Professional Documents
Culture Documents
الادوات الحديثة للهندسة المالية
الادوات الحديثة للهندسة المالية
مقدمة:
خاتمة:
1
مقدمة:
لقد شكلت التقلبات الكبيرة و غير المتوقعة خطرا كبيرا على المؤسسات ،األمر الذي أدى إلى ظهور
ابتكارات مالية لتحويل المخاطر سميت بالمشتقات المالية و قد أتاحت ظروفا أفضل للتغطية ضد المخاطر
،مقارنة بالوسائل التقليدية التي قد يستحيل استخدامها للتغطية ضد مخاطر التغيرات السعرية و في مقدمتها
التأمين .ورغم أن التعامل في المشتقات يستهدف الحد من مخاطر التقلبات في معدالت العائد و أسعار
الصرف و أسعار السلع،االأنه و بحكم طبيعة هده األدوات وارتباطها بالتوقعات جعلها تشكل مخاطر في حد
ذاتها و سيتم التركيز في هذا البحث على عقود المبادالت و أهمية استخداما في التغطية وكدا التعرف على
مخاطرها .
2
المبحث االول :ماهية االدوات الحديثة للهندسة المالية
لقد شهدت السنوات األخيرة توسعا كبيرا في استخدام المشتقات ،و من أجل أن نتعرف على حجم المشتقات
في صورة ما،يمكن مقارنتها مع الناتج المحلي اإلجمالي الدولي ،فعندما كان حجم الناتج اإلجمالي الدولي
29,99تريليون دوالر سنة ، 1999بلغ حجم المشتقات المتداولة في السوق العالمي 88,2تريليون دوال رو
هناك 60,09تريليون دوالر من هذه المشتقات (أي %68منها) مشتقات مالية من سعر الفائدة أما
1
المقايضات فقد بلغت قيمتها 43,94تريليون دوالر
يمكن تعريف المشتقات المالية بأنها عقود فرعية تبنى أو تشتق من عقود أساسية ألدوات استثمارية (أوراق
2
مالية ،عمالت أجنبية،سلع) ...،لتنشأ عن تلك العقود الفرعية أدوات استثمارية مشتقة
ولقد عرفها بنك التسويات الدولية على أنها عقود تتوقف قيمتها على أسعار األصول المالية محل التعاقد
ولكنها ال تقتضي أو تتطلب استثمار األصل المالي هده األصول .وكعقد بين طرفين على تبادل المدفوعات
على أساس األسعار أو العوائد فان أي انتقال لملكية األصل محل التعاقد والتدفقات النقدية يصبح أمرا غير
3
ضروري
فالمشتقات المالية هي عقود مالية ،و كما يدل عليها اسمها ،فان قيمتها السوقية تشتق أو تتوقف على القيمة
السوقية ألصل آخر يتداول في سوق حاضر،فقيمة عقد خيار لبيع سند ما تتوقف على القيمة السوقية لهذا
السند في سوق األوراق المالية ،و سعر العقد المستقبلي لشراء القطن يتوقف على سعر القطن في السوق
1طارق هللا خان،حبيب أحمد،إدارة المخاطر – تحليل قضايا الصناعة المالية اإلسالمية -البنك اإلسالمي للتنمية ،المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب ،جدة ،
،2003ص .58
2
.مبارك سليمان آل سليمان،أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ،دار كنوز اشبيلية للنشر و التوزيع ،الرياض ،ط ،2005، 1ص 917
3
سمير عبد الحميد رضوان ،المشتقات المالية ودورها في ادارة المخاطر و دور الهندسة المالية في صناعة أدواتها،دار النشر للجامعات ،مصر، 2005،ص
60-59
3
المطلب الثاني:المتعاملون بأدوات الهندسة المالية
4
يصنف المتعاملون في المشتقات المالية إلى فئتين :
الفئة األولى:المستخدمون النهائيون ،و هم الذين يقومون بإبرام عقود المشتقات المالية،إما لغرض اإلحتياط ،و
إما لغرض الضاربة ،وتشمل هذه الفئة مجموعة واسعة من المؤسسات ،مثل المصارف ،و شركات التأمين،
الفئة الثانية:فئة الوسطاء و صناع السوق الذين يلبون احتياجات المستخدمين النهائيين ،من خالل استعدادهم
الدائم للبيع أو الشراء ،محققين أرباحهم من خالل الفروق بين أسعار البيع و أسعار الشراء التي يعرضونها،و
-1تعريف :
يمكن تعريف العقود المستقبلية على أنها عقود تعطي لحاملها الحق في شراء أو بيع كمية من أصل معين
(
(قد يكون سلعة أو ورقة مالية )بسعر محدد مسبقا،على أن يتم التسليم و التسلم في و قت الحق في المستقبل.
)5
فالعقود المستقبلية هي عقود يتم االتفاق فيها عند إبرام العقد على الشيء المبيع ،كميته و سعره على أن يتم
: ()6
-2أركان العقود المستقبلية
هو السعر الذي يتفق عليه الطرفان في العقود المستقبلية إلتمام تبادل الصفقة محل العقد في المستقبل .
هو التاريخ الذي يتفق عليه طرفي العقد إلتمام عملية التبادل .
4
.مبارك سليمان ال سليمان،مرجع سابق ،ص 919
4
ج – محل العقد :
يقصد بمحل العقد الشيء المتفق على بيعه و شرائه بين طرفي العقد و الذي قد يكون بضائع ،أوراق مالية،
مؤشرات ،عمالت...
هو الطرف الملتزم باستالم الشيء محل العقد نظير دفع السعر المتفق عليه للطرف الثاني (البائع ) في
هو الطرف الملتزم بتسديد الشيء محل العقد نظير الحصول على السعر المتفق عليه من الطرف األول
ينقسم المستثمرون في العقود المستقبلية إلى فئتين ،فئة المحتاطون ،و الذين يتعاملون بهذه العقود لغرض
الحماية من التغيرات السعرية في المستقبل في غير صالحهم ،و فئة المضاربون و الذين يتعاملون بها لغرض
تحقيق األرباح
يقصد بالتغطية(االحتياط )هنا،إبرام عقود بيع أو شراء بتواريخ تنفيذ مستقبلية بأسعار محددة ،و ذلك بغرض
الحد من الخسائر التي من الممكن التعرض لها بسبب التغيرات العكسية التي قد تطرأ في المستقبل على
5
أسعار السلع.
5
منير إبراهيم هندي ،الفكر الحديث في إدارة المخاطر ،الهندسة المالية باستخدام التو ريق و المشتقات المالية ،ج ، ،2منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،
،2003.ص 631
5
إذا كان هناك مستثمر في حاجة إلى أصل ما مستقبال ،فيمكنه أخذ مركز طويل ،بالتعاقد على شراء ذلك
6
األصل من خالل سوق العقود المستقبلية ،و هو ما يطلق عليه التغطية الطويلة.
و لتوضيح هذا النوع من التغطية ،نفترض أن مؤسسة منتجة لدقيق القمح أبرمت اتفاقا مع محالت لتبيعها
كميات من الدقيق شهريا،على أساس التسليم بأسعار معينة ،فإذا انتظرت هذه المؤسسة لتقوم بشراء احتياجاتها
من القمح من السوق الحاضر(الفوري )في التواريخ المحددة ،فقد تفاجئ بأن سعر القمح ارتفع ارتفاعا كبيرا
في شهر ما،مما قد يعرضها لخسائر قد تنتهي بها إلى اإلفالس ،فاألسعار المتفق عليها لبيع الدقيق قد ال
و لمواجهة هذه المخاطر ،فقد تقوم المؤسسة بشراء عقود للقمح بأسعار محددة ،وبتواريخ تسليم تناسب
توقيت الحاجة إليه ،و على أساسها يمكنها إبرام عقود بيع الدقيق و ذلك بأسعار تضمن لها تحقيق عائد
مناسب.
فإذا ارتفعت أسعار القمح في السوق الحاضر في تاريخ التسليم فان المؤسسة لن تخسر شيئا،ذلك أن الخسائر
الناتجة عن ارتفاع السعر في السوق الحاضر،تعوضها المكاسب الناتجة عن ارتفاع سعر العقد
فإذا افترضنا أن المؤسسة قد تعاقدت على شراء عقدي تسليم نوفمبر(يتضمن العقد 5000بوشل ) بسعر
350دينار جزائري للبوشل.و في تاريخ التسليم ارتفع السعر في السوق الحاضر إلى 370د ج للبوشل
،هنا ستقوم المؤسسة بشراء احتياجاتها من القمح من السوق الحاضر بالسعر الجاري ( 370د ج ) ،وتقوم في
نفس الوقت بتسوية مركزها على العقد المستقبلي تسوية نقدية،تحصل بموجبها من بيت التسوية على 20د ج
لكل بوشل ،و بهذا يكون السعر الصافي لشراء البوشل هو السعر المنصوص عليه في العقد أي 350د ج
للبوشل،بقيمة صافية قدرها 3500000د ج ( 10آالف *350د ج للبوشل )و هكذا فان المؤسسة لن تتأثر
6
.محمد صالح الحناوي ،جالل إبراهيم العبد ،بورصة األوراق المالية بين النظرية و التطبيق، Zالدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2005،ص 369
6
باإلرتفاع الحاصل في سعر القمح في تاريخ التسليم،ذلك أن الخسائر الناتجة عن هذا اإلرتفاع تم تعويضها من
7
خالل حصيلة التسوية النقدية للعقد المستقبلي مع بيت التسوية.
إن كل ماسبق ذكره ،يوضح النتائج المترتبة في حال ارتفاع األسعار،أما إذا انخفض السعر و ليكن 340دج
للبوشل ،هنا ستقوم المؤسسة بشراء القمح من السوق الحاضر بسعر يقل عن السعر المنصوص عليه في
العقد ،األمر الذي يترتب عنه تحقيق مكاسب في السوق الحاضر،غير أن المؤسسة ستخسر من تسوية
مركزها في سوق العقود المستقبلية مبلغا يساوي 100000د ج،و بما أن الشراء من السوق الحاضر بقيمة
كلية تساوي 3400000د ج ،فان صافي التدفق النقدي الخارج يساوي 3500000د ج ،أي أن القيمة
8
الصافية المدفوعة لشراء القمح تساوي قيمة الصفقة و فقا للعقد الذي تم إبرامه.
وبناء على ما سبق ،يمكننا القول أن التغطية بمركز طويل تحقق للمؤسسة الحماية من ارتفاع األسعار أو
تصيبها ببعض األضراراذا ما انخفضت األسعار و هو ما يعرف بتكلفة التغطية (أي تكلفة تأمين مركز
يقصد بالتغطية بمركز قصير،أخذ المستثمر لمركز بائع على عقد مستقبلي لمواجهة مخاطر انخفاض سعر
()8
أصل يمتلكه أو يتوقع أن يمتلكه
اشترى أحد المستثمرين في شهر ماي 1000أوقية من الفضة من السوق الحاضر بسعر 7000د ج
لألوقية،و خشية انخفاض األسعار قام ببيع عقد مستقبلي(يتضمن العقد 1000أوقية )تسليم شهر نوفمبر بسعر
7400د ج لألوقية.و بافتراض أن سعر األوقية في السوق الحاضر في تاريخ التسليم قد انخفض الى6800
دج .هنا يمكن القول أن المستثمر كان سيضطر لبيع صفقة الفضة بقيمة 6800000دج أي بخسائر تساوي
7
.منير إبراهيم هندي ،مرجع سابق ،ص 242
8
.منير إبراهيم هندي ،إدارة األسواق و المنشآت المالية،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،1999،ص 645
7
200000د ج .و ذلك إذا لم يقم بالتغطية.أما في ظل التغطية فقد باع صفقة الفضة بالسعر الجاري في
السوق الحاضر بمبلغ 6800000د ج ،غير أنه حقق عائدا من التعامل في سوق العقود المستقبلية قدره
600000د ج ،ليصبح إجمالي التدفق النقدي الداخل 7400000د ج ،وهو نفسه السعر المنصوص عليه
كل هذا في حال انخفاض األسعار ،أما إذا ارتفع سعر األوقية في تاريخ التسليم و أصبح مساويا ل
7800د ج لألوقية.هنا يكون المستثمر قد تعرض للخسائر نتيجة التغطية،فلو لم يتبع إستراتيجية التغطية
لكانت عوائد بيع الصفقة في السوق الحاضر 7800000د ج ،و نتيجة إلتباع إستراتيجية التغطية فقد كانت
ومنه يمكن القول أن هذا النوع من التغطية يحقق للمؤسسة الحماية ضد انخفاض األسعار و يصيبها بالضرر
تبدو أهمية إستراتيجية تجديد التغطية،عندما تكون الفترة المخططة المتالك األصل تزيد عن تاريخ التسليم
حينئذ تقتضي التغطية إبرام عقود مستقبلية بتواريخ استحقاق قصيرة،على أن تتم تسويتها قبيل تواريخ التسليم،
ثم إحاللها بعقود مستقبلية أخرى تمتد لتواريخ الحقة،إلى أن يتم بلوغ نهاية الفترة المخططة المتالك األصل.
هذا النوع من التغطية ال بد و أن يدخل في نطاق التغطية بأخذ مراكز قصير على األصل.
يمكن أن نطلق على التغطية المتقاطعة بالتغطية غير المباشرة ،تمييزا لها عن التغطية المباشرة .فالتغطية
المباشرة تكون من خالل عقد مستقبلي على أصل يماثل األصل محل التغطية.مثال ذلك العقد المستقبلي على
الذرة أو القمح،الذي غالبا ما يكون األصل المبرم عليه العقد،هو ذاته األصل المملوك أو األصل المراد شراؤه
9
.شعبان محمد إسالم البر واري ،بورصة األوراق المالية من منظور إسالمي ،دراسة تحليلية نقدية،دار الفكر،دمشق،2001،ص 222
8
أو بيعه.أما التغطية المتقاطعة ،فهي تغطية من خالل عقد مستقبلي على أصل يختلف عن األصل المملوك أو
األصل المراد شراؤه أو بيعه.فمدير محفظة لألوراق المالية الذي يرغب في تغطية مركزه على سندات إحدى
الشركات،لن يجد سبيال أمامه سوى التغطية باستخدام عقد مستقبلي على سندات حكومية،طالما ال توجد عقود
إن الدافع من تعامالت المضاربين في أسواق العقود المستقبلية هو اغتنام الفرص لتحقيق األرباح،فلو أن
تنبؤاتهم تشير إلى أن أسعار العقود المستقبلية على أصل ما بتاريخ تسليم ما،ستكون أقل من السعر الذي
سيكون عليه األصل محل التعاقد في السوق الحاضر في نفس تاريخ تنفيذ العقد المستقبلي ،فسوف يسعون
إلى شراء تلك العقود أي يأخذون مركزا طويال عليها.أما إذا كانت توقعاتهم تشير إلى أن أسعارا لعقود
المستقبلية في تاريخ التسليم،سوف تكون أعلى من السعر الذي سيكون عليه األصل في السوق الحاضر في
10
ذات التاريخ،فسوف يأخذون مركزا قصيرا،أي يبيعون عقودا مستقبلية
: ()12
وفيما يلي سوف نستعرض بإيجاز أهم أنواع المضاربين في العقود المستقبلية باألسواق المالية
و هم المضاربون الذين يشترون و يبيعون في أوقات قصيرة جدا بهدف االستفادة من تذبذبات األسعار في
السوق ،فالمضارب يشتري عقد مستقبلي و بعد لحظات قد يبيع عقد مستقبلي آخر.
-2المضاربون اليوميون:
هؤالء المضاربون بعيدو النظر مقارنة بمضاربي األرباح الصغيرة ،حيث يحتفظون بالعقود لفترة أطول،لكن
-3مضاربو المراكز:
10
.عبد الغفار حنفي ،البورصات-أسهم ،سندات ،صناديق االستثمارZ-المكتب Zالعربي الحديث،1995 ،ص357
9
هؤالء المضاربون يحتفظون بمراكز قد تستمر لعدة أيام أو أسابيع أو ربما أكثر من ذلك.و هناك عدة أصناف
من هذا النوع من المضاربين فمنهم من يبيع أو يشتري عقودا مستقبلية تستحق كلها في يوم واحد ،حيث
يكون مستوى المخاطرة عالي جدا،و منهم من يقوم بتوزيع المخاطرة بين عدة تواريخ استحقاق أو بين عدة
10
المبحث الثاني :عقود االختيارات المستحدثة
مع تعقد احتياجات المستثمرين أضحت عقود االختيارات النمطية غير كافية لتلبية هده االحتياجات فظهرت
الحاجة إلى استحداث أدوات و عقود اختيارات جديدة ذات منافع أوسع وقادرة على مسايرة تطور حاجات
exotic optionوهي عقود اختيارات مستحدثة أكثر تعقيدا من حيث العمالء ،فظهر ما يعرف باسم
()20
احتساب العموالت التي يدفعها المستثمرون اد تعتمد قيمة العقد على العديد من النماذج المعقدة و أهمها
عقود االختيارات اآلجلة ،عقود االختيارات المركبة ،عقود االختيارات التفاضلية ،عقود االختيارات
التبادلية ،عقود االختيارات الحدودية ،عقود االختيارات الثنائية ،عقود االختيارات بأثر رجعي ،عقود
-1تعريف:
()21
عقد المبادلة هو عقد يبرم بين طرفين ،يتفقان فيه على تبادل تدفقات نقدية خالل فترة مستقبلية.
تتم هذه العقود بين طرفين كل منهما يرغب في مبادلة نوع مختلف من التدفقات النقدية.ولهذه العقود ست
11
أركان هي:
11
.منير إبراهيم هندي ،أساسيات االستثمار في األوراق المالية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،1999،ص 70
11
يمثل الطرف األول لعقد المبادلة،حيث يقوم هدا الطرف بدفع الفائدة الثابتة في مقابل الحصول على الفائدة
المتغيرة،لذلك يطلق عليه دافع الفائدة الثابتة ،و يهدف هذا الطرف إلى التحوط ضد مخاطر ارتفاع معدالت
الفائدة،وعلى هذا األساس إذا كان معدل الفائدة المتغيرة أعلى من معدل الفائدة يحصل هذا الطرف على الفرق
يمثل الطرف الثاني لعقد المبادلة ،حيث يقوم بدفع الفائدة المتغيرة في مقابل الحصول على الفائدة الثابتة ،لذلك
يطلق عليه دافع الفائدة المتغيرة ،و يهدف هذا الطرف إلى التحوط ضد مخاطر انخفاض معدالت الفائدة،وعلى
هذا األساس إذا ما انخفض معدل الفائدة المتغيرة عن معدل الفائدة الثابتة يحصل هذا الطرف على الفرق من
12
الطرف األول( المشتري).
هو سعر الفائدة الثابت في العقد و الذي يتفق عليه الطرفان،و يحصل عليه الطرف الثاني( المحرر) في مقابل
قد يتفق طرفي عقد المبادلة على أن يكون سعر الفائدة المتغير هو متوسط سعر الفائدة في السوق لحظة
تسوية عقد المبادلة،و يعتبر سعر الفائدة المتغير المحسوب على أساس
)LIBOR (London Inter-Bank Offering Rate أكثر أسعار الفائدة المتغيرة استخداما في
عقود المبادلة ،وهو معدل الفائدة على القروض بين البنوك في سوق الدوالر األوروبي.
-5التسوية:
تتم تسوية عقد المبادلة على أساس دوري متفق عليه ( ربع سنوي ،نصف سنوي )...،وتجدر اإلشارة إلى أن
تسوية عقود المبادلة ال تتم يوميا لذلك يطلق على األرباح أو الخسائر في عقد المبادلة أرباح أو خسائر
12
.منير إبراهيم هندي ،الفكر الحديث في إدارة المخاطر،مرجع سابق،ص 9
12
ورقية،كذلك يالحظ أن عملية التسوية تتم على أساس معدل الفائدة المتغير في الفترة التي تسبق عملية التسوية
مباشرة بالمقارنة بمعدل الفائدة الثابت ،فلو أن عقدا للمبادلة تتم تسويته مرتين سنويا في 15مارس و 15
سبتمبر ،فان التسوية في 15سبتمبر تتم على أساس آخر سعر لمعدل الفائدة المتغير قبل يوم 15سبتمبر.
هو المبلغ المتفق عليه بين طرفي عقد المبادلة ،و يمثل قيمة عقد المبادلة نفسه.
لهذا النوع من العقود أنواع عديدة غير أن أهمها عقود مبادلة أسعارا لفائدة الثابتة بالمتغيرة:
13
عقود مبادلة أسعار الفائدة الثابتة بالمتغيرة:
و يراد بها عقود المبادلة التي يكون موضوعها مبادلة أسعار فائدة ثابتة يدفعها طرف ما،في مقابل ماعليه من
التزامات (ديون) بأسعار فائدة متغيرة يدفعها طرف آخر في مقابل ماعليه من التزامات أيضا ،ويريد الطرف
األول أن يتحول التزامه بدفع الفائدة الثابتة إلى الطرف الثاني ،في مقابل أن يتحول التزام الطرف الثاني
بدفع الفائدة المتغيرة إليه ،من غير أن يكون هناك أي ارتباط بين عقد المبادلة و بين العقد السابق الذي نشأ
تهدف عقود مبادلة العمالت إلى تغطية مخاطر التقلبات المحتملة مستقبال في أسعار صرف العمالت .و في
ظل هذه العقود عادة ما يتم شراء أو بيع عملة مقابل عملة أخرى في السوق الحاضر وفي نفس الوقت تجرى
عملية متزامنة في السوق اآلجل ،وذلك لبيع العملة التي سبق شراؤها أو شراء العملة التي سبق بيعها(.)24
و مثال ذلك أن يتفق شخص مع أحد البنوك على إجراء عقد مبادلة الدينار الجزائري بالدوالر
13
محمد صالح الحناوي ،جالل إبراهيم العبد ،مرجع سابق ،ص 337.336،335
13
-1شراء 50000د والر من البنك شراء حاال يعقبه تسليم الدوالرات و تسلم الدينارات على أساس سعر
-2إعادة بيع الدوالر األمريكي – في الوقت نفسه -بالدينار الجزائري من البنك نفسه ،على أساس سعر
الصرف اآلجل و قدره 71دينار لكل دوالر على أن يتم التسلم و التسليم بعد ستة أشهر من تاريخ العقد
()3550000
وتجدر اإلشارة إلى أن تحديد سعر الصرف اآلجل يتوقف على مقدار معدل الفائدة على اإلقراض و اإليداع
تعد عقود المشتقات أداة جيدة للتغطية ضد مخاطر تغير السعر ،أي نقل تلك المخاطر إلى طرف آخر ،دون
الحاجة إلى شراء مسبق لألصل محل التعاقد .ومن المؤكد أن التغطية هي أهم و وظائف أسواق المشتقات،
من أبرز وظائف عقود المشتقات كذلك ،أنها تزود المتعاملين عما سيكون عليه سعر األصل الذي أبرم عليه
العقد في السوق الحاضر في تاريخ التسليم ،لدا يقال أنها أداة جيدة الستكشاف السعر أي استكشاف المستوى
الذي يمكن أن يكون عليه السعر في السوق الحاضر في تاريخ التسليم ،فعلى ضوء أسعار عقود المشتقات
يبدأ سعر األصل في السوق الحاضر في التغير بما يعكس األسباب التي تظاهر االتجاه العام لتوقعات
المتعاملين.
14
محمد صالح الحناوي ،جالل إبراهيم العبد ،مرجع سابق ،ص358
14
تتيح عقود المشتقات الفرصة لتخطيط التدفقات النقدية ،حيث يستطيع طرفي التعاقد تخطيط تدفقاتهما
المستقبلية بدقة ،و دلك طالما أن البائع يدرك أن حصيلة بيع األصل ستكون على أساس سعر العقد ،كما يدرك
قلنا سابقا أن المضارب يحاول تحقيق األرباح من خالل توقعاته بشأن األسعار.إن سعيه لتحقيق الربح بدخوله
طرفا في العقد يقدم خدمة اجتماعية و إن كان ال يقصدها.دلك أنه الطرف الذي تنتقل إليه المخاطر التي
الترغب فيها األطراف األخرى،أي األطراف التي تمتلك األصل بالفعل (الطرف البائع) أو ترغب في امتالكه
مستقبال (الطرف المشتري) لحاجة فعلية إليه.هذا يعني أنه يزيل عدم التأكد لدى الطرف اآلخر بما يتيح له
يتميز التعامل في أسواق المشتقات بانخفاض تكلفة المعامالت إلى مستوى يستحيل على األسواق الحاضرة أن
تنافسه فيه ،فتكلفة المعامالت لعقد مستقبلي قيمته مليون دوالر التتجاوز 100دوالر ،و هو معدل تكلفة يبلغ
% 0.01من قيمة العقد،و لتكلفة المعامالت تأثير على سيولة السوق،إذ تجعل السوق أكثر كفاءة بما يتيح
فرصة أفضل إلبرام الصفقة بسعر قريب من السعر العادل ،كما يساهم التعامل بالعقود في تنشيط سوق
األصل المتعاقد عليه ،ودلك بزيادة حجم التداول عليه ،و يرجع ذلك إلى أن المبلغ الذي يدفعه المستثمر عند
التعاقد ال يمثل سوى نسبة ضئيلة من قيمة الصفقة ،و تقل كثيرا عن الهامش المبدئي الذي يلتزم المشتري
ميزة أخرى لعقود المشتقات هي سرعة تنفيذ االستراتيجيات االستثمارية،نظرا لمرونتها إضافة إلى سيولتها
المتميزة.
15
هبة محمود الطنطاوي الباز،التطورات العالمية و تأثيرها على العمل المصرفي واستراتيجية عمل البنوك في مواجهتا مع إشارة خاصة لمصر،رسالة
ماجستير في االقتصاد،كلية التجارة،جامعة عين شمس ،2003،ص 36-35
15
16
المطلب الثالث:عيوب االستثمار في عقود المبادالت:
رغم أن التعامل في المشتقات يستهدف الحد من مخاطر التقلبات في العائد و أسعار الصرف و أسعار السلع
إال أنه و بحكم طبيعة هده األدوات و ارتباطها بالتوقعات جعلها تشكل مخاطر في حد ذاتها
المخاطر التقليدية:
وهي مخاطر تشترك فيها المشتقات المالية مع غيرها من العقود و األدوات المالية األحرى و نجد منها
-1مخاطر السوق:
تتعلق هده المخاطر أساسا بالتقلبات غير المتوقعة في أسعار عقود المشتقات والتي ترجع في معظم األحيان
إلى تقلبات أسعار األصول محل التعاقد كما قد تنجم تلك المخاطر من نقص السيولة الذي يؤدي بدوره إلى
تدهور أسعار بعض األصول وعدم إمكانية إبرام عقود مشتقات للتحوط ضد احتمال استمرار هدا التدهور
ومن هنا ينبغي تشخيص عناصر هده المخاطر ومعرفة كيفية تفاعلها مع بعضها البعض حتى يمكن تقديرها
()27
وتحديد األدوات التي يمكن استخدامها كوقاء منها
-2المخاطر االئتمانية:
تنشأ هده المخاطر عن عدم وفاء أحد طرفي العقد بالتزاماته التعاقدية المحددة في العقد المشتق وجدير بالذكر
أن هدا النوع من المخاطر يعد أكثر انتشارا في األسواق غير المنظمة.ويمكن مواجهة المخاطر االئتمانية لهده
()28
المشتقات من خالل تقدير الجدارة االئتمانية لألطراف المقابلة و االلتزام بسقوف معينة لهده المخاطر
16
محمد أحمد لطفي عبد العظيم أحمد،معوقات استخدام البنوك التجارية المصرية لألدوات المالية الحديثة في ادارة األصول،دراسة تحليلية،رسالة ماجستير في
ادارة األعمال،كلية التجارة باإلسماعيلية ،جامعة قناة السويس،2002،ص 137-136
16
المخاطر التنظيمية هي تلك المرتبطة بالخسائر االقتصادية التي تتحملها المنشأة نتيجة وجود نقاط ضعف
تنظيمية في إدارة و تشغيل عقود المشتقات داخل المنشأة نفسها و\لك كما هو الحال في غياب التنسيق بين
()29
المسئولين عن التعامل في أسواق المشتقات و بين المسئولين عن القيد و اإلثبات بالدفاتر المالية للمنشأة
-4المخاطر القانونية:
وتنشأ عن عدم القدرة على تنفيذ عقود المشتقات نتيجة سوء توثيقها أو نتيجة عدم تمتع الطرف المقابل
بالصالحيات الضرورية للتعاقد و الوضع القانوني غير األكيد لبعض المعامالت وعدم القدرة على التنفيذ
()30
القضائي في حالة العسر و اإلفالس وكذلك تؤدي التغيرات في البيئة القانونية إلى بعض المخاطر
-5-2المخاطر الخاصة:
وهي المخاطر التني قد توجد في أدوات مالية أخرى إال أنها أكثر تأثيرا على األدوات المالية المشتقة ونجد
()31
من ضمنها
-1مخاطر االرتباط:
وهي أكثر أنواع المخاطر الخاصة باألداة المالية المشتقة وتنتج من تغير قيمة األداة المالية المشتقة بمعدل ال
يتساوى مع معدل التغير في األصل المالي الذي يتم حمايته وتزيد هده المخاطر عندما يتم حماية أصل ما
بأداة مالية مشتقة مختلفة في النوع أو سوق التداول عن األصل الذي يتم حمايته
17
-2مخاطر نسبة الحماية:
وتعني نسبة الحماية قيمة العقود المستقبلية أو عقود المشتقات التي يتم استخدامها للحماية مقارنة بقيمة
األصول التي يتم حمايتها ويتم حساب هده النسبة عن طريق معرفة معدل التغير في سعر األصل مقارنة
-3مخاطر السيولة:
17
هبة محمود الطنطاوي الباز،مرجع سابق،ص 39-38
17
وترجع إلى عدم القدرة على التخلص من العقد المشتق عند الحاجة إلى دلك و خاصة العقود التي اليتم تداولها
بصفة واسعة ،وغالبا ما يفرض الطرف الذي يقبل شراء العقد شروط و ضمانات كبيرة في هده الحالة
-4مخاطر التسعير:
حيث يحتاج تسعير العقود المشتقة إلى خبرة كبيرة و ونماذج رياضية متقدمة و خاصة في تسعير المشتقات
المرتبطة بالسندات ،ولم يتم التوصل بعد إلى نمودج رياضي كفئ لتسعير العقد المشتق بدون أخطاء
حيث تتقلب األرباح أو الخسائر المرتبطة بالتعامل في هده األدوات بدرجة أكبر من تقلب إيراداتها مما يؤدي
الى تحقيق خسائر كبيرة عند حدوث تغير طفيف في إيراداتها أو تكاليفها
لقد كانت المشتقات بشكل أو بآخر متاحة خالل العديد من السنين الماضية كما أن المهندسين الماليين دأبوا
على تطوير المنتجات المشتقة الجديدة و المعقدة و التي تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة الفهم،فقد قال عنها
j.lipenفي مقال له في صحيفة وول ستريت لعام 1994لم أعرف موضوعا يجهله الناس قدر المشتقات
غير أنه لسوء الحظ فان فقدان التفهم العام لهده األدوات لم يحل دون تورط المستعملين في معامالت
()32
المضاربة بالمشتقات و بالتالي التعرض لمستويات من المخاطر اليمكن تحملها
إن التوسع في المشتقات المالية بدون ضوابط عرض المتعاملين فيها لخسائر فادحة و ربما لإلفالس،و
-وهي إحدى الشركات األمريكية الكبرى المصنعة للسلع لقد بلغت خسائر شركة procter&gamble
االستهالكية نحو 1.2مليون دوالر حالل شهر أفريل من عام 1994من جراء المضاربة على تحركات
سعر الفائدة ،كما حققت شركة أمريكية أخرى وهي air products and chemicalsخسائر خالل شهر
18
اليابانية بحوالي 1.5مليار ومن ناحية أخرى قدرت الخسائر المالية التي لحقت بشركة kachima oil
دوالر نتيجة االتجار و التعامل في عقود أسعار الصرف،وتلك التي لحقت بشركةmetallgesellshaft
األلمانية بخوالي 1.4مليون دوالر ووصلت الخسائر التي تحملتها إحدى الشركات المتخصصة في األوراق
إلى حوالي 268مليون دوالر بين شهري جوان و بداية سبتمبر المالية وهي painewebber
1994والتي نتجت عن دعم احدى صناديقها االستثمارية في تجارة المشتقات ،وتجاوزت خسائر بنك
- kidder peabodyوهو أحد بنوك االستثمار األمريكية -نتيجة قيامه بعملية شراء و بيع المشتقات في أحد
وتعد أزمة بنك baringsمن األزمات الشديدة لما لها من آثار و انعكاسات ممتدة و متشعبة على النشاط
المصرفي في كثير من دول العالم وتعود تلك األزمة إلى قيام أحد فروع هدا البنك والكائن في سنغافورة
بالمضاربة في سوق العقود اآلجلة – وخاصة عقود الخيارات والعقود اآلجلة المتداولة في بورصتي أوساكا
اليابانية و سيمكس السنغافورية -في الوقت الدي جاءت فيه اتجاهات السوق عكس توقعاته في ظل غياب
18
عملية الرقابة على عمليات تلك السوق من قبل ادارة البنك
و في األخير ،كانت المشتقات المالية أخد أسباب األزمة المالية العالمية التي الزالت تلقي بضاللها وتداعياتها
على العالم،إن هده األزمة ضربت االقتصاد العالمي بصورة واضحة في الربع األخير من سنة 2008
وخاصة بعد انفجار أزمة الرهونات العقارية األمريكية،و أدت إلى إفالس العديد من المؤسسات المالية و
المصرفية والتي كان من بيت أهم أسباب انهيارها تعاملها بالمشتقات المالية المبنية على ديون عقارية وتجدر
18
سميرة محسن ،مرجع سابق،ص 52
19
خاتمة:
بالرغم من األهمية البالغة لعقود المبادالت بحكم طبيعتها اد هي ترتبط بالتوقعات فهي كذلك تتضمن احتماالت
الربح و الخسارة حيث أنها في حد ذاتها تتضمن مخاطر تؤدي في بعض األحيان إلى خسائر هائلة وغير
20
المراجع:
-1طارق اهلل خان،حبيب أحمد،إدارة المخاطر –تحليل قضايا الصناعة المالية اإلسالمية -البنك اإلسالمي
-2مبارك سليمان آل سليمان،أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ،دار كنوز اشبيلية للنشر و
-3سمير عبد الحميد رضوان ،المشتقات المالية ودورها في ادارة المخاطر و دور الهندسة المالية في
-5منير إبراهيم هندي ،الفكر الحديث في إدارة المخاطر ،الهندسة المالية باستخدام التو ريق و المشتقات
-6محمد صالح الحناوي ،جالل إبراهيم العبد ،بورصة األوراق المالية بين النظرية و التطبيق ،الدار
-12حسني علي خريوش و آخرون ،األسواق المالية ،مفاهيم و تطبيقات ،دار زهران ،عمان .1998،
-15شعبان محمد إسالم البر واري ،بورصة األوراق المالية من منظور إسالمي ،دراسة تحليلية نقدية،دار
الفكر،دمشق.2001،
-16عبد الغفار حنفي ،البورصات-أسهم ،سندات ،صناديق االستثمار-المكتب العربي الحديث.1995 ،
21