You are on page 1of 19

‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .

‬حاج جاب هللا أمال‬


‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬


‫‪Legal Framework of Financial laws:‬‬
‫‪An analysis study of organic law 18-15‬‬

‫تاريخ النشر‪2021/11/05 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪ 2020/11/09 :‬تاريخ القبول‪2021/09/24 :‬‬

‫*د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬


‫املركز الجامعي مرسلي عبد هللا ‪ -‬تيبازة‬
‫‪hadjaballah@gmail.com‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫يعد القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‪ ،‬اإلطار القانوني الجديد الذي‬
‫كرس جملة اإلصالحات امليزانية و املحاسبية التي تبنتها السلطات العمومية في الجزائر‬
‫بعدما اثبت القانون ‪ 17-84‬محدوديته في مواكبة التطورات الحاصلة على املستوى الدولي‬
‫و الوطني‪ .‬حيث أدرج القانون الجديد مبدأ التسيير باألهداف وكذا التأطير امليزانياتي‬
‫املتعدد السنوات لترشيد النفقات العمومية‪ ،‬إلى جانب تكريس مبدأ محاسبة الذمة الذي‬
‫يسمح بإعطاء نظرة متكاملة عن كل ممتلكات الدولة‪ ،‬مواردها والتزاماتها‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬القانون العضوي ‪15-18‬؛ قانون املالية؛ القانون ‪17-84‬؛ امليزانية‬
‫العامة للدولة؛ اإلصالح امليزانياتي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Organic Law 18.15 on Financial laws, the new legal framework‬‬
‫‪that enshrines the budget and accounting reforms adopted by the‬‬
‫‪public authorities in Algeria after Act 84-17 established its limits to‬‬
‫‪keeping pace with developments at the international and national‬‬
‫‪levels. The new law introduced the principle of the administration of‬‬
‫‪objectives as well as the multi-year budgetary framework for‬‬
‫‪rationalizing public expenditures, as well as the principle of‬‬
‫‪accountability of the self-determination, which allows for an‬‬
‫‪integrated view of all state property.‬‬

‫*املؤلف املرسل‪ :‬حاج جاب هللا أمال‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫‪Keywords: Organic Law 18-15; Finance Law; Law 84-17; budget‬‬


‫‪reform.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد شرعت السلطات العمومية في الجزائر منذ مطلع التسعينات في عملية إصالح‬
‫تسيير املالية العمومية تحت شعار ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬وذلك كنتيجة لألزمات املالية‬
‫التي انجرت عن انهيار أسعار البترول‪ .‬وقد تبلور هذا التوجه في محاولة إصالح النظام‬
‫امليزانياتي واملحاسبي للدولة من خالل ما يعرف بمشروع "عصرنة األنظمة امليزانيتية" ‪.1‬‬
‫هذا اإلصالح الذي تطلب دخوله حيز التطبيق إعادة النظر في اإلطار القانوني الحالي الذي‬
‫يحكم النظام امليزانياتي واملتمثل في القانون ‪ 17-84‬املتعلق بقوانين املالية‪.‬‬

‫وعليه فقد جاء القانون العضوي ‪ 15-18‬املؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ،2018‬ليلغي القانون‬


‫‪ 17-84‬الساري املفعول والذي أصبح ال يستجيب للمتطلبات الذي تفرضها املتغيرات‬
‫والتطورات التي عرفتها بالدنا في املجال املالي واالقتصادي‪ .‬حيث ادرج هذا القانون‬
‫العضوي آليات جديدة لتسيير املالية العمومية تتمحور على مبدأ التسيير املتعدد‬
‫السنوات للميزانية وكذا على تقييم النتائج بدال من تقييم تسيير الوسائل املعمول به حاليا‪.‬‬

‫إن هذا االنتقال الجوهري في تسيير املالية العمومية يطرح العديد من التساؤالت‬
‫حول القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية‪ ،‬و التي يمكن بلورتها في اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هي اآلليات الجديدة التي أدرجها القانون العضوي ‪ 15-18‬من أجل تصحيح‬
‫النقائص املسجلة في النظام امليزانياتي الحالي و عصرنة تسيير املالية العمومية في‬
‫الجزائر؟‬

‫ستتم دراسة هذه اإلشكالية انطالقا من تحليل واقع النظام امليزانياتي الحالي‬
‫املتمثل في القانون ‪ 17-84‬ملعرفة األحكام الجديدة املدرجة في القانون العضوي ‪15-18‬‬
‫وذلك وفق محاور الخطة املوالية ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني للنظام امليزانياتي الحالي ‪ :‬بين الواقع و متطلبات اإلصالح‬
‫املطلب األول ‪ :‬مضمون القانون املتعلق بقوانين املالية و نقائصه‬
‫املطلب الثاني‪ :‬القانون العضوي ‪ 15-18‬إصالح اإلطار القانوني للنظام امليزانياتي‬

‫‪112‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬األحكام الجديدة ضمن القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‬
‫املطلب األول ‪ :‬األحكام املتعلقة بمفهوم و هيكلة امليزانية العامة للدولة‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬األحكام املتعلقة بمفهوم قانون املالية‬
‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني للنظام امليزانياتي الحالي‪:‬‬
‫بين الواقع و متطلبات اإلصالح‬
‫استندت السياسة املالية في الجزائر منذ مطلع الثمانينات على القانون ‪17-84‬‬
‫املؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬و املتعلق بقوانين املالية‪ ،‬الذي يتمحور خاصة حول تسيير‬
‫املوارد بدل التسيير باألهداف‪ ،‬األمر الذي كلف الدولة ارتفاعا مستمرا في النفقات العمومية‬
‫ليثبت هذا القانون قصوره وعجزه على أرض الواقع (املطلب األول)‪ .‬وعليه لجأت‬
‫السلطات العمومية الى وضع نظام ميزانياتي جديد يسمح بتدارك النقائص املسجلة وتبني‬
‫أساليب جديدة لتسيير امليزانية من خالل القانون العضوي ‪( 15-18‬املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مضمون القانون املتعلق بقوانين املالية ونقائصه‬


‫يعد القانون ‪ 17-84‬املتعلق بقوانين املالية االطار املرجعي األول لتسيير األموال العمومية‬
‫بعد االستقالل (الفرع األول) والذي بقي ساري املفعول ليومنا هذا بالرغم من كل‬
‫النقائص التي سجلت على أرض الواقع ( الفرع الثاني)‪ ،‬والتي أدت بالسلطات العمومية الى‬
‫تعديله نتيجة التطورات الحاصة في املجال املالي و املحاسبي واالقتصادي في الجزائر ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬القانون ‪ : 17-84‬اإلطار القانوني للنظام امليزانياتي الحالي‬


‫لقد عرف اإلطار القانوني للميزانية العامة للدولة شبه فراغ قانوني خالل أكثر من‬
‫عشرين سنة منذ االستقالل حيث تم تمديد العمل بالتشريع الفرنس ي بموجب القانون‬
‫‪ 157-62‬املؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ . 1962‬لكن مع تبني السلطات العمومية لنموذج االقتصاد‬
‫االشتراكي الذي يعتمد على مبدأ التخطيط‪ ،‬برزت حتمية إيجاد إطار قانوني جديد ملالية‬
‫الدولة يتماش ى مع النهج املعتمد ‪ .‬ليصدر أول قانون ميزانياتي في الجزائر ممثال في القانون‬
‫رقم ‪ 84 - 17‬املؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬واملتعلق بقوانين املالية ‪.2‬‬

‫‪113‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫فقد جاء القانون ‪ 17-84‬من أجل مأل الفراغ القانوني في مجال امليزانياتي حيث‬
‫شملت أحكامه مجمل الجوانب املتعلقة بقوانين املالية السيما األحكام املتعلقة بـ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف قوانين املالية‪ ،‬قوانين املالية التكميلية و قانون ضبط امليزانية‪.‬‬
‫‪ ‬امليزانية العامة للدولة‪ ،‬تخص اإليرادات العامة و النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬الم‬
‫‪ ‬يزانيات األخرى‪ ،‬كامليزانية امللحقة و ميزانية الجماعات و الهيئات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات الخزينة و هي الحسابات الخاصة بالخزينة و عمليات الخزينة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد‪ ،‬مصادقة و تنفيذ قوانين املالية‪.‬‬
‫كما حدد القانون ‪ 17-84‬محتوى قانون املالية سواء ما تعلق باألحكام التشريعية‬
‫وكذا الوثاق امللحقة و املرفقات املقدمة على مستوى البرملان‪:‬‬
‫‪ -1‬هيكلة قانون املالية ‪ :‬الذي يشمل على قسمين‬
‫• الجزء األول "طرق التوازن املالي و وسائله"‪ :‬و الذي يحدد املقترحات املتعلقة باملوارد‬
‫و كذا الطرق و الوسائل التي تضمن التوازن املالي الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫• الجزء الثاني" امليزانية والعمليات املالية للدولة" ‪ :‬والذي يشمل املبالغ االجمالية‬
‫املتعلقة بإعتمادات التسيير والتجهيز وكذا التدابير املطبقة على الحسابات الخاصة‬
‫بالخزينة‬
‫‪ -2‬الوثائق امللحقة لقانون املالية ‪ :‬تشمل وثائق املالية التي تفصل املبالغ‬
‫اإلجمالية الواردة في أحكام قانون املالية و تشمل‪:‬‬
‫الجدول أ ‪ » :‬اإليرادات النهائية املطبقة على ميزانية الدولة لسنة‪«.....‬‬
‫الجدول ب ‪ »:‬توزيع االعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة‪ .....‬حسب كل دائرة وزارية«‬
‫الجدول ج ‪ » :‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة‪ .....‬حسب القطاعات«‬
‫هذه الوثائق قد تضاف اليها‪ ،‬عند الحاجة‪ ،‬مراسيم توزيع االعتمادات‪.‬‬
‫‪ -3‬الوثائق املرفقة بقانون املالية‪ :‬التي أدرجتها املادة ‪ 2‬من القانون ‪89/24‬‬
‫واملعدلة للمادة ‪ 68‬من القانون ‪ ، 84/17‬حيث تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تقرير تفسيري للتوازن االقتصادي و املالي و النتائج املحصل عليه‪،‬‬
‫‪ ‬ملحقات تفسيرية تبين خاصة‪:‬‬

‫‪114‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫‪ ‬التقييمات حسب كل صنف م أصناف الضرائب السيما تلك املتعلقة باإلجراءات‬


‫الجديدة‪،‬‬
‫‪ ‬توزيع نفقات التسيير ملصالح الدولة حسب كل فصل والتي تكون عادة من خالل‬
‫مراسيم توزيع االعتمادات ‪ :‬بحكم آن تطبيق القوانين هو عمل الحكومة ‪ ،‬فإن ا ألمر‬
‫يتعلق بتوزيع مبلغ االعتمادات املفتوحة للتسيير في امللحق " ب " املتضمنة في قانون‬
‫املالية وذلك طبقا لقاعدة التخص ‪ ،‬على األقسام‪ ،‬األقسام الفرعية ‪ ،‬العناوي ‪ ،‬األجزاء‬
‫و الفصول‪ .‬قد تكون هذه املراسيم حسب الحالة‪ ،‬إما تنفيذية أو رئاسية‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي للمخطط السنوي حسب كل قطاع‪،‬‬
‫‪ ‬قائمة الحسابات الخاصة للخزينة تبيين مبلغ اإليرادات والنفقات املقررة لها‪،‬‬
‫‪ ‬القائمة الكاملة للرسوم شبه الجبائية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نقائص اإلطار امليزانياتي الحالي‬
‫لقد سجل اإلطار امليزانياتي الحالي ممثال في القانون ‪ 17-84‬وكذا النصوص التطبيقية‬
‫له العديد من النقائص على مستوى الواقع ‪ ،‬خاصة مع التطورات املالية و املحاسبية على‬
‫املستوى الدولي‪ .‬ولعل أهم النقائص املسجلة على هذا اإلطار ‪ ،‬نذكر ‪:3‬‬
‫‪ .1‬عدم دمج ميزانيتي التسيير التجهيز‪ :‬يظهر النظام الحالي نوع من الالتجانس في‬
‫التصنيف إذ أن ‪ ،‬من جهة‪ ،‬عناوين نفقات التسيير مهيكلة حسب الدوائر الوزارية‪ ،‬الفص‪،‬‬
‫املادة و الفقرة ‪ ،‬بينما عناوين نفقات االستثمار مهيكلة حسب القطاع ‪ ،‬القطاع الفرع ‪،‬‬
‫الفصل املادة‪ .‬ما قد يؤدي الى سوء تخصيص نفقات التسيير و نفقات االستثمار‪.‬‬
‫‪ .2‬غياب تسيير ميزانياتي مبني على النتائج‪ :‬يرتكز التسيير الحالي للمال العام على‬
‫تعبئة الوسائل أكثر منه على البحث عن النتائج ‪.‬إذ آن " االعتمادات تمنح لجل التكفل‬
‫بالحاجيات املعبر عنها من طرف المر بالصرف خالل السنة املعنية و ليس بداللة أهداف‬
‫األداء التي يجب تحقيقها آو النتيجة التي يجب بلوغها‪".‬‬
‫‪ .3‬نقص الشفافية في تقديم وثائق امليزانية مع صعوبة الوصول إليها‪ :‬فهذه‬
‫الصعوبات تتم مواجهتها أثناء النقاشات البرملانية حول مشروع ميزانية الدولة‪ ،‬تعود إلى أن‬
‫الوثائق املقدمة من طرف وزارة املالية غير كافية بالشكل الذي يسمح بتقديم كل املعلومات‬
‫املطلوبة من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى تقديم عرض محتشم للوثائق املقدمة للبرملان‪".‬‬

‫‪115‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫‪ .4‬غياب نظام معلوماتي فعال‪ :‬يعود ذلك إلى استعمال عتاد إعالم آلي غير ناجع‬
‫ومتجاوز كما أن أنظمة وأدوات تسيير املعلومة غير املالئمة‪ ،‬حيث ال تسمح بإعداد‬
‫تقديرات اقتصادية كلية ذات مصداقية و ال إعداد تصورات حسب كتل النفقات املوافقة‬
‫لرخص االعتمادات و باملتابعة في الجال املالئمة‪.‬‬
‫‪ .5‬غياب إطار للنفقات على املدى املتوسط ‪ : CDMT‬من شأن غياب إطار استراتيجي‬
‫يمكن من تسجيل النفقات حسب منطق أولويتها‪ ،‬عدم السماح للحكومة بترتيب نفقاتها‬
‫حسب متطلبات السياسة العامة و ضرورات الوضع االقتصادي للبالد‪.‬‬
‫‪ .6‬عدم تحميل املسؤولية املسيرين ‪ :‬إن ضعف مسؤولية املسيرين يعد واحدا من‬
‫العراقيل القائمة أمام مهام تكملة و متابعة األهداف املسطرة لكل سياسة مالية معدة‬
‫مسبقا ‪ ،‬و على خالف ذلك فإن قوة و متانة املسؤولية لدى املسيرين يسمح بتحقيق أهداف‬
‫النجاعة في ا ألداء‪ ،‬الفاعلية و الشفافية في مجمل نظام املالية العمومية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬القانون العضوي ‪ :15-18‬إصالح اإلطار القانوني للنظام امليزانياتي الحالي‬
‫نظرا للنقائص املسجلة على القانون ‪ 17-84‬ـ تم اصدار اطار قانوني جديد للمالية‬
‫العمومية تجسد من خالل القانون العضوي ‪ 15-18‬التي عرفت مرحلة اعداده سياقا عاما‬
‫مختلفا (الفرع األول) أثر على دخوله حيز التنفيذ الذي تأجل ملدة خمس سنوات ( الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السياق العام إلعداد وإصدار القانون العضوي ‪15-18‬‬


‫املتعلق بقوانين املالية‬
‫لقد جاء القانون العضوي ‪ 15-18‬املؤرخ في واملتعلق بقوانين املالية ‪ 4‬كنتيجة‬
‫للمسار اإلصالحي الذي انتهجته السلطات العمومية في الجزائر في مجال تسيير املالية‬
‫العمومية من جهة‪ ،‬وكذا كحتمية قانونية تبرز في ضرورة احترام نص املادة ‪ 141‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬والتي تم التأكيد عليها في املادة ‪ 123‬من دستور ‪،20205‬‬
‫حيث تفرض اعتماد قانون عضوي لتنظيم القوانين املتعلقة بقوانين املالية ‪ .‬وهو الشرط‬
‫الذي نصت عليه ألول مرة املادة من دستور ‪ .1996‬وهو ما كان يتعارض مع القانون ‪-84‬‬
‫‪ 17‬الذي يعد مجرد قانون ال يتماش ى من القيمة معيارية التي فرضتها املواد الدستورية‬
‫السالفة الذكر ‪.‬‬

‫‪116‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫الى جانب ذلك فقد عرف القانون العضوي ‪ 15-18‬مخاض عسير استمر اكثر من ‪12‬‬
‫سنة حيث تم الشروع في إعداده منذ سنة ‪ 2006‬أين تم إيداعه على مستوى األمانة‬
‫العامة للحكومة حيث درس ضمن مجلس الوزراء ‪ ،‬لكن تم سحبه في أخر لحظة قبل‬
‫إيداعه للمناقشة لدى غرفتي البرملان ‪ ،‬وذلك نتيجة وجود تردد لدى السلطات العمومية‬
‫في تبني اإلصالح الجديد للمالية العامة الذي تم الشروع فيه منذ سنة ‪.2005‬‬
‫فقد تم البدء في مشروع عصرنة أنظمة امليزانية في سنة ‪ 2005‬أين أبرمت وزارة‬
‫املالية (ممثلة في املديرية العامة للميزانية) عقدا مع مكتب استشارات كندي ‪CRC‬‬
‫‪ SOGEMA‬من أجل وضع تصور شامل و متكامل إلصالح املالية العمومية و ذلك في إطار‬
‫القرض املقدم من طرف البنك العاملي ( ‪ .) crédit N° 7047-AL‬لتنتهي األشغال بإعداد‬
‫مجموعة من التقارير مكنت من صياغة أهم محاور هذا املشروع و التي برزت في محورين‬
‫أساسين هما‪: 6‬‬
‫الجوانب املتعلقة بامليزانية ‪ Budgétisation‬يهدف هذا املحور إلى وضع نظام جديد‬
‫لتسيير النفقات يشمل كل من إعداد امليزانية‪ ،‬املحاسبة‪ ،‬و الرقابة على النفقات العمومية‪،‬‬
‫وقد تمت صياغة كل ذلك في ‪ 04‬مقومات‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد امليزانية وفق نظام متعدد السنوات‬
‫‪ ‬تحسين عرض ونشر امليزانية العامة للدولة‬
‫‪ ‬تطوير وظيفة االستشارة لوزارة املالية‬
‫‪ ‬إعادة هيكلة إجراءات تنفيذ النفقات العمومية‬
‫الجوانب املتعلقة باإلعالم اللي ونظام املعلومات ‪«Informatique et système‬‬
‫»‪ d'information‬يشمل هذا املحور على ‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد مخطط توجيهي لإلعالم اللي الخاص بوزارة املالية‬
‫‪ ‬إعداد و تطوير نظام مدمج لعملية التسيير امليزاني‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الهياكل التكنولوجية من خالل إنشاء مديرية مركزية لإلعالم اللي‪.‬‬
‫يعد املحور األول املتعلق بالجوانب امليزانياتية أكبر الورشات التي تعمل عليها هياكل‬
‫وزارة املالية حيث تم تكليف مكتب االستشارات الكندي ‪ CRC SOGEMA‬بانجاز كل الجانب‬
‫األول و الثاني من املشروع ‪ ،‬فبالنسبة للجانب املتعلق بـ "تحسين عرض ونشر امليزانية العامة‬

‫‪117‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫للدولة" فقد أعد هذا املكتب في ماي ‪ 2006‬تطبيق لإلعالم اللي "حول التسيير الحكومي‬
‫املدمج للميزانية " ‪«système intégré gouvernemental de budgétisation » SIGBUD‬‬
‫أما الجانب املتعلق إعداد امليزانية وفق نظام متعدد السنوات فقد تم الشروع فيه منذ‬
‫سنة ‪ 2004‬إلى غاية ‪ 2007‬أين تمت تجربته على مستوى املديرية العامة للميزانية بالتنسيق‬
‫مع خمسة وزارات ليقرر بعد ذلك إعداد أو ميزانية برنامج سنة ‪ . 2010‬لكن ونظرا لعدة‬
‫معوقات فان هذه امليزانية لم تر النور إلى يومنا هذا ‪ .‬وفي هذا السياق فقد صرح زير املالية في‬
‫حوار له مع الصحافة املكتوبة‪ 7‬أنه سيتم إعداد أو ميزانية وفق مشروع ‪ MSB‬في ‪. 2015‬‬
‫أما فيما يتعلق بالجانب الرابع املتمثل في »إعادة هيكلة إجراءات تنفيذ النفقات‬
‫العمومية« فقد تم تكليف مكتب استشارات فرنس ي ‪ 8 GIP-ADTETEF‬حيث تم إبرام العقد‬
‫سنة ‪. 2006‬ليتم الشروع بعد ذلك في إعداد مخطط محاسبي جديد يتماش ى مع املعايير‬
‫املحاسبية الدولية للقطاع العمومي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نفاذ القانون ‪: 15-18‬اآلجال و شروط دخوله حيز التطبيق‬
‫إن امليزة البارزة في القانون ‪ 15-18‬هو تأجيل دخوله حيز التطبيق ‪،‬حيث اعتمدت‬
‫وزارة املالية على فكرة التطبيق التدريجي ألحكام هذا القانون نظرا للتغييرات الكبيرة التي‬
‫ستطرأ على هيكلة امليزانية العامة للدولة ‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب وقتا للتأقلم مع أحكامه‬
‫الجديدة وعليه سيتم إدراج في كل سنة مالية كتلة عملياتية ووظيفية ليبلغ استيعاب‬
‫آليات امليزانية بالبرنامج والتسيير القائم على النتائج مستواه الكلي في ‪. 92023‬‬
‫في حين أن قانون تسوية امليزانية فسيتم مراجعة السنة املرجعية الخاصة به‬
‫لتنتقل من السنة التي تسبق عرض القانون بثالث سنوات (س‪ )3-‬إلى سنتين (س‪)2-‬‬
‫بالنسبة لسنوات ‪ 2023‬و‪ 2024‬و‪ 2025‬لتصل إلى سنة واحدة (س‪ )1-‬وذلك ابتداء من‬
‫‪2026‬‬
‫تجدر اإلشارة هنا أن املشروع أولي للقانون العضوي ‪ 15-18‬قد أورد في أحد مواده‬
‫إمكانية تعديل تاريخ دخول هذا القانون العضوي حيز التطبيق عن طريق قوانين املالية‬
‫السنوية إذا تطلب األمر ذلك ‪ ،‬لكن املجلس الدستوري قد رفض هذا الحكم عند دراسته‬
‫لدستورية هذا القانون من خالل الرأي رقم ‪ /02‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 18/‬املؤرخ في ‪ 2‬أوت سنة‬
‫‪، 102018‬حيث أوجب تغيير هذا التاريخ عن طريق قانون عضوي اخر ألن املادة ‪ 140‬من‬

‫‪118‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬قد أدرجت تنظيم قوانين املتعلقة بقانون املالية ضمن‬
‫مجال القوانين العضوية الى جانب ضرورة احترام قاعدة توازي األشكال‪.‬‬
‫وفي نفس السياق فقد تم تعديل القانون العضوي ‪ ، 15-18‬من خالل القانون‬
‫العضوي ‪ 09-19‬املؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ ، 11 2019‬السيما املادة ‪ 18‬منه التي أعيدت‬
‫صياغتها كمايلي ‪ :‬تنص قوانين املالية دون سواها على األحكام املتعلقة بوعاء ونسب‬
‫ّ‬
‫وكيفيات تحصيل اإلخضاعات مهما كانت طبيعتها‪ ،‬وكذا في مجال اإلعفاء الجبائي ‪.‬غير أنه‬
‫يمكن النظام الجبائي املطبق على النشاطات األفقية املرتبطة بقطاع املـحروقات أن ينص‬
‫على األحكام املذكــورة أعــاله‪ ،‬عــن ط ـريــق قــانــون خــاص‪ .‬فالتعديل الجديد للمادة ‪ 18‬سمح‬
‫بتعديل األحكام الجبائية من خالل قانون املحروقات بعدما كانت امكانية التعديل هذه‬
‫محصورة فقط ضمن قوانين املالية‪ .‬وهي اإلمكانية التي كانت موجودة سابقا ضمن‬
‫القانون ‪ 17-84‬الذي أتاح إمكانية التشريع في املجال الجبائي عن طريق نصوص أخرى غير‬
‫قوانين املالية‪ ،‬السيما القانون املتعلق باملحروقات‪ .‬وقد جاء هذا التعديل من أجل تجنب‬
‫التعارض بين النصوص القانونية و كذا تمكين مشروع القانون املتعلق باملحروقات من‬
‫التنصيص على أحكام جبائية تهدف إلى إدخال بعض املرونة للتعامل مع االستثمار األجنبي‬
‫املباشر الذي يحتاجه االقتصاد الوطني فيما يخص نشاط قطاع الطاقة‪.12‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬األحكام الجديدة ضمن القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‬
‫لقد أصبح القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية يشكل اإلطار املوازناتي‬
‫الجديد للمالية العامة في القانون الجزائري‪ ،‬حيث تميز بإدراجه للعديد من األحكام‬
‫واإلجراءات الجديدة سواء تلك املتعلقة بمفهوم ميزانية الدولة وهيكلتها خاصة من جانب‬
‫النفقات العمومية ( املطلب األول ) وكذا تلك املتعلقة بقانون املالية ( املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬األحكام املتعلقة بمفهوم وهيكلة امليزانية العامة للدولة‬
‫من أهم األحكام الجديدة املدرجة في القانون العضوي ‪ 15-18‬تلك املتعلقة بالنفقات‬
‫العمومية سواء من حيث طريقة تسييرها التي أصبحت تعتمد على النتائج املحققة من‬
‫خالل ما يعرف بميزانية النتائج (الفرع األول) و كذا من خالل طريقة تقيدها املحاسبي بعد‬
‫اعتماد مبدأ محاسبة الذمة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التقسيم الجديد للنفقات العمومية‬


‫" االنتقال من ميزانية الوسائل إلى ميزانية النتائج"‬
‫ويرمي القانون العضوي إلى إصالح تسيير املالية العمومية من خالل تكريس مبدأ‬
‫فعالية التسيير وكذا تحسين تقديم قوانين املالية للحصول على مقروئية أفضل وتعزيز‬
‫شفافية معلومات امليزانية تقوية الرقابة البرملانية وإدماج عناصر املرونة في التسيير املالي ‪.‬‬
‫فالهدف البارز الذي أدرجه القانون العضوي ‪ 15-18‬هو تفعيل إدارة قائمة على‬
‫النتائج بدال من إدارة وسائل وعليه سيتم منح حرية أكبر للمسيرين مع إلزامية تقديم‬
‫حصيلة ونتائج تسييرهم و مستوى الفعالية املتوصل إليه و عليه تم تكريس مبدأ جديد في‬
‫تسيير املال مبني على اعتماد إصالح قائم على مساءلة ( مسؤولية ) املسيرين و مراقبة‬
‫األداء (تقييم األداء) ‪ .‬وهو ما ترجم في الهدف الجديد املرسوم لقانون املالية و من خالل‬
‫املادة ‪ 06‬من التي تنص على ‪ :‬يعد قانون املالية بالرجوع إلى تأطير و برمجة امليزانية كما‬
‫هو محدد في املادة ‪ 05‬من هذا القانون‪ ،‬ويساهم في تجسيد السياسات العمومية التي يكون‬
‫تنفيذها مؤسسا على مبدأ التسيير املتمحور حول النتائج‪ ،‬انطالقا من أهداف واضحة‬
‫ومحددة وفق غايات املصلحة العامة والتي تكون موضوع تقييم‪.‬‬
‫إن تبني هذه املقاربة الجديدة في تسيير املال العام‪ ،‬فرض مراجعة هيكلة امليزانية‬
‫العامة للدولة من أجل‪:‬‬
‫إدراج نظرة متعددة السنوات لتسيير النفقات العمومية و املستندة على‬ ‫‪‬‬
‫ميزانية حسب البرامج ال حسب التنظيم الهيكلي كما هو الشأن في املنظومة الحالية‪.‬‬
‫تحسين مضمون ميزانية الدولة و تطوير طرق تقديمها من أجل شفافية‬ ‫‪‬‬
‫أحسن للتسيير املوازناتي و ملضمون الرخصة البرملانية‪.‬‬
‫و على هذا األساس تم وضع ميزانية تعتمد على " محافظ برامج" لفائدة الوزارات‬
‫واملؤسسات العمومية والتي تتفرع بدورها إلى برامج فرعية ونشاطات من خالل دمج‬
‫ميزانيتي التسيير واالستثمار تحت حساب واحد‪ .‬فالبرنامج يشمل مجموع األنشطة املوجهة‬
‫لتحقيق األهداف و تطبيق التوجهات الخاصة بكل وزارة و املعتمدة من طرف الحكومة ‪.‬‬

‫‪120‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫الشكل ‪ :01‬مخطط توضيحي للهيكلة الجديدة للميزانية وفق فهوم البرنامج‪ -‬النشاط‬

‫املصدر‪ :‬علي بساعد ‪ ،‬دروس في املالية العمومية ‪ ،‬معهد االقتصاد الجمركي و الجبائي ‪ ،‬القليعة‪ ، 2004‬ص ‪.89‬‬

‫و عليه ستصبح امليزانية للدولة مبنية على تبويب مفصل للنفقات‪ ،‬حيث تظهر على‬
‫شكل جدول يتضمن محورين‪:‬‬
‫‪ ‬محور وفقا لتوجيه النفقات ‪ :‬حقيبة‪ ،‬برنامج‪ ،‬برنامج فرعي‪ ،‬نشاط‬
‫‪ ‬محور مستند على الطبيعة االقتصادية للنفقات ‪ :‬يكون ضمن تصنيف موحد‬
‫يجمع النفقات حسب طبيعتها االقتصادية – تسيير‪ ،‬استثمار‪ ،‬تحويل‪.‬‬

‫الجدول ‪ : 01‬مثال توضيحي على الشكل الجديد للميزانية الوزارة‬


‫‪Dépenses prévues 2007 par catégorie‬‬

‫‪Rémunération‬‬ ‫‪Dotation à un‬‬ ‫‪Autres‬‬


‫‪Recherche scientifique et technologie‬‬ ‫‪Fonctionnement‬‬ ‫‪Investissement‬‬ ‫‪Transferts‬‬ ‫‪Total‬‬
‫‪de personnel‬‬ ‫‪fonds spécial‬‬ ‫‪dépenses‬‬

‫‪1. Recherche en science de la vie‬‬

‫‪2. Recherche en science de la terre‬‬


‫‪et de l'environnement‬‬

‫‪3. Recherche en science de l'Homme et de la société‬‬

‫‪Total‬‬

‫املصدر‪ :‬علي بساعد ‪ ،‬دروس في املالية العمومية ‪ ،‬معهد االقتصاد الجمركي و الجبائي ‪ ،‬القليعة ‪ ،2004‬ص ‪.89‬‬

‫هذه األحكام الجديدة يمكن إبراز مضمونها من خالل مقارنة الهيكلة الحالية مع‬
‫الهيكلة الجديدة املدرجة في القانون ‪ 15-18‬كما هو موضح في الجدول املوالي ‪:‬‬

‫‪121‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫الجدول ‪ :02‬جدول مقارنة بين هيكلة امليزانية في قانوني امليزانية لسنة ‪ 1984‬و ‪2018‬‬
‫القانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫القانون ‪17-84‬‬
‫دمج ميزانيتي التسيير و التجهيز ضمن ميزانية‬ ‫الفصل بين ميزانية‪:‬‬

‫هيكلة امليزانية‬
‫التسيير ‪ :‬الجدول (ب) من قانون املالية واحدة مخصصة لكل حقيقبة وزارية من خالل‬
‫التجهيز ‪ :‬الجدول (ج) من قانون املالية البرنامج‬

‫تم اعتماد ميزانية واحدة سمية بالبرنامج ‪،‬‬ ‫نفقات التسيير ‪ :‬مقسمة ‪ 04‬أبواب‬
‫تقسم النفقات فيها حسب‪:‬‬ ‫‪ -1‬أعباء الدين العام و النفقات‬
‫النشاط ‪ :‬البرنامج وتقسيماته‬ ‫املحسومة من اإليرادات‬
‫الوظائف الكبرى للدولة ‪ :‬تعيين‬ ‫السلطات‬ ‫‪ -2‬تخصيصات‬
‫القطاعات املكلفة بتحقيق األهداف حسب‬ ‫العمومية‬
‫الوظيفة‪.‬‬ ‫‪ -3‬النفقات الخاصة بالوسائل‬
‫الهيئات االدارية املكلفة باعداد‬ ‫‪ -4‬التدخالت العمومية ‪ :‬مقسمة‬
‫امليزانية و تنفيذها‪ :‬توزيع االعتمادات على‬ ‫نفقات التجهيز ‪ :‬مقسمة ‪ 03‬أبواب‬

‫تقسيمات النفقات‬
‫الوزارات و املؤسسات العمومية‬ ‫‪ -1‬االستثمارات املنفذة من قبل‬
‫الطبيعة االقتصادية للنفقات ‪ ،‬أبواب‬ ‫الدولة‬
‫النفقات و تقسيماتها كمايلي‪:‬‬ ‫‪ -2‬إعانات االستثمار املمنوحة من‬
‫‪ -1‬نفقات املستخدمين‬ ‫الدولة‬
‫‪ -2‬نفقات تسيير املصالح‬ ‫‪ -3‬النفقات االخرى بالرأسمال‬
‫‪ -3‬نفقات االستثمار‬
‫‪ -4‬نفقات التحويل‬
‫‪ -5‬أعباء الدين العمومي‬
‫‪ -6‬نفقات العمليات املالية‬
‫‪ -7‬النفقات غير املتوقعة‬

‫هذه الهيكلة الجديدة ترجمت مسبقا من خالل الهيكل التنظيمي للمديرية العامة‬
‫للميزانية التي شرف على عملية تحضير مشروع قانون املالية في شقه املتعلق بالنفقات‬
‫حيت تم التخلي على التنظيم املبني على فصل املديريات الشرفة على علي ميزانيتي التسيير‬
‫و التجهيز و إعادة هيكلتها من خالل دمج مكاتب هذه املديريات و إعادة تصنيفها وفقا‬

‫‪122‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫للقطاعات التي تتماش ى مع فكرة البرامج املتبناة في اإلصالح املالي الجديد و الذي ترجم في‬
‫القانون العضوي ‪ ، 15-18‬ليصبح التنظيم الجديد وفق حسب املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 364 -07‬املتضمن تنظيم اإلدارة املركزية لوزارة املالية كما هو مبين في املخطط املوالي‪:‬‬

‫املصدر ‪ :‬املرسوم التنفيذي ‪ 364 -07‬املتضمن تنظيم اإلدارة املركزية لوزارة املالية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اإلنتقال من محاسبة الصندوق الى محاسبة الذمة‬


‫عرف القانون ‪ 17-84‬امليزانية العامة للدولة من خالل نص املادة ‪ 06‬منه كمايلي‪:‬‬
‫"تتشكل امليزانية عامة للدولة من االيرادات و النفقات النهائية للدولة املحددة سنويا‬
‫بموجب قانون املالية و املوزعة وفق األحكام التشريعية و التنظيمية املعمول بها " ‪ .‬باملقابل‬
‫فقد عرفها القانون العضوي ‪ 15-18‬في املادة ‪ 14‬منه ‪ " :‬تقدر موارد ميزانية الدولة و‬
‫أعباءها و تبين في امليزانية على شكل إيرادات و نفقات "‬
‫بمقارنة التعريفين السابقي الذكر‪ ،‬فان املالحظة البارزة هي التخلي عن مصطلحي‬
‫اإليرادات و النفقات النهائية و التي يقصد بها ‪:‬‬
‫‪ ‬اإليرادات النهائية ‪ :‬هي اإليرادات املحصلة فعال و ذلك دون احتساب أوامر التحصيل‬
‫التي لم يتم تحصيلها فعال ‪،‬‬
‫‪ ‬النفقات النهائية ‪ :‬هي النفقات التي دفعت فعال إلى مستحقيها ( موظفين‪ ،‬موردين ‪،‬‬
‫مستثمرين ‪......‬الخ) أي دون احتساب أوامر الدفع التي لم تدفع فعال لسبب أو لخر‬

‫‪123‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫و يرجه ذلك إلى االنتقال من املحاسبة الصندوق أو نظام التسيير الذي يعتمد على‬
‫إعداد حساب السنة املالية الختامي على أساس النفقات التي صرفت بالفعل و اإليرادات‬
‫التي حصلت بالفعل خالل السنة املالية بغض النظر عن تاريخ نشأة التزام الدولة بالدفع‬
‫أو تاريخ نشأة حقها في التحصيل ‪ ،‬فطبقا لهذه الطريقة ينظر الى امليزانية باعتبارها حساب‬
‫للخزينة‪ ،‬حيث تكون وجهة النظر املالية هي الغالبة‪ . 13‬إلى محاسبة الذمة التي تدرج كل‬
‫الديون التي تملكها الدولة على الغير (أي أوامر التحصيل التي تحصل بعد) وكذا الديون‬
‫التي تقع على عاتقها (أي النفقات التي لم يتم تسديدها بعد) وهو األمر الذي يسمح بإعطاء‬
‫نظرة فعلية و شاملة عن ذمة الدولة بما يسمح بتسيير فعال لألموال العمومية‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬األحكام املتعلقة بمفهوم قانون املالية و مضمونه‬
‫الى جانب األحكام الجديدة املتعلقة بامليزانية العام للدولة‪ ،‬استحدث القانون‬
‫العضوي ‪ 15-18‬مبادئ أخرى جديدة تتعلق بقانون املالية برزت أساسا في مبدأ امليزانية‬
‫املتعددة السنوات مع اإلبقاء على مبدأ السنوية في امليزانية (الفرع األول) ‪ ،‬الى جانب أحكام‬
‫جديدة جاءت للحد من نقائص القانون السابق ال سيما ما تعلق منها بالحد من‬
‫االستعمال املفرط لحسابات التخصيص الخاص و كذا منع األحكام الدخيلة على قوانين‬
‫املالية ( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬املفهوم الجديد لقانون املالية‬
‫"ادراج مبدأ امليزانية املتعددة السنوات"‬
‫يعد مبدأ السنوية أحد أهم مبادئ امليزانية التي تكرس فكرة رقابة السلطة‬
‫التشريعية ع لى استعمال املال العام من خالل الرخصة البرملانية‪ ،‬التي تمثل موافقة‬
‫البرملان على عملية اإلنفاق ملدة سنة واحدة تجدد بصفة سنوية ‪ .‬لكن ومع تطور واتساع‬
‫تدخل الدولة خاصة في املجال االقتصادي‪ ،‬أصبحت البرامج الحكومية تتعدى‬
‫اإلطار السنوي‪.‬‬
‫األمر الذي فرض إيجاد طريقة للتوفيق بين االحتفاظ بمبدأ السنوية الذي يظل‬
‫"حتميا" في املجال املالية العمومية وكذا التخطيط املتعدد السنوات خاصة في مجال‬
‫نفقات االستثمار و ذلك من خالل عدة وسائل أهمها ميزانية البرامج ‪ .‬هذه امليزانية التي‬
‫تقدم في شكل قانون خاص مستقل عن ميزانية السنة األولى لدراسته و املصادقة عليه‬

‫‪124‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫فيما يعرف برخصة البرنامج‪ .‬ويجب أن يترجم هذا القانون ببرنامج تنفيذ املشروع بحيث‬
‫يحدد املبلغ اإلجمالي واإلعتمادات املتوقعة و الالزمة لتنفيذه باإلضافة الى تفاصيل أخرى‬
‫مثل مدة أنجاز املشروع واملبلغ املتوقع صرفه كل سنة‪ ،‬و بذلك تحمل كل سن بمبالغ‬
‫األجزاء املبرمجة ‪ ،‬ومنه تكون هذه الطريقة قد حافظت على مبدأ سنوية امليزانية‪.14‬‬
‫وقد تم اعتماد هذه الطريقة عن طريق رخص البرامج التي عرفتها املادة ‪ 06‬من‬
‫القانون ‪ 21-90‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪ 15‬كمايلي ‪" :‬تسجل نفقات التجهيزات العمومية‬
‫ونفقات االستثمار والنفقات برأسمال في امليزانية العامة للدولة على شكل رخص برامج‬
‫وتنفد باعتمادات الدفع‪ ،‬تمثل رخص البرامج الحد األعلى للنفقات التي يؤذن لآلمرين‬
‫بالصرف باستعمالها في تنفيذ االستثمارات املخططة ‪ .‬وتبقى صالحة دون أي تحديد ملدتها‬
‫حتى يتم إلغاؤها ‪.‬‬
‫وقد تم تعزيز هذا املبدأ من خالل تبني مبدأ امليزانية املتعددة السنوات ضمن‬
‫القانون العضوي ‪ 15-18‬من خالل التأطير امليزانياتي املتوسط املدى الوارد في املادة ‪05‬‬
‫من هذا القانون حيث نصت‪" :‬يتم تأطير ميزانياتي متوسط املدى كل سنة من طرف‬
‫الحكومة‪ ،‬بناء على اقتراح من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬في بداية إجراء إعداد قوانين املالية ‪.‬‬
‫ويحدد‪ ،‬للسنة املقبلة والسنتين املواليتين‪ ،‬تقديرات اإليرادات والنفقات ورصيد ميزانية‬
‫الدولة وكذا مديونية الدولة‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫يمكن مراجعة التأطير امليزانياتي املتوسط املدى خالل إعداد مشروع قانون املالية‬
‫للسنة‪ .‬يجب أن يندرج إعداد ميزانية الدولة واملصادقة عليها و تنفيذها ضمن هدف تغطية‬
‫مالية دائمة تتماش ى مع اإلطار امليزانياتي املتوسط املدى‪ .‬حيث تحدد كيفيات تصميم‬
‫واعداد اإلطار امليزانياتي املتوسط املدى‪ ،‬عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األحكام املتعلقة بمضمون قانون املالية‬
‫أوال ‪ :‬منع األحكام الدخيلة عن قانون املالية‬
‫منع القانون العضوي ‪ 15-18‬األحكام "الدخيلة"‪ 16‬ذات الطابع غير املالي وغير الجبائي‬
‫في قانون املالية‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 09‬من القانون على ‪ " :‬ال يمكن إدراج أي حكم ضمن‬
‫قوانين املالية ما لم يتعلق األمر بموضوع هذه القوانين " ‪.‬‬

‫‪125‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫وقد عرفت األحكام الدخيلة توسعا كبيرا في املمارسة القانونية في الجزائر حيث‬
‫عدلت العديد من القوانين ذات األهمية بموجب أحكام واردة ضمن قوانين املالية ‪ ،‬في‬
‫حين أن مضمونها ال يمت بأي صلة مع موضوع هذا األخير ‪ ،‬ولعل تفسير ذلك يرجع إلى‬
‫محاولة ربح الوقت و تسريع إجراءات التعديل كون أن قانون املالية يصادق عليه وجوبا‬
‫كل سنة أو محاولة تهرب السلطة التنفيذية من طرح تعديل هذه القوانين ضمن مشاريع‬
‫قوانين مستقلة كانت قد تطرح جدال في غرفتي البرملان‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ترشيد اللجوء إلى حسابات التخصيص الخاص‬
‫تعد حسابات الخاصة للخزينة وباألخص حسابات التخصيص الخاص أحد النقاط‬
‫السوداء التي تميز التسيير امليزاني في الجزائر حي تضخم عددها ليصل إلى أكثر من مئة‬
‫حساب تخصيص خاص سنة ‪ . 2014‬وهو عدد ضخم إذا ما قورن بعدد هذه الحسابات‬
‫في النظام املحاسبي الفرنس ي حيث يصل عددها إلى ستة حسابات فقط‪.‬‬
‫تتميز حسابات التخصيص الخاص بعدم خضوعها ملبدأ السنوية حيث يتم نقل‬
‫أرصدتها املتبقية من إعتمادات الدفع إلى السنة املوالية األمر الذي يسهل على المر‬
‫بالصرف متابعة تنفيذ صرف النفقات السيما تلك التي تتعلق بنفقات االستثمار والتي‬
‫تتطلب مدة زمنية طويلة من أجل تنفيذها ‪ .‬لكن ما يعاب على هذه الحسابات هو عدم‬
‫خضوعها للرقابة البرملانية ‪ ،‬ألنها عمليات تتابع خارج إطار امليزانية العامة للدولة من خالل‬
‫حسابات الخزينة ‪ ،‬وهو ما جعل خبراء املالية يصفونها بكونها ثقوبا في الخزينة العمومية ‪.‬‬
‫وقد تم اللجوء إلى هذه الحسابات في تنفيذ معظم املشاريع الضخمة التي تم‬
‫تسجيلها في مخططات اإلنعاش االقتصادي مثل مشروع الطريق السيار شرق غرب‬
‫ومشاريع السكنات بمختلف صيغها‪ ،‬مشاريع تطوير مناطق الهضاب العليا و الصحراء ‪.‬‬
‫وغيرها من املشاريع االستثمارية ‪ .....‬األمر الذي أدى إلى تضخم عددها وصعوبة مراقبتها‪.‬‬
‫وعليه فقد كانت أول خطوة لترشيد النفقات العمومية هو تقليص عدد هذه‬
‫الحسابات وتطهيرها‪ ،‬وعليه فقد كرس اإلطار امليزانياتي الجديد من خالل القانون العضوي‬
‫‪ 15-18‬مبدأ تأطير عملية فتح هذه الحسابات إلى جانب ضرورة إيجاد صلة مباشرة بين‬
‫اإليرادات املخصصة والنفقات األمر الذي سيؤدي إلى حذف العديد منها‪.‬‬

‫‪126‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫كما نص القانون العضوي على إمكانية فتح في كتابات الخزينة حساب تخصيص‬
‫خاص من شأنه احتواء القيم الزائدة عن تقديرات املوارد الجبائية للمحروقات غير أن‬
‫استعمال موارد هذا الحساب (صندوق ضبط اإليرادات) سيقتصر على حدود نسبة معينة‬
‫من الناتج املحلي الخام سيتم تحديدها بموجب قانون املالية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يعتبر القانون العضوي ‪ 15-18‬قفزة نوعية في مجال عصرنة املنظومة املالية‬
‫العمومية ومواصلة اإلصالحات السياسية واالقتصادية الرامية لترسيخ أسس الحكم‬
‫الراشد‪ .‬وكذا تكريس األحكام الدستورية التي تدرج القانون املتعلق بقوانين املالية ضمن‬
‫مجاالت القانون العضوي‪.‬‬
‫بالرغم من تأخر صدور هذا القانون ألكثر من عشرين سنة مقارنة ببروز هذا اإللزام‬
‫الدستوري سنة ‪ .1996‬إال أن هذا الوضع رجع أساسا لغياب األرضية املهيأة لتبني نظام‬
‫ميزانياتي و محاسبي جديد للدولة خاصة و أن السلطات العمومية في الجزائر لم تبد رغبة‬
‫حقيقية في تجسيد إصالح متكامل لهذا النظام تجلت خصوصا في تأخير توفير الدعائم‬
‫التقنية واملحاسبية‪ ،‬وكذا عدم املتابعة الجدية ملشاريع اإلصالح التي شرع فيها سنة ‪1995‬و‬
‫سنة ‪.2004‬‬
‫وعليه فان إنجاح عملية دخول القانون العضوي ‪ 15-18‬حيزالتنفيذ بصفة سلسلة‬
‫وفعالة‪ ،‬تتطلب تهيئة جملة من العوامل املساعدة والتي يمكن بلورة أهمها في النقاط‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف اإلدارات العمومية بصفتها إدارات‬
‫منفقة وكذا وزارة املالية بمختلف مديرياتها العامة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد النصوص التطبيقية للقانون العضوي سواء ما تعلق باملراسيم‬
‫التنفيذية وكذا املذكرات التوجيهية خاصة في املجال املحاسبي وكذا امليزانية‬
‫املتعددة السنوات ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير أرضية لإلعالم اللي (‪ (plateforme‬و التي تسمح بمتابعة عمليات إعداد‬
‫وتنفيذ امليزانية العامة للدولة بشقيها اإليرادات والنفقات‪ ،‬سواء على مستوى‬

‫‪127‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫هياكل وزارة املالية أو الوزارات املنفقة‪ ،‬مع تحقيق االنسجام و التوافق بين‬
‫مختلف مكونات هذه األرضية‪.‬‬
‫‪ ‬تأهيل و تكوين كافة املوظفين و اإلطارات املتدخلين في مجال إعداد وتنفيذ‬
‫امليزانية العامة للدولة سواء على مستوى وزارة املالية وكذا الوزارات املنفقة‪،‬‬
‫من أجل التحكم في التقنيات الجديدة املدرجة ضمن القانون العضوي‬
‫‪.15-18‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬و الذي يعرف باللغة الفرنسية بـ )‪Projet de modernisation des systèmes budgétaires (MSB‬‬
‫‪ 2‬قانون رقم ‪ 84 - 17‬مؤرخ في ‪ 8‬شوال عام ‪ 1404‬املوافق لـ ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬يتعلق بقوانين املالية ( الجريدة الرسمية رقم ‪28‬‬
‫الصادرة في ‪ 10‬جويلية سنة ‪)1984‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حوري عمر‪ ،‬اإلصالح امليزانياتي في الجزائر‪ :‬واقع و أفاق‪ ،‬مجلة" اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد العاشر ‪ ،‬ص‬
‫‪.60-59‬‬
‫‪ 4‬قانون العضوي رقم ‪ 15 -18‬مؤرخ في ‪ 20‬ذي الحجة عام ‪ 1439‬املوافق لـ ‪2‬سبتمبر سنة ‪ ،2018‬املتعلق بقوانين املالية‬
‫( الجريدة الرسمية رقم ‪ 53‬الصادرة في ‪2‬سبتمبر سنة ‪)2018‬‬
‫‪ 5‬دستور ‪ ، 2020‬الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي ‪ 422-20‬مؤرخ في ‪ 15‬جمادى األولى عام ‪ 1442‬املوافق لـ ‪ 30‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫يتعلق بإصدار التعديل الدستوري املصداق عليه في استفتاء أول نوفمبر ‪ ( 2020‬الجريدة الرسمية ‪ 82‬الصادرة في‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪) 2020‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬ضريفي نادية و أ ‪ .‬حاج جاب هللا أمال ‪ ،‬إصالح النظام املحاسبي للدولة وفق معايير املحاسبة الدولية في القطاع العمومي‬
‫‪ ،IPSAS‬مجلة الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬مجلة دولية دورية علمية محكمة متخصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية‬
‫تصدر عن جامعة عمار ثليجي باألغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ، 07‬جانفي ‪ ،2018‬ص ‪.232‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪Voir journal ELWATAN‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪GIP-ADETEF : Groupement d’Intérêt public d’Assistance au Développement des‬‬
‫‪Echanges en Technologies Economiques et Financières.‬‬
‫‪ 9‬نصت املادة ‪ 89‬على مايلي ‪ " :‬يكون قانون املالية لسنة ‪ 2023‬أول قانون يحضر و ينفذ وفقا ألحكام هذا القانون العضوي و‬
‫يحضر كذلك القانون املتضمن تسوية امليزانية لسنة ‪ 2023‬وفقا ألحكام هذا القانون العضوي ‪.‬‬
‫‪ 10‬رأي رقم ‪ /02‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 18/‬مؤرخ في ‪ 20‬ذي القعدة عام ‪ 1439‬املوافق لـ ‪ 2‬أوت سنة ‪ ،2018‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون‬
‫العضوي املتعلق بقوانين املالية للدستور ( الجريدة الرسمية رقم ‪ 53‬الصادرة في ‪ 2‬سبتمبر سنة ‪.)2018‬‬
‫‪ 11‬القانون العضوي ‪ 09-19‬مؤرخ في ‪ 14‬ربيع الثاني عام ‪ 1441‬املوافق ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ ،2019‬يعدل و يتمم القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 15 -18‬املؤرخ في ‪ 20 22‬ذي الحجة عام ‪ 1439‬املوافق لـ ‪2‬سبتمبر سنة ‪ ، 2018‬املتعلق بقوانين املالية ( الجريدة الرسمية‬
‫رقم ‪ 78‬الصادرة في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪.)2019‬‬
‫‪ 12‬وكالة األنباء الجزائرية ‪ ،‬مقال بعنوان تعديل القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية يهدف إلى جلب االستثمار األجنبي‪ ،‬مقال‬
‫منشور على املوقع االلكتروني ‪ http://www.aps.dz/ar/economie/80323-2019-11-27-19-06-53‬الذي تم االطالع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪2020‬‬

‫‪128‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬
‫اإلطار القانوني لقوانين املالية‪ :‬دراسة تحليلة للقانون العضوي ‪15-18‬‬ ‫د‪ .‬حاج جاب هللا أمال‬
‫ص ‪ - 111‬ص ‪129‬‬

‫‪ 13‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات املالية العامة‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ 14‬محمد عبد املومن‪ ،‬امليزانية العامة للدولة في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬رسالة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫املاجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬معهد االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1999-1998‬ص ‪27‬‬
‫‪ 15‬قانون ‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 24‬محرم عام ‪ 1411‬املوافق ‪ 15‬غشت ‪ 1990‬متعلق باملحاسبة العمومية ( الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 35‬الصادرة في ‪15‬أوت سنة ‪)1990‬‬
‫‪ 16‬و التي تدعى باللغة الفرنسية بـ ‪ les cavaliers budgétaires‬حيث تتم ترجمتها في بعض املراجع األخرى بـ فرسان امليزانية‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬نوفمبر ‪2021‬‬

You might also like