You are on page 1of 14

‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬

‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫أصول العقيدة الشامانية ديانة متعددة اآللهة أم توحيدية‬


‫(دراسة في أوضاع الدين والمعتقد عند المغول )‬
‫م‪.‬د‪ .‬أحمد فرطوس حيدر‬
‫جامعة اإلمام جعفر الصادق (ع) ‪ /‬بغداد‬
‫‪ahmed_ahmed961@yhoo.com‬‬

‫الخالصة‬

‫تناول ىذا البحث أصول العقائد الشامانية وفمسفتيا تمك الديانة التي ظمت مجيولة ومنزوية‬
‫لمكثيرين رغم أن نشأتيا تعود إلى ماقبل الميالد لكنيا ظيرت بشكل مفاجىء لمعمن في بداية القرن‬
‫السابع اليجري‪ /‬الثالث عشر الميالدي عندما قاد جنكيزخان حركة توسعية كبرى تمكن خالليا من‬
‫أحتالل بمدان عديدة لكون ىؤالء الغزاة كانوا ينتمون ليذه الديانة ‪ ,‬وأىم ما توصل إليو البحث أنو أنفرد‬
‫برأيي جديد فيما يخص العقائد الشامانية ويكاد يخالف ما أجمعت عميو المصادر العربية االسالمية‬
‫التي تجمع بأن مريدي ىذه الديانة يع تنقون آلية متعددة كإلو الشمس والقمر والبرق والرعد وغيرىا ‪,‬‬
‫في حين أن ىذه الدراسة وباالستناد إلى المصادر االوربية ومرويات الرحالة الذين زاروا أصقاع ىذه‬
‫البالد تؤكد أن أتباع الديانة الشامانية يؤمنون بآلو واحد خالق لمكون ‪ ,‬وأن تقديس الظواىر الطبيعية‬
‫كالشمس وا لقمر والرعد وسواىا ما ىو إال تقديس لدفع أذاىا‪ ,‬وأن ىذه الظواىر ما كانت لتحدث لوال‬
‫غضب آاللو تنغري ‪.‬‬
‫أما فيما يخص نشأة ىذه الديانة فإن ىذه الدراسة تؤكد أنيا نشأت في سيبيريا شمال شرق روسيا ثم‬
‫أنتشرت عمى نطاق واسع في منغوليا بعيدًا عن النظرة التقميدية التي تذكر أن ديانة الشامانية دين‬
‫المغول االصمي‪.‬‬

‫الكممات المفتاحية ‪ :‬الشامان ‪ ,‬االله تنغري‪ ,‬المغول ‪ ,‬جنكيزخان‬

‫‪76‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
2020 / ‫ أيار‬/ ‫الجزء الثاني‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬
Shamanism

A multi-deity or monotheistic religion

(A study of the conditions of religion and belief among the Mongols)

DR. Ahmed faros Haydr

Imam Ja`far al-Sadiq University / Baghdad

Abstract
This research deals with the origins of the shaanic beliefs ,which
remaind unknown and central to many , although their origin dates back to
the period 13 th AD Century when Genghis Khan led a large expansionist
movement in which he conquerd many countries, who belong to the
Shamanic religion, and the most important findings of the research that we
have unique opinion about the new shamanic beliefs and almost Arab
Islamic Sources that almost gather that the followers of this religion embrace
the multiple Gods such as the Sun , Moon, Lightning, Thunder and others .
While this study , based on European Sources and travelers' contentions that
visted the part of this country , confirms that the followers of the Shamanic
faith believe in one God Creator of the Universe , and that the sanctification
of Natural phenomena such as the Sun, Moon, and others is nothing but
sanctification propel them and that these phenomena would not have
happened had it not been for the wrath of Mala Tangerri .

76
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫المقــــدمــــــــــــة‬
‫يتناول ىذا البحث أصول وأسرار العقيدة الشامانية تمك الديانة التي نشأت وترعرعت في‬
‫سيبيريا شمال شرق روسيا ثم أنتشرت في منغوليا ومناطق وسط آسيا االخرى منذ أقدم العصور لكنيا‬
‫ظمت مجيولة ولم تكتشف أسرارىا حتى بداية القرن السابع اليجري‪ /‬الثالث عشر الميالدي عندما‬
‫فاجىء جنكيزخان العالم بتنظيم شتات القبائل المغولية والقيام بحمالت توسعية كبرى ضمنت السيادة‬
‫عمى مايزيد نصف المعمورة آنذاك ‪.‬‬
‫وأىمية ىذا البحث أنو ييدف إلى تسميط الضوء عمى أصول وأسرار العقيدة الشامانية وفيما إذا‬
‫كانت فمسفتيا قائمة عمى عبادة مظاىر الطبيعة وأيمان مريدييا وأتباعيا قائم عمى تعدد االلية كعبادة‬
‫آلو الشمس وآلو القمر وآلو الرعد والبرق والنير وسواىا من ىذ ه مظاىر كما جاء في كتابات المؤرخين‬
‫المسممين ‪ ,‬أم أن ىذه النظرة تبقى قاصرة وال تعبر عن حقيقية أعتقادات المغول وديانتيم الشامانية‬
‫التي تقضي فمسفتيا وتأمالتيا الروحية بعبادة آلو واحد يعرف بأسم آاللو (تنغري) المشابو من حيث‬
‫الفكرة والجوىر بآلو االديان السماوية ‪ ,‬ثم ىل تأثرت نظرة المؤرخين المسممين بشكل كبير بسموك‬
‫المغول العدواني والشائن من خالل أحتالليم البمدان ‪ ,‬وأقامتيم المجازر بحق الشعوب وأحالل الدمار‬
‫أينما حموا فنعكست تمك النظرة الضيقة في كتابات المؤرخين عمى كل مايتعمق بعادات المغول‬
‫االجتماعية ‪ ,‬ومنيا بطبيعة الحال عقيدتيم الشامانية ‪.‬‬

‫نشاة الديانة الشامانية‬


‫تعد الديانة الشامانية من بين أقدم الديانات التي عرفتيا البشرية وال يوجد تاريخ محدد لظيورىا‬
‫بيد أن معظم المؤرخين الذين أرخوا ليذه الديانة ذكروا بأن جذورىا يعود إلى الماضي السحيق‬
‫وبالتحديد إلى العصور الحجرية عندما أقدم االنسان القديم عمى ممارسة الطقوس الشامانية في‬
‫الكيوف الحجرية ‪ ,‬في حين أن بعض االراء تذىب أن الشامانية ليست دين محدد قائم بذاتو ‪ ,‬وأنما‬
‫مجموعة تأمالت ومذاىب ال حصر ليا ويستدلون عمى ذلك من أختالف الطقوس الشامانية بين‬
‫(‪) 1‬‬
‫منطقة واخرى ‪ ,‬كما أن ت مك العبادات تختمف بين معبد واخر في ذات المدينة الواحدة ‪.‬‬
‫أما عن مكان الذي نشأت فيو ىذه الديانة فمعظم االراء تؤكد أن الشامانية طيرت في‬
‫(‪) 3‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ومناطق وسط آسيا‬ ‫في شمال شرق روسيا إال أنيا أنتشرت في نطاق واسع في منغوليا‬ ‫سيبيريا‬
‫االخرى وأجزاء من اليند والصين ‪ ,‬وفي ىذا الصدد يذكر المستشرق الروسي بارتولد أن الديانة‬

‫‪76‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫الشامانية لم تكن ديانة المغول االصمية إال أنيا أنتشرت في منغوليا كديانة وافدة بمرور الزمن حتى‬
‫(‪) 4‬‬
‫أعتنق جل سكان البالد ىذه الديانة تقريب ًا ‪.‬‬
‫وقد أختمف ت المصادر التي أرخت لتاريخ المغول حول طقوس وىوية الديانة الشامانية ففي الوقت‬
‫ال عن روايات الرحالة االوربيين الذين زاروا‬
‫الذي وصفت فييا المصادر الصينية واالوربية فض ً‬
‫االصقاع التي نشأت فييا ىذه الديانة دونوا أقواليم عنيا فذكروا بأن الشامانية تعد ظاىرة دينية‬
‫و تأمالت فمسفية يقوم بيا الكينة الشامان تجاه آاللو االكبر تنغري ‪ ,‬بينما ترى معظم المصادر‬
‫االسالمية أن العقيدة الشامانية ماىي إال ديانة وثنية قائمة عمى الشرك باهلل من خالل أعتقاد أتباعيا‬
‫(‪) 5‬‬
‫‪ ,‬وفي الحقيقية أن‬ ‫بتعدد االلية كآلو الشمس والقمر والنير والرعد وغيرىا من مظاىر الطبيعية‬
‫نظرة ىؤالء المؤرخين المسممين تبدو مقيدة إلى حد ما لعوامل دينية تجاه االديان غير السماوية لذلك‬
‫ال عن ذلك ال‬
‫ظير بعض التناقض في معموماتيم بالنظر إذ ما قورنت بالمصادر المخالفة ‪ ,‬وفض ً‬
‫نستبعد أن جزء من الصاق تمك التيم عمى ىذه الديانة يعود إلى بشاعة االعمال االجرامية الذين قاموا‬
‫بيا ىؤالء الغزاة تجاه ديار المسممين عندما أقدموا عمى أحتالل المدن االسالمية وعمى رأسيا مدينة‬
‫بغداد حيث توجت أعماليم العدائية تمك بأستئصال الخالفة العباسية من الوجود ‪ ,‬كما أننا نشخص‬
‫أسباب ًا آخرى لغموض العقائد الشامانية م نيا أن الديانة الشامانية تعد من الديانات غير التبشيرية فمم‬
‫يعمد ىؤالء الغزاة إلى نشرىا في البمدان التي خضعت ليم ولم يقوموا حتى ببناء المعابد لمممارسة‬
‫طقوسيم الدينية خارج منغوليا إال ما ندر جدًا ‪ ,‬لذا ظل جزء كبير من أصول ىذه الديانة مبيم‬
‫(‪) 6‬‬
‫‪ ,‬وىذا ما سنحاول أثارتو بين ثنايا ىذا‬ ‫وغامض مما أنعكس في مرويات المصادر االسالمية‬
‫البحث ‪.‬‬
‫الديانة الشامانية بين ثنائية تعدد االلهة والتوحيد‬
‫عند تفحص النصوص والروايات التي تناولت أصول وعقائد الديانة الشامانية السيما ما ورد عند‬
‫المؤرخين المسممين منيم فإنو يبدو من الجمي ا لصاق صفة الوثنية عمى أتباع ومريدي ىذه الديانة‬
‫فمثالً المؤرخ أبن االثير(ت‪636‬ه‪ 1232 /‬م) المعاصر لقيام االمبراطورية المغولية يؤكد عمى وثنية‬
‫ىذه الديانة وأن فمسفتيا مستمدة من تقديس مظاىر الطبيعة كالشمس والقمر والبرق (‪ ,) 7‬فيما يذكر أبن‬
‫كثير(‪774‬ه‪1372/‬م) أن عقائد ا لديانة الشامانية تقوم عمى الشرك باهلل والمخالفة لتعاليم اهلل واالديان‬
‫السماوية وتقضي بعبادة مظاىر الطبيعة كالشمس والقمر والجبل وسواىا من مظاىر الطبيعة ‪ ) 8( ,‬في‬
‫حين يذكر المؤرخ والفقيو تاج الدين السبكي (ت ‪771‬ه‪1369/‬م) أن عقيدة المغول الشامانية تقضي‬
‫بعبادة الشمس مستدالً عمى ذلك بذكر أن ديانة زعيم المغول جنكيزخان كان كاف اًر يعبد الشمس (‪.) 9‬‬

‫‪67‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫ولم يخرج وصف الدراسات الحديثة والباحثين المحدثين الذين نقموا نفس المعمومات تقريباً عن‬
‫الديانة الشامانية من المصادر االسالمية المعاصرة دون تمحيص عمى مايبدو ‪ ,‬وأولى تمك االراء تاتي‬
‫(‪) 16‬‬
‫‪ .‬في‬ ‫من الباحث فؤاد الصياد الذي يذكر أن المغول أعتقدوا بآلو الشمس وآلو القمر وآلو الرعد‬
‫حين يذكر الباحث عبد السالم فيمي كان المغول طبق ًا لطقوس العقيدة الشامانية فإنيم يعبدون كل‬
‫شي يسمو فوق مداركيم وما يرىبيم نفوسيم ويدخل الخوف في قموبيم وليذا آمن المغول بآلو الشمس‬
‫(‪) 11‬‬
‫‪ .‬وفي الواقع أننا نختمف من االساس مع ىذا الطرح الن تمك‬ ‫والقمر وغيرىا من مظاىر الطبيعة‬
‫المصادر تجاىمت أي ذكر لآللو الذي يعبده المغول والمعروف في المصادر الصينية واالوربية بأسم‬
‫(آاللو تنغري ) الذي يعني في المغة المغولية ( االب السماوي) أو آلو السماء الزرقاء‪ ,‬وىو آلو مشابو‬
‫من حيث الفكرة والطبيعة االليية بآلو االديان السماوية وأن كانت الشامانية التعد في ىذا العداد لكن‬
‫جوىرىا يضع في ىذا المعنى ‪ ,‬كما أن ظاىرة تقديس المغول لمظواىر الطبيعية كالشمس والبرق‬
‫والرعد النيا كانت تثير الخوف والرعب في نفوسيم ‪ ,‬ومن أجل دفع شرىا والتماس رضاىا برزت‬
‫ظاىرة تقديس ىذه الظواىر عند الشامانيين لكن االمر لم يصل إلى درجة عبادتيا‪ ,‬وأنما لؤلثر المادي‬
‫الممموس الذي كانت تحدثو تمك الظواىر (‪ , ) 12‬وفي الحقيقية أن ىذه االراء تدفعنا إلى التساؤل عن‬
‫سبب خمط ىؤالء المؤرخين والباحثين بين ظاىرة عبادة مظاىر الطبيعة وما بين تقديسيا وتجاىل ذكر‬
‫آاللو تنغري ‪ ,‬وفي الواقع أننا نعزو ىذه القصور الذي وقع فيو مؤرخو تمك الحقبة لعدة أسباب منيا‬
‫أن ىؤالء المؤرخين كانوا في وضع ال يسمح ليم باالطالع عمى مبادى العقيدة الشامانية بسبب البعد‬
‫المكان الجغرافي الذي نشأت فيو ىذه الديانة بعكس ما ورد في المصادر المخالفة السيما كتب الرحالة‬
‫والبمدانيين الذين زاروا منغوليا ودونوا مشاىداتيم الحية عن ىذه البالد ومنيا معموماتيم التفصيمية التي‬
‫تخص العقائد الشامانية ‪ ,‬كما أن ىؤالء الغزاة لم يكونوا ميتمين بنشر عقا ئدىم الدينية بين أوساط‬
‫البمدان الي خضعت ليم ‪ ,‬ناىيك عن عدم أقامة ىؤالء الغزاة لممعابد في تمك البمدان لتسيم في شرح‬
‫غموض العقيدة الشامانية مما جعل المصادر االسالمية ومن نقل عنيا من باحثين محدثين أكتفوا‬
‫بذكر تقديس ظواىر الطبيعة وتجاىل أي ذكر لآللو االكبر تنغري كآحد أىم أصول العقيدة الشامانية‬
‫(‪.) 13‬‬
‫ومما يؤكد ىذه االراء المستجدة عن أصول العقيدة الشامانية التي تقوم عمى عبادة آاللو تننغري ما‬
‫ورد في بعض المرويات التي جاءت عمى لسان الرحالة الذين زاروا منغوليا وسيبيريا واطمعوا عمى‬
‫معابدىا وأسيبوا في وصف تفاصيميا ‪ ,‬وفي ىذا الشان يذكر الرحالة والمبشر المسيحي وليم الروبروك‬
‫الذي زار منغوليا في سنة ‪651‬ه‪ 1253/‬م أثر رحمة لمتبشير بالديانة المسيحية من قبل البابوية‬

‫‪67‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫لمتنصير بين أوساط المغول حيث التقى ىذا الرحالة أمبراطور المغول منكو خان (‪655- 647‬ه‬
‫‪ )1257 - 1249/‬رابع اباطرة المغ ول حيث عرض عمى االخير أعتناق المسيحية ‪ ,‬لكن خان المغول‬
‫رفض ذلك وفق ما جاء في رواية وليم الروبروك الذي برر اسباب ذلك الرفض بنص جاء فيو " أننا‬
‫نحن المغول نعتقد بوجود آلي ًا واحدًا لو نحيا ولو نموت وعندنا قمب يخفق لو ‪ ,‬لكن اهلل الذي أعطى‬
‫(‪) 14‬‬
‫‪ .‬وىذا النص يعطي داللة واضحة‬ ‫اليد أصابع مختمفة كذلك أعطى طرق ًا مختمفة في العبادة "‬
‫عمى أن العقيدة الشامانية تعتقد بوجود آلو واحد ‪ ,‬وأن تقديس الظواىر الطبيعية لم يكن سوى الخوف‬
‫منيا بفعل تفشي ظواىر الخرافات في المجتمع المغولي‪.‬‬
‫وفي رواية تصب في ىذا االتجاه وتؤكد ماذىبنا إل يو ينقل الرحالة البندقي ماركو بولو الذي زار‬
‫بالط المغول في سنة ‪676‬ه‪ 1271/‬م وتحدث عن عقيدة المغول الشامانية بالقول " يؤمن المغول‬
‫بآلو ذات طبيعة سماوية ‪ ,‬وىم يحرقون لو البخور في المباخر ‪ ,‬ويرفعون إليو الصموات ويعدونو رب ًا‬
‫(‪) 15‬‬
‫وىذا النص يشير بصراحة إلى‬ ‫يتولى حصانة شؤونيم الدينية ويحمي أطفاليم ويحرس ماشيتيم "‬
‫أن عقيدة وفمسفة المغول الشامانية تقضي بعبادة آلو واحد السيما أن ىذه الرواية جاءت من رحالة‬
‫عاش في بالط المغول لما يزيد عن سبعة عشر عاما ‪ ,‬أرتقى خالليا أعمى المناصب حتى أصبح‬
‫من حاشية خان المغول الخامس قوبيالي (‪693- 658‬ه‪1294- 1266/‬م) فمن دون أدنى شك فإن‬
‫ليذه الرواية عن طقوس الشامانية ليا دالالتيا ومصداقيتيا بفعل الفترة الطويمة التي عاشيا ىذا‬
‫الرحالة بين أوساط المغول بفعل مشاىداتو الحية عن المجتمع المغولي وطقوسو (‪ ,) 16‬ولذا يمكن‬
‫القول أن ظاىرة تقديس مظاىر الطبيعة ل م يكن إال الخوف الذي كانت تثيره في نفوسيم وكان يولد‬
‫خطر مادي أو ممموس تجاىيم في مجتمع قبمي يغمب عميو الخرافات‪ ,‬وفي الواقع أن ىذه الظاىرة لم‬
‫تكن مقتصرة عمى المغول وحدىم فقد شاعت بين مجتمعات وعقائد مختمفة في تمك الحقبة المبكرة من‬
‫التاريخ ‪ ,‬ومن ىنا نرى أن الم عمومات والروايات المستجدة عن الديانة الشامانية وطقوسيا تضعيا في‬
‫أطار الديانات التي تؤمن بآلو واحد عمى الرغم من االختالف في التفاصيل ‪ ,‬وىذا بخالف ما ورد في‬
‫(‪) 17‬‬
‫المصادر االسالمية وباحثييا ‪.‬‬
‫طقوس العقيدة الشامانية‬
‫عمى الرغم من تعدد التفسيرات والنظريات حول نشأة وطبيعة العقيدة الشامانية إال أنو يمكن القول‬
‫أن ىذة الديانة تعد من الديانات الماورائية التي ترى أن العالم مميء باالرواح الشريرة والخيرة معاً لكن‬
‫مسؤولية ترويض تمك االرواح الشريرة من مسؤولية رجل الدين الشامان القادر عمى جمب االرواح‬
‫الخيرة وطرد الشريرة منيا ‪ ,‬كما أن مصطمح (‪ ) Shamanism‬الذي أستمدت منو ىذه الديانة أسميا‬

‫‪62‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫يعني التأمالت الروحية أو المعرفية والفمسفية (‪ ,) 18‬ومنيا أشتقت كممة (‪ )Shama‬وىو رجل الدين أو‬
‫الكاىن في ىذه الديانة وتعني كممة الشامان الرجل العارف في بواطن االمور أو الشخص الذي يرى‬
‫في الظالم ‪ ,‬وتحث عقائد الشامانية عمى وجوب االعتقاد بآاللو تنغري ‪ ,‬ويتمثل ذلك بأقامة الصموات‬
‫اليومية والتأمالت الروحية في المعابد من قبل ىؤالء الكينة من خالل االنسجام التام من قبل مريدي‬
‫ىذه الديانة لكسب رضا آاللو تنغري وال عمل مع القوى الخيرة لطرد االرواح الشريرة وفق ما يعتقد أتباع‬
‫(‪) 19‬‬
‫ىذه الديانة ‪.‬‬
‫وكان من بين أىم صفات رجل الدين الشامان التي يجب أن يتحمى بيا لينال مرتبة الشرف ليكون‬
‫وسيط بين آاللو تنغري وأتباع ىذه العقيدة أن يكون الكاىن شخص متواضع زاىد قوي الحجة متبصر‬
‫ال عن كونو خبي ًار‬
‫في االمور لو القدرة عمى التنبؤ عمى بواطن االمور عارف ًا في أمور المجتمع فض ً‬
‫(‪) 26‬‬
‫متفقي ًا ‪ ,‬وأن يفني حياتو في سبيل الكينوتية وخدمة آاللو تنغري ‪.‬‬
‫أما عممية أختيار رجل الدين أو الشامان فكانت تتم وفق شروط خاصة وتكون عمى طريقتين فيو‬
‫أما ينتمي أل سرة عريقة توارثت ىذا الشأن أب ًا عن جد وكان لو الحق في وراثة الكينوتية طالما كان‬
‫مقتدر عمى ذلك وتتوفر فيو ىذه الصفات بفعل النشأة الوراثية ‪ ,‬وفي بعض االحيان يصبح أحد االفراد‬
‫كينوتي ًا بفعل منزلة العالية التي يناليا في المجتمع لكن عمى الشامان قبل كل ىذا أن أجتياز العقبات‬
‫السبع أو المراحل الدينية السبع كي يصبح كينوتي وفق العقيدة الشامانية ‪ ,‬وىي عبارة عن مراحل‬
‫دينية يتم أجتيازىا تدريجي ًا بدًا من حياة الطفولة وقد يتطمب االمر حتى مشيخو ليصل إلى مبتغاه ‪,‬‬
‫(‪) 21‬‬
‫وعند أختيار الكاىن يزعم الشامانيين أن آاللو تنغري قد أختاره لتمك الميمة العظيمة ‪.‬‬
‫العن كونو رجل الدين فقد برز كعارف‬
‫ويعرف عن الشامان بأنو كاىن متعدد المواىب فيو فض ً‬
‫في أمور المجتمع والطبيب والفيمسوف فضالً عن مالو من المام كبير في السحر يسخره في سبيل‬
‫الخير إذ كان من ميام الشامان القيام بدور الطبيب أو الشافي حتى أن المجتمع المغولي كان متقبل‬
‫تماماً بتمك الفكرة فعند مرض أي شخص فمم يمجا المرضى إلى تناول العالج وأنما الذىاب إلى ىؤالء‬
‫الكينة كان أمر مسمُم بو لمتطبب عمى أيدييم من خالل القيام بالصموات والتأمالت الروحية فإن شفى‬
‫المريض فكان آاللو تنغري قد عفى عنو ‪ ,‬وأن لم يشف فإنو كان قد أرتكب جريرة كبيرة بحق آاللو‬
‫(‪) 22‬‬
‫‪ ,‬وفي ىذا الصدد يذكر الرحالة ماركو بولو أن تمك الظاىرة شاعت بين أوساط المغول في‬
‫الصين حتى مع أنسياحيم في تمك البالد أثر عمميات الغزو بقولو " أن مع توفر طرق العالج‬
‫الصينية الناجحة فإن عدد كبير من مغول ال صين فيما إذا مرض أحدىم حتى ترسمو عائمتو إلى‬
‫الكينة الشامانيين والتوسل إلى آاللو تنغري لشفائو من مرضو ‪ ,‬حيث يقيموا الذبائح ويضربوا عمى‬

‫‪67‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫وينشدوا الترانيم ‪ ,‬وعندئذ يسئمون الشخص المريض عن سبب عمتو فتجيب الروح أن ىذا‬ ‫االالت‬
‫المرض كان بسبب جريرة أرتكبت في حق آال لو وحينيا يقوم الكينة بالتضرع لآللو تنغري ممتمسين‬
‫منو الشفاء " (‪ . ) 23‬وفي رواية أخرى قريبة من ىذا المحتوى فإن بعض الكينة كان يدعون الذىاب‬
‫بأنفسيم إلى العالم السفمي ألستعادة الروح المريض التي تركت جسدىا وأضمت طريقيا بسبب قدرة‬
‫(‪) 24‬‬
‫ىؤالء الشامانيين عمى جذب االرواح وحتى االتصال بالموتى عمى حد زعميم ‪.‬‬
‫وفي الحقيقة أن السحر جزء ال يتج أز من أصول العقائد الشامانية حيث كان المغول عمى أعتقاد‬
‫راسخ بتأثير السحر وأعمال الشعوذة عمى حياتيم ‪ ,‬كما أن عقائد الشامانية تبيح أستخدام السحر‬
‫وتسخيره ألغراض الخير لطرد االرواح الشريرة ويمكن أن نستنتج صحة ذلك من طقوس الديانة نفسيا‬
‫التي تعترف بوجود أعمال الشر التي يقوم بيا ىؤالء السحرة والمشعوذين ومن أجل مواجية ذلك يقوم‬
‫الكينة الشامانيين بأعمال السحر مضادة وأن كانت أعماليم تصنف في نطاق الخير ومحاربة االرواح‬
‫الشريرة واالعمال الناتجة عن السحر والشعوذة ‪ ,‬وفي ىذا الشأن يذكر الرحالة ماركو بولو وجود‬
‫نوعين من السحرة في منغوليا فالصنف االول يمثمو الكينة الشامانيين ويعمل عمى أشاعة الخير‬
‫ويحممون النوايا الطيبة ‪ ,‬وىؤالء ال ىدف ليم سوى مساعدة الناس في كشف طالعيم في محاولة‬
‫ألشاعة الخير ‪ ,‬في حين أن الصنف االخر من السحرة كانوا يعممون عمى أشاعة الشر وليم القدرة‬
‫عمى أستحضار االرواح الشريرة عمى حد رواية الرحالة ماركو بولو (‪ .) 25‬أما مايرد في المصادر‬
‫فيدعم فكرة شيوع السحر عمى نطاق واسع في العقيدة الشامانية ‪ ,‬وفي الحقيقية أن أعداد ىؤالء السحرة‬
‫(‪) 26‬‬
‫كانت أحد بنود تمك القوانين تقضي‬ ‫كبير لذلك عندما وضع جنكيزخان قوانين الياسا‬
‫اً‬ ‫كان يبدو‬
‫بعقوبة القتل لمن يمارس أعمال السحر والشعوذة ‪ ,‬وعمى الرغم من أننا لم نحصل عمى معمومات‬
‫تفصيمية دقيقية تفصل ما بين من يعمل في السحر ألجل الخير وما بين يعمل في السحر الجل‬
‫الشعوذة ولكن عمى ما يبدو أن النوع االول أختص بالكينة الشامانيين وفيما عداىم يضعو تحت‬
‫محاسبة قوانين الياسا التي تقضي بقتميم بعد تحميميم أسباب غضب آاللو تنغري ويتمثل ذلك بأثارة‬
‫(‪) 27‬‬
‫الظواىر الطبيعة ضدىم كالبرق والرعد وغيرىا ‪.‬‬
‫أما فيما يتعمق االمر بمفيوم النبوة في العق يدة الشامانية فمم تشر المصادر التي أرخت لتاريخ ىذه‬
‫الديانة إلى تقبل الشامانيين لفكرة أتخاذ االنبياء إذ لم يكن لمشامانيين أي نبي لمتبشير بديانتيم ‪ ,‬لكن‬
‫الكينة الشامانيين لعبوا دور الوسيط بين آاللو تنغري وبين أتباع ىذه الديانة الناس مع أن بعض‬
‫المصادر تشير إل ى الدور الكبير الذي لعبو مؤسس االمبراطورية المغولية جنكيزخان (‪- 663‬‬
‫‪624‬ه‪ 1227- 1266/‬م) بعدما عظم شأنو بين أوساط المغول وقام بدور مشابو إلى حد ما لدور‬

‫‪67‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫االنبياء في مجتمعاتيم فقد آمن كثير من المغول بأن جنكيزخان كان عمى صمة مباشرة مع آاللو‬
‫تنغري (‪ ,) 28‬وفي ىذا الشا ن يذكر المؤرخ االرميني كيراكوس أن كثير من المغول كان عمى أعتقاد‬
‫جازم أن اهلل أخذ السماء وأعطى االرض لجنكيزخان ووفق ىذه االسطورة سوق جنكيزخان لنفسو فكرة‬
‫أخضاع العالم لسمطتو ويضيف كيراكوس أن المغول كانوا يعتقدون أن جنكيزخان لم يولد من صمب‬
‫ال أحممي مني لتمدي ولدًا يحكم العالم‬
‫االنسان‪ ,‬وأنما تسرب كالضوء من رقع السماء إلى بطن أمو قأئ ً‬
‫‪ ,‬ومن خالل ىذه الرواية يتضح فإن جنكيزخان لعب دو ًار أشبو بدور النبوة عند المجتمع المغولي ال‬
‫سيما بعد وضعو قوانين الياسا الجنكيزخانية التي أضحت أشبو بالكتاب المقدس عند المغول والتي‬
‫أس تمد معظم تشريعاتيا من العقائد الشامانية والبيئة المغولية نفسيا (‪ ,) 29‬وأن كان ليس من مبادى‬
‫وعقائد الشامانية االعتراف بمفيوم النبوة لكن أيمان المغول بمنزلة جنكيزخان الكبيرة عند آاللو تنغري‬
‫جعل من القدسية التي حظي بيا أقرب لمفيوم النبوة بين أوساط المغول ال سيما أن الحاجة كانت‬
‫ماسة ألضفاء الشرعية المقدسة عمى شخصو في زعامة المغول كونو برز كرجل سياسة ولم يفقو في‬
‫(‪) 36‬‬
‫‪.‬‬ ‫أمور الدين‬
‫الموت والحياة االخرى في الديانة الشامانية‬
‫آمن أتباع العقيدة الشامانية أعتقاد راسخ بفكرة الحياة بعد الموت ‪ ,‬وأن الجسد ما أن يفنى بعد‬
‫الموت حتى تخمق أعضائو من جديدة بعد الصعود إلى السماء ‪ ,‬فقد شاعت مفاىيم الخمود في العقيدة‬
‫الشامانية ومبدأ الثواب والعقاب لمن قام باالعمال الصالحة ‪ ,‬والتوعد بالعقاب الشديد لمن قام‬
‫باالعمال المشينة التي تغضب آاللو تنغري ‪ ,‬وفي الحقيقية أن ىذه الفكرة لم تخص الشامانيين وحدىم‬
‫فمع أستسالم االنسان منذ االزل لحتمية الموت جعل منو يفني نفسو ألدراك الحياة االخرى وىو عمى‬
‫أفضل الحال ‪ ,‬لذلك أنحصر تفكير جل العقائد الدينية سواء كانت سماوية أم غير سماوية أن ينقاد‬
‫تفكيرىا بجزئيتين رئيسيتين وىما الحياة في الدنيا والحياة في االخرى لذا يمكن القول أن حياة االخرى‬
‫في العقيدة الشامانية ىي أنعكاس ألعمال االنسان في الحياة الدنيا ‪ ,‬وىي نفس الفكر والجوىر التي‬
‫(‪) 31‬‬
‫وردت في جميع االديان تقريباً عمى أختالف عقائدىا ومسمياتيا ‪.‬‬
‫أما عن طقوس الموت ودفن الموتى فكانت في العقائد الشامانية ليا سماتيا الخاصة وتكاد تختمف‬
‫جذرياً عن عادات الشعوب والديانات االخرى فكان المغول الشامانيين يفضمون دفن الموتى في أعمى‬
‫(‪) 32‬‬
‫ووفقاً لممعتقدات الشامانية فإن أتباع ىذه الديانة يفضمون‬ ‫قمم الجبال وفي التحديد في جبال التاي‬
‫(‪) 33‬‬
‫الدفن عمى قمم الجبال ليكونوا بالقرب من آاللو تنغري حسبما يزعمون ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫وكدليل عمى الصمة الوثيقة بين حياة الدنيا واالخرى في العقائد الشامانية فإن عند وفاة أي شخص‬
‫من أتباع ىذه الديانة تدفن معو المرفقات جنائزية في رحمتو نحو العالم االخر ‪ ,‬وأن كانت تمك‬
‫المرفقات الجنائزية تختمف حسب مكانة الشخص المتوفي فكان يدفن رفقة أمبراطور المغول وكبار‬
‫االمراء من أفراد االسرة الجنكيزخانية عدد كبير من المجوىرات والخيول وافخر االطعمة لتكون أنيسة‬
‫(‪) 34‬‬
‫‪.‬‬ ‫ليم في الحياة االخرى ‪ ,‬بينما كان يدفن مع عامة الناس سوى مالبس بسيطة وبعض االطعمة‬
‫ويذكر مؤرخ المغول رشيد الدين بن فضل اهلل اليمذاني (ت‪718‬ه‪1318/‬م) أن من بين عقائد‬
‫الشامانية أقامة االضاحي لممتوفي ‪ ,‬ويستدل عمى ذلك بعدد من الروايات من بينيا أنو عندما أعتمى‬
‫اوكتاي خان (‪ ) 1241- 1229/639- 626‬عرش االمبراطورية المغولية قرر توزيع الطعام عمى روح‬
‫والده جنكيزخان كما أختار أربعين فتاة حسناء من نسل االمراء والبسوىن أفضل المالبس رفقة‬
‫المرصعات والجواىر مع عدد من الخيول ودفنوا أحياء ليخففوا من وحشة جنكيزخان‪ ,‬ويشير أن ذلك‬
‫تم وفق معتقدات وطقوس الديانة الشامانية (‪ ,) 35‬وعندما توفي ىوالكو خان (‪663- 656‬ه‪- 1258/‬‬
‫‪ 1265‬م) حفيد جنكيزخان دفنت معو عدد من الفتيات الجميالت رفقة المجوىرات وأجود الخيول ‪,‬‬
‫(‪) 36‬‬
‫وىذا يشير بوضوح إلى الصمة المزعومة بين الحياة الدنيا واالخرة وفق المعتقدات الشامانية ‪.‬‬
‫غير أن معظم المصادر تشير أن العقود المتأخرة من قيام االمبراطورية المغولية شيد دخول‬
‫ثقافات البمدان المحتمة وتغمغميا في العقائد الشامانية‪ ,‬فكان أستيعاب العقائد الشامانية لمثقافات االخرى‬
‫أم ًار ال مفر منو الن المغول حكموا بمدان ًا كانوا ىم يشكمون أقمية فيو ‪ ,‬وأخذوا يتكيفون مع ما لدى‬
‫الشعوب من معتقدات حتى أعتنق المغول أنفسي م ديانات تمك البمدان لتثبيت سطوتيم وقطع المجال‬
‫أمام التمردات التي تقوم بيا الشعوب المغموبة حيث أعتنق معظم مغول العراق وبالد فارس الدين‬
‫االسالمي فيما أعتنق مغول الصين الديانة البوذية فضالً عن أعتناق جزء كبير من المغول الديانة‬
‫المسيحية ‪ ,‬ومن ىنا نؤشر بدأ مرحمة تراجع العقيدة الشامانية والمغول عموم ًا حتى ذابوا في‬
‫(‪) 37‬‬
‫‪.‬‬ ‫المجتمعات التي أخضعوىا بمرور الوقت النيم كانوا مجرد أقمية فيو‬

‫‪67‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫قائمة المصادر العربية والمعربة‬


‫(‪ ) 1‬أبن االثير‪ ,‬عز الدين عمي بن محمد بن عبد الكريم (ت‪636‬ه‪1232/‬م) ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪( ,‬بيروت ‪ :‬دار‬
‫الكتب العممية‪1987 ,‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬بولو ‪ ,‬ماركو (ت‪725‬ه‪1324 /‬م) ‪ ,‬رحالت ماركو بولو‪ ,‬ترجمة عبد العزيز جاويد ‪ ( ,‬القاىرة ‪ :‬الييئة المصرية‬
‫العامة لمكتاب ‪1996 ,‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬أبن تغري بردي ‪ ,‬أبو المحاسن جمال الدين يوسف (ت‪874‬ه‪1469/‬م)‪ ,‬النـجـوم الـزاىـ ـ ـرة في مـموك مـصر والــقاى ـرة‬
‫‪(,‬القــاىرة‪ :‬مــطبعـة دار الكتـب المصرية ‪1938,‬م) ‪.‬‬
‫الجوزجاني ‪ ,‬أبي عمرو منياج الدين عثمان بن السراج الجوزجاني (‪658‬ه‪1266/‬م) ‪ ,‬طبقات ناصري ‪ ,‬ترجمة‬ ‫(‪) 4‬‬
‫ممكو عمي التركي ‪ ( ,‬القاىرة ‪ :‬المركز القومي لمترجمة ‪2613 ,‬م) ‪.‬‬
‫عالء الدين ع طا ممك (ت‪681‬ه‪1283/‬م)‪ ,‬تاريخ جيانكشاي ‪ ,‬نقمو عن الفارسية محمد التونجي‬ ‫(‪ ) 5‬الجويني ‪,‬‬
‫(دمشق ‪ :‬دار المالح لمطباعة والنشر‪1985,‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬السبكي ‪ ,‬تاج الدين أبو نصر عبد الوىاب بن تقي الدين(ت‪771‬ه‪1369/‬م)‪ ,‬طبقات الشافعية الكبرى‪( ,‬القاىرة ‪:‬‬
‫دار أحياء الكتب العربي ‪1967 ,‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 7‬أبن كثير ‪ ,‬عماد الدين أبو الفداء أسماعيل بن عمر (ت‪774‬ه‪1372/‬م)‪ ,‬البداية والنياية ‪ ( ,‬الرياض ‪ :‬ىجر‬
‫لمطباعة‪ 1419 ,‬ه) ‪.‬‬
‫(‪ ) 8‬وصاف ‪ ,‬شياب الدين بن عبداهلل بن فضل اهلل وصاف (ت‪735‬ه‪1334/‬م) ‪ ,‬تاريخ وصاف ‪( ,‬طيران ‪ :‬خيابان‬
‫حافظ ‪ 1346 ,‬ه‪.‬ش ) ‪.‬‬

‫المراجع الحديثة‬
‫(‪ ) 1‬أقبال ‪ ,‬عباس ‪ ,‬تاريخ المغول ‪( ,‬أبو ظبي ‪ :‬المجمع الثقافي ‪2666‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬بارتولد ‪ ,‬فاسيمي فالديمير ‪ ,‬تاريخ الترك في آسيا الوسطى ‪ ,‬ترجمة أحمد السعيد سميمان‪( ,‬القاىرة‪ :‬الييئة المصرية‬
‫العامة لمكتاب ‪1966 ,‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬بياني ‪ ,‬شيرين ‪ , ,‬المغول التركيبة الدينية والسياسية ‪ ,‬ترجمة سيف عمي ‪(,‬بيروت ‪ :‬المركز االكاديمي لؤلبحاث ‪,‬‬
‫‪2613‬م )‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬الصياد ‪ ,‬فؤاد عبد المعطي ‪ ,‬المغول في التاريخ ‪( ,‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العممية ‪1967 ,‬م) ‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬فيمي ‪ ,‬عبد السالم عزيز ‪ ,‬الدولة المغولية في ايران ‪(,‬القاىرة ‪ :‬دار المعارف ‪1981 ,‬م ) ‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬كيرتن ‪ ,‬جيرمانا ‪ ,‬رحمة إلى جنوب سيبيريا ‪ ,‬ترجمة عدنان خالد عبداهلل ‪( ,‬أبو ظبي ‪ :‬ىيئة أبو ظبي لمثقافة ‪,‬‬
‫‪2669‬م ) ‪.‬‬
‫(‪ ) 7‬الين ‪ ,‬جورج ‪ ,‬عصر المغول ‪ ,‬ترجمة تغريد غضبان ‪(,‬أبو ظبي ‪ :‬ىيئة أبو ظبي لمسياحة والفنون ‪2612 ,‬م) ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫المصادر االنكميزية واالوربية‬


‫‪(1)Atood . Christopher. R., Encycloedia of Mongolia,(New York: 2004) .‬‬
‫‪(2)Bergreen , Laurence , Marco Polo from Venice to Xanadu , (New York :‬‬
‫‪2007) .‬‬
‫‪(3) Buell , Pual. D. Historical Dictionary Of the Mongol Empire,(London :‬‬
‫‪1987) .‬‬
‫‪(4) Howrth . H , History of the Mongols , (London : 1927 ) .‬‬
‫‪)5) Kirakus , Armenian History , (London ; 1900) .‬‬
‫‪)6) John Masefield, Marco Polo's silk Road, (London: 2011).‬‬
‫‪)(7) William Rebruk , The Misson of William Rebeuk, (London: 2009) .‬‬

‫الـهــوامــش‬

‫__________________‬
‫‪(1) Pual. D. Buell , Historical Dictionary Of the Mongol Empire,(London : 1987) , pp. 241 -‬‬
‫‪242 .‬‬
‫(‪ )2‬سيبيريا ‪ :‬وىي بالد تقع في شمال شرق روسيا‪ ,‬وتمتد إلى غرب جبال االورال وتصل إلى حدود منغوليا والصين‬
‫جنوباً ‪ .‬لممزيد من المعمومات أنظر ‪ :‬ماركو بولو ‪ ,‬رحالت ماركو بولو ‪ ,‬ترجمة عبد العزيز جاويد ‪( ,‬القاىرة ‪ :‬الييئة‬
‫المصرية لمكتاب‪ ,‬ص‪1996‬م) ‪ ,‬ج‪ , 1‬ص ‪ 288‬؛ جيرمانا كيرتن ‪ ,‬رحمة إلى جنوب سيبيريا ‪ ,‬ترجمة عدنان خالد‬
‫عبداهلل ‪( ,‬أبو ظبي ‪ :‬ىيئة أبو ظبي لمثقافة ‪2669 ,‬م ) صص‪. 22- 21‬‬
‫(‪ )3‬مغوليا ‪ :‬وىي بالد تقع في قمب آسيا‪ ,‬ويحدىا االراض ي الروسية من جية شمال فيما يحدىا الصين من جية الجنوب‬
‫والشرق ‪ .‬لممزيد من المعمومات أنظر‪:‬‬
‫‪John Masefield, Marco Polo's silk Road, (London: 2011),p.174.‬‬
‫(‪ )4‬فاسيمي فالديمير بارتولد ‪ ,‬تاريخ الترك في آسيا الوسطى ‪ ,‬ترجمة أحمد السعيد سميمان‪( ,‬القاىرة‪ :‬الييئة المصرية‬
‫العامة لمكتاب ‪1966 ,‬م) ‪ ,‬ص ‪. 172‬‬
‫(‪ ) 5‬عز الدين عمي بن محمد بن عبد الكريم بن االثير ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪( ,‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العممية‪1987 ,‬م) ‪,‬‬
‫ج‪ , 16‬ص ‪ 466‬؛ ماركو بولو ‪ ,‬رحالت ماركو بولو‪ ,‬ج‪ , 1‬ص ‪. 141‬‬
‫‪(6) Pual. D. Buell , Historical Dictionary Of the Mongol Empire,‬‬
‫(‪ )7‬أبن االثير ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬ج‪ ,16‬ص ‪. 466‬‬
‫(‪ ) 8‬عماد الدين أبو الفداء أسماعيل بن عمر بن كثير‪ ,‬البداية والنياية ‪ ( ,‬الرياض ‪ :‬ىجر لمطباعة‪ 1419 ,‬ه) ‪ ,‬ج‪17‬‬
‫‪ ,‬صص‪. 163- 161‬‬

‫‪66‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫(‪ ) 9‬تاج الدين أبو نصر عبد الوىاب بن تقي الدين السبكي‪ ,‬طبقات الشافعية الكبرى‪( ,‬القاىرة ‪ :‬دار أحياء الكتب العربي‬
‫‪1967 ,‬م) ‪ ,‬ج‪ , 6‬ص ‪. 275‬‬
‫(‪ ) 16‬فؤاد عبد المعطي الصياد ‪ ,‬المغول في التاريخ ‪( ,‬بيروت دار الكتب العممية ‪1967 ,‬م) ‪ ,‬ص ‪. 335‬‬
‫(‪ )11‬عبد السالم عبد العزيز فيمي ‪ ,‬الدولة المغولية في ايران ‪(,‬القاىرة ‪ :‬دار المعارف ‪1981 ,‬م ) ‪ ,‬صص ‪. 25- 24‬‬
‫(‪ )12‬ماركو بولو ‪ ,‬رحالت ماركو بولو ‪ ,‬ج‪ , 1‬ص ‪ 141‬؛ جورج الين‪ ,‬عصر المغول ‪ ,‬ترجمة تغريد غضبان ‪(,‬أبو‬
‫ظبي ‪ :‬ىيئة أبو ظبي لمسياحة والفنون ‪2612 ,‬م) ‪ ,‬ص ‪. 273‬‬
‫(‪ )13‬ماركو بولو ‪ ,‬رحالت ماركو بولو ‪ ,‬ج‪ , 1‬ص ‪. 141‬‬
‫‪(14) William Rebruk , The Misson of William Rebeuk, (London: 2009) , p 201 .‬‬
‫(‪ )15‬ماركو بولو ‪ ,‬رحالت ماركو بولو ‪ ,‬ج‪ , 1‬ص‪. 141‬‬
‫(‪ )16‬المصدر نفسو ‪ ,‬ج‪ , 1‬صص ‪. 142- 141‬‬
‫(‪ )17‬أبن كثير ‪ ,‬البداية والنياية ‪ ,‬ج‪ , 17‬صص ‪ 162- 161‬؛ الين ‪ ,‬عصر المغول ‪ ,‬ص ‪. 274‬‬
‫‪(18) Christopher. R. Atood , Encycloedia of Mongolia,(New York: 2004) , p.494 .‬‬
‫(‪ )19‬الين ‪ ,‬عصر المغول ‪ ,‬ص ‪. 73‬‬
‫‪(20) Atood, Encycloedia of Mongolia . pp 494-495 .‬‬
‫‪(21) Pual. D. Buell , Historical Dictionary Of the Mongol Empir, p. 242 .‬‬
‫‪(22) Laurence Bergreen, Marco Polo from Venice to Xanadu , (New York : 2007) . p. 220‬‬
‫‪.‬‬
‫‪(23) Ibid , p 220 .‬‬
‫‪(24) Ibid , pp.220-221 .‬‬
‫‪(25) Ibid , p 142 .‬‬
‫)‪ )26‬الياسا‪ :‬وىي كممة مغولية ‪ -‬تركية تعني القانون أو الحكم أو القاعدة والمقصود بيا ىنا ىي مجموعة األحكام‬
‫والقوانين التي أقرىا جنكيزخان مؤسس االمبراطورية المغولية في عام ‪663‬ه‪1266 /‬م‪ ,‬وقد وقد إستنبطت معظم أحكاميا‬
‫من عادات وتقاليد المغول القديمة ‪ ,‬وىي قوانين صارمة تنص م عظم بنودىا عمى قتل المخالفين لتمك القوانين ‪ ,‬وأصبحت‬
‫بمثابة الدستور لالمبراطورية المغولية ‪ .‬لممزيد من المعمومات أنظر ‪ :‬عالء الدين عطا ممك الجويني ‪ ,‬تاريخ جيانكشاي ‪,‬‬
‫نقمو عن الفارسية محمد التونجي (دمشق ‪ :‬دار المالح لمطباعة والنشر‪1985,‬م)‪ ,‬ج‪ , 1‬صص ‪22- 16‬؛ أبو المحاسن‬
‫جمال الدين يوسف أبن تغري بردي(ت‪874‬ه‪1469/‬م)‪ ,‬النـجـوم الـزاىـ ـ ـرة في مـموك مـصر والــقاى ـرة ‪(,‬القــاىرة‪ :‬مــطبعـة‬
‫دار الكتـب المصرية ‪ , )1938 ,‬ج‪ ,6‬ص ‪. 286‬‬
‫(‪ ) 27‬أبي عمرو منياج الدين عثمان بن السراج الجوزجاني (‪658‬ه‪1266/‬م) ‪ ,‬طبقات ناصري ‪ ,‬ترجمة ممكو عمي‬
‫التركي ‪ (,‬القاىرة ‪ :‬المركز القومي لمترجمة‪2612 ,‬م) ‪ ,‬ص ‪ 166‬؛ عباس أقبال ‪ ,‬تاريخ المغول ‪( ,‬ابو ظبي ‪ :‬المجمع‬
‫الثقافي ‪2666‬م) ‪ ,‬ص‪. 119‬‬
‫(‪ )28‬الين ‪ ,‬عصر المغول ‪ ,‬ص ‪. 274‬‬
‫‪(29) Kirakus , Armenian History , (London ; 1900), p . 227 .‬‬
‫(‪ )36‬الجويني ‪ ,‬تاريخ الجيانكشاي ‪ ,‬ج‪ , 1‬صص ‪. 65- 61‬‬

‫‪66‬‬
‫العــدد التاسع والثالثون‬ ‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني ‪ /‬أيار ‪2020 /‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫‪(31) Pual. D. Buell , Historical Dictionary Of the Mongol Empire, p 241 .‬‬
‫)‪ ) 32‬جبال التأي ‪ :‬وىي سمسمة جبال طويمة تقع بين منغوليا والصين ‪ ,‬وتمتد حتى سيبيريا شماالً‪ .‬لممزيد من المعمومات‬
‫أنظر‪:‬‬
‫‪John Masefiled , Marco Polo's silk Road . p 97.‬‬
‫)‪ ) 33‬شيرين بياني ‪ ,‬المغول التركيبة الدينية والسياسية ‪ ,‬ترجمة سيف عمي ‪(,‬بيروت ‪ :‬المركز االكاديمي لؤلبحاث ‪,‬‬
‫‪2613‬م ) ‪ ,‬ص ‪. 33‬‬
‫(‪ )34‬الين ‪ ,‬عصر المغول ‪. 257 ,‬‬
‫(‪ ) 35‬رشيد الدين بن فضل اهلل اليمذاني ‪ ,‬جامع التواريخ ‪( ,‬بيروت ‪ :‬دار النيضة العربية لمطباعة والنشر ‪1983 ,‬م) ‪,‬‬
‫ص ‪. 36‬‬
‫(‪ ) 36‬شياب الدين بن عبداهلل بن فضل اهلل وصاف ‪ ,‬تاريخ وصاف ‪( ,‬طيران خيابان حافظ ‪ 1346 ,‬ه‪.‬ش ) ‪ ,‬ج‪, 5‬‬
‫ص ‪. 213‬‬
‫‪(37) Howorh . H. History of the Mongols , (London ; 1927) , vol. 2 . p. 227 . Pual. D.‬‬
‫‪Buell , Historical Dictionary Of the Mongol Empir, p. 241 .‬‬

‫‪67‬‬

You might also like