‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫كلية العلوم االجتماعية جامعة وهران ‪2‬‬

‫عنوان البحث‬
‫أنثروبولوجيا الفن‬

‫المستوى – سنة اولى ليسانس في العلوم االجتماعية‬

‫المقياس – علم النفس‬
‫من اعداد الطالب – قهواجي عبد القادرمروان‬

‫‪2022-2023‬‬

‫مقدمة أنثروبولوجيا الفن‬

 ‫إن مفهوم الفن باعتباره مجرد تأمل جمالي‪ ،‬هو نموذج للحضارة الصناعية‪،‬‬
‫مفيدا ً‬
‫جدا للدراسات عبر‪ ‬الثقافات‪ ،‬حيث أن غالبية األشكال‬ ‫وتعتبر مفهومًا ً‬
‫الفنية التي نراها في المتاحف والكتب الفنية التي أتت من أمريكا األصلية أو‬
‫إفريقيا أو أوقيانوسيا‪ ،‬هي أشياء كانت ذات يوم جزءًا من مجموعة فنية أكبر‬
‫تم استخراجها منها‪ .‬والباحث‪ ‬األنثروبولوجي‪ ‬بحاجة إلى محاولة التجميع م ًعا‬
‫وتخيل السياق الفني باإلضافة إلى السياق الثقافي إذا أرد الوصول إلى إحساس‬
‫أعمق باالستيراد أكثر مما توفره القطعة المتاحة لالستخدام‪ .‬وحتى مع ذلك‪،‬‬
‫يكاد يكون من المستحيل تحديد الكل الفني وربما من األفضل أن نعتبر هذه‬
‫ً‬
‫أجزاء من نمط حياة الناس‬ ‫‪ .‬القطع‬
‫تاريخ أنثروبولوجيا الفن‬
‫أجرى احد رواد االنثربولوجيا الحديثة‪ ،‬فرانز بواس العديد من الدرسات الميدانية‬
‫للفنون‪ ،‬مما ساعد على انشاء اساس لهذا المجال‪ ،‬ويلخص كتابه‪ ،‬الفن البدائي عام‬
‫‪ ،1927‬رؤيته الرئيسية فيما يسمى بأشكال الفن‪ ‬البدائية‪ ،‬مع دراسة حالة مفصلة عن‬
‫فنون ساحل شمال غرب المحيط الهادئ‪ .‬كما أخذ عالم األنثروبولوجيا الشهير كلود ليفي‬
‫شتراوس تحليالت بواس في كتابه طريق األقنعة‪ ،‬حيث تتبع التغييرات في الشكل‬
‫البالستيكي ألقنعة شمال غرب المحيط الهادئ إلى أنماط التفاعل بين الثقافات بين‬
‫‪ .‬الشعوب األصلية للساحل‬

‫ما هي أنثروبولوجيا الفن؟‬

‫انثربولوجيا الفن – هي مجال فرعي في االنثربولوجيا االجتماعية مخصصة لدراسة الفن‬
‫في سياقات ثقافية مختلفة‪،‬حيث تركز أنثروبولوجيا الفن على األبعاد التاريخية واالقتصادية‬
‫‪ .‬والجمالية في األشكال الفنية غير الغربية‪ ،‬بما في ذلك ما يعرف باسم الفن القبلي‬

‫عالقة االنثربولوجيا بلفن‬

‫تتجسد عالقة األنثروبولوجيا بالفن من خالل دراستها فنون ورسوم وشعر وأدب وتراث‬
‫وفلكلور الشعوب المختلفة‪ .‬فهذه الدراسات توحي لنا مدى تأثير الفرح والمرح واالحتفال‬
‫على النظم االجتماعية المختلفة وعلى الثقافة والقيم التي تحملها واالعتقادات الدينية‪ .‬وتحليل‬
‫مثل هذه الرموز الفنية يفيد في فهم نمط التفكير لدى أصحاب هذا الفن وبالتالي طبيعة‬
‫‪ ...‬السلوك االجتماعي‬

‫مساهمات علماء األنثروبولوجيا في مجال األنثروبولوجيا الفنية‬

 ‫ُت ظهر المساهمات األساسية التي قدمها فرانز بواس في مجال األنثروبولوجيا الفنية‬
‫التغيرات البيولوجية اللزمة لالنسان لتطوير القدرات االبداعية‪،‬وتشمل هذه التغييرات‬
‫التنسيق الدقيق بين اليد والعين‪،‬وتحسين أنظمة معالجة المعلومات‪ ،‬وتحسين الوعي‬
‫الجمالي وتحديد األولويات‪ ،‬والتدريس الموجه نحو العمليات‪،‬والتقدم في االتصال‪،‬‬
‫وتطبيق المفاهيم المجردة‪ ،‬حيث يتم تمكين األفراد الذين طوروا مثل هذه التطورات‬
‫‪ . ‬الهيكلية والمعرفية إلنتاج الفن وسيتم اختيارهم تطوريًا‬
‫كما نشرت إلين ديساناياكي عمالً يساهم في هذا المفهوم وتشير إلى أن اإلبداع كان‬
‫ً‬
‫مالءمة ضمن السكان‪ ،‬نظرً ا ألن المشاركة الفنية ليست‬ ‫يمارسه فقط األفراد األكثر‬
‫واجبًا أساسيًا‪ ،‬فال يمكن إنتاجها إال بمجرد االنتهاء من مهام البقاء على قيد الحياة‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يمكن لألفراد الذين يتمتعون بأعلى لياقة بدنية المشاركة‪ ،‬وهذا يمثل اختيار‬
‫‪.‬األفراد الفنيين‪ ،‬حيث أن اللياقة البدنية تصاحب المشاركة في النشاط الترفيهي‬

‫مشكلة أنثروبولوجيا الفن‬

‫تتعلق إحدى المشكالت المركزية في أنثروبولوجيا الفن بعالمية الفن كظاهرة ثقافية‪،‬حيث‬
‫الحظ العديد من العلماء االنثربولوجيا أن الفئات الغربية من الرسم أو النحت أواالدب‬
‫تمام ا‪،‬‬
‫ً‬ ‫التي تم تصورها على أنها أنشطة فنية مستقلة‪ ،‬ال توجد‪ ،‬أو توجد في شكل مختلف‬
‫في معظم السياقات غير الغربية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال يوجد إجماع على تعريف واحد متعدد‬
‫الثقافات للفن في االنثربولوجيا وللتغلب على هذه الصعوبة‪ ،‬ركز علماء األنثروبولوجيا‬
‫في الفن على السمات الشكلية في األشياء‪ ،‬دون أن تكون “فنية” حصريًا‪ ،‬والتي لها‬
‫‪ .‬بعض الصفات الجمالية الواضحة‬
‫حيث أن الفن البدائي لبواس‪ ،‬وكلود ليفي شتراوسعام ‪ 1982‬أو الفن كنظام ثقافي‪ ‬‬
‫لجيرتس عام ‪ 1983‬هي بعض األمثلة في هذا االتجاه لتحويل أنثروبولوجيا الفن إلى‬
‫أنثروبولوجيا جماليات خاصة ثقافيًا‪ .‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬في كتابه الفن والوكالة‪ ،‬اقترح‬
‫ألفريد جيل تعريفًا جديدًا ألنثروبولوجيا الفن كنظام معقد من القصد‪ ،‬حيث ينتج الفنانون‬
‫أشياء فنية إلحداث تغييرات في العالم‪ ،‬بما في ذلك (على سبيل المثال ال الحصر)‬
‫التغييرات في الجمالية كتصورات جمهور الفن‪ ،‬حيث أثارت أفكار جيل جداًل كبي ًر ا في‬
‫‪.‬أنثروبولوجيا الفن في العقد األول من القرن الحادي والعشرين‬

‫يدرس‪ ‬‬ ‫وفي خالصة القول نقول أننا قد استنتجنا ان علم األنثروبولوجيا‪  ‬هو العلم الذي‬
‫اإلنسان من الجوانب المختلفة وله مجموعة من الفروع‪ ،‬باإلضافة الى العالقات واالمتداد‬
‫مع مختلف العلوم األخرى‪ ،‬وعلى العكس من مفهوم األنثروبولوجيا التي تقوم على دراسة‬
‫‪.”.‬الفرد من الناحية السياسية حول العالقات بين الفرد والجماعة‬
‫د‪.‬شاكر مصطفى سليم‪ :‬المدخل الى االنثروبولوجيا‪ ،‬مطبعة العاني‪ ، 1975 ،‬ص‪(1)- 7‬‬
‫د‪ .‬عاطف وصفي ‪ :‬االنثروبولوجيا االجتماعية‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار النهضة العربية – بيروت‪(2)- ،1981 ،‬‬
‫ص ‪12 -10‬‬
‫‪.‬د‪ .‬شاكر مصطفى سليم ‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪(3)- 17‬‬
 ‫ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪(4)- 17‬‬
‫د‪ .‬عاطف وصفي ‪ :‬المصدر السابق‪(5)- 17 -16 ،‬‬
‫د‪ .‬شاكر مصطفى سليم ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪(6) -18 -17‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪(7)- 18‬‬
‫‪.‬د‪ .‬قيس النوري ‪ :‬المدخل الى علم االنسان‪ ،‬بغداد‪ ،1983 ،‬ص‪(8)- 93 – 90 – 34 – 33‬‬
‫د‪ .‬شاكر مصطفى سليم‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪(9)- 16 – 14‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪(10)- 14 - 7‬‬