Professional Documents
Culture Documents
إن القبة الخضراء في المسجد النبوي الشريف مع أنها ليست قديمة ،لكنها
أصبحت شعاراً للمدينة النبوية ،حيث تتصدر تلك الشعار في الكتب
والمطبوعات والهدايا وغيرها ،وألن اللون األخضر أصبح مالزما ً للقبة
خالل أجيال متعددة ،فلربما تولد في تلك األجيال اإلحساس بأن اللون
األخضر له عالقة باألفضلية ،بحيث لو تم تغييره يحدث بعض المشاكل
والدفاع عن اللون األخضر ،وال حجة لدى المدافعين عنه؛ ألن القبة طليت
بهذا اللون في حدود عام 1253هـ ،أي :في العصر الحديث ،علما ً بأن
لونها كان أوالً بلون الخشب ،ثم صارت باللون األبيض ،ثم اللون األزرق،
ثم اللون األخضر ،ولذا سميت بالقبة الفيحاء أو القبة البيضاء أو القبة
الزرقاء ،ثم القبة الخضراء ،وهذا يعني بأن األلوان ال تفاضل بينها سوا ًء
كانت بيضاء أو زرقاء أو خضراء أو أي لون آخر.
بنيت في أيام الملك قالوون الصالحي في القرن السابع الهجري ،وكانت
مربعة من أسفلها مثمنة من أعالها ،إلى أن جددت في عهد السلطان حسن
بن محمد بن قالوون ،وعدلت في القرن الثامن الهجري في عهد السلطان
شعبان بن حسن بن محمد ،ثم في عهد السلطان قايتباي في القرن التاسع
.الهجري
وقد أنكر أهل العلم المحققين -قديما ً وحديثا ً – بناء تلك القبة ،وتلوينها ،
وكل ذلك لما يعلمونه من سد الشريعة ألبواب كثيرة خشية الوقوع في
.الشرك
:ومن هؤالء العلماء
" : قال الصنعاني – رحمهُ هللاُ – في " تطهير االعتقا ِد1
الرسول صلى هللاُ عليه وسلم قد ُعمرت عليه قبةٌ " ِ فإن قلت :هذا قب ُر
. عظيمةٌ انفقت Wفيها األموا ُل
الحال ،فإن هذه القبةَ ليس بناؤها منهُ صلى ِW ُ
قلت :هذا جه ٌل عظي ٌم بحقيق ِة
تابع التابعين ،
هللاُ عليه وسلم ،وال من أصحاب ِه ،وال من تابعيهم ،وال من ِ
وال علماء األم ِة وأئمة ملت ِه ،بل هذه القبةُ المعمولةُ على قبر ِه صلى هللاُ عليه
ملوك مصر المتأخرين ،وهو قالوون الصالحي ِ بعض
ِ وسلم من أبني ِة
ثمان وسبعين وست مئة ،ذكرهُ في " ٍ المنصور في سن ِة
ِ بالملك
ِ المعروف
دار الهجر ِة " ،فهذه أمو ٌر دولية ال دليليةٌ
معالم ِ
ِ بتلخيص
ِ تحقيق النصر ِة
ِ .