Professional Documents
Culture Documents
تنقسم إلى قسمين األول سلبي والثاني إيجابي : مصطلح "عمالة األطفال" السلبي هو العمل
الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل ،العمل الذي يهدد سالمته وصحته ورفاهيته ،العمل الذي
يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه ،العمل الذي يستغل عمالة
األطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار ،العمل الذي يستخدم وجود األطفال واال
يساهم في تنميتهم ،العمل الذي يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله .
كانت الجمعية العامة لألمم المتحدة قد أصدرت في عام 1989اتفاقية حقوق الطفل التي
عرفت الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وأكدت على ضرورة السعي
لحماية الطفل من االستغالل االقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطرا أو يمثل
إعاقة لتعليمه أو ضررا بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو
االجتماعي ،وأوجبت على الدول األطراف فيها اتخاذ التدابير التشريعية واإلدارية
واالجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية ،وبشكل خاص وضع حد أدنى لسن االلتحاق
بالعمل ونظام مالئم لساعات العمل وظروفه وفرض عقوبات مناسبة لضمان فعالية تطبيق
هذه النصوص ،وقد صادق األردن على هذه االتفاقية في أيار من عام 1991إضافة إلى
معظم الدول العربية والعديد من دول العالم.
وكانت الجمعية العامة قد أقرت في نفس العام اإلعالن العالمي لحقوق الطفل الذي كان قد تم
إعداد مسودته في عام ،1957حيث نص اإلعالن على "وجوب كفالة وقاية الطفل من
ضروب اإلهمال والقسوة واالستغالل ،وان ال يتعرض لالتجار به بأي وسيلة من الوسائل،
وان ال يتم استخدامه قبل بلوغ سن مناسب ،وان ال يسمح له بتولي حرفه أو عمل يضر
بصحته أو يعرقل تعليمه أو يضر بنموه البدني أو العقلي أو األخالقي.
أصدرت المنظمة العديد من االتفاقيات التي تعالج شؤون العمل المختلفة منها االتفاقيات الثمانية التي تمثل المعايير األساسية لحقوق اإلنسان في العمل ،كان آخرها
االتفاقيتين رقم 138لسنة 1973بشأن الحد األدنى لسن االستخدام واالتفاقية رقم 182لسنة 1999بشأن أسوأ أشكال عمل األطفال ،اللتان تعتبران من االتفاقيات
الثمانية المشار إليها أعاله ،وأهم االتفاقيات التي أقرتها مؤتمرات العمل الدولية في مجال عمل األطفال وأحدثها ،حيث تعتبر األحكام التي وردت فيها معايير أساسية
لحقوق اإلنسان في العمل تلتزم بها الدول المنضمة إليها وتتم مساءلتها عن اإلخالل في الوفاء بااللتزامات المترتبة عليها بموجبها،كما تلتزم الدول األخرى أدبيا
بأحكامها رغم عدم مصادقتها عليها ،وذلك بحكم عضويتها في هذه المنظمة والتزامها بدستورها وإ عالن المبادئ والحقوق األساسية في العمل الذي صدر عنها.
تهدف على المدى البعيد إلى القضاء الكامل على عمل األطفال ،حيث وضعت حدًا أدنى لسن العمل هو سن إتمام التعليم اإللزامي والذي اعتبرت انه ال يجوز أن يقل
عن الخامسة عشرة ،كما منعت تشغيل األطفال حتى سن الثامنة عشرة في األعمال التي يحتمل أن تعرض للخطر صحة أو سالمة أو أخالق األحداث بسبب طبيعتها
أو الظروف التي تؤدى فيها.وأوجبت على الدول المصادقة أن تتعهد Yباتباع سياسة وطنية ترمي للقضاء فعليا على عمل األطفال.
جاءت مكملة ل االتفاقية رقم 138وذلك للحث على القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال أوال تمهيدا للقضاء التام والكلي على كل أشكال عمل األطفال ،وقد أكدت
هذه االتفاقية على أهمية التعليم األساسي المجاني وإ عادة تأهيل األطفال العاملين ودمجهم اجتماعيا مع العناية بحاجات أسرهم.
كما أكدت بأن الفقر هو السبب الرئيسي لعمل األطفال وان الحل يكمن Yفي تعزيز النمو اإلقتصادي للدول ،وحددت عدد من األعمال اعتبرتها أسوأ األعمال التي قد
يؤديها الطفل وهي الرق بكافة أشكاله وأنواعه و العمل القسري واستخدام األطفال في الصراعات المسلحة واستخدامهم Yأو عرضهم Yألغراض الدعارة أو إلنتاج
أعمال إباحية واستخدامهم Yأو عرضهم Yلمزاولة أنشطة غير مشروعة وخاصة في إنتاج المخدرات واالتجار بها ،باإلضافة إلى األعمال التي ترى الدولة المصدقة
وبعد التشاور مع المنظمات المعنية ألصحاب العمل و العمال أنها تؤدي بفعل طبيعتها أو بفعل الظروف التي تزاول فيها إلى األضرار بصحة األطفال أو سالمتهم أو
سلوكهم األخالقي ،وأوجبت على الدول ضرورة وضع قائمة بهذه األعمال ومراجعتها بشكل دوري.
كما أوجبت أن تضع الدولة بالتشاور مع هذه الجهات آليات خاصة بمراقبة تطبيق أحكامها وتصميم وتنفيذ برامج عمل تهدف للقضاء على هذه األعمال والنص في
قوانينها على عقوبات جزائية بحق المخالفين.
تأكيداً للمبادئ األساسية لحقوق اإلنسان في العمل التي وردت في االتفاقيات الثمانية ،أصدرت منظمة العمل الدولية في عام 1998إعالن المبادئ والحقوق األساسية
في العمل ليكون أداة ترويحية لمبادئ المنظمة الغاية منها ضمان احترام الحقوق والمبادئ الرئيسية في العمل كشكل من أشكال العدالة االجتماعية حيث جاء في البند
الثاني من اإلعالن:
أن جميع الدول األعضاء وان لم تكن قد صادقت على االتفاقيات موضوع البحث ملزمة بمجرد انتمائها للمنظمة بأن تحترم المبادئ المتعلقة بالحقوق األساسية التي
تشكل موضوع هذه االتفاقيات وان تعززها وتحققها بنية حسنة ووفقا لما ينص عليه الدستور وهي :ا -الحرية النقابية واإلقرار الفعلي بحق المفاوضة الجماعية .
ب -القضاء على جميع أشكال العمل الجبري أو اإللزامي .ج -القضاء الفعلي على عمل األطفال .د-القضاء على التمييز في االستخدام والمهنة.
ٍ
متساو ( حكومات ،أرباب عمل ،عمال) تبني االتفاقيات و التوصيات التي من المعروف أنمنظمة Yالعمل الدولية تتولى في مؤتمراتها التي تعقدها سنوياً بتمثيل ثالثي
تحدد معايير العمل الدولية ،وقد تبنت مؤتمرات العمل الدولية منذ تأسيسها في عام 1919وحتى اآلن ( )183اتفاقية شملت عدداً كبيرا من المواضيع المرتبطة
بالعمل ،ومن أهم االتفاقيات الدولية التي عالجت شؤون عمل األطفال االتفاقيات التالية:
-1االتفاقية رقم ( )5بشأن الحد األدنى للسن (صناعة) لسنة : 1919منعت تشغيل األطفال دون سن الرابعة عشرة في أي منشأة صناعية باستثناء المشاريع
الصناعية األسرية وفي المدارس الفنية وبموافقة السلطات العامة وإ شرافها.
-2االتفاقية رقم ( )6بشأن عمل األحداث ليال في الصناعة لسنة :1919منعت تشغيل األطفال دون سن الثامنة عشرة ليال في المنشآت الصناعية باستثناء المشاريع
األسرية ،وعرفت الليل بأنه مدة ال تقل عن إحدى عشرة ساعة متصلة تدخل فيها الفترة ما بين الساعة العاشرة مساء والساعة الخامسة صباحا.
-3االتفاقية رقم ( )7بشأن الحد األدنى للسن (العمل البحري) لسنة : 1920منعت تشغيل األطفال دون سن الرابعة عشرة في السفن إال لغايات التدريب وبموافقة
السلطات العامة وإ شرافها.
-4االتفاقية رقم ( )10بشأن الحد األدنى للسن (الزراعة) لسنة :1921منعت تشغيل األطفال دون سن الرابعة عشرة في أي منشأة زراعية إال خارج الساعات
المحددة للتعليم المدرسي ودون أن يكون ذلك على حساب انتظامهم في الدراسة.
-5االتفاقية رقم ( )15بشأن الحد األدنى للسن (الوقادون ومساعدو الوقادون) لسنة :1921منعت تشغيل األطفال دون سن الثامنة عشرة على ظهر السفن البخارية
كوقادين أو مساعدي وقادين.
-6االتفاقية رقم ( )16بشأن الفحص الطبي لألحداث (العمل البحري) لسنة :1921أوجبت عدم تشغيل أي طفل يقل عمره Yعن ثمانية عشرة عاما على ظهر السفن
إال بناء على شهادة طبية تثبت لياقته للعمل موقعة من طبيب معتمد من السلطة المختصة ،وأن تتم إعادة الفحص الطبي كل سنة على األقل.
-7االتفاقية رقم( )33بشأن الحد األدنى للسن(األعمال غير الصناعية)لسنة :1932منعت تشغيل األطفال دون سن الرابعة عشرة أو دون سن التعليم اإللزامي في
األعمال غير الصناعية باستثناء األعمال الخفيفة لمن بلغوا سن الثانية عشرة وبما ال يتجاوز ساعتين يوميا وفي األعمال التي ال تضر بصحتهم أو بمواظبتهم Yعلى
الدراسة .
-8االتفاقية رقم ( )58بشأن الحد األدنى للسن (العمل البحري مراجعه)لسنة :1973صدرت هذه االتفاقية كمراجعة لالتفاقية رقم ( )7ورفعت الحد األدنى لسن
العمل لألطفال في السفن إلى خمسة عشرة عاما بدال من أربعة عشرة عاما إال لغايات التدريب وبموافقة السلطات العامة المختصة.
-9االتفاقية رقم ( )59بشأن الحد األدنى للسن (الصناعة -مراجعه) لسنة :1937صدرت هذه االتفاقية كمراجعة لالتفاقية رقم ( )5ورفعت الحد األدنى لسن العمل
لألطفال في المشاريع الصناعية إلى خمسة عشرة عاما بدال من أربعة عشرة عاما باستثناء المشاريع األسرية وفي المدارس الفنية وبموافقة السلطات العامة
وإ شرافها.
-10االتفاقية رقم ( )60بشأن الحد األدنى للسن (األعمال غير الصناعية-مراجعه)لسنة :1937صدرت هذه االتفاقية كمراجعة لالتفاقية رقم ( )33ورفعت الحد
األدنى لسن العمل لألطفال في المشاريع غير الصناعية إلى سن الخامسة عشرة أو سن التعليم اإللزامي ،باستثناء األعمال الخفيفة لمن تجاوزوا سن الثالثة عشرة وبما
ال يتجاوز ساعتين يوميا وفي أعمال ال تضر بصحتهم أو بمواظبتهم Yعلى الدراسة.
-11االتفاقية رقم ( )77بشأن الفحص الطبي لألحداث (الصناعة) لسنة :1946منعت تشغيل األطفال الذين يقل عمرهم عن سن الثامنة عشرة في المنشآت
الصناعية ما لم تثبت لياقتهم للعمل من خالل فحص طبي دقيق تجريه جهة طبية تعتمدها السلطة المختصة وأن يتم تكرار هذا الفحص على فترات ال تفصل بينها مدة
تزيد على سنة.
-12االتفاقية رقم ( )78بشأن الفحص الطبي لألحداث (المهن غير الصناعية) لسنة :1946منعت تشغيل أي طفل يقل عمره Yعن الثامنة عشرة في المهن غير
الصناعة إال إذا بين فحص طبي دقيق لياقته لهذا العمل تجريه جهة طبية تعتمدها السلطة المختصة ،وعلى أن يتم تكرار هذا الفحص على فترات ال تفصل بينها مدة
تزيد على السنة.
-13االتفاقية رقم ( )79بشأن العمل الليلي لألحداث (المهن Yغير الصناعية) لسنة :1946منعت تشغيل األطفال دون سن الرابعة عشرة أو دون سن التعليم
اإللزامي في األعمال غير الصناعية خالل الليل ويشمل ذلك مدة أربع عشرة ساعة متصلة منها الفترة ما بين الثامنة مساء والثامنة صباحا ،كما منعت تشغيل األطفال
دون سن الثامنة عشرة ليال خالل فترة ال تقل عن اثنتي عشرة ساعة متصلة تشمل الفترة من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا.
-14االتفاقية رقم ( )90بشأن عمل األحداث ليالً (الصناعة) لسنة :1948منعت تشغيل األطفال الذين لم يبلغوا سن الثامنة عشرة في أي منشأة صناعية ليال
باستثناء أغراض التدريب المهني لمن بلغوا سن السادسة عشرة وبموافقة السلطة المختصة بعد التشاور مع منظمات أرباب العمل.
-15االتفاقية رقم ( )112بشأن الحد األدنى للسن (صيادو األسماك) لسنة :1959منعت تشغيل األطفال الذين لم يبلغوا سن الخامسة عشرة على سفن الصيد إال
أثناء العطالت المدرسية وبشرط أن ال يكون في ذلك ضرر على صحتهم أو نموهم الطبيعي أو مواظبتهم Yعلى الدراسة وأن ال تكون النشاطات التي يقومون بها
غاياتها تجارية.
-16االتفاقية رقم ( )123بشأن الحد األدنى للسن (العمل تحت سطح األرض) لسنة :1965أوجبت على الدول وضع حد أدنى لسن العمل في المناجم على أن ال
يقل في أي حال من األحوال عن ستة عشرة عاما.
-17االتفاقية رقم ( )124بشأن الفحص الطبي لألحداث (العمل تحت سطح األرض) لسنة :1965أوجبت إجراء الفحص الطبي الدقيق عند تشغيل أي عامل يقل
عمره Yعن الحادية والعشرين في المناجم تحت سطح األرض وإ عادة الفحص بشكل دوري سنويا على األقل.
أصدرت هذه المنظمة حتى اآلن ( )19اتفاقية و( )8توصيات تضمنت معظمها نصوصاً حول عمل األطفال أو شؤون األسرة ،حيث اهتمت هذه االتفاقيات بتنظيم
الشؤون الخاصة بعمل األطفال وبشكل خاص الحد األدنى لسن العمل ورفعه بما يتناسب مع المخاطر التي يشكلها العمل والمشقة في ممارسته ،كما اهتمت في توفير
ضمانات الرعاية الطبية الدورية وتحديد ساعات العمل.
وضعت هذه االتفاقية اإلطار التشريعي المحلي لالدول العربية في مجال العمل ،وتطرقت إلى عمل األطفال،حيث نصت على "عدم جواز تشغيل األطفال قبل سن
الثانية عشرة" ،وفي األعمال الصناعية "قبل سن الخامسة عشرة باستثناء المتدربين منهم" ،ومنعت تشغيل األطفال قبل بلوغ سن السابعة عشرة في الصناعات
الخطرة أو الضارة بالصحة ،وحددت ساعات العمل لألطفال بست ساعات يومياً كحد أقصى مع استراحة مدتها ساعة واحدة ،وأوجبت إجراء الفحص الطبي للطفل
قبل االلتحاق بالعمل للتأكد من لياقته للعمل ،وتكرار الفحص دورياً ،ومنعت تشغيله ليالً أو تشغيله ساعات إضافية.
تعتبر هذه االتفاقية أول اتفاقية عربية متخصصة في مجال عمل األطفال ،حيث جاءت استكماالً لسلسلة المبادئ التي أكدت عليها االتفاقيات العربية السابقة في هذا
المجال وقد عرفت الطفل بأنه ( الشخص الذي أتم الثالثة عشرة ولم يكمل الثامنة عشرة من عمره سواء كان ذكراً أو أنثى) وحظرت عمل من لم يتم سن الثالثة عشرة
من عمره ،ونصت على أن أحكامها تشمل جميع األنشطة االقتصادية باستثناء األعمال الزراعية غير الخطرة وغير المضرة بالصحة ووفق ضوابط تحددها السلطة
المختصة في الدولة تراعي فيها الحد األدنى لسن األطفال.
وأوجبت االتفاقية أن ال يتعارض عمل األطفال مع التعليم اإللزامي وأن ال يقل سن االلتحاق بالعمل عن الحد األدنى لسن إكمال مرحلة التعليم اإللزامي ،وأن تقوم
الدولة بإجراء الدراسات حول أسباب عمل األطفال فيها ،وأن تعمل على التوعية باألضرار المحتملة لعمل األطفال .وفي األعمال الصناعية نصت على منع تشغيل
الحدث قبل إتمام سن الخامسة عشرة وفي األعمال الصناعية الخفيفة التي تتوالها أسرته قبل إتمام سن الرابعة عشرة ،وأن تتم في كل األحوال مراقبة عمل األطفال
وحمايتهم صحي ًا وأخالقي ًا والتأكد من قدرتهم ولياقتهم الصحية للمهنة التي مارسها كل منهم.
كما منعت تشغيل الطفل في األعمال الخطرة أو الضارة بالصحة أو األخالق قبل بلوغه سن الثامنة عشرة وعلى أن تحدد الدولة هذه األعمال في تشريعاتها أو
لوائحها.
(الفحص الطبي ،العمل الليلي ،األجور ،ساعات العمل ،العمل اإلضافي ،اإلجازات ،الخدمات االجتماعية ،التزامات صاحب العمل ،مراقبة التطبيق ،العقوبات ).
[] مصطلح عمالة األطفال اإليجابي1
يتضمن هذا المصطلح كافة األعمال التطوعية أو حتى المأجورة التي يقوم الطفل بها والمناسبة لعمره وقدراته ،ويمكن Yأن يكون لها أثارا إيجابية تنعكس على نموه
العقلي والجسمي والذهني ،وخاصة إذا قام به الطفل باستمتاع والحفاظ على حقوقه األساسية ألن من خالل العمل يتعلم الطفل المسؤولية والتعاون و التسامح
والتطوع مع اآلخرين.
يقدر عدد األطفال الذين تتراوح أعمارهم من 17-5سنة في األراضي الفلسطينية عام 1998بحوالي 125900طفل أي ما نسبته %34.6من مجموع السكان.
أي ما يعادل حوالي 43.90طفال كما ان من بينهم حوالي %82.8يعملون وعددهم 24900والباقي يبحثون عن عمل ومستعدون Yله وعددهم 7260طفل وذلك
باالستناد إلى منهجية مسح القوى العاملة في فلسطين لسنة 1999م .
ال بد من النظر بعين االعتبار إلى أن عمالة األطفال ليست بسبب اقتصادي وانما لوجود قضايا ثانوية أخرى منها الطبقة االجتماعية التي ينتمي لها الطفل ،وفي
بعض المجتمعات النامية دائما يقولون ان األطفال الفقراء لهم الحق ان يعملوا ألنهم فقراء علما انه ال يوجد أحد يعترف بحق هؤالء األطفال باألجر المناسب للطاقة
التي يبذلونها.
العنصرية.#
النظام التعليمي السائد: الذي يسبب ترك المدرسة مثل سوء معاملة المعلمين .أو الخوف منهم ،عدم الرغبة بالدراسة ،عدم المقدرة على النجاح في
الدراسة ،قد يكون توقيت الدراسة غير متناسب مع أوقات عمل األطفال ( كما في الزراعة مثال) قد يكون موقع المدرسة بعيدا بالنسبة لألطفال ،الفتيات
بشكل خاص ،وقد يضاعف من هذه المشكلة فقدان تسهيالت نقل األطفال في المناطق النائية.
يوجد أربعة جوانب أساسية يتأثر بها الطفل الذي يستغل اقتصاديا بالعمل الذي يقوم به وهي:
)1التطور والنمو الجسدي : تتأثر صحة الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة ،و البصر والسمع وذلك نتيجة الجروح والكدمات الجسدية ،الوقوع من أماكن
مرتفعة ،الخنق من الغازات السامة ،صعوبة التنفس ،نزف وما إلى أخره من التأثيرات .
)2التطور المعرفي :يتأثر التطور المعرفي للطفل الذي يترك المدرسة ويتوجه للعمل ،فقدراته وتطوره العلمي يتأثر ويؤدي إلى انخفاض بقدراته على القراءة ،
الكتابة ،الحساب ،إضافة إلى أن إبداعه يقل.
)3التطور العاطفي : يتأثر التطور العاطفي عند الطفل العامل فيفقد احترامه لذاته وارتباطه األسرى وتقبله لآلخرين وذلك جراء بعده عن األسرة ونومه في مكان
العمل وتعرضه للعنف من قبل صاحب العمل أو من قبل زمالئه .
)4التطور االجتماعي واألخالقي : يتأثر التطور االجتماعي واألخالقي للطفل الذي يعمل بما في ذلك الشعور باالنتماء للجماعة والقدرة على التعاون مع اآلخرين ،
القدرة على التمييز بين الصح و الخطأ ،كتمان ما يحصل له وأن يصبح الطفل كالعبد لدى صاحب العمل.
تنص القوانين و التشريعات الدولية والمحلية الخاصة بتشغيل األطفال على منع تشغيل األطفال أكثر من ست ساعات عمل يوميا لألطفال الذين أعمارهم 15عاما
فأكثر.
أما األطفال الذين تقل أعمارهم عن ذلك فال يجوز تشغيلهم بأي حال من األحوال ومع هذا ال يتم التقيد بتلك القوانين في أغلب األحيان ولقد أبرزت النتائج أن
%57.2من األطفال العاملين يعملون أكثر من 6ساعات عمل يوميا .إضافة إلى عدم حصول هؤالء األطفال على أجر مناسب للطاقة التي يبذلونها .
هذا في حال الطفل الذكر اما في حال الطفلة األنثى فال يحق لها اخذ معاش .
لقد أظهرت النتائج أن أسباب توجه األطفال العاملين للعمل تعود لعاملين أساسيين : وهما العامل االجتماعي والعامل االقتصادي ،حيث تبين أنه من بين األطفال
المتوجهين لسوق العمل %67,7 ،منهم يقومون بذلك ألسباب اقتصادية أي بدافع الحاجة المادية ،وتعود األسباب للمشاركة في رفع دخل األسرة ( )%31,1أو
ألسباب اجتماعية ،توزعت بين االستغالل واالعتماد على النفس بنسبة %10,8وملء الفراغ بعد ترك المدرسة بنسبة %12,4
أن التعرض الصابات العمل يعتبر من أهم المؤشرات المتعلقة لعمالة األطفال ،حيث أن %6,5من األطفال العاملين تعرضوا الصابات عمل خالل أدائهم لمهامهم
أثناء العمل ،وتتراوح تلك اإلصابات بين كسور وجروح ورضوض إضافية إلى إصابة األطفال بتسمم أو صعوبة التنفس أو نزيف أو إصابات أخرى مختلفة .
هذا من جانب أما من جانب آخر تعرض الطفل العامل لالعنف الجسدي أو المعنوي أو لكليهما معاً من قبل صاحب العمل ،أو من زمالئه في العمل أو الزبائن الذين
يتعامل معهم .