You are on page 1of 14

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلﻣي‬

‫جاﻣعة الدكتور يحيى فارس بالﻣدية‬


‫كلية العلوم اﻹنسانية واﻹجتﻣاعية‬

‫قسم التاريخ ‪ /‬السنة اﻷولى ﻣاستر‬


‫التخصص‪ :‬تاريخ الغرب اﻹسﻼﻣي في العصر الوسيط‬
‫الﻣقياس‪ :‬الحركات الﻣذهبية في الغرب اﻹسﻼﻣي‬

‫عنوان البحث‪:‬‬

‫ﻣن إعداد الطلبة‪:‬‬


‫جربوع صفية‬ ‫شراير عبد الحفيظ‬

‫السنة الجاﻣعية‪2024 / 2023 :‬‬


‫خطة البحث‬

‫الﻣبحث اﻷول‪ :‬أوضاع بﻼد الﻣغرب غداة الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫الﻣطلب اﻷول‪ :‬اﻷوضاع السياسية والعسكرية قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫الﻣطلب الثاني‪:‬اﻷوضاع الدينية واﻹجتﻣاعية قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫الﻣطلب الثالث‪:‬اﻷوضاع اﻹقتصادية قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫الﻣبحث الثاني‪ :‬البعثة العﻣرية‬

‫الﻣطلب اﻷول‪ :‬التعريف بالبعثة العﻣرية وبالفقهاء العشرة‬

‫الﻣطلب الثاني‪ :‬أهداف ووسائل البعثة العﻣرية‬

‫الﻣطلب الثالث‪ :‬آثار البعثة العﻣرية ونتائجها‬


‫ﻣقدﻣة‪:‬‬

‫لقد كان الفتح اﻻسﻼﻣي لبﻼد الﻣغرب بداية لتاريخ ﻣزدهر وراقي رغم الﻣواجهات التي كانت بين البربر والعرب الفاتحين ‪،‬حيث كان‬
‫الدافع ﻣن الفتوحات اﻻسﻼﻣية هو نشر الدين اﻻسﻼﻣي وتعاليﻣه الذي كان هدفا رئيسيا سواء في عهد خﻼفة الراشدين اواﻻﻣوين‪ ،‬بعد أن‬
‫استكﻣل الفاتحون فتح بﻼد الﻣغرب عسكريا ‪ ،‬وبعد أن دانت لهم البﻼد والعباد رغم ذلك فإن الﻣغاربة لم يفهﻣوا بعد حقائق اﻹسﻼم وشرائعه ولم‬
‫يتعﻣقوا في اﻷحكام بالشكل الكافي‪ ،‬لذا فإن جﻣيع الحﻣﻼت كانت تركز على الفتح العسكري‪ ،‬إﻻ ﻣن كان ﻣن بعض الﻣجهودات التي قام بها‬
‫الفاتحون اﻷوائل وﻣن صحب الجيش الفاتح ﻣن بعض الصحابة والتابعين والقراء‪ ،‬إﻻ أنها لم ترقى إلى الﻣستوى الﻣطلوب‪ ،‬ولم تحقق رغبات‬
‫الﻣغاربة‪ ،‬وحتى نهاية القرن اﻷ ول هجري ﻻ يزال اﻹسﻼم سطحيا في قلوبهم فرغم جهود الوﻻة لنشر اﻹسﻼم ولتﻣكين سلطة الدولة اﻹسﻼﻣية‬
‫فإن الخلفاء أيضا لم يتخلفوا عن دعم الوﻻة واﻻهتﻣام بالبﻼد الﻣغربية‪ ،‬وأشهر هؤﻻء الخلفاء هو عﻣر بن عبد العزيز الذي كان يريد أن يعم‬
‫نور اﻹسﻼم‪ ،‬وأن تعﻣر به قلوب الناس وتضاء بصائرهـم بهـداه‪ ،‬فقام بإرسال عشرة فقهاء‪ ،‬عرفت في التاريخ الﻣغربي بالبعثة العﻣرية سنة‬
‫‪ 100‬هـ ‪718 -‬م وهو حدث ساهم في ترسيخ العقيدة اﻻسﻼﻣية في نفوس الﻣغاربة وازدهار الحياة العلﻣية‪ ،‬وبناء على هذا يﻣكننا طرح التساؤل‬
‫اﻵتي‪ :‬ﻣاهي البعثة العﻣرية؟ ﻣاهي اﻷوضاع السائدة قبل الفتح اﻻسﻼﻣي في بﻼد الﻣغرب؟ ولﻣاذا ارسلت البعثة وﻣا أهدافها؟ وﻣا دورها في‬
‫انتشار اﻹسﻼم؟ وﻣاهي أهم نتائجها وآثارها على ساكنة بﻼد الﻣغرب؟‬
‫الﻣبحث اﻷول‪ :‬أوضاع بﻼد الﻣغرب غداة الفتح اﻹسﻼﻣي‬
‫الﻣطلب اﻷول‪ :‬اﻷوضاع السياسية والعسكرية قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫كان الﻣغرب في عشية الفتح العربي اﻹسﻼﻣي تحت حكم البيزنطيين‪ ،‬الذي يعد اﻣتداد للحكم الروﻣاني‪ ،‬ففي سنة ‪533‬هـ‪ ،‬انتهى حكم الوندال‬
‫في الﻣغرب‪ ،‬على يد القائد البيزنطي بلزريوس‪ ،‬قائد اﻹﻣبراطور جوستنيان*‪ ،‬وكانت بيزنطة قد عدت نفسها وريثة روﻣا في تزعم العالم الروﻣاني‬
‫بعد سقوط روﻣا على أيدي الوندال سنة ‪ 410‬م‪ ،‬و تكاد تجﻣع الﻣصادر اﻷولى والﻣراجع الﻣتأخرة التي أرخت لبﻼد الﻣغرب‪ ،‬أن اﻷوضاع العاﻣة‬
‫في هذه الرقعة الجغرافية لم تكن على ﻣا يرام‪ ،‬إذ سادت الفوضى السياسية واﻻجتﻣاعية والدينية في ظل الحكم البيزنطي‪ ،‬الذي انتهى إلى حال‬
‫ﻣن اﻻضطرابات السياسية والصراعات الداخلية بين سكان البﻼد اﻷصليين والسلطات الحاكﻣة‪ ،‬حيث بدأ العد التنازلي للوجود البيزنطي في شﻣال‬
‫إفريقيا‪ ،‬وخاصة بعد استﻣرار الثورات‪ ،‬فقد ظل الحكام البطارقة يﻣارسون سياسة نهب البﻼد‪ ،‬وفرض الضرائب‪ ،‬اﻷﻣر الذي أدى إلى انهيار البنية‬
‫التحتية وتصدع جﻣيع الﻣرافق اﻹدارية والﻣدنية والعسكرية‪ ،‬إضافة إلى انتشار ﻣظاهر الفساد في جهاز السلطة وصحبه انهيار في القيم اﻷخﻼقية‪.‬‬

‫بذل اﻹﻣبراطور جوستنيان جهودا كبيرة ﻣن أجل إعادة سيطرتها ونفوذها كﻣا كانت عليه أيام اﻹﻣبراطورية الروﻣانية‪ 1‬إﻻ أن الﻣناطق التي‬
‫احتلها البيزنطيون كانت أقل بكثير ﻣن الﻣناطق التي كانت تحت سيطرة الروﻣان‪ ،‬واقتصرت على الﻣناطق الساحلية وبعض الﻣراكز الحصينة في‬
‫الداخل فقد تقلصت ﻣوريطانيا الطنجية وانحصرت في سبتة واقتصرت ﻣوريطانيا القيصرية على شرشال‪ ،‬أﻣا ﻣوريطانيا السطيفية فقد اقتطع ﻣنها‬
‫الجزء الغربي وفقدت طرابلس الجزء الجنوبي‪ ،‬وبقيت نوﻣيديا وافريقية البرو قنصلية‪ ،‬كﻣا كانت في عهد الروﻣان‪ ،2‬أﻣا بقية البﻼد فلم يستطع‬
‫البيزنطيون التوغل فيها ﻻ في الهضاب ﻻ في الجبال العالية وﻻ في الﻣناطق الصحراوية وﻻ في الﻣناطق التي تقع في أقصى الﻣغرب على الﻣحيط‬
‫اﻷطلسي‪ ،‬فقد كانت في أيدي أﻣراء ﻣستقلين عن السكان الﻣحليين يناهضون على استيﻼء اﻷجنبي على بﻼد الﻣغرب وقد أشار ابن خلدون عن‬
‫ذلك بقوله ‪":‬وكان للبربر في الضواحي وراء ﻣلك اﻷﻣصار الﻣرهوبة الحاﻣية ﻣا شاء ﻣن قوة ودعوة وعدد ﻣلوك ورؤساء وأﻣراء ﻻ يراﻣون‬
‫بالذل وﻻ ينالهم الروم واﻹفرنج في ضواحيهم تلك بﻣسخطة اﻹساءة‪.3‬‬

‫وﻣن أجل السيطرة على البﻼد‪ ،‬قاﻣت السلطة البيزنطية الغازية بتقسيم البﻼد إداريا إلى سبع ﻣقاطعات‪ ،‬حكم الثﻼث اﻷولى ﻣنها قناصل‪ ،‬أﻣا‬
‫اﻷربع الباقية فكان يحكﻣها ﻣديرون كﻣا كان على رأس السلطة البيزنطية حاكم يدعى ب قائد إﻣبراطور ذو سلطة واسعة وﻣطلقة بيده كل الشؤون‬
‫القانونية والقضائية والﻣالية والدينية ‪،‬وكان يساعده في ذلك عدد ﻣن الﻣوظفين وله ﻣستشارون ﻣختصون في شؤون القضاء‪ ،‬وﻣن هؤﻻء‬
‫الﻣوظفين كان يتشكل أعضاء ديوانه‪ ،4‬كل هذا وﻻ يتﻣتع أهل البﻼد بأدنى رتبة او ﻣكانة إدارية وﻻ حق لهم في الﻣشاركة في إدارة شؤونهم او‬
‫في إدارة شؤون البﻼد بأي شكل كان فكانوا ﻣقصيين بشكل كاﻣل عن واجهة البﻼد السياسية‪.‬‬

‫‪ 1‬احمد مختار العابدي‪ ،‬في تاريخ المغرب واﻷندلس‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1972 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 2‬أميرة أوحامة‪ ،‬سارة النوي‪ ،‬دور أهل مكة في بﻼد المغرب اﻹسﻼمي خﻼل القرنين اﻷول والثاني الهجريين‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‬
‫‪.18‬‬
‫‪ 3‬إبن خلدون‪ ،‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان اﻷكبر‪ ،‬تحقيق خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج ‪ ،2002 ،1‬ص‬
‫‪.107‬‬
‫‪ 4‬عبد العزيز سالم‪ ،‬المغرب الكبير‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اﻹسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1966 ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.81‬‬
‫اﻣا أﻣا ﻣن الناحية العسكرية فقد حكم البيزنطيون الﻣغرب حكﻣا عسكريا‪ ،‬فكانت السلطة بيد رجل الدين برتبة بطرياك او بطريق ﻣقره‬
‫قرطاجة يقيم ﻣعه أركان حربه‪ ،‬وحاشيته العسكرية الكثيرة العدد‪ ،‬ويساعده في عﻣله رئيس أركان حربه‪ ،‬وعدد كبير ﻣن أفراد هيئة اﻹدارة‬
‫الحربية‪ ،‬وكان البطريق أحيانا يجﻣع بين السلطتين العسكرية والﻣدنية ووجهت السلطة اهتﻣاﻣها إلى تنظيم الجيش الذي كان يتألف ﻣن ثﻼثة‬
‫عناصر‪ ،‬وهم البيزنطيون‪ ،‬والﻣشاركون في الحرس اﻹﻣبراطوري ثم الجنود الﻣرتزقة‪ ،‬وقد تم توزيع الجيش على أربعة ﻣناطق عسكرية وهي‪:‬‬
‫لبدة لطرابلس ‪،‬قفصة للﻣزاق ‪،‬قسنطينة لنوﻣيديا‪ ،‬شرشال لﻣوريطانيا‪.1‬‬

‫‪ 1‬نهلة شهاب أحمد‪ ،‬المغرب العربي في عهد عقبة بن نافع‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬دار المتنبي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬اﻷردن‪ ،2002 ،‬ص‪.38‬‬
‫الﻣطلب الثاني‪ :‬اﻷوضاع الدينية واﻹجتﻣاعية قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫دينيا فلم تكن الكنيسة ببعيدة عن هذا الواقع الذي استشرى في أجهزة الدولة‪ ،‬فقد أصيبت هي اﻷخرى بالفساد والﻣعاصي بين القساوسة‪،1‬‬
‫ويبدوا أن الﻣغرب بكاﻣله لم يشهد استقرار ا دينيا أو وحدة دينية عبر العصور وذلك بالنظر إلى التكوين الخاص ﻣن جهة التركيبة اﻻجتﻣاعية‬
‫واﻻستقرار الذي كان يعيشه عبر تاريخه‪ ،‬ﻣﻣا أدى إلى تعدد الديانات بين السكان اﻷصليين أو الوافدين سواء كانت وضعية أو سﻣاوية‪.‬‬

‫وعلى الرغم ﻣن الﻣحاوﻻت التي بذلتها الكنيسة في ﻣحاولة نشر الديانة بين القبائل الﻣغربية‪ ،‬ورغم النتائج التي حققتها‪ ،‬إﻻ أن الخﻼفات‬
‫الﻣذهبية بين سكان البﻼد والسلطات الحاكﻣة‪ ،‬تعدت إلى الخﻼفات السياسية بسبب اﻻضطهاد الديني‪ ،‬وكانت نتائجها خطيرة أصابت كيان الغزاة‬
‫البيزنطيين في الصﻣيم‪ ،‬اﻷﻣر الذي أفضى إلى اﻻنقسام والفرقة والخروج عن ﻣذهب اﻹﻣبراطور البيزنطي‪ ،‬وكان هذا الخصام الﻣذهبي ﻣن اﻷسباب‬
‫التي عجلت باضﻣحﻼل النفوذ البي زنطي وبداية نهايته في بﻼد الﻣغرب‪ ،2‬ويﻣكن القول أن الديانة النصرانية في بﻼد الﻣغرب لم يقر لها قرار‪،‬‬
‫ولم تحقق اﻷهداف الكنسية الروﻣانية التي سعت إلى تنصير الشﻣال اﻹفريقي برﻣته‪ ،‬وذلك راجع في اعتقادنا إلى الصراع الﻣذهبي بين أبناء‬
‫الديانة الواحدة‪ ،‬وثانيا إلى اﻹرهاب الديني الذي ﻣورس على الﻣغاربة بشكل عام‪ ،‬وﻣن ثم بقيت النصرانية ﻣحدودة اﻻنتشار في حدود اﻻﻣتداد‬
‫والنفوذ السلطوي للقادة السياسيين والعسكريين‪ ،‬وإلى جانب الديانة النصرانية‪ ،‬عرف الﻣغرب وجود الديانة اليهودية التي دخلت في وقت ﻣبكر‬
‫ﻣع الهجرات في العهود السابقة‪ ،‬سواء في العهد القرطاجي أو في العهد الروﻣاني أو الوندالي أو البيزنطي‪.3‬‬

‫أﻣا عن وجود أديان أخرى غير السﻣاوية في الﻣغرب‪ ،‬فتذهب بعض الدراسات الغربية ﻣنها على وجه الخصوص‪ ،‬وبعض الﻣصادر العربية‪،‬‬
‫إلى أن أغلب الشعب الﻣغربي كان يدين بالوثنية‪ ،‬حيث يذكر "ابن أبي زرع" صاحب كتاب "اﻷنيس الﻣطرب بروض القرطاس في أخبار ﻣلوك‬
‫الﻣغرب وتاريخ ﻣدينة فاس" أن بعض اغلب قبائل فاس كان لهم بيت نار‪ ،‬كﻣا يذكر البكري أن قبائل ودان كان لهم صنم ﻣن حجارة ﻣبني على‬
‫ربوة تسﻣى "كرزة"‪ ،‬يقربون له القرابين ويستشفون به ﻣن أدوائهم ويتبركون به في أﻣوالهم‪ ،‬وأغلب القبائل الﻣغربية كانت إﻣا وثنية أو ﻻ‬
‫دينية‪ ،‬وربﻣا اﻷﻣر الذي جعل الﻣغاربة يقبلون على الدين الجديد هو ذلك الفراغ الروحي الذي كانوا يعيشونه‪ ،‬ﻣﻣا أوجد ﻣناخا ﻣناسبا وفرصة‬
‫سانحة للتعلق بهذا الدين الجديد والبحث عن ﻣلجأ حصين لهم‪.‬‬

‫أﻣا إجتﻣاعيا فإن النظام القبلي هو النظام الرئيسي الذي اعتﻣده البربر كباقي العرب وكانت كل قبيلة تنتسب إلى أب وجد واحد بﻣعنى‬
‫الرابطة هي رابطة الدم وﻻ تختلف كثيرا البنية اﻻجتﻣاعية للقبيلة الﻣغربية في شبه الجزيرة العربية بحكم التشابه في البيئة الجغرافية حيث أن‬
‫بعض الرحالة العارفين ببﻼد الﻣغرب ت ُطابق حياة بعض القبائل الﻣغربية السائدة في غرب شﻣال في شبه الجزيرة العربية‪ 4‬لقد وصف لنا إبن‬
‫خلدون الحياة اﻻجتﻣاعية للبربر ‪ ...‬والبربر يتخذون البيوت ﻣن الحجارة والطين والشجر‪...‬وﻣكاسبهم البقر والخيل في الغالب للركوب والنتاج‪...‬‬
‫وﻣعاش الﻣستضعفين ﻣنهم بالفلح والدواجن ‪ ،‬وأكثر أثاثهم ﻣن الصوف‪ ...‬لباسهم البرانس الكحل ورؤوسهم في الغالب حاسرة أو ربﻣا يتعاهدونها‬
‫بالحلق‪.5‬‬

‫‪ 1‬منشورات اتحاد المؤرخين العرب‪ ،‬بﻼد المغرب وعﻼقتها بالمشرق في أواخر القرن التاسع الهجري‪ ،‬دار عين للدراسات‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬ص ‪.20-19‬‬
‫‪ 2‬منشورات اتحاد المؤرخين العرب‪ ،‬بﻼد المغرب وعﻼقتها بالمشرق في أواخر القرن التاسع الهجري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محمد مرغيت‪ ،‬البعثة العمرية وأثرها في توطين اﻹسﻼم والعربية ببﻼد الغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬مجلة الحوار الفكري‪ ،‬العدد ‪ ،11‬جامعة أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 4‬سعد زغلول عبد الحميد‪ ،‬تاريخ المغرب العربي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اﻹسكندرية‪ ،‬مصر‪ 1979 ،‬م‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ 5‬إبن خلدون‪ ،‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان اﻷكبر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2002 ،8‬ص ‪.85‬‬
‫الﻣطلب الثالث‪ :‬اﻷوضاع اﻹقتصادية قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‬

‫لقد كان البربر يعتﻣدون على الﻣنحل و الﻣذراة و الﻣحراث في حياتهم الفﻼحية‪ ،‬واعتﻣدوا في أول اﻷﻣر في ﻣعاشهم على الصيد وتربية‬
‫الﻣواشي‪ ،‬وانتاج الحقول كالقﻣح والشعير والذرة والكرم وكذلك الرﻣان والجوز‪ 1‬كﻣا اهتم البربر كثيرا بزراعة أشجار الزيتون التي كانت الﻣصدر‬
‫اﻷساسي للكسب‪ ،‬حيث تذكر الﻣصادر ان عبد ﷲ بن ابي السرح عند فتح قرطاجة وجد أكثر أﻣوالهم الذهب والفضة فعجب ﻣن كثرتها فتساءل‬
‫عن ﻣصدرها‪ ،‬فجعل رجل ﻣنهم يلتﻣس شيئا ﻣن اﻷرض‪ ،‬حتى جاء بنواة زيتون فقال‪" :‬ﻣن هذا أصبنا اﻷﻣوال‪ ،‬ﻷن أهل البحر والجزر ليس لهم‬
‫زيت فكانوا يﻣترونه ﻣن هنا"‪ ،2‬نفهم ﻣن هذا الكﻼم أن سكان بﻼد الﻣغرب كانت لهم عﻼقات اقتصادية ﻣع بعض الدول الﻣطلة على ساحل البحر‪.‬‬

‫ازدهرت بعض ﻣدن بﻼد الﻣغرب اقتصاديا‪ ،‬فﻣدينة شروس ﻣثﻼ كانت تﻣتاز بزراعة اﻷعناب والتين والشعير‪ ،‬أﻣا قسطيلة فكان لها نخيل‬
‫وأكثر الفواكه بها‪ ،‬وتلﻣسان ﻣشهورة بالزرع والضرع وفيها عيون كثيرة وﻣياه غزيرة‪ ،‬وبالﻣغرب اﻷقصى البقر والغنم والزرع قليل وأكثر‬
‫فاكهتهم العنب والزيتون والتين‪.3‬‬

‫كانت هناك عﻼقات تجارية خاصة ﻣع ﻣصر التي كان يحﻣل اليها ﻣواد كثيرة ﻣن برقة‪ ،‬ﻣثل الﻣواشي واﻷغنام والزيتون والعسل وكانوا‬
‫يقوﻣون أيضا بالتجارة الصحراوية ففي الجنوب كانت زويلة ﻣحطة شهيرة لتقاطع طرق القوافل القادﻣة ﻣن اﻷﻣاكن الﻣجاورة كﻣا أن البربر كانوا‬
‫يؤدون الجباية لهرقل ﻣلك القسطنطينية وأيضا للﻣقوقس صاحب اﻹسكندرية وبرقة وﻣصر فضﻼ عن الضرائب التي كانوا يدفعون بها للكنيسة‬
‫وأعﻣال اﻻستحكاﻣات العسكرية‪ ،‬وقد كانت هذه الضرائب جد قاسية على القبائل البربرية‪ ،‬كل هذه الخيرات ﻣا لبثت أن ضعفت خاصة في الحكم‬
‫البيزنطي وهذا عائد للضرائب التي فرضها الﻣحتل البيزنطي على السكان ﻣﻣا جعل الوضع اﻻقتصادي ينهار بسبب تراجع الكثافة السكانية‪ ،‬كﻣا‬
‫انصرف كثير ﻣن زراع البربر عن الزراعة وهجروا الﻣزارع‪.4‬‬

‫‪ 1‬حسين مؤنس‪ ،‬فتح العرب للمغرب‪ ،‬مكتبة اﻻسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 2‬الحسن السائح‪ ،‬الحضارة اﻻسﻼمية في المغرب‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ 1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.85-84‬‬
‫‪ 3‬اب ن عذاري‪ ،‬البيان المغرب في أخبار اﻷندلس والمغرب‪ ،‬ط ‪ ،3‬ج ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1983 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 4‬إيمان شعبان‪ ،‬بﻼد المغرب قبيل الفتح اﻹسﻼمي‪ ،‬مجلة العلوم اﻹنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ ،01‬جامعة تندوف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫الﻣبحث الثاني‪ :‬البعثة العﻣرية‬
‫الﻣطلب اﻷول‪ :‬التعريف بالبعثة العﻣرية وبالفقهاء العشرة‬

‫لعشر بقين ﻣن صفر سنة ‪99‬هـ‪717/‬م‪ ،‬توفي الخليفة اﻷﻣوي سليﻣان بن عبد الﻣلك‪ ،‬وتولى الخﻼفة ﻣن بعده ابن‬ ‫ٍ‬ ‫في يوم الجﻣعة‬
‫عﻣه‪ ،‬وصهره‪ ،‬ووزيره عﻣر بن عبدالعزيز‪ ،‬بعه ٍد ﻣنه‪ ،‬وبﻣشورة التابعي الجليل رجاء بن حيوه الكندي وقد باشر هذا الخليفة‪ ،‬عهده في‬
‫الخﻼفة‪ ،‬بإحياء سنة الخلفاء الراشدين‪ ،‬في و ﻻية أﻣور الﻣسلﻣين‪ ،‬وجعل جهده اﻷكبر‪ ،‬ﻣنصبا على رد الﻣظالم‪ ،‬وإقاﻣة العدل‪ ،‬وتحقيق الﻣساواة‬
‫بين الناس‪ ،‬وإصﻼح اﻷﻣور الﻣتعلقة بالجوانب الﻣالية‪ ،‬واﻹدارية‪ ،‬والقضائية‪ ،‬في الوﻻيات الﻣفتوحة‪ ،‬بﻣا في ذلك إعادة النظر في أﻣراء هذه‬
‫الوﻻيات‪ ،‬واختيار الرجل الﻣناسب للواجب الﻣناسب فكانت خﻼفة عﻣر بن عبد العزيز فاتحة خير لكل البﻼد اﻹسﻼﻣية حيث وجه عناية خاصة‬
‫لبﻼد الﻣغرب فاختار لﻣهﻣة تعليم أهلها وتثقيفهم عشرة ﻣن خيار التابعين وأفقههم وبعثهم إلى القيروان وتنقلوا في الﻣناطق‪ ،‬فكان لهم بالﻎ‬
‫التأثير في ازدهار الحركة الفكرية‪ ،‬عرفت في التاريخ بالبعثة العﻣرية‪ ،‬وهي ﻣشروع دعوي تربوي علﻣي أراد الخليفة الراشد عﻣر بن عبد‬
‫العزيز تطبيقها في أرض إفريقيا‪ ،‬ركز فيه هذه الﻣرة على فتح العقول ﻻ فتح اﻷقاليم‪ ،‬وإحياء القلوب وتطهير نفوس الشعوب الجديدة التي‬
‫دخلت في اﻹسﻼم‪ ،‬ﻣن البربر وإرشادهم إلى الشريعة السﻣحة وتعاليﻣها‪ ،‬فكان هدف هذا الﻣشروع إشاعة الرشد وبث العلم والتفريق بين الحﻼل‬
‫أﻣرا سطحيا ﻻ يقيها كيد الكائدين وﻻ‬
‫والحرام والحرص على اﻷﻣن والتآخي والﻣساواة‪ ،‬بعد أن ﻻحظ العزيز أن شيوع اﻹسﻼم بها لم يكن إﻻ ً‬
‫يحقق فيها ﻣا يش َد أزر الدين‪.‬‬

‫وتأتي هه البعثة في سياق السياسة الرشيدة التي اتبعها عﻣر بن عبد العزيز إبان خﻼفته‪ ،‬واهتﻣاﻣه بشؤون الرعية‪ ،1‬وخاصة‬
‫الﻣسلﻣون الجدد‪ ،‬وتبدأ قصة البعثة بتعيين واختيار إسﻣاعيل ابن عبيد ﷲ ابن أبي الﻣهاجر دينار بﻼد الﻣغرب سنة ‪ 100‬هجرية ليدعوا ﻣن‬
‫تبقي ﻣن البربر إلى دين ﷲ‪ ،2‬فلم يكن إسﻣاعيل واليا فحسب بل كان داعية إلى اﻹسﻼم‪ ،‬وبعد هذا التعيين الﻣبارك أتبعه بإرسال عشرة ﻣن‬
‫علﻣاء أو تسع ﻣن التابعين‪ ،‬أهل علم وفضل‪.‬‬

‫وتذكر الﻣصادر التاريخية على وجه الخصوص أن هذه البعثة وعلى رأسها الوالي الجديد الذي كان خير أﻣير وخير وال كان حريصا‬
‫على دعاء البربر إلى اﻹسﻼم‪ 3‬وكان هؤﻻء العلﻣاء التابعون ﻣن خيرة الفقهاء والﻣحدثين‪ ،‬حيث انتشروا بين البربر حاﻣلين ﻣعهم ﻣشروع أﻣة‬
‫وخطة واضحة قائﻣة على تعليم الناس أصول دينهم‪ ،‬وتبصيرهم بقواعده وأحكاﻣه و أقام كثير ﻣنهم في ﻣدينة القيروان وغيرها ﻣن الﻣدن‬
‫الﻣغربية ولم يكن اﻷﻣر هينا أو سهﻼ‪ ،‬بل كان فيه ﻣن الصعوبات والعقبات ﻣا يثبط العزائم ويضعف النفوس ويقتل الهﻣم‪ ،‬لكن تصﻣيم هؤﻻء‬
‫وبعد نظرهم وخطتهم تجاوزت كل شيء‪ ،‬وبدأ الفتح الثقافي ينﻣو ويتسع وفق رؤية إستراتيجية ﻣبنية على فقه رباني يأخذ في الحسبان واقع‬
‫الناس وﻣستوى وعيهم‪ ،‬وهؤﻻء العشرة هم كﻣا يلي‪:‬‬

‫بن أبي الﻣهاجر دينار الذي بعث واليا وﻣعلﻣا فكان يدرس وهةعلى رأس هؤﻻء الناس ويفقههم ويحكم بينهم‬ ‫إسﻣاعيل بن عبيد‬ ‫‪.1‬‬
‫بسنة ورسوله‬
‫وإسﻣاعيل بن عبيد اﻷنصاري الﻣعروف بتاجر ﷲ إذ جعل ثلث كسبه في سبيل وهو الذي بنى الﻣسجد الكبير بالقيروان وهو ثاني‬ ‫‪.2‬‬
‫ﻣسجد بعد ﻣسجد عقبة بن نافع وكان ﻣثاﻻ للزهد والورع والتقوى وتوفي سنة ‪ 107‬هجرية غريقا في البحر إثر غزوة غزاها ﻣجاهدا‬
‫في سبيل ‪.‬‬
‫عبد بن يزيد الﻣعافري الﻣعروف بال ُحبُلي الذي روى عن جﻣاعة ﻣن الصحابة وكان لجهوده العلﻣية أثر كبير في نشر الدعوة‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻹسﻼﻣية وانتفع به كثير ﻣن أهل القيروان في التفقه في الدين وكان له طريقة خاصة في الوعظ وذلك بضرب اﻷﻣثال التي تقرب‬
‫الﻣعنى إلى اﻷذهان وتضفي صورة ﻣجسﻣة ﻣحسوسة لها أثرها القوي في التأثير ﻣﻣا يؤدي إلى تحقيق الهدف الﻣرجو ﻣنها كﻣا‬
‫اشترك في الحﻣﻼت العسكرية لفتح البﻼد وشهد فتح اﻷندلس‪.‬‬
‫سعد بن ﻣسعود التجيبي الذي صحب جﻣاعة ﻣن الصحابة وتفقه على أيديهم وكان صادعا بالحق ﻻ يخشى واليا وﻻ أﻣيرا‪ ،‬وقد شارك‬ ‫‪.4‬‬
‫ﻣع حنظلة بن صفوان في ﻣواجهة الخوارج‪.‬‬
‫عبد الرحﻣن بن رافع التنوخي وقد تولى القضاء لﻣوسى بن نصير فكان عادﻻ في أحكاﻣه وكان ﻣعلﻣا للناس أﻣور دينهم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ﻣوهب بن حي الﻣعافري وقد اشترك في فتح الﻣغرب ثم سكن القيروان لنشر العلم والتعليم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ ،‬سيرة ومناقب عمر ابن عبد العزيز الخليفة الزاهد‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار ومكتبة الهﻼل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 2‬التهامي إبراهيم‪ ،‬جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2005 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 3‬ابن عذراي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار اﻷندلس والمغرب‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ .7‬حبان بن أبي جبلة القرشي وهو ﻣن أهل الفقه والدين وقد سكن القيروان وقام بواجبه في نشر العلم والﻣعرقة فانتفع به أهل البﻼد‬
‫‪ .8‬طلق بن جابان الفارسي وكان يفقه الﻣصريين ثم وجهه عﻣر بن عبد العزيز في هذه البعثة‪.‬‬
‫‪ .9‬بكر بن سوادة الجذاﻣي وهو ﻣن فقهاء التابعين روى عن جﻣلة ﻣن الصحابة والتابعين وسكن القيروان ونشر بها علﻣا جﻣا وقيل‬
‫أنه غرق عند جوازه لﻸندلس‪.‬‬
‫‪ .10‬جعثل بن هاﻣان بن عﻣير الرعيني وهو أحد القراء الذين يعلﻣون أهل القيروان‪ ،‬وتولى القضاء بين الجند ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ويقال بأن ثﻼثة ﻣن هؤﻻء العشرة‪ ،‬دخلوا اﻷندلس وهم‪ :‬الﻣعافري‪ ،‬والقرشي‪ ،‬والجذاﻣي كﻣا ذكر ذلك أبو العرب القيرواني في كتاب‬
‫طبقات علﻣاء أفريقية‪ ،2‬فهذه الكوكبة ﻣن العلﻣاء اﻷفاضل‪ ،‬هي التي وضعت اﻷسس التي بنيت عليها الحركة الثقافية الدينية في الﻣغرب ﻣن خﻼل‬
‫الدور الهام الذي أدوه‪ ،‬والﻣجهودات الجبارة التي بذلوها في سبيل نشر اﻹسﻼم والتﻣكين لدين ﷲ‪ ،‬ونشر اللغة العربية في البﻼد الﻣغربية لتسهيل‬
‫عﻣلية اﻻتصال بين الفاتحين والقادة وبين السكان وهو ﻣا تم فعﻼ فجزاهم ﷲ عنا وعن اﻷﻣة اﻹسﻼﻣية خير الجزاء‪.‬‬

‫‪ 1‬محاضرات في تاريخ المذاهب في الغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.6-5‬‬
‫‪ 2‬محمد علي الصﻼبي‪ ،‬الدولة اﻷموية‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،2008 ،2‬ص‪.302‬‬
‫الﻣطلب الثاني‪ :‬أهداف ووسائل البعثة العﻣرية‬

‫لم يكن اﻷﻣر هينا أو سهﻼ بل كان فيه ﻣن الصعوبات والعقبات ﻣا يثبط العزائم ويضعف النفوس ويقتل الهﻣم‪ ،‬لكن تصﻣيم هؤﻻء وبعد‬
‫نظرهم وخطتهم تجاوزت كل شيء‪ ،‬وبدأ الفتح الثقافي ينﻣو ويتسع وفق رؤية إستراتيجية ﻣبنية على فقه رباني يأخذ في الحسبان واقع الناس‬
‫وﻣستوى وعيهم‪ ،‬ويﻣكن تلخيص هذه الخطة فيﻣا يلي‪:‬‬

‫‪ (1‬اﻷهداف‪:‬‬

‫أهداف البعثة العﻣرية ‪ :‬كان عﻣر بن عبد العزيز يهدف ﻣن خﻼل إرسال هذه البعثة العلﻣية إلى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ربط الناس بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪ ،‬ويكون ذلك ﻣن خﻼل فتح الكتاتيب والجﻣعيات وحلقات تحفيظ القرآن‬ ‫‪‬‬
‫وتجويده وتفسيره‪.‬‬
‫توضيح خطر العقائد الﻣنحرفة وتبيين عقيدة أهل السنة والجﻣاعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعليم الناس الحﻼل والحرام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إشاعة الرشد وتحقيق التآخي والﻣساواة بين الناس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع خطة بعيدة الﻣدى لتعليم اللغة العربية بين أوساط القبائل البربرية حتى يسهل عليها فيﻣا بعد فهم القرآن و السنة و‬ ‫‪‬‬
‫التعاﻣل ﻣعها‪.‬‬
‫تكوين علﻣاء ربانيين لﻣواصلة ﻣسيرة الفقهاء العشرة وذلك بتعليﻣهم الفقه السليم وطرق الدعوة والتجرد لﻺشراف على‬ ‫‪‬‬
‫التربية والتعليم‪.‬‬

‫‪ (2‬الوسائل‪:‬‬

‫تذكر الﻣصادر التاريخية أن البعثة العﻣرية وعلى رأسها الوالي الجديد الذي كان خير أﻣير وخير وال وكان حريصا على دعاء البربر‬
‫لﻺسﻼم ‪ ،‬وكان هؤﻻء الدعاة ﻣن خيرة الفقهاء والﻣحدثين حيث انتشروا بين البربر حاﻣلين ﻣعهم ﻣشروع اﻣة وخطة واضحة قائﻣة على تعليم‬
‫الناس أصول دينهم و تبصيرهم بقواعده وأحكاﻣه حيث أقام كثير ﻣنهم في ﻣدينة القيروان وغيرها ﻣن الﻣدن في بﻼد الﻣغرب وهذا لم يكن باﻷﻣر‬
‫الهين أو السهل بل كان فيه ﻣن الصعوبات والعقبات ﻣا يثبط العزائم والنفوس وتثقل الهﻣم لكن تصﻣيم هؤﻻء تجاوز كل شيء نتيجة بعد نظرهم‬
‫وخطتهم الﻣحكﻣة والتي يﻣكن تلخيصها فيﻣا يلي‪:‬‬

‫تأسيس الكتاتيب‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫كان أول عﻣل قام به هؤﻻء الثلة ﻣن العلﻣاء‪ ،‬أن أختط كل واحد ﻣنهم كتابا لتعليم صغار الطلبة ﻣبادئ اللغة العربية وتحفيظ القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وهذه الﻣرحلة تسﻣى بالﻣرحلة اﻹعدادية‪ ،‬وفيها يتم تلقين الطلبة الﻣبتدئين قواعد اللغة العربية وشيء ﻣن الحديث النبوي‪ ،‬استعدادا‬
‫للﻣرحلة الﻣقبلة‪ ،‬ونعتقد أن هذا العﻣل ﻣبني على رؤية علﻣية ﻣوضوعية وبيداغوجية‪ ،‬تتناسب ﻣع ﻣجتﻣع غريب عن لغة هذا الدين الجديد وغريب‬
‫عنه هذا القرآن وهذه السنة النبوية‪ ،‬فالتركيز على إعداد جيل جديد ﻻ يعرف إﻻ العربية والقرآن الكريم والسنة كفيل بتكوين الطبقة اﻷولى التي‬
‫ستحﻣل الﻣشعل وتواصل الﻣسيرة في نشر اﻹسﻼم بين القبائل وفي القرى والﻣدن‪ ،‬وهذا الذي حدث فعﻼ إذ أن الدفعة التي تخرجت هي التي حﻣلت‬
‫لواء نشر اﻹسﻼم والعربية في الربوع الﻣغربية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تأسيس الﻣساجد‪:‬‬


‫إن حرص هؤﻻء العلﻣاء كان ﻣن ﻣنطلق إيﻣاني خالص‪ ،‬وعن قناعة راسخة نابعة ﻣن ﻣبدأ شرعي وﻣسؤولية عظيﻣة تقضي بوجوب‬
‫تبصير الناس وتعليﻣهم أﻣر دينهم‪ ،‬فكان الﻣسجد هو الﻣنارة اﻷولى التي أشع ﻣنها نور اﻹسﻼم‪ ،‬وأعظم ﻣسجد أدى هذا الدور باﻣتياز ﻣسجد عقبة‬
‫بالقيروان‪ ،‬وﻣنه إلى باقي الﻣساجد بالﻣغرب واﻷندلس‪.‬‬
‫لقد كانت خطة العﻣل تقضي بتأسيس ﻣسجد بجوار كل كتاب‪ ،‬ولكل فرد ﻣن هذه البعثة‪ ،‬فﻣعظم هؤﻻء التابعون كانوا يقيﻣون في القيروان‪،‬‬
‫وكذلك كثر بناء الﻣساجد التي كانوا يعلﻣون الناس فيها قواعد اﻹسﻼم وعلوﻣه‪ ،‬وﻻ ننسى أيضا أن اللغة العربية كان لها الحظ اﻷوفر في الﻣسألة‬
‫التعليﻣية ﻷنها وسيلة فهم اﻹسﻼم وشرائعه‪ ،‬ويعتبر الﻣسجد بﻣثابة ﻣدرسة تعليم عال‪ ،‬كانت تقام فيه الدروس العلﻣية والشروح وﻣدارسة القرآن‬
‫الكريم بتفسيره وتجويده‪ ،‬وكانت طريقة التحلق السﻣة البارزة في العﻣلية التعليﻣية‪ ،‬حيث كان البربر يفدون على هذه الﻣساجد فيستﻣعون إلى‬
‫الدروس والﻣواعظ التي كانت تلقى فأقبل أهل افريقية على اﻹسﻼم وتعلﻣه بنفوس راضية وﻣطﻣئنة لﻣا وجدوا فيه ﻣن سﻣاحة وﻣساواة وعدالة‬
‫بل وإنسانية‪ ،‬وتركوا ﻣا يخالف عقيدة اﻹسﻼم‪.1‬‬

‫‪ 1‬حسين مؤنس‪ ،‬فتح العرب للمغرب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬


‫الﻣطلب الثالث‪ :‬آثار البعثة العﻣرية ونتائجها‬

‫ﻻ يﻣكن أن نؤرخ للﻣسألة الثقافية في الﻣغرب اﻹسﻼﻣي وجذورها التاريخية‪ ،‬بل وﻣراحلها عبر العصور‪ ،‬إﻻ ﻣن خﻼل ﻣا أحدثته البعثة‬
‫العﻣرية ﻣن هزة نفسية وثورة ثقافية ﻣنذ بداية القرن الثاني الهجري‪ ،‬فلقد كان لهذه البعثة دورا ﻣفصليا وأثرا تاريخيا‪ ،‬ﻣن خﻼل نشاط غير‬
‫طبيعي‪ ،‬والذي تﻣيز بديناﻣيكية غير ﻣسبوقة ﻷن سير الخطة كانت تقضي بنشر اﻹ سﻼم واللغة العربية في آن واحد وهو ﻣا سهل ﻣن ﻣهﻣتهم‬
‫ورسالتهم‪ ،‬فﻣن اﻵثار التي تركها هؤﻻء ﻣا يأتي ذكره‪:‬‬

‫حفظوا كتاب ﷲ ﻷهل البربر‪ ،‬ونشروا السنة‪ ،‬كﻣا فصلوا لهم أحكام الشريعة وبينوا العقيدة الصحيحة التي ينبغي أن يدين بها الفرد الﻣسلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضعوا اﻷسس التي بنيت عليها هوية الﻣغاربة ﻣن خﻼل ربطهم باﻹسﻼم كدين‪ ،‬والحفاظ على ثقافتهم اﻷﻣازيغية التي ﻻ تتنافى ﻣع اﻹسﻼم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضعوا اﻷسس اﻷولى للحركة العلﻣية التي بنيت عليها الحياة الثقافية في البﻼد والتي انطلقت وعﻣت كل الربوع واﻣتدت إلى اﻷندلس‬ ‫‪‬‬
‫وإفريقيا‪.‬‬
‫علﻣوا الﻣغاربة اﻹسﻼم كﻣا انزل بعيدا عن الفرق الكﻼﻣية والﻣذاهب العقدية الﻣنحرفة‪ ،‬وحتى التيارات السياسية الحزبية التي ظهرت في‬ ‫‪‬‬
‫الﻣشرق ﻣن خﻼل ترسيخ العقيدة اﻹسﻼﻣية الصافية الﻣستنبطة ﻣن الكتاب والسنة‪ ،‬وﻣن ذلك أن الخﻣرة كانت ﻣنتشرة كأنها حﻼل عند أهل‬
‫افريقية‪ ،‬فعرفوا الناس بحرﻣتها وﻣنافاتها ﻷحكام اﻹسﻼم وتعاليﻣه‪.‬‬
‫قاﻣوا بنشر اللغة العربية وبينوا قواعدها وعلﻣوها للصغار والكبار‪ ،‬فكانت هذه العﻣلية قاعدة التعريب التي نشرها فيﻣا بعد الﻣغاربة أنفسهم‬ ‫‪‬‬
‫في القبائل والقرى‪.‬‬
‫سنوا في الﻣغرب سنة حﻣيدة‪ ،‬تﻣثلت في بناء الكتاتيب والﻣساجد‪ ،‬فصار تقليدا راسخا فيﻣا بعد عند الﻣغاربة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رسخوا في الﻣغرب ﻣبدأ احترام وطاعة وﻻة اﻷﻣور‪ ،‬وفق الضوابط الشرعية‪ ،‬والقواعد الﻣرعية حتى تستقيم اﻷﻣور ويسود اﻷﻣان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣن آثارهم التﻼﻣيذ والطلبة الذين تخرجوا على أيديهم‪ ،‬وهم يعدون بالﻣئات‪ ،‬وهي الطبقة اﻷولى التي حﻣلت الﻣشعل وقادت ﻣسيرة نشر‬ ‫‪‬‬
‫الدعوة اﻹسﻼﻣية في البﻼد الﻣغربية وتأسيس الﻣساجد والﻣدارس‪.‬‬
‫أشاعوا الرشد وحرصوا على اﻷﻣن والتآخي بين الﻣسلﻣين‪ ،‬كﻣا أقاﻣوا أحكام الشريعة‪ ،‬وبينوا الحﻼل والحرام ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أسسوا للدراسات الشرعية واللغوية في الﻣغرب‪ ،‬وصارت القيروان ﻣنارة علﻣية وﻣركز إشعاع ثقافي وحضاري كبير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحدوا الﻣغاربة ثقافيا بحيث صارت الهوية الﻣغربية ﻣتجانسة وﻣنسجﻣة يجﻣعهم دين واحد وﻣصير واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سار العلﻣاء على سياسة واضحة‪ ،‬بحيث وطدوا صﻼت اﻷخوة والتعاون بين العرب والبربر‪ ،‬فصار البربر يعتزون بدينهم ولغتهم العربية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻷنها لغة القرآن ولغة الحضارة‪.‬‬
‫سعوا إلى تطهير الﻣعتقدات وإزالة ﻣا علق بها ﻣن أدران الدعوة الخارجية‪ ،‬وﻣن أﻣثلة ذلك‪ :‬رسالة رواها الﻣالكي في "رياض النفوس"‬ ‫‪‬‬
‫لثﻼثة ﻣن هؤﻻء العلﻣاء كتبوها ليقتدى بها الﻣسلﻣون ويعتقدوا ﻣا فيها‪ ،1‬لﻣا ثار جﻣاعة ﻣن الخوارج على عهد حنظلة بن صفوان الكلبي‪،‬‬
‫وخيف على الﻣسلﻣين ﻣن شر دعوتهم‪.2‬‬
‫وأكبر أثر تركته هذه البعثة‪ ،‬بل خﻼصتها انه بفضل ﷲ ثم بفضل هذه البعثة أسلم ﻣن بقي ﻣن البربر‪،‬وانسدل ستار افريقية التائهة الضائعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وانبلج عليها صبح جديد به تتﻣيز الحق ﻣن الباطل وﻣعنى ذلك أن الفتح بﻣعناه الديني إنﻣا تم على يد إسﻣاعيل بن أبي الﻣهاجر‪ ،‬وﻣن خﻼله‬
‫البعثة العﻣرية التي تركت عددا ضخﻣا ﻣن الفقهاء وأهل الحديث‪ ،‬ثم إنه بفضل هؤﻻء العلﻣاء اﻷخيار الذين كانوا ﻣتﻣسكين بالسنة كان‬
‫تﻼﻣيذهم ﻣن بعدهم حافظين لها نابذين كل ﻣا عداها ثم تدعﻣت فيهم هذه النزعة بأخذهم عن ﻣذهب اﻹﻣام ﻣالك‪.3‬‬

‫‪ 1‬المالكي‪ ،‬رياض النفوس‪ ،‬ط ‪ ،2‬ج‪ ،1‬تحقيق بشير البكوش‪ ،‬دار الغرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لينان‪ ،1994 ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪ 2‬المجدوب عبد العزيز‪ ،‬الصراع المذهبي في افريقية حتى قيام الدولة الزيرية‪ ،‬ط ‪ ،2‬تونس‪ :‬الدار التونسية‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 3‬المجدوب عبد العزيز‪ ،‬الصراع المذهبي في افريقية حتى قيام الدولة الزيرية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫خاتﻣة‬

‫تناولنا في بحثنا الﻣتواضع هذا البعثة العﻣرية بالدراسة والتحليل أهم حدث تاريخي في بﻼد الﻣغرب بعد الفتح اﻹسﻼﻣي وخﻼصة القول‬
‫أن البعثة العﻣرية التي أرسلت إلى القيروان لنشر اﻹسﻼم قد تألفت ﻣن أبناء الﻣهاجرين واﻷنصار وﻣن العرب والعجم‪ ،‬فقد جﻣع بينهم صفة الفقه‬
‫في الدين والتﻣسك بتعاليم اﻹسﻼم والسهر على نشرها وتعليﻣها فكانوا بحق اﻵباء الروحانيين وأول غارسي أصول الحركة الفكرية في القيروان‪،‬‬
‫كﻣا نﻼحظ أنهم أرسلوا إلى القيروان واستوطنوها وأقاﻣوا بها ولم يعودوا إلى بﻼدانهم وفي هذا دليل على صدق نواياهم وإخﻼصهم وحرصهم‬
‫على تأدية ﻣهﻣتهم إلى آخر أياﻣهم وقد بنوا الﻣساجد والكتاتيب لتعليم أبناء الﻣسلﻣين‪ ،‬فشاع في عهدهم تعلم القرآن والحديث والفقه والتفسير‬
‫واتبع الناس بفضلهم التعاليم واﻵداب الشرعية وصار الوافدون إلى القيروان ينهلون ﻣن علم هؤﻻء ثم يعودون إلى ﻣناطقهم لنقل ﻣا تعلﻣوا إلى‬
‫أهاليهم وقبائلهم‪.‬‬

‫يﻣكن القول أن بﻼد الﻣغرب اﻹسﻼﻣي خﻼل ﻣراحل الفتح وسير أحداثه‪ ،‬قد شهدت أعﻣال فردية جليلة عﻣلت على نشر اﻹسﻼم وهداية‬
‫الناس بجانب الفتح العسكري‪ ،‬إﻻ أن الفتح الحقيقي والكاﻣل إنﻣا تم على يد هذه البعثة الرسﻣية الﻣسﻣاة بالبعثة العﻣرية ﻣن خﻼل تأسيس الﻣساجد‬
‫والكتاتيب في كافة أنحاء الﻣغرب‪ ،‬حيث علﻣوا الﻣغاربة القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية وعلوﻣها‪ ،‬حيث نجحت هذه القافلة الدعويّة‬
‫في ﻣهاﻣها الجهاديَة أيﻣا نجاح‪ ،‬إذ استطاعت في ﻣدة وجيزة أن تبلﻎ دعوة اﻹسﻼم إلى كافة أبناء تلك اﻷصقاع التي شﻣلت بﻼد الﻣغرب‪ ،‬واﻣتدت‬
‫عبر البحر إلى اﻷندلس‪ ،‬وجنوب فرنسا‪ ،‬وصار بداية القرن الثاني الهجري الجديد فاتح عهد جديد‪ ،‬ولم ينتصف هذا القرن حيت أصبحت الﻣغرب‬
‫والقيروان على وجه التحديد عاصﻣة العلم والعلﻣاء بل أول حاضرة علﻣية وﻣركز إشعاع ثقافي بالﻣغرب اﻹسﻼﻣي‪.‬‬
‫قائﻣة الﻣصادر والﻣراجع‬
‫‪ ‬ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬طبعة بيت اﻷفكار‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2004 ،‬‬

‫‪ ‬جﻼل الدين السيوطى السيوطي‪ ،‬تاريخ الخلفاء‪ ،‬دار الكتب العلﻣية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬

‫‪ ‬إبن خلدون‪ ،‬ا لعبر وديوان الﻣبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر وﻣن عاصرهم ﻣن ذوي السلطان اﻷكبر‪ ،‬تحقيق خليل شحادة‪،‬‬

‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج ‪.2002 ،1‬‬

‫‪ ‬ﻣحﻣد علي الصﻼبي‪ ،‬الدولة اﻷﻣوية‪ ،‬دار الﻣعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2008 ،2‬‬

‫‪ ‬علي ﻣحﻣد ﻣحﻣد الصﻼبي‪ ،‬صفحات الﻣشرقة ﻣن التاريخ اﻹسﻼﻣي‪ ،‬دار اﻹيﻣان للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬اﻹسكندرية‪ ،‬ﻣصر‪.2003 ،‬‬

‫‪ ‬الﻣالكي‪ ،‬رياض النفوس‪ ،‬ط ‪ ،2‬ج‪ ، 1‬تحقيق بشير البكوش‪ ،‬دار الغرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لينان‪.1994 ،‬‬

‫‪ ‬الﻣجدوب عبد العزيز‪ ،‬الصراع الﻣذهبي في افريقية حتى قيام الدولة الزيرية‪ ،‬ط ‪ ،2‬تونس‪ :‬الدار التونسية‪.1986 ،‬‬

‫‪ ‬ﻣحاضرات في تاريخ الﻣذاهب في الغرب اﻹسﻼﻣي‪ ،‬جاﻣعة الﻣدية‪ ،‬الجزائر‪.2023 ،‬‬

‫‪ ‬ابن الجوزي‪ ،‬سيرة وﻣناقب عﻣر ابن عبد العزيز الخليفة الزاهد‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار وﻣكتبة الهﻼل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1985 ،‬‬

‫‪ ‬التهاﻣي إبراهيم‪ ،‬جهود علﻣاء الﻣغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجﻣاعة‪ ،‬ط ‪ ،1‬ﻣؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2005 ،‬‬

‫‪ ‬حسين ﻣؤنس‪ ،‬فتح العرب للﻣغرب‪ ،‬ﻣكتبة اﻻسكندرية‪ ،‬ﻣصر‪.‬‬

‫‪ ‬الحسن السائح‪ ،‬الحضارة اﻻسﻼﻣية في الﻣغرب‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الﻣغرب‪.1986 ،‬‬

‫‪ ‬ابن عذاري‪ ،‬البيان الﻣغرب في أخبار اﻷندلس والﻣغرب‪ ،‬ط ‪ ،3‬ج ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1983 ،‬‬

‫‪ ‬إيﻣان شعبان‪ ،‬بﻼد الﻣغرب قبيل الفتح اﻹسﻼﻣي‪ ،‬ﻣجلة العلوم اﻹنسانية‪ ،‬الﻣجلد ‪ ،5‬العدد ‪ ،01‬جاﻣعة تندوف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬ﻣنشورات اتحاد الﻣؤرخين العرب‪ ،‬بﻼد الﻣغرب وعﻼقتها بالﻣشرق في أواخر القرن ‪ 9‬هجري‪ ،‬دار عين للدراسات‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬ﻣحﻣد ﻣرغ يت‪ ،‬البعثة العﻣرية وأثرها في توطين اﻹسﻼم والعربية ببﻼد الغرب اﻹسﻼﻣي‪ ،‬ﻣجلة الحوار الفكري‪ ،‬العدد ‪ ،11‬جاﻣعة‬

‫أدرار‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪ ‬سعد زغلول عبد الحﻣيد‪ ،‬تاريخ الﻣغرب العربي‪ ،‬ﻣنشأة الﻣعارف‪ ،‬اﻹسكندرية‪ ،‬ﻣصر‪.1979 ،‬‬

‫‪ ‬نهلة شهاب أحﻣد‪ ،‬الﻣغرب العربي في عهد عقبة بن نافع‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬دار الﻣتنبي للنشر والتوزيع‪ ،‬عﻣان‪ ،‬اﻷردن‪.2002 ،‬‬

‫‪ ‬احﻣد ﻣختار العابدي‪ ،‬في تا ريخ الﻣغرب واﻷندلس‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1972 ،‬‬

‫‪ ‬أﻣيرة أوحاﻣة‪ ،‬سارة النوي‪ ،‬دور أهل ﻣكة في بﻼد الﻣغرب اﻹسﻼﻣي خﻼل القرنين اﻷول والثاني الهجريين‪ ،‬ﻣذكرة ﻣاستر‪ ،‬جاﻣعة ﻣحﻣد‬

‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬

‫‪ ‬عبد العزيز سالم‪ ،‬الﻣغرب الكبير‪ ،‬ﻣؤسسة شباب الجاﻣعة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اﻹسكندرية‪ ،‬ﻣصر‪ ،1966 ،‬ج ‪.2‬‬

You might also like