Professional Documents
Culture Documents
المطلب الثاني :حرية الممارسة اإلعالمية من خالل قانوني اإلعالم 1990و .2012
.خالصة الفصل
الفصل الثالث :الممارسة اإلعالمية في قطاع السمعي البصري بالجزائر
مرت الممارسة اإلعالمية في الجزائر بعدة تغيرات بدءا من األحادية الحزبية التي عرف فيها قطاع
السمعي البصري احتكارا شديدا من قبل السلطة انتقاال إلى التعددية الحزبية و التي كانت بداية مرحلة
جديدة و توالت التغيرات إلى إن ظهر قانون اإلعالم 2012و بدا االنفتاح بشكل كبير على قطاع
السمعي البصري و ظهور القنوات الخاصة .
في هذه الفترة عرفت الجزائر فراغا قانونيا ينظم العمل اإلعالمي منذ االستقالل ،إلى أن ظهر قانون
.اإلعالم 1982كأول خطوة قانونية في الممارسة اإلعالمية
يعتبر قانون اإلعالم 1982كتمهيد لسد الفراغ القانوني الذي عرفه قطاع اإلعالم في الفترة السابقة ،و
.هو أول قانون جامع مانع لإلعالم في تاريخ الجزائر
جاء هذا القانون ليعكس الفضاء السياسي الذي تعيش فيه المؤسسات اإلعالمية أي الحزب الواحد ،حيث
.1ركز على واجبات الصحفي في إطار الثورة االشتراكية
اعتبر الصحفيون قانون اإلعالم 1982قانون عقوبات ألنه خصص 43مادة لإلجراءات العقابية ضد
الصحفيين،كما افتقر هذا القانون إلى مواد تصون حقوق الصحافي أثناء أدائه لمهامه و تحصينه من
.األخطار
تمخض عن قانون اإلعالم 1989قانون إعالم جديد و هو قانون ،1990حيث كرس و ألول مرة
التعددية الحزبية بصفة قانونية و بشكل خارطة إعالمية أو عهد جديد أكثر ديمقراطية.كما قام بإعادة بعث
.المجلس األعلى لإلعالم
الماة:2أعلنت عن حق المواطن في اإلعالم بكيفية كاملة و موضوعية’و ممارسة الحقوق األساسية في
التفكير و الرأي و التعبير
حرص قانون اإلعالم 1990على تحديد المخالفات التي ال ينبغي للمؤسسات اإلعالمية تجاوزها و
.التي قد تمس بالمجتمع أو الدولة أو األفراد
كما حدد هذا القانون صفة الصحفي المحترف من خالل المادة .28
و منه قانون اإلعالم 1990جاء مخالفا لقانون اإلعالم 1982حيث أصبح حق اإلعالم يمارس من
:خالل
1نورية خيري،ليلى فياللي:الممارسة اإلعالمية في الصحافة المكتوبة و السمعي في الجزائر.دراسة وصفية لقانوني 2012و
،2014مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ،العدد األول،2020 ،ص 178
عناوين اإلعالم و أجهزته في القطاع العام-
العناوين و األجهزة التي تمتلكها الدولة أو تنشئها الجمعيات ذات الطابع السياسي-
تتوالى التغيرات على القوانين اإلعالمية إلى أن جاءت مرحلة االنفتاح على السمعي البصري و إعادة
هيكلة قانون اإلعالم الذي شاهد اضطرابات عدة.و منه جاء قانون اإلعالم 2012في سياق خاص
تزامن مع ثورات الربيع العربي في دول الجوار و الذي عرف قفزة نوعية في التاطير القانوني لحرية
اإلعالم في الجزائر و الول مرة يتم النص على فتح المجال السمعي البصري أمام الخواص ,حيث
: 2أصبح النشاط السمعي البصري يمارس من قبل
هيئات عمومية-
هذا ما جاء في المادة 51من القانون حيث أصبح مجال السمعي البصري مفتوحا لكل الجزائريين سواء
.على مستوى المؤسسات أو الهيئات أو المواطنين
كما أحدثت المادة 61من نفس القانون تغيرا جذريا في المشهد اإلعالمي الجزائري و فتحت الباب أمام
.قطاع السمعي البصري الغير حكومي و التابع للرأس المال الخاص
المواد من 73إلى 91تطرقت إلى مهنة الصحفي و فصلت فيها كما تحدثت عن آداب و أخالقيات
. 4المهنة و حددت مقومات و مميزات الصحفي المحترف
حددت هذه المواد هيكلة المؤسسات الصحفية لتضع حدا للفوضى التي كان يعيشها القطاع و فرق بين
مهنة كل من الصحفي و المحرر و المراسل و كل القائمين على العمل اإلعالمي
كما تطرق هذا القانون في فصله الثاني إلى الجانب األخالقي في العمل اإلعالمي و بين الضوابط التي
يجب أن يتحلى بها الصحفي بعدم برموز الدولة و شعاراتها التحلي بالموضوعية و المصداقية و تجنب
نشر األخبار الغير الصحيحة
تحدث قانون اإلعالم 2012في مواده 66-65-64عن سلطة ضبط السمعي البصري و هي سلطة
.تتمتع بشخصية معنوية و االستقالل المادي
الممارسة المهنية اإلعالمية في الجزائر بقيت في حالة ركود فرغم القوانين المنظمة له سنة 1982
إلى 1990بقيت تتميز بالسلبية و لم تصل الصحافة إلى المستوى المطلوب و خالل الفترة الممتدة من
2معيزة سليم:الممارسة اإلعالمية في الجزائر في ظل التشريعات اإلعالمية من األحادية إلى التعددية( -1962
.)2012مجلة الرسالة للدراسات اإلعالمية ،جامعة االغواط،2017،ص 227
3
معيزة سليم ،مرجع سابق ذكر ،ص 231
4القانون العضوي رقم 05-12مؤرخ في 12يناير 2012المتعلق باإلعالم الجريدة الرسميةعدد ،2بتاريخ 15فيفري
، 2012المادة رقم 91 73 61 51
1990إلى 2012حدثت عدة تغيرات على قطاع اإلعالم حيث أن قانون اإلعالم 1990لم يكفل جميع
متطلبات الممارسة اإلعالمية و كان عبارة عن قانون عقوبات أكثر من انه قانون منظم لإلعالم و نظرا
للتطورات الحاصلة في تلك الفترة توجب إعادة النظر في القوانين اإلعالمية بهذا الصدد ظهر القانون
العضوي لإلعالم 2012الذي نظم الساحة اإلعالمية و فتح المجال أمام قطاع السمعي البصري و حرية
.اإلعالم و إنشاء القنوات الخاصة كانطالقة جديدة في تاريخ السمعي البصري بالجزائر
حرية الممارسة اإلعالمية تعد احد أهم الركائز التي تقوم عليها الدولة و هي احد الحقوق األساسية
للصحفيين العاملين في المؤسسات اإلعالمية مما جعل هذا االهتمام ينص على حماية هذا الحق من خالل
التشريع الجزائري
بقي قطاع اإلعالم في الجزائر موجها من خالل القانون الفرنسي 1982إلى أن صدر قانون اإلعالم
1989الذي اقر التعددية الحزبية و أعطى ضمانات لحرية اإلعالم و جاء من خالل دستوره قانون
.اإلعالم 1990
نص هذا القانون على جملة من الضمانات التي تحمي حرية الممارسة اإلعالمية ،االعتداء أو محاولة
:المساس بها و ذلك من خالل
حرية النقد و التعبير عن وجهات النظر:من خالل المادة 3حيث أعطت األهمية لممارسة المهنة-
اإلعالمية بكل حرية
عدم التدخل المباشر للسلطة في تنظيم وسائل اإلعالم :من خالل المادة 59التي نصت على أن-
المجلس األعلى لإلعالم هو الذي يسهر على احترام أفكار هذا القانون بعد حل وزارة اإلعالم و هو
مؤسسة مستقلة عن الدولة تسهر على تنظيم قطاع اإلعالم
حق الوصول للمعلومات و األخبار :من خالل المادة 2التي نصت على أن اإلعالم يقوم على حق-
المواطن في االطالع الكامل على الوقائع و اآلراء
كما نصت المادة 35من هذا القانون ان للصحفيين المحترفين الحق في االطالع على الوثائق الموجودة
5في الجهات الحكومية
المادة:33منحت حرية رأي الصحفي المحترف عن االنتماءات النقابية أو السياسية حتى إذا كان يعمل
.في األجهزة اإلعالمية العمومية
المادة:78أكدت على حماية الصحفي أثناء أداء مهامه بكل ما من شانه أن يعرقل عمله
حيث نصت هذه المادة":يعاقب كل من أهان باإلشارة المشينة أو القول الجارح أو تهديد صحافيا محترفا
أثناء ممارسة مهنته بالحبس 10أيام إلى شهرين أو بغرامة مالية تتراوح ما بين 1000دج إلى 5000
"دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط
بالرغم من اعتراف قانون اإلعالم 1990بحرية التعبير و اإلعالم إال أنها بقيت حكرا على الصحفي و
.جعل من الممارسة اإلعالمية مرتبطة دائما بالدولة و الجهاز السياسي
جاء القانون العضوي 7 5-12ليكمل النقائص التي خلفها قانون اإلعالم 1990و ليؤكد على
حرية الممارسة اإلعالمية و هو من شروط الحكم الديمقراطي و حق الجمهور و الصحفيين في الوصول
إلى المعلومات’إضافة إلى المبادئ و القواعد التي يتضمنها في مواده.فهذا القانون دفع بالسلطة إلى إقرار
.سياسة إعالمية
5علي مهني سامي و سالمن رضوان:ضمانات حرية اإلعالم في الجزائر من خالل قانوني اإلعالم 1990و
،2012مجلة األستاذ للدراسات القانونية و السياسية،العدد التاسع،2018،ص 442
6القانون العضوي رقم ، 05 -12المادة رقم 78 40
7
نفس المرجع ،المادة رقم 1
المادة:40عدم التدخل المباشر للسلطة من خالل توفير الحرية للصحفي في نقل األخبار و الوقائع دون
.تضييق
المادة:83نصت على ضمان الصحفي للوصول إلى مصادر األخبار و المعلومات’حيث يجب على كل
اإلدارات و المؤسسات أن تزود الصحفي باإلخبار و المعلومات التي يطلبها بما يكفل حق المواطن في
.8اإلعالم
المادة:2عدم وجود رقابة سابقة هذا ما نصت عليه المادة بحيث يمارس نشاط اإلعالم بحرية ،أيضا
عدم وجود رقابة سابقة على النشر ألنها وضعت شروط احترام الدستور و الدين اإلسالمي و باقي
.الديانات و الهوية الوطنية
:كما جاء في هذا القانون ضمان حرية الصحفي في عدة مواد و المتمثلة في
المادة:76تثبت هذه المادة صفة الصحي المحترف بموجب حصوله على بطاقة وطنية للصحفي
المحترف المادة:78منحت للصحفيين المجال للمساهمة في رأسمال الشركة التي توظفهم،ما يمنحهم حق
المشاركة في تسييرها
المادة:80أكدت على خضوع كل عالقة عمل بين الهيئة المستخدمة و الصحفي على عقد عمل مكتوب
يحدد حقوق الطرفين وواجباتهما
المادة:82نصت على أحقية الصحفي المحترف فسخ العقد المبرم بينه و بين المؤسسة التي يعمل فيها
في حالة تغيير مضمون أو توجه تلك المؤسسة أو توقف نشاطها كما يخول له الحق في االستفادة،كما
.يخول له الحق في االستفادة من التعويضات المنصوص عليها
المادة:87أكدت على حق الصحفي أن يرفض أي خبر موجه للجمهور يحمل توقيعه وتم إدخال تغيرات
عليه دون موافقته
المادة:88منحت للصحفي حق الملكية األدبية و الفنية على أعماله أو ما يسمى اليوم بحقوق
المؤلف،بمعنى انه ال يمكن نشر أو بث عمل الصحفي من قبل أي وسيلة إعالمية و إدخال تغيرات عليه
دون الموافقة المسبقة لصاحبه
المادة:90أمنت هذه المادة على حياة كل صحفي يرسل الى مناطق الحرب او اي منطقة تعرض حياته
للخطر،و في حالة عدم استفادة الصحفي من التامين الخاص به يحق له رفض التنقل المطلوب و ال
.يتعرض إلى أي عقوبة
8
نفس المرجع ،المادة رقم 83 64 64 40
المادة:126نصت على حماية الصحفي أثناء تأدية مهامه و التي تعاقب كل من يهين الصحفي بغرامة
مالية تتراوح ما بين 30.3000دج إلى 10.000دج
المادة:127تؤكد على منح الدولة إعانات بهدف ترقية حرية التعبير و ركزت على الصحافة الجوارية
و المتخصصة
9المادة:128تحدثت على مساهمة الدولة في رفع المستوى المهني للصحفيين عن طريق التكوين
المادة:129ألزمت المؤسسات اإلعالمية بتخصيصها سنويا ما نسبته 2من أرباحها السنوية لتكوين
10.الصحفيين و ترقية األداء اإلعالمي
من الضمانات التي جاء بها هذا القانون انه ألغى عقوبة سجن الصحفي بعدما كانت مطبقة في قانون
.اإلعالم 1990
حرية الممارسة اإلعالمية في الجزائر لعبت دورا مهما في جعل مضمون التشريع اإلعالمي يتسم
بالواقعية سواء من خالل قانون 1990أو قانون ،2012الذي كان مكمال و محسنا له و غير من مسار
.العمل اإلعالمي و إعطائه اكبر الحقوق و الحريات األزمة
أكد المشرع في قانون اإلعالم 1-82أن ممارسة حرية اإلعالم يجب أن ال تتعارض مع التوجه
االشتراكي للدولة،كما حددت المادة 3من نفس القانون انه":يمارس حق اإلعالم بكل حرية ضمن نطاق
االختيارات اإليديولوجية للبالد،و القيم األخالقية لألمة،و توجيهات القيادة السياسية المنبثقة عن الميثاق
"الوطني،مع مراعاة األحكام التي يتضمنها الدستور
:بالنسبة للصحفي)1
حدد قانون 1-82تعريف الصحفي المحترف بأنه":يعتبر صحفيا محترفا كل مستخدم في صحيفة يومية
أو دورية تابع للحزب أو الدولة أو في هيئة وطنية لألنباء المكتوبة أو الناطقة أو المصورة،و يكون
متفرغا دوما للبحث عن األنباء و جمعها و نقلها و تنسيقها..و يتخذ من هذا النشاط مهنته الوحيدة و
" المنتظمة التي يتلقى مقابلها أجرا
منح أيضا الحق للصحفي في حرية الوصول إلى مصادر الخبر،ووضع له جملة من االلتزامات التي
يجب أن يتقيد بها،منها عدم تقديم معلومات للصحفي تمس باألمن الداخلي و الخارجي للدولة،او تمس
.بكرامة المواطن و حقوقه الدستورية
ألزم هذا القانون الصحفي بان يعمل في إطار مبدأ حزب جبهة التحرير و ربطه بمبادئ الحزب الواحد
.و عدم نشر األخبار غير الصحيحة،و عدم استغالل االمتيازات المهنية إلغراض شخصية
و بالرغم من االمتيازات التي منحها المشرع للصحفي إال انه بقي مقيدا بالصالحيات
المخولة قانونيا و التي بقيت غامضة خاصة للسلطة التنفيذية التي يخضع لها الصحفي
.مباشرة،كما قلص حصانة الصحفي بشان حماية مصادر األخبار
لذلك ففي كل مرة ال يضع الصحافي نصب عينيه على المصلحة العامة حين يعالج موضوعا ما ،أو في
كل مرة يسعى إلى استخدام موقعه و مهنته ألهداف شخصية ،أو حين يغض النظر عن أمور و قضايا
تضر بالمجتمع و يسكت عنها لدوافع ال تبررها المصلحة العامة ،أو حين يسخر قلمه في خدمة أفراد ما
بدافع إغراءات متنوعة ن في كل هذه الحاالت يكون الصحافي خارج رسالة الصحافة و يرتكب خطئا
أخالقيا ،فال يجوز أن تكون الصحافة في خدمة أفراد لتحقيق مكاسب و غايات فردية و إال سقطت من
.حيث كونها رسالة ومن حيث كونها سلطة تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة
لذلك فان األخالق اإلعالمية ،من خالل تحديد مجموعة مبادئ و قيم و سلوكيات ،تتوجه في آن واحد
إلى المؤسسة اإلعالمية و القائمين عليها و الصحافيين العاملين فيها بحيث تضمن الحفاظ على رسالة
الصحافة األساسية و تبعد الصحافي عن تصرفات يكون دافعها منطلقات شخصية أو تكون مضرة
.12بالمجتمع أو باآلخرين
و بالتالي تعتبر أخالقيات المهنة اإلعالمية هي محور العملية اإلعالمية و صمام األمان حتى ال يخرج
القائم باالتصال أو اإلعالمي و المؤسسة اإلعالمية عموما من مسار وهدف الرسالة اإلعالمية ،و
المقصود باألخالق اإلعالمية هي معايير األصول األخالقية المهنية التي سيعتمدها اإلعالميون ووسائل
اإلعالم أثناء التعامل مع قضايا المجتمع ،و المعنيون بتنفيذ هذه األخالقيات هم صانعوا الرسالة
.13اإلعالمية ،المؤسسات اإلعالمية ،المعلنون و المؤسسات اإلعالنية
11دنيا زاد سويح:التنظيم القانوني لحرية الممارسة اإلعالمية في الجزائر.أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في
الحقوق،2019 2018،ص 46 45 44
12
جورج صدقة ،تشريعات اإلعالم ن دراسة حالة مصر ،دار النهضة العربية ، 2007 ،ص 24
13خالد ممدوح ،أخالقيات اإلعالم بين السلوكية و المهنية ن ط ن دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،
،2019ص 320
و تعرف أخالقيات المهنة اإلعالمية أو كما يطلق عليها أيضا بأخالقيات اإلعالم و أخالقيات الصحافة و
أخالقيات المهنة الصحفية ،بأنها " مجموعة القواعد المسيرة لمهنة
الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي يجب ان يلتزم بها الصحافي أثناء أدائه لمهامه ،كمعايير سلوكية
.14تقوده إلى اإلنتاج عمل ينال به استحسان الرأي العالم
:الموضوعية 1.1
تعد الموضعية إحدى أهم أخالقيات العمل اإلعالمي وهي قيمة أساسية لنجاح أي مؤسسة إعالمية ن و
:يشمل مفهوم الموضوعية في األدبيات و الممارسة اإلعالمية قيما عدة منها
الحيادية ،التوازن ،المصداقية ...ويعتبر " جورج صدقة " أن الحديث عن الموضوعية في وسائل
اإلعالم اليكتمل إال بإضافة التوازن لها ،بمعنى أن يسعى اإلعالمي أو الصحافي إلى عرض وجهات
النظر المتنوعة و ان يعرض الوقائع الضرورية كي يتمكن الجمهور من اإللمام بالخبر من زوياه
المتعددة ،و أن الصحفي أ و اإلعالمي موضوعيا معناه أن يفصل بين رأيه الشخصي و عاطفته من
جهة و مايكتبه أو يذيعه من جهة أخرى فهو ناقل للخبر وليس مصلحا اجتماعيا أو طبيبا نفسيا ن كما
عليه أال يكون متحيزا ألي طرف من أطرف من أطراف الموضوع الذي ينشره أو يبثه ،و أن يقوم بنقل
الخبر و الحدث و الصورة كما هي ،خاصة عندما يتناول الموضوع إحداث تهم المجتمع كما على
.اإلعالمي أن يكون نزيها في تعامله مع االنتماءات اإليديولوجية المختلفة
إن تعامل الصحفي مع المحتوى اإلعالمي يجب أن يكون دافعه الصدق و الدقة ،ألن هدفه األول و
األخير هو الوصول إلى الحقيقية و ذلك اليتحقق بالطرق الملتوية أو المشبوهة بما يطعن في مصداقيتها
و دقتها ،و الدقة من أهم معايير كتابة الخبر و نشره خاصة في ظروف الحروب و النزاعات ،وهي
تعني الحصول على المعلومات المؤكدة بشكل صحيح مثل األسماء و األماكن و تواريخ الميالد و
التصريحات و األرقام ...وتشير الدقة إلى تأكد الوسيلة اإلعالمية من وصول المعلومة الصحيحة إلى
.15الجمهور المستهدف بأعلى درجات التدقيق المهني ن وعدم دقة الخبر يفقد الوسيلة مصداقيتها
1.3النزاهة :
تفيد النزاهة في اإلعالم العديد من المعاني فهي التزام بتقديم الخبر بنوع من الحياد وتجنب الخلط بين
األنواع الصحفية المختلفة( كالخبر و التعليق أو الريبورتاج )...و على اإلعالمي أن ينسب ما اقتبسه إلى
المصدر األصلي ،و إن لم يفعل ذلك يعد عدوان 14على حق النشر ويعتبر من أنماط االحتيال والسرقة
واإلعالمي النزيه هو الذي يترفع عن كل مجامالت من الغير كالهدايا أو االمتيازات أو المعامالت
14ماهر عود الشمالية و آخرون ن أخالقيات المهنة اإلعالمية ،دار األنصار العلمي ،األردن ، 2015 ،ص 320
15يعقوب مليزي ،بيران بن شاعة ،القنوات اإلخبارية الجزائرية بين الحرية اإلعالمية و االلتزام بأخالقيات المهنة
اإلعالمية ،المجلد ، 6العدد 3ن ديسمبر ، 2019جامعة عمار ثليجي االغواط ن ص 821
الخاصة ألن كل ذلك من شأنه أن يدفعه للتنازل عن أمانته اإلعالمية فمسؤوليته اتجاه الجمهور فوق كل
اعتبار.
1.4االستقاللية :
وردت العديد من التعريفات الستقاللية اإلعالم ،فهناك من ينظر إليها على أنها حياد أو استقاللية
المحتوى المعروض عبر وسيلة إعالمية ما أو انحيازه لطرف سياسي أو جماعة اجتماعية أو اقتصادية
معينة .وهناك من ينظر لالستقاللية اإلعالمية من جانب التمويل ويعتبرها كل وسيلة إعالمية ال تمولها
الدولة .ويمكن القول أن المقصود باستقاللية اإلعالمي أو المؤسسة اإلعالمية هو عدم الخضوع ألي
تأثيرات داخلية (داخل المؤسسة اإلعالمية ) كانت أو خارجية (ضغوط المؤسسات والهيئات السياسية
واالقتصادية واالجتماعية ،)...أو حتى ضغط الجمهور .و قد تأتي االستقاللية التحريرية ( تشمل كل ما
يتعلق بالمحتوى اإلعالمي من اإلنتاج إلى البث) كقضية جوهرية في قلب الحفاظ على استقاللية اإلعالم،
فهي األكثر عرضة للتأثر بالضغوط المختلفة حسب اختالف أشكال الملكية وتمويل الوسيلة اإلعالمية
فتصبح مجال للصراعات السياسية والمصالح االقتصادية وتعكس ذلك في التغطية اإلخبارية ومن ثم
تتحول لوسيلة دعاية وتلقين وتوجيه .وكلما كان اإلعالم أكثر استقاللية كانت التغطية أكثر انضباطا
وأشمل ،وأكثر تمثيال للمجتمع بكافة أطيافه و غير منحازة لطرف على اآلخر وهو ما يساهم في تحسين
األداء المهني للوسيلة اإلعالمية .
لكل شخص حياته الخاصة التي يحرص أن تبقى بعيدة عن العالنية ،ومن حق كل إنسان االحتفاظ
بأسراره فالحياة الخاصة ال تفيد الرأي العام .ومن صور انتهاك الخصوصية التطفل على الشؤون
الخاصة باألفراد ،وعدم احترام األماكن الخاصة التي يعيش فيها األشخاص ،فقد يستخدم بعض
16
الصحفيون الكاميرات أو الميكروفونات الخفية أو أجهزة التصنت وآالت التصوير الدقيقة .
والحق في الخصوصية هو تجنب نشر تفاصيل ووقائع شخصية على المأل دون مبرر من الصالح العام
حتى لو كانت تلك الوقائع صحيحة ،ومن معاني الخصوصية أن ال ينشر خبر أو صورة تمس كرامة
الفرد وأال تستخدم أساليب الخداع أوالتوريط أو االبتزاز أو التالعب باألشخاص مثل ( التسجيل أو
التصوير غير القانوني)
1.6عدم استغالل معاناة األشخاص وآالمهم مما يسبب لهم ضررا ماديا أو معنويا.
1.7احترام وسائل اإلعالم قيم وعادات وتقاليد المجتمع بتجنب نشر أو إذاعة أي مواد إعالمية تشجع
17
على االنحالل األخالقي والخروج عن اآلداب و األخالق العامة .
16
يعقوب مليزي ،بيران بن شاعة ،مرجع سابق الذكر 822 ،
17
نفس المرجع ،ص 823
المطلب : 2أخالقيات المهنة في قوانين اإلعالم الجزائرية
من خالل اإلطالع على مصادر أخالقیات المھنة الخاصة باإلعالم في الجزائر ،یالحظ أنھا صادرة
باألساس من طرف السلطة على شكل مواد قانونیة ،كما أنھ ولفترة طویلة من الممارسة اإلعالمیة في
الجزائر لم تولي السلطة أھمیة ألخالقیات العمل الصحفي إلى غایة التعددیة اإلعالمیة في عام 1989م،
وھذا لطبیعة المرحلة التي عرفت الحزب الواحد والنظام األحادي ،أي أن الصحافة كانت في خدمة
السلطة القائمة وخدمة مشاریعھا ومنھجھا ،وھذا ما یعكس الفلسفة اإلعالمیة الموجودة في ذلك الوقت.
ولكن بعد إقرار التعددیة السیاسیة ظھرت أولى بوادر التغییر في البیئة اإلعالمیة في الجزائر ،حیث
ظھرت تعددیة سیاسیة وتبعھا تعددیة فكریة وإعالمیة .ارتبط تحدید أخالقیات الصحافة في الجزائر
بجملة من المراحل والتي تتعلق بصدور قوانین اإلعالم وتشریعاتھا،
ویكفي التركیز على أربعة قوانین إعالمیة صدرت في الجزائر ،تخص كل من قانون اإلعالم عام
1982م ،وقانون اإلعالم لعام 1990م ،وقانون اإلعالم لعام ، 2012إضافة إلى قانون السمعي
البصري عام 2014م .كما یمكن القول أن القوانین الصادرة منذ قانون 1968إلى دستور 1976إلى
غایة قانون اإلعالم ، 1982في مجملھا لم تولي أھمیة ألخالقیات المھنة ،حیث كان ینظر إلى العمل
الصحفي كما تقدم سابقا على أنھ یخدم الدولة وسیاساتھا وبرامجھا أي إعتبار الصحفي واإلعالمي مجرد
18
موظف.
یعتبر قانون اإلعالم الصـادر رسـمیا بتـاریخ 6فیفـري 1982أول قـانون جـامع مـانع لإلعـالم فـي
تـاریخ الجزائـر المسـتقلة ،وجـاء فـي وقـت أصـبحت الصـحافة تعـاني مـن ضـغوط كثیـرة ،وفـي ظـل
فـراغ قـانوني كبیـر ،وكانـت خـالل هـذه الفتـرة تسـیر األجهـزة اإلعالمیـة والقـائمین علیهـا بقـوانین
مجزئـة كمـا هـو الحـل بالنسـبة لقـانون المؤسسـات الصـحفیة الصـادر فـي نـوفمبر 1967والقـانون
19
الصـحفي الصـادر فـي سـبتمبر وقانون النشر الصادر عام1973
18د سمير دحماني ،أخالقيات المهنة في الممارسة اإلعالمية قراءة لعينة من قوانيين اإلعالم الجزائرية ،مجلة صوت
القانون ،المجلد السادس ،عدد ، 2جامعة الجياللي بونعامة بخميس ميالنة ، 2019 ،ص 63
19إسماعیل معراف قالیة :اإلعالم حقائق وأبعاد ،الجزائر ،دیوان المطبوعات الجامعیة ، 1999 ،ص.65 - 64
وباعتبار أخالقیات المهنة الصحفیة تؤطر لواجبات وحقوق الصحفي ،فإنه بـالعودة لقـانون اإلعـالم
نفسـه فـإن معظـم المـواد الـواردة تغلـب علیهـا صـفة القاعـدة القانونیـة اآلمـرة ،وطـابع الوجـوب
والمنـع والعقـاب فـي نحو أكثر من % 50من مـواد هـذا القـانو ن .أمـا المـواد التـي تخـص بصـفة
مباشـرة أخالقیـات وآداب المهنـة في هذا القانون فهي قلیلة جدا یمكن حصرها في 5مواد هي ،42 ،35
، 48 ،45و 49
فالمـادة 35تـرى أن الصـحفي البـد علیـه أن یكـون ملتزمـا بمبـادئ حـزب جبهـة التحریـر الـوطني
ویـدافع عـن احتیاجات االشتراكیة مما یعني ر بط الصحفي ربط الصحفي إیدیولوجیا بمبادئ الحزب
20
الواحد
أما المادة 42فقد أشار المشرع الجزائري فيها إلى ما یجب على الصحفي القیام به و التزام بضـرورة
االحتـراس مـن نشـر أو السماح بنشر األخبـار الخاطئـة و غیر ثابتة أو اسـتعمال االمتیـازات
المرتبطـة بمهنـة الصـحافة مـن أجـل المصـلحة الشخصـیة أو تمجیـد خصـال مؤسسـة أو مـادة تعـود
علیـه بالفائدة.
وهنـا یمكـن مالحظـة التنـاقض الموجـود بـین مـا جـاء فـي هـذه المـادة و واقـع الممارسـة اإلعالمیـة ،إذ
21
أن الصحفي الذي ال یمجد مؤسسات السلطة أو الذي یسمح لنفسه بانتقادها یتعرض للعقاب .
ما المادة 45فتنص على " أن للصحافي المحترف الحق والحریة الكاملة في الوصول إلى مصادر الخبر
22
في إطار الصالحیات المخولة له قانونا"
وهنا نسجل أن ما منحته هذه المادة للصحفي المحترف قد ربطه بالصالحیات المخولة لـه قانونیـا وهـو
مـا یشكل وسیلة ضغط علیه أثنـاء تطبیـق القـانون ،وذلـك أن هـذه المـادة لـم توضـح حقیقـة هـذه
"الصـالحیات المخولـة لـه قانونیـا" وتركهـا مبهمـة وخاضـعة لتقـدیر وأهـواء السـلطة التنفیذیـة التـي
یخضـع لهـا الصـحفي مباشرة .
و تنص المادة 48على أن "سـر المهنـة الصـحافیة معتـرف بـه للصـحفیین اللـذین تسـري عليهـم
أحكـام هـذا القانون وهو شي إجابي وجید وفي ص الح الممارسـة اإلعالمیـة الراقیـة ،لـو ال أن المـادة
التـي تلیهـا قلصـت مم ا منحت ه الم ادة 48وأنقص ت مـن حصـانة الصـحافي بشـان حمایـة سـریة
المصـادر وذلـك بتحدیـد مجـاالت لیس من حق الصحافي االحتفاظ بالسر المهني عند خوضه فیها وهي :
-
-مجال السر العسكري على الشكل الذي یحدده التشریع المعمول به .
320زوبيدة موسى ،أخالقیات العمل اإلذاعي في الجزائر دراسة میدانیة بـ:إذاعة تبسة المحلیة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
ماستر '' ل.م ،جامعة العربي التبسي – تبســـة كلیة العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة قسم :علوم اإلعالم واالتصال، 2016 ،
ص 74
21نور الدین تواتي :الصحافة المكتوبة والسمعیة البصریة في الجزائر ،مرجع سابق ،ص 2
- 22الجریدة الرسمیة للجمھوریة الجزائریة ،الثالثاء 15ربیع الثاني عام 1402ھـ 06 ،فیفري 1982
-عندما یمس اإلعالم أطفاال ومراهقین
23
-عندما یتعلق األمر بأسرار التحقیق القضائي
كثر في ھذا القانون المنع والعقاب وكثرة التوجیھات والضبط للممارسة الصحفیة ،وھذا م ا ج اء خاص ة
في كل من الباب الرابع والخامس والمتعلق بكل من المسؤولیة والمخالفات والعقوبات الخاصة بذلك ،كما
یالحظ غیاب التحدید الذي یتعلق بمبادئ أخالقیات المھنة ،ماعدا ورود إشارة فقط لذلك ،بعبارة " اح ترام
مب ادئ األخالق المھنیة والمس ؤولیة االجتماعیة" أي أن ھذا الق انون لم یولي اھمیة بتحدید مب ادئ أو
محددات ومؤشرات ألخالقیات اإلعالم.
و قد اعتبر الكثيرون من أصحاب المهن ة و أه ل االختص اص ب ان ق انون اإلعالم "" 1982تض من
مساوئ ونقائص انعكست على دور الصحفي ،فلم تمنح له الحمایة ،وقيدت اإلنتاج الصحفي بقیود ردعیة
24
وإبعاد الصحفي في المساھمة في نشر المعلومات وبالغ في سن العقوبات والجزاءات"
صدر ھذا قانون في عام ، 1990بعد فتح مجال التعددیة السیاسیة وإقرارھا ،وما تبعھا من فتح التعددیة
اإلعالمیة ،حیث ع رفت ھذه الف ترة إنش اء مجلس اإلعالم ،إذ " من الط بیعي ان يت أثر اإلعالم والعم ل
اإلعالمي بحقائق المجتمعات التي یعمل بھا ویعكس ظروفھا وواقعھا ،أم ر ال ذي أدى إلى تع دد أھدافھا
ونظمھا في ك ل مجتم ع من ھذه المجتمع ات ،فال نس تطیع ان نفص ل اإلعالم عن الواق ع االعتق ادي
25
واالجتماعي والسیاسي السائد في المجتمع "
تضمن ھذا القانون 106مادة ،موزعـة علـى تسـع أبـواب ،ولعـل أهـم مـا جـاء فیـه هـو إلغـاء الرقابـة
اإلداریـة علـى الصـحف وٕاصـدارها وتعـددها ،وكـذا إنشـاء مجلـس أعلـى لإلعـالم لتنظیم العم ل
اإلعالمي ،كما تضمن أیضا مواد تتعلق بأخالقیات المهنة اإلعالمیة و أهم ماجاء فيه :
المـادة : "3یمـارس حـق اإلعـالم بحریـة مـع احتـرام كرامـة الشخصـیة اإلنسـانیة ومقتضـیات السیاسـة
الخارجیـة والـدفاع الـوطني"
.أمـا المـادة 33نص ت" علـى أنـه تكـون حقـوق الصـحفیین المحتـرفین فـي األجهـزة اإلعالمیـة
العمومیـة مستقلة عن اآلراء واالنتمـاءات النقابیـة والسیاسـیة ...ویكـون التأهیـل المهنـي شـرطا أساسـیا
للتعیـین ،الترقیـة أو التحویل شریطة أن یلتزم الصحفي المحترف بالخط العام للمؤسسة اإلعالمیة
ونص في م ادتھ 36على ح ق الوص ول إلى مص ادر الخ بر إض افة الى ع دم ج واز ان ینش ر أو یفش ي
معلومات من الممكن أن تمس أو تهدد األمن الوطني أو الوحدة الوطنیة أو أمن الدولة
-الدعوة للسالم والتسامح ونبذ كل أشكال العف و التحريض على العرقية .
-اإلمتاع عن استغالل المهنة السمعة المرتبط بها ألغراض شخصية او مادية .
هذا و تم حل وزارة اإلعالم وحل مكانها" المجلس األعلـى لإلعـالم "الـذي عرفتـه المـادة 59كالتـالي "
أن هذا المجلس هو سلطة إداریة مستقلة ضابطة تتمتع بالشخصیة المعنویة واالستقالل المالي.
وقد حددت صالحیات هذا المجلس على أن ال یق وم بالتوجیه ،ولكن یحـرص علـى الممارسـة الفعلیـة
لحریـة اإلعالم .كما یعد المجلس األعلى سلطة إداریة مس تقلة تتمت ع بع دة ص الحیات من ش أها ال رقي
بالمهنة ،كما أنه یهتم بمسـائل أخالقیـات المهنـة فقـد تشـكلت لجنتـان األولـى خاصـة بأخالقیـات المهنـة
والثانیـة بـالتنظیم المهنـي وتهدفان إلى تنظیم الممارسة اإلعالمیة وتحدید قواعد الس لوك المه ني والس هر
على تطبیقها .
تطرق الفصل الثاني من ھذا القانون إلى آداب وأخالقیات المھنة ،حیث نص ت الم ادة 92على ان ه یجب
على الصحفي أن یسھر على االحترام الكامل آلداب وأخالقیات المھنة خالل ممارسته للنش اط الص حفي"
وعلیه تحدث ھذا القانون صراحة عن أخالقیات المھنة ،ووضحت المادة واجبات الص حفي في ذل ك فیم ا
یلي:
26الجریدة الرسمیة للجمھوریة الجزائریة ،القانون المتعلق باإلعالم ،1990العدد ،14بتاریخ 3أفریل ، 1990ص
ص 111-110
-االمتناع عن المساس بالتاریخ الوطني .
-االمتناع عن نشر أو بث صور و أقوال تمس بالخلق العام أو تمس مشاعر المواطن .
كمـا تـنص المـادة " " 93علـى أنـه" یمنـع انتهـاك الحیـاة الخاصـة ألشـخاص وشـرفهم واعتبـارهم كمـا
27
یمنـع انتهاك الحیاة الخاصة للشخصیات العمومیة بصفة مباشرة أو غیر مباشرة .
كم ا ینص الق انون على أنشـاء مجلـس أعلـى اآلداب وأخالقیـات المهنـة ویسـهر علـى احترامهـا
وتطبیقهـا فـي الممارسة اإلعالمیة وتح دد الحق وق الوجب ات المتعلق ة بالص حفي ویق ر عقوب ات على من
تخالفها.
فتنص المادة " " 94على "إنش اء مجلس أعلى آلداب وأخالقیات مهن ة الص حافة وینتخب أعض اؤه من
قبل الصحفیین المحترفین".
ولعل إنشاء مجلس خاص بأخالقیات المهنة یعتبر اهتماما واضحا بأخالقیات الممارسة اإلعالمیة وآدابها.
أمـا المـادة " " 96تقـول " یعـد المجلـس األعلـى آلداب وأخالقیـات مهنـة الصـحافة میثـاق شـرف
مهنـة الصحافة ویصادق علیها" .
كمـا تـنص المـادة " " 97علـى"یعـرض كـل خـرق لقواعـد آداب وأخالقیـات مهنـة الصـحافة أصـحابه
إلـى عقوبات یأمر بها المجلس األعلى آلداب وأخالقیات مهنة الصحفي".
كمـا تـنص المـادة " " 98علـى"یحـدد المجلـس األعلـى اآلداب وأخالقیـات مهنـة الصـحافة طبیعـة هـذه
العقوبات وكیفیات الطعن فیها".
وجاء الباب السابع تحت عنوان حق الرد و حق التصحیح حیـث نصت المـادة 100علـى أنـه " یجـب
علـى المدیر مسؤول النشریة مدیر خدمة االتصال السمعي البصري او مدیر وسـیلة إعـالم إلكترونیـة أن
ینشـر أو یبث مجانا كل تصحیح یبلغه إیاه شخص طبیعـي أو معنـوي ،بشـأن وقـائع أو آراء تكـون قـد
أوردتهـا وسـیلة اإلعالم المعنیة بصورة غیر صحیحة ".
و جـاءت المـادة 101مدعمـة لسـابقتها حیـث نصـت علـى " یحـق لكـل شـخص یـرى أنـه تعـرض
التهامـات كاذبة من شأنها أن تضر بشرفه أو سمعته أن یستعمل حق الرد" 1وتوالت المواد المفصلة في
28
هذا الباب حتى المادة . 114
27الجریدة الرسمیة للجمھوریة الجزائریة ،القانون العضوي لإلعالم ، 2012العدد ، 02بتاریخ 12جانفي ،2012
ص22
28د رضوان سالمن ،أخالقيات الممارسة الصحفية في الجزائر في ظل التشريعات اإلعالمية الجديدة ،المجلة األكاديمية
للبحوث القانونية و السياسية –العدد-3المجلد ، 1جامعة محمد خيضر بسكرة ،ص ص .88 87
یتعلق ھذا القانون بنشاط قطاع السمعي البصري وھدفھ تحدید القواعد المتعلقة بممارسة ھذا النشاط وك ذا
تنظیمه ،احتوى القانون على 113مادة توزعت على سبعة أبواب ،ویستند ھذا الق انون على م ا ج اء في
الق انون العض وي لع ام ، 2012حیث احت وى على م واد ھي من ص الحیات س لطة ض بط الس معي
البصري ،ومواد أخرى یتم تطبیقھا بمرسوم ،وھذه الس لطة تس ھر على حریة الممارس ة لنش اط الس معي
البصري ،وضمان الموضوعیة واحترام التعب یر في الفك ر وال رأي إض افة إلى اح ترام كرام ة اإلنس ان،
وھذه تعتبر قواعد تؤطر الممارسة اإلعالمیة من أهم المـواد التـي تناولـت أخالقیـات المهن ة في الق انون
نجد:
المـادة الثانیـة التـي تـنص علـى"یمـارس النشـاط السـمعي البصـري بكـل حریـة فـي ظـل احتـرام
المبـادئ المنصـوص علیهـا فـي أحكـام المـادة 2مـن القـانون العضـوي ، 2012وأحكـام هـذا القـانون
والتشـریع السـاري المفعول " .
كمـا حـددت المـادة 48الشـروط التـي یتضـمنها دفتـر الشـروط الـذي یتعـین علـى كـل القنـوات االلتـزام
بـه وذلك من خالل احترام المبادئ التالیة خاصة :
-احترام مقومات ومبادئ المجتمع متطلبات اآلداب العامة والنظام العام .
-االلتزام بالمرجعیة الدینیة الوطنیة واح ترام المرجعیات الدینیة األخ رى ،وع دم المس اس بالمقدس ات
والدیانات األخرى.
-االمتثـال للقواعـد المهنیـة وآداب وأخالقیـات المهنـة عنـد ممارسـة النشـاط السـمعي البصـري،مهم ا
كانـت طبيعته ووسيلته و كيفية بثه .
-التزام الحیاد والموضوعیة عن خدمة مآرب وأغـراض مجموعـات مصـلحیه سـواء كانـت سیاسـیة أو
عرقیـة أو اقتصادیة أو مالیة أو دینیة أو إیدیولوجیة .
-االمتناع عن اإلشادة بالعنف أو التمییز العنص ري أو اإلره اب أو العنـف ضـد كـل شـخص بسـبب
أصـله أو جنسه أو انتمائه لعرق أو جنس أو دیانة معینة.
29
-عدم المساس بالحیاة الخاصة وشرف وسمعة األشخاص والشخصیات العامة .
وعليه فان هـذا القـانون لـم یتنـاول أخالقیـات المهنـة بشـكل مفصـل واكتفـى باإلشارة إلى ذلك فق ط،كمـا
أن الم واد ال تي تن اولت الموض وع احت وت عب ارات غامض ة وفضفاض ة قابل ة للتأوي ل في الكث یر مـن
األحیـان وھذا ما یدخلھا دائرة الغموض كمـا أن العقوبـات التي وضعها القانون لمرتكبي التجاوزات تبقى
بعیدة عن المستوى وغ یر كافیة وق ادرة على معالج ة األم ر ولكن یبقى أول ق انون ینظم نش اط الس معي
البصري في الجزائر.
29الجریدة الرسمیة للجمهوریة الجزائریة ،القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري،العدد ،16بتاریخ 23مارس2014
،ص10
المطلب 3ميثاق أخالقيات المهنة للصحفيين الجزائريين :
تمـت المصـادقة علـى میثـاق أخالقیـات المهنـة بتـار یخ 13/04/2000الـذي حـدد قواعـد الممارسـة
المهنیـة للصحفیین ،و قد احتوى المیثاق على واجبات وحقوق الص حفیین الجزائ ریین حیـث بلـغ عـدد
الواجبـات 18واجبا یقابلها ثمانیة 8حقوق.
إن الحق في اإلعالم ،و حریة التعبیر ،و النقد ،هو من الحریات األساسـیة التـي تسـاهم فـي الـدفاع عـن
الدیمقراطیة و التعددیة اإلعالمیة و من هـذا الحـق فـي معرفـة الوقـائع و األحـداث ،و التعریـف بهـا
تنبثـق مجموعة واجبات و حقوق الصحفیین.
إن مسـؤولیة الصـحفي إزاء الجمهـور تعلـو علـى كـل مسـؤولیة أخـرى و خاصـة إزاء مسـتخدمه و
إزاء السلطات العمومیة.
تتضـمن مهمـة اإلعـالم بالضـرورة حـدودا یفرضـها الصـحفیون علـى أنفسـهم و یطبقونهـا بحریـة،
وهـذا هـو موضوع بیان الواجبات المصاغ هنا.
لكـن الواجبـات ال یمكـن ان تحتـرم فعلیـا أثنـاء ممارسـة المهنـة إال إذا تـوافرت الظـروف العملیـة
السـتقاللیة الصحفي ،و هذا هو موضوع بیان الحقوق.
ان هـذا المیثـاق لـیس بالقـانون المسـلط و الـرادع ،و ال بالنظـام الـذي یفـرض و یجبـر ،و إنمـا هـو
میثـاق أخالقیات یحدد مجموع قواعد السلوك القائمة على المبادئ المعمـول بهـا عالمیـا ،لضـبط عالقـة
الصـحفیین فیما بینهم ،و عالقتهم بالجمهور.
و ینبغي أن تتخذ هذه القواعد المتبناة بحریة و المصادق علیها دیمقراطیا ،كـدلیل سـلوك فـي ممارسـة
مهنـة الصـحافة ،إن المجلـس األعلـى ألخالقیـات المهنـة ،الـذي یتشـكل مـن الـزمالء ،یسـهر علـى
30
احتـرام هـذه المبادئ .
-احترام الحیاة الخاصة لألشخاص ،و حقهم في رفض التشهیر بهم عن طریق الصورة.
-نشـر المعلومـات المتحقـق منهـا فقـط و االمتنـاع عـن تحریـف المعلومـات و الحـرص علـى سـرد
الوقـائع ضمن سیاقها.
-عدم الخلط بین مهنـة الصـحفي ومهنـة اإلشـهاري أو الـدعائي ،و عـدم قبـول أي تعلیمـة مـن المعلنـین
سواء كانت مباشرة أو غیر مباشرة.
-عـدم قبـول تعلیمـات فـي التحریـر ،سـوى مـن مسئولي التحریـر ،و فـي الحـدود التـي یملیهـا وازع
الضمیر.
-االمتنـاع عـن التـرویج ،بـأي شـكل مـن األشـكال ،للعنـف ،اإلرهـاب ،الجریمـة ،التعصـب ،
العنصـریة ،التمییز الجنسي و الالتسامح.
-كـل صـحفي جـدیر بهـذا االسـم ،و معتـرف بـالقوانین المعمـول بهـا فـي كـل بلـد ،ال یقبـل فـي إطـار
الشرف المهني إال بحكم زمالئه بعیدا عن كل تدخل حكومي أو غیره.
-االمتناع عن طلب منصب زمیل ،أو التسبب في طرده أو التنزیـل مـن رتبتـه مـن خـالل قبـول عـرض
عمل بدله بشروط أدنى.
بیان الحقوق:
المصدر السابق :ص ص 13-12 31
-التمتع بالشروط االجتماعیة و المهنیة الضـروریة لممارسـة مهنتـه و عقـد عمـل فـردي فـي إطـار
اتفاقیـة جماعیة ،ضامنة ألمنه المادي و استقاللیته االقتصادیة.
-احترام المنتوج الصحفي ،و الوفاء لمضمونه .المجلس األعلى ألخالقیات المهنة هیئ ة ض بط و تحكیم
یضـطلع أعضـاؤه المنتخبـون مـن طـرف زمالئهـم بمهمـة السـهر علـى احتـرام مبـادئ میثـاق
األخالقیـات للصـحافیین الجزائـریین .لـیس للمجلـس أي طـابع قض ائي ،لیس بإمكان ه أن یل زم أو یع اقب
أو یفرض أو یحد ،قوته الوحیدة تكمـن فـي سـلطته األخالقیـة التـي خولته إیاها الصحافة و االهتمام الذي
یولیه له الجمهور.
33
مجاالت تدخل المجلس محددة في المیثاق:
-دقة الخبر.
إجماال يعتبر هذا الميثاق مقبوال إلى حد ما ،لكن اإلشكال يكمن في أن مواثيق الشرف و أخالقيات المهنة
الصحفية في جميع أنحاء العالم وليس الجزائ ر فق ط ،تواج ه مش اكل كب يرة ت ؤدي إلى ع دم تطبيقه ا مم ا
يؤدي إلى لجوء بعض الحكومات إلى سن و فرض قوانين تقييد العمل الصحفي .
و ص فوة الق ول أن أخالقي ات الممارس ة الص حفية ض رورية لممارس ة العم ل اإلعالمي ،لكن نقص
االهتم ام به ا من ط رف المش رع الجزائ ري جعله ا تعيش فوض ى نتيج ة للف راغ الق انوني ال ذي تعيش ه
المنظومة التشريعية في الجزائرية ،وعليه فان الممارسة الال أخالقية ما هي إال نتيجة حتمية و منطقي ة
لهذا الفراغ القانوني ،فاغلب القوانين العضوية المتعلقة ب اإلعالم في الجزائ ر أهملت ه ذا الج انب كون ه
يمثل حجر الزاوية في الممارسة اإلعالمية ،لكن مع بعض اإلبهام والغموض الذي يكتن ف بعض الم واد
القانوني ة و ال تي تقب ل التأوي ل ،فأخالقي ات المهن ة الص حفية تحت اج إلى نص وص قانوني ة أك ثر دق ة
وتفصيال ،فالممارسة الصحفية في الجزائر تبقى تتخلله ا فوض ى و عش وائية وس وء التنظيم ،والب د من
سن قانون خاص بأخالقيات المهنة الص حفية لض بط و تنظيم القط اع بمش اركة جمي ع األط راف المعني ة
كأول خطوة أساس ية ،ثم العم ل على برمج ة ن دوات للب احثين الع املين في قط اع اإلعالم ،إض افة إلى
تخصيص مقرر مس تقل ح ول أخالقي ات الممارس ة اإلعالمي ة بش قيها النظ ري و العملي ض من ال برامج
الدراس ية في كلي ات وأقس ام اإلعالم في الجامع ات الجزائري ة ي راعي الت أثيرات المس تحدثة للوس ائل
االلكترونية الجديدة كاالنترنت و الفضائيات على أداء الوسائل التقليدية وذلك قصد تعريف الصحفي بماله
وما عليه من حق وق وواجب ات على األس اس ال ذي يجعل ه يح ترم مهنت ه ،وجعله ا رس الة س امية تف وق
35
وتتجاوز المصالح و األغراض الضيقة .
المالحظ من خالل القوانين المنظمة لقطاع اإلعالم في الجزائر في عهد التعددية بدءا بقانوني اإلعالم
1990إلى 2012وصوال إلى قانون النشاط السمعي البصري 2014ان هناك عوامل سلبية تحد
وتعيق من تطور حرية اإلعالم و الممارسة الصحفية في الجزائر ،من بينها كثرة المواد العقابية و
الغرامات المالية المرتفعة التي نص عليها قانون اإلعالم 1990و عجز الصحفي عن دفعها و بالتالي
تبقى عقوبة السجن قائمة ،رغم أن الجديد الذي جاء به القانون العضوي المتعلق باإلعالم 2012هو
إلغائه لعقوبة السجن و تجريم الصحفيين ورفع االحتكار عن القطاع السمعي البصري ،وتم تنظيم هذا
األخير بمقتضى قانون خاص بالنشاط السمعي البصري 2014الذي حاول نوعا ما تكريس حرية
اإلعالم السمعي البصري ،لكن مايعاب على هذه القوانين هو الغموض الموجود في المواد القانونية
نظرا لعمومية اللفظ و غموضه في أحيان أخرى ،والمرتبطة عادة بمتطلبات أمن الدولة و الدفاع
الوطني و النظام العام والمصالح االقتصادية للبالد خاصة وأن هذه المصطلحات تحتمل التأويل فهي
37
تجعل الصحفي تحت الرقابة الذاتية ،
وبالعودة إلى دستور الجزائر لسنة 2016نج ده ينص في الم ادة 42من ه على أن ه« :ال مس اس
بحرمة حرية المعتقد ،وحرمة حرية الرأي ،كما أن حرية ممارسة العبادة مض مونة في ظ ل اح ترام
القانون» .ومثلها الم ادة 44ال تي نص ت على «حري ة االبتك ار الفك ري والف ني والعلمي مض مونة
للمواطن .وأن حق وق المؤل ف يحميه ا الق انون .وأن ه ال يج وز حج ز أي مطب وع أو تس جيل أو أي ة
وسيلة أخرى من وسائل التبليغ واإلعالم إال بمقتضى أمر قض ائي» .باإلض افة إلى الم ادة 84ال تي
نص ت على أن «حري ات التعب ير ،وإنش اء الجمعي ات واالجتم اع ،مض مونة للم واطن» .غ ير أن
التنصيص الدستوري على الحقوق والحريات ال يعت بر وح ده كافي ا لتك ون ه ذه األخ يرة قائم ة فعال
على أرض الواقع ،إذ قد يتضمن هذا األخير مواد تكون عائقا كبيرا أمام الحريات المش ار إله ا آنف ا،
من خالل تضمين بعض المواد المقي دة لممارس تها 14.وال تي تك ون مح ل انتق اد الممارس ين لمهن ة
الصحافة ،ناهيك عن العديد من االنتقادات التي توجهها باستمرار المنظمات المهتمة بحرية التعب ير
في العالم إلى السلطة ،والراصدة لوض عية حري ة التعب ير والص حافة في الجزائ ر وال تي تص فها في
بعض األحيان بأنها "كارثية" ،ابتداء من منظمة "مراسلون بال ح دود" إلى المنظم ة الدولي ة لحماي ة
الصحفيين ،م رورا بمنظم ة العف و الدولي ة "أمنيس تي إنترناش يونال" ،إلى "هي ومن رايتس ووتش"،
وال تي أب دت جميعه ا قلق ا كب يرا إزاء واق ع حري ة التعب ير والص حافة في الجزائ ر ،وخاص ة عقب
الممارسات التي قامت بها ضد قن اتي األطلس وال وطن ،ثم الحق ا م ع "مجم ع الخ بر " بغي ة إبط ال
صفقة المجمع -ناس برود ،وما تال ذلك من سجن لمدير قناة "كاي .بي .سي" بمعي ة م دير اإلنت اج،
36سعدي محمد الخطيب :العوائق أمام حرية الصحافة في العالم العربي –دراسة تحليلية العوائق القانونية و السياسية و
االجتماعية و االقتصادية و الدولية ، 1 ،منشورات الحلبي الحقوقية ،ص 112
37علي مهني سامي سالمن رضوان ،معوقات الممارسة الصحفية في الجزائر في ظل التشريعات اإلعالمية الجديدة ،
حوليات جامعة الجزائر ، 1العدد ، 32الجزء الثالث ،سبتمبر ، 2018ص 453
رفقة مديرة وزارة الثقافة ،إلى التض ييق اإلداري ض د جري دة "ال وطن" ،م رورا بس جن مال ك قن اة
"الوطن" .هذا كله باإلضافة إلى العديد من اإلجراءات التعسفية من مث ل اقتح ام مجموع ة من أف راد
ال درك الوط ني ألس توديوهات تس جيل حص ة (كي حن اكي الن اس) وتش ميع المقروحج ز مع دات
التصوير ومنع التسجيل ،وإعادة الكرة مرة أخرى باقتحام موقع تسجيل حص ة (ن اس السطح) ومن ع
تسجيلها ،ليتم فيما بعد إيداع عدد من الصحفيين والمنتجين الحبس الم ؤقت ،على ال رغم من تن افي
38
ذلك مع الدستور الجديد والقوانين المنبثقة عنه .
-يسهر على تشيع ,و تدعيم النشر و البث باللغة العربية بكل الوسائل المالئمة
– يتقي بقراراته تمركز العناوين و األجهزة تحت التأثير المالي ,و السياسي و اإليديولوجي لمالك واحد
-يحدد بقراراته شروط إعداد النصوص و الحصص المتعلقة بالحمالت االنتخابية و إصدارها و إنتاجها
و برمجتها و نشرها
-يبدي الرأي في النزاعات المتعلقة بحرية التعبير و التفكير التي تقع بين مديري األجهزة اإلعالمية و
مساعدتهم قصد التحكيم فيها بالتراضي
-يمارس صالحيات المصالحة بطلب من المعنيين في حاالت النزاع المتعلقة بحرية التعبير وحق
المواطنين في اإلعالم وذلك قبل قيام الطرفين المتنازعين بأي إجراء أمام الجهات القضائية المختصة
-يحدد قواعد اإلعالنات المحتملة و المساعدات التي تمنحها الدولة لألجهزة اإلعالمية و محتواه وكيفية
برمجته
-يسلم الرخص ويعد دفاتر الشروط المتعلق باستعمال التوترات اإلذاعية الكهربائية و التلفزيونية
-يحدث لجانا متخصصة تحت سلطته السيما لجنتي التنظيم المهني و لجنة أخالقيات المهنة و يحدد
عمل هاتين اللجنتين و تكوينها بأحكام داخلية
38د سعيد دراحي :معوقات ممارسة حرية الصحافة في الجزائر ،مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ،العدد ، 28جامعة
قسنطينة ، 3كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ،قسم الصحافة ،ص 201
ويتبن من اختصاصات المجلس التي أوردناها على سبيل المثال ,ال الحصر انه الجهة الحكومية
المسيطرة على اإلعالم و على انسيابه من أعلى و إلى أسفل وهو ما يشكل وصاية تسلطية على حرية
الصحافة و اإلعالم
39
سعيدة بلخيري :مرجع سبق ذكره ،ص ص 47 46
ينظر إلى حرية اإلعالم في معظم المجتمعات على أنها محددة و مقيدة فقط من خالل
الضغوط القانونية و السياسية إال أن هناك قيود أخرى اقتصادية و اجتماعية لها أثر في
40
زيادة الضغط على حرية اإلعالم و المتمثلة في :
-احتكار اإلشهار :
يعتبر اإلشهار عامال أساسيا في دعم الصحافة و نهوضها بالنظر إلى ما يدره من دخل بوصفه العمود
الفقري الذي تتركز عليه الوسيلة اإلعالمية و بعد االستقالل مباشرة سار عن الدولة الجزائرية إلى تأميم
قطاع اإلشهار و ذلك بإصدار مرسوم خاص بإنشاء الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار في 20ديسمبر
1967و هي شركة ذات طابع تجاري و صناعي تتمتع بشخصية معنوية ذات استقالل مالي و لم تمر
سنة من صدور األمر المتعلق بإنشاء الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار حتى اصدر أمر يقر بتأسيس
االحتكار لإلشهار ثم تم ال في األخير رقم _ 68ا 78لذي سند حق االحتكار لوكالة حيث نصت المادة
الثانية منه الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار تمارس االحتكار على كل المنتجات الوطنية أو األجنبية .
كما تمارس احتكار اإلنتاج ونشر اإلشهار التجاري للمنتجات والخدمات الجزائرية في الخارج .
وبعد هذا القانون الذي زاد في إدراج تكريس حق االحتكار يأتي المرسوم المؤرخ في 3ابريل 1974
رقم 74- 70يتضمن تعريب اإلعالنات الخاصة باإلشهار التجاري حيث أصبح المعلن مجبرا على نشر
إعالنه أوال في صحيفة صادرة باللغة العربية و يكون استعمال لغة أجنبية على سبيل التكملة و إتمام و ال
يعد و أن يكون ترجمة النص العربي أو نقال عنه
وبدخول الجزائر التعددية السياسية و االنفتاح االقتصادي برزت المؤسسات الخاصة إال إن قطاع
اإلشهار في الجزائر ظل يعاني فراغا قانونيا إلى يومنا هذا
حيث نصت المادة 100من قانون اإلعالم لسنة 1990على انه يستثنى اإلشهار من مجال تطبيق هذا
القانون و يحال على قانون خاص
ولقد أثار غياب قانون ينظم عملية اإلشهار فوضى في هذا المجال وان كانت هذه اإلجراءات التنظيمية
تبرز مدى التزايد المتعاظم الحتكار الوكالة للمواد اإلشهارية منذ إنشائها فانه من وجه أخر أدى إلى
تضخيم متطلبات السوق اإلعالمية و تزايد طلبات المعلنين إلى ظهور بوادر نهاية االحتكار حيث برزت
بعض الوكاالت اإلشهارية الخاصة تتنافس لحصول على عقود مع المعلنين وهكذا ورغم االنفتاح
المسجل من قبل الخواص إال انه ما لبث إن عاد االحتكار من جديد من خالل إصدار عدة نصوص و
قوانين تنظيمية اإلشهار و برر رئيس الحكومة هذه التعليمة بحرص السلطات العمومية على ترشيد
اإلنفاق ال حكومي في مجال اإلشهار و اإلعالنات و جعله أكثر فعالية باالعتماد على الوكالة الوطنية
41
للنشر و اإلشهار التي ستقوم بدور االستشارة و الضبط ,وفي خدمة أصحاب اإلعالنات العموميين .
وهي اإلشهار من دون قانون خاص منذ 1990على الرغم من كل المحاوالت لتمرير مشروع القانون
حتى نهاية 1998أين اصدر الرئيس السابق "اليامين زروال " المر سوم رقم 17و بموجبه قامت
الحكومة في 23سبتمبر 1998يتبنى مشروع قانون نص على تحرير سوق اإلشهار نهائيا ,و تم إحالته
40
علي مهني سامي سالمن رضوان ،مرجع سبق ذكره ،ص 442
41
سعيدة بلخيري :مرجع سبق ذكره ،ص 50
على المجلس الشعبي الوطني بتاريخ 24ابريل 1999حيث صادق عليه هذا األخير بعد مناقشته و
إجرائه من قبل نواب ,و استوجب اإلجراءات التشريعية إحالته إلى المجلس الشعبي الوطني بتاريخ 24
42
3ابريل 1999وقد فاجأ رفض مجلس األمة للمشروع كل المالحظين.
تطرح ملكية الصحافة سواء كانت خاصة أو عامة جملة من المشاكل التي تؤثر على حريتها ،ففي
الملكية الخاصة نالحظ أن المؤسسات اإلعالمية تتوجه بالدرجة األولى إلى القوى االقتصادية التي
تساعدها على دعم وجودها و استمرارها كمؤسسة استثمارية تهدف الى تحقيق الربح في إطار نظام
السوق ،و بالتالي تلتقي مصالحها مع مصالح القوى المسيطرة لدعم وجودها و استمرارها .حتى
بالنسبة لبعض المؤسسات اإلعالمية التي قد تتنازل عن األهداف االقتصادية ،فان أصحاب رأس المال و
المستثمرين فيها ال يغفلون األهداف و المصالح السياسية التي يحققون أو يسهمون في تحقيقها ،وهذا
ينعكس بالتالي على الضغوط المهنية في حق العاملين في هذه المؤسسات بما يجعلهم يعملون في إطار
خدمة مصالح المالك أكثر من مصالح الجماهير وحاجاتهم ،إضافة إلى ذلك لن يكون هناك ضمان
لتوفير المعلومات مع مصالح الملكية الخاصة ،و في حالة الملكية العامة فانه في الغالب ما تخضع
المؤسسات العامة للسلطة و توجيهاتها سواء كانت في شكل مباشر أو غير مباشر ،سواء في شكل
تعليمات آمرة أو من خالل ممارسة الضغوط في أشكال مختلفة ،أو من خالل التشريعات القانونية و
تعديالتها ،أو الدعم المعلن أو المستتر لهذه المؤسسات وغيرها من السبل التي تضمن هيمنة القوى
السياسية على هذه المؤسسات العامة .ومن هنا يمكننا القول ،بأن طبيعة ملكية الوسيلة اإلعالمية تشكل
بالفعل عائقا حقيقيا أمام حرية ممارسة النشاط الصحفي ،سواء كانت هذه الوسيلة تابعة للقطاع
العمومي ،حيث تخضع رئاسة تحريرها للتعليمات من الوصاية ،أم كانت تابعة للقطاع الخاص ،وهذه
األخيرة يمكننا أن نحصر نوعين من الضغوط التي تتعرض لهما ،وهما :43التمويل و اإلشهار.
.حجب السلطة للمعلومة عن الصحافة و عدم قبولها بإرساء منظومة تشريعية ضامنة لحرية التعبير -
.قدرة السلطة على فرض الرقابة على الصحف لكن دون االحتكام إلى القوانين -
ضغط الحكومة على الوكاالت اإلخبارية من خالل تحديدها الوكاالت األجنبية المرخص لها بالتعامل -
.44تأثير الحكومة على الصحفيين أثناء جمعهم للمعلومات من خالل اعتقالهم -
إمكانية الحكومة أن تمارس الرقابة على مصادرها المادية،مثل الكهرباء،الورق و وسائل الطباعة و -
.45غيرها من المعدات لكبح وسائل اإلعالم
45
د سعيد دراحي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 209 208
المطلب :3المعوقات المهنية
-القيود المتعلقة بصعوبة الحصول على المعلومات و األخبار من مصدرها :
يعتبر العمل الصحفي رسالة إنسانية يؤديها الصحفي بأمانة ،و حقه في الحصول على
المعلومات من مصادرها ونشرها ،يعد إحدى الوظائف األساسية لتلك الرسالة .كما يعتبر
الخبر الوظيفة األولى و األساسية التي تقوم عليها الصحافة .بذلك ال يمكن تصور قيام
صحافة حرة بغير حرية تدفق المعلومات و األخبار ،كما أنه ال يتصور وجود صحافة حرة
إذا وجد الصحفيون أنفسهم مقيدين في سعيهم للحصول على المعلومات كاملة في الوقت
46
المناسب .
وقد أعطى القانون الصحفيين المحترفين الحق في الوصول إلى مصادر األخبار و االطالع على الوثائق
الصادرة عن اإلدارة العمومية ولكنه قيده بمجموعة من الشروط
حيث نصت المادة 35على أن "للصحفيين المحترفين الحق في الوصول إلى مصادر الخبر و يحول هذا
الحق على الخصوص الصحافيين المحترفين إن يطلعوا على الوثائق الصادرة عن اإلدارة العمومية التي
تتعلق بأهداف مهمتها إذا لم تكن من الوثائق المصنفة قانونيا و التي يحميها القانون
و حددت المادة 36ما ال يجوز نشره "حق الوصول إلى مصادر الخبر ال يجيز للصحفي أن ينشر أو
يفشى المعلومات التي من طبيعتها ما يأتي :
-أن تمس بسمعة الحقيق و البحث القضائي وما يميز القيد األول استخدامه للعبارات الغامضة المبهمة
التي تستعص على التعريف و التحديد على رجال القانون فضال عن غيرهم من رجال اإلعالم كاألمن
47
الوطني أو الوحدة الوطنية أو امن الدولة .
46
د سعيد دراجي ،مرجع سبق ذكره ،ص 206
47
سعيدة بلخيري :مرجع سبق ذكره ،ص 49
مجال السر االقتصادي االستراتيجي
وفي دراستها عن معوقات حرية الصحافة في الجزائر ،فقد توصلت الباحثة أحالم باي من خالل دراسة
ميدانية أجرتها على عينة من الصحفيين الدائمين ،العاملين في المؤسسات و المكاتب الصحفية بمدينة
قسنطينة ،بلغ تعدادها 43مفردة إلى أن جميع مفردات عينة البحث من المبحوثين الصحفيين يضطرون
إلى ممارسة رقابة ذاتية على أنفسهم ،وهذا بنسبة متفاوتة في وتيرة هذه الرقابة ،حيث أفصح %
30.23من المبحوثين أنهم يمارسون الرقابة الذاتية بصفة " دائمة " ،وان 27.90 %منهم
يمارسونها "غالبا " ،فيما أفصح 30.23%بأنهم يمارسونها " أحيانا ".
كما أوضحت النتائج العامة للدراسة التي قام بها محمد عبد الغني سعيود حول " :تأثير حرية الصحافة
في الجزائر على الممارسة المهنية " ،وذلك على عينة من الصحفيين العاملين بقطاع الصحافة بنوعها
العمومي و الخاص بلغ تعدادها 175مفردة ،حيث عبر أغلبية المبحوثين بأنهم يضطرون إلى ممارسة
رقابة ذاتية ،وذلك بنسبة مئوية بلغت 89.1 %من أفراد العينة .
وتدل هذه النتيجة على أن غالبية الصحفيين يمارسون رقابة ذاتية على عملهم ،إذ تعتبر الرقابة الذاتية
أحد أخطر أنواع الرقابة ،ألنها بين الصحفي و نفسه ،حيث يضع لنفسه قيودا داخلية اليتخطاها تخوفا
49
من الوقوع في العقاب أو لبعض القناعات األخالقية .
49
د سعيد دراحي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 208 207