Professional Documents
Culture Documents
Publication 1 13905 1135
Publication 1 13905 1135
أوالً :المادة
إنَّ لكل فن مادته فهً إما لفظ أو صوت أو حركة أو حجارة ، ...هذه المادة على ضوء
وجودها هً عمل فنً بالقوة ال بالفعل ،إذ ال تصبح عالً فنٌا ً إالَّ بعد تدخل ٌد اإلنسان وجعلها
عمالً فنٌا ً " إنَّ الفن الذي ٌستشعر فٌه الفنان مقاومة المادة أكثر مما ٌستشعرها فً أي فن آخر
إنما هو فن العمارة " ( ، 3ص. ) 27
من هذه المقولة نعرؾ مدى الصلة بٌن المادة وعملٌة خلق العمل الفنً وعلى ضوء هذه
العالقة جعل ( هٌكل ) فن العمارة فً آخر سلّم تقسٌمه للفنون ،مما تحمله من صالبة وعدم
طواعٌة لكون ( هٌكل ) ٌؤمن بضرورة تطوٌع المادة وتحوٌلها من المادٌة إلى الروحٌة ( ، 2
ص. ) 116
ومن هنا ٌتضح أن المادة البد أن تبدي كل ثراءها الحس على ٌد الفنان ،إذ إنَّ المادة
لٌست شًء صنع منها العمل الفنً فحسب ،بل هً تعٌن الفنان على الوصول إلى ؼاٌته ( إنَّ
المادة هً ؼاٌة فً ذاتها بوصفها ذات كٌفٌات حسٌة خاصة من شأنها أن تعٌن على تكوٌن
الموضوع الجمالً ) ( ، 3ص. ) 27
ثانيا ً :الموضوع
ٌتمثل موضوع العمل الفنً باللوحة أو القصٌدة أو القطعة الموسٌقٌة أو الرؤٌة ...وهو
ما ٌشٌر إلى حقٌقة أو ظاهرة أو واقعة أو أي موضوع من الموضوعات ،فعند الخوض فً
مضمار موضوع اللوحة البد من التوقؾ عند واحد من الحٌثٌات التً تدخل ضمن هذا المحور
( ماهٌة العمل الفنً ) هو مسألة الطابع التمثٌلً ،هذا األمر الذي طالما أخذ مأخذاً فً الفنون
الكالسٌكٌة التً تمثلت بضرورة التصوٌر التمثٌلً إذ أوقعت تلك الفنون جل اهتمامها على
طبٌعة التمثٌل الحقٌقً للموضوع .
أما فً العصر الحدٌث فإن مسألة الموضوع لم تقتصر على ذلك المنحى بل عوّ لت على
التالعب بالصورة المجردة واألشكال الهندسٌة ،فموندرٌان مثالً " ٌحاول أن ٌجعل من فن
التصوٌر مجرد تنظٌم صوري ٌقوم على تجرٌد ضروب االنسجام الجوهري الكامنة فً الكون
الطبٌعً " ( ، 3ص. ) 31
ثالثا ً :التعبير
" هو العنصر الدائم فً البشرٌة ٌتجاوب مع عنصر الشكل فً الفن وهو حساسٌة
اإلنسان الجمالٌة إ ّنها الحساسٌة الثانٌة ،أما الشًء المتؽٌر فهو الفهم الذي ٌقٌمه اإلنسان عن
طرٌق تجرٌده النطباعاته الحسٌة ولحٌاته العقلٌة " ( ، 5ص. ) 42
إنَّ مسألة التعبٌر التً توحً بالردود االنفعالٌة الوجدانٌة إزاء العمل الفنً تأتً من
العالقة الثنائٌة بٌن الفنان وما ٌتمخض عنه العمل الفنً من تعبٌر ومعنى الذي سوؾ ٌستوحٌه
المتلقً ،فقد عبّر هربرت رٌد عن ذلك بقوله أن هناك عالقة متأصلة بٌن الشكل واألساس
الؽرٌزي للنفس كونها هً التً خلقته ،إنَّ حقٌقة العمل الفنً ال تكمن فٌما ٌروى لنا من وقائع
وإنما تكمن فً الطرٌقة التً تروى لنا بها تلك الوقائع من خالل شعور الفنان بأن ال ٌمكن أن
ٌكون للواقع معنى ما لم ٌنظم فً نطاق ما .إذ ٌقع على الفنان مهمة اكتشاؾ ذلك العالم من
خالل وسائل استطٌقٌة وفً مقدمتها وسٌلة التعبٌر " .إنَّ التعبٌر الذي ٌنطوي علٌه العمل الفنً
قد ٌكون أعسر عناصره قابلٌته للتحلٌل ،فإن ما ٌبوح به العمل الفنً لٌس بالمعنى العقلً الذي
ٌمكن فهمه وتأوٌله ،وإنما هو داللة وجدانٌة تدرك بطرٌقة حدسٌة مباشرة فهذه اللوحة ال تحمل
عنوانا ً وتلك قطعة موسٌقٌة ال تحمل موضوع ،ولكنها تعبر عما فً الوجود من طابع " ( ، 3
ص. ) 38
وٌقول زكرٌا إبراهٌم إنَّ العمل الفنً إنما هو ثمرة المتزاج الصورة بالمادة واتحاد
المبنى بالمعنى وتكافؤ الشكل بالموضوع بشرط توفر وحدة فنٌة تجعل منه موضوعا ً جمالٌا .
ً