Professional Documents
Culture Documents
المبحث االول
قس منه إلى مطل بين عرفن ا التعس ف و مظ اهره أنواع ه في المطلب األول إم ا في المطلب الث اني
فتطرقنا إلي االثار القانونية المترتبة عن استخدم التعسف في الحصانة الدبلوماسية.
سهيل حسين الفتالوي ،الحصانة القضائية للمبعوث الدبلوماسي ،مرجع سابق ،ص. 196 3
احمد فاضل ،الجرائم الواقعة على األشخاص ،مطبعة جامعة دمشق ، 1963 ،ص. 51-50 4
عائشة راتب ،التنظيم الدبلوماسي والقنصلي ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1998 ،ص. 160-159 7
مخالفات المرور التي يرتكبها على إقليمها ،فإنها في الوقت ذاته ال تتركه يتمادى في مخالفاته
سهيل حسين الفتالوي ،الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق ،مرجع سابق ،ص. 197-196 10
سهيل حسين الفتالوي ،القانون الدبلوماسي ،مرجع سابق ،ص. 279 11
كيفم ا يش اء ،وإ نم ا له ا أن تأخ ذ من الوس ائل م ا يكف ل اح ترام أنظم ة وتعليم ات الم رور ال تي
تص درها وتق وم ك ل ال دول بعم ل م ا من ش انه االل تزام بقواع د الم رور ،وتع د الوالي ات المتح دة
األمريكي ة من أك ثر ال دول تش ددا في محاس بة المبع وثين الدبلوماس يين على مخ الفتهم ألنظم ة
وقواعد المرور فقد أصدرت عام 1978تعليمات موجهة إلى البعث ات الدبلوماسية ميزت فيها
. ()12
بين ثالثة أنواع من المخالفات
أ -المخالفات المرور البسيطة :وهي تلك االنتهاكات كثيرة الوقوع التي تتضمن عقوبات نقدية
فوري ة ،ففي ه ذه الحال ة لبس للمبع وث الدبلوماس ي أن يتمس ك بالحص انة القض ائية في االمتن اع
عن دفعها .
ب -مخالفات المرور ال<<تي تتطلب إص<<دار م<<ذكرة :وهي تتض من انته اك قواع د الم رور وأيض ا
دفع غرامة نقدية إلى المكتب المركزي ،وترسل هذه المذكرة إلى البعثة الدبلوماسية التي ينتمي
إليها المبعوث الدبلوماسي المخالف ،وللبعثة أن تقرر دفع هذه الغرامة أوال .
ج -مخالفات المرور الخطيرة :وهي مخالفات تتطلب إجراءات قانونية مشددة ك التوقيف مثال ،
وال تتخذ مثل هذه اإلجراءات بحق المبعوث الدبلوماسي .
وفي حين ذهب بعض ال دول إلى توجي ه م ذكرات إلى البعث ات الدبلوماس ية األجنبي ة تطلب منه ا
ضرورة حث أعضائها على احترام تعليمات المرور وعدم مخالفتها ،أوجبت دول أخرى على
المبع وث الدبلوماس ي أن يحم ل رخص ة لقي ادة الس يارة أثن اء اس تعمالها ،وله ا أن تس حب تل ك
اإلج ازة عن د االقتض اء ،وخاص ة عن د تك رار المخالف ة ،في حين ت رفض بعض ال دول منح
المبعوث الدبلوماسي حق امتالك أو قيادة سيارة معينة ،ما لم يقم بتأمينها ضد الحوادث الناشئة
عنها دون اإلخالل بحق هذه الدول من المطالبة من بعثته بان تتخذ اإلجراءات التأديبية ضده أو
استدعاءه إلى دي وان وزارة الخارجية وتنبيهه إلى عدم تكرار ذلك ،وفي هذا السياق استدعت
وزارة الخارجي ة العراقي ة الش خص الث اني في الس فارة الهنغاري ة لمخالف ة اح د المبع وثين
الدبلوماس يين قواع د الم رور في ع ام 1978وأحي ط علم ا بالمخالف ة فأب دى اعت ذاره وأك د إلي ه
سيعرض األمر على السفير التخاذ ما يلزم بحق الدبلوماسي المخالف .
سهيل حسين الفتالوي ،الحصانة القضائية ،مرجع سابق ،ص. 309 12
ثانيا :حوادث المرور :
تعد حوادث السيارات من أكثر المشاكل التي يتعرض لها المبعوثون الدبلوماسيون لما تسببه
من إصابات تلحق األذى بالمواطنين وتؤدي إلى وفاة العديد منهم أو إصابتهم بإعاقات أو جروح
أو غير ذلك .
وق د س اهمت ش ركات الت امين اإلل زامي المف روض على الس يارات بتغطي ة المس ؤولية المدني ة
الناش ئة عن ح وادث الس يارات ،ف إذا م ا الح ق المبع وث الدبلوماس ي الض رر بم واطن فله ذا
المواطن الحق في مالحقة شركات التامين والحصول على تعويض مناسب منها والمتضرر ح ق
إقامة
الدعوى على شركات التامين مباشرة .
غ ير إن المش كلة تظه ر في حال ة ع دم ت امين المبع وث الدبلوماس ي على س يارته ،ففي ه ذه
الحالة ال توجد طريقة إلجباره على دفع التعويض للمتضررين عن حوادث تلك السيارات ،ذلك
أن الحصانة القضائية الجزائية تحول دون المطالبة بالتعويض وال فان بعض الدول اشترطت أن
، ()13
ي ؤمن المبع وث الدبلوماس ي على س يارته كش رط لمنح ه رخص ة امتالك الس يارة أو قيادتها
في عام 1974صدمت سيارة الملحق الثقافي لسفارة بنما في واشنطن طبيبا أمريكيا أمضى في
المستش فى 19ش هرا تحت العالج ولم يس تطع الحص ول على أي تع ويض ،وك ذلك ص دمت
س يارة س فارة الس نغال في واش نطن ع ام 1976اح د عم ال الط رق األمريكي ة وت وفي من اث ر
. ()14
الصدمة ولم يستطع الحصول على أي تعويض الن السيارة لم تكن مؤمنة
وه ذا الوض ع أدى إلى حرم ان أع داد كب يرة من المتض ررين من حق وقهم خاص ة م ع تزاي د ه ذه
الحاالت في العديد من الدول وهو ما أدى إلى مشاكل كثيرة بين المواطنين ،أصحاب الحقوق
سهيل حسين الفتالوي ،الحصانة الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق ،مرجع سابق ،ص. 198 13
كاظم حسن الربيعي ،تاثير التامين االلزامي في المسؤولية المدنية الناشئة من حوادث السيارات ،رسالة دكتوراه ،كلية 14
بها المبعوث الدبلوماسي ال تعفيه من المسؤولية المدنية ،فقد أجاز التعامل الدولي للمتضررين
مالحقة شركات التامين من اجل الحصول على تعويض مناسب عن األضرار التي إصابته من
جراء حوادث المرور الن شركات التامين لبس لها صفة تمثيلية ،ومن هنا يجب ان تستفيد من
. ()16
الحصانة التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي
حيث ()17
لق د تم تط بيق ه ذه القاع دة في ك ل من فرنس ا والوالي ات المتح دة األمريكي ة وبلجيكا
س مح للمتض رر بإقام ة ال دعوى المباش رة على ش ركات الت امين ،وإ ذا لم ي ؤمن المبع وث
الدبلوماسي على الضرار المدنية الناشئة عن حوادث المرور ،أو أن عقد التامين تضمن شرطا
يعفي ش ركة الت امين من دف ع تع ويض بس بب م ا يتمت ع ب ه من حص انة قض ائية أو أن ش ركات
التامين ال تدفع التعويض في حالة صدور خطا أو إهمال من قبل المتسبب ،فان ذلك ال يبرر
للمبع وث الته رب نهائي ا من المس ؤولية المدني ة وإ نم ا يمكن للمتض رر أن يس لك الط رق المق ررة
قانون ا الس تفتاء حق ه ،وق د ي برر بعض الكت اب أس اس ح ق المتض رر بالحص ول على تع ويض
مناسب في هذه الحالة إال أن الحصانة القضائية ال تضمن رفع المسؤولية المدنية عن مرتكبي
مث ل ه ذه الح وادث ب ل أن ك ل م ا في ه ذه الحص انة ه و االمتن اع عن إج راء محاكم ة المبع وث
الدبلوماسي في محاكم الدولة المضيفة
جاء في مضمون قرار محكمة بروكسل التجارية الصادر عام 1971ما يلي "ان الشركة بقبولها التامين قد رضيت بقيام 17
مسؤوليتها المدنية وتنازلت عن االدعاء بالحصانة التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي واال ما الفائدة من التامين الذي يدريه
المبعوث الدبلوماسي" .
وبصفة عامة وفي كثير من األحيان تلجا دولة المبعوث الدبلوماسي إلى دفع تعويض مدني
للمتض رر كهدي ة لتغطي ة النفق ات ال تي ص رفها من ج راء الح ادث ،وتق وم ب ذلك بغ رض الحف اظ
على سمعة المبع وث الدبلوماس ي وع دم التش هير ب ه ولبس من ب اب اإلل زام ،وق د ح دث في ع ام
1978أن تس بب اح د الدبلوماس يين اليوغس الف بقت ل ش خص بع د أن ص دمه بس يارة ورغم أن
الدبلوماسي كان يقود سيارته بسرعة إال اله لم تتخذ ضده أي إجراءات سوى أن دولته قدمت
تعويض ا مناس با لورث ة المج ني علي ه ،وفي ع ام 1967دهس اح د المبع وثين الدبلوماس يين في
سفارة جمهورية
إفريقي ا الوس طى في بغ داد طفال وام رأتين ،وق دم الس فير أس فه عن الح ادث ثم ق دم هدي ة ل ذوي
،وكذلك في عام 1957تسبب السفير اليوغسالفي في األمم المتحدة بقتل ()18
المجني عليهم
شخص بسيارته ورغم أن السفير دفع بالحصانة القضائية إال أن حكومته دفعت تعويضا مناسبا
لورثة المجني عليه .
أما بالنسبة التفاقية فيينا لعام 1961واتفاقية البعثات الخاصة لعام 1969فإننا ال نجد أي نص
يلزم المبعوث الدبلوماسي بتامين على سيارته لتغطية المسؤولية المدنية الناشئة عن تلك
الح وادث ،وله ذا فإنن ا نج د أن ك ل اإلج راءات األخ رى المتخ ذة بحق ه ،كإخض اعه للت امين
اإللزامي وعدم السماح له بقيادة أي سيارة ما لم يدفع قسط التامين تسند إلى نص المادة 41من
اتفاقي ة فيين ا لع ام 1961ال تي ت وجب على المبع وث الدبلوماس ي اح ترام ق وانين الدول ة المعتم د
لديها وأنظمتها من اجل تالفي مثل هذه المشكلة القانونية .
ولكن هذا الخضوع التلقائي من الممثل على نحو ما سلف ال يبرر مقاضاته جزائيا ،وإ ضافة
إلى ذل ك ف ان المح اكم ال تس تطيع الحكم مباش رة على ش ركات الت امين دون ت دخل المبع وث
الدبلوماسي شخصيا في الدعوى وسماع أقواله الن األخطاء التي ترتكب أثناء حوادث المرور
هي أخطاء شخصية وطالما أن المبعوث الدبلوماسي يتمتع بالحصانة القضائية فان المحكمة ال
تس تطيع الحكم على ش ركة الت امين لع دم مث ول الش خص المس ؤول أمامه ا وه و المبع وث
سهيل حسين الفتالوي ،الحصانة الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق ،مرجع سابق ،ص. 198 18
الدبلوماسي الذي ال يمكن إدخاله قسرا حتى كطرف في الخصام وبالتالي نجد ان هناك اختالفا
بين الدول في هذا الموضوع ،فمنها ما يتسم بالموضوعية ومنها ما هو غير موضوعي .
المطلب األول :اإلجراءات القانونية الممكنة في ضوء اتفاقية فيينا لعام : 1961
إن اتفاقي ة فيين ا لع ام 1961تتض من في الواق ع بعض النص وص الص ريحة بالنس بة للح االت
التي يقوم فيها أعضاء الهيئات الدبلوماسية بتجاوز مهامهم تحت غطاء االمتيازات والحصانات
الدبلوماسية مثل ارتكابهم جريمة التجسس أو عند قيامهم بارتكاب بعض الجرائم األخرى كالقتل
وتجارة المخدرات أو جريمة تبييض األموال ...الخ .
إن عالج ه ذه التج اوزات وفق ا لنص وص اتفاقي ة فيين ا تكمن في اإلعالن ب ان الدبلوماس ي
شخص غير مرغوب فيه ( )persona non grataأو ضمن صفة غير مقبول لكل عضو آخر
أو بواسطة قطع العالقات الدبلوماسية التي تشكل صالحية تقديرية . ()19
في البعثة
وحس ب رأي محكم ة الع دل الدولي ة ف ان " :قواع د الق انون ال دولي تش كل نطاق ا كافي ا بنفس ه لل ذي
يتبص ر في االس تعمال الس يئ ال ذي يق وم ب ه أعض اء البعث ة للحص انات واالمتي ازات وتحدي د
الوسائل
التي تملكها الدولة المعتمد لديها لوقف مثل هذه التجاوزات ،وان هذه الوسائل بطبيعتها تبدو
فعالة( )20وبالتالي تنتهي المهام الدبلوماسية التي كان مكلفا بها في الدولة المستقبلة .
عن دما ت رى أوال :اإلعالن< ب<<ان المبع<<وث الدبلوماس<<ي ش<<خص غ<<ير مرغ<<وب في<<ه
الدول ة المعتم د ل ديها ب ان بعض المالحظ ات الشخص ية عن أي عض و من أعض اء البعث ة
الدبلوماسية ،فان بإمكانها أن تعلن بأنه شخص غير مرغوب فيه ،وهذه القاعدة العرفية نصت
عليها الفقرة األولى من المادة 09من اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية .
ناظم عبد الجاسور ،اسس وقواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 413 23
وال غرابة في أن يكون القرار النهائي في جميع هذه األمور للدولة الموفد إليها استنادا إلى
مقتض يات أمنه ا الق ومي ،ول ذلك قي ل :أن األس اس الق انوني لط رد الدبلوماس يين في ه ذه الحال ة
.وواقع العمل الدولي يزخر بأمثلة عديدة ()24
هو حق الدولة الموفد إليها في حماية أمنها القومي
في ط رد الدبلوماس يين ل ذلك س وف نتط رق إلى األس باب أو الم بررات ال تي أدت إلى اعتب ار
المبع وث شخص ا غ ير مرغ وب في ه ومن ثم إلى الس وابق الدولي ة ح ول اإلعالن ب ان المبع وث
الدبلوماسي أصبح شخصا غير مرغوب فيه .
أ -أسباب اإلعالن بان المبعوث شخص غير مرغوب فيه :
إن أسباب اعتبار الدبلوماسي شخصا غير مرغوب فيه كثيرة ومتنوعة ،فقد تكون تصريحا
أو موقفا غير ودي تجاه الدولة الموفدة إليها أو مباشرة نشاط عدائي تجاه سلطانها بتج اوز ح دود
اختصاص ه أو تدخل ه في الش ؤون الداخلي ة للدول ة المس تقبلة ،وحينه ا تطلب الدول ة المس تقبلة من
الحكوم ة الموف دة اس تدعاء ممثله ا الدبلوماس ي أو نقل ه إلى مرك ز آخ ر أو إنه اء خدمات ه حس ب
. ()25
ظروف كل حالة حفاظا على العالقات بين البلدين
ويمكن الق ول ب ان األس باب ال تي تق ود الدول ة المس تقبلة إلى اعتب ار المبع وث الدبلوماس ي غ ير
مرغوب فيه كثيرة ومتنوعة ومتطورة في محيط العالق ات الدبلوماسية وخصوصا إذا كان من
ش انها المس اس ب أمن الدول ة المس تقبلة كمخالف ات قوانينه ا أو حم ل الس الح أو تع اطي الكح ول أو
الس رقة أو المخالف ات المروري ة أو أي ة انتهاك ات جدي ة للق انون الج اني فض ال عن النش اطات
الهدام ة والتص رفات اإلرهابي ة وج رائم االحتي ال وال تزوير وممارس ة التج ارة غ ير المش روعة
وممارسة االختطاف والتهديد واالغتيال من قبل الدبلوماسيين ضد رعاياهم ...الخ .
وح تى يتبل ور الح ديث عن وس يلة اإلعالن ب ان المبع وث الدبلوماس ي أص بح شخص ا غ ير
مرغوب فيه البد من االستشهاد بالسوابق الدولية في هذا الشأن .
ب -السوابق الدولية لإلعالن بان المبعوث شخص غير مرغوب فيه :
ناظم عبد الواحد الجاسور ،اسس وقواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 133 30
منتصر سعيد حمودة ،القانون الدبلوماسي ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ، 2010 ،ص. 205 31
مهم ة المبع وث الدبلوماس ي وخاص ة م ا يتعل ق منه ا بالحص انات واالمتي ازات واإلعف اءات
()32
الدبلوماسية
انظر :المادة 12من قانون العقوبات العراقي رقم ، 111عام ، 1969وكذلك المادة 11من القانون العقوبات االردني ،رقم 16 39
لعام . 1960
يالح ظ مم ا تق دم ان ه يج وز للدول ة المض يفة ال تي ارتكب المبع وث الدبلوماس ي ج رائم ف وق
اقليمه ا ان تطلب من الدول ة الموف دة مقاض اة المبع وث الدبلوماس ي وه ذا يع ني امكاني ة مس اءلة
الدبلوماسي قضائيا طبقا للنصوص التي اشرنا اليها سابقا ،والذي يحث في الغالب هو تقاعس
الدولة الموفدة واهمالها في مقاضاة مبعوثها الدبلوماسي خاصة عندما تكون متواطئة معه ،لذا
س وف نتط رق الى كيفي ة محاكم ة المبع وث الدبلوماس ي في دولت ه ،وك ذلك الى التن ازل عن
الحصانة .
سهيل حسين الفتالوي ،الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق ،مرجع سابق ،ص. 212 41
المبع وث الدبلوماس ي على اح ترام واجبات ه عن طري ق اقام ة ال دعوى على المبع وث الدبلوماس ي
في دولته ،وكذا الممارسة الدولية ازاء محاكمته امام محاكم دولته .
أ -اقامة الدعوى على المبعوث الدبلوماسي امام محاكم دولته :
من الث ابت ان الق انون لم يوض ع اال لحماي ة المجتم ع وض مان اس تقراره وليس ت من مهم ة
الق انون الوط ني وض ع القواع د الالزم ة لمعالج ة م ا يح دث من انتهاك ات في الخ ارج ،حيث
يختص تشريع كل دولة في وضع الوسائل التي تضمن احترام سيادة القوانين الصادرة عنها ،
ويترتب على هذه القاعدة ان المحاكم الوطنية ال تختص بصورة عامة بالنظر في النازعات ال تي
. ()42
تنشا خارج اقليم دولتها
لق د نص ت الم ادة 12من ق رارات معه د الق انون ال دولي لع ام 1895على ان ه " :مب دئيا ال
يخضع المبعوث الدبلوماسي للقضاء المدني والجاني اال امام محاكم دولته ،وعلى المدعي ان
يلج ا الى عاص مة دول ة المبع وث الدبلوماس ي اال اذا دف ع المبع وث ب ان مح ل اقامت ه في مدين ة
اخرى وقدم دليال على ذلك. "...
ونص ت الم ادة 19من اتفاقي ة هافان ا لع ام 1928على ان ه " :ال يج وز مقاض اة او محاكم ة
الموظفين الدبلوماسيين اال من قبل محاكم دولتهم نفسها" وهذا ما اكدته الفقرة الرابعة من المادة
31من اتفاقية فيينا لعام . 1961
وبن اء على ذل ك ف ان مح اكم دول ة المبع وث الدبلوماس ي تختص ب النظر في القض ايا المدني ة
والجزائي ة ال تي تنش ا على اقليم الدول ة المعتم د ل ديها وليس له ا ح ق ال دفع بع دم االختص اص
المكاني للدعوى الن اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لعام 1961اجازت ذلك ،واقامة الدعوى
على المبع وث ال تتطلب التن ازل عن حص انته الن ه ال يتمت ع به ا في دولت ه او ال حاج ة الخ ذ
. ()43
موافقة وزير الخارجية على محاكمته
وق د ح اول الفقي ه فليب كابي ه ( )Philippe Cahierالتع رف على الط رق ال تي يمكن اللج وء
اليها
سهيل حسين الفتالوي ،الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق ،مرجع سابق ،ص. 211 43
لمساءلة المبعوث الدبلوماسي عن الجرائم والمخالفات التي يرتكبها فوق اقليم الدولة المضيفة ،
()44
فأجملها بالتالي :
-اللجوء الى الطريق الدبلوماسي وذلك بواسطة تقديم طلب برفع الحصانة القضائية حيث يتقدم
الش خص المتض رر بالش كوى الى وزارة الخارجي ة ال تي تطلب من رئيس البعث ة او حكومت ه من
اجل متابعته قضائيا ،وفي حالة عدم االستجابة للطلب تطلب وزارة الخارجية من الدولة الموفدة
رفع الحصانة عن دبلوماسيها وهي حرة في ذلك .
-اللجوء الى اتخاذ اجراء يتمثل في التنازل عن الحصانة الذي يختلف حسب راي فيليب كابيه
( )Philippe Cahierعن رفع الحصانة على اساس ان التنازل عن الحصانة يتم بمجرد موافقة
الدبلوماس ي المث ول ام ام المح اكم ،ام ا رف ع الحص انة فه و من ط رف الدول ة الموف دة لص الح او
لغ ير ص الح الدبلوماس ي ،وس واء واف ق ه ذا االخ ير على ذل ك او لم يواف ق ،باعتب ار ان
الحصانات مقررة لصالح دولته وليس لصالحه .
-اللجوء الى محاكم الدولة الموفدة لمقاضاة المبعوث الدبلوماسي وهذا ما اقرته اتفاقية فيينا لعام
. 1961
-اللجوء الى محاكم تحكيم تجنبا لمثول المبعوث الدبلوماسي امام القضاء المحلي .
وبالعودة الى ما تضمنته اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية نالحظ انها لم تعتمد س وى وسيلتين
من ه ذه الوس ائل ال تي اتين ا على ذكره ا وتتمث ل الوس يلة ال ولى في اللج وء الى مح اكم الدول ة
المعتم دة لمقاض اة المبع وث الدبلوماس ي وهي الوس يلة ال تي اك دتها الفق رة الرابع ة من الم ادة 31
وتقتضي الوسيلة الثانية بامكانية التنازل عن الحصانة القضائية وهي التي اكدتها الفقرة 01من
المادة 32من االتفاقية ذاتها .
وهنا نجد ان اتفاقية فيينا استبعدت وسيلة تعيين محكمة تحكيم وكذلك مبدا رفع الحص انة ،اال
ان ه حس ب االتفاقي ة يمكن اللج وء الى الطري ق الدبلوماس ي الخط ار البعث ة الدبلوماس ية بالش كوى
44
philippe cahier , le droit diplomatique contemporain , librairie Droz , Genève , 1962 , p125 .
عن طريق وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها وذلك قبل اللجوء الى طلب التنازل عن الحصانة
. ()45
او اللجوء الى حكم الدولة الموفدة لمقاضاة المبعوث الدبلوماسي عن طريق تقديم شكوى
ب -الممارسة الدولية ازاء محاكمة المبعوث الدبلوماسي امام محاكم دولته
اذا رجعنا الى الممارسة الدولية ،وجدنا الدولة نادرا ما تلجا الى محاكمة المبعوثين المعتمدين
ل ديها اذا لم تقم الدول ة الموف دة برف ع الحص انة عن مبعوثيه ا او قي ام المبع وث الدبلوماس ي نفس ه
بالتن ازل عن الحص انة شخص يا او موافق ة دولت ه على ذل ك اذا ك ان ال يش كل اي مس اس بس معة
المبعوث الدبلوماسي وكذا بسمعة دولته .
ولكن التساؤل الذي نطرحه في هذا المقام هو :هل فعال تقوم الدول بعد عودة مبعوثيها من
الخارج برفع الحصانة عنهم ومحاكمتهم ؟
ان االجاب ة عن ه ذا التس اؤل ص عبة ج دا الن ه ن ادرا م ا نج د ال دول تلج ا الى اتخ اذ ه ذه
االج راءات خاص ة اذا ك انت الج رائم المرتكب ة من قب ل المبع وث تمس ب امن الدول ة المض يفة ،
كالتجس س مثال ،الن المبع وث الدبلوماس ي غالب ا م ا ي رتكب ه ذه االفع ال ب التواطؤ م ع دولت ه ،
وبالتالي فتطبيق الفقرة الرابعة من المادة 31من اتفاقية فيينا لعام 1961غير ممكن ونادرا ما
نجد له مجاال اال في بعض القضايا الخطيرة ،حيث يقوم فيها السفير بجمع ادلة القضية واعادة
المبع وث الدبلوماس ي المتهم الى دولت ه ليح اكم ام ام محاكمه ا ،ومن امثل ة ذل ك اته ام الس كرتير
االول بس فارة ه ايتي في الوالي ات المتح دة االمريكي ة بقت ل مستش ار الس فارة في واش نطن فتم
اعادته الى دولته وحوكم امام محاكمها بناءا على اتفاق بين الدولتين .
وفي ع ام 1960ق امت الوالي ات المتح دة االمريكي ة بمحاكم ة س بعة ح راس بح ريين ك انوا
. ()46
يعملون بسفارتها في لندن الرتكابهم جرائم اثناء عملهم في الخارج
وفي عام 1987ادانت المحكمة الجنائية في فيينا سفير النمسا في يوغسالفيا الذي تسبب في
مقتل السفير عن طريق الخطا خالل نزهة صيد .
سهيل حسين الفتالوي ،الحصانة القضائية للمبعوث الدبلوماسي في القانون العراقي ،مرجع سابق ،ص. 519 45
أ -موقف فقه القانون الدولي من عملية التنازل عن الحصانة الدبلوماسية :
ان اهم التس اؤالت الفقهي ة ال تي اث يرت في ه ذا الموض وع يكمن في تحدي د من هي الجه ة
المختصة بالتنازل :هي الدولة المعتمدة ؟ او رئيس البعثة ؟ او المعني باالمر ؟
ناظم عبد الواحد الجاسور ،اسس العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 313 47
ناظم عبد الواحد الجاسور ،اسس وقواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 299 52
ناظم عبد الواحد الجاسور ،اسس وقواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 299 53
وفي الواق ع ف ان ص عوبات التفس ير ال تي نتجت من المص طلحات المس تخدمة من قب ل محكم ة
التمي يز الفرنس ية (تن ازل مؤك د وق انوني) ق د اختفت م ع التص ديق على اتفاقي ة فيين ا ال تي نص ت
بشكل واضح على التنازل الصريح Reconciation Expresseفي المادة 32منها .
وبهذا تكون اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية قد اكدت ان الدولة المعتمدة هي صاحبة الحق
، ()54
في التن ازل عن الحص انة القض ائية بمحض ارادته ا ورض اها وليس المبع وث الدبلوماسي
كم ا اك دت االتفاقي ة ايض ا على ان ه ذا التن ازل عن الحص انة القض ائية في حال ة موافق ة الدول ة
المعتم دة يجب ان يك ون ص ريحا في جمي ع االح وال ،وبعب ارة ادق ف ان االتفاقي ة اك دت على
التن ازل الص ريح وليس الض مني في جمي ع المس ائل الجنائي ة والمدني ة على الس واء ،وفي جمي ع
االحوال والظروف اي عندما يكون المبعوث الدبلوماسي مدعى عليه او مدعيا .
وعلى هذا المنوال يصبح موضوع التنازل عن الحصانة امرا متعلقا بالدولة حتى ولو كان
المبع وث الدبلوماس ي ه و المدعي ،وهذا الن ه عن دما يتقدم اح د المبع وثين الدبلوماسيين بدعوى
ض د الغ ير ،جزائي ة ك انت ام مدني ة ،فمن الممكن ج دا ان يخس ر ال دعوى وتنقلب ض ده فيس يئ
ذل ك الي ه والى س معة دولت ه ،وله ذا يخض ع لت دابير واج راءات خاص ة في الح االت المنص وص
عليها في المادة 31حيث ال يتمتع بحصانة قضائية مدنية .
وفي هذا الصدد يقول فيليب كابيه ( )Philippe Cahierانه من االفضل منذ البداية ان يطلب
المبعوث الدبلوماسي من دولته الموافقة المسبقة حتى ال يعرض نفسه لعقوبات من قبل دولته .
ونش ير الى ان التن ازل عن حص انة الدبلوماس ي الجنائي ة او عن حص انته ض د االعتق ال او
االحتج از ،ام ر ال يح دث اال ن ادرا ،واذا ح دث فان ه يك ون ع ادة بالنس بة للج رائم البس يطة
. ()55
كحوادث المرور غير الجسيمة
واذا تم التنازل بطريقة صحيحة فانه ينظر في موضوع الدعوى بصفة كاملة وشاملة بمعنى
ان ه ال يج وز ال دفع بالحص انة ام ام جمي ع المح اكم ال تي تنظ ر او تفص ل في تل ك القض ية على
مختلف مستوياتها .
احمد ابو الوفاء ،قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 2003 ،ص. 17 55
وبمع نى اخ ر فان ه "ال يح ق للمبع وث الدبلوماس ي او الش خص المتمت ع بالحص انة القض ائية
بموجب المادة 37من اتفاقية فيننا في حالة رفع اي دعوى االحتجاج بالحصانة القضائية بالنسبة
الي طلب عارض يتصل مباشرة بالطلب االصلي الن التنازل يبقى منتجا اثره خالل المراحل
()56
المختلفة لسريان الدعوى
احمد ابو الوفاء ،قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 170 57
والتنازل يمكن ان يكون موضوعا بالنسبة الى الحصانة المدنية وكذلك بالنسبة الى الحصانة
،ففي سنة 1906وعلى اثر حادثة قتل حصلت في بلجيكا قام القائم باالعمال التابع ()58
الجنائية
للسفارة الشيلية بالتنازل عن حصانة ابنه القضائية الذي اقدم على قتل خطيب اخته (ابن وزير
الداخلي ة الش يلي) ال ذي يش غل في نفس ال وقت منص ب الس كرتير في الس فارة الش يلية ،وقب ل ان
،وتاك د ()59
تق وم الس لطات البلجيكي ة بتوقي ف الج اني انتظ رت االذن من حكوم ة الدول ة المعتم دة
هذا االتجاه في المسائل المدنية ايضا ،فقد اعلنت المحكمة العليا في الشيلي في عام 1956انه
يجب الحصول على الرضى الصريح من الدولة المعتمدة في المسائل المدنية حتى يكون تنازل
المبعوث الدبلوماسي عن حصانته صالحا .
وتاكيدا لهذا المسلك ال يخلو الواقع من تنازل صريح في المسائل الجنائية كما هو الشان في
قضية ، Artiziوهو دبلوماسي من االرغواي تم توقيفه في الواليات المتحدة االمريكية النتهاكه
القوانين الفدرالية في تجارة المخدرات ،وعلى الرغم من كونه ليس معتمدا في الواليات المتحدة
وال ه و في حال ة م رور ،اال ان حكوم ة االرغ واي ق ررت اس قاط حص انته لم ا في ذل ك من
الضرورة ،واحيلت الدعوى الى المحكمة االمريكية(. )60
وق ام رئيس بعث ة بلغاري ا في كوبنه اجن س نة 1969بس حب الحص انة من اح د اعض اء بعثت ه
بسبب استراكه في هجوم مسلح ضد المصارف في العاصمة الدانماركية .
وفي سنة 1989اعتقلت السلطات االمريكية في فلوريدا احد اعضاء الطاقم االداري والفني
في سفارة بلجيكا في واشنطن بعد اعترافه بارتكاب جريمتي قتل ،وقد طلبت وزارة الخارجية
رف ع الحص انة ف وافقت الحكوم ة البلجيكي ة على الطل بين ،االول المتعل ق ب اجراءات التحقي ق ،
والثاني الخاص بسير الدعوى .
وال ش ك في ان الدول ة الموف دة ال تتخلى عن الحص انة بالنس بة الح د مبعوثيه ا اال اذا ك انت
. ()61
لديها اسباب جدية تبرر ذلك وهو ما يؤكده القضاء
ناظم عبد الواحد الجاسور ،اسس وقواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 293 58
ناظم عبد الواحد الجاسور ،اسس وقواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية ،مرجع سابق ،ص. 294 60
كمال بياع خلف،الحصانة القضائية للمبعوثين الدبلوماسيين،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق ،القاهرة ، 1998 ،ص. 339-336 61
نالح ظ مم ا تق دم ان التن ازل عن الحص انة ه و الطري ق المرض ي قانون ا ،الن ه يتالئم م ع
االختصاص القضائي الطبيعي ،ومن الصعوبة بمكان الحصول على هذا التنازل خصوصا في
القضايا الجنائية ،العتقاد الدول ان تعرض مبعوثيها للعقاب يسيئ الى سمعتها ويشكل في نفس
الوقت مساسا بسيادتها .
ويتبين على ارض الواقع ان مواقف بعض الدول جدية بشان التنازل عن الحصانة القضائية
في ح االت المخالف ات الجنائي ة الخط يرة ،فتج د مثال ان وزارة الخارجي ة االمريكي ة غالب ا م ا
تطالب برفع الحصانة ،ونجد ان بلجيكا اتخذت الموقف نفسه في حالة تعود الى سنة ، 1986
في حين نج د ان وزارة الخارجي ة البريطاني ة طلبت اس تدعاء الممث ل الدبلوماس ي الس وري حين
رفض رئيس البعثة رفع الحصانة .
ويتض ح ايض ا ان رف ع الحص انة يمكن ان يك ون مص حوبا بطلب االس تبعاد من ط رف الدول ة
المعتم دة ح تى يح اكم الدبلوماس ي في دولت ه االص لية ،وه ذا طبع ا س وف يط رح مش اكل اخ رى
الن ه في غ الب االحي ان يبقى ه ؤالء الدبلوماس يين ب دون محاكم ة ،وفي ه ذا خ رق لمب دا العدال ة
واالنصاف وانتهاك الحكام ميثاق حقوق االنسان التي ننعهد بوجوب احترام هذا المبدا ،ويشكل
هذا العمل ايضا خرقا واتهاكا لميثاق حقوق االنسان الذي تتعهد باحترامه كل دولة معتمدة .
ونحن نعتقد ان رفع الحصانة بالتنازل عنها يشكل وسيلة ردع لمواجهة كل انواع المخالفات
التي يرتكبها المبعوث الدبلوماسي انتظارا الى حين اعادة الصياغة لبعض نصوص اتفاقية فيينا
لس نة 1961ال تي لم تع د تس تجيب للمتغ يرات الحاص لة في المجتم ع ال دولي في حق ل العالق ات
الدولية .
الفرع االول :قطع العالقات الدبلوماسية بين الدولتين الموفدة والمضيفة :
س بق ان ذكرن ا ان الدول ة تلج ا الى اتخ اذ اج راءات تعلن فيه ا ان شخص ا غ ير مرغ وب في ه
وذل ك لوض ع ح د للج رائم والمخالف ات المختلف ة ال تي يرتكبه ا المبع وث الدبلوماس ي ،وان ه ذه
االجراءات قد ال تكون فعالة ورادعة ،وبذلك تبقى مشكلة انتهاك المبعوث الدبلوماسي لحصانته
قائم ة وربم ا في ازدي اد مس تمر ،االم ر ال ذي ق د ي دفع الدول ة المض يفة التخ اذ اج راءات اك ثر
صرامة وخطورة فتعتمد الى قطع عالقاتها الدبلوماسية مع الدولة الموفدة ،هذا القرار يعتبر من
القرارات الخطيرة جدا التي ال يلجا اليها في الغالب اال في حالة تردي االوضاع ،ويكون ذلك
اذا سبب الدبلوماسيون اضرارا للدولة المضيفة في مجال امنها القومي ،ففي هذه الحالة تعتمد
ال ة ه ذا االج راء بالمقاب ل وتط رد جمي ع اعض اء البعث ة الدبلوماس ية ،وه و م ا يع د نوع ا من
العقوبات الجماعية التي تستهدف جميع اعضاء البعثة .
وعلى ص عيد الممارس ة الدولي ة له ذا االج راء نج د ان ال دول ن ادرا م ا تلج ا الي ه ون ذكر على
سبيل المثال ان كال من الواليات المتحدة االمريكية وروسيا لم تلجا الى اتخاذ هذا االجراء رغم
،اال ان هناك دوال اخرى تلجا الى اتخاذ هذا االجراء عندما ترى انه ()62
كثرة عمليات التجسس
الوسيلة الوحيدة لردع تجاوزات الدبلوماسيين .
المنجد في اللغة واالعالم ،دار المشرق ،بيروت ، 1987 ،ص. 638 63
احمد ابو الوفا ،قطع العالقات الدبلوماسية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1991 ،ص. 21 64
65
L.Sefz , le rupture des relations diplomatiques edition A.Pedone , paris , 1966 , p361
ويالح ظ ان ه ذا التعري ف اس تطاع ان يح دد طبيع ة القط ع باعتب اره ق رارا انفرادي ا وتق ديريا
تتخذه الدولة بمقتضى سيادتها .
-3وع رف االس تاذ ج ان روزيت و J.Rosetoالقط ع بان ه تص رف خط ير تنهي الدول ة ب ه مه ام
بعثتها الموجودة في اقليم دولة معينة مما يؤدي الى جعل االخيرة تسحب بعثتها في اقليم الدولة
،ويالحظ ان هذا التعريف قد وضح الناحية االجرائية من قرار القطع دون ان يهمل ()66
االولى
وضع البعثات الدبلوماسية في حالة القطع ،وما يسري عليها من اثار .
-4وعرف األستاذان بابني وكورتيز Papini et Cortèseالقطع بانه عمل تقديري ومنفرد
الج انب ،للدول ة ذات الس يادة ال تي تق رر القط ع م تى ب دا له ا ذل ك مناس با ،وفي غ الب االح وال
، ()67
عن دما يب دو له ا من الض روري االع تراض على محاول ة الوص ول الى بعض التفاقي ات
ويالحظ ان هذا التعريف واضح وال يختلف كثيرا عن التعريفات التي اتينا على ذكرها .
وعندما نستعرض مواقف غالبية المفكرين الغربيين من هذه المسالة نجد انهم يجمعون على
ان قطع العالقات الدبلوماسية قرار سيادي انفرادي تتخذه الدولة انطالقا من سيادتها الوطنية ،
ويكون الغرض منه وضع نهاية لتعاملها الدبلوماسي مع دولة او دول اخرى .
وما هي االن ابرز التعريفات حول قطع العالقات الدبلوماسية لدى اشهر الباحثين العرب في
القانون الدولي العام ؟
انن ا في الحقيق ة ال نج د اختالف ات كب يرة في ه ذا الص دد بين اراء الكت اب الغرب يين والع رب ،
وسنكتفي بايراد بعض التعريفات العربية :
-1ع رف علي ص ادق اب و هي ف القط ع "بان ه اخط ر مظ اهر س وء العالق ات بين ال دول ،الن
مؤداه انهاء الصالت الودية التي كانت قائمة بينها واحتمال اللجوء الى وسائل االكراه او اعمال
العنف لحسم النزاع الذي ادى الى اتخاذ هذا االجراء الخطير" .
هادي نعيم المالكي ،قطع العالقات الدبلوماسية ،مكتبة السنهوري ،بغداد ، 2011 ،ص. 12 66
علي صادق ابو هيف ،القانون الدبلوماسي ،منشاة المعارف ،االسكندرية ، 1987 ،ص. 120 67
-2وعرف محمد سامي عبد الحميد القطع بانه "اجراء خطير ال تتخذه الدولة اال السباب قوية
تبرره ،وال تلجا الدولة التخاذ هذا القرار اال في حاالت معينة ،لكنه على رغم ذلك يعد عمال
. ()68
انفراديا تكون الدولة السيادة الكاملة في اتخاذه من دون حاجة الى تقديم تبريرات او اسباب
-3وعرف احمد ابو الوفا القطع بانه "تعبير انفرادي عن ارادة دولة ما في وضع حد لوسيلة
االتص ال العادي ة بينه ا وبين دول ة اخ رى وذل ك باس تدعاء البعث ة الدبلوماس ية المعتم دة ل دى ك ل
. ()69
منهما والذي تترتب عليه اثار قانونية معينة
-4وراى عب د اهلل االش عل ان القط ع ه و "اعلى ص ور انهي ار العالق ات الودي ة بين دول تين وه و
. ()70
يختلف عن انهاء العالقات او وقفها المؤقت
ونالح ظ مم ا تق دم ان الفقه اء الع رب لم يح ددوا بدق ة مع نى قط ع العالق ات الدبلوماس ية ،ب ل
ركزوا على مدى خطورة هذا القطع بالنسبة الى حسن العالقات بين الدول وامنها واستقرارها ،
ومع ذلك فان التعريفات السابقة رغم بعض التباين الذي شابها تحدد االطار العام لقطع العالقات
الدبلوماس ية ،وتعت بر ان القط ع ه و ق رار س يادي وانف رادي وتق ديري تتخ ذه دول ة م ا تج اه دول ة
اخرى تضع به حدا للعالقة الدبلوماسية بينهما ،ويترجم القرار بسحب البعثة الدبلوماسية وعدم
االستعداد الستقبال اية بعثة دبلوماسية ،فهو بذلك يعد اخطر مظهر من مظاهر توتر العالقات
بين الدول ،وينذر بحدوث نزاع قد يتطور الى نزاع مسلح .
محمد سامي عبد الحميد ومحمد السعيد الدقاق وابراهيم خليفة ،القانون الدولي العام ،المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ، 2003 ، 68
ص. 43
احمد ابو الوفا ،قطع العالقات الدبلوماسية ،المرجع السابق ،ص. 21 69
عبد اهلل االشعل ،المركز القانوني لبعثات رعاية المصالح ،مجلة الحقوق الكويتية ،العدد الثالث ، 1984 ،ص.140-129 70
عبد الحميد ومحمد سعيد والدقاق وابراهيم خليفة ،المرجع السابق ،ص. 42 74
،وبعدها تتولى ادارة المراس م ()75
فيحظى باستقبال قصير المدة يكفي لتالوة وتسليم مذكرة القطع
: ()76
التفاهم مع رئيس البعثة والتنسيق معه في ما يلي
-تاريخ سفر البعثة واعضائها ووسيلة المواصالت المستخدمة .
-اسم الدولة الثالثة التي ستقوم برعاية المصالح .
-تحديد اسماء االعضاء الباقين في مقرات البعثة .
والجدير بالذكر هنا هو رءيس البعثة يسارع مباشرة عقب تبليغ القرار الى ارسال المذكرة
،وهن اك ()77
المس لمة ل ه الى وزارة خارجي ة بالده ليتلقى منه ا التعليم ات الجدي دة ح ول الوضع
بعض العناصر يمكن ان يتمكرها في مذكرة القطع مثل سبب القطع (وهذا غير واجب على اي
دول ة) او ذك ر اس ماء االش خاص المعن يين بمغ ادرة البالد وع دم المك وث فيه ا ح تى كمس اعدين
لبعث ة رعاي ة المص الح واعالن قط ع العالق ات الدبلوماس ية بش كل ص ريح ورس مي ،ه ذه هي
الصورة الغالبة في العمل الدولي ،غير انه قد يحدث في حاالت معينة ان يكون القطع ضمنيا .
ج -طبيع <<ة قط <<ع العالق <<ات الدبلوماس <<ية :لق د نص ت الم ادة الثاني ة من اتفاقي ة فيين ا للعالق ات
الدبلوماسية لعام 1961بان اقامة العالقات الدبلوماسية بين الدول يتم على اساس التراضي بين
ال دولتين ،وه ذا م ا نص ت علي ه ايض ا الم ادة الثاني ة من اتفاقي ة هافان ا لع ام ، 1915وعلي ه ف اذا
كان الرضا شرطا الزما في اقامة العالقات الدبلوماسية ،فما هو دور الرضا في عملية انهاء
هذه العالقة ؟ لالجابة عن هذا السؤال سوف نتطرق الى السمات الرئيسية لهذا العمل القانوني
القاطع وتكييفه :
-1قط<ع العالق<ات عم<ل انف<رادي :من المتف ق علي ه ان قط ع العالق ات الدبلوماس ية يعج تص رفا
قانونيا منفرد الجانب ،ذلك انع يعتمد على التعبير عن االرادة الصادرة عم دولة واحدة ،وهو
،والسبب هو ان ارادة الدولة وحدها هي ()78
تعبير عن االرادة مستقل عن غيره من التعبيرات
احمد ابو الوفا ،قطع العالقات الدبلوماسية ،مرجع سابق ،ص. 27-27 75
عبد القادر سالمة ،التمثيل الدبلوماسي والقنصلي المعاصر والدبلوماسية في االسالم ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1997 ،ص55 76
.
احمد ابو الوفا ،قطع العالقات الدبلوماسية ،مرجع سابق ،ص. 51 77
احمد ابو الوفا ،قطع العالقات الدبلوماسية ،مرجع سابق ،ص. 57 80
-قط ع الس لفادور عالقاته ا الدبلوماس ية م ع كوب ا اث ر اته ام الس لفادور س فير كوب ا بت اريخ
. ()81
01/03/1960بالتجسس وعقد لقاءات سرية مع الشيوعيين
- 2عمل سيادي :من هذا الجانب يتبين الوجه السياسي لقطع العالقات الدبلوماسية والناشئ عن
صفته السيادية ،فالدول تتمتع بالحرية في قطع عالقاتها الدبلوماسية مع الدول االخرى ،والفقه
والتعام ل ال دوليان متفق ان على ان القط ع ه و عم ل ح ر وس يادي ،فح ق التمثي ل االيج ابي ه و
مظهر من مظاهر سيادة الدولة والعمل المعاكس والذي يشكل قطع العالقات الدبلوماسية يتعلق
ايضا باالختصاص السيادي للدولة ،فقطع العالقات الدبلوماسية يعد من الوسائل التي تدخل في
نط اق االختص اص الوطني لكل دول ة وانه من الناحي ة القانونية ال معقب عليه ا في القرار التي
،فق رار القط ع يع د من الق رارات الص ادرة عن ارادة الدول ة وح دها ()82
تتخ ذه في ه ذا الش ان
ومنطلق ه الوحي د ه و الس لطة التقديري ة للدول ة فق ط وف ق االس باب ال تي تراه ا هي مقنع ة التخ اذه
ومن دون اشراك اي طرف حتى الدولة المعنية بقرار القطع ،فهو اوال واخيرا عمل من صميم
()83
سيادة هذه الدولة
ومن الوقائع المهمة في هذا الصدد الواقعة التي عرضها االتحاد السوفياتي على عصبة االمم
ع امي 1936-1935عن د اته ام االورغ واي لبعث ة االتح اد الس وفياتي في العاص مة مونتيفي ديو
بانه ا اص بحت مرك زا للنش اطات التخريبي ة واق دام االورغ واي على قط ع عالقاته ا الدبلوماس ية
نتيجة لذلك مع االتحاد السوفيتي وكانت وجهة نظر الحكومة السوفيتية في تاويل ذلك ان قطع
العالقات
الدبلوماسية يعد اخالال بنص المادة 12فقرة 01من ميثاق العصبة .
وفي تلك الحادثة رد ممثل حكومة االورغواي على الممثل السوفيتي وقال بان ه اذا كان االمن
الداخلي لدولة ما مهددا فمن حق هذه الدولة اتخاذ كل الوسائل التي ترضي ضرورتها لصيانة
امنه ا وطمانينته ا العام ة ،وان ه ليس عليه ا ان تستش ير في ذل ك غ ير ض ميرها الخ الص وان
احمد ابو الوفا ،قطع العالقات الدبلوماسية ،مرجع سابق ،ص.59 84
اإلقليم .في هذه الحالة ،ما هو أثر القطع في البعثة الدبلوماسية و أعضاؤها؟ و هل يتوقف نهائي اً
نظام الحصانات و االمتيازات الدبلوماسية ،على الرغم من توقف الوظائف الدبلوماسية و إغالق
البعثة؟ الإلجابة عن ذلك سوف نعالج أثر القطع في الممثلين الدبلوماسيين ،و من ثم أثر القطع
في البعثة الدبلوماسية.
اق د ورد في الم ادة الثاني ة من اتفاقي ة فيين ا للعالق ات القنص لية لع ام 1963ان االتف اق على
انشاء العالقة القنصلية يتوقف على االتفاق متبادل بين الدولتين المعتمدة و المعتمد لديها ،و هو
األمر نفسه بالنسبة للعالقات الدبلوماسية .غير أن المادة أضافت فقرة الثانية بأن االتفاق على
انشا عالقات دبلوماسية يتضمن قبوالً ضمنياً بإنشاء عالقات قنصلية ،ما لم ينص على خالف
ذل ك .و ه ذه الفق رة الرابط ة بين العملين الدبلوماس ي و القنص لي تح دد رابط ة التبعي ة بين
العالقات الدبلوماسية و القنصلية ،فهل هذا يعني أن قطع األولى يعني قطع الثانية حكماً؟
لق د أش ارت الفق رة الثالث ة من الم ادة ذاته ا إلى ه ذا األم ر فنص ت على أن " :قط ع العالق ات
الدبلوماسية ال يستلزم حكماً قطع العالقات القنصلية" .و هذا أمر مبرر ،فالعالقة القنصلية تصبح
أكثر أهمية عند قطع العالقات الدبلوماسية ،ألنها تغدو وسيلة االتصال الوحيدة بين الدولتين و
مح ط حماي ة رعاي ا ال دولتين .93و ق د يش كل ذل ك ب ذرة لبداي ة المس اعي نح و التف اوض إلع ادة
و لكن ق د يح دث ان يش مل القط ع العالق تين الدبلوماس ية و القنص لية مع اً ،و خصوص اً عن دما
يك ون س بب القط ع ت وتر ش ديد في العالق ة بين ال دولتين ،و ه و م ا ح دث في ع ام 1940عن دما
قطعت العالقات الدبلوماسية بين إيطاليا و المغرب و سحبت كل البعثات القنصلية المتبادلة بين
الدولتين .و هذا ما حدث أيض اً إثر العدوان الثالثي على مصر في عام 1956و قطع عالقاتها
م ع بريطاني ا .و في مث ل ه ذه الح االت يص در ق رار قط ع في ش كل إعالن رس مي يص در عن
. 95
حكومة الدولة المعتمدة
أما القاعدة العامة التي أرستها اتفاقية للعالقات القنصلية لعام 1963في مادتها 02الفقرة03
فهي س ائدة في التعام ل ال دولي .ففي الع ام ،1965قطعت العالق ات الدبلوماس ية بين فرنس ا و
فيتن ام الجنوبي ة و لكن العالق ات القنص لية بقيت قائم ة ,و ه ذا م ا حص ل ك ذلك بين الس ودان و
الوالي ات المتح دة في 1987عقب قط ع العالق ات الدبلوماس ية بينهم و االتف اق على اإلبق اء على
القس م القنص لي في الس فارة األمريكي ة في الس ودان .و قط ع العالق ات بين مص ر و ألماني ا س نة
1965رافقه اتفاق الدولتين على استمرار العالقات القنصلية .96و في العام 1987قام االتحاد
السوفيتي بإرسال وفد قنصلي إلى اسرائيل برغم قطع العالقات الدبلوماسية بينهما.
94عاصم جابر ،الوظيفة القنصلية و الدبلوماسية في القانون و الممارسة ،منشورات عويدات بيروت ،1986ص.425
95عاصم جابر ،مرجع ذاته ص 426
عاصم }ابر ،مرجع سابق ،ص 159 96
و عموم اً ف إن ق رار قط ع العالق ات الدبلوماس ية إلحاق ه بقط ع العالق ات الدبلوماس ية إلحاق ه بقط ع
العالقات القنصلية هو أمر مرده غلى إرادة الدول ،فإن شاءت أبقت عاى هذا الترابط في القطع
بين العملين ،و إن شاءت فصلت بينهما.
و تجدر اإلشارة أخيراً إلى ان للقطع بعض األثار على العالقة القنصلية ،أهمها إثنان
ففي حال ة قط ع العالق ات الدبلوماس ية يق وم رئيس المرك ز القنص لي وفق اً للم ادة 21من اتفاقي ة
فيينا للعالقات القنصلية لعام 1963بإبالغ ترتيب األسبقية فقد نصت تلك المادة على أن ":على
البعثة الدبلوماسية للدولة الموفدة ،أو عند عدم وجودها في الدواة المضيفة ،على رئيس البعثة
القنص لية ،إبالغ ت رتيب األس بقية بين األعض اء القنص ليين في لببعث ة القنص لية ،وك ل م ا يط رأ
علي ه من تع ديالت ،إلى وزارة خارجي ة للدول ة الموف دة إليه ا ،أو إلى الس لطات ال تي تعينه ا ه ذه
الوزارة"
ففي حالة قطع العالقات الدبلوماسية البد من أن يؤخد اإلذن من رئيس البعثة القنصلية ،بدالً
من رئيس البعثة الدبلوماسية ،من أجل الدخول إلى مقر البعثة في الحاالت الطارئة ،فقد نصت
الم ادة 31في فق رة 02على أن ه" :ال يج وز لس لطات الدول ة الموف د غليه ا ان ت دخل غلى ج زء
المخص ص من مب اني القنص لية ألعم ال البعث ة القنص لية إال بموافق ة عندح دوث حري ق أو أي
كارثة أخرى تستدعي اتخاد تدابير وقائية سريعة".
إن ت دهور العالق ة بين دول تين و توتره ا و بلوغه ا ح د قط ع العالق ات الدبلوماس ية ق د يب دو،
للوهلة االولى ،متناقص اً مع جميع االتفاقيات التي تربط بين الدولتين بسبب النقطاع العالقات
الودي ة بينهم ا .ولكن الواق ع العملي يش ير إلى عكس ذل ك ،فقط ع العالق ات الدبلوماس ية ال يع ني
تهربها من قيام
عدم احترام احكام القانون الدولي العام ،وإ ال كان القطع مشجعاً تعلّق عليه الدول ّ
بالتزاماتها الدولية ،و كان ذريعة سهلة لكل دولة ترغب في التخلي عن التزاماتها الدولية.
إن هن اك أس اليب مح ددة اإلنه اء المعاه دات الدولي ة ،فال تنقض ي المعاه دة الولي ة ،إال إذا
اتجهت اإلدارة المشتركة ألطرافها نحو وضع حد لها ،سواء بتحديد أجل تنتهي بحلوله ،أو إذا
ع بر األط راف عنه ا باتف اق الح ق بين األط راف ينص ص راخة على انهائه ا ،و ق د يتم اإللغ اء
ب التعبير ض مناً عن ذل ك ب إبرام االتفاقي ة جدي دة يتع ارض تنفي ذها م ع االتفاقي ة االولى .و ترتيب اً
على ذلك فليس األي دولة الحق في إنهاء المعاهدة بصورة منفردة إال في حاالت الفسخ المترتب
على مخالفة الطرف األخر و إخالله بالتزاماته المنصوص عليها في المعاهدة.97
و خالص ة الق ول ،ف إن قط ع العالق ات الدبلوماس ية ال ي ؤدي إلى إنه اء أو انقض اء أي معاه دة
دولي ة .إنه ا تظ ل س ارية و ناف ذة تطبيق اً لنص م ادة 63من اتفاقي ة فيين ا لق انون المعاه دات لع ام
1969ال تي نص ت على أن ":قط ع العالق ات الدبلوماس ية بين أط راف معاه دة دولي ة م ا ال يؤثر
في العالقات الدبلوماسية أو القنصلية ضرورياً لتطبيق المعاهدة".
القاع<<دة هي أن قط ع العالق ات الدبلوماس ية ال ي ؤثر في المعاه دات الدولي ة من حيث بقاؤه ا أو
ال تزام ال دول بتنفي ذها ،و ه و مب دأ اس تقر علي ه التعام ل ال دولي من ذ زمن بعي د .و ي برر ال دكتور
أحمد أبو الوفا هذه القاعدة استناداً إلى:
-مب دأ الوف اء بالعه د ،فال ب د من أن تمض ي ال دول المتعاق دة في تنفي ذ التزاماته ا الناتج ة من
المعاهدة برغم كل الظروف.
و لع ل األم ر ال يبقى عن د ه ذا الح د ،فال دول ،و هي في حال ة قط ع ،ال تكتفي بالمحافظ ة على
المعاهدات المبرمة سلفاًن بل تقوم بإبرام معاهدات في ظل القطع لحل النزاع الدائر بينها.و هذا
وخصوص اً إذا وص ل م ا أباحت ه الم ادة 74من اتفاقي ة فيين ا لق انون المعاه دات لس نة ،1969
النزاع غلى حالة الحربو كانت االتفاقية كلها ذات طبيعة عسكرية،و من األمثلة نذكر االتفاقات
التي
خاتمة
خاتمة
تم االنته اء من اع داد ه ده الدراس ة لتعس ف في اس تعمال الحص انة الدبلوماس ية وفق ا التفاقي ة
فيينا لعام 1961للعالقات الدبلوماسية
وقد تبين لنا خالل هده الدراسة ان الحص انة الدبلوماسية هي مجموعة من االمتيازات التي
يحصل عليها المبعوث الدبلوماسي من اجل اتمام مهامه باكمل وجه دون المساس بكرامته او
سمعته اة االساءة اليها فهو بمثابة رسول من شعبه الى شعوب اخرى وعليه ان يصونها ة
ان يكون على مستوى من المسؤولية التي اوكلت اليه من قبل الدولة
غير ان لهدا المبعوث الدبلوماسي تجاوزات لمهامه تعرض طرفا اخر الى ضرر وفي نهاية
ه ده الدراس ة الب د لن ا من اي راد اهم النت ائج والتوص يات المتعلق ة بمختل ف الج وانب ال تي
عالجنها في موضوعنا ويمكن ايراد هده النتائج على النحو التالي
-للدولة سلطة في تقدير ما ادا كان السلوك المبعوث الدبلوماسي يشكل خطرا على امنها
-في حال قيام المبعوث الدبلوماسي بارتكاب افعال تهدد امن و سالمة الدولة المعتمد لديها فان
الدول ة المض يفة في ه ده الحال ة ت دير ظهره ا لحص انة الممث ل وتفض ل امنه ا و س المتها على
حصانته
-ان تمت ع المبع وث الدبلوماس ي بالحص انة القض ائية الجزائي ة ي ؤدي الي ض ياع حق وق
المتضررين
-اش تهر الممثلين الدبلوماس يين باالنظم ة المروري ة ادى الى ارتف اع كب ير في الح وادث وال ذي
يؤدي حتى الى اوهاق ارواح االبرياء .
-من االس اءات الخط يرة ال تي يرتكبه ا النبع وث الدبلوماس ي هي ته ريب المخ ذرات اض افة الى
جرائم الخطف والتجسس .