Professional Documents
Culture Documents
2016
الملخص
يتناول هذا البحث موضوع النقد الفني والذي يعتبر بال شك ذو اهمية كبيرة جدا في اثراء الواقع الفني
الجمالي االبداعي ،خاصة جميع اقطاب العملية الفنية التذوقية من ناقد وفنان وجمهور ،وكذلك معلمو التربية الفنية
.وطالب المدارس والجامعات ،وتبصيرهم بالفنون البصرية المختلفة
إن اإلرث اإلنساني الحضاري الذي ورثناه عبر الحقب الحضارية المختلفة منذ االنسان البدائي مرورا
بحضارة ما بين النهرين ،ومصر القديمة ،واالغريق ،والرومان وغيرهم العديد ،وكذلك فنون عصر
النهضة.....الخ ،إلى يومنا هذا ،والمدارس الفنية الحديثة والمعاصرة ،كل هذا فرض وادى الى ظهور النقد الفني
نهاية القرن التاسع عشر في اوروبا ،وذلك من اجل شرح وتوضيح وتفسير االساليب الفنية من حيث المعاني
والمضامين لخلق حالة فنية غنية تؤدي الى اسعاد البشرية واغناء الحضارة االنسانية من خالل الفنون الجميلة
.الرائعة
من هنا نؤكد على أن هنالك مسببات كثيرة ادت الى قصور وضعف وتشوية لعملية النقد الفني ،وذلك بسبب
انتشار المفاهيم الخاطئة وعدم الحيادية من بعض النقاد ،وكذلك المبالغة احيانا بالمديح الممجوج ،اوالهجوم على
بعض الفنانين السباب شخصية ،كل هذا أدى الى صراع على الصعيد الفني لألسف ،مما ترك اثره على العملية
النقدية بشكل عام ،وال ننسى دور بعض وسائل االعالم من صحافة او مجالت او مقاالت على وسائل التواصل
االجتماعي أو فضائيات ،والتي لعبت دورًا منحازًا أحيانًا ،وهجوميًا أحيانًا أخرى من أجل أمور إما مادية
أوشخصية أو...الخ ،أدت إلى تلميع بعض الفنانين وبعض األعمال الفنية الهابطة ذات المستوى المتدني ،وهذا
بدوره أضعف النقد الفني وافقده فاعليته ،وأّثر على األعمال الفنية وخلق فجوة بين المشاهد واألعمال الفنية ،وهذا
.ينسحب على جميع أنواع الفنون
نتيجة لذلك قام الباحث بعمل هذه الدراسة مبرزًا خطوات ومرتكزات النقد الفني ،من أجل توجيه األفراد
والمشاهدين والمهتمين الثرائهم فنيا ،آمال تحسين وتطوير مستوى االداء النقدي ،حيث تم تلخيص خطوات النقد
الفني في الوصف ،والتحليل ،والتفسير ،واصدار الحكم ،وكذلك المحاور التي يرتكز عليها الناقد الفني فهي :الفنان،
1
، والمضمون، ومذاهب الفن ومدارسه، واألسس البصرية في الفن، والعناصر البصرية في الفن،والموضوع
ولغة النقد، والقيم الكامنة،ووسائط التشكيل.
Abstract
This paper addresses the topic of artistic criticism which undoubtedly, plays a very
significant role in enriching the creative and aesthetic state of art. More specifically, this work
highlight all components of the artistic process, namely, the critic, artist, public teachers of arts
education besides school and university students to enlighten them about different types of
optical arts.
The legacy of human heritage across ages starting with that of primitive humans, humans,
civilizations of ancient Iraq, Egypt, Greece, Rome, and the Renaissance and ending up with
modern and contemporary arts schools had imposed and led to the emergence of artistic criticism
towards the end of the nineteenth century Europe. This had also helped to illustrate artistic style
regarding meaning and content, thus creating a rich artistic state that ultimately led to human
happiness and enriched human civilization via wonderful modern artistic styles.
It is to be stressed here that there are many causes behind the weakness, decline and
distortion of artistic criticism process; this can be attributed to the spread of misconception and
bias on part of some critics, trite and exaggerated praise sometimes, or launching personal
attacks against some artists. Unfortunately, some artists, and some kind of conflict emerged
among artists fueled by the offensive or biased media, including some newspapers, magazines,
internet articles, etc. All this helped create a gap between the spectators and words of art.
In view of the above, the researcher has carried out this study by focusing on the basics
and cornerstones of artistic criticism to help guide individuals, spectators and all those interested,
aiming at improving and developing their level regarding artistic criticism. The researcher has
also summarized the critical procedures of artistic criticism used in description, analysis and
interpretation to help, then, in passing a judgment.
Besides, there has been a presentation of the components of artistic criticism a critic leans
on: artist, topic, optical elements in art, and optical basics in art, school of art, content, and
medium of formation, total values, and language of criticism.
2
المقدمة
استطاع الناقد الفني أن يتوصل الى تفسيرات للتراث االنساني منذ االنسان البدائي الى يومنا هذا ،موضحًا
أن األعمال الفنية ما هي إال تجسيد لعوامل فكرية أو طقوس دينية أو أمور سحرية ،استطاع الفنان ومنذ فجر
التاريخ أن يعِبر عن أحاسيسه بما قدمه للبشرية من أعمال فنية ورسومات مازالت قائمة إلى يومنا هذا ،وهنا برز
دور الناقد الفني الذي فسر وحلل ووضح لنا ماهية هذه الفنون قديما وحديثا.
إن عملية النقد الفني ليس مجرد استعراض فني أو سرد أدبي أو مادة إعالمية يسجل من خالله الناقد
الفني األحداث والنشاطات الفنية من معارض فنية أواية أعمال أخرى نحتية أومعمارية أو زخرفية أو تشكيل فني
او .....الخ ،إنما هي عملية تؤكد على دراسة قضايا الفنون بواقعية وجدية وتعمق كبير ،بحيث يجب استيعاب
االتجاهات النقدية المختلفة مؤكدًا على االبداع والتمرس على قراءة األعمال الفنية قراءة جيدة ،وكذلك االطالع
على المستجدات الفنية من أجل حماية الفنون واألعمال الفنية ،والتأكيد على األساليب الفنية المختلفة والتي قدمت
الكثير للبشرية.
وهنا أؤكد على ان النقد الفني يجب أن يقوم به متخصصون بالفنون ،وفنانون لهم سجلهم واسمهم على
الساحة الفنية ،أواكاديميون لهم خبراتهم الفنية ،وليس صحفيون أو محامون أو علماء نفس أو اعالميون أو أدباء
وغيرهم من المسميات التي ليس لها عالقة بالفنون ،ألن االختصاص هو األهم واألجدى بكل ما يتعلق بالنقد
واألمور الفنية واألساليب والمدارس الفنية ،كما يجدر بنا االننسى دور النقاد في توجيه الجماهير وتعريفهم بكل ما
هو جديد في مجال الفنون ،واستنباط المعايير الجمالية والفنية الخاصة بكل جديد ،وتبصير الجمهور أيضا بالمعايير
التي يستندون إليها في إصدار األحكام ،من أجل كسب ثقة الجمهور عندما يتم تقديم نقد فني حيادي غير منحاز.
ويأتي اليوم هذا البحث بعد أن انحسر النقد الفني وفقد فعاليته ،وضعف مستواه ،وأصبح منحازًا مجامًال
وغير حيادي ،مما أدى الى غموض مهام النقد وكذلك غموض معاييره .وفي أيامنا هذه حيث اختلطت األمور
نسمع من العديد من الفنانين ،ونقرأ باالعالم وعلى شبكات التواصل عن عدم وجود النقد الواقعي القوي والفاعل
والمؤثر على الساحة الفنية ،ومع ذلك نسعى ألن نكرس نقدًا فنيًا قائمًا على كسب ثقة الفنانين والجمهور معًا ،ألن
للنقد دور اليستهان به في الوساطة بين ميدان العمل الفني االبداعي وبين المشاهدين ،وأن صلة النقد بالفن صلة
وثيقة حيث يتمحور النقد حول العمل الفني ويعبر عن مقدرة الناقد على استيعاب تقنيات الفن.
هنا نقول بأن القدرة على التميز الفني يتعلق بالتكوين النفسي واالجتماعي وااليدولوجي للناقد ،وأن يشتغل
الناقد على نفسه لزيادة خبراته ،باالضافة إلى مقدرته على تطويراألداء الفني واستنباط االبتكارات الجمالية
3
واألفكار الجديدة .ما يهمنا هو وجود نقد فني بناء متطور واقعي محايد ينهض بالفنون إلى أرقى المستويات
المطلوبة والمنشودة.
:مشكلة البحث
لماذا النقد الفني اآلن وفي هذه المرحلة تحديدًا بعد الهبوط الكبير في منظومة القيم المتنوعة بشكل عام،
والقيم الفنية بشكل خاص ،والتي اتخذت طابعًا تجاريًا في األعمال الفنية المتنوعة والتصاميم غير الحَية ،وادخل
التكنولوجيا ضمن العمل الفني حتى لربما افقد العمل الفني الحيوية ،والذوق الرفيع واالبداع اليدوي والذي نحس به
بروحَي ة ونفسية وأحاسيس الفنان وشخصيته .من هنا نقول أن غياب النقد الفني من ميادين الفنون بشكل عام
والتربية الفنية بشكل خاص في المجالين التطبيقي والنظري ،يشكل فجوة واضحة ضمن أساليب األداء ،أو ما
نشاهده من أعمال فنية ال ترتقى للمستوى المطلوب ،ويعود ذلك إلى عدة أسباب نذكر منها ما يلي-:
عدم االهتمام بالنقد الفني وانتشار أ ساليب نقدية خاطئة على أسس غير سليمة أدت إلى الشخصنة والغرور لدى )1
البعض والتقوقع حول الذات والشللية ،والتي جميعًا عملت حاجزًا بين المشاهد والعمل الفني والفنان والجمهور من
.ناحية أخرى
.غياب الثقافة الفنية بسبب شح المراجع العربية والتي تفتقر للمعرفة والمضمون الذي يخدم العملية النقدية )2
ومنذ أن أصبحت مادة التربية الفنية منهاجًا مقررًا من المناهج المدرسية في مختلف المراحل ،تدّر س
كافة المجاالت المعرفية والبصرية الجمالية ،لذلك ال بد من تدريب الطالب على ممارسة الخبرات البصرية
وتبصيرهم بأسس التصميم وعناصره ،وتعريفهم بمختلف األدوات والخامات والتقنيات واألساليب الفنية وتاريخ
الفنون والنقد والتذوق الفني ،وهذا هو األساس السليم ،لكن يبدو أن المنهاج يسير عكس ما خطط له ،وأصبح يقَد م
للطالب للرسم من الذاكرة أو المحاكاة اما للطبيعة أو لنموذج بصري معَي ن ،بحيث أصبح المنهاج مجردًا من
الخبرات البصرية حسب رأي المدرس ،وبما أن التربية الفنية بصرية جمالية أصًال ،ال يمكن أن تقَد م للطالب
كمادة جافة دونما خبرات بصرية مباشرة ،وهذا هو سبب الضعف العام لدى الطالب وافتقارهم ألسس التذوق
الفني الجمالي.
:الفرضيات
يفترض البحث أن تكون هنالك صلة وثيقة بين الفن والنقد الفني ،ألن النقد هو حجر الزاوية ونقطة االرتكاز )1
في مختلف الفنون ،ودور النقد الفني في خلق تذوق فني رفيع على أساس جيد وسليم ،كما يحتم علينا اإلقرار
.بفرضية صعوبة ممارسة النقد وتقبله وممارسته
4
يفترض أيضا أن تعليم الطالب والفنان لممارسة النقد وتقبله وتطبيقه ،من أجل إنجازات فنية غنية بالقيم الفنية )2
.ترقى للمستوى المطلوب وتحاكي العالمية
:أهداف البحث
إن النقد الفني بالعمل الفني خلق مع االنسان والذي انتقد ذاته حيث مارس النقد منذ بدء الحضارات على
هذه االرض ،ومارس مختلف أنواع الفنون ،من هنا جاءت أهداف البحث كاآلتي-:
التعرف بخطوات النقد ومرتكزاته ومحاوره كمقدمة الطار عملي تحليلي للتمكن من تفسير األعمال الفنية )1
.والحكم عليها وتقييمها
.تقديم المراجع الجيدة والمالئمة الحديثة في مجال النقد الفني إلثراء الناقد وكذلك معلمو التربية الفنية )2
:أهمية البحث
بسبب التطورات الراهنة امام ثورة المعلومات واستخدام وسائل االتصاالت الحديثة ،وما يشهده الفن
المعاصر من تحديث وتطوير وتغيير في المفاهيم ،قام الباحث برصد طبيعة ومفهوم النقد الفني المعاصر في
عصر الثورة المعلوماتية ،ليساعد المهتمين بالكتابات الفنية والنقدية على فهم أهم النظريات المعاصرة في النقد
الفني ومعاييره وخطواته وطرقة ،حيث يمكن أن يمثل هذا البحث مرجعًا معرفيًا لكل المهتمين بالفنون من فنانين
ونقاد وكتاب ومدرسين ومتذوقين .وال نستطيع فصل النقد الفني عن ميادين الفنون بشكل عام ،وميادين التربية
الفنية الجمالية بشكل خاص ،ذات اإلتجاه المعرفي الجمالي ،ألن النقد الفني أساسه تقدير اإلنتاج الفني ،وخلق تذوق
فني راق معتمدًا على الحواس ،والتي بدورها تحس بالجمال ومكامنه في العمل الفني ،وهنا يبرز دور النقد الفني
المعِبر عن اإلحساس الفني الجمالي موضحًا وشارحًا ومبينًا بلغة نقدية مكتوبة أو منطوقة ،جماليات العمل الفني،
ولفت اإلنتباه للتعرف على القيم والعالقات الجمالية وتنمية اإلدراك الحسي ،وتطوير قدرات األشخاص في استخدام
خطوات النقد الفني للتعبير عن القيم ،والعالقات الجمالية في الطبيعة والبيئة وأي عمل فني كان ،وباعتبار أن
النقد الفني يشكل حجر األساس ونقطة االرتكاز في تعليم مختلف فروع الفن وخاصة فن الرسم ،الذي هو أساس
أي عمل فني.
إن ما يقوم به مدرس الفنون داخل الغرفة الصفية ،هو شكل من أشكال النقد الفني ألنه يعلم ويصف
ويحلل ويفسر ويجرب ويركب ويوزع األعمال الفنية ،ويّتخذ من النقد والمدارس الفنية وسيلة للتعليم على أساس
التذوق واإلنتاج الفني ،ألن أهداف التربية الفنية هو نقل خبرات المعلم للتالميذ ،لتنمية ذوقهم وتقديرهم للفنون،
وهذا يتحقق عن طريق تدريس التربية الفنية ،وكذلك تدريس وتدريب الطالب على النقد الفني لتثقيفهم فنيًا
وإ ثرائهم لغويًا ،لخلق حركة ثقافية فنية إبداعية ،من خالل رفد الطالب بالمعلومات والمفاهيم الفنية السليمة
5
المرتبطة بالفن المعاصر ،من أجل التطبيق السليم واألمثل للمهارات الفنية من رسم وغيره ،والذي ينطوي على
خبرات معرفية وبصرية ومهارية تبنى عليها المجاالت الفنية كافة.
من هنا يجب التأكيد على تطبيق النقد الفني فيما يخص الثقافة الفنية ،عندما يناقش الطالب أو الفنان العمل
الفني موضحًا األسلوب والمعالجة التقنية الفنية والصعوبات والحلول وتبادل الخبرات وتقبل التوجيهات ،ألن النقد
الفني هو وسيلة لبلوغ الغاية وليس غاية في حد ذاته (ويلسون ،الغامدي 1999ص.)63
تعتمد هذه الدراسة بحدودها ومنهجيتها على المنهج التحليلي النقدي والبحثي في تحليل مدى ممارسة النقد
الفني وتطبيقه بالشكل المطلوب والسليم ،أي ليست دراسة ميدانية أو إحصائية ،إنما تقوم برصد التطبيق السليم
للنقد الفني من خالل المعارض الفنية واإلعالم ومدارس التربية والتعليم ،وبصفة مقدم البحث فنان تشكيلي ومعلم
تربية فنية مارس تدريس مادة التربية الفنية لسنوات طويلة ،وعمل مديرًا لعدة مدارس حكومية ،كان خاللها مواكبًا
للمنهاج ،وأقام عدة معارض فنية وزار العديد من المعارض داخل األردن وخارجه ،وشارك في اإلشراف على
تأليف مناهج التربية الفنية مع وزارة التربية والتعليم األردنية للعديد من السنوات ،حيث أن هذه التجربة الشخصية
كفيلة بتقديم التحليل السليم لمدى ممارسة معلمو التربية الفنية للنقد الفني وتدريب الطالب على ممارسته ،وطريقة
التعاطي مع المنهاج لخلق تذوق فني لدى الطلبة ،وكذلك تابع الباحث ومن خالل اإلعالم والمجالت الفنية ،ومن
خالل المعارض الفنية التي أقامها أو زارها ،ومن خالل العالقات المباشرة مع صناع الفنون والفنانين ،أساليب
النقد الفني ودور النقد في خلق حالة فنية غنية تثري الوسط الفني وترفده بكل جديد ومتطور فنيا ونقديا.
هذه التجربة الشخصية مكنت الباحث من االطالع والوقوف على إشكاليات هذه الدراسة ومعوقات النقد
الفني ،وكذلك معوقات تطبيق منهاج التربية الفنية في المدارس بالشكل المطلوب والمخطط له من قبل وزارة
التربية والتعليم ،وهذا األثر أصبح واضحًا عندما يأتي الطلبة لدراسة الفنون البصرية في الجامعات ،حيث نرى
تدني الثقافة الفنية ثقافيًا وأدائيًا ،ويبذل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات األردنية جهودًا مضاعفة مع طلبتهم
إلصالح الخلل والضعف لدى الطالب حتى يصلوا إلى نتائج طيبة.
:الدراسات السابقة
لقد مر النقد الفني بمخاض طويل وبمراحل مختلفة ،حيث لم يحصل الباحث على دراسات حديثة– على حد
علمه -خاصة في عصر الثورة المعلوماتية وعصر الميديا والفضائيات الحديثة ،ودورها في صناعة النقد الفني
والتأثير علية وربما سلبه بعضًا من مهنيته ،وهنا يستعرض الباحث بعضا من هذه الدراسات ومنها:
6
دراسة خصاونه ( ، )2010بعنوان دراسة مقاالت النقد التشكيلي األردني في مجلة أفكار األردنية بين
عامي ،2005-200حيث هدفت الدراسة إلى طرح قضية النقد لألعمال التشكيلية في اإلعالم األردني المقروءة
في مجلة أفكار التي تعنى بالنقد الفني ،حيث أخذت الباحثة عينة من ( )24مقاًال من نفس الفترة تحدثت عن الفنان
وسيرته الفنية الذاتية ،وقامت بتحليل المقاالت معتمدًة على أنواع النقد الفني المتعارف عليها .واعتمدت الباحثة في
منهجية البحث إحصاءًا لالعداد التي احتوت المقاالت عن الفن التشكيلي ،وكانت ( )24مقاًال عن سيرة الفنان
وتحليًال للمقاالت .وقد خرجت بالنتائج والتوصيات التالية:
ا -ينقد العمل الفني من خالل اإلحاطة بكل جوانب حياة الفنان وتاريخه ،ماضيه وحاضره من أجل الحديث عن
.العمل الفني
.ب -المقاالت كانت إنشائية في وصف األعمال الفنية وكان النقد بواسطة القواعد
د -محدودية المقاالت التي اعتمدت األسس العلمية للنقد الفني من وصف وتفسير وتقييم للعمل الفني ،ومعرفة
.قصد الفنان
.ه -التغطية للمعارض كانت ذات طابع صحفي سريع دون أسس لقراءة العمل الفني ونقده
دراسة الغامدي ( ، )1999بعنوان دور النقد الفني في انماء الثقافة الفنية ضمن دروس التربية الفنية في
مدارس التعليم العام في المرحلة المتوسطة– دراسة علمية .وهدفت الدراسة إلى إيضاح أهمية التربية الفنية
(معارف -معلومات -نقد وتذوق فني) ،من وجهة نظر معلمي ومشرفي التربية الفنية في (مكة -جدة – الطائف)
لطالب المرحلة المتوسطة كما هدفت لمعرفة مدى تحقيق األهداف الثقافية والصعوبات التي تواجه المعلم .وقد تم
استخدام المنهج الوصفي واالستبيانة معتمدًا الدراسة المسحية في أدوات واجراءات البحث ،وقد خرجت الدراسة
بالنتائج التالية:
.ج -عدم اهتمام المعلم بثقافة التلميذ الفنية والتركيز على إنتاج الطالب
7
.و-عدم اهتمام الطالب بالمادة المنهجية ألنه ال يوجد بها رسوب
دراسة قزاز ( ، )2001بعنوان طبيعة النقد الفني المعاصر في الصحافة السعودية -دراسة تحليلية .وقد
هدفت الدراسةلدراسة طبيعة الوضع الراهن للنقد الفني في الصحافة السعودية .اعتمد الباحث المنهج الوصفي
لتحليل المحتوى وذلك لمالءمته طبيعة البحث ،مستخدمااألدب النظري من نظريات النقد الفني وأنواعه وخطواته
باإلضافة إلى المفاهيم المعاصرة في النقد الفني عند مجموعة من فالسفة النقد الغربيين كأداة للبحث .وقد أظهرت
دراسته اختالفًا وتباينًا في مستوى الكتاب في الصحافة المحلية ،حيث تراوحوا بين الناقد واألكاديمي والفنان
والصحفي والهاوي للكتابة عن الفن ،حيث كانت %40من الكتابات انطباعية ناتجة عن آراء ذاتية ،ونسبة اتباع
النقاد لطريقة النقد بالقواعد والطريقة السياقية ،%24اما الطريقة الشكلية في النقد بنسبة .%12
وأوصت الدراسة بزيادة اهتمام المؤسسات الصحفية باصدار الصفحات المتخصصة في الفنون التشكيلية بصورة
مستمرة ومنتظمة ،ودعوة الكتاب المتخصصين والنقاد واألكاديميين للمساهمة بالكتابات النقدية في هذه الصفحات،
واختيار النقاد في الصحافة من خالل معايير ،وتدريس النقد الفني إلى جانب مجاالت التربية الفنية األخرى في
.المدارس والجامعات من قبل ذوي االختصاص
:نقدالدراسات السابقة
نالحظ عند تحليلنا للدراسات السابقة أنها لم تخض في مدى تأثر النقد الفني بالمستجدات الراهنة ،ومدى
تأثير التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات ،والتطورات التي حدثت على صعيد الفنون التشكيلية من جانب
استخدام التكنولوجيا والبرمجيات الحاسوبية على النقد الفني ،بل أخذت هذه الدراسات الجانب التقليدي في طرح
طريقة وأسلوب النقد الفني ،ولم تتطرق نهائيًا للتطوير الذي حدث على الجانب الفني والنقدي ،خاصة أننا األن أمام
واقع جديد وأزمة ثقافية فنية راهنة ،ال بد لنا أن ندرس مدى تأثير كل ما ذكر على الفنون بشكل عام وعلى النقد
الفني بشكل خاص.
:العرض والتحليل
8
عند الحديث عن دور النقد الفني وأهميته البد من استعراض المعلومات واألساس النظري ،والتي على
أساسها يتمكن الباحث من تحديد أبرز المرتكزات المحورية ،والتي تشكل هيكلية النقد الفني وأساسه وأبرز هذه
المرتكزات هي:
النقدالفني ومفهومه قديمًا وحديثًا :حاول اإلنسان ومنذ وجوده على األرض ،أن يرسم على جدران
الكهوف التي سكنها ،الحيوانات التي يشاهدها ويتعامل معها ويصطادها ،من أجل متعنه وولعه بعمليات الصيد التي
تعني له استمرارية الحياة ،ولذلك نجح في رسم وتطوير وتجميل هذه الرسومات ،وكذلك تطوير أدوات الصيد
مكتشفًا األلوان الطبيعية من دماء الحيوانات وبقايا األشجار والعظام المحترقة وغيرها ،ثم عمل في عصر
األسرات والحضارات المصرية القديمة وحضارات بالد الرافدين قديمًا ،على وضع أسس وقوانين جمالية ووظيفية
لهذه الفنون التي مارسوها ،حيث كانت النظرة عظيمة للفنانين والنحاتين والمهندسين والمصممين والمبدعين بشكل
عام ،حيث ظل الفن محافظًا (استاتيكيًا) له قوانينه لدى تلك الحضارات.
ثم جاءت الحضارة اإلغريقية الباحثة عن الجمال بشكل عام ،واضعين له المعايير والقيم الجمالية،
وبنسب جميله عظيمة ،واضعين فكًر ا وفلسفة نقدية للفنون ،استطاعوا أن يصلوا إلى النسبة الذهبية ،وصوفية
األعداد والنغم .......الخ ،حيث كان مفهوم النقد عندهم هو فلسفة تبحث في الجمال ،وكان لديهم فالسفة عظام مثل
(سقراط ،وأفالطون ،وأرسطو ،وفيثاغورس ،وغيرهم) ،وكذلك األدباء والشعراء الغنائيين الذين تغنوا بالجمال مثل
(هوميروس ،وهزيود ،وأرابيوس ،وغيرهم) ،والذين تغنوا بالجمال والطبيعة والمرأة والشباب حيث اعتبروهم
ينبوع الجمال .هؤالء جميعًا مثلوا مدرسًة عظيمًة أثرت بجميع الحضارات جماليًا وفنيًا بكافة معايير الجمال،
مطلقين مفردات الزلنا ليومنا هذا نستخدمها مثل الجمال اإلسمى ،والكمال األمثل ،والمثل العليا والحق والخير
والصدق واألخالق ....الخ.
وتحدثوا عن جمال الروح والعقل والطبيعة والشباب والشعر والموسيقى ،وأثروا على الحضارات
الالحقة واهتموا بجمال الشباب والجسم البشري والذي اعتبروه نموذجًا للجمال.
ثم جاء الرومان والمسيحية التي ربطت الجمال واإلبداع بالدين والقوة االلهية ،وأن الجمال والكمال
المطلق هو (اهلل) ،حيث استخدم ووظف النقد والفن للدعوة للدين المسيحي ،للتأثير على الذوق العام للناس لتوضيح
القصص الدينية ،حيث رسمت الجداريات واأليقونات في الكنائس والكاتدرائيات ،لكي تصل لنفوس المؤمنين لزيادة
إيمانهم وفهم الدين بشكل جيد.
وفي العصور الوسطى بعد انهيار الدولة الرومانية ،خضعت الفنون والنقد الفي آلراء رجال الدين،
وكثرت الخرافات واألساطير ،وكان لذلك أثره على تراجع الفنون والنقد الفني طوال عصور الظالم األوروبية.
9
وفي عصر ما قبل النهضة ،بدأ الفن والنقد الفني يتحرر من سلطة األمراء ورجال الدين ،ليصل إلى
الطبقة البرجوازية ،حيث لبى حاجة الذوق العام لهذه الطبقة ،وال ننسى عائلة (آل مديتشي) وتأثيرها في تقدم
وتطور وتشجيع الفنانين والفنون واإلبداع الفني.
وفي عصر النهضة العصر الذهبي للفنون ظهر الفنانين العظام أمثال (روفائيل ،ودافنشي ،ومايكل
أنجلو.......،الخ) ،حيث أدى ظهورهم إلى اإلرتقاء بالذوق العام للمجتمع ،وأصبحت هناك رؤية جديدة للحكم
الجمالي ،حيث ظهر اإلبداع الفني اإلنساني وحسب (فيلبو البرتي– القرن الخامس عشر الميالدي) ،والذي يعتبر
من أبرز نقاد تلك الحقبة ،حيث عبر عن رؤية واضحة بأن مصدر المعرفة البشرية هو من خالل الرؤية الكونية
في حدود النفس البشرية ،ومن هنا شكلت كتاباته بداية لما عرف بالحركة االنسانية.
وفي بداية القرن ( )17الميالدي عندما نشأ علم الجمال ،أصبحت هناك استقاللية في التصوير والنحت
والشعر وغيرها وظهر ما يسمى ( ،)Fine Artمما جعل الفنون التطبيقية ( )Applied Artترتبط بالنفعية
الصناعية ،في حين ارتبطت الفنون الجميلة بالبهجة والمتعة الجمالية.
وفي القرن الثامن عشر اعتمد النقاد الدعوة إلى التذوق الرفيع واألسلوب الرفيع في الفن ،وتم ربط الفن
بالجمال ،والعمل على احترام الحضارات اإلنسانية ،حيث اتجه الفالسفة اإلنجليز مع نهاية القرن الثامن عشر إلى
بناء نظرية جديدة سموها (نظرية الذوق الجمالي) ،لتحل محل النظريات القديمة التي سادت منذ عهد أفالطون،
لذلك ظهر الفكر الجمالي الرومانسي والتاريخي وعصر التنوير الفرنسي ،حيث أصبحت فرنسا موئل الفنانين
وتمركزهم ،وظهرت المعارض الرسمية ،ولعب (نابليون بونابرت) دورًا في تشجيع الفنون ،مما هيأ المجال لتمدد
النقد والكتابات النقدية والتي تخص هذه المعارض ،حيث أثر النقد على الذوق العام الفرنسي .ومن هنا نشأت
الكالسيكية الجديدة ورائدها الفنان (دافيد) من أجل تعزيز الروح القومية والوطنية أيام (نابليون بونابرت) .من هنا
أكد النقد على بث الروح الوطنية والقومية لدى الفنانين ،من أجل مجد فرنسا ،وظهر العديد من النقاد أمثال
(ديوفال ،ودي بوسيه ،وسان جيرمان وغيرهم).
وفي هذه الفترة ظهر علم الجمال ،كعلم مستقل على يد المفكر األلماني (بومغارتن )1735مؤكدًا على
المعرفة العليا والمعرفة الدنيا ،التي تركز على الحس والشعور ،والتي يصعب قياسها ،مؤكدًا على المعرفة الحسية
لألشياء .وهنا كانت بداية التجديد في مفهوم النقد الجمالي ،وفي هذه المرحلة ظهرت أنماط فنية جديدة مع تأسيس
أاكاديمية الفنون الفرنسية ،مثل الكالسيكية الجديدة التي أكدت على القيم الجمالية ،والقواعد المحكمة التفصيل
والصرامة لتقدير الفنون ،حيث اعتمدوا الجودة لالنتاج الفني مؤكدين على مبادئ اإلنسجام واإليقاع والتناسق
والنظام والهدوء ،مستمدين ذلك من الفنون اإلغريقية الجميلة ،وظهر طراز الركوكو( )Rococoالمتمرد على
الكالسيكية ،وكذلك فن (الباروك )أيضًا والذي خرج عن التقاليد السائدة وضد الكالسيكية ،واالهتمام باألمور
الدنيوية بدًال من األمور الدينية ،مفضًال التباين بدل االنسجام ،وبالجانب الحسي لألشياء.
10
وأيضا ظهرت الرومانسية التي غلب عليها الطابع الروحي والحسي ،وعبرت عن الخيال المعنوي ،وعن
الالمتناهي من خالل العاطفة ،حيث مثلت الرومانسية الشعور والوجدان.
ومن أبرز المنظرين للرومانسية (هيجل) الفيلسوف األلماني صاحب النظرية الجدلية ،وكذلك الفالسفة
(ايمانويل كانت) و(وليم هوجارت) ،ومع ظهور الرومانسية تطور النقد الفني ليعبر عن الذوق العام للمجتمع،
وداعمًا للفن الذي تم ربطه بالظروف السياسية واالجتماعية والحياة اليومية للناس.
ومع ظهور( كانت) تم ربط الجمال باللذة بعيدًا عن الماديات ،ومن هنا ترَفع بالفن ليضع نظريته
المعروفة ب (الجليل والجميل) ،حيث الجليل هو الغموض الذي يجعلنا نؤمن بالحياة والبقاء ،والجميل هو الذي
يشعرنا بالحب والسرور واالرتياح.
أما (وليم هوجارت) فقد ربط الجمال باإلحساس ،وأن الطبيعة هي معيار مقياس الجمال ،واضعًا مبادئ
عامة لتميز العمل الفني الجيد والجميل وهي (التناسب ،والتنوع ،واإلطراد ،والبساطة ،والتعقيد ،والضخامة).
ومع مطلع القرن التاسع عشر وجه الفالسفة اهتماماتهم إلى (نظرية حب الجمال واإلدراك الجمالي) أكثر
من تركيزهم على نظريات الجمال أو النظريات التقليدية للفن ( ديلي)1971 ،
في القرن التاسع عشروالقرن العشرين ومع التحوالت للمجتمعات الصناعية واالختراعات العلمية ،تبدلت
المفاهيم الجمالية للفن من خالل محاوالت الفنانين للتجديد واإلبداع لتطوير مفهوم الفن ،األمر الذي دعا هؤالء
الفنانين إلى تاسيس جماعة متجانسه ذات فلسفه خاصة واتجاه فني موَح د مثل (التعبيرية ، Expressionism
وكذلك االنطباعيه ،Impressionismوالباربيزون ،Fauvismوكذلك المدرسه الوحشية
،)Postimpressionismومن هنا بدأ التجديد في الفن ،وكذلك مع تعدد االتجاهات والتيارات الفنية ،أدى ذلك إلى
تشتت الحركه النقدية وأصبح لكل اتجاه نقاده ومنظريه ،مما جعل النقاد يقعون في هفوات وخالفات كبيرة (حسب
كرومر ،) 1990وجعلت هؤالء النقاد يرفضون بعض األعمال الفنية الجميلة وذات القيمة لبعض الفنانين ،والذين
اصبحوا أعالمًا مثل (رينوار ،وسيزان ،ومانيه ،وبيسارو ،وغيرهم) ،ومن هنا زادت الحاجة إلى النقد الفن في ظل
التغيرات الحاصلة في المدارس الفنية الحديثة ،وما صاحبها من غموض وتعقيد في بعض مفاهيمها وفلسفاتها ،اذ لم
تعد األعمال الفنية تحاكي الصورة الواقعيه.
وحسب (كرومر )1990 ،فإن بعض النقاد قاموا بدور الوسطاء بين الفنانين والجمهور لتذوق الفنون،
وقاوموا بتوفير طريقة للتعامل مع الفن ،مرتكزًة على التلقائيه والخيال ،ولسد الفجوة بين الفن القديم والفن الحديث،
مما أدى إلى ظهور (النظرية الشكلية) في النقد الفني ،والتي فسحت المجال لتقبل الفن الحديث والتيارات المتنوعه
الجديدة.
11
ويؤكد (البسيوني )1986 ،على الحاجة إلى نقد متزن المغاالة فيه حيث يقول "يجب أن تبرز المحاسن
والرؤى الكليه ،ويقلل االهتمام الهفوات كيال تضيع المعالم الرئيسيه في العنايه غير المحدودة بالتفاصيل" ص.73
ويرى (عرابي )1990 ،أن الناقد يتحرى الحقائق المطلقه في الشكل واللون.
وقد ارتبط النقد الفني منذ نشأته بالحكم الجمالي على الفن ،ألن اإلبداع الفني ينتج صورًا جديدة تتوافر
فيها صفة الجمال ،وأصبح النقد الفني عبارة عن نقل وجهة نظر الفنانين ،من اتجاه فكري معين لتوضيح األعمال
الفنيه للناس الذين يصعب عليهم فهما.
من هنا نستنتنج أن معنى النقد هو تحليل دقيق لمحتويات مادة علمية أو عمل فني للتاكد من أصوله
وصفاته بقصد تقييمه ،وحسب (مغلن هوغتن ،)1980 ،وكذلك عَر ف (اليوت ايزنر )1972 ،بأن النقد يهدف
إلى إعادة التدريب على اإلدراك ،ويزود الفرد بأدوات تجعله يشير إلى زوايا مختلفة من مكونات العمل الفني،
تؤدي إلى اإلدراك والفهم لمحتوياته.
ويرى ( بقشيش )1997 ،أن النقد يشارك في صنع الفنانين واألعمال الفنيه ،ولذلك يحتمل الناقد عبء
التفسير للعمل الفني الذي يظل ناقصًا على ا لدوام.
والحقيقه أن النقد يعني لنا وصف وتحليل وتفسير وتقييم األعمال الفنيه من قبل الناقد المثقف بعلم تاريخ
الفن ،والذي ينظر للعمل الفني كمكِو ن متكامل والعالقة بين مكوناته ،وارتباطها بمجمل البناء الفني للموضوع.
الوظيفة الرئيسية للنقد الفني تكمن في جعل التجربة الجمالية أفضل مما هي عليه ،وأكثر إقناعا لآلخرين،
وأكثر تفسيرًا بتوجيه اآلخرين ،والتوضيح لهم الرموز ،ومقاصد الفنان وتعريف الجهود بالقيم الفنيه الجمالية في
األعمال الفنية المتنوعه ،وتدريبهم وتعويدهم على الذوق الرفيع.
من هنا نقول أن الناقد هو من يفسر ويصف ويقّي م ويعمل المراجعات النظرية والفلسفية لالعمال الفنية،
وهنا تقع على عاتق النقد الفني مساعدة الناس لتحسين معارفهم وفهمهم للفن المعاصر ويأخذ بأيديهم لتذوق الفنون.
هو من يحاول تفسير وتوضيح العمل الفني ،برموزه ومعانيه وبنائه ودالالته ،وربط هذا العمل الفني
بالمدارس والتيارات الفنية ،والقواعد الفنيه والجمالية ،وله دور تاريخي في توضيح االتجاهات والطرز من
الحضارات اآلخرى ،وكذلك موجه ومرشد ومشجع ،ومتبنيًا اتجاهًا معينًا ،ومن هنا يجب على الناقد أن يكون ملمًا
بعلم تاريخ الفن ،وكذلك االطالع على أحدث التغيرات في مجال النظريات الفنية ،ليتمكن من مناقشة العمل الفني
12
وفقًا للنظريات المعاصره ،ليساهم في تحديد القيمة الفنية والمادية للعمل ،ويوجه ويقِو م الفنانين والحركات الفنية،
ويعمل على تطوير ثقافة المجتمع الفنية.
ال شك بأن النقد الفني يجب أن يكون مدخًال للتدوق الفني ،وللتعريف بمكامن الجمال في العمل الفني،
وهو في النهايه يقدم الحكم على العمل الفني والفنان المبدع ،لذلك ال بد للناقد من اإللمام بتاريخ الفن ،وفي مختلف
العصور حتى يومنا هذا ،ملمًا بخصائص كل حضاره من الحضارات القديمة والمتوسطة والحديثة والمعاصرة،
معرجًا على المدارس الفنيه واألساليب الفنية الحديثة ،مبينًا إبراز القيم الجديدة وتعريف الناس بها ،ألن هذا السلوك
الجيد من الناقد يبرز محاسن العمل الفني الجيد من أجل أن تستقيم المسيرة الفنية الجمالية ،وتشجيع الفنون
والفنانين من خالل تقديم كل جديد خالق وجميل ،مواكبًا المسيرة الفنية مؤكدًا على الذوق الرفيع بعيدًا عن
الشخصنة والتعصب لمذهب فني معين.
مما ال شك فيه أن النقد الفني يركز بشكل كبير على الفن الحديث والمعاصر ،وهذا ال يعني إهمال فن
الفترات السابقه ،وليس عدم االلمام بها ،ولكن سبب هذا التركيز على الفن الحديث والمعاصر هو من أجل تقدم
الفنون وتطويرها ولتقدم قيم فنية جمالية جديدة تؤثر بالجمهور المتلقي ،وتكريس هذه القيم في المجتمع ،لخلق
جيل مفكر مبدع إيجابي ،يتذوق الجمال ويمارسه في حياته اليوميه ،بعيدًا عن التشويهات والسلبيات.
من هنا يرى (ريتشارد سالوم وجاك هوبز )1991 ،أن النقد هو بحث منظم لألعمال الفنية ضمن أربع
خطوات هي:
وحيث يقول غوته (" ),1811Gautie- 1872مثلما ينقل لنا الموسيقي سمفونيته إلى آالت العزف ،كذلك
الناقد كأنه يصنع عمًال فنيًا بقلمه ،بتعبيرات جميلة جذابة ،مما يعكس على القارئ بهجة وإ ثارة" ،وكذلك (فيلدمان)
"يقول الكلمات تستخدم لجلب انتباه المشاهد لشيء يستحق المشاهدة ،لمواجهة التفاصيل الغامضة في العمل الفني،
وتبعًا لطبيعة األسلوب فاألعمال الواقعية سهلة الوصف ألنها واضحة ،في حين أن العديد من االتجاهات والمدارس
13
الفنية الحديثة نجدها صعبة الفهم .وهنا يبرز دور الناقد الذي يصف لنا هذه األعمال بشمولية ليسهل عليه إقناع
المتلقي ،ومن هنا فالوصف الجيد الواضح المعّب ر يعتمد على الناقد في إقناع الناس بالعمل الفني الماثل أمامهم ،من
خالل التعريفات الوصفية السم العمل ،وخامته ،وفكرته ،ومقاساته ،وتاريخ انتاجه ،وبيئة العمل ،وسيرة الفنان،
وأسلوبه.
)Fildman, 1992عند مجموعة من الباحثين "الوصف بأنه إجراء لعمل قائمة جرد ) ويعرف فيلدمان
لعناصر العمل الفني أو مالحظة ما هو مرئي فيه مباشرة" .ص128 ،
وعًر ف باريت ( )Barrett, 1994عملية الوصف "بأنها نوع من الصياغات اللفظية التي توضح
خصائص ومكونات العمل الفني ،والتي يمكن مالحظتها وتقديرها ،ويبني الناقد على هذه الصياغات اللفظية تحليله
وتفسيره وحكمه على العمل الفني".
وال ننسى بأن تسمية األشياء التي ندركها باللوحات التجريدية تكون أكثر صعوبة منها في اللوحات
الواقعية ،وحسب (فيلدمان( )1987،عند مجموعة من الباحثين 1993ص (" ،)129يحتاج النقاد في حال وصف
العناصر التجريديه إلى معرفة أوسع بمجال التقنيات وأساليب األداء".
ب -التحليل /حسب رأي (فيلدمان)"هو إيجاد العالقه بين األشكال وتأثير أحدها على اآلخر ويشمل التحليل ناحيتين
":هما
التحليل الشكلي (:)formal analysisهو الكشف عن العالقه بين األشياء والعناصر التي يحددها -1
الناقد في الوصف ،حيث أن اختالف مواقع األشكال المتشابهة ضمن العمل الفني يؤثر على
المشاهد ،لذا البد من نظام يربط األشكال واأللوان والمالمس والتي تعكس في مجملها التشكيالت
داخل إطار العمل الفني.
وحسب رأي (فليدمان ،1987 ،ص" )357أن عالقة األحجام واأللوان والمالمس وكافة عناصر
التصميم ،لها تأثيرها على مجمل العمل الفني ،ألن عناصر العمل الفني تتفاعل ضمن إطار وكيان واحد يؤثر
أحدها في اآلخر واآلجزاء بالكل".
ويعتمد التحليل كما أسلفنا على الوصف ،كما أنه يبحث عن المعاني التي تعكسها األشكال ،سواءًا كانت
معاني ظاهرية أو معاني ضمنية ،حيث أن المعاني الظاهرية تتعلق بالقيم الفنية ،والمقومات الخارجية للعمل،
وارتباط العمل بطراز أو أسلوب معين.
تحليل المعاني ( :)content analysisأما المعاني الضمنية فتتعلق بالمقومات الموجود داخل العمل -2
الفني ،مثل تقديم رمٍز ما ،أو سياق أيديولوجي ،أو تاريخي ....الخ ،وهنا دور الناقد أن يعبر عما
14
أدركه في تللك األشكال ،من خالل الفكرة الموجودة داخل العمل الفني ،للوصول لتفسير الغرض الدي
أنتج هذا العمل الفني من أجله ،ألن الشكل والوظيفة هما محور اهتمام المشاهد ألنهما يشكالن
الموضوع األساسي الذي يركز عليه الفنان.
ج -التفسير :هو عملية البحث في المعاني الكامنة ضمن أشكال الفن ،وموضوعاته ،والذي قدمه الناقد بالوصف
والتحليل من ناحية الشكل والمضمون ،وحسب رأي (فيلدمان ،ص ")362بأن التفسير هو جملة وتعليق يدور حول
".العمل الفني ليجعل من جملة المشاهدات التي توفرت لدى المشاهد كيانًا واحدًا لتصبح ذات معنى
ومن هنا تكمن مهمة الناقد في مساعدة اآلخرين على معرفة األفكار والمعاني التي يحتويها العمل الفني،
وال ننسى بأن عملية التفسير هي من أعقد خطوات النقد الفني.
ويؤكد (فيلدمان) "أن التفسير يختلف عن الوصف ،اذ يشتمل على احساسات المشاهدين لمضمون العمل
الفني وما يشتمل عليه من معاني" (فليدمان ،1987 ،ص.)362
والتفسير هنا يوضح المضمون ،وأفضل أنواع التفسير ذلك الذي يستخلص المعاني من أكبر كيان فني
بصري ،ويربط هذه المعاني بحياة أفراد المجتمع الذين يشاهدونه (فيلدمان ،1987 ،ص ،)363ألن التفسير يعتمد
على ثقافة الذي يفسر ،من خالل وضع فرضيات حول العمل الفني ،لتفسير المعاني التي تكشف عن القيم الفكرية
والمعتقدات والحقائق والتي وصفها الفنان بعمله الفني ،وال شك بأن اللغة التعبيرية التي يستخدمها الناقد سوف
تلعب دورًا في تقريب القيم الشكلية والحسية ،وتأثيرها على المشاعر ،من خالل األعمال الفنية التي تؤكد على هذه
القيم ،وال ننسى بأن التفسير يقَد م للعمل الفني ال للفنان ،وهذا التفسير يساعد على تفسير معنى الفن ،وإ ن اختلف
من شخص إلى آخر ،ومن فترة زمنية معينه لفترة زمنية أخرى ،وأي تفسير قابل ألن يصحح من تلقاء نفسه
( باريت ،1994 ،ص)45
د -إصدار الحكم ( :)Judgmentويعتبر إصدار الحكم أصعب مرحلة من مراحل النقد الفني ،ألنه يترتب على
الناقد إعطاء قيمة مادية أو معنوية للعمل الفني ،وقد يكون تفاوت من ناقد إلى آخر على إصدار حكم معين ،ألن
ذلك يعود لثقافة الناقد وميوله واتجاهاته الفنية ،حيث يتم التركيز على ثالثة اتجاهات (أنماط) فنية توجه الناقد
حسب مايلي (فليدمان):
اإلتجاه الشكلي ( :)formalismوهذا يعتمد على الطريقة التي يتم فيها تنظيم ،وتناسق العناصر الشكلية
في التكوين العام للعمل الفني ،حيث يكون الحكم من منظار جمالي.
اإلتجاه التعبيري (( : expressionismيعتمد هذا اإلتجاه على عمق التجربة والخبرة التي يقدمها العمل
الفني ،وهنا يكمن دور الناقد في قدرته على نقل وإ يصال األفكار والمشاعر لآلخرين.
15
اإلتجاه الوظيفي الغائي ( :)instrumentalismهذا يعتمد على مدى وصول العمل الفني وتحقيقه للغرض
الذي وضع أو عمل من أجله ،والرسالة التي يجب أن يوصلها العمل الفني لآلخرين ،سواء كان الهدف
ديني أو سياسي أو جمالي أو تجاري .......الخ.
وكافة هذه اإلتجاهات يعتمدها بعض النقاد في عملية إعطاء الحكم ،بينما يعتمد نقاد آخرون على معايير
ذاتية أو خاصة ،في إتجاه فني معين يناسب أسلوب الناقد في النقد ،للحكم على العمل الفني.
ويرى (مكفي جون ،)1970 ،أن خطوات النقد تتم على النحو التالي:
اإلدراك : Perceptionوهي المشاهدة األولى للعمل الفني واستيعابه بصريًا ولحظة التآلف مع
العمل الفني بجميع جوانبه.
التنظيم : Organizationوهي خطوات تنظيم األشكال من الجزء للكل ،وعالقة اأشكال معًا
ببعضها ،ومواقع هذه األشكال ،وتوزيعها ضمن العمل الفني.
الترميز :Symbolizationهنا يكون حصر األشكال وترميزها ضمن تسميات معينة ،حيث
يستخلص المشاهد مفهوم ما حول العمل الفني.
التعبير :Expressionوهي مرحلة يصلها المشاهد بعد الوصول إلى معرفة كاملة بالعمل الفني،
بكافة أجزائه وعناصره ،وعالقة ذلك بالمعنى والمضمون ،وهنا يتم التفسير والحكم على العمل الفني،
من خالل ماجمعه المشاهد (الناقد) من حقائق ومفاهيم.
وبعد تقديم خطوات النقد حسب (فيلدمان) ،وحسب رأي (هوبز) ،تبقى هذه الخطوات منقوصة ،ألنها لم
تدخل جوهر التقييم ،وبقيت بعيدة عن تحديد المضمون ،والقيم المختلفة والمتنوعة ،وبقيت بدون تفاصيل ،حيث
اختصرها (بالشكلية ،والتعبيرية ،والغائية) ،مكتفين بخطوات النقد الفني كسلوك ناتج من تفاعل المشاهد مع العمل
الفني ،بعيدًا عن مرتكزات النقد وأسسه ،من أجل أن نقرأ العمل الفني بشكل صحيح وسليم ،وبشكل منهجي
متكامل.
وحسب رأي (البسيوني" ،)68 ،1986 ،األصل في النقد الفني أن يكون مدخًال للتذوق واالستجابة للقيم
الجمالية في العمل الفني".
محاور النقد
إن أبرز المحاور األساسية للنقد الفني هي التي ال يمكن إغفالها ،وتكمن فيما يلي:
-9لغة النقد -7وسائط التشكيل الفني -8القيم الكامنة -5مذاهب الفن ومدارسه -6المضمون
16
الفنان :هو الذي يمتلك الموهبة الفنية ،والخلق واالبتكار ،وهو المسلح بالوعي ،واألقدر على تكريس -1
خبرته ،وموهبته ،وتنميتها بمتابعة تجارب اآلخرين وثقافتهم ،ألنه ناقل الحضارات عبر العصور
واألزمان ،وهو من صاغ فكر مجتمعه وبيئته.
ويشكل الفنان أهمية كبيرة للناقد ،من خالل سيرتة الذاتية ،وأسلوبه ،ومدرسته ،التي ينتمي إليها ،وخبراته،
وثقافته ،ألنه ناقل للثقافات والفنون ،في الماضي والحاضر ،والفنان هو عامل التغير في مجتمعة الصغير والكبير،
ألنه المرشد إلى فتح أبواب التذوق للبيئة والطبيعة ،ويعالج قضايا مجتمعه ،وقادر على تغيير فكر هذا المجتمع،
والنهوض بأبنائه وتعزيز انتمائهم لوطنهم وأمتهم ،ألنه خير مجسد لألحداث التي تعيشها المجتمعات ،ومثال على
هذا لوحة الفنان (بابلو بيكاسو) (جورنيكا) ،التي أاحدثت ثورة لدى الشعب األسباني ،لما حملته وتحمله من معان
عن الحرب األهلية األسبانية عام ،1937ولألسف يقوم النقاد بتجاوز هذا الفنان واستثنائة ،بحجة الموضوعيه ليتم
التركيز على العمل الفني مما يفقد النقد أحد األصول التي أثرت في العمل الفني شكًال ومضمونًا.
الموضوع :الموضوع ميدان واسع ممتد ،يحدده الفنان ،حيث يختلف الموضوع من عصر الى آخر ،تبعًا -2
للظروف والمالبسات ،والبيئة ،والمعيشة التي تميز حضارة عن األخرى .وهنا دور الفنان في اختيار
زاوية معينه من هذا العالم الممتد ،تالئم المفاهيم التي يطرحها للمشاهد ،واختيار جانب من الموضوع هو
الفكرة في حد ذاتها ،والفكرة هي أساس اإلبداع ،ألن الفنان هنا يطرح افكاره لآلخرين من خالل
الموضوع ،فعندما يختار الفنان موضوع معين ،أو لقطة معينة ،كتأثير شروق أوغروب الشمس على
منظر ما ،مثل البحر والجبل ،هنا يعكس الفنان مضمونًا يحمل معان جمالية ،تدل على النقاء والصفاء،
وتأثير سقوط الشمس على صفحات الماء وجمال الصخور تحت الشمس.
وهنا يأتي دور الناقد ،الذي يهمه من الموضوع تلك المعاني التي سيتم ايصالها للجمهور ،من خالل
العناصر الفنية المختلفة ،واإلخراج النهائي للموضوع الفني بشكل جميل متماسك ،ليعكس أسلوب الفنان وابتكاره،
واختلف الموضوع في العمل الفني من عصر آلخر ،منذ حضارات الشعوب البدائية ،والتي ركزت على
موضوعات الصيد والقتال والرقص ،إلى الفن المصري القديم الذي أكد على صور النباتات واألشجار واألزهار
إلى الحيوانات والحياة اليومية ،التي جسدها الفنان المصري لحياة المصريين القدماء ،إلى رسومات المراعي
وحفالت الطرب ،والزخارف الجميلة في القبور والقصور ،ونحت المعابد وواجهاتها ،حيث حقق النحت المصري،
أهدافًا دينية وفنية ،عّب رت عن السمو والعظمة والخلود لآللهة ،والملوك واألمراء.
وكذلك حضارة مابين النهرين ،والذين استمدوا موضوعاتهم من المعتقدات السائدة ،والتي ركزت على قوة
آلهة الطبيعة ،وآلهة السماء والشمس ،وآلهة الحب والخصب ،والقصص األسطورية التي تحاكي حياة ملوكهم،
فشيدوا القصور والمعابد (الزاقورات) السترضاء اآللهه ،وشرعوا بعمل التماثيل لألسود والثيران المجنحة ،لحماية
17
المعابد والمدن من األرواح الشريرة ،والحيوانات والطيور الخرافية ،وكذلك صمموا األختام األسطوانية لتنظيم
أمورهم.
وكذلك كان الموضوع عند اإلغريق ،معبرًا عن الجمال اإلنساني ،حيث قدسوا اآللهة واألبطال ،واأللعاب
الرياضية األولمبية إرضاءًا آللهتهم ،وعبروا بفن النحت عن قيم جمالية بنسب ذهبية حقيقية ،للمعابد ،وتماثيل
اآللهه مثل أبولو ،وزيوس ،وأفروديت ،وغيرهم.
وكذلك الرومان الذين استمدوا موضوعاتهم من األساطير والقصص اإلغريقية ،وبنوا القالع والمعابد
والقصور وأقواس النصر والعمائر المدنية .من هنا نقول بأن الموضوع هو محور هام يتمكن من خالله الفنان
طرح أفكاره لآلخرين.
العناصر البصرية في الفن :تعتبر العناصر الفنية البصرية بمثابة اللبنات األولى لتكوين أي عمل فني، -3
سواءًا كان رسمًا أم تصويرًا ام نحتًا ،وحيث يعتبر العمل الفني ،له عناصره وأسسه ،والتي تحكم بنائه،
يطلق عليه البناء الفني أو التكوين......الخ ،وهو القالب الذي تصاغ فيه العناصر ،وتندمج وتكمل
بعضها.
والعمل الفني الجيد التنفصل عناصره ،وأحيانا يبرز أحد العناصر في عمل فني ما ،على حساب
العناصر األخرى ،شريطة عدم إلغاء دور هذه العناصر ،وأي خلل في أحد هذه العناصر يؤدي إلى إفساد العمل
الفني كله ،وعلى الفنان أن يدرس عمله الفني ،ويحسب حسابًا دقيقًا لكل عنصر ،وكيف يدمجه في عمله مع بقية
العناصر ،ويختلف معالجة هذه العناصر ،وربطها معًا ،والتعبير عنها حسب المذاهب المختلفة ،وحسب مقدرة
الفنان وخبرته وممارسته الفنية ،علمًا بأن للفنان الحق والحرية لكي يستمد عناصر عمله من الطبيعة ،أو من
الخيال ،أو من األشكال المجردة ،النتاج عمل فني معبر يشد المتلقين ،وفيما يلي توضيح لمفهوم هذه العناصر
وهي-:
أ -الخط :الخط له مدلول واسع يبدأ من أنه مسار نقطة ،إلى أن يكون مكان اتصال المساحات ،أو خط الحافة ،أو
محيط بالشكل .وللخط وظائف يؤديها في تحديد معالم األشكال ،والمساحات والكتل والمالمس.....الخ .وإ ظهار
اإلحساس بالحركة ،والربط بين األشكال ،وإ ظهار البعد الثالث لألشكال المسطحة من خالل تحقيق (نقطة التالشي،
العمق أو السمك لالشكال ،والقريب ،والبعيد) ،والخط هو أحد أساليب تحقيق السيادة للعمل الفني ،وهوالحد الفاصل
بين تونات اللون الواحد ،ويضفي قيمة جمالية على األعمال الفنية ،ويترجم األفكار المجردة إلى أشكال مرئية.
والخطوط أنواع منها:
الخطوط المستقيمة :ذات اتجاه أفقي أو عمودي أو قطري ،ثم تأخذ اتجاهات وأشكال متنوعة ،منها 1-
.الخطوط المنكسرة والخطوط غير المنتظمة
18
.الخطوط المنحنية :وتأخذ انحناء دائري في حركتها وتكون حلزونية أومتعرجة 2-
وجميعها لها دالالتها في العمل الفني ،فالخطوط المستقيمة الحادة أوالمنفرجة أو القائمة ،تترك أثرًا
فسيولوجيًا تثير القلق لدى المشاهد وعدم االستقرار ،مثل تصدع األبنية ،وصور البرق ،بينما الخطوط غير
المنتظمة ،فهي عشوائية توحي بعدم الرضا والتعقيد والصعوبة.
وتلعب الخطوط بأنواعها دورًا في الفنون التعبيرية ،والكاريكاتيرية ،بخاصة بالفنون االسالمية ،والفنون
التي تعبر عن القضايا اإلنسانية واالجتماعية ،علمًا بأن بدايات الفنون البدائية القديمة كانت بالحز وعمل الخطوط
برسومات تعبيرية على جدران الكهوف ،وكذلك الفنون المصرية القديمة والتي وظفت الخطوط في فنونهم
التعبيرية.
ب -الشكل :عندما يغلق الخط فإنه يكون مساحة ،والمساحات تكون على أشكال مختلفة ،فقد تكون هندسية منتظمة
ذات بعدين مثل (المثلث ،والمربع ،والمستطيل) ،وقد تكون غير منتظمة مثل (أوراق األشجار ،أو الحجارة) ،أو
أشكال خيالية ،أو أشكال تجريدية ،أو أشكال تحويرية ،أو أشكال تركيبية ،والشكل يتكون من مجموعة مفردات
وعناصر متكاملة مترابطة ،محاطة بإطار وخطوط وأشكال وتكوينات وألوان ،والقصد من الشكل ما ينفذه الفنان،
من تنفيذ لموضوعه الفني ،مستخدمًا العناصر الفنية المختلفة ،على خلفية يختارها الفنان ،بقصد إبراز األشكال
المنفذة وإ يضاحها ،مثل الرسومات اآلدمية والنباتية على األواني ،أو رسم أشكال للطبيعة على أرضية من القماش،
.وإلبراز الخلفية القصد منها إعطاء قوة للقيمة الجمالية
ج -الكتلة والفراغ (الحجم والفضاء) :الكتلة بوزنها وصالبتها وهيئتها تشغل حيزًا في الفراغ ،والكتلة هي
تجمع مساحات في تكوين فني معين ،يربطها الفنان ضمن كيان واحد ،واألحجام على هيئات كثيرة مثل
(المكعب والكرة واألسطوانة والمخروط.....الخ) ،وهذه األحجام والكتل ُتستخدم كوحدة بناء وتشكيل في
األعمال ذات األبعاد الثالثية ،مثل العمارة والنحت ،حيث يتم تحديد الحجم من خالل الفراغات التي يشغلها ،أو
الفراغات المحيطة به ،وهنا نقول أن الفراغ يصبح عنصرًا في التشكيل الفني ،ألنه الفضاء الذي يجمع
.عناصر العمل الفني ،أو هو الحيز الذي تتحرك داخله عناصر العمل الفني
:ويمكن تقسيم الفراغ في العمل الفني حسب تناسقه مع التكوين المنفذ إلى
19
د -اللOOون :لّل ون أهميrrة كبrrيرة في العمrrل الفrrني .وهrrو ذلrrك االنعكrrاس الrrذي يظهrrر للعين ،عنrrدما يقrrع الضrrوء على
األشكال من حولنا .وقد اختلفت اآلراء حول تفسيرات ماهية اللون ،حيث اعتبر البعض أنrrه ذلrrك األثrrر الفسrrيولوجي
النrr rاتج على شrr rبكية العين ،وأن األلrr rوان ناتجrr rة من تفسrr rير اإلحسrr rاس الواصrr rل إلى الrr rدماغ ،ضrr rمن تrr rردد معين ،أو
موجات ضوئية تؤكدها العين ،وهناك رأي آخر يؤكد أن اللون هو إحساس بصري تدركه العين عن طريق الضوء
المنبعث من الجسم إليها.
أما رأي العلم :أن األشياء في الطبيعة ال لrون لهrا (الوجrود للrون في الطبيعrة) وإ نمrا لrه أثrر (كتrاب التربيrة
الفنيrrة للصrrف العاشrrر وزارة التربيrrة والتعليم االردنيrrة ط ،2006 ،1ص )46ولّل ون صrrفة تمrrيز كrrل لrrون عن بقيrrة
األلوان ،وله أيضا درجة نقاء وصفاء ،تسمى شدة اللون ،ولّلون أيضا قيمة ،أي تنوع درجات اإلظهار اللونية.
وقد تم تقسيم األلوان في دائرة اللونية إلى ألوان دافئة حارة ،وألrوان بrاردة ألنهrrا مرتبطrة في أذهاننrا بالنrار
والش rrمس ،أو الس rrماء والم rrاء والبح rrر والنب rrات ،ولألل rrوان ارتباط rrات ومع rrاني نفس rrية في نف rrوس البش rrر نتيج rrة ت rrراكم
خبرات عاشها اإلنسان ،ومارسها وّلدت لديه أحاسيس نحو ألوان دون غيرها.
فمثًال ارتب rrط الل rrون األبيض بالص rrفاء والنق rrاء ،واألس rrود ب rrالمجهول والخ rrوف والظالم ،واألحم rrر بال rrدفء،
واألصفر بالنشاط والشباب والقمح والذهب ،واألزرق مهدئ لألعصاب ليشrrعرك بالسrrكينة ،والبرتقrrالي يثrير الحيويrة
واالنفعrrال ،والبنفسrrجي ارتبrط بrاالتزان واالحrترام....وهكrrذا ،علمًrا بrإن هrذه الrدالالت غrrير مؤكrrده فهي نتيجrة الحس
الشعبي عبر األزمنrة المختلفrة .من هنrا نؤكrد على أن اللrون مrدلول في العمrل الفrني ،ويتم وضrعه على العمrل الفrني
ضمن أسس معينة ،سواء كrانت دالrة على االنسrجام الّل وني أو التبrاين اللrوني أو أحاسrيس الفنrان وارتباطاتrه ،أي أن
العمل الفني تحكمه معايير فنية مختلفة.
هـ -مالمس السطوح :لكل خامة خاصية بنائية تحدد صفة سrطحها ،وللسrطوح مالمس متفاوتrة النعومrة والخشrونة،
حيث يدل الملمس على ظrاهرة تمrيز السrطوح المختلفrة ،ويمكن ادراك الملمس ،أمrا بrاللمس باليrد ،أو بrالنظر بrالعين
أو بكليهمrا .وتنبrع أهميrة الملمس من كونrه األثrر ،والداللrة لحالrة الفنrان ،وطبيعتrه وصrفاته ،عنrد تنفيrذ أسrطح العمrل
الفني ،وبخاصة الحالة النفسية ،ألية مرحلة من عمره في التعبير ،واألثر والملمس ومن العوامل المrrؤثرة في إدراك
الملمس ،وطبيعة الضوء الساقط على السطح ،وزاوية السrقوط عليهrا ،وكrذلك أداة اإلدراك عنrد االنسrان ،أمrا العين
أو اليد وكذلك طبيعة تكوين السطح المرسوم ،وقرب صفاته من الواقع أو بعدها عنه.
والننسrr rى أن المالمس الrr rتي تrr rدرك بrr rالنظر ،هي الناعمrr rة أو الخشrr rنة ،والrr rتي تrr rدرك بrr rاللمس هي المالمس
الحقيقية ،أو المالمس الوهمية ،والتي تدرك باللمس والنظر معًا ،هي المالمس المنتظمة ،والمالمس غrير المنتظمrة،
ومثال على ذلك عند النظر إلى صورة (عرنوس) الذرة ،يتولد لدينا إحساس بالخشونة علمًا بأن ملمس الصورة هrrو
أملس وهكذا....الخ.
20
و -الظOOل والنOOور :أو الض rrوء والظ rrل :وه rrو يمث rrل العالق rrة بين المعتم والمض rrيء ،وم rrا بينهم rrا من ع rrدد ال rrدرجات
الضوئية ،ويعتبر عنصرا الضوء والظل ،من العناصر الهامة جrدًا في إبrراز خصrrائص األجسrrام وطبيعتهrrا الذاتيrة،
ويبرزها ويزيدها وضوحًا ،ويساهمان في تحقيق التوازن واإلحساس بالعمق الفراغي ،ويتحقق اتزان المساحات في
العمrrل الفrrني ،نتيجrrة االنتقrrال والتrrدرج من قيمrrة لونيrrة إلى قيمrrة لونيrrة أخrrرى ،حيث يعطي اإلحسrrاس بالفصrrل بين
المساحات ،وهذا التدرج اللrوني تحكمrه نسrب الضrوُء والظrل ،حيث يrوحي الضrوء ،في العمrل الفrني للنrاظر ،بالنقrاء
والص rrراحة والتف rrاؤل والص rrدق واالس rrتقرار ،بينم rrا ي rrوحي الظالم واالعت rrام واالس rrوداد ،للن rrاظر ب rrالغموض والخ rrوف
والمجهrrول وعrrدم االسrrتقرار .وتrrراعى النسrrب بين الضrrوء والظrrل ،عنrrد تنفيrrذ العمrrل الفrrني باألشrrكال المضrrيئة أوًال،
على أساس أن الخلفية معتمه ،أو العكس إذا نفذ العمل الفني باألشكال المعتمه أوًال على أساس أن الخلفية مضاءة،
وعند تنفيذ العمل الفني باألشكال المضاءة والمعتمه معًا ،على أساس التوافق والتساوي بينهما.
-4األسس البصرية في الفن :يعتrrبر العمrrل الفrrني وحrrدة واحrrدة ،ولrrه عناصrrر وأسrrس فنيrrة تحكم بنائrrه ،يطلrrق
عليه التكوين أو التصميم أو البناء الفني ،وهrو القrالب الrذي تصrاغ فيrه العناصrر وتنrدمج لتكمrل بعضrها بعضًrا،
لكي يظهrrر العمrrل الفrrني متماسrrكًا محكمًrا لrrه طابعrrه وأسrrلوبه الخrrاص ،الrrذي يمrrيز الفنrrان ،وهrrذه العناصrrر يسrrعى
الفن rrان إلى تحقيقه rrا في العم rrل الف rrني ،وال rrتي تح rrدد بمجمله rrا مكان rrة العم rrل الف rrني جماليًr rا ،ومن ه rrذه العناص rrر
البصرية هي:
21
في الثق rrل تحسrrها العين ،فترتrrاح إلى توازنه rrا ،ويك rrون هrrذا التrrوازن أحيان ًrا في الكتrrل وأحيان ًrا في الف rrراغ،
وغالبًا ما يكون التوازن بين الكتل ،ومجموع الفراغات ،وحسب الفنان المنفذ للعمل الفني ،والذي له تأثير
كبrrير على التrrوزان بالعمrrل الفrrني ،وخrrير مثrrال على التrrوازن لعبrrة (السيسrrو) ونقطrrة االرتكrrاز الrrتي يلعبهrrا
األطفال.
ج .االنسجام :ويعrrني دمج العناصrrر الفنيrrة المكونrrة للتصrrميم مrrع بعضrrها ،أي تrrآلف هrrذه العناصrrر وتجمعهrrا في
عالقrrة واحrrة وصrrفات مشrrتركة ،ويقrrع على عrrاتق الفنrrان عمrrل التوافrrق المناسrrب بين هrrذه العناصrrر ،خالل
تنفيrrذ التصrrميم الفrrني ،بحيث ال يكrrون أحrrد العناصrrر شrrاذًا بشrrكله ولونrrه ،وتتعrrايش هrrذه العناصrrر دون أن
يطغى احrrدها على األخrrر ،ألن العين تنفrrر من العناصrrر المتنrrافرة ،وغrrير المتكاملrrة ،ومثrrال على ذلrrك لrrون
صارخ ضمن عمل فني هادئ الخطوط.
د .نقطOOة التركOOيز(مركOOز السOOيادة) :وهي النقطrrة الrrتي تنطلrrق منهrrا عين المشrrاهد ،للتجrrول في أجrrزاء اللوحrrة ثم
تعrrود اليهrrا ،ألن لكrrل عمrrل فrrني فكrrرة رئيسrrية ،بحيث تكrrون هrrذه النقطrrة أو(النrrواة) ظrrاهرة للعين من أول
نظرة إلى العمrل الفrني ،لكونهrا نقطrة الجrذب الرئيسrية لعين المشrاهد ،ويrتركز فيهrا لب الموضrوع ،وأحيانًrا
تكون السيادة لونية أو خطية أو تقنية ،باستخدام خامة محددة ومميزة.
ه .الحركOة :تعrrني أن العمrrل الفrrني متحرك ًrا و ليس جامrrدًا ،ألن الحركrrة تعrrني الحيrrاة والتطrrور والنشrrاط ،وهي
قيمة جمالية يطمح إليها اإلنسان في حياته اليومية ،وواقعه ،ويظهرهrا في فنrه ،وقrد تكrون الحركrة واضrحة
على األشكال المرسومة ،مثل لوحة سrباق الخيrل ،وقrد تكrون حسrية ،تالحrظ عين المشrاهد الrتي تنسrاب مrع
انسrrياب الخطrrوط واالتجاهrrات في صrrعودها وهبوطهrrا ،والعين هي الrrتي تسrrتجيب لمrrؤثرات اللrrون ،بحيث
تنتقل من لون آلخrر ،حسrب قrوة جrذب تلrك األلrوان ،أو من خالل إظهrار مالمس السrطوح المنفrذة .وكrذلك
فrrإن توزيrrع الكتrrل على أسrrاس البنrrاء الهrrرمي مثًال ،يrrوحي بالرسrrوخ والهrrدوء ،والتوزيrrع المفتrrوح والrrدائري
يوحيان بالحركة.
و .االيقاع :االيقاع موسيقيًا ،هو عبارة عن تواصل بين الفrترات الزمنيrة ،وفواصrل بين الجمrل الموسrيقية ،كمrا
يحrr rددها الموسrr rيقي ،وفي اللوحrr rة الفنيrr rة هrr rو تكrr rرار متنrr rوع ،أو تنويrr rع متكrr rرر يعَّب ر عنrr rه بتكrr rرار النقrr rاط
والخطrrوط المكونrrة لألشrrكال الفنيrrة ،بحيث يrrؤدي إلى تنrrاغم نrrاتج عن الفصrrل بين عناصrrر التصrrميم الفrrني،
بين األش rrكال والخط rrوط والنق rrط والحج rrوم ودرج rrات الل rrون ،حيث تحت rrاج العين للتنق rrل بين عناص rrر العم rrل
الفrrني ،من عنصrrر إلى آخrrر ،ومن لrrون إلى لrrون .وهنrrاك إيقrrاع طrrبيعي موجrrود في الطبيعrrة ،مثrrل زهrrور
النباتات ،وهناك إيقاع صناعي كما في الوحدات الهندسية ،والمباني ،واآلالت ،وصفوف األشجار ،وأعمrrدة
الهاتف .......الخ.
ز .التناسب :وهو إظهار الصفة الرئيسية التي تربط مجموعة من األشrكال ،والنسrب في العمrل الفrني هrو عمrل
مقارنة بين شكليين متشابهين فقط ،أما مفهrوم التناسrب بين ثالثrة أشrكال أو أكrثر من النrوع نفسrه ،من أجrل
ربطها بسمة مشrتركة بينهrا ،ويعتمrد التناسrب على كم األجrزاء وعrددها ،وحجrوم هrذه األجrزاء والمسrاحات
22
المطروحrrة ،واألبعrrاد (األطrrوال) ،وزوايrrا التنفيrrذ لألشrrكال داخrrل العمrrل الفrrني المنفrrذ ،وبعrrد مواقrrع األشrrكال
وقربها.
-5مذاهب الفن أو مدارسه :البد من اإللمام بمدارس الفن كافة ،من أجل معرفة وتحديد األسrrلوب الفrrني الrrذي
يعكس أي عمrr rل فrr rني ،وكrr rذلك البrr rد من المعرفrr rة والثقافrr rة الفنيrr rة ،بأشrr rهر الفنrr rانين العrr rالميين وأعمrr rالهم الفنيrr rة
وإ بrrداعاتهم ،وكيفيrrة تrrأثيرهم على المسrrيرة الفنيrrة االنسrrانية العالميrrة .وكrrذلك دراسrrة تrrاريخ الفنrrون منrrذ الفنrrون
البدائيrrة الحجريrrة حrrتى يومنrrا هrrذا ،ومrrا تخللrrه من عصrrر النهضrrة الrrذهبي والمrrدارس الكالسrrيكية ،والرومانسrrية،
والواقعيrr rة ،واالجتماعيrr rة ،واالنطباعيrr rة ،والتكعيبيrr rة ،والتعبيريrr rة ،والتجريديrr rة ،والسrr rريالية..... ،الخ .ألن هrr rذا
اإللمام يزود الناقد ودارسي الفنون بالمهrارات والخrبرات ،إلدراك العالقrات والخصrائص والمrيزات ،الrتي تمrيز
كrrل مدرسrrة فنيrrة ،ومrrا يمrrيز كrrل مدرسrrة وأسrrلوبها الفrrني عن غrrيره ،من أجrrل إصrrدار الحكم والمقrrدرة الصrrادقة
الدقيقة على أي عمل فني.
الشكل والمضمون :يتكون الشكل في العمل الفني من مجموعة مفردات ،وعناصر متكاملة مترابطة ،وهي -6
عبارة عن المساحات المحاطة باإلطار ،والخطوط واألشكال ،والتكوينات واأللوان ،ومضمون العمل الفrrني
هو تلك األفكrار ،والrرؤى والعواطrف الكامنrة ،في نفس الفنrان ومخيلتrه ،أي هrو حقrائق وقيم ،يصrبو الفنrان
إليصالها للمشاهد ،من خالل العمل الفني .والعمrل الفrني هrو نتrاج لثقافrة الفنrان ،وعقائrده وعاداتrه وتقاليrده،
وفلس rrفته في الحي rrاة والمجتم rrع ال rrذي يعيش في rrه .ومض rrمون اللوح rrة الفني rrة والعم rrل الف rrني ،يع rrبر عن الحب
والسالم والحرب والجمال والطبيعة والمرأة وحياة المجتمع...الخ .والمضrrامين في الفن متعrrددة ومتنوعrrة،
تسمى أنماط المضمون ،والبد للناقد والمشاهد من التعرف عليها ليتمكن من تصrنيف العمrل الفrني وأبرزهrا
وهي:
المضOOمون االجتمOOاعي :يع rrبر عن موض rrوعات تهتم ب rrالتراث ،والتقالي rrد ،والحي rrاة االجتماعي rrة ،والحي rrاة أ-
اليوميrrة للنrrاس ،وهمrrوهم ،مثrrل لوحrrة اسrrماعيل شrrموط (جمrrل المحامrrل) ،ولوحrrة هrrنري دومييrrه (ركrrاب
الدرجrrة الثالثrrة) ،ولوحrrة (جrrامعو فضrrالت الطعrrام) للفنrrان فرانسrrوامييه ،وجميعهrrا تهتم بالحيrrاة اليوميrrة
واالجتماعية للناس.
المضمون الديني :يهتم الفنrrان بالقصrrص الدينيrrة ،كمrrا أبrrدع فنrrانوا عصrrر النهضrrة قصrrص العهrrد القrrديم ب-
والعهد الجديد ،مثل العذراء والمسيح والقديسيين ،وقصص األنبياء ،وكذلك الفنان المسrrلم (كمrrال بهrrزاد)
الذي صور قصص اإلسراء والمعراج ،من أجل تعزيز اإليمان في نفوس المؤمنين.
ج -المضOOمون الفلسOOفي :س rrاد ه rrذا النم rrط ق rrديمًا ،حيث ص rrور ق rrدماء المص rrريين ،وبالد الراف rrدين واإلغري rrق،
فلسفتهم الدينية والحياتية ،التي ظهرت جلية في فنونهم وتماثيلهم ،مثل رسوم المقrrابر والحيrrاة واآلخrrرة عنrrد
الفراعنة ،وكذلك النحت اإلغrريقي ،الrذي عrبر عن األلعrاب األولمبيrة ،إرضrاءًا لأللهrة على جبrل األولمب،
23
وربrrات الجمrrال ،وكrrذلك الفنrrان في بالد الرافrrدين ،الrrذي عrrبر عن اآللهrrة عشrrتار ،وصrrورها وتماثيلهrrا وهي
تمطي األسود ،وكذلك حديثًا لوحة الفنان (غوغان) من نحن؟ من أين أتينا؟ وإ لى اين؟
د-المضمون السياسي :تعrrبر معانيrrة القضrrايا السياسrrية ،وقضrrايا الحريrrة والتحrrرر من االسrrتعمار واالحتالل،
والثrورة ،وضrد الحrروب والrدمار الشrrامل ،مثrل لوحrات كrrل من (بيكاسrrو – جرنيكrrا) ،ولوحrة (ديالكrrروا -
الحرية تقود الشعب) وأعمال الفنانين الفلسطينين ،التي تعبر عن الثورة وظلم االحتالل والمعاناة اليومية.
ه -المض OOمون الجم OOالي :يجب أن يrr rؤثر المضrr rمون الجمrr rالي في كافrr rة األعمrr rال الفنيrr rة ،من أجrr rل تعزيrr rز القيم
الجمالي rrة داخ rrل العم rrل الف rrني ،ومن أج rrل ت rrذوق ه rrذه األعم rrال من قب rrل المش rrاهد ،وال ننس rrى جمالي rrات الخ rrط
العrrربي ،وفن األرابيسrrك االسrrالمي وغيرهrrا ،من أعمrrال الفنrrانين ،مثrrل لوحrrة (المونrrاليزا المشrrهورة للفنrrان
دافنشي) ،التي ما زالت تعبر عن جمال إغريقي بنظrرات تالحقrك ،وابتسrامه غامضrة ،عكسrت جمrال مrؤثر
إلى يومنا هذا في نفوس الناس.
وسائط التشكيل الفني :تعتبر مقدرة الفنان وخبرته في استخدام األدوات والخامrrات وتطويعهrrا خدمrrة للعمrrل -7
الفrrني ،وهي جrrانب مهم جrrدًا في صrrياغة وبنrrاء العمrrل الفrrني ،ومن هنrrا نقrrرأ مقrrدرة ومهنيrrة وكفrrاءة الفنrrان،
إلخراج العمل الفني بأحسن وأجمل حال ،وبمستوى راٍق ُ ،يحوز على استحسان وثناء المشrاهدين .وبمrا أن
وسrrائط التشrrكيل ،تتrrألف من األدوات والخامrrات ،والrrتي لهrrا دور كبrrير في إظهrrار أي عمrrل فrrني بالصrrورة
المطلوبrrة ،وهنrrا يجب أن ال تغفrrل دور الخامrrة المسrrتخدمة ،ألنهrrا الوسrrيط المrrادي في البنrrاء الفrrني ،وتجسrrد
فكرة الموضوع ،حيث أنه على الناقد عند تقديم وقراءة العمل الفني أن اليعامل خامة الصلصrrال مثًال ،كمrrا
يعامل خامة النحاس ،ألن عناصر التصrميم الفrني وأسسrه تكمن ضrمن الخامrة المسrتخدمة ،وهنrا ُأؤكrد على
أن مقدرة الفنان والخامة وتوظيفهrا خدمrة لمضrمون العمrل الفrني ،وتحويلهrا إلى أشrكال جميلrة نافعrة متينrة،
تجعل منه كيانًا ذا معنى ،لها قيمة فنية ،وقوة تعبيرية عالية ،ومثال على ذلك الخزف ذو البريق المعدني.
وبناءًا على هذا فان الحرفية ،أوالفخامة التقنية تعني بالنسبة لنا المنطق ،باستخدام هذه األدوات
والخامات ،والتوافق بين الشيء الفني المنتج وشكله ،والمعنى والوظيفة ،وسيطرة الفنان على األداة ،وفهم
الخامة وخصائصها ،وطريقة التعامل معها ،من أجل اإلبداع واإلخراج الفني ،بشكل جيد وجميل ،وعكس
ذلك يكون العمل الفني مهتزًا ضعيفًا ،شكًال ومضمونًا ،وهنا البد من أحكام عناصر التكوين ،ووحدة
الموضوع ،خدمة للعمل الفني وإ برازه ،إلرضاء المشاهد وجذبه.
القيم الكامنة :إنطالقًا من أن العمل الفني المنتج بصري ،له ماهية وكينونrrة ،وصrrيرورة تطوريrrة ،مرتبطrrة -8
أساسًا بالقيمة البصرية الفنية التشكيلية باإلنسان المبتكر بذاته االبداعية ،وهذه القيمة الفنية تقوم على أساس
ح rrدس اإلنس rrان وإ نفعاالت rrه ،وتص rrوراته ،وبنيت rrه التفكيري rrة ،وطريق rrة ص rrياغة أش rrكاله وخطوط rrه ،وملونات rrه
وس rrطوحه وخامات rrه ،وتوزي rrع عناص rrره في خط rrوط حركي rrة ،ومالمس كتلي rrة ،وملون rrات مس rrاحية تدريجي rrة،
ومتداخلrr rة ومتجانسrr rة ،في محموالتهrr rا الفنيrr rة .والفكrr rرة الرمزيrr rة للتنrr rاغم واالنسrr rجام والتrr rوازن ،والوحrr rدة
24
العضrrوية مrrا بين الشrrكل والمضrrمون ،في معالجrة تقنيrة تطوريrة ،تفسrrح المجrال للحrدس والخيrال والشrrعور،
ورصد اللحظات الحدسية االنفعالية ،من تعبيرات حّس ية ،إلى مدركات عقلية ،في خصوصrrية تأليفيrrة فرديrrة
ابداعيrrة متمrrيزة عن سrrواها في المجrrال االبتكrrاري المماثrrل .هrrذه القيم البصrrرية مرتبطrrة بقrrدرات االنسrrان،
وأنمrrاط وعيrrه من الواقrrع البيrrئي االجتمrrاعي ،وبمrrا يكتنفrrه من مرئيrrات ،وثقافrrة وجماليrrات ،ينقلهrrا الفrrرد بمrrا
يمتلكrr rه من مكون rrات (وجداني rrة عقلي rrة) ،في سrr rياق منتج rrات فني rrة ،ملبي rrة لمجموعrr rة الحاج rrات البيولوجي rrة،
والنفسية ،والحسية ،والشعورية ،والمدركات العقلية ،ووعي اإلنسان لذاته وحدسه ومكوناته الثقافية.
هن rrا نق rrول ب rrأن القيم الفني rrة الكامن rrة ،هي موق rrف ذاتي مع rrبر عن رغب rrة وال rrتزام إنس rrاني ،يختاره rrا الف rrرد
والفنان والمتفاعلة على تقدير الذات ،والشعور بالرضى ،الختيارها ومزاولrة منتجاتهrا البصrرية ،كممارسrات
عمليrrة متطrrورة باسrrتمرار ،في قيم فنيrrة جماليrrة متجrrددة ،من هنrrا وبعrrد انجrrاز العمrrل الفrrني بعناصrrره الفنيrrة
وأسس rrه ،والبن rrاء الس rrليم ،وتحدي rrد المض rrمون ،وامكاني rrات الفن rrان وقدرات rrه وخبرات rrه وأس rrلوبه ،فعلى الناق rrد أن
يصدر حكمًا يحدد فيه القيم الكامنة في العمل الفني ،ومن أبرز هذه القيم الجمالية (Aesthetic Value(:
القيمة التعبيرية :هي مقدار ما يثيره العمل الفني بالمشاهد من انفعاالت ،كالسرور واالرتياح ،أو الندم ،أو أ.
الحزن ،أو الغضب ،أو الحنين ،وغيرها.
القيمة الفنية :هي البناء الفني السليم القوي المتين ،وجودة االداء السليم للعمل الفني في بناء األشكال. ب.
القيمة االبداعيOة :وهي مقrrدرة الفنrrان على الطروحrrات الحديثrrة ،ومrrا تعكسrrه هrrذه الطروحrrات ،من رصrrانة ج.
واصالة ،وعمق وشمولية ،وربط الفرد والجماعة بالمجتمع والبيئة.
وتتوقف جودة العمل الفني على الخبرة الجمالية الفنية وهي :عند الحrديث في موضrrوع الخrبرة الجماليrة،
يجب أن ال ننس rrى ان الناحي rrة الجمالي rrة ،ت rrدخل في الخ rrبرة اإلنس rrانية ،لتزي rrدها غ rrنى في المع rrنى ،وارتفاعًr rا في
مس rrتوى االس rrتمتاع ،وهن rrا يجب أن نف rrرق بين ن rrوعين من الخ rrبرة الجمالي rrة ،األول :الخOOبرة الفرديOOة ،والثOOاني:
الخبرة النوعية ،والخrrبرة الفرديrrة تحrrدث نتيجrrة تفاعrrل الفrrرد مrrع البيئrrة ،وهrrذا معنrrاه أن الفrrرد يحrrاول أن يشrrكل
البيئ rrة ،ونتيج rrة ه rrذا التفاع rrل يكتس rrب الف rrرد الخ rrبرة الفردي rrة (محم rrد ل rrبيب النجيحي ،1967 ،فلس rrفةالتربية ،ط،2
المكتبة التربوية ،القاهرة ،ص .)659
أما الخبرة النوعيrة فتتعلrق بخrبرة الجنس البشrري ككrل ،أي رصrيد الحضrارات السrابقة المتعاقبrة ،وقrد تبrدأ
الخبرة فردية ،ولكنها تتوارث جيًال بعد جيل (نفس المصدر السابق).
إن االستمتاع الجمالي في معناه الواسع ،يكون في كل خبرة نستمتع بها لذاتها ،وكما يقول (جون ديوي) "أن كل
نشاط عملي يتصrف بالتكامrل ويتحrرك بrدافع داخلي نحrو اإلنجrاز يتصrف بالصrفة الجماليrة" ،وهrذا يعrني أنrه بلrغ
درجة االتقان في العمل الفني.
25
)(John Dewey: 934، Art as Experience، Minton، Balchand.co. New York، P: 39
ويقول (مونروبيردسلي ،1969ص " ،)6بأن الخبرة الجمالية هي خبرة تشكلها الذاتية والموضrrوعية معrrا،
اذا تشتمل مجمل العناصر التي ادركها المشاهدون ،في أعمال الفن خالل فrrترة المشrrاهدة ،باستثناءالعناصrrر غrrير
المرتبطة بذلك العمل الفني".
وعرفها (النير ،)1963أنها "مجمل الخrبرة الفنيrة الشrاملة للفrرد ،في أقrوى حrاالت اسrتجابته للعمrل الفrني،
شrrكًال ومضrrمونًا ،بكافrrة جوانبrrه الوجدانيrrة والذهنيrrة ووالعمليrrة متكاملrrة ،فالقيمrrة الجماليrrة هي مrrا يشrrد المشrrاهد،
ويثير اهتمامه ،فهي كل متكامل ضمن اعمال الفن الجيدة"
-9لغة النقد :هي الوسrrيط بين الناقrrد والمشrrاهد ،لشrrمولها المفrrردات والمصrrطلحات الفنيrrة المتعلقrrة بالعمrrل
الفrrني ومكوناتrrه وخاماتrrه ومضrrامينه .وهrrذا يتطلب من الناقrrد إنتقrrاء مفرداتrrه الفنيrrة ،وكrrذلك المشrrاهد ،والrrذي هrrو
بحاجrrة إلى مفrrردات وتفسrrيرات تناسrrب مسrrتواه الثقrrافي .وتعتrrبر لغrrة النقrrد أداة الناقrrد للتعبrrير عن جميrrع خبراتrrه
ومالحظاتrrه في العمrrل الفrrني ،بطريقrrة واضrrحة سrrليمة مرنrrة ،متقن ًrا بrrذلك إنتقrrاء هrrذه المفrrردات بrrدون مغrrاالة وال
غبن ،من أجrrل أن يrrؤدي دوره بشrrكل جيrrد ومقبrrول .وعلى الناقrrد اسrrتخدام األسrrلوب التكrrاملي بالنقrrد ،لعrrدم تمكنrrه
استخدام أسلوبًا واحدًا ،وذلك خدمة للعملية النقدية من كافة جوانبها الفنية.
كيrrف يrrؤثر النقrrد الفrrني في تطrrوير الفنrrون وتوجيrrه سrrلوك األفrrراد فنيًrا ،وتطrrوير ذوقهم ،من خالل تrrوعيتهم
بص rrريًا وذهنيًr rا ،ولتط rrوير مه rrارات الطالب س rrواء في الم rrدراس أو الجامع rrات ،وتنمي rrة ه rrذه المه rrارات وتعزيزه rrا
وتوجيهها.
ومن أج rrل أن يأخ rrذ ه rrذا النق rrد الف rrني دوره الحقيقي ،ض rrمن ب rrرامج موجه rrة الب rrد من الترك rrيز على المعلم،
والذي بدوره يقوم بتوصيل المهارات الفنية ،والمعلومات ،وتعزيز هذا المعلم ،وعقد دورات له وفق الحاجrrات ،لكي
يقrrوم بrrدوره على أكمrrل وجrrه ،وهنrrا يحضrrرنا قrrول (هيجrrل)" ،ليس جميًال إال مrrا يجيrrد تعبrrيره في الفن بوصrrفه خلق ًrا
روحي ًrا ،وال يسrrتأهل الجمrrال الطrrبيعي هrrذا االسrrم اال في نطrrاق عالقتrrه بrrالروح" (هيجrrل ،1980:المrrدخل إلى علم
الجمال ،ترجمة جورج طرابيشي ،دار الطليعة ،بيروت ط 3ص.)8
وهذا ما يجب أن نركز عليه ،من أجل خلق أجيال مثقفًة فنيًا لديها ذوق فني ،ألن الشعور بالجمال والفنrون
واالهتمrrام بهrrا ،ينم عن روح طيبrrة وخrrيرة وثمrrة رابrrط بين الجمrrال واألخالق .وبمrrا أن الفن هrrو خلrrق أشrrكال ممتعrrه
جميلة ،فالجمال الناتج عن الفنون هو الشعور الذي تثيره هذه األشكال الفنية في النفس.
26
وحيث أن الخrrبراء والrrتربويون اعتrrبروا النقrrد نهج تعليمي موضrrوعي ،فrrالتعليم هrrو شrrكل من أشrrكال النقrrد
الموضوعي البنrاء ،كrون النقrد أداة الوصrف التحليrل والتفسrير للفن ،من أجrل تبصrير المشrاهد بrالقيم الفنيrة الجماليrة،
واإلبداعية ،والتعبيريrة الكامنrة في األعمrال الفنيrة ،وتثقيrف وتوعيrة األفrراد بمعrاني وتقنيrات الفنrون ،وتrاريخ الفنrون
عrrبر العصrrور ،واألسrrاليب الفنيrrة الحديثrrة والقديمrrة والمتوسrrطة ،والتعريrrف بrrاأللوان والتقنيrrات والخامrrات واألدوات،
وعناصر العمل الفrني ،وأسrس البنrاء الفrني ،من أجrل األخrذ بأيrدي األفrراد لممارسrة الفنrون وتطبيقاتهrا ،وتrذوق هrذه
الفنrrون ،وتrrدريب التالميrrذ والطلبrrة على التحrrدث عن اعمrrالهم الفنيrrة ونقrrدها فنيrrا ،دونمrrا تrrردد او مجاملrrة ،من أجrrل
إحداث خبرة جمالية ،نتيجة الممارسrة الفنيrة لألعمrال الفنيrة ،وكrذلك للمشrاهدات الفنيrة لألعمrال ،والمعrارض الفنيrة،
والتدريب على النقد ،وصفًا وتحليًال وتفسيرًا وإ صدار األحكام بكل ثقة ووعي .وهذا يتطلب إقامة المعrrارض الفنيrrة،
وزيادة المعارض المقامه ،والمتاحف ،واالماكن االثرية التاريخية ،واقترح عمل منهاج فني جمالي لتrrدريب الطالب
عليه وتطبيقه ،ويحتوي هrذا المنهrاج على الrتراث اإلنسrاني ،فيمrا يتعلrق بrالفنون بشrكل عrام ،لمrا يحويrه هrذا الrتراث
من خ rrبرات وتنوع rrات وأس rrاليب ف rrذة عظيم rrة ،نتيج rrة ت rrراكم خ rrبرات البش rrرية ع rrبر الت rrاريخ ،وه rrذا من أج rrل تط rrوير
سrrلوكيات األفrrراد ورفrrدهم بالثقافrrة الجماليrrة ،لالرتقrrاء بهم في كافrrة أنظمrrة التفrrاعالت الحياتيrrة ،وهrrذا يحقrrق تrrوازن
انفعالي ،نتيجة تذوق الفنون ،لخلق تكيف اجتمrاعي للفrرد من خالل الفنrون .وهنrا نؤكrد على النقrد الفrني الrذي يسrتند
إلى الذوق الرفيع ،ومواكبrة الحركrة الفنيrة ،والسrمو بهrا ،لتطrوير األفrراد والمجتمعrات اإلنسrانية ،وتقrدمها حضrاريًا،
من خالل االرتقrrاء بrrذوق اإلنسrrان ومسrrتواه ،ألن النقrrد يسrrعى إلى إعالم وتعليم الجميrrع ،وحrrتى الفنrrانين للفن والقيم
االجتماعية والجمالية وتوحيد المشاعر اإلنسانية داخل المجتمع.
التوصيات:
من أج rrل أن يق rrوم النق rrد الف rrني بال rrدور المطل rrوب ،وعلى أكم rrل وج rrه ،وبفعالي rrة عالي rrة س rrليمة ،وأن يأخ rrذ دوره في
المجتمع ،على الصعيد الفني اقترح ما يلي:
توفير مادة ذات محتوى متكامل يوضح عملية النقد ،وخطواته ،وتطبيقاته ،لتعزيز دور الناقد والمعلم. -1
اقترح عمل مراجعة شاملة ودراسات مستفيضة للنظريrات النقديrة المعروفrة حاليًrا ،وخاصrة في هrذا الrزمن -2
الذي اختلطت به االمور ،ولم تعد األعمال الفنية التقليدية تلقى إعجاب المتلقين.
أن يق rrوم اإلعالم بش rrكل ع rrام بال rrدور المطل rrوب من rrه على الص rrعيد الف rrني ،وفي مج rrال النق rrد الف rrني لتثقي rrف -3
الجمهور بعملية النقد الفني ،وكذلك على االعالم ان يبتعدعن العالقات الشخصية وصناعة النجوم.
اقام rrة المع rrارض الفني rrة وتش rrجيعها ودعم الدول rrة للفن rrون وحث الجمه rrور والطالب على زيارته rrا وك rrذلك -4
التشجيع على زيارة المتاحف واألماكن األثرية ،إلثراء الطالب والجمهور فنيا بشكل عملي حي.
توفrrير الكتب والمراجrrع وأجهrrزة الحاسrrوب والعrrرض االلكrrتروني ،في قاعrrات متخصصrrة الثrrراء التجربrrة -5
النقدية ،ولعرض األعمال الفنية المميزة من التراث اإلنساني قديمًا وحديثًا وعالميًا وعربيًا.
27
تدريب معلموا المدارس لتزويدهم بالمعرفة في ميدان الفنون عالميًا ومحليًا ،من أجل خلق نقد وتذوق فني، -6
وتوفير مrدربين حقيقrيين من خrارج وزارة التربيrة والتعليم ،وتrدريبهم وفrق احrدث الrبرامج ،وآخrر التقنيrات
الفنية الحديثة.
إعداد وتجهيز مؤلفات خاصة بالمصطلحات لمختلف ميادين الفنون. -7
الخالصة:
الشrrك بrrان النقrrد الفrrني سلسrrلة منظمrrة من المواقrrف ،ال تتوقrrف عنrrد قاعrrات المعrrارض أو إحصrrاء اللوحrrات
المعروضة ،إنما هو عملية تتطلب التعمق في دراسة قضايا الفن ،واسrrتيعاب االتجاهrrات النقديrrة المختلفrrة ،واالطالع
على كافrة المسrتجدات الفنيrة ،والمنجrزات الفنيrة عrبر العصrور ،واألسrاليب والمrدارس الفنيrة ،وأن يكrون الناقrد على
دراية بأسس وعناصر الفن ،والمضمون ،والفنان وشخصيته ،واألدوات والخامات ،واللغة التي تالئم المشاهدين.
إن صrrلة النقrrد بrrالفن صrrلة وثيقrrة ،ألن النقrrد يتمحrrور حrrول العمrrل الفrrني ،وينبrrع من التحليrrل والتميrrيز ،ألن
اختالف األسrrاليب والمrrدارس الفنيrrة ،جعrrل هنالrrك فجrrوة بين المشrrاهد والعمrrل الفrrني ،وهنrrا نقrrول التمكن من قrrراءة
األعمال الفنية والتعرف عليها ،من ناحية خصائصها ومعرفة تقنياتها ،والقدرة على التميrيز الفrrني ،بrالتكوين النفسrrي
واالجتمrr rاعي واأليrr rدولوجي للناقrr rد ،باإلضrr rافة إلى قدرتrr rه على اكتشrr rاف االبتكrr rارات الجماليrr rة ،واألفكrr rار الحديثrr rة،
الكتساب الخبرة وتعليم اآلخرين وتوجيههم.
وهنrrا يجب التأكيrrد على كسrrب ثقrrة الجمهrrور ،عنrrدما يتخلى الناقrrد عن الشخصrrنة في النقrrد بشrrكل عrrام ،وفي
البالد العربية بشكل خrاص ،ألن الناقrد في بالدنrا مختلrف تمامrا عن الناقrد في الrدول الغربيrة ،ألن اإلعrداد والتكrوين
والحاضrrنة الفكريrrة والثقافيrrة والفلسrrفية ،وطبيعrrة المرجعيrrات ،مختلفrrة تمامrrا في بالدنrrا ،وال ننسrrى بrrأن الغrrرب ابتكrrر
نظرياتrrه النقديrrة المتصrrالحة والمتفاعلrrة مrrع السrrياقات الثقافيrrة والفنيrrة األخrrرى ،ونحن لألسrrف نفتقrrد هrrذه الحواضrrن.
والمطلوب جراحة كاملة للوضع النقدي بشكل عام ،وذلك بتوفير كrادر نقrدي عrالي الخrبرة والمؤهrل والمعرفrة ،ألن
المشrrهد النقrrدي محrrدود للغايrrة في الواقrrع العrrربي .ونحن مطrrالبين باتخrrاذ خطrrوات لتطrrوير وتجديrrد الثقافrrة العربيrrة،
واالس rrتفادة من األبح rrاث المعاص rrرة ،للقي rrام بال rrدور المطل rrوب بش rrكل جي rrد ومتم rrيز ،وهن rrا نع rrود للمعلم ناق rrل المعرف rrة
والتجربrrة والخrrبرة للطالب ،واالهتمrrام بثقافrrة المعلم وتطrrويره ،للتخلص من األسrrاليب التقليديrrة في تrrدريس الفنrrون،
وتط rrبيق اس rrتراتجيات الت rrدريس الح rrديث ،وممارس rrة النق rrد ،والت rrدريب علي rrه اليص rrال المعرف rrة والمه rrارات بالش rrكل
المطلوب ،البتكار ذوق فني فعال لتحقيق المتعة والسرور لدى الطالب ،نتيجة ممارسة الفنون وتذوقها.
المراجع العربية:
-اسماعيل ،عزالدين ( .)1986األسس الجمالية في النقد العربي ،ط ،2القاهرة ،مصر :دار الفكرالعربي للنشر.
28
.البسيوني ،محمود ( .)1986تربية الذوق الجمالي ،القاهرة ،مصر :دار المعارف -
.البسيوني ،محمود ( .)1994أسرار الفن التشكيلي ،القاهرة ،مصر :عالم الكتب -
.بقشيش ،محمود ( .)1997نقد وابداع ،القاهرة ،مصر :الدار المصرية اللبنانية -
.بهنسي ،عفيف ( .)1997النقد الفني وقراءة الصورة ،ط ،1القاهرة ،مصر :دار الكتاب العربي -
خصاونه ،فاطمة ( .)2010مقاالت النقد التشكيلي األردني في مجلة أفكار األردنية بين عامي - ،2005 -2000
.المجلة األردنية للفنون ،مجلد ،4عدد ،1جامعة اليرموك ،اربد ،األردن
ستولينتز ،جيروم ( .)1981دراسة جمالية وفلسفية ،ط ،2ترجمة :فؤاد زكريا ،بيروت ،لبنان :المؤسسة -
.العربية للدراسات والنشر
-عبدالكريم ،عبدالرحيم ( .)2009القيم الجمالية والتربية ،عمان ،األردن :دار يافا للنشر.
-عرابي ،أسعد ( .)1990النقد الفني بين الشرعية واالدانة ،المركز القومي للثقافة ،مجلة الوحدة ،العدد،70/71
المغرب.
الغامدي ،أحمد ( .)1999دور التذوق الفني في إنماء الثقافة الفنية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،قسم التربية -
.الفنية ،كلية التربية ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،السعودية
طارق ،قزاز ( .)2001طبيعة النقد الفني المعاصر في الصحافة السعودية -دراسة تحليلية ،رسالة ماجستير -
.منشورة ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،المملكة العربية السعودية
.النجيحي ،محمد ( .)1967فلسفة التربية ،ط ،2القاهرة ،مصر :المكتبة التربوية -
-هيجل ( .)1980المدخل الى علم الجمال ترجمة جورج طرابيشي ،ط ،3بيروت ،لبنان :دار الطليعة للنشر.
-وزارة التربية والتعليم األردنية ( .)2006دليل المعلم في التربية الفنية للصف العاشر ،ط ،1عمان ،األردن:
المطبعة الوطنية.
:المراجع االجنبية
29
- Broudy, H. S (1972). Enlightened cherishing: An essay on aesthetic education.
Urbana-Champing: University of Illinois Press.
- Bruaner, J. (1962): On Knowing. Mass, Harvard University, P.120.
- Cromer, Jim. (1990). History Theory and Practice of Art Criticism in Art
Education, National Art Education Association, Reston, Virginia, USA.
- Dickie. (1971). Aesthetics: An institutional. New York: Bobbs- Merrill,
Company.
- Dickie. (1974). Art and the Aesthetics: An institutional analysis. Ithaca:
Cornell University Press.
- Dewey. J (1934). Art as experience. New York: G.P. Putnam’s sons.
- Eisner, E. W. (1965). Toward a new era in art education. Studies in Art
Education, 6 (2), 54-62.
- Feldman. (1967). Art in image and idea .Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.
- Feldman. (1970). Becoming human through art: Aesthetic experience in the
school. Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.
- Hobbs J. & Salome.) 1991). The visual experience, Teachers edition. Worcester,
Mass: Davis Publications.
- Houghton, Mifflin, (1970). The American Dictionary of the English Language.
Boston: Houghton Mifflin Company.
- Lanier. (1963). Schizogenesis in contemporary art education. Studies in art
Education, 5, (1), 10-19.
- McFee, J.K (1970). Preparation for Art, 2nd Edition, BELMONT, CA:
Wodswworth. PP. 236-246.
- McFee, J.K (1977). Art Culture and Art Education, Dubuque, Iowa, USA:
Kendal Hunt Publishing Co.P.95.
30