Professional Documents
Culture Documents
التسويف األكاديمي
أعضاء الفوج :
تعد المرحلة الجامعية إحدى أهم المراحل في حياة الطالب ،حيث يؤثر ويتأثر بالمواضيع حوله و
يتفاعل معها تارة بالسلب و تارة باإليجاب ،و في هذه المرحلة يكون الطالب عرضة لنوازع عديدة
تتراوح ما بين الطموح و اإلقدام و التردد و اإلحجام و التطلع لتجربة حياتية جديدة .و في ظل ما
يشهده عالم اليوم من تغيرات شملت جميع الجوانب ،العلمية منها و االجتماعية ،االقتصادية ،و
حتى السياسية في شتى مجاالت الحياة االمر الذي أدى إلى بروز ظواهر جديدة وسط الساحة
الطالبية .و التقصير في أداء المهام واألعمال األكاديمية هو أحد أبرز السلوكات السلبية و هذا
ما يسميه أخصائيو علم النفس التربوي بالتسويف األكاديمي.
التسويف بصفة عامة هو تأخير ال داعي له بمحض اإلرادة ،تأجيل شيء بالرغم من معرفة أن
عواقبه ستكون غير محبذة.
كما تم تعريفه من قبل الكاتب بيشيل ( ")2013التسويف هو تأجيل غير مبرر إلنجاز عمل
معين بالرغم من معرفة أن هذا التأجيل له أضرار سواء على مستوى العمل نفسه أو على المستوى
المادي و النفسي للشخص الذي يقوم بالتأجيل ")2(.
من بين أنواع التسويف األكثر شيوعا هو التسويف االكاديمي ،يحدث هذا األخير عندما يقوم
توتر وقلقا
الطالب بتأخير إكمال نشاطاتهم ،مهامهم و مشاريعهم ،قد يخلق مثل هذا التسويف ا
ليس له داع لدى األشخاص الذين يحاولون اكمال مهامهم بسرعة قبل الموعد النهائي.
The Institute of Translation & Interpreting
يلجأ أغلب الطلبة إلى التسويف األكاديمي ،و غالبا ما يكون سببه الفرار من القلق و التوتر و
االضطراب الذي يظهر مع بداية المهام المطلوبة أو اتخاذ الق اررات القطعية و كذا تقليل الطالب
من قيمة نفسه و استخفافه بقدراته مما يؤدي إلى انعدام الثقة في الذات ،و هذا يدفعه إلى التأجيل
و عدم إتمام المهام في الوقت المحدد.
كما يرى موناغي ( )2017أن الشعور بالذنب و األزمات النفسية التي تصاحب التسويف تسبب
بإنتاج أكاديمي رديء و ضعيف القيمة العلمية ألن البحث أنجز بهدف التسليم فقط و ليس
لالستفادة من المعلومات و التدقيق و التعمق فيها و صب االهتمام الكافي عليها و مراجعتها.
كما يفضل صب جام التركيز على الوقت و الجودة و ليس الكم و العدد ،بدءا باألصعب بالنسبة
للذات ألن ذلك يدفع الطالب إلى بذل مجهود أكبر في العمل خاصة عندما يكون في حالة توازن
و تفاؤل و طاقته كبيرة ألنه عادة ما تستنفذ الطاقة تدريجيا مع مرور الوقت .و يترك األسهل
لألخير ألنه مألوف بالنسبة للمخ و ال يجده صعبا أو معقدا أو متعبا أو ممال.
The Institute of Translation & Interpreting
يعتبر االنضباط هو أهم االستراتيجيات لتجنب التسويف ،بدءا بوضع قائمة الواجبات مع تحديد
الفترة المفروض إنجازها خاللها ألن إدارة الوقت و تنظيمه و معرفة كيفية التعامل معه هو الخطوة
الرئيسية لتجنب المماطلة في أداء للعمل.
كما أن للبيئة و المحيط تأثير كبير على نفسية الطالب و بالتالي على قدراته المعرفية ،لذلك على
الشخص أن يكون محاطا بالطاقة اإليجابية و األمل و التحفيز و اإللهام ،مبتعدا كل البعد عن
األشخاص المتشائمين و المحبطين للمعنويات .أما بالنسبة للبيئة ،فيفضل أن يختار الطالب مكانا
مرتبا و هادئا بعيدا عن الضوضاء و كل ما يفصله عن واقع دراسته ،يبعث الطمأنينة و يكون
منسجما مع ذوقه و يريح نفسيته و ذلك لتفادي السرحان و التشتت و اإللهاء و االهتمام بأمور
غير الدراسة.
باإلضافة إلى مكافأة الذات أو ما يسمى بالرشوة الذاتية التي تعتبر استراتيجية مفيدة للتحفيز على
العمل حتى لو كانت مكافأة بسيطة مثال :سأخرج للتجول في الخارج بعد أن أدرس لمدة نصف
ساعة أو ساعة ،سأكافئ نفسي إذا تحصلت على نتيجة مرضية على هذا البحث الذي أعمل
عليه.
أيضا ،تحديد فترات راحة كل مدة للترفيه عن النفس و إخراجها من جو الجدية و التركيز كمشاهدة
التلفاز ،أو محادثة مع االصدقاء أو قضاء مدة محدودة على وسائل التواصل االجتماعي
و من المتاح كذلك استعمال تقنية (بومودورو) أو قاعدة الـ 10دقائق عند مواجهة صعوبة في
البدء ،أوال اختيار مهمة محددة ،مثل ثالث صفحات للقراءة أو "سأقضي 10دقائق للقراءة دون
توقف".
The Institute of Translation & Interpreting
في نهاية 10دقائق ،سيتم مالحظة إلى أي مدى تم تطبيق هذه القاعدة و مدى تأثيرها لالبتعاد
عن التسويف.
و من الممكن حمل بطاقات تعليمية و دفاتر ومواد و دروس أخرى لالستفادة اكثر من الوقت
المفتوح كقراءة المالحظات و مراجعتها أثناء انتظار الحافلة ،أو ركوب السيارة ،أو الوقوف في
الصف ،إلخ.
رأينا في هذا المقال أن التسويف األكاديمي مشكل شائع يعاني منه الناس بشكل عام و الطلبة
يفضلون تأجيل القيام بأعمالهم األكاديمية إلى وقت الحق و ذلك
الجامعيين بشكل خاص حيث ّ
راجع إلى عدة أسباب ذكرنا منها تضخيم المهام و الخوف من الفشل و ضعف الحافز و غيرها .و
نتيجة لذلك يعتاد الطالب على تجنب إنهاء المهام مما قد يؤدي إلى انخفاض ثقته بنفسه و زيادة
فرص إصابته باإلحباط و التوتر .كما عرضنا مجموعة من الحلول التي قد تفيد الطالب على
تجاوز هذه العادة.
و في الختام ،يمكن القول أن هذه الظاهرة النفسية قد اجتاحت الساحة الطالبية بكثرة ما قد يدفع
الطالب في نهاية المطاف إلى الشعور باليأس و عدم القدرة على اكمال العمل ،يقول بن يامين
فرانكلين" :ربما قد تتأخر لكن الوقت لن يفعل ".و هذا ما يضعنا أمام أهمية الدورات التوعوية حول
ماهية التسويف األكاديمي و مخاطره و آثاره على النفس من جهة و على األداء األكاديمي من
جهة أخرى .فلربما "سنة من اآلن ...قد تتمنى لو أنك بدأت اليوم" -كارن المب .-و قد يتم
القضاء على هذه الظاهرة من خالل التعاون و التكاثف بين الطالب و باقي أفراد األسرة الجامعية
و كذا تعزيز الرؤية المستقبلية و التخطيط المسبق لدى الطالب.
The Institute of Translation & Interpreting
قائمة المراجع
-Academic procrastination and its characteristics: A Narrative Review .(2020-12-28). Future of Medical
Education Journal. Retrieved from
https://fmej.mums.ac.ir/article_9049.html#:~:text=Savari%20reported%20prevalence%20of%20procrastinat
ion,%2C%20projects%2C%20and%20assignments%20unnecessarily. (View date 25/11/2021)