You are on page 1of 26

‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل األصل لفرعه‬


‫‪Criminal treatment of a fathers murder of his son‬‬

‫بحث تقدم بو‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬عدي طمفاح محمد الدوري‬


‫‪DR.Oday Tulfah Mohammed Aldoury‬‬
‫مدرس القانون الجنائي‬
‫كمية الحقوق‪ /‬جامعة تكريت‬
‫‪College of Law / University of Tikrit‬‬
‫موبايل‪07700770770 :‬‬
‫أيميل‪adealdoury6@gmail.com :‬‬

‫‪ 7070‬م‬ ‫‪0110‬ه‬

‫‪0‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫الممخص‪.‬‬
‫تعد جرائم القتل من اخطر انواع الجرائم كونيا تستيدف اىم حق لإلنسان ‪ ،‬لذلك تعمد‬
‫التشريعات الجنائية الى تغميظ العقاب عمى مرتكبيا أياً كانت غايتو ‪ ،‬غير ان ارتكاب تمك الجريمة‬
‫من في بعض صورىا عدىا المشرع ظرف مشدد وحاالت التشديد تمك تكاد تكون امر مسمم بو في‬
‫اغمب التشريعات ‪ ،‬ورغم حرص المشرع عمى تنظيم احكام تمك الجريمة بدقة عالية ‪ ،‬اال ان اغمب‬
‫التشريعات الجنائية قد اغفمت االشارة الصريحة الى حالة قتل االصل لفرعو ‪ ،‬لذلك تستحكم دراسة‬
‫تمك الحالة من جميع الجوانب والمقارنة بالتشريعات التي نظمت ذلك بصورة صريحة‪.‬‬
‫‪Abstract.‬‬
‫‪Murder is considered one of the most dangerous types of crimes, as it‬‬
‫‪targets the most important right of the human being. Therefore, criminal‬‬
‫‪legislation intends to punish the punishment for its perpetrator, whatever its‬‬
‫‪purpose, but the commission of that crime in some forms is considered by‬‬
‫‪the legislator as an aggravating circumstance, and these cases of‬‬
‫‪aggravation are almost a matter recognized in most legislations. And,‬‬
‫‪despite the legislator’s keenness to organize the provisions of that crime‬‬
‫‪with high accuracy, most criminal legislation has omitted the explicit‬‬
‫‪reference to the case of killing the parent of his branch.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪:‬‬
‫قتل ‪Murder‬‬
‫قتل االبن ‪The son was killed‬‬
‫قتل االب‪Father was killed‬‬

‫المقدمة‬
‫شهدت جريمة القتل ابتدا ًء من قتل ابني ادم احدهما لآلخر وحتى وقتنىا الىراهن تاىورا هىا ً‬
‫تكاد التشريعات الجنا ية سواء عل الصعيد الداخلي او الدولي ان تقف عاجزة عن االحااة بجميع‬
‫صورها ‪ ,‬االمر الذي يتالب من الفقه ان يلعىب دور المهىم ىي تزويىد المشىرش وارشىاد الى كىل‬
‫التاورات الحاصلة بالمجتمع سلبا وايجاباً‪ .‬ومن بين الجرا م التىي مىن الممكىن ان تقىع هىي جىرا م‬
‫القتل التي تحدث بين الفرش واالصل ‪ ،‬اذ تكاد تجمع التشىريعات الجنا يىة على اتخىاذ موقىف واحىد‬
‫تجا ارتكاب الفرش جريمة القتل تجا االصل من خ ل تشديد العقوبة عل الجاني ‪ ،‬اال ان موقىف‬
‫التشريعات الجنا ية لم يكن موحدا تجا جريمة قتل االصل لفرعه ‪ ،‬االمر الذي انعكس عل موقف‬
‫القضاء والفقه تجا هذ الجريمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫والحقيقة ان هذا الخ ف التشريعي والفقهي لم يكن مقتصرا عل القوانين الجنا ية الوضىعية‬
‫‪ ،‬اذ سىىبو وان اختلىىف الفقىىه الشىىرعي تجىىا هىىذ الجريمىىة ‪ ،‬ىىالمتتبع الراء الفقىىه الجنىىا ي لعلمىىاء‬
‫الشىىريعة االس ى مية يجىىد مىىن بوضىىوف ذلىىا الخ ى ف بىىين المىىذاهب االس ى مية ‪ ،‬بىىل وحت ى ضىىمن‬
‫المذهب الفقهي الواحد ‪ ،‬حيث ذهبت المدارس الفقهية ال تبني اراء متعددة االمر الذي يعكس مدى‬
‫التعقيىىد الىىذي يكتنىىف هىىذ الجريمىىة ‪ .‬وبمىىا ان شىىراف الفقىىه الشىىرعي المتخصصىىين قىىد ا اضىىىوا‬
‫بشروحاتهم المعالجة الشرعية لهذ الجريمة ‘ ان دراستنا سوف تقتصر عل المعالجة التىي تبنتهىا‬
‫القوانين الوضعية تجا هذ الجريمة‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬أىمية البحث‪.‬‬


‫يعىىد موضىىوش قتىىل االصىىل لفرعىىه) مىىن المواضىىيع المهمىىة الرتبااىىه الوايىىو بحىىو الحيىىاة‬
‫المصلحة التي يحميها القانون ي تجريم القتل يحمي حو الحياة ‪ ،‬وهو الحو االول الذي تنضىوي‬
‫تحته بقية حقوو االنسان ومصالحه ‪ ،‬لذلا ىان المعالجىة القانونيىة يجىب ان تكىون صىحية وسىليمة‬
‫على الىروابا االسىرية مىن جهىة اخىرى اضىا ة الى‬ ‫لكي تمنع حىدوث الجريمىة مىن جهىة وتحىا‬
‫رض االحترام لهيبة القانون وساوته ي حماية المصالح االنسانية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إشكالية البحث‪.‬‬


‫من الطبيعي بأن البحث العممي ال يكون ذي اىمية ان لم يعالج مشكمة فعمية في المجتمع ‪،‬‬
‫وفي موضوع بحثنا ىذا نجد بأن المشكمة تكمن في خطورة نتائج الجريمة التي اذ ما تياون المشرع‬
‫في معالجتيا او جانب الصواب في ذلك فانيا ستؤدي الى اىدار حق اساسي من جية وىدم‬
‫الروابط االسرية من جية اخرى ‪ ،‬فضال عن ىدر الروابط االجتماعية ايضا ‪ ،‬كما وتكمن اشكالية‬
‫البحث ب يذا الموضوع في النيج الذي تبنتو التشريعات نفسيا والتي عمدت من خالل النصوص‬
‫المنظمة ليذه الجريمة الى التمييز بين جاني واخر من حيث العقوبة المترتبة ‪ ،‬ذلك ان المشرع لم‬
‫يساوي بين االب واالم في ىذه الجريمة ‪ ،‬كما وانو اىمل االشارة الى الجد والجدة وما عمى ‪ ،‬االمر‬
‫الذي يزيد االمر تعقيداً‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬منيجية البحث‪.‬‬
‫تقتضي طبيعة البحث إلى إتباع المنيج التحميمي المقارن من خالل تحميل النصوص‬
‫التنظيمية والجنائية المتعمقة بالجريمة مدار البحث في قانون العقوبات العراقي ومقارنة ذلك مع‬
‫النصوص التشريعية لمدول األخرى‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬ىيكمية البحث‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫لغرض دراسة موضوع " المعالجة الجنائية لجريمة قتل االصل لفرعو " نرى بأن يكون ذلك‬
‫في ثالث مباحث‪ ,‬وعمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬المعالجة وفق االحكام العامة لجريمة القتل العمد‪.‬‬
‫املطلب االول‪ :‬احكام جرمية القتل العمد‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التشريعات اليت اخذت باألحكام العامة جلرمية القتل العمد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المعالجة وفق احكام جريمة القتل المقترن بظرف مشدد‪.‬‬
‫املطلب االول‪ :‬احكام الظرف املشدد‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التشريعات اليت اخذت بأحكام الظرف املشدد‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المعالجة وفق احكام جريمة القتل المقترن بعذر مخفف ‪.‬‬
‫املطلب االول‪ :‬احكام العذر املخفف‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التشريعات اليت اخذت بأحكام العذر املخفف‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫المبحث االول‬
‫المعالجة وفق االحكام العامة لجريمة القتل العمد‬
‫لغرض بيان موقف التشريعات التي تبنت معالجة جريمة قتل االصل لمفرع وفق االحكام‬
‫العامة لجريمة القتل العمد ‪ ،‬نجد من الضروري ان نتناول ذلك في مطمبين ‪ ،‬نبين في االول احكام‬
‫جريمة القتل العمد ‪ ،‬من ثم بيان موقف التشريعات التي تبنت ىذا االتجاه في مطمب ثاني ن وعمى‬
‫النحو االتي‪:‬‬
‫المطمب االول‬
‫احكام جريمة القتل العمد‬

‫‪3‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫لم يعرف المشررع الع ارقري القترل العمرد فري قرانون العقوبرات واكتفرى بترتيرب احكامرو ‪ ،‬لرذلك اخرذ‬
‫الفقو عمى عاتقو تعريف معنى القتل ‪ ،‬والقتل في الفقو الجنائي عبارة عن اعتداء عمرى الغيرر تترترب‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أو ىو إزىاق حياة إنسان بفعل إنسران آخرر‪ ،‬عمرداً‬ ‫أو ىو سمب إنسان حق الحياة‪،‬‬ ‫عميو وفاتو‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫أو عن خطأ‪ ،‬وبدون وجو حق‪ )3(،‬أو ىو عدوان عمى حياة إنسان بإماتتو‬

‫وعمى وجو العموم فالقتل عبارة عن إزىاق حياة إنسان آخرر خالفراً لمقرانون‪ ،‬بقصرد جنرائي أو‬
‫بخطررأ‪ ،‬أو ىرري حرمرران إنسرران إلنسرران آخررر مررن حياتررو خالف راً لمقررانون عمررداً أو بإىمررال‪ .‬ومثررل ىررذا‬
‫التعريف يعتبر تعريفاً جامعاً لسمات جريمة القتل كافة‪ ،‬التري بموجبيرا يمكرن عرزل جريمرة القترل عرن‬
‫غيرىا من الجرائم المماثمة التي تعتدي عمى حياة اإلنسان‪ ،‬باعتبراره مجموعرة مرن القريم التري يحمييرا‬
‫قانون العقوبات‪ .‬وبناءاً عمى التعاريف السابقة يمكن استخالص السمات التالية لجريمة القتل‪:‬‬

‫‪ -1‬ىو الحرمان مرن الحيراة تحديرداً‪ -2 .‬يتعمرق بحيراة إنسران‪ -3 .‬لنفسرو أو لغيرره‪ -4 .‬مخرالف‬
‫لمقانون‪ -5 .‬يرتكب بقصد جنائي أو بخطأ(‪.)5‬‬

‫وعمررى الرررغم مررن ان جريمررة القتررل العمررد جريمررة ايجابيررة يتوصررل الجرراني الررى تحقيررق نتيجتررو‬
‫الجرمية بعمل ايجابي ‪ ،‬اال ان ذلك ال يمنع من ان تتحقق بطريق سمبي عن طريق الترك واالمتناع‬
‫‪ ،‬وامثمررة ذلررك كثي ررة كمررا فيرري حالررة االم الترري تمتنررع عررن اطعررام وليرردىا او تمتنررع عررن قطررع الحبررل‬
‫السري ‪ ،‬فالنتيجة التي تحققت بذلك كان من الممكن تحققيا بالخنق او بإعطاء مادة سامة (‪.)6‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ -‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪ -‬جرائم االعتداء عمى األشخاص‪ -‬دار النيضة‬
‫العربية‪ -‬القاىرة‪ -1978 -‬ص ‪.7‬‬
‫(‪)2‬حسنين إبراىيم صالح عبيد‪ -‬جرائم االعتداء عمى األشخاص ‪ -‬دار النيضة العربية‪ -‬القاىرة‪ -1983 -‬ص‬
‫‪.9‬‬
‫(‪ )3‬عوض محمد‪ -‬جرائم األشخاص واألموال‪ -‬دار المطبوعات الجامعية‪ -‬اإلسكندرية‪ -1985 -‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ )4‬عمي حسن الشرفي‪ -‬دروس في جرائم االعتداء عمى األشخاص‪ -‬بدون تحديد مكان وزمان النشر‪ -‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬حسين عبد عمي عيسى‪ -‬جريمة قتل شخصين فأكثر في قانون العقوبات العراقي – مجمة الرافدين‬
‫لمحقوق‪ -‬مجمد ‪ -3‬السنة العاشرة ‪-‬عدد‪– 26‬سنة‪ – 2005‬ص‪. 355‬‬
‫(‪ )6‬المستشار عزت حسنين – جرائم القتل بين الشريعة والقانون دراسة مقارنة‪ -‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪-‬‬
‫‪ – 1993‬ص‪.13‬‬

‫‪4‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫ولكي تتحقق جريمة القتل العمد ‪ ،‬يجب ان تتحقق اركانيا وىي كل من الرركن المرادي والرركن‬
‫المعنرروي ‪ ،‬وركررن المحررل والررذي يتمثررل بإنسرران عمررى قيررد الحيرراة ‪ ،‬وألىميررة الررركن االخيررر سررنتناولو‬
‫بالتفصرريل دون الررركنين االول والثرراني ‪ ،‬ذلررك ان د ارسررتنا تتركررز عمررى صررفة المجنررى عميررو وعالقتررو‬
‫بالجاني‪.‬‬

‫فالقتل العمد يقع عمى حق االنسان بالحياة ولذلك فان محل االعترداء فري جريمرة القترل العمرد‬
‫ىررو االنسرران الحرري ‪ ،‬أي يجررب ان يكررون المجنررى عميررو عمررى قيررد الحيرراة عنررد ارتكرراب فعررل القتررل ‪،‬‬
‫والحقيقررة ان قررانون العقوبررات لررم يبررين المحظررة الترري يعررد فييررا االنسرران مولررودا ‪ ،‬اذ ان ىررذا التحديررد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فيرري المحظرة الترري تبرين لنررا ىررل ان‬ ‫يرؤدي الررى اخرتالف فرري االحكرام الخاصررة بالحمايررة الجنائيرة‬
‫المجنررى عميررو انسرران ام جنررين ‪ ،‬ولتحديررد ذلررك يسررتمزم منررا العررودة الررى احكررام القررانون المرردني والررذي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬وبررذلك فرران قتررل‬ ‫نررص عمررى انررو ‪ ":‬تبرردأ شخصررية االنسرران بتمررام والدتررو حيررا الررى حررين وفاتررو"‬
‫االصل لفرعو ينطبق عميو وصف جريمة قترل مترى مرا تمرت الروالدة ‪ ،‬وال يشرترط فري المولرود قابميترو‬
‫لمحياة لكي يكون محال لمحماية التي نص عمييا القانون عند تنظيمو لجريمة القتل ‪ ،‬اذ يستوي بذلك‬
‫ان يكون المجنى عميو بصحة جيدة او ان يكون مصابا بمررض او عمرة ترودي برو الرى المروت حتمرا‬
‫(‪.)3‬‬

‫ام ررا اذا ك رران ال ير رزال جنين ررا في ررو يخض ررع لمحماي ررة الجنائي ررة الخاص ررة باإلجي رراض ‪ ،‬بمعن ررى ان‬
‫المشرع يحمي الجنرين بالنصروص التري تعاقرب عمرى االجيراض ‪ ،‬فرالحق فري الحيراة يختمرف اذا كران‬
‫االنسرران جنينررا عمررا اذا كرران مسررتقال عررن جسررم امررو ‪ ،‬فحيرراة الجنررين حيرراة مسررتقبمية احتماليررة بينمررا‬
‫تعتبر حياة المولود الذي يولد حيا حياة يقينية تخضع لحماية المشرع التي اوجبيا ضد القتل والجررح‬
‫(‪)4‬‬
‫وبغررض النظررر عررن كررون المجنررى عميررو قررد كرران جنينررا ام انسررانا ميمررا كرران سررنو‬ ‫وااليررذاء العمررد ‪،‬‬
‫فرران ذلررك ال يررؤثر عمررى طبيعررة عالقتررو بأبويررو ‪ ،‬ففرري المحصررمة النيائيررة يبقررى ىررو الفرررع وابويررو ىررم‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ماىر عبد شويش الدرة – شرح قانون العقوبات القسم الخاص – العاتك لصناعة الكتب – القاىرة –بدون‬
‫سنة نشر‪ -‬ص ‪.131‬‬
‫(‪ )2‬المادة (‪ )34‬من القانون المدني العراقي رقم (‪ )40‬لسنة ‪ 1951‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ماىر عبد شويش الدرة – مصدر سابق – ص ‪.132‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬واثبة داود السعدي‪ -‬قانون العقوبات القسم الخاص‪ -‬و ازرة التعميم العالي والبحث العممي‪ -‬جامعة بغداد –‬
‫‪ -1989‬ص‪.105‬‬

‫‪5‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫االصل بوجوده ‪ .‬غير ان المشرع لم يبين لنا المراد باألصل فيل ىي مقتصرة عمى االب واالم فقرط‬
‫ام تشمل ما عالىم من اصول ؟‬

‫يررذىب جانررب مررن ش رراح القررانون الجنررائي الررى تبنرري رأي وىررو ال ررأي الررذي نؤيررده الررى ان‬
‫اصول الشخص تعني االب وان عمى واالم وان عمت ويشمل كذلك اصوليما الشرعيين من الجيتين‬
‫وان لم ينص قانون العقوبات عمى ذلك(‪.)1‬‬

‫وبررذلك فرران االحكررام الترري يرتبيررا القررانون عمررى الج ررائم الترري تقررع مررن االصررل تجرراه الفرررع او‬
‫بالعكس ال تنتج اثارىا اذا كان االصل وتحديدا االب ىو اب غير شرعي أي انرو ال تربطرو برأم ابنرو‬
‫عالقرة شرررعية (‪ ،)2‬وىررو امررر طبيعري ‪ ،‬غيررر ان ىررذا االمررر ال ينطبرق عمررى االم وعالقتيررا بطفميررا او‬
‫جنينيا ‪ ،‬اذ ان القانون الجنائي رتب بعض االثار عمى الجرائم التي تقع من االصل تجاه الفرع رغم‬
‫انعدام الصمة الشرعية ‪ ،‬وىو ما سنبينو في ثنايا البحث ‪.‬‬

‫ورغرم خصوصرية العالقررة برين االصرل والفرررع سرواء اكانرت بررين االبرن واالب وان عمرى او بررين‬
‫االبررن واالم وان عمررت تفترررض ان تكررون عمررى قرردر عررالي مررن االحتررام والمررودة والوئررام ‪ ،‬اال ان لكررل‬
‫قاعرردة ش رواذ فرراذا مررا تررم ارتكرراب فعررل مجرررم مررن قبررل االصررل تجرراه الفرررع فرران المعالجررة التش رريعية‬
‫الجنائية اخذت بمعالجة ذلرك وفرق االحكرام العامرة لجريمرة القترل ‪ ،‬وبمعنرى ادق ان المشررع فري مثرل‬
‫ىذه الصورة من الجريمة لم يعر لصمة الق اربرة برين الجراني والمجنرى عميرو أي اىميرة ‪ ،‬أي لرم يعطري‬
‫دور لتمك الصمة في تشديد او تخفيف العقوبة التي تطال الجاني وىذا ما سرارت عميرو مجموعرة مرن‬
‫التشريعات الجنائية والتي سنبينيا في المطمب التالي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫التشريعات التي اخذت باألحكام العامة لجريمة القتل العمد‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ماىر عبد شويش الدرة – مصدر سابق – ص ‪.162‬‬


‫(‪ )2‬قضى المشرع الفرنسي في المادة (‪ )299‬من قانون العقوبات بتشديد العقوبة اذ ما ارتكبت تجاه االباء‬
‫واالميات الشرعيين والمتبنيين وغير الشرعيين كذلك ‪ ،‬وىو امر يخالف ما تبنتو التشريعات العربية ‪ ،‬كون ان ذلك‬
‫يخالف االعراف والثوابت الدينية لممجتمع العربي ‪ .‬؛ عبد العزيز بن محمد احمد المنصوري –جرائم االب نحو‬
‫ابناءه بين الشريعة االسالمية والقوانين الوضعية دراسة مقارنة – رسالة ماجستير مقدمة الى معيد الدراسات العميا ‪/‬‬
‫اكاديمية نايف العربية لمعموم االمنية – ‪ – 2001‬ص‪.86‬‬

‫‪6‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫اخذت العديد من التشريعات عمى عاتقيا تطبيق االحكام العامة لجريمة القتل العمد الغير‬
‫مقترنة بظرف مشدد فيما يتعمق بالعقوبة التي يفرضيا المشرع عمى االصل الذي يقتل فرعو ولبيان‬
‫ذلك سنتناول موقف المشرع العراقي ومن ثم موقف التشريعات المقارنة‪ ،‬وكما يأتي‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬موقف قانون العقوبات العراقي‪.‬‬

‫نظم المشرع العراقي عقوبة جريمة القتل العمد في المادة (‪ )405‬من قانون العقوبات والتي‬
‫نصت عمى انو ‪ ":‬من قتل نفسا عمدا يعاقب بالسجن المؤبد او المؤقت" ‪ ،‬وىذا يعني ان المشرع‬
‫العراقي لم يأخذ بعقوبة االعدام في حال ارتكاب جريمة القتل العمد مالم تقترن بأحد الظروف‬
‫المشددة والتي نضميا المشرع في المادة التالية لممادة اعاله والتي نصت عمى انو ‪ – 1 ":‬يعاقب‬
‫باالعدام من قتل نفسا عمدا في احدى الحاالت التالية‪:‬أ – اذا كان القتل مع سبق االصرار او‬
‫الترصد‪.‬ب – اذا حصل القتل باستعمال مادة سامة‪ ،‬او مفرقعة او متفجرة‪.‬ج – اذا كان القتل لدافع‬
‫دنيء او مقابل اجر‪ ،‬او اذا استعمل الجاني طرقا وحشية في ارتكاب الفعل‪ .‬د – اذا كان المقتول‬
‫من اصول القاتل‪.‬ىر ‪ -‬اذا وقع القتل عمى موظف او مكمف بخدمة عامة اثناء تأدية وظيفتو او‬
‫خدمتو او بسبب ذلك‪.‬و – اذا قصد الجاني قتل شخصين فاكثر فتم ذلك بفعل واحد‪ .‬ز – اذا اقترن‬
‫القتل عمدا بجريمة او اكثر من جرائم القتل عمدا او الشروع فيو‪.‬ح – اذا ارتكب القتل تمييدا‬
‫الرتكاب جناية او جنحة معاقب عمييا بالحبس مدة ال تقل عمى سنة او تسييال الرتكابيا او تنفيذا‬
‫ليا او تمكينا لمرتكبيا او شريكو عمى الفرار او التخمص من العقاب‪.‬ط – اذا كان الجاني محكوما‬
‫عميو بالسجن المؤبد عن جريمة قتل عمدي وارتكب جريمة قتل عمدي او شرع فيو خالل مدة تنفيذ‬
‫العقوبة‪ – 2.‬وتكون العقوبة االعدام او السجن المؤبد في االحوال التالية‪:‬أ – اذا قصد الجاني قتل‬
‫شخص واحد فادى فعمو الى قتل شخص فأكثر‪.‬ب – اذا مثل الجاني بجثة المجنى عميو بعد‬
‫موتو‪.‬ج – اذا كان الجاني محكوما عميو بالسجن المؤبد في غير الحالة المذكورة في الفقرة ( ‪– 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومن خالل ما تقدم يتبين‬ ‫ط ) من ىذه المادة وارتكب جريمة قتل عمدي خالل مدة تنفيذ العقوبة"‬
‫لنا ان المشرع قد جعل من جريمة قتل الفرع لالصل ظرفا مشددا ولم يجعل من جريمة قتل االصل‬
‫لمفرع ظرفا يستوجب التشديد وبذلك فان الجاني يعاقب وفق احكام المادة (‪ )405‬مالم يتوافر ضرف‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )406‬من قانون العقوبات العراقي النافذ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫مخفف او معف ي من العقاب ‪ ،‬كما لو ارتكب االصل جريمة القتل دفاعا عن النفس وىو ما نظمو‬
‫المشرع ضمن حق الدفاع الشرعي في احكام اسباب االباحة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬موقف التشريعات العقابية المقارنة‪.‬‬

‫عاقب المشرع المصري في قانون العقوبات جريمة قتل االصل لفرعة وفق االحكام العامة‬
‫لجريمة القتل من خالل النص عمى انو ‪ ":‬كل من قتل نفساً عمداً مع سبق اإلصرار عمى ذلك أو‬
‫(‪)1‬‬
‫ولم يجعل المشرع من صمة الفرع باالصل ميزة لمتشديد وبذلك ساوى بين‬ ‫الترصد يعاقب باإلعدام‬
‫ان تكون ىنالك صمة قرابة من عدميا في تطبيق عقوبة الجريمة‪ .‬وكذلك االمر بالنسبة لقانون‬
‫العقوبات القطري ‪ ،‬والذي نص عمى انو ‪ ":‬يعاقب باالعدام كل من قتل نفسا في احدى الحاالت‬
‫(‪)2‬‬
‫وبذا يتضح ان التشديد يكون في حالة‬ ‫التالية ‪ -3....:‬اذا وقع القتل عمى احد اصول الجاني"‬
‫قتل الفرع لالصل وليس العكس‪.‬‬

‫وقد اخذ المشرع االردني بذات االتجاه الذي سار عميو المشرع العراقي والمصري من خالل‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬وجاء‬ ‫النص عمى انو ‪ ":‬من قتل انسانا قصدا عوقب باالشغال الشاقة خمس عشرة سنة "‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬وىو ذات االتجاه الذي تبناه‬ ‫احكام التشديد لمعقوبة في حال ارتكبت من قبل الفرع تجاه االصل‬
‫(‪)8‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬وال يفوتنا ان نذكر‬ ‫‪ ،‬والسوداني‬ ‫‪ ،‬والمغربي‬ ‫‪ ،‬وكذلك التشريع التونسي‬ ‫المشرع البحريني‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )230‬من قانون العقوبات المصري رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل‪.‬‬


‫(‪ )2‬المادة (‪ )300‬من قانون العقوبات القطري رقم ‪ 11‬لسنة ‪. 2004‬‬
‫(‪ )3‬المادة (‪ )326‬من قانون العقوبات االردني رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ )4‬تنظر المادة (‪ )328‬من قانون العقوبات االردني‪.‬‬
‫(‪ )5‬نصت المادة (‪ )333‬من قانون العقوبات البحريني رقم (‪ )4‬لسنة (‪ )1976‬المعدل عمى انو ‪" :‬من قتل نفسا‬
‫عمدا يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت ‪ .‬وتكون العقوبة اإلعدام إذا وقع القتل مع الترصد ‪ ،‬أو مسبوقا بإصرار ‪ ،‬أو‬
‫مقترنا أو مرتبطا بجريمة أخرى ‪ ،‬أو إذا وقع عمى أحد أصول الجاني أو عمى موظف عام أو مكمف بخدمة عامة‬
‫أثناء أو بسبب أو بمناسبة تأديتو وظيفتو أو خدمتو ‪ ،‬أو إذا استعممت فيو مادة سامة أو مفرقعة"‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينظر الفصل (‪ )201‬من قانون العقوبات التونسي رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 1913‬المعدل بقانون ‪ 46‬لسنة ‪.2005‬‬
‫(‪ )7‬تنظر المادة (‪ )392‬من قانون العقوبات المغربي لسنة ‪ 1962‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ )8‬تنظر المادة (‪ )129‬من قانون العقوبات السوداني لسنة ‪ 1991‬المعدل‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫بأن موقف التشريعات التي نحت ىذا المنحى ساوت بين ان تكون جريمة القتل قد وقعت من االم‬
‫او االب تجاه االبن او البنت ‪ ،‬فالعقوبة تكون وفق االحكام العامة لجريمة القتل العمد ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫المعالجة وفق احكام جريمة القتل المقترن بظرف مشدد‬

‫لغرض بيان المعالجة الجنائية لمتشريعات التي عدت جريمة قتل االصل لفرعو جريمة مقترنة‬
‫بظرف مشدد ‪ ،‬نجد انو من االنسب ان نبين احكام الضرف المشدد بشيء من االيجاز ومن ثم‬
‫بيان موفق التشريعات التي تأخذ بو في نطاق الجريمة مضمون البحث ‪ ،‬وذلك في مطمبين وكما‬
‫يأتي‪:‬‬

‫المطمب االول‬
‫احكام الظرف المشدد‬
‫عرف شراح القانون الجنائي الظروف المشددة بتعاريف متعددة ‪ ,‬ومن بين ىذه التعاريف ىو‬
‫أنيا‪ " :‬ظروف يتعين فييا عمى القاضي ‪ -‬أو يجوز لو – أن يعاقب الجاني في حاالت محددة‬
‫قانوناً بعقوبة اشد نوعاً أو مقدا اًر من العقوبة المقررة لمجريمة أصالً ‪ ,‬أو يجاوز مقدارىا الحد‬
‫األقصى المقرر قانوناً لعقوبة ىذه الجريمة"(‪ ,)1‬كما وتعرف بأنيا "عناصر إضافية تابعة ‪ ,‬تمحق أو‬
‫تقترن بأحد العناصر المكونة لمجريمة فتضفي عميو وصفاً جديداً يرتب أث اًر مشدداً في جسامة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ,‬وتعرف كذلك بأنيا‪" :‬ظروف قرر القانون وجودىا وعمق عمييا أىمية خاصة‬ ‫الجريمة وعقوبتيا"‬
‫ألنيا إذا رافقت إحدى الجرائم كانت سبباً في رفع العقوبة المنصوص عنيا في القانون فوق الحد‬
‫األعمى"(‪ , )3‬ومن خالل التعارف السابقة يتبين أن الظروف المشددة ىي عناصر تابعة لمعناصر‬
‫المكونة لمجريمة ‪ ,‬من شأنيا تشديد العقوبة وتغيير تكييف الجريمة حسب شدتيا ‪ ,‬وال يشترط أن‬
‫تكون تمك الظروف أفعاالً ألنيا قد تكون صفات شخصية كصفة الخادم في جريمة السرقة(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬احمد شوقي عمر أبو خطوة – شرح األحكام العامة لقانون العقوبات ‪ -‬دار النيضة العربية‪ -‬القاىرة ‪-‬‬
‫‪–2007‬ص ‪.741‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬صباح عريس – مصدر ساب الظروف المشددة في العقوبة – ط‪ – 1‬المكتبة القانونية – بغداد –‬
‫‪ –2002‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬عبد الوىاب حومد – الحقوق الجزائية العامة – مطبعة الجامعة السورية – ‪ -1956‬ص‪.505‬‬
‫(‪ )4‬ىدى سالم محمد االطرقجي – التكييف القانوني لمجرائم في قانون العقوبات العراقي دراسة مقارنة – أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة الموصل – ‪ -2000‬ص‪.121‬‬

‫‪9‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫والظروف المشددة قد تكون ظروف قانونية وىي التي نص عمييا القانون ‪ ,‬أو تكون ظروف‬
‫قضائية وىي العوامل الداخمية التي تؤثر عمى قناعة القاضي فتجعمو يحكم بعقوبة أكثر من حدىا‬
‫األدنى(‪ .)1‬كما وتنقسم الظروف القانونية المشددة لمعقاب بحسب نطاق تطبيقيا إلى ظروف مشددة‬
‫عامة (‪ , )2‬تنطبق عمى كل الجرائم ‪ ,‬ويرد ذكرىا في القسم العام من قانون العقوبات ‪ ,‬وظروف‬
‫مشددة خاصة تنطبق عمى جريمة معينة دون سواىا ‪ ,‬ويرد ذكرىا في القسم الخاص من قانون‬
‫العقوبات (‪ .)3‬كما وتنقسم الظروف المشددة تبعاً لطبيعة فحواىا إلى ظروف موضوعية وظروف‬
‫شخصية ‪ ,‬فالموضوعية ىي التي تمتصق بماديات الجريمة أي بركنيا المادي ‪ ,‬وتضاف إليو‬
‫لتصبح جزءاً منو ‪ ,‬أما الظروف الشخصية فيي التي تتصل بشخص مرتكب الفعل أو بجانبيا‬
‫المعنوي ‪ ,‬ومن أمثمة الظروف المتعمقة بالجانب الشخصي ىو ظرف سبق اإلصرار(‪.)4‬‬
‫وفيما يتعمق باثر الظرف المشدد لمعقاب فانو يرتب أثران األول مطمق ويتعمق بمقدار العقوبة ‪,‬‬
‫والثاني نسبي ويتعمق بالوصف القانوني لمجريمة ‪ ,‬ففيما يتعمق بمقدار العقوبة فأن أثر التشديد‬
‫يتمثل برفع مقدار ىذه العقوبة أو استبداليا بأخرى أشد منيا ‪ ,‬ويحدد المشرع مقدار التشديد في‬
‫القسم الخاص من قانون العقوبات وقد يكتفي أحياناً بإحالة أمر التشديد إلى القسم العام منو(‪.)5‬‬
‫أما بخصوص أثر تمك الظروف عمى الوصف القانوني لمجريمة ‪ ,‬فقد انقسمت آراء الفقياء إلى‬
‫رأيين ‪ ,‬يذىب األول إلى التفرقة بين أسباب التشديد الوجوبي كظرف اإلكراه في جريمة السرقة ‪,‬‬
‫وبين أسباب التشديد الجوازي كظرف العود ‪ ,‬ويذىب إلى تكييف الجريمة حسب شدتيا إذ تتحول‬
‫من جنحة إلى جناية إذا كان سبب التشديد وجوبياً أما إذا كان سبب التشديد جوازي فأن الجريمة‬
‫تبقى عمى أصميا من الجسامة ‪ ,‬وال يتغير نوعيا ألن القاضي حر في األخذ بالتشديد أو تركو(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬مصطفى كامل – شرح قانون العقوبات العراقي القسم العام – ط‪ – 1‬مطبعة المعارف – بغداد – ‪– 1949‬‬
‫ص ‪.286‬‬
‫(‪ )2‬ينظر نص المادة (‪ )135‬من قانون العقوبات العراقي المعدل‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬صباح عريس – مصدر سابق – ص‪.45‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬احمد شوقي عمر أبو خطوة – مصدر سابق – ‪.742‬‬
‫(‪ )5‬معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – السموك الالحق عمى إتمام الجريمة في القانون الوضعي والشريعة‬
‫اإلسالمية – رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة تكريت – ‪ –2008‬ص ‪.121,120‬‬
‫(‪ )6‬ىدى سالم محمد االطرقجي –مصدر سابق‪ -‬ص ‪.125‬‬

‫‪10‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫بينما يذىب الرأي الثاني إلى أن التشديد سواء كان وجوبياً أم جوازياً ‪ ,‬فأنو يغير من وصف‬
‫الجريمة ‪ ,‬إذ تتحول إلى الوصف األشد تبعاً لنوع العقوبة التي قضت بيا المحكمة ‪ ,‬ألن الجريمة‬
‫المتأرجحة في وصفيا تكون جناية أو جنحة بحسب العقوبة التي سيقضى بيا(‪.)1‬‬
‫ومن خالل ما تقدم نستنتج بأن الظروف المشددة لمعقاب بنوعييا الوجوبية والجوازية من شأنيا‬
‫أن تغير وصف الجريمة ‪ ,‬وصيرورتيا إلى نوع آخر آلت إليو بعد التشديد ‪ ,‬ويعود السبب إلى أن‬
‫التشديد في كال الحالتين معناه أن القانون ىو الذي قرر عقوبة الجريمة (‪ ,)2‬وىو الذي حدد نوعيا‬
‫تبعا لمعقوبة األشد(‪.)3‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫التشريعات التي اخذت بأحكام الظرف المشدد‬
‫سبق وان ذكرنا بأن التشريعات الجنائية قد تباين في معالجة جريمة قتل االصل لفرعو‬
‫عمدا ‪ ،‬ولذلك نجد ان بعض التشريعات اخذت عمى عاتقيا تشديد العقوبة ‪ ،‬ولغرض بيان احكام‬
‫النصوص العقابية نرى ان نتناوليا وفق االتي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬قانون العقوبات السوري والمبناني‪.‬‬
‫نصت المادة (‪ )533‬من قانون العقوبات السوري عمى انو ‪ ":‬من قتل انسانا قصدا عوقب‬
‫باالشغال الشاقة من خمس عشر سنة الى عشرين سنة " ‪ ،‬ثم شدد في المواد التالية ليا من عقوبة‬
‫الجريمة من خالل النص عمى انو ‪ :‬يعاقب باالعدام عمى القتل قصدا اذا ارتكب ‪ -3 ..... :‬عمى‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬وىذا يعني ان العقوبة تكون مغمضة اذا كان الجاني ىو اصل‬ ‫احد اصول المجرم او فروعو "‬
‫لممجنى عميو ‪ ،‬ومما يالحظ عمى النص السابق ان المشرع السوري قد ساوى بين ان يكون الجاني‬
‫ىو االصل او الفرع تجاه الطرف االخر ‪ ،‬كما وانو عمومية النصل تشمل االصل وان عمى والفرع‬
‫فأي كان جنس الجاني او‬
‫وان نزل ‪ ،‬وال فرق بين جنس الجاني والمجنى عميو في ىذه الجريمة ‪ً ،‬‬
‫المجنى عميو فان احكام التشديد تنطبق عميو‪.‬‬
‫اما قانون العقوبات المبناني فقد نص عمى انو ‪ ":‬من قتل انسانا قصدا عوقب باالشغال‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬ثم نص ف المادة التالية ليا عمى انو ‪ ":‬يعاقب‬ ‫الشاقة من خمس عشرة سنة الى عشرين سنة"‬

‫(‪ )1‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي – الظروف المشددة والمخففة لمعقاب – دار المطبوعات الجامعية ‪ -‬اإلسكندرية –‬
‫‪ – 1986‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ )2‬معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – مصدر سابق – ص ‪.121‬‬
‫(‪ )3‬نصت المادة (‪ )23‬من قانون العقوبات العراقي عمى أنو‪ ... " :‬ويحدد نوع الجريمة بنوع العقوبة األشد المقررة‬
‫ليا في القانون‪"...‬‬
‫(‪ )4‬المادة (‪ )535‬من قانون العقوبات السوري رقم ‪ 148‬لسنة ‪ 1949‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ )5‬المادة (‪ )547‬من قانون العقوبات المبناني رقم (‪ )340‬لسنة ‪ 1943‬المعدل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬
‫(‪)1‬‬
‫ن وىو‬ ‫باالعدام عمى القتل قصدا اذا ارتكب ‪ -1 :‬عمدا ‪....‬عمى احد اصول المجرم او فروعو"‬
‫توجو تشريعي يكاد مطابق لما اخذ بو المشرع السوري ‪ ،‬وفي الحقيقة يبدو ان المشرع السوري قد‬
‫اقتبس كثي ار من احكامو من قانون العقوبات المبناني كونو اسبق بالصدور من جية وكون البمدين‬
‫متقاربين بالثقافة والطبيعة وحتى النسيج االجتماعي فضال عن خضوعيما لذات الدولة‬
‫االستعمارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قانون العقوبات العماني والميبي‪.‬‬
‫نظم قانون الجزاء العماني جرائم القتل العمد ‪ ،‬من خالل النص عمى انو ‪ ":‬يعاقب بالسجن‬
‫المطمق كل من قتل انسانا عمدا ‪ .‬يعتبر انسان لتطبيق احكام ىذا القانون كل مولود نزل حيا من‬
‫احشاء امو " (‪ ،)2‬وبذلك يكون المشرع العماني قد حسم الخالف حول المحظة التي يعد فييا المولود‬
‫انسانا وليس مجرد جنين‪ .‬ورغم ان قانون الجزاء العماني الممغي قد نص عمى تشديد عقوبة القتل‬
‫العمد في حاالت محددة ومن ضمنيا حالة قتل االصل لمفرع او العكس من خالل النص عمى انو‬
‫‪ ":‬يعاقب باالعدام عمى القتل قصدا اذا ارتكب ‪ -1 :‬عمى احد اصول المجرم او فروعو "(‪ .)3‬اال‬
‫انو عدل عن ىذا الموقف وجعل التشديد محصور بجريمة قتل الفرع الصمو وليس العكس ‪ ،‬االمر‬
‫الذي يعكس مدى االرباك التي تسببو تمك الجريمة خاصة اذ ما ابتغى المشرع الترجيح بين‬
‫المصالح المتعارضة ‪.‬‬

‫اما فيما يتعمق بموقف قانون العقوبات الميبي فانو نظم جريمة القتل العمد من خالل النص‬
‫(‪)4‬‬
‫‪،‬‬ ‫عمى انو ‪ ":‬كل من قتل نفسا عمدا مع سبق االصرار عمى ذلك او الترصد يعاقب باالعدام "‬
‫وبعد ان بين المقصود باالصرار والترصد نظم احكام القتل بدون سبق اصرار او ترصد من خالل‬
‫النص عمى انو ‪ ":‬من قتل عمدا من غير سبق اصرار وال ترصد يعاقب بالسجن المؤبد او السجن‬
‫‪ .‬واذا وقعت الجريمة ضد االصول او الفروع او الزوج او االخ او االخت او كان الدافع الرتكابيا‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬فداللة‬ ‫اسبابا تافية او وضيعة او ارتكبت بغمظة وتوحش تكون العقوبة السجن المؤبد‪"....‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )549‬من قانون العقوبات المبناني‪.‬‬


‫(‪ )2‬المادة (‪ )301‬من قانون الجزاء العماني رقم (‪ )7‬لسنة ‪.2018‬‬
‫(‪ )3‬المادة (‪ )237‬من قانون الجزاء العماني رقم ‪ 7‬لسنة ‪ 1973‬الممغى ‪.‬‬
‫(‪ )4‬المادة (‪ )368‬من قانون العقوبات الميبي رقم (‪ )48‬لسنة ‪ 1956‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ )5‬المادة (‪ )372‬من قانون العقوبات الميبي ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫النص واضحة عمى التشديد من خالل جعل العقوبة السجن المؤبد في الحاالت انفة الذكر والتي‬
‫من بينيا كون الجاني احد اصول المجنى عميو‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫المعالجة وفق احكام جريمة القتل المقترن بعذر مخفف‬

‫لغرض بيان المعالجة الجنائية لمتشريعات التي عدت جريمة قتل االصل لفرعو جريمة مقترنة‬
‫بعذر مخفف ‪ ،‬نجد انو من االنسب ان نبين احكام العذر المخفف بشيء من االيجاز عمى السياق‬
‫الذي تناولناه في المبحث السابق ‪ ،‬ومن ثم بيان موفق التشريعات التي تأخذ بيذا االتجاه في نطاق‬
‫الجريمة مضمون البحث ‪ ،‬وذلك في مطمبين وكما يأتي‪:‬‬

‫المطمب االول‬
‫احكام العذر المخفف‬
‫تعرف األعذار المخففة لمعقاب بتعريفات متعددة ومن بين ىذه التعريفات أنيا " ظروف تخفف‬
‫المسؤولية وبالنتيجة تخفف العقوبة ‪ ,‬ويمكن وصفيا بأنيا ظروف مخففة عرفيا القانون ونص عمييا‬
‫(‪)1‬‬
‫كما وتعرف بأنيا" ظروف منصوص عمييا في القانون والتي تستمزم عند توافر‬ ‫خصيصاً"‬
‫(‪)2‬‬
‫وتعرف كذلك بأنيا "حاالت حددىا الشارع عمى‬ ‫شروطيا تخفيف العقوبة المقررة قانوناً لمجريمة"‬
‫سبيل الحصر يمتزم فييا القاضي بأن ييبط بالعقوبة المقررة لمجريمة وفقاً لقواعد معينة في‬
‫القانون"(‪.)3‬‬
‫واألعذار القانونية المخففة لمعقاب قد تكون عامة تشمل كل الجرائم ولذلك يطمق عمييا باألعذار‬
‫المخففة العامة ‪ ,‬أو تكون خاصة بجرائم معينة دون سواىا ويطمق عمييا باألعذار المخففة الخاصة‬
‫فال يتحقق أثرىا المخفف لمعقوبة إال بالنسبة لمجريمة الخاصة بيا (‪ .)4‬وقد نص المشرع العراقي‬

‫(‪ )1‬د‪.‬فيد ىادي حبتور – ظروف الجريمة وآثارىا في تقدير العقوبة دراسة مقارنة – دار الجامعة الجديدة –‬
‫االسكندرية‪ – 2010 -‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬اشرف رمضان عبد الحميد ‪ -‬نحو بناء نظرية عامة لحماية األسرة جنائياً‪ -‬ط‪ -1‬دار النيضة العربية ‪-‬‬
‫بيروت ‪ – 2006-‬ص ‪.88‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬فيد ىادي حبتور – مصدر سابق – ص ‪.66‬‬
‫(‪ )4‬حسين الشيخ محمد الباليساني‪ -‬النظرية العامة لجريمة االمتناع دراسة مقارنة – مطبعة الثقافة – اربيل –‬
‫‪ – 1998‬ص‪.324‬‬

‫‪13‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫عمى صورتين لألعذار العامة المخففة لمعقاب‪ ,‬وىما االستفزاز الخطير من جانب المجنى عميو‬
‫الشريف عمى ارتكاب الجريمة(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بغير وجو حق والباعث‬
‫وقد يمتبس عمى البعض التمييز بين العذر المخفف والظرف المخفف‪ ،‬فاالخيرة تعرف بأنيا‬
‫"تمك الظروف والوقائع التي تدعو إلى اخذ الجاني بالرأفة وتخفيف العقوبة عميو حالة اقترانيا‬
‫(‪)3‬‬
‫كما وتعرف بأنيا "عناصر أو وقائع تبعية تضعف من جسامة الجريمة وتكشف عن‬ ‫بالجريمة"‬
‫ضآلة خطورة فاعميا وتستتبع تخفيف العقوبة إلى اقل من حدىا األدنى ‪ ,‬أو الحكم بتدبير يناسب‬
‫تمك الخطورة" (‪ ,)4‬وتتفق الظروف المخففة مع األعذار المخففة من حيث األثر ‪ ,‬إذ يترتب عمى‬
‫كمييما تخفيف العقوبة إلى ما دون حدىا األدنى ‪ ,‬كما إنيما ينقصان من جسامة الجريمة دون أن‬
‫يؤثر ذلك عمى تكييفيا القانوني‪ ,‬ويتفقان كذلك في الكشف عن ضآلة الخطورة اإلجرامية لمجاني(‪.)5‬‬
‫غير أن ىذا التشابو ال يحول دون وجود خالفات جوىرية بين النظامين ‪ ,‬إذ من الممكن‬
‫إجمال أوجو الخالف بين األعذار القانونية المخففة والظروف القضائية المخففة عمى محورين‬
‫وىما‪:‬‬
‫‪-1‬من حيث األساس الفمسفي‪ ,‬فمن حيث أساسيا الفمسفي فأن األعذار المخففة يحددىا المشرع‬
‫عمى سبيل الحصر وبموجبيا يمزم القاضي بالتخفيف ‪ ,‬عمى خالف الظروف المخففة التي لم‬
‫يحددىا المشرع عمى سبيل الحصر ‪ ,‬وترك أمر استخالصيا لسمطة وقناعة القاضي التقديرية ‪,‬‬
‫‪ -2‬من حيث األثر المترتب عمييا فأن األعذار القانونية تخفف العقوبة إلى ما دون حدىا األدنى‬
‫المقرر لمجريمة أما الظروف فتخفف العقوبة إلى حدىا األدنى المقرر لمجريمة (‪.)6‬‬

‫(‪) 1‬الباعث ىو" مجموعة عوامل نفسية صادرة عن إحساس الشخص وميولو وعواطفو تدفعو إلى إتيان فعل معين"‬
‫وفي حالة ارتكاب الجريمة يعد الباعث عامالً نفسياً صاد اًر عن إحساس الجاني وميمو إلى ارتكابيا ‪ ,‬أما الدافع فيو‬
‫عبارة عن" عوامل تنبع عن العقل والتفكير واالستخالص الذىني اليادئ وىي بذلك ليست وليدة االندفاع والغرائز‬
‫والعواطف "؛ نوال طارق إبراىيم العبيدي – جريمة قتل األم لطفميا حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار – رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة بغداد – ‪ – 2003‬ص‪.98‬‬
‫(‪ )2‬نصت الفقرة األولى من المادة (‪ )128‬من قانون العقوبات العراقي عمى أنو‪ ..." :‬وفيما عدا ىذه األحوال يعتبر‬
‫عذ اًر مخففاً ارتكاب الجريمة لبواعث شريفة أو بناء عمى استفزاز خطير من المجنى عميو بغير حق"‪.‬‬
‫وقضاء – دار الفكر الحديث لمطبع‬
‫ً‬ ‫(‪ )3‬حسن البغال – الظروف المشددة والمخففة في قانون العقوبات فقياً‬
‫والنشر‪ -1957 -‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )4‬معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – مصدر سابق – ص‪.122‬‬
‫(‪ )5‬د‪.‬فخري عبد الرزاق الحديثي – األعذار القانونية المخففة لمعقوبة دراسة مقارنة – مطبعة جامعة بغداد –‬
‫‪ -1979‬ص ‪.119‬‬
‫(‪ )6‬د‪.‬فيد ىادي حبتور – مصدر سابق – ص ‪.72‬‬

‫‪14‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫ويتضح مما تقدم أن نظام األعذار المخففة وسيمة لمتفريد القانوني ‪ ,‬في حين أن نظام الظروف‬
‫المخففة وسيمة لمتفريد القضائي ‪ ,‬إذ يكون لمقاضي سمطة استخالص تمك الظروف تبعاً لتقديره‬
‫لظروف ومالبسات الجريمة المعروضة (‪.)1‬‬
‫والحقيقة ان العذر المخفف يرتب اثران احدىما عمى العقوبة واالخر عمى الوصف القانوني‬
‫لمجريمة ‪ ,‬وفيما يتعمق بأثرىا عمى العقوبة فيتجسد حتماً عمى تخفيفيا (‪ ,)2‬ولكن قد يتبادر إلى‬
‫الذىن تساءل وىو ىل أن ذلك التخفيف يقتصر عمى العقوبة األصمية أم انو يمتد إلى العقوبة‬
‫التبعية والتكميمية ؟‬
‫ولإلجابة عمى التساؤل السابق نجد أن العذر المخفف يوجب تخفيف العقوبة إلى الحد الذي‬
‫نص عميو القانون بدالً من العقوبة األصمية المقررة ‪ ,‬أي اليبوط بمقدار العقوبة إلى ما دون حدىا‬
‫األدنى مع التزام المحكمة بعدم تجاوز الحدود التي بينيا المشرع(‪ .)3‬وتبعاً لذلك يمتد اثر العذر‬
‫المخفف إلى العقوبة التبعية الرتباطيا بالعقوبة األصمية التي استبعدت بالعذر المخفف ‪ ,‬إال أن اثر‬
‫العذر المخفف ال يؤثر عمى العقوبة التكميمية وذلك ألنيا مرتبطة بالجريمة التي ال تتغير أحكاميا‬
‫بوجود العذر المخفف(‪.)4‬‬
‫واألعذار المخففة لمعقاب يقررىا المشرع في الجنايات والجنح دون المخالفات ‪ ,‬فال حاجة‬
‫لتخفيف األخيرة الن الحد األدنى لعقوبتيا منخفض بذاتو ‪ ,‬ويكون لمقاضي حرية تقدير العقوبة‬
‫والنزول بيا في حدود النص القانوني دون الحاجة إلى االستناد عمى عذر قانوني(‪.)5‬‬
‫أما بالنسبة ألثر العذر المخفف عمى الوصف القانوني لمجريمة فقد قيل فيو آراء ثالث وىي‬
‫كاألتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يذىب الرأي األول إلى أن العبرة في العقوبة التي نص عمييا المشرع وخاطب بيا القضاء‬
‫ليحكم بتمك العقوبة ‪ ,‬فإذا أخذ القاضي بالعذر المخفف المنصوص عميو قانوناً خففت‬

‫(‪ )1‬د‪.‬أكرم نشأت إبراىيم – الحدود القانونية لسمطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة دراسة مقارنة – مكتب دار‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع – عمان‪– 1996-‬ص ‪.156‬‬
‫(‪ )2‬ينظر نص المواد (‪ )132- 131- 130- 129 -128‬من قانون العقوبات العراقي‪.‬‬
‫(‪ )3‬نوفل عمي عبد اهلل الصفو –سمطة القاضي في تخفبف العقوبة دراسة مقارنة‪ -‬رسالة ماجستير غير منشورة‬
‫مقدمة إلى كمية القانون جامعة الموصل – ‪ – 1996‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬احمد شوقي عمر أبو خطوة – مصدر سابق – ص ‪.733‬‬
‫(‪ ) 5‬إن التشريع الجنائي السوري يشمل في األعذار المخففة جميع أنواع الجرائم حسب جسامتيا من جنايات وجنح‬
‫ومخالفات بحسب نص المادة(‪ , )241‬وكذلك الجزائري بحسب نص المادة(‪ )53‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫العقوبة وخفف تبعاً ليا الوصف القانوني لمجريمة‪ ,‬ألن نوع الجريمة مرتبط بنوع العقوبة‬
‫المحكوم بيا(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬يميز الرأي الثاني بين أن يكون سبب التخفيف ىو عذر منصوص عميو في القانون أو‬
‫يكون سبب التخفيف راجعاً إلى ظرف قضائي (‪ ,)2‬ففي الحالة األولى تُعد الجريمة بوصفيا‬
‫األخف الذي آلت إليو ألن المشرع ىو الذي ربط العقوبة وحددىا بنص القانون ‪ ,‬أما في‬
‫الحالة الثانية فان التخفيف ال يغير من وصف الجريمة ألن القاضي ىو الذي قدر ظروف‬
‫وبناء عمى ذلك قرر تخفيفيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الرأفة مبدياً فييا رأيو ‪,‬‬
‫‪ -3‬يذىب الرأي الثالث إلى أن الجريمة تبقى عمى وصفيا األشد في كل األحوال سواء كان‬
‫التخفيف لعذر قانوني أم لظرف قضائي ‪ ,‬إذ أن العبرة بنوع الجريمة في أصميا ال بشخص‬
‫مرتكبيا ‪ ,‬وكذلك الن المشرع عند تصنيفو لمجرائم يأخذ بنظر االعتبار األفعال في ذاتيا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ,‬ونؤيد الرأي األخير التفاقو مع نصوص‬ ‫بغض النظر عن األشخاص المقترفين ليا‬
‫قانون العقوبات العراقي(‪.)4‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫التشريعات التي اخذت بأحكام العذر المخفف‬
‫بعد ان بينا معالجة التشريعات الجنائية لمجريمة محل البحث والتي انقسمت بين تشريعات‬
‫تعاقب عمى ذات عقوبة الجريمة التي ترتكب تجاه غير الفرع ‪ ،‬وبين اخرى عدت من عالقة الفرع‬
‫باصمو ظرفا يستوجب تغميظ العقوبة ‪ ،‬ولغرض بيان موقف التشريعات التي عدت من تمك الصمة‬
‫عذ ار مخففاً بذاتيا او بتوافر ظروف اخرى نرى ان نتناول تمك المعالجة في محورين ‪ ،‬نبين في‬

‫(‪ )1‬محمود إبراىيم إسماعيل – شرح األحكام العامة في قانون العقوبات – دار الفكر العربي – القاىرة – ‪1959‬‬
‫– ص ‪.72,71‬‬
‫(‪ )2‬ميز قانون العقوبات السوري بين أن يكون سبب تخفيف العقوبة راجعاً إلى عذر قانوني أو ظرف قضائي ‪ ,‬فال‬
‫يتغير الوصف القانوني إذا أبدلت العقوبة المنصوص عمييا بعقوبة اخف عند األخذ باألسباب المخففة التي يقررىا‬
‫القاضي بناءاً عمى سمطتو التقديرية ‪ ,‬بينما إذا كان التخفيف راجعاً إلى عذر قانوني فمن شان ذلك العذر تغيير‬
‫الوصف القانوني لمجريمة‪.‬؛ محمد أديب استانبولي‪ -‬موسوعة قانون العقوبات السوري والقوانين المتممة – ج‪– 1‬‬
‫ط‪ -1‬دار الفكر القضائي لممعموماتية – دمشق – ‪ –1999‬ص ‪.697‬‬
‫(‪ )3‬محمود إبراىيم إسماعيل – مصدر سابق– ص ‪.72,71‬‬
‫(‪ )4‬نصت المادة (‪ )23‬من قانون العقوبات العراقي عمى أنو‪ ...":‬ويحدد نوع الجريمة بنوع العقوبة األشد المقررة‬
‫ليا في القانون‪"...‬‬

‫‪16‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫االول موقف التشريعات التي تبنت التخفيف بصورة عامة ‪ ،‬وفي الثاني موقف التشريعات التي‬
‫اعطت الحد االصول دون االخر عذ ار مخففا ‪.‬‬

‫فمن التشريعات التي عدت كون المجنى عميو فرعا لمجاني ظرفا مخففا ىو القانون اليمني ‪،‬‬
‫والذي نظم احكام جريمة القتل من خالل النص عمى انو ‪ ":‬من قتل نفسا معصومة عمدا يعاقب‬
‫باالعدام قصاصا اال ان يعفو ولي الدم فان كان العفو مطمقا او بشرط الدية او مات الجاني قبل‬
‫الحكم حكم بالدية وال اعتبار لرضاء المجني عميو قبل وقوع الفعل‪ .‬ويشترط لمحكم بالقصاص ان‬
‫يطمبو ولي الدم وان يتوافر دليمو الشرعي فاذا تخمف احد الشرطين او كميما واقتنع القاضي من‬
‫القرائن بثبوت الجريمة في حق المتيم او اذا امتنع القصاص او سقط بغير العفو يعزر الجاني‬
‫بالحبس مدة ال تقل عن ثالث سنوات وال تزيد عمى عشر سنوات‪ .‬ويجوز ان يصل التعزير الى‬
‫الحكم باالعدام اذا كان الجاني معروفا بالشر او ارتكب القتل بوسيمة وحشية او عمى شخصين‬
‫فاكثر او من شخص سبق ان ارتكب قتل عمدا او تواطئو الرتكاب جريمة اخرى او الخفائيا او‬
‫عمى امراة حامل او عمى موظف او مكمف بخدمة عامة اثناء او بسبب او بمناسبة تادية وظيفتو‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬اال ان المشرع اليمني قد جاء بحكم خالف فيو‬ ‫او خدمتو حتى لو سقط القصاص بالعفو"‬
‫التوجيات التشريعية لمعظم الدول العربية من خالل النص عمى جعل عقوبة جريمة قتل االصل‬
‫لفرعو عقوبة مخففة من خالل النص عمى انو ‪ ":‬اذا اعتدى االصل عمى فرعو بالقتل او الجرح فال‬
‫(‪)2‬‬
‫ويجوز تعزير الجاني في ىذه الحالة بالحبس مدة ال تزيد‬ ‫قصاص وانما يحكم بالدية او االرش‬
‫عمى ثالثة سنوات او بالغرامة في القتل وبالحبس مدة ال تزيد عمى ثالثة اشير او بالغرامة في‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فمن الواضح ان المشرع اليمني جاءت احكامو متياونو مع الجاني‬ ‫الجرح مالم يحصل عفو"‬
‫كونو اصل لممجنى عميو ‪ ،‬من خالل جعل عقوبة الحبس جوازية من خالل تعزيره ‪.‬‬

‫وبغض النظر عن مقدار العقوبة التي حددىا المشرع اليمني نرى بأن موقفو منتقد السباب‬
‫كثيرة ‪ ،‬منيا انو لم يمين بين القتل العمد والقتل الخطأ ‪ ،‬كما وانو لم يميز بين االصل (االب او‬
‫االم) الصالح وغير الصالح‪ ،‬فضال عن ايراده الحكم بالدية او االرش ‪ ،‬فاذا كان الفرع غير متزوج‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )234‬من قانون العقوبات اليمني رقم(‪ )19/3‬لسنة ‪ 1993‬المعدل‪.‬‬


‫(‪ )2‬االرش ‪ :‬ما وجب من المال في الجناية عمى ما دون النفس‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة (‪ )233‬من قانون العقوبات اليمني‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫وتم قتمو من قبل ابيو او من قبل كال ابويو فإلى من تدفع تمك الدية او االرش ‪ ،‬كل ىذه‬
‫المالحظات تدعو الى االعتقاد بان المشرع لم يكن حصيفا في تبني ىذا االتجاه‪.‬‬

‫ويرى جانب من الشراح ان االتجاه السابق جاء متفقا مع ما ذىب اليو جميور الفقياء وىم‬
‫الحنفية والشافعية والحنابمة والزيدية والشيعة االثنا عشرية والظاىرية وىو ايضا مذىب عمر بن‬
‫الخطاب رضي اهلل عنو وربيعة والثوري واالوزاعي واسحاق واصحاب الرأي والذي يرى بأن االب ال‬
‫يقتل مطمقا اذا قتل ابنو(‪.)1‬‬

‫ىذا ومن المناسب ان نذكر بأن القتل مانع من موانع االرث ‪ ،‬وقد تنبيت الشريعة االسالمية‬
‫(‪)2‬‬
‫(( القاتل ال يرث))‬ ‫لذلك ‪ ،‬وبذلك يحرم االصل الجاني من االرث وذلك لقول الرسول محمد ‪‬‬
‫وبما ان المشرع العراقي قد سكت عن احكام القتل المانع من االرث فانو يرجع بو الى ما كان‬
‫معمول بو سابقا وىو المذىب الحنفي او بقية المذاىب عند الحاجة مثل المذىب الجعفري ‪ ،‬بينما‬
‫اخذ المشرع المصري صراحة بمذىب المالكية الذي يعتبر القتل المانع من االرث ىو القتل العدوان‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فقد نص‬ ‫سواء كان مباشر او بالسبب كحفر بئر او شيادة زور قد تودي الى اعدام المورث‬
‫قانون االحوال الشخصية المصري عمى انو ‪ ":‬من موانع االرث قتل المورث عمدا سواء كان القاتل‬
‫فاعال اصميا او شريكا"(‪.)4‬‬

‫وبعد ان اتممنا تناول موقف التشريعات الجنائية من جريمة قتل االصل لمفرع بصورة عامة‬
‫دون التمييز بين جنس الجاني ودرجة صمتو بالمجنى عميو وما تخمل ذلك من ثغرات ‪ ،‬نجد انو‬
‫من المناسب ان نسمط الضوء عمى المعالجة الجنائية التي تعمد المشرع من خالليا تخفيف العقوبة‬
‫عمى الجاني لصمتو بالمجنى عميو وتوافر ظروف اخرى ‪ ،‬وىي معالجة يكتنفيا التمايز من حيث‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬طاىر صالح العبيدي‪ -‬جريمة قتل االب ابنو عمدا وعقوبتيا دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪-‬المجمة‬
‫العربية لمدراسات االمنية والتدريب‪ -‬مجمد‪ -15‬عدد ‪ -30‬بدون سنة نشر – ص‪.146‬‬
‫(‪ )2‬سنن البييقي –ج‪ -8‬ص‪ ، 133‬الدار قطني ج‪ -4‬ص‪ -96‬سنن الترمذي –ج‪-4‬ص‪ 37‬والمفظ لمترمذي ‪:‬‬
‫نقال عن د‪ .‬طاىر صالح العبيدي – مصدر سابق – ص‪.168‬‬
‫(‪ )3‬عادل عجيل عاشور – احكام الميراث وفقا لقانون االحوال الشخصية العراقي والشريعة االسالمية دراسة مقارنة‬
‫– مجمة اوروك – المجمد التاسع‪ -‬العدد الرابع – ‪ -2016‬ص‪.382‬‬
‫(‪ )4‬المادة (‪ )5‬من قانون االحوال الشخصية المصري رقم (‪ )77‬لسنة ‪ 1943‬المعدل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫االثر في العقوبة ولبيان تمك المعالجة سنتناوليا في جريمتين وىما جريمة قتل االب البنتو في حالة‬
‫التمبس بالزنا ‪ ،‬وجريمة قتل االم لطفميا حديث العيد بالوالدة وعمى النحو االتي(‪:)1‬‬

‫‪ -0‬حالة التمبس بالزنا‪.‬‬

‫من بين ما نظمو المشرع العراقي في قانون العقوبات ىي المادة (‪ )409‬والتي نصت عمى انو ‪":‬‬
‫يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى ثالث سنوات من فاجأ زوجتو أو احد محارمو في حالة تمبسيا‬
‫بالزنا أو وجودىا في فراش واحد مع شريكيا فقتميما في الحال أو قتل احدىما أو اعتدى عمييما أو‬
‫عمى احدىما اعتداء أفضى إلى الموت أو إلى عاىة مستديمة‪ .‬وال يجوز استعمال حق الدفاع‬
‫الشرعي ضد من يستفيد من ىذا العذر وال تطبق ضده أحكام الظروف المشددة"‪ .‬وىذه الجريمة قد‬
‫(‪)2‬‬
‫كونيا تثير الكثير من التساؤالت واإلشكاالت ‪.‬‬ ‫تم تناوليا بإسياب من قبل شراح القانون الجنائي‬

‫وىذه المادة تمنح االب الجاني عذ اًر مخففاً لمعقوبة وذلك في حالة إذا ما قام بقتل ابنتو وىذا العذر‬
‫ممنوح لمرجل فقط دون المرأة ‪ ,‬فإذا ما كانت الصورة عكسية وكانت االم ىي من فاجأت ابنتيا في‬
‫حالة التمبس بالزنا أو المواطة وأقدمت عمى قتميا أو قتميما أو إيذائيا أو إيذائيما فإنيا تعاقب عقوبة‬
‫كاممة بحسب ما نتج عن فعميا الذي ارتكبتو‪ ,‬فيذه الحالة تفترض بأن الرجل ‪-‬االب في مجال بحثنا‬
‫رغم ان النص يستوعب االخ والزوج ‪-‬ىو فقط من تستفز كرامتو ويثور لشرفو دون االم‪ ,‬وىذا تمييز‬
‫وعدم مساواة أمام القانون والعدالة كما ويعد إلغاء لكرامة وأحاسيس االم‪ ,‬لذلك كان يفترض بالمشرع‬
‫أن يشمل المرأة أيضا بيذا العذر المخفف ‪.‬‬
‫لذلك نرى من الضروري تعديل نص المادة مدار البحث لتكون بعد التعديل عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫"يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى ثالث سنوات من فاجأ زوجو أو احد محارمو في حالة تمبس‬
‫بالزنا أو بالمواط أو وجوده في فراش واحد مع شريكو فقتميما في الحال أو قتل احدىما أو‬
‫اعتدى عمييما أو عمى احدىما اعتداء أفضى إلى الموت أو إلى عاىة مستديمة ‪ .‬وال يجوز‬
‫استعمال حق الدفاع الشرعي ضد من يستفيد من ىذا العذر وال تطبق ضده احكام الظروف‬
‫المشددة "‪.‬‬
‫‪ -7‬جريمة قتل االم لطفميا الذي حممت بو سفاحا حديث العيد بالوالدة اتقاء العار‪.‬‬

‫(‪ )1‬نظ ار لتقارب اغمب التشريعات الجنائية العربية في موقفيا جريمة القتل عند التمبس بالزنا وجريمة قتل االم‬
‫لطفميا حديث العيد بالوالدة فاننا سنقتصر عمى موقف المشرع العراقي ‪ ،‬تجنبا لمتكرار واالطالة غير المبررة‪.‬‬
‫عواد الجنابي ‪-‬المفاجأة بالزنى عنصر استفزاز في القتل واإليذاء(دراسة مقارنة) –‬
‫(‪ )2‬لممزيد ينظر قاسم تركي ّ‬
‫رسالة ماجستير مقدمة إلى مجمس كمية القانون‪ -‬جامعة بغداد‪ -2004-‬ص‪ 11‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫راء لمعرار ‪,‬‬


‫تناول قانون العقوبرات الع ارقري تحرت عنروان قترل األم لطفميرا حرديث العيرد برالوالدة اتق ً‬
‫العقاب عمى تمك الجريمة من خالل النص عمى انو ‪ ":‬تعاقب بالسجن مدة ال تزيد عمى عشر سنين‬
‫او بالحبس مدة ال تقل عن سنة األم التي تقتل طفميا حديث العيد برالوالدة اتقراء لمعرار إذا كانرت قرد‬
‫حممت بو سفاحا"(‪ .)1‬وىرذا يعنري أن فعرل القترل إذ مرا وقرع مرن شرخص آخرر غيرر األم (كراألب غيرر‬
‫الشرررعي او الررزوج) سررتطبق بحقررو أحكررام نصرروص جريمررة القتررل حسررب الصررورة الترري حصررمت بيررا ‪,‬‬
‫وكررذلك األمررر إذا اختررل احررد الشررروط الترري بينيررا المشرررع فرري الررنص سررابق الررذكر والررذي حرردد عرردة‬
‫شروط لتمتع المرأة بعذر التخفيف (بتعبير ادق) والتي ىي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الحمل سفاحاً‬
‫‪ -2‬أن يكون القتل اتقاء لمعار‬
‫‪ -3‬أن يكون الطفل حديث العيد بالوالدة‬
‫‪ -4‬أن يكون القتل من قبل األم‪.‬‬
‫وىذا يعني أن أحكام ىذه المادة ال تنطبق عمى األم التي تقتل طفميرا إذا كران الحمرل برو شررعي‬
‫أو إذا كرران القتررل ألجررل الفاقررة أو أن القتررل لررم يكررن فرري فت ررة حداثررة الطفررل ‪ ,‬ورغررم سرريام النقررد الترري‬
‫أثيرت تجاه تبني المشرع ليذا النص إال أننا نرى بأن المشرع ربما أراد أن يراعي الحالة النفسية لالم‬
‫وىذا ما يبدو جميا من خالل اشتراطو أن يكون الطفل حديث العيد بالوالدة ‪.‬‬
‫وبما أن الحمل سرفاحاً قرد يكرون برإرادة األم أو بردونيا أي عرن طريرق االغتصراب واإلرغرام لرذلك‬
‫نرى من األنسب إعادة صياغة نص المادة لتكون بعرد التعرديل عمرى النحرو اآلتري‪" :‬تعاقبب بالسبجن‬
‫مدة ال تزيد عمى عشر سنين أو بالحبس مدة ال تقل عن سنة األم التي تقتل طفميا حديث العيبد‬
‫بالوالدة اتقاء لمعار إذا كانت قد حممت بو سفاحا بإرادتيا"‪.‬‬
‫وم ررن خ ررالل م ررا تق رردم يتب ررين لن ررا ان المعالج ررة الجنائي ررة لجريم ررة قت ررل االص ررل لفرع ررو ق ررد تبنتي ررا‬
‫التشرريعات الجنائيررة العربيررة وفررق نيررج غيررر موحررد يسرروده االرتبرراك والتذبررذب وعرردم الثبررات ‪ ،‬ذلررك ان‬
‫ىذه الجريمة ذات طبيعة خاصة يصعب فييا عمى المشرع ان يحقق التوازن والحماية بشكل صحيح‬
‫ومرضي الطراف العالقة التي ينبغي ان تكون اكثر حرصا من المشرع عمى حماية صمتيا بذوييا‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )407‬من قانون العقوبات العراقي النافذ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫من خالل بحثنا لموضوع " المعالجة الجنائية لجريمة قتل االصل لفرعو " توصمنا الى مجموعة من‬
‫النتائج والمقترحات والتي من الممكن ان نبين اىماه وفق االتي‪:‬‬

‫اوالً ‪ :‬النتائج‪.‬‬

‫‪ -1‬تباينت التشريعات الجنائية في معالجتيا ليذه الجريمة وانقسمت الى ثالثة اقسام ذىب‬
‫االول الى عدم ادراجيا ضمن نصوص التجريم مما يعني ان المشرع يطبق عمييا احكام‬
‫جريمة القتل العمد المجردة بغض النظر عن صمة القربى ‪ ،‬بينما ذىبت تشريعات اخرى‬
‫الى عد صمة البنوة ظرف مشدد لمجريمة من خالل عدم التمييز بين ان يكون االصل‬
‫جاني او مجنى عميو ‪ ،‬وذىبت تشريعات قميمة اخرى الى عد صمة البنوة عذر مخفف‬
‫لمعقاب ‪.‬‬

‫‪ -2‬ان تباين التشريعات العربية في معالجة ىذه الجريمة نابع من الخالف الذي اثارتو تمك‬
‫الجريمة لدى فقياء الشريعة االسالمية ‪.‬‬

‫‪ -3‬تباينت المعالجة الجنائية لجريمة قتل االصل لفرعو في التشريع الجنائي الواحد من خالل‬
‫التمييز بين جريمة القتل المجرد وجريمة القتل المحاط بظروف ووقائع اخرى ‪ ،‬اذ رغم‬
‫شمولية النص الجنائي لكال االبوين في جريمة القتل المجردة ‪ ،‬نجد ان التشريع خص االب‬
‫دون االم في جريمة القتل عند التمبس بالزنا ‪ ،‬وخص االم دون غيرىا في جريمة قتل االم‬
‫لطفميا حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار‪.‬‬

‫‪ -4‬اضافة الى االثار الجنائية التي ترتبيا الجريمة فان ىنالك اثار مدنية تتعمق بالحرمان من‬
‫االرث من جية ‪ ،‬وبالتعويض في بعض التشريعات التي اوجبت الدية عن ىذه الجريمة من‬
‫جية اخرى‪.‬‬

‫‪ -5‬من خالل استعراض التشريعات العربية التي عالجت الجريمة لم نمحظ تنظيم يميز بين‬
‫االصل الصالح واالصل غير الصالح المعتاد عمى االنحراف واثر ذلك عمى العقوبة من‬
‫جية ‪ ،‬كما ولم نمحظ اىتمام التشريعات بعمر الفرع المجنى عميو وباألخص ان كان ابنا‬
‫شرعيا وكانت الجريمة عمدية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫ثانياً‪ :‬المقترحات‪.‬‬

‫‪ -1‬من المناسب ان يتم االىتمام باالسرة اجتماعيا وثقافياً ‪ ،‬وان تيتم الدولة بترصين الروابط‬
‫االسرية من خالل االىتمام ترسيخ القيم االصيمة ومكارم االخالق ‪ ،‬والعمل عمى مراقبة ما‬
‫يبث في وسائل االعالم بكافة اشكاليا‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة ان يتم توحيد موقف التشريعات الجنائية حيال الجريمة من خالل النص الصريح‬
‫الذي يقطع الطريق امام الخالف والجد واالجتياد ‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرورة تشديد العقوبة عمى الجاني وبشكل خاص اذا كان الفرع المجنى عميو في مرحمة‬
‫الحداثة ‪.‬‬

‫‪ -4‬ضرورة تعديل نص المادة (‪ )409‬من قانون العقوبات العراقي عمى النحو اآلتي‪" :‬يعاقب‬
‫بالحبس مدة ال تزيد عمى ثالث سنوات من فاجأ زوجو أو احد محارمو في حالة تمبس‬
‫بالزنا أو بالمواط أو وجوده في فراش واحد مع شريكو فقتميما في الحال أو قتل احدىما أو‬
‫اعتدى عمييما أو عمى احدىما اعتداء أفضى إلى الموت أو إلى عاىة مستديمة ‪ .‬وال‬
‫يجوز استعمال حق الدفاع الشرعي ضد من يستفيد من ىذا العذر وال تطبق ضده احكام‬
‫الظروف المشددة "‪.‬‬

‫‪ -5‬ضرورة تعديل نص المادة (‪ )407‬من قانون العقوبات العراقي عمى النحو اآلتي‪" :‬تعاقب‬
‫بالسجن مدة ال تزيد عمى عشر سنين أو بالحبس مدة ال تقل عن سنة األم التي تقتل طفميا‬
‫حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار إذا كانت قد حممت بو سفاحا بإرادتيا"‪.‬‬

‫‪ -6‬ضرورة اضافة (القتل ) ضمن احكام موانع االرث في نصوص قانون االحوال الشخصية ‪،‬‬
‫رغم وجود نص صريح يبيح تطبيق احكام الشريعة االسالمية االكثر مالءمة في كل ما لم‬
‫يرد بو نص في القانون‪.‬‬

‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصادر‬

‫‪22‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫أوالً‪ :‬الكتب‬
‫د‪.‬احمد شوقي عمر أبو خطوة – شرح األحكام العامة لقانون العقوبات ‪ -‬دار النيضة‬ ‫‪-1‬‬
‫العربية‪ -‬القاىرة ‪.2007-‬‬
‫د‪.‬اشرف رمضان عبد الحميد ‪ -‬نحو بناء نظرية عامة لحماية األسرة جنائياً‪ -‬ط‪ -1‬دار‬ ‫‪-2‬‬
‫النيضة العربية ‪ -‬بيروت ‪. 2006-‬‬
‫د‪.‬أكرم نشأت إبراىيم – الحدود القانونية لسمطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة دراسة‬ ‫‪-3‬‬
‫مقارنة – مكتب دار الثقافة لمنشر والتوزيع – عمان‪.1996-‬‬
‫وقضاء – دار الفكر‬
‫ً‬ ‫حسن البغال – الظروف المشددة والمخففة في قانون العقوبات فقياً‬ ‫‪-4‬‬
‫الحديث لمطبع والنشر‪.1957 -‬‬
‫حسين الشيخ محمد الباليساني‪ -‬النظرية العامة لجريمة االمتناع دراسة مقارنة – مطبعة‬ ‫‪-5‬‬
‫الثقافة – اربيل – ‪.1998‬‬
‫حسنين إبراىيم صالح عبيد‪ -‬جرائم االعتداء عمى األشخاص ‪ -‬دار النيضة العربية‪-‬‬ ‫‪-6‬‬
‫القاىرة‪.1983 -‬‬
‫د‪ .‬صباح عريس – مصدر ساب الظروف المشددة في العقوبة – ط‪ – 1‬المكتبة القانونية‬ ‫‪-7‬‬
‫– بغداد – ‪.2002‬‬
‫د‪.‬عبد الحميد الشواربي – الظروف المشددة والمخففة لمعقاب – دار المطبوعات الجامعية‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -‬اإلسكندرية – ‪.1986‬‬
‫د‪.‬عبد الوىاب حومد – الحقوق الجزائية العامة – مطبعة الجامعة السورية – ‪.1956‬‬ ‫‪-9‬‬
‫عزت حسنين – جرائم القتل بين الشريعة والقانون دراسة مقارنة‪ -‬الييئة‬ ‫المستشار‬ ‫‪-10‬‬
‫المصرية العامة لمكتاب‪. 1993 -‬‬
‫عمي حسن الشرفي‪ -‬دروس في جرائم االعتداء عمى األشخاص‪ -‬بدون تحديد مكان وزمان‬ ‫‪-11‬‬
‫النشر‪.‬‬
‫عوض محمد‪ -‬جرائم األشخاص واألموال‪ -‬دار المطبوعات الجامعية‪ -‬اإلسكندرية‪-‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪.1985‬‬
‫د‪.‬فخري عبد الرزاق الحديثي – األعذار القانونية المخففة لمعقوبة دراسة مقارنة – مطبعة‬ ‫‪-13‬‬
‫جامعة بغداد – ‪.1979‬‬
‫د‪.‬فيد ىادي حبتور – ظروف الجريمة وآثارىا في تقدير العقوبة دراسة مقارنة – دار‬ ‫‪-14‬‬
‫الجامعة الجديدة –االسكندرية‪.2010 -‬‬
‫‪ 1‬د‪ .‬ماىر عبد شويش الدرة – شرح قانون العقوبات القسم الخاص – العاتك لصناعة‬ ‫‪-15‬‬
‫الكتب – القاىرة –بدون سنة نشر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫د‪.‬مصطفى كامل – شرح قانون العقوبات العراقي القسم العام – ط‪ – 1‬مطبعة المعارف –‬ ‫‪-16‬‬
‫بغداد – ‪. 1949‬‬
‫محمد أديب استانبولي‪ -‬موسوعة قانون العقوبات السوري والقوانين المتممة – ج‪ – 1‬ط‪-1‬‬ ‫‪-17‬‬
‫دار الفكر القضائي لممعموماتية – دمشق – ‪.1999‬‬
‫محمود إبراىيم إسماعيل – شرح األحكام العامة في قانون العقوبات – دار الفكر العربي –‬ ‫‪-18‬‬
‫القاىرة – ‪.1959‬‬
‫د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ -‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪ -‬جرائم االعتداء عمى‬ ‫‪-19‬‬
‫األشخاص‪ -‬دار النيضة العربية‪ -‬القاىرة‪.1978 -‬‬
‫د‪ .‬واثبة داود السعدي‪ -‬قانون العقوبات القسم الخاص‪ -‬و ازرة التعميم العالي والبحث‬ ‫‪-20‬‬
‫العممي‪ -‬جامعة بغداد – ‪.1989‬‬

‫ثانياً‪:‬الرسائل واالطاريح الجامعية‪.‬‬


‫عبد العزيز بن محمد احمد المنصوري –جرائم االب نحو ابناءه بين الشريعة االسالمية‬ ‫‪-1‬‬
‫والقوانين الوضعية دراسة مقارنة – رسالة ماجستير مقدمة الى معيد الدراسات العميا ‪ /‬اكاديمية‬
‫نايف العربية لمعموم االمنية – ‪. 2001‬‬
‫معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – السموك الالحق عمى إتمام الجريمة في القانون‬ ‫‪-2‬‬
‫الوضعي والشريعة اإلسالمية – رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة تكريت‬
‫– ‪.2008‬‬
‫ىدى سالم محمد االطرقجي – التكييف القانوني لمجرائم في قانون العقوبات العراقي دراسة‬ ‫‪-3‬‬
‫مقارنة – أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة الموصل – ‪.2000‬‬
‫نوال طارق إبراىيم العبيدي – جريمة قتل األم لطفميا حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار –‬ ‫‪-4‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة بغداد – ‪.2003‬‬
‫نوفل عمي عبد اهلل الصفو –سمطة القاضي في تخفبف العقوبة دراسة مقارنة‪ -‬رسالة‬ ‫‪-5‬‬
‫ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة الموصل – ‪.1996‬‬
‫ثالثاً‪ :‬البحوث العممية ‪.‬‬
‫د‪ .‬حسين عبد عمي عيسى‪ -‬جريمة قتل شخصين فأكثر في قانون العقوبات العراقي –‬ ‫‪-1‬‬
‫مجمة الرافدين لمحقوق‪ -‬مجمد ‪ -3‬السنة العاشرة ‪-‬عدد‪– 26‬سنة‪. 2005‬‬
‫د‪ .‬طاىر صالح العبيدي‪ -‬جريمة قتل االب ابنو عمدا وعقوبتيا دراسة مقارنة بين الشريعة‬ ‫‪-2‬‬
‫والقانون‪-‬المجمة العربية لمدراسات االمنية والتدريب‪ -‬مجمد‪ -15‬عدد ‪ -30‬بدون سنة نشر‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه‬

‫عادل عجيل عاشور – احكام الميراث وفقا لقانون االحوال الشخصية العراقي والشريعة‬ ‫‪-3‬‬
‫االسالمية دراسة مقارنة – مجمة اوروك – المجمد التاسع‪ -‬العدد الرابع – ‪.2016‬‬
‫عنصر استفزاز في القتل واإليذاء(دراسة‬ ‫عواد الجنابي ‪-‬المفاجأة بالزنى‬
‫قاسم تركي ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫مقارنة) – رسالة ماجستير مقدمة إلى مجمس كمية القانون‪ -‬جامعة بغداد‪.2004-‬‬
‫رابعاً ‪ :‬القوانين ‪.‬‬
‫‪ -1‬قانون العقوبات التونسي رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 1913‬المعدل بقانون ‪ 46‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ -2‬قانون العقوبات المصري رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون االحوال الشخصية الصري رقم (‪ )77‬لسنة ‪ 1943‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -4‬قانون العقوبات المبناني رقم (‪ )340‬لسنة ‪ 1943‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -5‬قانون العقوبات السوري رقم ‪ 148‬لسنة ‪ 1949‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -6‬القانون المدني العراقي رقم (‪ )40‬لسنة ‪ 1951‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -7‬قانون العقوبات الميبي رقم (‪ )48‬لسنة ‪ 1956‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -8‬قانون العقوبات االردني رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -9‬قانون العقوبات المغربي لسنة ‪ 1962‬المعدل‪.‬‬
‫قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫قانون الجزاء العماني رقم ‪ 7‬لسنة ‪ 1973‬الممغى ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫قانون العقوبات البحريني رقم (‪ )4‬لسنة (‪ )1976‬المعدل‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫قانون العقوبات السوداني لسنة ‪ 1991‬المعدل‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫قانون العقوبات اليمني رقم(‪ )19/3‬لسنة ‪ 1993‬المعدل‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫قانون العقوبات القطري رقم ‪ 11‬لسنة ‪. 2004‬‬ ‫‪-15‬‬
‫قانون الجزاء العماني رقم (‪ )7‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪-16‬‬

‫‪25‬‬

You might also like