You are on page 1of 18

‫نظرية الدور بني األصول االجتماعية والتوظيف يف التحليل السياسي‬

02

*******
:‫ملخص‬
‫تشير دراسة نظرية الدور إلى تقارب وظيفي يجمع كال من علم االجتماع وعلم السياسة من خالل‬
‫ إذ يستند‬.‫ وذلك في إطار ما يعرف بتداخل االختصاصات في العلوم االجتماعية‬،‫تناولهما ملفهوم الدور‬
‫ في حين ّأن استعماالته انتشرت أكثر في مجال‬،‫مفهوم الدور في أصوله املعرفية إلى الدراسات االجتماعية‬
‫ فنظرية الدور‬.‫الدراسات السياسية وتحديدا في مجال العالقات الدولية وتحليل السياسة الخارجية‬
‫ وفي تحديد طبيعة املكانة التي تشغلها الدولة بالنظر إلى‬،‫اشتهرت في توضيح مخرج ـ ـ ــات األنظمة السياسية‬
‫ وبالتالي فالتحليل من خالل نظرية الدور في مجال العلوم السياسية قد‬.‫بقية الفواعل إقليميا ودوليا‬
.‫أعطى إضافة نوعية وتدقيقا علميا أكثر لفهم وتفسير مخرجات السياسة الخارجية‬
،‫ الدور في السياسة الخارجية‬،‫ نظرية السلعتين‬،‫ إدراك صانع القرار‬،‫ توصيف الدور‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫أنماط األدوار‬
Abstract:
The study of « the theory of the role » mentions the functional proximity that
combines both Sociology and Politics through their dealing with the concept of
“the role” in a context of close interrelationships among the social sciences. It is
worth to say that the intellectual origins of the concept of “the role” are rooted in
the social sciences whereas its usage is widely spread within the political studies
and namely into international relations and foreign policy.
The theory of the role is known for having clarified the outputs of the
political systems and in identifying the nature of the place occupied by the State
compared to the other actors on both regional and international levels. It is clear
then that the scientific analysis based on the use of the theory of the role has
offered political science a qualitative impetus and a scientific rigor that have
helped in understanding and interpreting the outputs of the foreign policy of
States.
Keywords: description of the role/ decision maker’s perception / the Two-
Good theory /role in the foreign policy / role types.

770 2018 17
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر نظرية الدور من بين النظريات االجتماعية التي استخدمت في كثير من التخصصات العلمية‪،‬‬
‫فهي غير مقصورة على تخصص واحد دون غيره‪ ،‬بل يمكن أن يستخدمها الباحثون في عديد مجاالت‬
‫العلم‪ .‬فقد يستخدمها عالم االجتماع أو عالم األنثروبولوجيا(‪ )1‬وحتى ّ‬
‫الفنان املسرحي‪.‬‬
‫وقد استعارها الباحثون واملتخصصون في العلوم السياسية محاولة منهم لتفسير بعض‬
‫السلوكيات الخاصة بالدول في مجال السياسة الخارجية والسعي لفهمها فهما دقيقا‪ .‬وقد انتقلت فكرة‬
‫الدور إلى العلوم السياسية من خالل الثورة السلوكية التي حدثت في حقل العلوم السياسية في‬
‫الخمسينيات من القرن العشرين‪ ،‬وأحدثت نقلة نوعية في مجال ومستويات التحليل في العالقات الدولية‪،‬‬
‫والتي جاء في إطارها مختلف النماذج النظرية لتفسير عالم السياسة الوطني والدولي‪ ،‬ومن أبرز هذه‬
‫النماذج نموذج التحليل النسقي لدافيد إيستون ونموذج صنع القرار لريتشارد سنايدر‪.‬‬
‫غير ّأن استعارة نظرية الدور واستخدامها في مجال التحليل السياس ي لم يلق إجماعا بين املفكرين‬
‫واملنظرين السياسيين‪ ،‬بل هناك من رفض ذلك وهناك من قبل‪ .‬لكن في نهاية املطاف استقدمت هذه‬
‫النظرية (الدور) إلى مجال العلوم السياسية وتحديدا فرعي العالقات الدولية والسياسة الخارجية‪ ،‬وأصبح‬
‫ّ‬
‫التحليل من خاللها ممكنا فأصبح املحللون يصطلحون على مكانة الدول في النظام الدولي بالدور أو‬
‫الوظيفة‪ ،‬بحيث يمكن أن نقول –مثال‪ -‬الدور األمريكي في العراق‪ ،‬الدور اإليراني في الشرق األوسط إلى غير‬
‫ذلك‪ .‬كما ّأن نظرية الدور استخدمت في دراسة صنع القرار في السياسات الداخلية للدول‪ ،‬وذلك بالتركيز‬
‫على تحليل سلوكات الفاعلين الرسميين وغير الرسميين في الدولة‪ ،‬كدراسة وتحليل سلوكات رؤساء الدول‬
‫والوزراء‪ ،‬أو منظمات املجتمع املدني‪ ،‬وكذا دراسة توقعات الرأي العام من خالل محاولة قياسه‪.‬‬
‫وتقوم نظرية الدور أساسا عل افتراض ّأن أفعال الوحدات السياسية الدولية في غالبيتها تحكمها‬
‫وتسيرها تصورات وتوقعات معينة حول ضرورة قيامها بدور أو مجموعة من األدوار في النظامين اإلقليمي‬
‫والدولي‪.‬‬
‫وقد برزت نظرية السلعتين كنظرية جديدة نسبيا‪ ،‬حاولت هي األخرى تفسير سلوكيات وأدوار‬
‫الدول في املسرح الدولي‪ ،‬وذلك من خالل منظور اقتصادي نوعا ما‪.‬‬
‫وعليه ستكون إشكالية الدراسة كالتالي‪ :‬ما مدى إمكانية استعارة واستخدام نظرية الدور في‬
‫التحليل السياس ي‪ ،‬وهل يمكن لتلك االستعارة تقديم إضافات لتطوير الدراسات السياسية؟‬
‫ّأما فرضية الد اسة فستكون كما يلي‪ :‬إذا كانت نظرية الدور ذات أصول اجتماعية فإنّ‬
‫ر‬
‫استخدامها في تحليل سلوكيات الدول على املستوى الداخلي والخارجي أعطاها بعدا تفسيريا جديدا‪.‬‬
‫وسيتم تحليل اإلشكالية ومحاولة اإلجابة عليها من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬األصول االجتماعية لنظرية الدور‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الجدل الفكري حول إمكانية توظيف نظرية الدور في الدراسات السياسية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬انتقال نظرية الدور إلى التحليل السياس ي‪.‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪771‬‬


‫أوال‬
‫األصول االجتماعية لنظرية الدور‬
‫إن التحليل من خالل نظرية الدور لم تكن بداياته في علم السياسة والعالقات الدولية‪ ،‬بل هو‬
‫مستعار من حقل العلوم االجتماعية األخرى‪ ،‬هذا الحقل الذي يهتم بدراسة اإلنسان من خالل سلوكياته‬
‫وطبائعه وتعامالته‪ .‬وقد ظهرت نظرية الدور في مطلع القرن العشرين إذ تعد من النظريات الحديثة في علم‬
‫االجتماع‪ .‬وتعتقد بأن سلوك الفرد وعالقته االجتماعية إنما تعتمد على الدور أو األدوار االجتماعية التي‬
‫يشغلها في املجتمع‪ ،‬فضال عن ّأن مرتبة الفرد االجتماعية ومكانته تعتمد على أدواره االجتماعية‪ .‬ومن بين‬
‫املفكرين الذين ساهموا في تطوير نظرية الدور نجد‪ :‬ماكس فيبر ( ‪ ( Max Weber‬هانز كير) ‪( Hans Kirt‬‬
‫وس ي رايت ملز (‪ ،)Wright Mills‬تالكوت بارسنز ( ‪ ،) Talkott Parsons‬روبرت ماكيفر (‪.)2()Robert Maclver‬‬
‫يعرف‬‫فنجد مثال ماكس فيبر يهتم بالدور االجتماعي أكثر من اهتمامه بأي موضوع آخر‪ ،‬إذ ّأنه ّ‬
‫علم االجتماع في كتابه املوسوم ب ـ ـ "نظرية التنظيم االجتماعي واالقتصادي " بالعلم الذي يدرس ويفهم‬
‫عرف فيبر السلوك االجتماعي بأنه أي نشاط أو حركة يقوم بها الفرد والتي‬ ‫ويفسر السلوك االجتماعي‪ ،‬وقد ّ‬
‫تكون لها عالقة مباشرة بوجود األفراد اآلخرين في املجتمع‪ ،‬علما ّأن سلوك الفرد يعتمد على ثالثة شروط‬
‫رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود الدور الذي يشغله الفرد والذي يحدد طبيعة سلوكه‪.‬‬
‫‪ -2‬استعمال الرموز السلوكية والكالمية واللغوية املتعارف عليها من قبل األفراد عند القيام‬
‫بالسلوك‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود عالقة اجتماعية تربط شاغل الدور مع اآلخرين عند حدوث السلوك‪ .‬والسلوك الذي‬
‫يقوم به شاغل الدور يكون على ثالثة أشكال هي‪ :‬السلوك االجتماعي الغريزي االنفعالي‪ ،‬السلوك‬
‫االجتماعي العقالني املثالي‪ ،‬السلوك االجتماعي التقليدي(‪.)3‬‬
‫ويصف بروس بيدل (‪ )brouce bidell‬نظرية الدور بالعلم الذي يهتم بدراسة السلوكيات التي‬
‫تميز األشخاص ضمن ظروف معينة‪ ،‬ومع عمليات متنوعة يفترض أن تنتج السلوكيات وتفسرها وتؤثر‬
‫عليها‪ ،‬وقد اهتم بعض منظري نظرية الدور بالطريقة التي يدرك بها األشخاص توقعات اآلخرين وأثر ذلك‬
‫اإلدراك على سلوك األشخاص‪ ،‬املعتقدات والتصورات التي يحملها اآلخرون حول ما تتطلبه املكانة التي‬
‫ّ‬
‫يحتلها ذلك الشخص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتؤكد نظرية الدور أنه دون مفهوم معين للدور يستحيل على الفرد أن ينظم سلوكه االجتماعي‬
‫فإنه يمكن أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعرض‬ ‫أو يتعامل أصال مع املجتمع‪ ،‬كما أنه إذا لم يقم بالسلوك املرتبط بالدور املنوط به‬
‫ّ‬
‫لعقوبات اجتماعية‪ .‬كما أنه حينما يقوم به يكافأ اجتماعيا(‪.)4‬‬
‫‪ -1‬تعريف الدور وتطوره‪:‬‬
‫يعد الدور مفهوما اجتماعيا ونفسيا باألساس‪ ،‬ترافق ظهوره مع التطورات املعرفية واملنهجية التي‬ ‫ّ‬
‫شهدها عدد من العلوم االجتماعية التي أوضحت ّأن كل فرد في املجتمع له دور يقوم به‪ ،‬أي عمل‬

‫‪772‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫مخصص له بالذات عليه القيام به‪ .‬ويرتبط الدور في العلوم االجتماعية (خاصة علم النفس وعلم‬
‫االجتماع) بمصطلحين مرادفين له هما املركز واملكانة أو الوظيفة التي يقوم بها الفرد باعتباره عضوا في‬
‫سنه أو جنسه أو ميالده أو‬ ‫جماعة ما‪ .‬بحيث يشير املركز إلى الوضع الذي يشغله الفرد في مجتمع ما بحكم ّ‬
‫حالته االجتماعية أو وظيفته وتحصيله‪ّ ،‬أما املكانة االجتماعية فهي مجموع االمتيازات والواجبات‬
‫االجتماعية‪ّ ،‬أما الدور االجتماعي فهو القيام بأعباء هذه الواجبات وتلك االمتيازات(‪.)5‬‬
‫يشير الدور لغة إلى االضطالع بمهمة(‪ ،)6‬أي بالوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها الشخص في موقف‬
‫معين‪.‬‬
‫وتعود جذور كلمة الدور إلى اللفظ الفرنس ي ‪ ROLL‬الذي يعني لفافة الورق التي كان املمثل‬
‫املسرحي يقرأ منها دوره‪ .‬وقد وردت كلمة الدور ‪ ROLLE‬أيضا عند نيتشه في كتابه املعنون ب " العلم‬
‫ألول مرة سنة ‪ ،1926‬حينما‬ ‫البهيج"بمعنى األداء املسرحي(‪ .)7‬وقد ظهر مفهوم الدور في العلوم االجتماعية ّ‬
‫أشار بارك ( ‪ ) Parck‬في دراسة له بعنوان " ما وراء القناع " إلى ّأن كل فرد يضطلع بشكل واع ودائم و في‬
‫ّ‬
‫كل مكان بدوره‪ ،‬وأنه في هذه األدوار نعرف أنفسنا ونعرف بعضنا البعض أيضا‪.‬‬
‫تبنى لينتون ( ‪ ) Lington‬هذا املفهوم في علم األنثروبولوجيا سنة ‪ ،1945‬حينما أشار إلى ّأن‬ ‫وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫مفهوم الدور يشير إلى وحدات ثقافية تتسم باالتساق في املجتمع‪ ،‬وقد ّ‬
‫عرفه بأنه الجانب الدينامي ملركز‬
‫الفرد أو وضعه أو مكانته في الجماعة(‪.)8‬‬
‫املقدمة ملفهوم الدور في ثالث مجموعات رئيسية هي ‪:‬‬‫ويمكن تصنيف مختلف التعا يف ّ‬
‫ر‬
‫أ‪ -‬املجموعة األولى‪:‬‬
‫تضم التعاريف املرتكزة على العالقة التفاعلية بين األفراد و الدور‪ .‬ومن بين أهم التعاريف‬
‫املندرجة ضمن هذا اإلطار نجد‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف مورينو )‪:(Morino‬‬
‫عدة ممثلين على املستوى التفاعلي‪ ،‬أي الدور هو تصور‬ ‫هو تجربة خا جية بين األفراد‪ ،‬تفرض ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫تصرفين متتابعين لدى الفرد‪ ،‬إذ أن تعيين‬ ‫ّ‬
‫مزدوج فهو منبه وفي نفس الوقت استجابة‪ ،‬وبذلك فهو يحدد ّ‬
‫الدور يعني تعيين املنبه واإلجابة عنه(‪.)9‬‬
‫‪ّ -‬أما ساربين ) ‪: ( Sarbin‬‬
‫تعلم‪ ،‬أو أعمال ّ‬‫ّ‬ ‫فقد ّ‬
‫مؤداة من شخص أو أشخاص في‬ ‫عرف الدور بأنه نموذج ناتج عن أعمال‬
‫وضعية تفاعلية(‪.)10‬‬
‫فهذه التعاريف تركز على الفرد باعتباره فردا ضمن جماعة يتفاعل مع دوره املعطى له‪ ،‬سواء كان‬
‫هذا الدور فطريا أو مكتسبا‪ ،‬ويكون نتيجة للتعلم واالكتساب‪ ،‬ويرتبط بثنائية فعل ورد فعل أو‬
‫منبه واستجابة عن هذا ّ‬
‫املنبه (الدور)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ب‪ -‬املجموعة الثانية‪:‬‬
‫تضم التعاريف التي تعالج إشكالية العالقة بين الدور واملكانة‪ ،‬ونجد من بينها‪:‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪773‬‬


‫‪ -‬تعريف رالف لينتون )‪:(Ralf Linton‬‬
‫للدور بأنه مجموعة النماذج االجتماعية املرتبطة بمكانة معينة‪ ،‬ويحتوي على مواقف وقيم‬
‫ّ‬
‫وسلوكيات محددة من طرف املجتمع لكل فرد يشغل مكانة اجتماعية‪ .‬وعليه فلينتون يركز على الحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬أي على التوقعات املعيارية املرتبطة باألوضاع السائدة ضمن هيكل اجتماعي أو نظام‬
‫اجتماعي‪ ،‬بحيث يرى أن الوضع االجتماعي هو مجموعة الحقوق والواجبات(‪.)11‬‬
‫‪ -‬كما نجد تعريف األستاذ عبد املجيد ساملي يندرج في نفس اإلطار إذ ّ‬
‫يعرف الدور بأنه‪:‬‬
‫ّ‬
‫مجموعة أنماط سلوكات الفرد تمثل املظهر الدينامي للمكانة‪ .‬وترتكز على الحقوق والواجبات‬
‫املتعلقة بها‪ ،‬بمعنى آخر يتحدد الدور على أساس متطلبات معينة تنعكس على توقعات األشخاص لسلوك‬
‫الفرد الذي يحتل مكانة ما في أوضاع معينة(‪.)12‬‬
‫ج‪ -‬املجموعة الثالثة‪:‬‬
‫تضم التعاريف التي تدمج بين املجموعتين األولى والثانية أي التي تجمع العالقة التفاعلية بين‬
‫الفرد والدور وبين الدور واملكانة‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف أحمد زكي بدوي‪:‬‬
‫ّ‬
‫بأنه السلوك املتوقع من الفرد في الجماعة والجانب الدينامي للمركز التفاعلي للفرد‪ ،‬فبينما يشير‬
‫فإن الدور يشير إلى نموذج السلوك الذي يتطلبه املركز‪ ،‬يتحدد سلوك‬ ‫املركز إلى مكانة الفرد في الجماعة‪ّ ،‬‬
‫الفرد في ضوء توقعاته وتوقعات اآلخرين منه‪.)13(...‬‬
‫‪ -‬تعريف تالكوت بارسنز )‪:(Talkott Parsons‬‬
‫يمثل الدور قطاعا من النسق التوجيهي الكامل للفرد ومكانته‪ ،‬فهو منظم حول التوقعات‬
‫املرتبطة باملستوى التفاعلي‪ ،‬ومندمج في مجموعة خاصة من املعايير والقيم التي تحكم التفاعل مع دور أو‬
‫عدة أدوار‪ ،‬تشكل مجموعة من التفاعالت والسلوكيات املتكاملة(‪.)14‬‬
‫فالدور في النهاية يرتبط بالتنشئة االجتماعية لألفراد وبما يؤمنون به من معتقدات ومفاهيم عن‬
‫ذلك الدور أو األدوار التي يؤدونها‪ ،‬من خالل احتاللهم ملناصب معينة في املجتمع‪ ،‬كما يرتبط بما يتوقعه‬
‫األفراد اآلخرون من تأدية تلك األدوار‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص الدور‪:‬‬
‫من خالل هذه التعريفات املختلفة للدور يمكن أن نحدد مكونات أو خصائص الدور كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن الفرد في حياته يعيش في جماعات‪ ،‬وهو في تلك الجماعات يقوم بأدوار مختلفة‪ ،‬قد تكون‬
‫أدوارا طبيعية (أب و أم‪ ،‬جد وعم)‪ ،‬أو مكتسبة بأن يكون أستاذا أو ّبناء ويرتبط بهذه األدوار‬
‫فكرة الجزاء والعقاب‪ ،‬بحيث إذا ما قام الفرد بوظيفته نال مكافآت اجتماعية‪ ،‬وإذا ما أخل‬
‫بها يؤدي إلى جزاءات اجتماعية‪ ،‬ويقابل فكرة الدور توقعات املجتمع منه أي‪ :‬فعل ـ ـ توقع ـ ـ رد‬
‫فعل (إيجابي أو سلبي)‪.‬‬

‫‪774‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫‪ -‬تتغير األدوار االجتماعية من مجتمع آلخر‪ ،‬بل في املجتمع ذاته ّ‬
‫تتغير األدوار من زمان إلى آخر‪،‬‬
‫بحيث إ ّن أدوارا بكاملها قد تختفي مقابل ظهور أدوار أخرى‪ ،‬فمثال ّ‬
‫تغير الدور االجتماعي للمرأة‬
‫في املجتمعات العربية خالل نصف القرن العشرين‪ ،‬وحتى في الوقت الحالي‪.‬‬
‫‪ -‬يتكون الدور من عنصرين هما الفهم الذاتي للفرد ملا ينبغي أن يكون عليه سلوكه‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمى مفهوم الدور ‪ ،role conception‬وعنصر آخر هو توقع الدور ‪ role expectation‬أي‬
‫السياق االجتماعي املحدد الذي يمارس فيه الدور‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويقدم لنا ألبورت )‪ (Alport‬نموذجا يمثل فيه خصائص الدور‪ ،‬ويحدد مكانة الشخص في‬
‫السياق االجتماعي من خالل‪:‬‬
‫تقرره الثقافة من مواصفات لكل دور من األدوار االجتماعية‪ ،‬فهي ّ‬
‫تقرر‬ ‫‪ -‬توقع الدور هو ما ّ‬
‫مسبقا ما هو متوقع من كل فرد يشغل مكانة معينة في النظام االجتماعي‪ ،‬ليسلك الدور كما‬
‫هو ّ‬
‫محدد‪.‬‬
‫‪ -‬تصور الدور‪ :‬وهو كما يتصوره الفرد الذي يشغل مركزا ومكانة معينة‪ ،‬فالفرد ال يستطيع‬
‫ّ‬
‫تأدية دوره إال في إطار توقعاته الخاصة‪ ،‬إلى جانب ما هو متوقع منه من قبل منظومة القيم‬
‫التي نشأ فيها‪ ،‬وكثيرا ما ينشأ نوع من الغموض نتيجة للتداخل بين الدور والدور املتوقع‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫ّ‬
‫عوامل الفرد املزاجية تتدخل في طبع هذا التصور بطابع خاص‪ ،‬فينشأ شكل من أشكال صراع‬
‫األدوار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬تقبل الدور‪ :‬بعض األفراد تكون لديهم أدوار محددة مسبقا‪ ،‬بحكم جنسهم أو سنهم أو‬
‫يتقبل الفرد الدور الذي يفرضه عليه‬‫طبقتهم االجتماعية أو بحكم املهنة التي يزاولونها‪ ،‬هنا قد ّ‬
‫تقبل تصوره لدوره ولكنه يرفض باملقابل التوقعات‬ ‫وضعه االجتماعي وقد يرفضه‪ ،‬كما يمكنه ّ‬
‫التي تنتظر منه‪.‬‬
‫‪ -‬أداء الدور‪ :‬وهو األسلوب الذي يسلك به الفرد دوره‪ ،‬ويمكن أن يختلف هذا األسلوب مع ما‬
‫هو متوقع‪ ،‬و قد يتطابق مع ما هو متوقع(‪.)15‬‬
‫و تطرح نظرية الدور كذلك مصطلحات أخرى في دراسة وتحليل األدوار نجد أهمها‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬صراع األدوار‪ :‬يعرف على أنه التنافس الظاهر الثنين أو أكثر من التوقعات لسلوك الفرد‪،‬‬
‫في مثل هذه الحالة يعرف الفرد والنظام اضطرابا‪ ،‬ويعمل الفرد في ذلك على حل املشكل‬
‫بتكييف بعض السلوك‪ ،‬ويعد صراع األدوار من بين عديد الظروف البنيوية التي تسبب‬
‫املشاكل في النظام االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تطور الدور‪ :‬مرتبط بتصورات الفواعل ألدوارهم وأدوار بقية الفواعل‪ ،‬كما يكون لتغير‬
‫ادراكات الفواعل ألدوارهم أثر كبير في تطورها‪.‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪775‬‬


‫‪ -‬تغير الدور‪ :‬يكون له داللة من خالل الضوابط والتعديالت التي يدخلها الفاعلون لتحقيق‬
‫أدوار جديدة‪ ،‬فاألفراد بحكم امتالكهم لخبرات سابقة وخلفيات ومهارات يمكنهم أن يوظفوها‬
‫لتدعيم توقعات أدوارهم املحددة سلفا(‪.)16‬‬
‫ألنها تقوم على االفتراض القائل‪ ،‬أنه إذا كانت لدينا‬ ‫وبذلك تكون نظرية الدور نظرية تنبؤية‪ّ ،‬‬
‫معلومات حول توقعات الدور ملكانة محددة‪ ،‬فيمكن التنبؤ بسلوك اآلخرين (األفراد) املحتلين لتلك املكانة‪.‬‬
‫تتحدد وفقا لعالقة تفاعلية بين ثالث معطيات رئيسية و هي‪:‬‬‫فإن نظرية الدور ّ‬‫ومنه ّ‬
‫‪ ‬املعطيات االجتماعية‪:‬‬
‫ّ‬
‫وتتمثل في البناء االجتماعي بكل ما يحتويه من وحدات تكوين املكانة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬املعطيات األنثروبولوجية‪:‬‬
‫ّ‬
‫وتتمثل في مجموعة الحقوق والواجبات الخاصة باملكانة التي تدل على ثقافة معينة‪ ،‬وتشمل كل‬
‫املعارف والعقائد واألخالق والعادات والفنون ‪.....‬‬
‫‪ ‬املعطيات النفسية‪:‬‬
‫ّ‬
‫يحتوي الدور على معطيات نفسية ألن التعبير عن الدور دال على شخصية صاحبه‪.‬‬
‫ثانيا‬
‫الجدل الفكري حول توظيف نظرية الدور في الدراسات السياسية‬
‫دار جدل فكري ونقاش نظري بين املفكرين واملحللين السياسيين حول إمكانية توظيف نظرية‬
‫الدور في املجال السياس ي‪ ،‬بين من عارض الفكرة على اعتبار ّأن هناك اختالفا كبيرا بين سلوكات األفراد‬
‫باعتبارهم أناسا ينتمون ملنظومة اجتماعية معينة ويتعاملون انطالقا من معتقداتهم الشخصية وتنشئتهم‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبين الدول باعتبارهم أشخاصا معنويين لديهم الشخصية االعتبارية وحسب‪ .‬وبين من قبل‬
‫ّ‬
‫الفكرة على اعتبار ّأن سياسات الدول في النهاية ما هي إال نتاج لسياسات متخذي القرارات فيها وما هم في‬
‫النهاية سوى أفراد‪.‬‬
‫فنجد مثال باكمان (‪ )Beckman‬اعترض على استعارة النظرية من علم االجتماع وتوظيفها في‬
‫املجال السياس ي‪ ،‬وذلك في دراسة له بعنوان (نظرية الدور والعالقات الدولية) نشرها ليشرح االختالف بين‬
‫سلوك األفراد وسلوك الدول‪ ،‬وقال بأنه يصعب توظيف النظرية في هذين املجالين (علم العالقات‬
‫بأنهما يتناوالن الدول‪ ،‬وهي وحدات يختلف سلوكها عن سلوك‬ ‫الدولية والسياسة الخارجية) محتجا ّ‬
‫األفراد(‪.)17‬‬
‫غير ّأن تيارا فكريا تبلور في هذا الصدد ودافع عن توظيف مفهوم الدور في العالقات الدولية‬
‫ّ‬ ‫(والتي من ضمنها السياسة الخارجية)‪ ،‬استنادا إلى ّأنه كما ّ‬
‫يطور األفراد مفاهيم تتعلق بهوياتهم وأدوارهم‬
‫ّ‬
‫ويتصرفون‬ ‫فإن الدول (صانعي القرار فيها) يفعلون الش يء نفسه على مستوى صنع السياسة‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫بناء على تلك املفاهيم‪ .‬خاصة ّ‬
‫وأن صناع القرار على مستوى السياسة الخارجية ومن يمثلون الدولة هم‬
‫أفراد‪ .‬ونجد املفكر ستيفن وولكر (‪ ) S.Walkar‬ضمن هذا التيار‪ ،‬ففي مقاله املعنون ب ـ ـ ـ‪ " :‬تصورات الدور‬

‫‪776‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫القومي والنتائج النسقية " ‪ conception and systemic outcomes " " National role‬الصادر عام ‪1979‬‬
‫بأنها‪ :‬تصورات واضعي السياسات‬ ‫عرفها ّ‬
‫تطرق ملفهوم األدوار الوطنية في إطار السياسة الخارجية والتي ّ‬ ‫ّ‬
‫الخارجية ملناصب دولهم في النظام الدولي‪ ،‬وتشمل هذه التصورات أنواعا عامة من القرارات وااللتزامات‬
‫والوظائف املرتبطة بهذه املواقف الدولية(‪.)18‬‬
‫وبقي اهتمام الباحث ستيفن وولكر باملوضوع مستمرا‪ ،‬حيث قام بجمع كل ما كتب حول نظرية‬
‫ّ‬
‫الدور في كتاب ألفه عام ‪ 1987‬بعنوان " نظرية الدور وتحليل السياسة الخارجية " ‪Role theory and‬‬
‫‪. " foreign policy analysis‬‬
‫وبذلك أصبح باإلمكان من الناحية النظرية والعملية استخدام نظرية الدور في تحليل وتفسير‬
‫سلوك الدول في السياسة الخارجية‪ ،‬باعتبارهم (الدول) أعضاء في املجموعة الدولية‪ .‬بحيث تسعى كل‬
‫ّ‬ ‫دولة من خالل ّ‬
‫صناع قرارها ومتخذي القرار الخارجي فيها‪ ،‬لتحقيق مجموع األهداف املسطرة ضمن‬
‫سياستها الخارجية‪ ،‬من خالل توظيف إمكانياتها ومواردها املختلفة ألجل ذلك‪ .‬كما تسعى لفهم وتحليل‬
‫سلوكات ومواقف الدول األخرى سواء في املحيط الدولي أو اإلقليمي‪ ،‬حتى تحافظ على دورها ومكانتها في‬
‫النظام الدولي‪.‬‬
‫وقد قدمت عدة تعريفات للدور في العالقات الدولية والسياسة الخارجية كل باحث حسب توجهه‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولعل سبب ذلك هو استعارة املفهوم من حقل العلوم االجتماعية التي تباينت فيها‬ ‫الفكري ووجهة نظره‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫تعريفات الدور‪ .‬وقد كانت بداية توظيف اقتراب الدور في الدراسات السياسية ما مثلته محاوالت علماء‬
‫النفس واالجتماع توسيع نطاق تطبيق نظرياتهم النفسية القائمة على مفهوم الدور‪ ،‬لتشمل العالقات‬
‫الدولية وتحليل سلوك القادة السياسيين والنخب الحاكمة في عديد الدول‪ ،‬من خالل التعامل مع هذه‬
‫القيادات السياسية كحاالت مرضية تحتاج إلى عالج نفس ي‪ ،‬فمثال بدأ مورينو (‪ )Mourinho‬وساربين‬
‫(‪ ) Sarben‬مع بداية الثالثينيات واألربعينيات استخدام مفهوم الدور لتوظيف مداخل التحليل النفس ي‬
‫لدراسة السلوك الدولي‪ ،‬في إطار التأكيد على أهمية الشخصية وتأثيرها في النظام الدولي مع بروز‬
‫شخصيات مثل هتلر وموسوليني وأيزنهاور‪.‬‬
‫كما اقترح مورينو في الستينات أثناء التصعيد بين الواليات املتحدة األمريكية والصين إجراء‬
‫مواجهة درامية نفسية )‪ ( pshycho dramatic encounter‬بين الرئيس األمريكي جونسون والزعيم الصيني‬
‫ماوتس ي تونغ‪ ،‬مع إذاعتها عامليا ملعالجة الخالفات بينهما على نحو أقرب إلى آليات املعالجة النفسية‬
‫اإلكلينيكية القائمة على تفاعالت الدور كبديل عن توجيه الواليات املتحدة ضربة ضد الصين(‪.)19‬‬
‫وبذلك بدأ التوظيف الفعلي لنظرية الدور في الدراسات السياسية‪.‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪777‬‬


‫ثالثا‬
‫بروز نظرية الدور في التحليل السياس ي‬
‫استعار بعض املفكرين والباحثين السياسيين نظرية الدور من العلوم االجتماعية واستخدموها في‬
‫مجال التحليل السياس ي‪ ،‬وتحديدا املحللين املختصين في مجال العالقات الدولية‪ .‬حيث استفاد هذا األخير‬
‫مع ظهور الثورة السلوكية في النصف الثاني من القرن املاض ي من التطورات التي حصلت في العلوم‬
‫االجتماعية األخرى (استخدامها ملناهج خاصة بالعلوم الطبيعية كاملحاكاة واستخدام املنهج اإلحصائي في‬
‫التحليل االجتماعي)‪ ،‬وقد عرفت نظرية الدور طريقها إلى فرع العالقات الدولية بفضل الجهود التي بذلها‬
‫املختصون في دراسة السياسة الخارجية‪ ،‬من خالل محاوالتهم التعرف على مختلف األدوار التي تضطلع‬
‫بها الدول القومية واستعمال نظرية الدور كإطار معرفي لتحليل أدوار السياسة الخارجية لتلك الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬تطور مفهوم الدور في حقل العالقات الدولية‪:‬‬
‫لقد كان أول ظهور ملفهوم الدور في العالقات الدولية سنة ‪ 1970‬حين نشر كالفي‪ .‬ج‪ .‬هولستي‬
‫(‪ )K.J.holsti‬دراسته الرائدة في املوضوع‪ ،‬واملعنونة ب ـ ـ " تصورات الدور القومي في دراسة السياسة‬
‫مرت حوالي‬ ‫الخارجية" ) ‪ ( Nationel role conception in the study of foriegn policy‬وكان حينها قد ّ‬
‫ّ‬
‫أربعة عقود على تطوير نظرية الدور في علم االجتماع وعلم النفس‪ .‬وقد مثلت الدراسة انطالقة لتوظيف‬
‫قدم هولستي تصنيفا‬ ‫مفهوم الدور في أدبيات السياسة الخا جية ما ال أثرها ملموسا حتى اآلن‪ ،‬وقد ّ‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫ملختلف األدوار املتصورة في السياسة الخارجية للدول(‪.)20‬‬
‫كما ّأن توظيف مفهوم الدور في دراسة النظم السياسية كان له إسهامه الواضح في تطوير‬
‫نظرية الدور في حقل العالقات الدولية‪ ،‬حيث استخدمت نظرية الدور لتفسير سلوك املسؤولين بحكم‬
‫املناصب التي يشغلونها في النظام السياس ي‪ ،‬ومدى إدراكهم لألدوار املرتبطة بها‪ ،‬وعالقتهم مع شركاء‬
‫منظومة الدور من شاغلي املناصب األخرى داخل الدولة‪ .‬وقد ظهر ذلك في دراسة والكي )‪ (wolky‬وزمالؤه‬
‫سنة ‪1962‬م‪ ،‬حيث قارنوا تصورات الدور لدى أعضاء الكونغرس املنتمين إلى أربع واليات أمريكية‪.‬‬
‫ويدل استخدام األدوار بمختلف أشكالها على وجود اتجاهات سلوكية لصناع القرار تعكس‬
‫وضعياتهم و الضغوط املحيطة بهم‪ .‬هذه الجزئيات حللتها مقاربات النظم السياسية املرتبطة بنماذج صنع‬
‫القرار سواء على املستوى الداخلي الذي شرحه األستاذ دافيد إيستون )‪ (David Easton‬من خالل‬
‫نموذجه النسقي الوظيفي‪ ،‬أو املستوى الدولي املرتبط بتحليل سلوك صناع القرار والذي شرحه ريتشارد‬
‫سنايدر )‪. (Richard Snyder‬‬
‫وكال النموذجين برز من خالل تبلور االتجاه السلوكي كمرحلة من مراحل تطور العالقات الدولية‪.‬‬
‫وقد ظهرت بدايات االتجاه السلوكي في العلوم االجتماعية قبل الحرب العاملية األول بأعوام‪ .‬ففي الواليات‬
‫املتحدة األمريكية جاء عالم النفس واطسون )‪ (J.Watson‬الذي خرج على التأمل الباطني في التحليل‬
‫وانصب اهتمامه على الظواهر الخارجية التي تعبر عن نفسها بصورة حسية(‪ .)21‬وهذا ما أطلق‬ ‫ّ‬ ‫النفس ي‬
‫عليه ‪ .Behaviourism‬وقد تطور االتجاه السلوكي في مرحلة ما بعد الحرب العاملية الثانية وأدخل في‬

‫‪778‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫تحليالته البيئة النفسية املرتبطة بدوافع وأحاسيس وإدراكات صناع القرار ملختلف معطيات ومراحل صنع‬
‫القرار في دولهم وهو ما يطلق عليها ‪ Behaviouralism‬والتي تشير إلى السلوكية كاتجاه نظري‪.‬‬
‫ونجد ّأن غراهام واالس )‪ (Graham Wallace‬من خالل كتابه " الطبيعة البشرية في مجال‬
‫السياسة " ‪ " Human Nature in politics‬والذي نشر عام ‪ 1908‬قد ّبين من خالل مقدمة كتابه ذاك إلى‬
‫النقص الذي عانته الدراسات السياسية في أيامه من عدم وجود أية محاولة ملعالجة األحداث السياسية‬
‫ّ‬
‫في عالقتها بالطبيعة البشرية(‪ .)22‬وقد أكد واالس على فكرة اختالف سلوكات األفراد داخل الجماعة‬
‫الواحدة وبالتالي اختالف أدوارهم وذلك نظرا الختالف طبائعهم‪.‬‬
‫وجاءت بعد ذلك دراسة جيمس روزينو (‪ )James Roseno‬عام ‪1968‬م التي اختبر فيها املقولة التي‬
‫تؤكد ّأن الدور الذي يقوم به القائد السياس ي يفرض عليه تحديد أو إلغاء مواقفه وتحيزاته الشخصية‪،‬‬
‫لكن هذه الدراسة‬ ‫واتباع سياسات معينة تفرضها متطلبات دوره الوظيفي ذاته وليس من عقائده الذاتية‪ّ .‬‬
‫تعرضت للنقد نتيجة عدم تركيزها على التصورات الشخصية لصانعي القرارات ألدوار دولهم على‬ ‫ّ‬
‫وأن هناك ثالث بيئات يتعاطى معها صانعو القرارات على مستوى‬ ‫املستويين الدولي أو اإلقليمي‪ ،‬خاصة ّ‬
‫صنع السياسة الخارجية وهي البيئتان الداخلية والخارجية وكذا البيئة النفسية‪ ،‬وال يمكن إهمال تأثير أي‬
‫واحدة منهما على مستوى صنع القرار سواء كان قرارا داخليا أو خارجيا‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك ظهرت دراسات أخرى أفسحت مجاال أكبر لتأثير الفاعلين‪ ،‬حيث حاول بعض‬
‫الدارسين رسم خريطة لكيفية إدراك املسؤولين في املراكز املختلفة ألدوارهم‪ ،‬ومقارنة ذلك بالتوصيف‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الدستوري والقانوني لهذه األدوار وتوقعات شركاء الدور‪ ،‬وتأثير ذلك كله على سلوك اآلخرين‪ .‬ومن بين‬
‫املقاربات أو النماذج النظرية التي حللت سلوك صانعي القرارات في الدول وركزت على مختلف بيئات صنع‬
‫القرار بما فيها البيئة النفسية وإدراك صانع القرار‪ .‬ونجد من بينها نموذج أو اقتراب التحليل النسقي‬
‫لدافيد إيستون ) ‪.( David Easton‬‬
‫إذ يعتبر إيستون من املفكرين األوائل الذين اهتموا بدراسة النظرية السياسية املعاصرة والتحليل‬
‫ّ‬ ‫النسقي لعالم السياسة الوطني‪ ،‬حيث ّ‬
‫قدم نموذجا نظريا راح يتصور به عالم السياسة الوطني على أنه‬
‫مجموعة من قوى متساندة متفاعلة على وضع يتحقق به سيره سيرا متزنا(‪ .)23‬وقد شرح إيستون نموذجه‬
‫النسقي الوظيفي على مرحلتين‪ ،‬وذلك في كتابه النسق السياس ي )‪ ،(The Political system‬في املرحلة األولى‬
‫يصور إيستون الحياة السياسية على ّأنها بنية كلية تتكون من بنيتين أو قوتين رئيسيتين هما الجهاز‬ ‫ّ‬
‫السياس ي وبيئته (سياقه االجتماعي)(‪ .)24‬وتجدر اإلشارة هنا إلى ّأن إيستون في تفسيره مليكانيكية عملية‬
‫صنع القرار قد أشار إلى ّأن هذه العملية هي عملية شبه ميكانيكية‪ ،‬ومن ثم فهي ليست تحكمية‪ ،‬في معنى‬
‫ّ‬
‫ّأن القرار السياس ي ال يتخذ بطريقة تحكمية من قبل الجهاز السياس ي‪ ،‬وإنما يأتي نتيجة لتفاعل مجموعة‬
‫من أدوار لقوى مختلفة في مجتمعها‪ ،‬فالحياة السياسية ‪-‬عنده‪ -‬هي مجموعة قوى (رسمية وغير رسمية)‬
‫ّ‬
‫بيئته)‪.‬أما‬ ‫متفاعلة فيما بينها تفاعال ميكانيكيا‪ ،‬بعامل قانون الفعل (من الجهاز) ورد فعل (من قوى‬
‫املرحلة الثانية من نموذجه فقد أدخل تعديالت عليه من خاللها‪ ،‬إذ أخذ في الحسبان من ناحية بيئة‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪779‬‬


‫ّ‬
‫الجهاز السياس ي وجود مدخالت جديدة ال يجب إغفال تأثيرها على هذا األخير‪ .‬كما ركز إيستون في هذه‬
‫املرحلة على متغيرات جديدة تؤثر على النشاطات السياسية والسلوك السياس ي لألفراد الجماعات كالنسق‬
‫الشخص ي واإليكولوجي والبيولوجي(‪ .)25‬وقد سمي بالنموذج البنيوي الوظيفي لتركيزه على بنية ووظيفة‬
‫الجهاز السياس ي‪.‬‬
‫عبر عنه من‬ ‫ونجد النموذج النظري اآلخر هو نموذج ريتشارد سنايدر )‪ (Richard Snyder‬الذي ّ‬
‫ّ‬
‫خالل مقولته " إننا نحدد الدولة بأشخاص صانعي قراراتها الناجمة عن‪ :‬موقعهم السلطوي في قرارات‬
‫الدولة‪ ،‬لذا فسلوك الدولة هو سلوك الذين يعملون باسمها "‪ ،‬وذلك من خالل إدراك صانعي القرارات‬
‫للمواقف التي هم بصدد اتخاذ القرار فيها‪ .‬ويعتبر سنايدر القرار الخارجي بأنه مزيج من التفاعل بين‬
‫ّ‬
‫ويشدد التركيز في نموذجه على تحليل‬ ‫مجموعة من املؤثرات الداخلية والخارجية واملجتمعية والسلوكية‪،‬‬
‫دور األفراد في صنع وصياغة ورسم السياسة الخارجية‪.‬‬
‫بحيث جعل سنايدر من القرار الخارجي وحدة التحليل األساسية باعتباره نشاطات الدول في النهاية‬
‫ّ‬
‫ليست إال نشاطات صناع القرار الخارجي‪ ،‬فالقرار الخارجي حين يتخذ يعتمد باألساس على كيفية إدراك‬
‫صانعي القرارات الخارجية ملوقف معين(‪.)26‬‬
‫وقد تبلور مفهوم الدور في السياسة الخارجية لكي يرقى إلى مرتبة النظرية‪ ،‬بل ّأن بعض الدارسين‬
‫يعتبر ّأن نظرية الدور أكثر قدرة على التنبؤ بالسياسة الخارجية للوحدة الدولية من النظريات األخرى‬
‫كالواقعية الجديدة واللبرالية بل والعقائد االستراتيجية(‪.)27‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الدور في السياسة الخارجية‪:‬‬
‫الدور هو أحد مكونات السياسة الخارجية للدولة‪ ،‬فالسياسة الخارجية ترتبط بشكل جدلي بالدور‬
‫الذي ترسمه الدولة لنفسها‪ ،‬إذ هناك عالقة جدلية بين الدور الذي تهدف الدولة للوصول إليه و القرار‬
‫السياس ي الخارجي الذي تسعى لتنفيذه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعرف الدور في السياسة الخارجية بأنه " الوظيفة أو الوظائف التي تقوم بها الدولة في الخارج إن‬
‫كان على املستوى الدولي أو اإلقليمي‪ ،‬والتي تسعى من خاللها لتحقيق أهدافها مع مراعاة ما تملكه الدولة‬
‫من إمكانيات مادية وغير مادية في ذلك " ‪.‬‬
‫محصلة ما تقوم به الدولة من أفعال وممارسات على‬‫ّ‬ ‫ويعرفه الدكتور إسماعيل صبري مقلد "بأنه‬ ‫ّ‬
‫تحدده لسياستها الخارجية من أهداف أو ملا تحاول الدفاع‬ ‫الصعيد الدولي‪ ،‬والتي تهدف منها إلى تحقيق ما ّ‬
‫ّ‬
‫عنه من قيم ومصالح عليا "‪ ،‬أو أنه (في نظر صبري مقلد) " األداة التي تستخدمها الدولة في الدفاع عن‬
‫أهدافها ومصالحها القومية‪ ،‬من خالل ما يوفره هذا الدور من قدرة على التفاعل املستمر مع النظام‬
‫الدولي ووحداته املختلفة(‪.)28‬‬
‫يعد من أهم‬ ‫تؤديه في النسق الدولي وبشكل مستمر‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫فإن لكل وحدة دولية دورا ّ‬ ‫وعليه ّ‬
‫مالمح وعالمات سياستها الخارجية‪.‬‬
‫ّ‬
‫كما ّأن هولستي أعطى تعريفا للدور القومي على أنه " تعريفات صناع القرار لألنواع العامة‬
‫للقرارات وااللتزامات والقواعد والسلوكات التي تصدر عن دولهم‪ ،‬وللوظائف التي ينبغي على أية دولة أن‬
‫‪780‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬
‫تؤديها على أساس مستمر‪ ،‬سواء في النظام الدولي أو في نظام إقليمي فرعي‪ .‬وبالتالي فهو صورة ‪image‬‬ ‫ّ‬
‫لتوجهات ووظائف دولهم ضمن أو اتجاه البيئة الخارجية "(‪.)29‬‬
‫وقد أضاف هولستي بعض املفاهيم التي يمكن توظيفها في تحليل السياسة الخارجية مثل أداء‬
‫تتبناها الحكومات لتجسيد‬ ‫يضم املواقف والقرا ات واألفعال التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدور ‪ Role performance‬الذي‬
‫ر‬
‫مفهومها الخاص ملقتضيات دورها‪ .‬إضافة إلى توصيفات الدور ‪ Role prescriptions‬التي تتم تحت تأثير‬
‫وتتم السلوكات دوما ضمن وضعية ‪position‬‬ ‫جملة من املعطيات النابعة من البيئة الداخلية أو الخارجية‪ّ ،‬‬
‫تعتبر نظاما لتوصيفات الدور(‪.)30‬‬
‫يقسم كل من علي الدين هالل و بهجت قرني الدور إلى فرعين‪:‬‬ ‫ّ‬
‫األول‪ -‬مرتبط بالتوجه أو التصور العام املعبر عن املعتقدات والتصورات املجتمعية‪ ،‬واألغلب‬
‫األعم أن تكون مسبقة‪ ،‬مساهمة فيها بعمق عمليات سياسية واقتصادية واجتماعية ودولية ونفسية‬
‫ّ‬
‫معقدة ومتعددة املستويات‪.‬‬
‫يقسم الدور‬ ‫الثاني‪ -‬متصل بالسلوك املحدد بشأن قضايا بعينها في إطار زمني مقيد‪ .‬بعبارة أخرى ّ‬
‫إلى مفهوم الدور أوال وأداء الدور ثانيا‪ ،‬أي ّأن كل صانع قرار في السياسة الخارجية لديه مفهوم للدور‬
‫وألسلوب أدائه‪.‬‬
‫والدور مرتبط بالناحية النفسية أو ما يطلق عليه في أدبيات السياسة الخارجية بالبيئة النفسية‬
‫يعبر عن إدراكات صانعي القرار في السياسة الخارجية ألي دولة‪ .‬وهذا ما يعبر عنه‬ ‫لصانع القرار‪ ،‬ألنه ّ‬
‫الدكتور صبري مقلد من خالل قوله‪ّ " :‬أن تفسير السلوك الخارجي ألية دولة يصبح ممكنا بالرجوع إلى‬
‫اإلدراك الذي يحمله صانعو السياسة الخارجية فيها للدور الذي يمكن لدولتهم أن تقوم به في الظروف‬
‫فإن الدور هو املفتاح الرئيس ي في التعرف على السلوك الخارجي‬ ‫الدولية التي تكون طرفا فيها‪ ،‬أو بمعنى آخر ّ‬
‫مؤشرا هاما يساعد على التنبؤ ولو إلى حد ما بأنماط السلوك الذي يمكن أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫للدولة‪ ،‬كما ّ‬
‫تتحرك به‬ ‫يقدم‬
‫الدولة في مواقف خارجية معينة "(‪.)31‬‬
‫لكن مفهوم الدور ال يرتبط فقط بالبيئة النفسية (إدراك صانعي القرار) بل يرتبط بالبيئة‬ ‫ّ‬
‫العملية للدور‪ ،‬أي كيفية ممارسة هذا الدور في الواقع العملي بما يفرضه هذا الواقع سواء كان في اإلطار‬
‫اإلقليمي أو الدولي‪ ،‬من استخدام إلمكانيات الدولة ومواردها املختلفة لتحقيق األهداف املرجوة من ذلك‬
‫فإن ممارسة الدور‬ ‫الدور‪ ،‬ومن خالل فعالية املما سة الدولية لصانعي القرار اإلقليمي والدولي وعليه ّ‬
‫ر‬
‫ترتبط بكفاءة القدرات واإلمكانيات التي تنقله من حدود اإلدراك إلى أرض الواقع ليمارس بفعالية(‪.)32‬‬
‫لذلك يكون لزاما على كل دولة في إطار السعي للوصول لدور إقليمي أو دولي معين‪ ،‬أن تدرس‬
‫البيئة الدولية واإلقليمية التي تتفاعل معها وأن تعرف إمكانياتها وقدراتها وكذا توقعات األطراف الدولية‬
‫ّ‬
‫األخرى ملدى قبول أو رفض هذا الدور‪ .‬إذ يتطلب تعامل الوحدة الدولية مع النسق الدولي ووحداته‬
‫تحدد كل وحدة لذاتها ولآلخرين طبيعة موقعها في هذا النسق‪ ،‬والوظيفة أو الوظائف التي‬ ‫املختلفة أن ّ‬
‫تؤديها في إطاره بشكل مستمر‪ ،‬وماهية العالقات الدولية الرئيسية للوحدة‪ ،‬وهو ما يعبر عنه‬ ‫يمكن أن ّ‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪781‬‬


‫بالدور الذي تؤديه الوحدة في النسق الدولي(‪ .)33‬فمثال كان قرار الواليات املتحدة األمريكية بالتدخل في كل‬
‫من أفغانستان والعراق انطالقا من توصيفات الدور الخاصة بها وانطالقا من معطيات معينة باعتبارها‬
‫لكنها في األخير وجدت نفسها‬ ‫ترى نفسها منقذة السالم العالمي انطالقا من محاربتها لإلرهاب الدولي‪ّ ،‬‬
‫ألنها فتحت الحرب على عدة جبهات ولم يكن في وسعها ذلك في ذاك التوقيت‪ .‬خاصة ّ‬
‫وأن‬ ‫مخطئة ّ‬
‫املعطيات اختلفت فيما بعد‪.‬‬
‫وتحديد الدور القومي للدولة ّ‬
‫يمر عبر مراحل هي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة استكشاف املوقف‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة تحديد الدور القومي للدولة في ضوء التوجهات التي على أساسها ترسم السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة تكييف الدور القومي مع طبيعة املتغيرات املحيطة بالبيئة املؤثرة في مختلف القدرات‬
‫املادية واملجتمعية لدولة صانع القرار‪ ،‬ويعني ذلك أن يكون الدور مكافئا للموقف‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحقيقة الحال أنه في بعض الدول نجد سلطة اتخاذ القرار بيد كل من الرئيس والوزير األول‪،‬‬
‫وهذا ليس خلال على مستوى صنع القرار بل هو تكامل وظيفي‪ ،‬يعبر عن خصوصية التجربة الديمقراطية‬
‫في ذلك البلد‪ ،‬وليس عن انقسام في عملية صنع القرار فيها‪ .‬فمثال في الجزائر نجد هذا التزاوج‪ ،‬لكن‬
‫يحدد صالحيات مختلف أجهزة اتخاذ القرار فيها‪ ،‬فمثال القرار األخير لتنحية الرئيس‬ ‫الدستور هو الذي ّ‬
‫ّ‬
‫بوتفليقة لوزيره األول سالل‪ ،‬أوضح ّأن سلطة رئيس الجمهورية في الجزائر أقوى من سلطة الوزير األول‪.‬‬
‫أ‪ -‬خصائص الدور‪:‬‬
‫يتميز الدور في السياسة الخارجية بخصائص معينة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ّ -1‬أن الدور ليس مجرد تصور يقدمه صانع السياسة الخارجية بل يرتبط أساسا بتجسيده على‬
‫أرض الواقع من خالل املمارسة‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الدور يشمل أيضا تصور صانع السياسة الخارجية لألدوار التي يؤديها أعداؤه الرئيسيون‬
‫في الساحة الدولية وذك بغية االستفادة من ذلك في تعامله معهم‪.‬‬
‫‪ -3‬من املتصور أن تلعب الدولة أكثر من دور واحد في آن واحد وهذا مرتبط بمدى وحجم تأثيرها‬
‫وإمكانياتها‪.‬‬
‫‪ -4‬من املمكن أن تقوم الدولة بدور على املستوى العالمي‪ ،‬وبدور مختلف على املستوى‬
‫اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ -5‬تتفاوت األدوار الخارجية للدولة طبقا لدرجة التدخل " في الشؤون الدولية وطبقا ملضمون‬
‫الدور‪ ،‬فقد يتضمن الدور دورا تدخليا نشيطا أساسه السعي النشيط لتغيير األوضاع الراهنة‬
‫بشكل جذري كدور قاعدة الثورة مثال‪.‬‬
‫‪ -6‬يجب أن يتوافق اهتمام الدولة بالدور الخارجي بانعكاس هذا الدور االيجابي على األمن القومي‬
‫للدولة بمعناه الشامل(‪.)34‬‬

‫‪782‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫ب‪ -‬أنواع الدور اإلقليمي‪:‬‬
‫كما سبق الحديث‪ ،‬يمكن للدولة أن تلعب دورا دوليا وآخر إقليميا‪ ،‬و فيما يلي يتم اإلشارة إلى‬
‫أنواع األدوار اإلقليمية على املستوى اإلقليمي‪:‬‬
‫‪ -‬املوازن اإلقليمي‪:‬‬
‫يعني قيام الدولة بمسؤولية حفظ التوازن القائم بين مجموعة من الدول في إقليم معين‪.‬‬
‫‪ -‬الوسيط اإلقليمي‪:‬‬
‫تحمل الدولة ملسؤولية التوفيق والوساطة في الصراعات اإلقليمية بين الدول في إقليم معين‪.‬‬
‫‪ -‬املدافع اإلقليمي‪:‬‬
‫محددة في حماية مجموعة من الدول في إقليم معين في مواجهة‬ ‫أي ّأن الدولة لها مسؤولية ّ‬
‫العدوان الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬قائد التكامل اإلقليمي‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد صانع السياسة الخارجية أن لدولته مسؤولية خاصة في توحيد مجموعة من الدول في‬
‫إقليم معين‪ ،‬أو تحقيق قدر مالئم من التعاون والتنسيق فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -‬الجسر الدولي واإلقليمي‪:‬‬
‫ينصرف ألداء وظيفة اتصالية بين الوحدات الدولية في إقليم معين من جهة‪ ،‬وبينها وبين مختلف‬
‫الدول في أنحاء العالم من جهة أخرى‪ ،‬وذلك لتحقيق التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬املعرقل أو املعوق اإلقليمي‪:‬‬
‫ّ‬
‫حين تتجه الدولة إلى عرقلة أي تفاعالت إقليمية ترى أنه من شأنها املساس بمصالحها أو بدورها‬
‫في إقليم معين‪.‬‬
‫‪ -‬املسهل أو امليسر اإلقليمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫حين ّ‬
‫تتبنى الدولة خيار تسهيل وتيسير التفاعالت اإلقليمية في إقليم معين‪ ،‬شرط أال يؤثر ذلك على‬
‫مصالحها ودورها‪ ،‬كما تسعى لتوفير فرصة لنفسها بضبط التفاعالت اإلقليمية بما ال يؤدي إلى خروجها‬
‫عن سيطرتها(‪.)35‬‬
‫وهاته األنواع ليست كل أنواع الدور اإلقليمي بل هي أهمها فقط(‪.)36‬‬
‫كما يمكن الحديث عن أدوار أخرى قد تقوم بها الدول في بيئتها الخارجية تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫‪ -‬الدور النشيط أو ّ‬
‫الفعال‪:‬‬
‫والذي يمكن اعطاء مثال له عن الدور األمريكي لفترة ما بعد الحرب الباردة‪ ،‬وخوضها في الكثير‬
‫من القضايا الدولية‪ ،‬حربها على العراق‪ ،‬األزمة األوكرانية‪ ،‬أزمة امللف النووي اإليراني‪ .‬دون حسابات‬
‫الخسارة أو الربح في هذه القضايا من قبل صانع القرار في الواليات املتحدة‪ ،‬وكأنها مجازفات دولية باعتبار‬
‫الواليات املتحدة ترى نفسها وكثير من الدول القوة العظمى في العالم‪.‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪783‬‬


‫‪ -‬الدور املرتبك أو املشوش‪:‬‬
‫الذي تنطلق فيه الدولة من خالل صناع القرار فيها من سوء إدراك أو فهم مشوش للمسرح‬
‫الدولي (ينطلق من نقص املعلومات حول البيئة الخارجية)‪،‬م يؤدي بها إلى اتخاذ قرار غير مناسب‪ ،‬كما كان‬
‫واضحا لدى صناع القرار العرب من ّأن العراق لن يجرؤ على غزو الكويت سنة ‪ ،1991‬باعتبار ّأن‬
‫مما أنتج الحرب ولم توقف سوى بتدخل خارجي أمريكي‬ ‫الدولتين تشتركان في الدين وتتقاربان في التاريخ‪ّ ،‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫‪ -‬الدور النزاعي‪ /‬السلمي‪:‬‬
‫يمكن ربطه بمثال إيران‪ ،‬حيث إ ّن إيران (وهي حقيقة تاريخية)إذا كان رئيس الجمهورية فيها‬
‫محسوبا على التيار اإلصالحي (وهو التيار املعتدل في إيران) كانت مخرجات السياسة الخارجية اإليرانية‬
‫سلمية وتعاونية إقليميا ودوليا (عهد كل من محمد خاتمي وهاشمي رافسنجاني والرئيس الحالي حسن‬
‫روحاني)‪ ،‬بينما في عهدتي الرئيس املحسوب على التيار املحافظ(التيار املتشدد في إيران) كانت مخرجات‬
‫السياسة اإليرانية نزاعية‪ ،‬بحيث زادت معاداة إيران في عهدته للدول‪ ،‬ما نتج عنها تصعيد في البرنامج‬
‫النووي اإليراني وزيادة فرض العقوبات الدولية عليها‪.‬‬
‫ّ‬
‫فعاال من الناحية الواقعية والعملية‪ ،‬مهما كان نوع الدور الذي تتبناه في‬ ‫وحتى يكون دور الدولة ّ‬
‫سياستها الخارجية‪ ،‬البد أن يضع صانعو القرار فيها مجموعة من االعتبارات أو ما يطلق عليه متطلبات‬
‫الدور‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مدى توافر موارد القوة الالزمة للقيام بهذا الدور‪.‬‬
‫‪ -‬مدى توافر اإلرادة السياسية الالزمة لتفعيل الدور‪.‬‬
‫‪ -‬توازن القوى اإلقليمي ومدى تأثره بهذا الدور‪.‬‬
‫‪ -‬رؤية األطراف اإلقليمية األخرى لتأثير هذا الدور على مصالحها‪.‬‬
‫‪ -‬مدى تقبل األطراف الدولية األخرى لقيام الدولة بهذا الدور‪.‬‬
‫‪ -‬رؤية األطراف الدولية األخرى ذات املصالح في هذا اإلقليم لهذا الدور وتأثيره على هذه‬
‫املصالح(‪.)37‬‬
‫وقد ظهرت مؤخرا نظرية أخرى يمكن ربطها بنظرية الدور سميت ب ـ" نظرية السلعتين " للمفكرين‬
‫األمريكيين "جيلين باملر" و" كليفتون مورغان " من خالل كتابهما " نظرية السياسة الخارجية "‪ .‬وتنطلق‬
‫هذه النظرية من كون ّأن أي دولة في العالم‪ ،‬تسعى لتحقيق هدفين على املستوى الخارجي أي " سلعتين "‪،‬‬
‫ّ‬
‫يتضمن‬ ‫يتضمن الجهود الهادفة لتغيير الوضع القائم‪ ،‬والحفاظ ‪Maintenance‬‬ ‫ّ‬ ‫وهما التغيير ‪Change‬‬
‫الجهود الهادفة ملنع التغيير في الوضع القائم(‪.)38‬‬
‫ّ‬ ‫ويمكن تسمية نظرية السلعتين بنظرية الهدفين‪ّ ،‬‬
‫ألن املفكرين ركزا تحليلهما حول هدفين من‬
‫أهداف السياسة الخارجية‪ ،‬هما الحفاظ على الوضع القائم أو تغييره‪ ،‬وهما هدفان متناقضان ظاهريا‬
‫متداخالن عمليا‪.‬‬

‫‪784‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫وقد انطلق الباحثان في نظريتهما من تساؤالت محورية هي‪ :‬ملاذا تختار الدول سياسات معينة؟‬
‫فعلى سبيل املثال‪ .‬ملاذا تختار فرض عقوبات على دولة أخرى بدال من مهاجمتها؟ وملاذا قد تزيد دولة من‬
‫ّ‬
‫وتقلل في الوقت ذاته من انفاقها العسكري؟ وهكذا‪ّ ،‬‬
‫فإن كل أفعال السياسة الخارجية‬ ‫معوناتها الخارجية‬
‫هي عبارة عن مسألة خيارات يتخذها قادة الدول (أو املنظمات من غير الدول)‪ ،‬وغالبا ما يكون لدى هؤالء‬
‫ّ‬
‫القادة العديد من الخيارات للتعامل مع أي قضية معينة(‪ .)39‬ففي حين ركزت النظريات الكالسيكية في‬
‫تفسير السياسة الخارجية على فرضية ّأن جل مواقف السياسة الخارجية ّ‬
‫تحركها الرغبة في تدعيم األمن‬
‫الوطني‪ّ ،‬ركزت نظرية السلعتين على وجود هدفين رئيسيين لسلوكات الدولة الخارجية‪ّ ،‬‬
‫فإما أن تهدف إلى‬
‫تغيير الوضع القائم أو أن تسعى إلى الحفاظ على ذلك الواقع‪ ،‬وكل ذلك مرهون بمدى أهلية الدولة لذلك‪.‬‬
‫من ناحية اإلمكانات والوسائل املتاحة في يد صانع القرار‪ ،‬ومن بين أهم الوسائل املستعملة نجد‬
‫العقوبات االقتصادية‪ .‬هذه األخيرة التي اختلف في تحديد مدى جدواها في التأثير على توجهات السياسة‬
‫الخارجية‪ ،‬وخاصة في أثناء الدول عن أهدافها الكبرى‪ .‬غير ّأن اإلجماع كان حول خصوصية العقوبات‬
‫املطبقة من حيث نوعية العقوبات‪ ،‬تكلفتها‪ ،‬توقيتها وكذا إمكانات أصحابها‪ ،‬بمعنى آخر الحديث عن‬
‫العقوبات الذكية(‪.)40‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نخلص من خالل هذا التحليل إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬جمعت نظرية الدور بين تخصصات مختلفة‪ ،‬إذ تعود جذور مفهوم الدور إلى علم االجتماع‪،‬‬
‫وانتشر بعدها استعمالها بشكل واسع في الدراسات السياسية‪ ،‬وعلى وجه التحديد في تحليل‬
‫السياسة الخارجية للدول وفهم طبيعة األدوار التي تؤديها أو تسعى لتأديتها‪.‬‬
‫‪ -2‬لم يختلف كثيرا توظيف نظرية الدور ( املنطلقات الفكرية ) في تحليل سلوك األفراد عنه في‬
‫فهم السلوك الخارجي للدول‪ ،‬فقط يضاف له في التحليل السياس ي قدرة النظرية على التنبؤ‬
‫بسلوكيات الدول في إطار النسق الدولي‪ ،‬باعتبار نظرية الدور باألساس نظرية تنبؤية‪ ،‬وكذا بيئة‬
‫تفاعل األدوار‪ ،‬األفراد في الدور االجتماعي يتفاعلون في بيئة اجتماعية داخلية‪ ،‬بينما الدول‬
‫تتفاعل في إطار بيئة خارجية دولية‪.‬‬
‫‪ -3‬تختلف ردود األفعال حول الدور إن كان على مستوى األفراد أو الدول وذلك نتيجة توقع‬
‫اآلخرين (أفرادا أو دوال) من الدور نفسه (من خالل ثنائية الدور‪ ،‬أداء الدور)‪ ،‬بحيث قد يكون‬
‫مقبوال أو مرفوضا‪.‬‬
‫‪ -4‬الدور في السياسة الخارجية ليس مجرد تصور يحمله صانعو القرارات في أذهانهم‪ ،‬بل هو‬
‫مرتبط أساسا بتجسيده على أرض الواقع (تصور الدور‪ ،‬أداء الدور)‪.‬‬
‫‪ -5‬من خالل توظيف نظرية الدور في تحليل السياسات الخارجية للدول‪ ،‬أصبح باإلمكان فهم‬
‫وتوقع ما تسعى لتحقيقه الدول من أهداف ومصالح وصوال إلى تحقيق مكانة تعكس قدراتها‬
‫ومواردها‪.‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪785‬‬


‫فسرت السياسة الخارجية على دور صناع القرار‪ ،‬من خالل‬ ‫‪ّ -6‬ركزت النماذج النظرية التي ّ‬
‫سلوكياتهم و إدراكاتهم لبيئات صنع القرار ‪ ،‬وبالتالي ألدوار دولهم في السياسة الدولية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -7‬حاولت نظرية السلعتين إعطاء تفسير اقتصادي لدور الدول في توجهاتهم الخارجية‪ ،‬وركزت‬
‫على جزئية العقوبات االقتصادية وجدواها‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫(‪ )1‬األنثروبولوجيا‪ :‬علم يهتم بدراسة اإلنسان في أبعاده املختلفة‪ ،‬البيوفزيائية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وهو علم حديث النشأة‪ .‬وعبارة‬
‫أنثروبولوجيا مشتقة من كلمتين يونانيتين هما انثروبوس وتعني اإلنسان ولوغوس وتعني املوضوع أو الدراسة‪ ،‬فيكون معناها علم دراسة‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫(‪ )2‬عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم االجتماع الحديث‪ ،‬ترجمة‪ :‬ابراهيم جابر‪ ،‬مصر‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،2014 ،‬ص ‪.473‬‬
‫(‪ )3‬صالح حسن‪ ،‬أحمد الداهري‪ ،‬أساسيات علم االجتماع النفس ي التربوي ونظرياته‪ ،‬عمان‪ ،‬دار حمد للنشر‪ ،‬ط‪،2011،1‬ص ‪.391‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪B.Biddle :Role theory:Expectations Identities and behaviors , New York academik press . 1979 .P 4.‬‬
‫(‪ )5‬علي ليلة‪ ،‬النظرية االجتماعية املعاصرة‪ ، :‬القاهرة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط‪، 1983،2‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ )6‬املنجد األبجدي‪ ،‬بيروت ‪،‬دار املشرق‪ ،‬ط‪، 1987،5‬ص ‪.451‬‬
‫(‪ )7‬خالد حامد‪ :‬املدخل إلى علم االجتماع‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.51‬‬
‫(‪ )8‬غي موريه وآخورن‪ ،‬معجم علم السياسة واملؤسسات السياسية‪ :‬ترجمة هيثم اللمع‪ ،‬بيروت‪ ،‬املؤسسة الجامعية للدراسات والتوزيع‪،‬ط‬
‫‪،2005 ،1‬ص ‪.203‬‬
‫(‪ )9‬السيد‪ ،‬علي شتا‪ ،‬نظرية الدور واملنظور الظاهري لعلم االجتماع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتبة املصرية للنشر والتوزيع‪ ، 2003،‬ص ‪.34‬‬

‫)‪(10‬‬
‫‪Steve. .J.Gambelle :Role theory ,Foriegn policy advisores and U.S Foriegn policy making. International studie‬‬
‫‪association‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪Annuel‬‬ ‫‪convention,‬‬ ‫‪Washington ,D,February‬‬ ‫‪16 ,20 ,1990‬‬ ‫‪15/04/2016‬‬ ‫‪In:‬‬
‫‪http://WWW.CIAonet.Org /Isa /Cas01.‬‬
‫(‪ )11‬ميشال مان‪ :‬موسوعة العلوم االجتماعية‪ ،‬ترجمة‪ :‬عادل مختار الهواري وسعد عبد العزيز صلوح‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪،‬‬
‫ط‪ ،1999،1‬ص‪.612‬‬
‫(‪ )12‬عبد املجيد سالمي وآخرون‪ ،‬معجم مصطلحات علم النفس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتاب املصري‪ ،‬ط‪ ،1998،4‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ )13‬السيد علي شتا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،3.‬ص ‪.‬‬
‫(‪ )14‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪ )15‬صادق األسود‪ ،‬علم االجتماع السياس ي‪ ،‬أسسه وأبعاده‪ ،‬العراق‪ ،‬منشورات جامعة بغداد‪ ،‬ط ‪،1986 ،1‬ص ‪.81‬‬
‫)‪(16‬‬
‫‪Damma-lynch .k revising role ; asociocognitive perspective,paper presented at the annual meeting of the‬‬
‫‪american sociological associations, montreal,Quebec ,Qanada online,PDF on 12-04-2012,in :‬‬
‫‪http:// www.allaacademic,com//meta/p110-75-index.html.‬‬
‫)‪(17‬‬
‫‪C.W.Beckman ; Role theory and international relations. Acommentary and extensity , quarterly 14 ,(3),1970,PP‬‬
‫‪310- 319. International studies quarterly 14 ,(3),1970,PP 310- 319.‬‬
‫)‪(18‬‬
‫‪Naomi Bailin , Foreign Policy Makers and Their National Role Conceptions , International Studies Quarterly,‬‬
‫‪Vol. 24, No. 4 (Dec, 1980), pp. 532-554.‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪Ken Sprague.:Time space ,Reality and the cosmos : The four universals of Moreno's philosophy ;in Paul holmes‬‬
‫‪Karp.Michael Watson (eds) psychodrama since Moreno , innovaions in theory and practice, London,‬‬
‫‪Routledge .1996 . pp.17,21.‬‬
‫)‪(20‬‬
‫‪Kall .J.Holsti : Nationel role conception in the study of foriegn policy.Iternational studies‬‬
‫‪Quarterly.14(2),1970 .pp .245- 247.‬‬
‫(‪ )21‬عادل فتحي ثابت‪ ،‬النظرية السياسية املعاصرة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،1997،‬ص ‪.85‬‬
‫‪786‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬
‫(‪ )22‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .86‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ )23‬عادل فتحي ثابت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫)‪(24‬‬
‫‪Easton,David,The Political System:An Inquiry into The state of Political Sceince, Knauf, Alfred A,New‬‬
‫‪York,1953,p .96 .‬‬
‫(‪ )25‬عادل فتحي ثابت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.186 ,191 .‬‬
‫(‪ )26‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫)‪(27‬‬
‫‪Glenn Chafed, H.Abramson and Shirilled , Role theory and foreign policy, Belarusian and urinal compliance‬‬
‫‪with the nuclear non-proliferation regime political psychology,17(4) December ,1996.pp.272,276 .‬‬
‫(‪ )28‬إسماعيل صبري مقلد‪ ،‬السياسة الخارجية األصول النظرية و التطبيقات العملية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتبة األكاديمية‪ ،‬ط‪،2013،1‬ص ‪.39‬‬

‫)‪(29‬‬
‫‪Vit Benes,Role theory: A conceptual framework for the constractivist foreign policy analysis?Paper prepared for‬‬
‫‪the third Global intrenational studies conference,l "World crisis ,Revolution or Evolution in the international‬‬
‫‪community,17-20 August,2011,Univercity of Porto, Portugal.‬‬
‫)‪(30‬‬
‫‪Sofiane,Sekhri.op cit.‬‬
‫(‪ )31‬إسماعيل صبري مقلد‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪.‬ص‪.‬ص‪.40-39.‬‬
‫(‪ )32‬دنيا جواد‪ ،‬الدور اإلقليمي العراقي ‪...‬رؤية في الثوابت االستراتيجية والتحديات املستقبلية‪ ،‬املجلة السياسية والدولية بغداد‪،‬العدد‬
‫‪،15‬سنة ‪ ،2010‬ص‪. 211‬‬
‫(‪ )33‬محمد السيد سليم‪ :‬تحليل السياسة الخارجية‪ ،‬بيروت ‪،‬دار الجيل‪،،‬ط ‪.2001،2‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ )34‬محمد السيد سليم‪ ،‬ثورة يوليو و الدور الخارجي املصري‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪،149‬جويلية ‪،2002‬ص‪.‬ص‪.15,18.‬‬
‫(‪ )35‬محمد سعد أبوعامود‪ ،‬الدور املصري في الشرق األوسط بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد‪، 14‬أفريل‬
‫‪،2002‬ص‪-‬ص‪. 54 ،55 .‬‬
‫(‪ )36‬للمزيد من التفصيل حول أنواع األدوار في السياسة الخارجية ارجع إلى‪ :‬ناصيف يوسف حتي‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية‪ ،‬ص ‪ 172‬و‬
‫ما يليها‪ .‬مذكرة ماجستير الطالب دندان عبد القادر‪ :‬الدور الصيني في النظام اإلقليمي لجنوب أسيا بين االستمرار والتغير ‪-1996‬‬
‫‪،2006‬الجزائر‪،‬جامعة باتنة‪.2009،‬ص ‪ 39‬و ما يليها‪.‬‬
‫(‪ )37‬محمد سعد أبوعامود‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ )38‬جلين باملر و كليفتون مورغان‪ ،‬نظرية السياسة الخارجية‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد السالم علي نوير‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬النشر العلمي‬
‫واملطابع جامعة امللك سعود‪،2011،‬ص ‪.‬ك‪.‬‬
‫(‪ )39‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫)‪(40‬‬
‫‪T.Clifton Morgan and athers,Are Economic Sanctions a Substitite for the Use of Force?,Research Gate ;Rice‬‬
‫‪University ,2010,pp.4.5 .‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪787‬‬

You might also like