You are on page 1of 26

‫)التعريب ودوره في جودة التعليم العالي(‬

‫مرتبط بمحور )اللغة العربية ومؤسسات التعليم العالي‪ /‬التدريس باللغة العربية في‬
‫جميع التخصصات الواقع والمأمول(‬
‫إعداد‪ /‬د‪.‬سليمان بن سيف الغتامي‬

‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أص‪,,‬بح من المس‪,,‬لم ب‪,,‬ه أن العالق‪,,‬ة بين التنمي‪,,‬ة والتعليم الع‪,,‬الي عالق‪,,‬ة جوهري‪,,‬ة‪ ،‬وأن األداة‬
‫الرئيس‪,‬ة لتقوي‪,,‬ة ه‪,,‬ذه العالق‪,‬ة هي اللغ‪,‬ة األم ال‪,,‬تي يتخ‪,‬اطب به‪,‬ا أبن‪,,‬اء المجتم‪,,‬ع الواح‪,‬د‪ ،‬األم‪,,‬ر ال‪,‬ذي‬
‫يم ّكنهم من التف ‪,,‬اهم والتفك ‪,,‬ير‪ ,‬ألج ‪,,‬ل اإلب ‪,,‬داع وال ‪,,‬رقي‪ .‬ومن النعم الك ‪,,‬برى ال ‪,,‬تي حظيت به ‪,,‬ا األم ‪,,‬ة‬
‫العربي ‪,,‬ة وح ‪,,‬دة اللغ ‪,,‬ة ال ‪,,‬تي بفض ‪,,‬لها ك ‪,,‬ان للع ‪,,‬رب فض ‪,,‬ل على األمم األخ ‪,,‬رى في علومه ‪,,‬ا‪ ،‬وعلى‬
‫أساس‪,,‬ها ك‪,,‬ان ُينظ‪,,‬ر إلى األم‪,,‬ة العربي‪,,‬ة على أنه‪,,‬ا من‪,,‬ارة ُيهت‪,,‬دى به‪,,‬ا‪ .‬ولق‪,,‬د أثبت الت‪,,‬اريخ أن اللغ‪,,‬ة‬
‫العربية ق‪,‬ادرة على التكي‪,‬ف م‪,‬ع الحض‪,‬ا ارت الس‪,‬ابقة والمعاص‪,,‬رة لتفي‪,‬د منه‪,‬ا م‪,‬ا يم ّكن أبناءه‪,‬ا من‬
‫المش‪,,‬اركة في البن‪,,‬اء العلمي والحض‪,,‬اري‪ .‬والمتأم‪,,‬ل في واق‪,,‬ع أمتن‪,,‬ا العربي‪,,‬ة الي‪,,‬وم يج‪,,‬د أنه‪,,‬ا تخلت‬
‫عن مج‪,, , ,‬دها ‪،‬واكتفت بالفت ‪,, , ,‬ات من منج ازت الحض ‪,, , ,‬ارة الحديث ‪,, , ,‬ة‪ ،‬واستس‪,, , ,‬لمت لعيش الكف‪,, , ,‬اف‪،‬‬
‫وأض‪,,,‬حت مس‪,,,‬تهلكة في جمي‪,,,‬ع ش‪,,,‬ؤونها معتم‪,,,‬دة في ذل‪,,,‬ك على م ‪,,‬ا يتفض ‪,,‬ل ب ‪,,‬ه اآلخ ‪,,‬رون عليه‪,,,‬ا‪،‬‬
‫ولعمري ما ذلك إال نتيج‪,‬ة حتمي‪,,‬ة لتخليه‪,,‬ا عن لغته‪,,‬ا األم‪ .‬وله‪,‬ذا ب‪,,‬ات من الض‪,‬روري ت‪,‬دارك ه‪,‬ذا‬
‫األم‪,,,‬ر قب‪,,,‬ل اس‪,,,‬تفحاله‪ ،‬وقب‪,,,‬ل أن يتس‪,,,‬ع الخ‪,,,‬رق على ال ارق ‪,,‬ع‪ ،‬حيث أص ‪,,‬بح من األهمي ‪,,‬ة بمك‪,,,‬ان‬
‫ترس‪,,‬يخ التفك‪,,‬ير العلمي في أذه‪,,‬ان األجي‪,,‬ال العربي‪,,‬ة المقبل‪,,‬ة عن طري ‪,‬ق‪ ,‬ربط‪,,‬ه باللغ‪,,‬ة األم‪ ،‬األم‪,,‬ر‬
‫الذي يحفـز على اإلبداع واالبتكار‪,.‬‬
‫ومم‪,,‬ا ال ريب في‪,,‬ه أن الع‪,,‬الم الي‪,,‬وم يعيش ت‪,,‬دافعا لغوي‪,,‬ا بين ال‪,,‬دول في ظ‪,,‬ل العولم‪,,‬ة‪ ،‬وفي‪,‬‬
‫ظ‪,,,‬ل الرغب‪,,,‬ة األكي‪,,,‬دة في س‪,, ,‬بق التق‪,,,‬دم العلمي وتص‪,, ,‬ديره لآلخ ‪,,‬رين؛ وق‪, ,‬د‪ ,‬أدركت ه‪,, ,‬ذه ال‪,,,‬دول أن‬
‫الوس‪,,‬يلة إلى ه‪,,‬ذا ه‪,,‬و اس‪,,‬تخدام اللغ‪,,‬ة األم‪ ،‬ل‪,,‬ذا تكتلت ح‪,,‬ول لغاته‪,,‬ا‪ ،‬ومن هن‪,,‬ا نش‪,,‬هد –على س‪,,‬بيل‬
‫المث ‪,,‬ال‪ -‬ص ارع الفرنكفوني ‪,,‬ة من أج ‪,,‬ل البق ‪,,‬اء في وج ‪,,‬ه اللغ ‪,,‬ة اإلنجليزي ‪,,‬ة‪ ،‬ومناض ‪,,‬لة البرتغالي ‪,,‬ة‬
‫واألس‪,,‬بانية لالس‪,,‬تم ارر في أمريك‪,,‬ا الالتيني‪,,‬ة وفي‪ ,‬المحاف‪,,‬ل الدولي‪,,‬ة‪ ،‬ومحاول‪,,‬ة الروس‪,,‬ية البق‪,,‬اء في‬
‫خضم اللغات المحلية واألجنبية بعد تفكك االتحاد السوفيتي‪ .‬وتتخ‪,,‬ذ دول ه‪,,‬ذه اللغ‪,,‬ات إلى نش‪,,‬رها‬

‫‪1‬‬
‫كافة السبل‪ ،‬وشتى الطرق‪ ،‬فقد يكون ع‪,‬بر معاه‪,‬د تعليم اللغ‪,‬ات المنتش‪,‬رة في ال‪,‬دول المختلف‪,‬ة‪ ،‬أو‬
‫ع‪,,‬بر وس‪,,‬ائل اإلعالم من خالل الب ارمج الجاذب‪,,‬ة بش‪,,‬تى أنواعه‪,,‬ا‪ ،‬أو ع‪,,‬بر م‪,,‬ا تقدم‪,,‬ه تل‪,,‬ك ال‪,,‬دول‬
‫من منح د ارس ‪,, ,‬ية للدارس ‪,, ,‬ين في جامعاته ‪,, ,‬ا‪ ،‬أو ع ‪,, ,‬بر الق ‪,, ,‬وة االقتص ‪,, ,‬ادية وم ‪,, ,‬ا تحمل ‪,, ,‬ه بض ‪,, ,‬ائعها‪,‬‬
‫االس‪,,‬تهالكية بأنواعه‪,,‬ا من دعاي‪,,‬ة للغاته‪,,‬ا‪ .‬إن ه‪,,‬ذا الت‪,,‬دافع اللغ‪,,‬وي كفي‪,,‬ل ب‪,,‬أن يط‪,,‬رح تس‪,,‬اؤال مهم‪,,‬ا‪،‬‬
‫وه ‪,,‬و ه ‪,,‬ل تس ‪,,‬تطيع اللغ ‪,,‬ة العربيةالمض ‪,,‬ي ق ‪,,‬دما في مواكب ‪,,‬ة تط ‪,,‬وارت ه ‪,,‬ذا العص ‪,,‬ر‪ ،‬والوق ‪,,‬وف في‬
‫مصاف اللغات العالمية؟ وهل يناضاللعرب كغيرهم‪ ,‬من أجل نشر لغتهم؟ وهل الجه‪,,‬ود‪ ,‬المبذول‪,,‬ة‬
‫حالي‪,‬ا من المج‪,‬امع اللغوي‪,‬ة وجهات‪,‬التعريب وغيره‪,‬ا تكفي لنص‪,‬رة اللغ‪,‬ة العربي‪,‬ة واظهاره‪,‬ا‪ ,‬للع‪,‬الم‬
‫في ظ ‪,,‬ل ت ازي ‪,,‬د غ ‪,,‬ير الع ‪,,‬رب لتعلم اللغةالعربي ‪,,‬ة‪ ،‬ووج ‪,,‬ود‪ ,‬العدي ‪,,‬د من الجامع ‪,,‬ات األجنبي ‪,,‬ة ال ‪,,‬تي‬
‫تدرس اللغة العربية في أقسامها؟‪ ,‬وهل يمكنللتعريب أن يؤدى دوار‪ ,‬فاعال في بق‪,‬اء اللغ‪,‬ة العربي‪,,‬ة‬
‫شامخة كعهدها؟‬

‫م‪,,‬ا نخلص إلي‪,,‬ه في ه‪,,‬ذه المقدم‪,,‬ة أن اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة هي الحض‪,,‬ن ال‪,,‬روحي للع‪,,‬رب جمي ع‬
‫البر بها رعايتها والنهوض بها بجميع الوس‪,‬ائل‪ .‬ومن أهم ه‪,‬ذه الوس‪,‬ائل تع‪,‬ريب‬ ‫ا‪ ،‬وان من باب ّ‬
‫التعليم الج ‪,,‬امعي؛ لم ‪,,‬ا ل ‪,,‬ه من دور‪ ,‬في حماي ‪,,‬ة اللغ ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة‪ ،‬واس ‪,,‬تم‪ ,‬ارره ‪,,‬ا متدفق ‪,,‬ة العط ‪,,‬اء عن‬
‫طري ‪,, ,‬ق نق‪,, ,‬ل العل ‪,, ,‬وم إليه ‪,, ,‬ا‪ ،‬والتعليم والت ‪,, ,‬أليف به ‪,, ,‬ا‪ ،‬وجعله ‪,, ,‬ا الرك ‪,, ,‬يزة في التعام ‪,, ,‬ل الرس ‪,, ,‬مي في‬
‫المؤسس ‪,,‬ات الحكومي ‪,,‬ة والقط ‪,,‬اع الخ ‪,,‬اص‪ ،‬ح ‪,,‬تى تتهي ‪,,‬أ ه ‪,,‬ذه اللغ‪,,‬ة ألن تك ‪,,‬ون لغ‪,,‬ة البحث والتفك ‪,,‬ير‪,‬‬
‫والكتابة في المستقبل القريب كما كانت في سالف عهدها‪.‬‬
‫العالقة بين اللغة العربية والتعريب والتعليم‬ ‫‪-2‬‬
‫للغـة األم دور مهـم فـي بنـاء شخصـية الفـرد مـن مختلـف زواياهـا‪ ،‬األمـر الـذي يـؤدي‬
‫إلـى تجانس أف ارد المجتمع الواحد في التوجهات والرؤى‪ ,‬نحو التوحد والمصير‪ ,‬واآلمال‬
‫المشتركة‪ .‬واللغة األم هـي المعبـر الـذي يتحـول عـن طريقـه المجتمـع مـن التخلـف إلـى التقـدم‪،‬‬
‫ومـن الجمـود إلـى االنطالق‪ .‬وليست اللغة مجرد وسيلة اتصال بين األف ارد لقضاء شؤون‬
‫توحد‬
‫حياتهم‪ ،‬بل هي أخطر من ذلك‪ ،‬إنها اربطة تشد أف ارد المجتمع بعضهم‪ ,‬إلى بعض‪ّ ،‬‬
‫أفكارهم‪ ،‬وتحدد‪ ,‬رؤاهم‪ ،‬وهي العمود الفقـري لتقويـة انتمـائهم‪ ,‬إلـى ثقافـة واحـدة )طعيمـة‬
‫والناقـة ‪ .(45 :2009،‬وهـي أداة نقـل األفكـار والخب ارت من جيـل إلـى رخـر) ( ‪Chejne,‬‬
‫‪ ،1969: 22‬وتعـزز اللغـة قـيم المجتمـع وهويتـه‪ ،‬وتقـوي العالقات االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫وتش ّكل العواطف‪ .‬واللغة هي المعرفة التي تمثل عامال رئيسـا فـي عـالم التنافسـات‪ ,‬اليـوم‪ ،‬حيـث‬
‫تـؤدي‪ ,‬دوار كبيـ ار فـي التخاطـب بـين ماليـين البشـر عبـر تقنيـات االتصـال الحديثـة‪ ،‬وعلـى‬

‫‪2‬‬
‫أرسـها شـبكة المعلومـات)‪ .(Kilgour, 1999‬وهـي كمـا يصـفها جـدوت ‪Jadwat, 1987: –(5‬‬
‫‪ (4‬أعظم هدية من اهلل لبنـي البشـر‪ ،‬وأنهـا تمثـل المعرفـة والمهـارة والسـلوك والعادة والهدف‪.‬‬

‫ولق‪,,‬د أدركت كث‪,,‬ير من ال‪,,‬دول في العص‪,,‬ر ال ارهن أهمي‪,,‬ة لغته‪,,‬ا األم في ه‪,,‬ذه المج‪,,‬االت‬
‫‪،‬فحرص‪,,‬ت على جعله‪,,‬ا األداة الرئيس‪,,‬ة في تربي‪,,‬ة أبنائه‪,,‬ا رغم المص‪,,‬اعب ال‪,,‬تي تواجهه‪,,‬ا في س‪,,‬بيل‬
‫ذلك ‪،‬ككثرة حروفها األبجدية‪ ،‬مثل اليابان والصين‪ ،‬أو تعدد لغاتها ولهجاته‪,‬ا‪ ,‬كالوالي‪,‬ات‪ ,‬المتح‪,,‬دة‬
‫األمريكي‪,,‬ة‪ ،‬أو إحي‪,,‬اء لغ‪,,‬ة ميت‪,,‬ة ك‪,,‬إس ارئي‪,,‬ل‪ .‬وم‪,,‬ا ذل‪,,‬ك إال عن اقتن‪,,‬اع‪ ,‬ه‪,,‬ذه ال‪,,‬دول ب‪,,‬أن أي‪,,‬ة أم‪,,‬ة ال‬
‫يمكن أن تنجح في تنميته‪,,,‬ا إال بلغته ‪,,‬ا األم‪ .‬ومن ال ‪,,‬دالئل التاريخي ‪,,‬ة ال ‪,,‬تي تؤك ‪,,‬د اهتم ‪,,‬ام الش ‪,,‬عوب‬
‫بلغاته ‪,,‬ا‪ ،‬م ‪,,‬ا أوص ‪,,‬ى ب ‪,,‬ه ال ‪,,‬زعيم الفيتن ‪,,‬امي هوش ‪,,‬ي مين ‪,,‬ه ش ‪,,‬عبه ق ‪,,‬ائال "ح ‪,,‬افظوا‪ ,‬على ص ‪,,‬فاء اللغ ‪,,‬ة‬
‫الفيتنامية‪ ،‬كما تحافظون‪ ,‬على صفاء عي‪,‬ونكم‪ .‬تجنب‪,‬وا وبعن‪,‬اد‪ ,‬أن تس‪,‬تعملوا‪ ,‬كلم‪,‬ة أجنبي‪,‬ة في مك‪,‬ان‬
‫بإمك‪,,‬انكم‪ ,‬أن تس‪,,‬تعملوا في‪,,‬ه كلم‪,,‬ة فيتنامي‪,,‬ة"‪ ،‬وق‪,,‬د أك‪,,‬د الفيلس‪,,‬وف كونفوش‪,,‬يوس أهمي‪,,‬ة اللغ‪,,‬ة عن‪,,‬دما‬
‫س‪,,‬أله مل‪,,‬ك الص‪,,‬ين عن كيفي‪,,‬ة إص‪,,‬الح مملكت‪,,‬ه‪ ،‬بقول‪,,‬ه‪" :‬اب‪,,‬دأ بإص‪,,‬الح اللغ‪,,‬ة" )عيس‪,,‬ى والمط‪,,‬وع ‪،‬‬
‫‪.(53 – 52 :1988‬‬
‫وكون اللغة العربية إحدى اللغات‪ ،‬فهي تمثل اربطا عضويا‪ ،‬وهمزة وصل بين ماضي‬
‫األم ‪,,‬ة وحاض ‪,,‬رها‪ ,‬ومس ‪,,‬تقبلها‪ ،‬ويش ‪,,‬ير س ‪,,‬ليمان) ‪ (Suleiman, 1994: 4‬إلى أن اللغ ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة‬
‫بالنسبة إلى القومي‪,,‬ة العربي‪,,‬ة بمثاب‪,‬ة اله‪,,‬واء ال‪,,‬ذي يتنفس‪,‬ه الع‪,‬رب‪ ،‬والم‪,‬اء الض‪,,‬روري لحي‪,,‬اتهم‪ .‬وال‬
‫غ‪,,,‬رو في ذل‪,,,‬ك‪ ،‬فهي اللغ‪,,,‬ة األم لألقط‪,,,‬ار العربي‪,,,‬ة‪ ،‬وهي أداة الق ‪,,‬ررن الك ‪,,‬ريم المعج ‪,,‬زة الخال‪,,,‬دة‪،‬‬
‫كونه ‪,,‬ا لغ ‪,,‬ة البي ‪,,‬ان ال ‪,,‬دال على عبقري ‪,,‬ة اإلنس ‪,,‬ان ‪.‬وق ‪,,‬د انتش ‪,,‬رت اللغ ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة س ‪,,‬ريعا كم ‪,,‬ا انتش ‪,,‬ر‬
‫اإلسالم في أنحاء بقاع العالم‪ ،‬وتستخدم‪ ,‬اللغة العربية لغة رسمية ألكثر من اثنين وعشرين دولة‬
‫إسالمية عبر العالم‪ ،‬واعترفت به‪,,‬ا هيئ‪,,‬ة األمم المتح‪,,‬دة لغ‪,,‬ة عالمي‪,,‬ة بت‪,,‬اريخ ‪ 18‬ديس‪,,‬مبر ‪1973‬م‪،‬‬
‫وعرف هذا اليوم ب‪,‬اليوم‪ ,‬الع‪,‬المي للغ‪,‬ة العربي‪,‬ة ال‪,‬ذي أعلنت‪,‬ه منظم‪,‬ة اليونس‪,‬كو‪ ,‬ع‪,‬ام ‪ ،1999‬وي‪,‬أتي‪,‬‬
‫تحدي‪,‬د ي‪,‬وم من ك‪,‬ل ع‪,‬ام لالحتف‪,‬ال باللغ‪,‬ة األم من منطل‪,‬ق أهمي‪,‬ة ك‪,‬ل لغ‪,‬ة للمتح‪,‬دثين به‪,‬ا‪ ،‬وفي ه‪,‬ذا‬
‫الصدد ورد عن األمم المتحدة قولها‪" :‬تعد اللغات هي الوس‪,‬يلة المثلى للتف‪,‬اهم المتب‪,‬ادل والتس‪,‬امح‪،‬‬
‫ويعت‪,,‬بر احت ارم كاف‪,,‬ة اللغ‪,,‬ات العام‪,,‬ل األساس‪,,‬ي لض‪,,‬مان العيش المش‪,,‬ترك في س‪,,‬الم للمجتمع‪,,‬ات‬
‫وكافة أف اردها دون استثناء" )الرياض ‪.(2010،‬‬
‫وتمتاز‪ ,‬اللغة العربية بكث‪,‬ير من المقوم‪,‬ات ال‪,‬تي تؤهله‪,‬ا لتربي‪,‬ة جي‪,‬ل من المتعلمين متس‪,‬لح‬
‫بملكة اإلبداع والتم‪,‬يز‪ ،‬والمس‪,‬اهمة في دف‪,‬ع عجل‪,‬ة التق‪,‬دم العلمي الع‪,‬المي‪ .‬ومن ه‪,‬ذه المقوم‪,‬ات م‪,‬ا‬
‫ي‪,, ,‬ذكره م ارد) ‪ – (1987‬بأنه‪,, ,‬ا تمت‪,, ,‬از بث ارء مفرداته‪,, ,‬ا وأس‪,, ,‬اليبها ‪،‬األم‪,, ,‬ر ال‪,, ,‬ذي يجعله‪,, ,‬ا قابل‪,, ,‬ة‬
‫إلنج ‪,,‬اح عملي ‪,,‬ة التع ‪,,‬ريب في التعليم الع ‪,,‬الي‪ ،‬والوف ‪,,‬اء بحاج ‪,,‬ات ه ‪,,‬ذا العص ‪,,‬ر‪ ،‬فق ‪,,‬د ثبتت على م ‪,,‬ر‬

‫‪3‬‬
‫الت ‪,,‬اريخ في وج ‪,,‬ه المح ‪,,‬اوالت ال ‪,,‬تي اس ‪,,‬تهدفتها‪ .‬وتش ‪,,‬ير أيض ‪,,‬ا الل ‪,,‬واتي) ‪ (381 , ,:2010‬إلى ه ‪,,‬ذه‬
‫الممي ازت بقولها‪:‬‬
‫"من المعروف أن اللغة العربية قد أثبتت قدرتها الفائقة على حمل أرقى‪ ,‬م‪,,‬ا توص‪,,‬لت إلي‪,,‬ه معرف‪,,‬ة‬
‫اإلنس‪,, ,‬ان‪ ،‬ب‪,, ,‬ل وك‪,, ,‬انت ال ارئ‪,, ,‬د ألك‪,, ,‬ثر وأص‪,, ,‬عب مج‪,, ,‬االت المعرف‪,, ,‬ة حين دخوله ‪, ,‬ا‪ ,‬أوس‪,, ,‬ع حرك‪,, ,‬ة‬
‫إنتاج معرفي‪ ,‬غزير أثناء الحضارة العربية اإلسالمية"‪.‬‬
‫للتعريب بأسس علمية سليمة تمكنت من ٍ‬
‫ولقد مرت اللغة العربية عبر القرون المختلف‪,,‬ة باختب‪,,‬ا ارت عدي‪,,‬دة أثبتت من خالله‪,,‬ا أنه‪,,‬ا‬
‫ق‪,,‬ادرة على مواكب‪,,‬ة المس‪,,‬تجدات‪ ،‬فق‪,,‬د اس‪,,‬توعبت ه‪,,‬ذه اللغ‪,,‬ة بداي‪,,‬ة المخ‪,,‬زون الفك‪,,‬ري الهائ‪,,‬ل لل‪,,‬دين‬
‫اإلس‪,,‬المي والعل‪,,‬وم‪ ,‬المرتبط‪,,‬ة ب‪,,‬ه‪ ،‬نجم عن ك‪,,‬ل ذل‪,,‬ك عش ارت اآلالف من المص‪,,‬طلحات الجدي‪,,‬دة‬
‫المرتبط ‪,,‬ة به ‪,,‬ذه العل ‪,,‬وم‪ .‬كم ‪,,‬ا اس ‪,,‬توعبت عل ‪,,‬وم األمم المتقدم ‪,,‬ة على الع ‪,,‬رب في العص ‪,,‬ر األم وي‬
‫وأوائ‪,,‬ل العص‪,,‬ر العباس‪,,‬ي‪ ،‬وهي الف‪,,‬رس‪ ،‬وال‪,,‬روم‪ ،‬والهن‪,,‬ود‪ ,،‬واإلغري‪,,‬ق‪ ،‬فك‪,,‬انت بح‪,,‬ق خ‪,,‬ير المعين‬
‫في نق ‪,,‬ل تلك ‪,,‬العلوم‪ ,‬إلى الحض ‪,,‬ا ارت الالحق ‪,,‬ة‪ .‬ويؤك ‪,,‬د الي ‪,,‬افي) ‪ (1984‬ه ‪,,‬ذه الحقيق ‪,,‬ة في مع ‪,,‬رض‬
‫حديثه عن اهتمامالمسلمين ب‪,‬العلم‪ ،‬حيث ي‪,‬ذكر أن ه‪,‬ذا االتج‪,‬اه جع‪,‬ل ص‪,‬فوة الن‪,‬اس الموه‪,‬وبين من‬
‫الش‪,,‬عب تس‪,,‬عى "إلىتجمي‪,,‬ع ت ارث الش‪,,‬عوب األخ‪,,‬رى من ص‪,,‬ين وف‪,,‬رس ويون‪,,‬ان‪ ,‬والى الحث على‬
‫ترجمت‪,, ,‬ه ونقل‪,, ,‬ه إلى اللغةالعربي‪,, ,‬ة‪ ،‬فص‪,, ,‬انوا‪ ,‬بعملهم ذل‪,, ,‬ك الت ارث ال‪,, ,‬ذي ك‪,, ,‬ان معرض ‪, ,‬ا‪ ,‬للتبع‪,, ,‬ثر‬
‫والض‪,,,‬ياع وس‪,,,‬عوا لنش‪,,,‬ره وتنظيمهوتمثل‪,,,‬ه والزي‪,,,‬ادة في‪,,,‬ه م‪,,,‬ا أمكنتهم الزي ‪,,‬ادة من ث ‪,,‬اقب فهم‪ ،‬ومن‬
‫تج ‪,, ,‬ارب جدي ‪,, ,‬دة‪ ،‬ومن كش ‪,, ,‬وف طريف ‪,, ,‬ة امتألت بها الكتب والمؤلف ‪,, ,‬ات‪ .‬وه ‪,, ,‬ذا جلي عن ‪,, ,‬د تص ‪,, ,‬فح‬
‫سجالت الت‪,‬اريخ وان ح‪,‬اول بعض المتنطعين المتعص‪,‬بين من الغرب‪,‬يين واألمريك‪,‬يين أن يحجب‪,‬وا‬
‫تلك المآثر‪ ،‬وأن يطمس‪,‬وا‪ ,‬تل‪,‬ك المك‪,‬ارم"‪ .‬وبه‪,‬ذا يمكن الق‪,‬ول إن اللغ‪,‬ة العربي‪,‬ة لغ‪,‬ة متج‪,‬ددة تجم‪,‬ع‬
‫بين الق‪,, , ,‬ديم والح‪,, , ,‬ديث في رن واح‪,, , ,‬د‪ ،‬حيث عاص‪,, , ,‬رت في الغ‪,, , ,‬رب اليوناني‪,, , ,‬ة والالتيني‪,, , ,‬ة ‪ ،‬كم‪,, , ,‬ا‬
‫عاص‪,,‬رت في الش‪,,‬رق السنس‪,,‬كريتية والفارس‪,,‬ية‪ ،‬واس‪,,‬تطاعت االس‪,,‬تم ارر إلى الي‪,,‬وم بم‪,,‬ا تمتلك‪,,‬ه من‬
‫خصائص متنوعة ‪.‬‬
‫وت‪,,‬أتي النهض‪,,‬ة التعليمي‪,,‬ة الحديث‪,,‬ة في ال‪,,‬دول العربي‪,,‬ة لتض‪,,‬يف مهم‪,,‬ة أك‪,,‬بر للغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪،‬‬
‫وهي مش ‪,,‬اركتها في دف ‪,,‬ع عجل ‪,,‬ة التق ‪,,‬دم في خض ‪,,‬م العل ‪,,‬وم الحديث ‪,,‬ة المتس ‪,,‬ارعة ال ‪,,‬تي تكتب بلغ ‪,,‬ات‬
‫أخرى‪ ،‬لذا ال ب‪,,‬د أن تك‪,,‬ون هي لغ‪,,‬ة التعليم في جمي‪,‬ع مؤسس‪,‬اته‪ ،‬وق‪,‬د ال يت‪,,‬أتى ذل‪,,‬ك في مؤسس‪,‬ات‪,‬‬
‫التعليم الع‪,,,‬الي إال من خالل تع‪,,,‬ريب العل‪,,,‬وم المختلف‪,,,‬ة ال‪,,,‬تي تفي ‪,,‬دها األم ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة من الحض‪,,,‬ارة‬
‫الحديثة ‪.‬‬

‫فما المقصود بالتعريب؟‬

‫‪4‬‬
‫أورد خليف ‪,,‬ة) ‪ (226 ,,:1997‬تعريف ‪,,‬ا للتع ‪,,‬ريب‪ ،‬وج ‪,,‬اء في ‪,,‬ه‪ ":‬التع ‪,,‬ريب أو اإلع ارب في‬
‫اللغ ‪,,‬ة معناه ‪,,‬ا واح ‪,,‬د‪ ،‬ه ‪,,‬و اإلبان ‪,,‬ة أو اإلفص ‪,,‬اح‪ ،‬يق ‪,,‬ال‪ :‬أع ‪,,‬رب فالن عن لس ‪,,‬انه وع ‪,,‬رب؛ أي أب ‪,,‬ان‬
‫وأفصح ‪.‬وتعريب اللفظ األعجمي ه‪,‬و أن تتف‪,‬وه ب‪,‬ه الع‪,‬رب على مناهجه‪,‬ا‪ ،‬تق‪,‬ول‪ :‬عربت‪,‬ه الع‪,‬رب‪،‬‬
‫وأعربت ‪,,‬ه أيض ‪,,‬ا ‪ ،‬والمع ‪,,‬رب ه ‪,,‬و م ‪,,‬ا اس ‪,,‬تعملته الع ‪,,‬رب من األلف ‪,,‬اظ الموض ‪,,‬وعة لمع ‪,,‬ان في غ ‪,,‬ير‬
‫لغتها"‪ .‬والتعريب يلجأ إليه في النقل عندما ال توج‪,,‬د كلم‪,,‬ة عربي‪,‬ة ت‪,‬ترجم‪ ,‬به‪,‬ا الكلم‪,,‬ة األعجمي‪,‬ة أو‬
‫يش‪,,‬تق منه‪,,‬ا اس‪,,‬م أو فع‪,,‬ل‪ ،‬أو ينحت منه‪,,‬ا نحت‪ ،‬وه‪,,‬و به‪,,‬ذا يم‪,,‬دنا بكث‪,,‬ير من المص‪,,‬طلحات‪ ,‬العلمي‪,,‬ة‬
‫الحديثة التي ال نستغني عنها في النهضة العلمية )خليفة ‪ .(227 :1997،‬والتعريب‪ ,‬في أبسط‬
‫صوره من الناحية التعليمية" يعني‪ :‬استخدام اللغة العربي‪,,‬ة في جمي‪,,‬ع م ارح‪,,‬ل التعليم وفي البحث‬
‫العلمي لمساعدة الدارسين على الفهم واالستيعاب" )الحاج ‪(2009،‬‬

‫ولكي تسهل عملية التعريب يتخذ علماء العربية في تعريب الكلمات الجديدة أساليب‬
‫متعددة ‪،‬يذكرها الجندي) ‪ (116-115 :2003‬مرتبة حيث تبدأ من قياس الكلمة على كالم‬
‫العرب إليجاد معنى لها؛ كقياس زناد البندقية على الزناد المستخدم إلشعال النار باالحتكاك‬
‫ثم االستفادة من‬
‫‪،‬ومروار باالشتقاق‪ ،‬مثل كلمة "حاسوب"‪ ,‬على وزن فاعول الذي هو من اآللة‪ّ ،‬‬
‫النحت‪ ،‬وهو تكوين كلمة من عدة ألفاظ‪ ،‬مثل "البرمائيات"‪ ,،‬وفي حال عدم التمكن باألساليب‬
‫السابقة‪ ،‬فاللجوء إلى التعريب عن طريق‪ ,‬إقامة اللفظ األجنبي على وزن عربي بالنقل أو‬
‫الزيادة‬
‫أو القلب‪ ،‬مثل كلم‪,‬ة "ورش‪,‬ة"‪ ,‬أص‪,‬لها" ‪ ،"Workshop‬وكلم‪,‬ة تقني‪,‬ة‪ ،‬من" ‪ ،"Technology‬وي‪,‬أتي‬
‫االعتم‪,,‬اد على ال‪,,‬دخيل كاألس‪,,‬لوب أخ‪,,‬ير‪ ،‬ويع‪,,‬ني‪ ,‬إدخ‪,,‬ال اللف‪,,‬ظ األجن‪,,‬بي كم‪,,‬ا ه‪,,‬و دون تغي‪,,‬ير‪ ،‬مث‪,,‬ل‬
‫الهيدروجين‪ ،‬واليوارنيوم‪.‬‬
‫وفي ض‪,, ,‬وء ه‪,, ,‬ذه المع‪,, ,‬ايير ال‪,, ,‬تي تت‪,, ,‬وافر في اللغ‪,, ,‬ة العربي‪,, ,‬ة بش‪,, ,‬كل يم ّكنه‪,, ,‬ا من التع‪,, ,‬ريب‬
‫لمس ‪,,,‬ايرة العص ‪,,,‬ر الح ‪,,,‬ديث‪ ،‬ي ‪,,,‬رى الجن ‪,,,‬دي) ‪ (109 , , -106 , , :2003‬أن الوض‪,, ,‬ع ال ارهن للغ ‪,,,‬ة‬
‫العربي‪,,‬ة‪ ،‬يس‪,,‬ير إلى األم‪,,‬ام ال إلى الخل‪,,‬ف‪ ،‬وه‪,,‬و به‪,,‬ذا يب ّش‪,‬ر بخ‪,,‬ير‪ .‬ومن دالئ‪,,‬ل ه‪,,‬ذا التق‪,,‬دم ظه‪,,‬ور‬
‫العدي ‪,,‬د من المج ‪,,‬امع اللغوي ‪,,‬ة‪ ،‬والهيئ ‪,,‬ات العلمي ‪,,‬ة‪ ،‬ومؤسس ‪,,‬ات التع ‪,,‬ريب كجمعي ‪,,‬ة "لس ‪,,‬ان الع ‪,,‬رب"‬
‫مواكبة للعصر‪ ،‬وأداة للت‪,,‬دريس في الجامع‪,,‬ات‪،‬‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬والجمعيات المهتمة بجعل اللغة العربية ِ‬
‫وأقرب مثال على ذلك الجامعات السورية‪ ،‬وم‪,,‬ا له‪,,‬ا من دور في تع‪,,‬ريب العل‪,,‬وم‪ ،‬وي‪,,‬ورد‪ ,‬الجن‪,,‬دي‬
‫نفسه )ص ‪ (107‬أن أحد األطباء الس‪,‬وريين وه‪,‬و ال‪,‬دكتور‪ ,‬م‪,,‬أمون الش‪,‬فقة ي‪,‬ذكر أن اللغ‪,‬ة العربي‪,,‬ة‬
‫ل ‪,, ,‬ديها ث ارء في األلف ‪,, ,‬اظ‪ ،‬فق ‪,, ,‬د يوج ‪,, ,‬د أحيان ‪,, ,‬ا أك ‪,, ,‬ثر من كلم ‪,, ,‬ة عربي ‪,, ,‬ة واح ‪,, ,‬دة مالئم ‪,, ,‬ة لترجم ‪,, ,‬ة‬
‫المعربون في اختيار المناسب منها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المصطلح األجنبي‪ ،‬فيحتار‪,‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -3‬التعريب وجودة التعليم العالي‬
‫العملية التعليمية في مفهومه‪,‬ا الع‪,‬ام هي تفاع‪,‬ل بين مرس‪,‬ل ومس‪,‬تقبل في مض‪,‬مون رس‪,‬الة‬
‫معين ‪,,‬ة تنتق ‪,,‬ل بينهم ‪,,‬ا ع ‪,,‬بر وس ‪,,‬يلة معين ‪,,‬ة‪ .‬وتع ‪,,‬د اللغ ‪,,‬ة أهم وس ‪,,‬ائل‪ ,‬االتص ‪,,‬ال بين أط ارف العملي ‪,,‬ة‬
‫التعليمية‪ ،‬وكلم‪,,‬ا ك‪,,‬انت ه‪,,‬ذه اللغ‪,‬ة موح‪,‬دة في م‪,,‬دلوالتها وعناص‪,‬رها‪ ,‬بين المش‪,‬تركين في الموق‪,,‬ف‬
‫التعليمي كانت عملية االتصال أكثر نجاحا سواء أكانت عن طريق االستماع أم التح‪,,‬دث‪ ،‬أم ال‪,,‬ق‬
‫ارءة أم الكتاب ‪,, ,‬ة‪ .‬وبمق ‪,, ,‬دار فهم الموق‪, , ,‬ف‪ ,‬التعليمي المعتم ‪,, ,‬د على وض ‪,, ,‬وح أداة االتص ‪,, ,‬ال يتوق‪,, , ,‬ف‬
‫تحصيل الطلبة‪ ،‬وقدرتهم‪ ,‬على اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫ومن هن‪,,‬ا يمكن الق‪,,‬ول إن اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة من الوس‪,,‬ائل المهم‪,,‬ة في الموق‪,‬ف‪ ,‬التعليمي كونه‪,‬ا‪,‬‬
‫لغ‪,,‬ة الط ‪,,‬الب ال‪,,‬تي ألفه‪,,‬ا من ‪,,‬ذ نعوم‪,,‬ة أظف ‪,,‬اره‪ ،‬واس‪,,‬تمرت‪ ,‬مع ‪,,‬ه في م ارحل‪,,‬ه ال‪,,‬د ارس ‪,,‬ية المختلف ‪,,‬ة‪،‬‬
‫وبه ‪,,‬ذا ه ‪,,‬و أق ‪,,‬در على التفك ‪,,‬ير به ‪,,‬ا من غيره ‪,,‬ا‪ ،‬وبالت ‪,,‬الي ينبغي أن تك ‪,,‬ون أيض ‪,,‬ا هي اللغ ‪,,‬ة ال ‪,,‬تي‬
‫يدرس بها في مرحلته الجامعية التي تكون مناط االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫ومن المالح ‪,, , ,‬ظ أن التعليم الج ‪,, , ,‬امعي في عص ‪,, , ,‬رنا الح ‪,, , ,‬الي اعتم ‪,, , ,‬د على لغ ‪,, , ,‬ات أجنبي ‪,, , ,‬ة‬
‫مختلف‪,,‬ة ‪،‬وابتع‪,,‬د عن الت‪,,‬دريس باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة لغ‪,,‬ة الط‪,,‬الب الع‪,,‬ربي‪ ,‬األم‪ ،‬وك‪,,‬ان في ه‪,,‬ذا مخ‪,,‬اطرة‬
‫هم‬
‫ومغامرة مع األجيال الناشئة‪ ،‬حيث أصبح المتعلم العربي يتحمل همين في العملية التعليمي‪,,‬ة‪ّ ،‬‬
‫وهم الم‪,, ,‬ادة العلمي‪,, ,‬ة ال‪,, ,‬تي ينبغي أن يجتازه‪, ,‬ا‪ ,‬بإتق‪,, ,‬ان ليص‪,, ,‬ل إلى‬
‫اللغ‪,,,‬ة الجدي‪,, ,‬دةالتي ي‪,, ,‬درس به‪,,,‬ا‪ّ ،‬‬
‫مرحلة اإلبداعواالبتكار والمشاركة في بناء مستقبل أمته‪ .‬وي‪,,‬رى ص‪,,‬ف ارط‪,,‬ة) ‪ (91 ,:1985‬أن‬
‫وج ‪,,‬ود‪ ,‬العلم بلغةأجنبي ‪,,‬ة يول ‪,,‬د ح ‪,,‬اج از بين ‪,,‬ه وبن األم ‪,,‬ة‪ ،‬والوص ‪,,‬ول‪ ,‬إلي ‪,,‬ه ال يتم إال ب ‪,,‬إ ازل ‪,,‬ة ه ‪,,‬ذا‬
‫الح‪,,‬اجز وه‪,,‬و إتق‪,,‬ان تلكاللغ‪,,‬ة األجنبي‪,,‬ة‪ ،‬وق‪,,‬د ال يتي ّس‪,‬ر‪ ,‬ه‪,,‬ذا للجمي‪,,‬ع إال لفئ‪,,‬ة مح‪,,‬دودة في المجتم‪,,‬ع‪،‬‬
‫وتظل الشريحة الكبرىمعزولة عن المشاركة في التقدم الحضاري‪ ,‬بسبب هذا الحاجز‪.‬‬
‫والمتأم ‪,,‬ل في واق ‪,,‬ع الدارس ‪,,‬ين في مؤسس ‪,,‬ات التعليم الع ‪,,‬الي يج ‪,,‬د أن المعان ‪,,‬اة من ض ‪,,‬عف‬
‫التحص‪,,‬يل العلمي ي‪,,‬زداد يوم‪,,‬ا بع‪,,‬د رخ‪,,‬ر‪ ،‬ومن بين أس‪,,‬بابه اللغ‪,,‬ة المس‪,,‬تخدمة في الت‪,,‬دريس‪ .‬ويؤك‪,,‬د‬
‫علم نفس اللغة أن التعليم باللغة األم أيسر ذهنيا من استخدام لغة أجنبي‪,,‬ة‪ ،‬ك‪,,‬ون مفه‪,,‬وم المص‪,,‬طلح‬
‫األجن ‪,,‬بي يم ‪,,‬ر بترجم ‪,,‬ة س ‪,,‬ريعة إلى اللغ ‪,,‬ة األم‪ ،‬وفي ه ‪,,‬ذه العملي ‪,,‬ة ت ‪,,‬رد احتم ‪,,‬االت الخط ‪,,‬أ والس ‪,,‬هو‬
‫والخل‪,‬ل في الفهم ال‪,‬دقيق للم‪,‬دلول‪ ،‬ومن هن‪,‬ا ك‪,‬ان التعليم باللغ‪,‬ة األم أس‪,‬رع في الفهم‪ .‬وق‪,‬د أج‪,‬ريت‬
‫العدي‪,,‬د من ال‪,,‬د ارس‪,,‬ات ال‪,,‬تي تؤك‪,,‬د تف‪,,‬وق الطلب‪,,‬ة الدارس‪,,‬ين باللغ‪,,‬ة األم عن الدارس‪,,‬ين بلغ‪,,‬ة أجنبي‪,,‬ة‬
‫لمادة معينة‪ .‬وال يع‪,‬ني ذل‪,‬ك أن ال‪,‬د ارس‪,‬ة باللغ‪,‬ة األم ال تحت‪,‬اج إلى ج‪,‬د واهتم‪,‬ام‪ ،‬فلغ‪,‬ة الكتاب‪,‬ة في‬
‫أي ‪,,‬ة لغ ‪,,‬ة مثال تختل ‪,,‬ف عن لغ ‪,,‬ة التح ‪,,‬دث‪ ،‬وله ‪,,‬ذا ي ‪,,‬رى جاس ‪,,‬كيل ‪ ()Gaskell , 1998: 1‬أن ك ‪,,‬ل‬
‫شخص بإمكانه التحدث بلغت‪,‬ه األم في حيات‪,‬ه اليومي‪,‬ة‪ ،‬ولكن ال يس‪,‬تطيع ك‪,‬ل ش‪,‬خص إتق‪,‬ان الكتاب‪,‬ة‬
‫حسب قواعدها الصحيحة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وبن‪,, ,‬اء علي‪,, ,‬ه ي‪,, ,‬رى المؤي‪,, ,‬دون‪ ,‬الس‪,, ,‬تخدام اللغ ‪,,,‬ة األم في التعليم أن اس‪,, ,‬تخدام‪ ,‬لغ‪,, ,‬ة أجنبي‪,, ,‬ة‬
‫كوسيط للتعليم بدال من اللغة األم دليل على تخلف المجتمع‪ ،‬وفقده لهويته وكيانه وس‪,,‬يادته‪ ،‬وك‪,,‬ذا‬
‫الحال عند استخدام اللغة األجنبية في مجال البحث والد ارسات ي‪,‬ؤدي‪ ,‬إلى تط‪,‬ور تل‪,‬ك اللغ‪,‬ة وث‬

‫ارئه‪,,‬ا على حس‪,,‬اب اللغ‪,,‬ة األم )عيس‪,,‬ى والمط‪,,‬وع ‪ .(54 ,:1988،‬وعلي‪,,‬ه ت‪,,‬أتي أهمي‪,,‬ة التع‪,,‬ريب من‬
‫بين الجوانب التي تساعد على التخفيف من مشكلة الض‪,‬عف ال‪,‬د ارس‪,‬ي‪ ،‬واض‪,‬عاف‪ ,‬الهوي‪,‬ة إن لم‬
‫يكن القض‪,,‬اء عليه‪,,‬ا نهائي‪,,‬ا‪ .‬ف‪,,‬التعريب‪ ,‬كم‪,,‬ا يعرف‪,,‬ه الش‪,,‬اوي) ‪ (1983‬ال‪,,‬وارد‪ ,‬في عيس‪,,‬ى والمط‪,,‬وع)‬
‫‪" (51 ,:1988‬اس‪,‬تعمال‪ ,‬اللغ‪,‬ة العربي‪,‬ة لغ‪,‬ة قومي‪,,‬ة في ال‪,,‬وطن الع‪,‬ربي‪ ،‬وفي التعب‪,,‬ير عن المف‪,‬اهيم‪،‬‬
‫وفي التعليم بجميع م ارحله‪ ،‬وفي البحث العلمي وفي‪ ,‬مجاالت العمل وم ارفق المجتمع‪".‬‬
‫كم ‪,,‬ا ت ‪,,‬أتي أهمي ‪,,‬ة التع ‪,,‬ريب علمي ‪,,‬ا في رب ‪,,‬ط الت ارث العلمي الع ‪,,‬ربي‪ ,‬الق ‪,,‬ديم بمس ‪,,‬تجدات‬
‫العلوم الحديثة للنهوض باألم‪,‬ة من جدي‪,,‬د بلغته‪,‬ا القومي‪,,‬ة بش‪,‬كل يم ّكنه‪,,‬ا من خل‪,,‬ق شخص‪,‬ية إبداعي‪,‬ة‬
‫عربي‪,,‬ة تمتل‪,,‬ك الق‪,,‬درة على إنت‪,,‬اج العلم وص‪,,‬ناعة التقان‪,,‬ة‪ ،‬وبالت‪,,‬الي الق‪,,‬درة على المش‪,,‬اركة والتفاع‪,,‬ل‬
‫في بن ‪,, ,‬اء الحض ‪,, ,‬ارة المعاص ‪,, ,‬رة بق ‪,, ,‬الب علمي ح ‪,, ,‬ديث يوص ‪,, ,‬لنا إلى التق ‪,, ,‬دم العلمي‪ ،‬ويجع ‪,, ,‬ل العلم‬
‫بأنواع‪,,‬ه ك‪,,‬الطب والص‪,,‬يدلة وعلم الفل‪,,‬ك – ال‪,,‬ذي تعتم‪,,‬د علي‪,,‬ه األم‪,,‬ة اإلس‪,,‬المية الي‪,,‬وم بدرج‪,,‬ة كب‪,,‬يرة‬
‫في مناسكها التعبدية ‪ -‬في متناول الجميع‪ ،‬وبالتالي يخرجنا من ردهات الثبوت والتقهقر ‪،‬ويج‪,,‬د‬
‫لنا مكانا بارا ز بين الحضا ارت المتقدمة علميا‪ .‬وتمثل هذه الجوانب صلب أهداف التعريب )‬
‫الس‪,,‬يد ‪ .(2010،‬وه‪,,‬اهي األم‪,,‬ة العربي‪,,‬ة الي‪,,‬وم اهتمت باللغ‪,,‬ات األجنبي‪,,‬ة على حس‪,,‬اب لغته‪,,‬ا األم‪،‬‬
‫فم‪,, , ,‬اذا جنت؟ ه‪,, , ,‬ل وص‪,, , ,‬لتإلى مص‪,, , ,‬اف ال‪,, , ,‬دول المتقدم‪,, , ,‬ة؟ ه‪,, , ,‬ل أص‪,, , ,‬بحت تص‪,ّ , , ,‬در‪ ,‬العلم والفك‪,, , ,‬ر‬
‫والتكنولوجيا إلى اآلخرين؟ لو قارنابين‪ ,‬حال األمة العربية اليوم وحالها سابقا لوجدنا أنها عن‪,,‬دما‬
‫تمسكت بلغتها كانت منارة للعالم ‪،‬وقبلة يقصدها المتعلمون من كل مكان‪.‬‬
‫وال يعني هذا إلغاء تعليم اللغات األجنبية واهمالها واالنص ارف عنها نهائيا‪ ،‬بل ال بد‬
‫من الموازن‪,,‬ة في ه‪,,‬ذا المس‪,,‬لك ح‪,,‬تى ال نع‪,,‬زل أنفس‪,,‬نا عن الحض‪,,‬ا ارت األخ‪,,‬رى وثقافاته‪,,‬ا ‪.‬كم‪,,‬ا أن‬
‫تعلم اللغ‪,, ,‬ات األجنبي‪,, ,‬ة ال غ‪,, ,‬نى عن‪,, ,‬ه لحم‪,, ,‬ل ال‪,, ,‬دعوة اإلس‪,, ,‬المية من جه‪,, ,‬ة‪ ،‬واالس‪,, ,‬تفادة مم‪,, ,‬ا عن‪,, ,‬د‬
‫اآلخ ‪,, ,‬رين من عل ‪,, ,‬وم ومع ‪,, ,‬ارف وتج ‪,, ,‬ارب وخب ارت إداري ‪,, ,‬ة وتطبيقي ‪,, ,‬ة يقره ‪,, ,‬ا اإلس ‪,, ,‬الم‪ .‬وأم ‪,, ,‬ر‬
‫العبري‪,,‬ة حين ق‪,,‬ال ل‪,,‬ه‪ " :‬إني ال رمن‬ ‫الرس‪,,‬ول – ص‪,,‬لى اهلل علي‪,,‬ه وس‪,,‬لم‪ – ,‬زي‪,,‬د بن ث‪,,‬ابت أن يتعلم ِ‬
‫يه‪,,‬ودا على كت‪,,‬ابي" فلم يم‪,,‬ر ش‪,,‬هر ونص‪,,‬ف ح‪,,‬تى تعلمه‪,,‬ا‪ ،‬وك‪,,‬ان يق‪,,‬ول‪" :‬فكنت أكتب إلى اليه‪,,‬ود‪،‬‬
‫إلي ق أرت كتابهم" )معروف‪.(78 :1987، ,‬‬ ‫واذا كتبوا ّ‬
‫وتت ازي‪,,‬د الحاج‪,,‬ة إلى التع‪,,‬ريب يوم‪,,‬ا بع‪,,‬د رخ‪,,‬ر ن‪,,‬ظ ار ألن العل‪,,‬وم الحديث‪,,‬ة‪ ،‬وم‪,,‬ا تض‪,,‬يفه‬
‫ك‪,,‬ل ي‪,,‬وم من األدوات والمخترع ‪,,‬ات الجدي‪,,‬دة تتطلب ألفاظ‪,,‬ا كث ‪,,‬يرة له‪,,‬ذه اآلالت واألدوات‪ .‬وع ‪,,‬دم‬
‫القيام بالتعريب يبقينا متخلفين عن اللحاق بالركب المتقدم‪ ،‬والمشاركة في سلم العط‪,,‬اء واإلب‪,,‬داع‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ومن هن‪,,‬ا يؤك‪,,‬د خليف‪,,‬ة)‪ (168 , :1997‬أهمي‪,,‬ة التع‪,,‬ريب بقول‪,,‬ه‪" :‬وتت‪,,‬والى األبح‪,,‬اث والمق‪,,‬االت في‬
‫ه‪,‬ذا المج‪,‬ال لتؤك‪,,‬د جميعه‪,,‬ا ب‪,,‬أن الت‪,,‬دريس الج‪,‬امعي بأي‪,‬ة لغ‪,‬ة غ‪,,‬ير العربي‪,,‬ة‪ ،‬من العوام‪,‬ل األساس‪,,‬ية‬
‫في ضعفنا العلمي والحضاري‪".‬‬
‫ولق‪,,‬د ارف‪,,‬ق التع‪,,‬ريب اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة من‪,,‬ذ نش‪,,‬أتها‪ ،‬وازداد بع‪,,‬د احتكاكه‪,,‬ا باللغ‪,,‬ات األخ‪,,‬رى‬
‫‪،‬وبخاصة عند ظهور‪ ,‬اإلسالم واتساع رقعت‪,,‬ه في دول مختلف‪,,‬ة‪ ،‬وت‪,‬أثره وت‪,,‬أثيره في لغاته‪,‬ا‪ ،‬األم‪,,‬ر‬
‫ال‪,,‬ذي أدى إلى تع‪,,‬ريب الكث‪,,‬ير من الكلم‪,,‬ات ال‪,,‬تي انص‪,,‬هرت في ص‪,,‬ميم اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ ،‬ودخلت في‬

‫كيانه‪,‬ا ‪،‬كم‪,‬ا انتقلت العدي‪,,‬د من كلماته‪,,‬ا إلى اللغ‪,‬ات األخ‪,‬رى‪ .‬وق‪,,‬د ذك‪,‬ر ت‪,,‬ايلور) ‪ (Taylor‬الم‪,‬ذكور‪,‬‬
‫في الع‪,,‬اني والحرق‪,,‬ان والغام‪,,‬دي والكنه‪,,‬ل )د‪.‬ت‪" (3 :‬أن هن‪,,‬اك م‪,,‬ا ال يق‪,,‬ل عن أل‪,,‬ف كلم‪,,‬ة رئيس‪,,‬ية‬
‫عربي ‪,, ,‬ة األص ‪,, ,‬ل في اللغ ‪,, ,‬ة اإلنجليزي ‪,, ,‬ة إض ‪,, ,‬افة على ع ‪,, ,‬دة رالف من الكلم ‪,, ,‬ات المش ‪,, ,‬تقة من ه ‪,, ,‬ذه‬
‫الكلم ‪,,‬ات الرئيس ‪,,‬ة‪ .‬وثلث ه ‪,,‬ذا الع ‪,,‬دد ه ‪,,‬و مص ‪,,‬طلحات فني ‪,,‬ة علمي ‪,,‬ة"‪ ،‬ويض ‪,,‬يف ت ‪,,‬ايلور‪ ,‬ال ‪,,‬وارد‪ ,‬في‬
‫المرج‪,, , ,‬ع نفس‪,, , ,‬ه )ص‪ (4- 3‬أن هن‪,, , ,‬اك ‪ 260‬كلم‪,, , ,‬ة منه‪,, , ,‬ا متداول‪,, , ,‬ة يومي‪,, , ,‬ا‪ ،‬من بينه‪,, , ,‬ا )األم‪,, , ,‬ير‬
‫‪ – Admiral‬الجبر ‪ – Algebra‬القطن ‪ – Cottn‬القهوة ‪ Coffe‬إلى غيره‪,‬ا من الكلم‪,‬ات(‪،‬‬
‫كم‪,, ,‬ا ك‪,, ,‬انت اللغ‪,, ,‬ة العربي‪,, ,‬ة وس‪,, ,‬يلة النتق‪,, ,‬ال كث‪,, ,‬ير من مص‪,, ,‬طلحات الحض‪,, ,‬ارة الفارس‪,, ,‬ية والهندي‪,, ,‬ة‬
‫واإلغريقية إلى اللغة األسبانية ومنها‪ ,‬إلى اإلنجليزية والفرنسية‪.‬‬
‫وت‪,,‬أتي المع‪,,‬اجم العربي‪,,‬ة لتؤك‪,,‬د عملي‪,,‬ة الت‪,,‬أثر والت‪,,‬أثير اللغ‪,,‬وي‪ ،‬وال يتم اكتش‪,,‬اف ذل‪,,‬ك إال‬
‫عنطري‪,,‬ق د ارس‪,,‬تها المتعمق‪,,‬ة واالس‪,,‬تفادة منه‪,,‬ا‪ ،‬وت‪,,‬دريب الطلب‪,,‬ة واألس‪,,‬اتذة على اس‪,,‬تخدامها‪ ،‬وه‪,,‬و‬
‫أمريس‪,,‬اعد على عملي‪,,‬ة التع‪,,‬ريب‪ ،‬إذ الكث‪,,‬ير يجه‪,,‬ل القيم‪,,‬ة العلمي‪,,‬ة له‪,,‬ذه المع‪,,‬اجم؛ فاإلنس‪,,‬ان ‪-‬كم‪,,‬ا‬
‫قي‪,,‬ل‪-‬ع‪,,‬دو م‪,,‬ا يجه‪,,‬ل‪ ،‬ل‪,,‬ذا نج‪,,‬د أن هن‪,,‬اك الكث‪,,‬ير ممن يص‪,,‬فون العربي‪,,‬ة ب‪,,‬العقم زوار وبهتان‪,,‬ا‪ ،‬حيث‬
‫يقولحافظ إب ارهيم في قصيدة له على لسانها‪:‬‬
‫مت َفلم أجزع ِ‬
‫لقول ُعداتي‬ ‫َعِق ُ‬ ‫رموني بِ ُعقم في ال َش ِ‬
‫باب َوليتني‬ ‫ََ‬
‫ِرجاال َوأكفا ء َو ُ‬
‫أدت َبناتي‬ ‫لع ارئسي‪,‬‬ ‫ِ‬
‫لما لَم أجد َ‬
‫لدت َو ّ‬‫َو ُ‬
‫إن حق‪,,,‬ائق التم‪,,,‬ازج اللغ‪,,,‬وي بين العربي‪,,,‬ة وغيره‪,,,‬ا من اللغ ‪,,‬ات ال ت ‪,,‬دع مج ‪,,‬اال للش‪,,,‬ك في‬
‫مرون‪,,‬ة اللغ ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة‪ ،‬وق ‪,,‬درتها‪ ,‬على مس ‪,,‬ايرة التط ‪,,‬ور العلمي في أي وقت‪ .‬ويؤك ‪,‬د‪ ,‬ه ‪,,‬ذه الحقيق‪,,‬ة‬
‫أوردت بعض ‪,,‬هم الل ‪,,‬واتي )‪ (377 ,,:2010‬على النح ‪,,‬و اآلتي‪" :‬يق ‪,,‬ول األلم ‪,,‬اني‬
‫ْ‬ ‫ع ‪,,‬دد من العلم ‪,,‬اء؛‬
‫فريتاغ‪ :‬ليست لغ‪,‬ة الع‪,‬رب أغ‪,‬نى لغ‪,‬ات العلم فحس‪,‬ب‪ ،‬ب‪,‬ل إن ال‪,‬ذين نبغ‪,‬وا في الت‪,‬أليف به‪,‬ا ال يك‪,‬اد‬
‫العد‪ ،‬وان اختالفنا عنهم في الزم‪,,‬ان والس‪,,‬جايا‪ ,‬واألخالق‪ ,‬أق‪,,‬ام بينن‪,,‬ا نحن الغرب‪,,‬اء عن‬
‫يأتي عليهم ّ‬
‫العربية وبين ما ألفوه حجا با ال يتبين ما وارءه إالّ بصعوبة‪ .‬وقال كارلونلينو‪ :‬اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‬
‫تف‪,, ,‬وق س‪,, ,‬ائر اللغ‪,, ,‬ات رون ‪, ,‬ق‪ ,‬ا وغ‪,, ,‬نى‪ ،‬ويعج‪,, ,‬ز اللس‪,, ,‬ان عن وص‪,, ,‬ف محاس‪,, ,‬نها‪ .‬وق‪,, ,‬ال ف‪,, ,‬ان دي‪,, ,‬ك‬

‫‪8‬‬
‫األم‪,,‬ريكي‪ :‬العربي‪,,‬ة أك‪,,‬ثر لغ‪,,‬ات األرض امتي‪,,‬ا از‪ ،‬وه‪,,‬ذا االمتي‪,,‬از من وجهين‪ :‬األول‪ :‬من حيث‬
‫ثروة معجمها‪ .‬والثاني‪ :‬من حيث اس‪,‬تيعابها‪ ,‬ردابها‪ .‬ويق‪,‬ول وليم ورك‪ :‬إن للعربي‪,‬ة لين‪,,‬ا ومرون‪,,‬ة‬
‫يم ّكنانها من التكيف وفقا لمقتضيات العصر‪".‬‬
‫ولتحقيق عملية التعريب‪ ،‬والس‪,,‬ير‪ ,‬به‪,,‬ا نح‪,,‬و األه‪,,‬داف المرج‪,,‬وة‪ ،‬ي‪,,‬رى م ارد) ‪ (1987‬أن‪,,‬ه‬
‫ال ب‪,,‬د من النظ‪,,‬ر إليه‪,,‬ا على أنه‪,,‬ا عملي‪,,‬ة تكاملي‪,,‬ة تتعاض‪,,‬د أط ارف مختلف‪,,‬ة في إنجازه‪,,‬ا‪ ،‬فهي تب‪,,‬دأ‬
‫من ال‪,,‬بيت والش‪,,‬ارع ووس‪,,‬ائل‪ ,‬اإلعالم المختلف‪,,‬ة‪ ،‬والتعليم في كاف‪,,‬ة م ارحل‪,,‬ه ال‪,,‬ذي ي‪,,‬ؤثر ب‪,,‬دوره في‬
‫التعليم العالي بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫‪ -4‬دواعي التعريب ودوافعه وأثره على مستوى التعليم العالي‬
‫تتع‪,,‬دد المش‪,,‬كالت ال‪,,‬تي يع‪,,‬اني منه‪,,‬ا التعليم الج‪,,‬امعي بش‪,,‬تى مس‪,,‬توياته وتخصص‪,,‬اته‪ ،‬ومن‬
‫بين ه‪,,‬ذا المش‪,,‬كالت مش‪,,‬كلة تع‪,,‬ريب التعليم الع‪,,‬الي‪ ،‬حيث ُعق‪,,‬د العدي‪,,‬د من الم‪,,‬ؤتم ارت والن‪,,‬دوات‪،‬‬
‫وط‪,,,‬رحت‪ ,‬العدي‪,, ,‬د من أوارق العم‪,,,‬ل في ه‪,, ,‬ذا الج‪,, ,‬انب بغي‪,,,‬ة الوص‪,, ,‬ول إلى ح ‪,,‬ل له ‪,,‬ذه المش‪,, ,‬كلة أو‬
‫التخفيف منها على أقل تقدير‪ .‬وق‪,‬امت مح‪,‬اوالت في ه‪,‬ذا الج‪,‬انب من بعض الجامع‪,‬ات في ال‪,‬دول‬
‫العربية استهدفت تعريب التخصصات‪ ,‬العلمية كالطب والهندس‪,‬ة والعل‪,,‬وم‪ ،‬م‪,‬ع تخصص‪,‬ات العل‪,‬وم‬
‫اإلنسانية ‪.‬‬
‫وفي ه‪,, ,‬ذا الص‪,, ,‬دد ظه‪,, ,‬رت اتجاه ‪,, ,‬ات مختلف‪,, ,‬ة‪ ،‬بعض ‪,, ,‬ها يؤي ‪,, ,‬د فك ‪,, ,‬رة التع‪,, ,‬ريب في جمي‪,, ,‬ع العل ‪,, ,‬وم‬
‫والتخصص‪,,‬ات‪ ,‬من منطل‪,,‬ق ق‪,,‬درة اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة على االبتك‪,,‬ار واإلب‪,,‬داع في ش‪,,‬تى المج‪,,‬االت‪ ،‬وأن‪,,‬ه‬
‫يس‪,,‬اعد على اس‪,,‬تيعاب أفض‪,,‬ل للمف‪,,‬اهيم العلمي‪,,‬ة‪ ،‬وي‪,,‬وفر‪ ,‬وقت الطلب‪,,‬ة وجه‪,,‬دهم‪ ،‬ويس‪,,‬هم‪ ,‬في إغن‪,,‬اء‬
‫المكتب ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة‪ ،‬ويغ ‪,,‬رس مش ‪,,‬اعر االنتم ‪,,‬اء الق ‪,,‬ومي‪ ،‬بينم ‪,,‬ا ت ‪,,‬رى طائف ‪,,‬ة االقتص ‪,,‬ار على تع ‪,,‬ريب‬
‫العلوماإلنس‪,,‬انية‪ ،‬في حين ال ت‪,,‬ؤمن طائف‪,,‬ة ثالث‪,,‬ة ب‪,,‬التعريب قطع‪,,‬ا‪ ،‬ومن بين حججهم في ذل‪,,‬ك ع‪,,‬دم‬
‫قدرةاللغة العربية على مسايرة العصر‪ ،‬وسيؤدي التعريب إلى التخلف عن الركب الحضاري‪.‬‬
‫وبين اآل ارء المتباين ‪,, ,‬ة في التع ‪,, ,‬ريب تبقى مش ‪,, ,‬كلة ض ‪,, ,‬عف الطالب في الكلي ‪,, ,‬ات العلمي ‪,, ,‬ة‬
‫‪،‬ورغبتهم في االنتق‪,, ,‬ال إلى كلي‪,, ,‬ات إنس‪,, ,‬انية‪ ،‬أو جع‪,, ,‬ل ال‪,, ,‬د ارس‪,, ,‬ة باللغ‪,, ,‬ة العربي‪,, ,‬ة هاجس‪,, ,‬ا ي‪,, ,‬ؤرق‬
‫المس‪,,‬ؤولين‪ ,‬عن التعليم في مؤسس‪,,‬ات التعليم الع‪,,‬الي‪ .‬ففي د ارس‪,,‬ة ق‪,,‬ام به‪,,‬ا عيس‪,,‬ى والمط‪,,‬وع‪ ,‬ع‪,,‬ام‬
‫‪ 1988‬بعن ‪,,‬وان "التع ‪,,‬ريب ومش ‪,,‬كلة اس ‪,,‬تخدام اللغ ‪,,‬ة اإلنجليزي ‪,,‬ة كوس ‪,,‬يلة اتص ‪,,‬ال تعليمي ‪,,‬ة في كلي ‪,,‬ة‬
‫العل‪,,‬وم بجامع‪,,‬ة الك‪,,‬ويت" اتض‪,,‬ح أن من أس‪,,‬باب ض‪,,‬عف الطلب‪,,‬ة في التخصص‪,,‬ات‪ ,‬التربوي‪,,‬ة العلمي‪,,‬ة‬
‫هي اس‪,, ,‬تخدام اللغ‪,, ,‬ة اإلنجليزي‪,, ,‬ة في التعليم‪ ،‬حيث يواج‪,, ,‬ه الطلب‪,, ,‬ة ص‪,, ,‬عوبة في اس‪,, ,‬تيعاب المف‪,, ,‬اهيم‬
‫العلمية‪ ،‬األمر ال‪,,‬ذي يض‪,‬طرهم‪ ,‬إلى ب‪,,‬ذل مزي‪,,‬د من الجه‪,,‬د وال‪,‬وقت‪ ،‬ويعل‪,‬ل أعض‪,,‬اء هيئ‪,,‬ة الت‪,,‬دريس‬
‫تفضيلهم استخدام‪ ,‬اللغة اإلنجليزية في التدريس بأنهم درسوا‪ ,‬بها‪ ،‬فهي أسهل لهم‪ ،‬وأنه ال تتوافر‪,‬‬
‫م ارج‪,,‬ع باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة في مج‪,,‬ال العل‪,,‬وم بص‪,,‬ورة كافي‪,,‬ة‪ ،‬باإلض‪,,‬افة إلى ص‪,,‬عوبة مواكب‪,,‬ة الترجم‪,,‬ة‬
‫‪9‬‬
‫للمطبوع ‪,,‬ات الهائل ‪,,‬ة ال ‪,,‬تي تص ‪,,‬در‪ ,‬باللغ ‪,,‬ات األجنبي ‪,,‬ة‪ ،‬كم ‪,,‬ا أن في ال ‪,,‬د ارس ‪,,‬ة بلغ ‪,,‬ة أجنبي ‪,,‬ة مس ‪,,‬اعدة‬
‫الطلب‪,,‬ة في د ارس‪,,‬اتهم‪ ,‬العلي‪,,‬ا‪ .‬وفي‪ ,‬ض‪,,‬وء ه‪,,‬ذه االتجاه‪,,‬ات ق‪,,‬ام الباحث‪,,‬ان بعم‪,,‬ل ه‪,,‬ذه ال‪,,‬د ارس‪,,‬ة عن‬
‫طري ‪,‬ق‪ ,‬اس‪,,‬تبانة موجه‪,,‬ة للطلب‪,,‬ة‪ ،‬وأخ‪,,‬رى‪ ,‬ألعض‪,,‬اء هيئ‪,,‬ة الت‪,,‬دريس الع‪,,‬رب‪ ،‬وثالث‪,,‬ة ألعض‪,,‬اء هيئ‪,,‬ة‬
‫الت‪,,‬دريس غ‪,,‬ير الع‪,,‬رب‪ ،‬وق ‪,‬د‪ ,‬أظه‪,,‬رت نت‪,,‬ائج ه‪,,‬ذه ال‪,,‬د ارس‪,,‬ة توجه ‪,‬ا‪ ,‬إلى تع‪,,‬ريب العل‪,,‬وم‪ ،‬وأوص‪,,‬ت‬
‫باألخذ بهذا التوجه تدريجيا‪ ،‬وتوفير‪ ,‬اإلمكانات الالزم‪,,‬ة ل‪,,‬ه‪ ،‬والتنس‪,,‬يق‪ ,‬بين الجامع‪,,‬ات العربي‪,,‬ة في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫وفي‪ ,‬ض‪,,‬وء م‪,,‬ا س‪,,‬بق يمكن أن نخلص إلى أن التع‪,,‬ريب قض‪,,‬ية مهم‪,,‬ة ج‪,,‬دا يجب أن تحم‪,,‬ل‬
‫محمل الج‪,‬د في ال‪,,‬دول ال‪,‬ع ربي‪,‬ة وبخاص‪,‬ة على مس‪,,‬توى التعليم الع‪,‬الي‪ ،‬وتظه‪,,‬ر أهميت‪,‬ه من خالل‬
‫أهمية األدوار التي يؤديها‪ ،‬وهي تمثل في الوقت نفسه حجج المؤيدين للتعريب‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقوي‪,, , ,‬ة ع‪,, , ,‬رى التماس‪,, , ,‬ك والتالحم بين أبن‪,, , ,‬اء المجتم‪,, , ,‬ع الواح‪,, , ,‬د من خالل غ‪,, , ,‬رس الهوي‪,, , ,‬ة‪،‬‬
‫واالنتماء الوطني‪ ،‬وفي‪ ,‬هذا ما ال يخفى من خلق قوة علمية ودفاعي‪,‬ة لل‪,,‬وطن‪ .‬فه‪,,‬ا ه‪,,‬و ذا "ه‪,,‬ردر‬
‫األلم‪,, ,‬اني يق‪,, ,‬ول‪" :‬إن لغ‪,, ,‬ة اآلب‪,, ,‬اء واألج‪,, ,‬داد مخ‪,, ,‬زن لك‪,, ,‬ل م‪,, ,‬ا للش‪,, ,‬عب من ذخ‪,, ,‬ائر الفك‪,, ,‬ر والتقالي‪,, ,‬د‬
‫والت‪,,‬اريخ والفلس‪,,‬فة وال‪,,‬دين‪ ،‬وقلب الش‪,,‬عب ينبض في لغت‪,,‬ه‪) "...‬الس‪,,‬يد ‪ .(2010،‬ومن هن‪,,‬ا أص‪,,‬بح‬
‫"التفك‪,,‬ير في مس‪,,‬تقبل اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة قض‪,,‬ية بالغ‪,,‬ة األهمي‪,,‬ة‪ ،‬في الفك‪,,‬ر الع‪,,‬ربي اإلس‪,,‬المي المعاص‪,,‬ر‪،‬‬
‫له‪,,‬ا ص‪,,‬لة وثيق‪,,‬ة بس‪,,‬يادة األم‪,,‬ة العربي‪,,‬ة اإلس‪,,‬المية على ثقافته‪,,‬ا وفكره‪,,‬ا‪ ,،‬وعلى كيانه‪,,‬ا الحض‪,,‬اري‪,،‬‬
‫وعلى حاض‪,,‬رها ومس‪,,‬تقبلها ‪.‬فه‪,,‬ذه )قض‪,,‬ية س‪,,‬يادة( ب‪,,‬المعنى الش‪,,‬امل‪ ،‬وليس‪,,‬ت مج‪,,‬رد قض‪,,‬ية لغوي‪,,‬ة‬
‫وأدبية وثقافية" )التويجري ‪،‬‬
‫‪)2004‬‬
‫ثاني' ''ا‪ :‬إحي‪,, , ,‬اء كن‪,, , ,‬وز الت‪,, , ,‬ارث الع‪,, , ,‬ربي العلمي وربط‪,, , ,‬ه بالعص‪,, , ,‬ر الحاض‪,, , ,‬ر‪ ،‬ورف‪,, , ,‬ده بكث‪,, , ,‬ير من‬
‫المص‪,,‬طلحاتوالمعارف‪ ،‬وبه‪,,‬ذا يظ‪,,‬ل الفك‪,,‬ر الع ‪,,‬ربي متج ‪,,‬ددا‪ ،‬وارف ‪,,‬دا للحض‪,,‬ارة الحديث ‪,,‬ة كم ‪,,‬ا ك‪,,‬ان‬
‫ارفدا للحضارةالغربية‪ ،‬ومصباحا أضاء لها الطريق‪,.‬‬
‫ثالث ''ا‪ :‬إيج ‪,, ,‬اد لغ ‪,, ,‬ة مش ‪,, ,‬تركة بين المتعلمين بلغ ‪,, ,‬ات مختلف ‪,, ,‬ة‪ ،‬وبالت ‪,, ,‬الي‪ ,‬توحي‪, , ,‬د‪ ,‬جه ‪,, ,‬ودهم الفكري ‪,, ,‬ة‬
‫والعلميةوالثقافية‪ ،‬لتكون أكثر ث ارء وفائدة‪.‬‬
‫اربعا‪ :‬توفير ال ارحة النفسية للطلبة الدارسين‪ ،‬واالستعداد للتحصيل بعيدا عن التهيب من ش‪,,‬بح‬
‫اللغ‪,,‬ات األجنبي‪,,‬ة‪ ،‬وبه‪,,‬ذا نحق‪,,‬ق ديم‪,,‬ق ارطي‪,,‬ة التعليم‪ ،‬حيث يص‪,,‬بح متاح‪,,‬ا للجمي‪,,‬ع دون تم‪,,‬يز فئ‪,,‬ة‬
‫على أخرى‪ ،‬أو أحقيتها في التعليم من منطق إتقانها لغة أخرى‪.‬‬
‫خامس' ''ا‪ :‬يس‪,, , ,‬اعد تع‪,, , ,‬ريب التعليم على االس‪,, , ,‬تق ارر النفس‪,, , ,‬ي للدارس‪,, , ,‬ين عن‪,, , ,‬دما يتلق‪,, , ,‬ون العل‪,, , ,‬وم‬
‫والمع‪,,‬ارف في بل‪,,‬دانهم دون الحاج‪,,‬ة إلى االغت ارب‪ ،‬وم‪,,‬ا يتبع‪,,‬ه من مش‪,,‬كالت ع‪,,‬دم التكي‪,,‬ف في‬

‫‪10‬‬
‫المجتمع ‪,, ,‬ات الجدي ‪,, ,‬دة ‪،‬ن ‪,, ,‬ظ ار الختالف الطب ‪,, ,‬اع والقيم والس ‪,, ,‬لوكات‪ ،‬إض ‪,, ,‬افة إلى أن اس ‪,, ,‬تق رار‬
‫الدارس‪,,‬ين في بل‪,,‬دانهم ل‪,,‬ه م‪,,‬ردود‪ ,‬اقتص‪,,‬ادي‪ ,‬على المجتم‪,,‬ع‪ ،‬حيث ال تض‪,,‬طر‪ ,‬ك‪,,‬ل دول‪,,‬ة دف‪,,‬ع رس‪,,‬وم‬
‫ال‪,,‬د ارس‪,,‬ة خ‪,,‬ارج ح‪,,‬دودها‪ ،‬كم‪,,‬ا أن‪,,‬ه يحمى المجتم‪,,‬ع من اس‪,,‬تن ازف العق‪,,‬ول وهجرته‪,‬ا‪ ,‬عن‪,,‬دما تج‪,,‬د‬
‫هذه العقول إغ ارءات من الدول األخرى‪.‬‬
‫وفي‪ ,‬المقابل هناك من ال يرى داعيا للتعريب‪ ،‬ويمكن بيان حججهم‪ ،‬وتفنيدها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن اس ‪,,‬تخدام اللغ ‪,,‬ة األجنبي ‪,,‬ة ه ‪,,‬و موض ‪,,‬وع ع ‪,,‬المي تنتهج ‪,,‬ه دول الع ‪,,‬الم‪ ،‬ومن هن ‪,,‬ا ال خ ‪,,‬وف على‬
‫الهوي‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ .‬ويمكن ال‪,,‬رد على ه‪,,‬ؤالء أن الكث‪,,‬ير من ال‪,,‬دول ازداد حرص‪,,‬ها على لغته‪,,‬ا كونه‪,,‬ا‬
‫أساس التماسك االجتماعي‪ ،‬وتوطين المعرفة ونشرها بين أف ارده‪,,‬ا‪ ،‬وم‪,,‬ا ذل‪,,‬ك إال لخوفه‪,,‬ا على‬
‫ضياع هوية أبنائها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬يؤدي التعريب إلى ضعف الطلبة في اللغة األجنبية‪ ،‬وبالتالي عدم قدرتهم‪ ,‬على مواكب‪,,‬ة التق‪,,‬دم‬
‫العلمي الع ‪,,‬المي‪ ،‬ومواص ‪,,‬لتهم‪ ,‬ال ‪,,‬د ارس ‪,,‬ات العلي ‪,,‬ا‪ .‬ويمكن ال ‪,,‬رد على ه ‪,,‬ذه الحج ‪,,‬ة أن تعلم اللغ ‪,,‬ات‬
‫األجنبية ال يتنافى مع التعريب‪ ،‬بل هو مطلوب لالطالع على ما عن‪,‬د اآلخ‪,‬رين بش‪,,‬رط أال يك‪,,‬ون‬
‫على حساب اللغة األم‪.‬‬
‫التع‪,,,‬ريب يحت‪,, ,‬اج إلى وقت‪ ،‬وال مج‪,,,‬ال للتق‪,,,‬دم العلمي لالنتظ‪,, ,‬ار في ظ‪,, ,‬ل ع‪,, ,‬دم وج‪,, ,‬ود اإلمكان‪,,,‬ات‬ ‫‪-3‬‬
‫المتاح‪,,‬ة مادي‪,,‬ا وبش‪,,‬ريا للتع‪,,‬ريب‪ ،‬وبالت‪,,‬الي الت‪,,‬أخر عن ال‪,,‬ركب الحض‪,,‬اري‪ ,.‬ويمكن ال‪,,‬رد على ه‪,,‬ذه‬
‫الحجة بأن التعاون بين الدول والمؤسسات‪ ,‬كفيل بحل هذه المشكلة‪.‬‬
‫أن تعريب الكتب العلمية يفقدها قيمتها‪ ,‬العلمي‪,,‬ة‪ ،‬وأن الت‪,,‬أليف وص‪,,‬دور الرس‪,,‬ائل العلمي‪,,‬ة والبح‪,,‬وث‬ ‫‪-4‬‬
‫بالعربي‪,, ,‬ة يجع‪,, ,‬ل ال‪,, ,‬دول األخ‪,, ,‬رى تحجم عن االس‪,, ,‬تفادة منه‪,, ,‬ا‪ .‬وهن‪,, ,‬ا يمكن الق‪,, ,‬ول إن ه‪,, ,‬ذا يتطلب‬
‫ترجمة مستمرة من العربية إلى اللغات األخرى باالتفاق مع شركات عالمية متخصصة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ع‪,, ,‬دم االتف‪,, ,‬اق على توحي‪,, ,‬د المص‪,, ,‬طلحات العلمي‪,, ,‬ة في أثن‪,, ,‬اء التع‪,, ,‬ريب من دول‪,, ,‬ة إلى أخ‪,, ,‬رى‪ ،‬األم‪,, ,‬ر‬
‫الذييؤدي إلى خلط في فهمها‪ ،‬باإلضافة إلى أن الكثير من المصطلحات األجنبي‪,,‬ة لم يع‪,ّ ,‬رب‪ ،‬وق‪,,‬د‬
‫اليوجد لها مقابل في العربي‪,,‬ة‪ .‬وفي حقيق‪,,‬ة األم‪,,‬ر أن ه‪,,‬ذا كالم م‪,,‬ردود علي‪,,‬ه‪ ،‬فوج‪,,‬ود مص‪,,‬طلحات‬
‫غ‪,,,‬ير معرب‪,,,‬ة ال يض‪,,,‬ير‪ ,‬التع‪,,,‬ريب‪ ،‬فمن الممكن بق‪,,,‬اء المص ‪,,‬طلح على حال ‪,,‬ه م ‪,,‬ع كتابت ‪,,‬ه بح‪,,,‬روف‬
‫عربية إلى أن يجد له المعنيون المقابل الصحيح‪.‬‬
‫‪ -5‬نماذج من تعريب التعليم في الوطن العربي‬

‫بعد استع ارض ما تميزت به اللغة العربية من قدرة على مسايرة العصر‪ ،‬وبيان أهمي‪,,‬ة‬
‫التعريب وأهدافه‪ ،‬وم‪,‬ا ل‪,‬ه من دور في التعليم الع‪,‬الي‪ ،‬وتفني‪,‬د حجج معارض‪,‬يه‪ ،‬يمكن أن نع‪,‬رض‬

‫‪11‬‬
‫نم‪,, ,‬اذج من التج‪,, ,‬ارب ال‪,, ,‬تي القت قب‪,, ,‬وال في مج‪,, ,‬ال التع‪,, ,‬ريب في ال‪,, ,‬دول العربي‪,, ,‬ة؛ ليتأك‪,, ,‬د إمكاني‪,, ,‬ة‬
‫التعريب واألخذ به في التعليم خاصة‪.‬‬
‫فمن المعلوم أن تدريس العلوم باللغ‪,‬ة العربي‪,‬ة ل‪,‬ه ت‪,‬اريخ طوي‪,‬ل في ال‪,‬وطن الع‪,‬ربي؛ ففي‬
‫مصر استمر التدريس باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة من‪,,‬ذ عه‪,‬د محم‪,‬د علي ‪ 1827‬إلى وقت االنت‪,‬داب البريط‪,,‬اني‪,‬‬
‫عام ‪ 1898‬حيث أصر االنتداب على أن تكون لغ‪,,‬ة العلم في الم‪,,‬دارس والتعليم الع‪,,‬الي هي اللغ‪,,‬ة‬
‫اإلنجليزي‪,,‬ة أو خلي‪,,‬ط بين اإلنجليزي‪,,‬ة والعربي‪,,‬ة‪ ،‬فض‪,,‬ال عن وج‪,,‬ود العامي‪,,‬ة ‪"،‬وذل‪,,‬ك على ال‪,,‬رغم من‬
‫ق‪,,‬انون تنظيم الجامع‪,,‬ات وجه‪,,‬ود‪ ,‬مج‪,,‬امع اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة ال‪,,‬تي أص‪,,‬درت توص‪,,‬يات متك‪,,‬ررة في ه‪,,‬ذا‬
‫الص‪,,,‬دد‪ .‬وهى توص‪,,,‬يات موجه‪,,,‬ة إلى الحكوم‪,,,‬ات العربي‪,,,‬ة بالعم ‪,,‬ل على تع ‪,,‬ريب التعليم الج‪,,,‬امعي‬
‫إعماال للنص الوارد في قانون الجامعات حتى ال تظل جامعات األمة العربية الجامعات الوحي‪,,‬دة‬
‫في الع‪,,‬الم ال‪,,‬تي ت‪,,‬درس العل‪,,‬وم بلغ‪,,‬ة أجنبي‪,,‬ة" )حج‪,,‬ازي ‪ .(2010 ،‬وهن‪,,‬ا واج‪,,‬ه اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة خ‪,,‬ط‬
‫ارن؛ خط‪,, ,‬ر اللغ‪,, ,‬ة األجنبي ‪,, ,‬ة‪ ،‬وخط ‪,, ,‬ر العامي‪,, ,‬ة ال‪,, ,‬تي روج له ‪,, ,‬ا ع‪,, ,‬دد من الكت‪,, ,‬اب من بينهم "وليم‬
‫ويلك‪,‬وكس"؛ مهن‪,‬دس إنجل‪,‬يزي مع‪,‬روف ك‪,‬ان يعيش في مص‪,‬ر‪ ،‬وق‪,‬د أث‪,‬ارت ه‪,‬ذه التوجه‪,‬ات الكث‪,‬ير‬
‫من الغي ‪,, ,‬ورين على اللغ ‪,, ,‬ة والقومي ‪,, ,‬ة‪ ،‬فط ‪,, ,‬البوا م ‪,, ,‬ع بداي ‪,, ,‬ة عه ‪,, ,‬د الخ ‪,, ,‬ديوي‪" ,‬عب ‪,, ,‬اس حلمي" س ‪,, ,‬نة)‬
‫‪1309‬هـ= ‪1892‬م( بإنش‪,,‬اء مجم‪,,‬ع لغ‪,,‬وي‪ ،‬يص‪,,‬ون اللغ‪,,‬ة‪ ،‬ويعم‪,,‬ل على إث ارئه‪,,‬ا بم‪,,‬ا يض‪,,‬عه من‬
‫ألفاظ جديدة‪ ،‬وقد أرى هذا المجمع النور في القاهرة عام ‪1932‬م )تمام ‪.(2003،‬‬
‫وفي‪ ,‬الوقت الذي واجهت فيه العربية في مصر مصير‪ ,‬التد ريس بلغة أجنبية في أواخر‬
‫الق ‪,, ,‬رن التاس ‪,, ,‬ع عش ‪,, ,‬ر الميالدي‪ ،‬أص ‪,َّ , ,‬ر الياب ‪,, ,‬انيون في المقاب ‪,, ,‬ل "على ض ‪,, ,‬رورة الت ‪,, ,‬دريس باللغ ‪,, ,‬ة‬
‫حل عام ‪1907‬م حتى كان ‪ %97‬من‬ ‫اليابانية‪ ،‬وترجمة العلوم والمعارف‪ ,‬األجنبية إليها‪ ،‬فما إن َّ‬
‫الشعب الياباني متعلم‪,‬ا ‪ ،‬وك‪,‬انت نس‪,‬بة الحاص‪,‬لين على الش‪,‬هادة االبتدائي‪,‬ة ع‪,‬ام ‪1910‬م ‪،% 100‬‬
‫ثم تت ‪,,‬ابعت إنج ‪,,‬ا ازتهم العلمي ‪,,‬ة‪ ،‬ومش ‪,,‬اريعهم‪ ,‬الحض ‪,,‬ارية‪ ،‬ض ‪,,‬من سلس ‪,,‬لة من النجاح ‪,,‬ات الب ‪,,‬اهرة‪،‬‬
‫مقابل إخفاق عربي عام في جميع الميادين العلمية‪ٍّ ،‬‬
‫وتدن واضح في نسب المتعلمين" )الغامدي‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪(.‬‬
‫وبدأت الجامع‪,‬ة األمريكي‪,‬ة في ب‪,‬يروت تدريس‪,‬ها‪ ,‬باللغ‪,‬ة العربي‪,‬ة إلى أن تح‪,‬ولت الحق‪,‬ا إلى‬
‫الت‪,, ,‬دريس باإلنجليزي‪,, ,‬ة‪ .‬وفي‪ ,‬س ‪,,,‬وريا م‪,, ,‬ا ازلت الجامع‪,, ,‬ة الس‪,, ,‬ورية مس‪,, ,‬تمرة في الت‪,, ,‬دريس باللغ ‪,,,‬ة‬
‫العربي‪,,‬ة من‪,,‬ذ ‪ 1919‬والى يومن‪,,‬ا ه‪,,‬ذا وهي تجرب‪,,‬ة ناجح‪,,‬ة بمق‪,,‬اييس التعليم الج‪,,‬امعي‪ .‬وفي حرك‪,,‬ة‬
‫تع ‪,,‬ريب العل ‪,,‬وم في س ‪,,‬وريا يق ‪,,‬ول ش ‪,,‬هيد )د‪.‬ت(‪" :‬إن تع ‪,,‬ريب التعليم الع ‪,,‬الي في مختل ‪,,‬ف مج ‪,,‬االت‬
‫‪,‬ثر أب‪,,‬دا إش‪,,‬كاالت تتض‪,,‬ارب حوله‪,,‬ا اآل ارء"‪ .‬وعلى‬
‫العل‪,,‬وم اإلنس‪,,‬انية لم يكن قض‪,,‬ية معق‪,,‬دة‪ ،‬ولم ُي‪ْ ,‬‬
‫مستوى الع ارق فقد وضعت خط‪,‬ة التع‪,‬ريب من‪,,‬ذ ‪ 1977‬وبص‪,,‬ورة تدريجي‪,‬ة م‪,,‬ا ع‪,‬دا كلي‪,,‬ة الطب‪.‬‬
‫وجرت محاوالت في الجامعة األردنية وجامعة اليرموك لتدريس الكيمي‪,,‬اء باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة ولكنه‪,,‬ا‬
‫‪12‬‬
‫لم تس‪,,‬تمر لمواجهتهم ‪,‬ا‪ ,‬مش‪,,‬كالت فني‪,,‬ة ومالي‪,,‬ة في مج‪,,‬ال التع‪,,‬ريب والترجم‪,,‬ة‪ .‬وهن‪,,‬اك محاول‪,,‬ة في‬
‫جامعة صنعاء لتدريس العلوم بصورة عامة والكيمياء بصورة خاصة باللغة العربية‪.‬‬
‫واهتمت جامع‪,, , ,‬ة المل‪,, , ,‬ك فيص‪,, , ,‬ل بالس‪,, , ,‬عودية ع‪,, , ,‬ام ‪ 1981‬بمحاول‪,, , ,‬ة التع‪,, , ,‬ريب في بعض‬
‫تخصص ‪,, , ,‬ات العل ‪,, , ,‬وم الزارعي ‪,, , ,‬ة‪ ،‬وق ‪,, , ,‬د س ‪,, , ,‬اعدت ه ‪,, , ,‬ذه المحاول ‪,, , ,‬ة على تحس ‪,, , ,‬ن مس ‪,, , ,‬توى‪ ,‬الطلب ‪,, , ,‬ة‬
‫التحص ‪,,‬يلي‪، ,‬وق ‪,,‬د أب ‪,,‬دى أعض ‪,,‬اء هيئ ‪,,‬ة الت ‪,,‬دريس يومه ‪,,‬ا رغب ‪,,‬ة في اس ‪,,‬تم ارر ه ‪,,‬ذه التجرب ‪,,‬ة‪ .‬وفي‬
‫جامع‪,,‬ة ال‪,,‬يرموك‪ ,‬والجامع‪,,‬ة األردني‪,,‬ة أش‪,,‬ار ثالث‪,,‬ة أرب‪,,‬اع الطلب‪,,‬ة إلى أهمي‪,,‬ة تنفي‪,,‬ذ التع‪,,‬ريب )عيس‪,,‬ى‬
‫والمطوع‪:1988، ,‬‬
‫‪ ،(58 - 56‬وق‪,,‬د ب‪,,‬دأ التع‪,,‬ريب في ه‪,,‬اتين الج‪,,‬امعتين من‪,,‬ذ أواخ‪,,‬ر الس‪,,‬بعينات من الق‪,,‬رن الماض‪,,‬ي‬
‫‪،‬حيث أدى التع‪,,‬ريب إلى تحس‪,,‬ن مس‪,,‬توى الطالب فيهم‪,,‬ا حس‪,,‬ب د ارس‪,,‬ة أج‪,,‬ريت ع‪,,‬ام ‪ 1981‬فق‪,,‬د‬
‫ن‪,,‬زلت نس‪,,‬بة الرس‪,,‬وب في م‪,,‬ادة األحي‪,,‬اء إلى ‪ %3‬ب‪,,‬دال من ‪) %35‬خليف‪,,‬ة ‪،(123-122 ,:1997،‬‬
‫وأظهرت‪ ,‬نتائج د ارسة أج ارها الحاج) ‪ (2009‬على مجموع‪,,‬ة من أعض‪,,‬اء الت‪,,‬دريس في كلي‪,,‬تي‬
‫الزارع ‪,,‬ة والعل ‪,,‬وم بالجامع ‪,,‬ة األردني ‪,,‬ة أيض ‪,,‬ا أن ‪ %70‬منهم يؤمن ‪,,‬ون‪ ,‬بأهمي ‪,,‬ة التع ‪,,‬ريب والت ‪,,‬دريس‬
‫باللغ ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة‪ .‬مم ‪,,‬ا س ‪,,‬بق يت ‪,,‬بين أن التع ‪,,‬ريب ل ‪,,‬ه أهمي ‪,,‬ة في تحس ‪,,‬ين مس ‪,,‬توى الطالب في التعليم‬
‫العالي‪ ،‬وبالتالي‪ ,‬يؤدي إلى جودته‪ ،‬وتحقيق المرجو منه في قيادة النهضة العلمية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬الصعوبات التي تواجه تعريب التعليم في الوطن العربي‬
‫رغم النج‪,, , ,‬اح ال‪,, , ,‬ذي الق‪,, , ,‬ه التع‪,, , ,‬ريب في ع‪,, , ,‬دد من ال‪,, , ,‬دول العربي‪,, , ,‬ة على مس‪,, , ,‬توى التعليم‬
‫العالي ‪،‬وم‪,‬ا أثبتت‪,‬ه ال‪,‬د ارس‪,‬ات من دوره في تجوي‪,‬د التعليم‪ ،‬وتحس‪,‬ن مس‪,‬توى‪ ,‬الطالب في‪,‬ه‪ ،‬إال أن‬
‫هناك بعض الصعوبات‪ ,‬التي تواجهه‪ ،‬وقد‪ ,‬تطرقنا‪ ,‬فيم‪,,‬ا س‪,,‬بق إلى بعض‪,‬ها‪ ,‬عن‪,‬د الح‪,‬ديث عن حجج‬
‫معارضي‪ ,‬التعريب‪ ،‬وهنا نتناول بعضها بشكل مفص‪,,‬ل بغي‪,,‬ة تلمس ج‪,,‬وانب النقص‪ ،‬والعم‪,,‬ل على‬
‫بيان كيفية التعامل معها للتعجيل في عملية التعريب‪ .‬ومن هذه المشكالت التي ي‪,,‬دور ج‪,,‬دل كب‪,,‬ير‬
‫عنها‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ :6-1‬المصطلح العلمي‬
‫يت‪,, ,‬دفق‪ ,‬إلى عالمن‪,, ,‬ا الع‪,, ,‬ربي‪ ,‬المعاص ‪, ,‬ر‪ ,‬الكم الهائ‪,, ,‬ل من المص‪,, ,‬طلحات واأللف‪,, ,‬اظ من ك‪,, ,‬ل‬
‫حدبوصوب‪ ,‬مع ضعف حركة الترجم‪,‬ة والتع‪,,‬ريب‪ ،‬وق‪,,‬د ق‪,ّ ,‬درت ه‪,,‬ذه األلف‪,‬اظ الجدي‪,,‬دة في ثمانين‪,‬ات‬
‫القرنالماض ‪,,‬ي بخمس ‪,,‬ين لفظ ‪,,‬ة يومي ‪,,‬ا أي بم ‪,,‬ا يق ‪,,‬ارب ثماني ‪,,‬ة عش ‪,,‬ر أل ‪,,‬ف مص ‪,,‬طلح س ‪,,‬نويا‪ ،‬وتش ‪,,‬ير‬
‫اإلحص‪,,‬اءات الجدي‪,,‬دة إلى أن الع‪,,‬دد ق‪,,‬د يص‪,,‬ل إلى) ‪ (40,000‬مص‪,,‬طلح و يزي‪,,‬د س‪,,‬نويا‪ ،‬وتؤك ‪,‬د‪ ,‬د‬
‫ارس‪,,‬ة أخ‪,,‬رى أن الع‪,,‬دد يص‪,,‬ل إلى) ‪ (6000‬مص‪,,‬طلح جدي‪,,‬د يومي‪,,‬ا‪ .‬ومن هن‪,,‬ا أص‪,,‬بح مالحق‪,,‬ة ه‪,,‬ذه‬
‫المصطلحات من الصعوبة بمكان إن لم توجد نية صادقة إلى التعريب‪ ،‬وبخاصة عن‪,,‬دما نعلم أن‬
‫هن‪,,‬اك رب‪,,‬ع ملي‪,,‬ون مص‪,,‬طلح علمي قب‪,,‬ل ثماني‪,,‬ة عش‪,,‬ر عام‪,,‬ا لم يج‪,,‬د ل‪,,‬ه مكان‪,,‬ا في المع‪,,‬اجم العربي‪,,‬ة‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫وأن حرك‪,,‬ة التع‪,,‬ريب والترجم‪,,‬ة في ال‪,,‬وطن الع‪,,‬ربي تع‪,,‬اني من بطء ش‪,,‬ديد‪ ،‬ففي الس‪,,‬نوات األولى‬

‫من الثمانين‪,,‬ات ك‪,,‬ان متوس‪,,‬ط الكتب المترجم‪,,‬ة لك‪,,‬ل ملي‪,,‬ون ف‪,,‬رد ع‪,,‬ربي يس‪,,‬اوي‪ 4,4 ,‬كتاب‪,,‬ا أي أق‪,,‬ل‬
‫من كتاب واحد كل سنة‪ ،‬في حين بلغ في المجر )هنغاريا( ‪ 519‬كتابا‪ ،‬وفي أسبانيا‪ 920 ,‬كتابا‪.‬‬
‫األم‪,,‬ر ال‪,,‬ذي يعكس م‪,,‬دى القص‪,,‬ور ال‪,,‬ذي يعاني‪,,‬ه المص‪,,‬طلح الع‪,,‬ربي‪ ،‬وتف‪,,‬اقم‪ ,‬إش‪,,‬كالية تعريب‪,,‬ه ال‪,,‬تي‬
‫تلقي بظالله‪,,‬ا على أزم‪,,‬ة تع‪,,‬ريب العل‪,,‬وم برمته‪,‬ا‪ ,‬في ال‪,,‬وطن الع‪,,‬ربي) الع‪,,‬اني والحرق‪,,‬ان والغام‪,,‬دي‪,‬‬
‫والكنهل ‪،‬د‪.‬ت‪.(10 ،8 :‬‬
‫ومن بين ص ‪,,‬عوبات تع ‪,,‬ريب المص ‪,,‬طلحات إض ‪,,‬افة إل كثرته ‪,,‬ا إس ‪,,‬ناد التع ‪,,‬ريب إلى غ ‪,,‬ير‬
‫أس ‪,,‬اتذة الجامع ‪,,‬ات ب ‪,,‬ل إلى غ ‪,,‬ير متخصص ‪,,‬ين‪ ،‬وع ‪,,‬دم االتف ‪,,‬اق على مع ‪,,‬ايير‪ ,‬وخط ‪,,‬وات مح ‪,,‬ددة في‬
‫التع ‪,,‬ريب‪ ،‬واختالف تع ‪,,‬ريب المص ‪,,‬طلحات ودالالته‪, ,‬ا‪ ,‬من دول ‪,,‬ة إلى أخ ‪,,‬رى‪ ،‬ومن تخص‪,,,‬ص إلى‬
‫رخ ‪,,‬ر ‪،‬وبخاص ‪,,‬ة في ظ ‪,,‬ل ن ‪,,‬درة المع ‪,,‬اجم االص ‪,,‬طالحية المتخصص ‪,,‬ة‪ .‬وي ‪,,‬ذكر الع ‪,,‬اني والحرق ‪,,‬ان‬
‫والغام‪,,‬دي والكنه‪,,‬ل )د‪.‬ت‪ (1 :‬في د ارس‪,,‬تهم‪ ,‬عن توظي‪,,‬ف الش‪,,‬بكة العلمي‪,,‬ة في تع‪,,‬ريب المص‪,,‬طلح‬
‫العلمي أن الكث‪,,,‬ير من المص‪,,,‬طلحات‪ ,‬العلمي‪,,,‬ة المس‪,,,‬تحدثة في العق ‪,,‬ود الثالث ‪,,‬ة األخ ‪,,‬يرة الناتج‪,,,‬ة من‬
‫تس‪,, ,‬ارع‪ ,‬االكتش‪,, ,‬افات واالبتك‪,, ,‬ا ارت ال‪,, ,‬تي دخلت في الكتب والم ارج‪,, ,‬ع‪ ،‬وتم ت‪,, ,‬داولها ع‪,, ,‬بر ش‪,, ,‬بكة‬
‫المعلومات لم تخضع لمعايير التعريب‪ ،‬ولم تمر على المعجميين للتأكد من صحتها‪ ،‬األمر ال‪,,‬ذي‬
‫عمق عدم االتفاق في توحيد‪ ,‬هذه المصطلحات‪ .‬ويؤكد الموسوي) ‪ (428 ,:2010‬هذه الظ‪,,‬اهرة‬ ‫ّ‬
‫بقوله‪ ":‬هناك بعض األلفاظ ال‪,,‬تي ع‪,‬ربت دون وج‪,,‬ود أوازن ص‪,‬رفية له‪,‬ا في العربي‪,,‬ة‪ ،‬ولم تعربه‪,,‬ا‬
‫المج‪,,‬امع اللغوي‪,,‬ة ‪،‬وبعض الت اركيب األجنبي‪,,‬ة ال‪,,‬تي ش‪,,‬وهت ال‪,,‬تركيب الع‪,,‬ربي‪ ،‬وه‪,,‬ذا يع‪,,‬د أخط‪,,‬ر‬
‫أنواع التعريب على لغتنا العربي‪,‬ة المعاص‪,‬رة؛ ألن‪,,‬ه ُيخ‪ّ ,‬ل باألبني‪,,‬ة اللغوي‪,‬ة العربي‪,,‬ة‪ ،‬ويفس‪,,‬د ت‪,‬ركيب‬
‫الجمل ‪,,‬ة أو العب ‪,,‬ارة العربي ‪,,‬ة‪ ،‬وهن ‪,,‬ا يكمن الخط ‪,,‬ر المح ‪,,‬دق بالعربي ‪,,‬ة ويتمث ‪,,‬ل في زعزع ‪,,‬ة نظامه ‪,,‬ا‬
‫النحوي والصرفي‪ ,‬وتشويهه‪ ،‬واحالل غيره محله‪".‬‬
‫وحقيق‪,,‬ة األم‪,,‬ر أن‪,,‬ه يمكن التغلب على مش‪,,‬كلة المص‪,,‬طلح العلمي ه‪,,‬ذه من خالل االس‪,,‬تفادة‬
‫من ت ارثنا العربي الحافل بالمصطلحات‪ ،‬وبخاص‪,‬ة المع‪,‬اجم العربي‪,‬ة المتخصص‪,‬ة‪ ،‬وبم‪,‬ا تمتلك‪,‬ه‬
‫اللغ‪,, , ,‬ة العربي‪,, , ,‬ة من رص‪,, , ,‬يد ك‪,, , ,‬اف من ه‪,, , ,‬ذه المص‪,, , ,‬طلحات‪ ،‬وبم‪,, , ,‬ا ل‪,, , ,‬ديها من ق‪,, , ,‬درة على تولي‪,, , ,‬د‬
‫مصطلحات جديدة‪ .‬وفي هذا الشأن يؤكد عمار) ‪ (312 – 311 ,:2010‬أن من مظ‪,‬اهر التط‪,‬ور‪,‬‬
‫في اللغةالعربية التطور المعجمي‪ ،‬الذي يكون فيه "التغير أوسع مدى وأش‪,‬د‪ ,‬وض‪,,‬وحا ‪ ،‬فم‪,,‬ا أك‪,,‬ثر‬
‫تهج‪,,‬ر بس‪,, ,‬بب التط‪,, ,‬ور الحض‪,, ,‬اري‪ ,‬وتغ‪,, ,‬ير ش‪,, ,‬روط‪ ,‬الحي‪,, ,‬اة ومتطلباته‪,, ,‬ا! وم‪,, ,‬ا أك‪,, ,‬ثر‬
‫المفردات‪,, ,‬التي‪,َ ,‬‬
‫المف‪,,‬ردات ال‪,,‬تي ت‪,,‬دخل المعجم اللغ‪,,‬وي اش‪,,‬تقاقا أو نحت‪,,‬ا أو تعريب ‪,‬ا‪ ,‬أو إع‪,,‬ادة اس‪,,‬تعمال؛ لت‪,,‬واكب‬
‫اللغةُ مس‪,‬تجدات الحي‪,‬اة ومس‪,‬تحدثات الحض‪,‬ارة! وعلى ه‪,‬ذا الص‪,‬عيد بال‪,‬ذات تتجلى عبقري‪,‬ة األدب‪,‬اء‬
‫‪,‬ترض للمج ‪,,‬امع اللغوي ‪,,‬ة"‪ .‬وفي الس ‪,,‬ياق‬
‫والش ‪,,‬ع ارء والم ‪,,‬ترجمين‪ ،‬إلى ج ‪,,‬انب النش ‪,,‬اط ال ‪,,‬دائب المف ‪َ ,‬‬
‫‪14‬‬
‫نفسه يقول الي‪,‬افي) ‪" (1984‬ال ب‪,‬د في تع‪,,‬ريب التعليم الع‪,,‬الي ونق‪,‬ل العل‪,,‬وم والمع‪,‬ارف الحديث‪,‬ة إلى‬
‫ظالل اللغة العربية الوارف‪,‬ة من إحي‪,‬اء ألف‪,‬اظ قديم‪,‬ة‪ ،‬واس‪,‬تحداث مص‪,‬طلحات جدي‪,‬دة تفي بحاج‪,‬ات‬
‫الدالالت‪ ،‬وتؤدي حقائق التصوارت والمفاهيم المستجدة وتواتي‪ ,‬األغ ارض الفكرية‪".‬‬
‫وت ‪,,‬وافر‪ ,‬ه ‪,,‬ذه المص ‪,,‬طلحات‪ ,‬يس ‪,,‬اعد على س ‪,,‬هولة اس ‪,,‬تخدامها واس ‪,,‬تم ارريت ‪,,‬ه‪ ،‬األم ‪,,‬ر ال ‪,,‬ذي‬
‫يس‪,,‬اعد على تطويره‪,‬ا‪ ,‬وف‪,‬ق‪ ,‬ك‪,,‬ل م‪,,‬ا ه‪,,‬و جدي‪,,‬د؛ إذ ال حي‪,,‬اة للمص‪,,‬طلح ب‪,,‬دون اس‪,,‬تخدامه‪ ،‬فال طائ‪,,‬ل‬
‫من اس‪,,‬تحداث مص‪,,‬طلحات كث‪,,‬يرة دون توظيفه‪,,‬ا‪ .‬وفي ح‪,,‬ال ع‪,,‬دم ت‪,,‬وافر المص‪,,‬طلح الع‪,,‬ربي يمكن‬
‫اس‪,,‬تخدام‪ ,‬المص‪,,‬طلح األجن‪,,‬بي على أن يك‪,,‬ون ش‪,,‬رحه وبي‪,,‬ان دالالت‪,,‬ه باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة إلى حين ت‪,,‬وافر‪,‬‬
‫المص‪,, ,‬طلح باللغ‪,, ,‬ة العربي‪,, ,‬ة‪ ،‬وتش‪,, ,‬ير بعض المص‪,, ,‬ادر‪ ,‬إلى أن الع‪,, ,‬رب اس‪,, ,‬تخدموا في أول عه‪,, ,‬دهم‬
‫بالترجم‪,, ,‬ة كلم‪,, ,‬ة "األس‪,, ,‬طرونوميا"‪ ,‬وبع‪,, ,‬د أك‪,, ,‬ثر من ق‪,, ,‬رن اس‪,, ,‬تعاض بعض‪,, ,‬هم عن ذل‪,, ,‬ك المص‪,, ,‬طلح‬
‫مص ‪,,‬طلح "الهيئ ‪,,‬ة" في حين اس ‪,,‬تعمل بعض ‪,,‬هم مص ‪,,‬طلح "الفل ‪,,‬ك"‪ ،‬وبقيت ه ‪,,‬ذه المص ‪,,‬طلحات الثالث‪,,‬ة‬
‫تس‪,, ,‬تخدم‪ ,‬مع‪,, ,‬ا إلى أن طغى مص‪,, ,‬طلح "الفل‪,, ,‬ك" على المص‪,, ,‬طلحين اآلخ‪,, ,‬رين‪ .‬وبه‪,, ,‬ذا لم ولن يق‪,, ,‬ف‬
‫المص‪,, , ,‬طلح العلمي عائق‪,, , ,‬ا عن االس‪,, , ,‬تفادة من عل‪,, , ,‬وم اآلخ‪,, , ,‬رين‪ ،‬ومس‪,, , ,‬ايرة ال‪,, , ,‬ركب الحض‪,, , ,‬اري‪،‬‬
‫والمشاركة في التطور العلمي العالمي ‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول إن اللغة العربية قادرة على التكيف م‪,,‬ع المص‪,,‬طلحات الحديث‪,,‬ة كم‪,,‬ا‬
‫تكيفت من قبل‪ ،‬وهو ما يؤكده حافظ‪ ,‬إب ارهيم في قصيدته على لسان اللغة العربية بقوله‪:‬‬

‫ري ب‪,ِ , ,‬ه و ِعظ‪ِ , ,‬‬


‫‪,‬ات‬ ‫قت َعن ٍ‬ ‫وم‪,, ,‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِس ‪ِ ُ , ,‬‬
‫َ‬ ‫ض‪ُ ,,‬‬ ‫َ‬ ‫غاي‪,, ,‬ة‬
‫‪,‬اب اهلل لفظ‪,, ,‬ا َو َ‬
‫عت كت‪َ , ,‬‬ ‫َ‬
‫عات‬‫أسماء لمختر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وتنسي ِ‬
‫ق‬ ‫صف ٍ‬
‫رلة‬ ‫أضيق اليوم عن و ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‪َ َ َ َ ,‬‬ ‫يف‬
‫ف َك َ‬
‫ص َدفاتي‪,‬‬ ‫الد ُّر ِ‬ ‫ِ‬
‫اص َعن َ‬ ‫الغ ّو َ‬
‫فهل َسألوا َ‬ ‫كام ٌن‬ ‫أحشائه ُ‬ ‫حر في‬ ‫الب ُ‬
‫أنا َ‬

‫وألج ‪,,‬ل تس ‪,,‬هيل توف ‪,,‬ير المص ‪,,‬طلحات بين ي ‪,,‬دي المهتمين ب ‪,,‬التعريب‪ ،‬يجب تك ‪,,‬اتف‪ ,‬جه ‪,,‬ود‬
‫ال‪,,‬دول العربي ‪,,‬ة على توحي ‪,,‬د المص ‪,,‬طلحات وبخاص ‪,,‬ة تل ‪,,‬ك ال‪,,‬تي يوج ‪,‬د‪ ,‬فيه‪,,‬ا اختالف من دول ‪,,‬ة إلى‬
‫أخ‪,,‬رى‪ ،‬فالتوحي ‪,‬د‪ ,‬ض‪,,‬رورة ملح‪,,‬ة ح‪,,‬تى ال تنش‪,,‬أ لغ‪,,‬ات علمي‪,,‬ة عربي‪,,‬ة إقليمي‪,,‬ة وقطري‪,,‬ة ت‪,,‬ؤدي إلى‬
‫تشتت الفكر في اختالف التعبير عن مع‪,‬نى واح‪,‬د‪ ،‬إض‪,‬افة إلى توظي‪,‬ف‪ ,‬ش‪,‬بكة المعلوم‪,‬ات في ه‪,‬ذا‬
‫المج‪,,‬ال ع‪,,‬بر نش‪,,‬ر المص‪,,‬طلح وتعريب‪,,‬ه بين جمي‪,,‬ع المختص‪,,‬ين بش‪,,‬كل ي‪,,‬تيح لهم جميع‪,,‬ا إب‪,,‬داء أريهم‬
‫في ‪,, ,‬ه‪ ،‬ومنالض ‪,, ,‬روري التعجي ‪,, ,‬ل في ه ‪,, ,‬ذه الخط ‪,, ,‬وات‪ ،‬وخصوص ‪,, ,‬ا ع ‪,, ,‬دما نعلم أن تع ‪,, ,‬ريب العل ‪,, ,‬وم‬
‫والمصطلحاتالعلمية يحتاج إلى وقت طويل لمروره بم ارحل عدة‪.‬‬

‫‪ :6-2‬األستاذ الجامعي‬

‫‪15‬‬
‫يعد األستاذ الجامعي العنصر الرئيس في العملية التعليمية‪ ،‬وقد‪ ,‬لجأت معظم الجامع‪,,‬ات‬
‫العربية إلى تدريس العلوم بلغات أجنبية منذ أبد بعيد‪ ،‬وربما‪ ,‬ك‪,‬ان له‪,‬ا الع‪,‬ذر في ذل‪,‬ك ن‪,‬ظ ار ألن‬
‫معظم أعض‪,,‬اء هيئ‪,,‬ة الت‪,,‬دريس في تل‪,,‬ك الجامع‪,,‬ات ك‪,,‬انوا من غ‪,,‬ير الع‪,,‬رب‪ ،‬أم‪,,‬ا في العص‪,,‬ر الح‪,,‬الي‬
‫نج ‪,, ,‬د أن أغلب أعض ‪,, ,‬اء هيئ ‪,, ,‬ة الت ‪,, ,‬دريس في الجامع ‪,, ,‬ات العربي ‪,, ,‬ة هم من الع ‪,, ,‬رب‪ ،‬ب ‪,, ,‬ل جلهم من‬
‫المواط‪,,‬نين في ك‪,,‬ل دول‪,,‬ة عربي‪,,‬ة‪ ،‬األم‪,,‬ر ال ‪,,‬ذي يع‪,,‬ني س ‪,,‬هولة اس‪,,‬تخدامهم‪ ,‬اللغ ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة الفص ‪,,‬حى‬
‫‪،‬وق‪,‬درتهم‪ ,‬على نق‪,‬ل المعرف‪,‬ة إلى الطلب‪,‬ة الع‪,‬رب؛ ك‪,‬ونهم أك‪,‬ثر فهم‪,‬ا للطلب‪,‬ة الدارس‪,‬ين‪ .‬وبالت‪,‬الي‪ ,‬ال‬
‫يبقى لديهم عذر في ع‪,‬دم اس‪,‬تخدام‪ ,‬العربي‪,‬ة الفص‪,‬حى في الت‪,‬دريس‪ .‬ولكن المش‪,‬كلة ربم‪,‬ا تكمن في‬
‫أن كثي ار من األساتذة في الكليات العلمية درسوا‪ ,‬بلغ‪,,‬ة أجنبي‪,,‬ة‪ ،‬وأص‪,,‬بحت الم‪,,‬ادة ج‪,,‬اهزة ل‪,,‬ديهم‪،‬‬
‫وعن‪,,‬د تدريس‪,,‬هم‪ ,‬بالعربي‪,,‬ة يحت‪,,‬اجون إلى ب‪,,‬ذل جه‪,,‬د ووقت في إع‪,,‬ادة ص‪,,‬ياغتها وهم ي‪,,‬رون أنهم في‬
‫غ‪,,‬نى من ب‪,,‬ذل ك‪,,‬ل ه‪,,‬ذا المجه‪,,‬ود‪ .‬كم‪,,‬ا أن قل‪,,‬ة إج‪,,‬ادة بعض األس‪,,‬اتذة للغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة ق‪,,‬د تبع‪,,‬دهم عن‬
‫االستفادة من المعاجم العربية‪ ،‬وما يتوافر‪ ,‬فيها من مصطلحات في شتى العلوم ‪،‬فض‪,,‬ال عن ع‪,,‬دم‬
‫إطالعهم على م‪,,‬ا أنج‪,,‬زه علم‪,,‬اء الع‪,,‬رب في الج‪,,‬وانب العلمي‪,,‬ة ع‪,,‬بر المس‪,,‬يرة الحض‪,,‬ارية‪ ،‬ل‪,,‬ذا ي‪,,‬رى‬
‫كث‪,,,‬ير منهم – توهم‪,,,‬ا ‪-‬ع‪,,,‬دم ق‪,,,‬درة اللغ‪,,,‬ة العربي‪,,,‬ة على اس‪,,,‬تيعاب عل ‪,,‬وم العص ‪,,‬ر والتعب ‪,,‬ير‪ ,‬عنه‪,,,‬ا‪،‬‬
‫وبالتالي ال فائدة من التعريب‪.‬‬
‫إن مما ينبغي االعت ارف به في هذا السياق أنه ليس من ص‪,‬الح األم‪,‬ة العربي‪,‬ة التأجي‪,‬ل‬
‫في التع‪,,‬ريب بحج‪,,‬ة ع‪,,‬دم وج‪,,‬ود‪ ,‬عض‪,,‬و الت‪,,‬دريس الق‪,,‬ادر على الت‪,,‬دريس باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ ،‬وبخاص‪,,‬ة‬
‫عن‪,,‬دما نعلم أن االس‪,,‬تم ارر في الت‪,,‬دريس باللغ‪,,‬ات األجنبي‪,,‬ة ق‪,,‬د يض‪,,‬عف‪ ,‬اإلقب‪,,‬ال على التخصص‪,,‬ات‬
‫ويهمش دور المج‪,, ,‬امع‬
‫ّ‬ ‫العلمي‪,, ,‬ة ‪،‬كم‪,, ,‬ا أن‪,, ,‬ه يع‪,, ,‬زل اللغ‪,, ,‬ة العربي‪,, ,‬ة عن الحي‪,, ,‬اة العلمي‪,, ,‬ة‪ ،‬والمجتم‪,, ,‬ع‪،‬‬
‫اللغوي ‪,,‬ة‪ ،‬ويع ‪,,‬زز‪ ,‬النظ ‪,,‬ر إلى اللغ ‪,,‬ة األجنبي ‪,,‬ة على أنه ‪,,‬ا هي لغ ‪,,‬ة العلم والحض ‪,,‬ارة‪ ،‬وأن أهله ‪,,‬ا هم‬
‫الق‪,, ,‬ادرون على اإلب‪,, ,‬داع والتفك‪,, ,‬ير‪ .‬من هن‪,, ,‬ا وجب أن ننتب‪,, ,‬ه إلى أن "مج‪,, ,‬ا ارة الغ‪,, ,‬رب‪ ،‬ومس‪,, ,‬ايرة‬
‫تقدم‪,, , , ,‬ه العلمي يجب أن يك‪,, , , ,‬ون لغوي‪,, , , ,‬ا؛ ألن اللغ‪,, , , ,‬ة وع‪,, , , ,‬اء لألفك‪,, , , ,‬ار‪ ,‬واألحاس‪,, , , ,‬يس‪ ,‬والتطلع‪,, , , ,‬ات‬
‫يعج‪,‬ل من مش‪,,‬اركة الع‪,,‬رب‬
‫والمش‪,,‬اعر" )خري‪,,‬وش‪/2009، ,‬أ( وه‪,,‬ذا ال يك‪,,‬ون إال ب‪,,‬التعريب ال‪,,‬ذي ّ‪,‬‬
‫المجتمع العالمي في البناء الحضاري‪.‬‬
‫‪,‬جع على حرك‪,‬ة التع‪,‬ريب فيم‪,‬ا يتعل‪,‬ق باألس‪,‬تاذ الج‪,‬امعي حث األس‪,‬اتذة على نش‪,‬ر‬ ‫ومم‪,‬ا يش ّ‬
‫بحوثهم باللغة العربية‪ ،‬مع إمكانية إيج‪,,‬اد نس‪,,‬خة أخ‪,,‬رى باللغ‪,,‬ة األجنبي‪,,‬ة ويمكن االس‪,,‬تفادة من خب‬
‫رات ه‪,,‬ؤالء األس‪,‬اتذة والس‪,,‬يما المتخصص‪,‬ين منهم للمش‪,,‬اركة في التع‪,,‬ريب‪ ،‬وجع‪,,‬ل ه‪,,‬ذا ج‪,,‬زءا من‬
‫ت‪,,‬رقيتهم األكاديمي‪,,‬ة‪ ،‬وه‪,,‬و م‪,,‬ا يس‪,,‬اعد ب‪,,‬دون ش‪,,‬ك على إتق‪,,‬ان مه‪,,‬ا ارت اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ ،‬والح‪,,‬رص‬
‫على االهتمامبها‪ ،‬كما يس‪,,‬اعد على إغن‪,‬اء المكتب‪,‬ة العربي‪,‬ة ب‪,,‬الكثير من الم ارج‪,,‬ع ال‪,‬تي تنقص‪,,‬ها في‬
‫الوقت الحالي ‪،‬وهو ما يحتج به معارض‪,‬و‪ ,‬التع‪,,‬ريب‪ .‬ومم‪,‬ا يح‪,‬د من االس‪,,‬تفادة من اإلنت‪,‬اج العلمي‬
‫‪16‬‬
‫للب ‪,, , ,‬احثين وأعض‪,, , ,‬اء هيئ ‪,, , ,‬ة الت‪,, , ,‬دريس أن بعض‪,, , ,‬هم يكتب باإلنجليزي‪,, , ,‬ة‪ ،‬في حين يكتب رخ‪,, , ,‬رون‬
‫بالفرنسية‪ ،‬وغيرهم بلغ‪,‬ة ثالث‪,‬ة ‪،‬ولكن في ح‪,‬ال كت‪,‬ابتهم‪ ,‬بلغ‪,‬ة موح‪,‬دة مش‪,‬تركة سيس‪,‬اعد ذل‪,‬ك على‬
‫عموم االستفادة‪ ،‬وتبادل الخب ارت‪.‬‬
‫وعن أهمي‪,, ,‬ة األس‪,, ,‬تاذ الج‪,, ,‬امعي في الحف‪,, ,‬اظ على العربي‪,, ,‬ة‪ ،‬يق‪,, ,‬ول عبدالص‪,, ,‬بور‪ ,‬ش‪,, ,‬اهين –‬
‫ال ‪,,‬وارد في الجن ‪,,‬دي) ‪" :(107 ,,-106 ,,:2003‬ليس للعربي ‪,,‬ة من أم ‪,,‬ل إال في الجامع ‪,,‬ات وهيئ ‪,,‬ات‬
‫الت‪,, ,‬دريس فيه‪,, ,‬ا"‪ .‬وكم‪,, ,‬ا ه‪,, ,‬و مع‪,, ,‬روف أن اللغ‪,, ,‬ة تنم‪,, ,‬و بالممارس‪,, ,‬ة والتط‪,, ,‬بيق ال في بط‪,, ,‬ون الكتب‬
‫والمعجم ‪,,‬ات ‪،‬ويمث ‪,,‬ل عض ‪,,‬و هيئ ‪,,‬ة الت ‪,,‬دريس الرك ‪,,‬يزة األولى في فاعلي ‪,,‬ة اللغ ‪,,‬ة وتطبيقه ‪,,‬ا‪ .‬وعلي ‪,,‬ه‬
‫ينبغي تش‪,,‬جيع الت‪,,‬دريس باللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ ،‬وا ازل‪,,‬ة عق‪,,‬دة ص‪,,‬عوبة الت‪,,‬دريس به‪,,‬ا‪ ،‬فه‪,,‬ذه الص‪,,‬عوبة ق‪,,‬د‬
‫تظهر في الخطوات األولى من التدريس‪ ،‬ولكنها بالممارسة واالستم ارر تتالشى وتزول‪,.‬‬
‫‪ :6-3‬الطالب الجامعي‪:‬‬
‫ينظ‪,,‬ر كث‪,,‬ير من معارض‪,,‬ي التع‪,,‬ريب إلى أن ت‪,,‬أثير التع‪,,‬ريب يك‪,,‬ون س‪,,‬لبيا على الط‪,,‬الب؛ إذ‬
‫يجعله قليل المعرفة واإلحاط‪,,‬ة ب‪,,‬العلوم المختلف‪,,‬ة ن‪,,‬ظ ار لض‪,,‬عف اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة عن مس‪,‬ايرة العل‪,‬وم‬
‫المختلف‪,,‬ة‪ ،‬كم‪,,‬ا أن الط‪,,‬الب في أثن‪,,‬اء التحاق‪,,‬ه بجامع‪,,‬ات أجنبي‪,,‬ة يواج‪,,‬ه ص‪,,‬عوبة اللغ‪,,‬ة بش‪,,‬كل يق‪,,‬ف‬
‫عائق‪,,‬ا أم‪,,‬ام فهم‪,,‬ه لكث‪,,‬ير من الم‪,,‬واد ال‪,,‬د ارس‪,,‬ية في الكلي‪,,‬ات العلمي‪,,‬ة‪ ،‬وبالت‪,,‬الي‪ ,‬ض‪,,‬عف تحص‪,,‬يله ال‪,,‬د‬
‫ارسي ‪.‬‬
‫وتشير عدد من الد ارسات إلى هذا الجانب؛ حيث يذكر عيسى والمطوع) ‪(58 - 57 :1988‬‬
‫أنه أجريت د ارسة على سبع جامعات في المملك‪,,‬ة العربي‪,,‬ة الس‪,‬عودية للتع‪,,‬رف على أث‪,‬ر اس‪,,‬تخدام‬
‫اللغ‪,,‬ة اإلنجليزي‪,,‬ة في اس‪,,‬تيعاب الطلب‪,,‬ة وتحص‪,,‬يلهم‪ ,‬العلمي‪ ،‬وخلص‪,,‬ت ال‪,,‬د ارس‪,,‬ة إلى أن الطلب‪,,‬ة لم‬
‫يصلوا إلى الفهم المطلوب للموضوعات العلمية‪ .‬كما أجرى مركز البح‪,,‬وث التربوي‪,,‬ة في قط‪,,‬ر د‬
‫ارس‪,, ,‬ة عن م‪,, ,‬دى اس‪,, ,‬تفادة الطلب‪,, ,‬ة من الكت‪,, ,‬اب الج‪,, ,‬امعي بجامع‪,, ,‬ة دول الخليج العربي‪,, ,‬ة‪ ،‬فت‪,, ,‬بين أن‬
‫االستفادة ض‪,‬عيفة ‪،‬ن‪,‬ظ ار لض‪,‬عف الطلب‪,‬ة في اللغ‪,‬ة األجنبي‪,‬ة‪ .‬كم‪,‬ا لوح‪,‬ظ على طلب‪,‬ة الس‪,‬نة األولى‬
‫في بعض جامع‪,,‬ات المملك‪,,‬ة األردني‪,,‬ة الهاش‪,,‬مية أنهم يع‪,,‬انون من مش‪,,‬كلة ع‪,,‬دم فهم الكت‪,,‬اب المق‪,,‬رر‪،‬‬
‫واعتمادهم في ذلك على األستاذ‪ ،‬نظ ار لضعفهم في اللغة األجنبية‪.‬‬
‫وفي‪ ,‬الس‪,,‬ياق نفس‪,,‬ه أثبتت د ارس‪,,‬ة عيس‪,,‬ى والمط‪,,‬وع نفس‪,,‬ها) ‪ (78 ,:1988‬أن من أب رز‬
‫المشكالت التي يعاني منها طلبة كلية العلوم بجامعة الكويت ضعف فهمهم المحاض ارت باللغة‬
‫اإلنجليزي‪,, , ,‬ة‪ ،‬م‪,, , ,‬ع ض‪,, , ,‬عفهم في الكتاب‪,, , ,‬ة والتح‪,, , ,‬دث‪ ،‬وقل‪,, , ,‬ة حص‪,, , ,‬يلتهم من المص‪,, , ,‬طلحات‪ ,‬العلمي‪,, , ,‬ة‬
‫‪،‬ويض‪,,,‬طرون‪ ,‬ل‪,,,‬ذلك إلى التفك‪,,,‬ير بالعربي‪,,,‬ة والم‪,,,‬زج بينه‪,,,‬ا وبين اإلنجليزي ‪,,‬ة‪ .‬وفي‪ ,‬المقاب‪,,,‬ل ي‪,,,‬ذكر‬
‫خريوش )‪ (2009‬أن التعريب ساعد في انخفاض نس‪,,‬بة الرس‪,,‬وب‪ ،‬وازد من نس‪,,‬بة ال‪,,‬وعي والفهم‬
‫لدى الدارسين‪ ،‬ففي الجامعة األمريكية أجريت تجربة في الستينات على مجموع‪,‬تين من الطلب‪,‬ة‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫درس ‪,,‬ت واح ‪,,‬دة بالعربي ‪,,‬ة والثاني ‪,,‬ة باإلنجليزي ‪,,‬ة‪ ،‬فك ‪,,‬انت نس ‪,,‬بة االس ‪,,‬تيعاب بالعربية ‪ %76‬بينم ‪,,‬ا في‬
‫الثانية كانت‬
‫‪.%60‬‬
‫ومن الص‪,, , ,‬عوبات المرتبط‪,, , ,‬ة بالط‪,, , ,‬الب في مج‪,, , ,‬ال التع‪,, , ,‬ريب قل‪,, , ,‬ة حص‪,, , ,‬وله على الكتب‬
‫تعرب العلوم‪ ،‬وقلة المصطلحات والمعاجم المتخصصة‪ ،‬وضعف هيئ‪,,‬ة الت‪,,‬دريس في‬ ‫العربيةالتي ّ‬
‫اللغةالعربي‪,, ,‬ة‪ ،‬م‪,, ,‬ع ض‪,, ,‬عف إيم‪,, ,‬انهم بالت‪,, ,‬دريس به‪,, ,‬ا‪ .‬وت‪,, ,‬ؤدي‪ ,‬ه‪,, ,‬ذه الص‪,, ,‬عوبات‪ ,‬إلى جع‪,, ,‬ل الط‪,, ,‬الب‬
‫يواجهصعوبة في الموازنة بين لغة الد ارسة األجنبية ولغة الحي‪,,‬اة اليومي‪,,‬ة‪ ،‬وبالت‪,,‬الي ص‪,,‬عوبة في‬
‫تط‪,,‬بيق م‪,,‬ا تعلم‪,,‬ه عن‪,,‬د تخرج‪,,‬ه الختالف لغ‪,,‬ة التخ‪,,‬اطب‪ ،‬ومن هن‪,,‬ا ك‪,,‬ان التع‪,,‬ريب ض‪,,‬روريا لتوف‪,,‬ير‪,‬‬
‫ال ارحة النفسية للطالب‪ ،‬وتمكينه من تحقيق التوازن بين الد ارسة والحياة‪.‬‬
‫‪ :6-4‬الكتاب الجامعي‬
‫يش ‪,,‬ير واق ‪,,‬ع المكتب ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة إلى نقص كب ‪,,‬ير في الم ارج ‪,,‬ع العلمي ‪,,‬ة باللغ ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة‪ ،‬وق ‪,,‬د‬
‫يك‪,,‬ون من أس‪,,‬بابه قل‪,,‬ة وج‪,,‬ود الم‪,,‬ؤلفين األكف‪,,‬اء بالعربي‪,,‬ة مقاب‪,,‬ل الكتب األجنبي‪,,‬ة‪ .‬كم‪,,‬ا يع‪,,‬اني الكت‪,,‬اب‬
‫العربي من مشكلة التوزيع والطباع‪,‬ة واإلخ ارج الف‪,‬ني ال‪,‬دقيق )خري‪,‬وش ‪ .(2009،‬ولكن ه‪,‬ذا ال‬
‫يع‪,,‬ني االستس‪,,‬الم‪ ،‬واالعتم‪,,‬اد على اآلخ‪,,‬رين ‪،‬ب‪,,‬ل ال ب‪,,‬د من اإلس ارع في عملي‪,,‬ة التع‪,,‬ريب‪ ،‬فكث‪,,‬ير‬
‫من دول الع‪,,‬الم تلج‪,,‬أ إلى إث ارء مكتباته‪,,‬ا الوطني‪,,‬ة عن طري ‪,‬ق‪ ,‬النق‪,,‬ل من اللغ‪,,‬ات األخ‪,,‬رى بش‪,,‬تى‬
‫الط ‪,,‬رق‪ ،‬ووج ‪,,‬ود التقني ‪,,‬ات الحديث ‪,,‬ة يس ‪,,‬اعد بدرج ‪,,‬ة كب ‪,,‬يرة في ه ‪,,‬ذا الج ‪,,‬انب‪ .‬والعم ‪,,‬ل ال ‪,,‬دؤوب‪ ,‬في‬
‫مجال التعريب سيغني دون شك المكتبة العربية بصنوف الكتب في كافة المجاالت العلمية‪.‬‬
‫‪ :6-5‬االنفتاح على المعرفة‬
‫تس‪,,‬عى ال‪,,‬دول المتقدم‪,,‬ة إلى جع‪,,‬ل التعليم حق‪,,‬ا متاح‪,,‬ا لك‪,,‬ل ف‪,,‬رد من أف ارده‪,,‬ا إيمان‪,,‬ا منه‪,,‬ا‬
‫بأهمي‪,,‬ة العلم في دف‪,,‬ع عجل‪,,‬ة التنمي‪,,‬ة‪ ،‬وفي االس‪,,‬تفادة من معطي‪,,‬ات الحض‪,,‬ارة ‪،‬ل‪,,‬ذا حرص‪,,‬ت ال‪,,‬دول‬
‫على االهتمام بلغاتها القومية؛ إيمانا منها بعدم قدرة جميع أبنائها إتقان اللغات األخرى لالس‪,,‬تفادة‬
‫من علوم اآلخرين وخب ارتهم‪ ،‬األم‪,‬ر ال‪,‬ذي يجع‪,‬ل نط‪,‬اق انتش‪,‬ار‪ ,‬المعرف‪,‬ة ض‪,‬يقا‪ .‬ومن هن‪,‬ا ت‪,‬أتي‬
‫أهمية استخدام اللغ‪,‬ة العربي‪,,‬ة في مؤسس‪,‬ات‪ ,‬التعليم الع‪,,‬الي في ال‪,,‬وطن الع‪,‬ربي كون‪,‬ه يس‪,‬اعد على إ‬
‫ازل‪,,‬ة الح‪,,‬واجز العلمي‪,,‬ة والفني‪,,‬ة بين المتخصص‪,,‬ين الج‪,,‬امعيين والفن‪,,‬يين ال‪,,‬ذين يحت‪,,‬اجون إلى أس‪,,‬اس‬
‫نظ‪,,‬ري في الج‪,,‬وانب الفني‪,,‬ة بش‪,,‬كل يس‪,,‬اعدهم على الس‪,,‬يطرة على المخترع‪,,‬ات الحديث‪,,‬ة وادارته ‪,‬ا‪,‬‬
‫بإج‪,, ,‬ادة‪ ،‬وق ‪, ,‬د‪ ,‬ال يت‪,, ,‬أتي له‪,, ,‬ذه الفئ‪,, ,‬ة من الفن‪,, ,‬يين ه‪,, ,‬ذه المعرف‪,, ,‬ة إال من خالل إطالعهم على الكتب‬
‫المؤلفة باللغة العربية‪ ،‬ومن األدلة العالمية في هذا الجانب تجربة الياب‪,,‬ان ال‪,,‬تي ق‪,,‬دمت إلى أبنائه‪,,‬ا‬
‫العلوم المتقدمة بلغتها القومية‪ ،‬فانطلقوا‪ ,‬بعد ذل‪,‬ك في تط‪,‬وير‪ ,‬ه‪,‬ذه العل‪,‬وم‪ ،‬والتف‪,‬وق‪ ,‬على كث‪,‬ير من‬
‫الدول المتقدمة مع االحتفاظ بشخصيتهم القومية ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫وق ‪,,‬د أدرك المس ‪,,‬ؤولون عن التع ‪,,‬ريب ه ‪,,‬ذه الحقيق ‪,,‬ة‪ ،‬فحرص ‪,,‬وا‪ ,‬على أن تك ‪,,‬ون الم ‪,,‬ع رف ‪,,‬ة‬
‫المتج‪,,‬ددة متاح‪,,‬ة للجمي‪,,‬ع وفي متن‪,,‬اول أي‪,,‬دهم‪ ،‬وط‪,,‬البوا لتحقي‪,,‬ق ه‪,,‬ذا المطلب أن تك‪,,‬ون الم‪,,‬ؤتم ارت‬
‫والن‪,,,‬دوات واللق‪,,,‬اءات العلمي‪,,,‬ة باللغ‪,,,‬ة العربي‪,,,‬ة‪ .‬وفي‪ ,‬ض‪,,,‬وء نش ‪,,‬ر المعرف ‪,,‬ة‪ ،‬أوص‪, ,‬ى‪ ,‬مجم‪,,,‬ع اللغ‪,,,‬ة‬
‫العربي ‪,, ,‬ة بالق ‪,, ,‬اهرة‪ 2008‬في دورت ‪,, ,‬ه ‪ 74‬بجع ‪,, ,‬ل التعليم باللغ ‪,, ,‬ة العربي ‪,, ,‬ة في الم ‪,, ,‬دارس والمعاه ‪,, ,‬د‬
‫والكليات والجامعات ‪،‬كما أوصى‪ ,‬بد ارس‪,‬ة أث‪,‬ر التعليم باللغ‪,‬ات األجنبي‪,,‬ة على مس‪,‬توى‪ ,‬الطلب‪,,‬ة في‬
‫مجال الهوية واالنتماء الوطني‪.‬‬

‫ولإلس ارع في عملي‪,, , ,‬ة االنفت‪,, , ,‬اح المع‪,, , ,‬رفي عن طري‪,, , ,‬ق التع‪,, , ,‬ريب‪ ،‬يمكن االس‪,, , ,‬تفادة من‬
‫الجهود الجادة التي تبذلها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعل‪,‬وم‪ ,‬في تع‪,,‬ريب المص‪,‬طلح العلمي‬
‫والتق‪,,‬ني عن طري‪,,‬ق مكتب تنس‪,,‬يق التع‪,,‬ريب بالرب‪,,‬اط‪ ،‬ومن الجه‪,,‬ود ال‪,,‬تي تب‪,,‬ذلها في التع‪,,‬ريب على‬
‫مس‪,,‬توى التعليم الع‪,,‬الي عن طري‪,,‬ق المرك‪,‬ز‪ ,‬الع‪,,‬ربي للتع‪,,‬ريب والترجم‪,,‬ة والت‪,,‬أليف والنش‪,,‬ر بدمش‪,,‬ق‬
‫ال‪,,,‬ذي ُيع‪,,,‬نى بتع‪,,,‬ريب أمه‪,,,‬ات الكتب العلمي‪,,,‬ة الجامعي‪,,,‬ة بالتع ‪,,‬اون م ‪,,‬ع هيئ ‪,,‬ات علمي ‪,,‬ة متخصص‪,,,‬ة‪،‬‬
‫ومجامع اللغة العربية والجامعات العربية‪) .‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪.(2010، ,‬‬

‫وبع ‪,,‬د الح ‪,,‬ديث عن الص ‪,,‬عوبات ال ‪,,‬تي تواج ‪,,‬ه التع ‪,,‬ريب في ال ‪,,‬وطن الع ‪,,‬ربي وبخاص ‪,,‬ة في‬
‫قط‪,,,‬اع التعليم الع‪,,,‬الي‪ ،‬يمكن أن نلخص ه‪,,,‬ذه الص‪,,,‬عوبات فيم ‪,,‬ا قال ‪,,‬ه الس ‪,,‬يد) ‪ (2010‬وهي‪" :‬ع‪,,,‬دم‬
‫اتخ ‪,,‬اذ ال ‪,,‬ق ارر الحاس ‪,,‬م العتم ‪,,‬اد العربي ‪,,‬ة وتبنيه‪,,‬ا‪ ,‬في الت ‪,,‬دريس الج ‪,,‬امعي‪ ،‬وبق ‪,,‬اء األم ‪,,‬ور معلق ‪,,‬ة‪،‬‬
‫واستم ارر التخلف والتبعية‪ ،‬واألمية‪ ،‬وعدم استنبات العلم عربيا‪ ،‬وتسيب لغوي قومي‪ ،‬وش‪,,‬عور‬
‫بالتص‪,,‬اغر والتك‪,,‬ابر‪ ,،‬التص‪,,‬اغر تج‪,,‬اه الثقاف‪,,‬ة األجنبي‪,,‬ة‪ ،‬والتك‪,,‬ابر تج‪,,‬اه الثقاف‪,,‬ة القومي‪,,‬ة وت ارثه‪,,‬ا‬
‫الحضاري"‪ .‬ويكون محصلة هذا كله الت‪,‬أثير الس‪,‬لبي على نفس‪,‬ية الطلب‪,‬ة من حيث الش‪,‬عور‪ ,‬بدوني‪,‬ة‬
‫اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ .‬ويق‪,,‬ول ش‪,,‬وقي ض‪,,‬يف ال‪,,‬وارد في الت‪,,‬ويجري) ‪ (2004‬في ه‪,,‬ذا الج‪,,‬انب‪" :‬وال ريب‬
‫في أن طالب الكلي ‪,, ,‬ات العلمي ‪,, ,‬ة يش ‪,, ,‬عرون بغ ‪,, ,‬ير قلي ‪,, ,‬ل من اله ‪,, ,‬وان للغتهم العربي ‪,, ,‬ة‪ ،‬إذ يدرس ‪,, ,‬ون‬
‫عل‪,,‬ومهم بلغ‪,,‬ات أجنبي‪,,‬ة وال يج‪,,‬دون للغتهم العربي‪,,‬ة مكان‪,,‬ا بينه‪,,‬ا‪ ،‬مم‪,,‬ا يجعلهم يش‪,,‬عرون بأنه‪,,‬ا لغ‪,,‬ة‬
‫وأم ُل تعريب التعليم الجامعي من رمال األمة‪ ،‬وقد‪ ,‬طال عليها انتظاره"‪,‬‬
‫متخلفة ‪َ ...‬‬

‫‪ - 7‬متطلبات التعريب في الوطن العربي بما يحقق جودة التعليم العالي‬


‫‪,‬ري بن ‪,,‬ا‬
‫بع ‪,,‬د التع ‪,,‬رف على الص ‪,,‬عوبات ال ‪,,‬تي يواجهه ‪,,‬ا التع ‪,,‬ريب في ال وطن الع ‪,,‬ربي‪ ،‬ح ‪ّ ,‬‬
‫التطرق إلى متطلبات التعريب التي تساعد في التغلب على تلك الصعوبات‪ ،‬وتعمل على إعطاء‬
‫التعريب حقه‪ ،‬وتسعى‪ ,‬إلى نجاحه‪ .‬ومن بين هذه المطالب ما يلي‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-‬ق ارر سياس‪, ,‬ي‪ ,‬على مس ‪,,‬توى ال ‪,,‬وطن الع ‪,,‬ربي )م ارد ‪ .(1987‬ف ‪,,‬الجهود الفردي ‪,,‬ة‪ ،‬والم ‪,,‬ؤتم‪ ,‬ارت‬
‫والن‪,‬دوات‪ ،‬وم‪,‬ا تق‪,‬وم ب‪,‬ه المؤسس‪,‬ات ق‪,‬د ال يالقي ص‪,‬دى في المجتم‪,‬ع إن لم يكن م‪,‬دعوما ب‪,‬ق ارر‬
‫سياسي يؤمن بأهمية التعريب ودوره في توطيد الرس‪,‬الة الحض‪,,‬ارية للغ‪,‬ة العربي‪,‬ة‪ ،‬ويقتن‪,‬ع ب‪,,‬دوره‬
‫في غ‪,,‬رس هوي‪,,‬ة األم‪,,‬ة ل‪,,‬دى األجي‪,,‬ال الناش‪,,‬ئة وحمايته‪,,‬ا ال‪,,‬تي ال تك‪,,‬ون إال بحماي‪,,‬ة لس‪,,‬انها ‪،‬ال‪,,‬ذي‬
‫فأي أمة فقدت لغتها‪ ،‬فقدت حياتها‪.‬‬
‫فيهترسيخ للكيان العربي اإلسالمي الكبير‪ ،‬وتقويةٌ لدعائمه‪ّ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ومن المع‪,,‬روف‪ ,‬أن العالق‪,,‬ة – كم‪,,‬ا ي‪,,‬ذكر الحج‪,,‬ري) ‪ -(365 , -363 , :2010‬وثيق‪,,‬ة ج‪,,‬دا‬
‫بيناللغ‪,, ,‬ة العربي‪,, ,‬ة والشخص‪,, ,‬ية العربي‪,, ,‬ة‪ ،‬فاللغ‪,, ,‬ة تمت‪,, ,‬از بالثب‪,, ,‬ات والمرون‪,, ,‬ة؛ بالثب‪,, ,‬ات في قواع‪,, ,‬دها‬
‫النحويةوالصرفية عبر التاريخ كونها حاضنة القررن الكريم‪ ،‬األمر الذي جعل الع‪,,‬ربي ال يش‪,,‬عر‬
‫ب‪,,‬االغت اربعن ت ارث‪,,‬ه‪ ،‬وبالمرون‪,,‬ة من خالل إنت‪,,‬اج المف‪,,‬ردات الجدي‪,,‬دة ع‪,,‬بر الت‪,,‬اريخ عن طري‪,,‬ق‬
‫االش ‪,,‬تقاق والتولي‪, ,‬د‪ ,‬والنحت والتع ‪,,‬ريب‪ ،‬ك ‪,,‬ل ه ‪,,‬ذا كفي ‪,,‬ل ب ‪,,‬أن يلقي بظالل ‪,,‬ه على ص ‪,,‬قل الشخص ‪,,‬ية‬
‫العربي ‪,,‬ة‪ ،‬فتك ‪,,‬ون ثابت ‪,,‬ة في قيمه‪,,‬ا‪ ,‬وهويته ‪,,‬ا‪ ،‬ومرن ‪,,‬ة في مواكبته ‪,,‬ا ومش ‪,,‬اركتها وتفاعله ‪,,‬ا م ‪,,‬ع روح‬
‫العصر‪.‬‬
‫‪-‬تع ‪,,‬اون ع ‪,,‬ربي على مس ‪,,‬توى‪ ,‬كاف ‪,,‬ة المؤسس ‪,,‬ات المعني ‪,,‬ة ب ‪,,‬التعريب‪ ،‬ومج ‪,,‬امع اللغ ‪,,‬ة‪ ،‬والجامع ‪,,‬ات‪،‬‬
‫لوضع است ارتيجية عربية مشتركة تنظر إلى التعريب بعين المستقبل‪ ،‬ووض‪,‬ع‪ ,‬م‪,,‬واقيت مح‪,,‬ددة‬
‫إلنج‪,,‬از العم‪,,‬ل‪ ،‬وتوف‪,,‬ير‪ ,‬إمكان‪,,‬ات مادي‪,,‬ة مناس‪,,‬بة ل‪,,‬دعم الفك‪,,‬ر الق‪,,‬ومي وتأص‪,,‬يله‪ .‬وق‪,,‬د وعت ال‪,,‬دول‬
‫المتقدم‪,,‬ة أهمي‪,,‬ة التع‪,,‬اون وتوف‪,,‬ير‪ ,‬اإلمكان‪,,‬ات الغ‪,,‬رض؛ فالياب‪,,‬ان والس‪,,‬وفيت – على س‪,,‬بيل المث‪,,‬ال –‬
‫تتعاقد مع دور النشر األجنبية الكبرى لتحويل مطبوعاتها في مختلف ميادين المعرف‪,,‬ة أوال ب‪,,‬أول‬
‫إلى لغتها األم‪.‬‬
‫وق‪,,‬د تمث‪,,‬ل ه‪,,‬ذا االهتم‪,,‬ام في ال‪,,‬دول العربي‪,,‬ة ع‪,,‬بر م‪,,‬ا أوص‪,,‬ت ب‪,,‬ه م‪,,‬ؤتم ارت مجم‪,,‬ع اللغ‪,,‬ة‬
‫العربية بالعمل على أن إنشاء هيئة كبرى تضع خطة محكم‪,‬ة لنق‪,‬ل العل‪,‬وم والتكنولوجي‪,‬ا‪ ,‬الغربي‪,‬ة‪،‬‬
‫م‪,,‬ع مالحظ‪,,‬ة التط‪,,‬وارت العص‪,,‬رية فيهم‪,,‬ا‪ ،‬خدم‪,,‬ة لتع‪,,‬ريب التعليم الج‪,,‬امعي‪ ،‬م‪,,‬ع االهتم‪,,‬ام بإع‪,,‬داد‬
‫المختص‪,,‬ين في ه‪,,‬ذا المج‪,,‬ال‪ ،‬وأال يقتص‪,,‬ر دور ه‪,,‬ذه الهيئ‪,,‬ة على النق‪,,‬ل إلى اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة فق‪,,‬ط‪ ،‬ب‪,,‬ل‬
‫النق‪,,‬ل منه‪,,‬ا إلى اللغ‪,,‬ات األخ‪,,‬رى‪ ,‬كنق‪,,‬ل الت ارث الع‪,,‬ربي وبخاص‪,,‬ة مع‪,,‬اني الق‪,,‬ررن الك‪,,‬ريم والس‪,,‬نة‬
‫وأم‪,‬ات الكتب إلى اللغ‪,,‬ات العالمي‪,,‬ة الذائع‪,,‬ة )حج‪,,‬ازي‪ .(2010 ،‬ولكن يظ‪,,‬ل ه‪,,‬ذا االهتم‪,,‬ام‬ ‫النبوي‪,,‬ة ّ‪,‬‬
‫محص ‪,,‬وار في توص ‪,,‬يات‪ ,‬الم ‪,,‬ؤتم‪ ,‬ارت وه ‪,,‬و بطبيع ‪,,‬ة الح‪,,,‬ال ال يكفي م ‪,,‬ا لم يكن م ‪,,‬دعوما بتع ‪,,‬اون‬
‫عربي متكامل من جميع الدول والمؤسسات والهيئات فيها‪.‬‬
‫‪ -8‬الخاتمة والتوصيات‬
‫بعد سبر هذه الورقة موضوع‪ ,‬التعريب والقضايا‪ ,‬المرتبطة به‪ ،‬ودور‪ ,‬كل ذلك في ج‪,,‬ودة‬
‫التعليم الع‪,,‬الي في ال‪,,‬دول العربي‪,,‬ة‪ ،‬يتض‪,,‬ح لن‪,,‬ا أن قض‪,,‬ية تع‪,,‬ريب التعليم وبخاص‪,,‬ة الع‪,,‬الي من‪,,‬ه غ‪,,‬ير‬
‫‪20‬‬
‫مقتص‪,,‬ر على تع‪,,‬ريب مص‪,,‬طلحات علمي‪,,‬ة فق‪,,‬ط‪ ،‬ب‪,,‬ل نق‪,,‬ل العل‪,,‬وم برمته‪,,‬ا إلى اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة‪ ،‬لتك‪,,‬ون‬
‫هي اللغ ‪,,‬ة الرس ‪,,‬مية للت ‪,,‬دريس والتعام ‪,,‬ل والتفاع ‪,,‬ل بين األس ‪,,‬تاذ وطلبت ‪,,‬ه‪ ،‬األم ‪,,‬ر ال ‪,,‬ذي يس ‪,,‬اعد على‬
‫توطي‪, ,‬د‪ ,‬العالق ‪,,‬ة التفاعلي ‪,,‬ة بين أط ارف العملي ‪,,‬ة التعليمي ‪,,‬ة‪ ،‬وه ‪,,‬و أم ‪,,‬ر ي ‪,,‬ؤدي إلى م ‪,,‬ا تأمل ‪,,‬ه ال ‪,,‬دول‬
‫العربي‪,, ,‬ة منتق‪,, ,‬دم علمي‪ .‬وال يقتص‪,, ,‬ر ه‪,, ,‬ذا ال‪,, ,‬دور على الج‪,, ,‬انب العلمي المحض ب‪,, ,‬ل يتج‪,, ,‬اوزه إلى‬
‫قض ‪,,‬ية أعمق ‪,,‬وهي الهوي ‪,,‬ة‪ ،‬وتقوي ‪,,‬ة ض ‪,,‬مير األم ‪,,‬ة ال ‪,,‬ذي ال ب ‪,,‬د أن يك ‪,,‬ون ح ‪,,‬اض ار والزم ‪,,‬ا للبن ‪,,‬اء‬
‫والحفاظ على ت ارباألوطان وت ارثه‪.‬‬
‫ولق ‪,,,‬د أرين‪,, ,‬ا أن تك ‪,,,‬ريس الجه ‪,,,‬د في س ‪,,,‬بيل التعليم بلغ‪,, ,‬ة أجنبي‪,, ,‬ة دون م ارع‪,, ,‬اة اللغ‪,, ,‬ة األم‬
‫يعززعق‪,,‬دة النقص عن‪,,‬د أبن‪,,‬اء ال‪,,‬وطن‪ ،‬وه‪,,‬ذا م‪,,‬ا نش‪,,‬هده من واق‪,,‬ع ح‪,,‬الي ألبن‪,,‬اء األم‪,,‬ة العربي‪,,‬ة من‬
‫ابتع‪,,‬ادهمعن لغتهم األم‪ ،‬األم ‪,,‬ر ال ‪,,‬ذي أدى إلى أن" تع‪,,‬اجمت اللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة على ألس ‪,,‬نتنا‪ ،‬وأص‪,,‬بح‬
‫أوالدناك‪,,‬أوالد ال‪,,‬روم والفرنج‪,,‬ة‪ ،‬ال يس‪,,‬تقيم لس‪,,‬انهم بلغ‪,,‬ة أج‪,,‬دادهم‪ ،‬والجمي‪,,‬ع ي‪,,‬درك فداح‪,,‬ة الخط‪,,‬ر‬
‫لكنهم يتفرجون! إال من رحم ربي"‪) ,‬أحمد ‪ ،(2001،‬ونجم عن هذا ضعف فهم هذا الجيل تعاليم‬
‫دينهم الذي كان الواجب أن يبلغوه لألمم األخرى‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى‪" :‬كنتم خ‪,,‬ير أم‪,‬ة أخ‪,,‬رجت‬
‫للن ‪,,‬اس ت ‪,,‬أمرون ب ‪,,‬المعروف‪ ,‬وتنه ‪,,‬ون عن المنك ‪,,‬ر وتؤمن ‪,,‬ون باهلل" )رل عم ارن ‪ .(110،‬وق ‪,,‬د نتج‬
‫تم ّس عقي‪,,‬دة المس‪,,‬لم‪ ،‬إض‪,,‬افة إلى‬
‫عن هذا االبتعاد ظهور كثير من الحركات الفكرية الهدامة ال‪,,‬تي َ‬
‫انتش‪,,,‬ار‪ ,‬كث‪,,,‬ير من أم ارض العص‪,,,‬ر كالتوح‪,,,‬د واالكتئ‪,,,‬اب والي ‪,,‬أس ال ‪,,‬تي ت ‪,,‬ؤدي‪ ,‬ب ‪,,‬المرء في بعض‬
‫الحاالت إلى نهاية غير محمودة العواقب‪.‬‬
‫ولئن ك‪,, ,‬ان الح‪,, ,‬ال ك‪,, ,‬ذلك في ه‪,, ,‬ذا الجي‪,, ,‬ل المتص‪,, ,‬ل بآبائ‪,, ,‬ه وأج‪,, ,‬داده الغي‪,, ,‬ورين على أمتهم‬
‫ودينهم‪ ،‬ف‪,,‬األمر‪ ,‬ق‪,,‬د يك‪,,‬ون أس‪,,‬وء م‪,,‬ع األجي‪,,‬ال القادم‪,,‬ة ال‪,,‬تي ق‪,,‬د تنس‪,,‬لخ ش‪,,‬يئا فش‪,,‬يئا عن مج‪,,‬دها‪ ،‬وق‪,‬د‪,‬‬
‫تتنك‪,,‬ر ل‪,,‬ه‪ ،‬وتتنص‪,,‬ل من‪,,‬ه‪ ،‬ب‪,,‬ل ق‪,,‬د تش‪,ّ ,‬ن علي‪,,‬ه حمل‪,,‬ة ش‪,,‬عواء ال ه‪,,‬وادة فيه‪,,‬ا‪ .‬ومن هن‪,,‬ا أص‪,,‬بح القي‪,,‬ام‬
‫بعملية التعريب واجبا دينيا ووطنيا ال يجوز التق‪,,‬اعس عن أدائ‪,‬ه‪ ،‬وم‪,,‬ا ُيث‪,,‬ار في‪,,‬ه من قض‪,,‬ايا ينبغي‬
‫تفت في عضد األمة العربية المسؤولة جمعاء عن هذه القضية‪.‬‬ ‫أال َ‬
‫ومن المعلوم أن تقص‪,,‬ير أه‪,,‬ل اللغ‪,‬ة العربي‪,‬ة في خ‪,,‬دمتها وكش‪,,‬ف أس ارره‪,,‬ا وخصائص‪,‬ها‪,‬‬
‫ال يعني ب‪,‬أي ح‪,,‬ال من األح‪,‬وال أنه‪,,‬ا ليس‪,‬ت أص‪,‬يلة وال غني‪,‬ة‪ ،‬كم‪,,‬ا ال ينبغي أن يك‪,,‬ون حكم الن‪,‬اس‬
‫عليها رهينا بهذا الواقع المفروض عليه‪,,‬ا‪ .‬ل‪,,‬ذا فالمش‪,,‬كلة ال تكمن في اللغ‪,,‬ة وانم‪,,‬ا في أه‪,,‬ل اللغ‪,,‬ة؛‬
‫فاللغ‪,,‬ة العربي‪,,‬ة ك‪,,‬انت لغ‪,,‬ة حض‪,,‬ارة عن‪,,‬دما ك‪,,‬ان أهله‪,,‬ا أص‪,,‬حاب حض‪,,‬ارة‪ ،‬ولم تت ارج‪,,‬ع عن ه‪,,‬ذه‬
‫المكانة إال عندما تنازل أصحابها عن موقع الصدارة ‪.‬ومن هن‪,‬ا وجب علين‪,,‬ا أن نتج‪,‬اوز‪ ,‬مرحل‪,,‬ة‬
‫الدعوة إلى التعريب واالهتمام به‪ ،‬إلى مرحلة التنفيذ الفعلي له؛ لنعيد للغة العربية صدارتها‪,.‬‬

‫‪21‬‬
‫وعلي ‪,,‬ه تختتم ه ‪,,‬ذه الورق ‪,,‬ة الح ‪,,‬ديث عن التع ‪,,‬ريب ودوره في ج ‪,,‬ودة التعليم الع ‪,,‬الي ببعض‬
‫التوصيات لعلها تكون من باب قوله تعالى‪" :‬إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى الس‪,,‬مع‬

‫وهو شهيد" )ق ‪.(37،‬‬


‫وتتمثل أهم هذه التوصيات فيما يلي‪:‬‬
‫البدء بالتعريب على األقل في السنوات األولى من التعليم الجامعي‪ ،‬ومتابعة هذه التجربةلتقويمها‬ ‫‪-‬‬
‫وتطويرها‪ ،‬وعالج نقاط الضعف‪ ،‬وتعزيز جوانب القوة فيها‪ ،‬واالستفادة في ذلك منالدول بما فيها‬
‫من مؤسسات‪ ,‬وجامعات وهيئات التي خاضت تجربة التعريب أو المهتمة به‪ - .‬السعي إلى إنشاء‬
‫م اركز للتعريب‪ ،‬وتكليف طلبة الد ارسات العليا الدارسين باللغات األخرىترجمة رسائلهم باللغة‬
‫العربية لتكون في متناول جميع الدارسين في المكتبات‪.‬‬
‫نشر ما تقوم به المجامع اللغوية من تعريب للمصطلحات؛ ليكون في متناول القارئ العاديفي‬ ‫‪-‬‬
‫الوطن العربي‪ ،‬وتحويل توصيات هذه المجامع إلى ق ارارت ملزمة عن طريق الق ارارت‬
‫السياسةومتابعة تنفيذها من جهات رقابية مختصة‪ ،‬ليس على المستوى‪ ,‬التعليمي فقط‪ ،‬بل على‬
‫مستوىالحياة العامة أيضا بما فيها من وسائل إعالم‪ ،‬وصحة‪ ،‬ودعايا واعالنات‪ ،‬وسلع استهالكية؛‬
‫ليعيش المجتمع بأكمله هذا المشهد واقعا ملموسا‪ ،‬األمر الذي يدفع إلى التحمس لتعلم اللغة العربية‪،‬‬
‫واتقان مها ارتها‪.‬‬
‫تطوير‪ ,‬المعاجم العربية وعلومها‪ ،‬بإدخال الجديد من المصطلحات‪ ,‬فيها التي استجدت نظ ار‬ ‫‪-‬‬
‫للتطور‪ ,‬المتسارع‪ ,‬في الجوانب العلمية‪ ،‬ولتحقيق‪ ,‬هذا الغرض يمكن استغالل الطاقات الكامنة في‬
‫اللغة العربية من اشتقاق ونحت وغيرهما‪ .‬كما يمكن تطوير المعاجم العربية عن طريق تحويلها‪,‬‬
‫إلى معاجم محوسبة تسهل معها عملية البحث عن المصطلحات‪ ,‬والمقارنة بينها‪ ،‬ووضع هذه‬
‫المعاجم في شبكة المعلومات لتكون متاحة للجميع‪.‬‬
‫االهتمام بعلم المصطلح والداللة‪ ،‬وتطوير بنك المصطلحات‪ ,‬العلمية إضافة إلى ما ذكرناه من‬ ‫‪-‬‬
‫االهتمام بالمعاجم العربية؛ ليواكب المصطلحات المتدفقة بشكل سريع في المجاالت العلمية‬
‫والتقنية‪ .‬واالستفادة من خب ارت العلماء المختصين والعالمين باللغة العربية من الجيل السابق‬
‫‪،‬وعدم تضييع الوقت في هذا الجانب؛ حتى ال يأتي اليوم الذي ال تستطيع‪ ,‬هذه األمة المضي في‬
‫التعريب لقلة الضالعين في اللغة العربية‪ ،‬وحينها‪ ,‬سنبكي على اللبن المسكوب‪ ،‬وينطبق علينا المثل‬
‫اللبن"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫"الصيف ضيعت َ‬‫َ‪,‬‬ ‫القائل‪:‬‬
‫‪ -‬غرس حب اللغة العربية واالعت ازز بها لدى أساتذة الجامعات والطلبة الدارسين‪ ،‬عن طريق‬
‫االهتمام بها في جميع المؤسسات التعليمية واإلعالمية‪ ،‬وتطوير‪ ,‬ط ارئق تدريسها‪ ،‬والتأكيد‪ ,‬على‬

‫‪22‬‬
‫أنها شرط أساسي لتنمية أدوات التفكير والقد ارت الذهنية واإلبداعية لدى أبناء المجتمع‪ ،‬مع ما‬
‫تؤديه من دور‪ ,‬في تقوية الهوية‪ ،‬وت اربط المجتمع وتالحمه‪.‬‬
‫يدرس لجميع الطلبة كمتطلب جامعة في مؤسسات التعليم العالي‬
‫توظيف‪ ,‬مقرر اللغة العربية الذي ّ‬ ‫‪-‬‬
‫في غرس الهوية وحب اللغة‪ ،‬لتهيئة الجو النفسي والفكري للتعريب‪ .‬ويكون ذلك عن طريق‪,‬‬
‫تضمين هذا المقرر نصوصا‪ ,‬عن أهمية اللغة األم‪ ،‬واعت ازز اآلخرين بلغاتهم‪ ،‬وبيان مكانة اللغة‬
‫العربية في الهيئات العالمية‪ ،‬ودورها‪ ,‬الحضاري‪ ,‬عبر التاريخ‪ ،‬إضافة إلى أهمية التعريب ودوره‬
‫في فهم العلم والقدرة على اإلبداع فيه‪ .‬فالمالحظ‪ ,‬على هذا المقرر في وضعه الحالي عدمتوجيهه‬
‫الوجهة الصحيحة‪ ،‬من حيث األهداف والمحتوى وطريقة التدريس والتقويم‪ ,،‬وبالتالي اليؤتي ثماره‬
‫المرجوة منه‪ ،‬وبناء على ذلك اتخذه كثير من الطلبة مطية إلكمال نصاب جدولهم‪ ،‬أومجاال لرفع‬
‫معدلهم الت اركمي‪.‬‬
‫ويع‪,, ,‬نى‪ ,‬ه‪,, ,‬ذا أن‪,, ,‬ه يجب تهيئ‪,, ,‬ة الج‪,, ,‬و الع‪,, ,‬ام ل‪,, ,‬دى الطلب‪,, ,‬ة واألس‪,, ,‬اتذة في مؤسس‪,, ,‬ات‪ ,‬التعليم‬
‫العاموالع ‪,,‬الي ب ‪,,‬ل وفي‪ ,‬المجتم ‪,,‬ع بأس ‪,,‬ره لتولي ‪,,‬د ش ‪,,‬عار يجب أن ن ‪,,‬ؤمن ب ‪,,‬ه جميع ‪,,‬ا‪ ،‬يتمث ‪,,‬ل في ق ‪,,‬ول‬
‫الشاعر‬
‫وديع عقل اللبناني) ‪1882‬م‪1933 -‬م‪(:‬‬
‫لغة يهون على بنيها أن يروا يوم القيامة قبل يوم هوانها‬
‫تقوية مستوى الطلبة في اللغة العربية في التعليم العام عبر دعم استعمالها المتواصل‪ ،‬ليس كتابيا‬ ‫‪-‬‬
‫فقط‪ ،‬بل شفويا كذلك‪ ،‬عن طريق تعويد‪ ,‬الطلبة التحدث بالعربية السليمة في الصف‪ ،‬وتخصيص‬
‫اختبا ارت للجانب الشفوي واالستماع‪ ,‬كما يحدث في مادة اللغة اإلنجليزية‪ .‬وأال يقتصر هذا الدور‬
‫على معلم اللغة العربية وحده‪ ،‬بل ال بد من تعاون معلمي جميع المواد الد ارسية‪" ،‬فما ال يتم‬
‫يعول عليه فيه‬
‫الواجب إال به فهو واجب"‪ ،‬كل ذلك بغية تأهيل الطالب للمستوى الجامعي الذي ّ‬
‫لإلبداع واالبتكار‪ ,‬عندما تكون عملية التعريب أخذت مكانها الصحيح‪ .‬وعلى مستوى‪ ,‬التعليم العالي‬
‫تحديدا يمكن مقارنة اللغة العربية بغيرها من اللغات التي يدرسها‪ ,‬الطالب بصفة إل ازمية أو‬
‫اختيارية؛ بغية اكتشاف محاسنها والخصائص‪ ,‬التي تميزها عن غيرها‪ ،‬فكما قيل‪" :‬وبضدها تتميز‬
‫األشياء‪".‬‬

‫‪ #‬المارجع‬
‫أحمد‪ ،‬تمام) ‪" .(2003‬مجمع البكري‪ ..‬خطوة أولى مجامع )في ذكرى قيامه‪ 21 :‬شوال‬ ‫‪-‬‬
‫هـ("‪ .‬أخذ بتاريخ ‪ 24/8/2003‬من‪/http://www.islamonline.net :1390‬‬

‫‪23‬‬
‫أحمد‪ ،‬سلوى) ‪" (2001‬اللغة العربية مشاكل وحلول"‪ .‬أخذ بتاريخ ‪ 24/12/2002‬من‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.faisalbughdadi.com/vb/showthread.php?t=423‬‬
‫التويجري‪ ،‬عبد العزيز بن عثمان) ‪" (2004‬مستقبل اللغة العربية"‪ .‬أخذ بتاريخ ‪29/5/2010‬‬ ‫‪-‬‬

‫من‪http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/avarabe/Menu.htm :‬‬

‫الجندي‪ ،‬فداء ياسر) ‪ (2003‬العرب والعربية في عصر الثورة الحاسوبية‪ .‬دار الفكر‪ :‬دمشق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحاج‪ ،‬حميد أحمد) ‪" (2009‬تعريب التعليم الجامعي )الجامعة األردنية نموذجا("‪ .‬أخذ بتاريخ‬ ‫‪-‬‬

‫من ‪http://www.majma.org.jo/majma/index.php/2009 -02-10-09-35-:2011/8/9‬‬


‫‪28/376-27-10.html‬‬
‫حجازي‪ ،‬محمود فهمي) ‪" (2010‬اللغة العربية في التعليم واإلعالم"‪ .‬أخذ بتاريخ ‪12/10/2010‬‬ ‫‪-‬‬
‫من‪http://www.elazhar.com/conf_au/13/57.asp :‬‬

‫الحجري‪ ،‬محمد بن سعيد) ‪" (2010‬اللغة العربية وتكوين الشخصية العربية رؤية لغوية حضارية‬ ‫‪-‬‬
‫‪".‬ندوة اللغة العربية‪ :‬التجارب العالمية في تعليم اللغة العربية وتعلمها ‪ 24-22‬فب ارير ‪،2004‬‬
‫مسقط‪ :‬وازرة التربية والتعليم‪.‬‬
‫خريوش‪ ،‬عبد الرؤوف) ‪" (2009‬تعريب التعليم الجامعي وأهم المشاكل التي تواجهه" أخذ بتاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 9/8/2011‬من‪:‬‬
‫‪http://knol.google.com/k/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%‬‬
‫خريوش‪ ،‬عبد الرؤوف) ‪/2009‬أ( "د ور مجمع اللغة العربية األردني في تعريب التعليم العالي‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعي في األردن"‪ .‬أخذ بتاريخ ‪ 9/8/2011‬من‪:‬‬
‫‪http://knol.google.com/k/%D8%AF%D9%88%D8‬‬
‫عمان‪ :‬دار‬‫خليفة‪ ،‬عبد الكريم) ‪ (1997‬اللغة العربية والتعريب في العصر الحديث‪ .‬ط‪ّ .5‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفرقان‪.‬‬
‫الرياض) ‪ 21‬فب ارير ‪ " (2010‬األمم المتحدة ‪ 18 :‬ديسمبر اليوم العالمي لالحتفاء باللغة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية"‪ .‬جريدة الرياض الرسمية‪ .‬أخذ بتاريخ ‪ 29/8/2011‬من‪http://www.alriyadh.com/ :‬‬
‫‪2010/02/21/article500324.html‬‬
‫السيد‪ ،‬محمود أحمد) ‪" (2010‬إشكالية تعريب التعليم العالي" أخذ بتاريخ ‪ 9/8/2011‬من‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://knol.google.com/k/%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%‬‬
‫شهيد‪ ،‬عبداهلل واثق‪) ,‬د‪.‬ت( "تجربة سورية في تعريب العلوم في التعليم العالي" أخذ بتاريخ‬ ‫‪-‬‬

‫من ‪www.isesco.org.ma/arabe/publications/p26.php :2011/8/9‬‬

‫‪24‬‬
‫صف ارطة‪ ،‬حامد محمود) ‪" (1985‬تعريب التدريس والعلوم‪ ,‬في الجامعات العربية ضرورة‬ ‫‪-‬‬
‫حضارية "رسالة الخليج العربي‪،‬العدد الخامس عشر‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬ص ص ‪.114-91‬‬
‫طعيمة‪ ،‬رشدي‪ ,‬أحمد‪ ،‬والناقة‪ ،‬محمود كامل) ‪ (2009‬اللغة العربية والتفاهم العالمي المبادئ‬ ‫‪-‬‬
‫واآلليات‪َ .‬ع ّمان‪ :‬دار المسيرة‪.‬‬
‫العاني‪ ،‬دحام إسماعيل‪ ،‬والحرقان‪ ،‬فايز عبداهلل‪ ،‬والغامدي‪ ،‬منصور بن محمد‪ ،‬والكنهل‪ ،‬محمد بن‬ ‫‪-‬‬
‫إب ارهيم )د‪.‬ت( "رلية توظيف الشبكة العالمية )اإلنترنت( في رصد المصطلح العلمي وتعريبه‬
‫وضبطه ونشره‪ ".‬أخذ بتاريخ ‪ 16/6/2010‬من‪http://www.mghamdi.com/SD.pdf:‬‬

‫عمار‪ ،‬سام عبد الكريم) ‪" (2010‬االزدواجية اللغوية والكفاءة التواصلية في ضوء مستويات‪ ,‬اللغة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية وأشكالها‪ ,‬في االستعمال المعاصر"‪ .‬ندوة اللغة العربية‪ :‬التجارب العالمية في تعليم اللغة‬
‫العربية وتعلمها ‪ 24-22‬فب ارير ‪ ،2004‬مسقط‪ :‬وازرة التربية والتعليم‪.‬‬
‫عيسى‪ ،‬مصباح الحاج‪ ،‬والمطوع‪ ،‬نجاة عبد العزيز) ‪" .(1988‬التعريب ومشكلة استخدام اللغة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنجليزية كوسيلة اتصال تعليمية في كلية العلوم بجامعة الكويت"‪ .‬أخذ بتاريخ ‪ 20/7/2011‬من‪:‬‬
‫‪http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/kashaf/abstract.asp?id=1792‬‬

‫الغامدي ماجد بن جعفر )د‪.‬ت( "هل ستموت اللغة العربية؟" أخذ بتاريخ ‪28/6/2010‬‬ ‫‪-‬‬

‫من‪http://www.wasatiaonline.net/news/details.php?data_id=864 :‬‬

‫اللواتي‪ ،‬طاهرة بنت عبد الخالق) ‪" (2010‬عالقة اللغة العربية بالتفكير واإلبداع" ندوة اللغة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪ :‬التجارب العالمية في تعليم اللغة العربية وتعلمها ‪ 24-22‬فب ارير ‪ ،2004‬مسقط‪:‬‬
‫وازرة التربية والتعليم‪.‬‬
‫م ارد‪ ،‬عباس كاظم مهدي) ‪" (1987‬حركة تعريب التعليم العالي في الوطن العربي‪ ,‬داللته‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬وأساليبه‪ ،‬وواقعه‪ ،‬ومشكالته‪ ،‬وحلولها"‪ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬غير منشورة‪ ،‬معهد البحوث والد ارسات‬
‫العربية‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫معروف‪ ،‬نايف محمود) ‪ (1987‬خصائص العربية وطارئق تدريسها‪ .‬ط‪ .2‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫النف ‪,,‬ائس‪ - .‬المنظم ‪,,‬ة العربي ‪,,‬ة للتربي ‪,,‬ة والثقاف ‪,,‬ة والعل ‪,,‬وم) ‪" (2010‬التع ‪,,‬ريب أولوي ‪,,‬ة أخ ‪,,‬رى"‪ .‬أخ ‪,,‬ذ‬
‫بتاريخ‬

‫من ‪http://www.alecso.org.tn/index.php?option=com_content&task :2010/5/4‬‬

‫الموسوي‪ ،‬شبر بن شرف )‪" (2010‬أثر وسائل االتصال على اللغة العربية‪ ،‬المجتمع العماني‬ ‫‪-‬‬
‫نموذجا"‪ ,.‬ندوة اللغة العربية‪ :‬التجارب العالمية في تعليم اللغة العربية وتعلمها ‪ 24-22‬فب ارير‬

‫‪25‬‬
‫ريب في‬,, , ‫( "دور التع‬1984 )‫ريم‬,, , ‫د الك‬,, , ‫ عب‬،‫افي‬,, , ‫ الي‬- .‫ة والتعليم‬,, , ‫ وازرة التربي‬:‫قط‬,, , ‫ مس‬،2004
:‫ من‬8/9/2011 ‫اريخ‬,, , , , , , , , , , , , , , , ,‫ذ بت‬,, , , , , , , , , , , , , , , ,‫ أخ‬."‫ة‬,, , , , , , , , , , , , , , , ,‫ة العربي‬,, , , , , , , , , , , , , , , ,‫ة الذاتي‬,, , , , , , , , , , , , , , , ,‫يل الثقاف‬,, , , , , , , , , , , , , , , ,‫تأص‬
http://adelabdo.yoo7.com/t3191-topic

- Chejne, Anwar G. (1969) The Arabic Language: Its Role in History.


Minneapolis, Minn: University of Minnesota Press.
- Gaskell, Philip (1998) Standard Written English: A Guide. Edinburgh:
Edinburgh University Press.

- Jadwat, Ayoob Y. (1987) “Teaching of Arabic as a Foreign Language (TAFL):


A Study of the Communicative Approach in Relation to Arabic”.
Unpublished Ph.D. thesis, University of St. Andrews, Scotland, UK.

- Kilgour, David (1999, 9 October) The Importance of Language. Retrieved


Jun 26, 6, 2010 from http://www.david-kilgour.com/mp/sahla.htm
- Suleiman, Yasir (1994) Nationalism and the Arabic Language: an Historical
Overview. In Suleiman, Yasir (ed.) Arabic Sociolinguistics Issues &
Perspectives, 3 – 24. Curzon Press Ltd. Retrieved Jun 27, 6, 2010 from
http://books.google.com/books?hl=ar&lr=&id=lm3tZqaEN7QC&oi=fnd&pg=PR7&dq
=Arabic+Sociolinguistics+Issues.

26

You might also like