Professional Documents
Culture Documents
حسين
التكمه چي
كتاب "نظريات اإلخراج "
الفصل األول
اإلهداء
إلى كل الذين أبدعوا .......فنهلنا منهم .إلى الذين سجلوا
أسماءهم في ذاكرة الفن العراقي ...
شكر وتقدير
المؤلف
تقديم
نظريات اإلخراج ..ومفهوم األسلبة
( )1من أعتبرها خصائص وأساليب :إن وجهة النظر هذه تندرج
تحت مفهوم الفر دانية والذاتية على اعتبار أن األسلوب بصمة
يتركها الفنان على عمله وهي تخص تكنيكه الفني حصرا ,وأن
هذا التكنيك يخضع للمغايرة بين الحين واألخر لغرض التنويع أو
حسب مذهب ألمسرحيه أو طريقة التقديم أو بيئة العرض .فهو
إذن بهذه ألصوره ليس نظرية .
وعليه فالنظرية شيء آخر ينبغي البحث عنه غير الذي قدمنا له .
فإذا كان ثمة إجابة عن هذه التساؤالت .فإن الجواب سيكون وفق
اآلتي ..........
اإلخراج المسرحي
يعتبر اإلخراج المسرحي أحد أهم نقاط االرتكاز األساسية للعرض
المسرحي ,بوصفه العملية التنظيمية والتشكيلية والجمالية لبناء
صورة العرض البصرية فضال عن كونه يقدم للمشاهد وجهة النظر
الموضوعية للفكرة المقدمة .
وعلى ما يبدو فإن القضية لم تحسم إلى اآلن .بل إنها فتحت
الطريق أمام المخرجين المعاصرين ليقدموا من خاللها تفسيرات
مختلفة لنص واحد .وإن هذه القاعدة ما لبثت أن وجدت لها
استثناءات متعددة حتى وصلت حد إقصاء النص .
ولم تعد مهمة المخرج مقتصرة على نقل كلمات النص ,وإنما
تجاوزت تفسير النص بالدرجة األولى ورفض الجوانب السلبية في
المجتمع والدعوة إلى مؤازرة المجتمع والرغبة في تقديم ما هو
أكثر نفعا .
فقد أصبح المخرج العقل المدبر والبصيرة الواعية والركن الهام في
اإلنتاج ,فضال عن القيادة الفكرية والفنية للعملية المسرحية .
كما أنه القائد الذي يحرك كل الحرفيين والفنيين والمصممين
والممثلين للمشاركة في بناء وحدات العرض .ولقد بات من
الضروري أن تكون للمخرج مواصفات تؤهله للقيام بهذه ألعملية .
تنطوي على الثقافة الواسعة واإلبداع والشمولية والرؤيا الصائبة
والخيال الخصب ,وفهمه للتعامل مع كل التقنيات ,مما يؤهله
لخوض غمار اإلخراج المسرحي وتقنياته .
إن سبب هذا التطور جاءت بعد ظهور عصر النهضة والتحول الكبير
في الحياة االقتصادية والسياسية واالجتماعية .وكان اكتشاف
الماكينة البخارية عام 1769هو بداية مرحلة انتقال المجتمع من
الثقافة الريفية إلى الثقافة الحضرية .ويمكن أن نحدد خصائص
هذا التغير كما يأتي:
إذ تلقفها المسرح قبل غيره ( مثل اكتشاف اإلنارة بالكاربون ثم
الغاز ثم الكهرباء واستخدام تقنيات جديدة ) .
( )1إما استخدام عنصر التجريب للبحث عما هو مالئم ومتفق مع
روح العصر .
( )2وإما توظيف المكتشفات العصرية والعلمية في بناء صورة
العرض البصرية .
( )5وإما تسيد عنصر واحد من عناصر العرض على بقية العناصر
أمثال (غروتوفسكي مع الممثل و فاغنر مع الموسيقى وأبيا مع
الموسيقى والمنظر والممثل والضوء ,و كريج في تقديم العنصر
البصري على السمعي وكذلك جوزيف شاينا في تقديم الصورة
على الممثل ) .
( )6أو العودة إلى تالقح المسرح القديم مع المسرح الجديد ,
أمثال ( أرتو في المسرح الطقسي أو أيوجينا باربا في مبدأ تالقح
الثقافات وريتشارد ششنر في أنثربولوجيا الثقافة ويتبعهم
غروتوفسكي وبيتر بروك في مسرح األمم ) .
وبما أن وسائل التطور مستمرة بشكل مضطرد فإن علوما أخرى
قد ساهمت فيما بعد في تثوير قدرات المخرج اإلبداعية كعلم
النفس وعلم االجتماع وعلم الوراثة والفلسفة وعلم الجمال وعلم
اللغة واإلشارة فضال عن تلقف المسرح للمفاهيم الفكرية
( الدادائية والمستقبلية والسريالية والهابننج والتكعيبية والبدائية
والطقسية ) .
ولبيان صحة وجود نظرية لكل مخرج نسعى من خالل هذا الكتاب
إلى دراسة معمقة في تحديد نظرية ألكثر المخرجين العالميين
إبتدا ًء من ستانسالفسكي بوصفه مؤسس نظريتي التمثيل
واإلخراج وانتها ًء بكانتور كونه أحد المجددين ضمن تيار الحداثة .
كما نود أن نؤكد هنا إلى أن الكتاب يسعى لدراسة تحديد النظرية
.بوسائل البحث عن جوهر العملية اإلخراجية ,والقدرة على
اإلمساك بتالبيب المناطق التي يحاول المخرج من خاللها
استنطاق المفردة الداخلة في صلب المشهد ,لتوكيد رؤيته
اإلخراجية .وليس إلى دراسة أساليب المخرجين وتطور نشاطهم
المعرفي واإلبداعي .وللسبب ذاته فأن المؤلف سيقدم المعلومة
وفق قراءة جديدة لكل مخرج ضمن محاضن الخصوصية االتجاهية ,
بغية الوقوف على تحديد النظرية .أي محاولة فرز واختيار ما يمكن
أن نستدل علية من كونه دال يشير أو يؤدي لغرض خاص أو عام
يوصل بالنتيجة االستقرائية لفحوى النظرية .
فن اإلخراج