You are on page 1of 17

‫ثقافة المؤسسة و بناء اليويات المينية لمعامل بالمؤسسة الجزائرية‬

‫أ‪ .‬تواتي طارق ‪ -‬جامعة األغواط‬


‫أ‪ .‬عامري خديجة ‪ -‬جامعة األغواط‬

‫الممخص ‪:‬‬

‫إف التحكالت التي مست منظكمة العمؿ في العالـ أسيمت في إنتاج جممة مف الخطابات‬
‫السكسيكلكجية لعدد مف المنظريف كالميتميف بالتنظيـ إلى قراءة الكاقع االجتماعي لمفئات المينية‬
‫مثؿ ركنك ساف سكليك ككمكد دكبار كنحاكؿ مف خبلؿ دراستنا ىاتو إلى تجسيد ىاتو المقاربة‬
‫النظرية عمى كاقع تحكالت منظكمة العمؿ بالجزائر مف خبلؿ تحميؿ سكسيكلكجي نقدم لصيغ‬
‫العمؿ التي تتبناىا المؤسسة الجزائرية " محدكدة المدة" ‪.‬‬

‫‪Résumé:‬‬

‫‪Les transformations qui ont touché le système de travail dans le monde ont‬‬
‫‪contribué à la production d'une série de discours par nombre des‬‬
‫‪sociologues " organisation" à lire la réalité sociale de groupes professionnels tels‬‬
‫‪que Renault .S et Claude Dubar et essayer grâce à notre étude de ces circonstances à la‬‬
‫‪réalisation représentée l'approche théorique aux changements de la réalité du système de‬‬
‫‪travail en Algérie à travers l'analyse critique sociologique pour les formules de‬‬
‫‪travail adoptées par l'organisation algérienne "de durée limitée".‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعد مفيكـ ثقافة المؤسسة مف المفاىيـ الحديثة التي تناكليا عمماء االجتماع ‪،‬كقد أصبحت مف‬
‫مكاضيع الساعة التي اىتـ بيا العديد مف الدارسيف لمتنظيمات كخاصة عمماء االجتماع ‪،‬فقد كانت‬
‫البدايات األكلى المميدة لظيكر ىذا المصطمح مف خبلؿ دراسة لممجتمعات البركتستانتية في الكاليات‬
‫المتحدة‪،‬كاتصاؼ ىاتو األخير بأنيا أكثر ليبرالية كذلؾ لذيكع ك سعي ىذه الفئة االجتماعية إلى إنشاء‬
‫المؤسسات التي تتصؼ بالكالء كالعمؿ الجاد ‪،‬ثـ انتقؿ ىذا األمر إلى كندا عف طريؽ " ‪Jean‬‬
‫‪ "François‬كالذم سماه بالبعد المنسي حيث رأل أف كؿ مف فرديريؾ تايمكر كفكرد ىذا األخير الذم‬
‫جاء بفكرة العمؿ بالسمسمة قد اغفبل ىذا األمر ‪ ،‬ك أكد عمى تنشئة العامؿ تنشئة ثقافية اجتماعية‬
‫مؤسساتية تسيـ في زيادة إنتاج المؤسسة ‪ ،‬ثـ انتقؿ األمر إلى الغرب عف طريؽ "ساف سكليك" بفرنسا كىك‬
‫أكؿ مف أسيـ في فكرة ثقافة المؤسسة كالذم رأل أف المنظمة يجب أف تككف مؤسسة تنشئة اجتماعية ‪،‬‬

‫‪055‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫لتأتي طركحات كمكد دكبار كالتي تعالج مكضكع اليكية المينية متفقا كمتجاك از مع طركحات ساف سكليك‬
‫في تحميؿ العمؿ كتحكالت منظكمة العمؿ كصيغ العمؿ ‪.‬‬
‫كمف خبلؿ طركحات " كمكد دكبار" ك "ركنك ساف سكليك" نحاكؿ معالجة تحكالت منظكمة العمؿ في‬
‫الجزائر مف خبلؿ صيغ العمؿ الجديدة التي تتبناىا المؤسسة الجزائرية‪.‬‬
‫كعمى أساس ذلؾ نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ىل لمقيمة الرمزية لنظام العمل محدود المدة لدى العامل الجزائري دور في‬
‫تشكيل ىويتة المينية داخل المؤسسة وىويتو االجتماعية ؟‬
‫‪ ‬فيما تتمثل تجميات إسقاط طروحات كمود دوبر ورونو سان سوليو في‬
‫دراسة تحوالت منظومة العمل بالجزائر " العمل محدود المدة نموذجا؟‬
‫أوال ‪:‬ماىية ثقافة المؤسسة ‪:‬‬
‫‪/1‬تعريفات ثقافة المؤسسة ‪:‬‬
‫يعرؼ مشاؿ كركزيو )‪ )M. Crozier‬ثقافة المؤسسة " عمى أنيا القدرة عمى العمؿ كالفعؿ جماعيا‬
‫ىذه القدرة تسمح لؤلفراد المنتميف لنفس الجماعة أف يجدكا الطرؽ كالكسائؿ التي تسمح ليـ بدمج‬
‫إستراتيجيتيـ كتكجياتيـ مع بعضيا البعض بالطريقة التي تمكنيـ مف االستمرار في العبلقة ليتحقؽ اليدؼ‬
‫المشترؾ فيذه القدرة الجماعية ليست عممية ميكانيكية أك كليدة ظركؼ أنية بؿ ىي كليدة قكاعد كضعيا‬
‫األفراد ليذا الغرض "‪.1‬كيتفؽ كؿ مف رونو سان سوليو كفميب برنو مع ىذا الطرح األخير الذم قدمو‬
‫كركزيو‪.‬‬
‫مف خبلؿ ىذا التعريؼ يتضح أف ثقافة المؤسسة تبنى مف ثقافة األفراد الفاعميف بالمنظمة كالذيف‬
‫يعممكف عمى بناء إستراتيجية تقكـ عمى العمؿ الجماعي ك التشاكر ‪،‬لتحقيؽ األىداؼ المشتركة كليست‬
‫ىاتو القدرة الجماعية ىي عممية ميكانيكية كليدة ظركؼ أنية تمارس عمى األفراد ضغطا في فترة ما‪ ،‬مما‬
‫يكضح أف بناء ثقافة المؤسسة ىي ىك نتاج القكاعد التي كضعيا األفراد الفاعميف بالمنظمة كالكفيمة بتكجيو‬
‫عبلقاتيـ كتحقيؽ أىدافيـ ‪.‬‬
‫في حيف يرل فيمب برنك ( ‪ )Ph.Bernoux‬ثقافة المؤسسة تكمف في "مدل قدرة المنظمة عمى‬
‫أف تككف مؤسسة اجتماعية "‪ "Institution social‬ناحتة لميكية كمنتجة لثقافة تجعؿ مف أعضائيا‬
‫يشعركف باالنتماء إلييا كليست مجرد االنتساب اإلدارم ليا "‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ميدم بف عيسى‪،‬عمم االجتماع التنظيم‪:‬مف سكسيكلكجية العمؿ إلى سكسيكلكجية المؤسسة ‪،‬ط‪، 1‬الجزائر‪،‬أكت‬
‫‪ ،2010‬ص‪246‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪246‬‬

‫‪053‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫يتبيف مف خبلؿ ىذا التعريؼ الذم قدمو فميب برنك حكؿ ثقافة المؤسسة تكمف في مدل قدرة‬
‫المؤسسة في غرس ىكية االنتماء لممؤسسة ‪،‬مف خبلؿ اآلليات التي تعزز كالء األفراد إلى المنظمة بعيدا‬
‫عف انتماء األفراد مف ناحية التنظيـ اإلدارم ‪،‬الف ىذا األخير ال يعزز كليس مؤش ار كحيد ككافيا عمى‬
‫انتماء الفرد لممؤسسة ‪.‬‬
‫كيرل كلياـ أكشي باف ثقافة المؤسسة تكمف في "قدرة المؤسسة عمى إدارة العنصر البشرم مف‬
‫خبلؿ خمؽ العامؿ السعيد في عممو مف خبلؿ أعمدة أساسية ىي ‪ :‬الثقة‪ ،‬األلفة كالمكدة ‪ ،‬ك الحدؽ‬
‫‪1‬‬
‫كالميارة "‪.‬‬
‫يعرؼ ديسمر "‪ " Dessler‬ثقافة المؤسسة "بأنيا القيـ السائدة لممؤسسة كىي أكثر مككنات‬
‫المؤسسة أىمية كتشتمؿ عمى العديد مف العناصر كالمككنات المعنكية كالمادية كىي تشتمؿ عمى سمكؾ‬
‫‪2‬‬
‫العامميف في المؤسسة كمدل تعاكنيـ مع بعضيـ البعض ‪ ،‬كمعايير الترقيات كالجزاءات كالعقكبات‪" .‬‬
‫مف المبلحظ أف ىذا التعريؼ األخير يركز عمى الجكانب المادية التي تمس جانب العبلكات‬
‫كالترقيات ككؿ المحفزات المادية التي بدكرىا تؤثر عمى الجانب المعنكم لؤلفراد العامميف كمنو يرل أف‬
‫الثقافة كمتغير تابع يمكف تعديمو كتكجيو لمصالح العاـ لممؤسسة كما أف ىذا التعريؼ يركز عمى الجكانب‬
‫التنظيمية لممؤسسة كيعتبرىا كيكية تحمميا المؤسسة يمكف أف تقكـ بترسيخيا لدل األفراد العامميف‪.‬‬
‫كتعرؼ كذلؾ بأنيا "مجمكعة مف المزايا التي تميز المنظمة عف باقي المنظمات األخرل كليذه‬
‫‪3‬‬
‫المزايا صفة االستم اررية النسبية كليا أثر كبير عمى سمكؾ األفراد في منظمة ما "‪.‬‬
‫ك تعني كذلؾ " مجمكعة مف المعتقدات مشتركة بيف أعضاء اإلدارة العميا بالمنظمة تعني كيفية‬
‫إدارة أنفسيـ كادارة أفراد المنظمة ككيؼ يسيركف أعماؿ منظمتيـ ‪ ،‬ىذه المعتقدات غير محسكسة لئلدارة‬
‫‪4‬‬
‫العميا كلكف ليا تأثير عمى أفكارىـ كأفعاليـ "‪.‬‬
‫كمنو فيذاف التعريفاف األخرياف ينظراف إلى ثقافة المؤسسة عمى أنيا تمثؿ مجمكعة مف‬
‫الخصائص التي تميز منظمة ما عف باقي المنظمات األخرل ‪ ،‬كتكتسب ىذه المزايا صفة االستم اررية‬
‫النسبية ‪ ،‬كتمارس تأثي ار كبي ار عمى سمكؾ األفراد في المنظمات‪ ،‬كتركز عمى إيجاد قيـ كأىداؼ مشتركة‬
‫بيف العامميف ‪ ،‬كلذلؾ تعد ركنا أساسيا في المنظمات المعاصرة ‪ ،‬إضافة إلى أنيا تمعب دك ار بار از في‬
‫التأثير عمى األداء العاـ لممنظمة كعمى تحقيؽ الفعالية التنظيمية بيا ‪ ،‬حيث تتأثر ىذه األخيرة بالمستكل‬
‫الثقافي السائد في المجتمع سمبا أك إيجابا ‪ .‬فثقافة المؤسسة نتاج ما اكتسبو العاممكف مف أنماط سمككية‬

‫‪1‬‬
‫دفيد سيمفرماف‪،‬اإلطار السوسيولوجي لنظرية التنظيم‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عادؿ مختار اليكارم‪،‬ط‪ ،2‬مكتبة نيضة الشرؽ‪،‬‬
‫القاىرة‪.1980،‬ص‪192‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الر ازؽ جمبي‪،‬دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية‪،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1989، ،‬ص‪.89‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد عبد الرحماف محمد‪،‬عمم االجتماع الصناعي النشأة والتطورات الحديثة‪،‬دار المعرفة الجامعية‪.2006،‬ص‪154‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪054‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫كطرؽ تفكير كقيـ كعادات كاتجاىات كميارات تقنية قبؿ انضماميـ لممنظمة التي يعممكف فييا ‪ ،‬ثـ تضفي‬
‫المنظمة عمى ذلؾ النسؽ الثقافي لمنسكبييا مف خصائصيا كاىتماماتيا كسياساتيا كأىدافيا كقيميا ما‬
‫يحدد شخصية المنظمة ‪ ،‬كيميزىا عف المنظمات األخرل ‪.‬‬
‫كمف العرض السابؽ لمفيكـ الثقافة كارتباطيا بالمنظمة فإف ىذا االرتباط يتيح تحديدا أكثر لمقيـ‬
‫كاألفكار السائدة في التنظيـ كالتي تمثؿ األطر المعيارية لسمكؾ كممارسات األفراد كالعامميف بالمنظمة ‪،‬‬
‫فالثقافة ىي التي تحدد نمط التنظيـ السائد كالقيـ التي تحكـ سياسة المنظمة ‪.‬‬
‫كىناؾ تعريؼ ينظر إلى ثقافة المؤسسة بأنيا " منظكمة المعاني ‪ ،‬كالرمكز‪ ،‬كالقيـ كالمعتقدات ‪،‬‬
‫كاألعراؼ ‪ ،‬كالفمسفة ‪ ،‬كالتكقعات التنظيمية ‪ ،‬كالتي تشكؿ سمة خاصة لمتنظيـ بحيث تخمؽ فيما مشتركا‬
‫بيف أعضاء التنظيـ حكؿ ماىية التنظيـ ‪ ،‬كالسمكؾ المتكقع مف األعضاء فيو كتساعد في حؿ‬
‫‪1‬‬
‫مشكبلتيـ" ‪.‬‬
‫ينظر ىذا التعريؼ األخير إلى ثقافة المؤسسة عمى أنيا منظكمة مف المعاني كالقيـ كالمعتقدات‬
‫كاألعراؼ كالتكقعات التنظيمية التي تنشا بيف أفراد التنظيـ كالتي تككف بمثابة عمؿ تشاركي يتقاسمو أفراد‬
‫المنظمة ‪،‬كالذم يضفي عمى الفئات العمالية تكليد حس كجكد ىؤالء األفراد داخؿ التنظيـ أم تنمية حس‬
‫كالء التنظيمي ألفراد بأىداؼ التنظيـ ‪ ،‬كما أف ذلؾ يساعد في التنبؤ بسمككات األفراد داخؿ المنظمة‬
‫كيمكف كذلؾ مف تكجييو كتحقيؽ مراد التنظيـ ك يساعد في حؿ المشاكؿ التي تقؼ حاجز كتنمية قدرات‬
‫كأداء األفراد بالمنظمة كتحقيؽ استثمار في المكارد البشرية‪.‬‬
‫يعرؼ ' ‪ 'Shafaritz‬ثقافة المؤسسة بأنيا "تمؾ الثقافة المكجكدة في المنظمة‪ ،‬كىي شيء مماثؿ‬
‫أك متجانس مع الثقافة االجتماعية فيي تشمؿ الكثير مف األشياء غير المممكسة كالقيـ‪ ،‬االعتقادات‪،‬‬
‫االفتراضات‪ ،‬كالمدركات الحسية كأشكاؿ سمككية كأشياء مف صنع اإلنساف‪ ،‬كأنماط سمككية إنيا القكة غير‬
‫‪2‬‬
‫المرئية كغير الممحكظة كالتي تككف دائما كراء األنشطة المؤسسية التي يمكف مبلحظتيا كرؤيتيا"‪.‬‬
‫تعريؼ' ‪' E.H SCHIEN‬كىك مف أكثر التعاريؼ تداكال ك التي يعرفيا عمى أنيا مجمؿ‬
‫االختيارات كاالفتراضات القاعدية التي اكتشفتيا كأنتجتيا كطكرتيا مجمكعة بشرية معينة ‪.‬في محاكلتيا‬
‫إليجاد الحمكؿ لمشاكؿ التأقمـ الخارجي ك االندماج الداخمي ك التي أثبتت نجاعتيا كفعاليتيا بالنسبة ليـ‬
‫كاعتمدكىا ك أصبحكا يتداكلكنيا عمى أنيا الطريقة الصحيحة ك الجيدة في إدراؾ ك معالجة‬
‫ىذه المشاكؿ ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪ 2‬المبسمط شركؽ‪ ،‬الثقافة المؤسسية في أجيزة الخدمة المدنية في األردن‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشكرة في اإلدارة العامة‬
‫–الجامعة األردنية ‪ ، 1999 .‬ص‪. 32‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد ميدم بف عيسى‪( ،‬ثقافة المؤسسة كموجو لسموكات األفراد واألفعال في المنظمات الحديثة)‪.‬مجمة الباحث ‪.‬جامعة‬
‫كرقمة ‪.‬العدد‪ .2004 .3‬ص‪.147‬‬

‫‪055‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫كما يكضح ذلؾ أكثر فيعتبرىا بمثابة" ‪:‬الطقكس كالممارسات السمككية الناجمة عف تفاعبلت األفراد‬
‫كاستخداميـ لمغة‪ ،‬كالطقكس حكؿ ماىية السمكؾ كاألعراؼ التي تظير في جماعات العمؿ‪ ،‬كالقيـ السائدة‬
‫‪1‬‬
‫داخؿ المنظمة‪ ،‬كالفمسفة التي تكجو سياسة المنظمة‪ ،‬كالمناخ داخؿ المنظمة ‪".‬‬
‫ومنو يمكن أن نستنتج ببعض النقاط في ىذا التعريف ‪:‬‬
‫أف آليات التبلحـ في ىذه الحالة ىي كفاءة جماعية ك ليست فردية كما أنيا ضركرية مف‬ ‫‪‬‬
‫أجؿ بقاء الجماعة ك استمرارىا‪.‬‬
‫كؿ مجمكعة بشرية مرتبطة يبعضيا البعض عمى أنيا كياف قائـ بذاتو تككف ليا ثقافة‬ ‫‪‬‬
‫خاصة بيا كما ىك الحاؿ بالنسبة لمفئة العمالية المكجكدة في مؤسسة ما ‪.‬‬
‫ىذه الثقافة تككف كليدة اختياراتيا لمحمكؿ التي تعتقد أنيا صحيحة ك مثمى في مكاجية‬ ‫‪‬‬
‫المحيط الخارجي ك مف أجؿ تحقيؽ االنسجاـ ك الضبط الداخمي‪.‬‬
‫أف الثقافة بيذا المعنى ليا كظيفتاف أساسيتاف ك ىما تحقيؽ الدمج الداخمي ك التأقمـ‬ ‫‪‬‬
‫أما مكريس ثيفيني ‪ M. Thevenet‬يرل أف الثقافة ىي" كؿ ما يكحد المؤسسة في‬ ‫الخارجي‬
‫‪2‬‬
‫ممارستيا ك كذلؾ كؿ ما يميزىا عف اآلخريف "‪.‬‬
‫نبلحظ أف ثقافة المؤسسة ليا شقيف الشؽ األكؿ يتمثؿ في العكامؿ ك المككنات الداخمية ليا التي‬
‫تجعؿ السمككات كاألفعاؿ التي يقكـ بيا العماؿ بصفتيـ فاعمكف اجتماعيكف منسجمة مع بعضيا البعض‬
‫ك متشابكة ‪،‬الثقافة ىنا تحدد السمكؾ ك تكجيو ك الشؽ الثاني ىك التمظير الخارجي ليذه الثقافة عمى‬
‫مستكل باقي األنساؽ الفرعية األخرل مف نسؽ األىداؼ كالنسؽ التقني ك نسؽ البنية عمى اعتبار أف ىذه‬
‫األنساؽ األربعة ىي التي تشمؿ النسؽ الكمي لممؤسسة ك عميو تصبح الثقافة ليس محددة فقط لمسمككات‬
‫الفردية ك الجماعية بؿ حتى لؤلنساؽ الفرعية األخرل فكؿ منا عمى عمـ بعدد مف المؤسسات التي تكاجو‬
‫صعكبات كبيرة مف جراء عدـ التطابؽ بيف ثقافتيا ك متطمبات بنيتيا المتخصصة معنى ىذا أف ثقافة‬
‫المؤسسة ليا تأثير بشكؿ أك بآخر ك بدرجات متفاكتة عمى أدنى قرار عممي فييا )عمى مستكل الفرد) إلى‬
‫أعمى قرار يتعمؽ بعبلقة المؤسسة بمحيطيا كالذم يدخؿ ضمف االختصاصات الكظيفية لييئتيا المديرة‪.‬‬

‫‪ 1‬بكحنية قكم‪ ( ،‬ثقافة المؤسسة كمدخل أساسي لمتنمية الشاممة ‪:‬دراسة في طبيعة العالقة بين المحددات الثقافية وكفاءة‬
‫األداء )‪.‬جامعة كرقمة ‪.‬مجمة الباحث‪.‬العدد‪.2003/02‬ص ص ‪.70.79‬‬
‫‪ 2‬محمد ميدم بف عيسى‪،‬ثقافة المؤسسة‪،‬رسالة دكتكراه عمـ االجتماع‪،‬كمية العمكـ االجتماعية ‪،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2005،‬ص‪147‬‬

‫‪056‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫ثانيا‪ -‬مراحل تطور ثقافة المؤسسة ‪:‬‬
‫مرت قيـ المؤسسة بمراحؿ نتيجة لمتغيير كالتطكير ‪،‬فقد اثر التطكير في تشكيؿ كاعادة تشكيؿ‬
‫ثقافة المؤسسة ‪،‬لذلؾ يمكف اإلشارة إلى مراحؿ تطكر ثقفة المؤسسة بالمراحؿ التالية ‪:‬‬
‫‪-‬مرحمة العقالنية ‪ :‬في ىذه المرحمة تـ النظر إلى الفرد مف منظكر مادم بحت ‪ ،‬بحيث يتـ تحفيزه‬
‫بحكافز مادية ألداء ميامو ‪ ،‬كقد كاف فريديريؾ تايمكر مف ركاد ىاتو النظرية‪ ،‬التي نظرت إلى اإلنساف‬
‫نظرة ميكانيكية كتـ ترسيخ في ىاتو المرحمة لمسالة القيـ المادية‪ ،‬إال أنيا تغيرت عبر مراحؿ تطكر الفكر‬
‫اإلدارم مف القيـ المادية إلى القيـ المعنكية‪.‬‬
‫‪-‬مرحمة المواجية ‪:‬في ىاتو المرحمة ظيرت قيـ تنظيمية جديدة ‪،‬فظيكر النقابات العمالية‬
‫كاالىتماـ بالعنصر اإلنساني ‪،‬كمحاسبة اإلدارة في حالة إىماؿ العنصر اإلنساني ‪،‬كاعطاؤه حقكقو‬
‫ككاجباتو أدت إلى إفراز قيـ الحرية كاالحتراـ كالتقدير ‪.‬‬
‫‪-‬مرحمة اإلجماع في الرأي ‪:‬ظيرت في ىاتو المرحمة قيـ الحرية في العمؿ‪ ،‬حيث تـ نقؿ اإلدارة‬
‫مف المديريف إلى العماؿ كفي ىاتو المرحمة عزز "ماك غريجور" مفيكـ كأىمية القيـ اإلدارية ‪.‬‬
‫‪-‬المرحمة العاطفية ‪:‬قد كانت القيـ الجديدة التي أظيرتيا ىاتو المرحمة امتداد إلى تجارب ىاكثكف‬
‫‪،‬التي شددت عمى أىمية المشاعر ك األحاسيس كأكدت عمى أف اإلنساف ليس مجرد آلة ميكانيكية‪.‬‬
‫‪-‬مرحمة اإلدارة باألىداف ‪:‬ترتكز القيـ في ىذه المرحمة عمى المشاركة بيف اإلدارة كالعماؿ‪ ،‬فيما‬
‫يتعمؽ بالعمميات التنظيمية كاتخاذ الق اررات كالتخطيط كالتنسيؽ كاإلشراؼ ‪.....‬الخ ‪،‬إضافة إلى العمؿ‬
‫الجماعي في تحديد أىداؼ المؤسسة ككذلؾ المسؤكلية المشتركة ‪.‬‬
‫مرحمة التطوير التنظيمي ‪:‬ظيرت في ىاتو المرحمة قيـ جديدة تمثمت في تحميؿ األفكار‬ ‫‪-‬‬
‫كالمعمكمات اإلدارية كاستخداـ منيجية البحث العممي‪ ،‬التي يمكف مف خبلليا إيجاد ما يعرؼ بالتطكير‬
‫التنظيمي مف خبلؿ كضع خطط مستقبمية‪،‬كقد صاحب ذلؾ ظيكر مفاىيـ كقيـ جديدة مثؿ االىتماـ‬
‫بالعبلقات اإلنسانية كالجكانب النفسية كدراسة ضغكط العمؿ كاإلجياد الميني ‪.‬‬
‫‪-‬مرحمة الواقعية ‪ :‬يمثؿ تطكر القيـ في ىاتو المرحمة مزيجا بيف المراحؿ السابقة ‪،‬التي مرت بيا‬
‫القيـ عبر إدراؾ عمؿ المديريف لمفيكـ القيادة ك أىميتيا كمراعاة ظركؼ البيئة المحيطة كالتنافس كظيكر‬
‫‪1‬‬
‫مفاىيـ كمصطمحات جديدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المكونات المشكمة لثقافة المؤسسة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ربيعي ميمكد ‪،‬تاثير ثقافة المؤسسة عمى تطبيق نظام إدارة الجودة الشاممة دراسة ميدانية بمؤسسة نقؿ األنابيب بغرداية‬
‫‪،‬رسالة ماجستير عمكـ التسيير ‪،‬كمية العمكـ االقتصادية بجامعة سكيكدة ‪، 2007/2006،‬ص‪. 56‬‬

‫‪057‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫حسب ركنك ساف سكليك " ‪ ،" R. Sainsaulieu‬يرل باف بناء ثقافة المؤسسة ترتكز‬
‫عمى ثبلث عكامؿ رئيسية ‪ 1‬كالتي تبينيا النقاط المكالية ‪:‬‬
‫الثقافة السابقة لمعامؿ كالتي يمكف أف تككف مرتبطة بجنسو رجؿ أك امرأة أك انتمائو ريفي‬ ‫‪‬‬
‫أك حضرم بالثقافة المينية السابقة التي قد حصؿ عمييا في مؤسسات أخرل ‪.‬‬
‫الكضعية المينية لمعامؿ داخؿ المؤسسة كالتي تتضمف الفئة االجتماعية كالمينية التي ىك‬ ‫‪‬‬
‫مصنؼ فييا ككذا شكؿ تنظيـ العمؿ ‪.‬‬
‫عبلقات السمطة كالتبعية التي تحكمو داخؿ المؤسسة كما يترتب عف ذلؾ مف‬ ‫‪‬‬
‫استراتيجيات سكاء في عبلقتو بالمؤسسة أك باآلخريف‪.‬‬
‫فيذه العكامؿ تجعؿ مف الثقافة حالة مشخصة كنكعية ليس حسب المؤسسات بؿ حسب الفئات‬
‫المينية المتكاجدة في كؿ مؤسسة فقد تكصؿ ‪ R. Sainsaulieu‬في الدراسة التي آجراىا عف ىكية‬
‫العامؿ في العمؿ فكجد اليكيات الثقافية كاالجتماعية التي صنفيا حسب ما يمي ‪:‬‬
‫النموذج االنصياري أو االندماجي ‪:FUSIONNEL‬يميز العماؿ الفرنسييف الذيف ليـ‬ ‫‪‬‬
‫تأىيؿ كليس ليـ أم سمطة ال عمى ظركؼ عمميـ كال عمى عبلقتيـ باآلخريف فيـ يتميزكف بالتضامف‬
‫مع بعضيـ البعض أم مع العماؿ الذيف ينتمكف إلى نفس الفئة المينية كنفس االنتماء االجتماعي‬
‫كيعيشكف في تبعية كبيرة لسمطة المسؤكؿ المباشر‪.‬‬
‫النموذج المفاوض ‪ :Négociatif‬يخص العماؿ المينييف الذيف ليـ تأىيؿ عالي كالذيف‬ ‫‪‬‬
‫يستعممكف الكفاءة المينية مف اجؿ نزع االعتراؼ االجتماعي بيـ عمى أنيـ فئة متميزة كمختمفة عف‬
‫باقي الفئات األخرل ‪.‬‬
‫النموذج العاطفي ‪ : affinité‬كيضـ األعكاف التقنييف كالعماؿ المؤىميف كالجدد في‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة كاإلطارات العصامية ‪.autodidacte‬‬
‫نموذج العمال المنسحبون ‪ :‬كيشمؿ العماؿ ذكم التأىيؿ البسيط كالعماؿ المياجركف‬ ‫‪‬‬
‫كالنساء‪.‬‬
‫كالمبلحظ مف خبلؿ الطرح السابؽ كالذم يبرز باف المؤسسة ككياف اجتماعي قبؿ أف يككف‬
‫اقتصادم ‪،‬مما يجب ع مى ثقافة المؤسسة التعامؿ مع األفراد بما يككف لو مف تكجيو جؿ الفئات المينية‬
‫داخؿ التنظيـ خدمة ألىدافيـ ك أىداؼ المؤسسة كما يستمزـ عمى المؤسسة تشخيص عاـ كمستمر لثقافة‬
‫العماؿ لمعرفة مطالب العماؿ ك محاكلة تحقيقيا كتكجيييا ‪.‬‬
‫كيرل البعض األخر باف تشكؿ ثقافة المؤسسة مف خبلؿ تفاعؿ العديد مف العناصر كاالعتبارات‬
‫أىميا ما يمي‪: 1‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ميدم بف عيسى ‪ ،‬عمم االجتماع التنظيم ‪:‬من سوسيولوجية العمل الى سوسيولوجية المؤسسة ‪،‬ص ‪.244‬‬

‫‪058‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫صفات األفراد الشخصية ك ما يتمتعكف بو مف قيـ ك دكافع ك اىتمامات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خصائص الكظيفة ك مدل تبلؤميا مع صفات األفراد الشخصية ‪ ،‬ذلؾ أف األفراد‬ ‫‪‬‬
‫يتجيكف نحك المنظمات التي تتبلءـ ك تتكافؽ مع اىتماماتيـ ك قيميـ ‪ ،‬كما تستقطب المنظمات‬
‫األفراد الذيف يتفقكف مع ثقافتيا‪.‬‬
‫خصائص البناء التنظيمي أك التنظيـ اإلدارم لممنظمة ك التي تنعكس عمى نمط االتصاؿ‬ ‫‪‬‬
‫ك طرؽ اتخاذ الق اررات ك كذا تدفؽ المعمكمات مف ك إلى اإلدارة‪.‬‬
‫المكافآت ك الحكافز المادية ك األدبية التي يحصؿ عمييا األفراد ك التي تعكس المكانة‬ ‫‪‬‬
‫الكظيفية لمفرد ك التي ليا تأثير عمى سمككياتو ك طريقة عممو‪.‬‬
‫األخبلقيات كالقيـ السائدة في المنظمة ك التي تشتمؿ عمى أساليب التفكير ك طرؽ‬ ‫‪‬‬
‫التعامؿ بيف األفراد بعضيـ البعض كمع األطراؼ الخارجية ‪،‬ك تتككف ىذه األخبلقيات مف قيـ‬
‫ك أخبلقيات الفرد المستمدة مف العائمة ك المجتمع ‪ ،‬أخبلقيات المينة كالتي تكجو سمككيات األفراد‬
‫أثناء العمؿ إضافة إلى أخبلقيات المجتمع‪.‬‬
‫إف عممية بناء ثقافة المؤسسة ترتكز في مجمميا عمى محاكر أساسية كالتي يمكف أف تجعؿ مف‬
‫المؤسسة تحتؿ مكانة ريادية كتحقيؽ فعالية تنظيمية عالية تكسبيا صمعة رائدة عمى المستكل المحمي‬
‫كاإلقميمي ‪ ،‬كحتى عمى المستكل العالمي ‪،‬فيي تتمحكر حكؿ "التركيز عمى احتياجات العامميف كالنظر‬
‫إلييـ كأعضاء تنظيـ في أسرة يتكجب االىتماـ بيـ كتدريبيـ ‪،‬كالعمؿ عمى ترسيخ معايير أداء متميزة‬
‫ألدائيـ ‪ ،‬كتكفير قدر مف االحتراـ لمعامميف‪ ،‬كاتاحة المجاؿ ليـ لممشاركة "‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ك فيما يمي يمكف تحديد بعض المبلمح الثقافة المؤسسة المحفزة عمى النحك التالي ‪:‬‬
‫مدل ثقة اإلدارة في اإلفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدل انفتاح قنكات االتصاؿ مع الجيات الخارجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدل انفتاح قنكات االتصاؿ مع العامميف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدل قبكؿ التغيير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدل االستماع بتجربة األفكار الجديدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدل تشجيع العامميف عمى تقديـ األفكار الجديدة بصرؼ النظر عف مستكياتيـ اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى محمكد أبك بكر‪ ،‬الموارد البشرية مدخل لتعزيز القدرة التنافسية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬اإلسكندرية ‪ ، 2003 ،‬ص‬
‫‪83‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد قاسـ القريكتي ‪:‬السموك التنظيمي‪ :‬دراسة السموك االنساني الفردي والجماعي في منظمات االعماؿ‪،‬ط‪ ،5‬دار‬
‫كائؿ لمنشر ك التكزيع‪ ،‬األردف‪، .2009،‬ص‪.316‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المرجع ‪،‬ص‪.317‬‬

‫‪059‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫مدل استخداـ األساليب التي تشجع عمى تكليد األفكار مثؿ ‪ :‬نظـ المقترحات كجمسات‬ ‫‪‬‬
‫العصؼ الذىني كحمقات الجكدة‪.‬‬
‫مدل تكافر حد أدنى مف الخكؼ مف نتائج ارتكاب األخطاء عند تطبيؽ األفكار الجديدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كفييـ مف اعتبر باف ثقافة المؤسسة تعتبر مزيج يتككف مف العناصر التالية‪:1‬‬
‫أ‪-‬مجمكعة القيـ كالمعتقدات كالمفاىيـ كطرؽ التفكير المشتركة بيف أفراد المؤسسة‪ ،‬كالتي‬ ‫‪‬‬
‫قد تككف غير مكتكبة‪ ،‬يتـ الشعكر بيا‪ ،‬كيشارؾ كؿ فرد في تككينيا كيتـ تعميميا لؤلفراد الجدد داخؿ‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫ب‪-‬مجمكعة القيـ المشتركة التي تحكـ تفاعبلت أفراد المؤسسة فيما بينيـ كمع األطراؼ‬ ‫‪‬‬
‫ذكم العبلقة خارج المؤسسة كيمكف أف تككف نقطة قكة ميزة تنافسية أك نقطة ضعؼ كفؽ تأثيرىا‬
‫عمى سمكؾ أفراد المؤسسة‪.‬‬
‫ج‪-‬ناتج التفاعؿ بيف القيـ النيائية مثؿ تحقيؽ االستقرار كالتميز في األسكاؽ كالتجديد‬ ‫‪‬‬
‫كاالبتكار‪ ،‬كالقيـ المساعدة‪ ،‬مثؿ االستعداد لممخاطرة كالعمؿ الجاد كاحتراـ اآلخريف‪.‬‬
‫د‪-‬انعكاس لثقافة المجتمع مف خبلؿ القيـ كالعادات كاألعراؼ االجتماعية السائدة في بيئة‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة كىذا ما يبرز تعدد ثقافات المؤسسات كبيرة الحجـ كالمؤسسات متعددة الجنسيات نتيجة تعدد‬
‫ثقافات المجتمع التي تتعامؿ فييا‪.‬‬
‫ق ‪-‬ثقافة المؤسسة ىي نظاـ لمجمكعة مف المفاىيـ العامة التي يقبميا األفراد كالجماعات‬ ‫‪‬‬
‫في كقت محدد كيتـ العمؿ مف خبلليا‪.‬‬
‫ك‪-‬ثقافة المؤسسة تعطي لممؤسسة مي ازتيا التنافسية كتؤثر عمى سمكؾ أعضائيا كتحدد‬ ‫‪‬‬
‫كيفية تعامؿ أعضاء المؤسسة مع بعضيـ البعض كمع األطراؼ المكجكدة في بيئة أعماليا‪.‬‬
‫م‪-‬القيـ التي تشكؿ كيفية تفكير أعضاء المؤسسة كادراكاتيـ بما يؤثر عمى أسمكب‬ ‫‪‬‬
‫مبلحظتيـ كتفسيرىـ لؤلشياء داخؿ كخارج المؤسسة مما ينعكس عمى ممارسات اإلدارة كأسمكبيا في‬
‫تحقيؽ أىدافيا كاستراتيجيتيا‪.‬‬
‫كما يمكف تقديـ شكؿ أكضح كأكثر دقة في تقديـ مككنات ثقافة المؤسسة كالتي تتمثؿ في ما يمي‪:‬‬
‫‪-‬القيم والمعتقدات ‪ :‬كىك كؿ ما تعتبره المنظمة(األحسف ‪ /‬األفضؿ) كيمكف تعريؼ القيـ عمى أنيا‬
‫مجمكعة األفكار كالمعتقدات المشتركة لؤلفراد داخؿ المنظمة ‪ ،‬كالتي تؤثر عمى سمككياتيـ ‪.‬‬
‫يكجد نكعاف مف القيـ في المنظمة ‪ :‬القيـ التصريحية كالقيـ المؤثرة‪.‬‬
‫تعتبر القيم التصريحية تظير في المشاريع ‪ ،‬الخطابات الرسمية لممنظمة ‪ ،‬في التقارير‬ ‫‪‬‬
‫السنكية أكفي الكتيبات التي تحمؿ صفة اإلعبلف لممنظمة كفي الحمبلت اإلشيار ية‪.‬كىي تساعد‬
‫المنظمة عمى التعريؼ بأىـ المبادئ التي تركز عمييا المنظمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪،‬ص‪-‬ص ‪.319-318‬‬

‫‪031‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫القيم المؤثرة أك الفاعمة أك العممية فيي تحيط بشكؿ مباشر بالق اررات كاإلستراتيجيات‬ ‫‪‬‬
‫كطرؽ السير التي تعتمدىا المنظمة ‪ ،‬ككما صرح أحد المديريف لمجمكعة مخازف كبيرة قاؿ بأف القيـ‬
‫ىي المفتاح لمنظمتو ىي إشباع احتياجات زبائنيـ ‪ ،‬كنبلحظيا في نظاـ المكافئات‪. 1‬‬ ‫‪‬‬
‫كتتعدد مصادر القيـ فيي ال تأتي مف فراغ كيمكف اإلشارة إلى مصادرىا ‪:‬‬
‫‪ -‬التعاليم الدينية ‪ :‬فيي مكرد لبعث القيـ األخبلقية كالحث عمى العمؿ حيث يؤكد اإلسبلـ عمى عدـ‬
‫الغش في العمؿ كالعمؿ بإتقاف ‪،‬كقد أشار بعض عمماء االجتماع في دراستيـ عمى أىمية ىاتو القيـ‬
‫أجراىا عمى المجتمعات‬ ‫الدينية في خمؽ ركح العمؿ كالتفاني في العمؿ فدراسة ماكس فيبر التي‬
‫البركتستانتية ‪،‬كالتي الحظ تشبع األفراد بالقيـ التي تممييا عمييـ التعاليـ الدينية في ىذا المذىب ‪،‬حيث أكد‬
‫أف سعي األفراد نحك كسب الماؿ كالعمؿ بجد ال يفسرىا شيكع الفكر الميبرالي لدل ىؤالء كالذم يسعى‬
‫إلى السيطرة كالييمنة كالى تبرير فكرة تجديد الييمنة اإلقطاعية في النظاـ الرأسمالي ‪ ،‬بؿ أكد أف ىذا‬
‫األمر كمو يعكد إلى تعاليـ المذىب كالقيـ التي يممييا عمى األفراد كالتي تؤكد أف كمما كسب الفرد ماؿ‬
‫يعكد عمى كاسبو بالثكاب كنيؿ الغفراف كتتحدد منزلة ىذا األخير ‪ ،‬بما يمكف أف يكسبو الفرد مف رزؽ في‬
‫الدنيا ك محاكلة تنميتو‪.‬‬
‫‪ -‬التنشئة االجتماعية ‪ :‬تختمؼ قيـ األفراد حسب المجتمع الذم ينتمي إليو ‪ ،‬فمؤسسات التنشئة‬
‫االجتماعية المختمفة كاألسرة ك المجتمع ىي التي ترسـ تكجيات قيـ األفراد كتحددىا ‪.‬كحتى المؤسسة التي‬
‫ينتمي إلييا الفرد فيي مكاف لبعث ك تحديد قيـ العمؿ كما أكد ذلؾ ساف سكليك ‪.‬‬
‫‪ -‬القواعد ‪:‬إف القكاعد تقكد كتكجو كؿ فرد في تنفيذه كانجازه لكظيفتو ‪.‬كؿ مؤسسة‪،‬منظمة أك ىيئة‬
‫ىي في حاجة دائمة لمقكاعد ‪.‬إف القكاعد تسيؿ ميمة كؿ كاحد بفرضيا ما يجب فعمو بالتحديد كتخفيض‬
‫غمكض الكضعيات انيا شرعية )‪ (légitimes‬داخؿ المؤسسة‪ ،‬كلياتو األخيرة الحؽ في إمبلئيا ‪.‬إف‬
‫المسير يعتبر ممكف بالقكاعد التشغيمية؛ كتككف القكاعد مقبكلة عندما تممييا السمطة الشرعية‪ ،‬ككذا عندما‬
‫تطبؽ عمى كؿ كاحد‪.‬‬
‫‪ -‬الطقوس والعادات ‪ :‬ىي ممارسات تنتج عف القيـ المشتركة ‪.‬التكظيؼ‪ ،‬اجتماعات العمؿ‪،‬‬
‫االستقباالت‪ ،‬تقييـ المكظفيف ىي أمثمة لياتو الممارسات ‪.‬التكظيؼ (االختيار) يظير كأحد الطقكس‬
‫العابرة‪ ،‬لكف مع الكقت فإف المؤسسة تبحث عف مرشحيف قادريف تقنيا كلدييـ قيـ كطمكحات متكافقة مع‬
‫الثقافة الحالية لممؤسسة‪.2‬‬
‫‪ -‬األساطير والقصص‪ :‬كتتضمف ركايات عف أحداث حكؿ مؤسسي المنظمة مثبل‪،‬كذلؾ مثؿ‬
‫مخالفة األنظمة‪ ،‬كتقميص عدد العامميف‪ ،‬إعادة تكزيع العامميف بيف األعماؿ‪ ،‬أك ردكد الفعؿ حكؿ أخطاء‬
‫الماضي كمثؿ ىذه القصص تربط بيف الحاضر كالماضي كتكفر تكضيحا كشرعية لمممارسات الحالية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى محمكد أبك بكر ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع ‪،‬ص ‪154‬‬

‫‪030‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫كتظير أغمبيا بشكؿ تمقائي " ك تنتشر األسطكرة عف طريؽ الميامسة مف فرد آلخر ثـ السرد مف جيؿ‬
‫آلخر‪ ،‬لذا فإف فاعميا يتجسد في الكؿ االجتماعي الذم يضمف بقاء ىذه الحقيقة الخيالية قصد تعزيز‬
‫المثالية لممؤسسة أك المؤسس‪ .‬كتظير األسطكرة في شكميف رئيسييف‪:‬‬
‫أسطكرة األصكؿ ‪:‬التي تسرد كيؼ كلدت كنشأت المؤسسة‪ ،‬كالدكر البارز الذم‬ ‫‪‬‬
‫لعبو الرجؿ االستثنائي الذم أسسيا‪.‬‬
‫أسطكرة التحكؿ ‪:‬تبيف كيؼ تمكنت المؤسسة مف تخطي الصعاب كتدارؾ‬ ‫‪‬‬
‫األزمات‪ ،‬ككيؼ تكصمت إلى تجديد نشاطيا في خضـ عممية التداكؿ عف طريؽ اإلبداع‬
‫‪1‬‬
‫كالتنكيع‪.‬‬
‫كمنو فاألساطير تيدؼ إلى إنتاج كترسيخ معايير سمككية معينة‪ ،‬فيي تساىـ في كضع المؤسسة‬
‫خارج الظرؼ الزماني فتجعميا أبدية مف خبلؿ شكميا الرمزم مطمئنة أعضاءىا الذيف يعانكف احتماالت‬
‫شعكر خاصا بيكية المكظؼ في المنظمة‪ ،‬كقد يصؿ األمر في‬
‫ا‬ ‫كمخاكؼ الحاضر كىذا ما يجعميا تكجد‬
‫بعض التنظيمات أف تطكر ليا لغتيا الخاصة بمجمكعة مف المفردات متداكلة تعكس التفرد باليكية كىذا‬
‫ما يجعؿ العامؿ كخاصة المسير أكثر تمسكا بالكضع المعتاد عميو كالتخكؼ مف محاكالت التغيير‪.‬‬
‫‪ -‬الرموز ‪ :‬ىي مثؿ لبس البذلة الرسمية أك حمؿ شارة المؤسسة التي تسمح بتمييز أعضاء‬
‫المؤسسة عف الخارجيف عنيا ‪.‬تعتبر لغة الحكار أك الخطاب كأحد الرمكز األكثر تعبي ار عف الثقافة ‪.‬إف‬
‫كضع لغة خطاب أك حكار كاحدة تسيؿ مف انسياب كدكراف المعمكمة‪ ،‬كمف االتصاؿ االجتماعي كاتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬ىذا الخطاب الكاحد يتجمى ليس فقط مف خبلؿ لغة المفردات خاصة كلكف تحديدا مف خبلؿ‬
‫الصيغ‪ ،‬كالنماذج المختارة ككذلؾ أسمكب االتصاؿ المتبع (الرسائؿ‪ ،‬التقارير‪ ،‬األكامر المكتكبة ) ككذلؾ‬
‫مف خبلؿ إجراءات الرقابة‪ .‬في المقر االجتماعي لشركة ‪ Peugeot‬فإف مختمؼ مستكيات الييكؿ‬
‫السمطكم معركفة باستعماليا بشكؿ منتظـ لكممة" سيدم ‪ monsieur‬أك" أنتـ ‪ vous‬وهي من رموز‬
‫االحرتام‪.2‬‬
‫رابعا ‪:‬كمود دوبار وتحميل أزمة اليويات المينية ‪:‬‬
‫يحاكؿ كمكد دكبار أف يمس جانبا مف جكانب تشكيؿ اليكية في كتابو أزمة اليكيات‬
‫"تفسير كتحكؿ" مف منظكر سكسيكلكجي محاكال التطرؽ إلى جميع انساؽ الفرعية المشكمة‬
‫لممجتمع مثؿ األسرة كالديف كالسياسة كحتى المؤسسة المينية كالتي يحاكؿ أف يرد فييا عمى‬
‫الكثير مف السكسيكلكجيف مثؿ ركنك ساف سكليك الذم ركز عمى مفيكـ ثقافة المؤسسة كالذم‬
‫أكد عمى ضركرة تحكؿ المنظمة مف منظمة اقتصادية ربحية إلى مؤسسة اجتماعية لبناء‬

‫‪1‬‬
‫ربيعي ميمكد ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪63‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪،‬ص‪. 64‬‬

‫‪035‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫كتكريس التنشئة المينية لمعامؿ إزاء المنظمة كأيضا إلى طركحات التي قدميا فميب برنك‬
‫حكؿ منطؽ الشرؼ كالذم يرل مف خبلؿ دراستو المقارنة بيف العامؿ الفرنسي كالعامؿ الغير‬
‫فرنسي باف قيـ المنظمة كمدل ترسيخيا لدل العامؿ الفرنسي عززت مف انتماء العامؿ‬
‫لممنظمة كأصبح مساس المنظمة مقركف بمساس شرؼ العامؿ في حد ذاتو ليقدـ كمكد دكبار‬
‫تحميبل سكسيكلكجيا لمسالة لـ يكلي ليا العديد مف عمماء االجتماع كىي مسالة اليكية ضمف‬
‫نطاؽ المؤسسة كسماه "باليكيات المينية"مؤكدا إياه بأنو " يتقارب ىذا المفيكـ مف ذاؾ الذم‬
‫اطمؽ عميو ساف سكليك اليكيات في العمؿ كتحيؿ لديو إلى" نماذج ثقافية" أك ضركب منطؽ‬
‫فاعميف في تنظيـ " لكنو يتمايز عف مفيكـ ساف سكليك بمظير ىاـ األشكاؿ المستيدفة‬
‫ليست عبلئقية " ىكيات فاعميف في نظاـ نشاط" بؿ ىي سيرية" أنماط مسار أثناء حياة العمؿ‬
‫" اليكيات المينية أدكات معترؼ بيا اجتماعيا بالنسبة إلى الفرد في مماثمة بعضيـ لبعض‬
‫في حؽ العمؿ كالكظيفة"‪.1‬‬
‫كينطمؽ في بداية تناكلو لمسالة اليكية المينية إلى تبريره الستعماؿ مفاىيـ أساسية في‬
‫تحميمو مرك از عمى مفيكما أساسيا ىك أزمة اليوية المينية مف خبلؿ تسميطو الضكء عمى‬
‫دينامية الرأسمالي ة بكصفيا "تدمي ار خبلقا" ك"سيركرة عقمنة" حيث ركز عمى تطكرات التشغيؿ‬
‫كتحكالت منظكمة العمؿ داخؿ المجتمع الفرنسي نمكذجا لكي يكضح ما تعنيو أزمة اليكيات‬
‫المينية ‪.‬‬
‫ركز في بداية تحميمو عمى ماسماه ب ػ " سيركرة التحديث ‪ :‬العقمنة كالتدمير الخبلؽ"‬
‫بحيث أكد اف كؿ مف " ماركس كفيبر قد رال جيدا ما قدمتو الرأسمالية لمتاريخ كما دعاه‬
‫األكؿ (انقبلبا مستم ار في قكل اإلنتاج ) كالثاني مظي ار جديدا (سيركرة عقمنة تاريخية) كيؤكد‬
‫كمكد دكبار انو الشئ الذم ال نراه بكضكح ىك تأثير سيركرة الحداثة ىذه عمى حياة األفراد‬
‫اليكمية كعكاقبيا عمى ظركؼ الحياة ك ركز عمى مسالة تطكر الكظائؼ الحالة الفرنسية‬
‫كيرل أف سيركرة الحداثة أدت إلى " تدمير الكظائؼ الزراعية التقميدية لتغذية اآللة الصناعية‬
‫الكبيرة ‪..‬أدخمت فرنسا في منتصؼ الستينات إلى عصر الحداثة الصناعية العقبلنية‬
‫كالحضرية كىذا في اطار التصكر الجديد الذم افرزتو الدراسات التايمكرية كالفكردية األكلى‬
‫التي تنسب إلى فريديريؾ تايمكر كالتي تعتمد في مضمكنيا عمى عمقنة التنظيـ بيدؼ زيادة‬

‫‪1‬كمكد دكبار‪.‬ت‪:‬رندة بعث ‪ ،‬أزمة اليويات ‪ :‬تفسير تحول‪،‬ط‪،1‬المكتبة الشرقية ‪،‬لبناف‪،2008،‬ص‪.174‬‬

‫‪033‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫في مردكدية اإلنتاج الصناعي أما الفكردية التي تنسب الى ىنرم فكرد صاحب الشركة التي‬
‫تنسب إليو كتعتمد نظرية حكؿ "مبدايف ‪ :‬تقسيـ العمؿ كزيادة القكة اإلنتاجية "‪ 1‬كما اف‬
‫الفكردية أدخمت فئة جديدة كىي فئة الميندسيف كما اف العامؿ في النظاـ الفكردم اك ما‬
‫يسمى بالعمؿ بالسمسمة أصبح فيو العامؿ قا ار في مكانو ك المنتكج في مراحؿ إنتاجو مف‬
‫المادة الخامة إلى صكرتو النياية يأتي لمعامؿ ‪.‬‬
‫كلكف في منتصؼ السبعينات بدا طكر جديد يشير إلى مفيكـ أزمة بسبب تضاعؼ‬
‫سعر النفط في العاـ ‪ 1973‬أربعة إضعاؼ كانخفاض مردكدية رأس الماؿ المستثمر ثـ جاء‬
‫التزايد المستمر في البطالة كاتساع اليكة بيف السكاف القادريف عمى العمؿ كبيف الكظائؼ‬
‫المتكافرة بسبب سيادة مبدأ جديد في سكؽ العمؿ كىك " العمؿ كتطبيؽ لمكفاءات " اعتبا ار‬
‫مف سنكات الثمانينات يعطي الحؽ في " مستكل التصنيؼ" كاجر يتكافؽ مع مستكل الشيادة‬
‫كيضمف الحقا تقدما في األجر مع القدـ كىذا ما دعى إليو أرباب العمؿ مع المستشاريف‬
‫معركة حقيقية لفرض مفيكـ الكفاءة كيمكف لمشركة تقييـ تمؾ الكفاءة لحظة التكظيؼ كبالتالي‬
‫أصبح ىنالؾ انتقاء لمعامميف المزكديف بيذم الكفاءة المبنية عمى ثبلثة اعتبارات ىي المعرفة‬
‫كالميارة كحسف التصرؼ كبالتالي أصبحت المؤسسة ترل أف الككادر المؤىميف ىـ مف‬
‫يسيمكف في تحقيؽ نجاح المؤسسة ‪.‬‬
‫تميزت المرحمة الثانية التسعينات بمعطى جديد لمكفاءة بحيث لـ تعد المؤسسة مسؤكلة‬
‫عمى كفاءات العامميف باجر لدييا ام ال تتحمؿ تكاليؼ الكفاءة بؿ أصبح العامؿ األجير‬
‫مسؤكال عمى اكتساب كفاءاتو كالحفاظ عمييا يمضي كضع حصيمة الكفاءة عبر قانكف‬
‫ديسمبر ‪ 1991‬كبالتالي أصبح عمى العامؿ تشكيؿ محفظة كفاءات يخرجكنيا إذا أرادكا أف‬
‫يجرل تكظيفيـ اك يمكف لمعامؿ إف يبيع أك يؤجر فترة تأىيمو لمشركة ‪.‬‬
‫لتنتقؿ تحكالت العمؿ إلى شكؿ جديد كىي" العمل كعالقة خدمة" دخؿ مفيكـ جديد‬
‫يجعؿ مف عبلقة الثقة مككنا مركزيا في العبلقة كارضاء الزبكف عص ار أساسيا في نجاح‬
‫الشركة كنيؿ االعت ارؼ كبالتالي يتكجب عمى كؿ عامؿ باجر اف يعتبر نفسو مزكدا لزبكف اك‬
‫عدة زبائف كال يتعمؽ باإلنتاج كمحاكلة بيع ما أنتج بؿ االستجابة الى مطالب السكؽ بكضع‬
‫الزبكف النيائي في مركز النشاطات بالتفاعؿ مع رغباتو باستباؽ سمككياتو الشرائية كمحاكلة‬

‫‪1‬نفس المرجع‪،‬ص‪.183‬‬

‫‪034‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫تحريضيا ‪..‬في فرنسانا صبح ىذا النمكذج الغارؽ في القدـ لعبلقة خدمة بيف ميني مشيكد‬
‫لو بذلؾ كبيف زبائنو ىذا في الشركات الخاصة اما الحككمية يتعمؽ بتحكيؿ المكظفيف الى‬
‫مينييف أم أنيـ يزكدكف بالخدمات مستخدميف ارتبطكا بيـ بعبلقة ثقة يحاكلكف إشباع‬
‫حاجياتيـ عمى أفضؿ نحك ‪.‬‬
‫المرحمة التالية وىي أزمة اليويات الفئوية المينية " مست أزمة اليكيات المينية‬
‫بصكرة خاصة العماؿ الذيف دخمك المناجـ كالمصانع في الخمسينيات كالستينيات كاف يكجد‬
‫بينيـ الفبلحيف القدامي كبصكرة خاصة عماؿ مياجركف في ‪ 90/80‬كجد ىؤالء أنفسيـ‬
‫عاطميف عف العمؿ أك متقاعديف قبؿ أكانيـ اك يمارسكف أعماال مؤقتة لـ يعكدكا قادريف عمى‬
‫نقؿ مينتيـ ألبنائيـ ك أصبحكا يعانكف بقسكة مف انييار عالميـ القديـ كىي ازمة ىكية قائمة‬
‫‪1‬‬
‫عمى استحالة اف ينقؿ المرء معارؼ كقيـ مينة معترؼ بيا كذات شاف إلى أبنائو‪".‬‬
‫خامسا‪:‬تحوالت منظومات العمل بالجزائر وبواعث أزمة اليوية المينية ضمن صيغ‬
‫العمل محدودة المدة ‪.‬‬
‫إف ال سيركرة التاريخية التي مرت بيا منظكمة العمؿ في الجزائر بداية مف االستقبلؿ كتبني النظاـ‬
‫االشتراكي في تسير المؤسسة االقتصادية جعمت الحككمة آنذاؾ تفكر في إنتاج مشركع اقتصادم يختمؼ‬
‫عف مخططات الدكلة المستعمر كيستطيع منافسة الدكؿ التي استطاعت أف تحقؽ قفزة نكعية في التقدـ‬
‫مما جعؿ الدكلة تفكر في إنتاج مشركع اجتماعي يمس كؿ القطاعات بما فييا التعميـ كالتككيف كالمؤسسة‬
‫الصناعية كقد اظفر تبني نظاـ االشتراكي الى سيادة فكرة الخدمة االجتماعية لممؤسسة مما جعؿ المؤسسة‬
‫تكظؼ إعدادا تف كؽ قكة استيعاب العمالة الحقيقية كالفعمية لتنقؿ المؤسسة في كقت ال حؽ إلى مشكمة‬
‫تسريح العماؿ كتحؿ بذلؾ كؿ اليياكؿ الصناعية التي لـ تكف قادرة عمى التسيير في ظؿ غياب األيدم‬
‫العاممة الكؼء كفي ظؿ عدـ استيعاب بنية المجمع الجزائرم آنذاؾ لفكرة المصنع لمتنقؿ الجزائر في ظؿ‬
‫تكاثر خرجي الجامعات كتكافر الكفاءات كفي ظؿ أيضا التكجو كالمنظكر السكسيكلكجي لرمزية العمؿ في‬
‫إطار الحككمي كعدـ قدرة المؤسسة الجزائرية إلى استيعاب كؿ الككادر إلى تبني نظاـ عمؿ‬
‫محدكد المدة ‪.‬‬
‫بناء عمى ما جاء في عرض يمكف اإلشارة إلى مايمي‪:‬‬
‫‪ ‬إف أ ىـ ما يميز الكضعية المينية لمعمؿ بصيغة العقكد المحددة المدة تتمثؿ أساسا في البلإستقرار‬
‫كالبلإستم اررية‪ ،‬الناتجة عف التعاقب بيف فترات مف العمؿ كأخرل مف البطالة‪ .‬فالعمؿ التعاقدم ىك بالدرجة‬
‫األكلى معايشة ثبلث صيغ مف البلإستقرار كالبلإستم اررية‪ :‬مدة العمؿ‪ ،‬األجر‪ ،‬كالحماية االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬كمكد دكبار‪.‬ت‪:‬رندة بعث‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.212‬‬

‫‪035‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫ىذه الكضعية المينية كما يصحبيا مف غمكض كعدـ القدرة عمى تكقع المستقبؿ الميني ليذه الفئة‬
‫مف العماؿ‪ ،‬مرتبطة بصعكبة بناء ىكيات مينية كاضحة المعالـ نتيجة عدـ االنتظاـ في اكتسابيـ ليكية‬
‫العماؿ‪ .‬فيكيات العماؿ المتعاقديف تككف مصحكبة بتطكر لنكع مف الفردية السمبية التي ال تسمح بتماسؾ‬
‫جماعات العمؿ كال ببناء مطالب عمالية حقيقية‪ ،‬ضمف كسط ميني منقسـ بيف فئتيف مف العماؿ‪ :‬أكلئؾ‬
‫الذيف يحظكف بكضعيات مينية أكثر استق ار ار كبأجكر كامتيازات أكثر ارتفاعا‪ ،‬كأكلئؾ المحصكريف في‬
‫مناصب عمؿ غير دائمة دكف مستقبؿ ميني كاضح كبأجكر متدنية كدكف حماية اجتماعية كافية‪ ،‬كىذا ما‬
‫يساىـ بدكره في التأسيس لنكع مف البلمساكاة بيف العماؿ األجراء مف حيث صيغ اندماجيـ الميني‪.‬‬
‫فيشاشة الكضعيات المينية لممتعاقديف ال تساعد عمى تحقيؽ "اندماج ميني مضمكف" ليذه الفئة مف‬
‫العماؿ‪ ،‬فيي ال تضمف لي ـ دخبل كافيا كمنتظما كال تمكنيـ مف تكقع أم مستقبؿ ميني مضمكف‪،‬‬
‫كتخضعيـ لتبعية مطمقة لتحكالت منظكمة العمؿ كإلرادة أرباب العمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬إف أكثر انعكاسات البلأمف الكظيفي تتمثؿ في تدني مستكل االعتراؼ االجتماعي كفي نكع مف‬
‫الحرج االجتماعي الذم تعيشو ىذه الفئة نتيجة لمقبكؿ االجتماعي المحدكد ليذه الصيغة مف عقكد العمؿ‬
‫كالمكانة االجتماعية المتكاضعة نكعا ما المرتبطة بيا مقارنة بعقكد العمؿ الدائمة‪ ،‬التي اكتسبت قيمة‬
‫رمزية كاجتماعية نتيجة ارتباطيا بمزايا اجتماعية عديدة كتكفيرىا لقدر مف الحماية كاألماف الميني‬
‫كاالجتماعي لمعامؿ‪ ،‬جعمت العمؿ التعاقدم يشكؿ نكعا مف "االستثناء" اجتماعيا نتيجة لداللتو الرمزية‬
‫المرتبطة بغمكض المستقبؿ كالبلإستقرار الميني كاالجتماعي‪.‬‬
‫كرغـ كجكد عبلقة ارتباط كاضحة بيف تدني مستكل القبكؿ االجتماعي لمعمؿ بصيغة العقكد‬
‫المحدكدة المدة كما يترتب عنيا مف استبطاف لنكع مف الحرج االجتماعي كمف تدني لممكانة االجتماعية‬
‫التي تمنحيا ىذه الصيغة مف عقكد العمؿ مقارنة بعقكد العمؿ الدائمة‪ ،‬غير أف ذلؾ لـ يؤثر بشكؿ كبير‬
‫عمى كثافة العبلقات االجتماعية كما يتجسد عنيا مف أشكاؿ التكاصؿ االجتماعي‪ .‬كما تبيف أف شبكة‬
‫العبلقات االجتماعية تمثؿ مصادر اجتماعية كرمزية بالنسبة لممبحكثيف لمكاجية البلإستقرار الدائـ الذم‬
‫تفرضو كضعياتيـ المينية كعماؿ متعاقديف‪ ،‬مف خبلؿ الدعـ االجتماعي الذم يحظى بو أغمب المبحكثيف‬
‫الذيف لدييـ عبلقات اجتماعية قكية‪ ،‬مما يسمح ليـ بتجاكز بعض الصعكبات المادية كالمعنكية‪.‬‬
‫‪ ‬إف من اصب العمؿ بصيغة العقكد المحدكدة المدة ال تؤمف لممتعاقديف مستقببل مينيا كاجتماعيا‬
‫مضمكنا‪ ،‬كال حماية اجتماعية كافية‪ ،‬بؿ ىي مجرد أسمكب لتأميف متطمبات الحياة‪ ،‬كخطكة نحك مستقبؿ‬
‫غامض‪ ،‬كىذا ما يجعؿ الطمكح األساسي بالنسبة لمغالبية منيـ ىك حصكليـ عمى مناصب عمؿ دائمة‪.‬‬
‫فالبلأمف الكظيفي ال يعني عدـ انتظاـ العمؿ كالدخؿ نتيجة الإستقرار الكضعية المينية لمعماؿ المتعاقديف‬
‫فحسب‪ ،‬بؿ أنو يمتد أيضا ليشمؿ كؿ أبعاد حياتيـ االجتماعية‪ ،‬فيك يحرميـ مف إمكانية تمبية احتياجاتيـ‬
‫كاحتياجات أسرىـ بشكؿ كاؼ‪ ،‬كمف المحافظة عمى استقبلليتيـ المادية كاالجتماعية‪ ،‬كمف التخطيط‬

‫‪036‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫لمشاريع تخص حياتيـ االجتماعية كتحقيقيا كلك في المدل القريب‪ .‬كىذا ما ينعكس سمبا عمى الحياة‬
‫األسرية لممبحكثيف كعمى استقرارىا‪.‬‬
‫ىذه النتائج تؤكد إذا االرتباط بيف االندماج الميني كاالندماج األسرم‪ ،‬فعندما يككف االندماج‬
‫االجتماعي في أحد مستكياتو ميددا‪ ،‬فإف اختبلال في االندماج يظير في مستكياتو األخرل‪.‬‬
‫من خالل كل ما سبق يمكننا أن نخمص إلى ما يمي‪:‬‬
‫البلإستقرار الميني الذم فرضتو الصيغ الجديدة لمعمؿ المأجكر يبدم تغي ار لمعايير االندماج الميني‬
‫كاالجتماعي ضمف سياؽ مف البلإستقرار الدائـ‪ ،‬أيف يتكحد البلأمف الكظيفي مع ضعؼ الحماية‬
‫االجتماعية‪ ،‬مما يؤثر سمبا عمى مستكل االندماج االجتماعي لمعماؿ‪.‬‬
‫غير أف احتماؿ البلإنتساب االجتماعي (‪ )la désaffiliation sociale‬الذم يمكف أف يقكد إليو‬
‫البلأمف الكظيفي‪ ،‬الذم يعد العمؿ التعاقدم أحد صيغو‪ ،‬يبدك –لحد اآلف‪ -‬محدكدا مف خبلؿ فعالية‬
‫شبكات الحماية القرابية كالمحافظة عمى بعض الصيغ الجماعية لممساعدة كالتعاكف‪.‬‬
‫كىذا ما يستدعي التمييز بيف البلأمف المادم أك االقتصادم الذم يفرضو العمؿ التعاقدم الذم‬
‫يشمؿ عددا متزايدا مف األفراد مف مختمؼ الفئات االجتماعية‪ ،‬كبيف البلأمف االجتماعي الذم يبدك أنو‬
‫يحد مف مستكل االندماج االجتماعي‬
‫الزالت ىناؾ آليات اجتماعية فاعمة الحتكائو‪ .‬فالبلأمف الكظيفي ّ‬
‫لمعماؿ المتعاقديف‪ ،‬لكنو ال يؤدم بشكؿ مباشر إلى اإلقصاء االجتماعي –حسب عينة دراستنا‪ -‬بؿ إلى‬
‫حدتو عف طريؽ ممارسات‬ ‫نكع مف اليشاشة االجتماعية كالبلأمف االقتصادم الذم يمكف التخفيؼ مف ّ‬
‫اجتماعية لمحماية‪ .‬كبالتالي يمكننا أف نخمص إلى أف العمؿ بصيغة العقكد المحدكدة المدة ال يساىـ في‬
‫تحقيؽ االندماج االجتماعي لمعماؿ بيذه الصيغة مف عقكد العمؿ بؿ أنو يحيميـ إلى منطقة مف اليشاشة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫كفي االخير يتضح لنا جميا باف المؤسسة الجزائرية سارت في إطار عكلمة التسيير بتبنييا صيغ‬
‫العمؿ الجديدة ‪ ،‬التي أدت إلى نقؿ كؿ منتجات كمخرجات ىاتو العكلمة لمؤسستنا‪ ،‬مما جعمنا ندخؿ في‬
‫أزمة ىكية مينية دائمة حيث يستكجب عمى كؿ فرد في المستقبؿ أف يستنفد كقتة لرب العمؿ ‪ ،‬أك أف‬
‫يجرب حظو في إنتاج شركة ما ال تستكجب كال تستجيب لشركط المنافسة ؟ أـ أف يبقى الفرد يغير نشاطو‬
‫ككظيفتو ككفاءتو بالية ديناميكية ‪.‬‬
‫كما يدعـ كبلمنا السابؽ مقكلة مانكيؿ كاستؿ في كتاب "‪ "la société en réseau‬حيث يقكؿ ‪:‬‬
‫"لـ يسبؽ أف كاف العمؿ أكثر جكىرية في سيركرة الخمؽ‪ ،‬لكف العماؿ لـ يككنكا يكما أكثر ىشاشة في‬
‫مكاجية التنظيـ ‪،‬فيـ أفراد معزكلكف داخؿ شبكة مرنة ال نعمـ حتى أيف تقع تماما"‪. 1‬‬

‫‪ 1‬كمكد دكبار ‪ :‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.227‬‬

‫‪037‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬


‫* قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪.1‬دفيد سيمفرماف‪،‬اإلطار السوسيولوجي لنظرية التنظيم‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عادؿ مختار اليكارم‪،‬ط‪ ،2‬مكتبة نيضة الشرؽ‪،‬‬
‫القاىرة‪.1980،‬‬
‫‪.2‬عبد الرزاؽ جمبي‪،‬دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية‪،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1989، ،‬‬
‫‪.3‬محمد عبد الرحماف محمد‪،‬عمم االجتماع الصناعي النشأة والتطورات الحديثة‪،‬دار المعرفة الجامعية‪.2006،‬‬
‫‪.4‬المبسمط شركؽ‪ ،‬الثقافة المؤسسية في أجيزة الخدمة المدنية في األردن‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشكرة في‬
‫اإلدارة العامة– الجامعة األردنية ‪. 1999 .‬‬
‫‪ .5‬محمد ميدم بف عيسى‪( ،‬ثقافة المؤسسة كموجو لسموكات األفراد واألفعال في المنظمات الحديثة)‪.‬مجمة‬
‫الباحث ‪.‬جامعة كرقمة ‪.‬العدد‪.2004 .3‬‬
‫‪ .6‬بكحنية قكم‪( ،‬ثقافة المؤسسة كمدخل أساسي لمتنمية الشاممة ‪:‬دراسة في طبيعة العالقة بين المحددات‬
‫الثقافية وكفاءة األداء )‪.‬جامعة كرقمة ‪.‬مجمة الباحث‪.‬العدد‪.2003/02‬‬
‫‪ .7‬محمد ميدم بف عيسى‪،‬ثقافة المؤسسة‪،‬رسالة دكتكراه عمـ االجتماع‪،‬كمية العمكـ االجتماعية ‪،‬جامعة‬
‫الجزائر‪2005.،‬‬
‫‪ .8‬ربيعي ميمكد ‪،‬تأثير ثقافة المؤسسة عمى تطبيق نظام إدارة الجودة الشاممة دراسة ميدانية بمؤسسة نقؿ‬
‫األنابيب بغرداية ‪،‬رسالة ماجستير عمكـ التسيير ‪،‬كمية العمكـ االقتصادية بجامعة سكيكدة ‪. 2007/2006،‬‬
‫‪ .9‬محمد ميدم بف عيسى‪،‬عمم االجتماع التنظيم‪ :‬مف سكسيكلكجية العمؿ إلى سكسيكلكجية المؤسسة ‪،‬‬
‫ط‪، 1‬الجزائر‪،‬أكت ‪،2010‬‬
‫‪.10‬مصطفى محمكد أبك بكر‪ ،‬الموارد البشرية مدخل لتعزيز القدرة التنافسية‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ .11‬محمد قاسـ القريكتي ‪:‬السموك التنظيمي‪ :‬دراسة السموك االنساني الفردي والجماعي في منظمات‬
‫االعماؿ‪،‬ط‪ ،5‬دار كائؿ لمنشر ك التكزيع‪ ،‬األردف‪.2009،‬‬
‫‪.12‬كمكد دكبار‪.‬ت‪:‬رندة بعث ‪ ،‬أزمة اليويات ‪ :‬تفسير تحول‪،‬ط‪،1‬المكتبة الشرقية ‪،‬لبناف‪.2008،‬‬

‫‪038‬‬ ‫جاَفٌ ‪5105‬‬ ‫انعذد ‪01‬‬ ‫يجهت انعهوو االجخًاعَت‬

You might also like