إذا كان لعب كرة القدم هدفاً للحاجة إلى التقدير‬
‫فإن مشاهدة التليفزيون لن تكون هدفاً بديالً‪.‬‬
‫‪-4‬استخدام اسلوب حل المشكلة ‪:‬‬
‫يمكن للشخص الذى يعانى من خبرة اإلحباط أو الصراع أن يلجأ إلى طرق مباشرة للوصول إلى‬
‫الهدف وتحقيق التوافق وهى أسلوب حل المشكلة‪ ،‬وتتطلب هذه الطريقة أن يحاول الشخص جمع أكبر‬

‫‪67‬‬
‫قدر من المعلومات عن الهدف الذى يسعى إليه ‪ ،‬أو األهداف المتصارعة لديه ‪ ،‬ثم يجرب عمليات‬
‫التحليل المعتادة فى سلوك حل المشكلة ‪ ،‬ويجرى الوصول إلى الهدف ليتعرف على عواقبه وتوابعه ‪،‬‬
‫وقد ينتهى به ذلك إلى قبول الهدف أو التخلى عنه ‪ ،‬وفى حالة الصراع قد يتخلى عن أحد الهدفين او‬
‫عنهما معاً وقد يحاول التوفيق بينهما‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬األساليب غير المباشرة‬


‫إذا فشلت األساليب المباشرة فى التغلب على اإلحباط أو الصراع فإن حالة التوتر النفسى الناشئة عنهما‬
‫تستمر لفترة طويلة على نحو يسبب للشخص كثي ار من القلق واأللم والضيق ‪ ،‬ولذلك يتلمس الشخص‬
‫بعض الطرق غير المباشرة لتخفيف حدة التوتر الناجم عن اإلحباط والصراع ‪ ،‬وهذه األساليب غير‬
‫المباشرة تتسم بأنها ال شعورية ‪ ،‬وبعضها قد يكون أقرب إلى السواء ‪ ،‬ويمارسها معظم الناس وتسمى‬
‫الحيل الدفاعية ومنها‪.-:‬‬
‫‪ )6‬الكبت ‪:‬‬
‫الكبت هو نوع من النسيان الالشعوري يسعى المرء ‪ ،‬بطريقة ال إرادية إلى إبعاد الدوافع غير المقبولة‬
‫والذكريات المؤلمة أو المشينة أو المخيفة عن دائرة الشعور والوعي ‪ ،‬واخفائها فى الالشعور‪ ،‬والتي‬
‫تظهر فيما بعد في شكل أحالم النوم‪ ،‬الهفوات وذالت اللسان‪.‬‬
‫مثال‪ :‬استبعاد الطفل لمشاعر العدوانية تجاه أبيه عندما يعنفه بشده‬
‫‪ )2‬اإلعالء ( التسامي )‬
‫اإلعالء أو التسامي هو تحويل الطاقة النفسية المتعلقة بأحد الدوافع أو األهداف غير المقبولة اجتماعيا‬
‫وتوجيهها إلى نشاط اجتماعي مقبول ومفيد ‪ ،‬فالدافع الجنسي مثال يمكن عالجه بالنشاط األدبي والفني‬
‫والرغبات العدوانية يمكن أن تتسامى من خالل بعض األنشطة الرياضية‪.‬‬
‫اجتماعيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مثال‪ :‬ممارسة رياضة المالكمة والكاراتيه هي إعالء للغريزة العدوانية في شكل مقبول‬
‫‪ )3‬التعويض ‪:‬‬
‫التعويض هو حيلة دفاعية الشعورية يلجأ إليها الفرد لتخفيف حدة التوتر الناجم عن خبرة اإلحباط أو‬
‫الصراع وما يصاحبها من شعور بالنقص أو إحساس بالفشل ‪ ،‬وهو نوع من تغيير األهداف إال أنه فى‬
‫حالة التعويض يكون الشعورياً‪.‬‬
‫مثال‪ :‬فشل الفرد في مجال معين يعوضه في مجال آخر‬
‫‪ )4‬التبرير ‪:‬‬
‫التبرير هو محاولة الشعورية إلعطاء أسباب تبدو مقبولة اجتماعيا‪ ،‬أو معقولة منطقياً على الرغم من‬
‫أنها بالفعل غير سليمة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مثال‪ :‬الطالب الذي يبرر عدم إنجازه لواجباته بالمرض‪.‬‬
‫‪ )5‬اإل زاحة ( اإلحالل أو النقل ) ‪:‬‬
‫اإلزاحة حيلة دفاعية يلجأ إليها الشخص لنقل االنفعاالت من معانيها األصلية غير المقبولة إلى معان‬
‫أخرى بديلة تكون أكثر قبوالً لدى الشخص ‪ ،‬وقد تتخذ اإلزاحة صورة النقل من أشياء أو أشخاص‬
‫معينين إلى أشخاص أخرين‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الموظف الذى يغضبه رئيسه قد ينقل غضبه إلى زوجته أو أبنائه ‪.‬‬
‫‪ )1‬اإلسقاط ‪:‬‬
‫اإلسقاط حيلة أخرى يلجأ إ ليها اإلنسان حين يلصق عيوبه أو نقائصه أو فشله باآلخرين ‪ ،‬وهو بذلك‬
‫وسيلة إلنكار وجود هذه العيوب أو األخطاء فيه ‪ ،‬ومن اإلسقاط أيضاً أن ينسب المرء إلى شخص آخر‬
‫مسئولية األفعال التى يود أن يب أر منها‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الشخص الذى يشعر بالكراهية نحو شخص آخر قد يسقط ذلك عليه‪ ،‬ويدركه على أنه يضمر له‬
‫العداء ‪.‬‬
‫‪ )7‬التقمص (التوحد) ‪:‬‬
‫حيلة التقمص هى عكس حيلة اإلسقاط ‪ ،‬وفيها يسعى المرء إلى خفض التوتر النفسي الناجم عن‬
‫اإلحباط والصراع عن طريق التحلى ببعض الصفات والخصائص التى يتسم بها شخص آخر ‪ ،‬أو عن‬
‫طريق التوحد الوجداني مع هذا الشخص‪ ،‬ومن ذلك توحد الطفل الصغير مع والده أو الطالب مع‬
‫أستاذه‪.‬‬
‫‪ )8‬النكوص ‪:‬‬
‫النكوص هو ارتداد إلى بعض أساليب التوافق القديمة التى كانت تشبع رغبات الشخص وتحقق أهدافه‬
‫فى مرحلة سابقة من مراحل نموه ‪ ،‬على الرغم من أنه يكون قد تعدى هذه المرحلة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عودة الطفل إلى التبول الالإرادي حين يالحظ انصراف اهتمام والديه إلى شقيقه المولود حديثاً ‪،‬‬
‫ويعتبر النكوص فى هذه الحالة حيلة الشعورية لجذب انتباه الوالدين إليه‬
‫‪ )9‬اإلنكار ‪:‬‬
‫تظهر هذه الحيلة فى صورة رفض الشخص االعتراف بأنه فى حالة إحباط أو صراع‪.‬‬
‫مثال‪ :‬شعور التاجر بالرضا على الرغم من أن تجارته تنهار ويكاد يفلس‬

‫‪69‬‬
‫األسئلة التقويمية‬
‫‪ -1‬عرف الشخصية كمثير‪.‬‬
‫‪ -2‬اذكر المالحظات التي وجهت لتعريف الشخصية كمثير‪.‬‬
‫‪ -3‬عرف مفهوم الشخصية كاستجابة‬
‫‪ -4‬استخلص المالحظات التي وجهت إلى تعريف الشخصية كاستجابة‬
‫‪ -5‬ميز بين كل من تعريف الشخصية كمثير وتعريف الشخصية كاستجابة‪.‬‬
‫‪ -6‬استخلص المحددات التي قامت عليها نظرية التحليل النفسي‪.‬‬
‫‪ -7‬وضح دور المتغيرات االجتماعية والتفاعل االجتماعي وفًقا لالتجاهات الحديثة لنظرية التحليل النفسي‪.‬‬
‫‪ -8‬اعرض النظرية السلوكية في الشخصية‪.‬‬
‫‪ -9‬عرف الشخصية من وجهة نظر ألبورت‪.‬‬
‫‪ -11‬استخلص مايتضمنه تعريف ألبورت للشخصية من أفكار أو عناصر‪.‬‬
‫‪ -11‬اعرض ألنماط الشخصية في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ -12‬ميز بين أنماط الشخصية في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ -13‬استخلص االنتقادات التي وجهت لنظرية األنماط‪.‬‬
‫‪ -14‬هل تعتقد يإمكانية الحكم علي شخصية ما من خالل أنماط أومكونات الجسم؟‪ .‬اذكر مبرراتك‬
‫‪ -15‬نشأ المنحى اإلنساني كرد فعل لوجهة نظر كل من التحليل النفسى والسلوكية‪.‬هل تؤيد ذلك‬
‫ولماذا‪..‬‬
‫‪ -16‬قام المنحى اإلنسانى علي عدد من االفتراضات‪ .‬حددها‪.‬‬
‫‪ -17‬عدد النماذج المختلفة لبعض أنواع الشخصيات‪.‬‬
‫مثاال لكل نموذج من النماذج المختلفة للشخصية‪.‬‬
‫‪ -18‬اعط ً‬
‫بناءا علي النظريات التي قامت في ضوئها"‪ .‬مع أي‬
‫‪" -19‬تتعدد نماذج الشخصيات المختلفة ً‬
‫النماذج تميل ؟‪.‬ولماذا؟‪.‬‬
‫‪ -21‬في ضوء فهمك للتعريف العلمي للشخصية ‪.‬هل تري ضرورة لهذه األنواع المختلفة من‬
‫الشخصية؟ علل لوجهة نظرك‪.‬‬
‫‪ -21‬عرف االتجاه‪.‬‬
‫‪ -22‬لدراسة االتجاهات أهمية‪ .‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ -23‬يرجع انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه إلى عدة أسباب‪ .‬ناقش‬
‫‪70‬‬
‫‪ -24‬اعرض بإيجاز أسباب انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه‪.‬‬
‫‪ -25‬تعدد خصائص االتجاهات‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ -26‬يمكن تحقيق عدة وظائف من دراستنا لالتجاهات‪ .‬برهن علي ذلك‪.‬‬
‫‪ -27‬اعرض باختصار مكونات االتجاه ‪.‬‬
‫‪ -28‬اعط مواقف حياتية تبرز فيها مكونات االتجاه‪.‬‬
‫‪ -29‬هل تعتقد أنه يمكن البدء بأي من مكونات االتجاه دون ترتيب ؟‪.‬علل لما تقول‪.‬‬
‫‪ -31‬في ضوء فهمك لعوامل تغيير االتجاه ‪،‬ما العوامل التي تؤدي إلي صعوبة أوسهولة‬
‫تغييرها‪.‬برر لما تقول‪.‬‬
‫‪ -31‬اعرض مفهوم القيم في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ -32‬ميز بين مفهومي القيم‪.‬‬
‫‪ -33‬ناقش دور التنشئة االجتماعية والخصال الفردية في تشكيل النسق القيمي للفرد‪.‬‬
‫‪ -34‬استخلص كيفية اكتساب القيم لدى الفرد في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ -35‬عرف مفهوم التوافق‪.‬‬
‫‪ -36‬يتضمن التوافق كما يستخدم فى علم النفس معنيين رئيسيين‪ .‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ -37‬عرف كل من (التوافق النفسي‪ ،‬التوافق االجتماعي)‪.‬‬
‫‪ -38‬ميز بين كل من التوافق النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -39‬عرف مفهوم اإلحباط‪.‬‬
‫‪ -41‬اعرض العوامل المحدثة لإلحباط‪.‬‬
‫‪ -41‬يتوقف شعور الفرد باإلحباط على عدد من العوامل‪ .‬ناقش‪.‬‬
‫‪ -42‬عرف الصراع‪.‬‬
‫‪ -43‬تعدد أنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه‪.‬اعرض بإيجاز‪.‬‬
‫‪ -44‬تعدد أنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه‪.‬ناقش‬
‫مثاال ألنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه‪.‬‬
‫‪ -45‬اعط ً‬
‫‪ -46‬يترتب علي اإلحباط والصراع نتائج متعددة‪.‬ناقش‬
‫‪ -47‬يترتب علي اإلحباط والصراع نتائج متعددة‪.‬أكد صدق العبارة‪.‬‬
‫‪ -48‬اعرض لبعض المواقف الحياتية للنتائج المترتبة على تعرض الفرد لإلحباطات والصراعات‪.‬‬
‫‪ -49‬بين دور أساليب التوافق المباشرة في التغلب على اإلحباطات والصراعات التي يتعرض لها‬
‫الفرد‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -51‬اعط مواقف حياتية ألساليب التوافق المباشرة في التغلب على اإلحباطات والصراعات التي‬
‫يتعرض لها الفرد‪.‬‬
‫‪ -51‬ماذا يحدث للفرد لوفشلت أساليب التوافق المباشر في الصراعات واإلحباطات التي يتعرض‬
‫لها الفرد؟‬
‫‪ -52‬ميز بين اإلحباط والصراع‪.‬‬
‫‪ -53‬برر لماذا يعد القلق عرض رئيسى مشترك لالضطرابات االنفعالية‪.‬‬
‫‪ -54‬عرف مفهوم القلق‪.‬‬
‫مثاال يوضح ذلك‪.‬‬
‫‪ -55‬تتعدد مظاهر القلق‪.‬اعط ً‬
‫‪ -56‬اعط مواقف من الحياة تستخدم فيها مستويات القلق المختلفة‪.‬‬
‫‪ -57‬هل تعتقد أن مستويات القلق ترتبط بالتوافق النفسي واالجتماعي؟ برر وجهة نظرك‬
‫‪ -58‬يعد ارتفاع مستوى القلق‪ ،‬وعدم القدرة على مواجهة بعض المشكالت مبرر الستخدام حيل‬
‫الدفاع‪.‬هل توافق علي ذلك؟ علل لوجهة نظرك‪.‬‬
‫‪ -59‬اعرض بإيجاز لحيل الدفاع‪.‬‬
‫‪ -61‬ميز بإيجاز بين حيل الدفاع‪.‬‬
‫‪ -61‬اعط أمثلة لبعض حيل الدفاع ‪.‬‬
‫‪ -62‬حيل الدفاع متنفس انفعالي الضطربات الفرد‪.‬ناقش‪.‬‬
‫‪ -63‬تعد حيل الدفاع سالح ذو حدين ‪.‬هل توافق علي ذلك؟‬
‫‪ -14‬مالنتائج المترتبة علي فشل أساليب التوافق المباشرة في حل الصراعات واإلحباطات التي‬
‫تواجة الفرد؟‬

‫‪72‬‬
‫علم االجتماع‬

‫‪73‬‬
‫الوحدة األولى‬
‫نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية‬
‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬
‫يتوقع من المتعلم بعد دراستة لهذا الوحدة أن يكون قاد ار علي أن‪:‬‬
‫يعرف النظرية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يعرف مكونات النظرية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يعدد وظائف النظرية في علم االجتماع ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يعرف النظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يحدد المبادئ األساسية للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يعرف التفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫يوضح أهمية التفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫يعطي أمثلة للتفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫يعرف العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫يعدد الجوانب المختلفة ألهمية العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫يعطي أمثلة للجوانب المختلفة ألهمية العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫يحدد العمليات التي تؤثر في الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫يعرف التعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫يوضح العوامل التي تؤثر في التعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫يعطي مواقف حياتية للعوامل التي تؤثر في التعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫يوضح أهمية التعاون االجتماعي للفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫يعرف التكيف االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫يوضح أهمية التكيف االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫يعرف التنافس االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫يوضح أهمية التنافس االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫يستنتج العالقة بين التنافس االجتماعي والتعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫يوضح خصائص التنافس االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫يعرف الصراع االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫يعدد أسباب الصراع االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫يعرف الظاهرة االجتماعية عند إميل دور كاييم‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫يحدد خصائص الظاهرة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫يعطي أمثلة للظاهرة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.27‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل األول‬
‫النظرية االجتماعية بناؤها ووظائفها‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫للنظرية العلمية مكانة متميزة فى البحث العلمى ‪ ،‬سواء أكان موضوع هذا البحث ظاهرة طبيعية‬
‫أم ظاهرة إنسانية‪ ،‬ويعلق عليها عدد من الباحثين أهمية خاصة فى تحديد " هوية " أى علم من العلوم ‪.‬‬

‫والمثال التالي يوضح ذلك ( تمثل النظرية البوصلة بالنسبة لربان السفينة فبدونها ال يوجد موجه‬
‫للباحث في جمعه للوقائع االجتماعية‪ ،‬وبالتالي يتخبط في جمع معلوماته بحيث تأتي غير مترابطة ثم‬
‫يعجز في النهاية عن إضفاء معنى عليها أو تفسيرها) ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف النظرية في علم االجتماع‬


‫"النظرية عبارة عن نسق من المعرفة التي تتسم بالتعميم‪ ،‬وتفسر الجوانب المختلفة للواقع"‪ ،‬وتختلف‬
‫النظرية العلمية عن غيرها من النظريات الرياضية مثالً في أنها تخضع للتحقق من صدقها عن طريق‬
‫المالحظة األمبيريقية (التجريبية) ‪ ،‬كما أنها تساعد العلماء فى الوقت نفسه على اكتشاف قوانين جديدة‪،‬‬
‫أو وضع فروض الختبار صدقها ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬بناء النظرية في علم االجتماع‬


‫تتكون النظرية من العناصر اآلتية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬الشكل األساسى‬

‫‪ -2‬مجموعة من التصورات ‪.‬‬

‫‪ -3‬مجموعة من األحكام ( البديهيات‪ ،‬والقضايا‪ ،‬والفروض ) تتعلق بالعالقة المنطقية بين هذه المفاهيم ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعريفات اإلجرائية ابتداء من الفروض‪ ،‬والمتغيرات‪ ،‬والمؤشرات ‪.‬‬
‫‪ -5‬المنهج المستخدم الختبار العالقات بين الفروض ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحليل البيانات ‪.‬‬
‫‪ -7‬تفسير النتائج ‪.‬‬
‫‪ -8‬تقييم البناء المنطقى المنهجى التجريبى للنظرية فى ضوء تحليل البيانات وتفسيرها ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬وظائف النظرية في علم االجتماع‬
‫وتتمثل وظائف النظرية في علم االجتماع في‪-:‬‬

‫‪ -1‬تحديد االتجاه األساسى للعلم عن طريق تحديد نوع المادة أو الوقائع التى يجب جمعها عن الظاهرة‬
‫المدروسة‪ ،‬فلو كانت الظاهرة موضوع الدراسة مثالً هى كرة القدم؛ فإن النظرية االقتصادية سوف‬
‫توجه العالم لجمع حقائق عن أنماط العرض والطلب التي تتصل بتسويقها ‪ ،‬أما النظرية االجتماعية‬
‫فهى توجه العالم لجمع حقائق تتعلق باألنشطة االجتماعية المتصلة بالكرة‪ ،‬ونوعية التنظيمات‬
‫االجتماعية الخاصة بهذا النشاط وهكذا ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقديم إطار تصوري يسترشد به العالم عند جمعه للحقائق‪ ،‬وهذا اإلطار يساعد العالم على إدراك ما‬
‫بين الوقائع من عالقات ويرشده إلى نوعية الوقائع التى يتعين عليه جمعها‪.‬‬

‫‪ -3‬تلخيص الوقائع وتلخيص العالقات بينها ‪ :‬إن كل قانون‪ ،‬أو فرض‪ ،‬أو مفهوم تتضمنه النظرية ليس‬
‫إال تلخيصاً لعدد ال نهاية له من المالحظات التى قام العلماء بإجرائها؛ فمفهوم الخلية الحية مثالً‬
‫يلخص فى كلمة واحدة مالحظات عديدة أجريت عن شكل أو صورة معينة من المادة ومفهوم األسرة‬
‫يفعل الشئ نفسه ‪ ،‬والقوانين تلخص العالقات المتعددة بين الظواهر موضوع الدراسة ‪ ،‬والنظرية‬
‫تلخص العالقات بين القوانين ‪ ،‬وبدون عملية التلخيص والتنظيم هذه يتعذر تماما اإللمام بمكتشفات‬
‫العلم أواستنتاج أى شئ منها ‪.‬‬
‫‪ -4‬التنبؤ بالوقائع‪ :‬إذا كانت النظرية تلخص الوقائع وتقرر وجود نظام عام يربط بين المالحظات التى‬
‫يتوصل إليها العالم فإنها تصبح أيضاً تنبؤات بما سيحدث فى المستقبل؛ فقولنا مثالً إن المعادن تتمدد‬
‫بالح اررة يعنى فى الوقت نفسه أنه إذا لم تترك مسافات مناسبة بين قضبان السكك الحديدية فإنها‬
‫سوف تتقوس نظ اًر لتمددها‪ ،‬وقولنا إن البعوض ينقل مرض المالريا يعنى فى الوقت نفسه تنبؤاً بأن‬
‫نسبة هذا المرض ستقل إذا ردمنا البرك والمستنقعات التى يتوالد فيها البعوض وهكذا ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد أوجه النقص فى معرفتنا‪ :‬إننا ال نستطيع أن نعرف ما ينقصنا فى أى مجال إال إذا عرفنا أوالً‬
‫ما هو متوفر لدينا ‪ ،‬واذا كانت المعرفة المتوفرة لدينا كثيرة؛ فإنه يصعب علينا أن نعرفها جيداً‪ ،‬ولما‬
‫كانت النظرية تلخص‪ ،‬وتنظم المعرفة المكتسبة؛ فإنها تساعدنا على التعرف على ما ينقصنا من‬
‫معرفة‪ ،‬وبالتالى ترشدنا إلى الجوانب التى يجب أن نركز بحثنا عليها ‪.‬‬
‫‪ -6‬النظرية تقوم بمهمة ترشيد التطبيق‪ :‬إن الغاية النهائية للعلم هى التطبيق ‪ ،‬بمعنى أن العلماء يدرسون‬
‫ظواهر الكون ويحاولون التوصل إلى القوانين التى تحكمها من أجل استخدام نتائج دراساتهم فى‬
‫التعامل مع الطبيعة والسيطرة عليها‪ ،‬والنظرية العلمية بما أنها تلخيص لكل الحقائق التى اكتشفها‬

‫‪76‬‬
‫العلماء؛ فهي تقوم بمهمة ترشيد أى توجيه التطبيقات العلمية فى مجاالت الحياة المختلفة؛ فقوانين‬
‫الطفو مثالً ساعدت على بناء السفن وقوانين الجاذبية ساعدت على بناء الطائرات ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬نماذج من بعض النظريات في علم االجتماع‬


‫يوجد العديد من النظريات االجتماعية منها على سبيل المثال النظرية البنائية الوظيفية ‪ ،‬التفاعلية الرمزية‬
‫‪ ،‬نظرية الصراع ‪ ،‬المادية التاريخية ‪ ، ...‬وفيما يلي نعرض للنظرية البنائية الوظيفية كمثال‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف النظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‬

‫إن البنائية الوظيفية قد استخدمت بعدة معان فى علم االجتماع وهى‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلسهام الذى يقدمه الجزء للكل قد يكون المجتمع أو الثقافة وهذا هو المعنى الذى استخدمه دوركايم‪،‬‬
‫وبراون‪ ،‬ومالينوفسكى ‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلسهام الذى تقدمه الجماعة إلى أعضائها‪ ،‬أو اإلسهام الذى يقدمه المجتمع الكبير للجماعات‬
‫الصغيرة التى يضمها ‪.‬‬

‫‪ -3‬تستخدم لإلشارة إلى دراسة الظواهر االجتماعية بوصفها عمليات‪ ،‬أو آثار ألبنية اجتماعية مثل أنساق‬
‫القرابة أو الطبقة ‪.‬‬

‫إن االفتراضات األساسية للنظرية البنائية الوظيفية يمكن تلخيصها في‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب تحليل المجتمعات تاريخياً على أنها أنساق ذات أجزاء متداخلة ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن عالقات السبب والنتيجة متكررة ‪.‬‬

‫‪ -3‬إن األنساق االجتماعية هى فى حالة توازن ديناميكى ‪ ،‬ألن التكيف للقوى المؤثرة فى النسق تحدث‬
‫حداً أدنى من التغير فى داخل النسق ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن التكامل التام ال يمكن حدوثه ألن كل نسق اجتماعى له انحرافاته ولكنه أخي اًر يميل إلى أن يكون‬
‫متعادالً من خالل األنظمة داخل النسق ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن التغير هو عملية توافقية بطيئة فى األساس ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن التغير هو نتيجة لتكيف التغيرات التى تحدث خارج النسق ‪ ،‬والتى تنمو من خالل التمايزات‬
‫واالختراعات الداخلية ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التفاعل االجتماعي والعالقات االجتماعية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الحياة االجتماعية تبدأ بفعل اجتماعي من خالل عالقة اجتماعية بين شخصين‪ ،‬وقد يتسع ليشمل‬
‫المجتمع أوعدة مجتمعات‪ ،‬وقد يكون مؤقتاً أودائماً ‪ ،‬تلقائي أوعرضي‪ ،‬وهو مهم إلشباع الحاجات‬
‫االجتماعية ونتائجه إيجابية على الفرد والمجتمع إذا كان بناؤه أو على العكس من ذلك إذا سادها الجدل‬
‫والصراع ‪.‬‬
‫اوًال‪ :‬مفهوم التفاعل اإلجتماعي‪:‬‬
‫تبدأ الحياة اإلجتماعية بفعل إجتماعي يصدر عن شخص معين يعقبه رد فعل من شخص آخر‬
‫ويطلق على التأثير المتبادل بين هذين الشخصين "التفاعل اإلجتماعي"‪.‬‬
‫ولعل هذا ما أكد عليه "عبد الرحمن ابن خلدون" في قوله إن االجتماع اإلنساني ضروري أي البد من‬
‫العمران البشري‪ ،‬فاألفراد ال يستطيعوا العيش في المجتمع منعزلين متباعدين‬
‫قيام حياة الجماعة أو ُ‬
‫عن بعضهم البعض‪ ،‬بل يرتبطون بروابط وعالقات تنشأ عن اجتماعهم واتحاد رغباتهم‪ ،‬فالحياة‬
‫أساسا على التفاعل بين أفراد المجتمع‪ ،‬يؤثر ويتأثر بعضهم ببعضهم اآلخر وكيان‬
‫ً‬ ‫االجتماعية تقوم‬
‫الجماعة واستمرارها يعتمد بالدرجة األولى على شكل التفاعالت التي تشكل في النهاية العالقات التي‬
‫تسهم في البناء االجتماعي‪ ،.‬وعلى هذا يمكن تعريف التفاعل االجتماعي على أنه‪" :‬السلوك المتبادل‬
‫بين األفراد والجماعات في المواقف والمناسبات المختلفة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية التفاعل االجتماعي‪:‬‬
‫ً‬
‫للتفاعل االجتماعي أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة والمجتمع‪ ،‬ويمكن إيجاز تلك األهمية فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التفاعل ضروري إلشباع الحاجات االجتماعية‪ ،‬ألن تبادل الحاجات يتطلب التفاعل‪.‬‬
‫‪ -2‬التفاعل ضروري الستمرار الجماعة وبقائها‪.‬‬
‫‪ -3‬للتفاعل نتائج إيجابية على شخصية الفرد في مختلف مراحل حياته‪.‬‬
‫‪ -4‬التفاعل الذي يتم وفق قوانين وقيم متفق عليها يؤدي إلى التعاون البناء‪ ،‬ويساعد على تقوية‬
‫الروابط‪ ،‬وتعميق الصالت ونشر السالم‪ ،‬والمحبة بين أعضاء المجتمع‪ ،‬ومن ثم تماسك‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أنواع التفاعل االجتماعي‬
‫هناك أنواع عديدة للتفاعل االجتماعي منها‬
‫‪ .1‬التفاعل المباشر أو غير المباشر‪:‬‬
‫ومن أمثلة التفاعل المباشر ما يقوم بين أفراد األسرة‪ ،‬ومن أمثلة التفاعل غير المباشر ما يحدث بين‬
‫أعضاء شركة مساهمة‪.‬‬
‫‪ .2‬التفاعل البناء أو الهدام‪:‬‬
‫هداما إذا حل الصراع محل‬
‫ً‬ ‫يكون التفاعل بناء إذا شجع على التعاون بين أفراد الجماعة ويكون‬
‫ً‬
‫التعاون‪.‬‬
‫‪ .3‬التفاعل الفردي أو الجماعي‪:‬‬
‫قد يقتصر التفاعل على شخصين‪ ،‬وقد يتسع ليشمل المجتمع أو عدة مجتمعات مختلفة‪.‬‬
‫‪ .4‬التفاعل الدائم أو المؤقت‪:‬‬
‫دائما كتفاعل أفراد األسرة‪ ،‬وقد يكون مؤقتًا كتفاعل البائع مع المشترى‪.‬‬
‫فقد يكون التفاعل ً‬
‫‪ .5‬التفاعل التلقائي أو العرضي‪:‬‬
‫عرضيا كتفاعل المجتمعين حول حادث ما‪.‬‬
‫ً‬ ‫تلقائيا كتبادل التحية‪ ،‬وقد يكون‬
‫ً‬ ‫يكون التفاعل‬

‫‪79‬‬
‫االعالقات االجتماعية‬
‫اوًال‪ :‬مفهوم العالقات االجتماعية‪:‬‬
‫الصلة بين الفرد والمجتمع أساسية‪ ،‬الغنى ألحدهما عن اآلخر فالفرد يجد ذاته في المجتمع‪،‬‬
‫والمجتمع يحتاج إلى األفراد ليستمر‪ ،‬والحياة االجتماعية تقتضي قيام تفاعل اجتماعي بين أفراد‬
‫المجتمع وجماعته‪ ،‬وعن هذا التفاعل تنتج مختلف العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يمكن تعريف العالقة االجتماعية "بأنها السلوك الذي يصدر عن مجموعة من‬
‫الناس إلى المدى الذي يكون كل فعل من األفعال آخ ًذا في اعتباره المعاني التي تنطوي عليها أفعال‬
‫اآلخرين"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية العالقات االجتماعية‪:‬‬
‫ً‬
‫تعد العالقات االجتماعية هي أساس الحياة االجتماعية‪ ،‬والغاية من الوجود اإلنساني وهذا ما قد أكدته‬
‫شعوبا وقبائل لتعارفوا‬
‫ً‬ ‫اآلية الكريمة في قوله تعالى‪" :‬يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم‬
‫إن أكرمكم عند هللا أتقاكم" سورة الحجرات آية ‪.13‬‬
‫لذلك فالعالقات االجتماعية من أهم ضرورات الحياة للفرد والجماعة؛ فهي تبدأ مع الفرد في مهده‬
‫حيا على قيد الحياة‪ ،‬وتؤثر في سلوكه وتفكيره وفي مجمل تشكيل شخصيته‪.‬‬
‫وتستمر معه ما دام ً‬

‫ويمكن إيضاح أهمية العالقات االجتماعية في جوانب عدة منها‪:‬‬

‫الجانب النفسي‬ ‫الجانب األخالقي‬ ‫الجانب االجتماعي‬

‫‪ -1‬ففي الجانب االجتماعي‪ :‬نجد أنها تهدف إلى مساعدة األفراد على االندماج السوي في الجماعة‬
‫والتكيف معها‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي الجانب األخالقي‪ :‬تهدف إلى ترسيخ مبادئ اجتماعية عامة تقوم على احترام الفرد وحرياته‬
‫وتقدير القيم االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬أما الجانب النفسي‪ :‬فإنها تهدف إلى تحقيق الشعور باألمن والحماية واالنتماء واالرتباط‬
‫باآلخرين‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫العمليات االجتماعية‬
‫يتضح مما سبق عرضه أن العالقات االجتماعية تنشأ نتيجة للتفاعالت االجتماعية الدائرة بين األفراد‬
‫والجماعات‪ ،‬فالتفاعل االجتماعي عندما يستقر يؤدي إلى عالقة اجتماعية‪ ،‬وانعدام التفاعل االجتماعي‬
‫يعني ا نعدام العالقات االجتماعية وهو ما يسمى بالعزلة االجتماعية‪ ،‬فالتفاعل اليتم إال في وسط جماعة‬
‫وتنتج العالقات من خالل هذا التفاعل‪.‬‬
‫والعالقات المتنوعة تؤدي إلى عمليات اجتماعية متنوعة‪ ،‬لذا فالعمليات االجتماعية هي تسلسل للتفاعل‬
‫االجتماعي‪ ،‬أو االنتقال من طرف اجتماعي إلى آخر‪ .‬وعلى ذلك فإن أساليب االتصال بين األفراد لتبادل‬
‫السلع يعتبر عملية اجتماعية‪ ،‬وكذلك التعامل بين أبناء الحي عملية إجتماعية واالنتقال من القرية إلى‬
‫يضا‪.‬‬
‫المدينة أو من حياة الزراعة إلى الصناعة عمليات اجتماعية أ ً‬
‫ولذلك يمكن تعريف العملية االجتماعية بأنها "النموذج الذي تتسلسل وفقه عدة وقائع وحوداث اجتماعية‬
‫ناتجة بعضها عن بعض"‪.‬‬

‫ومن أهم العمليات االجتماعية والتي لها تأثيراتها الواضحة في الحياة االجتماعية‪:‬‬

‫الصراع‬ ‫التنافس‬ ‫التكيف‬ ‫التعاون‬

‫أوًال‪ :‬التعاون االجتماعي‪:‬‬


‫لقد تعددت اآليات واألحاديث التي توضح األساس الذي تقوم عليه عالقة األفراد بعضهم بالبعض اآلخر‪.‬‬
‫ومن هذه اآليات الكريمة قول هللا تعالى‪" :‬وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان" سورة‬
‫المائدة اآلية ‪.2‬‬
‫وقل رسول هللا ﷺ"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له‬
‫سائر الجسد بالسهر والحمى" لذلك يعتبر التعاون هو األساس الذي تقوم عليه الحياة اإلنسانية برمتها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -6‬تعريف التعاون االجتماعي‪:‬‬

‫يعرف بأنه هو العملية االجتماعية التي تنطوى على قيام فردين أو أكثر بالعمل ً‬
‫معا لتحقيق غاية‬
‫مشتركة‪ ،‬وهوبهذه الصورة ال يتحقق إال عن طريق العمل الجماعي بخالف الحال في عمليات التنافس‬
‫والص ارع‪ ،‬حيث يستطيع الفرد الواحد أن يعمل بمفرده لتحقيق الغاية التي ينشدها‪.‬‬
‫‪ -2‬العوامل المؤثرة في التعاون االجتماعي‪:‬‬
‫‪ )1‬العامل البيئي‪ :‬فالبيئة الخارجية بما تتضمنه من وحدة المصالح واألهداف‪ ،‬تؤدي باألفراد إلى‬
‫التعاون لتحقيق المصلحة المشتركة‪ ،‬وما فيه الخير العام‪.‬‬
‫‪ )2‬العامل العقائد‪ :‬أو الروحي‪ :‬فالتعاون عملية اجتماعية يرجع الفضل في ترويض األفراد عليها‬
‫إلى العقيدة السليمة التي تؤثر على األسرة‪.‬‬
‫‪ )3‬العامل النفسي‪ :‬فقد ذهب بعض علماء النفس إلى أن التعاون بالرغم من أنه عملية اجتماعية‬
‫غير أنه يستجيب لبعض الدوافع الفطرية الكامنة في الطبيعة اإلنسانية؛ فالنفس اإلنسانية تنطوى‬
‫على طائفة من الدوافع الغيرية بجانب إنطوائها على الدوافع الذاتية‪ ،‬أو األنانية‪ ،‬والدليل على ذلك‬
‫هو حرص اإلنسان السوي على تحقيق مصالح الغير الذي ال يقل لدى ًا‬
‫كثير من الناس عن‬
‫حرصهم على تحقيق مصالحهم الذاتية في ظل تربية هادفة‪.‬‬

‫‪ -3‬أهمية التعاون االجتماعي‪:‬‬


‫تعد عملية التعاون من العمليات االجتماعية الضرورية للفرد‪ ،‬والجماعة‪ ،‬والمجتمع ويكمن أهمية التعاون‬
‫في اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للفرد‪ :‬فالفرد بطبيعته يرغب في اإلنضمام إلى جماعة معينة‪ ،‬بحيث يتعاون مع أعضائها‬
‫لكي يشبع حاجاته ويزيد من شعوره باألمن ويكتسب محبة اآلخرين وتقديرهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للجماعة‪ :‬التعاون بين أفراد الجماعة يجعلهم حريصين على المحافظة على وجود‬
‫الجماعة وبقائها ويسهم في تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫ج‪ -‬بالنسبة للمجتمع‪ :‬للتعاون في حياة المجتمع أهمية كبرى حيث يساعد على تطور المجتمع وتقدمه‬
‫مما يحافظ على كيان المجتمع ويدعم وحدته واستق ارره ويحقق أهدافه‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ثانيا‪ :‬التكيف االجتماعي‬
‫ُ‬
‫تعريف التكيف االجتماعي‬
‫يقصد بالتكيف (العملية االجتماعية التي تهدف إلى التوفيق بين األفراد والجماعات بحيث يتفهم كل طرف‬
‫أفكار ومشاعر الطرف اآلخر‪ ،‬ليحدث بينهما تقارب يؤدي إلى تحقيق مصلحة مشتركة)‪.‬‬
‫أهمية التكيف‪:‬‬
‫أ‪ -‬تطبيع اإلنسان بالبيئة االجتماعية التي يعيش فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬وتبدو وظيفة التكيف وأهميته بوضوح عندما ينتقل إنسان من بيئة اجتماعية إلى أخرى تختلف‬
‫عنها في أنماطها الثقافية وفي هذه الحالة يشعر الفرد في بادئ األمر بوطأة النظم الجديدة‬
‫وبمقاومة داخلية شديدة لهذه النظم‪ ،‬إذ يحدث صراع عنيف بين تراثه األصيل الذي استقر في‬
‫داخل تكوينه وشعوره وبين أوضاع البيئة الجديدة ونظمها؛ فيأخذ نفسه بالصبر والجلد واالندماج‬
‫فشيئا حتى تخف حدة هذا الصراع الثقافي ويتم التكيف‪.‬‬
‫شيئا ً‬
‫في هذه البيئة الجديدة ً‬

‫ثال ًثا‪ :‬التنافس االجتماعي‪:‬‬


‫‪ .6‬تعريف التنافس االجتماعي‬
‫‪ ‬يعتبر التنافس (عملية اجتماعية منشطة للقوى واالمكانات اإلنسانية مادام في الحدود المعقولة‪،‬‬
‫أما اذا خرج عن حدوده انقلب إلى صراع هدام) لذا يمكن تعريفه بأنه "عملية اجتماعية يقوم من‬
‫خاللها شخصين أو أكثر أو جماعتين أو أكثر بالعمل للوصول إلى هدف معين بحيث يحرص‬
‫كل طرف من أطراف التنافس على الوصول إلى هذا الهدف قبل اآلخر‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية التنافس االجتماعي‬
‫يتولد التنافس عادة عن التعاون‪ ،‬فقد يكشف ميدان العمل بعض القدرات الخاصة‪ ،‬التي يستطيع‬
‫الفرد بفضل هذه القدرات أن يؤكد ذاته بالنسبة لآلخرين من حيث الكفاءة‪ ،‬واالستعداد‪ ،‬وحسن‬
‫التقدير‪ ،‬ومن ثم ينشأ التنافس بين األفراد في حدود كل جماعة أيا كان نظامها‪.‬‬
‫وتكون عملية التنافس مفيدة وايجابية وسليمة النتائج ما دامت ذات هدف واحد يخدم الجماعة‪،‬‬
‫وينبع من ميل اإلنسان إلى موازنة نفسه بغيره‪ ،‬وتطلعه نحو األفضل واألحسن‪ ،‬وهي ميول أصيلة‬
‫في اإلنسان‪ ،‬ولكن إذا اتجه التنافس نحو تحقيق أهداف فردية تتعارض مع أهداف الجماعة ودون‬

‫‪83‬‬
‫ومنبعا للشقاق‬
‫ً‬ ‫التزام بقوانين هذه الجماعة وأخالقياتها‪ ،‬في هذه الحالة يصبح التنافس عملية مفرقة‬
‫والعداوة والتفرقة‪.‬‬
‫ولكي يؤدي التنافس وظيفته االجتماعية يجب أن يكون بين قوتين متعادلتين‪ ،‬ألن عدم التكافؤ‬
‫بين المتنافسين يؤدي إلى انتصار األقوى وانهزام الضعيف‪ ،‬وهذه الهزيمة تقلل من قوته وتقضي‬
‫نافعا ذهب ضحية المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫عضوا ً‬
‫ً‬ ‫على روحه المعنوية فيخسر المجتمع بذلك‬

‫‪ .3‬خصائص التنافس‪:‬‬
‫التنافس عملية اجتماعية تتميز بمجموعة من الخصائص منها‪:‬‬
‫‪ )1‬يحدث التنافس عادة بين طرفين متعادلين في القوة‪.‬‬
‫‪ )2‬تستخدم أطراف التنافس القواعد والطرق المشروعة‪.‬‬
‫‪ )3‬يتجه المتنافسون نحو األهداف‪ ،‬وليس نحو األشخاص‪.‬‬
‫‪ )4‬يسعى كل منهما إلى تحقيق نفس الهدف الذي يسعى إليه الطرف االخر‪.‬‬

‫غالبا ما يحدث التنافس بين أفراد ال يعرفون بعضهم ً‬


‫بعضا‪ ،‬كتنافس عدة أفراد على شغل إحدى‬ ‫‪ً )5‬‬
‫الوظائف‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬الصراع االجتماعي‪:‬‬


‫ر ً‬
‫‪ )6‬تعريف الصراع االجتماعي‪:‬‬
‫"عملية اجتماعية سلبية هدامة‪ ،‬ألنه يعبر عن القوى االجتماعية ومدى تصادمها‪ ،‬وتنشأ هذه العملية نتيجة‬
‫أحيانا إلى حد التناحر من‬
‫ً‬ ‫للظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية غير المستقرة‪ ،‬وقد يصل الصراع‬
‫أجل البقاء‪.‬‬
‫‪ )2‬أسباب الصراع االجتماعي وعوامله‪:‬‬
‫‪ )1‬االعتقاد في أن التفاوت في توزيع الثروة‪ ،‬وغياب العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ )2‬قد يتولد الصراع السلبي عن التنافس المتطرف الذي يستخدم أطرافه أساليب غير مشروعة في تحقيق‬
‫مآربهم‪.‬‬
‫‪ )3‬ينشأ الصراع عادة عن تعارض المصالح الشخصية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الظاهرة االجتماعية‬

‫مقدمة‬
‫الظاهرة االجتماعية‬
‫أساس الدراسة في علم االجتماع ‪ ،‬وهي تعد نتيجة حتمية لكل من التفاعالت االجتماعية التي تنشأ نتيجة‬
‫عالقات األفراد‪ ،‬وهذه العالقات تؤدي إلى عمليات‪ ،‬والتي تؤدي بدورها إلى إحدى العمليات االجتماعية‬
‫من تعاون‪ ،‬أو تكيف‪ ،‬أو تنافس‪ ،‬أو صراع‪ ،‬وفي التحليل األخير تصبح ظاهرة لها خصائصها وهي نسبية‬
‫وتاريخية ولها صفة العمومية ‪.‬‬
‫اوًال‪ :‬تعريف الظاهرة االجتماعية‪:‬‬
‫اختص علم االجتماع بدراسة الظاهرة االجتماعية ولكن ماذا نقصد بالظواهر االجتماعية؟‬
‫يعرف"اميل دور كايم" مؤسس علم االجتماع الفرنسي بأن الظواهر االجتماعية "كل ضرب من السلوك‬
‫نوعا من اإللزام على األفراد" ‪ ...‬وللظاهرة االجتماعية خصائص‬
‫ثابتًا كان أم غير ثابت يمكن أن يباشر ً‬
‫تميزها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص الظواهر االجتماعية‪:‬‬
‫ً‬
‫للظواهر االجتماعية خصائص تمتاز بها عن غيرها من ظواهر العلوم األخرى كالظواهر الطبيعية ومن‬
‫بين هذه الخصائص مايلي‪:‬‬
‫‪ .6‬التلقائية‪:‬‬
‫فالظواهر اال جتماعية ظواهر تلقائية بمعنى أنها تنشأ كلما اجتمع الناس بعضهم ببعض وترابطت‬
‫مصالحهم واتحدت رغباتهم‪ ،‬ومن ثم فهي ليست من صنع فرد أو مجموعة من األفراد ولكنها من‬
‫صنع المجتمع فهي تصدر بوحي من العقل الجمعي الذي ينشأ من اجتماع األفراد وتبادل آرائهم‬
‫واتصال وجهات نظرهم‪ ،‬لذا يمارسها األفراد دون تردد ألنها من صنع المجتمع كالمعتقدات األخالقية‬
‫والدينية ‪ ،‬والثقافية‪.‬‬
‫‪ .2‬الظاهرة اإلجتماعية شيئية‪:‬‬
‫إن شيئية الظاهرة االجتماعية تع ني أنها خارجة عن ذواتنا وعن تجسداتها الفردية‪ ،‬فهي ال تولد بمولد‬
‫الفرد وال تفنى بفنائه كاللغة‪ ،‬فالفرد بوالدته البد له من أن يتكلم لغة معينة وحينما يموت ال تنتهي‬
‫اللغة‪ ،‬وكذلك جميع الظواهر االجتماعية شأنها شأن اللغة‬

‫‪85‬‬
‫‪ .3‬الجبر واإللزام‪:‬‬
‫فالظاهرة االجتماعية تفرض نفسها على األفراد فال يسعهم أن يخالفوها أو يخرجوا على قواعدها‬
‫ونظمها واال تعرضوا للجزاء‪.‬‬
‫‪ .4‬العمومية واإلنتشار‪:‬‬
‫تتميز الظاهرة االجتماعية باالنتشار بين جميع أفراد المجتمع‪ ،‬وهي تظهر في صورة واحدة إلى حد‬
‫ما‪ ،‬وتتكرر خالل فترة طويلة من الزمن‪ ،‬ويمكن إحصاؤها وقياسها ومقارنتها بغيرها "مثال ذلك‪:‬‬
‫األسرة"‬
‫‪ .5‬الظاهرة االجتماعية نسبية‪:‬‬
‫الظاهرة االجتماعية نسبية فهي تخضع ألثر الزمان والمكان‪ ،‬والتثبت على شكل واحد مثل الظاهرة‬
‫الطبيعية‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد أن نظام الزواج تتعدد أشكاله في المجتمعات بين الزواج الجمعي‪،‬‬
‫وتعدد الزوجات‪ ،‬والزوجة الواحدة ‪ ،‬وكذلك فقد اختلفت أشكال األسرة من حيث الحجم‪ ،‬واإلقامة‪ ،‬أو‬
‫حتى النسب‪.‬‬
‫‪ .1‬الظاهرة االجتماعية تاريخية‪:‬‬
‫الظاهرة االجتماعية تمثل فترة في حياة المجتمع‪ ،‬وهذه الظاهرة هي مادة التراث التاريخي وما ينطوي‬
‫عليه من عرف‪ ،‬وعادات‪ ،‬وتقاليد‪ ،‬وأوضاع يتناقلها الخلف عن السلف‪ ،‬فظاهرة شكل المالبس أو‬
‫المساكن التي يتميز بها مجتمع من المجتمعات يالحظ أنها تستند إلى تاريخ حافل بالعادات والتقاليد‬
‫التي أدت إلى وجود هذا النوع من المساكن والمالبس‪.‬‬
‫‪ .7‬الترابط‪:‬‬
‫الظواهر االجتماعية مترابطة يؤثر بعضها في بعض ويفسر بعضها البعض اآلخر‪ ،‬فهي ال تعمل منفردة‪،‬‬
‫كبير على‬
‫تأثير ًا‬
‫وال يمكن دراستها منعزلة‪ ،‬ويمكن مالحظة ذلك عندما نجد أن الحالة االقتصادية تؤثر ًا‬
‫األسرة من حيث مستوى المعيشة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫األسئلة التقويمية‬
‫‪ .1‬عرف النظرية في علم االجتماع‪.‬‬
‫‪ .2‬للنظرية في علم االجتماع عناصر ومكونات عدة اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .3‬للنظرية في علم االجتماع وظائف عدة اعرض لثالث منها‪.‬‬
‫‪ .4‬اعط أمثلة توضح وظائف النظرية في علم االجتماع‪.‬‬
‫‪ .5‬اعرض التعريفات المختلفة للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‪.‬‬
‫‪ .6‬للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع معان عدة ‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .7‬في ضوء فهمك للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع واالفتراضات التي قامت عليها‪ .‬ما‬
‫مدي واقعيتها لتفسير الظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .8‬حدد المقصود بالتفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .9‬للتفاعل االجتماعي أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة والمجتمع دلل على ذلك‪.‬‬
‫‪ .11‬حدد المقصود بالعالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .11‬تعد العالقات االجتماعية أساس الحياة االجتماعية أكد صدق العبارة‪.‬‬
‫‪ .12‬حدد المقصود بالعمليات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .13‬حدد المقصود بكل من‪:‬‬
‫‪ .14‬التعاون‪ ،‬التنافس‪ ،‬التكيف‪ ،‬الصراع‬
‫‪ .15‬يتأثر التعاون االجتماعي بعدة عوامل وضح ذلك‪.‬‬
‫‪ .16‬يعد التعاون االجتماعي عملية ضرورية للفرد‪ ،‬والجماعة‪ ،‬والمجتمع‪ .‬دلل على ذلك‪.‬‬
‫‪ .17‬وضح اهمية التكيف االجتماعي لالنسان‪.‬‬
‫‪ .18‬وضح أسباب الصراع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .21‬حدد المقصود بالظاهرة االجتماعية عند اميل دور كايم‪.‬‬
‫‪ .21‬للظاهرة االجتماعية عدة خصائص اشرح ثالث منها‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫علم االجتماع وقضايا التنمية‬
‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬
‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذا الباب أن يكون ا‬
‫قادر علي أن‪:‬‬
‫يستنتج عالقة علم االجتماع بالعلوم األخري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يستنتج نقطة االلتقاء بين علم النفس وعلم االجتماع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يلخص عالقة علم االجتماع بالفلسفة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يلخص عالقة علم االجتماع باالنثربولوجيا‬ ‫‪.4‬‬
‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم النفس‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم التاريخ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم السياسة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم اإلقتصاد‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫يعطي تخطيطا يوضح عالقة علم االجتماع بالعلوم األخري‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫يعرف مفهوم الثقافة من منظور علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫يتعرف الرؤى المختلفة المتعلقة بالثقافة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫يحدد خصائص الثقافة‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫يعطي أمثلة لعناصر الثقافة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫يبين العناصر المختلفة للثقافة المادية وغير المادية‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫يحدد األشكال المختلفة للثقافة‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫يستنتج الوظائف المختلفة للثقافة‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫يعرف مفهوم التطوع‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫يبين قيمة العمل التطوعي‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫يعطي مواقف حياتية تبرز قيمة العمل التطوعي‬ ‫‪.19‬‬
‫يميز بين أشكال العمل التطوعي‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫يقارن بين األنواع المختلفة للمشاركة في العمل التطوعي‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪ .22‬يتعرف مفهوم العمل الحر‪.‬‬
‫‪ .23‬يستخلص العوامل التي تؤثر في بيئة العمل الحر‪.‬‬
‫‪ .24‬يحدد متطلبات العمل الحر‪.‬‬
‫‪ .25‬يعدد مزايا العمل الحر‪.‬‬
‫‪ .26‬يعطي أمثلة ونماذج للعمل الحر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل األول‬
‫عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‬
‫إذا كان كل علم من العلوم اإلنسانية يدرس جانبا أو أكثر من جوانب اإلنسان أو المجتمع‪ ،‬فإن‬
‫علم االجتماع يدرس المجتمع ككل فى ثباته وتغيره‪ ،‬ويدرس اإلنسان من خالل عالقته بالمجتمع‪ ،‬أى أنه‬
‫أكثر شموالً من كثير من العلوم اإلنسانية‪ ،‬وليس معنى ذلك أن دراسة كل العلوم تعادل دراسة علم‬
‫االجتماع‪ ،‬ذلك ألن الواقع اإلنسانى ليس مجرد جمع بسيط ألجزائه‪ ،‬وهنا يمكن أن نذكر مثاالً توضيحياً‬
‫كثي اًر ما يتردد لتوضيح الفرق بين علم االجتماع وغيره من العلوم‪ ،‬فالمركب الكيميائى للماء يشير إلى‬
‫تكونه من هيدروجين وأوكسجين لكل خصائصه المتميزة‪ ،‬أما عندما يتفاعالن سوياً فإنهما ينتجان الماء‬
‫الذى له من الخصائص ما يختلف جذرياً عن كل من الغازين المذكورين‪ ،‬وبنفس منطق المقارنة يدرس‬
‫كل علم من العلوم اإلنسانية جانباً من اإلنسان والمجتمع‪ ،‬كاالقتصاد وعلم النفس‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫أما علم االجتماع فيدرس حصاد تفاعل العالقات بين هذه الجوانب من ناحية وبينها وبين اإلنسان من‬
‫ناحية ثانية‪ ،‬واذا كانت دراسات العلوم األخرى ال تغنى عن دراسات علم االجتماع‪ ،‬بل تفيد منها‪ ،‬فبنفس‬
‫القدر ال تغنى دراسات علم االجتماع عن هذه العلوم‪ ،‬بل هى تفيد منها وتعمق من نتائجها‪ ،‬مما يساعد‬
‫فى النهاية على إقامة وحدة فكرية شاملة حول اإلنسان والمجتمع‪ ،‬ماضياً‪ ،‬وحاض اًر‪ ،‬وتوجهاً نحو مستقبل‬
‫مقصود ومرغوب فيه‪.‬‬
‫وفيما يلى نتناول عالقة علم االجتماع بالعلوم التى قد تتداخل معه بشكل مباشر‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال ‪ :‬الفلسفة االجتماعية – علم النفس – التاريخ – علم السياسة – علم االقتصاد‪...‬‬
‫أوالً ‪ :‬الفلسفة‬
‫وهى أقدم بكثير من علم االجتماع‪ ،‬نمت نمواً ملحوظاً فى اليونان القديمة‪ ،‬وتبلورت فى العصور‬
‫الوسطى‪ ،‬وازدهرت فى القرن الثامن عشر‪ ،‬عصر التنوير الذى سبق مباشرة مولد علم االجتماع‪.‬‬
‫ومع أن الفلسفة وعلم االجتماع يعدان بمثابة نوعين مختلفين من جهد العقل اإلنساني‪ ،‬إال أن‬
‫االختالف بينهما يش به بصفة عامة ذلك االختالف الذى يفصل بين العلم اإلمبيريقى والفلسفة‪ ،‬وهو‬
‫اختالف ينصب أساساً على مستويات التجريد والمعالجة المنهجية؛ فكالهما يحاول أن يصف الواقع‬
‫ويفسره‪ ،‬وكالهما أيضاً يعتمد على مالحظة الوقائع والتعميم المشتق من هذه المالحظات‪ ،‬وعند هذا الحد‬
‫ينت هى التشابه بين العلم اإلمبيريقى (الذى يضم علم االجتماع وبين الفلسفة‪ ،‬ففى العلم اإلمبيريقى تستمد‬
‫التعميمات المتصلة بميدان محدد من البحث من الوقائع التى تم مالحظتها فى هذا الميدان‪ ،‬أو من‬

‫‪89‬‬
‫ميادين وثيقة الصلة به ؛ فضالً عن أن هذه التعميمات تستمد دون التسليم (سواء بالتأكيد أو النفى) بأى‬
‫معرفة على مستوى عال من التجريد تتعلق بالواقع ككل‪.‬‬
‫أما الفلسفة فهى على النقيض من ذلك‪ ،‬ألنها تسعى – أساساَ – إلى فهم الحقيقة في صورة كلية؛‬
‫فالفيلسوف من خالل مالحظة مجموعات متنوعة من الوقائع يشرع فى إقامة بعض المبادئ العامة‬
‫والنهائية التى يحاول – بواسطتها – تفسير الحقيقة ككل‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬األنثروبولوجيا‬
‫األنثروبولوجيــا هــي علــم د ارســة اإلنســان وتدرســه مــن خــالل الــنظم االجتماعيــة التــي يتكــون منهــا‬
‫المجتمــع مثــل النظــام الق اربــي‪ ،‬والعــائلي‪ ،‬واالقتصــادي‪ ،‬والسياســي‪ ،‬والقــانوني‪ ،‬والــديني‪ ....‬إلــخ؛ كمــا تهــتم‬
‫ثقافيـاً بد ارســة العـادات والتقاليــد المشــكلة لثقافـة المجتمــع عــن طريـق د ارســة اللغــة‪ ،‬وعناصـر الثقافــة الماديــة‪،‬‬
‫وغير المادية فضالً عن دراسة الجانب الفيزيقي لإلنسان من حيث الشكل والمالمح إلخ ‪..‬‬
‫فاألنثروبولوجيــا تهــتم بد ارســة اإلنســان البــدائي ‪ ،‬بينمــا يتنــاول علــم االجتمــاع بالد ارســة الحضــارات‬
‫األكثر تقدماً‪ ،‬والواقع أن هذه الحقيقة األساسية تمارس تأثي اًر كبي اًر على مضـمون العلمـين؛ فـاألنثربولوجيون‬
‫يميلون إلى دراسة المجتمعات من كل جوانبها دراسة كلية شاملة‪ ،‬أما علمـاء االجتمـاع فيميلـون – غالبـاً –‬
‫إلــى د ارســة قطاعــات أو أجـزاء معينــة مــن المجتمــع كــأن يدرسـوا نظامـاً بعينــه مثــل األسـرة‪ ،‬أو عمليــة بــذاتها‬
‫كالحراك االجتماعي‪ ،‬وعادة ما يعيش األنثروبولوجيون فى المجتمع الذى يدرسونه حيث يالحظـون السـلوك‬
‫مالحظة مباشرة‪ ،‬ويسجلون العادات واألعراف مستعينين فى ذلك باإلخباريين‪ ،‬والمنهج األنثربولوجي هو –‬
‫بالضـ ــرورة – مـ ــنهج كيف ـ ــى أو عالجـ ــى‪ ،‬أمـ ــا علم ـ ــاء االجتمـ ــاع فغالب ـ ـاً م ـ ــا يعتمـ ــدون علـ ــى اإلحص ـ ــاءات‬
‫واالستبيانات؛ لذلك فإن تحليالتهم غالباً ما تكـون رسـمية وكيفيـة؛ وفضـالً عـن ذلـك فالوسـط الطبيعـى لعـالم‬
‫األنثربولوجيـا هــو المجتمعــات المحليــة الصــغيرة المكتفيــة بـذاتها بينمــا نجــد عــالم االجتمــاع يــدرس – بمرونــة‬
‫كبيرة – التنظيمات الكبرى والعمليات االجتماعية المعقدة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬علم النفس‬
‫يمكن تعريف علم النفس بأنه علم دراسة الشخصية والسلوك الناتج عنها؛ فدراسات علم النفس‬
‫تتناول قدرات العقل على إدراك األحاسيس‪ ،‬ومنحها معانى معينة ثم االستجابة لهذه األحاسيس‪ ،‬بعبارة‬
‫أخرى يعالج علم النفس العمليات العقلية كاإلدراك‪ ،‬والتعرف‪ ،‬والتعلم‪ ،‬ويولى علماء النفس المحدثون‬
‫اهتماماً خاصاً بدراسة المشاعر‪ ،‬والعواطف‪ ،‬والدوافع‪ ،‬والحوافز‪ ،‬والدور الذى تلعبه في تحديد نمط‬
‫الشخصية ‪ ،‬كما نجد ارتباطاً واضحاً بين الدراسات التى تتناول العواطف والدافعية‪ ..‬الخ‪ ،‬وتلك التى‬
‫تتناول مشاركة الفرد فى العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ويكاد يلتقي علم االجتماع‪ ،‬وعلم النفس عند نقطة معينة تشكل مبحثا متمي از هو علم النفس‬
‫االجتماعى‪ .‬ومن وجهة النظر السيكولوجية الخاصة نجد علم النفس االجتماعي يهتم بتناول الوسائل التى‬
‫من خاللها تخضع الشخصية (أو السلوك) للخصائص االجتماعية للفرد أو الوضع االجتماعى الذى‬
‫يشغله ويمكننا أن نستشهد على ذلك بدراسات سولومون آش عن االمتثال واإلدراك؛ فلقد أوضح كيف أن‬
‫العملية السيكولوجية (اإلدراك) تتأثر بالموقف أوالسياق االجتماعى‪ ،‬مما يؤدى إلى اختالف اإلدراكات‬
‫باختالف المواقف‪.‬‬
‫كما يهتم علم النفس بدراسة الشخصية والهوية وعلوم األعصاب بهدف شرح وتفسير الخبرات‬
‫والمشكلة الفردية‪ ،‬ويقدم الحلول للفرد‪.‬‬
‫أما علم االجتماع فيهتم باألثر االجتماعى على الشخصية والهوية‪ ،‬وهو ال يسعى للكشف عن‬
‫اآلثار النفسية أو العصبية‪ ،‬بل أنه يقدم حلوال تستهدف إحداث التغيرات على المستوى المجتمعى وليس‬
‫الفردى‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬علم التاريخ‬
‫التفرقة بين علم االجتماع والتاريخ ليست مهمة صعبة على المستوى النظرى‪ ،‬فالتاريخ يدرس الماضى‬
‫اإلنسانى بوصفه سباقاً من األحداث‪ ،‬والمواقف‪ ،‬والعمليات الفريدة‪ ،‬والملموسة‪ ،‬ويحاول المؤرخ أن يعيد‬
‫بناء الماضى مستخدماً كثي اًر من التفصيالت اإلمبيريقية كما حدثت‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬كيف اندلعت حرب تحرير‬
‫األرض في السادس من أكتوبر ‪1973‬م ‪ ،‬وكيف اشتعلت ثورة يوليو ‪1952‬م‪.‬‬
‫لكن العقل اإلنساني ال يقف عند إعادة تصوير األحداث الفريدة غير المتكررة‪ ،‬وانما يسعى إلى‬
‫الكشف عن أنماط التكرار والتردد الكامنة خلف اإلطار الفردى‪ ،‬والتاريخى‪ ،‬والزمانى لهذه األحداث‪ ،‬إن‬
‫الحروب عديدة‪ ،‬لكن التساؤل يثار حول ما إذا كان هناك نمط تكرارى لنشأتها‪ ،‬ووطأتها على المجتمعات‬
‫التى تشترك فيها‪ ،‬أو النتائج التى تترتب عليها‪ ،‬كما أن تقلبات األسعار عملية مستمرة‪ ،‬لكن التساؤل يثار‬
‫أيضا حول وجود نمط مشترط وراء هذه التقلبات أم ال‪ ،‬والجرائم التى ترتكب ال حصر لها‪ ،‬فهل يمكن‬
‫تمييز أنماط مستمرة لها بغض النظر عن التباين الملموس فى هذه الجرائم؟ إن األنماط المتكررة من‬
‫االعتماد اإلنسانى المتبادل هو موضوع دراسة العلوم االجتماعية التى ينتمى علم االجتماع إليها‪ ،‬وتقوم‬
‫هذه العلوم على أن النظام أو االنتظام مسلمة يمكن اعتبارها المقدمة المنطقية فى كل دراسة تسمو فوق‬
‫مستوى الوصف البسيط ‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬علم السياسة‬
‫ينقسم هذا العلم إلى مبحثين أساسيين هما ‪ :‬النظرية السياسية‪ ،‬واإلدارة الحكومية‪ ،‬ويرتبط كال‬
‫المبحثين بروابط عميقة بالسلوك السياسى‪ ،‬فغالباً ما نجد برامج النظرية السياسية تتناول اآلراء السياسية‬

‫‪91‬‬
‫المتعلقة بالحكومة كتلك التى قدمها أفالطون وميكيافيللى وروسو‪ ،‬أما برامج اإلدارة فغالباً ما تزود الدارس‬
‫بوصف شامل لبناء الهيئات الحكومية ووظائفها‪.‬‬
‫واذا كان علم االجتماع يهتم بدراسة كل جوانب المجتمع‪ ،‬فإن علم السياسة يكرس كل اهتمامه‬
‫لدراسة القوة كما تتجسد فى التنظيمات الرسمية‪ ،‬واذا كان علم االجتماع يولى اهتماماً كبي اًر بالعالقات‬
‫المتبادلة بين مجموعة النظم ( بما فى ذلك الحكومة ) فإن علم السياسة يميل إلى االهتمام بالعمليات‬
‫الداخلية‪ ،‬أى العمليات التى تحدث داخل الحكومة مثالً‪ ،‬ومع ذلك فإن علم االجتماع السياسى يشترك مع‬
‫علم السياسة فى دراسة كثير من الموضوعات‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬علم االقتصاد‬
‫يهتم علم االقتصاد – بوجه عام – بدراسة إنتاج وتوزيع السلع والخدمات‪ ،‬ولقد تطور علم‬
‫االقتصاد في ظل المجتمع ‪ ،‬لذلك نجده يتناول العالقات المتبادلة بين متغيرات اقتصادية خاصة‬
‫كالعالقات بين األسعار والعرض وتدفق النقود‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ذلك أن علماء االقتصاد – شأنهم فى ذلك شأن علماء االجتماع – يفكرون فى ضوء األنساق‬
‫واألنساق الفرعية‪ ،‬حيث يؤكدون فكرة العالقات بين األجزاء وعلى األخص أنماط االعتماد والسيطرة‬
‫والتبادل‪ ..‬الخ‪ ،‬وفضالً عن ذلك فالعلمان يهتمان اهتماماً خاصاً بالقياس وبالعالقات بين المتغيرات‬
‫المختلفة‪ ،‬أى أنهما يستعينان بالنماذج الرياضية في تحليل البيانات ‪.‬‬
‫هذا ويهتم علم االقتصاد بدراسة كيفية قيام الجماعات الكبرى بتوزيع الثروات االجتماعية‬
‫والطبيعية‪ ،‬ويركز على الجماعات الكبرى‪.‬‬
‫أما علم االجتماع‪ ،‬فال يهتم فقط بدراسة كيفية قيام الجماعات بتوزيع ثرواتها‪ ،‬لكن أيضا بشرح‬
‫وتفسير السبب وراء قيامهم بذلك‪ ،‬وما الذى يؤثر فيه ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الثقافة من منظور علم االجتماع‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫الثقافة من منظور علم االجتماع‬
‫تنطوي الثقافة على دالالت تعكس شكل العالقات االجتماعية ويكتسبها الفرد أثناء عملية التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهي بذلك تعد أسلوب حياة بمعنى أنها الوسيلة التي يمارس المجتمع من خاللها طقوسه‬
‫االجتماعية اليومية ‪ ،‬وتتضمن آداب الحديث والعادات والمأكل والملبس ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬وكذلك الرؤى المتعلقة‬
‫بالثقافة ‪ ،‬وخصائصها ‪ ،‬وعناصرها ‪ ،‬وأشكالها ووظائفها ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم الثقافة‬
‫الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعارف‪ ،‬والمعتقدات‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب‪ ،‬واألعراف‪ ،‬والقوانين‪،‬‬
‫وغير ذلك من منجزات اإلنسان كفرد‪ ،‬أو كمجتمع‪ ،‬وقد عرفته منظمة اليونيسكو بأنها "جميع معارف‬
‫اإلنسان المتعلقة بالطبيعة والمجتمع" ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الرؤى المتعلقة بالثقافة‬
‫‪ -1‬الثقافة كمعرفة فالثقافة هي عبارة عن تراكم للمعلومات ‪.‬‬
‫‪ -2‬الثقافة كبناء من المفاهيم األساسية التي تعد بمثابة األساس الذي يفهم به األشخاص‬
‫العالم الذي يعيشون فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬الثقافة كبناء من المفاهيم المترابطة‪ ،‬والمتوافقة مع األنشطة التي يقوم بها األشخاص‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬خصائص الثقافة‬
‫تخص اإلنسان دون سواه من سائر الكائنات الحية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬الثقافة عملية إنسانية‪ ،‬أي أنها‬
‫‪ -2‬الثقافة عملية اجتماعية مكتسبة‪ ،‬تنشأ عن طريق التفاعل بين األفراد؛ فاإلنسان يكتسب‬
‫ثقافته من مجتمعه‪ ،‬وال يوجد مجتمع بال ثقافة‪ ،‬وال ثقافة خارج المجتمع‪ ،‬والتراث الثقافي‬
‫الذي أبدعه اإلنسان ينتقل من جيل إلى جيل عن طريق التعليم‪.‬‬
‫التغير‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬الثقافة عملية متغيرة‪ ،‬وهي تتحرك معظم األحيان نحو األفضل‪ ،‬إال أن درجة‬
‫تختلف من مجتمع إلى آخر‪ ،‬فتكون بطيئة تبعاً لصغر المجتمع أو انغالقه‪ ،‬أو سريعة‬
‫تبعاً التساع المجتمع وانفتاحه وتوافر الحوافز فيه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -4‬الثقافة عملية متنوعة المضمون‪ ،‬تختلف الثقافات في مضمونها إلى أن تبلغ أحياناً ّ‬
‫حد‬
‫التناقض‪ ،‬فما هو إيجابي في مجتمع قد يبدو سلبياً في مجتمع آخر‬
‫‪ -5‬الثقافة عملية تحدد أسلوب الحياة؛ فهي تفرض على المشاركين فيها نمطاً معيناً من‬
‫الممارسات الحياتية عبر رسمها خطاً ينتهجونه على نحو يتالءم مع الجماعة أو المجتمع‬
‫رابعاً ‪ :‬عناصر الثقافة‬
‫‪ .6‬العموميات ‪ :‬وهي التي يشترك فيها غالبية أفـراد المجتمع الواحـد ‪ ،‬من أمثلتها اللغة والزي وطريقـة‬
‫التحية وأساليب االحتفال فـي المناسبات ‪ ،‬وهـذه العموميات تعطي الثقافـة طابعها العام الـذي يميزها عن‬
‫غيرها مـن الثقافات‪ ،‬وتساعد على تنمية روح االنتماء الالزمة لتماسك المجتمع ووحدته والعمل على‬
‫تحقيق أهدافه ‪.‬‬
‫‪ .2‬الخصوصيات ‪ :‬وتختص بها جماعـة معينـة مـن أفـراد المجتمع دون غيرها من الجماعات‬
‫كالخصوصيات (ثقافة فرعية) التي تسود بين أفراد مهن وأعمال معينة أو بين أفراد طبقات معينة ويكون‬
‫لدى بقية أفراد المجتمع فكرة عنها‬
‫‪ .3‬المتويرات "البديلة" ‪ :‬ومن أمثلتها التجديدات واالختراعات التي تظهر في ظل ثقافة معينة فإذا انتشرت‬
‫اندمجت فـي خصوصيات الثقافـة أو عمومياتها واذا لم تنتشر فإنها تبقى علـى حالها أو تندثر‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬أشكال الثقافة‬
‫هناك شكالن أساسيان هما ‪ :‬الثقافة المادية والثقافة غير المادية ‪.‬‬
‫إن الطبيعة التراكمية للثقافة يمكن أن نالحظها بوضوح أكثر فيما يتعلق بالثقافة المادية مثل (األدوات‪،‬‬
‫والمباني‪ ،‬واآلثار ‪ ،)...‬أما الثقافة غير المادية فمثالها‪( :‬آداب السلوك‪ ،‬والسياسة‪ ،‬والقانون‪ ،‬والقيم‪) ...‬‬
‫سادساً ‪ :‬وظيفة الثقافة‬
‫تٌحدد ثقافة أي مجتمع أسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل اإلنتاج وعالقات اإلنتاج‬
‫واألنظمة السياسية واالجتماعية أم من ناحية األفكار‪ ،‬والقيم‪ ،‬والعادات‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬وآداب السلوك وغير‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وتعبر عناصر الثقافة في أي مجتمع عن خالصة التجارب‪ ،‬والخبرات التي عاشها األفراد في‬
‫الماضي فضالً عما تعرضوا له من أزمات‪ ،‬وما حددوه من أهداف‪ ،‬وما استخدموه من أساليب‪ ،‬وما‬
‫تمسكوا به من قيم‪ ،‬ومعايير‪ ،‬وما نظموه من عالقات‪ ،‬وبهذا المعني تعد الثقافة أساسا للوجود اإلنساني‬
‫للفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه‪.‬‬
‫وللثقافة وظائف منها ‪:‬‬
‫أنها توفر للفرد ‪:‬‬
‫‪ )1‬االتجاهات‪ ،‬والقيم التي تساعده في تكوين ضميره الذي يتواءم به مع جماعته‪ ،‬ويعيش متكيفا‬
‫معها‪.‬‬
‫‪ )2‬ما يشعره باالنتماء وما يربطه بسائر أفراد جماعته لتميزهم عن سائر الجماعات األخرى‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫ثقافة العمل التطوعي‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫العمل التطوعي سمة من سمات الحضارة وأحد األسس المهمة للنهضة الشاملة في شتى جوانب‬
‫الحياة‪ ،‬وهو وسيلة مهمة لتكافل وتآزر أفراد المجتمع ومؤسساته‪ ،‬وذلك لكونه قوة محركة للمجتمع تنبع من‬
‫داخله‪ ،‬وتقوم على جهود أفراده‪ ،‬وجماعاته‪ ،‬ومؤسساته لتحقيق نهضته‪ ،‬وتطوره‪ ،‬وتقدمه‪ ،‬فضال عن عالج‬
‫مشكالته‪ ،‬وآالمه‪ ،‬وجراحه في أوقات الرخاء‪ ،‬والشدة‪ ،‬والقوة‪ ،‬والضعف‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم التطوع‬
‫التطوع هو أن يتعهد الشخص بمحض إرادته – دون قهر أو إجبار – بمنح جانب من وقته أو ماله أو‬
‫طاقته لخدمة مجتمعه؛ فالمتطوع كالزهرة التي يراها الشاعر الهندي "طاغور" ‪ Tagore‬تمأل الفضاء‬
‫بعطرها‪ ،‬ثم تكون خدمتها األخيرة أن تقدم نفسها إليك‪ ،‬وهكذا األفراد الذين ينذرون أنفسهم لمساعدة‬
‫اآلخرين وخدمة المجتمع‪ ،‬وينظر "رو ازريون" ‪ Rozarion‬من المنطلق ذاته للتطوع على أنه االنخراط في‬
‫نشاطات خيرية تتضمن عنصر االلتزام ويمتد نفعها وال يقف عند حد الشخص المتطوع ‪ ،‬كما ينظر‬
‫للتطوع على أنه إعطاء الوقت والمال وتفضيل الصالح العام‪.‬‬
‫وقد ينظر للعمل التطوعي على أنه فرض كفاية ذو بعد تنموي ‪ ،‬يتسم بالجودة‪ ،‬ويقوم به اإلنسان‬
‫بشكل فردي أو مؤسسي‪ ،‬بمحض إرادته ودون مقابل‪ ،‬من واقع إيمانه وانتمائه واحساسه بالمسئولية ‪،‬‬
‫بهدف مساعدة اآلخرين وتحسين حياتهم‪ ،‬محتسبا األجر عند هللا‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬قيمة العمل التطوعي‬
‫‪ -1‬إب راز الدور الهام الذي تلعبه المجتمعات األهلية غير الحكومية في تلبية االحتياجات األساسية للفئات‬
‫والشرائح االجتماعية محدودة الدخل هذا من جانب‪ ،‬والسعي إلي تنمية المجتمع وتقدمه من جانب‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن العمل التطوعي ليس برامج وأنشطة ومشروعات تقوم بها الجمعيات األهلية غير الحكومية فحسب‬
‫‪ ،‬وانما هو عملية هادفة لترسيخ منظومة قيم محورية في المجتمع؛ كقيم العطاء والعمل غير‬
‫الهادف للربح ‪ ،‬واالنتماء والوالء ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن نشر ثقافة التطوع لدى الشباب يرسخ في نفوسهم التوازن بين الروح الفردية والجماعية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يوفر المناخ المناسب لتنمية شخصياتهم على اإليثار وانكار الذات وخدمة المجتمع التي تعد‬
‫غاية نهائية لقيم التطوع‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -4‬أن نشر ثقافة التطوع تبرز من الناحية السوسيولوجية كأحد أهم اآلليات التي تحد كثي اًر من المشكالت‬
‫التي تعاني منها المجتمعات المحلية وكذلك الشباب في هذه المجتمعات‪ ،‬حيث تلعب الجمعيات‬
‫دور مهماً في تلبية االحتياجات األساسية للفئات والشرائح االجتماعية‬
‫األهلية غير الحكومية ًا‬
‫محدودة الدخل هذا من جانب ‪ ،‬فضال عن الحد من المشكالت التي تواجه بطالة الشباب‪ ،‬حيث إن‬
‫انخراطهم ومشاركتهم في برامج وأنشطة ومشروعات الجمعيات التطوعية يحميهم من الوقوع في‬
‫كثير من مشكالت تعاطي وادمان المخدرات وارتكاب الجرائم‪ ،‬وبخاصة المصحوبة بالعنف ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن نشر ثقافة التطوع يعكس سوسيولوجيا الدور المهم الذي تلعبه النظم االجتماعية في ترسيخ قيم‬
‫التطوع ‪ ،‬ونعني بذلك دور األسرة في التنشئة االجتماعية ألبنائها‪ ،‬ودور المدرسة والمؤسسات‬
‫التعليمية المتعددة والمتنوعة في التنشئة التربوية ‪ ،‬وكذلك الدور الذي تلعبه وسائل االتصال الجمعي‬
‫المكتوبة والمسموعة والمرئية ‪ ،‬ومنظمات المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع ونشر ثقافته‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أشكال العمل التطوعي‬
‫يميز علماء االجتماع بين شكلين من أشكال العمل التطوعي؛ األول‪ :‬السلوك التطوعي (غير‬
‫قصد به الممارسات التطوعية التي يمارسها األفراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقف‬
‫وي َ‬
‫المقصود) ‪ُ ،‬‬
‫إنســانية من قبيل إسعاف جريح في حالة خطرة إثر حادث سير‪ ،‬أو السقوط من مكان مرتفع‪ ،‬أو إنقاذ‬
‫غريق مشرف على الهالك‪ ،‬أو مساعدة منكوب في زلزال أو حريق إلي غير ذلك‪ ،‬ومنطلق هذه‬
‫الممارسات التطوعية هو الشعور اإلنساني‪ ،‬أو الموقف األخالقي‪ ،‬أو الدافع الـديني‪ ،‬أو كل ذلك معاً‪،‬‬
‫دون انتظار ألي مردود مادي‪.‬‬
‫قصد به الممارسات التطوعية الناتجة عن اإليمان بأهمية‬ ‫وي َ‬
‫والثاني‪ :‬الفعل التطوعي (المقصود) ‪ُ ،‬‬
‫هذا العمل وضرورته‪ ،‬وال يأتي نتيجة لـحوادث طارئة‪ ،‬وانما هو عمل قائم بذاته‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬أنواع المشاركة في العمل التطوعي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المشاركة المعنوية‪ :‬وذلك من خالل الدعم المعنوي للمشروع الخيري سو ً‬
‫اء بالتشجيع‪ ،‬أو الدفاع عنه‪،‬‬
‫أو التعريف به في المحافل العامة‪ ،‬إلى غير ذلك من صور المشاركة المعنوية التي تعد نوعا من‬
‫الدعاية غير المباشرة للعمل التطوعي‪.‬‬
‫‪ -2‬المشاركة المالية‪ :‬ونعني بها دعم المشاريع الخيرية بالمال‪ ،‬حيث يمثل المال أحد مقومات نجاح‬
‫األعمال الخيرية ‪.‬‬

‫‪ -3‬المشاركة العضوية‪ :‬ونعني بها أن يكون الفرد عضواً ّ‬


‫فعاالً في األعمـال التطوعية‪ ،‬وذلك عبر انتسابه‬
‫إلحدى المؤسسات الخيرية ‪ ،‬وهذا يتطلب بـذل الجهد‪ ،‬والتضحية بالوقت‪ ،‬والتفكير الجاد‪ ،‬وشحذ الهمة‬
‫من أجل خدمـة المجتمع ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫خامسا ‪:‬نماذج للعمل التطوعي‬
‫ً‬
‫‪ .1‬داخل المدرسة‬
‫‪ ‬تنظيف الحدائق وزراعة أشجار داخل المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬أعمال تنظيف المدارس‪.‬‬
‫‪ ‬تزيين المدارس والممرات ورسم لوحات جدارية – أعمال دهان – إقامة مسابقات طالبية لكتابة‬
‫مقاالت وشعارات‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة حمالت توعية داخل المدرسة (األيام العالمية‪ ،‬توعية عامة)‬
‫‪ ‬فقرات في إذاعة المدرسة عن مشاريع وأخبار العمل التطوعي‪.‬‬
‫‪ -2‬خارج المدرسة‪:‬‬
‫‪ ‬زيارات وحفالت لدور المسنين واأليتام – المعاقين وذوي االحتياجات الخاصة – االطفال‬
‫المرضى‪.‬‬
‫‪ ‬زيارة الجمعيات والمؤسسات والهيئات التطوعية والخيرية للتعرف على أهدافها وأنشطتها‪.‬‬
‫‪ -3‬بعض آليات التحفيز والتشجيع‪:‬‬
‫‪ ‬معادلة الساعة التطوعية أو العمل التطوعي بدرجة تضاف للطالب أو الطالبة حسب معايير‬
‫تحددها إدارة المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الدروع والشهادات للطالب المتميزين في البرامج التطوعية‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ثقافة العمل الحر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ثقافة العمل الحر‬
‫يمر المجتمع المصري بتحوالت عدة اقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وثقافية ارتبطت بمجموعة من‬
‫السياسات العالمية‪ ،‬والمحلية ‪ ،‬انعكست على مجمل األوضاع من انحسار لدور القطاع العام‪ ،‬وتعاظم‬
‫آليات السوق‪ ،‬وبخاصة فرص العمل الذي تتيحها الدولة للشباب؛ لذا تأتي أهمية ثقافة العمل الحر ‪،‬‬
‫ومتطلباته‪ ،‬ومزاياه ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬تعريف العمل الحر‪:‬‬
‫العمل الحر ‪ :‬هو عمل اختياري يقع عبء مسئولياته على صاحبه‪ ،‬وتعود إليه مخرجاته المادية‪،‬‬
‫واألدبية‪ ،‬والمعنوية‪ ،‬وقد يكون عمال فى مجال واحد أو تتعدد المجاالت حسب اهتمامات من يقوم به أو‬
‫مهنيا‪ ،‬أو قد يكون عمال ذهنيا فى‬
‫خدميا أو ً‬
‫ً‬ ‫إنتاجيا أو‬
‫ً‬ ‫تفرضه عليه ظروف السوق‪ ،‬وقد يكون عمال‬
‫مجال الفنون‪ ،‬أو قد يكون العمل الحر فى المصنع‪ ،‬أو المعمل‪ ،‬أو المكتب‪ ،‬وقد يعتمد هذا العمل على‬
‫التجريب‪ ،‬أو االستقراء‪ ،‬أو االستنباط‪ ،‬وفى العادة يكون عمال تنافسيا يتأثر أساسا بأحد عوامل السوق‬
‫مثل‪ :‬العرض‪ ،‬والطلب‪ ،‬واإلمكانات المتاحة ‪.‬‬
‫كما ينظر إلى العمل الحر على أنه العمل الذى ال يتبع أى جهة سواء حكومية أو خاصة‪ ،‬ويقوم‬
‫الشخص به بنفسه لحسابه الخاص‪ ،‬ويستثمر جهده‪ ،‬وماله فى الحصول على أقصى ربح ممكن من هذا‬
‫العمل مثال ذلك‪ :‬التاجر فى متجره ‪ ،‬العمال الحرفيون فى محالتهم وفيهم من يعمل أعمال يدوية‪ ،‬وذهنية‬
‫مثل المحامى فى مكتبه الخاص‪ ،‬والطبيب فى عيادته الخاصة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬بيئة العمل الحر‬
‫تعتمد نسبة العمل الحر فى المجتمع على الفرص التى توفرها‪ ،‬البيئة وعلى قدرات‪ ،‬وتفضيالت‬
‫السكان‪ ،‬وتتأثر تلك النواحى بدورها بالتكنولوجيا المتوفرة‪ ،‬ومستوى النمو االقتصادى‪ ،‬والثقافة‪،‬‬
‫أساسيا فى ممارسة العمل‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫والمؤسسات‪ ،‬والديموجرافيا االجتماعية؛ حيث تلعب الحالة االقتصادية ًا‬
‫الحر؛ فقد ذهب "بلو " ‪ Blu‬إلى أن هناك عامالن اقتصاديان أساسيان يؤثران على بيئة العمل الحر هما‬
‫‪ :‬التغيرات التكنولوجية وتغير البيئة الصناعية ‪ ،‬فهو يالحظ أن تلك التغيرات البنيوية قد حدت من مزايا‬

‫الشركات الكبرى وخلقت ً‬


‫فرصا أفضل للشركات الصغيرة ألن بقائها لم يعد معتمدا على العامل االقتصادى‬
‫وحده ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫كما أن القيم الثقافية تؤثر بشكل أساسى على سلوك العمل‪ ،‬وفى ظل هذا الطرح‪ ،‬يحدد "‬
‫دافيدسون" ‪ Davidson‬رؤيتين عامتين فيما يختص بالعالقة بين القيم الثقافية‪ ،‬وسلوك العمل‪ ،‬األولى‪:‬‬
‫شرح السمات النفسية الكلية لعملية الشراكة‪ ،‬والتى تقوم على فرضيتين‪ :‬أوالهما‪ :‬على المستوى الفردى‬
‫والتى ترى أن الفرد الذى يتمتع بقيم الشراكة سيكون أكثر قدرة على التعبير عن سلوكيات العمل الحر‪،‬‬
‫وثانيهما‪ :‬على المستوى الكلى ( فكلما زاد مثل هؤالء األفراد فى المجتمع زادت توجهات المجتمع نحو‬
‫الشراكة والعمل الح ر)‪ ،‬ومن الواضح أن تلك الرؤية تقوم على المنظور الفردى للثقافة الثانية " الشرعية‬
‫االجتماعية"‪ ،‬وتلك الرؤية تفترض أن القيم‪ ،‬والمعتقدات التى تفرض نفسها على المجتمع سوف تؤثر على‬
‫سلوكيات العمل الحر بغض النظر عن قيم‪ ،‬ومعتقدات هؤالء األفراد أنفسهم‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬متطلبات العمل الحر‬
‫‪ – 6‬التخطيط ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد السوق ‪ :‬من هم العمالء وماذا يريدون؟‬
‫‪ -‬تحديد األولويات ‪ :‬كيف يمكن تقديم كل ما يرغبه العمالء وبأى أولوية ؟‬
‫‪ -‬مسائل التمويل ‪ :‬كيف يمكن دفع المال الكافى لدعم خطة العمل ؟‬
‫‪ -‬طاقم العمل ‪ :‬فهل يمكن مثال استقدام طاقم عمل من سوق أو شركات منافسة؟‬
‫‪ -‬التنظيم واإلدارة ‪ :‬هل التنظيم مصمم بحيث يضمن الجودة ؟‬
‫‪ -‬إدارة التمويل ‪ :‬كيف يمكن القيام بالمحاسبية على األموال ؟‬
‫‪ – 2‬األداء ‪:‬‬
‫‪ -‬حساب التكلفة والكفاءة ‪ :‬كيف يمكن تحقيق أفضل المخرجات بأقل التكاليف؟‬
‫‪ -‬المواءمة ‪ :‬كيف يمكن أن تتواءم مع المجموعات المختلفة من العمالء فى السوق ؟‬
‫فعليا ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبقاء على نفس خط األداء ‪ :‬ما الذى تحتاج لمعرفته ً‬
‫‪ -‬الشفافية والمحاسبة ‪ :‬كيف يمكن اظهار أسلوب اإلدارة الحكيم الذى نتبعه كتنظيم ؟‬
‫‪ -‬التخطيط االستراتيجى ‪ :‬كيف يمكن القيام بالعمل الجماعى لتحسين البرامج؟‬
‫رابعاً ‪ :‬مزايا العمل الحر‬
‫تتمثل في أن صاحب العمل ‪-:‬‬
‫‪ -‬ينفذ حلمه ويعمل ما يحب‪.‬‬
‫‪ -‬يصبح صانع ق ارره‪.‬‬
‫‪ -‬ينظم ساعات العمل بنفسه ‪.‬‬
‫‪ -‬يستطيع إدارة العمل من المنزل‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫يعطيه العمل الحر الثقة بالذات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يجد المتعة في أن يكون مسئوال عن عمله‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل بقدر ما يتحصل عليه من هذا العمل‪.‬‬
‫‪ -‬يستطيع االستقاللية والسيطرة على عمله وتوجيهه‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر بالسعادة عند إدراك أن الناس يقدرون ما ينتجه‪.‬‬
‫‪ -‬يتيح إمكانية الشراكة مع األصدقاء من خالل التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬ال يكون موظفا لدى أحد مما يعطيه الحرية في التصرف‬
‫‪ -‬يستطيع التطبيق واالستخدام اإليجابي ألفكاره ومواهبه ومهاراته الخاصة‪.‬‬
‫امسا ‪ :‬نماذج للعمل الحر‪.‬‬
‫خ ً‬
‫عزيزي الطالب يمكن أن نقدم لك نموذج مقترح لكيفية تصميم نموذج "لمشروعك المستقبلي" والذي‬
‫يشبه على سبيل المثال‪:‬‬
‫نموذج عمل تجاري ناجح يشبه مخطط هيكلي يتضمن عناصر أساسية هي‪:‬‬
‫‪ ‬شرائح العمالء التي سيتم تقديم الخدمة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬القيم المقترحة من خالل النموذج لحل مشكالت العمالء وتلبية احتياجاتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬القنوات التي سيتم توصيل تلك القيم أو الحلول من خاللها للعمالء ‪ -‬العالقات مع العمالء‬
‫واستدامتها‪.‬‬
‫‪ ‬مصادر اإليرادات للمشروعات‪.‬‬
‫‪ ‬الموارد الرئيسية‪ ،‬االنشطة الرئيسية – الشراكات الرئيسية – هيكل التكاليف‬
‫عمليا في كبرى الشركات في العالم مثل‬
‫من الجدير بالذكر عزيزي الطالب أن هذا النموذج يستخدم ً‬
‫الشركة العالمية للتكنولوجيا )‪ – (IBM‬وشركة الهواتف والمحمول )‪.(E ricsson‬‬

‫‪100‬‬
‫‪‬‬
‫األسئلة التقويمية‬
‫للفلسفة دور حيوي ساهم في تطوير علم االجتماع‪.‬فسر ذلك‬ ‫‪.1‬‬
‫ميز بين علم االجتماع والفلسفة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫استخلص عالقة علم االجتماع بالفلسفة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يعد علم النفس االجتماعي ثمرة العالقة بين علم االجتماع وعلم النفس ‪.‬فسر ذلك‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫فسر عالقة علم االجتماع بالعلوم التالية‪(:‬علم النفس‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬والسياسة‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫والتاريخ)‬
‫في ضوء فهمك لعالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‪.‬اعط مواقف تطبيقية الستثمار تلك العالقة‬ ‫‪.6‬‬
‫في تفسير بعض الظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫اعط أمثلة تطبيقية يمكن توظيف كل من‪(:‬علم النفس‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬والسياسة‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫والفلسفة)في تفسير الظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫عرف مفهوم الثقافة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تعددت الرؤي المتعلقة بالثقافة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫في ضوء فهمك لخصائص الثقافة‪.‬اعط مواقف حياتية توضح ذلك‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫اعط مثاال يوضح أشكال الثقافة المختلفه‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫تتعدد األنواع المختلفة للثقافة‪.‬اعط مثاال يوضح ذلك‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫ميز بين األنواع المختلفة للثقافة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫عرف مفهوم التطوع‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫للعمل التطوعي قيم عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‬ ‫‪.15‬‬
‫استخلص قيم العمل التطوعي في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫ميز بين األشكال المختلفة للعمل التطوعي‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫مثاال ألشكال العمل التطوعي‪.‬‬ ‫اعط ً‬ ‫‪.18‬‬
‫‪ .19‬عرف مفهوم العمل الحر‪.‬‬
‫‪ .21‬في ضوء فهمك للعمل الحر‪.‬مالذي يمكن استخالصه من تعريفه‪.‬‬
‫‪ .21‬في ضوء فهمك للعمل الحر استخلص العوامل التي تؤثر عليه‪.‬‬
‫‪ .22‬للعمل الحر متطلبات عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬
‫‪ .23‬ميز بين التخطيط واألداء كمتطلبات للعمل الحر‪.‬‬
‫‪ .24‬للعمل الحر مميزات عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫علم االجتماع والقضايا المجتمعية‬

‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬


‫يتوقع من المتعلم بعد دراستة لهذا الباب أن يكون قاد ار علي أن‪:‬‬
‫‪ .1‬يتعرف مفهوم البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .2‬يستنتج دور البحث العلمي في عملية التنمية‪.‬‬
‫‪ .3‬يحدد مقومات البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .4‬يستنتج دور البحث العلمي لخدمة قضايا التنمية‪.‬‬
‫‪ .5‬يعرف العولمة‪.‬‬
‫‪ .6‬يحدد آليات العولمة‪.‬‬
‫‪ .7‬يعطي نماذج آلليات العولمة‪.‬‬
‫‪ .8‬يعرف مفهوم التطرف‪.‬‬
‫‪ .9‬يحدد مستويات التطرف‪.‬‬
‫‪ .11‬يحدد األسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف الفكري وممارسة العنف‪.‬‬
‫‪ .11‬يستنتج العديد من السبل لمواجهة التطرف‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل األول‬
‫توظيف البحوث االجتماعية في خدمة قضايا التنمية‬
‫تولي الدول المتقدمة اهتماما كبي ار بالبحث العلمي إلدراكها أن عظمة األمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية‬
‫والفكرية والسلوكية‪ ،‬والبحث العلمي ميدان خصب‪ ،‬ودعامة أساسية لتنمية الدول‪ ،‬وتطورها‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحقيق رفاهية شعوبها‪ ،‬والمحافظة على مكانتها الدولية‪ ،‬ويتم استخدامها في معالجة المشكالت التي تواجه‬
‫المجتمع بصفة عامة؛ فالبحث العلمي لم يعد مقصو اًر على ميادين العلوم الطبيعية وحدها‪.‬‬
‫‪ )6‬سبل تحقيق البحث العلمي للمساهمة في عملية التنمية‬
‫‪ -1‬تقديم المشورة العلمية ‪ ،‬والحلول العلمية والعملية للمشكالت التي تواجه المجتمع من خالل األبحاث‪،‬‬
‫والدراسات التي تطلب إعدادها جهات حكومية‪ ،‬أو أهلية‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل وتوطين التقنية الحديثة والمشاركة في تطويرها‪ ،‬وتطويعها لتالئم الظروف المحلية لخدمة أغراض‬
‫التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬ربط البحث العلمي بأهداف الدولة وخطط التنمية‪ ،‬والبعد عن االزدواجية والتكرار واإلفادة من‬
‫الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬تنمية جيل من الباحثين المتميزين وتدريبهم على إجراء البحوث األصيلة ذات المستوى الرفيع وذلك‬
‫عن طريق إشراك الطالب في تنفيذ البحوث العلمية‪.‬‬
‫‪ )2‬مقومات البحث العلمي‬
‫‪ -1‬توفير الدعم المالي الكافي لتجهيز البنية التحتية المتضمنة مرافق‪ ،‬ومختبرات‪ ،‬وأجهزة‪ ،‬وأدوات بحثية‪،‬‬
‫ووسائل اتصاالت حديثة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬تدريب الكوادر الفنية‪ ،‬والكفاءات البشرية الوطنية‪ ،‬والمناسبة لمجال البحث‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلعداد الجيد للبرامج التدريبية ‪ ،‬والعمل على استقطاب العقول المهاجرة لالستفادة من خبراتها العلمية‬
‫والعملية في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية وجود وتطوير منظومة التشريعات‪ ،‬والسياسات الحازمة‪ ،‬والالزمة لتطوير البحث العلمي‪،‬‬
‫والمنظمة لعملياته‪ ،‬وخطواته ‪.‬‬
‫‪ )3‬البحث العلمي لخدمة قضايا التنمية‬
‫أ‪ -‬ضرورة توثيق الصلة بين الدولة وأجهزتها المعنية وبين األجهزة والهيئات والمراكز العلمية‬
‫بالمجتمع وكذلك بين تلك المؤسسات العلمية وبين الوحدات اإلدارية القائمة على شئون تنفيذ‬
‫خطة التنمية االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية في مصر‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫ب‪ -‬االهتمام بالتخطيط الجيد للعمالة لتوفير كوادر بشرية قادرة على التعامل مع المتغيرات الجديدة‪،‬‬
‫وثورة المعلومات‪ ،‬وشبكات اإلنترنت‪ ،‬وذلك لالستفادة منها عن طريق دعم‪ ،‬وتطوير التعليم‬
‫وخطط التعليم المستمر‪.‬‬
‫ج‪ -‬رفع مستوى كفاءة الفرد العامل‪ ،‬وزيادة إنتاجيته عن طريق إعداد وصياغة مقاييس معيارية لقياس‬
‫األداء ويتوازن مع ذلك دعم سياسات التدريب المهني‪ ،‬والحرفي‪ ،‬واإلداري تخطيطاً‪ ،‬وتنفيذاً‪،‬‬
‫ومتابعة لتحقيق التكيف‪ ،‬والتوافق بين العامل‪ ،‬وبين األجهزة الحديثة التي يستخدمها‪.‬‬
‫د‪ -‬وضع نظم جيدة إلدارة اإلنتاج تقوم على أساس جودة المنتج وتحديد مواصفاته القياسية وسالمة‬
‫عمليات الصنع والتشطيب مع الحفاظ على البيئة والتأكيد على اإلتقان في األداء واذكاء روح‬
‫المنافسة وتدعيم نزعة االبتكار واإلبداع وروح الجد واالجتهاد في العمل‪.‬‬
‫ه‪ -‬االهتمام بإنشاء قواعد للبيانات والمعلومات الحديثة تقوم على استخدام الكمبيوتر وشبكات‬
‫المعلومات‪ ،‬والوسائل العلمية المتطورة‪ ،‬والمتقدمة؛ فالمعلومات هي لغة العصر للتعامل مع كافة‬
‫األنشطة‪ ،‬ومختلف المجاالت فضالً عن دعم عملية اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫العولمة‬
‫مقدمة‬
‫تغير‬
‫اهتم علم االجتماع بدراسة المجتمعات المحلية والمجتمعات القومية‪ ،‬ولكن العالم المعاصر تغير ًا‬
‫مفهوما محورًيا ال يمكن التغاضي عن دراسته وتحليله؛ فقد أصبح‬
‫ً‬ ‫كبيرا‪ ،‬وأصبح مفهوم المجتمع الدولي‬
‫ً‬
‫عالما أشبه بالقرية الصغيرة‪ ،‬وفي ضوء ذلك بدأ علم االجتماع في االهتمام بموضوع‬
‫ً‬ ‫العالم المعاصر‬
‫العولمة والمشكالت المصاحبة لها‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬تعريف العولمة‪:‬‬
‫هي حرية انتقال األفكار واالتجاهات القيمية والسلوكية واألذواق فيما بين الثقافات ‪ ،‬وهي عملية يتحول‬
‫من خاللها العالم كله إلى مجتمع واحد تتعدد ثقافاته وحضاراته ولكن تتشابه فيه نظم االقتصاد والسياسة‬
‫والعالقات الدولية واالعتماد على نظم االتصال الحديثة ‪.‬‬
‫العولمة عملية مستمرة ‪ ،‬وهي عملية تلقائية ال تحدث بتخطيط مسبق‪ ،‬وانما تحدث من جراء التطور في‬
‫وسائل االتصال والمواصالت بين الشعوب‪ ،‬وصور االحتكاك الثقافي بينها عن طريق الغزو أو الهجرة‪.‬‬
‫النتيجة النهائية لهذه العملية هي إحداث صور من التشابه في أنماط االنتاج‪ ،‬ونظم الحكم‪ ،‬واإلدارة‪،‬‬
‫والتجارة‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬وغياب الخصوصيات الثقافية المحلية‪ ،‬والهوية الوطنية للدول‪ .‬التشابه ال يلغي‬
‫االختالف في الثقافة‪ ،‬حيث تتنوع الثقافات داخل منظومة العولمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مزايا العولمة‪:‬‬
‫ً‬
‫ثمة مزايا كثيرة للعولمة‪ ،‬فتحول العالم إلى قرية كونية صغيرة يمكن للشعوب المختلفة أن تستفيد من‬
‫خبرات الشعوب األخرى‪ ،‬كما يمكن لها أن تستفيد من بعض األفكار التي تطرح على مستوى دولي حول‬
‫انفتاحا على العالم‪،‬‬
‫ً‬ ‫اإلصالح‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ ،‬والمساواة بين الجنسين؛ كما أن العولمة تتيح للشعوب‬
‫ولذلك فإن هذه الشعوب إذا ما انغلقت على نفسها؛ فسوف تجد نفسها متخلفة عن ركب التقدم‪ ،‬ولذلك فمن‬
‫األهمية بمكان أن تتفاعل الشعوب مع الظروف العالمية‪ ،‬وتأخذ‪ ،‬وتعطي في عالقات بناءه دون أن تفقد‬
‫هويتها الداخلية‪ ،‬أو تفرط في األسس التي تقوم عليها ثقافة المجتمع‪ ،‬وأن تكون على وعي باآلثار‬
‫المختلفة للعولمة‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬آثار العولمة‪:‬‬
‫ويهتم علم االجتماع بدراسة آثار العولمة من الناحية االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬ويمكن أن نلخص فيما يلي‬
‫بعض هذه اآلثار‪:‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ -6‬التباين في مستوى التنمية‬
‫في الوقت الذي تعمل فيه العولمة على توحيد العالم؛ فإنها تؤدي إلى تعميق بعض صور التباين عبر‬
‫العالم‪ ،‬ومن أهم هذه الصور االختالف بين دول الشمال‪ ،‬ودول الجنوب في مستوى التنمية االجتماعية‪،‬‬
‫فالدول الغنية في الشمال تزداد في الغنى‪ ،‬وتتقدم على نحو مذهل‪ ،‬في حين تفشل دول الجنوب في‬
‫نظر النخفاض معدالت النمو االقتصادي من ناحية‪ ،‬وتخلف التكنولوجيا من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫اللحاق بها‪ً ،‬ا‬
‫ولذلك تنادى دول الجنوب بضرورة إقامة نظام دولي جديد يقرب بين الدول الغنية‪ ،‬والدول الفقيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬انتشار النزعة االستهالكية‬
‫يصاحب نشر ثقافة العولمة انتشار قيم االستهالك‪ ،‬حيث يتحول االستهالك إلى قيمة في حد ذاته‪.‬‬
‫صحيح أن اإلنسان البد وأن يستهلك‪ ،‬وهو بحاجة إلى أن يسد حاجاته األساسية؛ ولكن العولمة تفرض‬
‫صور من االستهالك تتجاوز حاجاتهم األساسية‪ ،‬بل تتجاوز الحاجات الكمالية‪ ،‬ويصبح‬ ‫ًا‬ ‫على البشر‬
‫االستهالك هدًفا في حد ذاته‪ ،‬وهناك بعض العوامل التي تساعد على التنافس في ميدان االستهالك‪ ،‬وذلك‬
‫في ظل العولمة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬التقليد‪ :‬حيث يندفع األفراد إلى تقليد بعضهم البعض في ميدان االستهالك‪ ،‬وكلما أشبع الفرد رغبة‬
‫استهالكية يجد نفسه أمام رغبة أخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬التقدم في فنون الدعاية واإلعالن‪ :‬وأسلوب عرض السلع؛ حيث تستخدم هذه الفنون كل صور‬
‫اإلغراء لجذب األفراد إلى عالم االستهالك‪.‬‬
‫ج‪ -‬االرتباط بين االستهالك والمكانة االجتماعية‪ :‬حيث يميل الناس إلى إضفاء مكانة أعلى على من‬
‫يستهلك أكثر‪ ،‬وهنا يتحول االستهالك إلى رمز للمكانة‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬آليات العولمة‪( :‬االنترنت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬والهاتف المحمول)‬
‫ر ً‬
‫وجذبا لكونها تعتمد على ثقافة الصورة لذلك؛‬
‫ً‬ ‫اء‬
‫االنترنت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬والهاتف المحمول تعتبر أكثر إغر ً‬
‫رسوخا‪ ،‬والتصاقاً بالعقل‪ ،‬ألنها لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب؛ فهي قادرة على‬
‫ً‬ ‫تعبير‪ ،‬وأكثر‬
‫ًا‬ ‫فهي أشد‬
‫تحطيم الحاجز اللغوي‪ ،‬لتذوب بذلك الهويات‪ ،‬و تزول الخصوصيات الثقافية الوطنية‪ ،‬والقومية للشعوب؛‬
‫فالتقنيات المختلفة جاءت لخدمة البشرية كافة‪ ،‬ولتكون وسيلة للتطور والرقي‪ ،‬وللمحافظة على الهوية‬
‫الثقافية الوطنية‪ ،‬والقومية‪ ،‬ولكن في بعض األحيان تم استغالل تلك التقنيات ألغراض أخرى تضر‬
‫البشرية ونظامها الثقافي والقيمي في سبيل تحقيق أكبر قدر من األرباح‪.‬‬
‫‪ -6‬االنترنت ‪ :‬شبكة االنترنت هي اختصار لكلمتين هما‪ )International(:‬وتعني العالمية‪)Network(،‬‬
‫وتعني الشبكة وبمزج الكلمتين بكلمة تصبح و(‪ )Internet‬أي الشبكة العالمية ‪ ،‬ويطلق عليها‪(،‬النت ‪the‬‬
‫‪ ،)net‬ولالنترنت خدمات كثيرة مثل‪ :‬الشبكة العنكبوتية‪ ،‬والفيس بوك‪ ،‬والبريد االلكتروني‪ ،‬وتقنيات‬

‫‪106‬‬
‫التخاطب‪ ،‬وبروتوكوالت نقل الملفات(‪ )FTP‬وغيرها ‪ .‬والستخداماتها الكثيرة والمتنوعة أصبحت شبكة‬
‫االنترنت ظاهرة ذات تأثير اجتماعي‪ ،‬وثقافي في جميع بقاع األرض‪ ،‬وهذه الظاهرة أدت إلى تغيير‬
‫المفاهيم التقليدية لمجاالت العمل‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والتجارة‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬وبروز شكل آخر لمجتمع المعلومات‪.‬‬
‫أسباب سرعة انتشار اإلنترنت ‪:‬‬
‫‪ -‬االندماج والشمول ‪ :‬بين خصائص الوسائل اإلعالمية األخرى من كتب‪ ،‬واذاعة‪ ،‬وتلفاز‪ ،‬وصحف‪،‬‬
‫ومجالت‪ ،‬وفيديو‬
‫‪ -‬االنتشار ‪ :‬حيث وصلت إلى كل بيت في العالم حتى إلى أكثر الدول انغالًقا‬
‫نوعا من التفاعل بين المشاهد‪ ،‬ومصدر المعلومات‬
‫‪ -‬التفاعلية‪ :‬أحدثت شبكة اإلنترنت ً‬
‫‪ -‬سهولة االتصال‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتخزين حيث يعد من أسرع‪ ،‬وأرخص وسائل االتصال في العالم‬
‫‪ -2‬الفضائيات ‪ :‬فإن دخول البث الفضائي معظم البيوت إن لم يكن كلها‪ ،‬أسهم في إحداث تغيير‬
‫ملموس للمجتمع في بنائه‪ ،‬ووظائفه‪ ،‬ومعتقداته‪ ،‬وقيمه‪ ،‬وأفكاره‪ ،‬فمنه ما زاد من تطور‪ ،‬وتقدم المجتمع‪،‬‬
‫واآلخر قد زاد من إعاقة‪ ،‬وهدم المجتمع‪ ،‬وتمزيق‪ ،‬وتغريب قيمه‪ ،‬وثقافته‪ ،‬وذلك مناط بالطريقة أو اآللية‬
‫التي تم التعامل بها في استقبال الخطاب الفضائي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الهاتف المحمول ‪ :‬يعد حالياً من الوسائل التي تدمج بين أكثر من وسيلة اتصال‪ ،‬حيث يحتوي‬
‫الهاتف المحمول حديثًا على تلفاز‪ ،‬وانترنت وال سيما "الفيس بوك"‪ ،‬وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى الكامي ار‪،‬‬
‫و"البولوتوث"‪ ،‬والذاكرة‪ ،‬وبذلك يكون بإمكان الشخص أن يتواصل مع أي شخص‪ ،‬وفي أي مكان على‬
‫سطح الكرة األرضية‪ ،‬وأن ينشر ثقافة معينة من خالل ملفات الموسيقى‪ ،‬والفيديو‪ ،‬واألفالم‪ ،‬وغيرها‪،‬‬
‫وبذلك أصبحت هذه التقنية وسيلة مهمة لنشر ثقافة الرعب‪ ،‬والعاطفة‪ ،‬وتعزيز ثقافة االستهالك‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫التطرف‬
‫مقدمة‬
‫يزخر التاريخ – السيما السياسي منه – بالعديد من أشكال التطرف‪ ،‬والذي يعني البعد عن‬
‫االعتدال‪ ،‬ونجد ذلك في األفكار الشيوعية والفاشية وغيرها من األفكار‪ ،‬والمذاهب التي تبعد عن الوسطية‬
‫واالعتدال‪ ،‬وفي هذا السياق ُينظر للمتطرفين على أنهم األطراف السياسية الفاعلة التي تنزع لتجاهل حكم‬
‫القانون ورفض التعددية في المجتمع‪.‬‬
‫والشخص المتطرف عادة ما يسعى نحو مجتمع متجانس قائم على عقائد أيدولوجية متصلبة‪،‬‬
‫ويسعى لجعل المجتمع يوافق على قمع المعارضة واخضاعها‪ ،‬وهو بذلك يتميز عن األشخاص‬
‫الراديكاليين الذين يقبلون بالتنوع‪ ،‬ويؤمنون بقوة المنطق‪ ،‬وليس التعصب‪ ،‬وقد أشار العديد من المفكرين‪،‬‬
‫وعلماء االجتماع إلى أن تلك العقائد األيدولوجية المتصلبة هي المنبع الرئيس لظاهرة العنف بشتى‬
‫أنواعه‪(:‬الفكرية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والدينية‪ ،‬واألسرية ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم التطرف‬
‫يقصد بالتطرف الفكري ‪ ،‬الفكر المتشدد الذي يبتعد عن االعتدال‪ ،‬والوسطية‪ ،‬والسماحة في تناول‬
‫البشر لكافة األمور الحياتية‪ ،‬وما يترتب علي ذلك من سلوك عنيف بين بعض البشر يأخذ مظاهر‪،‬‬
‫وأشكال متعددة‪ ،‬وتكمن أسباب هذا العنف في أسباب‪(:‬اجتماعية واقتصادية‪ ،‬وسياسية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬ودينية )‪،‬‬
‫وما يصاحبها من تداعيات سلبية على أمن ومستقبل الوطن‪.‬‬
‫ويشير مفهوم التطرف إلى‪ ":‬حالة من التعصب للرأي تعصباً ال يعترف معه بوجود اآلخرين ‪،‬‬
‫وجمود الشخص جموداً ال يسمح برؤية واضحة لمصالح غيره‪ ،‬وال مراعاة لظروف العصر ‪ ،‬وال بفتح نافذة‬
‫للحوار مع اآلخرين ‪ ،‬وموازنة ما عنده بما عندهم ‪ ،‬كما يعنى مفهوم التطرف " الغلظة في التعامل‪،‬‬
‫والخشونة في األسلوب‪ ،‬والفظاظة في الدعوة" ‪.‬‬
‫وقد استخدم مصطلح التطرف لإلشارة إلى الخروج عن القواعد الفكرية‪ ،‬والقيم‪ ،‬والمعايير‪،‬‬
‫واألساليب السلوكية الشائعة في المجتمع‪ ،‬معب اًر عنه بالعزلة‪ ،‬أو بالسلبية‪ ،‬أو باالنسحاب‪ ،‬أو بتبني قيم‪،‬‬
‫ومعايير مختلفة قد تصل في الدفاع عنها إلى االتجاه نحو (العنف) في شكل فردي‪ ،‬أو سلوك جماعي‬
‫منظم بهدف إحداث التغيير في المجتمع‪ ،‬وفرض الرأي‪.‬‬
‫كما يوصف التطرف بأنه أسلوب مغلق في التفكير يتسم بعدم قدرة الفرد على تقبل أية أفكار من‬
‫قبل اآلخرين تختلف عن أفكاره‪ ،‬أو أفكار الجماعة التي ينتمي اليها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ثا ًنيا ‪ :‬مستويات التطرف‬
‫‪ -1‬معرفي‪ ،‬ويتسم المتطرف بانعدام القدرة على التأمل والتفكير واعمال العقل بطريقة مبدعة وبناءة‪.‬‬
‫‪ -2‬وجداني‪ ،‬ويتسم المتطرف بشدة االندفاع‪ ،‬والمبالغة‪ ،‬والكراهية المطلقة للمخالف في الرأي‪،‬‬
‫أو المعارضة الشديدة‪ ،‬أو حتى لإلنسان بصفة عامة‪ ،‬بما في ذلك الذات؛ فهي كراهية‬
‫مدمرة‪ ،‬ويتفجر فيها الغضب بال مقدمات ليدمر كل ما حوله‪.‬‬
‫‪ -3‬سلوكي‪ ،‬ويتسم المتطرف باالندفاعية دون تعقل‪ ،‬ويميل سلوكه دائماً إلى العنف‪.‬‬

‫ثال ًثا ‪ :‬األسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف الفكر‪. :‬‬
‫من أهم األسباب وراء نمو القضايا الثالثة‪( :‬التطرف‪ ،‬والعنف‪ ،‬واإلرهاب) أن هناك ثالث قضايا‬
‫أخرى يمثلها (الرفض‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬والتبرير الموجه)‪ ،‬وهناك العديد من القوى أصحاب المصالح في‬
‫استغالل الثالث األخيرة من أجل تنمية الثالث األولى‪ ،‬والدفع بها إلى تحقيق أهدافهم االستراتيجية‬
‫وخططهم التخريبية‪ ،‬ولذا فالمظاهر تتسع بدءاً من التطرف في الرأي مرو اًر بالعنف في الممارسة‪ ،‬وصوالً‬
‫إلى اإلرهاب في السلوك ‪ ،‬هذا باإلضافة الى ‪- :‬‬
‫‪ -1‬العامل المسبب للتطرف قد يكون ذاتياً‪ ،‬يعود لخاصية الشباب نفسه‪ ،‬وما تتميز به بنيته النفسية‬
‫من خصائص‪ ،‬وما تأثرت به تنشئته االجتماعية من قبل األسرة وجماعة الرفاق؛ فضالً عن‬
‫الوسط االجتماعي الذي يعيش فيه‪ ،‬يدعم ثقافة االستعالء ورفض اآلخر والتسفيه للرأي المخالف‪،‬‬
‫وتراجع التفكير النقدي‪.‬‬
‫‪ -2‬يواجه الشباب العديد من التحديات التي تجعله غير قادر على االنخراط في المجتمع‪،‬‬
‫مما يزيد من شعوره بالعزلة االجتماعية‪ ،‬ومن أهم تلك التحديات‪:‬‬

‫‪ -‬افتقاد الشباب للقدوة وغيابها سواء في البيت أو في المدرسة أو في الجامعة ‪ ،‬أو في‬
‫المجتمع ‪ ،‬أو في مجال العمل مستقبالً‪ ،‬مما يجعلهم يبحثون عنها بعيداً عن تلك‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬الجهل‪ ،‬وسوء الفهم للدين‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف ثقة الشباب في كثير من أجهزة الدولة‪ ،‬ومؤسساتها ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف انتماء هؤالء الشباب ألوطانهم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحباط من أهم أسباب التطرف‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -3‬التفاوت الطبقي الواضح بين فئات المجتمع نتيجة غياب العدالة في توزيع الدخول‪ ،‬تولد‬
‫عنه الفجوة بين األمل‪ ،‬والواقع؛ فيسيطر اإلحباط على الشباب ويتحول إلى سلوك‬
‫عدواني‪ ،‬ناقم على المجتمع ومؤسساته‪.‬‬
‫‪ -4‬الفراغ الفكري هو مفسدة للشباب‪ ،‬فإذا لم يتم استثمار عقول شبابنا بما هو نافع ومفيد؛‬
‫فالفراغ الفكري يصبح أرض خصبة لقبول كل فكر هدام‪ ،‬ومتطرف؛ فتولد جذور تطرفية‬
‫يصعب تعديلها‪ ،‬إال بالعمل الصالح‪ ،‬والعلم النافع‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام وسائل التطور التكنولوجي‪ ،‬وخصوصاً اإلنترنت‪ ،‬دونما حسيب أو رقيب‪،‬‬
‫فالشباب يحصلون على المعلومات‪ ،‬ويكتسبون الخبرات من خالل شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫ابعا ‪ :‬سبل مواجهة التطرف‪.‬‬
‫ر ً‬
‫إن التوصل إلى سبل لمواجهة ظاهرة التطرف‪ ،‬ال تأتي فقط من كونها ظاهرة متشعبة وتهدد‬
‫استقرار الوطن ‪ ،‬إال أنها أيضاً تهدد حاضر الوطن‪ ،‬ومستقبله والشباب هم الذين يقعون فريسة سهلة؛ لذا‬
‫يجب تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية لمواجهة تداعيات تلك الظاهرة الخطيرة ‪ ،‬ويمكن تحديد أهم سبل‬
‫المواجهة في اآلتي‪-:‬‬
‫‪ -‬فتح قنوات حوار‪ ،‬وتواصل مع الشباب‪ ،‬والمراهقين من قبل العلماء‪ ،‬والدعاة بروح األبوة الحانية‪،‬‬
‫واألخوة الراضية للتعبير عما يجيش في عقولهم‪.‬‬
‫‪ -‬تجديد الخطاب الديني ليشمل إجابات‪ ،‬وحلوالً وسطية إلشكاليات الواقع ومستجداته‪.‬‬
‫‪ -‬تضمين المقررات التعليمية المادة الدينية الكافية لتكوين الشخصية السوية المعتدلة‪.‬‬
‫‪ -‬إشاعة جو الحرية‪ ،‬وروح النصيحة حتى ال يجد الشباب طرائق أخرى للتعبير عن النقد‪،‬‬
‫والمعارضة‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة صور االنحراف األخالقي بين الشباب على اعتبار صاحبه شخصاً مريضاً بتوازن‪،‬‬
‫وموضوعية حتى ال يكون حجة لغرس بذور الغلو‪ ،‬والتطرف‪.‬‬
‫‪ -‬تفنيد شبهات الغلو‪ ،‬والتطرف بأسلوب شرعي‪ ،‬وروح فكرية على نحو وسطي معتدل‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد مرجعية صحيحة‪ ،‬ومقبولة تنال ثقة الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد مصدر الفتوى في القضايا الكبرى على مستوى الدولة‪ ،‬أو المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬نشر دراسات‪ ،‬وبحوث تتناول شبهات فكرة الغلو‪ ،‬والتطرف‪ ،‬والرد عليها‪ ،‬وتوفيرها لشريحة‬
‫الشباب‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬تدعيم دور المؤسسات التربوية‪ ،‬وتحديد أدوارها في مواجهة األفكار المنحرفة‪ ،‬وخاصة الجامعة‪،‬‬
‫واألسرة‪ ،‬والمدرسة ‪ ،‬ودور العبادة‪.‬‬
‫‪ -‬تفريغ طاقات الشباب من خالل األنشطة الطالبية المتنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب الطالب على الحوار‪ ،‬وقبول اآلخر‪ ،‬والتفاعل اإليجابي معه‪ ،‬والبعد عن التشدد‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫األسئلة التقويمية‬

‫‪ .1‬عرف البحث العلمي‪.‬‬


‫‪ .2‬في ضوء فهمك للبحث العلمي‪.‬كيف يمكن توظيفة لخدمة عملية التنميه؟‬
‫‪ .3‬لكي يحقق البحث العلمي متطلبات التنمية‪.‬البد من عدة مقومات اعرض في ضوء مادرست‬
‫‪ .4‬عرف العولمة‪.‬‬
‫‪ .5‬للعولمة آليات عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .6‬كيف يمكن توظيف كل من‪(:‬االنترنت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬والهاتف المحمول) كآليات للعولمة في تفسير‬
‫بعض الظواهر والقضايا االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .7‬عرف مفهوم التطرف‪.‬‬
‫‪ .8‬للتطرف مستويات عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .9‬اعط مثاال يوضح مستويات التطرف‪.‬‬
‫‪ .11‬هناك عوامل تكمن وراء التطرف‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬
‫‪ .11‬في ضوء دراستك لموضوع التطرف ‪.‬مامقترحاتك لمواجهتهما والتغلب عليهما‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫المراجع‬
‫اوًال ‪ :‬المراجع باللوة العربية ‪:‬‬
‫‪ .1‬عبد المجيد النشواني‪ ،1996 ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬األردن‬
‫‪ .2‬لطفي فطيم‪ ،‬ابو العزايم الجمال‪ ،1988 ،‬نظريات التعلم المعاصرة وتطبيقاتها التربوية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .3‬السيد عبد الحميد سليمان (‪ .)2116‬سيكولوجية ذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬القاهرة‪ :‬المركز المصري‬
‫الدولي لصعوبات التعلم‪.‬‬
‫‪ .4‬أحمد زايد ‪ ،‬علم االجتماع ودراسة المجتمع ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪.2118 ،‬‬
‫‪ .5‬أحمد زكي صالح (‪ : )1983‬نظريات التعلم ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬النهضة المصرية ‪.‬‬
‫‪ .6‬أحمد طه محمد (‪ :)2115‬الذكاء الوجداني وعالقته بالنوع واإلنجاز األكاديمي "دراسة عبر ثقافية"‪.‬‬
‫مجلة معهد البحوث التربوية ‪ ،‬مجلد ‪.88-29 ،1‬‬
‫‪ .7‬أحمد طه محمد (‪ : )2115‬العالقة بين الذكاء الوجداني والقيادة التربوية لمديري المدارس ونظارها‬
‫ووكالئها كما يدركها المعلمون ‪ .‬مجلة كلية التربية ‪،‬جامعة الفيوم‪ ،‬مجلد ‪.75-1 ،1‬‬
‫‪ .8‬أنور محمد الشرقاوي (‪ .)1983‬التعلم ‪.‬نظريات وتطبيقات‪ .‬القاهرة‪،‬مكتبة االنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ .9‬بول موسن ‪ ،‬جون كونجر ‪ ،‬جيروم كيجان سيكولوجية الطفولة والشخصية ‪ ،‬ترجمة أحمد عبد العزيز‬
‫سالمة وجابر عبد الحميد جابر (‪ ، )1996‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫جابر عبد الحميد جابر (‪. )1997‬الذكاء ومقاييسه (ط‪.)11‬القاهرة دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ .11‬جابر عبد الحميد جابر‪ .)2113(.‬الذكاءات المتعددة والفهم ‪ ،‬تنمية وتعميق (ط‪ . )6‬القاهرة ‪:‬‬
‫دار الفكر العربي‪.‬‬
‫جوردن مارشال‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬ترجمة أحمد ازيد وآخرين‪ ،‬المجلس‬ ‫‪.12‬‬
‫األعلى للثقافة‪ ،‬المشروع القومي للترجمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪2115 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬حامد الفقى (‪ : )1995‬دراسات فى سيكولوجية النمو ‪ .‬الطبعة السادسة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار القلم‪.‬‬
‫‪ .14‬حامد زهران (‪ :)1986‬علم نفس النمو ‪ :‬الطفولة والمراهقة ‪،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ .15‬حامد زهران (‪ : )1995‬علم النفس االجتماعى ‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ .16‬حامد زهران ‪،1995،‬علم النفس االجتماعي‪،‬عالم الكتب ‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .17‬روبرت واطسون وهنرى الندجرين ‪ :‬سيكولوجية الطفل والمراهق ‪ ،‬ترجمة داليا عزت (‪، )2114‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مكتبة مدبولى‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ .18‬سليمان الخضري الشيخ (‪ . )1982‬الفروق الفردية في الذكاء (ط‪. )2‬القاهرة‪ ،‬دار الثقافة للطباعة‬
‫والنشر)‬
‫‪ .19‬سمير نعيم أحمد ‪ ،‬النظرية في علم االجتماع ‪ ،‬دار سعيد رأفت ‪ ،‬القاهرة ‪.2116 ،‬‬
‫‪ .21‬طلعت منصور وعادل األشول (‪ : )1976‬علم النفس النمو ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ .21‬طلعت منصور وفيوال الببالوى ( ‪ : )1986‬علم نفس النمو ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬
‫عين شمس ‪.‬‬
‫‪ .22‬عادل عبد هللا محمد ( ‪ : )1991‬النمو العقلى للطفل ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الدار الشرقية‪.‬‬
‫‪ .23‬عادل عبد هللا محمد (‪ : )1991‬اتجاهات نظرية فى سيكولوجية نمو الطفل والمراهق‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ .24‬عادل عز الدين األشول (‪ : )1998‬علم النفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫عبدالباسط عبدالمعطي ‪ ،‬اتجاهات نظرية في علم االجتماع ‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫‪. 2119‬‬
‫‪ .26‬عبد المطلب أمين القريطي (‪ .)2111‬في الصحة النفسية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‬
‫‪ .27‬عالء الدين كفافى (‪ : )1991‬الصحة النفسية ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة ‪ ،‬دار هجر للطباعة‬
‫‪ .28‬عالء الدين كفافى (‪ : )1997‬علم النفس االرتقائى ‪ ،‬سيكولوجية الطفولة والمراهقة‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مؤسسة األصالة‪.‬‬
‫‪ .29‬عالء الدين كفافى (‪ : )1998‬رعاية نمو الطفل ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار قباء للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫علي عبد الرازق جلبي‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجمعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪ .31‬علي كمال (‪ .)1983‬النفس انفعاالتها وأمراضها وعالجها‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬بغداد‪ :‬دار واسط‪.‬‬
‫علي محمد رحومة‪ ،‬علم االجتماع اآللي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،347‬المجلس الوطني للثقافة‬ ‫‪.32‬‬
‫والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪2118 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬عماد محمد مخيمر (‪ :)2113‬إدراك األطفال لألمن النفسى من الوالدين وعالقته بالقلق واليأس‪.‬‬
‫مجلة دراسات نفسية – مجلد ‪ ، 13‬العدد ‪ ، 4‬ص ص‪.677-613‬‬
‫‪ .34‬عماد محمد مخيمر‪،2113،‬علم النفس االجتماعي التطبيقي‪،‬األنجلو المصرية‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .35‬عماد مخيمر ‪ ،‬هبة محمد على (‪ : )2116‬المشكالت النفسية لألطفال بين عوامل الخطورة‬
‫وطرق الوقاية والعالج ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪.‬‬
‫‪ .36‬فؤاد البهي السيد‪،‬سعد عبد الرحمن‪،1995،‬علم النفس االجتماعي‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‬

‫‪114‬‬
‫‪ .37‬فؤاد أبو حطب ‪ ،‬أمال صادق(‪ .)2000‬علم النفس التربو‪( :‬ط‪.)1‬القاهرة‪ ،‬األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ .38‬فؤاد ابو حطب‪ ،‬عبد الحليم محمود السيد وآخرون‪ ،‬علم النفس ماالجتماع للثانوية العامة‪،‬‬
‫وزارة التربية والتعليم ‪2006 /2000‬‬
‫محمد أحمد غنيم ‪ ،‬األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ‪ ،‬مكتبة ريهام ‪ ،‬المنصورة ‪. 2115 ،‬‬ ‫‪.39‬‬
‫‪ .41‬مختار الكيال ‪ ،‬وحسين حسن طاحون‪ ،‬وصفاء على عفيفي‪.‬الذكاءات المتعددة ‪ ،‬النظرية‪،‬القياس‪،‬‬
‫التطبيق‪.‬مركز التميز التربوي‪ ،‬كلية التربية‪،‬جامعة عين شمس ‪.‬‬
‫‪ .41‬ممدوحة سالمة (‪ : )1995‬علم النفس االجتماعى – أنت وأنا واآلخرون ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬األنجلو‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪ .42‬ممدوحه سالمة‪،1995،‬أنا وأنت واألخرون‪،‬األنجلو المصرية‪ .‬القاهرة‬
‫مهدي محمد القصاص ‪" ،‬العمل الحر آلية لحل مشكالت الشباب‪ :‬دراسة ميدانية" ‪ ،‬الندوة‬ ‫‪.43‬‬
‫الرابعة حول ( علم االجتماع وقضايا العمل والبطالة في ظل العولمة ) قسم االجتماع ‪ ،‬كلية اآلداب ‪،‬‬
‫جامعة طنطا ‪ 18-17 ،‬مارس ‪. 2118 ،‬‬
‫مهدي محمد القصاص ‪ ،‬العوامل المؤثرة علي رؤى القائمين والمستفيدين من برامج وأنشطة‬ ‫‪.44‬‬
‫التطوع والمستفيدين منه في قرية مصرية ‪ :‬دراسة إثنولوجية"‪ ،‬حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية‪،‬‬
‫مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الرسالة ‪ ، 378‬الحولية ‪ ، 33‬يونيو ‪. 2113‬‬
‫مهدي محمد القصاص ‪ ،‬تصميم البحث االجتماعي‪ ،‬دار نيبور للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق‬ ‫‪.45‬‬
‫‪. 2114 ،‬‬
‫مهدي محمد القصاص ‪ ،‬المدخل إلى علم االجتماع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة مشالي ‪ ،‬المنصورة ‪،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫‪. 2116‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المراجع باللوة األجنبية ‪:‬‬
‫‪1. Armstrong.T.(2009). Multiple Intelligences in the Classroom,‬‬
‫‪Alexandria,VA: ESCD.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Bandura, A. (1989) . Human Agency in Social Cognitive Theory.‬‬
‫‪American Psychologist : Vol. 44, No. 9, pp1175-1189.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Bee, H. (1989) : The developming child. New York, Harper and Row‬‬
‫‪Publishers .‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪Davis, P. & Cummings M. (1998) : Exploring children’s emotional security‬‬
‫‪as a mediator of the link between marital relations and child adjustment.‬‬
‫‪Child Development, 69 , (1), 124 – 139.‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪Erikson, E. (1978) : Identity and the life cycle. WW. Nortons &Company.‬‬

‫‪115‬‬
6. Garmezy, N. (1983) : Stressors of child relationship and the
development of self-esteem . In . J. Mack & L. Alban ( Eds ) toe
development and sustenance of self- esteem in childhood ( pp. 163-188) .
New York, International Universities Press.
7. Gardner,H.(2011).Frames of Mind:The Theory of Multiple Intelligences,
NY:Basic Books
8. Maccoy, E. ( 1991) : Different reproductive strategies in males and females
. Child Devleopment. 62, 676-681.
9. Rohner, E.C.; Chaille, C. & Rohner R.P. (1980) : Perceived parental
acceptance – rejection and the development of children’s locus of control
10. Schultz, D. (1990) : Theories of Personality (4th Ed) California Brooks,
Cole Publishing Company

116

You might also like