Professional Documents
Culture Documents
7070م 0110ه
0
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
الممخص.
تعد جرائم القتل من اخطر انواع الجرائم كونيا تستيدف اىم حق لإلنسان ،لذلك تعمد
التشريعات الجنائية الى تغميظ العقاب عمى مرتكبيا أياً كانت غايتو ،غير ان ارتكاب تمك الجريمة
من في بعض صورىا عدىا المشرع ظرف مشدد وحاالت التشديد تمك تكاد تكون امر مسمم بو في
اغمب التشريعات ،ورغم حرص المشرع عمى تنظيم احكام تمك الجريمة بدقة عالية ،اال ان اغمب
التشريعات الجنائية قد اغفمت االشارة الصريحة الى حالة قتل االصل لفرعو ،لذلك تستحكم دراسة
تمك الحالة من جميع الجوانب والمقارنة بالتشريعات التي نظمت ذلك بصورة صريحة.
Abstract.
Murder is considered one of the most dangerous types of crimes, as it
targets the most important right of the human being. Therefore, criminal
legislation intends to punish the punishment for its perpetrator, whatever its
purpose, but the commission of that crime in some forms is considered by
the legislator as an aggravating circumstance, and these cases of
aggravation are almost a matter recognized in most legislations. And,
despite the legislator’s keenness to organize the provisions of that crime
with high accuracy, most criminal legislation has omitted the explicit
reference to the case of killing the parent of his branch.
كلمات مفتاحية:
قتل Murder
قتل االبن The son was killed
قتل االبFather was killed
المقدمة
شهدت جريمة القتل ابتدا ًء من قتل ابني ادم احدهما لآلخر وحتى وقتنىا الىراهن تاىورا هىا ً
تكاد التشريعات الجنا ية سواء عل الصعيد الداخلي او الدولي ان تقف عاجزة عن االحااة بجميع
صورها ,االمر الذي يتالب من الفقه ان يلعىب دور المهىم ىي تزويىد المشىرش وارشىاد الى كىل
التاورات الحاصلة بالمجتمع سلبا وايجاباً .ومن بين الجرا م التىي مىن الممكىن ان تقىع هىي جىرا م
القتل التي تحدث بين الفرش واالصل ،اذ تكاد تجمع التشىريعات الجنا يىة على اتخىاذ موقىف واحىد
تجا ارتكاب الفرش جريمة القتل تجا االصل من خ ل تشديد العقوبة عل الجاني ،اال ان موقىف
التشريعات الجنا ية لم يكن موحدا تجا جريمة قتل االصل لفرعه ،االمر الذي انعكس عل موقف
القضاء والفقه تجا هذ الجريمة.
1
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
والحقيقة ان هذا الخ ف التشريعي والفقهي لم يكن مقتصرا عل القوانين الجنا ية الوضىعية
،اذ سىىبو وان اختلىىف الفقىىه الشىىرعي تجىىا هىىذ الجريمىىة ،ىىالمتتبع الراء الفقىىه الجنىىا ي لعلمىىاء
الشىىريعة االس ى مية يجىىد مىىن بوضىىوف ذلىىا الخ ى ف بىىين المىىذاهب االس ى مية ،بىىل وحت ى ضىىمن
المذهب الفقهي الواحد ،حيث ذهبت المدارس الفقهية ال تبني اراء متعددة االمر الذي يعكس مدى
التعقيىىد الىىذي يكتنىىف هىىذ الجريمىىة .وبمىىا ان شىىراف الفقىىه الشىىرعي المتخصصىىين قىىد ا اضىىىوا
بشروحاتهم المعالجة الشرعية لهذ الجريمة ‘ ان دراستنا سوف تقتصر عل المعالجة التىي تبنتهىا
القوانين الوضعية تجا هذ الجريمة.
2
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
لغرض دراسة موضوع " المعالجة الجنائية لجريمة قتل االصل لفرعو " نرى بأن يكون ذلك
في ثالث مباحث ,وعمى النحو اآلتي:
المبحث االول :المعالجة وفق االحكام العامة لجريمة القتل العمد.
املطلب االول :احكام جرمية القتل العمد.
املطلب الثاين :التشريعات اليت اخذت باألحكام العامة جلرمية القتل العمد.
المبحث الثاني :المعالجة وفق احكام جريمة القتل المقترن بظرف مشدد.
املطلب االول :احكام الظرف املشدد.
املطلب الثاين :التشريعات اليت اخذت بأحكام الظرف املشدد.
المبحث الثالث :المعالجة وفق احكام جريمة القتل المقترن بعذر مخفف .
املطلب االول :احكام العذر املخفف.
املطلب الثاين :التشريعات اليت اخذت بأحكام العذر املخفف.
الخاتمة.
المبحث االول
المعالجة وفق االحكام العامة لجريمة القتل العمد
لغرض بيان موقف التشريعات التي تبنت معالجة جريمة قتل االصل لمفرع وفق االحكام
العامة لجريمة القتل العمد ،نجد من الضروري ان نتناول ذلك في مطمبين ،نبين في االول احكام
جريمة القتل العمد ،من ثم بيان موقف التشريعات التي تبنت ىذا االتجاه في مطمب ثاني ن وعمى
النحو االتي:
المطمب االول
احكام جريمة القتل العمد
3
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
لم يعرف المشررع الع ارقري القترل العمرد فري قرانون العقوبرات واكتفرى بترتيرب احكامرو ،لرذلك اخرذ
الفقو عمى عاتقو تعريف معنى القتل ،والقتل في الفقو الجنائي عبارة عن اعتداء عمرى الغيرر تترترب
()2 ()1
أو ىو إزىاق حياة إنسان بفعل إنسران آخرر ،عمرداً أو ىو سمب إنسان حق الحياة، عميو وفاتو،
()4
. أو عن خطأ ،وبدون وجو حق )3(،أو ىو عدوان عمى حياة إنسان بإماتتو
وعمى وجو العموم فالقتل عبارة عن إزىاق حياة إنسان آخرر خالفراً لمقرانون ،بقصرد جنرائي أو
بخطررأ ،أو ىرري حرمرران إنسرران إلنسرران آخررر مررن حياتررو خالف راً لمقررانون عمررداً أو بإىمررال .ومثررل ىررذا
التعريف يعتبر تعريفاً جامعاً لسمات جريمة القتل كافة ،التري بموجبيرا يمكرن عرزل جريمرة القترل عرن
غيرىا من الجرائم المماثمة التي تعتدي عمى حياة اإلنسان ،باعتبراره مجموعرة مرن القريم التري يحمييرا
قانون العقوبات .وبناءاً عمى التعاريف السابقة يمكن استخالص السمات التالية لجريمة القتل:
-1ىو الحرمان مرن الحيراة تحديرداً -2 .يتعمرق بحيراة إنسران -3 .لنفسرو أو لغيرره -4 .مخرالف
لمقانون -5 .يرتكب بقصد جنائي أو بخطأ(.)5
وعمررى الرررغم مررن ان جريمررة القتررل العمررد جريمررة ايجابيررة يتوصررل الجرراني الررى تحقيررق نتيجتررو
الجرمية بعمل ايجابي ،اال ان ذلك ال يمنع من ان تتحقق بطريق سمبي عن طريق الترك واالمتناع
،وامثمررة ذلررك كثي ررة كمررا فيرري حالررة االم الترري تمتنررع عررن اطعررام وليرردىا او تمتنررع عررن قطررع الحبررل
السري ،فالنتيجة التي تحققت بذلك كان من الممكن تحققيا بالخنق او بإعطاء مادة سامة (.)6
( ) 1د .محمود نجيب حسني -شرح قانون العقوبات القسم الخاص -جرائم االعتداء عمى األشخاص -دار النيضة
العربية -القاىرة -1978 -ص .7
()2حسنين إبراىيم صالح عبيد -جرائم االعتداء عمى األشخاص -دار النيضة العربية -القاىرة -1983 -ص
.9
( )3عوض محمد -جرائم األشخاص واألموال -دار المطبوعات الجامعية -اإلسكندرية -1985 -ص .5
( )4عمي حسن الشرفي -دروس في جرائم االعتداء عمى األشخاص -بدون تحديد مكان وزمان النشر -ص .11
( )5د .حسين عبد عمي عيسى -جريمة قتل شخصين فأكثر في قانون العقوبات العراقي – مجمة الرافدين
لمحقوق -مجمد -3السنة العاشرة -عدد– 26سنة – 2005ص. 355
( )6المستشار عزت حسنين – جرائم القتل بين الشريعة والقانون دراسة مقارنة -الييئة المصرية العامة لمكتاب-
– 1993ص.13
4
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
ولكي تتحقق جريمة القتل العمد ،يجب ان تتحقق اركانيا وىي كل من الرركن المرادي والرركن
المعنرروي ،وركررن المحررل والررذي يتمثررل بإنسرران عمررى قيررد الحيرراة ،وألىميررة الررركن االخيررر سررنتناولو
بالتفصرريل دون الررركنين االول والثرراني ،ذلررك ان د ارسررتنا تتركررز عمررى صررفة المجنررى عميررو وعالقتررو
بالجاني.
فالقتل العمد يقع عمى حق االنسان بالحياة ولذلك فان محل االعترداء فري جريمرة القترل العمرد
ىررو االنسرران الحرري ،أي يجررب ان يكررون المجنررى عميررو عمررى قيررد الحيرراة عنررد ارتكرراب فعررل القتررل ،
والحقيقررة ان قررانون العقوبررات لررم يبررين المحظررة الترري يعررد فييررا االنسرران مولررودا ،اذ ان ىررذا التحديررد
()1
،فيرري المحظرة الترري تبرين لنررا ىررل ان يرؤدي الررى اخرتالف فرري االحكرام الخاصررة بالحمايررة الجنائيرة
المجنررى عميررو انسرران ام جنررين ،ولتحديررد ذلررك يسررتمزم منررا العررودة الررى احكررام القررانون المرردني والررذي
()2
،وبررذلك فرران قتررل نررص عمررى انررو ":تبرردأ شخصررية االنسرران بتمررام والدتررو حيررا الررى حررين وفاتررو"
االصل لفرعو ينطبق عميو وصف جريمة قترل مترى مرا تمرت الروالدة ،وال يشرترط فري المولرود قابميترو
لمحياة لكي يكون محال لمحماية التي نص عمييا القانون عند تنظيمو لجريمة القتل ،اذ يستوي بذلك
ان يكون المجنى عميو بصحة جيدة او ان يكون مصابا بمررض او عمرة ترودي برو الرى المروت حتمرا
(.)3
ام ررا اذا ك رران ال ير رزال جنين ررا في ررو يخض ررع لمحماي ررة الجنائي ررة الخاص ررة باإلجي رراض ،بمعن ررى ان
المشرع يحمي الجنرين بالنصروص التري تعاقرب عمرى االجيراض ،فرالحق فري الحيراة يختمرف اذا كران
االنسرران جنينررا عمررا اذا كرران مسررتقال عررن جسررم امررو ،فحيرراة الجنررين حيرراة مسررتقبمية احتماليررة بينمررا
تعتبر حياة المولود الذي يولد حيا حياة يقينية تخضع لحماية المشرع التي اوجبيا ضد القتل والجررح
()4
وبغررض النظررر عررن كررون المجنررى عميررو قررد كرران جنينررا ام انسررانا ميمررا كرران سررنو وااليررذاء العمررد ،
فرران ذلررك ال يررؤثر عمررى طبيعررة عالقتررو بأبويررو ،ففرري المحصررمة النيائيررة يبقررى ىررو الفرررع وابويررو ىررم
( )1د .ماىر عبد شويش الدرة – شرح قانون العقوبات القسم الخاص – العاتك لصناعة الكتب – القاىرة –بدون
سنة نشر -ص .131
( )2المادة ( )34من القانون المدني العراقي رقم ( )40لسنة 1951المعدل.
( )3د .ماىر عبد شويش الدرة – مصدر سابق – ص .132
( )4د .واثبة داود السعدي -قانون العقوبات القسم الخاص -و ازرة التعميم العالي والبحث العممي -جامعة بغداد –
-1989ص.105
5
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
االصل بوجوده .غير ان المشرع لم يبين لنا المراد باألصل فيل ىي مقتصرة عمى االب واالم فقرط
ام تشمل ما عالىم من اصول ؟
يررذىب جانررب مررن ش رراح القررانون الجنررائي الررى تبنرري رأي وىررو ال ررأي الررذي نؤيررده الررى ان
اصول الشخص تعني االب وان عمى واالم وان عمت ويشمل كذلك اصوليما الشرعيين من الجيتين
وان لم ينص قانون العقوبات عمى ذلك(.)1
وبررذلك فرران االحكررام الترري يرتبيررا القررانون عمررى الج ررائم الترري تقررع مررن االصررل تجرراه الفرررع او
بالعكس ال تنتج اثارىا اذا كان االصل وتحديدا االب ىو اب غير شرعي أي انرو ال تربطرو برأم ابنرو
عالقرة شرررعية ( ،)2وىررو امررر طبيعري ،غيررر ان ىررذا االمررر ال ينطبرق عمررى االم وعالقتيررا بطفميررا او
جنينيا ،اذ ان القانون الجنائي رتب بعض االثار عمى الجرائم التي تقع من االصل تجاه الفرع رغم
انعدام الصمة الشرعية ،وىو ما سنبينو في ثنايا البحث .
ورغرم خصوصرية العالقررة برين االصرل والفرررع سرواء اكانرت بررين االبرن واالب وان عمرى او بررين
االبررن واالم وان عمررت تفترررض ان تكررون عمررى قرردر عررالي مررن االحتررام والمررودة والوئررام ،اال ان لكررل
قاعرردة ش رواذ فرراذا مررا تررم ارتكرراب فعررل مجرررم مررن قبررل االصررل تجرراه الفرررع فرران المعالجررة التش رريعية
الجنائية اخذت بمعالجة ذلرك وفرق االحكرام العامرة لجريمرة القترل ،وبمعنرى ادق ان المشررع فري مثرل
ىذه الصورة من الجريمة لم يعر لصمة الق اربرة برين الجراني والمجنرى عميرو أي اىميرة ،أي لرم يعطري
دور لتمك الصمة في تشديد او تخفيف العقوبة التي تطال الجاني وىذا ما سرارت عميرو مجموعرة مرن
التشريعات الجنائية والتي سنبينيا في المطمب التالي.
المطمب الثاني
6
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
اخذت العديد من التشريعات عمى عاتقيا تطبيق االحكام العامة لجريمة القتل العمد الغير
مقترنة بظرف مشدد فيما يتعمق بالعقوبة التي يفرضيا المشرع عمى االصل الذي يقتل فرعو ولبيان
ذلك سنتناول موقف المشرع العراقي ومن ثم موقف التشريعات المقارنة ،وكما يأتي:
نظم المشرع العراقي عقوبة جريمة القتل العمد في المادة ( )405من قانون العقوبات والتي
نصت عمى انو ":من قتل نفسا عمدا يعاقب بالسجن المؤبد او المؤقت" ،وىذا يعني ان المشرع
العراقي لم يأخذ بعقوبة االعدام في حال ارتكاب جريمة القتل العمد مالم تقترن بأحد الظروف
المشددة والتي نضميا المشرع في المادة التالية لممادة اعاله والتي نصت عمى انو – 1 ":يعاقب
باالعدام من قتل نفسا عمدا في احدى الحاالت التالية:أ – اذا كان القتل مع سبق االصرار او
الترصد.ب – اذا حصل القتل باستعمال مادة سامة ،او مفرقعة او متفجرة.ج – اذا كان القتل لدافع
دنيء او مقابل اجر ،او اذا استعمل الجاني طرقا وحشية في ارتكاب الفعل .د – اذا كان المقتول
من اصول القاتل.ىر -اذا وقع القتل عمى موظف او مكمف بخدمة عامة اثناء تأدية وظيفتو او
خدمتو او بسبب ذلك.و – اذا قصد الجاني قتل شخصين فاكثر فتم ذلك بفعل واحد .ز – اذا اقترن
القتل عمدا بجريمة او اكثر من جرائم القتل عمدا او الشروع فيو.ح – اذا ارتكب القتل تمييدا
الرتكاب جناية او جنحة معاقب عمييا بالحبس مدة ال تقل عمى سنة او تسييال الرتكابيا او تنفيذا
ليا او تمكينا لمرتكبيا او شريكو عمى الفرار او التخمص من العقاب.ط – اذا كان الجاني محكوما
عميو بالسجن المؤبد عن جريمة قتل عمدي وارتكب جريمة قتل عمدي او شرع فيو خالل مدة تنفيذ
العقوبة – 2.وتكون العقوبة االعدام او السجن المؤبد في االحوال التالية:أ – اذا قصد الجاني قتل
شخص واحد فادى فعمو الى قتل شخص فأكثر.ب – اذا مثل الجاني بجثة المجنى عميو بعد
موتو.ج – اذا كان الجاني محكوما عميو بالسجن المؤبد في غير الحالة المذكورة في الفقرة ( – 1
()1
ومن خالل ما تقدم يتبين ط ) من ىذه المادة وارتكب جريمة قتل عمدي خالل مدة تنفيذ العقوبة"
لنا ان المشرع قد جعل من جريمة قتل الفرع لالصل ظرفا مشددا ولم يجعل من جريمة قتل االصل
لمفرع ظرفا يستوجب التشديد وبذلك فان الجاني يعاقب وفق احكام المادة ( )405مالم يتوافر ضرف
7
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
مخفف او معف ي من العقاب ،كما لو ارتكب االصل جريمة القتل دفاعا عن النفس وىو ما نظمو
المشرع ضمن حق الدفاع الشرعي في احكام اسباب االباحة.
عاقب المشرع المصري في قانون العقوبات جريمة قتل االصل لفرعة وفق االحكام العامة
لجريمة القتل من خالل النص عمى انو ":كل من قتل نفساً عمداً مع سبق اإلصرار عمى ذلك أو
()1
ولم يجعل المشرع من صمة الفرع باالصل ميزة لمتشديد وبذلك ساوى بين الترصد يعاقب باإلعدام
ان تكون ىنالك صمة قرابة من عدميا في تطبيق عقوبة الجريمة .وكذلك االمر بالنسبة لقانون
العقوبات القطري ،والذي نص عمى انو ":يعاقب باالعدام كل من قتل نفسا في احدى الحاالت
()2
وبذا يتضح ان التشديد يكون في حالة التالية -3....:اذا وقع القتل عمى احد اصول الجاني"
قتل الفرع لالصل وليس العكس.
وقد اخذ المشرع االردني بذات االتجاه الذي سار عميو المشرع العراقي والمصري من خالل
()3
،وجاء النص عمى انو ":من قتل انسانا قصدا عوقب باالشغال الشاقة خمس عشرة سنة "
()4
،وىو ذات االتجاه الذي تبناه احكام التشديد لمعقوبة في حال ارتكبت من قبل الفرع تجاه االصل
()8 ()7 ()6 ()5
،وال يفوتنا ان نذكر ،والسوداني ،والمغربي ،وكذلك التشريع التونسي المشرع البحريني
8
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
بأن موقف التشريعات التي نحت ىذا المنحى ساوت بين ان تكون جريمة القتل قد وقعت من االم
او االب تجاه االبن او البنت ،فالعقوبة تكون وفق االحكام العامة لجريمة القتل العمد .
المبحث الثاني
لغرض بيان المعالجة الجنائية لمتشريعات التي عدت جريمة قتل االصل لفرعو جريمة مقترنة
بظرف مشدد ،نجد انو من االنسب ان نبين احكام الضرف المشدد بشيء من االيجاز ومن ثم
بيان موفق التشريعات التي تأخذ بو في نطاق الجريمة مضمون البحث ،وذلك في مطمبين وكما
يأتي:
المطمب االول
احكام الظرف المشدد
عرف شراح القانون الجنائي الظروف المشددة بتعاريف متعددة ,ومن بين ىذه التعاريف ىو
أنيا " :ظروف يتعين فييا عمى القاضي -أو يجوز لو – أن يعاقب الجاني في حاالت محددة
قانوناً بعقوبة اشد نوعاً أو مقدا اًر من العقوبة المقررة لمجريمة أصالً ,أو يجاوز مقدارىا الحد
األقصى المقرر قانوناً لعقوبة ىذه الجريمة"( ,)1كما وتعرف بأنيا "عناصر إضافية تابعة ,تمحق أو
تقترن بأحد العناصر المكونة لمجريمة فتضفي عميو وصفاً جديداً يرتب أث اًر مشدداً في جسامة
()2
,وتعرف كذلك بأنيا" :ظروف قرر القانون وجودىا وعمق عمييا أىمية خاصة الجريمة وعقوبتيا"
ألنيا إذا رافقت إحدى الجرائم كانت سبباً في رفع العقوبة المنصوص عنيا في القانون فوق الحد
األعمى"( , )3ومن خالل التعارف السابقة يتبين أن الظروف المشددة ىي عناصر تابعة لمعناصر
المكونة لمجريمة ,من شأنيا تشديد العقوبة وتغيير تكييف الجريمة حسب شدتيا ,وال يشترط أن
تكون تمك الظروف أفعاالً ألنيا قد تكون صفات شخصية كصفة الخادم في جريمة السرقة(.)4
( )1د.احمد شوقي عمر أبو خطوة – شرح األحكام العامة لقانون العقوبات -دار النيضة العربية -القاىرة -
–2007ص .741
( )2د .صباح عريس – مصدر ساب الظروف المشددة في العقوبة – ط – 1المكتبة القانونية – بغداد –
–2002ص.44
( )3د.عبد الوىاب حومد – الحقوق الجزائية العامة – مطبعة الجامعة السورية – -1956ص.505
( )4ىدى سالم محمد االطرقجي – التكييف القانوني لمجرائم في قانون العقوبات العراقي دراسة مقارنة – أطروحة
دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة الموصل – -2000ص.121
9
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
والظروف المشددة قد تكون ظروف قانونية وىي التي نص عمييا القانون ,أو تكون ظروف
قضائية وىي العوامل الداخمية التي تؤثر عمى قناعة القاضي فتجعمو يحكم بعقوبة أكثر من حدىا
األدنى( .)1كما وتنقسم الظروف القانونية المشددة لمعقاب بحسب نطاق تطبيقيا إلى ظروف مشددة
عامة ( , )2تنطبق عمى كل الجرائم ,ويرد ذكرىا في القسم العام من قانون العقوبات ,وظروف
مشددة خاصة تنطبق عمى جريمة معينة دون سواىا ,ويرد ذكرىا في القسم الخاص من قانون
العقوبات ( .)3كما وتنقسم الظروف المشددة تبعاً لطبيعة فحواىا إلى ظروف موضوعية وظروف
شخصية ,فالموضوعية ىي التي تمتصق بماديات الجريمة أي بركنيا المادي ,وتضاف إليو
لتصبح جزءاً منو ,أما الظروف الشخصية فيي التي تتصل بشخص مرتكب الفعل أو بجانبيا
المعنوي ,ومن أمثمة الظروف المتعمقة بالجانب الشخصي ىو ظرف سبق اإلصرار(.)4
وفيما يتعمق باثر الظرف المشدد لمعقاب فانو يرتب أثران األول مطمق ويتعمق بمقدار العقوبة ,
والثاني نسبي ويتعمق بالوصف القانوني لمجريمة ,ففيما يتعمق بمقدار العقوبة فأن أثر التشديد
يتمثل برفع مقدار ىذه العقوبة أو استبداليا بأخرى أشد منيا ,ويحدد المشرع مقدار التشديد في
القسم الخاص من قانون العقوبات وقد يكتفي أحياناً بإحالة أمر التشديد إلى القسم العام منو(.)5
أما بخصوص أثر تمك الظروف عمى الوصف القانوني لمجريمة ,فقد انقسمت آراء الفقياء إلى
رأيين ,يذىب األول إلى التفرقة بين أسباب التشديد الوجوبي كظرف اإلكراه في جريمة السرقة ,
وبين أسباب التشديد الجوازي كظرف العود ,ويذىب إلى تكييف الجريمة حسب شدتيا إذ تتحول
من جنحة إلى جناية إذا كان سبب التشديد وجوبياً أما إذا كان سبب التشديد جوازي فأن الجريمة
تبقى عمى أصميا من الجسامة ,وال يتغير نوعيا ألن القاضي حر في األخذ بالتشديد أو تركو(.)6
( )1د.مصطفى كامل – شرح قانون العقوبات العراقي القسم العام – ط – 1مطبعة المعارف – بغداد – – 1949
ص .286
( )2ينظر نص المادة ( )135من قانون العقوبات العراقي المعدل.
( )3د.صباح عريس – مصدر سابق – ص.45
( )4د.احمد شوقي عمر أبو خطوة – مصدر سابق – .742
( )5معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – السموك الالحق عمى إتمام الجريمة في القانون الوضعي والشريعة
اإلسالمية – رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة تكريت – –2008ص .121,120
( )6ىدى سالم محمد االطرقجي –مصدر سابق -ص .125
10
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
بينما يذىب الرأي الثاني إلى أن التشديد سواء كان وجوبياً أم جوازياً ,فأنو يغير من وصف
الجريمة ,إذ تتحول إلى الوصف األشد تبعاً لنوع العقوبة التي قضت بيا المحكمة ,ألن الجريمة
المتأرجحة في وصفيا تكون جناية أو جنحة بحسب العقوبة التي سيقضى بيا(.)1
ومن خالل ما تقدم نستنتج بأن الظروف المشددة لمعقاب بنوعييا الوجوبية والجوازية من شأنيا
أن تغير وصف الجريمة ,وصيرورتيا إلى نوع آخر آلت إليو بعد التشديد ,ويعود السبب إلى أن
التشديد في كال الحالتين معناه أن القانون ىو الذي قرر عقوبة الجريمة ( ,)2وىو الذي حدد نوعيا
تبعا لمعقوبة األشد(.)3
المطمب الثاني
التشريعات التي اخذت بأحكام الظرف المشدد
سبق وان ذكرنا بأن التشريعات الجنائية قد تباين في معالجة جريمة قتل االصل لفرعو
عمدا ،ولذلك نجد ان بعض التشريعات اخذت عمى عاتقيا تشديد العقوبة ،ولغرض بيان احكام
النصوص العقابية نرى ان نتناوليا وفق االتي:
اوال :قانون العقوبات السوري والمبناني.
نصت المادة ( )533من قانون العقوبات السوري عمى انو ":من قتل انسانا قصدا عوقب
باالشغال الشاقة من خمس عشر سنة الى عشرين سنة " ،ثم شدد في المواد التالية ليا من عقوبة
الجريمة من خالل النص عمى انو :يعاقب باالعدام عمى القتل قصدا اذا ارتكب -3 ..... :عمى
()4
،وىذا يعني ان العقوبة تكون مغمضة اذا كان الجاني ىو اصل احد اصول المجرم او فروعو "
لممجنى عميو ،ومما يالحظ عمى النص السابق ان المشرع السوري قد ساوى بين ان يكون الجاني
ىو االصل او الفرع تجاه الطرف االخر ،كما وانو عمومية النصل تشمل االصل وان عمى والفرع
فأي كان جنس الجاني او
وان نزل ،وال فرق بين جنس الجاني والمجنى عميو في ىذه الجريمة ً ،
المجنى عميو فان احكام التشديد تنطبق عميو.
اما قانون العقوبات المبناني فقد نص عمى انو ":من قتل انسانا قصدا عوقب باالشغال
()5
،ثم نص ف المادة التالية ليا عمى انو ":يعاقب الشاقة من خمس عشرة سنة الى عشرين سنة"
( )1د.عبد الحميد الشواربي – الظروف المشددة والمخففة لمعقاب – دار المطبوعات الجامعية -اإلسكندرية –
– 1986ص .20
( )2معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – مصدر سابق – ص .121
( )3نصت المادة ( )23من قانون العقوبات العراقي عمى أنو ... " :ويحدد نوع الجريمة بنوع العقوبة األشد المقررة
ليا في القانون"...
( )4المادة ( )535من قانون العقوبات السوري رقم 148لسنة 1949المعدل.
( )5المادة ( )547من قانون العقوبات المبناني رقم ( )340لسنة 1943المعدل.
11
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
()1
ن وىو باالعدام عمى القتل قصدا اذا ارتكب -1 :عمدا ....عمى احد اصول المجرم او فروعو"
توجو تشريعي يكاد مطابق لما اخذ بو المشرع السوري ،وفي الحقيقة يبدو ان المشرع السوري قد
اقتبس كثي ار من احكامو من قانون العقوبات المبناني كونو اسبق بالصدور من جية وكون البمدين
متقاربين بالثقافة والطبيعة وحتى النسيج االجتماعي فضال عن خضوعيما لذات الدولة
االستعمارية.
ثانيا :قانون العقوبات العماني والميبي.
نظم قانون الجزاء العماني جرائم القتل العمد ،من خالل النص عمى انو ":يعاقب بالسجن
المطمق كل من قتل انسانا عمدا .يعتبر انسان لتطبيق احكام ىذا القانون كل مولود نزل حيا من
احشاء امو " ( ،)2وبذلك يكون المشرع العماني قد حسم الخالف حول المحظة التي يعد فييا المولود
انسانا وليس مجرد جنين .ورغم ان قانون الجزاء العماني الممغي قد نص عمى تشديد عقوبة القتل
العمد في حاالت محددة ومن ضمنيا حالة قتل االصل لمفرع او العكس من خالل النص عمى انو
":يعاقب باالعدام عمى القتل قصدا اذا ارتكب -1 :عمى احد اصول المجرم او فروعو "( .)3اال
انو عدل عن ىذا الموقف وجعل التشديد محصور بجريمة قتل الفرع الصمو وليس العكس ،االمر
الذي يعكس مدى االرباك التي تسببو تمك الجريمة خاصة اذ ما ابتغى المشرع الترجيح بين
المصالح المتعارضة .
اما فيما يتعمق بموقف قانون العقوبات الميبي فانو نظم جريمة القتل العمد من خالل النص
()4
، عمى انو ":كل من قتل نفسا عمدا مع سبق االصرار عمى ذلك او الترصد يعاقب باالعدام "
وبعد ان بين المقصود باالصرار والترصد نظم احكام القتل بدون سبق اصرار او ترصد من خالل
النص عمى انو ":من قتل عمدا من غير سبق اصرار وال ترصد يعاقب بالسجن المؤبد او السجن
.واذا وقعت الجريمة ضد االصول او الفروع او الزوج او االخ او االخت او كان الدافع الرتكابيا
()5
،فداللة اسبابا تافية او وضيعة او ارتكبت بغمظة وتوحش تكون العقوبة السجن المؤبد"....
12
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
النص واضحة عمى التشديد من خالل جعل العقوبة السجن المؤبد في الحاالت انفة الذكر والتي
من بينيا كون الجاني احد اصول المجنى عميو.
المبحث الثالث
لغرض بيان المعالجة الجنائية لمتشريعات التي عدت جريمة قتل االصل لفرعو جريمة مقترنة
بعذر مخفف ،نجد انو من االنسب ان نبين احكام العذر المخفف بشيء من االيجاز عمى السياق
الذي تناولناه في المبحث السابق ،ومن ثم بيان موفق التشريعات التي تأخذ بيذا االتجاه في نطاق
الجريمة مضمون البحث ،وذلك في مطمبين وكما يأتي:
المطمب االول
احكام العذر المخفف
تعرف األعذار المخففة لمعقاب بتعريفات متعددة ومن بين ىذه التعريفات أنيا " ظروف تخفف
المسؤولية وبالنتيجة تخفف العقوبة ,ويمكن وصفيا بأنيا ظروف مخففة عرفيا القانون ونص عمييا
()1
كما وتعرف بأنيا" ظروف منصوص عمييا في القانون والتي تستمزم عند توافر خصيصاً"
()2
وتعرف كذلك بأنيا "حاالت حددىا الشارع عمى شروطيا تخفيف العقوبة المقررة قانوناً لمجريمة"
سبيل الحصر يمتزم فييا القاضي بأن ييبط بالعقوبة المقررة لمجريمة وفقاً لقواعد معينة في
القانون"(.)3
واألعذار القانونية المخففة لمعقاب قد تكون عامة تشمل كل الجرائم ولذلك يطمق عمييا باألعذار
المخففة العامة ,أو تكون خاصة بجرائم معينة دون سواىا ويطمق عمييا باألعذار المخففة الخاصة
فال يتحقق أثرىا المخفف لمعقوبة إال بالنسبة لمجريمة الخاصة بيا ( .)4وقد نص المشرع العراقي
( )1د.فيد ىادي حبتور – ظروف الجريمة وآثارىا في تقدير العقوبة دراسة مقارنة – دار الجامعة الجديدة –
االسكندرية – 2010 -ص .66
( )2د.اشرف رمضان عبد الحميد -نحو بناء نظرية عامة لحماية األسرة جنائياً -ط -1دار النيضة العربية -
بيروت – 2006-ص .88
( )3د.فيد ىادي حبتور – مصدر سابق – ص .66
( )4حسين الشيخ محمد الباليساني -النظرية العامة لجريمة االمتناع دراسة مقارنة – مطبعة الثقافة – اربيل –
– 1998ص.324
13
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
عمى صورتين لألعذار العامة المخففة لمعقاب ,وىما االستفزاز الخطير من جانب المجنى عميو
الشريف عمى ارتكاب الجريمة(.)2 ()1
بغير وجو حق والباعث
وقد يمتبس عمى البعض التمييز بين العذر المخفف والظرف المخفف ،فاالخيرة تعرف بأنيا
"تمك الظروف والوقائع التي تدعو إلى اخذ الجاني بالرأفة وتخفيف العقوبة عميو حالة اقترانيا
()3
كما وتعرف بأنيا "عناصر أو وقائع تبعية تضعف من جسامة الجريمة وتكشف عن بالجريمة"
ضآلة خطورة فاعميا وتستتبع تخفيف العقوبة إلى اقل من حدىا األدنى ,أو الحكم بتدبير يناسب
تمك الخطورة" ( ,)4وتتفق الظروف المخففة مع األعذار المخففة من حيث األثر ,إذ يترتب عمى
كمييما تخفيف العقوبة إلى ما دون حدىا األدنى ,كما إنيما ينقصان من جسامة الجريمة دون أن
يؤثر ذلك عمى تكييفيا القانوني ,ويتفقان كذلك في الكشف عن ضآلة الخطورة اإلجرامية لمجاني(.)5
غير أن ىذا التشابو ال يحول دون وجود خالفات جوىرية بين النظامين ,إذ من الممكن
إجمال أوجو الخالف بين األعذار القانونية المخففة والظروف القضائية المخففة عمى محورين
وىما:
-1من حيث األساس الفمسفي ,فمن حيث أساسيا الفمسفي فأن األعذار المخففة يحددىا المشرع
عمى سبيل الحصر وبموجبيا يمزم القاضي بالتخفيف ,عمى خالف الظروف المخففة التي لم
يحددىا المشرع عمى سبيل الحصر ,وترك أمر استخالصيا لسمطة وقناعة القاضي التقديرية ,
-2من حيث األثر المترتب عمييا فأن األعذار القانونية تخفف العقوبة إلى ما دون حدىا األدنى
المقرر لمجريمة أما الظروف فتخفف العقوبة إلى حدىا األدنى المقرر لمجريمة (.)6
() 1الباعث ىو" مجموعة عوامل نفسية صادرة عن إحساس الشخص وميولو وعواطفو تدفعو إلى إتيان فعل معين"
وفي حالة ارتكاب الجريمة يعد الباعث عامالً نفسياً صاد اًر عن إحساس الجاني وميمو إلى ارتكابيا ,أما الدافع فيو
عبارة عن" عوامل تنبع عن العقل والتفكير واالستخالص الذىني اليادئ وىي بذلك ليست وليدة االندفاع والغرائز
والعواطف "؛ نوال طارق إبراىيم العبيدي – جريمة قتل األم لطفميا حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار – رسالة
ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كمية القانون جامعة بغداد – – 2003ص.98
( )2نصت الفقرة األولى من المادة ( )128من قانون العقوبات العراقي عمى أنو ..." :وفيما عدا ىذه األحوال يعتبر
عذ اًر مخففاً ارتكاب الجريمة لبواعث شريفة أو بناء عمى استفزاز خطير من المجنى عميو بغير حق".
وقضاء – دار الفكر الحديث لمطبع
ً ( )3حسن البغال – الظروف المشددة والمخففة في قانون العقوبات فقياً
والنشر -1957 -ص.11
( )4معمر خالد عبد الحميد سالمة الجبوري – مصدر سابق – ص.122
( )5د.فخري عبد الرزاق الحديثي – األعذار القانونية المخففة لمعقوبة دراسة مقارنة – مطبعة جامعة بغداد –
-1979ص .119
( )6د.فيد ىادي حبتور – مصدر سابق – ص .72
14
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
ويتضح مما تقدم أن نظام األعذار المخففة وسيمة لمتفريد القانوني ,في حين أن نظام الظروف
المخففة وسيمة لمتفريد القضائي ,إذ يكون لمقاضي سمطة استخالص تمك الظروف تبعاً لتقديره
لظروف ومالبسات الجريمة المعروضة (.)1
والحقيقة ان العذر المخفف يرتب اثران احدىما عمى العقوبة واالخر عمى الوصف القانوني
لمجريمة ,وفيما يتعمق بأثرىا عمى العقوبة فيتجسد حتماً عمى تخفيفيا ( ,)2ولكن قد يتبادر إلى
الذىن تساءل وىو ىل أن ذلك التخفيف يقتصر عمى العقوبة األصمية أم انو يمتد إلى العقوبة
التبعية والتكميمية ؟
ولإلجابة عمى التساؤل السابق نجد أن العذر المخفف يوجب تخفيف العقوبة إلى الحد الذي
نص عميو القانون بدالً من العقوبة األصمية المقررة ,أي اليبوط بمقدار العقوبة إلى ما دون حدىا
األدنى مع التزام المحكمة بعدم تجاوز الحدود التي بينيا المشرع( .)3وتبعاً لذلك يمتد اثر العذر
المخفف إلى العقوبة التبعية الرتباطيا بالعقوبة األصمية التي استبعدت بالعذر المخفف ,إال أن اثر
العذر المخفف ال يؤثر عمى العقوبة التكميمية وذلك ألنيا مرتبطة بالجريمة التي ال تتغير أحكاميا
بوجود العذر المخفف(.)4
واألعذار المخففة لمعقاب يقررىا المشرع في الجنايات والجنح دون المخالفات ,فال حاجة
لتخفيف األخيرة الن الحد األدنى لعقوبتيا منخفض بذاتو ,ويكون لمقاضي حرية تقدير العقوبة
والنزول بيا في حدود النص القانوني دون الحاجة إلى االستناد عمى عذر قانوني(.)5
أما بالنسبة ألثر العذر المخفف عمى الوصف القانوني لمجريمة فقد قيل فيو آراء ثالث وىي
كاألتي :
-1يذىب الرأي األول إلى أن العبرة في العقوبة التي نص عمييا المشرع وخاطب بيا القضاء
ليحكم بتمك العقوبة ,فإذا أخذ القاضي بالعذر المخفف المنصوص عميو قانوناً خففت
( )1د.أكرم نشأت إبراىيم – الحدود القانونية لسمطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة دراسة مقارنة – مكتب دار
الثقافة لمنشر والتوزيع – عمان– 1996-ص .156
( )2ينظر نص المواد ( )132- 131- 130- 129 -128من قانون العقوبات العراقي.
( )3نوفل عمي عبد اهلل الصفو –سمطة القاضي في تخفبف العقوبة دراسة مقارنة -رسالة ماجستير غير منشورة
مقدمة إلى كمية القانون جامعة الموصل – – 1996ص .52
( )4د.احمد شوقي عمر أبو خطوة – مصدر سابق – ص .733
( ) 5إن التشريع الجنائي السوري يشمل في األعذار المخففة جميع أنواع الجرائم حسب جسامتيا من جنايات وجنح
ومخالفات بحسب نص المادة( , )241وكذلك الجزائري بحسب نص المادة( )53من قانون العقوبات الجزائري.
15
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
العقوبة وخفف تبعاً ليا الوصف القانوني لمجريمة ,ألن نوع الجريمة مرتبط بنوع العقوبة
المحكوم بيا(.)1
-2يميز الرأي الثاني بين أن يكون سبب التخفيف ىو عذر منصوص عميو في القانون أو
يكون سبب التخفيف راجعاً إلى ظرف قضائي ( ,)2ففي الحالة األولى تُعد الجريمة بوصفيا
األخف الذي آلت إليو ألن المشرع ىو الذي ربط العقوبة وحددىا بنص القانون ,أما في
الحالة الثانية فان التخفيف ال يغير من وصف الجريمة ألن القاضي ىو الذي قدر ظروف
وبناء عمى ذلك قرر تخفيفيا.
ً الرأفة مبدياً فييا رأيو ,
-3يذىب الرأي الثالث إلى أن الجريمة تبقى عمى وصفيا األشد في كل األحوال سواء كان
التخفيف لعذر قانوني أم لظرف قضائي ,إذ أن العبرة بنوع الجريمة في أصميا ال بشخص
مرتكبيا ,وكذلك الن المشرع عند تصنيفو لمجرائم يأخذ بنظر االعتبار األفعال في ذاتيا
()3
,ونؤيد الرأي األخير التفاقو مع نصوص بغض النظر عن األشخاص المقترفين ليا
قانون العقوبات العراقي(.)4
المطمب الثاني
التشريعات التي اخذت بأحكام العذر المخفف
بعد ان بينا معالجة التشريعات الجنائية لمجريمة محل البحث والتي انقسمت بين تشريعات
تعاقب عمى ذات عقوبة الجريمة التي ترتكب تجاه غير الفرع ،وبين اخرى عدت من عالقة الفرع
باصمو ظرفا يستوجب تغميظ العقوبة ،ولغرض بيان موقف التشريعات التي عدت من تمك الصمة
عذ ار مخففاً بذاتيا او بتوافر ظروف اخرى نرى ان نتناول تمك المعالجة في محورين ،نبين في
( )1محمود إبراىيم إسماعيل – شرح األحكام العامة في قانون العقوبات – دار الفكر العربي – القاىرة – 1959
– ص .72,71
( )2ميز قانون العقوبات السوري بين أن يكون سبب تخفيف العقوبة راجعاً إلى عذر قانوني أو ظرف قضائي ,فال
يتغير الوصف القانوني إذا أبدلت العقوبة المنصوص عمييا بعقوبة اخف عند األخذ باألسباب المخففة التي يقررىا
القاضي بناءاً عمى سمطتو التقديرية ,بينما إذا كان التخفيف راجعاً إلى عذر قانوني فمن شان ذلك العذر تغيير
الوصف القانوني لمجريمة.؛ محمد أديب استانبولي -موسوعة قانون العقوبات السوري والقوانين المتممة – ج– 1
ط -1دار الفكر القضائي لممعموماتية – دمشق – –1999ص .697
( )3محمود إبراىيم إسماعيل – مصدر سابق– ص .72,71
( )4نصت المادة ( )23من قانون العقوبات العراقي عمى أنو ...":ويحدد نوع الجريمة بنوع العقوبة األشد المقررة
ليا في القانون"...
16
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
االول موقف التشريعات التي تبنت التخفيف بصورة عامة ،وفي الثاني موقف التشريعات التي
اعطت الحد االصول دون االخر عذ ار مخففا .
فمن التشريعات التي عدت كون المجنى عميو فرعا لمجاني ظرفا مخففا ىو القانون اليمني ،
والذي نظم احكام جريمة القتل من خالل النص عمى انو ":من قتل نفسا معصومة عمدا يعاقب
باالعدام قصاصا اال ان يعفو ولي الدم فان كان العفو مطمقا او بشرط الدية او مات الجاني قبل
الحكم حكم بالدية وال اعتبار لرضاء المجني عميو قبل وقوع الفعل .ويشترط لمحكم بالقصاص ان
يطمبو ولي الدم وان يتوافر دليمو الشرعي فاذا تخمف احد الشرطين او كميما واقتنع القاضي من
القرائن بثبوت الجريمة في حق المتيم او اذا امتنع القصاص او سقط بغير العفو يعزر الجاني
بالحبس مدة ال تقل عن ثالث سنوات وال تزيد عمى عشر سنوات .ويجوز ان يصل التعزير الى
الحكم باالعدام اذا كان الجاني معروفا بالشر او ارتكب القتل بوسيمة وحشية او عمى شخصين
فاكثر او من شخص سبق ان ارتكب قتل عمدا او تواطئو الرتكاب جريمة اخرى او الخفائيا او
عمى امراة حامل او عمى موظف او مكمف بخدمة عامة اثناء او بسبب او بمناسبة تادية وظيفتو
()1
،اال ان المشرع اليمني قد جاء بحكم خالف فيو او خدمتو حتى لو سقط القصاص بالعفو"
التوجيات التشريعية لمعظم الدول العربية من خالل النص عمى جعل عقوبة جريمة قتل االصل
لفرعو عقوبة مخففة من خالل النص عمى انو ":اذا اعتدى االصل عمى فرعو بالقتل او الجرح فال
()2
ويجوز تعزير الجاني في ىذه الحالة بالحبس مدة ال تزيد قصاص وانما يحكم بالدية او االرش
عمى ثالثة سنوات او بالغرامة في القتل وبالحبس مدة ال تزيد عمى ثالثة اشير او بالغرامة في
()3
،فمن الواضح ان المشرع اليمني جاءت احكامو متياونو مع الجاني الجرح مالم يحصل عفو"
كونو اصل لممجنى عميو ،من خالل جعل عقوبة الحبس جوازية من خالل تعزيره .
وبغض النظر عن مقدار العقوبة التي حددىا المشرع اليمني نرى بأن موقفو منتقد السباب
كثيرة ،منيا انو لم يمين بين القتل العمد والقتل الخطأ ،كما وانو لم يميز بين االصل (االب او
االم) الصالح وغير الصالح ،فضال عن ايراده الحكم بالدية او االرش ،فاذا كان الفرع غير متزوج
17
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
وتم قتمو من قبل ابيو او من قبل كال ابويو فإلى من تدفع تمك الدية او االرش ،كل ىذه
المالحظات تدعو الى االعتقاد بان المشرع لم يكن حصيفا في تبني ىذا االتجاه.
ويرى جانب من الشراح ان االتجاه السابق جاء متفقا مع ما ذىب اليو جميور الفقياء وىم
الحنفية والشافعية والحنابمة والزيدية والشيعة االثنا عشرية والظاىرية وىو ايضا مذىب عمر بن
الخطاب رضي اهلل عنو وربيعة والثوري واالوزاعي واسحاق واصحاب الرأي والذي يرى بأن االب ال
يقتل مطمقا اذا قتل ابنو(.)1
ىذا ومن المناسب ان نذكر بأن القتل مانع من موانع االرث ،وقد تنبيت الشريعة االسالمية
()2
(( القاتل ال يرث)) لذلك ،وبذلك يحرم االصل الجاني من االرث وذلك لقول الرسول محمد
وبما ان المشرع العراقي قد سكت عن احكام القتل المانع من االرث فانو يرجع بو الى ما كان
معمول بو سابقا وىو المذىب الحنفي او بقية المذاىب عند الحاجة مثل المذىب الجعفري ،بينما
اخذ المشرع المصري صراحة بمذىب المالكية الذي يعتبر القتل المانع من االرث ىو القتل العدوان
()3
،فقد نص سواء كان مباشر او بالسبب كحفر بئر او شيادة زور قد تودي الى اعدام المورث
قانون االحوال الشخصية المصري عمى انو ":من موانع االرث قتل المورث عمدا سواء كان القاتل
فاعال اصميا او شريكا"(.)4
وبعد ان اتممنا تناول موقف التشريعات الجنائية من جريمة قتل االصل لمفرع بصورة عامة
دون التمييز بين جنس الجاني ودرجة صمتو بالمجنى عميو وما تخمل ذلك من ثغرات ،نجد انو
من المناسب ان نسمط الضوء عمى المعالجة الجنائية التي تعمد المشرع من خالليا تخفيف العقوبة
عمى الجاني لصمتو بالمجنى عميو وتوافر ظروف اخرى ،وىي معالجة يكتنفيا التمايز من حيث
( )1د .طاىر صالح العبيدي -جريمة قتل االب ابنو عمدا وعقوبتيا دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون-المجمة
العربية لمدراسات االمنية والتدريب -مجمد -15عدد -30بدون سنة نشر – ص.146
( )2سنن البييقي –ج -8ص ، 133الدار قطني ج -4ص -96سنن الترمذي –ج-4ص 37والمفظ لمترمذي :
نقال عن د .طاىر صالح العبيدي – مصدر سابق – ص.168
( )3عادل عجيل عاشور – احكام الميراث وفقا لقانون االحوال الشخصية العراقي والشريعة االسالمية دراسة مقارنة
– مجمة اوروك – المجمد التاسع -العدد الرابع – -2016ص.382
( )4المادة ( )5من قانون االحوال الشخصية المصري رقم ( )77لسنة 1943المعدل.
18
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
االثر في العقوبة ولبيان تمك المعالجة سنتناوليا في جريمتين وىما جريمة قتل االب البنتو في حالة
التمبس بالزنا ،وجريمة قتل االم لطفميا حديث العيد بالوالدة وعمى النحو االتي(:)1
من بين ما نظمو المشرع العراقي في قانون العقوبات ىي المادة ( )409والتي نصت عمى انو ":
يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى ثالث سنوات من فاجأ زوجتو أو احد محارمو في حالة تمبسيا
بالزنا أو وجودىا في فراش واحد مع شريكيا فقتميما في الحال أو قتل احدىما أو اعتدى عمييما أو
عمى احدىما اعتداء أفضى إلى الموت أو إلى عاىة مستديمة .وال يجوز استعمال حق الدفاع
الشرعي ضد من يستفيد من ىذا العذر وال تطبق ضده أحكام الظروف المشددة" .وىذه الجريمة قد
()2
كونيا تثير الكثير من التساؤالت واإلشكاالت . تم تناوليا بإسياب من قبل شراح القانون الجنائي
وىذه المادة تمنح االب الجاني عذ اًر مخففاً لمعقوبة وذلك في حالة إذا ما قام بقتل ابنتو وىذا العذر
ممنوح لمرجل فقط دون المرأة ,فإذا ما كانت الصورة عكسية وكانت االم ىي من فاجأت ابنتيا في
حالة التمبس بالزنا أو المواطة وأقدمت عمى قتميا أو قتميما أو إيذائيا أو إيذائيما فإنيا تعاقب عقوبة
كاممة بحسب ما نتج عن فعميا الذي ارتكبتو ,فيذه الحالة تفترض بأن الرجل -االب في مجال بحثنا
رغم ان النص يستوعب االخ والزوج -ىو فقط من تستفز كرامتو ويثور لشرفو دون االم ,وىذا تمييز
وعدم مساواة أمام القانون والعدالة كما ويعد إلغاء لكرامة وأحاسيس االم ,لذلك كان يفترض بالمشرع
أن يشمل المرأة أيضا بيذا العذر المخفف .
لذلك نرى من الضروري تعديل نص المادة مدار البحث لتكون بعد التعديل عمى النحو اآلتي:
"يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى ثالث سنوات من فاجأ زوجو أو احد محارمو في حالة تمبس
بالزنا أو بالمواط أو وجوده في فراش واحد مع شريكو فقتميما في الحال أو قتل احدىما أو
اعتدى عمييما أو عمى احدىما اعتداء أفضى إلى الموت أو إلى عاىة مستديمة .وال يجوز
استعمال حق الدفاع الشرعي ضد من يستفيد من ىذا العذر وال تطبق ضده احكام الظروف
المشددة ".
-7جريمة قتل االم لطفميا الذي حممت بو سفاحا حديث العيد بالوالدة اتقاء العار.
( )1نظ ار لتقارب اغمب التشريعات الجنائية العربية في موقفيا جريمة القتل عند التمبس بالزنا وجريمة قتل االم
لطفميا حديث العيد بالوالدة فاننا سنقتصر عمى موقف المشرع العراقي ،تجنبا لمتكرار واالطالة غير المبررة.
عواد الجنابي -المفاجأة بالزنى عنصر استفزاز في القتل واإليذاء(دراسة مقارنة) –
( )2لممزيد ينظر قاسم تركي ّ
رسالة ماجستير مقدمة إلى مجمس كمية القانون -جامعة بغداد -2004-ص 11وما بعدىا.
19
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
الخاتمة
20
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
من خالل بحثنا لموضوع " المعالجة الجنائية لجريمة قتل االصل لفرعو " توصمنا الى مجموعة من
النتائج والمقترحات والتي من الممكن ان نبين اىماه وفق االتي:
اوالً :النتائج.
-1تباينت التشريعات الجنائية في معالجتيا ليذه الجريمة وانقسمت الى ثالثة اقسام ذىب
االول الى عدم ادراجيا ضمن نصوص التجريم مما يعني ان المشرع يطبق عمييا احكام
جريمة القتل العمد المجردة بغض النظر عن صمة القربى ،بينما ذىبت تشريعات اخرى
الى عد صمة البنوة ظرف مشدد لمجريمة من خالل عدم التمييز بين ان يكون االصل
جاني او مجنى عميو ،وذىبت تشريعات قميمة اخرى الى عد صمة البنوة عذر مخفف
لمعقاب .
-2ان تباين التشريعات العربية في معالجة ىذه الجريمة نابع من الخالف الذي اثارتو تمك
الجريمة لدى فقياء الشريعة االسالمية .
-3تباينت المعالجة الجنائية لجريمة قتل االصل لفرعو في التشريع الجنائي الواحد من خالل
التمييز بين جريمة القتل المجرد وجريمة القتل المحاط بظروف ووقائع اخرى ،اذ رغم
شمولية النص الجنائي لكال االبوين في جريمة القتل المجردة ،نجد ان التشريع خص االب
دون االم في جريمة القتل عند التمبس بالزنا ،وخص االم دون غيرىا في جريمة قتل االم
لطفميا حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار.
-4اضافة الى االثار الجنائية التي ترتبيا الجريمة فان ىنالك اثار مدنية تتعمق بالحرمان من
االرث من جية ،وبالتعويض في بعض التشريعات التي اوجبت الدية عن ىذه الجريمة من
جية اخرى.
-5من خالل استعراض التشريعات العربية التي عالجت الجريمة لم نمحظ تنظيم يميز بين
االصل الصالح واالصل غير الصالح المعتاد عمى االنحراف واثر ذلك عمى العقوبة من
جية ،كما ولم نمحظ اىتمام التشريعات بعمر الفرع المجنى عميو وباألخص ان كان ابنا
شرعيا وكانت الجريمة عمدية.
21
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
ثانياً :المقترحات.
-1من المناسب ان يتم االىتمام باالسرة اجتماعيا وثقافياً ،وان تيتم الدولة بترصين الروابط
االسرية من خالل االىتمام ترسيخ القيم االصيمة ومكارم االخالق ،والعمل عمى مراقبة ما
يبث في وسائل االعالم بكافة اشكاليا.
-2ضرورة ان يتم توحيد موقف التشريعات الجنائية حيال الجريمة من خالل النص الصريح
الذي يقطع الطريق امام الخالف والجد واالجتياد .
-3ضرورة تشديد العقوبة عمى الجاني وبشكل خاص اذا كان الفرع المجنى عميو في مرحمة
الحداثة .
-4ضرورة تعديل نص المادة ( )409من قانون العقوبات العراقي عمى النحو اآلتي" :يعاقب
بالحبس مدة ال تزيد عمى ثالث سنوات من فاجأ زوجو أو احد محارمو في حالة تمبس
بالزنا أو بالمواط أو وجوده في فراش واحد مع شريكو فقتميما في الحال أو قتل احدىما أو
اعتدى عمييما أو عمى احدىما اعتداء أفضى إلى الموت أو إلى عاىة مستديمة .وال
يجوز استعمال حق الدفاع الشرعي ضد من يستفيد من ىذا العذر وال تطبق ضده احكام
الظروف المشددة ".
-5ضرورة تعديل نص المادة ( )407من قانون العقوبات العراقي عمى النحو اآلتي" :تعاقب
بالسجن مدة ال تزيد عمى عشر سنين أو بالحبس مدة ال تقل عن سنة األم التي تقتل طفميا
حديث العيد بالوالدة اتقاء لمعار إذا كانت قد حممت بو سفاحا بإرادتيا".
-6ضرورة اضافة (القتل ) ضمن احكام موانع االرث في نصوص قانون االحوال الشخصية ،
رغم وجود نص صريح يبيح تطبيق احكام الشريعة االسالمية االكثر مالءمة في كل ما لم
يرد بو نص في القانون.
الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصادر
22
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
أوالً :الكتب
د.احمد شوقي عمر أبو خطوة – شرح األحكام العامة لقانون العقوبات -دار النيضة -1
العربية -القاىرة .2007-
د.اشرف رمضان عبد الحميد -نحو بناء نظرية عامة لحماية األسرة جنائياً -ط -1دار -2
النيضة العربية -بيروت . 2006-
د.أكرم نشأت إبراىيم – الحدود القانونية لسمطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة دراسة -3
مقارنة – مكتب دار الثقافة لمنشر والتوزيع – عمان.1996-
وقضاء – دار الفكر
ً حسن البغال – الظروف المشددة والمخففة في قانون العقوبات فقياً -4
الحديث لمطبع والنشر.1957 -
حسين الشيخ محمد الباليساني -النظرية العامة لجريمة االمتناع دراسة مقارنة – مطبعة -5
الثقافة – اربيل – .1998
حسنين إبراىيم صالح عبيد -جرائم االعتداء عمى األشخاص -دار النيضة العربية- -6
القاىرة.1983 -
د .صباح عريس – مصدر ساب الظروف المشددة في العقوبة – ط – 1المكتبة القانونية -7
– بغداد – .2002
د.عبد الحميد الشواربي – الظروف المشددة والمخففة لمعقاب – دار المطبوعات الجامعية -8
-اإلسكندرية – .1986
د.عبد الوىاب حومد – الحقوق الجزائية العامة – مطبعة الجامعة السورية – .1956 -9
عزت حسنين – جرائم القتل بين الشريعة والقانون دراسة مقارنة -الييئة المستشار -10
المصرية العامة لمكتاب. 1993 -
عمي حسن الشرفي -دروس في جرائم االعتداء عمى األشخاص -بدون تحديد مكان وزمان -11
النشر.
عوض محمد -جرائم األشخاص واألموال -دار المطبوعات الجامعية -اإلسكندرية- -12
.1985
د.فخري عبد الرزاق الحديثي – األعذار القانونية المخففة لمعقوبة دراسة مقارنة – مطبعة -13
جامعة بغداد – .1979
د.فيد ىادي حبتور – ظروف الجريمة وآثارىا في تقدير العقوبة دراسة مقارنة – دار -14
الجامعة الجديدة –االسكندرية.2010 -
1د .ماىر عبد شويش الدرة – شرح قانون العقوبات القسم الخاص – العاتك لصناعة -15
الكتب – القاىرة –بدون سنة نشر.
23
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
د.مصطفى كامل – شرح قانون العقوبات العراقي القسم العام – ط – 1مطبعة المعارف – -16
بغداد – . 1949
محمد أديب استانبولي -موسوعة قانون العقوبات السوري والقوانين المتممة – ج – 1ط-1 -17
دار الفكر القضائي لممعموماتية – دمشق – .1999
محمود إبراىيم إسماعيل – شرح األحكام العامة في قانون العقوبات – دار الفكر العربي – -18
القاىرة – .1959
د .محمود نجيب حسني -شرح قانون العقوبات القسم الخاص -جرائم االعتداء عمى -19
األشخاص -دار النيضة العربية -القاىرة.1978 -
د .واثبة داود السعدي -قانون العقوبات القسم الخاص -و ازرة التعميم العالي والبحث -20
العممي -جامعة بغداد – .1989
24
املعاجلة اجلنائية جلرمية قتل االصل لفرعه
عادل عجيل عاشور – احكام الميراث وفقا لقانون االحوال الشخصية العراقي والشريعة -3
االسالمية دراسة مقارنة – مجمة اوروك – المجمد التاسع -العدد الرابع – .2016
عنصر استفزاز في القتل واإليذاء(دراسة عواد الجنابي -المفاجأة بالزنى
قاسم تركي ّ -4
مقارنة) – رسالة ماجستير مقدمة إلى مجمس كمية القانون -جامعة بغداد.2004-
رابعاً :القوانين .
-1قانون العقوبات التونسي رقم 9لسنة 1913المعدل بقانون 46لسنة .2005
-2قانون العقوبات المصري رقم 58لسنة 1937المعدل.
-3قانون االحوال الشخصية الصري رقم ( )77لسنة 1943المعدل.
-4قانون العقوبات المبناني رقم ( )340لسنة 1943المعدل.
-5قانون العقوبات السوري رقم 148لسنة 1949المعدل.
-6القانون المدني العراقي رقم ( )40لسنة 1951المعدل.
-7قانون العقوبات الميبي رقم ( )48لسنة 1956المعدل.
-8قانون العقوبات االردني رقم ( )1لسنة 1960المعدل.
-9قانون العقوبات المغربي لسنة 1962المعدل.
قانون العقوبات العراقي رقم ( )111لسنة 1969المعدل. -10
قانون الجزاء العماني رقم 7لسنة 1973الممغى . -11
قانون العقوبات البحريني رقم ( )4لسنة ( )1976المعدل. -12
قانون العقوبات السوداني لسنة 1991المعدل. -13
قانون العقوبات اليمني رقم( )19/3لسنة 1993المعدل. -14
قانون العقوبات القطري رقم 11لسنة . 2004 -15
قانون الجزاء العماني رقم ( )7لسنة .2018 -16
25