You are on page 1of 10

‫الجمــــــــهوريــــــــة الجزائريـــــــــــــــــــة الديمقراطيــــــــــــــــــــــــة الشعبيـــــــــــــة‬

‫وزارة التعليــــم العالـــــي والبحث العلمـــــي‬


‫كلية العلـوم اإلنسانيـــة واالجتماعيـــة‬
‫جامعة البليدة ‪-2‬لونيسي علي‬
‫تخصص تاريخ مقاومة وحركة الوطنية‬
‫مستوى سنة أولى ماستر‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫قانون األهالي‬

‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫‪ ‬خولة بوحميدي‬

‫السنة الجامعية‪2024 /2023 :‬‬

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪.‬‬
‫‪ .I‬المبحث األول‪ :‬ماهية قانون األهالي‪.‬‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬مفهوم قانون األهالي‪.‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬نشأة قانون األهالي‪.‬‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬أهداف قانون األهالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انعكاسات قانون األهالي‪.‬‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬رد فعل الشعب الجزائري على قانون األهالي‪.‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬انعكاسات قانون األهالي‪.‬‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬الغاء قانون األهالي‪.‬‬
‫خاتمة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن المعلوم المؤكد إن معظم الدارسات التاريخية المتعلقة بجرائم االحتالل الفرنسي‬
‫للجزائر ‪ ،‬وما قامت به فرنسا االستعمارية في حق جميع الشعوب التي استعمرتها عامة‬
‫والجزائر خاصة طبقت عليها سياستها التعسفية اإلجرامية معتمدة في ذلك على وسائل التنكيل‬
‫والتعذيب واالبادة الجماعية‪ ...‬وهكذا سعت فرنسا االستعمارية إلى إصدار عدت قوانين‬
‫إجرامية كانت من اخطر القوانين في تاريخ البشرية وهو ما يعرف بقانون األهالي أو ما يطلق‬
‫عليه تسميت األنديجينيا الذي بدأت بوادره منذ ‪ 1870‬وسعت إلى تطبيقه وتنفيذه في‪ 28‬جوان‬
‫‪ 1881‬وكانت له عدت نتائج وانعكاسات على الشعب الجزائري ‪ .‬التعريف بالموضوع منذ‬
‫االحتالل الفرنسي للجزائر علم ‪ 1830‬طبقت فرنسا ترسانة من القوانين التعسفية وكانت الغاية‬
‫من ذلك إثبات وجودها وضمان سيطرتها بشكل كلي فهي تعتبر الجزائر وريثها وال يمكن‬
‫التخلي عنها ومن بين هاته القوانين قانون األهالي الذي تم فرضه على الشعب الجزائري منذ‬
‫‪ 1870‬وهو من أخطر القوانين وماله من تأثير مباشر وغير مباشر وهذا ما شملت عليه‬
‫موضوع دراستنا‪ ،‬ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما طبيعة قانون االهالي؟ وما مدى تأثير‬
‫قانون األهالي على الجزائريين‪ ،‬وماهي أهم انعكاساته على الشعب الجزائري؟‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية قانون األهالي‪:‬‬ ‫‪.I‬‬


‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬مفهوم قانون األهالي‪:‬‬
‫تسعى اإلدارة الفرنسية إلى فرض هيمنتها وسيطرتها على الجزائر من خالل استخدام‬
‫وسائل قمعية وظالمة‪ ،‬وقانون األنديجينا أو قانون األهالي يمثل جز ًءا من هذه الوسائل‪ ،‬حيث‬

‫‪3‬‬
‫يفرض مجموعة من القوانين االستثنائية على الجزائريين‪ ،‬محروما ً إياهم حتى من إظهار‬
‫‪1‬‬
‫آالمهم‪ ،‬ومنعا ً لهم من مطالبة حقوقهم الضرورية‪.‬‬
‫يمكن تحديدها من خالل قوائم تزيد وتنقص وفق الحاجة‪ ،‬وتعاقب عليها بالحبس‬
‫والغرامة‪ .‬وأوضح الشيخ المؤرخ أبو القاسم سعد هللا‪ :‬أن األنديجينيا هي مجموعة من النصوص‬
‫واإلجراءات االستثنائية التي وظفها المسؤولون الفرنسيون ضد الجزائريين غير المرتاحين‬
‫إطارا استبداديًا وعنصريًا بفرض عقوبات ألكثر‬
‫ً‬ ‫لتصرفاتهم‪ .‬وبالنسبة لألستاذ شنهو‪ ،‬يعتبرها‬
‫من ‪ 40‬مخالفة‪ ،‬ثم حددها إلى ‪ 21‬مخالفة‪ .‬واتفق أكثر المؤرخين الجزائريين على أن قانون‬
‫األهالي هو مجموعة من القوانين الظالمة والقهرية لقمع الجزائريين‪ ،‬ومماثلة لقانون العبيد‬
‫الذي فرضته اإلدارة ا لفرنسية على األهالي الجزائريين دون غيرهم من السكان المستوطنين‬
‫اليهود‪.¹‬‬
‫مبدأ قانون األهالي (األنديجينا) ‪ :1870‬إجراءات استثنائية تعسفية ضد الجزائريين‬
‫الذين رفضوا التخلي عن أحوالهم الشخصية مثل‪ :‬العقوبات الجماعية على المخالفات الفردية‬
‫‪2‬‬
‫ومنع التجول دون رخصة‪.‬‬
‫نص القانون‪24 :‬أكتوبر ‪ ، 1870‬أصدرت حكومة الدفاع الوطني المجتمعة بمدينة‬
‫تور الفرنسية قرار هذا نصه‪:‬‬
‫" إن حكومة الدفاع الوطني‪ ،‬تقرر بأن جميع اإلسرائيليين األهالي في عماالت الجزائر‬
‫قد أصبحوا مواطنين فرنسيين‪ ،‬وسوف ينتظم قانونهم الحقيقي والشخصي ابتداء من إصدار‬
‫هذا القانون الفرنسي‪ .‬وسوف يحتفظون بجميع الحقوق التي اكتسبوها‪ .‬إن كل التشريعات وكل‬
‫القوانين الصادرة عن مجلس الشيوخ واألمرات أو القوانين المخالفة لهذا القرار تعتبر ال غية‪".3‬‬
‫جاء القرار مختوما بعبارة حرر بمدينة تور في ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،1870‬وحمل امضاء‬
‫أعضاء حكومة الدفاع الوطني‪ ،‬وهم؛ تيار‪ ،‬كريميو‪ ،‬غامبيطا‪ ،‬بيزوان‪ ،‬فوريشون‪.‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬نشأة قانون األهالي‪:‬‬
‫في عام ‪ ،1994‬شكلت أسماء بوبازين أول مستعمرة فرنسية في العصر الحديث‪ .‬وفي‬
‫وثيقة استسالم التي وقعها باي الجزائر‪ ،‬أكدت فرنسا التزامها بعدم التعرض لحريات السكان‬
‫وديانتهم‪ .‬في عام ‪ ، 1830‬بدأ استخدام مصطلح "األهالي" لوصف كل إنسان يهودي أو مسلم‬
‫والذين لم يكونوا يُعتبرون فرنسيين قبل المرسوم الملكي في ‪ 24‬فبراير ‪ .1834‬ولم يكن لديهم‬
‫الجنسية الكاملة والشاملة‪ .‬عدّل نابليون الثالث الوضع في عام ‪ 1865‬ليُسمح لليهود وبعض‬
‫مسلمي الجزائر بتقديم طلب للحصول على الجنسية الفرنسية‪ .‬وبدأ كل يهود الجزائر بين ‪1870‬‬
‫و‪ 1871‬ثم األجانب الذين كانوا مقيمين في األراضي الفرنسية أو مستعمراتها بأن يصبحوا‬
‫مواطنين فرنسيين بكل معنى الكلمة‪ .‬وكانت هناك معارضة شديدة لمنح الجنسية لمسلمي‬
‫المستعمرة الجزائرية‪ ،‬لذا عدّل قانون منح الجنسية ليستثني المسلمين‪ .‬بموجب هذا القانون‬
‫المعروف باسم "قانون األهالي"‪ ،‬تمتلك الجهات اإلدارية سلطة تشمل صالحيات‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد هللا مقالتي‪ ،‬المرجع في تاريخ الجزائر المعاصر ‪ ،1954/1830‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ 2014‬ص‪-119‬‬
‫‪.120‬‬
‫‪ 2‬محمودي عادل‪ ،‬كتيب في االجتماعيات للسنة الثالثة ثانوي‪ 2023 ،‬جزء مصطلحات التاريخ‪.‬‬
‫‪ "3‬قانون األهالي‪ ..‬حين 'عاقب' االستعمار الجزائريين بال محاكمة ‪". www.maghrebvoices.com‬‬

‫‪4‬‬
‫واختصاصات السلطة القضائية‪ ،‬ما يؤدي إلى تجويف الضمانات الشائعة لحرية األفراد تحت‬
‫‪1‬‬
‫مسمى الحفاظ على األمن وفرض النظام‪.‬‬
‫يمكن تلخيص هذه الصالحيات فيما يلي‪:‬‬
‫سلطة الحاكم العام في فرض عقوبات دون محاكمة بهدف حفظ األمن العام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تطبيق مبدأ المسؤولية الجماعية‪ ،‬حيث يكون جميع سكان المنطقة مسؤولين عن جريمة معينة‬ ‫‪‬‬
‫أو حادث حريق‪.‬‬
‫صالحية المتصرفين اإلداريين ورؤساء البلديات في اعتقال األشخاص ومصادرة أموالهم دون‬ ‫‪‬‬
‫صدور حكم قضائي‪.‬‬
‫بموجب "قانون األهالي"‪ ،‬يحصل المتصرفون اإلداريون وموظفو البلديات ولجان التأديب‬
‫على صالحية مطلقة في التنفيذ والتطبيق‪ .‬يهدف هذا القانون إلى فرض النظام واالنضباط بين‬
‫المسلمين والتأكيد على طاعتهم الكاملة لألوربيين‪ ،‬حيث ُحدد عند إصداره ‪ 41‬مخالفة‪.¹‬‬
‫يتم معاقبتها من قبل الجزائريين‪ ،‬وقد خضعت لـ ‪ 21‬مخالفة في عام ‪ 1891‬وثبتت عند ‪27‬‬
‫مخالفة في قانون ‪ 21‬ديسمبر ‪ .1898‬وعلى الرغم من أن اإلدارة الفرنسية حددت مدة سريان‬
‫هذا القانون بسبع سنوات‪ ،‬إال أنها ستمدده لنفس المدة عند نهاية كل فترة حتى عام ‪.1930‬‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬أهداف قانون األهالي‪:‬‬
‫بدأت فرنسا بإصدار ‪ 27‬مخالفة‪ ،‬ثم ازدادت إلى ‪ 41‬مخالفة تخص األهالي بشكل‬
‫خاص‪ ،‬حيث كانت تسعى إلى تحقيق عدة أهداف‪ ،‬من بينها‪:2‬‬
‫‪ ‬محاربة القضاء اإلسالمي كجزء من اإلدارة االستعمارية‪ ،‬واستبدال شخصية‬
‫القاضي المسلم بالقضاء الفرنسي حتى تفرض فرنسا سيطرتها‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق مبدأ المسؤولية الجماعية على الجزائريين‪ ،‬ووضعهم رهن اعتقال‬
‫إداري وفقًا لقانون األنديجينا‪ ،‬مما يلزم الجزائريين بتحمل المسؤولية عن أي‬
‫خسارة‪.‬‬
‫‪ ‬تحطيم البنية االجتماعية والثقافية للجزائريين حتى يتمكن االحتالل من فرض‬
‫سيطرته على المجتمع األهلي‪ ،‬ولبلوغ هذا المرام وطبقت سلطة المستعمر‬
‫أليات مختلفة ومنها سياسة الجهل والتفقير والتمايز االجتماعي وتبعياته‬
‫المتعددة من بطالة وأمراض‬
‫‪ ‬إبادة المجتمع الجزائري من طرف االستعمار بتطبيق هاته القوانين الجائرة‬
‫التي تمكنه من القضاء على مقومات الهوية الجزائرية‪ ،‬حتى يعم الجهل‬
‫واألمية وتفكيك النظام القبلي‪ ،‬وهذا ما عبر عنه أحد الكتاب الفرنسيين بقوله‪:‬‬
‫(لقد ساهمت سيادتها الثابتة في تفكيك القبيلة لقد‪ ،‬نزعنا منها روح القرابة‬
‫والتضامن التي كانت موجودة في كل أفرادها األغنياء منهم والفقراء) مما‬
‫أدخل القبائل الجزائرية في حالة فوضى عارمة‬
‫اإلخضاع والحجز والقمع في سياق تعويض النظام العسكري باإلداري وعليه‬ ‫‪‬‬
‫فإن المعمرين خوفا ً من أن يصبح القانون العادي هو القاعدة األساسية وهذا ما‬

‫‪ 1‬قانون األهالي مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ 2‬يحيى بوعزيز‪ ،‬سياسة فرنسا البربرية‪ ،‬الجزائر ‪ 1930-18030‬وانعكاساتها على المغرب الغربي‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬الجزائر ‪ 2010‬ص‬
‫‪.52‬‬

‫‪5‬‬
‫سيجبر الدولة االستعمارية من كل حماية قانونية لذا وضع هذا القانون لمنح‬
‫اإلدارة وسيلة قمع استثنائية‪ ،‬ومن هنا يمكن أن نقول ان السياسة الفرنسية‬
‫استطاعت اصطياد هدفها‪.‬‬
‫‪ .II‬المبحث الثاني‪ :‬انعكاسات قانون األهالي‪:‬‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬رد فعل الشعب الجزائري على قانون األهالي‪:‬‬
‫واجه الشعب الجزائري السياسة التعسفية والقوانين اإلجرائية التي فرضتها فرنسا‬
‫وإنما واجهها بكل ما أتيح من قوة وقد تجلى فيما يلي انتفاضة الشيخ المقراني والحداد ‪.‬وعليه‬
‫فإن الجزائر شهدت عام ‪ 1871‬انتفاضة وثورة كبيرة شملت معظم مدن البالد‪ ،‬حيث انطلقت‬
‫بوادرها األولى في ‪ 1871‬من مدينة سوق أهراس حيث تمرد سكانها على قرار التجنيد في‬
‫صفوف الجيش الفرنسي‪ ،‬وانضمت عدة قبائل للثورة‪ ،‬وتعددت الظروف التي تدفع بالسكان‬
‫لالنضمام للثورة فمنها ما هو اقتصادي وسياسي واجتماعي‪ ،‬وخاصة بعد هزيمة الجيش‬
‫الفرنسي في سيدان سنة ‪ 1870‬على يد القوات البروسية وإضافة الى الفقر والحرمان الذي‬
‫‪1‬‬
‫أصيب الجزائر‪1868.‬‬
‫ان رد فعل الشعب الجزائري على قانون األهالي قويًا وموحدًا في معارضته ‪.‬واجه‬
‫القانون مقاومة واسعة النطاق من جميع فئات المجتمع الجزائري‪ ،‬من المثقفين والسياسيين إلى‬
‫العمال والفالحين‪.‬‬
‫أبرز مظاهر هذه المقاومة‪:2‬‬
‫االحتجاجات الشعبية ‪:‬نظمت العديد من االحتجاجات في جميع أنحاء الجزائر ضد قانون‬ ‫‪‬‬
‫األهالي‪ .‬واجهت هذه االحتجاجات في كثير من األحيان بالقمع الوحشي من قبل السلطات‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫شن الوطنيون الجزائريون حملة إعالمية واسعة النطاق ضد قانون‬‫الحمالت اإلعالمية ‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬
‫األهالي‪ ،‬مستخدمين الصحف والمجالت والندوات لنشر الوعي حول مخاطر القانون وتأثيره‬
‫على الشعب الجزائري‪.‬‬
‫المقاطعة ‪ :‬قاطع العديد من الجزائريين المؤسسات الفرنسية والبضائع احتجا ًجا على قانون‬ ‫‪‬‬
‫األهالي‪.‬‬
‫التمرد المسلح ‪ :‬لجأ بعض الجزائريين إلى الكفاح المسلح ضد السلطات الفرنسية ردًا على‬ ‫‪‬‬
‫قانون األهالي‪.‬‬
‫أدى رد الفعل القوي للشعب الجزائري إلى إلغاء قانون األهالي في عام ‪.1944‬‬
‫أهم العوامل التي ساهمت في إلغاء القانون‪:‬‬
‫المقاومة الشعبية ‪ :‬كان لمعارضة الشعب الجزائري للقانون تأثير كبير على قرار إلغائه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫طا دولية متزايدة إللغاء قانون األهالي‪ ،‬خاصة من‬ ‫الضغط الدولي ‪:‬واجهت فرنسا ضغو ً‬ ‫‪‬‬
‫الواليات المتحدة وبريطانيا‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار عمورة‪ ،‬الجزائر بوابة التاريخ‪ ،‬دار الريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 2002 ،01‬ص ‪.133/132‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬عبد هللا مقالني‪ ،‬المشروع الصلبي لالحتالل الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪91/90‬‬

‫‪6‬‬
‫تغير موقف الحكومة الفرنسية ‪ :‬أدركت الحكومة الفرنسية أن قانون األهالي لم يعد قاب ً‬
‫ال‬ ‫‪‬‬
‫للتطبيق‪ ،‬وأن إلغاءه ضروري للحفاظ على االستقرار في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬انعكاسات قانون األهالي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫على الصعيد االقتصادي‪:‬‬
‫كان لقانون األهالي انعكاسات عميقة على الصعيد االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫أبرز هذه االنعكاسات‪:‬‬
‫تفقير الفالحين الجزائريين‪ :‬أدى القانون إلى حرمان الفالحين الجزائريين من أراضيهم‬ ‫‪‬‬
‫ومواردهم‪ ،‬مما أدى إلى تفقيرهم بشكل كبير‪.‬‬
‫تزايد اعتماد الجزائر على فرنسا‪ :‬أصبح االقتصاد الجزائري أكثر اعتمادًا على فرنسا‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫سيطرت الشركات الفرنسية على قطاعات واسعة من االقتصاد‪.‬‬
‫تدهور مستوى المعيشة‪ :‬أدى تفقير الفالحين وتزايد اعتماد الجزائر على فرنسا إلى تدهور‬ ‫‪‬‬
‫مستوى المعيشة للجزائريين‪.‬‬
‫فرض الضرائب الباهظة على الفالحين‪ :‬فرضت السلطات الفرنسية ضرائب باهظة على‬ ‫‪‬‬
‫الفالحين الجزائريين‪ .‬أدى ذلك إلى صعوبة تمكنهم من تلبية احتياجاتهم األساسية‪.‬‬
‫إجبار الفالحين على العمل بأجور زهيدة في مزارع المستوطنين‪ :‬أجبرت السلطات الفرنسية‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫العديد من الفالحين الجزائريين على العمل بأجور زهيدة في مزارع المستوطنين‪.‬‬
‫سيطرة الشركات الفرنسية على قطاعات واسعة من االقتصاد‪ :‬سيطرت الشركات الفرنسية‬ ‫‪‬‬
‫على قطاعات واسعة من االقتصاد الجزائري‪ ،‬مثل الزراعة والتعدين والصناعة‪ .‬أدى ذلك إلى‬
‫تدهور اإلنتاج المحلي وزيادة اعتماد الجزائر على الواردات الفرنسية‪.‬‬
‫استنزاف الموارد الجزائرية‪ :‬استنزفت فرنسا الموارد الجزائرية‪ ،‬مثل النفط والغاز والمعادن‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫لصالح اقتصادها‪.‬‬
‫كان لقانون األهالي انعكاسات كارثية على الصعيد االقتصادي في الجزائر‪ .‬أدى‬
‫القا نون إلى تفقير الفالحين الجزائريين وزيادة اعتماد الجزائر على فرنسا وتدهور مستوى‬
‫المعيشة للجزائريين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫على الصعيد االجتماعي‪:‬‬

‫تقسيم المجتمع الجزائري إلى فئتين‪ :‬فئة من المواطنين الفرنسيين تتمتع بحقوق كاملة‪ ،‬وفئة‬ ‫‪‬‬

‫من "الرعايا" الجزائريين الذين ال يتمتعون بنفس الحقوق‪.‬‬


‫تهميش اللغة العربية والثقافة الجزائرية‪ :‬فرض القانون اللغة الفرنسية كلغة رسمية وحيدة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وقلّل من أهمية اللغة العربية والثقافة الجزائرية‪.‬‬

‫يحيى بوعزيز مرجع سبق ذكره ص‪.45‬‬ ‫‪1‬‬

‫د عبد هللا مقالني ص ‪ 319‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫قانون األهالي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫إفقار الشعب الجزائري‪ :‬أدى القانون إلى االستيالء على أراضي الجزائريين وتوزيعها على‬ ‫‪‬‬

‫المستوطنين الفرنسيين‪ ،‬مما أدى إلى إفقار العديد من الجزائريين‪.‬‬


‫تفاقم التوترات االجتماعية‪ :‬أدى قانون األهالي إلى تفاقم التوترات االجتماعية بين الجزائريين‬ ‫‪‬‬

‫والفرنسيين‪ ،‬وساهم في خلق بيئة مواتية للثورة الجزائرية‪.‬‬


‫انتشار الفقر‪ :‬أدى قانون األهالي إلى تفقير العديد من الجزائريين‪ ،‬حيث فقدوا أراضيهم‬ ‫‪‬‬

‫ومصدر رزقهم‪.‬‬
‫تفاقم األمية‪ :‬أدى تهميش اللغة العربية إلى تفاقم األمية بين الجزائريين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫انتشار البطالة‪ :‬أدى االستيالء على األراضي الجزائرية إلى فقدان العديد من الجزائريين‬ ‫‪‬‬

‫لوظائفهم‪.‬‬
‫تفاقم التمييز العنصري‪ :‬أدى قانون األهالي إلى تفاقم التمييز العنصري بين الجزائريين‬ ‫‪‬‬

‫والفرنسيين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬الغاء قانون األهالي‪:‬‬
‫لقد تم إلغاء قانون األهالي في عام ‪ 1944‬وذلك تحت الكثير من الضغوطات التي تعرضت‬
‫لها فرنسا من قبل الشعب الجزائري‪.‬‬
‫العوامل التي أدت إلى إلغاء القانون‪:‬‬
‫المقاومة الشعبية‪ :‬واجه القانون مقاومة واسعة النطاق من جميع فئات المجتمع الجزائري‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫من المثقفين والسياسيين إلى العمال والفالحين‪.‬‬


‫الضغط الدولي‪ :‬واجهت فرنسا ضغو ً‬
‫طا دولية متزايدة إللغاء قانون األهالي‪ ،‬خاصة من‬ ‫‪‬‬

‫الواليات المتحدة وبريطانيا‪.‬‬


‫تغير موقف الحكومة الفرنسية‪ :‬أدركت الحكومة الفرنسية أن قانون األهالي لم يعد قابالً‬ ‫‪‬‬

‫للتطبيق‪ ،‬وأن إلغاءه ضروري للحفاظ على االستقرار في الجزائر‪.‬‬


‫آثار إلغاء قانون األهالي‪:‬‬
‫كبيرا للحركة الوطنية‬
‫انتصارا ً‬
‫ً‬ ‫انتصار للحركة الوطنية الجزائرية‪ :‬اعتبر إلغاء القانون‬ ‫‪‬‬

‫الجزائرية‪ ،‬وعالمة فارقة في نضالها ضد االستعمار الفرنسي‪.‬‬


‫شعورا باألمل والتفاؤل للشعب الجزائري‪ ،‬وشجع على‬
‫ً‬ ‫شعور باألمل‪ :‬أعطى إلغاء القانون‬ ‫‪‬‬

‫مزيد من النضال من أجل االستقالل‪.‬‬

‫‪ 1‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في التاريخ‪ ،‬جامعة العقيد أحمد دراية‪ ،‬ادرار‪-‬الجزائر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬تخصص مغرب عربي معاصر‪ ،‬بعنوان قانون األهالي وتأثيره على الشعب الجزائري ‪1870‬م سنة‬
‫‪2022/2021‬م‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تطور الحركة الوطنية‪ :‬ساعد إلغاء القانون في تطور الحركة الوطنية الجزائرية‪ ،‬وظهور‬ ‫‪‬‬

‫جيل جديد من القادة الوطنيين‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫قانون األهالي الفرنسي في الجزائر كان جز ًءا من السياسة االستعمارية الفرنسية في‬
‫الجزائر خالل الفترة االستعمارية‪ .‬وكان الهدف من هذا القانون تمكين المستوطنين الفرنسيين‬
‫من الحصول على مزيد من الحقوق واالمتيازات على حساب السكان الجزائريين األصليين‪.‬‬
‫وقد منح قانون األهالي للمستوطنين الفرنسيين في الجزائر حقوقا ً مدنية وسياسية أكبر‬
‫من الجزائريين األصليين‪ .‬ومن بين هذه الحقوق كانت حقوق الملكية واالستثمار والتصويت‪.‬‬
‫وفي الواقع‪ ،‬كانت الفصلية العنصرية بين الفرنسيين والجزائريين األصليين واضحة في هذا‬
‫النظام القانوني‪.‬‬
‫كما أدى وبعد استقالل الجزائر في عام ‪ ،1962‬تم إلغاء قانون األهالي وجرى العمل‬
‫على تحقيق المساواة الكاملة بين جميع المواطنين الجزائريين دون تمييز عنصري‪ .‬هذا القانون‬
‫إلى تفاقم التمييز والظلم ضد السكان الجزائريين‪ ،‬وزاد من حدة الصراع الوطني ضد االستعمار‬
‫الفرنسي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫قائمة المرجع‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد هللا مقالتي‪ ،‬المرجع في تاريخ الجزائر المعاصر ‪ ،1954/1830‬ديوان المطبوعات الجامعية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2014‬‬
‫محمودي عادل‪ ،‬كتيب في االجتماعيات للسنة الثالثة ثانوي‪ 2023 ،‬جزء مصطلحات التاريخ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫"قانون األهالي‪ ..‬حين 'عاقب' االستعمار الجزائريين بال‬ ‫‪.3‬‬
‫محاكمة ‪". www.maghrebvoices.com‬‬
‫يحيى بوعزيز‪ ،‬سياسة فرنسا البربرية‪ ،‬الجزائر ‪ 1930-18030‬وانعكاساتها على المغرب الغربي‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫دار الحكمة‪ ،‬الجزائر ‪.2010‬‬
‫عمار عمورة‪ ،‬الجزائر بوابة التاريخ‪ ،‬دار الريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.2002 ،01‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في التاريخ‪ ،‬جامعة العقيد أحمد دراية‪ ،‬ادرار‪-‬الجزائر‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلنسانية واالجتماعية واإلسالمية‪ ،‬تخصص مغرب عربي معاصر‪ ،‬بعنوان قانون األهالي وتأثيره على‬
‫الشعب الجزائري ‪1870‬م سنة ‪2022/2021‬م‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like