You are on page 1of 25

‫الفصل الثالث الموافق المختلفة من الدستور ‪ 1947‬و مصيره‪:‬‬

‫أدى صدور القانون الخاص في الجزائر يوم ‪ 20‬سبتمبر ‪ 1947‬إلى ردود فعل مختلفة‬
‫تجنب في أطرف المسألة الجزائرية و تعددت المواقف منه و التي ارتبطت ‪ 1‬كل صفا‬
‫بسياسته و مصلحته حيث انه بعد صدور أثيرت واسعة داخل الوطن العربي و خارجه‪.2‬‬
‫حيث عارضه المسلمون الجزائريون و رفضوه رفضا‪ ,‬ألنه ال يلبي مطالبهم و يتنافي مع‬
‫مصالحهم الخاصة و مشاريعهم ‪,‬كما أنه يكرس الوجود الفرنسي في الجزائر و لم يشارك‬
‫فيه الجزائريون كما لم يرحب به من طرف المسؤولين الفرنسيين و المستوطنين كونه‬
‫تضمن الكثير من التنازالت لهم و تقليصا لسيطرتهم و المساواة بينهم إال أن موقف‬
‫الفرنسيين منه هو القبول و الترهيب االنه ضمن لهم البقاء في الجزائر في يدهم و حرية‬
‫‪3‬‬
‫تسيير شؤونهم هناك و هذا ما سنفصل في هذا الفصل‬

‫موقف الحركة الوطنية الجزائرية ‪‬‬ ‫‪-1‬‬


‫إن ظهور القانون األساسي في الجزائر كان بمثابة صدمة للشعب الجزائري و‬
‫تحول إلى نقطة جدال هناك‪ ،‬فلم يحصى بالترحيب من قبل الجزائريين عامة و من‬
‫‪4‬‬
‫الحركة الوطنية خاصة و اعتبر قانون مفبرك و عقيم‬
‫كان موقف الحركة منه صارما و عنيفا و صدم زعماؤها منه كونه اصدر في‬
‫غياب ممثلي الشعب الجزائري و أدرك من خالله أن لفرنسا خفايا من ورائه و‬
‫أنها تسعى إلدماج الجزائر مع فرنسا و أنها تعمل على قمع حرية الشعب‬
‫الجزائري في صفوف االحتالل عدم إنشاء حكومة جزائرية مستقلة و أن هدف‬
‫هذه اإلصالحات هو خدمة مصالح فرنسا في الجزائر خاصة المواد المتكتمة‬

‫‪ 1‬عبد الكامل حويبة‪ ,‬الحركة الوطنية الجزائرية و الجمهورية الفرنسية الرابعة‪, 1954 -1946 ,‬دار الواحة للكتاب ‪,‬ص ‪165 / 164‬‬
‫‪ 2‬سعد طاعة‪ ,‬مرجع سابق ص ‪127‬‬
‫‪ 3‬علي زغالش أسماء ‪ ,‬قانون الجزائر ‪ 20‬سبتمبر ‪ , 1947‬المواقف المختلفة منه ‪,‬مذكرة ماستر‪ ,‬مرجع سابق ص ‪44‬‬
‫‪ 4‬عقيلة حنين هللا ‪,‬التنظيم السياسي و اإلداري في الثورة ‪ 1962, -1954,‬دار البصائر و الجريدة‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ص ‪120‬‬
‫مذكرة في الحقوق و لواجبات و التسمية العربية و الديانة اإلسالمية فإنها لم‬
‫‪1‬‬
‫تحضي بالتنفيذ‬
‫و تتويجا للرفض القطعي للدستور قامت الحركة الوطنية بنشئ حملة واسعة تطالب‬
‫بمحاربة القانون و رفضه و عدم تطبيقيه حملت شعارات كثيرة منها ‪‬‬
‫»رفض كل دستور مفتوح لكلمة للشعب‪ ,‬ما أخذا بقوة ال يسترد إال بالقوة الحرية‬
‫الوطنية ال تمنع بل تأخذ‪  « ...‬و غيرها من الشعارات األخرى و يمكن تلخيص‬
‫مواقف الحركة الوطنية بما يلي ‪‬‬

‫موقف االتحاد الديمقراطي في البيان الجزائري ‪‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫كان رد فعل االتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري على دستور الجزائر هو‬
‫الرفض و نظر إليه نظرة سلبية االنه لم يحقق أجله‪ ,‬و انه لم ينصف بالعدل‬
‫في المساواة بين الحقوق و الواجبات لدى الشعب الجزائري و المستوطنين‬
‫‪2‬‬
‫االروبيين‬
‫كما قام مستشاري الحزب االتحاد الديمقراطي في مجلس الجمهورية إلى‬
‫رد فعل عنيف أمثال ‪ ‬السيدين ديبرو و وزير الداخلية و يبدو و على‬
‫رأسهم رئيس الحزب فرحات عباس و المتمثل في تقديم استقالتهم التي‬
‫قدمت في جلسة ‪31‬اوت ‪ 1947‬و التي رفعت إلى المجلس الجمهورية من‬
‫طرف نواب الحزب ‪ ‬مصطفاوي محداد بني خليل و الدكتور سعدان و‬
‫‪3‬‬
‫هذا ما أوطدته جريدة " اليكو دالجي"‬
‫حيث قدم االتحاد الديمقراطي مجموعة من الحجج ا لتغير موقفهم الراقي‬
‫للدستور و التي تمثلت في ‪‬‬

‫‪ 1‬سعد طاعة ‪,‬مرجع السابق ‪,‬ص ‪81‬‬


‫‪ 2‬عقيلة حنين هللا‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪128-127‬‬
‫‪ 3‬سعد طاعة ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪90‬‬
‫إقرار قانون الجزائر في غياب المنتخبين المسلمين المتمثلين للشعب‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري و بالتالي فان هذا القانون غير شرعي‬
‫تجديد المجلس الجزائري ن الصفة التشريعية ببقائه تحت وصية الحاكم‬ ‫‪‬‬
‫العام‬
‫تقسيم المنتخبين إلى فئتين و هذا ما يتعارض مع دستور الجمهورية‬ ‫‪‬‬
‫الفرنسية الرابعة و كذلك التعارض معه في كثير من النقاط خاصة لمادة‬
‫األداة التي تنص على أن فرنسا جمهورية اآللية و الديمقراطية و‬
‫االجتماعية ال تغير و كذلك المادة ‪ 82‬في الفقرة ‪ 2‬التي نصت على أن‬
‫األحوال الشخصية ال يمكن باغي حال من األحوال أن تشكل سببا في‬
‫‪2‬‬
‫سقوط الحقوق و الحريات بصيغة المواطنة الفرنسية‬
‫كما أبدى حزب االتحاد الديمقراطي في موقفه من القانون ضمن رسالة‬ ‫‪‬‬
‫و وجهت إلى المجلس الفرنسي في ‪ 24‬أوت ‪ 1947‬الذي غير فيها‬
‫معارضته لعدة مواد خاصة قانون االنتخاب رغم إلغاء قانون البلديات‬
‫لمختلطة و النظام لخص في الجنوب‪ 3‬حيث كان فرحات عباس‬
‫حريصا على المطالب السياسة و االدراية و حتى االقتصادية حيث‬
‫طالب بإنشاء جمهورية جزائرية و وضع مؤسسات ديمقراطية برلمان و‬
‫‪4‬‬
‫حكومة جزائرية في إطار الجنسية الجزائرية الجزائر الجديدة‬
‫ففي هذا الصدد قال أن الشعب الجزائري يم يناقش هذا القانون الجديد و لكن ناقشه‬
‫الفرنسيون وحدهم فهو وليه االتفاق ابرم بين فرنس و بين فرنسي الجزائر أي‬

‫‪ 1‬خميسة مدور مرجع سابق ص ‪422-421‬‬


‫‪ 2‬عبد الكامل جويية الحركو الوطنية الجزائرية الجمهورية الفرنسية الرابعة ‪ 1954 – 964‬دار الواحة للكتااب ص ‪165/ 164‬‬
‫‪ 3‬سعد طاعة مرجع سبق ص ‪90‬‬
‫‪ 4‬فرحات عباس دليل االستعمار‪ D‬فيصل ألحمر دار المسك الجزائر د ص ‪133‬‬
‫السلطة الشرعية التي مازلت في يد البرلمان الفرنسي و بين السلطة الحقيقية‬
‫‪1‬‬
‫الواقعية التي يمارسها الفقهاء الجزائريين‬
‫كم أن الدكتور "سعدان" قد وصف القانون بالعب لصبياني وان القانون مؤسس‬
‫غلى الكب و الغموض حيث يقول ‪ ...‬ن المأساة في هذه القضية تمثل في كوننا و‬
‫فرنسا ال تتكلم لغة واحدة فالحكومة الفرنسية والمجلس الوطني يشرعان لبلدنا الي‬
‫‪2‬‬
‫يعتبر انه مزرعة متجاهلين انه وطن و إننا لم نعد خداما وال اقتنانا‬
‫كما صرح أيضا احمد بومنجل لقد خدعتنا فرنسا آنذاك‪...‬و استغلتنا و سيستفيق‬
‫‪3‬‬
‫اإلنسان الجزائري ذات يوم ليجد أن الجزائر انتقلت إلى صفوف الكتلة الشرقية‬

‫ب‪ -‬موقف الحركة االنتصار للحريات الديمقراطية ‪‬‬

‫إن مبدأ حرمة االنتصار للحريات الديمقراطية منذ تأسيسه هو الدعوة لالستقالل و رفض‬
‫التواجد االستعماري في الجزائر و االنفصال على فرنسا لذا كان موقفها من هذا القانون‬
‫الرفض المطلق أالنه يدعو إلى اإلدماج و يتعارض مع مقومات الحزب و مبادئه كما انه‬
‫‪4‬‬
‫ال يعبر بصدق عن المطالب الحقيقية للشعب الجزائري و هو غير شرعي‬

‫كما رفضت الحركة كل اإلصالحات الفرنسية في جميع الميادين خاصة بعد جرائم ‪ 8‬ماي‬
‫‪ 1945‬و هذا الحزب المشاركة في المناقشات في البرلمان الفرنسي حول موضوع القانون‬
‫و التي جرت سنة ‪ 1947‬و كان قد وضعها كل من" أحمد مزغنة و محمد األمين دباغين‬
‫" االنهم يعبروا أن هذا القانون صدر السيادة و ضد إرادة الشعب و كان هذا الرفض كنوع‬
‫‪5‬‬
‫من الحتجاج و بقوافي باين كمالحظين‬

‫‪ 1‬غقيلة حنين هللا مرجع سابق ص ‪128‬‬


‫‪ 2‬فرحات عباس مرجع سابق ص ‪134‬‬
‫‪ 3‬عبد الكامل جويبة مرجع سابق ص ‪166‬‬
‫‪ 4‬الكامل حريبة مرجع سابق ص ‪168‬‬
‫‪ 5‬سعد طاعة مرجع سابق ص ‪86- 85‬‬
‫حيث انتقد مزغنة المساس بالدين اإلسالمي و اللغة العربية و التي تعبران عن الهوية‬
‫للشعب الجزائري ‪,‬كما طالب بوداود بتكوين برلمان جزائري يتمتع بالسيادة المطلقة و‬
‫‪1‬‬
‫التحلي بصورة ديمقراطية‬

‫بعد رفض "ح ا ح د" المشاركة في المناقشات اعتمت السلطات اتهمت السلطات الفرنسية‬
‫فرحات عباس حزبه في هذا األخير ذهب لبرنامج في باريس بأموال المناضلين و ذلك‬
‫بغرض تفكيك وحدة الحزب و هو ما حدث فعال حيث تحول الكثير من أعضاءه إلى‬
‫‪2‬‬
‫حزب الشعب‬

‫حددت حركة االنتصار للحريات الديمقراطية مجموعة من األسباب لرفض القانون تتمثل‬
‫في ما يلي ‪‬‬

‫تقديس الحزب االستقالل عن فرنسا‬ ‫‪-‬‬


‫عدم إدراج الحزب و نوابه في المشاركة في إعداد القانون‬ ‫‪-‬‬
‫عدم السماح للبرلمان الفرنسي بتقرير مصير الشعب و تنكر الحركة لذلك باسم‬ ‫‪-‬‬
‫الشعب‬
‫عدم استشارة الشعب الجزائري في إصداره و في مناقشة مستقبل البالد‬ ‫‪-‬‬
‫فرصة للشعب لنشر دعايته ضد الدستور و ضد الدستور و ضد أي إصالح ال‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫يخدم مصالح و طموحات الشعب الجزائري‬
‫إنما انه قبل المشاركة في االنتخابات سنة ‪ 1947‬و ذلك بصدق تدعيم الطاقة‬
‫الثورية و إظهار موافقة في الداخل و الخارج و يظهر ذلك في قول مصالي ‪‬‬
‫قررنا المشاركة في االنتخابات البلدية بالعاصمة ال لمجلس في بلدية الجزائر و‬
‫لكن لتشغل هذه المناسبة بعرض أرائنا السياسية على الجمهور و أردنا أيضا أن‬

‫‪ 1‬يوسف بن خدة مرجع ص ‪165‬‬


‫‪ 2‬خميسة مدور الجزائريون المسلمون و المواطنة الفرنسية في الجزائر أطروحة دكتورة مرجع سابق ‪424‬‬
‫‪ 3‬سعد طاعة مرجع سابق ص ‪87‬‬
‫تعطي لهذه االنتخابات مظهرا سياسيا كي نضع حد للبقشيش و شراء األحداث‬
‫‪1‬‬
‫التقليدية‬
‫‪ -‬موقف جمعية العلماء المسلمين‬
‫قابلت جمعية العلماء المسلمين الدستور بالرفض حملة و تفصيال أالنه لم يلبى‬
‫مطالبها األساسية في ترسيم اللغة العربية و التي جعلها في الدرجة ‪ II,‬كذلك فصل‬
‫‪2‬‬
‫الدين عن الدولة و التي تركها للمجلس الجزائري ليقدر فيها‬
‫يظهر ذلك أيضا في قول الشيخ البشير االبراهمي رئيس الجمعية و الذي يدعم‬
‫رفضه قوله « إن األحزاب الفرنسية من اليمين إلى اليسار نشأتها االختالف في كل‬
‫شيء اتفقت على احتقارنا و عدم أالمباالة بنا في كل شيء يخصنا و هو دستور‬
‫الجزائر توضع كل حزب للجزائر رغبة أهلها و كان الوطن ميت و أهله أموات‬
‫و كأن تسعة ماليين مسلم كلهم أطفال قاصرون يتكلم في مصلحتهم األوصياء و‬
‫القضاة و ليكن فهم رشيد و بين تنازع األحزاب و معاكسة الحكومة و لهذا الدستور‬
‫األبتر الذي انتم و مجلسكم من ثمراته و لم يوجد في الدنيا شيئ يجمع بين كونه‬
‫‪3‬‬
‫مسخوطا عليه كأنه نعمة و محسودا عليه كأنه نعمة»‬
‫كما أكد البشير اإلبراهيمي فيها القانون أنه غير شرعي وال تخدم مصالح األمة‬
‫الجزائرية و انه دستور ناقص من جميع جهاته ‪,‬حيث وصفه بأنه «دستور أعرج‬
‫ابتر ال يسمح وال يبصر لم يؤخذ رأي األمة في وضعه و لم يسمح صوتها في‬
‫‪4‬‬
‫دفعه»‬
‫كما كان للشيخ الطيب العقبي و جهة تطر حول الدستور و موقف له صدق واسع‬
‫كشخصية وطنية فقد أعلىن في مؤتمرات صحفية تضامنه مع مصالي الحاج و‬

‫‪ 1‬محمد الطلب مرجع سابق ‪267‬‬


‫‪ 2‬سعد طاعة مرجع سابق ص ‪89‬‬
‫‪ 3‬أحمد مريوش ‪ ,‬دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحركة الوطنية ما بين ‪ 1952-1931‬مجلس الرؤية – العدد ‪ -2‬السنة األولى –‬
‫الجزائر ‪ 1996‬ص ‪133‬‬
‫‪ 4‬محمد البشير االبراهيمي مجلة البصائر العدد ‪ 29‬دار الغرب االسالمي – بيروت‪ 1948 D‬ص ‪229‬‬
‫تواب حركة انتصار الحريات الديمقراطية فيما تخص قانون الجزائر و هو الموقف‬
‫الذي يشكل عالمة استفهام في األوساط السياسة اإلسالمية فهناك من غيره عضو‬
‫مخفي و هناك زفره مناورة منه‬
‫كذلك اتخذ النواب المسلمون المستقلون موقفا معارضا للمشروع الحكومي و‬
‫اعتبروه مخيبا ألماالهم معبرين عن رد فعلهم بانسجامهم من قاعة الجلسات بعد‬
‫التدخل الذي قام به «ابن شنتوف» في ‪ 23‬آوت ‪1947‬م ممثل النواب المسلمين‬
‫المستقلين حيث قدموا استقاالتهم كنوع من الرفض‪.‬‬
‫و لهذا أبدت التيارات الوطنية ترحبيها الواسع بما أقامت عليه كتلة النواب‬
‫المسلمين المستقلين حيث تمنى االتحاد الديمقراطي في للبيان الجزائري أن تعمم‬
‫‪1‬‬
‫سلسلة للحريات الديمقراطية على األقل في فترة مؤقتة‬
‫ج‪ -‬موقف الحزب الشيوعي الجزائري ‪‬‬
‫رحب الحزب الشيوعي بالقانون الخاص و ببعض مواده فكانت هذه الموافقة مبدئيا‬
‫مع تحققه حول المسائل التي تتنافي مع مطالب الحركة الوطنية كفصل الدين عن‬
‫الدولة و اللغة العربية اآلن الشيوعيون اعتبروا أن ما جاء في الدستور عن بعض‬
‫‪2‬‬
‫المواد سيكون في صالح الجزائريين و بناء جو ديمقراطي في الجزائر‬
‫و هذا ما ذهب إليه حسين لحول حيث قال أن ‪ ‬الشيوعيون اعتقدوا وحدهم أن‬
‫القانون لي بالكامل بالنسبة إليهم فان تأسيس جمعية منتخبة مع تمثيل سياسي و‬
‫تعيين مجلس الحكومة من ‪ 06‬أعضاء بينهم ‪ 04‬تنتخبهم جمعية و الحفاظ على‬
‫حرية ‪ 07‬مارس ‪ 1944‬و الحقوق المكتسبة حسب القانون ‪ 05‬أكتوبر ‪ 1946‬و‬
‫سلطات الجمعية السيما في المجال المالي و إلغاء نظام أقاليم الجنوب و البلديات‬
‫المختلطة و االعتراف بحقوق الصحافة اللغة العربية مثلها تلك الناطقة بالفرنسية‬

‫‪1‬‬
‫خميسة مدور الجزائريون المسلمون المواطنة الفرنسية في الجزائر المستعمرة ‪ 1962-1865‬أطروحة دكتورة مرجع سابق ص ‪427-426‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار افرقان الجهاد األفضل ت ميشال صفوف سهيلة بينوتشو دار القضية الجزائر ‪ 2005‬ص ‪86-85‬‬
‫وحق المرأة في المشاركة في التصويت‪ d‬و ترخيص الملكيات الفردية في األحكام ال‬
‫‪1‬‬
‫يمكن االستهانة بها‬
‫كما رأى " شارل أندري جوليان" بأنه حل وسيط كونه ينهي سياسة اإلدماج و يدعو‬
‫إلى توطيد العالقات بين فرنسا و الجزائر في إطار االتحاد الفرنسي‬
‫في حين صدى المسامون بان هذا القانون ال يخدم مصالحهم السياسة و القانونية أما‬
‫عمر اوزقان‬
‫رئيس الحزب فانه بعد عقد مؤتمر الرابع للحزب فقد صرح قائال » إن القانون‬
‫‪2‬‬
‫األساسي يمكنه أن يخلص الجزائر من النظام االستعماري «‬
‫و في تاريخ ‪ 09‬مارس ‪ 1947‬نشرت جريدة ‪ la liberté‬لسان حال الحزب‬
‫الشيوعي مقاال تبين فيه قبول الحزب الشيوعي الجزائري لمشروع قانون الجزائر‬
‫المنجز من طرف الحزب و عبرت عن إرادتها في الكفاح من اجل الحرية و‬
‫األرض‪.‬‬
‫كما تنافر الحزب باإلمضاءات التي تحصل عليها التركية المشروع حيث نشرت‬
‫هذه الجريدة في جوان ‪ 1947‬مقاال عنوانه نجاح بأهم ‪ 100.000‬في صالح‬
‫القانون و سارع الحزب بالترحيب به إال انه عارض الكثير من النقاط في مقال‬
‫‪3‬‬
‫عنوانه في سبيل الجزائر‬
‫و لهذا السبب يمكن تميز موقف الحزب اتجاه القانون الخاص الى مرحلتين‬
‫المرحلة األولى ‪ ‬ما بين ‪ 1951-1947‬و تمثل موقفه في الدفاع عن‬ ‫‪‬‬
‫المكتسبات التي حققتها من خالل القانون ينتخب المجلس الجزائري عن طريق‬
‫االقتراع العام من طرف هيئتين منتخبتين بالتساوي و ينتخب هذا المجلس‬

‫‪ 1‬محفوظ قذاش تاريخ الحركة الوطنية ‪– 1951- 1939‬ج‪-2‬تر أحمد بن البار دار األمة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ 2008‬ص ‪1029‬‬
‫‪ 2‬سعد طاعة‪ ,‬مرجع سابق ص ‪98‬‬
‫‪ 3‬سعد طاعة‪ ,‬مرجع سابق ص ‪100‬‬
‫بدوره حكومة جزائرية تكون مسؤولة أمامه و هذا المجلس مكلف باختصاصات‬
‫محددة فهو يمارس السلطة التشريعية‬
‫المرحلة الثانية ‪ ‬تعرض موقف الحزب لتغير اتجاه القانون األساسي و‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫المجلس الجزائري بعد ‪ 1951‬لصالح الوطنين و ذلك ألسباب كثيرة منها ‪‬‬
‫تزويد االنتخابات لسنتين ‪ 1951—1948‬و اإلجراءات التعسفية التي‬ ‫‪-‬‬
‫اتخذتها اإلدارة الفرنسية ضد الطبقة السياسية‬
‫عدم وفاء فرنسا بوعودها في ترسيم اللغة العربية و فصل الدين عن الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬

‫حيث دعم الحزب إلى توحيد الجهود لرفض القانون مطالبي بالحرية و‬ ‫‪-‬‬
‫السياسية بالجزائر و ترسيم اللغة العربية و أيضا فصل الدين عن الدولة‬
‫كما دعي إلى المساواة و تعديل ما جاء في الدستور أالنه لم يأت بسبب‬
‫جديد بل جاء لتغطية جرائم االستعمار السارفة و المتصاص غضب الشعب‬
‫‪3‬‬
‫الجزائري‬

‫‪ 1‬عمار اوزقان ‪,‬مرجع سابق ص ‪87‬‬


‫‪ 2‬سعد طاعة مرجع سابق ص ‪102-101‬‬
‫‪ 3‬عمار اوزقان ‪,‬مرجع سابق ص ‪88‬‬
‫موقف المعمرين‬
‫ه‪dd‬ذا وق‪dd‬د ج‪dd‬اء الموق‪dd‬ف الفرنس‪dd‬ي تج‪dd‬اه مش‪dd‬روع ‪ 20‬س‪dd‬بتمبر ‪ 1947‬بين معارض‪dd‬ين وم‪dd‬والي‬
‫ل ‪dd‬ه‪  ‬تمث ‪dd‬ل ذل ‪dd‬ك في موق ‪dd‬ف المعم ‪dd‬رين وموق ‪dd‬ف االح ‪dd‬زاب السياس ‪dd‬ية وك ‪dd‬ذا رد فع ‪dd‬ل الم ‪dd‬والين‪ ‬‬
‫باإلدارة الفرنسية‪.  ‬‬
‫رأي المعم‪dd d‬رون ب‪dd d‬أن ق‪dd d‬انون االساس‪dd d‬ي يس‪dd d‬اوي بينهم وبين الجزائ‪dd d‬ريين اذ اعت‪dd d‬بروه تهدي‪dd d‬دا‬
‫‪1‬‬
‫للسادة الفرنسية والمستوطنين فطالبوا بمحاربته وعدم تطبيقه ‪.‬‬
‫فق ‪dd‬د اب ‪dd‬دا الكث ‪dd‬ير منهم س ‪dd‬خطه وع ‪dd‬بروا عن غض ‪dd‬بهم بط ‪dd‬رق واس ‪dd‬اليب مختلف ‪dd‬ة الى درج ‪dd‬ة ان‬
‫بعض المعم‪dd‬رين ق‪dd‬اموا بته‪dd‬دد اإلدارة الفرنس‪dd‬ية ب‪dd‬التمرد واللج‪dd‬وء الى ح‪dd‬رب اهلي‪dd‬ة في حال‪dd‬ه‬
‫إقرار ما لقوانين ال تخدم مصالح الجزائر الفرنسية ‪.‬‬
‫كم ‪dd‬ا ان بعض الن ‪dd‬واب ه ‪dd‬ددوا اإلدارة الفرنس ‪dd‬ية برف ‪dd‬ع ش ‪dd‬كوى الى االمم‪  ‬المتح ‪dd‬دة وه ‪dd‬و ع ‪dd‬بر‬
‫عن‪dd d d‬ه رئيس المجلس الع‪dd d d‬ام‪  ‬لمقاطع‪dd d d‬ة الجزائ‪dd d d‬ر بقول‪dd d d‬ه‪ " :‬اذ منح المجلس الوط‪dd d d‬ني قانون‪dd d d‬ا‬
‫للجزائ‪ddd‬ر ض‪ddd‬د مص‪ddd‬الح المس‪ddd‬تعمرين ف‪ddd‬ان ممثلي االقلي ‪dd‬ة األوروبي ‪dd‬ة لن ي ‪dd‬ترددوا في تحوي ‪dd‬ل‬
‫‪2‬‬
‫نظرتهم خارج الدولة االم "‪ ‬‬
‫ونفس الشيء و بالنسبة لرئيس مجلس عمالة الجزائر في رسالة موقف جاء فيه ‪:‬‬
‫"لو ان المجلس الوطني يزود الجزائر بق‪d‬انون ال يخ‪d‬دم مص‪dd‬الح المعم‪dd‬رين ف‪d‬إن ممثلي األقلي‪d‬ة‬
‫‪3‬‬
‫األوروبية لن يترددوا‪  ‬في التوجه‪  ‬الى غير المترويول "‬
‫اك‪dd‬د المس‪dd‬توطنين الفرنس‪dd‬يين ان اص‪dd‬الحات ‪ 20‬س‪dd‬بتمبر ‪1947‬م‪  ‬ال يمكن تطبيقه‪dd‬ا اص‪dd‬ال اذ‬
‫ان مج‪dd‬رد تط‪dd‬بيق تل‪dd‬ك الم‪dd‬واد سيقض‪dd‬ي الغ‪dd‬اء الحكم العس‪dd‬كري في الجن‪dd‬وب والغ‪dd‬اء البلوي‪dd‬ات‬
‫‪1‬‬
‫عبد الكامل جوبيه ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪169‬‬

‫‪ 2‬خميسة مدور المرجع السابق ص ‪ 412‬‬


‫‪3‬نفسه ص ‪169‬‬
‫المختلطة وتحرير الدين االسالمي واللغة‪  ‬العربية فاعتبروا ذلك بمثابة‪  ‬تن‪dd‬ازال عن ال‪dd‬دين ‪،‬‬
‫حمل ‪dd‬وا الس ‪dd‬الح وه ‪dd‬و ايض ‪dd‬ا خط ‪dd‬وة كب ‪dd‬يرة في التخلي على ح ‪dd‬االت الثالث ‪dd‬ة المكون ‪dd‬ة للجزائ ‪dd‬ر‬
‫‪1‬‬
‫فرنسية وان تطبيق ذلك القانون يشكل خطرا كبيرا بدرجة اولى‪  ‬على فرنسا ‪.‬‬

‫ضافة الى ذلك وردت جريدة مقاال منحت فيه خطورة مشروع القانون بعنوان كبير‬
‫‪2‬‬
‫( نواب الجزائر المنتمون لقائمه االتحاد يعلنون خطر مشروع القانون‬
‫‪ ‬ام‪dd d‬ا بالنس‪dd d‬بة ل‪ddd‬رئيس الحكوم‪dd d‬ة الفرنس‪ddd‬ية الس‪ddd‬ابق الس‪ddd‬يد لي ‪dd‬ون‪  ‬بل‪dd d‬وم المع ‪dd‬روف بمش‪dd d‬روعه‬
‫االصالحي فقد ادلى‪  ‬بتصريح هام‪  ‬لجريدة لوبوبيالر‪ Le populaire     ‬‬
‫‪ ‬قال فيه‪  ( :‬إن قانون الجزائر يضع نهائيا للوهم القديم الذي تع‪d‬بر عن‪d‬ه سياس‪d‬ة اإلدم‪d‬اج لق‪dd‬د‬
‫تن‪dd‬اول حقيق‪dd‬ة المش‪dd‬كل الجزائ‪dd‬ري ان‪dd‬ه يس‪dd‬عى في تس‪dd‬وية عالق‪dd‬ات‪  ‬ش‪dd‬عبين يعيش‪dd‬ان على ارض‬
‫واحدة لكنهما مختلفان متميزان ال سبيل ال دماج احدهم في االخر مقر ان العزم على البقاء‬
‫‪3‬‬
‫مستقلين الواحد عن االخر‪.‬‬
‫وايض‪dd‬ا من الشخص‪dd‬يات ال‪dd‬تي ش‪dd‬كل له‪dd‬ا مش‪dd‬روع الق‪dd‬انون ص‪dd‬دمه كب‪dd‬يرة ه‪dd‬ذا اس‪dd‬تاذ الق‪dd‬انون‬
‫بكلي‪dd‬ة الحق‪dd‬وق التابع‪dd‬ة‪  ‬لجامع‪dd‬ة الجزائ‪dd‬ر و ال‪dd‬ذي ك‪dd‬ان يش‪dd‬غل منص‪dd‬ب ن‪dd‬ائب‪  ‬في البرلم‪dd‬ان و‬
‫ممثال لمقاطع‪dd‬ة الجزائ‪dd‬ر حيث ع‪dd‬بر عن رفض‪dd‬ه‪   ‬للق‪dd‬انون مح‪dd‬ذرا من المص‪dd‬ادقة علي‪dd‬ه لمال‪dd‬ه‬
‫من عواقب وخيمة على المستقبل للجزائر الفرنسية‬
‫وه ‪dd‬و م ‪dd‬ا ورد في مق ‪dd‬ال نش ‪dd‬رته جري ‪dd‬دة لوبنيي ‪dd‬ه ‪  le pays‬بعن ‪dd‬وان‪  ‬ع ‪dd‬ريض بعث الخ ‪dd‬وف‬
‫والفزع في نفوس المستوطنين ‪.‬‬
‫هل تتخلى الدولة االم عن ابنائها؟‬

‫‪ 1‬لخضر شريط ‪ ،‬باس تراتيجية الع دو الفرنس ي لتص فية الث ورة الجزائري ة ‪ ،‬طبع ة خاص ة منش ورات المرك ز الوط ني للدراس ة والبحث في الحرك ة‬
‫الوطنية وثورة اول نوفمبر ‪ 1954‬الجزائر ‪ 2007‬صفحة ‪146‬‬

‫‪ 2‬خمسة‪  ‬مدور ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ 4،3‬‬


‫‪ 3‬شارل أندري جوليان ‪ ،‬افريقيا الشمالية‪  ‬بتسيير‪ D‬القوميات‪ D‬االسالمية و السيادة الفرنسية ترسلي المتنجي ‪،‬لمهيدي الطيب و آخرون ‪ ،‬م تسويداني ‪،‬‬
‫دط فرايز ‪ ،‬الحركة الوطنية ‪.‬‬
‫بمع ‪dd d‬نى ان ‪dd d‬ه ك‪dd d‬ان ي ‪dd d‬رى ان تب ‪dd d‬ني ه ‪dd d‬ذا المش ‪dd d‬روع يع ‪dd d‬ني التخلي يع ‪dd d‬ني التخلي عن الجزائ ‪dd d‬ر‬
‫‪1‬‬
‫الفرنسية بحد ذاته‬
‫كم ‪dd‬ا تع ‪dd‬رض ج ‪dd‬اك ش ‪dd‬وفالي الى مش ‪dd‬روع الق ‪dd‬انون ال ‪dd‬ذي تق ‪dd‬دم ب ‪dd‬ه ممث ‪dd‬ل االتح ‪dd‬اد ال ‪dd‬ديمقراطي‬
‫للبيان الجزائري‬
‫و نتح‪d‬دث عن اجباري‪d‬ة تعلم اللغ‪d‬ة‪  ‬العربي‪d‬ة حيث ق‪d‬ال‪( :‬ان جع‪d‬ل تعلم اللغ‪d‬ة العربي‪d‬ة اجب‪d‬اري‬
‫يع‪dd‬ني دف‪dd‬ع المس‪dd‬لمين اك‪dd‬ثر ف‪dd‬اكثر الى االس‪dd‬الم وتم‪dd‬تين‪  ‬العالق‪dd‬ة م‪dd‬ع‪  ‬الجامع‪dd‬ة العربي‪dd‬ة والك‪dd‬ل‬
‫يري‪dd‬دون اس‪dd‬تقالل الجزائ‪dd‬ر واخ‪dd‬يرا‪  ‬ف‪dd‬ان ذل‪dd‬ك يع‪dd‬ني إدخ‪dd‬ال تحت‪  ‬س‪dd‬لطة االس‪dd‬الم عن طري‪dd‬ق‬
‫اللغة العربية‬
‫وب‪dd‬ذلك فق‪dd‬د تم تق‪dd‬ديم ك‪dd‬ل الحجج وال‪dd‬براهين غي الجمعي‪dd‬ة ‪  ‬للوق‪dd‬وف في وج‪dd‬ه الع‪dd‬دو االساس‪dd‬ي‬
‫ورفض اعطاء االستقالل بحجة ان االستقالل السياسي هو اغ‪dd‬راء م‪dd‬ادام ان‪dd‬ه وض‪dd‬ع الجزائ‪dd‬ر‬
‫جرائم هش فإن‪  ‬اس‪dd‬تقالل الج‪d‬رائم االقتص‪dd‬ادي ه‪d‬و ض‪dd‬رب من الخراف‪dd‬ة‪  ‬ف‪d‬الجزائر‪  ‬ال تش‪d‬كل‬
‫ام‪dd‬ة‪  ‬ولن‪  ‬تك‪dd‬ون هن‪dd‬اك س‪dd‬وى الفوض ‪d‬ى‪ d‬والمأس‪dd‬اة في الجزائ‪dd‬ر‪  ‬وق‪dd‬د اك‪dd‬د ذل‪dd‬ك الس‪dd‬ياق‪  ‬ج‪dd‬اك‬
‫شيفاني بقوله ‪ :‬‬
‫إن أرض الجزائ‪ddd‬ر هي ارض‪ddd‬نا فنحن في بيوتن‪ddd‬ا‪  ‬وهي ارض فرنس ‪dd‬ا ومهم ‪dd‬ا ق ‪dd‬الوا ومهم ‪dd‬ا‬
‫فعلوا ومهما قرروا فالجزائريون الفرنسيون لن يغادروها ابدا ‪  .‬‬
‫‪2‬‬
‫وكذلك قوله ‪(:‬ان الجزائر فرنسيه وتريد ان تبقى كذلك )‬
‫معتبرا ان الدستور في حالة تطبيقه س‪dd‬يفتح طري‪dd‬ق الس‪dd‬تقالل الجزائ‪dd‬ر ل‪dd‬ذلك رفض المش‪dd‬روع‬
‫ودعي الى التمسك بالجرائم الفرنسية‪.‬‬
‫اذن في المس‪dd d‬توطنين رفض الق‪dd d‬انون ش‪dd d‬كل ومض‪dd d‬مونا ال ن‪dd d‬ه يمث‪dd d‬ل تخلي‪dd d‬ا عليهم من ج‪dd d‬انب‬
‫فرنس ‪dd‬ا فق ‪dd‬د تجن ‪dd‬د كمواجه ‪dd‬ة ه ‪dd‬ذا الموق ‪dd‬ف واس ‪dd‬تغلوا في ذل ‪dd‬ك ف ‪dd‬وز حرك ‪dd‬ة انتص ‪dd‬ار حري ‪dd‬ات‬

‫‪1‬فسه صفحة ‪ 6,4‬نشر و التوزيع الجزائر دس ص ‪ 353‬‬


‫‪ 2‬دحمان تواتي ‪ ،‬جماعة المالك الكبار و دورهم في توجبي‪D‬ه الق‪D‬رار اإلقتص‪D‬ادي و سياس‪D‬ي في الج‪D‬رائم (‪ )1954 D- 1900‬أطروح‪D‬ة‬
‫دكتوراه العلوم ‪ ،‬التاريخ الجزائر و المعاصر ‪ ،‬جامعة‪ D‬قسطينة ‪ 2‬عبد الحميد مهري ‪ 7 -  2016‬‬
‫الديمقراطي ‪dd‬ة ببعض مقاع ‪dd‬د في انتخاب ‪dd‬ات البلدي ‪dd‬ة وال ‪dd‬تي تم اجرائه ‪dd‬ا في ‪ 19‬اكت ‪dd‬وبر ‪1947‬‬
‫م ‪ .‬‬
‫بحيث انهم قاموا بعزل شاتينو واتهموه بالتعاطي مع العرب دع‪dd‬وه ش‪dd‬اتينوين محم‪dd‬د ‪ .‬وعه‪dd‬د‬
‫الى تأجي ‪dd‬ل االنتخاب ‪dd‬ات المجلس الجزائ ‪dd‬ري في س‪dd‬نه ‪ 1948‬وب‪dd‬ذلك فق ‪dd‬د تمكن ‪dd‬وا‪  ‬من ازاح ‪dd‬ة‪ ‬‬
‫الح‪dd‬اكم الع‪dd‬ام و اس‪dd‬تبعاده‪   ‬بن‪dd‬ايجالن االش‪dd‬تراكي وال‪dd‬ذي انتهج القم‪dd‬ع وال‪dd‬تزوير‪ d‬لمن‪dd‬ع تط‪dd‬بيق‬
‫بن ‪dd‬ود‪  ‬الق ‪dd‬انون وال ‪dd‬تي تخ ‪dd‬دم الجزائ ‪dd‬ريين كترس ‪dd‬يم‪  ‬اللغ ‪dd‬ة العربي ‪dd‬ة وفص ‪dd‬ل ال ‪dd‬دين عن الدول ‪dd‬ة‬
‫‪1‬وعلي‪dd‬ه فق‪dd‬د جن‪dd‬د المعم‪dd‬رون ك‪dd‬ل طاقته‪dd‬ا من اج‪dd‬ل اس‪dd‬تبعاد مش‪dd‬روع الق‪dd‬انون وك‪dd‬ذا البق‪dd‬اء في‬
‫الجزائر ‪.‬‬

‫‪ 1‬بشير بالح ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪471‬‬


‫موقف االحزاب السياسية الفرنسية‪:‬‬
‫وفي مقاب‪dd‬ل ذل‪dd‬ك لم تختل‪dd‬ف ردود فع‪dd‬ل األح‪dd‬زاب السياس‪dd‬ية الفرنس‪dd‬ية لمض‪dd‬امين ق‪dd‬انون إل‪dd‬زام‬
‫عن سابقتهما ‪ ،‬اذ تمثلت هي األخرى بالرفض و بتجسيد ذلك في فيدرالية الجزائ‪dd‬ر الحرك‪dd‬ة‬
‫الجمهوري‪d‬ة‪  ‬الش‪d‬عبية ‪،‬الح‪d‬زب الراديك‪d‬الي ‪ ،‬و الراديك‪d‬الي االش‪d‬تراكي ‪ .‬والح‪d‬زب الجمه‪d‬وري‬
‫للحرية ‪ ،‬والتي تطلق على نفسها لجنة التجمع الجمهوري واالتحاد الجزائري‪.‬‬
‫فقد عبرت تلك األحزاب كلها عن خوفها من عواقب الخطأ وباالعتماد على هذا‪  ‬المش‪d‬روع‬
‫محذرة منه بقولها "خذو حذركم انتم من تتجاهلون ك‪dd‬ل مص‪dd‬يرنا ومس‪dd‬تقبلنا ومص‪dd‬ير الجزائ‪dd‬ر‬
‫‪1‬‬
‫ومعير فرنسا لبيانكم‪  ‬لكم الحق في الخطأ ‪.‬‬
‫كما جاء موقف بول فيار وهو استاذ مختص في التشريع الجزائري بكلي‪d‬ة الحق‪d‬وق ال‪d‬رافض‬
‫لمش‪ddd‬روع الق‪ddd‬انون العض‪ddd‬وي الفاص‪ddd‬ل ب‪ddd‬الجزائر وفي ظ ‪dd‬ل ذل ‪dd‬ك ال ‪dd‬رفض وجهت‪  ‬األح ‪dd‬زاب‬
‫السياسية الفرنسية كما يلي‪( :‬تهانينا للسيد فيار)‬
‫مبرزة أس‪d‬باب اس‪dd‬تقالته و أهم اعتراض‪dd‬اته على المش‪d‬روع وق‪d‬الت بان‪d‬ه انهى حديث‪dd‬ة بش‪d‬عارات‬
‫‪2‬‬
‫استعمارية ردد ما اهمها ‪ :‬تحيا فرنسا ‪ ،‬تحيا الجمهورية‪ ,‬تحيا الجزائر الفرنسية ‪.‬‬
‫موقف الموالي على حركة الفرنسية‪  :‬‬
‫اما بالنسبة لموقف الموالين لإلدارة الفرنسية والذين تمثلوا‪  ‬في‪  ‬جماعة( وي وي)‪ 3‬فلهم لم‬
‫يعارض‪dd d‬وا‪  ‬الق‪dd d‬انون األساس‪dd d‬ي اذ ك‪dd d‬انت ح‪dd d‬ل ت‪dd d‬دخالتهم متداول‪dd d‬ة في كلم‪dd d‬ات مث‪dd d‬ل إض‪dd d‬افة‪،‬‬
‫اس‪dd d‬تجابة‪  ،‬تع‪dd d‬ويض ‪ ،‬تع‪dd d‬ديل خاص‪dd d‬ة ح‪dd d‬ول الشخص‪dd d‬ية القانوني‪dd d‬ة للجزائ‪dd d‬ر فلم يس‪dd d‬تخدموا‪ ‬‬
‫مص‪d‬طلحات مث‪d‬ل مص‪d‬طلح ال‪d‬رخص الغ‪d‬اء المعارض‪d‬ة ومن ثم‪d‬ة يمكن الق‪d‬ول ان م‪d‬وقفهم ك‪d‬ان‬
‫واضحا وصريحا‪.   ‬‬

‫‪ 1‬خميسة مدور ‪ ،‬المرجع السابق صفحة ‪ 414‬‬


‫‪2‬نفسه ص‪ 415  ‬‬
‫‪ 3‬لخضر الشريط المرجع السابق صفحة ‪148‬‬
‫بحيث ان ه‪dd d d‬ذه الفئ‪dd d d‬ة ك‪dd d d‬انت من المس‪dd d d‬تفيدين من اإلدارة الفرنس‪dd d d‬ية (رتب‪ ,‬تعليم ‪,‬مواطن‪dd d d‬ة)‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة الى اإلدارة الفرنسية قامت بمساعدتهم في االنتخابات ‪.‬‬
‫وقد مست هذه التعديالت جميع مواد القانون تقريبا بجميع فقراته‪dd‬ا اذ وف‪dd‬ق المختص‪dd‬ون على‬
‫‪2‬‬
‫ادق التفاصيل ومعاني الكلمات التي ضمنت القانون األساسي ‪ .‬‬
‫من امثل‪dd‬ة مواق‪dd‬ف الم‪dd‬والين لإلدارة الفرنس‪dd‬ية من الق‪dd‬انون العض‪dd‬وي‪ d‬للج‪dd‬رائم الت‪dd‬دخل الكت‪dd‬ابي‬
‫الذي قدمه احمد يحيى الى المجلس الجمهوري والمجلس الفرنسي بتاريخ ‪ 8‬جوان ‪1948‬‬
‫يتساءل فيه عن المادة الثانية من هذا الق‪dd‬انون وكيفي‪dd‬ة مش‪dd‬اركة الجزائ‪dd‬ر في االتح‪dd‬اد الفرنس‪dd‬ي‬
‫كم ‪dd‬ا نج ‪dd‬د ان ه ‪dd‬و ق ‪dd‬دم اقتراح ‪dd‬ات كتابي ‪dd‬ه بنفس الت ‪dd‬اريخ إلى المجلس الوط ‪dd‬ني الفرنس ‪dd‬ي ح ‪dd‬ول‬
‫االنتخابات يدعو إلى ضرورة لتعديل الكتاب باالنتخ‪dd‬ابي التع‪dd‬ديل من حيث الق‪dd‬انون المف‪dd‬وض‬
‫أن تك ‪dd d‬ون االنتخاب ‪dd d‬ات تم ‪dd d‬نى االط ‪dd d‬ار الهيئ ‪dd d‬تين الب ‪dd d‬د ان تك ‪dd d‬ون في ص ‪dd d‬ندوق واح ‪dd d‬د يجم ‪dd d‬ع‬
‫‪3‬‬
‫االوروب‪dd‬يين والمس‪dd‬لمين وكم‪dd‬ا احت‪dd‬وي ه‪dd‬ذا التقري‪dd‬ر ك‪dd‬ذلك قض‪dd‬ايا اجتماعي‪dd‬ة منه‪dd‬ا التعويض‪dd‬ات‬
‫وهن‪dd‬ا ايض‪dd‬ا تق‪dd‬ارير خاص‪dd‬ة ح‪dd‬ول ت‪dd‬دخلي بعض الشخص‪dd‬يات ام‪dd‬ام المجلس الوط‪dd‬ني الفرنس‪dd‬ي‬
‫حول بنود القانون مثال ذلك تدخل السيد جاد الذي انتخب حول شرح وتع‪d‬ديل الم‪d‬ادة االولى‬
‫حيث تدخل بتاريخ ‪ 9‬اوت ‪ 1947‬امام المجلس الوطني وقدم الصياغة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الم ‪dd d‬ادة تض ‪dd d‬م الجزائ ‪dd d‬ريين االتح ‪dd d‬اد الس ‪dd d‬وفياتي بالشخص ‪dd d‬ية المدني ‪dd d‬ة واالس ‪dd d‬تقاللية االداري‬
‫‪4‬‬
‫والمالي‪.‬‬
‫‪ ‬كم ‪dd‬ا ق ‪dd‬دم ك ‪dd‬ل منش ‪dd‬وف وب ‪dd‬ني علي ش ‪dd‬ريف وقاض ‪dd‬ي عب ‪dd‬د الق ‪dd‬ادر ومكي اس ‪dd‬ماعيل ‪ 20‬اوت‬
‫‪ 1947‬اقتراح‪dd d‬ا جماعي‪dd d‬ا ي‪dd d‬دعو في‪dd d‬ه إلى اس‪dd d‬تبدال كلم‪dd d‬ة الح‪dd d‬اكم الع‪dd d‬ام بكلم‪dd d‬ة لوكي‪dd d‬ل االعلى‬
‫‪5‬‬
‫للجمهورية ضمن نص القانون ‪.‬‬
‫‪ 1‬سعد المرجع السابق صفحه ‪81‬‬
‫‪2‬خميسة مدور ‪ ،‬المرجع السابق صفحة ‪386‬‬
‫‪ 3‬نفسه ص ‪80‬‬
‫‪ 4‬شارل روبير اجيرون ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ 966‬‬
‫‪  5‬فتيحة مومني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ 109‬‬
‫في حين اق‪dd‬ترح الن‪dd‬ائب‪ ‬مخت‪dd‬اري‪ ‬ان تش‪dd‬طب الفق‪dd‬رة الثاني‪dd‬ة من الم‪dd‬ادة النائب‪dd‬ة ‪ ،‬و يقص‪dd‬د ب‪dd‬ذلك‬
‫حذف االتحاد الفرنسي و ترك فقرة قبول الجرائم كقط مشترك ‪.‬‬
‫واس‪dd‬تمرت الت‪dd‬داخالت الشخص‪dd‬يات الجزائري‪dd‬ة الموالي‪dd‬ة لفرنس‪dd‬ا وتق‪dd‬ديم بعض التع‪dd‬ديالت ال‪dd‬تي‬
‫ق‪dd‬د تخ‪dd‬دم مص‪dd‬لحة الجزائ‪dd‬ريين بين‪  ‬السياس‪dd‬ية واالقتص‪dd‬ادية ‪ ،‬اذ ق‪dd‬دم المبي‪dd‬د بن ط‪dd‬الب( ن‪dd‬ائب‬
‫مس‪dd‬تقل) اقتراح‪dd‬ا يقض‪dd‬ي بإلغ‪dd‬اء ق‪dd‬انون ‪ 5‬اكت‪dd‬وبر ‪ 1996‬المتعل‪dd‬ق بانتخ‪dd‬اب اعض‪dd‬اء الجمعي‪dd‬ة‬
‫الوطنية المكونة من ‪ 50‬نائب ‪ 15‬الهيئة االولى و ‪ 35‬الهيئة الثانية يقول في ذلك‪ (:‬ان‪dd‬ه م‪dd‬ا‬
‫دام هن‪dd d d‬اك انتخاب‪dd d d‬ات في المجلس الع‪dd d d‬ام او انتخاب‪dd d d‬ات في المجلس البل‪dd d d‬دي تتم وف‪dd d d‬ق‪  ‬مب‪dd d d‬دأ‬
‫الهيئ‪dd d‬تين االنتخ‪dd d‬ابيتين‪  ‬االولى اوروبي‪dd d‬ة والثاني‪dd d‬ة‪  ‬مس‪dd d‬لمة ‪ ،‬ف‪dd d‬ان ه‪dd d‬ذا المب‪dd d‬دأ يك‪dd d‬ون س‪dd d‬اري‬
‫‪1‬‬
‫المفعول كذلك على المجلس الجزائري ‪.‬‬
‫ولعل من ابرز‪  ‬مداخالت النواب س‪d‬واء‪  ‬في المجلس الجمه‪d‬وري او المجلس الوط‪d‬ني وذل‪d‬ك‬
‫الخط‪dd‬اب ال‪dd‬ذي وجه‪dd‬ه عب‪dd‬د الق‪dd‬ادر ح‪dd‬ول الق‪dd‬انون االساس‪dd‬ي وال‪dd‬ذي ج‪dd‬اء في‪dd‬ه‪ (:‬من‪dd‬ذ ان فك‪dd‬رت‬
‫فرنس‪dd‬ا في منح‪  ‬الجزائ‪dd‬ر نظام‪dd‬ا خاص‪dd‬ا به‪dd‬ا ف‪dd‬إن المش‪dd‬اريع السياس‪dd‬ية ح‪dd‬ول الق‪dd‬انون االساس‪dd‬ي‬
‫ب ‪dd‬دأت تتض ‪dd‬ح من أط ‪dd‬راف كث ‪dd‬يرة‪  ‬منه ‪dd‬ا الطبق ‪dd‬ة السياس ‪dd‬ية ح ‪dd‬ول الق ‪dd‬انون االساس ‪dd‬ي بمختل ‪dd‬ف‬
‫توجهها منها وبعض الشخصيات والحكومة الفرنس‪d‬ية‪ .‬ك‪d‬ان ذل‪dd‬ك أم‪d‬ام المجلس الفرنس‪dd‬ي لكن‬
‫في حقيقة االمر قبل ان تك‪d‬ون هن‪d‬اك م‪d‬داوالت ح‪d‬ول مش‪d‬روع الق‪d‬انون الجدي‪d‬د وقب‪d‬ل ان تك‪d‬ون‬
‫هن‪dd‬اك م‪dd‬داوالت ح‪dd‬ول مش‪dd‬روع الق‪dd‬انون الجدي‪dd‬د و قب‪dd‬ل االنتخ‪dd‬اب علي‪dd‬ه الب‪dd‬د ان يك‪dd‬ون‪  ‬هن‪dd‬اك‬
‫تواف ‪dd‬ق ت‪dd‬ام بين عناص ‪dd‬ر الطبق‪dd‬ة السياس‪dd‬ة‪  ‬الجزائري‪dd‬ة فيم ‪dd‬ا بينم‪dd‬ا وممثلي الش ‪dd‬عب ح‪dd‬تى ينجح‬
‫‪2‬‬
‫المشروع‬
‫وكان هذا الخطاب اكد على‪  ‬نقاط كثيرة حول المشروع منها ‪ :‬‬
‫‪-‬الخالف العمي ‪dd‬ق ال ‪dd‬ذي ك ‪dd‬ان موج ‪dd‬ود بين الطبق ‪dd‬ة السياس ‪dd‬ية وبعض الشخص ‪dd‬يات الجزائري ‪dd‬ة‬
‫التي كانت تمثل المسلمين داخل المؤسسات التمثيلية للدولة الفرنسية ‪.‬‬
‫‪ 1‬شارل الدري جوليان ‪ ،‬المصدر السابق ص ‪.155‬‬
‫‪ 2‬سعد طاعة ‪ ،‬المرجع السابق صف ‪ 83‬‬
‫‪-‬إن الق ‪dd‬انون الخ ‪dd‬اص ب ‪dd‬الجزائر ك ‪dd‬ان ج ‪dd‬اهزا وذل ‪dd‬ك من خالل المناقش ‪dd‬ات ال ‪dd‬تي ك ‪dd‬انت ح ‪dd‬ول‬
‫‪1‬‬
‫مضمونه فهي جاءت فقط للتعديل في فقراته ‪ .‬‬
‫وبعد تلك التدخالت من طرف النواب حدث تغير في بعض المواد‪ ‬‬
‫المادة ‪  :1‬استعمال كلمة مجموعة (‪ ) Group‬بدل (‪ ) Groupement‬تحرر‬
‫المادة ‪   4‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يعين الحاكم العام لتولي مهامه اإلدارية من طرف مجلس الجمهوري‪dd‬ة لكن بعض الم‪d‬واد لم‬
‫تلقى اهتماما في محصلها ولذلك صرح عبد القادر بن ت‪dd‬ونس في جري‪dd‬دة‪  ‬ألج‪dd‬ري ريبيبلك‪dd‬ان‬
‫‪  Alger Républicaine2‬ان مجموع ‪dd‬ة الن ‪dd‬واب‪  ‬المس ‪dd‬لمين المس ‪dd‬تقلين لن‪  ‬يص ‪dd‬وتوا على‬
‫المشروع اذا لم تدخل عليه الحكومة تعديالت تؤكد ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬سادة الجمعية الجزائرية‪.‬‬
‫‪-‬اللغة العربية لغة رسمية‪.‬‬
‫‪-‬حرية العبادة للمسلمين وإ عادة الحبوس للمجتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪-‬مجلس الحكوم‪d‬ة ينبث‪dd‬ق‪  ‬على الجمعي‪dd‬ة ويتمت‪d‬ع بس‪d‬لطات حقيقي‪d‬ة وب‪dd‬ذلك الجزائ‪dd‬ريين او ح‪dd‬تى‬
‫‪3‬‬
‫اولئك الذين يؤمنون بفكرة الجزائر الفرنسية كان قد فرض عليهم القانون االساسي‪.‬‬
‫وعلى العم ‪dd‬وم ف ‪dd‬ان المناقش ‪dd‬ات ال ‪dd‬تي ج ‪dd‬رت داخ ‪dd‬ل المجلس الوط ‪dd‬ني الفرنس ‪dd‬ي ح ‪dd‬ول الق ‪dd‬انون‬
‫األساس ‪dd‬ي للج ‪dd‬رائم تم ‪dd‬يزت بالمقاطع‪dd‬ة من قب ‪dd‬ل ح‪dd‬زب حرك‪dd‬ة انتص ‪dd‬ار الحري ‪dd‬ات الديمقراطي‪dd‬ة‬
‫‪4‬‬
‫ألنها ال تعبر عن المطالب الحقيقية للشعب الجزائري ‪.‬‬
‫‪ ‬كم‪dd d‬ا ان دور المجلس الجزائ‪dd d‬ري المس‪dd d‬تقبلي س‪dd d‬يبقى دورا مح‪dd d‬دد مح‪dd d‬دودا ال يمث‪dd d‬ل الس‪dd d‬يادة‬
‫الجزائرية كون ان تنفيذ قراراته مرهون بمرسوم من حاكم العام‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الصغير عباس ‪ ،‬فرحات عباس من الجزائر الفرنسية الى الجزائر الجزائرية ( ‪ )1963 - 1927‬مذكرة شهادة الماجستير‬
‫من التاريخ الحديث والحركة الوطنية ‪ ،‬جامعة منثوري قسنطينة ‪ 2008 2007‬صفحه ‪142‬‬
‫‪ 2‬خميسة مدور ‪ ,‬المرجع السابق صفحة ‪391‬‬
‫‪ 3‬محمد الصغير عباس المرجع السابق صفحة ‪145‬‬
‫‪ 4‬سعد طاعه المرجع السابق صفحة ‪.86‬‬
‫مصير الدستور‪:‬‬
‫بعد الج‪d‬دل الكب‪d‬ير والمناقش‪d‬ات ال‪d‬تي اقامته‪d‬ا اإلدارة الفرنس‪d‬ية‪  ‬اص‪d‬بح للجزائ‪d‬ر ق‪d‬انون اساس‪d‬ي‬
‫لكن يبقى السؤال المطروح‪  :‬ماذا بعد هذا القانون؟‬
‫هذا و قد احدثت المص‪d‬ادقة على الدس‪d‬تور االس‪dd‬تاذ وت‪d‬دمير في االوس‪dd‬اط المس‪d‬لمة واالوروبي‪dd‬ة‬
‫لكن رغم‪  ‬ذل‪dd‬ك بقي‪dd‬ة اإلدارة الفرنس‪dd‬ية على تط‪dd‬بيق الق‪dd‬انون العض‪dd‬وي بطريق‪dd‬ة او ب‪dd‬األخرى‪.‬‬
‫وفي ه ‪dd d d‬ذا الس ‪dd d d‬ياق أك ‪dd d d‬د الن ‪dd d d‬ائب بن ش ‪dd d d‬نوف ان االوروبي ‪dd d d‬ون‪ d‬تع ‪dd d d‬ودوا على إدارة ش ‪dd d d‬ؤون‬
‫الجزائ‪ddd‬ريين وان‪ddd‬ه يس‪ddd‬تحيل‪  ‬ب‪ddd‬اي ح‪ddd‬ال من األح‪ddd‬وال ان يس ‪dd‬معوا له ‪dd‬ؤالء بامش ‪dd‬اطرتهم ه ‪dd‬ذه‬
‫المهمة حيث خاطبهم قائال "الحقيق‪dd‬ة انكم غ‪d‬ير متع‪dd‬ودين على رؤي‪d‬ة‪  ‬المنتخ‪d‬بين من المس‪dd‬لمين‬
‫ام ‪dd‬امكم في الهيئ ‪dd‬ة الثاني ‪dd‬ة لهم الح ‪dd‬ق في التعب ‪dd‬ير عن افك ‪dd‬ارهم فه ‪dd‬ذا االم ‪dd‬ر اس ‪dd‬تثنائي بالنس ‪dd‬بة‬
‫لكم ‪1.‬ورغم رفض الجزائ‪dd‬ريين لمض‪dd‬امين الق‪dd‬انون اال ان الحرك‪dd‬ة الوطني‪dd‬ة اض‪dd‬طرت على‬
‫خوض انتخابات لتأسيس مجلس جزائري ح‪d‬تى‪  ‬يتس‪dd‬نى للش‪d‬عب الجزائ‪dd‬ري ب‪dd‬ذلك الكف‪dd‬اح عن‬
‫مصالحهم وقد عبر البشير االبراهيمي عن هذه في مجال البصائر العدد ‪ 29‬مارس ‪1948‬‬
‫ب ‪dd‬دعوة اس ‪dd‬تقالل م ‪dd‬ا في الدس ‪dd‬تور من خ ‪dd‬ير ول ‪dd‬و ك ‪dd‬ان كقط ‪dd‬رة من بح ‪dd‬ر والى االس ‪dd‬تقالل في‬
‫‪2‬‬
‫االنتخابات‬
‫كما قرر االتحاد الديمقراطي ان يدخل االنتخابات‪  ‬تحت ش‪dd‬عار الترقي‪dd‬ة االجتماعي‪dd‬ة للش‪dd‬عب‬
‫الجزائري‪. 3‬‬
‫و ام ‪dd‬ام ه ‪dd‬ذا التب ‪dd‬ابين واالختالف في الموق ‪dd‬ف من انتخاب ‪dd‬ات البلدي ‪dd‬ة وال ‪dd‬ذي ك ‪dd‬ان عائق ‪dd‬ا ام ‪dd‬ام‬
‫تحقي‪d‬ق الوح‪d‬دة الوطني‪d‬ة و الديمقراطي‪d‬ة دخلت حرك‪d‬ة انتص‪d‬ار الحري‪d‬ات الديمقراطي‪d‬ة‪ 4‬وح‪d‬زب‬
‫االتح‪dd d‬اد ال‪dd d‬ديمقراطي للبي‪dd d‬ان الجزائ‪dd d‬ري‪  ‬الى المع‪dd d‬ترك االنتخ‪dd d‬ابي ال‪dd d‬تي ف‪dd d‬ازت فيه‪dd d‬ا حرك‪dd d‬ة‬
‫‪ 1‬خميسة مدور المرجع السابق صفحة ‪431‬‬
‫‪ 2‬البشير االبراهيمي للمجلة البصائر‬
‫‪ 3‬جمال فنان‪ ,‬قضايا ودراسات‪ D‬في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر منشورات المتفق‪  ‬الوطني المجاهد ‪ ،‬الجزائر ‪ 1994‬ص ‪219‬‬
‫‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫منال شرقي ازمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية و تأثيرها على اندالع الثورة الجزائرية ‪.‬مذكرة شهادة الماستر ‪ ،‬التاريخ‬
‫المعاصر ‪ ،‬جامعة ‪ ،‬معابد لخضر ‪ ،‬بسكرة (‪ ) 2013 ، 2012‬ص ‪ 49‬‬
‫انتص‪dd d d‬ار وتحص‪dd d d‬لت على ‪ % 33‬من االص‪dd d d‬وات مقاب‪dd d d‬ل ‪ %18‬لالتح‪dd d d‬اد ال‪dd d d‬ديمقراطي ‪%4‬‬
‫للحزب الشيوعي والمستقلين ‪% 45‬‬
‫هذا ما زرع الرعب والرهب في المس‪d‬توطنين االوروب‪dd‬يين واالنتق‪dd‬ادات الذع‪dd‬ة‪  ‬للح‪d‬اكم الع‪d‬ام‬
‫شاتيتو و إلصالحاته‪  ‬االجتماعية واالقتص‪dd‬ادية مس‪dd‬تقلين‪  ‬نف‪dd‬وذهم وس‪dd‬لطتهم فق‪dd‬د ك‪dd‬انوا يلق‪dd‬ون‬
‫عليه الكثير من المسؤولية ويفرطون في مراعاة مصلحة المسلمين الجزائريين ولم يحسوا‪ ‬‬
‫ترتيب االنتخابات‪. 1‬‬
‫‪ ‬كما اعتبر ان اإلصالحات التي كان يق‪dd‬دمها ك‪dd‬انت‪  ‬لص‪dd‬الح الجزائ‪dd‬ريين المس‪dd‬لمين وق‪dd‬د لعب‬
‫ال‪dd‬زعيم الل‪dd‬وبي الجزائ‪dd‬ري في البرلم‪dd‬ان الفرنس‪dd‬ي دورا كب‪dd‬يرا في ابع‪dd‬اد ش‪dd‬اتيتو وال‪dd‬ذي وص‪dd‬فه‬
‫‪2‬‬
‫بقوله (الفاصل‪  ‬الضعيف امام جراة الوطنين )‬
‫في حين هاجم ‪dd d‬ه ج ‪dd d‬اك ش ‪dd d‬وفاليه‪  ‬من خالل تص ‪dd d‬ريحات ص ‪dd d‬حفيه ج ‪dd d‬اده والتهام ‪dd d‬ه بالته ‪dd d‬اون‬
‫‪3‬‬
‫والتقصير‪ d‬اذ وصل به االمر بمطالبته بالرحيل من منصبه قائال (هل اذهب)‬
‫ولم تتوقف تلك االنتق‪dd‬ادات الى ذل‪dd‬ك الح‪d‬د فق‪dd‬ط ب‪dd‬ل وص‪d‬فه رئيس بلدي‪dd‬ة س‪d‬كيكدة على ص‪d‬فحة‬
‫‪4‬‬
‫ليبيرالية ديمكراسن ( شاتيتو بن محمد القابر العام للجزائر )‪   ‬‬
‫وه‪d‬و نفس الش‪d‬يء ال‪d‬ذي ح‪d‬دث م‪d‬ع مش‪d‬روع م‪d‬وريس في‪d‬وليت ال‪d‬ذي‪  ‬بك‪d‬ل االلق‪d‬اب ال‪d‬تي تنقص‬
‫من والئه لفرنسا والفرنسيين وهو فيوليت بن محمد أو فيوليت العرب ‪.‬‬
‫‪ ‬وبع‪dd‬ده ق‪dd‬اموا‪   ‬بتع‪dd‬يين مكان‪dd‬ه ال‪dd‬والي الع‪dd‬ام مارش‪dd‬يل ادمون‪dd‬د ن‪dd‬ايجالن ال‪dd‬ذي يعت‪dd‬بر شخص‪dd‬ية‬
‫فرنس ‪dd d‬ية جس ‪dd d‬دت اإلرادة الحقيقي ‪dd d‬ة لإلدارة االس ‪dd d‬تعمارية و حققت اه ‪dd d‬داف المس ‪dd d‬توطنين‪  ‬في‬
‫ايق ‪dd‬اف زح ‪dd‬ف الوطن ‪dd‬يين على المجلس الجزائ ‪dd‬ري وب ‪dd‬ذلك فق ‪dd‬د تح ‪dd‬دث عن ‪dd‬ه الم ‪dd‬ؤرخ الفرنس ‪dd‬ي‬
‫ش‪dd‬ال‪  ‬أن ‪dd‬دري جولي‪dd‬ان فق‪dd‬ال( ع‪dd‬رف ن‪dd‬ايجيالن اص‪dd‬يل مقاطع‪dd‬ة‪  ‬االلت ‪dd‬ذاذ بص‪dd‬البة وطني‪dd‬ة أين‬
‫برهن عنها طيلة هذه الحرب والظاهر فضال ملح‪dd‬وظ في التص‪dd‬لب مناص‪dd‬ب المس‪dd‬ؤولية ال‪dd‬تي‬

‫‪ 1‬شارل‪  ‬اندري جوليان ‪,‬المصدر السابق صفحة ‪35‬‬

‫‪2‬شارل آبير آجرون ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ 968‬‬


‫‪ 3‬نفسه ص ‪268‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الحميد روزو المرجع السابق صفحة ‪ 133‬‬
‫تواله و شرع في مهمته الجديدة ال فقط بحماس في الشغل وثبات في العمل إلدمجات‪  ‬أمام‬
‫‪1‬‬
‫أي عقبة باإلرادة متحمسة‪  ‬لإلقرار السيادة من جديد ‪.‬‬

‫هذا وبعد وصول ناجالن الى الجزائر في ‪ 25‬فيف‪dd‬ري ‪ 1948‬ش‪dd‬رع في طمأن‪dd‬ة المس‪dd‬توطنين‬
‫االوروب‪dd d‬يين والتض‪dd d‬ييق على المس‪dd d‬لمين الجزائ‪dd d‬ريين يك‪dd d‬ون ب‪dd d‬ذلك ق‪dd d‬د رس‪dd d‬م سياس‪dd d‬ة عنوانه‪dd d‬ا‬
‫الحصار والقمع‬
‫قد جاءت اجابته على السؤال الموجه اليه وهو كيف نقطع الطريق على المواط‪dd‬نين ونوق‪dd‬ف‬
‫دخولهم لمجلس الوطني ب ثروبر االنتخابات ‪.‬‬
‫حيث ق ‪dd d‬ال (‪  ‬إن االختي ‪dd d‬ار لم يكن بين انتخاب ‪dd d‬ات ح ‪dd d‬رة وانتخاب ‪dd d‬ات ض ‪dd d‬رورة لق ‪dd d‬د ك ‪dd d‬ان بين‬
‫انتخابات ضرورة من ط‪dd‬رف الق‪dd‬ادة المص‪dd‬ليين وانتخاب‪dd‬ات ض‪dd‬رورة من قب‪dd‬ل الحكوم‪dd‬ة العام‪dd‬ة‬
‫لقد اخترنا الثانية )‬
‫بمعنى انه سمح لالداريين بالس‪d‬يطرة على المس‪dd‬لمين ومحاول‪d‬ة تغي‪dd‬ير قن‪d‬اعتهم االنتخابي‪dd‬ة ض‪d‬د‬
‫مص ‪dd d‬لحة الوطن ‪dd d‬يين الجزائ ‪dd d‬ريين وخاص ‪dd d‬ة مرش ‪dd d‬حين الحرك ‪dd d‬ة من اج ‪dd d‬ل انتص ‪dd d‬ار الحري ‪dd d‬ات‬
‫الديمقراطية ‪.‬‬
‫وفي ظل الحماس والشعارات التي رفعها‪   ‬مناضلون الحرك‪d‬ة واس‪d‬عة في ك‪d‬ل انح‪d‬اء ال‪d‬وطن‬
‫كي ‪dd d‬ف تم س ‪dd d‬جن واعتق ‪dd d‬ال مترش ‪dd d‬حي حرك ‪dd d‬ة االنتص ‪dd d‬ار الحري ‪dd d‬ات‪  ‬الديمقراطي ‪dd d‬ة وع ‪dd d‬دد من‬
‫‪2‬‬
‫المترشحين الوطنيين واالالف الناخبين ‪.‬‬
‫كم‪dd d‬ا تم اس‪dd d‬ناد مك‪dd d‬اتب الى االوروب‪dd d‬يين ومن‪dd d‬ع ممثلين مترش‪dd d‬حين من مراقب‪dd d‬ه الس‪dd d‬ر األهلي‪dd d‬ة‬
‫واجب‪ddd‬ار ن‪ddd‬ائب على اعط‪ddd‬اء اص‪ddd‬واتهم للمرش‪ddd‬ح االداري وه ‪dd‬ذا م ‪dd‬ا ي ‪dd‬دل على نواي ‪dd‬ا ال ‪dd‬تزوير‬
‫‪3‬‬
‫والغش ‪.‬‬

‫‪1‬شال اندري جوليان المصدر السابق صفحة ‪355‬‬

‫‪  2‬يحي بوعزيز سياسة التسلط االستعمارية المرجع السابق صفحة ‪124‬‬
‫‪ 3‬عمار بوحوش المرجع السابق صفحة ‪316‬‬
‫وفي نشرية بحث بها الوالي آرنست بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 1948‬الى رؤساء البل‪dd‬ديات ام‪dd‬رهم‬
‫فيه‪dd‬ا ‪(  :‬يمن‪dd‬ع من‪dd‬دوبي‪  ‬المترش‪dd‬حين الوط‪dd‬نين من االق‪dd‬وال الى مك‪dd‬اتب االق‪dd‬تراع ح‪dd‬تى نهاي‪dd‬ة‬
‫االهلية االنتخابية أو يمكن استعمال رشاشات ان تطلب االمر ذلك لمنعهم واال اعتقالهم)‪ ‬‬
‫كم‪dd‬ا تم اص‪dd‬دار اوام‪dd‬ر الى المص‪dd‬الح االداري‪dd‬ة بالبلدي‪dd‬ة تقتض‪dd‬ي ان ال ت‪dd‬وزع بطاق‪dd‬ات الن‪dd‬اخبين‬
‫في المراك‪dd‬ز ال‪dd‬تي تزاي‪dd‬د ع‪dd‬دد س‪dd‬كانها‪  ‬وك‪dd‬ذا‪  ‬زي‪dd‬ادة المترش‪dd‬حين المس‪dd‬تقلين لالح‪dd‬رار الت‪dd‬ابعين‬
‫‪1‬‬
‫لإلدارة االستعمارية ‪.‬‬
‫وق‪dd d‬د ك‪dd d‬ان اله‪dd d‬دف من اعتق‪dd d‬ال و محاكم‪dd d‬ة الوطن‪dd d‬يين ه‪dd d‬و من‪dd d‬ع نش‪dd d‬اطهم ال‪dd d‬دعاوى من اج‪dd d‬ل‬
‫االنتخاب ‪dd‬ات و تقلي ‪dd‬ل حظ ‪dd‬وظهم في الف ‪dd‬وز ب ‪dd‬ذلك ف ‪dd‬إن أج ‪dd‬واء س ‪dd‬ير االنتخاب ‪dd‬ات ك ‪dd‬انت أج ‪dd‬واء‪ ‬‬
‫عن ‪dd‬ف وحش ‪dd‬د للق ‪dd‬وات العس ‪dd‬كرية‪  ‬والبوليس ‪dd‬ية وتش ‪dd‬ديد الرقاب ‪dd‬ة‪  ‬على حرك ‪dd‬ة‪  ‬س ‪dd‬ير المك ‪dd‬اتب‬
‫‪2‬‬
‫االنتخابية ‪.‬‬
‫وقد اعتبرت هذه العملية االنتخابية بمثابة معركة بين الش‪dd‬عب اع‪dd‬زل و بين حكوم‪dd‬ة‪  ‬مس‪dd‬لحة‬
‫طاغية اسفرت عن نتائج بطريقتها الخاصة كالتالي‪ :‬‬
‫‪ -‬جماع‪dd d d‬ة وي وي وهم العمالء باالس‪dd d d‬تعمار كم‪dd d d‬ا يس‪dd d d‬مونهم المترش‪dd d d‬حين االح‪dd d d‬رار فق‪dd d d‬ط‬
‫‪3‬‬
‫تحصلت على ‪ 41‬مقاعد ‪.‬‬
‫‪-‬تحصل الحزب الديمقراطي للبيان الجزائر على ‪ 89‬مقاعد‪ .‬‬
‫‪-‬تمكن اإلدارة الفرنسية من االستيالء الكلي على المجلس الجزائري بفضل سياسة التزوير‬
‫لالنتخابات‪.‬‬
‫‪ -‬ان فك‪dd d d‬رة المس‪dd d d‬اواة في الحق‪dd d d‬وق والواجب‪dd d d‬ات بين المس‪dd d d‬توطنين االوروب‪dd d d‬يين والمس‪dd d d‬لمين‬
‫الجزائ‪dd d‬ريين ض‪dd d‬ربا من الخي‪dd d‬ال بحيث ان الدس‪dd d‬تور ‪ 1947‬ق‪dd d‬د ب‪dd d‬نى من البداي‪dd d‬ة على الغش‬
‫‪4‬‬
‫والمخادعة‪.  ‬‬

‫‪1‬احمد توفيق المدني المصدر السابق صفحة ‪184‬‬


‫‪ 2‬خميسة مدور ‪ ،‬المرجع السابق صفحة ‪436‬‬
‫‪3‬بشير بالح ‪ ،‬المرجع السابق صفحة ‪471‬‬

‫‪4‬مصطفى االشرف ‪ ،‬الجزائر األمة‪  ‬والمجتمع حلفي بن عيسى ‪ ،‬دار القصبة النشر الجزائر ‪ 2007‬صفحة‪. 142  ‬‬
‫لتك‪dd‬ون ب‪dd‬ذلك فرنس‪dd‬ا ق‪dd‬د واص‪dd‬لت لعبته‪dd‬ا الق‪dd‬ذرة من خالل تزوي‪dd‬ر انتخاب‪dd‬ات ‪ 1948‬و لتكش‪dd‬ف‬
‫الس‪dd‬تار و تظ‪dd‬اهر النواي‪dd‬ا الحقيق‪dd‬ة ب‪dd‬اإلدارة االس‪dd‬تعمارية‪  ‬ال‪dd‬تي ارادت ع‪dd‬زل الحرك‪dd‬ة الوطني‪dd‬ة‬
‫عن المشاركة في تسيير شؤون البالد‪.‬‬

‫‪ ‬في المقاب‪dd‬ل ع‪dd‬بر الس‪dd‬ادة‪  ‬الجزائ‪dd‬ريين‪  ‬عن ت‪dd‬ذمرهم ح‪dd‬ول مهزل‪dd‬ة االنتخاب‪dd‬ات يق‪dd‬ول فرح‪dd‬ات‬
‫عب‪dd d‬اس (انه‪dd d‬ا اص‪dd d‬بحت على ط‪dd d‬رازات عام‪dd d‬ة ام‪dd d‬تزجت‪  ‬بالع‪dd d‬ادات واألخالق‪  ‬حيث ك‪dd d‬ثرت‬
‫تزوي‪dd d‬رات الفض‪dd d‬ائح ض‪dd d‬من انتخاب‪dd d‬ات المجلس الجزائ‪dd d‬ري) وايض‪dd d‬ا قول‪dd d‬ه( فمن يص‪dd d‬دق‪  ‬ان‬
‫الشعب الفرنس‪dd‬ي ل‪dd‬ه اص‪dd‬دقاء في الجزائ‪dd‬ر س‪dd‬وى جماع‪dd‬ة وي وي الق‪dd‬ذرة ال‪dd‬تي ارس‪dd‬لها أع‪dd‬وان‬
‫وعم‪dd‬ال العمالت لت‪dd‬دخل مقاع‪dd‬د المجلس الجزائ‪dd‬ري وتص‪dd‬بح في‪dd‬ه اذ ان‪  ‬للمس‪dd‬تعمرين اص‪dd‬دقاء‬
‫فيشئ القدماء والذين يريد أميرنا‪  ‬لألفريقيين‪  ‬يسجالن ان يكسب مودتهم وصداقتهم ‪.1‬‬
‫كما كان موقف غي مولي من هذه االنتخابات بعد عودته من رحلة الى الجزائر حيث قال‪ ‬‬
‫االنتخابات في‪  ‬هيئة الثانية ليست لها عالقة مع‪  ‬حرية االنتخاب‬
‫الديمقراطية ال اريد انتقاد اإلدارة لكن لو ك‪dd‬انت االنتخاب‪dd‬ات ح‪dd‬رة‪  ‬سيحص‪dd‬ل مص‪dd‬الي‪  ‬الح‪dd‬اج‬
‫‪2‬‬
‫على ‪  %80‬من اصوات الناخبين المسلمين ‪.‬‬
‫ورغم كل تلك االنتقادات الموجهة إلدارة الحاكم العام اال ان سياسة لم تتغير ‪ .‬‬

‫‪1‬عبد الكريم جوبيه ’ المرجع السابق ص‪.79‬‬


‫‪ 2‬خميسة مدور المرجع السابق صفحة‪443‬‬
‫الخاتمة ‪‬‬

‫إن بعد اندالع الحرب العالمية و مشاركة الشعوب المستعمرة فيها مع صفوف حلفائها‪ ,‬قد‬
‫اكتسبت هذه األخيرة نموا للوعي السياسي و تفطنت و من بينها الشعب الجزائري الذي‬
‫شهد معاناة كبيرة من االحتالل الفرنسي و الذي سبب له تدهورا في كافة المجاالت مقارنة‬
‫مع المستوطنين الفرنسيين و تراجعا رهيبا غير أنه أيضا تفطن و اكتسب الحركة الوطنية‬
‫نموا و تبلورا سياسيا كبيرا‬
‫إنما أن فرنسا قد أحست مدى خطورة تطورات األوضاع التي تنفذ و تؤكد أن أيام هذه‬
‫الوجود االستعماري في الجزائر قد بدأ بالعد التنازلي خاصة بعد ا مجازر ‪ 8‬ماي ‪1945‬‬
‫لتخفيه عن مطلب االستقالل و تحطيم أمالهم في الحرية و التي خلفت جروحا ال تتدخل‬
‫في قلوب الجزائريين جميعا و كرست القطيعة و النهائية مع االستعمار الفرنسي عامة و‬
‫األقلية األوربية خاصة و لكن هذه الحادثة زودته بهزيمة و إصرار على بغض و الحقد‬
‫للمستعمر‬
‫و خوفا من زيادة شعبية التيار االستقاللي و دعوته إلى ثورة شاملة في أرجاء الوطن‬
‫خاصة في مثل هذه الضر وف التي تمر بها فرنسا و خروجها منهكة من الحرب أرادت‬
‫اإلدارة الفرنسية مسابقة الزمن في قطع الطريق على أعدائها و ربح الوقت و استمالة‬
‫الشعب الجزائري إليها و فصله عن الحركة الوطنية و تناسي مطالب الجزائريين البسيطة‬
‫المتمثلة في التمثيل النيابي و المساواة في الحقوق و الواجبات و فكرة االستقالل‪.‬عملت‬
‫فرنسا على تقديم عدة إصالحات سياسية مثل مشروع بلوم فيولين و أخرها القانون‬
‫الخاص ‪ 20‬سبتمبر ‪ 1947‬من اجل امتصاص غضب الشعب الجزائري جراء المجازر‬
‫الرهيبة و الذي اعتبر من اهم المشاريع اإلصالحية التي طرحت على اإلطالق رغم ما‬
‫شهد من نقص و ما لحقه من انتقاد حيث تضمن مجموعة من البنود المفخخة و األغرائية‬
‫في ظاهر تخدم الجزائر و التي كانت مجرد حبر على ورق كالمساواة بين األهالي و‬
‫المستوطنين في الحقوق و الواجبات و لكن في مضمونه هو السياسة اإلدماجية البحتة‪.‬‬
‫كذلك عدم وفاء فرنسا بوعودها بترسم اللغة العربية و فصل الدين في الدولة إال أن هذا‬
‫الدستور جاء منافيا لمطالب الجزائريين و طموحاتهم التي تسعى الستقالل و لم تطبق‬
‫بنوده بين الضغط على السلطات الفرنسية من طرف المعمرين و قد كان هدف فرنسا من‬
‫وضع هذا الدستور هو تعميق الشقة و التفريق بين الهيئات و األحزاب الوطنية و منع‬
‫إقامة وحدة وطنية و قد شهدت السنة الموالية عهد تزوير االنتخابات ‪ 1948‬و غش و قمع‬
‫ضد الحركة الوطنية الجزائرية و مصادرة أصوات الجزائريين و فقدان المقاعد و فقدان‬
‫االنتخابات أسميتها و مصداقيتها و إقدام اإلدارة الفرنسية على تزوير االنتخابات‬
‫التشريعية و البلدية التي عرفتها الجزائر و التي كانت بمثابة تجربة فاشلة ألنهم لم‬
‫يحصلوا على أية مكاسب سياسية و لم يحدثوا أي تأثير في القرارات التي تخدم مصالحهم‬
‫كما سعت فرنسا بكل الطرق لعدم وصول الجزائريين إلى المجالس المحلية و الوطنية‬
‫بهدف بسط نفوذها على الجزائريين عامة و هنا تيقن و أيقن هؤالء استحالة تجسيد‬
‫المساواة بين المستوطنين األوروبيين‪ d‬و الجزائريين و أن االنتخابات عبارة عن مهزلة في‬
‫يد فرنسا ‪.‬كما أن القانون قد أعطى تمثيل متساوي بين الطرفين في المجالس المنتخبة ‪60‬‬
‫من كل طرف رغم الفوارق العددية الكبيرة بينهم فعدد الجزائريين أكثر بكثير من‬
‫المستوطنين و كذلك نص القانون على إلغاء البلديات المختلطة و األقاليم العسكرية في‬
‫الجنوب بهدف إدماج إداري‪.‬و ما يمكن استنتاجه أن هذا القانون لم يجد نفعا و لم يأت‬
‫بجديد و ال بحل للخروج من األوضاع المزرية التي كانت تعاني منها الجزائر و تحسين‬
‫أوضاع الشعب الجزائري المقهور بل تم تلميعه بطالء ناعم إلخفاء فضائع و جرائم‬
‫االستعمار الفرنسي السابقة‪ .‬قوبل هذا القانون بالرفض القطعي من طرف الشعب‬
‫الجزائري عامة و من الحركة الوطنية خاصة كونه ال يلي مطالبهم و طموحاتهم و ال‬
‫يستجيب إلصالحاتهم في إعادة إحياء و استعادة السيادة الوطنية للجزائر التي طميها‬
‫االستعمار الفرنسي و هدا ما أكده زعماء الحركة الوطنية من خالل تصريحاتهم‬
‫المختلفة ‪.‬كما عارضه المعمرون و رفضوه كونه يهدد مصالحهم و وجودهم في الجزائر‬
‫و يقلل من امتيازاتهم فيها كإعطاء حق التمثيل النيابي للجزائريين ‪.....‬و ما يمكن‬
‫استخالصه من خالل هذا البحث أن قانون ‪ 20‬سبتمبر ‪ 1947‬لم يجسد على ارض الواقع‬
‫كعادتها و لم تفي بوعودها اتجاه الجزائريين و تأكدوا أن فكرة المساواة بينهم و بين‬
‫الفرنسيين هي مجرد حلم فقط‪.‬فقرروا توحيد صفوف الحركة الوطنية و اقتناعها بعقم‬
‫العمل السياسي و ضرورة انتهاج العمل المسلح للتصدي و القضاء على السيطرة‬
‫االستعمارية الفرنسية و استرجاع السيادة الوطنية الجزائرية‬

You might also like