You are on page 1of 1

‫هيكلة بيت الحكمة‬

‫أمر الخليفة هارون الرشيد بإنشاء أول جامعة في التاريخ (بيت الحكمة)‪ ،‬ذلك الصرح العظيم الذي مأل الدنيا علما ونورا كان بيت‬
‫الحكمة‪ ،‬خزانة كتب فاقت‪ 300 ,‬ألف كتاب ومركز ترجمة وتأليف وتدريس‪ .‬وفي سنوات حكمه حدثت ثورة علمية وثقافية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫في مجال الترجمة‪ ،‬بهدف تطوير التعليم اإلسالمي‪ ،‬حيث استرفد لها الرشيد أكابر القراء واللغويين والمترجمين‪ ،‬وأنفق أمواال طائلة‬
‫‪.‬لرعاية هذا الصرح العلمي العالمي‬

‫ثم جاء زمن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد‪ ،‬والذي أكمل مسيرة والده في بغداد‪ ،‬لكن زمنه شهد تألقا عظيما في الحضارة وصناعتها‪،‬‬
‫فقد تفرد عهده بتطور مطلق في شتى العلوم‪ ،‬وبلغت حركة ترجمة الكتب إلى العربية أوجها‪ ،‬فقد كان يعطي المترجمين والمؤلفين أوزان‬
‫‪.‬كتبهم ذهبا‪ ،‬فانتعشت الترجمة إلى العربية من الحضارة اليونانية والفارسية والهندية‬

‫أن الهيكل التنظيمي لبيت الحكمة "يتألف من ‪ 8‬أقسام علمية‪ ،‬هي‪ :‬قسم الدراسات االجتماعية‪ ،‬وقسم الدراسات القانونية‪ ،‬وقسم الدراسات‪,‬‬
‫السياسية واإلستراتيجية‪ ،‬وقسم دراسات األديان‪ ،‬وقسم الدراسات االقتصادية‪ ،‬وقسم الدراسات التاريخية‪ ،‬وقسم الدراسات اللغوية‬
‫‪".‬والترجمية‪ ،‬وقسم الدراسات الفلسفية‬

‫شغف المأمون‬
‫َ‬
‫كان الخليفة المأمون يتردد إلى بيت الحكمة بانتظام للتباحث مباشرة مع الخبراء والمستشارين في آخر ما انتهت إليه البحوث‪ ،‬وفي مسائل‬
‫‪.‬التمويل وسوى ذلك من مسائل ذات صلة‬

‫ويقول حيدر التميمي إنه على امتداد ‪ 150‬عاما‪ ،‬ترجم العرب كل كتب العلم والفلسفة اليونانية‪ ،‬وحلت العربية محل اليونانية كلغة عالمية‬
‫‪.‬للبحث العلمي‪ ،‬وغدا التعليم العالي أكثر تنظيما في أوائل القرن الثالث للهجرة‪ /‬التاسع الميالدي‬

You might also like