You are on page 1of 11

‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬ ‫مراجعات الكتب‬

‫العمل الفني وتحوالته بين النظروالنظرية‬


‫محاولة في إنشائية النظر‬
‫إضاءات‬

‫(((‬
‫سوسن إسماعيل‬

‫“الفن نظرة للعالم”‪ /‬ميرلوبونتي‬

‫إضاءة على الكتاب واملؤلف‬

‫ ال شك في أن املكتبة العربية ما زالت تشتكي من نقص عميق في جملة من العناوين الخاصة‬


‫بالحركة الفنية التشكيلية‪ ،‬وال سيما الدراسات والبحوث النقدية‪ ،‬فال يزال القارئ والباحث‪/‬‬
‫األكاديمي بحاجة إلى التق�صي والبحث واملعرفة‪ ،‬وخاصة في الحقل النظري‪ ،‬إذ تكاد الساحة النقدية‬
‫تفتقر إلى نقاد تشكيليين يتفاعلون مع التحوالت املعرفية في العلوم اإلنسانية‪ ،‬وربما هذا ما حدا‬
‫بالفنان واألستاذ الجامعي خليل قويعة أن يتصدى بمنجزه الجديد واملعنون بـ «العمل الفني وتحوالته‬
‫بين النظر والنظرية‪ ،‬محاولة في إنشائية النظر»(((‪ ،‬لهذا الغياب النظري في املجال التشكيلي إذا ما‬
‫قورن مع ما نجده في الحقل األدبي‪.‬‬

‫واملؤلف خليل قويعة مولود في تونس ‪ ،1966‬أستاذ الجماليات ونظريات الفن باملعهد العالي للفنون‬

‫((( سوسن إسماعيل‪ :‬باحثة سورية ناشطة في الحقل النقدي‪.‬‬

‫((( خليل قويعة‪ ،‬العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية‪ :‬محاولة في إنشائية النظر‪ ،‬ط‪( ،1‬الدوحة‪/‬بيروت‪ :‬املركز العربي‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات‪.)2018 ،‬‬

‫‪541‬‬
‫مراجعات الكتب‬ ‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬

‫في جامعة صفاقس في تونس‪ ،‬وباحث في مخبر „ ‪ “LARA‬في جامعة تولوز في فرنسا‪ ،‬نال شهادات في‬
‫الفلسفة والدراسات املعمقة في تاريخ الفن والدكتوراه في نظريات الفن من جامعة تونس‪ ،‬وهو باحث‬
‫جامعي في تونس وفرنسا‪ ،‬وفنان وناقد يمارس العمل الفني‪ .‬ومن مؤلفاته األخرى‪« :‬تشكيل الرؤية‬
‫(‪ )2007‬ـ بنية الذائقة وسلطة النموذج (‪ ،)2013‬إضافة إلى املنجز الصادر الجديد الذي نحن بصدد‬
‫ً‬
‫االشتباك قراءة‪ .‬‬

‫أما بخصوص كتاب العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية (محاولة في إنشائية النظر)؛ فقد‬
‫صدر عن «املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات»‪ .‬يقع هذا املنجز في ثالثمائة وتسع وتسعين‬
‫صفحة‪ ،‬وبفهرس يحتوي على ثالثة فصول بعناوين رئيسة‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ثقافة النظر في ثقافة الفكر الجمالي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إنشائية املرئي بين الذات والعالم‬

‫الفصل الثالث‪ :‬العمل الفني في (عالم الفن) بين النظر والنظرية‬

‫واملقوالت األساس التي يطرحها الكتاب تبحث في ماهية العمل الفني بوصفه رؤية فكرية‪ ،‬فالكتاب‬
‫ال يكتفي بالشكل البصري للعمل الفني من حيث األلوان واألشكال املأخوذة من العالم الخارجي‪،‬‬
‫وجملة التحوالت التي تصيب العمل الفني‪ ،‬إنما يركز على الرؤية الذهنية وليس الرؤية البصرية‪،‬‬
‫ليؤكد مقولة أن العمل الفني ليس تلك اللوحة‪ /‬الرسمة‪ /‬التصميم‪ ،‬إنما هو البحث فيه عن جملة‬
‫ً‬
‫من عناصر اللغة التشكيلية‪ ،‬وأال تكون عملية النظر فقط مشاهدة‪ ،‬إنما تتم عملية النظر بوصفها‬
‫ً‬
‫وفعال في عملية اإلبداع والتلقي‪ ،‬واإلحاطة بمفهوم (النظر) ً‬ ‫ً‬
‫جزءا ً‬
‫بعيدا عن املعنى اللغوي‬ ‫مهما‬
‫والتعمق في معانيه الفلسفية والتأويلية والجمالية‪ ،‬وعدم الوقوف عند مفهوم (الجميل) لألشياء‬
‫بقدر ما يتوجب البحث عن القيمة الفكرية للجمال‪ ،‬ذلك كله مع عرض واسع لجملة من اآلراء املهمة‬
‫ألولئك الذين تطرقوا ملفهوم (الفن) وتحوالته‪.‬‬
‫ً‬
‫يقول املؤلف في أحد حواراته متحدثا عن السبب وراء تركيزه على أهمية املتلقي أو مفهوم التلقي‬
‫في الفنون البصرية‪« :‬األمر ال يقتصر على اإلبصار الح�سي والنظر إلى األشياء الجميلة‪ ،‬بل أكثر من‬

‫‪542‬‬
‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬ ‫مراجعات الكتب‬

‫ذلك‪ ،‬يشمل النظر في األشياء‪ ،‬أي إعمال الفكر‪ ،‬إذ اإلدراك نفسه مجموع ما هو ح�سي وما هو ذهني‪،‬‬
‫فاملجال يتسع في الفن إلى تنشيط عمليات النظر اإلبصاري والذهني ومختلف األنشطة املعرفية التي‬
‫تستحثها القراءة والتأويل والنقد والتنظير»‪ ،‬وبعد هذه املقاربة التعريفية سيجري التركيز على محتوى‬
‫الكتاب عبر التعريج على فصوله ومحاولة عرض األفكار التي توخاها املؤلف‪:‬‬

‫ يحاول املؤلف في الفصل األول ـ وعبر مجموعة من العناوين الفرعية ـ التطرق إلى مفهوم النظر‬
‫في ثقافة اللسان‪ ،‬فيحيط باملعاني والشروحات التي وردت في القواميس العربية‪ ،‬ومقارنتها بالقاموس‬
‫الفرن�سي الذي يتشابه إلى حد كبير مع مفهوم (النظر) أو (الناظر) للمفهوم العربي‪ ،‬فيتطرق إلى املفهوم‬
‫ً‬
‫وهدفا والنظر ً‬ ‫من حيث املعنى الح�سي‪ ،‬التأويلي‪ ،‬التفكير والتبصر‪ ،‬والنظر بوصفه ً‬
‫ذهنيا من‬ ‫قصدا‬
‫حيث إن النظر فراسة وبحث عن املوضوع‪ ،‬كما أنه حكم وتقويم وتثمين للموضوع‪ ،‬وإعطاء األهمية‬
‫ملفهوم (النظر) على أنه نظر من دون إبصار‪ ،‬أي مقاربة املوضوع من زاوية املوقع واملسافة وزاوية‬
‫الرؤية مع االختالف الحاصل في املفهوم بين املعجم الفرن�سي ومعجم لسان العرب‪ .‬عالوة على أن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫موجها إليه أو في محاولة اإلحاطة به»(((‪،‬‬ ‫النظر حراسة ومراقبة «فالنظر فعل في املوضوع وفعل‬
‫وهكذا يتعرض املؤلف لقراءات عدة في التحوالت في املفهوم لدى ثلة من الفالسفة مثل أفالطون‪،‬‬
‫حينا آخر‪ .‬ويؤكد املؤلف أن الفلسفة‬ ‫حينا‪ ،‬واالعتراض عليها ً‬ ‫أ سطو والفا ابي‪ ،‬مع االتفاق مع آ ائهم ً‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تسبق الفن «وال نظرية للفن دون الفلسفة»‪ ،‬فهو يزيح املفهوم التقليدي والشائع حول الفن أو‬
‫العمل الفني ضمن اإلطار النظري السطحي الفيزيائي إلى اإلطار املعرفي «الفن ـ العمل الفني ـ إعادة‬
‫بعيدا عن االنطباعية»(((‪ ،‬ويؤكد أهمية دور املتلقي في انوجاد العمل الفني‪ ،‬وحضوره‬ ‫لترتيب األشياء ً‬
‫اإلبداعي‪ ،‬وعدم األخذ بدور املتلقي فقط في االكتشاف والبحث‪ ،‬وإنما في النظر ملا بعد مفهوم الرؤية‬
‫واملشاهدة‪ ،‬أي تفعيل دور الذهن‪.‬‬

‫يوافق املؤلف أرسطو في مفهوماته ونظريته‪ ،‬وبخاصة في ما ذهب إليه أرسطو في فهم ما للطبيعة‬
‫من ميتافيزيقيا الشكل واملضمون‪ ،‬وأن الطبيعة تبقى هي موضوع الفن األوحد «الطبيعة أصبحت‬
‫مرجعية النظر الفني‪ ،‬إنها أمام عين الفنان منظومة فيزيائية حسية‪ ،‬وهي األنموذج‪ ،‬فما ندركه‬

‫((( خليل قويعة‪ ،‬السابق نفسه‪ ،‬ص‪ .22‬‬

‫((( خليل قويعة‪« ،‬التفكير في ممكنات اللغة التشكيلية»‪.shorturl.at/axRY4 ،‬‬

‫‪543‬‬
‫مراجعات الكتب‬ ‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬

‫في الطبيعة هو مقياس الجمال الفني‪ ،‬وبفضل املهارة الفنية التي تقاوم املسافة بين العمل الفني‬
‫وموضوعه‪ ،‬تتلقى العين من الجمال الفني املتعة عينها التي تتلقاها من الجمال الطبيعي»(((‪ ،‬فعبر‬
‫عملية النظر يخلق العين من املوضوع الفني أنطولوجيته‪.‬‬
‫ً‬
‫انفتاحا في تجسيد‬ ‫واملؤلف يحاول أن يخرج العمل الفني من فضائه املنغلق إلى فضاء أعم وأكثر‬
‫فكرا وثقافة‪ ،‬وذلك ضمن التحوالت التي تطرأ عليه (العمل الفني)‪ ،‬واالنتقال به‬ ‫العمل الفني بوصفه ً‬
‫إلى فضاء املعرفة‪ ،‬ويطرح معها أسئلته املفتوحة التي يمكن تأويلها حول أهمية تفعيل النظر‪ ،‬وتحويله‬
‫إلى عملية معرفية وفكرية في العمل الفني‪ ،‬واالنتقال بالعمل الفني من حيزه الفيزيائي‪ /‬األنطولوجي‬
‫الخاص بالفنان وورشته إلى أنطولوجيا التلقي‪ ،‬حيث يتمثل أمام حشود ومشاهدين يفعلون من‬
‫وبناء على ذلك؛ فالعمل الفني ما عاد املقصد‬ ‫العملية النظرية والثقافية واملعرفية للعمل الفني‪ً .‬‬
‫والهدف والغاية منه هو إثارة متعة أو لذة فقط‪ ،‬إنما «املهم في املسار الفني هو ْأن يولد في دواخلنا‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يحرك فينا متعة الجمال»(((‪ ،‬ألن ما يضمن للعمل الفني‬ ‫تقويميا ما‪ ،‬وليس معنى ذلك أن‬ ‫فعل‬
‫البقاء والوجود‪ ،‬هو قدرته على إثارة عالقة مع املحيط‪ /‬الناظر ـ الناقد ـ املؤول‪ ،‬والتأسيس لها‪ ،‬وهذا‬
‫عاد للجمال سطوة وسلطان‪ .‬وسلط املؤلف الضوء على املتغيرات التي طالت مفهوم الجمال‬ ‫معناه ما َ‬
‫ً‬
‫بحسب تاريخ النظرية الجمالية‪ ،‬فما كان جميل يقوض ملصلحة جمالية القبح‪ ،‬فكما طال التطور‬
‫حيا‪ً ،‬‬
‫تبعا للسياق الثقافي‪ ،‬فإن التطور طال اللغة البصرية باملثل‪.‬‬ ‫منظومة اللغة بوصفها ً‬
‫كائنا ً‬

‫في السياق ذاته يتفق املؤلف إلى حد ما مع أرسطو في طروحاته ومفهوماته للفن‪ ،‬من حيث إن الفن‬
‫هو إنتاج للمتعة الجمالية‪ ،‬وفي مفهوم املحاكاة‪« ،‬املحاكاة تعني تجسيد التجسيد»(((‪ .‬ويتطرق إلى‬
‫جدلية التأويل واملقصدية‪« ،‬فالفن في املقاربة األرسطية ليس نتاج وحي إلهامي أو إحساسية عمياء‪،‬‬
‫بل هو ثمرة يقظة ذهنية وخبرة تأملية فكرية»(((‪.‬‬

‫((( خليل قويعة‪ ،‬العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.69‬‬

‫‪544‬‬
‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬ ‫مراجعات الكتب‬

‫وينهي املؤلف الفصل األول من كتابه بسؤال مهم‪ :‬كيف يمكن االنتقال بالعمل الفني من كونه‬
‫ً‬
‫وجودا أمام العين الباصرة؟ أي كيف يمكن أن نحرر الناظر‬ ‫فقط فكرة مجردة إلى حالة تؤسس له‬
‫من الفكرة املجردة تجاه األشياء‪ ،‬لتتحول إلى ذات ترى وتستمتع وتالمس العالم‪ ،‬كل ذلك من خالل‬
‫اإلدراك؟‬
‫َ‬
‫وقد عنون املؤلف الفصل الثاني من كتابه بعنوان رئيس‪« :‬إنشائية املرئي بين الذات والعالم»‪،‬‬
‫وضمن هذا العنوان؛ تندرج عناوين فرعية‪ ،‬تتناول العمل الفني ككائن جسدي في علمي التشريح‬
‫والنفس‪ ،‬وهي في مجملها عنوانات تدور حول مفهوم الصورة والتحوالت التي تطرأ عليها عبر مجموعة‬
‫من اآلراء واألمثلة لبعض الفالسفة واملنظرين‪ .‬والفصل يحاول البحث في العين العاكسة وفي تاريخية‬
‫الفن (أو تحرير النظر)‪ ،‬ويتطرق إلى مآالت الصورة بين تجربة املوت واالنبعاث‪ ،‬والصورة في لعبة‬
‫الخفاء والتجلي (ما نراه ـ ما نعرفه)‪ ،‬والصورة بين الذات واملوضوع‪.‬‬

‫يستعرض املؤلف في بداية البحث الثاني إلنشائية العمل الفني‪ ،‬مسعى السورياليين (السريالية)‬
‫في أن «ينزل األثر اللغوي املنطوق ذي الشحنات النفسانية الداخلية املنزلة والكفيلة والتي ِ‬
‫توصل‬
‫مجال الالوعي بمجال اإلدراك الواعي‪ ،‬إن لم يكن عن طريق املؤسسة اللغوية الراسخة في الذاكرة‬
‫بالنسبة للشعراء‪ ،‬فعن طريق الذاكرة البصرية بالنسبة للرسامين» على اعتبار أن العمل الفني هو‬
‫الساحة الفعلية التي تنجلي وتتوضح فيها األلغاز والتوترات‪ ،‬والتي تكمن في الذات املظلمة أو (املجال‬
‫املن�سي في الذات)‪ .‬‬

‫يتناول بذلك املؤلف تجربة املوت واالنبعاث لعناصر العمل الفني‪ ،‬فيتطرق إلى نقطة مهمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وهي قتل املوضوع‪ /‬إماتة الصورة ـ األثر‪ ،‬إذا ما ُ‬
‫الت ِقطت‪ُ ،‬ورميت خارج الزمن‪ ،‬فاملؤلف يطرح سؤال‬
‫جوهريا عن دعم الذات وحضورها بموت املوضوع وإحيائه من زاوية أخرى؛ هي زاوية الذات‪ .‬وطاملا‬ ‫ً‬
‫كانت الصورة وجه من وجوه الوجود اإلنساني‪ ،‬ودعوة من خاللها إلى التفكر ملا وراء الصورة (ميتا ـ‬
‫صورة)‪ ،‬أي الخوض في الجانب املظلم لدى الكائن‪ /‬الشخص‪ ،‬يقدم املؤلف رؤية الفكر الغربي ملفهوم‬
‫الصورة واإلشارة إلى الفلسفة التي تناولت مفهوم الصورة على أنها تبعية للحقيقة‪ ،‬أو نسخة عن‬
‫العالم‪ ،‬فيتناول عالقة الصورة بالوجود‪ ،‬ليطرح نظرية اإلحالل‪ ،‬حيث يمكن للصورة أن تخترق الزمن‬
‫حضورا آخر‪ ،‬من خالل الصورة وبفضلها‪ ،‬ويسأل عن إمكانية إحالل الزمن البائد في الزمن‬ ‫ً‬ ‫«وتستعيد‬

‫‪545‬‬
‫مراجعات الكتب‬ ‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬

‫الحاضر من خالل الصورة»(((‪ .‬وهكذا فالصورة تمر عبر حالة من الثبات والتحول‪ /‬حاضر ـ وغائب‪،‬‬
‫وفعل النظر هنا يحدث ملرتين‪ ،‬مرة من العين املخصصة للعدسة‪ /‬عين العدسة ثم نعيد املوضوع‬
‫والنظر فيه من خارج عين العدسة‪ ،‬بعد أن تحول لصورة “فاملوضوع يمر بتحوالت انطولوجية‬
‫مختلفة ووالدات شتى”(‪.((1‬‬

‫بعد أن قدم املؤلف نبذة عن بعض اآلراء والتحوالت التي طالت مفهوم النظر والعين الناظرة؛ وما‬
‫تتعرض له الصورة من خفاء وتجلي‪ /‬موت وانبعاث‪ ،‬يبحث في الصورة ً‬
‫أيضا بين الذات واملوضوع‪،‬‬
‫ً‬
‫فلسفيا‪ .‬يحاول املؤلف أن‬ ‫ولطاملا كانت املعرفة هي عملية فكرية‪ ،‬ونتاج العالقة بين الذات واملوضوع‬
‫يوظف هذين املصطلحين في القراءة‪ ،‬فاملؤلف يفصل بين املوضوع الخارجي عن الذات الناظرة‪ ،‬فما‬
‫عادت األشياء في الخارج تد َرك بالحواس فقط أو تد َرك بالعقل اإلنساني‪ ،‬باإلدراك الذهني‪ً ،‬‬
‫بعيدا‬
‫عن اإلدراك النف�سي‪ ،‬وطاملا كانت عالقة الصورة تكمن مع الذات املفكرة واملدركة ً‬
‫بعيدا عن الواقع‬
‫ً‬
‫الخارجي؛ تاركا الصورة لالعتبارات الذاتية‪ /‬العين الناظرة‪ /‬العين املفكرة‪.‬‬

‫أما العنوان الرئيس الثاني في الفصل الثاني الذي تناوله املؤلف بالبحث والقراءة فهو موسوم بـ‬
‫«فعل النظر في فلسفات اإلدراك واستتباعاته الجمالية»‪ ،‬حيث يتنقل املؤلف بين عناوين فرعية‬
‫عدة لعلها توضح ـ ومن خالل جملة آراء وأمثلة ـ مفهوم إنشائية النظر‪ ،‬من الخاصيات املحسوسة‬
‫إلى املوضوع املد َرك‪ ،‬مظاهر التنزيل الذهني والرمزي لإلدراك‪ ،‬حدود املقاربات العقالنية والذهنية‬
‫ومباشرا)‪ ،‬إنشائية النظر بين الجسد والعالم‪ ،‬ثم ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أخيرا بعنوان فرعي‬ ‫(اإلدراك بوصفه معطى شامل‬
‫يبحث في اإلدراك بين التجربة الجمالية وإيقاع الحياة (نموذج جون ديوي)‪.‬‬
‫وهنا؛ ما يز َ‬
‫ال املؤلف يدور في فلك اإلدراك والعالقة مع الذات أو املوضوع وذلك عبر حدود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومباشرا‪« ،‬فاإلدراك ال يتحقق من دون‬ ‫املقاربات العقالنية والذهنية واإلدراك بوصفه معطى شامل‬
‫مدركة‪ ،‬فالعالم‬ ‫َ‬
‫املوضوع‪ ،‬وهذا املوضوع املدرك ال يكفي لتحقيق اإلدراك‪ ،‬بل البد من وجود ذات ِ‬

‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫‪546‬‬
‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬ ‫مراجعات الكتب‬

‫ً‬
‫واعتمادا على ذلك فاملؤلف يطرح إلنشائية النظر‬ ‫ليس إال سوى ما ندركه وبالطريقة التي ندرك»(‪،((1‬‬
‫ودورها األنطولوجي في رؤية األعمال الفنية وتأويلها وتأسيسها ً‬
‫ثقافيا داخل عالم الفن»(‪ ،((1‬فال عمل‬
‫فني من دون ذوات تدركها‪ ،‬أي من دون النظر‪ ،‬حيث ال تكتمل العملية اإلدراكية‪ ،‬فيتناول بالبحث‬
‫إدراكية اللون‪ ،‬واللون بوصفه تجربة معيشة‪ ،‬واملوضوع املرئي بين الظاهر والوعي‪ ،‬وارتداد النظر‪،‬‬
‫ً‬
‫تأسيسا للذات‪.‬‬ ‫والجسد الخاص‪ ،‬ثم اآلخر بوصفه‬

‫يتضح مما سبق «أن عملية اإلدراك ليست عملية عابرة‪ ،‬وال تكتفي بفعل اإلحساس أو فعل‬
‫ً‬
‫ومنتجا‪ ،‬وهي شرط اندماج‬ ‫حيا‬ ‫ً‬
‫وجودا ً‬ ‫التعقل‪ ،‬بل هي فعل مؤسس لوجود الذات‪ /‬الجسد في العالم‬
‫هذه الذات في الحياة اإلنسانية‪ ،‬الشخصية والتاريخية»(‪ .((1‬وقد أشار الفيلسوف ميرلو بونتي هو‬
‫اآلخر في كتابه (العين والعقل)(‪ ((1‬إلى إنشائية النظر ضمن العالقة التي تجمع بين الرائي واملرئي‪ /‬أي‬
‫بين الذات الناظرة واملوضوع على نحو مستفيض‪.‬‬

‫يتمحور العنوان األخير في الفصل الثاني للكتاب‪ ،‬حول مسارات العين املصورة بين املعرفي‬
‫والجمالي‪ ،‬فيتناول بالدراسة العين في جهاز اآللة املفكرة (ما الذي يجعل العين يرى)‪ ،‬ويطرح سؤاله‪:‬‬
‫ً‬
‫صانعا للصور واألفكار في آن واحد؟»(‪ ،((1‬ويتناول تفعيلية العين وتشكيلية‬ ‫«ما الذي يجعل العقل‬
‫الفضاء في الفن البصري‪ /‬الحركي‪ ،‬ثم دينامية املشاركة (العين جسد)‪.‬‬

‫وفي الواقع املؤلف يتناول عملية‪ /‬مفهوم النظر‪ /‬الرؤية من منطلق فيزيولوجي‪ ،‬فالعين جزء من‬
‫الجهاز البصري والعصبي الذي تتم من خالله عملية اإلبصار‪ ،‬أي الدور الفيزيولوجي الذي تقوم به‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫ً‬
‫(مترجما)‪ ،‬ط‪( ،1‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪،)1964 ،‬‬ ‫(‪ ((1‬موريس ميرلو ـ بونتي‪ ،‬العين والعقل‪ ،‬محاضرات ‪ ،1960‬حبيب الشاروني‬
‫ص‪30-28‬‬

‫(‪ ((1‬خليل قويعة‪ ،‬العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية‪ ،‬ص‪.170‬‬

‫‪547‬‬
‫مراجعات الكتب‬ ‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬

‫ً‬ ‫العين بوصفها ً‬


‫جزءا أصيل من الجهاز البصري والعصبي‪ ،‬ويرصد عمليه اإلبصار من خالل منهجين‬
‫هما (الطبي والفلسفي)‪ ،‬فإذا كان العقل هو الذي يرى ويحلل‪ ،‬فبذلك ال دور للعين‪ ،‬وهي ال تفكر إنما‬
‫تستقبل فقط‪ ،‬و»قد شهد مثل هذا األفق الفيزيولوجي العصبي للظاهرة البصرية‪ ،‬النضج املخبري في‬
‫َ‬
‫لتخصب من النتائج ما سيخدم النظرية املعرفية في املجال النفساني»(‪ ،((1‬ومن‬ ‫البحوث البريطانية‪،‬‬
‫ثم يبحث املؤلف في تحوالت أغراض النظر‪ ،‬توسعة املجال اإلدراكي في األفق السيبرنيطيقي‪ ،‬الفن في‬
‫محيط إدراكي حي (مفهوم البيئة التفاعلية)‪ ،‬ثم منزلة الذاتية في املجال املفتوح (الذات في لعبة تعدد‬
‫األدوار)‪.‬‬

‫يحاول املؤلف في الفصل الثالث واألخير من كتابه وبعناوين فرعية عدة تتمفصل حول مفهوم‬
‫ً‬
‫الفن بين التسمية والنظرية؛ بحثا عن املعرفة النظرية في الفكر الجمالي‪ ،‬ليم�ضي ببحثه في إنشائية‬
‫ً‬
‫النظر‪ ،‬متناول عناوين تتعمق في ثنائية الفكر واإلحساس‪ ،‬الفن بين التسمية والنظرية‪ ،‬والتأسيس‬
‫النظري واملفاهيمي للتسمية (أو معنى الفن في عالم الفن)‪.‬‬

‫املؤلف كعادته‪ ،‬وضمن مجموعة من األسئلة املطروحة‪ ،‬يحاول الغوص في و‪/‬أو دراسة مفهوم‬
‫ً‬
‫النظر وأهمية ذلك ودوره في إبداعية العمل الفني‪ ،‬متسائل عن كيفية فهم الجميل وضبطه ورصده‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫سعيدا‪ ،‬وكيف لحكم ذوقي حقيقي أن‬ ‫ً‬
‫انسجاما‬ ‫بفضل انسجام َملكة للقواعد وملكة للصور املتخيلة‬
‫يكون ً‬
‫ممكنا من دون تدخل هاتين امللكتين؟ أين يكمن بالفعل نشاطهما الجمالي الحر؟(‪.((1‬‬

‫وعبر هذه التساؤالت والتطرق إلى الرؤية الجمالية الكانطية‪ ،‬والتعاطي معها‪ ،‬واملفارقات التي‬
‫قامت عليها‪ ،‬والتي أشار إليها املؤلف‪ ،‬وهي «مفارقات الحكم الجمالي‪ ،‬حيث يتضايف اإلحساس مع‬
‫الذهن‪ /‬الصورة مع التصور‪ /‬اإلحساس مع النظري»(‪ ،((1‬وحيث شكلت هذه املفارقات ميزة الجمالية‬
‫فلسفيا‪ ،‬كما أشار املؤلف‪ .‬ويشير ً‬
‫أيضا إلى رؤية شوبنهاور بأن «ال‬ ‫ً‬ ‫الكانطية‪ ،‬وأعطت لها القيمة‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.167‬‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪.227 ،‬‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.227‬‬

‫‪548‬‬
‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬ ‫مراجعات الكتب‬

‫تعارض بين التأمل الجمالي ومتطلبات املعرفة النظرية»(‪ ،((1‬فاملؤلف يعرض التحوالت في املفهوم ملا‬
‫يخص املسألة الجمالية بين املعرفة النظرية واملعرفة اإلحساسية‪ ،‬ومرد ذلك هو السؤال عن الفن‬
‫وماهيته‪.‬‬

‫يخوص املؤلف في ماهية الفن عبر اقترابات لسؤال (ما الفن؟)‪ ،‬مفادها‪ ،‬من الصعوبة بمكان‬
‫ً‬
‫تحديد معناه‪ ،‬وذلك لكثرة تحديداته‪ ،‬انطالقا من أنه ليس هناك فن يكتفي بذاته‪ ،‬وال يمكن أن يتم‬
‫يخيا‪ ،‬بقدر ما نحكم على أساليبه‪« :‬فنحن ال نؤرخ للفن إال من‬ ‫الحكم على الفعل الفني (الفن) تار ً‬
‫ً‬
‫خالل أساليبه»(‪ ،((2‬فيختصر املؤلف مفهوم (الفن) بوصفه اسم علم‪ ،‬بقوله «ال جدوى للنظر‪ ،‬إذا‬
‫من دون مساءلة خلفياته الخالفية ـ الذهنية ـ املفاهيمية ـ النقدية‪ ،‬داخل النظرية التي تبرره من وراء‬
‫التسمية البسيطة واملكثفة»(‪.((2‬‬

‫أما الوجود العالئقي والتاريخي للعمل الفني‪ ،‬فاملؤلف يشير إلى وجود العمل الفني وتالزمه‬
‫األنطولوجي مع الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬ويترتب على املجموعة اإلنسانية أن تحتضن العمل الفني‬
‫ً‬
‫وتغذيه‪ ،‬إضافة إلى أن العمل الفني ال يعيش بمعزل عن تاريخه‪ ،‬أي في ضوء التطور التاريخي الذي‬
‫يرافق مفهوم العمل الفني‪ ،‬فكينونة العمل الفني قائمة على وجود ثقافة إنسانية أي ثقافة مخصصة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أنطولوجيا‬ ‫للنظر‪ ،‬ويتعمق املؤلف في الوجود الفعلي للعمل الفني ويتناول النظر بوصفه باعثا‬
‫ً‬
‫(وجوديا)‪ ،‬فوجود العمل الفني وحضوره ال يقتصر على ما ينجزه الفنان في ورشته‪ ،‬إنما العمل الفني‬
‫ً‬
‫يكتسب كينونته‪ ،‬عندما يكسر العمل الفني‪ /‬اللوحة مثل حاجز الورشة أو جدرانها‪ ،‬ويصبح لها‬
‫ً‬
‫موضوعا للنظر‪« ،‬فالعمل الفني وهو في حالة فكرة ال‬ ‫قائما أمام الناظر ويصبح العمل الفني‬ ‫ً‬
‫وجودا ً‬
‫يعني وجوده بالقوة‪ ،‬إذ إن العمل الفني في الحالة الذهنية ال يرتقي إلى أي ضرب من الوجود‪ ،‬وذلك‬
‫لغياب الخاصيات الفيزيائية املدركة»(‪.((2‬‬

‫(‪ ((1‬املصدر نفسه‪.228 ،‬‬

‫(‪ ((2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.230‬‬

‫(‪ ((2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫(‪ ((2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.328‬‬

‫‪549‬‬
‫مراجعات الكتب‬ ‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬

‫خاتمة القراءة‬

‫ال يسعني في خاتمة هذا العرض للكتاب ـ ملؤلفه الكاتب والرسام التون�سي خليل قويعه‪ ،‬واملوسوم‬
‫َ‬
‫بـ «العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية (محاولة في إنشائية النظر)» ـ إال أن أضيف‪ ،‬بأن املنجز‬
‫عربيا‪ ،‬وذلك ملا تناول بين طياته‪ ،‬موضوع الفن من زاوية مختلفة ً‬
‫جدا‬ ‫ربما يشكل األول من نوعه‪ً /‬‬
‫ً‬
‫وألوانا‪ ،‬ولم َ‬ ‫ً‬
‫يتبن‬ ‫عن الدارج عادة في الدراسات املعاصرة‪ ،‬فاملؤلف لم يتطرق إلى دراسة اللوحة خامة‬
‫جزءا من عمل خاص بالفنان‪ /‬الفرد وحده‪ ،‬بقدر ما أن العمل الفني ال كينونة‬ ‫العمل الفني بوصفه ً‬
‫عرض مكثف ملفاهيم نخبة ـ ليست بقليلة وفي أزمنة متباينة ـ من‬ ‫ٍ‬ ‫له من دون الناظر‪ ،‬وذلك عبر‬
‫فالسفة وفنانين ومنظرين‪ ،‬اهتموا بدراسة الفن ونظرياته‪ ،‬فكان ذلك بعيون غربية‪ ،‬أي إن التجربة‬
‫الفنية واملتمثلة بالعمل الفني ـ كما أشار إليها املؤلف ـ ال يمكن أن تتواصل وتشتغل بوصفها عملية‬
‫إبداعية من دون النظر‪.‬‬

‫واملطلع لكتاب «العين والعقل» للفيلسوف الفرن�سي موريس ميرلوبونتي‪ ،‬ربما يجد ثمة تناص‪/‬‬
‫تخاطر بينه وبين كتاب خليل قويعه‪ ،‬فهما يشيران إلى أهمية الرؤية في موضوعة إدراك العالم «إن‬
‫اإلدراك الح�سي للعالم يبدأ بالرؤية‪ ،‬وإن هذه الرؤية تتجه أول األمر إلى سطح العالم‪ ،‬لكنها ال تلبث‬
‫أن تتوغل داخله بحيث يدرك اإلنسان العالم املحسوس‪ ،‬ويبلغ خفاياه‪ ،‬وإنما من غير أن يتخلى عن‬
‫الرؤية»(‪.((2‬‬
‫صيدا ً‬
‫نظريا لعملية تلقي اللوحة التشكيلية‪ ،‬من‬ ‫وبذلك أضاف املؤلف‪ /‬الفنان خليل قويعه ر ً‬
‫خالل محاولة الخروج بالفن من الحيز التقليدي بعناصره الفنية‪ ،‬ونقله إلى عوالم معرفية معاصرة‪،‬‬
‫فما عاد هناك فن ألجل الفن‪ ،‬وال ثمة تعريف مطلق ملاهية الفن‪ ،‬وقد تبنى املؤلف طروحات وآراء‬
‫عدة ـ لم يقف فيه عند زمكان معين ـ ملفهوم النظر‪ً ،‬‬
‫مؤكدا على دور الناظر‪ /‬املشارك وتثمين النظر‬
‫في العملية اإلبداعية «فالنظر هو إعادة تأسيس العالم وإبداع متجدد له‪ ،‬أي إعادة َم ْو ٍ‬
‫قعة للناظر‬

‫ً‬
‫(مترجما)‪ ،‬ط‪( ،1‬االسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪،)1964‬‬ ‫(‪ ((2‬موريس ميرلو ـ بونتي‪ ،‬العين والعقل‪ ،‬محاضرات ‪ ،1960‬حبيب الشاروني‬
‫ص‪.3‬‬

‫‪550‬‬
‫العدد الثاني عشر‪ -‬حزيران‪ /‬يونيو ‪2020‬‬ ‫مراجعات الكتب‬

‫في داخله»(‪.((2‬‬

‫وبهذا املنجز يترك الكاتب خليل قويعه بصمته العميقة في مجال الدراسات النقدية الفنية‪/‬‬
‫التشكيلية‪ ،‬في الوقت الذي تفتقد فيه الساحة التشكيلية ـ ً‬
‫عربيا ـ لهكذا حضور نظري‪ ،‬ورد االعتبار‬
‫للناظر‪ ،‬وملفهوم إنشائية النظر الذي تفتقد إليه القراءة النقدية للعمل الفني‪.‬‬

‫املصادرواملراجع‬

‫‪1 .1‬قويعة‪ ،‬خليل‪ ،‬العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية (محاولة في إنشائية‬
‫النظر)‪ ،‬ط‪( ،1‬الدوحة‪/‬بيروت‪ :‬املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪،‬‬
‫‪.)2018‬‬
‫‪2 .2‬ميرلو ـ بونتي‪ ،‬موريس‪ ،‬العين والعقل‪ ،‬محاضرات ‪ ،1960‬حبيب الشاروني‬
‫ً‬
‫(مترجما)‪ ،‬ط‪( ،1‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪.)1964 ،‬‬

‫(‪ ((2‬خليل قويعة‪ ،‬العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية‪ ،‬ص‪.347‬‬

‫‪551‬‬

You might also like