You are on page 1of 32

‫‪:‬الفصل الثالث‬

‫الممارسة اإلعالمية في قطاع السمعي‬


‫البصري الخاص بالجزائر‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الممارسة اإلعالمية في قطاع السمعي البصري بالجزائر‬


‫تمهيد ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬واقع الممارسة المهنية اإلعالمية بالجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الممارسة اإلعالمية في ظل التشريعات القانونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حرية الممارسة اإلعالمية من خالل قانوني اإلعالم ‪ 1990‬و ‪.2012‬‬

‫‪ .‬المطلب الثالث‪:‬ممارسة المهنة اإلعالمية في إطار االختيارات اإليديولوجية‬

‫‪ .‬المبحث الثاني ‪ :‬المهنة في الممارسة اإلعالمية‬

‫المطلب األول ‪ :‬أخالقيات العمل اإلعالمي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أخالقيات المهنة في قوانين اإلعالم الجزائرية‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬ميثاق أخالقيات المهنة للصحفيين الجزائريين‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬معوقات الممارسة المهنية اإلعالمية في الجزائر‬

‫المطلب األول ‪ :‬المعوقات القانونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المعوقات االقتصادية و السياسية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث المعوقات المهنية ‪.‬‬

‫‪.‬خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الممارسة اإلعالمية في قطاع السمعي البصري بالجزائر‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع الممارسة المهنية اإلعالمية بالجزائر‬


‫المطلب‪ :1‬الممارسة اإلعالمية في ظل التشريعات القانونية‬

‫مرت الممارسة اإلعالمية في الجزائر بعدة تغيرات بدءا من األحادية الحزبية التي عرف فيها قطاع‬
‫السمعي البصري احتكارا شديدا من قبل السلطة انتقاال إلى التعددية الحزبية و التي كانت بداية مرحلة‬
‫جديدة و توالت التغيرات إلى إن ظهر قانون اإلعالم ‪ 2012‬و بدا االنفتاح بشكل كبير على قطاع‬
‫السمعي البصري و ظهور القنوات الخاصة ‪.‬‬

‫الممارسة اإلعالمية في ظل األحادية الحزبية ‪1‬‬

‫تميزت هذه الفترة بسيطرة الحزب الحاكم و سياسة اإلعالم الموجه‬


‫بعد استقالل الجزائر و استعادة السيادة الوطنية و كذا استرجاع السيادة على مبنى اإلذاعة و التلفزيون‬
‫حاولت إقامة إعالم يستجيب لسياسة السلطة و حصرت مهام الصحفي في التعبئة و النضال و تمرير‬
‫إيديولوجية الحكم‬
‫‪:‬سعى قطاع اإلعالم في هذه الفترة إلى ‪ 3‬أهداف‬
‫إنشاء صحف جزائرية ‪-‬‬
‫هيمنة الحكومة و الحزب على النشاط اإلعالمي ‪-‬‬
‫إقامة نظام اشتراكي للصحافة ‪-‬‬
‫بقيت الممارسة اإلعالمية تنتهج التوجه االشتراكي إلى أن بدأت القوانين تصدر سنة ‪ ،1967‬و جعلت‬
‫المؤسسات اإلعالمية ذات طابع صناعي تجاري‪ ،‬كما خولت للمؤسسات اإلعالمية الحق الكامل في‬
‫‪ .‬تسييرها إداريا و ماليا‬

‫في هذه الفترة عرفت الجزائر فراغا قانونيا ينظم العمل اإلعالمي منذ االستقالل‪ ،‬إلى أن ظهر قانون‬
‫‪ .‬اإلعالم ‪ 1982‬كأول خطوة قانونية في الممارسة اإلعالمية‬

‫يعتبر قانون اإلعالم ‪ 1982‬كتمهيد لسد الفراغ القانوني الذي عرفه قطاع اإلعالم في الفترة السابقة‪ ،‬و‬
‫‪ .‬هو أول قانون جامع مانع لإلعالم في تاريخ الجزائر‬

‫جاء هذا القانون ليعكس الفضاء السياسي الذي تعيش فيه المؤسسات اإلعالمية أي الحزب الواحد‪ ،‬حيث‬
‫‪ .1‬ركز على واجبات الصحفي في إطار الثورة االشتراكية‬

‫اعتبر الصحفيون قانون اإلعالم ‪ 1982‬قانون عقوبات ألنه خصص ‪ 43‬مادة لإلجراءات العقابية ضد‬
‫الصحفيين‪،‬كما افتقر هذا القانون إلى مواد تصون حقوق الصحافي أثناء أدائه لمهامه و تحصينه من‬
‫‪.‬األخطار‬

‫الممارسة اإلعالمية في ظل التعددية الحزبية ‪2 1990-1989:‬‬


‫شهد قطاع اإلعالم تغيرات كثيرة و تعرف هذه الفترة بمرحلة ما قبل التطور‪ ،‬فبعد ان جاء أول دستور‬
‫جزائري ‪ 1989‬تخللته تعديالت للدستور السابق ‪ 1976‬و نص على مبدأ التعددية الحزبية ‪،‬و أيضا‬
‫‪ .‬نص على حقوق و حريات لم تتطرق إليها القوانين السابقة‬

‫تمخض عن قانون اإلعالم ‪ 1989‬قانون إعالم جديد و هو قانون ‪ ،1990‬حيث كرس و ألول مرة‬
‫التعددية الحزبية بصفة قانونية و بشكل خارطة إعالمية أو عهد جديد أكثر ديمقراطية‪.‬كما قام بإعادة بعث‬
‫‪.‬المجلس األعلى لإلعالم‬

‫‪:‬من الضمانات التي تحدث عنها في مواده‬

‫المادة‪:1‬أعلنت أن هدف القانون هو تحديد القواعد و المبادئ األساسية للممارسة اإلعالمية‬

‫الماة‪:2‬أعلنت عن حق المواطن في اإلعالم بكيفية كاملة و موضوعية’و ممارسة الحقوق األساسية في‬
‫التفكير و الرأي و التعبير‬

‫حرص قانون اإلعالم ‪ 1990‬على تحديد المخالفات التي ال ينبغي للمؤسسات اإلعالمية تجاوزها و‬
‫‪.‬التي قد تمس بالمجتمع أو الدولة أو األفراد‬

‫كما حدد هذا القانون صفة الصحفي المحترف من خالل المادة ‪.28‬‬

‫و منه قانون اإلعالم ‪ 1990‬جاء مخالفا لقانون اإلعالم ‪ 1982‬حيث أصبح حق اإلعالم يمارس من‬
‫‪ :‬خالل‬
‫‪ 1‬نورية خيري‪،‬ليلى فياللي‪:‬الممارسة اإلعالمية في الصحافة المكتوبة و السمعي في الجزائر‪.‬دراسة وصفية لقانوني ‪ 2012‬و‬
‫‪،2014‬مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد األول‪،2020 ،‬ص ‪178‬‬
‫عناوين اإلعالم و أجهزته في القطاع العام‪-‬‬

‫العناوين و األجهزة التي تمتلكها الدولة أو تنشئها الجمعيات ذات الطابع السياسي‪-‬‬

‫العناوين و األجهزة التي ينشئها األشخاص الطبيعيون الخاضعون للقانون الجزائري‪-‬‬

‫تتوالى التغيرات على القوانين اإلعالمية إلى أن جاءت مرحلة االنفتاح على السمعي البصري و إعادة‬
‫هيكلة قانون اإلعالم الذي شاهد اضطرابات عدة‪.‬و منه جاء قانون اإلعالم ‪ 2012‬في سياق خاص‬
‫تزامن مع ثورات الربيع العربي في دول الجوار و الذي عرف قفزة نوعية في التاطير القانوني لحرية‬
‫اإلعالم في الجزائر و الول مرة يتم النص على فتح المجال السمعي البصري أمام الخواص ‪,‬حيث‬
‫‪: 2‬أصبح النشاط السمعي البصري يمارس من قبل‬

‫هيئات عمومية‪-‬‬

‫مؤسسات و أجهزة القطاع العمومي‪-‬‬

‫‪ 3‬المؤسسات أو الشركات التي تخضع للقانون الجزائري‪-‬‬

‫هذا ما جاء في المادة ‪ 51‬من القانون حيث أصبح مجال السمعي البصري مفتوحا لكل الجزائريين سواء‬
‫‪.‬على مستوى المؤسسات أو الهيئات أو المواطنين‬

‫كما أحدثت المادة ‪ 61‬من نفس القانون تغيرا جذريا في المشهد اإلعالمي الجزائري و فتحت الباب أمام‬
‫‪.‬قطاع السمعي البصري الغير حكومي و التابع للرأس المال الخاص‬

‫المواد من ‪ 73‬إلى ‪ 91‬تطرقت إلى مهنة الصحفي و فصلت فيها كما تحدثت عن آداب و أخالقيات‬
‫‪ . 4‬المهنة و حددت مقومات و مميزات الصحفي المحترف‬

‫حددت هذه المواد هيكلة المؤسسات الصحفية لتضع حدا للفوضى التي كان يعيشها القطاع و فرق بين‬
‫مهنة كل من الصحفي و المحرر و المراسل و كل القائمين على العمل اإلعالمي‬

‫كما تطرق هذا القانون في فصله الثاني إلى الجانب األخالقي في العمل اإلعالمي و بين الضوابط التي‬
‫يجب أن يتحلى بها الصحفي بعدم برموز الدولة و شعاراتها التحلي بالموضوعية و المصداقية و تجنب‬
‫نشر األخبار الغير الصحيحة‬

‫تحدث قانون اإلعالم ‪ 2012‬في مواده ‪ 66-65-64‬عن سلطة ضبط السمعي البصري و هي سلطة‬
‫‪.‬تتمتع بشخصية معنوية و االستقالل المادي‬

‫الممارسة المهنية اإلعالمية في الجزائر بقيت في حالة ركود فرغم القوانين المنظمة له سنة ‪1982‬‬
‫إلى ‪ 1990‬بقيت تتميز بالسلبية و لم تصل الصحافة إلى المستوى المطلوب و خالل الفترة الممتدة من‬
‫‪ 2‬معيزة سليم‪:‬الممارسة اإلعالمية في الجزائر في ظل التشريعات اإلعالمية من األحادية إلى التعددية( ‪-1962‬‬
‫‪.)2012‬مجلة الرسالة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬جامعة االغواط‪،2017،‬ص ‪227‬‬
‫‪3‬‬
‫معيزة سليم ‪ ،‬مرجع سابق ذكر ‪ ،‬ص ‪231‬‬
‫‪ 4‬القانون العضوي رقم ‪ 05-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 2012‬المتعلق باإلعالم الجريدة الرسميةعدد‪ ،2‬بتاريخ ‪ 15‬فيفري‬
‫‪ ، 2012‬المادة رقم ‪91 73 61 51‬‬
‫‪ 1990‬إلى ‪ 2012‬حدثت عدة تغيرات على قطاع اإلعالم حيث أن قانون اإلعالم ‪ 1990‬لم يكفل جميع‬
‫متطلبات الممارسة اإلعالمية و كان عبارة عن قانون عقوبات أكثر من انه قانون منظم لإلعالم و نظرا‬
‫للتطورات الحاصلة في تلك الفترة توجب إعادة النظر في القوانين اإلعالمية بهذا الصدد ظهر القانون‬
‫العضوي لإلعالم ‪ 2012‬الذي نظم الساحة اإلعالمية و فتح المجال أمام قطاع السمعي البصري و حرية‬
‫‪.‬اإلعالم و إنشاء القنوات الخاصة كانطالقة جديدة في تاريخ السمعي البصري بالجزائر‬

‫المطلب ‪ :2‬حرية الممارسة اإلعالمية من خالل قانوني اإلعالم ‪ 1990‬و ‪2012‬‬

‫حرية الممارسة اإلعالمية تعد احد أهم الركائز التي تقوم عليها الدولة و هي احد الحقوق األساسية‬
‫للصحفيين العاملين في المؤسسات اإلعالمية مما جعل هذا االهتمام ينص على حماية هذا الحق من خالل‬
‫التشريع الجزائري‬

‫بقي قطاع اإلعالم في الجزائر موجها من خالل القانون الفرنسي ‪ 1982‬إلى أن صدر قانون اإلعالم‬
‫‪ 1989‬الذي اقر التعددية الحزبية و أعطى ضمانات لحرية اإلعالم و جاء من خالل دستوره قانون‬
‫‪.‬اإلعالم ‪1990‬‬

‫حرية الممارسة اإلعالمية من خالل قانون ‪1)1990‬‬

‫نص هذا القانون على جملة من الضمانات التي تحمي حرية الممارسة اإلعالمية‪ ،‬االعتداء أو محاولة‬
‫‪:‬المساس بها و ذلك من خالل‬

‫حرية النقد و التعبير عن وجهات النظر‪:‬من خالل المادة ‪ 3‬حيث أعطت األهمية لممارسة المهنة‪-‬‬
‫اإلعالمية بكل حرية‬

‫عدم التدخل المباشر للسلطة في تنظيم وسائل اإلعالم‪ :‬من خالل المادة ‪ 59‬التي نصت على أن‪-‬‬
‫المجلس األعلى لإلعالم هو الذي يسهر على احترام أفكار هذا القانون بعد حل وزارة اإلعالم و هو‬
‫مؤسسة مستقلة عن الدولة تسهر على تنظيم قطاع اإلعالم‬

‫حق الوصول للمعلومات و األخبار‪ :‬من خالل المادة ‪ 2‬التي نصت على أن اإلعالم يقوم على حق‪-‬‬
‫المواطن في االطالع الكامل على الوقائع و اآلراء‬
‫كما نصت المادة ‪ 35‬من هذا القانون ان للصحفيين المحترفين الحق في االطالع على الوثائق الموجودة‬
‫‪ 5‬في الجهات الحكومية‬

‫‪:‬ضمان حرية الصحفي و حقوقه‪:‬يظهر ذلك من خالل المواد التالية ‪-‬‬

‫المادة‪:11‬الحق في تكوين شركات للصحافة‬

‫المادة‪:37‬أكدت أن السر المهني حق للصحافيين الخاضعين إلحكام هذا القانون‬

‫المادة‪:32‬أعطت حق تقاضي المؤسسة اإلعالمية دفاعا عن الصحفي عند االعتداءات‬

‫المادة‪:33‬منحت حرية رأي الصحفي المحترف عن االنتماءات النقابية أو السياسية حتى إذا كان يعمل‬
‫‪.‬في األجهزة اإلعالمية العمومية‬

‫‪.6‬المادة‪:40‬يحق للصحفي أن يرفض أي تعليمة تحريرية صادرة من مصدر آخر‬

‫‪ :‬و فيما يخص ضمان حماية الصحفي‬

‫المادة‪:78‬أكدت على حماية الصحفي أثناء أداء مهامه بكل ما من شانه أن يعرقل عمله‬

‫حيث نصت هذه المادة‪":‬يعاقب كل من أهان باإلشارة المشينة أو القول الجارح أو تهديد صحافيا محترفا‬
‫أثناء ممارسة مهنته بالحبس ‪ 10‬أيام إلى شهرين أو بغرامة مالية تتراوح ما بين ‪1000‬دج إلى ‪5000‬‬
‫"دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‬

‫بالرغم من اعتراف قانون اإلعالم ‪ 1990‬بحرية التعبير و اإلعالم إال أنها بقيت حكرا على الصحفي و‬
‫‪.‬جعل من الممارسة اإلعالمية مرتبطة دائما بالدولة و الجهاز السياسي‬

‫حرية الممارسة اإلعالمية من خالل قانون اإلعالم ‪2) 2012‬‬

‫جاء القانون العضوي ‪ 7 5-12‬ليكمل النقائص التي خلفها قانون اإلعالم ‪ 1990‬و ليؤكد على‬
‫حرية الممارسة اإلعالمية و هو من شروط الحكم الديمقراطي و حق الجمهور و الصحفيين في الوصول‬
‫إلى المعلومات’إضافة إلى المبادئ و القواعد التي يتضمنها في مواده‪.‬فهذا القانون دفع بالسلطة إلى إقرار‬
‫‪ .‬سياسة إعالمية‬

‫‪:‬أهم ما جاء في مواد قانون ‪2012‬‬

‫‪ 5‬علي مهني سامي و سالمن رضوان‪:‬ضمانات حرية اإلعالم في الجزائر من خالل قانوني اإلعالم ‪ 1990‬و‬
‫‪،2012‬مجلة األستاذ للدراسات القانونية و السياسية‪،‬العدد التاسع‪،2018،‬ص ‪442‬‬
‫‪ 6‬القانون العضوي رقم ‪ ، 05 -12‬المادة رقم ‪78 40‬‬
‫‪7‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬المادة رقم ‪1‬‬
‫المادة‪:40‬عدم التدخل المباشر للسلطة من خالل توفير الحرية للصحفي في نقل األخبار و الوقائع دون‬
‫‪.‬تضييق‬

‫‪.‬المادة‪:64‬يجب أن تأسس سلطة ضبط السمعي البصري و تتكفل بنشاطه‬

‫المادة‪:83‬نصت على ضمان الصحفي للوصول إلى مصادر األخبار و المعلومات’حيث يجب على كل‬
‫اإلدارات و المؤسسات أن تزود الصحفي باإلخبار و المعلومات التي يطلبها بما يكفل حق المواطن في‬
‫‪.8‬اإلعالم‬

‫المادة‪:2‬عدم وجود رقابة سابقة هذا ما نصت عليه المادة بحيث يمارس نشاط اإلعالم بحرية ‪ ،‬أيضا‬
‫عدم وجود رقابة سابقة على النشر ألنها وضعت شروط احترام الدستور و الدين اإلسالمي و باقي‬
‫‪.‬الديانات و الهوية الوطنية‬

‫‪:‬كما جاء في هذا القانون ضمان حرية الصحفي في عدة مواد و المتمثلة في‬

‫المادة‪:76‬تثبت هذه المادة صفة الصحي المحترف بموجب حصوله على بطاقة وطنية للصحفي‬
‫المحترف المادة‪:78‬منحت للصحفيين المجال للمساهمة في رأسمال الشركة التي توظفهم‪،‬ما يمنحهم حق‬
‫المشاركة في تسييرها‬

‫المادة‪:80‬أكدت على خضوع كل عالقة عمل بين الهيئة المستخدمة و الصحفي على عقد عمل مكتوب‬
‫يحدد حقوق الطرفين وواجباتهما‬

‫المادة‪:82‬نصت على أحقية الصحفي المحترف فسخ العقد المبرم بينه و بين المؤسسة التي يعمل فيها‬
‫في حالة تغيير مضمون أو توجه تلك المؤسسة أو توقف نشاطها كما يخول له الحق في االستفادة‪،‬كما‬
‫‪.‬يخول له الحق في االستفادة من التعويضات المنصوص عليها‬

‫المادة‪:85‬منحت حق السر المهني للصحفي و المدير مسؤول كل وسيلة إعالمية‬

‫المادة‪:87‬أكدت على حق الصحفي أن يرفض أي خبر موجه للجمهور يحمل توقيعه وتم إدخال تغيرات‬
‫عليه دون موافقته‬

‫المادة‪:88‬منحت للصحفي حق الملكية األدبية و الفنية على أعماله أو ما يسمى اليوم بحقوق‬
‫المؤلف‪،‬بمعنى انه ال يمكن نشر أو بث عمل الصحفي من قبل أي وسيلة إعالمية و إدخال تغيرات عليه‬
‫دون الموافقة المسبقة لصاحبه‬

‫المادة‪:90‬أمنت هذه المادة على حياة كل صحفي يرسل الى مناطق الحرب او اي منطقة تعرض حياته‬
‫للخطر‪،‬و في حالة عدم استفادة الصحفي من التامين الخاص به يحق له رفض التنقل المطلوب و ال‬
‫‪.‬يتعرض إلى أي عقوبة‬

‫‪8‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬المادة رقم ‪83 64 64 40‬‬
‫المادة‪:126‬نصت على حماية الصحفي أثناء تأدية مهامه و التي تعاقب كل من يهين الصحفي بغرامة‬
‫مالية تتراوح ما بين ‪30.3000‬دج إلى ‪10.000‬دج‬

‫المادة‪:127‬تؤكد على منح الدولة إعانات بهدف ترقية حرية التعبير و ركزت على الصحافة الجوارية‬
‫و المتخصصة‬

‫‪ 9‬المادة‪:128‬تحدثت على مساهمة الدولة في رفع المستوى المهني للصحفيين عن طريق التكوين‬

‫المادة‪:129‬ألزمت المؤسسات اإلعالمية بتخصيصها سنويا ما نسبته ‪ 2‬من أرباحها السنوية لتكوين‬
‫‪10.‬الصحفيين و ترقية األداء اإلعالمي‬

‫من الضمانات التي جاء بها هذا القانون انه ألغى عقوبة سجن الصحفي بعدما كانت مطبقة في قانون‬
‫‪.‬اإلعالم ‪1990‬‬

‫حرية الممارسة اإلعالمية في الجزائر لعبت دورا مهما في جعل مضمون التشريع اإلعالمي يتسم‬
‫بالواقعية سواء من خالل قانون ‪ 1990‬أو قانون ‪،2012‬الذي كان مكمال و محسنا له و غير من مسار‬
‫‪.‬العمل اإلعالمي و إعطائه اكبر الحقوق و الحريات األزمة‬

‫‪ 9‬نفس المرجع ‪ ،‬المادة رقم ‪128 90 126 127 88 87 85 82 80 78 76 2‬‬


‫‪10‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬المادة ‪129‬‬
‫المطلب‪:3‬ممارسة المهنة اإلعالمية في إطار االختيارات اإليديولوجية‬

‫أكد المشرع في قانون اإلعالم ‪ 1-82‬أن ممارسة حرية اإلعالم يجب أن ال تتعارض مع التوجه‬
‫االشتراكي للدولة‪،‬كما حددت المادة ‪ 3‬من نفس القانون انه‪":‬يمارس حق اإلعالم بكل حرية ضمن نطاق‬
‫االختيارات اإليديولوجية للبالد‪،‬و القيم األخالقية لألمة‪،‬و توجيهات القيادة السياسية المنبثقة عن الميثاق‬
‫"الوطني‪،‬مع مراعاة األحكام التي يتضمنها الدستور‬

‫‪:‬تمثلت االختيارات اإليديولوجية في الجانب اإلعالمي من خالل‬

‫‪:‬بالنسبة للصحفي)‪1‬‬

‫حدد قانون ‪ 1-82‬تعريف الصحفي المحترف بأنه‪":‬يعتبر صحفيا محترفا كل مستخدم في صحيفة يومية‬
‫أو دورية تابع للحزب أو الدولة أو في هيئة وطنية لألنباء المكتوبة أو الناطقة أو المصورة‪،‬و يكون‬
‫متفرغا دوما للبحث عن األنباء و جمعها و نقلها و تنسيقها‪..‬و يتخذ من هذا النشاط مهنته الوحيدة و‬
‫" المنتظمة التي يتلقى مقابلها أجرا‬

‫منح أيضا الحق للصحفي في حرية الوصول إلى مصادر الخبر‪،‬ووضع له جملة من االلتزامات التي‬
‫يجب أن يتقيد بها‪،‬منها عدم تقديم معلومات للصحفي تمس باألمن الداخلي و الخارجي للدولة‪،‬او تمس‬
‫‪.‬بكرامة المواطن و حقوقه الدستورية‬

‫ألزم هذا القانون الصحفي بان يعمل في إطار مبدأ حزب جبهة التحرير و ربطه بمبادئ الحزب الواحد‬
‫‪.‬و عدم نشر األخبار غير الصحيحة‪،‬و عدم استغالل االمتيازات المهنية إلغراض شخصية‬

‫‪:‬بالنسبة لشروط ممارسة المهنة اإلعالمية)‪2‬‬


‫نص قانون ‪ 1-82‬على أن للصحافي المحترف الحق و الحرية الكاملة في الوصول الى‬
‫‪.11‬مصادر الخبر في إطار الصالحيات المخولة له قانونيا‬

‫و بالرغم من االمتيازات التي منحها المشرع للصحفي إال انه بقي مقيدا بالصالحيات‬
‫المخولة قانونيا و التي بقيت غامضة خاصة للسلطة التنفيذية التي يخضع لها الصحفي‬
‫‪.‬مباشرة‪،‬كما قلص حصانة الصحفي بشان حماية مصادر األخبار‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المهنة في الممارسة اإلعالمية‬


‫المطلب ‪ : 1‬أخالقيات العمل اإلعالمي‬
‫تشكل األخالق اإلعالمية احد األسس الرئيسة في مهنة الصحافة بمعنى أن نزاهة اإلعالمي أمر رئيسي‬
‫في تحديد هدفية هذه المهنة التي هي في األساس خدمة عامة تسعى إلى خير المجتمع من خالل تزويد‬
‫الجمهور بالوقائع و المعلومات و الحقائق لتشكيل رأي عام واع ‪ ،‬هذا الدور األساسي نظرا لكون الرأي‬
‫‪.‬العام يشكل مصدر السلطات في األنظمة الديمقراطية‬

‫لذلك ففي كل مرة ال يضع الصحافي نصب عينيه على المصلحة العامة حين يعالج موضوعا ما ‪ ،‬أو في‬
‫كل مرة يسعى إلى استخدام موقعه و مهنته ألهداف شخصية ‪ ،‬أو حين يغض النظر عن أمور و قضايا‬
‫تضر بالمجتمع و يسكت عنها لدوافع ال تبررها المصلحة العامة ‪ ،‬أو حين يسخر قلمه في خدمة أفراد ما‬
‫بدافع إغراءات متنوعة ن في كل هذه الحاالت يكون الصحافي خارج رسالة الصحافة و يرتكب خطئا‬
‫أخالقيا ‪ ،‬فال يجوز أن تكون الصحافة في خدمة أفراد لتحقيق مكاسب و غايات فردية و إال سقطت من‬
‫‪ .‬حيث كونها رسالة ومن حيث كونها سلطة تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة‬

‫لذلك فان األخالق اإلعالمية ‪ ،‬من خالل تحديد مجموعة مبادئ و قيم و سلوكيات ‪ ،‬تتوجه في آن واحد‬
‫إلى المؤسسة اإلعالمية و القائمين عليها و الصحافيين العاملين فيها بحيث تضمن الحفاظ على رسالة‬
‫الصحافة األساسية و تبعد الصحافي عن تصرفات يكون دافعها منطلقات شخصية أو تكون مضرة‬
‫‪ .12‬بالمجتمع أو باآلخرين‬

‫و بالتالي تعتبر أخالقيات المهنة اإلعالمية هي محور العملية اإلعالمية و صمام األمان حتى ال يخرج‬
‫القائم باالتصال أو اإلعالمي و المؤسسة اإلعالمية عموما من مسار وهدف الرسالة اإلعالمية ‪ ،‬و‬
‫المقصود باألخالق اإلعالمية هي معايير األصول األخالقية المهنية التي سيعتمدها اإلعالميون ووسائل‬
‫اإلعالم أثناء التعامل مع قضايا المجتمع ‪ ،‬و المعنيون بتنفيذ هذه األخالقيات هم صانعوا الرسالة‬
‫‪ .13‬اإلعالمية ‪ ،‬المؤسسات اإلعالمية ‪ ،‬المعلنون و المؤسسات اإلعالنية‬

‫‪ 11‬دنيا زاد سويح‪:‬التنظيم القانوني لحرية الممارسة اإلعالمية في الجزائر‪.‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫الحقوق‪،2019 2018،‬ص ‪46 45 44‬‬
‫‪12‬‬
‫جورج صدقة ‪ ،‬تشريعات اإلعالم ن دراسة حالة مصر ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 2007 ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ 13‬خالد ممدوح ‪ ،‬أخالقيات اإلعالم بين السلوكية و المهنية ن ط ن دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫‪ ،2019‬ص ‪320‬‬
‫و تعرف أخالقيات المهنة اإلعالمية أو كما يطلق عليها أيضا بأخالقيات اإلعالم و أخالقيات الصحافة و‬
‫أخالقيات المهنة الصحفية ‪ ،‬بأنها " مجموعة القواعد المسيرة لمهنة‬

‫الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي يجب ان يلتزم بها الصحافي أثناء أدائه لمهامه ‪ ،‬كمعايير سلوكية‬
‫‪ .14‬تقوده إلى اإلنتاج عمل ينال به استحسان الرأي العالم‬

‫‪ :‬و عموما يمكن تلخيص أخالقيات المهنة اإلعالمية في نقاط أهمها‬

‫‪ :‬الموضوعية ‪1.1‬‬
‫تعد الموضعية إحدى أهم أخالقيات العمل اإلعالمي وهي قيمة أساسية لنجاح أي مؤسسة إعالمية ن و‬
‫‪ :‬يشمل مفهوم الموضوعية في األدبيات و الممارسة اإلعالمية قيما عدة منها‬

‫الحيادية ‪ ،‬التوازن ‪ ،‬المصداقية ‪ ...‬ويعتبر " جورج صدقة " أن الحديث عن الموضوعية في وسائل‬
‫اإلعالم اليكتمل إال بإضافة التوازن لها ‪ ،‬بمعنى أن يسعى اإلعالمي أو الصحافي إلى عرض وجهات‬
‫النظر المتنوعة و ان يعرض الوقائع الضرورية كي يتمكن الجمهور من اإللمام بالخبر من زوياه‬
‫المتعددة ‪ ،‬و أن الصحفي أ و اإلعالمي موضوعيا معناه أن يفصل بين رأيه الشخصي و عاطفته من‬
‫جهة و مايكتبه أو يذيعه من جهة أخرى فهو ناقل للخبر وليس مصلحا اجتماعيا أو طبيبا نفسيا ن كما‬
‫عليه أال يكون متحيزا ألي طرف من أطرف من أطراف الموضوع الذي ينشره أو يبثه ‪ ،‬و أن يقوم بنقل‬
‫الخبر و الحدث و الصورة كما هي ‪،‬خاصة عندما يتناول الموضوع إحداث تهم المجتمع كما على‬
‫‪ .‬اإلعالمي أن يكون نزيها في تعامله مع االنتماءات اإليديولوجية المختلفة‬

‫‪ 1.2‬الصدق و الدقة ‪:‬‬

‫إن تعامل الصحفي مع المحتوى اإلعالمي يجب أن يكون دافعه الصدق و الدقة ‪ ،‬ألن هدفه األول و‬
‫األخير هو الوصول إلى الحقيقية و ذلك اليتحقق بالطرق الملتوية أو المشبوهة بما يطعن في مصداقيتها‬
‫و دقتها ‪ ،‬و الدقة من أهم معايير كتابة الخبر و نشره خاصة في ظروف الحروب و النزاعات ‪ ،‬وهي‬
‫تعني الحصول على المعلومات المؤكدة بشكل صحيح مثل األسماء و األماكن و تواريخ الميالد و‬
‫التصريحات و األرقام ‪ ...‬وتشير الدقة إلى تأكد الوسيلة اإلعالمية من وصول المعلومة الصحيحة إلى‬
‫‪ .15‬الجمهور المستهدف بأعلى درجات التدقيق المهني ن وعدم دقة الخبر يفقد الوسيلة مصداقيتها‬

‫‪ 1.3‬النزاهة ‪:‬‬

‫تفيد النزاهة في اإلعالم العديد من المعاني فهي التزام بتقديم الخبر بنوع من الحياد وتجنب الخلط بين‬
‫األنواع الصحفية المختلفة( كالخبر و التعليق أو الريبورتاج‪ )...‬و على اإلعالمي أن ينسب ما اقتبسه إلى‬
‫المصدر األصلي‪ ،‬و إن لم يفعل ذلك يعد عدوان ‪ 14‬على حق النشر ويعتبر من أنماط االحتيال والسرقة‬
‫واإلعالمي النزيه هو الذي يترفع عن كل مجامالت من الغير كالهدايا أو االمتيازات أو المعامالت‬

‫‪ 14‬ماهر عود الشمالية و آخرون ن أخالقيات المهنة اإلعالمية ‪ ،‬دار األنصار العلمي ‪ ،‬األردن ‪ ، 2015 ،‬ص ‪320‬‬
‫‪ 15‬يعقوب مليزي ‪ ،‬بيران بن شاعة ‪ ،‬القنوات اإلخبارية الجزائرية بين الحرية اإلعالمية و االلتزام بأخالقيات المهنة‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 6‬العدد ‪ 3‬ن ديسمبر ‪ ، 2019‬جامعة عمار ثليجي االغواط ن ص ‪821‬‬
‫الخاصة ألن كل ذلك من شأنه أن يدفعه للتنازل عن أمانته اإلعالمية فمسؤوليته اتجاه الجمهور فوق كل‬
‫اعتبار‪.‬‬

‫‪ 1.4‬االستقاللية ‪:‬‬

‫وردت العديد من التعريفات الستقاللية اإلعالم ‪ ،‬فهناك من ينظر إليها على أنها حياد أو استقاللية‬
‫المحتوى المعروض عبر وسيلة إعالمية ما أو انحيازه لطرف سياسي أو جماعة اجتماعية أو اقتصادية‬
‫معينة‪ .‬وهناك من ينظر لالستقاللية اإلعالمية من جانب التمويل ويعتبرها كل وسيلة إعالمية ال تمولها‬
‫الدولة‪ .‬ويمكن القول أن المقصود باستقاللية اإلعالمي أو المؤسسة اإلعالمية هو عدم الخضوع ألي‬
‫تأثيرات داخلية (داخل المؤسسة اإلعالمية ) كانت أو خارجية (ضغوط المؤسسات والهيئات السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،)...‬أو حتى ضغط الجمهور‪ .‬و قد تأتي االستقاللية التحريرية ( تشمل كل ما‬
‫يتعلق بالمحتوى اإلعالمي من اإلنتاج إلى البث) كقضية جوهرية في قلب الحفاظ على استقاللية اإلعالم‪،‬‬
‫فهي األكثر عرضة للتأثر بالضغوط المختلفة حسب اختالف أشكال الملكية وتمويل الوسيلة اإلعالمية‬
‫فتصبح مجال للصراعات السياسية والمصالح االقتصادية وتعكس ذلك في التغطية اإلخبارية ومن ثم‬
‫تتحول لوسيلة دعاية وتلقين وتوجيه ‪ .‬وكلما كان اإلعالم أكثر استقاللية كانت التغطية أكثر انضباطا‬
‫وأشمل‪ ،‬وأكثر تمثيال للمجتمع بكافة أطيافه و غير منحازة لطرف على اآلخر وهو ما يساهم في تحسين‬
‫األداء المهني للوسيلة اإلعالمية ‪.‬‬

‫‪ 1.5‬عدم اختراق الخصوصية‪:‬‬

‫لكل شخص حياته الخاصة التي يحرص أن تبقى بعيدة عن العالنية‪ ،‬ومن حق كل إنسان االحتفاظ‬
‫بأسراره فالحياة الخاصة ال تفيد الرأي العام‪ .‬ومن صور انتهاك الخصوصية التطفل على الشؤون‬
‫الخاصة باألفراد‪ ،‬وعدم احترام األماكن الخاصة التي يعيش فيها األشخاص‪ ،‬فقد يستخدم بعض‬
‫‪16‬‬
‫الصحفيون الكاميرات أو الميكروفونات الخفية أو أجهزة التصنت وآالت التصوير الدقيقة ‪.‬‬

‫والحق في الخصوصية هو تجنب نشر تفاصيل ووقائع شخصية على المأل دون مبرر من الصالح العام‬
‫حتى لو كانت تلك الوقائع صحيحة ‪ ،‬ومن معاني الخصوصية أن ال ينشر خبر أو صورة تمس كرامة‬
‫الفرد وأال تستخدم أساليب الخداع أوالتوريط أو االبتزاز أو التالعب باألشخاص مثل ( التسجيل أو‬
‫التصوير غير القانوني)‬

‫‪ 1.6‬عدم استغالل معاناة األشخاص وآالمهم مما يسبب لهم ضررا ماديا أو معنويا‪.‬‬

‫‪ 1.7‬احترام وسائل اإلعالم قيم وعادات وتقاليد المجتمع بتجنب نشر أو إذاعة أي مواد إعالمية تشجع‬
‫‪17‬‬
‫على االنحالل األخالقي والخروج عن اآلداب و األخالق العامة ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫يعقوب مليزي ‪ ،‬بيران بن شاعة ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪822 ،‬‬
‫‪17‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪823‬‬
‫المطلب‪ : 2‬أخالقيات المهنة في قوانين اإلعالم الجزائرية‬
‫من خالل اإلطالع على مصادر أخالقیات المھنة الخاصة باإلعالم في الجزائر‪ ،‬یالحظ أنھا صادرة‬
‫باألساس من طرف السلطة على شكل مواد قانونیة‪ ،‬كما أنھ ولفترة طویلة من الممارسة اإلعالمیة في‬
‫الجزائر لم تولي السلطة أھمیة ألخالقیات العمل الصحفي إلى غایة التعددیة اإلعالمیة في عام ‪1989‬م‪،‬‬
‫وھذا لطبیعة المرحلة التي عرفت الحزب الواحد والنظام األحادي‪ ،‬أي أن الصحافة كانت في خدمة‬
‫السلطة القائمة وخدمة مشاریعھا ومنھجھا‪ ،‬وھذا ما یعكس الفلسفة اإلعالمیة الموجودة في ذلك الوقت‪.‬‬

‫ولكن بعد إقرار التعددیة السیاسیة ظھرت أولى بوادر التغییر في البیئة اإلعالمیة في الجزائر‪ ،‬حیث‬
‫ظھرت تعددیة سیاسیة وتبعھا تعددیة فكریة وإعالمیة‪ .‬ارتبط تحدید أخالقیات الصحافة في الجزائر‬
‫بجملة من المراحل والتي تتعلق بصدور قوانین اإلعالم وتشریعاتھا‪،‬‬

‫ویكفي التركیز على أربعة قوانین إعالمیة صدرت في الجزائر‪ ،‬تخص كل من قانون اإلعالم عام‬
‫‪1982‬م‪ ،‬وقانون اإلعالم لعام ‪1990‬م‪ ،‬وقانون اإلعالم لعام ‪، 2012‬إضافة إلى قانون السمعي‬
‫البصري عام ‪2014‬م‪ .‬كما یمكن القول أن القوانین الصادرة منذ قانون ‪ 1968‬إلى دستور ‪ 1976‬إلى‬
‫غایة قانون اإلعالم ‪، 1982‬في مجملھا لم تولي أھمیة ألخالقیات المھنة‪ ،‬حیث كان ینظر إلى العمل‬
‫الصحفي كما تقدم سابقا على أنھ یخدم الدولة وسیاساتھا وبرامجھا أي إعتبار الصحفي واإلعالمي مجرد‬
‫‪18‬‬
‫موظف‪.‬‬

‫‪ - 2.1‬أخالقیات المهنة من خالل قانون اإلعالم‪:1982‬‬

‫یعتبر قانون اإلعالم الصـادر رسـمیا بتـاریخ ‪ 6‬فیفـري ‪ 1982‬أول قـانون جـامع مـانع لإلعـالم فـي‬
‫تـاریخ الجزائـر المسـتقلة ‪ ،‬وجـاء فـي وقـت أصـبحت الصـحافة تعـاني مـن ضـغوط كثیـرة‪ ،‬وفـي ظـل‬
‫فـراغ قـانوني كبیـر‪ ،‬وكانـت خـالل هـذه الفتـرة تسـیر األجهـزة اإلعالمیـة والقـائمین علیهـا بقـوانین‬
‫مجزئـة كمـا هـو الحـل بالنسـبة لقـانون المؤسسـات الصـحفیة الصـادر فـي نـوفمبر ‪ 1967‬والقـانون‬
‫‪19‬‬
‫الصـحفي الصـادر فـي سـبتمبر وقانون النشر الصادر عام‪1973‬‬

‫‪ 18‬د سمير دحماني ‪ ،‬أخالقيات المهنة في الممارسة اإلعالمية قراءة لعينة من قوانيين اإلعالم الجزائرية ‪ ،‬مجلة صوت‬
‫القانون ‪ ،‬المجلد السادس ‪ ،‬عدد ‪ ، 2‬جامعة الجياللي بونعامة بخميس ميالنة ‪ ، 2019 ،‬ص ‪63‬‬
‫‪ 19‬إسماعیل معراف قالیة ‪:‬اإلعالم حقائق وأبعاد‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دیوان المطبوعات الجامعیة‪ ، 1999 ،‬ص‪.65 - 64‬‬
‫وباعتبار أخالقیات المهنة الصحفیة تؤطر لواجبات وحقوق الصحفي ‪ ،‬فإنه بـالعودة لقـانون اإلعـالم‬
‫نفسـه فـإن معظـم المـواد الـواردة تغلـب علیهـا صـفة القاعـدة القانونیـة اآلمـرة ‪ ،‬وطـابع الوجـوب‬
‫والمنـع والعقـاب فـي نحو أكثر من ‪% 50‬من مـواد هـذا القـانو ن ‪ .‬أمـا المـواد التـي تخـص بصـفة‬
‫مباشـرة أخالقیـات وآداب المهنـة في هذا القانون فهي قلیلة جدا یمكن حصرها في ‪ 5‬مواد هي ‪،42 ،35‬‬
‫‪ ، 48 ،45‬و ‪49‬‬

‫فالمـادة ‪ 35‬تـرى أن الصـحفي البـد علیـه أن یكـون ملتزمـا بمبـادئ حـزب جبهـة التحریـر الـوطني‬
‫ویـدافع عـن احتیاجات االشتراكیة مما یعني ر بط الصحفي ربط الصحفي إیدیولوجیا بمبادئ الحزب‬
‫‪20‬‬
‫الواحد‬

‫أما المادة ‪ 42‬فقد أشار المشرع الجزائري فيها إلى ما یجب على الصحفي القیام به و التزام بضـرورة‬
‫االحتـراس مـن نشـر أو السماح بنشر األخبـار الخاطئـة و غیر ثابتة أو اسـتعمال االمتیـازات‬
‫المرتبطـة بمهنـة الصـحافة مـن أجـل المصـلحة الشخصـیة أو تمجیـد خصـال مؤسسـة أو مـادة تعـود‬
‫علیـه بالفائدة‪.‬‬

‫وهنـا یمكـن مالحظـة التنـاقض الموجـود بـین مـا جـاء فـي هـذه المـادة و واقـع الممارسـة اإلعالمیـة‪ ،‬إذ‬
‫‪21‬‬
‫أن الصحفي الذي ال یمجد مؤسسات السلطة أو الذي یسمح لنفسه بانتقادها یتعرض للعقاب ‪.‬‬

‫ما المادة ‪ 45‬فتنص على " أن للصحافي المحترف الحق والحریة الكاملة في الوصول إلى مصادر الخبر‬
‫‪22‬‬
‫في إطار الصالحیات المخولة له قانونا"‬

‫وهنا نسجل أن ما منحته هذه المادة للصحفي المحترف قد ربطه بالصالحیات المخولة لـه قانونیـا وهـو‬
‫مـا یشكل وسیلة ضغط علیه أثنـاء تطبیـق القـانون ‪ ،‬وذلـك أن هـذه المـادة لـم توضـح حقیقـة هـذه‬
‫"الصـالحیات المخولـة لـه قانونیـا" وتركهـا مبهمـة وخاضـعة لتقـدیر وأهـواء السـلطة التنفیذیـة التـي‬
‫یخضـع لهـا الصـحفي مباشرة ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 48‬على أن "سـر المهنـة الصـحافیة معتـرف بـه للصـحفیین اللـذین تسـري عليهـم‬
‫أحكـام هـذا القانون وهو شي إجابي وجید وفي ص الح الممارسـة اإلعالمیـة الراقیـة ‪ ،‬لـو ال أن المـادة‬
‫التـي تلیهـا قلصـت مم ا منحت ه الم ادة ‪ 48‬وأنقص ت مـن حصـانة الصـحافي بشـان حمایـة سـریة‬
‫المصـادر وذلـك بتحدیـد مجـاالت لیس من حق الصحافي االحتفاظ بالسر المهني عند خوضه فیها وهي ‪:‬‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬مجال السر العسكري على الشكل الذي یحدده التشریع المعمول به ‪.‬‬

‫‪ -‬السر االقتصادي واالستراتیجي‬

‫‪ 320‬زوبيدة موسى‪ ،‬أخالقیات العمل اإلذاعي في الجزائر دراسة میدانیة بـ‪:‬إذاعة تبسة المحلیة ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫ماستر '' ل‪.‬م ‪،‬جامعة العربي التبسي – تبســـة كلیة العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة قسم ‪ :‬علوم اإلعالم واالتصال‪، 2016 ،‬‬
‫ص ‪74‬‬
‫‪ 21‬نور الدین تواتي ‪ :‬الصحافة المكتوبة والسمعیة البصریة في الجزائر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪ - 22‬الجریدة الرسمیة للجمھوریة الجزائریة‪ ،‬الثالثاء ‪ 15‬ربیع الثاني عام ‪ 1402‬ھـ‪ 06 ،‬فیفري ‪1982‬‬
‫‪ -‬عندما یمس اإلعالم أطفاال ومراهقین‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬عندما یتعلق األمر بأسرار التحقیق القضائي‬

‫كثر في ھذا القانون المنع والعقاب وكثرة التوجیھات والضبط للممارسة الصحفیة‪ ،‬وھذا م ا ج اء خاص ة‬
‫في كل من الباب الرابع والخامس والمتعلق بكل من المسؤولیة والمخالفات والعقوبات الخاصة بذلك‪ ،‬كما‬
‫یالحظ غیاب التحدید الذي یتعلق بمبادئ أخالقیات المھنة‪ ،‬ماعدا ورود إشارة فقط لذلك‪ ،‬بعبارة " اح ترام‬
‫مب ادئ األخالق المھنیة والمس ؤولیة االجتماعیة" أي أن ھذا الق انون لم یولي اھمیة بتحدید مب ادئ أو‬
‫محددات ومؤشرات ألخالقیات اإلعالم‪.‬‬

‫و قد اعتبر الكثيرون من أصحاب المهن ة و أه ل االختص اص ب ان ق انون اإلعالم ‪ "" 1982‬تض من‬
‫مساوئ ونقائص انعكست على دور الصحفي‪ ،‬فلم تمنح له الحمایة‪ ،‬وقيدت اإلنتاج الصحفي بقیود ردعیة‬
‫‪24‬‬
‫وإبعاد الصحفي في المساھمة في نشر المعلومات وبالغ في سن العقوبات والجزاءات"‬

‫‪- 2.2‬أخالقیات المهنة من خالل قانون اإلعالم ‪: 1990‬‬

‫صدر ھذا قانون في عام ‪، 1990‬بعد فتح مجال التعددیة السیاسیة وإقرارھا‪ ،‬وما تبعھا من فتح التعددیة‬
‫اإلعالمیة‪ ،‬حیث ع رفت ھذه الف ترة إنش اء مجلس اإلعالم‪ ،‬إذ " من الط بیعي ان يت أثر اإلعالم والعم ل‬
‫اإلعالمي بحقائق المجتمعات التي یعمل بھا ویعكس ظروفھا وواقعھا‪ ،‬أم ر ال ذي أدى إلى تع دد أھدافھا‬
‫ونظمھا في ك ل مجتم ع من ھذه المجتمع ات‪ ،‬فال نس تطیع ان نفص ل اإلعالم عن الواق ع االعتق ادي‬
‫‪25‬‬
‫واالجتماعي والسیاسي السائد في المجتمع "‬

‫تضمن ھذا القانون ‪ 106‬مادة‪ ،‬موزعـة علـى تسـع أبـواب ‪ ،‬ولعـل أهـم مـا جـاء فیـه هـو إلغـاء الرقابـة‬
‫اإلداریـة علـى الصـحف وٕاصـدارها وتعـددها‪ ،‬وكـذا إنشـاء مجلـس أعلـى لإلعـالم لتنظیم العم ل‬
‫اإلعالمي‪ ،‬كما تضمن أیضا مواد تتعلق بأخالقیات المهنة اإلعالمیة و أهم ماجاء فيه ‪:‬‬

‫المـادة ‪ : "3‬یمـارس حـق اإلعـالم بحریـة مـع احتـرام كرامـة الشخصـیة اإلنسـانیة ومقتضـیات السیاسـة‬
‫الخارجیـة والـدفاع الـوطني"‬

‫‪ .‬أمـا المـادة ‪ 33‬نص ت" علـى أنـه تكـون حقـوق الصـحفیین المحتـرفین فـي األجهـزة اإلعالمیـة‬
‫العمومیـة مستقلة عن اآلراء واالنتمـاءات النقابیـة والسیاسـیة ‪...‬ویكـون التأهیـل المهنـي شـرطا أساسـیا‬
‫للتعیـین‪ ،‬الترقیـة أو التحویل شریطة أن یلتزم الصحفي المحترف بالخط العام للمؤسسة اإلعالمیة‬

‫ونص في م ادتھ ‪ 36‬على ح ق الوص ول إلى مص ادر الخ بر إض افة الى ع دم ج واز ان ینش ر أو یفش ي‬
‫معلومات من الممكن أن تمس أو تهدد األمن الوطني أو الوحدة الوطنیة أو أمن الدولة‬

‫‪ 23‬زوبيدة موسى‪ ،‬مرجع سابق ذكر ‪ ،‬ص ‪75‬‬


‫‪ 24‬طاھر حسین‪ ،‬اإلعالم والقانون‪ ،‬أخالقیات المھنة‪ ،‬المسؤولیة الجنائیة للصحفي‪ ،‬المسؤولیة المدنیة للصحفي‪ ،‬دار‬
‫الھدى‪ ،‬الجزائر‪ 2014 ،‬ص‪23‬‬
‫‪25‬‬
‫كما جاءت المادة " ‪ " 40‬مركزة على آداب وأخالقیات المهنة وتعد على درجة من األهمیة ‪ .‬حیـث جـاء‬
‫فیهـا " یتعـین علـى الصـحفي المحتـرف أن یحتـرم وبكـل صـرامة أخـالق وآداب المهنـة أثنـاء ممارسته‬
‫لمهنته " ‪26‬وضرورة احترام المبادئ التالیة‪:‬‬

‫‪ -‬احترام حقوق المواطنین الدستوریة و حرياتهم الفردیة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تصحیح أي خبر يتبين أنه خاطئ او غير صحيح ‪.‬‬

‫‪ -‬الحرص على تقدیم إعالم موضوعي وكامل ‪.‬‬

‫‪ -‬التحلي بالنزاهة والموضوعیة والصدق في التعلیق على األحداث و الوقائع ‪.‬‬

‫‪ -‬الدعوة للسالم والتسامح ونبذ كل أشكال العف و التحريض على العرقية ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن االنتحال واالفتراء والقذف و الشتم والوشایة ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمتاع عن استغالل المهنة السمعة المرتبط بها ألغراض شخصية او مادية ‪.‬‬

‫هذا و تم حل وزارة اإلعالم وحل مكانها" المجلس األعلـى لإلعـالم "الـذي عرفتـه المـادة ‪ 59‬كالتـالي "‬
‫أن هذا المجلس هو سلطة إداریة مستقلة ضابطة تتمتع بالشخصیة المعنویة واالستقالل المالي‪.‬‬

‫وقد حددت صالحیات هذا المجلس على أن ال یق وم بالتوجیه‪ ،‬ولكن یحـرص علـى الممارسـة الفعلیـة‬
‫لحریـة اإلعالم ‪ .‬كما یعد المجلس األعلى سلطة إداریة مس تقلة تتمت ع بع دة ص الحیات من ش أها ال رقي‬
‫بالمهنة‪ ،‬كما أنه یهتم بمسـائل أخالقیـات المهنـة فقـد تشـكلت لجنتـان األولـى خاصـة بأخالقیـات المهنـة‬
‫والثانیـة بـالتنظیم المهنـي وتهدفان إلى تنظیم الممارسة اإلعالمیة وتحدید قواعد الس لوك المه ني والس هر‬
‫على تطبیقها ‪.‬‬

‫‪ 2.3‬أخالقیات المهنة من خالل القانون العضوي لإلعالم ‪:05-12‬‬

‫تطرق الفصل الثاني من ھذا القانون إلى آداب وأخالقیات المھنة‪ ،‬حیث نص ت الم ادة ‪ 92‬على ان ه یجب‬
‫على الصحفي أن یسھر على االحترام الكامل آلداب وأخالقیات المھنة خالل ممارسته للنش اط الص حفي"‬
‫وعلیه تحدث ھذا القانون صراحة عن أخالقیات المھنة‪ ،‬ووضحت المادة واجبات الص حفي في ذل ك فیم ا‬
‫یلي‪:‬‬

‫‪ -‬احترام شعارات الدولة ورموزھا ‪.‬‬

‫‪ -‬التحلي باالھتمام الدائم إلعداد خبر كامل وموضوعي‪.‬‬

‫‪ -‬نقل الوقائع واألحداث بنزاھة وموضوعیة‪.‬‬

‫‪ -‬تصحیح كل خبر غیر صحیح ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن تعریض األشخاص للخطر‪.‬‬

‫‪ 26‬الجریدة الرسمیة للجمھوریة الجزائریة ‪،‬القانون المتعلق باإلعالم ‪ ،1990‬العدد ‪ ،14‬بتاریخ ‪ 3‬أفریل ‪ ، 1990‬ص‬
‫ص ‪111-110‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن المساس بالتاریخ الوطني ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن تمجيد االستعمار الفرنسي ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن السرقة االدبية و الوشاية و القذف ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن نشر أو بث صور و أقوال تمس بالخلق العام أو تمس مشاعر المواطن ‪.‬‬

‫كمـا تـنص المـادة " ‪ " 93‬علـى أنـه" یمنـع انتهـاك الحیـاة الخاصـة ألشـخاص وشـرفهم واعتبـارهم كمـا‬
‫‪27‬‬
‫یمنـع انتهاك الحیاة الخاصة للشخصیات العمومیة بصفة مباشرة أو غیر مباشرة ‪.‬‬

‫كم ا ینص الق انون على أنشـاء مجلـس أعلـى اآلداب وأخالقیـات المهنـة ویسـهر علـى احترامهـا‬
‫وتطبیقهـا فـي الممارسة اإلعالمیة وتح دد الحق وق الوجب ات المتعلق ة بالص حفي ویق ر عقوب ات على من‬
‫تخالفها‪.‬‬

‫فتنص المادة " ‪ " 94‬على "إنش اء مجلس أعلى آلداب وأخالقیات مهن ة الص حافة وینتخب أعض اؤه من‬
‫قبل الصحفیین المحترفین‪".‬‬

‫ولعل إنشاء مجلس خاص بأخالقیات المهنة یعتبر اهتماما واضحا بأخالقیات الممارسة اإلعالمیة وآدابها‪.‬‬

‫أمـا المـادة " ‪ " 96‬تقـول " یعـد المجلـس األعلـى آلداب وأخالقیـات مهنـة الصـحافة میثـاق شـرف‬
‫مهنـة الصحافة ویصادق علیها‪" .‬‬

‫كمـا تـنص المـادة " ‪ " 97‬علـى"یعـرض كـل خـرق لقواعـد آداب وأخالقیـات مهنـة الصـحافة أصـحابه‬
‫إلـى عقوبات یأمر بها المجلس األعلى آلداب وأخالقیات مهنة الصحفي‪".‬‬

‫كمـا تـنص المـادة " ‪ " 98‬علـى"یحـدد المجلـس األعلـى اآلداب وأخالقیـات مهنـة الصـحافة طبیعـة هـذه‬
‫العقوبات وكیفیات الطعن فیها‪".‬‬

‫وجاء الباب السابع تحت عنوان حق الرد و حق التصحیح حیـث نصت المـادة ‪ 100‬علـى أنـه " یجـب‬
‫علـى المدیر مسؤول النشریة مدیر خدمة االتصال السمعي البصري او مدیر وسـیلة إعـالم إلكترونیـة أن‬
‫ینشـر أو یبث مجانا كل تصحیح یبلغه إیاه شخص طبیعـي أو معنـوي ‪ ،‬بشـأن وقـائع أو آراء تكـون قـد‬
‫أوردتهـا وسـیلة اإلعالم المعنیة بصورة غیر صحیحة "‪.‬‬

‫و جـاءت المـادة ‪ 101‬مدعمـة لسـابقتها حیـث نصـت علـى " یحـق لكـل شـخص یـرى أنـه تعـرض‬
‫التهامـات كاذبة من شأنها أن تضر بشرفه أو سمعته أن یستعمل حق الرد" ‪ 1‬وتوالت المواد المفصلة في‬
‫‪28‬‬
‫هذا الباب حتى المادة ‪. 114‬‬

‫‪ 2.4‬اخالقیات المهنة من خالل قانون النشاط السمعي البصري‪: 04-14‬‬

‫‪ 27‬الجریدة الرسمیة للجمھوریة الجزائریة ‪ ،‬القانون العضوي لإلعالم ‪ ، 2012‬العدد ‪، 02‬بتاریخ ‪ 12‬جانفي ‪،2012‬‬
‫ص‪22‬‬
‫‪ 28‬د رضوان سالمن ‪ ،‬أخالقيات الممارسة الصحفية في الجزائر في ظل التشريعات اإلعالمية الجديدة ‪،‬المجلة األكاديمية‬
‫للبحوث القانونية و السياسية –العدد‪-3‬المجلد‪ ، 1‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ص ص ‪.88 87‬‬
‫یتعلق ھذا القانون بنشاط قطاع السمعي البصري وھدفھ تحدید القواعد المتعلقة بممارسة ھذا النشاط وك ذا‬
‫تنظیمه‪ ،‬احتوى القانون على ‪ 113‬مادة توزعت على سبعة أبواب‪ ،‬ویستند ھذا الق انون على م ا ج اء في‬
‫الق انون العض وي لع ام ‪، 2012‬حیث احت وى على م واد ھي من ص الحیات س لطة ض بط الس معي‬
‫البصري‪ ،‬ومواد أخرى یتم تطبیقھا بمرسوم‪ ،‬وھذه الس لطة تس ھر على حریة الممارس ة لنش اط الس معي‬
‫البصري‪ ،‬وضمان الموضوعیة واحترام التعب یر في الفك ر وال رأي إض افة إلى اح ترام كرام ة اإلنس ان‪،‬‬
‫وھذه تعتبر قواعد تؤطر الممارسة اإلعالمیة من أهم المـواد التـي تناولـت أخالقیـات المهن ة في الق انون‬
‫نجد‪:‬‬

‫المـادة الثانیـة التـي تـنص علـى"یمـارس النشـاط السـمعي البصـري بكـل حریـة فـي ظـل احتـرام‬
‫المبـادئ المنصـوص علیهـا فـي أحكـام المـادة ‪ 2‬مـن القـانون العضـوي‪ ، 2012‬وأحكـام هـذا القـانون‬
‫والتشـریع السـاري المفعول " ‪.‬‬

‫كمـا حـددت المـادة ‪ 48‬الشـروط التـي یتضـمنها دفتـر الشـروط الـذي یتعـین علـى كـل القنـوات االلتـزام‬
‫بـه وذلك من خالل احترام المبادئ التالیة خاصة ‪:‬‬

‫‪ -‬احترام مقومات ومبادئ المجتمع متطلبات اآلداب العامة والنظام العام ‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام بالمرجعیة الدینیة الوطنیة واح ترام المرجعیات الدینیة األخ رى‪ ،‬وع دم المس اس بالمقدس ات‬
‫والدیانات األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬االمتثـال للقواعـد المهنیـة وآداب وأخالقیـات المهنـة عنـد ممارسـة النشـاط السـمعي البصـري‪،‬مهم ا‬
‫كانـت طبيعته ووسيلته و كيفية بثه ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن بث محتویات إعالمیة أو اشهاریة مضللة ‪.‬‬

‫‪ -‬السهر على احترام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫‪ -‬التزام الحیاد والموضوعیة عن خدمة مآرب وأغـراض مجموعـات مصـلحیه سـواء كانـت سیاسـیة أو‬
‫عرقیـة أو اقتصادیة أو مالیة أو دینیة أو إیدیولوجیة ‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عن اإلشادة بالعنف أو التمییز العنص ري أو اإلره اب أو العنـف ضـد كـل شـخص بسـبب‬
‫أصـله أو جنسه أو انتمائه لعرق أو جنس أو دیانة معینة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬عدم المساس بالحیاة الخاصة وشرف وسمعة األشخاص والشخصیات العامة ‪.‬‬

‫وعليه فان هـذا القـانون لـم یتنـاول أخالقیـات المهنـة بشـكل مفصـل واكتفـى باإلشارة إلى ذلك فق ط‪،‬كمـا‬
‫أن الم واد ال تي تن اولت الموض وع احت وت عب ارات غامض ة وفضفاض ة قابل ة للتأوي ل في الكث یر مـن‬
‫األحیـان وھذا ما یدخلھا دائرة الغموض كمـا أن العقوبـات التي وضعها القانون لمرتكبي التجاوزات تبقى‬
‫بعیدة عن المستوى وغ یر كافیة وق ادرة على معالج ة األم ر ولكن یبقى أول ق انون ینظم نش اط الس معي‬
‫البصري في الجزائر‪.‬‬

‫‪ 29‬الجریدة الرسمیة للجمهوریة الجزائریة ‪،‬القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري‪،‬العدد ‪ ،16‬بتاریخ ‪ 23‬مارس‪2014‬‬
‫‪ ،‬ص‪10‬‬
‫المطلب‪ 3‬ميثاق أخالقيات المهنة للصحفيين الجزائريين ‪:‬‬
‫تمـت المصـادقة علـى میثـاق أخالقیـات المهنـة بتـار یخ ‪13/04/2000‬الـذي حـدد قواعـد الممارسـة‬
‫المهنیـة للصحفیین ‪ ،‬و قد احتوى المیثاق على واجبات وحقوق الص حفیین الجزائ ریین حیـث بلـغ عـدد‬
‫الواجبـات ‪ 18‬واجبا یقابلها ثمانیة ‪ 8‬حقوق‪.‬‬

‫بیان الحقوق والواجبات‬


‫الصحفي المحترف – مهما كـان وضـعه – هـو مـن یمـارس بصـفة أساسـیة مهنتـه بطريق ة منتظمـة و‬
‫مقابـل أجر في وسیلة أو عدة وسائل إعالمیة ‪ ،‬و منها یستمد موارده األساسیة ‪.‬‬

‫إن الحق في اإلعالم ‪ ،‬و حریة التعبیر‪ ،‬و النقد‪ ،‬هو من الحریات األساسـیة التـي تسـاهم فـي الـدفاع عـن‬
‫الدیمقراطیة و التعددیة اإلعالمیة و من هـذا الحـق فـي معرفـة الوقـائع و األحـداث‪ ،‬و التعریـف بهـا‬
‫تنبثـق مجموعة واجبات و حقوق الصحفیین‪.‬‬

‫إن مسـؤولیة الصـحفي إزاء الجمهـور تعلـو علـى كـل مسـؤولیة أخـرى و خاصـة إزاء مسـتخدمه و‬
‫إزاء السلطات العمومیة‪.‬‬

‫تتضـمن مهمـة اإلعـالم بالضـرورة حـدودا یفرضـها الصـحفیون علـى أنفسـهم و یطبقونهـا بحریـة‪،‬‬
‫وهـذا هـو موضوع بیان الواجبات المصاغ هنا‪.‬‬

‫لكـن الواجبـات ال یمكـن ان تحتـرم فعلیـا أثنـاء ممارسـة المهنـة إال إذا تـوافرت الظـروف العملیـة‬
‫السـتقاللیة الصحفي ‪ ،‬و هذا هو موضوع بیان الحقوق‪.‬‬

‫ان هـذا المیثـاق لـیس بالقـانون المسـلط و الـرادع ‪ ،‬و ال بالنظـام الـذي یفـرض و یجبـر ‪ ،‬و إنمـا هـو‬
‫میثـاق أخالقیات یحدد مجموع قواعد السلوك القائمة على المبادئ المعمـول بهـا عالمیـا‪ ،‬لضـبط عالقـة‬
‫الصـحفیین فیما بینهم‪ ،‬و عالقتهم بالجمهور‪.‬‬

‫و ینبغي أن تتخذ هذه القواعد المتبناة بحریة و المصادق علیها دیمقراطیا‪ ،‬كـدلیل سـلوك فـي ممارسـة‬
‫مهنـة الصـحافة ‪،‬إن المجلـس األعلـى ألخالقیـات المهنـة‪ ،‬الـذي یتشـكل مـن الـزمالء‪ ،‬یسـهر علـى‬
‫‪30‬‬
‫احتـرام هـذه المبادئ ‪.‬‬

‫بیان الواجبات ‪:‬‬


‫‪ -‬یلتزم الصحفي بواجب احترام الحقیقة مهما كانت التبعات التي تلحق به ‪,‬بسبب ما یملیه ح ق الجمه ور‬
‫في المعرفة‪.‬‬
‫‪ 30‬الجمھوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة‪ ،‬میثاق أخالقیات المھنة للصحفیین الجزائریین‪ ،‬بیان الحقوق والواجبات‪ ،‬الجزائر ‪ 13‬أفریل‬
‫‪ ، 2003‬ص ص ‪10- 09‬‬
‫‪-‬الدفاع عن حریة اإلعالم و الرأي و التعلیق و النقد‪.‬‬

‫‪-‬الفصل بین الخبر و التعلیق ‪.‬‬

‫‪-‬احترام الحیاة الخاصة لألشخاص ‪ ،‬و حقهم في رفض التشهیر بهم عن طریق الصورة‪.‬‬

‫‪-‬نشـر المعلومـات المتحقـق منهـا فقـط و االمتنـاع عـن تحریـف المعلومـات و الحـرص علـى سـرد‬
‫الوقـائع ضمن سیاقها‪.‬‬

‫‪-‬االمتناع عن نشر اإلشاعات‪.‬‬

‫‪-‬تصحیح كل معلومة یتبین بعد نشرها أنها خاطئة‪.‬‬

‫‪-‬الحفاظ على السر المهني و عدم اإلفشاء بالمصادر‪.‬‬

‫‪-‬االمتناع عن االنتحال ‪ ,‬و االفتراء ‪ ,‬و القذف و االتهامات غیر المؤسسة‪.‬‬

‫‪-‬عدم الخلط بین مهنـة الصـحفي ومهنـة اإلشـهاري أو الـدعائي ‪ ،‬و عـدم قبـول أي تعلیمـة مـن المعلنـین‬
‫سواء كانت مباشرة أو غیر مباشرة‪.‬‬

‫‪-‬عـدم قبـول تعلیمـات فـي التحریـر ‪ ،‬سـوى مـن مسئولي التحریـر ‪ ،‬و فـي الحـدود التـي یملیهـا وازع‬
‫الضمیر‪.‬‬

‫‪-‬االمتنـاع عـن التـرویج ‪ ،‬بـأي شـكل مـن األشـكال ‪ ،‬للعنـف ‪ ،‬اإلرهـاب ‪ ،‬الجریمـة ‪ ،‬التعصـب ‪،‬‬
‫العنصـریة ‪ ،‬التمییز الجنسي و الالتسامح‪.‬‬

‫‪-‬كـل صـحفي جـدیر بهـذا االسـم ‪ ،‬و معتـرف بـالقوانین المعمـول بهـا فـي كـل بلـد ‪ ،‬ال یقبـل فـي إطـار‬
‫الشرف المهني إال بحكم زمالئه بعیدا عن كل تدخل حكومي أو غیره‪.‬‬

‫‪-‬االمتناع عن الحصول عن أي امتیاز ن اتج عن وض ع تك ون فیه ص فته كص حفي و عالقاتـه و نفـوذه‬


‫‪31‬‬
‫عامل استغالل مناسب‪.‬‬

‫‪-‬االمتناع عن طلب منصب زمیل ‪ ،‬أو التسبب في طرده أو التنزیـل مـن رتبتـه مـن خـالل قبـول عـرض‬
‫عمل بدله بشروط أدنى‪.‬‬

‫‪-‬عدم الخلط بین دوره كصحفي و دور القاضي أو الشرطي‪.‬‬

‫‪-‬احترام افتراض البراءة ‪.‬‬


‫‪32‬‬
‫‪-‬عدم استعمال األسالیب غیر الشریفة للحصول على المعلومات أو الصور و الوثائق ‪.‬‬

‫بیان الحقوق‪:‬‬
‫المصدر السابق ‪ :‬ص ص ‪13-12‬‬ ‫‪31‬‬

‫المصدر السابق ‪ :‬ص‪13‬‬ ‫‪32‬‬


‫من حق الصحفي‪-‬الوصول إلى كل مصادر الخبر و الحق في التحقیق الح ر في ك ل الوق ائع ال تي تتعل ق‬
‫بالحیاة العامة‪ ،‬و ال یمكن أن یمنع من الوصول إلى المص ادر إال اس تثناء و بم وجب أس باب مع بر عنه ا‬
‫بوضوح‪.‬‬

‫‪-‬التحلي بوازع الضمیر‪.‬‬

‫‪-‬اإلبالغ بكل قرار هام من شانه اإلضرار بحیاة المؤسسة‪.‬‬

‫‪-‬التمتع بقانو ن أساسي مهني‪.‬‬

‫‪-‬االستفادة من تكوین متواصل و تحسین مؤهالته المهنیة‪.‬‬

‫‪-‬التمتع بالشروط االجتماعیة و المهنیة الضـروریة لممارسـة مهنتـه و عقـد عمـل فـردي فـي إطـار‬
‫اتفاقیـة جماعیة‪ ،‬ضامنة ألمنه المادي و استقاللیته االقتصادیة‪.‬‬

‫‪-‬االعتراف له بحقوق التألیف‪ ،‬و االستفادة منها‪.‬‬

‫‪ -‬احترام المنتوج الصحفي ‪ ،‬و الوفاء لمضمونه‪ .‬المجلس األعلى ألخالقیات المهنة هیئ ة ض بط و تحكیم‬
‫یضـطلع أعضـاؤه المنتخبـون مـن طـرف زمالئهـم بمهمـة السـهر علـى احتـرام مبـادئ میثـاق‬
‫األخالقیـات للصـحافیین الجزائـریین‪ .‬لـیس للمجلـس أي طـابع قض ائي‪ ،‬لیس بإمكان ه أن یل زم أو یع اقب‬
‫أو یفرض أو یحد‪ ،‬قوته الوحیدة تكمـن فـي سـلطته األخالقیـة التـي خولته إیاها الصحافة و االهتمام الذي‬
‫یولیه له الجمهور‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫مجاالت تدخل المجلس محددة في المیثاق‪:‬‬

‫‪ -‬حریة الصحافة و التعبیر‬

‫‪- .‬حق الجمهور في اإلعالم‪.‬‬

‫‪-‬احترام الحیاة الخاصة ‪.‬‬

‫‪-‬دقة الخبر‪.‬‬

‫‪ -‬الحیاد في معالجة الخبر‪.‬‬

‫‪-‬الفصل بین األنواع الخبریة‪.‬‬

‫‪-‬االمتناع عن التحریف و االفتراء و االنتحال‪.‬‬

‫‪-‬حمایة مصادر الخبر‬

‫‪- .‬االستقاللیة إزاء المعلنین التحلي بوازع الضمیر المهني ‪.‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪15- 14‬‬ ‫‪33‬‬


‫‪-‬االمتناع عن الترویج للعنصریة و اإلجرام بكل أشكالهما‪.‬‬

‫‪-‬عدم قبول أي تدخل حكومیا كان أو غیره‪.‬‬

‫‪-‬االمتناع عن استغالل صفة الصحافي ألغراض شخصیة‪.‬‬

‫‪-‬احترام افتراض البراءة‪.‬‬

‫‪-‬عدم استغالل الوسائل غیر الشریفة للحصول على المعلومة أو الصورة‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫‪-‬احترام حق الرد و تصحیح المعلومة التي یتبین بعد نشرها أنها خاطئة ‪.‬‬

‫إجماال يعتبر هذا الميثاق مقبوال إلى حد ما ‪ ،‬لكن اإلشكال يكمن في أن مواثيق الشرف و أخالقيات المهنة‬
‫الصحفية في جميع أنحاء العالم وليس الجزائ ر فق ط‪ ،‬تواج ه مش اكل كب يرة ت ؤدي إلى ع دم تطبيقه ا مم ا‬
‫يؤدي إلى لجوء بعض الحكومات إلى سن و فرض قوانين تقييد العمل الصحفي ‪.‬‬

‫و ص فوة الق ول أن أخالقي ات الممارس ة الص حفية ض رورية لممارس ة العم ل اإلعالمي ‪ ،‬لكن نقص‬
‫االهتم ام به ا من ط رف المش رع الجزائ ري جعله ا تعيش فوض ى نتيج ة للف راغ الق انوني ال ذي تعيش ه‬
‫المنظومة التشريعية في الجزائرية ‪ ،‬وعليه فان الممارسة الال أخالقية ما هي إال نتيجة حتمية و منطقي ة‬
‫لهذا الفراغ القانوني ‪ ،‬فاغلب القوانين العضوية المتعلقة ب اإلعالم في الجزائ ر أهملت ه ذا الج انب كون ه‬
‫يمثل حجر الزاوية في الممارسة اإلعالمية ‪ ،‬لكن مع بعض اإلبهام والغموض الذي يكتن ف بعض الم واد‬
‫القانوني ة و ال تي تقب ل التأوي ل ‪ ،‬فأخالقي ات المهن ة الص حفية تحت اج إلى نص وص قانوني ة أك ثر دق ة‬
‫وتفصيال ‪ ،‬فالممارسة الصحفية في الجزائر تبقى تتخلله ا فوض ى و عش وائية وس وء التنظيم ‪ ،‬والب د من‬
‫سن قانون خاص بأخالقيات المهنة الص حفية لض بط و تنظيم القط اع بمش اركة جمي ع األط راف المعني ة‬
‫كأول خطوة أساس ية ‪ ،‬ثم العم ل على برمج ة ن دوات للب احثين الع املين في قط اع اإلعالم ‪ ،‬إض افة إلى‬
‫تخصيص مقرر مس تقل ح ول أخالقي ات الممارس ة اإلعالمي ة بش قيها النظ ري و العملي ض من ال برامج‬
‫الدراس ية في كلي ات وأقس ام اإلعالم في الجامع ات الجزائري ة ي راعي الت أثيرات المس تحدثة للوس ائل‬
‫االلكترونية الجديدة كاالنترنت و الفضائيات على أداء الوسائل التقليدية وذلك قصد تعريف الصحفي بماله‬
‫وما عليه من حق وق وواجب ات على األس اس ال ذي يجعل ه يح ترم مهنت ه ‪ ،‬وجعله ا رس الة س امية تف وق‬
‫‪35‬‬
‫وتتجاوز المصالح و األغراض الضيقة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬معوقات الممارسة المهنية اإلعالمية في الجزائر‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫‪34‬‬

‫د رضوان سالمن ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص ‪90‬‬ ‫‪35‬‬


‫المطلب‪ : 1‬المعوقات القانونية‬
‫إن التنظيم القانوني لحرية الصحافة الذي يهدف إلي ضبط ممارستها ضمن إطار الحرية ال يعتبر عائق‬
‫أمام ممارستها بل أن هذا النظام ضروري لضمان عدم انزالقها عن الطريق السليم غير أن التوسع في‬
‫تقيد حرية الصحافة عند إخضاعها للتنظيم القانوني بشكل يطغى فيه هذا التقيد على حريتها سواء لجهة‬
‫‪36‬‬
‫اإلصدار أو النشر ويخضعه لقيود قانونية قاسية من شانه الحد من حريتها عاقة و ممارستها‬

‫المالحظ من خالل القوانين المنظمة لقطاع اإلعالم في الجزائر في عهد التعددية بدءا بقانوني اإلعالم‬
‫‪ 1990‬إلى ‪ 2012‬وصوال إلى قانون النشاط السمعي البصري ‪ 2014‬ان هناك عوامل سلبية تحد‬
‫وتعيق من تطور حرية اإلعالم و الممارسة الصحفية في الجزائر ‪ ،‬من بينها كثرة المواد العقابية و‬
‫الغرامات المالية المرتفعة التي نص عليها قانون اإلعالم ‪ 1990‬و عجز الصحفي عن دفعها و بالتالي‬
‫تبقى عقوبة السجن قائمة ‪ ،‬رغم أن الجديد الذي جاء به القانون العضوي المتعلق باإلعالم ‪ 2012‬هو‬
‫إلغائه لعقوبة السجن و تجريم الصحفيين ورفع االحتكار عن القطاع السمعي البصري ‪ ،‬وتم تنظيم هذا‬
‫األخير بمقتضى قانون خاص بالنشاط السمعي البصري ‪ 2014‬الذي حاول نوعا ما تكريس حرية‬
‫اإلعالم السمعي البصري ‪ ،‬لكن مايعاب على هذه القوانين هو الغموض الموجود في المواد القانونية‬
‫نظرا لعمومية اللفظ و غموضه في أحيان أخرى ‪ ،‬والمرتبطة عادة بمتطلبات أمن الدولة و الدفاع‬
‫الوطني و النظام العام والمصالح االقتصادية للبالد خاصة وأن هذه المصطلحات تحتمل التأويل فهي‬
‫‪37‬‬
‫تجعل الصحفي تحت الرقابة الذاتية ‪،‬‬

‫وبالعودة إلى دستور الجزائر لسنة ‪ 2016‬نج ده ينص في الم ادة ‪ 42‬من ه على أن ه‪« :‬ال مس اس‬
‫بحرمة حرية المعتقد‪ ،‬وحرمة حرية الرأي‪ ،‬كما أن حرية ممارسة العبادة مض مونة في ظ ل اح ترام‬
‫القانون»‪ .‬ومثلها الم ادة ‪ 44‬ال تي نص ت على «حري ة االبتك ار الفك ري والف ني والعلمي مض مونة‬
‫للمواطن‪ .‬وأن حق وق المؤل ف يحميه ا الق انون‪ .‬وأن ه ال يج وز حج ز أي مطب وع أو تس جيل أو أي ة‬
‫وسيلة أخرى من وسائل التبليغ واإلعالم إال بمقتضى أمر قض ائي»‪ .‬باإلض افة إلى الم ادة ‪ 84‬ال تي‬
‫نص ت على أن «حري ات التعب ير‪ ،‬وإنش اء الجمعي ات واالجتم اع‪ ،‬مض مونة للم واطن»‪ .‬غ ير أن‬
‫التنصيص الدستوري على الحقوق والحريات ال يعت بر وح ده كافي ا لتك ون ه ذه األخ يرة قائم ة فعال‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬إذ قد يتضمن هذا األخير مواد تكون عائقا كبيرا أمام الحريات المش ار إله ا آنف ا‪،‬‬
‫من خالل تضمين بعض المواد المقي دة لممارس تها‪ 14.‬وال تي تك ون مح ل انتق اد الممارس ين لمهن ة‬
‫الصحافة‪ ،‬ناهيك عن العديد من االنتقادات التي توجهها باستمرار المنظمات المهتمة بحرية التعب ير‬
‫في العالم إلى السلطة‪ ،‬والراصدة لوض عية حري ة التعب ير والص حافة في الجزائ ر وال تي تص فها في‬
‫بعض األحيان بأنها "كارثية"‪ ،‬ابتداء من منظمة "مراسلون بال ح دود" إلى المنظم ة الدولي ة لحماي ة‬
‫الصحفيين‪ ،‬م رورا بمنظم ة العف و الدولي ة "أمنيس تي إنترناش يونال"‪ ،‬إلى "هي ومن رايتس ووتش"‪،‬‬
‫وال تي أب دت جميعه ا قلق ا كب يرا إزاء واق ع حري ة التعب ير والص حافة في الجزائ ر‪ ،‬وخاص ة عقب‬
‫الممارسات التي قامت بها ضد قن اتي األطلس وال وطن‪ ،‬ثم الحق ا م ع "مجم ع الخ بر " بغي ة إبط ال‬
‫صفقة المجمع ‪ -‬ناس برود‪ ،‬وما تال ذلك من سجن لمدير قناة "كاي‪ .‬بي‪ .‬سي" بمعي ة م دير اإلنت اج‪،‬‬

‫‪ 36‬سعدي محمد الخطيب ‪ :‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم العربي –دراسة تحليلية العوائق القانونية و السياسية و‬
‫االجتماعية و االقتصادية و الدولية ‪ ، 1 ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ 37‬علي مهني سامي سالمن رضوان ‪ ،‬معوقات الممارسة الصحفية في الجزائر في ظل التشريعات اإلعالمية الجديدة ‪،‬‬
‫حوليات جامعة الجزائر ‪ ، 1‬العدد ‪ ، 32‬الجزء الثالث ‪ ،‬سبتمبر ‪ ، 2018‬ص ‪453‬‬
‫رفقة مديرة وزارة الثقافة‪ ،‬إلى التض ييق اإلداري ض د جري دة "ال وطن"‪ ،‬م رورا بس جن مال ك قن اة‬
‫"الوطن"‪ .‬هذا كله باإلضافة إلى العديد من اإلجراءات التعسفية من مث ل اقتح ام مجموع ة من أف راد‬
‫ال درك الوط ني ألس توديوهات تس جيل حص ة (كي حن اكي الن اس) وتش ميع المقروحج ز مع دات‬
‫التصوير ومنع التسجيل‪ ،‬وإعادة الكرة مرة أخرى باقتحام موقع تسجيل حص ة (ن اس السطح) ومن ع‬
‫تسجيلها‪ ،‬ليتم فيما بعد إيداع عدد من الصحفيين والمنتجين الحبس الم ؤقت‪ ،‬على ال رغم من تن افي‬
‫‪38‬‬
‫ذلك مع الدستور الجديد والقوانين المنبثقة عنه ‪.‬‬

‫وصاية المجالس الحكومية على الصحافة والصحفيين ‪:‬‬


‫فرض المشرع الجزائري الوصاية على حرية الصحافة واإلعالم من خالل بعض المجالس التي تلعب‬
‫دورا في السيطرة على مهنة و حرية الصحافة واإلعالم في الجزائر و طبقا للمادة ‪ 59‬من قانون اإلعالم‬
‫تم إنشاء المجلس األعلى لإلعالم وطريقة تشكيله تكون بالتعيين بالنسبة لرئيس المجلس وعضويين‬
‫آخرين من طرف رئيس الجمهورية و ثالثة أعضاء يعينهم رئيس المجلس الشعبي الوطني و ستة أعضاء‬
‫ينتخبون باألغلبية المطلقة من الصحفيين المحترفين الذين قضو ‪ 15‬عاما خبرة في المهنة على األقل‬
‫حسب ما نصت عليه المادة ‪ 72‬من قانون اإلعالم و بهذه الصفة الجهة الحكومية المشرقة على اإلعالم‬
‫بالجزائر سواء بالنسبة إلى الصحافة المكتوبة أو البث اإلذاعي أو التلفزيوني وقد حددت المادة ‪59‬‬
‫صالحيات هذا المجلس ومنها ‪:‬‬

‫‪ -‬يسهر على تشيع ‪,‬و تدعيم النشر و البث باللغة العربية بكل الوسائل المالئمة‬

‫– يتقي بقراراته تمركز العناوين و األجهزة تحت التأثير المالي ‪ ,‬و السياسي و اإليديولوجي لمالك واحد‬
‫‪ -‬يحدد بقراراته شروط إعداد النصوص و الحصص المتعلقة بالحمالت االنتخابية و إصدارها و إنتاجها‬
‫و برمجتها و نشرها‬

‫‪ -‬يبدي الرأي في النزاعات المتعلقة بحرية التعبير و التفكير التي تقع بين مديري األجهزة اإلعالمية و‬
‫مساعدتهم قصد التحكيم فيها بالتراضي‬

‫‪ -‬يمارس صالحيات المصالحة بطلب من المعنيين في حاالت النزاع المتعلقة بحرية التعبير وحق‬
‫المواطنين في اإلعالم وذلك قبل قيام الطرفين المتنازعين بأي إجراء أمام الجهات القضائية المختصة‬

‫‪ -‬يحدد قواعد اإلعالنات المحتملة و المساعدات التي تمنحها الدولة لألجهزة اإلعالمية و محتواه وكيفية‬
‫برمجته‬

‫‪ -‬يسلم الرخص ويعد دفاتر الشروط المتعلق باستعمال التوترات اإلذاعية الكهربائية و التلفزيونية‬

‫‪ -‬يبدي رأيه في االتفاقيات التي تمت بين المالك و الصحفيين المحترفين‬

‫‪ -‬يحدث لجانا متخصصة تحت سلطته السيما لجنتي التنظيم المهني و لجنة أخالقيات المهنة و يحدد‬
‫عمل هاتين اللجنتين و تكوينها بأحكام داخلية‬

‫‪ 38‬د سعيد دراحي ‪ :‬معوقات ممارسة حرية الصحافة في الجزائر ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 28‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪ ، 3‬كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ‪ ،‬قسم الصحافة ‪ ،‬ص ‪201‬‬
‫ويتبن من اختصاصات المجلس التي أوردناها على سبيل المثال ‪ ,‬ال الحصر انه الجهة الحكومية‬
‫المسيطرة على اإلعالم و على انسيابه من أعلى و إلى أسفل وهو ما يشكل وصاية تسلطية على حرية‬
‫الصحافة و اإلعالم‬

‫إجراءات التحقيق و المحاكمة ‪:‬‬


‫مثول الصحفيين و اإلعالميين أمام المحاكمة طوال إجراءات المحكمة ‪ :‬لقد اوجب قانون اإلجراءات‬ ‫أ‪-‬‬
‫الجزائية الجزائري رقم ‪ 155- 66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬و تعديالته على الصحفي المتهم‬
‫بارتكاب جناية أو جنحة تتعلق بالصحافة المثول أمام المحاكم المختصة طوال إجراءات المحاكمة و‬
‫حتى بالحكم ‪,‬و لم يجزله عدم حضوره أو مثوله حتى لو ضر محام وكيال عنه خالل تلك المحاكمة‪.‬‬
‫توقيف الصحفيين و حبسهم احتياطيا ‪ :‬قرر قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري رقم ‪155-66‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫المؤرخ في ‪8‬يونيو ‪ 1966‬وتعديالته انه يجوز توقيف الصحفيين و حبسهم احتياطيا على ذمة‬
‫القضايا المتعلقة بالصحافة سوءا أكان ذلك أمام وكيل الجمهورية (المدعي العام) أثناء إجراءات‬
‫‪39‬‬
‫التحقيق أم أمام المحكمة المختصة أثناء إجراءات المحاكمة‪.‬‬
‫‪-‬القوانين المقيدة لحرية الصحافة‪:‬منها القوانين الدستورية األمنية‪،‬قوانين الصحافة‪،‬و القوانين‬
‫الجزائية‪.‬حيث تضع قيودا صارمة أمام حرية األفراد و الجماعات‪.‬‬

‫المطلب‪ : 3‬المعوقات االقتصادية و السياسية‬

‫‪39‬‬
‫سعيدة بلخيري ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪47 46‬‬
‫ينظر إلى حرية اإلعالم في معظم المجتمعات على أنها محددة و مقيدة فقط من خالل‬
‫الضغوط القانونية و السياسية إال أن هناك قيود أخرى اقتصادية و اجتماعية لها أثر في‬
‫‪40‬‬
‫زيادة الضغط على حرية اإلعالم و المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬احتكار اإلشهار ‪:‬‬

‫يعتبر اإلشهار عامال أساسيا في دعم الصحافة و نهوضها بالنظر إلى ما يدره من دخل بوصفه العمود‬
‫الفقري الذي تتركز عليه الوسيلة اإلعالمية و بعد االستقالل مباشرة سار عن الدولة الجزائرية إلى تأميم‬
‫قطاع اإلشهار و ذلك بإصدار مرسوم خاص بإنشاء الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪ 1967‬و هي شركة ذات طابع تجاري و صناعي تتمتع بشخصية معنوية ذات استقالل مالي و لم تمر‬
‫سنة من صدور األمر المتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار حتى اصدر أمر يقر بتأسيس‬
‫االحتكار لإلشهار ثم تم ال في األخير رقم ‪_ 68‬ا ‪ 78‬لذي سند حق االحتكار لوكالة حيث نصت المادة‬
‫الثانية منه الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار تمارس االحتكار على كل المنتجات الوطنية أو األجنبية ‪.‬‬

‫كما تمارس احتكار اإلنتاج ونشر اإلشهار التجاري للمنتجات والخدمات الجزائرية في الخارج ‪.‬‬

‫وبعد هذا القانون الذي زاد في إدراج تكريس حق االحتكار يأتي المرسوم المؤرخ في ‪ 3‬ابريل ‪1974‬‬
‫رقم ‪ 74- 70‬يتضمن تعريب اإلعالنات الخاصة باإلشهار التجاري حيث أصبح المعلن مجبرا على نشر‬
‫إعالنه أوال في صحيفة صادرة باللغة العربية و يكون استعمال لغة أجنبية على سبيل التكملة و إتمام و ال‬
‫يعد و أن يكون ترجمة النص العربي أو نقال عنه‬

‫وبدخول الجزائر التعددية السياسية و االنفتاح االقتصادي برزت المؤسسات الخاصة إال إن قطاع‬
‫اإلشهار في الجزائر ظل يعاني فراغا قانونيا إلى يومنا هذا‬

‫حيث نصت المادة ‪ 100‬من قانون اإلعالم لسنة ‪ 1990‬على انه يستثنى اإلشهار من مجال تطبيق هذا‬
‫القانون و يحال على قانون خاص‬

‫ولقد أثار غياب قانون ينظم عملية اإلشهار فوضى في هذا المجال وان كانت هذه اإلجراءات التنظيمية‬
‫تبرز مدى التزايد المتعاظم الحتكار الوكالة للمواد اإلشهارية منذ إنشائها فانه من وجه أخر أدى إلى‬
‫تضخيم متطلبات السوق اإلعالمية و تزايد طلبات المعلنين إلى ظهور بوادر نهاية االحتكار حيث برزت‬
‫بعض الوكاالت اإلشهارية الخاصة تتنافس لحصول على عقود مع المعلنين وهكذا ورغم االنفتاح‬
‫المسجل من قبل الخواص إال انه ما لبث إن عاد االحتكار من جديد من خالل إصدار عدة نصوص و‬
‫قوانين تنظيمية اإلشهار و برر رئيس الحكومة هذه التعليمة بحرص السلطات العمومية على ترشيد‬
‫اإلنفاق ال حكومي في مجال اإلشهار و اإلعالنات و جعله أكثر فعالية باالعتماد على الوكالة الوطنية‬
‫‪41‬‬
‫للنشر و اإلشهار التي ستقوم بدور االستشارة و الضبط ‪,‬وفي خدمة أصحاب اإلعالنات العموميين ‪.‬‬

‫وهي اإلشهار من دون قانون خاص منذ‪ 1990‬على الرغم من كل المحاوالت لتمرير مشروع القانون‬
‫حتى نهاية ‪ 1998‬أين اصدر الرئيس السابق "اليامين زروال " المر سوم رقم ‪ 17‬و بموجبه قامت‬
‫الحكومة في ‪ 23‬سبتمبر‪ 1998‬يتبنى مشروع قانون نص على تحرير سوق اإلشهار نهائيا ‪ ,‬و تم إحالته‬
‫‪40‬‬
‫علي مهني سامي سالمن رضوان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪442‬‬
‫‪41‬‬
‫سعيدة بلخيري ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪50‬‬
‫على المجلس الشعبي الوطني بتاريخ ‪ 24‬ابريل ‪ 1999‬حيث صادق عليه هذا األخير بعد مناقشته و‬
‫إجرائه من قبل نواب ‪ ,‬و استوجب اإلجراءات التشريعية إحالته إلى المجلس الشعبي الوطني بتاريخ ‪24‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ 3‬ابريل ‪ 1999‬وقد فاجأ رفض مجلس األمة للمشروع كل المالحظين‪.‬‬

‫‪ -‬معوقات الملكية ‪:‬‬

‫تطرح ملكية الصحافة سواء كانت خاصة أو عامة جملة من المشاكل التي تؤثر على حريتها ‪ ،‬ففي‬
‫الملكية الخاصة نالحظ أن المؤسسات اإلعالمية تتوجه بالدرجة األولى إلى القوى االقتصادية التي‬
‫تساعدها على دعم وجودها و استمرارها كمؤسسة استثمارية تهدف الى تحقيق الربح في إطار نظام‬
‫السوق ‪ ،‬و بالتالي تلتقي مصالحها مع مصالح القوى المسيطرة لدعم وجودها و استمرارها ‪ .‬حتى‬
‫بالنسبة لبعض المؤسسات اإلعالمية التي قد تتنازل عن األهداف االقتصادية ‪ ،‬فان أصحاب رأس المال و‬
‫المستثمرين فيها ال يغفلون األهداف و المصالح السياسية التي يحققون أو يسهمون في تحقيقها ‪ ،‬وهذا‬
‫ينعكس بالتالي على الضغوط المهنية في حق العاملين في هذه المؤسسات بما يجعلهم يعملون في إطار‬
‫خدمة مصالح المالك أكثر من مصالح الجماهير وحاجاتهم ‪ ،‬إضافة إلى ذلك لن يكون هناك ضمان‬
‫لتوفير المعلومات مع مصالح الملكية الخاصة ‪ ،‬و في حالة الملكية العامة فانه في الغالب ما تخضع‬
‫المؤسسات العامة للسلطة و توجيهاتها سواء كانت في شكل مباشر أو غير مباشر ‪ ،‬سواء في شكل‬
‫تعليمات آمرة أو من خالل ممارسة الضغوط في أشكال مختلفة ‪ ،‬أو من خالل التشريعات القانونية و‬
‫تعديالتها ‪ ،‬أو الدعم المعلن أو المستتر لهذه المؤسسات وغيرها من السبل التي تضمن هيمنة القوى‬
‫السياسية على هذه المؤسسات العامة ‪ .‬ومن هنا يمكننا القول ‪ ،‬بأن طبيعة ملكية الوسيلة اإلعالمية تشكل‬
‫بالفعل عائقا حقيقيا أمام حرية ممارسة النشاط الصحفي ‪ ،‬سواء كانت هذه الوسيلة تابعة للقطاع‬
‫العمومي ‪ ،‬حيث تخضع رئاسة تحريرها للتعليمات من الوصاية ‪ ،‬أم كانت تابعة للقطاع الخاص ‪ ،‬وهذه‬
‫األخيرة يمكننا أن نحصر نوعين من الضغوط التي تتعرض لهما ‪ ،‬وهما ‪ :43‬التمويل و اإلشهار‪.‬‬

‫المعوقات السياسية ‪:‬‬


‫أما بخصوص المعوقات السياسية التي تحد من حرية الممارسة المهنية اإلعالمية تتمثل في ‪:‬‬

‫‪.‬رغبة السلطة بتوجيه الممارسة اإلعالمية ‪-‬‬

‫‪.‬حجب السلطة للمعلومة عن الصحافة و عدم قبولها بإرساء منظومة تشريعية ضامنة لحرية التعبير ‪-‬‬

‫‪.‬قدرة السلطة على فرض الرقابة على الصحف لكن دون االحتكام إلى القوانين ‪-‬‬

‫ضغط الحكومة على الوكاالت اإلخبارية من خالل تحديدها الوكاالت األجنبية المرخص لها بالتعامل ‪-‬‬

‫‪.44‬تأثير الحكومة على الصحفيين أثناء جمعهم للمعلومات من خالل اعتقالهم ‪-‬‬

‫‪.‬التعسف في محاكمة و سجن الصحافيين ‪-‬‬

‫سعيدة بلخيري ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪51‬‬


‫‪42‬‬

‫‪ 43‬د سعيد دراحي ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪205 204‬‬


‫‪ 44‬أ حالم باي‪:‬معوقات حرية الصحافة في الجزائر‪.‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير تخصص وسائل اإلعالم و‬
‫المجتمع‪،‬جامعة قسنطينة‪،2007 ،‬ص ‪442‬‬
‫‪.‬استخدام سلطة المشرع في الحد من حرية الصحافة ‪-‬‬

‫‪.‬سلطة الدولة في تحديد ما ال يجوز نشره ‪-‬‬

‫‪ -‬استخدام العنف ضد الصحفيين‪.‬‬

‫‪.‬االعتداءات الجسدية على الصحفيين‪,‬تصل إلى حد القتل أو االختفاء تماما ‪-‬‬

‫إمكانية الحكومة أن تمارس الرقابة على مصادرها المادية‪،‬مثل الكهرباء‪،‬الورق و وسائل الطباعة و ‪-‬‬
‫‪.45‬غيرها من المعدات لكبح وسائل اإلعالم‬

‫‪45‬‬
‫د سعيد دراحي ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪209 208‬‬
‫المطلب‪ :3‬المعوقات المهنية‬
‫‪ -‬القيود المتعلقة بصعوبة الحصول على المعلومات و األخبار من مصدرها ‪:‬‬
‫يعتبر العمل الصحفي رسالة إنسانية يؤديها الصحفي بأمانة ‪ ،‬و حقه في الحصول على‬
‫المعلومات من مصادرها ونشرها ‪ ،‬يعد إحدى الوظائف األساسية لتلك الرسالة ‪ .‬كما يعتبر‬
‫الخبر الوظيفة األولى و األساسية التي تقوم عليها الصحافة ‪ .‬بذلك ال يمكن تصور قيام‬
‫صحافة حرة بغير حرية تدفق المعلومات و األخبار ‪ ،‬كما أنه ال يتصور وجود صحافة حرة‬
‫إذا وجد الصحفيون أنفسهم مقيدين في سعيهم للحصول على المعلومات كاملة في الوقت‬
‫‪46‬‬
‫المناسب ‪.‬‬
‫وقد أعطى القانون الصحفيين المحترفين الحق في الوصول إلى مصادر األخبار و االطالع على الوثائق‬
‫الصادرة عن اإلدارة العمومية ولكنه قيده بمجموعة من الشروط‬

‫حيث نصت المادة ‪ 35‬على أن "للصحفيين المحترفين الحق في الوصول إلى مصادر الخبر و يحول هذا‬
‫الحق على الخصوص الصحافيين المحترفين إن يطلعوا على الوثائق الصادرة عن اإلدارة العمومية التي‬
‫تتعلق بأهداف مهمتها إذا لم تكن من الوثائق المصنفة قانونيا و التي يحميها القانون‬

‫و حددت المادة ‪ 36‬ما ال يجوز نشره "حق الوصول إلى مصادر الخبر ال يجيز للصحفي أن ينشر أو‬
‫يفشى المعلومات التي من طبيعتها ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬إن تمس أو تهدد األمن الوطني أو الوحدة الوطنية أو امن الدولة‬

‫‪ -‬أن تكشف سر من أسرار الدفاع الوطني أو سرا اقتصاديا استراتيجيا أو دبلوماسيا‬

‫‪ -‬أن تمس بحقوق المواطنين و حرياتهم‬

‫‪ -‬أن تمس بسمعة الحقيق و البحث القضائي وما يميز القيد األول استخدامه للعبارات الغامضة المبهمة‬
‫التي تستعص على التعريف و التحديد على رجال القانون فضال عن غيرهم من رجال اإلعالم كاألمن‬
‫‪47‬‬
‫الوطني أو الوحدة الوطنية أو امن الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬القيود المتعلقة بسر المهنة ‪:‬‬


‫حيث نصت المادة من قانون اإلعالم على آن السر المهني الحق للصحفيين و لكنها بالمقابل كبلته‬
‫بمجموعة من القيود أمام السلطة القضائية ‪ :‬السر المهني حق للصحافيين الخاضعين ألحكام هذا القانون‬
‫و واجب عليهم وال يمكن أن يتذرع بالسر المهني على السلطة القضائية المختصة في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫مجال سر الدفاع الوطني كما هو محدد في التشريع المعمول به ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د سعيد دراجي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪206‬‬
‫‪47‬‬
‫سعيدة بلخيري ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪49‬‬
‫مجال السر االقتصادي االستراتيجي‬

‫اإلعالم الذي يمس امن الدولة مساسا واضحا‬

‫اإلعالم الذي يعني األطفال و المراهقين‬

‫اإلعالم الذي يمتد إلى التحقيق و البحث القضائيين‬

‫‪ -‬الترخيص المسبق للعمل الصحفي ‪:‬‬


‫حيث حددت المادة ‪ 30‬من قانون اإلعالم شروط منح بطاقة الصحفي المحترف يحدد المجلس األعلى‬
‫لإلعالم شروط منح بطاقة الصحفي المحترف و الجهة التي تصدرها و مدة صالحيتها و كيفية إلغائها‬
‫ووسائل الطعن في ذلك كما أن دور المجلس األعلى لإلعالم ليس كبيرا بل يكاد يكون منعدما في حل‬
‫النزاعات اإلعالمية نظر لموضوع النزاعات التي يختص بنظرها و لعدم إلزامية قراراته في هذا المجال‬

‫الرقابة الذاتية ‪:‬‬


‫ويقصد بها الرقابة التي يفرضها الصحفيون على أنفسهم بالسكوت عما يغضب السلطة أو بيده السيطرة و‬
‫التمويل ‪ ،‬وقد يفرضها رؤساء التحرير أنفسهم على من يتبعهم من المحررين ‪ ،‬و قد تصل إلى‬
‫‪48‬‬
‫المحررين دون فرض من الرئيس ‪ ،‬فيمارسونها على أنفسهم ‪.‬‬

‫وفي دراستها عن معوقات حرية الصحافة في الجزائر ‪ ،‬فقد توصلت الباحثة أحالم باي من خالل دراسة‬
‫ميدانية أجرتها على عينة من الصحفيين الدائمين ‪ ،‬العاملين في المؤسسات و المكاتب الصحفية بمدينة‬
‫قسنطينة ‪ ،‬بلغ تعدادها ‪ 43‬مفردة إلى أن جميع مفردات عينة البحث من المبحوثين الصحفيين يضطرون‬
‫إلى ممارسة رقابة ذاتية على أنفسهم ‪ ،‬وهذا بنسبة متفاوتة في وتيرة هذه الرقابة ‪ ،‬حيث أفصح ‪%‬‬
‫‪ 30.23‬من المبحوثين أنهم يمارسون الرقابة الذاتية بصفة " دائمة " ‪ ،‬وان ‪ 27.90 %‬منهم‬
‫يمارسونها "غالبا "‪ ،‬فيما أفصح ‪ 30.23%‬بأنهم يمارسونها " أحيانا "‪.‬‬

‫كما أوضحت النتائج العامة للدراسة التي قام بها محمد عبد الغني سعيود حول ‪ " :‬تأثير حرية الصحافة‬
‫في الجزائر على الممارسة المهنية " ‪ ،‬وذلك على عينة من الصحفيين العاملين بقطاع الصحافة بنوعها‬
‫العمومي و الخاص بلغ تعدادها ‪ 175‬مفردة ‪ ،‬حيث عبر أغلبية المبحوثين بأنهم يضطرون إلى ممارسة‬
‫رقابة ذاتية ‪ ،‬وذلك بنسبة مئوية بلغت ‪89.1 %‬من أفراد العينة ‪.‬‬

‫وتدل هذه النتيجة على أن غالبية الصحفيين يمارسون رقابة ذاتية على عملهم ‪ ،‬إذ تعتبر الرقابة الذاتية‬
‫أحد أخطر أنواع الرقابة ‪ ،‬ألنها بين الصحفي و نفسه ‪ ،‬حيث يضع لنفسه قيودا داخلية اليتخطاها تخوفا‬
‫‪49‬‬
‫من الوقوع في العقاب أو لبعض القناعات األخالقية ‪.‬‬

‫سعيدة بلخيري ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪48‬‬


‫‪48‬‬

‫‪49‬‬
‫د سعيد دراحي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪208 207‬‬

You might also like