You are on page 1of 233

Ω2018 /`g1439 ô°ûY ÊÉãdG ∞°üdG á«eÓ°SE’G á«HÎdG

1
1
‫‪á«eÓ°SE’G á«HÎdG‬‬
‫‪ô°ûY ÊÉãdG ∞°üdG‬‬

‫ﻳﺴﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺁﺭﺍﺋﻜﻢ ﻭ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬
‫ﺃﻭ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ‪Humanities.Divison@moe.gov.jo :‬‬
‫الها�شمية جميعها‪ ،‬بنا ًء على قرار‬
‫ّ‬ ‫أردنية‬
‫قررت وزارة ال ّتربية وال ّتعليم تدري�ص هذا الكتاب في مدار�ص المملكة ال ّ‬
‫ّ‬
‫مجل�ص ال ّتربية وال ّتعليم رقم (‪ )2017/13‬تاريخ ‪2017/1/17‬؛ بد ًءا من العام الدرا�شي ‪.2018 /2017‬‬

‫حقو‪ ¥‬الطبع جميعها محفوظة لوزارة التربية والتعليم‬


‫عمان ‪ -‬الأردن‪� /‬س‪ -‬ب‪1930 :‬‬ ‫ّ‬

‫رقم ا إليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‬


‫(‪)2017/3/1564‬‬

‫‪ISBN: 978 - 9957 - 84 - 766 -1‬‬

‫م�شت�شار فريق التاأليف‪ :‬اأ‪.‬د‪ .‬محمود علي ال�شرطاوي‬

‫اأ�شرف على تاأليف هذا الكتاب كل من‪:‬‬


‫(رئي�شا)‬
‫ً‬ ‫اأ‪.‬د‪ .‬اأحمد محمد هليل‬
‫د‪� .‬ش`ل`يم``ان م`ح`م`د ال``دق````ور‬ ‫د‪ .‬ه``اي``ل ع``ب``د ال``ح```ف```ي```‪ß‬‬
‫د‪ .‬خ``ال``د ع``ط``ي```ة ال`�شع`ودي‬ ‫اأ‪.‬د ”محمد اأمين“ حامد الق�شاة‬
‫د‪� .‬شمر محمد اأبو يحيى (مقر ًرا)‬ ‫د‪ .‬اإبراهيم ” محمد خالد“ برقان‬
‫وقام بتاأليفه كل من‪:‬‬
‫د‪ .‬ع````زي````زة �ش`ال```ح ع```ل``ي```وة‬ ‫ع``رف`````ات ر�ش``````اد ي``ا�ش```ي``ن‬
‫د‪ .‬ح�شام الدين محمد بني �ش`الم`ة‬ ‫د‪ .‬كفا‪ ì‬ع`ب`د ال`قادر ال`�ش`وري‬
‫ع``ب``د ال```ن``ا�ش`ر ح`�شن ح`�ش``م`ة‬ ‫‪``````Z‬ال```ب ك`````ام`````ل ال````الل‬

‫التحرير العل`مي‪ :‬د‪� .‬ش`م`ر محمد اأبو يح`ي`ى‬


‫التحري``ر الف``ن`ي‪ :‬زي`اد ع`دن`ان م`ه``ي`ار‬ ‫ال`ت````�ش```م````ي``م‪ :‬زي`````اد ع`دن`ان م`ه``ي`ار‬
‫الإن``````````ت``````اج‪ :‬ع``ل``ي م``ح``م``د ال```ع```وي```دات‬ ‫التحري``ر اللغوي‪ :‬د‪ .‬محم```د �شلم```ان كنان````ة‬

‫راج`````ع``````ه`````ا‪ :‬د‪� .‬شمر محمد اأبو يحيى‬ ‫دقّ``ق ال``ط`ب`اع``ة‪ :‬د‪ .‬محمد عبد اهلل الطالفحة‬

‫‪1438‬ه` ‪2017 /‬م‬ ‫ال ّطبعة الأولى‬


‫‪2018‬م‬ ‫اأعيدت طباعته‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬

áëØ°üdG ´ƒ°VƒŸG ¢SQódG

5 áeó≤ŸG
6 á«eÓ°SE’G á«HÎdG QhÉfi Ö°ùM ¢ShQódG ™jRƒJ
8 ËôµdG ¿BGô≤dG ƒëf ÉæÑLGh :∫hC’G ¢SQódG

13 (ßØMh Ò°ùØJ) ¿Éª≤d IQƒ°S øe (19-12) äÉjB’G á«fBGôb äÉ¡«LƒJ :ÊÉãdG ¢SQódG

22 äÉjƒdhC’G º«¶æJ :ådÉãdG ¢SQódG

30 É¡àfɵeh ájƒÑædG áæ°ùdG :™HGôdG ¢SQódG

35 áYÉ°ùdG äÉeÓY :¢ùeÉÿG ¢SQódG

43 ôNB’G Ωƒ«dG çGóMCG :¢SOÉ°ùdG ¢SQódG

52 (ßØMh º¡a) ábó°U ÒÿG ∫É©aCG :∞jöT …ƒÑf


q åjóM :™HÉ°ùdG ¢SQódG

57 ᩪ÷G IÓ°U :øeÉãdG ¢SQódG

63 á©jöûdG ó°UÉ≤e :™°SÉàdG ¢SQódG

71 ΩÓ°SE’G ‘ ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤M :öTÉ©dG ¢SQódG

77 (1) ájƒÑædG IÒ°ùdG ‘ ájƒHÎdG º«≤dG :öûY …OÉ◊G ¢SQódG

82 (2) ájƒÑædG IÒ°ùdG ‘ ájƒHÎdG º«≤dG :öûY ÊÉãdG ¢SQódG

90 (ßØMh Ò°ùØJ) ¿GôªY ∫BG IQƒ°S øe (108-102) äÉjB’G áeC’G Iƒb πeGƒY øe :öûY ådÉãdG ¢SQódG

96 IQƒæŸG áæjóŸG á≤«Kh :öûY ™HGôdG ¢SQódG

100 »eÓ°SE’G …QÉ°†◊G AÉæÑdG :öûY ¢ùeÉÿG ¢SQódG

107 Aɪàf’G :öûY ¢SOÉ°ùdG ¢SQódG

110 »àØŸGh »àØà°ùŸG ÜGOBG :öûY ™HÉ°ùdG ¢SQódG

115 áYƒ°VƒŸG åjOÉMCÓd á«Ñ∏°ùdG QÉKB’G :öûY øeÉãdG ¢SQódG


áëØ°üdG ´ƒ°VƒŸG ¢SQódG
122 (ßØMh º¡a) ܃fòdG ô£N :∞jöT …ƒÑf
q åjóM :öûY ™°SÉàdG ¢SQódG
127 ÒصàdG øe ôjòëàdG :¿höû©dG ¢SQódG

131 »©ªàéŸG ∞æ©dG :¿höû©dGh …OÉ◊G ¢SQódG

138 (ßØMh Ò°ùØJ) IóFÉŸG IQƒ°S øe (31-27) äÉjB’G ΩOBG »r æn HG á°üb :¿höû©dGh ÊÉãdG ¢SQódG

144 á«eÓ°SE’G ÉjÉ°†≤dÉH ¿OQC’G ΩɪàgG :¿höû©dGh ådÉãdG ¢SQódG

150 ΩÓ°SE’G ‘ É¡JÉÑLGhh ICGôŸG ¥ƒ≤M :¿höû©dGh ™HGôdG ¢SQódG

158 Ió©dG ΩɵMCG :¿höû©dGh ¢ùeÉÿG ¢SQódG

164 ¥Ó£dG :¿höû©dGh ¢SOÉ°ùdG ¢SQódG

169 (AGóàa’G) ™∏ÿG :¿höû©dGh ™HÉ°ùdG ¢SQódG


174 »°VÉ≤dG ºµëH ÚLhõdG ÚH ≥jôØàdG :¿höû©dGh øeÉãdG ¢SQódG
180 ΩÓ°SE’G ‘ OÉ¡÷G :¿höû©dGh ™°SÉàdG ¢SQódG
187 (ßØMh Ò°ùØJ) áHƒàdG IQƒ°S øe (41-38) äÉjB’G ≈dÉ©J ˆG öüæH á≤ãdG :¿ƒKÓãdG ¢SQódG
195 á«ŸÉ©dGh ៃ©dG :¿ƒKÓãdGh …OÉ◊G ¢SQódG
199 (1) º¡æY ˆG »°VQ øjó°TGôdG AÉØ∏ÿG IÉ«M øe áböûe ∞bGƒe :¿ƒKÓãdGh ÊÉãdG ¢SQódG

206 (2) º¡æY ˆG »°VQ øjó°TGôdG AÉØ∏ÿG IÉ«M øe áböûe ∞bGƒe :¿ƒKÓãdGh ådÉãdG ¢SQódG
214 ËôµdG ¿BGô≤dG ‘ »ª∏©dG RÉéYE’G øe Qƒ°U :¿ƒKÓãdGh ™HGôdG ¢SQódG
220 (ßØMh º¡a) á«YɪàLEG ÉjÉ°Uh :∞jöT …ƒÑf
q åjóM :¿ƒKÓãdGh ¢ùeÉÿG ¢SQódG
227 ™LGôŸG
‫ب�شم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫املقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وال�شالة وال�شالم على �شيدنا حممد وعلى اآله و�شحبه اأجمعني‪،‬‬
‫ومن �شار على نهجه اإلى يوم الدين‪.‬‬
‫بعد‪ ،‬فهذا كتاب الرتبية الإ�شالمية لل�شف الثا‪ Ê‬ع�رش‪ ،‬ن�شعه بني اأيدي الطلبة‪ ،‬اآملني اأن‬
‫ا ّأما ُ‬
‫يحقق النتاجات العامة واخلا�شة التي و�شع من اأجلها‪ ،‬فيعمق اإميانهم بالإ�شالم عقيدة و�رشيعة‪،‬‬
‫وي�شهم يف بناء �شخ�شيتهم الإ�شالمية وتنميتها من النواحي اجل�شمية والعقلية والروحية‬
‫والجتماعية ب�شورة متكاملة ومتوازنة‪.‬‬
‫وقد ا�شتمل الكتاب على درو�ص من خمتلف حماور الرتبية الإ�شالمية ال�شبعة‪ :‬القراآن الكرمي‬
‫وعلومه‪ ،‬واحلديث النبوي وعلومه‪ ،‬والعقيدة الإ�شالمية‪ ،‬والفقه الإ�شالمي واأ�شوله‪ ،‬وال�شرية‬
‫النبوية‪ ،‬والنظام الإ�شالمي والأخالق الإ�شالمية‪ ،‬وحا�رش العامل الإ�شالمي‪.‬‬
‫الدرا�شيني بناء على الوحدة املو�شوعية‬
‫ّ‬ ‫وو رِّزعت درو�ص تلك املحاور على الف�شلني‬ ‫ُ‬
‫لت�شل�شل الدرو�ص يف الكتاب‪ ،‬والتكامل بني مو�شوعاته‪ ،‬حيث ُرب َِط املو�شوع الواحد مع ما‬
‫ينا�شبه من مو�شوعات حماور الرتبية الإ�شالمية الأخرى‪ ،‬فقد ارتبط مو�شوع الآيات املف�رشة مبا‬
‫ينا�شب مو�شوعها من درو�ص الفقه والعقيدة وال�شرية ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫وقد ُع ِر�ص حمتوى هذا الكتاب باأ�شلوب مالئم وجاذب‪ ،‬وجاءت األفاظه �شهلة مي�رشة‬
‫بعيدة عن الإ�شهاب واحل�شو‪ ،‬مبا يثري الدافعية لدى الطلبة‪ ،‬ويتنا�شب وبنيتهم املعرفية والثقافية‪،‬‬
‫ويراعي الفروق الفردية‪ ،‬واأمن�ط التعلم امل‪î‬تلفة لديهم‪ ،‬فقد ت�سمن الكت�ب مف�هيم جديدة‪،‬‬
‫وخرائط تنظيمية‪ ،‬واأن�شطة متنوعة بنائية وختامية وبيتية‪ ،‬تنمي مهارات التفكري والإبداع لدى‬
‫الطلبة‪ ،‬وت�شجع على التعلم الذاتي لديهم‪ ،‬وتركز على بناء القيم الأخالقية وال�شلوكية لديهم‪.‬‬
‫علما اأن عملية تطوير املناهج والكتب املدر�شية عملية م�شتمرة‪ ،‬لذا نرجو من زمالئنا‬ ‫ً‬
‫املعلمني واأولياء الأمور تزويدنا باأي مالحظات تغني الكتاب وت�شهم يف حت�شينه‪ ،‬مبا يلبي‬
‫حاجات الطلبة وطموحات املجتمع الأرد‪.Ê‬‬

‫و‹ التوفيق‬
‫واهلل ‪t‬‬
‫توزيع الدرو�س ح�شب املحاور‬
‫املحور‬
‫الدرو�س‬
‫الدر�ص الأول‪ :‬واجبنا نحو القراآن الكرمي‬ ‫القراآن الكرمي وعلومه‬
‫الدر�ص الثا‪ :Ê‬توجيهات قراآنية (تف�شري وحفظ)‬
‫الدر�ص الثالث ع�رش‪ :‬من عوامل قوة الأمة (تف�شري وحفظ)‬
‫الدر�ص الثا‪ Ê‬والع�رشون‪ :‬ق�شة اب َن ْي اآدم ( تف�شري وحفظ)‬
‫الدر�ص الثالثون‪ :‬الثقة بن�رش اهلل تعالى (تف�شري وحفظ)‬
‫الدر�ص الرابع والثالثون‪� :‬شور من الإعجاز العلمي يف القراآن الكرمي‬
‫الدر�ص الرابع‪ :‬ال�شنة النبوية ومكانتها‬ ‫احلديث النبوي وعلومه‬
‫الدر�ص ال�شابع‪ :‬اأفعال اخلري �شدقة (فهم وحفظ)‬
‫الدر�ص الثامن ع�رش‪ :‬الآثار ال�شلبية لالأحاديث املو�شوعة‬
‫الدر�ص التا�شع ع�رش‪ :‬خطر الذنوب (فهم وحفظ)‬
‫الدر�ص اخلام�ص والثالثون‪ :‬و�شايا اجتماعية (فهم وحفظ)‬
‫الدر�ص اخلام�ص ‪ :‬عالمات ال�شاعة‬ ‫العقيدة الإ�شالمية‬
‫الدر�ص ال�شاد�ص‪ :‬اأحداث اليوم الآخر‬
‫الدر�ص الع�رشون‪ :‬التحذير من التكفري‬
‫الدر�ص احلادي ع�رش‪ :‬القيم الرتبوية يف ال�شرية النبوية (‪)1‬‬ ‫ال�ش‪Ò‬ة النبوية‪ ,‬و�ش‪Ò‬‬
‫الدر�ص الثا‪ Ê‬ع�رش‪ :‬القيم الرتبوية يف ال�شرية النبوية (‪)2‬‬ ‫ال�شحابة الكرام‬
‫الدر�ص الرابع ع�رش‪ :‬وثيقة املدينة املنورة‬
‫الدر�ص الثا‪ Ê‬والثالثون‪ :‬مواقف م�رشقة من حياة اخللفاء الرا�شدين ر�شي اهلل عنهم (‪)1‬‬
‫الدر�ص الثالث والثالثون‪ :‬مواقف م�رشقة من حياة اخللفاء الرا�شدين ر�شي اهلل عنهم (‪)2‬‬
‫الدر�ص الثامن‪� :‬شالة اجلمعة‬ ‫الفقه الإ�شالمي‬
‫الدر�ص التا�شع‪ :‬مقا�شد ال�رشيعة‬ ‫واأ�شوله‬
‫الدر�ص اخلام�ص والع�رشون‪ :‬اأحكام العدة‬
‫الدر�ص ال�شاد�ص والع�رشون‪ :‬الطالق‬
‫الدر�ص ال�شابع والع�رشون‪ :‬اخللع (الفتداء)‬
‫الدر�ص الثامن والع�رشون‪ :‬التفريق بني الزوجني بحكم القا�شي‬
‫توزيع الدرو�س ح�شب املحاور‬
‫املحور‬
‫الدرو�س‬
‫الدر�ص الثالث‪ :‬تنظيم الأولويات‬ ‫النظم الإ�شالمية‬
‫الدر�ص العا�رش‪ :‬حقوق الإن�شان يف الإ�شالم‬
‫الدر�ص ال�شابع ع�رش‪ :‬اآداب امل�شتفتي واملفتي‬
‫الدر�ص الرابع والع�رشون‪ :‬حقوق املراأة وواجباتها يف الإ�شالم‬
‫الدر�ص التا�شع والع�رشون‪ :‬اجلهاد يف الإ�شالم‬
‫الدر�ص اخلام�ص ع�رش‪ :‬البناء احل�شاري الإ�شالمي‬ ‫احل�شارة وحا�رش العا‪⁄‬‬
‫الدر�ص ال�شاد�ص ع�رش‪ :‬النتماء للوطن ولالأمة‬ ‫الإ�شالمي‬
‫الدر�ص احلادي والع�رشون‪ :‬العنف املجتمعي‬
‫الدر�ص الثالث والع�رشون‪ :‬اهتمام الأردن بالق�شايا الإ�شالمية‬
‫الدر�ص احلادي والثالثون‪ :‬العوملة والعاملية‬
‫‪ËôµdG ¿BGô≤dG ƒëf ÉæÑLGh‬‬ ‫الدر�س الأول‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫اأنزل اهللُ �شبحانـه وتعالى القراآن الكرمي على‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬القيام بواجباته تاه القراآن الكرمي‪.‬‬ ‫‪ ،‬وختم به الكـتب الإلهية‪ ،‬وهو‬ ‫نبيه حممد‬
‫وتدبرا‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬املحافظة على �شلته بالقراآن الكرمي تالوة‬ ‫كتـاب هدايـة واإر�شـاد للنا�ص كافـة‪ ،‬وتـ�شـمن‬
‫ً‬
‫وعمال‪.‬‬ ‫وعلما‬
‫ً‬ ‫ت�رشيعات حكيمة تنظــم اأمور الفرد واملجتمع‪،‬‬
‫‪ -3‬اإعطاء اأمثلة على ا�شتثمار التكنولوجيا لن�رش القراآن‬
‫الكرمي‪.‬‬ ‫يقول اهللُتعالى‪} :‬‬
‫‪ -4‬تعظيم القراآن الكرمي‪.‬‬

‫{ (�شورة املائدة‪ ،‬الآيتان ‪.)16-15‬‬

‫أمرا يعود على النا�ص بالخير وال�شعادة ور�شوان اهلل تعالى‪،‬‬


‫ولما كان التم�شك بالقراآن الكريم ا ً‬
‫فاإن ذلك يتطلب من الم�شلم القيام بواجبات كثيرة نحو القراآن الكريم‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪¬©e ÜOCÉàdGh ¬ª«¶©J :’hC‬‬
‫يجب على امل�شلم تعظيم القراآن الكرمي والتاأدب معه‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬
‫{ (�شورة احلج‪ ،‬الآية ‪ ،)32‬وقد ذكر العلماء جملة من مظاهر تعظيم امل�شحف‬
‫طاهرا‪ ،‬ول ي�شع‬
‫ً‬ ‫وكيفية التعامل معه‪ ،‬فيحافظ عليه من التلف‪ ،‬ويحر�ص على ا ّأل مي�شه اإل‬
‫فوقه �شي ًئا‪ ،‬ول يتكئ عليه‪.‬‬
‫اأناق�س‬
‫مع زمالئي اآداب التعامل مع امل�شاحف املتوافرة على التطبيقات الإلكرتونية احلديثة‪.‬‬

‫‪ójƒéàdG ΩɵMCG º∏t ©Jh ¬JAGôb : É«k fÉK‬‬


‫{ (�شورة املزمل‪ ،‬الآية‬ ‫اأمرنا اهللُ تعالى اأن نقراأ القراآن الكرمي‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪}:‬‬
‫اأن‬ ‫‪ ،)20‬وتكون قراءة القراآن الكرمي جمودة مرتلة ح�شب اأحكام التجويد‪ ،‬وقد ّبني الر�شول‬
‫واحدا من القراآن الكرمي له ح�شنة واحدة واحل�شنة بع�رش اأمثالها‪ ،‬واأن املاهر يف قراءته‬ ‫ً‬ ‫من يقراأ حرفًا‬

‫‪8‬‬
‫يكون مع املالئكة الكرام‪ ،‬واأن الذي يقراأه وهو عليه �شاق ويجد �شعوبة يف قراءته فيتعلم كيفية‬
‫‪«:‬م َث ُل الّ ِذي َي ْق َراأُ ال ُق ْرا َآن‪َ ،‬و ُه َو َحا ِف ٌظ َل ُه َم َع‬
‫َ‬ ‫تالوته فله اأجران‪ ،‬اأجر القراءة واأجر امل�شقة‪ ،‬قال‬
‫يد َف َل ُه َاأ ْج َر ِان»(‪.)1‬‬ ‫الرب َر ِة‪َ ،‬و َم َث ُل ا َّل ِذي َي ْق َر ُاأ‪َ ،‬و ُه َو َي َت َع َ‬
‫اه ُد ُه‪َ ،‬و ُه َو َع َل ْي ِه َ�ش ِد ٌ‬ ‫ال�ش َف َر ِة ِ‬
‫الك َر ِام َ َ‬ ‫َّ‬
‫ومن الو�شائل التي تعني على القراءة اأن يتعلم اأحكام تويد القراآن الكرمي‪ ،‬واأن يتلقى قراءته‬
‫م�شافهة عن متقن له‪.‬‬

‫‪¬d äÉ°üfE’Gh ¬JhÓàd ´Éªà°S’G : Éãk dÉK‬‬


‫قد ل ي�شتطيع الم�شلم في كل حين اأن يقراأ القراآن الكريم‪ ،‬لذا فاإنه يحر�ص على ال�شتماع‬
‫لتالوته والإن�شات له بتدبر وخ�شوع؛ لينال رحمة ا ِ‬
‫هلل عز وجل‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬
‫{ (�شورة الأعراف‪ ،‬الآية ‪ ،)204‬ومن اآداب ال�شتماع والإن�شات لتالوة‬
‫القراآن الكريم ح�شور القلب‪ ،‬وعدم ال�شتغال بما يلهي عن ال�شتماع له‪.‬‬

‫أ�شتنتج‬
‫اأتاأملُ وا ُ‬
‫أ�شتنتج ما ي�شتفاد منه‪:‬‬ ‫أمل احلديث ال�رشيف الآتي‪ ،‬ثم ا ُ‬ ‫اأتا ُ‬
‫‪« :‬ا ْق َراأْ َع َل َّي»‪ُ ،‬ق ْل ُت‪ :‬اأَ ْق َراأ ُ َع َل ْي َك َو َع َل ْي َك‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال ِيل ال َّنب ُِّي‬ ‫ود ‪َ ،‬ق َ‬ ‫هلل ْب ِن َم ْ�ش ُع ٍ‬
‫َع ْن َع ْب ِد ا ِ‬
‫ال‪« :‬اإ ِّ‪ُ Ê‬اأ ِح ُب َاأ ْن َاأ ْ�ش َم َع ُه ِم ْن غَ ْريِي»(‪.)2‬‬‫اأ ْن ُزِ َل؟ َق َ‬

‫‪¬H πª©dGh ,¬JÉjBG ôHt óJ : É©k HGQ‬‬


‫هلل تعالى منها‪ ،‬والتعاظ بما فيها‬‫اأمر اهللُ تعالى بتدبر القراآن الكريم‪ ،‬وبالتفكر بالآيات ومراد ا ِ‬
‫{ (�شورة‬ ‫من الق�ش�ص والأمثال‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪}:‬‬
‫�ص‪ ،‬الآية ‪ .)29‬ومن الو�شائل التي تعين على تدبر اآيات القراآن الكريم التاأني عند قراءته‪ ،‬وتكرار تالوة‬
‫«ي ْق َراأ ُ القراآن ُم َت َر رِّ�ش ًال‪ ،‬اإِذَا‬
‫َ‬ ‫الآيات‪ ،‬والرجوع اإلى كتب التف�شير والمتخ�ش�شين‪ ،‬فقد كان ر�شول ا ِ‬
‫هلل‬
‫ِيح َ�ش َّب َح‪َ ،‬واإِذَا َم َّر ِب ُ�شوؤَ ٍال َ�شاأَ َل‪َ ،‬و إِاذَا َم َّر ِب َت َع ُّو ٍذ َت َع َّوذَ»(‪.)3‬‬
‫َم َّر ِبا َآي ٍة ِف َيها َت ْ�شب ٌ‬

‫(‪� )1‬شحيح البخاري‪.‬‬


‫(‪� )2‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫ً‬
‫متمهال‪.‬‬ ‫و(م َ َرت ِ�ش ًال) تعني‬
‫(‪� )3‬شحيح م�شلم‪ُ .‬‬
‫‪9‬‬
‫ول يقف امل�شلم عند حد تدبر القراآن الكرمي‪ ،‬بل عليه اأن يعمل مبا فيه من الأحكام والقيم‬
‫والتوجيهات يف �شتى جمالت احلياة‪ ،‬فاإذا اأقبلت الأمة على تطبيق اأحكامه عا�شت يف �شعادة ورخاء‪،‬‬
‫(�شورة‬ ‫{‬ ‫قال اهللُ تعالى‪}:‬‬
‫وقد كان ال�شحابة ر�شوان اهلل عليهم اإذا حفظوا ع�شر اآيات لم يتجاوزوها‬ ‫طه‪ ،‬الآيتان ‪)124-123‬‬

‫اإلى غيرها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل‪.‬‬

‫‪ÜGOBGh ¥ÓNCG øe ¬«a AÉL Éà »∏ëàdG : É°ùeÉN‬‬


‫‪k‬‬
‫دعا القراآن الكريم اإلى الأخالق والآداب وال�شلوكيات الرفيعة التي من �شاأنها جعل الم�شلم مث ً‬
‫ال‬
‫فقالت‪« :‬كان خلقه‬ ‫عن ُخلق الر�شول‬ ‫لغيره في الخلق والآدب‪ ،‬وقد �شئلت ال�شيدة عائ�شة‬
‫القراآن»(‪.)1‬‬

‫‪¬ªo «∏©Jh ¬¶o Ør M : É°SOÉ°S‬‬


‫‪k‬‬
‫يجب على الم�شلم اأن يحفظ �شي ًئا من القراآن الكريم؛ لتقوم به ال�شالة‪ ،‬وحفظ القراآن الكريم‬
‫اح ِب ا ْل ُق ْرا ِآن ِاإذَا‬
‫ال ِل َ�ش ِ‬
‫«ي َق ُ‬
‫‪ُ :‬‬ ‫ً‬
‫كامال نعمة كبرى ينال بها الم�شلم منزلة رفيعة في الجنة‪ ،‬قال‬
‫َد َخ َل ا ْل َج َّن َة‪ :‬ا ْق َراأْ َو ْ‬
‫ا�ش َع ْد‪ ،‬ف ََي ْق َراأ ُ َو َي ْ�ش َع ُد ِب ُك ِ ّل ا َآي ٍة َد َر َج ًة‪َ ،‬ح َّتى َي ْق َر َأا ا ِآخ َر َ�ش ْي ٍء َم َع ُه»(‪ ،)2‬ويجب على‬
‫من حفظ �شي ًئا من القراآن الكريم اأن يتعاهده ويداوم على مراجعته كي ل ين�شاه‪.‬‬
‫والم�شلم يحر�ص على فعل الخير ونقل اأثره لغيره‪ ،‬فكما تعلم اأحكام تالوة القراآن الكريم‬
‫«خ ْي ُر ُك ْم َم ْن َت َع َّل َم ال ُق ْرا َآن َو َع َّل َم ُه»(‪.)3‬‬
‫‪َ :‬‬ ‫و�شي ًئا من تدبره‪ ،‬فمن الواجب عليه اأن ُيعلمه لغيره‪ ،‬قال‬
‫أي�شا نحو القراآن الكريم ن�شره بين النا�ص‪ ،‬وبيان مظاهر اإعجازه والدفاع‬
‫ومن واجبات الم�شلم ا ً‬
‫عنه اأمام هجمات الت�شكيك به‪ ،‬ومن و�شائل ذلك ا�شتثمار القنوات الف�شائية واإن�شاء برامج ومواقع‬
‫اإلكترونية تعنى بالقراآن الكريم‪.‬‬
‫ومن �شور تحقيق ذلك ما تقوم به الموؤ�ش�شات الحكومية والأهلية في المملكة الأردنية‬
‫الها�شمية من تعليم القراآن الكريم‪ ،‬واإن�شاء ُدور القراآن الكريم في الم�شاجد‪ ،‬والمراكز التي تعنى‬

‫(‪ )1‬م�شند الإمام اأحمد بن حنبل‪ ،‬وهو حديث �شحيح لغريه‪.‬‬


‫(‪� )2‬شنن ابن ماجه‪ ،‬وهو حديث �شحيح‪.‬‬
‫(‪� )3‬شحيح البخاري‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫بتعليمه‪ ،‬و�إن�شاء امل�سابقات املتعلقة بحفظه وتقدمي اجلوائز على ذلك‪ ،‬كامل�سابقة الها�شمية حلفظ‬
‫�سنويا برعاية ملكية‪ ،‬وي�ست�ضاف لها ع�رشات احلفاظ من �أنحاء العامل‬
‫ًّ‬ ‫القر�آن الكرمي‪ ،‬التي ُتعقد‬
‫العربي والإ�سالمي‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ّ � -1‬‬
‫أعظم القر�آن الكريم‪.‬‬
‫‪� - 2‬أحر�ص على تعلم القر�آن الكريم وتعليمه‪.‬‬
‫بتدبر‪.‬‬
‫‪� - 3‬أتلو القر�آن الكريم ّ‬
‫‪. ............................................... - 4‬‬

‫‪11‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪ - 1‬اذكر ثالثة من واجبات امل�شلم نحو القراآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ - 2‬لتعظيم القراآن الكرمي �شور كثرية‪ ،‬اذكر ثال ًثا منها‪.‬‬
‫هات و�شيلة واحدة تعني امل�شلم على كل مما ياأتي‪:‬‬ ‫‪ِ -3‬‬
‫اأ ‪ -‬ن�رش القراآن الكرمي بني النا�ص‪.‬‬
‫ب‪ -‬قراءة القراآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ - 4‬لال�شتماع لتالوة القراآن الكرمي والإن�شات له اآداب كثرية‪ ،‬اذكر اثنني منها‪.‬‬
‫‪ - 5‬اأمر اهلل تعالى بتدبر القراآن الكرمي‪ ،‬و�شح كيف يتحقق ذلك‪.‬‬
‫واحدا لكل مما ياأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫أثرا‬
‫‪ - 6‬و�شح ا ً‬
‫اأ ‪ -‬ال�شتماع لتالوة القراآن الكرمي والإن�شات له‪.‬‬
‫ب‪ -‬تدبر اآيات القراآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ - 7‬اذكر التوجيه امل�شتفاد من كل ن�ص من الن�شو�ص ال�رشعية الآتية‪:‬‬

‫التوجيه امل�شتفاد‬ ‫الن�س‬ ‫الرقم‬


‫‪-1‬‬
‫قال اهللُ تعالى‪} :‬‬
‫{‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال ر�شول ا ِ‬ ‫‪َ -2‬ق َ‬
‫هـ َـو‬ ‫«م َث ُل ا َّلـذي َي ْق َراأ ال ُق ْـرا َآن‪َ ،‬و ُ‬ ‫‪َ :‬‬ ‫هلل‬
‫ــر َر ِة‪َ ،‬و َم َثـلُ‬ ‫الـب َ‬
‫الـك َر ِام َ‬ ‫ال�ش َفـر ِة ِ‬
‫ـع َّ َ‬ ‫ـظ َلـ ُه َم َ‬ ‫َحا ِف ٌ‬
‫يد َف َل ُه‬ ‫هـو َع َل ْـي ِـه َ�ش ِد ٌ‬‫اه ُد ُه‪َ ،‬و َ‬ ‫ا َّل ِذي َي ْق َراأُ‪َ ،‬و ُه َـو َيـ َت َع َ‬
‫اأَ ْج َر ِان»‪.‬‬
‫اح ِب ا ْل ُق ْرا ِآن اإِذَا‬ ‫ال ِل َ�ش ِ‬ ‫«ي َق ُ‬‫‪ُ :‬‬ ‫ال ر�شول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫‪َ -3‬ق َ‬
‫ا�ش َع ْد‪ ،‬ف ََي ْق َراأ ُ َو َي ْ�ش َع ُد ِب ُك ِ ّل ا َآي ٍة‬‫َد َخ َل ا ْل َج َّن َة‪ :‬ا ْق َر ْاأ َو ْ‬
‫َد َر َج ًة‪َ ،‬ح َّتى َي ْق َر َاأ ا ِآخ َر َ�ش ْي ٍء َم َع ُه»‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ÊÉãdG ¢SQódG‬‬

‫‪á«fBGôb äÉ¡«LƒJ‬‬
‫‪ßØMh Ò°ùØJ‬‬ ‫‪¿Éª≤d IQƒ°S øe (19-12) äÉjB’G‬‬ ‫الدر�س الثاين‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�شيح معاني المفردات والتراكيب‪.‬‬
‫وافيا‪.‬‬
‫تف�شيرا ً‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬تف�شير الآيات المقررة‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ الآيات المقررة ً‬
‫‪ -4‬تم ُّثل التوجيهات المت�شمنة في الآيات المقررة‪.‬‬
‫قال اهللُ تعالى‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪k G‬‬
‫‪IQƒ°ùdG …ój ÚH : ’hC‬‬
‫�شميت ال�شورة بهذا ال�شم ل�شتمالها على ق�شة لقمان احلكيم التي ت�شمنت ف�شيلة احلكمة‬
‫املوافقة لل�رشع‪.‬‬
‫وتوؤكد ال�شورة اأهمية حر�ص الآباء على تربية اأبنائهم وتوجيه �شلوكهم‪ ،‬فقد ت�شمنت هذه ال�شورة‬
‫الكرمية توجيهات متكاملة لبناء �شخ�شية الأبناء على ل�شان رجل �شالح ‪ -‬اآتاه اهلل احلكمة ‪ -‬ي�شمى‬
‫لقمان‪ ،‬الذي قام بواجب الرتبية لبنه‪ ،‬فع ّلمه ّ‬
‫ووجهه ورغّ به يف اخلري‪ ،‬وحذره من ال�رش‪ ،‬ون�شحه‬
‫بن�شائح نافعة له يف دنياه واآخرته‪.‬‬

‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG ÊÉ©e : É«k fÉK‬‬


‫‪� :‬شع ًفا‪.‬‬
‫‪ :‬فطامه عن الر�شاعة‪.‬‬
‫‪ :‬تاب ورجع‪.‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫‪ :‬نبات بذوره �شغرية ًّ‬
‫وتكربا عليهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫احتقارا لهم‬
‫ً‬ ‫‪ :‬ل ُت ْعر�ص بوجهك عن النا�ص‬
‫وتو�ش ْط فيه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫اعتدل‬ ‫‪:‬‬
‫‪ :‬اخف�ص‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪áÁôµdG äÉjB’G Ò°ùØJ :Éãk dÉK‬‬
‫بينت هذه الآيات الكريمة مجموعة من التوجيهات المو�شحة في المخطط الآتي‪:‬‬

‫التوجيهات المت�شمنة في الآيات الكريمة‬

‫التوجيهات الدعوية‬ ‫التوجيهات الأخالقية التوجيهات الجتماعية‬ ‫التوجيهات الإيمانية‬

‫الأمر باملعروف‬ ‫الإح�شان اإلى‬ ‫ال�شرب‬ ‫وجوب �شكر‬


‫والنهي عن املنكر‬ ‫الوالدين‬ ‫الآية (‪)17‬‬ ‫اهلل تعالى‬
‫الآية (‪)17‬‬ ‫الآيتان (‪)15-14‬‬ ‫الآية (‪)12‬‬

‫القتداء بال�شاحلني‬ ‫العتدال والتو�شط‬ ‫التحذير من ال�رشك‬


‫الآية (‪)15‬‬ ‫الآية (‪)19‬‬ ‫باهلل‬
‫الآية (‪)13‬‬
‫ذم التكرب‬
‫ح�شن خماطبة النا�ص‬ ‫مراقبة اهلل تعالى‬
‫الآية (‪)18‬‬
‫الآية (‪)19‬‬ ‫الآية (‪)16‬‬

‫ذم الإعرا�ص عن‬


‫اإقامة ال�شالة‬
‫النا�ص‬
‫الآية (‪)17‬‬
‫الآية (‪)18‬‬

‫التوجيهات الإيمانية‬
‫ت�شمنت الآيات الكرمية توجيهات اإميانية تنظم عالقة الإن�شان بخالقه‪ ،‬ويظهر اأثرها يف �شبط‬
‫�شلوك الإن�شان وقيمه واأخالقه‪ ،‬وهذه التوجيهات‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ - 1‬وجوب �شكر اهلل تعالى‬
‫�أمر اهلل تعالى لقمان �أن ي�شكره على ما �أعطاه من ف�ضله ونعمه‪ ،‬وبخا�صة نعمة احلكمة التي‬
‫تقوم على و�ضع ال�شيء يف مكانه املنا�سب‪ ،‬فمن ي�شكر ربه ف�إمنا ينفع نف�سه ب�إدامة النعمة‬
‫واملحافظة عليها واال�ستزادة منها‪ ،‬ومن كفر نعمة اهلل عليه وجحدها ف�إمنا ي�رض نف�سه بحرمانه‬
‫جميعا‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ً‬ ‫من النعــم‪ ،‬واهلل هو الغنــي عن خلقــه‬
‫{ (�سورة �إبراهيم‪ ،‬الآية ‪.)7‬‬

‫‪ - 2‬التحذير من ال�رشك‬
‫بد أ� لقمان احلكيم توجيهاته البنه بدعوته �إلى توحيد اهلل تعالى الذي هو �أ�صل �صالح الأعمال‬
‫وقبولها‪ ،‬وحتذيره من ال�رشك باهلل تعالى؛ لأن ال�رشك �أكرب الذنوب‪ ،‬فعن عبد اهلل بن م�سعود‬
‫ال‪ « :‬أَ� ْن جَ ْت َع َل لهلِ ِ ِن ًّدا َو ُه َو َخ َل َق َك‪.(((»...‬‬
‫الذ ْن ِب �أَ ْع َظ ُم ِع ْن َد اهلل؟ َق َ‬
‫‪ « :‬أَ� ُّي َّ‬ ‫قال‪�َ :‬س َ أ� ْل ُت ال َّنب َِّي‬
‫‪ -3‬مراقبة اهلل تعالى‬
‫حري�صا على طاعة اهلل تعالى‪ ،‬واالبتعاد عن‬ ‫ً‬ ‫تقوم �سلوك الفرد وجتعله‬‫من التوجيهات التي ّ‬
‫مع�صيته‪� ،‬أن ي�ست�شعر مراقبة اهلل تعالى له يف كل ت�رصفاته يف ال�رس والعلن‪ ،‬فاهلل تعالى يعلم �أدق‬
‫الأمور‪ ،‬وال تخفى عليه خافية من �أعمال عباده‪ ،‬و�سيحا�سبهم عليها يوم القيامة‪.‬‬
‫‪� -4‬إقامة ال�صالة‬
‫تتحقق �إقامة ال�صالة ب�أن ي�ؤديها امل�سلم يف �أوقاتها تامة ب�أركانها‪ ،‬و�رشوطها‪ ،‬وواجباتها‪،‬‬
‫و�سننها‪ ،‬و�آدابها‪ ،‬وخ�شوعها‪ .‬وقد �أكدت هذه الآيات �إقامة ال�صالة؛ ملا لها من منزلة عظيمة بني‬
‫�س‪،‬‬ ‫«ال�ص َل َو ُ‬
‫ات ا ْل َخ ْم ُ‬ ‫‪ّ :‬‬ ‫العبادات‪ ،‬فهي �صلة بني العبد وربه‪ ،‬و�سبب لتكفري الذنوب‪ ،‬قال‬
‫اج َت َن َب ا ْل َك َبا ِئ َر»(((‪.‬‬ ‫ان‪ُ ،‬م َك ِ ّف َر ٌ‬
‫ات َما َب ْي َن ُه َّن إ�ِذَا ْ‬ ‫َوا ْل ُج ْم َع ُة ِإ� َلى ا ْل ُج ْم َع ِة‪َ ،‬و َر َم َ�ض ُ‬
‫ان ِ إ� َلى َر َم َ�ض َ‬
‫أو�ضح‬
‫أتدبر و� ُ‬‫� ُ‬
‫�أتدبر الآية الكرمية الآتية‪ ،‬ثم �أو�ضح املثال الذي يبني �سعة علم اهلل تعالى‪:‬‬
‫قــال اهلل تعــالــى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬

‫(ندا)‪ :‬مثيالً‪.‬‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪ .‬ومعنى ًّ‬
‫(‪� )2‬صحيح م�سلم‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫التوجيهات الأخالقية‬
‫ت�ضمنت الآيات الكرمية جمموعة من التوجيهات التي تتعلق بالأخالق التي تزكي نف�س الإن�سان‪،‬‬
‫وترتقي به �إلى ما ير�ضي اهلل تعالى‪ ،‬وهذه التوجيهات‪ ,‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬ال�صرب‬
‫�أر�شد لقمان ابنه �إلى وجوب ال�صبر على ما قد ي�صيبه في حياته الدنيا من الأمرا�ض والم�صائب‬
‫تحمله‪.‬‬
‫والأذى وقلة المال‪ ،‬ونحو ذلك مما يحتاج �إلى قوة و�إرادة في ّ‬
‫احت�ساب الأجر المترتب على ال�صبر عند اهلل تعالى يوم القيامة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ومما يعين الم�سلم على ال�صبر‬
‫وا�ستح�ضار الفرج الذي يعقبه‪ ،‬والتوا�صي به والحث عليه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ُ‬
‫{(�سورة الع�صر‪ ،‬الآيات ‪.)3-1‬‬

‫�أتعاون و�أ�ستنتج‬
‫{ (�سورة الزمر‪،‬‬ ‫�أتعاون مع زمالئي يف ا�ستنتاج داللة قوله تعالى‪} :‬‬
‫الآية ‪.)10‬‬

‫‪ -2‬االعتدال والتو�سط‬
‫دعا القر�آن الكرمي �إلى االعتدال والتو�سط يف كل �شيء‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪ )143‬ومن الأمور‬
‫اً‬
‫معتدل‪ ،‬فال‬ ‫التي ينبغي فيها التو�سط واالعتدال م�شية الإن�سان‪ ،‬فقد دعا لقمان ابنه �أن يكون م�شيه‬
‫ي�ستعجل فيه فيخل بوقاره‪ ،‬وال يكون بطي ًئا متثاقلاً ‪.‬‬

‫‪ -3‬ذم الإعرا�ض عن النا�س‬


‫وهي �صورة من �صور الكرب والتعايل على النا�س؛ لذا نهى لقمان ابنه عن الإعرا�ض عن النا�س‬
‫ب�إمالة الوجه عنهم يف �أثناء خماطبتهم‪ .‬والواجب على امل�سلم �أن ي�صغي ملن يكلمه‪ ،‬وال يقاطعه‪،‬‬
‫وال ي�شتغل عنه ب�شيء �آخر كالهاتف ونحوه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ذم التكرب‬
‫‪ّ -4‬‬
‫الكرب يولّد العداوة والبغ�ضاء بني النا�س وي�رصفهم عن احلق‪ ،‬لذا ت�ضمنت الآيات الكرمية النهي‬
‫املتكب املتعايل يرى نف�سه �أعظم من النا�س و�أكرب‬
‫رِّ‬ ‫عن التكرب واملفاخرة واالختيال يف امل�شي؛ لأن‬
‫منهم‪.‬‬

‫التوجيهات االجتماعية‬
‫ت�ضمنت الآيات الكرمية توجيهات اجتماعية‪ ،‬من �ش�أنها �أن تنظم عالقة امل�سلم مع غريه من‬
‫النا�س وتوثقها‪ ،‬فتتعزز بذلك روابط الألفة واملحبة بني النا�س‪ ،‬ويف ما ي�أتي هذه التوجيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬الإح�سان �إلى الوالدين‬
‫قرن اهللُ عز وجل عبادته بطاعة الوالدين‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬
‫وجوب‬
‫َ‬ ‫{ (�سورة الإ�سراء‪ ،‬الآية ‪ ،)23‬وقد �أكدت الآيات في هذه ال�سورة‬
‫وخ ّ�صت الأم بمزيد من الرعاية والإح�سان؛ لما تعانيه‬
‫الإح�سان �إلى الوالدين واالعتناء بهما‪ُ .‬‬
‫في مدة الحمل‪ ،‬وحين الوالدة‪ ،‬والح�ضانة والر�ضاعة والفطام‪.‬‬
‫حتماله‬
‫تقديرا جلهودهما على تربيتهما ورعايتهما له‪ ،‬وما ّ‬
‫ً‬ ‫ودعت الآيات �إلى �شكر الوالدين‬
‫كبريا‪ .‬وقدمت الآيات �شكر اهلل تعالى‬ ‫من عناء وم�شقة و� ٍ‬
‫إنفاق عليه يف طفولته �إلى �أن �أ�صبح ً‬
‫إ�شعارا ب�أن حق اهلل تعالى �أعظم من حق الوالدين‪.‬‬
‫على �شكر الوالدين � ً‬
‫وقد بينت الآيات الكرمية �أنه رمبا ي�صدر عن بع�ض الآباء والأمهات من الت�رصفات والتوجيهات‬
‫ما يخالف �رشع اهلل تعالى‪ ،‬فعلى الأبناء �أن يبينوا لهم �سبل الهداية وطريق احلق ب�أدب واحرتام‪،‬‬
‫َ‬
‫م�رشكينْ ‪ ،‬و�إن دعاه �أحدهما �إلى‬ ‫و�أن ي�صاحبوهما باملعروف يف الأحوال كلها‪ ،‬حتى و�إن كانا‬
‫يطع ُه يف ذلك؛ لأنه ال طاعة ملخلوق يف مع�صية اخلالق‪.‬‬‫ال�رشك باهلل تعالى‪� ،‬أو �إلى مع�صية فال ْ‬
‫ويحرم على الأبناء هجر والديهما �أو عقوقهما‪ ،‬فقد نزلت هذه الآيات الكرمية يف ال�صحابي‬
‫حني َح َل َف ْت �أُ ُّمه � اّأل ُت َك ِل َّم ُه �أَ َب ًدا َح َّتى َي ْك ُف َر ِب ِدي ِن ِه‪َ ،‬و اَل َت�أْ ُك َل‬ ‫اجلليل �سعد بن �أبي وقا�ص‬
‫ال‪َ :‬م َك َث ْت‬ ‫اك ِب َوا ِل َد ْي َك‪َ ،‬و�أَ َنا أُ� ُّم َك‪َ ،‬و�أَ َنا � ُآم ُر َك ِب َه َذا‪َ .‬ق َ‬ ‫َو اَل َت�شرْ َ َب‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬ز َع ْم َت أَ� َّن ا َ‬
‫هلل َو َّ�ص َ‬
‫اها‪ ،‬ف ََج َع َل ْت َت ْد ُعو َع َلى‬ ‫ارةُ‪ ،‬ف ََ�س َق َ‬‫ال َل ُه ُع َم َ‬ ‫َثلاَ ًثا َح َّتى غُ ِ�ش َي َع َل ْي َها ِم َن ا ْل َج ْه ِد‪َ ،‬ف َق َام ْاب ٌن َل َها ُي َق ُ‬

‫‪18‬‬
‫َ�س ْع ٍد‪َ ،‬ف َ�أ ْن َز َل ُ‬
‫اهلل َع َّز َو َج َّل فيِ ا ْل ُق ْر� ِآن َه ِذ ِه ْال َآي َة‪} :‬‬
‫{(((‪.‬‬
‫‪ -2‬االقتداء بال�صاحلني‬
‫�أمر اهلل تعالى امل�سلم �أن يتبع �سبيل الذين تابوا �إلى اهلل تعالى وا�ستقاموا على هديه‪ ،‬ويف هذا‬
‫�إ�شارة �إلى �رضورة االقتداء بال�صاحلني‪ ،‬وبيان لأهمية ال�صحبة ال�صاحلة‪ ،‬التي هي من الأ�سباب‬
‫ال�ص ِال ِح‬
‫ي�س َّ‬ ‫‪ « :‬إِ� َّن َما َم َث ُل ا ْل َج ِل ِ‬ ‫التي تعني امل�سلم على طاعة ربه وتبعده عن مع�صيته‪ .‬قال‬
‫ال�س ْو ِء َك َح ِام ِل ا ْل ِم ْ�س ِك َو َن ِاف ِخ ا ْل ِكيرِ ‪ :‬ف ََح ِام ُل ا ْل ِم ْ�س ِك إِ� َّما �أَ ْن ُي ْح ِذ َي َك‪َِ ،‬و�إ َّما َ أ� ْن َت ْب َت َ‬
‫اع‬ ‫ي�س َّ‬ ‫َوا ْل َج ِل ِ‬
‫يحا‬‫يحا َط ِ ّي َب ًة‪َ ،‬و َن ِاف ُخ ا ْل ِكيرِ �إ َِّما أَ� ْن ُي ْحرِ َق ِث َي َاب َك‪َ ،‬و إ� َِّما �أ َْن َت ِج َد ِم ْن ُه رِ ً‬ ‫ِم ْن ُه‪َ ،‬و�إ َِّما أَ� ْن َت ِج َد ِم ْن ُه رِ ً‬
‫َخبِي َث ًة»(((‪.‬‬
‫‪ -3‬ح�سن خماطبة النا�س‬
‫َ‬
‫االختالف بو�صفه حقيقة �إن�سانية طبيعية‪ ،‬ويتعامل معها على هذا الأ�سا�س‪ ،‬ومن‬ ‫يقرر الإ�سالم‬
‫وعده �إحدى ركائز التعاي�ش بني النا�س‪ ،‬وحر�ص‬
‫هذا املنطلق �أكد القر�آن الكرمي �أهمي َة احلوار‪ّ ،‬‬
‫على �إقرار مبادئه‪ ،‬ومن ذلك �أن يحافظ امل�سلم على هدوئه‪ ،‬و�أن يكون كالمه ب�صوت هادئ‬
‫غري مرتفع‪ ،‬و� اّأل يكون بطريقة ع�صبية‪ ،‬فهذه الأمور لي�ست من �أ�سلوب احلوار اجليد‪.‬‬
‫وللتنفري من رفع ال�صوت �شبهت الآيات الكرمية من يرفع �صوته من غري حاجة بنهيق احلمري‬
‫يف الب�شاعة والقبح‪.‬‬

‫التوجيهات الدعوية (الأمر باملعروف والنهي عن املنكر)‬


‫�إذا التزم امل�سلم التوجيهات الإميانية والتعبدية والأخالقية واالجتماعية التي جاءت يف هذه‬
‫إيجابا على �سلوكه وعمله‪ ،‬فيبادر �إلى تقدمي الن�صح للآخرين‬
‫الآيات الكرمية‪ ،‬ف�إن ذلك ينعك�س � ً‬
‫ويتعاهد من يتوالهم بالتوجيه والإر�شاد كما تعاهد لقمان ابنه‪ ،‬وكما يتعاهد املعلم طالبه‪ ،‬وكما‬
‫يتعاهد امل�س�ؤول من هم حتت م�س�ؤوليته‪ ،‬وذلك بالأمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬فيقوم امل�سلم‬

‫(‪ )1‬انظر �صحيح م�سلم‪ .‬ومعنى (ا ْل َج ْه ِد) التعب‪ .‬‬


‫(‪ )2‬متفق عليه ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫بدعوة النا�س لكل خري وف�ضيلة‪ ،‬وينهاهم عن كل �رش ورذيلة بحكمة ولني؛ لأن الأمر باملعروف‬
‫والنهي عن املنكر مبد�أ عظيم‪ ،‬وقاعدة مهمة من قواعد الإ�صالح يف املجتمع تدل على التزام‬
‫امل�سلم بدينه‪ ،‬وهو ثمرة من ثمار الإميان‪.‬‬
‫وذكْ ُر ال�صرب بعد الأمر باملعروف والنهي عن املنكر �إ�شارة �إلى �أن النا�س قد ي�صدون من ي�أمرهم‬
‫باملعروف وينهاهم عن املنكر ويعر�ضون عنه فال يقبلون ن�صحه‪ ،‬فعليه �أن ي�صرب عليهم ويحر�ص‬
‫على هدايتهم‪ ،‬وال يي�أ�س من ذلك‪.‬‬

‫�أفكر‬
‫{ ثالث مرات يف و�صايا لقمان البنه‪.‬‬ ‫يف �سبب تكرار عبارة }‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� -1‬أ�شكر اهلل تعالى على نعمه‪.‬‬


‫‪� -2‬أخ�شى اهلل‪ ،‬و�أ�ست�شعر مراقبته يف ال�رس والعلن‪.‬‬
‫والدي يف الأحوال ك ّلها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪� -3‬أُ ِ‬
‫ح�سن �إلى‬
‫‪� -4‬أتعامل مع النا�س بلطف ولني‪.‬‬
‫‪. ............................. -5‬‬

‫‪20‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ّ - 1‬بني معانى املفردات والرتاكيب الآتية‪:‬‬
‫‪ - 2‬اذكر ثالث ًة من التوجيهات الإميانية التي ت�شمنتها الآيات الكرمية من �شورة لقمان‪.‬‬
‫{‪ ،‬و�شح كيف تكون اإقامتها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬و�شى لقمان ابنه باإقامة ال�شالة‪} :‬‬
‫‪ - 4‬ف�رش قول اهلل تعالى‪}:‬‬
‫{‪.‬‬
‫‪ - 5‬علل ً‬
‫كال مما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬بداأ لقمان احلكيم و�شاياه لبنه بتحذيره من ال�رشك باهلل تعالى‪.‬‬
‫ب‪ -‬حثت اآيات �شورة لقمان على الإح�شان اإلى الوالدين ول �شيما الأم‪.‬‬
‫جـ‪ -‬جاءت و�شية لقمان لبنه بال�شرب بعد الأمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬
‫‪ - 6‬ا�شتنتج التوجيه القراآ‪ Ê‬امل�شتفاد من كل اآية من الآيات الكرمية الآتية‪:‬‬

‫التوجيه امل�شتفاد‬ ‫الآية‬

‫{‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬


‫{‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ -7‬ا�شتخرج من اآيات �شورة لقمان ما يوؤكد معا‪ Ê‬الأحاديث النبوية ال�رشيفة الآتية‪:‬‬
‫ال�ش ْو ِء‪َ ،‬ك َح ِام ِل ا ْل ِم ْ�ش ِك‪،‬‬ ‫ي�ص َّ‬ ‫ال�ش ِال ِح‪َ ،‬وا ْل َج ِل ِ‬ ‫ي�ص َّ‬ ‫‪ِ « :‬اإ َّن َما َم َث ُل ا ْل َج ِل ِ‬ ‫اأ ‪ -‬قال ر�شول ا ِ‬
‫هلل‬
‫يحا‬‫اع ِم ْن ُه‪َ ،‬واإ َِّما َاأ ْن َت ِج َد ِم ْن ُه رِ ً‬‫َو َن ِاف ِخ ا ْل ِكيرِ ‪ :‬ف ََح ِام ُل ا ْل ِم ْ�ش ِك اإ َِّما اأَ ْن ُي ْح ِذ َي َك‪َ ،‬واإ َِّما اأَ ْن َت ْب َت َ‬
‫يحا َخبِي َث ًة»‪.‬‬ ‫َط ِ ّي َب ًة‪َ ،‬و َن ِاف ُخ ا ْل ِكيرِ اإ َِّما اأَ ْن ُي ْحرِ َق ِث َي َاب َك‪َ ،‬و ِاإ َّما اأَ ْن َت ِج َد ِر ً‬
‫ال‪« :‬اأَ ْن‬
‫هلل؟ َق َ‬ ‫الذ ْن ِب اأَ ْع َظ ُم ِع ْن َد ا ِ‬ ‫‪« :‬اأَ ُّي َّ‬ ‫ب‪ -‬عن عبد اهلل بن م�شعود قال‪�َ :‬شاأَ ْل ُت ال َّنب َِّي‬
‫هلل ِن ًّدا َو ُه َو َخ َل َق َك»‪.‬‬ ‫َ ْت َع َل ِ ِ‬
‫‪ ،{ ...‬اإلى قوله تعالى‪:‬‬ ‫غيبا الآيات الكرمية من قوله تعالى‪} :‬‬
‫‪ -8‬اكتب ً‬
‫{‪.‬‬ ‫} ‪...‬‬
‫‪21‬‬
‫‪äÉjƒdhC’G º«¶æJ‬‬ ‫الدر�س الثالث‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫خلــق اهلل تعالى الإن�شــان‪ ،‬وك ّلفــــــه اأن‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬ ‫يقوم بدوره تاه نف�شــه ومن حولــــــه‪ ،‬واأن‬
‫‪ -1‬تو�شيح مفهوم تنظيم الأولويات‪ ،‬وم�رشوعيته‪.‬‬ ‫ينظــم واجباتــه ومهامه‪ ،‬وعنـــدمــا تتزاحم‬
‫‪ -2‬بيان كيفية حتديد الأولويات‪.‬‬ ‫الواجبات واملهام عـلــى الإن�شان‪ ،‬ول ميكنه‬
‫‪ -3‬امتالك مهارات تنظيم الأولويات‪.‬‬ ‫التوفيق بينهــا‪ ،‬فاأيها يقدم؟ واأيها يوؤخر؟‬
‫منا�شبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تنظيما‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬تنظيم اأولوياته‬

‫‪k G‬‬
‫‪äÉjƒdhC’G º«¶æJ Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫تنظيم الأولويات هي ترتيب البدء بتنفـيذ احلقوق والواجبات واملهام وفق اعتبارات تتعلق‬
‫بالأهمية‪ ،‬والنتيجة‪ ،‬والقدرة‪ ،‬واحلاجة‪ ،‬والوقت‪.‬‬
‫فكل الأعمال امل�رشوعة ينبغي القيام بها ح�شب الأولويات‪ ،‬اأما ما يجب تركه من املحرمات‬
‫ف‪ Ó‬يقع �سمن تنظيم االأولوي�‪ ،ä‬واإمن� هو فعل ‪Z‬ري ‪U‬سحي‪ í‬ي‪é‬ب اجتن�به واالبتع�د عنه‪ ،‬يقول‬
‫وه‪َ ،‬واإِذَا اأَ َم ْر ُت ُك ْم ِباأَ ْمرٍ َف ْاأ ُتوا ِم ْن ُه َما ْ‬
‫ا�ش َت َط ْع ُت ْم»(‪.)1‬‬ ‫الر�شول ‪َ ...« :‬ف ِاإذَا َن َه ْي ُت ُك ْم َع ْن َ�ش ْي ٍء ف ْ‬
‫َاج َت ِن ُب ُ‬

‫‪á«eÓ°SE’G á©jô°ûdG ‘ äÉjƒdhC’G IÉYGôe êPɉ : É«k fÉK‬‬


‫‪b‬دم لن� االإ�س‪Ó‬م من�‪ êP‬كثرية على تنظيم االأولوي�‪ ;ä‬مل� ي‪Î‬تب عليه� من فوائد‪ ،‬ومن ‪P‬ل∂‪:‬‬
‫‪q‬‬
‫‪ - 1‬توجيه القراآن الكرمي امل�شلمني اإلى ترتيب اأعمالهم وفق اأهميتها ونتائجها على الفرد‬
‫واملجتمع‪ ،‬فعندما تفاخر امل�رشكون من اأهل مكة على امل�شلمني ب�شقاية احلجاج وعمارة‬
‫امل�شجد احلرام‪ّ ،‬بني اهلل تعالى لهم ف�شل الإميان والتوحيد واجلهاد يف �شبيله على �شقاية‬
‫حلجاج وعمارة امل�شجد احلرام‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬ ‫ا ُ‬
‫{‬
‫(�شورة التوبة‪ ،‬الآية ‪.)19‬‬
‫(‪� )1‬شحيح البخاري‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الإيمان باهلل واليوم الآخر‬
‫الجهاد في �شبيل اهلل‬
‫�شقاية الحاج وعمارة الم�شجد الحرام‬

‫‪ - 2‬كثرة الأحاديث النبوية التي ورد فيها ت�شاوؤلت عن اأي العمل اأف�شل؟ واأيها خير؟ واأيها اأحب اإلى‬
‫ُ�شئل‪ :‬ا ّأي العمل اأف�شل؟ فقال‪« :‬اإيمان باهلل‬ ‫اأن ر�شول اهلل‬ ‫اهلل ور�شوله؟ فعن اأبي هريرة‬
‫ور�شوله»‪ ،‬قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪« :‬الجهاد في �شبيل اهلل»‪ ،‬قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪« :‬حج مبرور»(‪.)1‬‬
‫واحدة‪ ،‬بل كثيرة‪ ،‬والختالف يعود اإلى اختالف اأحوال ال�شائلين‬ ‫ولم تكن اإجابة النبي‬
‫كل قوم بما هو اأَ ْولى لهم من غيرهم‪ ،‬اأو لختالف‬ ‫وظروفهم‪ ،‬فقد اأجاب ر�شول اهلل‬
‫ال‪:‬‬ ‫َا�ش َت ْاأ َذ َن ُه ِفي ِ‬
‫الج َه ِاد‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫‪،‬ف ْ‬ ‫الأوقات وما يتنا�شب معها‪ ،‬فقد َج َاء َر ُج ٌل اإِ َلى ال َّنب ِ ِّي‬
‫ال‪« :‬ف َِفيهِ َما ف ََج ِاه ْد»(‪.)2‬‬ ‫ال‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ق َ‬ ‫«اأَ َح ُّي َوا ِل َد َ‬
‫اك؟»‪َ ،‬ق َ‬

‫اأ�شاألُ وا ُ‬
‫أ�شتنتج‬
‫اأ�شاأل معلمي عن �شبب نزول الآيات الأولى من �شورة عب�ص‪ ،‬ثم اأ�شتنتج الأولويات فيها‪.‬‬

‫‪äÉjƒdhC’G ójó– á«Ø«c : Éãk dÉK‬‬

‫يتم حتديد الأولويات �شمن ال�شوابط ال�رشعية وفق‬


‫اعتبارات كثرية كالأهمية‪ ،‬واحلاجة‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والنتيجة‪،‬‬
‫والوقت‪ ،‬وهو كما ياأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتيب الأعمال وفق الأهمية‬
‫فالأعمال املفرو�شة تقدم على الأعمال النافلة‪ ،‬والأعمال النافلة تقدم على الأعمال املباحة‪،‬‬
‫يقدم على �شائر‬ ‫فيقدم الأهم على املهم‪ :‬فالتوحيد وفهم اأركان الإميان ‪ً -‬‬
‫مثال ‪َّ -‬‬ ‫‪ ...‬وهكذا‪ّ ،‬‬
‫يف مكة املكرمة قبل‬ ‫املعارف والأعمال؛ لأنه اأ�شا�ص لها‪ ،‬ولهذا كان جل اهتمام النبي‬
‫الهجرة هو ن�رش التوحيد‪ ،‬و“كني العقيدة يف نفو�ص امل�شلمني‪.‬‬
‫(‪� )1‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )2‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -2‬ترتيب الأعمال وفق احلاجة‬
‫فتقدم احلاجة امللحة التي ت�ؤثر يف غريها‪ ،‬ف�إذا ح�رض الطعام عند �أي �صالة‪ ،‬ف�إن ال�سنة البدء به‪،‬‬
‫لأن امل�سلم �إذا قام لل�صالة وقد ح�رض الطعام وهو جائع‪ ،‬فال ي� ِ ّؤدي ال�صالة كما ينبغي‪ ،‬فال�سنة �أن‬
‫يبد أ� به وي�أكل طعامه ثم ي�صلي‪ .‬ولي�س هذا من الت�ساهل بال�صالة‪ ،‬وال من التهوين من �ش�أنها‪ ،‬بل‬
‫هذا من تعظيم �ش�أنها؛ لأنه �سي�ؤديها وقلبه مقبل بخ�شوع وح�ضور‪.‬‬

‫‪ -3‬ترتيب الأعمال وفق القدرة‬


‫يقدم العمل الدائم الذي ي�ستطيع امل�سلم اال�ستمرار فيه ‪ -‬و�إن كان قليلاً ‪ -‬على العمل‬
‫ولهذا َّ‬
‫املنقطع‪ ،‬فال يلزم نف�سه بريا�ضة �شديدة ملرة �أو مرتني يرهق بها نف�سه‪ ،‬بل يخ�ص�ص لنف�سه وق ًتا‬
‫يوميا ملمار�سة الريا�ضة‪ ،‬وحني يداوم امل�سلم على �أية عادة ولو كانت ي�سرية �سيفاج أ� بعد‬ ‫معي ًنا ًّ‬
‫«ع َل ْي ُك ْم ِم َن ا ْل َع َم ِل َما‬
‫‪َ :‬‬ ‫مدة �أنه مل يحقق هدفه فح�سب‪ ،‬بل جتاوزه ب�أ�شواط كثرية‪ ،‬يقـول‬
‫ان �أَ َح َّب ِ ّ‬
‫الد ِين إِ� َل ْي ِه َما َد َاو َم َع َل ْي ِه َ�ص ِ‬ ‫ون‪ ،‬فَو ِ‬
‫اح ُب ُه»(((‪ .‬فقراءة‬ ‫اهلل اَل َي َم ُّل اهللُ َح َّتى َت َم ُّلوا‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ُت ِطي ُق َ َ‬
‫جزء من القر�آن الكرمي بتدبر وخ�شوع �أَ ْو َلى من قراءة خم�سة �أجزاء دون تدبر �أو خ�شوع؛ لأن‬
‫جوهر االختبار واالبتالء على نوعيـة الأعمــال وح�سنها ولي�س على كرثتهـا‪ ،‬يقول تعـالــى‪:‬‬
‫{ (�سورة امللك‪ ،‬الآية ‪.)2‬‬ ‫}‬

‫‪ -4‬ترتيب الأعمال وفق النتيجة‬


‫يقدم العمل الذي يحقق امل�صالح العامة على العمل الذي يحقق م�صلحة �شخ�صية وال‬
‫ولهذا ّ‬
‫يتعدى نفعه للآخرين‪ ،‬فعلى قدر نفع العمل للآخرين يكون ف�ضله و�أجره عند اهلل تعالى‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫فالعلم مثلاً �أعلى رتبة من نوافل العبادة؛ لأن نفعه ّ‬
‫يعم‪ ،‬وي�ستفيد منه الآخرون‪ ،‬يقول‬
‫ات‬‫‪ « :‬إِ�ذَا َم َ‬ ‫«ف�ضل العامل على العابد كف�ضلي على �أدناكم»(((‪ ،‬وقد جاء عن ر�سول اهلل‬
‫ْالإن�سان ا ْن َق َط َع َع ْن ُه َع َم ُل ُه ِ إ� اَّل ِم ْن َثلاَ َث ٍة‪ :‬إ� اَِّل ِم ْن َ�ص َد َق ٍة َجارِ َي ٍة‪ ،‬أَ� ْو ِع ْل ٍم ُي ْن َت َف ُع ِب ِه‪� ،‬أَ ْو َو َل ٍد َ�ص ِال ٍح‬
‫َي ْد ُعو َل ُه»(((‪.‬‬

‫(‪� )1‬صحيح م�سلم‪.‬‬


‫(‪� )2‬سنن الرتمذي‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح م�سلم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اأفكر واأعلل‬
‫اأيها اأعظم عند اهلل تعالى‪( :‬ال�شدقة على قريبي الفقري املري�ص‪ ،‬اأم على قريبي الفقري غري املري�ص‪،‬‬
‫اأم على غري قريبي الفقري؟)‪ً ،‬‬
‫معلال اإجابتي‪.‬‬

‫‪ -5‬ترتيب الأعمال وفق الوقت‬


‫يقدم امل�شلم العمل املهم امل�شتعجل على غريه من الأعمال‪ ،‬فاأداء �شالة الظهر قبل‬
‫ولهذا ّ‬
‫‪...« :‬‬ ‫خروج وقتها اأولى من زيارة املري�ص التي تعد مهمة لكنها غري م�شتعجلة‪ ،‬يقول‬
‫�ص َع َلى َما َي ْن َف ُع َك»(‪.)1‬‬
‫احرِ ْ‬
‫ْ‬
‫اأبدي راأيي‬
‫يف �شوء فهمي لكيفية تنظيم الأولويات اأبدي راأيي يف ما ياأتي‪:‬‬
‫ميتلك �شخ�ص َح َّج �شاب ًقا األفي دينار‪ ،‬فاأيهما اأف�شل‪ :‬اأن يحج به مرة ثانية؟ اأم يتربع به ملوؤ�ش�شات‬
‫رعاية الأيتام‪ ،‬اأو موؤ�ش�شات مكافحة ال�رشطان؟‬

‫‪äÉjƒdhC’G º«¶æàd áeRÓdG äGQÉ¡ŸG : É©k HGQ‬‬


‫كي ن�ست‪£‬يع تنظيم اأولوي�تن� ال بد من اأ¿ منل∂ مه�را‪ ä‬متنوعة‪ ،‬منه�‪:‬‬
‫‪ -1‬اإدارة الذات‪ ,‬ومعرفة القدرات والإمكانات الخا�شة‬
‫{ (�شورة القيامة‪ ،‬الآية ‪.)14‬‬ ‫يقول تعالى‪} :‬‬
‫‪ -2‬فهم طبيعة الأعمال والمهام المطلوبة‪ ،‬وت�شنيفها وفق العتبارات ال�شابقة‬
‫اك‪َ ،‬واأُ ْخ َت َك‪َ ،‬واأَ َخ َ‬
‫اك‪،‬‬ ‫ول‪ :‬اأُ َّم َك‪َ ،‬واأَ َب َ‬
‫«ي ُد ا ْل ُم ْع ِطي ا ْل ُع ْل َيا‪َ ،‬و ْاب َد ْاأ ِب َم ْن َت ُع ُ‬
‫‪َ :‬‬ ‫يقول الر�شول‬
‫اك‪ ،‬اأَ ْد َن َ‬
‫اك»(‪.)2‬‬ ‫ُث َّم اأَ ْد َن َ‬
‫‪ -3‬التخطيط الم�شتمر في تنظيم اأولويات الأعمال والمهام‬
‫الملك‪ ،‬الآية ‪.)22‬‬
‫{ (�شورة ُ‬ ‫يقول تعالى‪} :‬‬
‫ويكون ذلك بتحديد الأهداف والغايات من تلك الأعمال والمهام‪.‬‬

‫(‪� )1‬شحيح م�شلم‪.‬‬


‫(‪� )2‬شنن الن�شائي‪ ،‬وهو حديث �شحيح‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أراعي الأولويات يف حياتي‪.‬‬


‫‪� - 2‬أحر�ص على تقدمي امل�صلحة العامة‪.‬‬
‫‪. .............................. - 3‬‬

‫�أُثري خربتي‬
‫ُول‪} :‬‬ ‫هلل‪� ،‬إ َِّن اهلل َت َب َار َك َو َت َعا َلى َيق ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َال‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫َفق َ‬ ‫َام أَ� ُبو َط ْل َح َة إِ� َلى َر ُ�س ِ‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ق َ‬
‫{ (�سورة �آل عمران‪ ،‬الآية ‪َ ،)92‬و ِ�إ َّن �أَ َح َّب �أَ ْم َوا ِلي ِ إ� َل ّي َب ْي ُر َح َاء‪َ ،‬و ِ�إ َّن َها َ�ص َد َق ٌة لهلِ ِ ‪،‬‬
‫«ب ٍخ‪،‬‬ ‫هلل ‪َ :‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬‫اك اهللُ‪َ ،‬فق َ‬ ‫هلل َح ْي ُث أَ� َر َ‬‫ول ا ِ‬ ‫أَ� ْر ُجو ِب َّر َها َوذ ُْخ َر َها ِع ْن َد ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬ف ََ�ض ْع َها َيا َر ُ�س َ‬
‫ين»‬‫ال َرا ِب ٌح!‪َ ،‬و َق ْد َ�س ِم ْع ُت َما ُق ْل َت‪َ ،‬و ِ إ� ِ ّني أَ� َرى َ�أ ْن َت ْج َع َل َها ِفي الأَ ْق َر ِب َ‬ ‫ال َرا ِب ٌح‪َ ،‬ذ ِل َك َم ٌ‬ ‫َذ ِل َك َم ٌ‬
‫هلل‪َ ،‬ف َق َ�س َم َها �أَ ُبو َط ْل َح َة فيِ َ �أ َقارِ ِب ِه َو َب ِني َع ِ ّم ِه»(((‪.‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال �أَ ُبو َط ْل َح َة‪� :‬أَ ْف َع ُل َيا َر ُ�س َ‬
‫َف َق َ‬
‫�أقر�أ الق�صة ال�سابقة‪ ،‬ثم �أ�ستخرج �ضوابط مراعاة الأولويات فيها‪.‬‬

‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪ - 1‬و�شح املق�شود بتنظيم الأولويات‪.‬‬
‫أمنو‪P‬ج� من القرا‪ ¿B‬الكر‪ Ë‬على م‪Ñ‬داأ تنظيم االأولوي�‪.ä‬‬
‫‪k‬‬ ‫‪p -2‬‬
‫ه�‪ ä‬ا‬
‫‪ُ -3‬‬
‫كرثَت الأحاديث النبوية التي تت�شمن الأ�شئلة عن اأي العمل اأف�شل؟ ومل تكن الإجابة واحدة‪،‬‬
‫بل كثرية‪ ،‬علل ذلك‪.‬‬
‫‪ُ -4‬ت َن َّظ ُم الأولويات وفق اعتبارات كثرية‪ ،‬منها (احلاجة)‪ ،‬و�شح ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬لتنظيم الأولويات مهارات كثرية‪ ،‬اذكر اثنني منها‪.‬‬
‫�شحيحا على كل‬
‫ً‬ ‫واحدا‬
‫ً‬ ‫مثال‬ ‫‪ -6‬ينبغي الإفادة من ترتيب اأهمية الأعمال يف الإ�شالم‪ ،‬ا ِ‬
‫أعط ً‬
‫مما ياأتي‪:‬‬
‫أ�شا�شا لغريه‪.‬‬
‫يعد ا ً‬
‫اأ ‪ -‬عمل ّ‬
‫ب‪ -‬عمل يرتبط بامل�شالح العامة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬الدر�س الأول (واجبنا نحو القر�آن الكرمي)‬

‫واجبنا نحو القر�آن الكريم‬

‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬


‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬
‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬
‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬
‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدر�س الثاين (توجيهات قر�آنية) الآيات (‪ )19 – 12‬من �سورة لقمان‬

‫التوجيهات المت�ضمنة في الآيات الكريمة‬

‫التوجيهات الدعوية‬ ‫التوجيهات االجتماعية‬ ‫التوجيهات الأخالقية‬ ‫التوجيهات الإيمانية‬

‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬


‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬

‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬


‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬

‫‪................‬‬
‫‪................‬‬ ‫‪................‬‬
‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬

‫‪................‬‬
‫‪................‬‬
‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬

‫‪28‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س الثالث (تنظيم الأولويات)‬

‫المهارات الالزمة لتنظيم‬ ‫كيفية تحديد الأولويات‬ ‫مفهوم تنظيم الأولويات‬


‫الأولويات‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬

‫‪29‬‬
‫‪É¡àfɵeh ájƒÑædG áæ°ùdG‬‬ ‫الدر�س الرابع‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫تحتــل ال�شنــة النبويــة مكانــة عظيمــة في‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬ ‫الت�شريع الإ�شالمي‪ ،‬وهي وحي من عند اهلل عـز‬
‫‪ -1‬تو�شيح مفهوم ال�شنة النبوية‪ ،‬وحجيتها‪.‬‬
‫وجـــل‪ ،‬قــال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ -2‬ا�شتنتاج عالقة ال�شنة النبوية بالقراآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -3‬اإعطاء اأمثلة على عالقة ال�شنة النبوية بالقراآن الكرمي‪.‬‬ ‫{ (�شورة النجم‪ ،‬الآيتان ‪،)4-3‬‬
‫‪ -4‬تقدير اأهمية ال�شنة ومكانتها يف الت�رشيع الإ�شالمي‪.‬‬ ‫وهـــي التطبيــق العملي لمــا جاء فــي القـراآن‬
‫الكريــم مـن اأحكام وتوجيهــات‪ ،‬وقد و�شع‬
‫القــراآن الكريــم القواعــد والأ�ش�ــص العامــة‬
‫للت�شريــع والأحكام‪ ،‬وعنيــت ال�شنة بتف�شيل‬
‫هذه القواعد‪ ،‬وبيـان تلك الأ�ش�ص‪.‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪ájƒÑædG áæ°ùdG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫ال�ش ّنة النبوية‪ :‬ما ورد عن الر�شول‬
‫من قول اأو فعل اأو تقرير اأو �شفة‪.‬‬

‫أتذكر واأُمثل‬
‫ا ُ‬
‫مثال على ٍ ّ‬
‫كل منها‪.‬‬ ‫اأتذكر الفرق بني ال�شنة القولية وال�شنة الفعلية وال�شنة التقريرية‪ ،‬ثم اأعطي ً‬

‫‪ájƒÑædG áæ°ùdG á«éM : É«k fÉK‬‬


‫ال�شنة النبوية حجة �رشعية يجب الأخذ بها والعمل باأحكامها وتوجيهاتها‪ ،‬وقد ثبت ذلك‬
‫بالقراآن الكرمي وال�شنة النبوية وعمل ال�شحابة والإجماع‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫واتباعه‪ّ ،‬‬
‫وحتذر من خمالفته قال اهلل تعالــى‪:‬‬ ‫‪ -1‬الآيات التي تاأمر امل�شلمني بطاعة ر�شول اهلل‬
‫{ (�شورة احل�رش‪ ،‬الآية ‪.)7‬‬ ‫}‬
‫‪ ،‬وال�شتماع اإلى حديثه وحفظه‬ ‫‪ -2‬الأحاديث التي تاأمر الم�شلمين با ْأخ ِذ المنا�شك عنه‬

‫‪30‬‬
‫‪َ « :‬ت َركْ ُت ِف ُ‬
‫يك ْم اأ َ ْم َر ْي ِن َل ْن َت ِ�ش ُّلوا َما‬ ‫وتبليغه اإلى من لم ي�شمعه‪ ،‬والتم�شك ب�شنته‪ ،‬قال‬
‫هلل َو ُ�ش َّن َة َن ِب ِ ّي ِه»(‪.)1‬‬ ‫َت َم َّ�ش ْك ُت ْم ِبهِ َما‪ِ :‬ك َت َ‬
‫اب ا ِ‬
‫وم ْن بعدهم‬
‫‪ -3‬عمل ال�شحابة ر�شوان اهلل عليهم‪ ،‬واإجماع الأمة الإ�شالمية؛ فقد كان ال�شحابة َ‬
‫يرجعون اإلى ال�شنة النبوية؛ لمعرفة الأحكام ال�شرعية عندما ل يجدون الحكم في القراآن‬
‫الكريم‪ .‬وكان ال�شحابة ر�شوان اهلل تعالى عليهم اأحر�ص النا�ص على معرفة اأقوال ر�شول اهلل‬
‫واأفعاله وتقريراته‪ ،‬وحفظها والعمل بها‪.‬‬
‫أ�شتنتج‬
‫أتدبر وا ُ‬
‫ا ُ‬
‫اأتدبر الن�شين ال�شرعيين الآتيين‪ ،‬ثم اأ�شتنتج دللتهما على حجية ال�شنة النبوية‪:‬‬
‫{‬ ‫‪ -1‬قال اهلل تعالى‪}:‬‬
‫(�شورة الن�شاء‪ ،‬الآية ‪.)80‬‬
‫يث ِم ْن َح ِدي ِثي‬ ‫يك ِت ِه‪ُ ،‬ي َح َّد ُث ِب َح ِد ٍ‬ ‫و�ش ُك الر ُج ُل ُم َّت ِك ًئا َع َلى اأَرِ َ‬ ‫«ي ِ‬ ‫‪ُ :‬‬ ‫‪ -2‬قال ر�شول ا ِ‬
‫هلل‬
‫َّ‬
‫ا�ش َت ْح َل ْل َن ُاه‪َ ،‬و َما َو َج ْد َنا ِف ِيه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ول‪َ :‬ب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم ِك َت ُ‬
‫اب ا ِ‬ ‫ف ََي ُق ُ‬
‫فما َو َج ْد َنا فيه م ْن َح َال ٍل ْ‬ ‫هلل َع َّز َو َج َّل‪َ ،‬‬
‫ِم ْث ُل َما َح َّر َم اهلل»(‪.)2‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ِم ْن َح َر ٍام َح َّر ْم َن ُاه‪ ،‬اأَ َل َواإ َِّن َما َح َّر َم َر ُ�ش ُ‬

‫‪ËôµdG ¿BGô≤dÉH ájƒÑædG áæ°ùdG ábÓY : Éãk dÉK‬‬


‫تظهر عالقة ال�شنة النبوية بالقراآن الكريم من حيث الأحكام في ما ياأتي‪:‬‬

‫عالقة ال�شنة النبوية بالقراآن الكريم من حيث الأحكام‬

‫م�شت ِقلة باأحكام وتوجيهات‬ ‫ومف�شلة لما جاء في‬


‫ِّ‬ ‫مبيِّنة‬ ‫موؤكِّدة لما جاء في‬
‫لم ترد في القراآن الكريم‬ ‫القراآن الكريم‬ ‫القراآن الكريم‬

‫(‪ )1‬موطاأ الإمام مالك‪ .‬وهو حديث �شحيح‪.‬‬


‫(‪� )2‬شنن ابن ماجه‪ ،‬وهو حديث �شحيح‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -1‬م� ِؤكّدة ما جاء في القر�آن الكريم‬
‫وردت في القر�آن الكريم �أحكام وتوجيهات‪ ،‬جاءت ال�سنة النبوية ت�ؤكدها‪ ،‬فيكون للحكم‬
‫الواحد دليالن‪ ،‬الأول من القر�آن الكريم والثاني من ال�سنة النبوية‪ ،‬ومن الأمثلة على ذلك‬
‫‪َ ....« :‬و ُكو ُنوا ِع َبا َد‬ ‫{‪�( ‬سورة الحجرات‪ ،‬الآية ‪ ،)10‬مع قوله‬ ‫قوله تعالى‪} :‬‬
‫هلل �إ ِْخ َوا ًنا‪ ،‬ا ْل ُم ْ�س ِل ُم أَ� ُخو ا ْل ُم ْ�س ِل ِم»(((‪.‬‬
‫ا ِ‬
‫‪ -2‬مب ِيّنة ومف�صلة ما جاء في القر�آن الكريم‬
‫وردت يف القر�آن الكريـم �أحكام وتوجيهات جمملة غري مبينة وال مف�صلة‪ ،‬ثم جاءت ال�سنة النبوية‬
‫{‬ ‫ببيانها وتف�صيلها‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة النحل‪ ،‬الآية ‪ ،)44‬ومن الأمثلة على ذلك‪� :‬أن اهلل تعالى �أمر ب�أداء ال�صالة من غير بيان‬
‫‪،‬‬ ‫لأوقاتها و�أركانها وركعاتها‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬فبينت ال�سنة كل ذلك بفعل ر�سول اهلل‬
‫«�ص ُّلوا َك َما َر�أَ ْي ُت ُمو ِني �أُ َ�ص ِ ّلي»(((‪.‬‬
‫‪َ :‬‬ ‫وتعليمه لأ�صحابه كيفيتها‪ ،‬قال ر�سول ا ِ‬
‫هلل‬
‫‪ -3‬م�ست ِقلّة ب�أحكام وتوجيهات لم ترد في القر�آن الكريم‬
‫فقد ورد في ال�سنة النبوية �أحكام وتوجيهات لم ترد في القر�آن الكريم‪ ،‬ومن �أمثلة هذا النوع‪:‬‬
‫الأحاديث التي تحرِ ّ م على الرجل �أن يجمع في الزواج بين المر�أة وعمتها �أو المر�أة وخالتها‪،‬‬
‫والأحاديث التي تحرم �أكل لحم الحمر الأهلية‪ ،‬وكل ذي ناب من ال�سباع‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫�أتدبر و�أ�صنف‬

‫�أتدبر الن�صو�ص ال�رشعية الآتية‪ ،‬ثم �أ�صنف احلديثني النبويني بح�سب عالقتهما بالقر�آن الكرمي‬
‫من حيث الأحكام الواردة فيهما‪:‬‬
‫العالقة بينهما‬ ‫احلديث ال�رشيف‬ ‫الآية الكرمية‬ ‫الرقم‬
‫«خ ُذوا‬
‫‪ُ :‬‬ ‫قال ر�سول اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫قـــال اهلل تعالـى‪} :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ا�س َك ُك ْم»‬
‫{ (�سورة �آل عمران‪ ،‬الآية ‪َ .)97‬ع ِ ّنى َم َن ِ‬

‫(‪ )1‬ال�سنن الكربى للبيهقي‪ .‬وهوحديث �صحيح‪.‬‬


‫(‪ )2‬ال�سنن الكربى للبيهقي‪ .‬وهوحديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح م�سلم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪« :‬ل‬ ‫قال ر�شول اهلل‬ ‫‪-2‬‬
‫قــــال اهلل تعــــالى‪}:‬‬
‫يحل مال امرئ م�شلم اإل‬
‫بطيب نف�ص منه»(‪. )1‬‬
‫{ (�شورة الن�شاء‪ ،‬الآية ‪.)29‬‬

‫‪ájƒÑædG áæ°ùdG √ÉŒ ÉæÑLGh : É©k HGQ‬‬


‫؛‬ ‫نظرا لأهمية ال�شنة النبوية فاإنه يجب على امل�شلمني اأن يعرفوا واجباتهم نحو �شنة نبيهم‬
‫ً‬
‫وذلك عن طريق ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬التم�شك بها‪ ،‬والعمل مبا جاء فيها من اأحكام وتوجيهات واأخالق‪.‬‬
‫‪ -2‬تعلمها وتعليمها ون�رشها بني النا�ص‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬رد ال�شبهات‪ ،‬والدفاع عنها وعن النبي‬
‫‪ -4‬بذل الأ�شباب حلفظها من ال�شياع‪ ،‬والجتهاد يف “ييز �شحيحها من �شعيفها‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأوقن باأن ال�شنة النبوية وحي من عند اهلل تعالى‪.‬‬


‫‪ - 2‬اأحر�ص على اتباع ال�شنة النبوية والعمل باأحكامها وتوجيهاتها‪.‬‬
‫‪. ........................................ - 3‬‬

‫(‪� )1‬شحيح البخاري‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪ -1‬ما املق�شود بال�شنة النبوية؟‬
‫تدبر الن�شو�ص ال�رشعية الآتية‪ ،‬ثم ّبني وجه ال�شتدلل بها على حجية ال�شنة النبوية‪:‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫{‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫هلل َو ُ�ش َّن َة‬ ‫‪َ «:‬تركْ ُت ِف ُ‬
‫يك ْم اأَ ْم َر ْي ِن َل ْن َت ِ�ش ُّلوا َما “َ ََّ�ش ْك ُت ْم ِبهِ َما‪ِ :‬ك َت َ‬
‫اب ا ِ‬ ‫ب‪ -‬قال ر�شول ا ِ‬
‫هلل‬
‫َ‬
‫َن ِب ِ ّي ِه»‪.‬‬
‫‪ -3‬يتعذر العمل باأحكام القراآن الكرمي من غري الرجوع لل�شنة النبوية‪ ،‬و�شح ذلك‪.‬‬
‫يدعون اإلى الكتفاء بالقراآن الكرمي وترك ال�شنة النبوية؟‬
‫‪ -4‬كيف تر ّد على من ّ‬
‫‪ -5‬بني عالقة ال�شنة النبوية بالقراآن الكرمي عن طريق ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ « :‬وكونوا عباد اهلل اإخوا ًنا»‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬قوله‬
‫ب‪ -‬كيفية اأداء ال�شالة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حترمي اأكل حلوم احلمر الأهلية‪.‬‬
‫د ‪ -‬اجلمع بني املراأة وعمتها يف الزواج‪.‬‬
‫{‪.‬‬ ‫‪ّ -6‬بني دللة قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ّ -7‬بني ثالثة واجبات على امل�شلم تاه ال�شنة النبوية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ÊÉãdG ¢SQódG‬‬

‫‪áYÉ°ùdG äÉeÓY‬‬ ‫الدر�س اخلام�س‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫جعــل اهلل تعالــى ليــوم القيامــة عالمات‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬ ‫ت�شبقه تدل على قــرب وقوعه؛ وذلك رحمة‬
‫‪ -1‬تو�شيح املق�شود بعالمات ال�شاعة واأنواعها‪.‬‬
‫بالعباد لينتبهوا من غفلتهم ويتوبوا اإلى ربهم‪،‬‬
‫‪ -2‬اإعـطـاء اأمثلـة عـلى عـالمـات ال�شـاعـة الـ�شـغـرى‪،‬‬
‫وعالمات ال�شاعة الكربى‪.‬‬ ‫ا�شتعــدا ًدا للقائــه بالأعمــال ال�شالحة‪ ،‬وتعد‬
‫‪ -3‬ال�شتعداد لليوم الآخر بالتوبة ال�شادقة والتزام اأوامر‬ ‫الغيبية التي‬
‫ّ‬ ‫عالمات يــوم القيامة من الأمــور‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬والإكثار من الأعمال‬ ‫وال�شنة‬
‫ال�شاحلة‪.‬‬
‫عرف اإل بن�شو�ــص القراآن الكريم ّ‬
‫ل ُت َ‬
‫النبويــة ال�شحيحــة‪ ،‬وهــي جزء مــن الإيمان‬
‫باليــوم الآخر‪ ،‬و�شنتعرف في هذا الدر�ص عالمات يــوم القيامة التي ا�شطلح العلماء على ت�شميتها‬
‫بعالمات ال�شاعة‪.‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪áYÉ°ùdG äÉeÓY Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫ال�شاعة هي ا�شم من اأ�شماء يوم القيامة‪ ،‬وعالمات ال�شاعة هي الظواهر اأو الأحداث التي ي�شبق‬
‫قيام ال�شاعة‪ ،‬وتدل على ُقرب وقوعها‪ .‬وقد �شمى القراآن الكريم العالمات والأمارات‬
‫وقوعها َ‬
‫ُ‬
‫التي تقع ‪Ñb‬ل ه‪ò‬ا اليوم ب�الأ�سراط‪�b ،‬ل اهلل تع�لى‪}:‬‬
‫{ (�شورة محمد‪ ،‬الآية ‪.)18‬‬

‫‪áYÉ°ùdG äÉeÓY ΩÉ°ùbCG : É«k fÉK‬‬


‫ق�شم العلماء عالمات ال�شاعة اإلى ق�شمني‪ :‬عالمات �شغرى‪ ،‬وعالمات كربى‪ ،‬والكربى هي‬
‫العالمات التي يدل ظهورها على �شدة اقرتاب قيام ال�شاعة‪ ،‬اأما ال�شغرى فهي العالمات التي ت�شبق‬
‫ظهور العالمات الكربى‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الق�سم الأول‪ :‬العالمات ال�صغرى‬
‫�أو �سيقع‪ .‬وقد دلت الآيات‬ ‫‪ ،‬ومنها ما وقع بعد وفاته‬ ‫وهي كثرية‪ ،‬منها ما وقع زمن النبي‬
‫والأحاديث على كثري من هذه العالمات‪ ،‬ومن هذه العالمات ما ي�أتي‪:‬‬

‫من عالمات ال�ساعة ال�صغرى‬

‫�أو �سيقع‬ ‫ما وقع بعد وفاة النبي‬ ‫ما وقع زمن النبي‬

‫تغري يف ال�سنن‬ ‫تغري يف ال�سنن‬ ‫بعثة النبي‬


‫الكونية‬ ‫االجتماعية‬

‫انت�شار املعا�صي‬
‫انت�شار اجلهل‬ ‫ان�شقاق القمر‬
‫كالقتل والزنى‬
‫كرثة الزالزل‬ ‫�سيما يف العلم‬
‫وال ّ‬ ‫و�رشب اخلمر وعقوق‬
‫ال�رشعي‬
‫الوالدين‬

‫عودة �أر�ض‬ ‫ت�ضييع الأمانة ب�إ�سناد‬


‫التطاول يف‬
‫مروجا‬
‫ً‬ ‫العرب‬ ‫الأمر �إلى‬
‫البنيان‬
‫و� ً‬
‫أنهارا‬ ‫غري �أهله‬

‫‪36‬‬
‫اأتعاون واأحدد‬
‫اأتعاون مع زمالئي يف حتديد عالمة ال�شاعة ال�شغرى التي تدل عليها الن�شو�ص ال�رشعية‪،‬‬
‫كما يف اجلدول الآتي‪:‬‬
‫‪äÉeÓ©dG/áeÓ©dG‬‬ ‫‪»Yô°ûdG π«dódG‬‬ ‫‪ºbôdG‬‬

‫{ (�شورة القمر‪ ،‬الآية ‪.)1‬‬ ‫‪ 1‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫َ‬
‫اع ُة كَ َها َت ْي ِن» َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫«ب ِع ْث ُت اأ َنا َو َّ‬
‫ال�ش َ‬ ‫‪ُ :‬‬ ‫‪َ 2‬ق َ‬
‫ال ر�شول اهلل‬
‫ال�ش َّب َاب َة َوا ْل ُو ْ�ش َطى»(‪.)1‬‬
‫«و َ�ش َّم َّ‬
‫َ‬

‫‪ ...« :‬اأَ ْن َت ِل َد الأمة َر َّب َت َـها َواأَ ْن َت َـرى‬ ‫ال ر�شول اهلل‬ ‫‪َ 3‬ق َ‬
‫ان» (‪.)2‬‬ ‫ون ِفي ا ْل ُب ْن َي ِ‬ ‫ال�شا ِء َي َت َط َ‬
‫او ُل َ‬ ‫ا ْل ُح َفا َة ا ْل ُع َرا َة ا ْل َعا َل َة رِ َع َاء َّ‬

‫اع ِة اأَ َّي ً‬


‫اما ُي ْرف َُع ِف َيها‬ ‫ال�ش َ‬
‫‪« :‬اإ َِّن َب ْي َن َي َد ْي َّ‬ ‫‪ 4‬قال ر�شول اهلل‬
‫يـها ا ْل َـه ْر ُج‪َ ،‬وا ْل َـه ْر ُج‬‫ا ْل ِع ْل ُم‪َ ،‬و َي ْنزِ ُل ِف َيها ا ْل َج ْه ُل‪َ ،‬و َي ْك ُث ُـر ِف َ‬
‫ا ْل َق ْت ُل» (‪.)3‬‬

‫ـاعـ َة»‬ ‫ال�ش َ‬ ‫‪َ « :‬فاإِذَا ُ�ش ِ ّي َعت َْ أ‬


‫ال َما َن ُة فَا ْن َت ِظـر َّ‬ ‫‪ 5‬قال ر�شول اهلل‬
‫ال‪ «:‬اإِذَا ُو ِ ّ�ش َد ْالَأ ْم ُر اإِ َلى َغ ْيرِ َاأ ْه ِل ِه‬
‫اع ُت َها؟ َق َ‬ ‫َق َ‬
‫ـال‪ :‬كَ ْي َ‬
‫ف اإ َِ�ش َ‬
‫اع َة» (‪.)4‬‬ ‫فَا ْن َت ِظر َّ‬
‫ال�ش َ‬
‫اع ُة َح َّتى َي ْك ُث َر ا ْل َم ُ‬
‫ــال‬ ‫ال�ش َ‬
‫وم َّ‬ ‫‪َ « :‬ل َت ُق ُ‬ ‫‪ 6‬قال ر�شول اهلل‬
‫ـج ُـد اأَ َح ً‬
‫ـدا‬ ‫الر ُج ُل ِب َز َك ِاة َما ِل ِه ف ََـال َي ِ‬
‫ي�ص‪َ ،‬ح َّتى َي ْخ ُر َج َّ‬ ‫َو َي ِف َ‬
‫ارا» (‪.)5‬‬‫وجا َو َاأ ْن َه ً‬
‫�ص ا ْل َع َر ِب ُم ُر ً‬ ‫َي ْق َب ُل َـها ِم ْن ُه‪َ ،‬و َح َّتى َت ُعو َد اأَ ْر ُ‬

‫(‪� )1‬شحيح م�شلم‪.‬‬


‫(‪� )2‬شحيح م�شلم‪.‬‬
‫(‪� )3‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )4‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )5‬شحيح م�شلم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الق�سم الثاين‪ :‬العالمات الكربى‬
‫هذه العالمات التي تدل على اقرتاب ال�ساعةمل تظهر بعد‪ ،‬وهي عالمات متتابعة مرتابطة مع بع�ضها‬
‫جميعا بغ�ض‬
‫ً‬ ‫بع�ضا‪ ،‬ف�إذا ظهرت �إحداهن تبعها �سائر العالمات‪ ،‬ويجب على امل�ؤمن �أن ي�ؤمن بها‬
‫ً‬
‫النظر عن ترتيبها‪ .‬وهذه العالمات هي‪:‬‬

‫يدعي الألوهية‪ ،‬وي�سعى لفتنة النا�س عن دينهم‬


‫‪ -1‬ظهور الدجال‪ :‬وهو رجل يظهر يف �آخر الزمان ّ‬
‫مبا �أعطاه اهلل من خوارق العادات‪ ،‬و�سمي الدجال بهذا اال�سم ل�شدة دجله وكذبه‪ ،‬وقد وردت‬
‫�أحاديث نبوية كثرية حتذر من فتنته‪ ،‬وتبني بع�ض �صفاته‪ ،‬وما ُي ْحدثه يف الأر�ض من ف�ساد‪ ،‬ف�إذا‬
‫خرج عرفه امل�ؤمنون‪ ،‬فال يفتنون به‪ ،‬وال يتبعونه‪.‬‬
‫‪ ،‬فيحارب الدجال‪ ،‬ويحكم‬ ‫ويظهر املهدي‪ ،‬وهو رجل �صالح من �أهل بيت النبي‬
‫اهلل َذ ِل َك ا ْل َي ْو َم‬ ‫بالق�سط وين�رش العدل بني النا�س‪ ،‬قال ‪َ « :‬ل ْو َل ْم َي ْب َق ِم ْن ُّ‬
‫الد ْن َيا �إ اَِّل َي ْو ٌم َل َط َّو َل ُ‬
‫ا�س ُم �أَ ِبي»(((‪.‬‬
‫ا�س ُم أ� َِب ِيه ْ‬ ‫ا�س ِمي َو ْ‬ ‫ا�س ُم ُه ْ‬ ‫َح َّتى َي ْب َع َث ِف ِيه َر ُجلاً ِم ِ ّني أَ� ْو ِم ْن أَ� ْه ِل َب ْي ِتي ُي َو ِاط ُئ ْ‬
‫وقد بالغ بع�ض امل�سلمني يف انتظار خروج املهدي‪ ،‬و�إظهاره على �أنه وحده الذي �سينجيهم‬
‫ّبين �أنه عالمة من عالمات ال�ساعة التي‬ ‫من الفنت وامل�صائب التي حتيط بهم‪ ،‬لكن الر�سول‬
‫تدل على اقرتاب يوم القيامة‪.‬‬
‫ومما يع�صم امل�سلم من فتنة الدجال الإميان باهلل تعالى‪ ،‬واحلر�ص على الأعمال ال�صاحلة‪ ،‬وقراءة‬
‫فواحت �سورة الكهف‪ ،‬والتعوذ من فتنته وال �سيما يف ال�صالة قبل الت�سليم‪.‬‬

‫‪ -2‬نزول �سيدنا عي�سى عليه ال�سالم‪� :‬أخرب القر�آن الكرمي �أن �سيدنا عي�سى عليه ال�سالم عالمة من‬
‫{‬ ‫عالمات ال�ساعة‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة الزخرف‪ ،‬الآية ‪.)61‬‬
‫حكما اً‬
‫عدل‪ ،‬فيقف هو واملهدي ومن معهم يف وجه الدجال‬ ‫ً‬ ‫فينزل عي�سى بن مرمي من ال�سماء‬
‫ويحاربونه ومن معه‪ ،‬ثم يقتله �سيدنا عي�سى عليه ال�سالم‪ ،‬وينهي هذه احلرب‪ ،‬ويحكم بالقر�آن‬
‫ويعم اخلري‪.‬‬
‫الكرمي‪ ،‬فينت�رش الأمن يف عهده‪ ،‬ويفي�ض املال ّ‬

‫(‪� )1‬سنن �أبي داود‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -3‬ظهور ي�أجوج وم�أجوج‪ :‬وهي �أمة كبرية تخرج يف �آخر الزمان بعد نزول �سيدنا عي�سى عليه ال�سالم‪،‬‬
‫ّ‬
‫وجل ب�إذنه‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪}:‬‬ ‫تن�رش الف�ساد والدمار يف الأر�ض‪ ،‬ثم يهلكهم اهلل عز‬

‫{ (�سورة الأنبياء‪ ،‬الآيتان ‪.)97-96‬‬

‫‪ -4‬اخل�سوف الثالثة‪ :‬اخل�سف هو غياب ال�شيء يف الأر�ض‪ ،‬وهو عذاب من اهلل تعالى لأهل الأر�ض‬
‫ب�سبب انت�شار الف�ساد‪ .‬وقد �أ�شارت الأحاديث النبوية ال�رشيفة �إلى ثالثة خ�سوف كبرية تقع‬
‫قبل قيام ال�ساعة‪ :‬خ�سف يف امل�رشق‪ ،‬وخ�سف يف املغرب‪ ،‬وخ�سف يف جزيرة العرب‪.‬‬

‫‪ -5‬الدخان‪ :‬يبعث اهلل دخا ًنا من ال�سماء يعم النا�س كافة‪ ،‬في�صيب امل�ؤمن على �شكل زكام‪ ،‬بينما‬
‫ي�صيب الكفار منه �ضيق �شديد‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الدخان‪ ،‬الآيتان ‪.)11-10‬‬

‫‪ -6‬طلوع ال�شم�س من مغربها‪ :‬يحدث انقالب عظيم يف نظام الكون‪ ،‬وتختل �سننه بقدرة اهلل تعالى‪،‬‬
‫فتطلع ال�شم�س من جهة الغرب‪ .‬والإميان بهذه العالمة من عالمات ال�ساعة يدفع امل�ؤمنني �إلى‬
‫الإكثار من الطاعات والتقرب �إلى اهلل تعالى‪ ،‬والتوبة الدائمة �إليه‪ ،‬ذلك �أن التوبة بعد ظهور‬
‫اع ُة َح َّتى‬ ‫ال�س َ‬ ‫وم َّ‬ ‫‪ :‬اَ‬
‫«ل َت ُق ُ‬ ‫هذه العالمة ال تنفع �صاحبها �إذا مل يكن قد تاب قبل ذلك‪ ،‬قال‬
‫ين اَل َي ْن َف ُع َن ْف ً�سا‬ ‫ا�س � َآم ُنوا َأ� ْج َم ُع َ‬
‫ون ف ََذ ِل َك ِح َ‬ ‫�س ِم ْن َم ْغرِ ِب َها َف ِ�إذَا َط َل َع ْت ف ََر� َآها ال َّن ُ‬ ‫َت ْط ُل َع َّ‬
‫ال�ش ْم ُ‬
‫إ� َِيما ُن َها َل ْم َت ُك ْن � َآم َن ْت ِم ْن َق ْب ُل �أ َ ْو َك َ�س َب ْت ِفي �إ َِيما ِن َها َخ ْي ًرا»(((‪.‬‬

‫‪ -7‬خروج الدابة‪ :‬هي خملوق من خملوقات اهلل تعالى ال يعلم نوعها وال �شكلها �إال اهلل تعالى‪ُ ،‬تك ِ ّلم‬
‫النا�س‪ ،‬وت�صف امل�ؤمن ب�صفته من الإميان وت�صف غري امل�سلم ب�صفته من الكفر‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫{(�سورة النمل‪،‬‬ ‫}‬
‫الآية ‪.)82‬‬
‫‪...« :‬‬ ‫جدا‪ ،‬لقوله‬
‫وعالمتا طلوع ال�شم�س من مغربها وخروج الدابة عالمتان متقاربتان ًّ‬
‫َالُ ْخ َرى َع َلى إِ� ْثرِ َها قَرِ ًيبا»(((‪.‬‬ ‫َو أَ� ُّي ُه َما َما َكا َن ْت َق ْب َل َ�ص ِ‬
‫اح َب ِت َها‪ ،‬ف ْ أ‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح م�سلم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -8‬النار‪ :‬وهي نار تخرج من اليمن تطرد النا�س �إلى حم�رشهم يف الدنيا‪ .‬وهذه العالمة هي �آخر‬
‫ار َت ْخ ُر ُج ِم ْن ا ْل َي َم ِن َت ْط ُر ُد ال َّن َ‬
‫ا�س �إِ َلى‬ ‫‪َ ...« :‬و� ِآخ ُر َذ ِل َك َن ٌ‬ ‫ظهورا‪ ،‬قال‬
‫ً‬ ‫عالمات ال�ساعة‬
‫َم ْح َ�شرِ ِه ْم»(((‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أحر�ص على التوبة �إلى اهلل تعالى‪.‬‬


‫‪� - 2‬أتذكر اليوم الآخر‪ ،‬ف�ألتزم �أوامر اهلل تعالى‪ ،‬و�أجتنب نواهيه‪.‬‬
‫‪� - 3‬أ�ؤمن ب�أن اهلل على كل �شيء قدير‪.‬‬
‫‪. ............................ - 4‬‬

‫(‪� )1‬صحيح م�سلم‪.‬‬

‫‪40‬‬
á∏Ä°SC’G
?áYÉ°ùdG äÉeÓ©H Oƒ°ü≤ŸG Ée -1
.iȵdG áYÉ°ùdG äÉeÓY øe É°ùªN
k ôcPG -2
.™≤à°S hCG »ÑædG IÉah ó©H â©bh »àdG iô¨°üdG áYÉ°ùdG äÉeÓY øe ÉKk ÓK ôcPG -3
:Úà«JB’G ÚàÁôµdG ÚàjB’G øe ájBG πc É¡«dEG Ò°ûJ »àdG iȵdG áYÉ°ùdG áeÓY Ée -4
.| } - CG
.| } -Ü
ɪ¡æ«H ¿QÉb ,∫ÉLódG Qƒ¡Xh ,ΩÓ°ùdG ¬«∏Y ≈°ù«Y Éfó«°S ∫hõf iȵdG áYÉ°ùdG äÉeÓY øe -5
:»JCÉj Ée å«M øe
.≈dÉ©J ˆÉH ¿ÉÁE’G - CG
.¢VQC’G ‘ ɪ¡æe πc π©r ap -Ü
.∫ÉLódG áæàa øe º∏°ùŸG º°ü©J ∫ɪYCG áKÓK ôcPG -6
:iÈc äÉeÓYh iô¨°U äÉeÓY ≈dEG á«JB’G áYÉ°ùdG äÉeÓY ∞æ°U -7
‘ ∫hÉ£àdG , »ÑædG á`ã`©H ,á`HGódG êhôN ,Üô¨ŸG øe ¢ùª°ûdG ´ƒ`∏W ,ôª≤dG ¥É≤°ûfG)
.(êƒLCÉeh êƒLCÉj Qƒ¡X ,¿É«æÑdG

iȵdG áYÉ°ùdG äÉeÓY iô¨°üdG áYÉ°ùdG äÉeÓY


.................................. ..................................
.................................. ..................................
.................................. ..................................
.................................. ..................................
.................................. ..................................
.................................. ..................................

41
‫‪� -8‬شع دائرة حول رمز الإجابة ال�شحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬عالمة ال�شاعة التي ت�شوق النا�ص اإلى املح�رش هي‪:‬‬
‫ب‪ -‬الدابة‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬الدجال‪.‬‬
‫د ‪ -‬النار من اليمن‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬الدخان‪.‬‬
‫(‪ )2‬من عالمات ال�شاعة (ت�شييع الأمانة)‪ ،‬ويق�شد بها‪:‬‬
‫ب‪� -‬شياع العلم‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬انت�شار الكذب‪.‬‬
‫د ‪ -‬انت�شار الغيبة‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬اإ�شناد الأمور لغري اأهلها‪.‬‬
‫قبل بعدها توبة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫(‪ )3‬من عالمات يوم القيامة التي ل ُت َ‬
‫ب‪ -‬طلوع ال�شم�ص من مغربها‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬اخل�شوف الثالثة‪.‬‬
‫د ‪ -‬نزول عي�شى عليه ال�شالم‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬ظهور ياأجوج وماأجوج‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ÊÉãdG ¢SQódG‬‬

‫‪ôNB’G Ωƒ«dG çGóMCG‬‬ ‫الدر�س ال�شاد�س‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫وبين له‬


‫وكرمه‪ّ ،‬‬
‫خلــق اهلل تعالى الإن�شــان ّ‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬ ‫غاية خلقه‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫تعرف اأحداث اليوم الآخر‪.‬‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫{ (�شــورة الذاريات‪ ،‬الآيــة ‪ ،)56‬وكلفه‬
‫‪ -2‬تو�شيح اآثار الإميان باليوم الآخر يف حياة امل�شلم‪.‬‬
‫بعمارة الأر�ص وفعــل الطاعات والبتعاد عن‬
‫‪ -3‬ال�شتعداد للقاء اهلل تعالى يف اليوم الآخر بالإميان به‬
‫المعا�شي‪ ،‬و�شيجازيه اهلل تعالى عن اأعماله في‬
‫وبالأعمال ال�شاحلة‪.‬‬
‫�شرا ف�شر‪.‬‬
‫الدنيا اإن خيرًا فخير‪ ،‬واإن ًّ‬
‫يوما اآخر يحا�شب فيه الإن�شان على اأعماله‪ ،‬فيثيبه على‬
‫ومن كمال عدل اهلل تعالى اأن جعل ً‬
‫فعل الطاعات‪ ،‬ويعاقبه على فعل املعا�شي‪ ،‬وهذا اليوم هو اليوم الآخر‪ ،‬فكيف يكون الإميان به؟‬
‫وما اأحداثه؟‬
‫‪k G‬‬
‫‪ôNB’G Ωƒ«dÉH ¿ÉÁE’G Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫هو العتقاد اجلازم بوجود حياة اأخرى اأبدية بعد املوت يحا�شب اهلل فيها الإن�شان على اأعماله‪.‬‬
‫من‬ ‫بكل ما َاأخرب به اهلل تعالى يف كتابه الكرمي‪ ،‬ومبا اأخرب به الر�شول‬
‫وعلى امل�شلم اأن يوؤمن ِ ّ‬
‫اأخبار يوم القيامة مما يكون بعد النفخة الأولى‪ ،‬وحتى دخول اأَهل اجل َّن ِة اجلن َة‪ ،‬ودخول اأَهل النارِ‬
‫ار‪ ،‬وما يجري فيهما‪.‬‬
‫ال َّن َ‬
‫‪ôNB’G Ωƒ«dÉH ËôµdG ¿BGô≤dG ájÉæY πF’O : É«k fÉK‬‬
‫اعتنى القراآن الكرمي باليوم الآخر‪ ،‬فقد اأكدت كثري من الآيات الكرمية وقوعه‪ ،‬وذكرت ما فيه‬
‫من اأحداث‪ ،‬ومن دلئل هذه العناية ما ياأتي‪:‬‬
‫عد القراآن الكرمي الإميان باليوم الآخر رك ًنا من اأركان الإميان ل ي�شح اإميان امل�شلم اإل به‪ ،‬يقول‬
‫‪ّ -1‬‬
‫اهلل تعــــالـى‪} :‬‬
‫{ (�شورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)177‬‬
‫ربط الإميان باليوم الآخر بالإميان باهلل عز وجل‪ ،‬ذلك لأن الإميان بهما هو الذي ي�شبط �شلوك‬
‫‪ْ -2‬‬

‫‪43‬‬
‫الإن�شان يف احلياة الدنيا فيحر�ص على العمل ال�شالح‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�شورة الطالق‪ ،‬الآية ‪ ،)2‬وكــذلك ربط الـــر�شول‬
‫الي ْو ِم ال ِآخرِ ‪َ ،‬ف َ‬
‫ال‬ ‫ان ُي ْوؤ ِم ُن ِبا ِ‬
‫هلل َو َ‬ ‫«م ْن َك َ‬
‫بني الإميان باهلل تعالى والإميان باليوم الآخر‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫الي ْو ِم ال ِآخرِ‬
‫هلل َو َ‬ ‫الي ْو ِم ال ِآخرِ َف ْل ُي ْكرِ ْم َ�ش ْي َف ُه‪َ ،‬و َم ْن َك َ‬
‫ان ُي ْوؤ ِم ُن ِبا ِ‬ ‫ان ُي ْوؤ ِم ُن ِبا ِ‬
‫هلل َو َ‬ ‫ُي ْوؤ ِذ َج َ‬
‫ار ُه‪َ ،‬و َم ْن َك َ‬
‫ريا اأَ ْو ِل َي ْ�ش ُم ْت»(‪.)1‬‬
‫َف ْل َي ُقلْ َخ ْ ً‬
‫مو�شوعا من مو�شوعات القراآن الكرمي اإل ويذكر‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬الإكثار من ذكر اليوم الآخر‪ ،‬فال تكاد تد‬
‫يف ثناياه اليوم الآخر‪ ،‬وما �شيكون فيه من الأحداث والوقائع‪.‬‬
‫‪ -4‬ت�شمية هذا اليوم باأ�شماء كثرية مثل‪ :‬يوم الدين‪ ،‬ويـوم احل�شاب‪ ،‬ويـوم القيـامة‪ ،‬والواقعة‪ ،‬والطامة‬
‫وال�شاخة‪ ،‬والقارعة‪ ،‬ويف هذه الأ�شماء اإ�شارة اإلى الأحداث التي تقع يف هـذا اليـوم العظيم‪.‬‬
‫ّ‬
‫اأ�شتنتج‬
‫دللة واحدة لكل ا�شم من اأ�شماء يوم القيامة الآتية على بع�ص الأحداث التي تكون فيه‪ :‬احلاقة‪،‬‬
‫يوم الف�شل‪ ،‬الغا�شية‪.‬‬

‫‪ôNB’G Ωƒ«dG âbh :Éãk dÉK‬‬


‫وقت اليوم الآخر من علم الغيب الذي ا�شتاأثر اهلل تعالى به‪ ،‬ومل ُي ْطلع عليه ا ً‬
‫أحدا من خلقه‪،‬‬
‫وعلى امل�شلم اأن يهتم مبا �شيكون عليه م�شريه يف ذلك اليوم‪ ،‬فيقبل على طاعة اهلل تعالى والتزام‬
‫َع ْن‬ ‫اأوامره واجتناب نواهيه؛ ا�شتعدا ًدا لهذا اليوم العظيم‪ ،‬فعن اأن�ص اأَ َّن َر ُج ًال َ�شاأَ َل ال َّنب َِّي‬
‫‪ Ê‬اأ ِح ُّب َ‬
‫اهلل َو َر ُ�شو َل ُه ‪،‬‬ ‫ال َل َ�شي َء اإ َِّل َ اأ ِ ّ ُ‬
‫«و َماذَا اأَ ْع َد ْد َت َل َها؟‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬‬‫اع ُة؟ َق َ‬‫ال�ش َ‬‫ال َم َتى َّ‬ ‫اع ِة َف َق َ‬
‫ال�ش َ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫ال‪« :‬اأَ ْن َت َم َع َم ْن اأَ ْح َب ْب َت»(‪.)2‬‬‫َف َق َ‬

‫‪ôNB’G Ωƒ«dG çGóMCG øe : É©k HGQ‬‬


‫تقع يف اليوم الآخر اأحداث عظيمة ‪ ،‬ومن هذه الأحداث ما ياأتي‪:‬‬
‫الم َلك بالنفخ في‬
‫‪ -1‬النفخة الأولى‪ :‬وهي النفخة التي تنتهي بها الحياة الدنيا‪ ،‬حيث ياأمر اهلل تعالى َ‬
‫ال�شور (البوق)‪ ،‬فيموت من في ال�شماوات ومن في الأر�ص‪ ،‬وفي ذلك اإ�شارة اإلى نهاية الحياة‬
‫(‪� )1‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )2‬شحيح البخاري‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫الدنيـا‪ ،‬وبدايـة اليـوم الآخـر‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الزمر‪ ،‬الآية ‪ ،)68‬ويرافق هذه النفخة �أحداث كونية مذهلة حتدث للكون؛‬
‫فتن�شق ال�سماء‪ ،‬وتتناثر النجوم والكواكب‪ ،‬وتتفتت الأر�ض‪ ،‬قـــال اهلل تعالــى‪}:‬‬
‫{‬
‫(�سورة االنفطار‪ ،‬الآيات ‪.)5-1‬‬
‫‪ -2‬النفخة الثانية‪ :‬وهي نفخة البعث‪ ،‬حيث ي�أمر اهلل تعالى املَ َلك فينفخ النفخة الثانية يف ال�صور‪،‬‬
‫فتعود احلياة �إلى الأموات‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه البعث‪ ،‬قال اهلل تعالى‪}:‬‬
‫{ (�سورة الزمر‪ ،‬الآية ‪.)68‬‬
‫انتظارا‬
‫ً‬ ‫جمع النا�س بعد ْبع ِثهم في مكان واحد ي�سمى المح�شر‪،‬‬ ‫‪ -3‬احل�رش وال�شفاعة الكربى‪ :‬حيث ُي َ‬
‫{‬ ‫لح�سـاب رب العالمين‪ ،‬قــال اهلل تعــالى‪} :‬‬
‫(�سورة ق‪ ،‬الآية ‪ ،)44‬وت�شتد �أهوال املوقف يف املح�رش من طول الوقوف‪ ،‬وانتظار احل�ساب‪،‬‬
‫حيث يح�رش النا�س حفاة عراة‪ ،‬وتدنو ال�شم�س منهم‪ ،‬وي�صيبهم العرق بح�سب �أعمالهم‪،‬‬
‫�شفاعته الكربى‪ ،‬ب�أن‬ ‫حينها يلج�أ النا�س �إلى من ي�شفع((( لهم عند ربهم‪ ،‬في�شفع النبي‬
‫يعجل اهلل للنا�س ح�سابهم‪.‬‬
‫�أ�ستذكر‬
‫�أن اهلل تعالى يظلهم يف ظله يف �أر�ض املح�رش‪،‬‬ ‫َ‬
‫أ�صناف ال�سبعة الذين نّبي النبي‬
‫وزمالئي ال‬
‫يوم ال ظل �إال ظله‪.‬‬
‫عر�ض النا�س على اهلل عز وجل �صفوفًا يوم القيامة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ -4‬العر�ض واحل�ساب‪ُ :‬ي َ‬
‫‪ ،)48‬ثم‬ ‫(�سـورة الـكـهـف‪ ،‬الآية‬ ‫{‬
‫تتطاير ال�صحف‪ ،‬في�أخذ كل واحد �صحيفة �أعمالـه التي �سجلتـها عليه المالئكـة في الحياة‬
‫الدنيا‪ ،‬فمنهم من ي�أخذ كتابه بيمينه‪ ،‬وهم �أهل الإيمان والعمل ال�صالح وال�سعـادة‪ ،‬ومنـهم من‬
‫ي�أخـذ كتابـه ب�شمالـه من وراء ظهره‪ ،‬وهم �أهل الكفر والنفاق‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫(‪)2‬‬
‫{ (�سورة االن�شقاق‪ ،‬الآيات ‪.)12-7‬‬
‫(‪ )1‬ال�شفاعة ‪ :‬هي التو�سط عند الآخرين جللب منفعة �أو دفع مف�سدة‪.‬‬
‫ثبورا‪ :‬هالكً ا‪.‬‬
‫(‪ً )2‬‬
‫‪45‬‬
‫وبعد ذلك يحا�سب اهلل تعالى النا�س على �أعمالهم يف احلياة الدنيا �صغريها وكبريها‪ ،‬فتوزن هذه‬
‫الأعمال مبيزان ال يعلم طبيعته �إال اهلل عز وجل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الأنبياء‪ ،‬الآية ‪.)47‬‬
‫خا�ص‬ ‫واحل�ساب نوعان‪ :‬ح�ساب ي�سري‪ ،‬وح�ساب ع�سري‪ .‬واحل�ساب الي�سري كما بينّ الر�سول‬
‫بامل�ؤمن‪ ،‬حيث ُي�س�أل عن �أعماله‪ ،‬فيجيب مبا ي�رشح �صدره‪ ،‬و�إذا عر�ضت عليه ذنوبه �أقر بها‪،‬‬
‫في�سرتها اهلل عليه ويتجاوز عنه‪� .‬أما احل�ساب الع�سري‪ ،‬فهذا خا�ص ب�أهل النار‪ ،‬حيث ينكرون‬
‫معا�صيهم‪ ،‬فت�شهد عليهم �أل�سنتهم و�أيديهم و�أرجلهم وجلودهم مبا كانوا يعملون‪.‬‬

‫�أتدبر و�أ�ستنتج‬
‫�أتدبر الحديث ال�شريف الآتي‪ ،‬ثم �أبين الدر�س الم�ستفاد منه‪:‬‬
‫ان‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫القي َام ِة‪َ ،‬لي�س َبي َن ِ‬
‫اهلل َو َب ْي َن ُه ُت ْر ُج َم ٌ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫اهلل َي ْو َم ِ َ‬ ‫«ما ِم ْن ُك ْم ِم ْن أَ� َح ٍد �إ اَِّل َو َ�س ُي َك ِ ّل ُم ُه ُ‬ ‫‪َ :‬‬ ‫قال‬
‫اع ِم ْن ُك ْم أَ� ْن َي َّت ِق َي ال َّن َ‬
‫ار‬ ‫ا�س َت َط َ‬ ‫ال َي َرى َ�ش ْي ًئا ُق َّد َام ُه‪ُ ،‬ث َّم َي ْن ُظ ُر َب ْي َن َي َد ْي ِه َف َت ْ�س َت ْق ِب ُل ُه ال َّن ُ‬
‫ار‪ ،‬ف ََم ِن ْ‬ ‫َي ْن ُظ ُر َف َ‬
‫َو َل ْو ِب ِ�ش ِ ّق َت ْم َر ٍة»(((‪.‬‬

‫يوم القيامة بحو�ض عظيم‪ ،‬ما�ؤه �أحلى من‬ ‫‪ - 5‬الورود على احلو�ض‪ :‬يكرم اهلل تعالى النبي‬
‫الع�سل‪ ،‬و�أبي�ض من الثلج‪ ،‬يرد عليه النا�س بعد معاناتهم من �أهوال املح�رش‪ ،‬فمنهم من ي�رشب‬
‫أبدا‪ ،‬وهم امل�ؤمنون ال�صادقون‪ ،‬ومنهم من ُي َبعد عنه ب�سبب تفريطهم ب�سنة النبي‬ ‫منه فال يظم�أ � ً‬
‫‪ ِ « :‬إ� ِ ّني ف ََر ُط ُك ْم َع َلى ا ْل َح ْو ِ‬
‫�ض َم ْن َم َّر‬ ‫و�أحكام الإ�سالم وعدم التزامها‪ ،‬قال‬ ‫حممد‬
‫َع َل َّي َ�شرِ َب َو َم ْن َ�شرِ َب َل ْم َي ْظ َم ْ�أ َ�أ َب ًدا»(((‪.‬‬
‫‪ - 6‬املرور فوق ال�رصاط‪ :‬ال�رصاط ج�رس من�صوب فوق جهنم‪ ،‬وحوله ظلمة دائمة‪ ،‬فمن اجتازه دخل‬
‫جميعا باملرور عليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫اجلنة‪ ،‬ومن �سقط عنه دخل النار‪ ،‬حيث ي�أمر اهلل تعالى اخلالئق‬
‫‪ -7‬دخول اجلنة �أو النار‪ :‬اجلنة هي دار القرار التي �أعدها اهلل تعالى لعباده الذين �آمنوا به و�أقبلوا على‬
‫طاعته يف احلياة الدنيا‪ .‬ويف اجلنة �أنواع ال حت�صى من النعيم‪ ،‬وهي درجات تتنا�سب مع الأعمال‬
‫ال�صاحلة التي قدمها الإن�سان امل�ؤمن يف احلياة الدنيا‪.‬‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪ .‬ومعنى فرطكم‪� :‬أي �سابقكم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫واأما النار فهي مثوى الكافرين باهلل امل�شتكربين عن طاعته وعبادته‪ ،‬وفيها كذلك اأنواع كثرية‬
‫من العذاب‪ ،‬وهي منازل ودركات تتنا�شب مع م�شتوى الذنوب واملعا�شي التي ارتكبها‬
‫الإن�شان يف احلياة الدنيا‪.‬‬
‫‪ - 8‬ال�شفاعة ال�شغرى‪ :‬يحتاج النا�ص يوم القيامة اإلى ال�شفاعة‪ ،‬فال يقبل اهلل تعالى هذه ال�شفاعة اإل‬
‫ملن ياأذن له وملن يرت�شي من عباده‪ ،‬مثل الأنبياء‪ ،‬وال�شهداء‪ ،‬وال�شاحلني على قدر مراتبهم عند‬
‫ربهم‪ ،‬فال�شهيد الذي يدافع عن وطنه ويحمي حدوده ً‬
‫مثال ي�شفع يف �شبعني من اأهل بيته‪ ،‬ومن‬
‫ال�شفاعة �شفاعة القراآن الكرمي ملن كان يتلوه اأو يحفظه ويعمل به‪ ،‬و�شفاعة ال�شيام لل�شائمني‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫واأول اخللق الذين يوؤذن لهم بال�شفاعة يوم القيامة هو �شيدنا حممد‬

‫‪ôNB’G Ωƒ«dÉH ¿ÉÁE’G QÉKBG : É°ùeÉN‬‬


‫‪k‬‬
‫لالإيمان باليوم الآخر اآثار اإيجابية في حياة الإن�شان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ال�شالح ومراقبة اهلل تعالى يف ال�رش والعلن‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العمل‬ ‫‪ -1‬ا�شتقامة الإن�شان وان�شباطه والتزامه‬
‫‪ -2‬عدم التعلق بالدنيا وطلب ملذاتها بطرائق غير م�شروعة؛ وذلك لإيمانه بما اأعده اهلل تعالى‬
‫للموؤمنين من النعيم في الجنة‪ ،‬فيف�شله على ملذات الدنيا الزائلة‪.‬‬
‫‪ -3‬حتقق الطماأنينة يف قلب املوؤمن؛ وذلك عندما ي�شت�شعر عدل اهلل تعالى وح�شابه للنا�ص يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأ�شتعد للقاء اهلل تعالى يوم القيامة بالطاعة واأعمال اخلري‪.‬‬


‫‪ - 2‬اأثق بعدل اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪. ..................... - 3‬‬

‫‪47‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪ - 1‬م� املق�سود بكل ‡� ي�أتي‪ :‬اليوم اال‪B‬خر‪ ،‬ا◊�س�ب‪ ،‬ال�رضاط?‬
‫‪ - 2‬اعتنى القراآن الكرمي باليوم الآخر‪ ،‬بني ثالثة من مظاهر هذه العناية‪.‬‬
‫‪ - 3‬حتدث يف اليوم الآخر اأحداث عظيمة‪ ،‬اذكر �شتة منها‪.‬‬
‫‪ - 4‬قارن بني اأحداث اليوم الآخر الآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬النفخة الأولى والنفخة الثانية من حيث النتيجة املرتتبة على كل منهما‪.‬‬
‫من حيث وقت كل منهما‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال�شفاعة الكربى وال�شفاعة ال�شغرى للنبي‬
‫يوم القيامة الذي تدل عليه كل اآية من الآيات الكرمية الآتية‪:‬‬
‫‪ - 5‬ما َح َد ُث ِ‬
‫{‬ ‫اأ ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‬ ‫د ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ - 6‬اذكر اثنني من الآثار املرتتبة على الإميان باليوم الآخر‪.‬‬
‫‪� - 7‬شع دائرة حول رمز الإجابة ال�شحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬يجمع اهلل تعالى النا�ص يوم القيامة يف مكان واحد ي�شمى املح�رش‪ ،‬ويكون ذلك بعد‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الورود على احلو�ص‪ .‬ب‪ -‬النفخة الأولى‪.‬‬
‫د ‪ -‬النفخة الثانية‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬العر�ص واحل�شاب‪.‬‬
‫(‪ )2‬ما يعقب النفخة الثانية يف البوق‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ب‪ -‬العر�ص‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬انتهاء احلياة الدنيا‪.‬‬
‫د ‪ -‬احل�شاب‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬البعث‪.‬‬
‫(‪ )3‬اأول اخللق �شفاعة يوم القيامة هو �شيدنا‪:‬‬
‫ب‪ -‬نوح عليه ال�شالم‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬اآدم عليه ال�شالم‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫د ‪ -‬حممد‬ ‫جـ‪ -‬اإبراهيم عليه ال�شالم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬الدر�س الرابع (ال�سنة النبوية)‬

‫ال�سنة النبوية‬

‫واجب الم�سلم‬ ‫عالقتها بالقر�آن‬ ‫م�ضمون الأدلة‬ ‫مفهومها‬


‫تجاهها‬ ‫الكريم‬ ‫على حجتيها‬

‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬


‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬

‫‪49‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�س الخام�س (عالمات ال�ساعة)‬

‫‪..........................................................................‬‬
‫عالمات ال�ساعة‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫هي‪:‬‬
‫‪..........................................................................‬‬

‫�أق�سام عالمات ال�ساعة‬

‫ال�صغرى‬ ‫الكربى‬

‫ما وقع بعد وفاة النبي‬ ‫ـ ظهور الدجال‬


‫ما وقع زمن النبي‬ ‫‪....................‬‬
‫�أو �سيقع‬
‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬

‫‪50‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س ال�ساد�س (�أحداث اليوم الآخر)‬

‫• هو االعتقاد الجازم بوجود حياة �أخرى �أبدية بعد الموت يحا�سب‬ ‫‪................‬‬
‫اهلل فيها الإن�سان على �أعماله‪.‬‬ ‫‪................‬‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫دالئل عناية القر�آن‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫الكرمي باليوم الآخر‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫• ‪......................................................‬‬
‫احلكمة من �إخفاء وقت‬
‫‪.....................................................‬‬
‫اليوم الآخر‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫من �أحداث اليوم‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫الآخر‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫‪51‬‬
‫‪ßØMh º¡a‬‬ ‫‪ábó°U ÒÿG ∫É©aCG‬‬ ‫الدر�س ال�شابع‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫اأقراأ احلديث النبوي ال�رشيف الآتي‪:‬‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�شيح معاني المفردات والتراكيب‪.‬‬ ‫هلل ‪:‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال َر ُ�ش ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫َق َ‬ ‫َع ْن اأَ ِبي ُه َر ْي َر َة‬
‫وافيا‪.‬‬
‫�شرحا ً‬
‫‪� -2‬شرح الحديث المقرر ً‬ ‫ا�ص َع َل ْي ِه َ�ش َد َق ٌة‪ُ ،‬ك َّل َي ْو ٍم‬ ‫«ك ُّل ُ�ش َال َمى ِم ْن ال َّن ِ‬ ‫ُ‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ الحديث النبوي المقرر ً‬ ‫�ص َي ْع ِد ُل َب ْي َن ِال ْث َن ْي ِن َ�ش َد َق ٌة‪،‬‬ ‫ال�ش ْم ُ‬‫َت ْط ُل ُع ِف ِيه َّ‬
‫‪ -4‬تم ُّثل التوجيهات المت�شمنة في الحديث المقرر‪.‬‬
‫الر ُج َل َع َلى َد َّاب ِت ِه ف ََي ْح ِم ُل َع َل ْي َها اأَ ْو َي ْرف َُع‬ ‫ين َّ‬ ‫َو ُي ِع ُ‬
‫الط ِ ّي َب ُة َ�ش َد َق ٌة‪،‬‬ ‫اع ُه َ�ش َد َق ٌة‪َ ،‬وا ْل َك ِل َم ُة َّ‬ ‫َع َل ْي َها َم َت َ‬
‫‪∞jô°ûdG …ƒÑædG åjóëdG …hGQ‬‬ ‫ال�ش َال ِة َ�ش َد َق ٌة‪،‬‬ ‫وها اإِ َلى َّ‬ ‫َو ُك ُّل ُخ ْط َو ٍة َي ْخ ُط َ‬
‫ال�شحابــي الجليل اأبو هريرة هو عبد الرحمن‬ ‫الطرِ ِيق َ�ش َد َق ٌة» (‪. )1‬‬ ‫يط ْالأَذَى َع ْن َّ‬ ‫َو ُي ِم ُ‬
‫‪ ،‬اأ�شلم في‬ ‫ابــن �شخر الدو�شــي اليمنــي‬
‫ال�شنــة ال�شابعــة للهجــرة‪ ،‬لزم ر�شــول اهلل‬ ‫‪k G‬‬
‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG : ’hC‬‬
‫بكثــرة الحفظ‪،‬‬ ‫و دعــا لــه النبي‬ ‫�شالمى ‪ :‬مفرد �شالميات‪ ،‬وهي مفا�شل الإن�شان‪.‬‬
‫فحفظ عنه اأحاديث كثيــرة‪ ،‬وكان من اأحفظ‬ ‫تميط ‪ :‬تبعد وتزيل‪.‬‬
‫ال�شحابة لالأحاديث النبوية ‪ .‬توفي �شنة ‪57‬هـ‬ ‫�شدقة ‪ :‬كل ما ي�شتحق الأجر والثواب‪.‬‬
‫في المدينة المنورة‪.‬‬ ‫‪∞jô°ûdG …ƒÑædG åjó◊G ìô°T : É«k fÉK‬‬

‫اأنعم اهلل تعالى علينا بنعم كثيرة ل ُتعد ول ُتح�شى‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�شورة اإبراهيم‪ ،‬الآية ‪ .)34‬وقد بين الحديث النبوي ال�شريف اإحدى هذه النعم وهي مفا�شل‬
‫الإن�شان‪ ،‬فهي من اأعظم نعم اهلل تعالى عليه؛ لأن حركة الإن�شان تعتمد عليها‪ ،‬كما اأنها تدل على‬
‫قدرة اهلل تعالى وعظمته‪ ،‬الذي خلق الإن�شان على هذا النحو من التنا�شق ومرونة الحركة‪ ،‬وجمال‬
‫{ (�شورة التين‪ ،‬الآية ‪.)4‬‬ ‫المنظر‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫وقد ذكر الحديث النبوي اأن �شكر اهلل تعالى على هذه النعم يكون بال�شدقة بمعناها ال�شامل‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وهي كل �أفعال الخير التي يمكن �أن يقوم بها الإن�سان‪ ،‬وذلك با�ستخدام هذا الج�سم في طاعة اهلل‬
‫ثوابا‪ .‬وبالرغم‬
‫تعالى‪ ،‬وم�ساعدة النا�س‪ ،‬فكل مف�صل يتحرك في طاعة اهلل تعالى يك�سب �صاحبه ً‬
‫نوعا �آخر لها هو ال�صدقات المعنوية‬
‫من �أن ال�صدقات تخت�ص عادة بالأموال‪� ،‬إال �أن الحديث ّبين ً‬
‫التي ي�ستطيع كل النا�س القيام بها من غير جهد كبير‪ ،‬وال يحتاجون لإنفاق المال فيها‪ .‬لذلك‬
‫عرفة؛ لتدل على ال�صدقة بالمعنى العام‪ ،‬فت�شمل‬
‫جاءت كلمة (�صدقة) في الحديث نكرة غير ُم َّ‬
‫الأجر على كل �أنواع البر والخير من غير تقييد‪.‬‬

‫بع�ضا من �أعمال ال�صدقة بمفهومها العام‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫وقد ّبين الحديث النبوي ال�شريف ً‬
‫‪ -1‬العدل بين المتخا�صمين‬
‫من القيم التي حث عليها الإ�سالم الحكم بالعدل بين المتخا�صمين والإ�صالح بينهما؛ لأنه‬
‫هلل ‪�« :‬أَ اَل‬
‫ول ا ِ‬
‫ال َر ُ�س ُ‬
‫يزيل عوامل الفرقة في المجتمع‪ ،‬وبه تزول البغ�ضاء وال�شحناء بين النا�س‪َ ،‬ق َ‬
‫هلل‪َ .‬ق َ‬
‫ال‪� :‬إ ِْ�صلاَ ُح‬ ‫ال�ص َد َق ِة‪َ .‬قا ُلوا‪َ :‬ب َلى َيا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ال�صلاَ ِة َو َّ‬ ‫�أُ ْخب ُِر ُك ْم ِب َ أ� ْف َ�ض َل ِم ْن َد َر َج ِة ِ ّ‬
‫ال�ص َي ِام َو َّ‬
‫َات ا ْل َب ْين»(((‪.‬‬ ‫ذ ِ‬
‫‪� -2‬إعانة الآخرين‬
‫دعا الحديث ال�شريف �إلى م�ساعدة النا�س في �أمور دنياهم وق�ضاء حوائجهم‪ ،‬فهذا الأمر من‬
‫�ش�أنه �أن يزيد المحبة بين �أفراد المجتمع‪ ،‬وي�ؤكد �أهمية التكافل بينهم‪.‬‬

‫�أفكر و�أعطي مثال‬


‫حث احلديث ال�رشيف على �إعانة الإن�سان على ركوب دابته‪ ،‬و�إعانته على حمل متاعه عليها‪،‬‬
‫وال يق�صد بذلك تخ�صي�ص تقدمي العون للنا�س يف هذا الأمر فح�سب‪.‬‬
‫أُ�عطي اً‬
‫مثال �آخر لأمر �أ�ستطيع به تقدمي العون لزمالئي يف املدر�سة‪.‬‬

‫‪ -3‬الكلمة الطيبة‬
‫على قول اخلري والتوا�صي به‪ .‬وقد جاءت (الكلمة) يف احلديث مقيدة‬ ‫حث النبي‬
‫�سواء كانت يف حق اهلل تعالى؛‬
‫ً‬ ‫بالطيبة لتخرج الكلمة غري الطيبة وت�شمل كل كلمة طيبة‬

‫(‪� )1‬سنن �أبي داود‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬


‫‪53‬‬
‫كالت�سبيح والتهليل‪� ،‬أو يف حق النا�س كرد ال�سالم‪ ،‬والن�صيحة‪ ،‬وقول كلمة احلق‪ ،‬ونحو ذلك‬
‫من طيب الكالم‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{(�سورة �إبراهيم‪ ،‬الآية ‪.)24‬‬

‫‪ -4‬كرثة اخلطى �إلى ال�صالة‬


‫امل�سلم �إلى املداومة على ق�صد بيوت اهلل ل�صالة اجلماعة‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫دعا الر�سول‬
‫�أهمية ال�صالة وف�ضلها‪ ،‬وبخا�صة �إذا كانت يف جماعة؛ لأنها ت�ؤلف بني امل�صلني‪ ،‬وتزيد املحبة‬
‫والعالقات الطيبة بينهم‪.‬‬

‫‪� -5‬إماطة الأذى عن الطريق‬


‫على �إزالة كل ما ي�ؤذي النا�س يف الطرق واملرافق العامة‪ ،‬كالأ�شواك‬ ‫حث الر�سول‬
‫والأو�ساخ وغريها‪ .‬ويف ذلك ت�أكيد �أهمية نظافة البيئة واملرافق العامة‪.‬‬
‫�شكرا هلل تعالى على نعمه‪ ،‬فينال بذلك زيادة‬
‫ً‬ ‫�إن قيام امل�سلم ب�أعمال الرب والتقوى ب�أنواعها تعد‬
‫{ (�سورة �إبراهيم‪ ،‬الآية ‪ ،)7‬كما ينال الثواب من اهلل تعالى‬ ‫النعمة لقوله تعالى‪} :‬‬
‫عن �أعماله ال�صاحلة‪.‬‬

‫أ�ستخرج‬
‫ُ‬ ‫أتدبر و�‬
‫� ُ‬
‫�أتدبر الن�صو�ص ال�رشعية الآتية‪ ،‬ثم �أ�ستخرج منها �صورة من �صور ال�صدقة باملفهوم العام‪:‬‬
‫{‬ ‫‪ -1‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة النحل‪ ،‬الآية ‪.)114‬‬
‫ِيح ٍة َ�ص َد َق ٌة‪،‬‬
‫ـح َع َلى ُك ِ ّل ُ�سال ََمى ِم ْن أَ� َح ِد ُك ْم َ�ص َد َق ٌة‪ ،‬ف َُك ُّل َت ْ�سب َ‬ ‫«ي ْ�ص ِب ُ‬‫‪ُ :‬‬ ‫‪ -2‬قال ر�سول ا ِ‬
‫هلل‬
‫ِير ٍة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و أ� َ ْم ٌر ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َو ُكل َت ْح ِم َ ٍ‬
‫وف َ�ص َد َق ٌة‪،‬‬ ‫يدة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل َت ْه ِلي َلة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل َتكب َ‬ ‫ُّ‬
‫ال�ض َحى» (((‪.‬‬ ‫ان َي ْر َك ُع ُه َما ِم َن ُّ‬ ‫َو َن ْه ٌي َع ِن ا ْل ُم ْن َكرِ َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُي ْجزِ ُئ ِم ْن َذ ِل َك َركْ َع َت ِ‬
‫ان ا ْل َع ْب ُد يف َع ْو ِن �أَ ِخ ِيه» (((‪.‬‬ ‫واهلل يف َع ْو ِن ا ْل َع ْب ِد َما َك َ‬
‫‪ُ ...« :‬‬ ‫‪ -3‬قال ر�سول ا ِ‬
‫هلل‬

‫(‪� )1‬صحيح م�سلم‪.‬‬


‫(‪� )2‬صحيح م�سلم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أ�شكر اهلل تعالى على نعمه الكثرية‪.‬‬


‫‪� - 2‬أداوم على القول احل�سن‪ ،‬وتقدمي اخلري للنا�س‪.‬‬
‫‪� - 3‬أحافظ على البيئة واملرافق العامة‪.‬‬
‫‪. ....................................... - 4‬‬

‫�أثري خرباتي‬
‫�أقر�أ احلديث النبوي الآتي‪ ،‬ثم �أبني العالقة بني �صالة ال�ضحى وال�صدقة مبفهومها العام‪:‬‬
‫ِيح ٍة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل‬
‫ـح َع َلى ُك ِ ّل ُ�سال ََمى ِم ْن أَ� َح ِد ُك ْم َ�ص َد َق ٌة‪ ،‬ف َُك ُّل َت ْ�سب َ‬ ‫‪ُ « :‬ي ْ�ص ِب ُ‬ ‫قال ر�سول اهلل‬
‫ِير ٍة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و�أَ ْم ٌر ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َت ْح ِم َ ٍ‬
‫وف َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و َن ْه ٌي َع ِن‬ ‫يدة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل َت ْه ِلي َلة َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل َتكب َ‬
‫ان َي ْر َك ُع ُه َما ِم َن ُّ‬
‫ال�ض َحى» (((‪.‬‬ ‫ا ْل ُم ْن َكرِ َ�ص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُي ْجزِ ُئ ِم ْن َذ ِل َك َركْ َع َت ِ‬

‫(‪� )1‬صحيح م�سلم‪.‬‬


‫‪55‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪ -1‬ا�شتخرج من احلديث ال�رشيف ما يدل على معنى‪ :‬مف�شل‪ ،‬تبعد الأذى عن الطريق‪.‬‬
‫بني احلديث ال�رشيف طرائق ل�شكر اهلل تعالى على نعمه‪ ،‬و�شح ذلك‪.‬‬
‫‪َ ّ -2‬‬
‫‪ - 3‬عدد ثالثة من اأعمال ال�شدقة التي ذكرها احلديث ال�رشيف‪.‬‬
‫‪ - 4‬اذكر فائدتني لالإ�شالح بني املتخا�شمني‪.‬‬
‫‪ - 5‬علل ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬جاءت كلمة (�شدقة) يف احلديث ال�رشيف نكرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬جاءت (الكلمة) يف احلديث مقيدة بالطيبة‪.‬‬
‫الن�ص النبوي الذي يدل على كل مما ياأتي‪:‬‬
‫‪ - 6‬اكتب من احلديث ال�رشيف َّ‬
‫اأ ‪ -‬اإ�شالح ذات البني‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهتمام بالبيئة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التعاون بني النا�ص‪.‬‬
‫‪� - 7‬شع دائرة حول رمز الإجابة ال�شحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬يق�شد بالكلمة الطيبة يف احلديث النبوي ال�رشيف‪:‬‬
‫ب‪ -‬القول احل�شن‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬ذكر اهلل تعالى‪.‬‬
‫د ‪ -‬كل ما ذكر �شحيح‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬التوا�شي باخلري‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬كلمة (�شدقة) يف احلديث ال�رشيف تعني‪:‬‬
‫ب‪ -‬الزكاة‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬التربعات املالية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬كل ما ي�شتحق الأجر والثواب‪ .‬د ‪� -‬شدقة الفطر‪.‬‬
‫‪ ....« :‬عن‬ ‫‪« :‬كل �شالمى‪ ،»...‬اإلى قوله‬ ‫غيبا احلديث ال�رشيف من قوله‬
‫‪ - 8‬اكتب ً‬
‫الطريق �شدقة»‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ÊÉãdG ¢SQódG‬‬

‫‪ᩪ÷G IÓ°U‬‬ ‫الدر�س الثامن‬


‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫أهمية عظيمة يف حياة املُ�شلم‪ ،‬فهي‬
‫لل�شالة ا ّ‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب ‘ نهاية الدر�س اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�شيح ف�شل �شالة اجلمعة‪ ،‬وحكمها‪.‬‬ ‫�شلة بني العبد وربه‪ ،‬و�شبب يف ا�شتقامة �شلوك‬
‫‪ -2‬تو�سي‪� í‬رضوط وجوب ‪U‬س‪Ó‬ة ا÷معة‪ ،‬وكيفيته�‪.‬‬ ‫�شو�شا‬
‫ً‬ ‫امل�شلم‪ ،‬و�شعوره بالراحة النف�شية‪ُ ،‬خ‬
‫‪ -3‬املحافظة على �شالة اجلمعة‪.‬‬
‫حني يوؤديها جماع ًة يف امل�شجد‪ ،‬ومن ذلك‬
‫‪ -4‬اللتزام باآداب �شالة اجلمعة و�شننها‪.‬‬
‫�شالة اجلمعة التي يوؤديها امل�شلم يوم اجلمعة‪،‬‬
‫�ص َي ْو ُم‬ ‫‪«:‬خ ْي ُر َي ْو ٍم َط َل َع ْت َع َل ْي ِه َّ‬
‫ال�ش ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫وقد ف ََّ�ش َل اهلل تعالى هذا اليوم على ما �شواه من الأيام‪ ،‬ق َ‬
‫َال‬
‫ا ْل ُج ُم َع ِة‪ِ ،‬ف ِيه ُخ ِل َق اآ َد ُم‪َ ،‬و ِف ِيه اأُ ْد ِخ َل ا ْل َج َّن َة‪َ ،‬و ِف ِيه اأُ ْخرِ َج ِم ْن َها‪َ ،‬و َل َت ُق ُ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫اع ُة اإ َِّل ِفي َي ْو ِم ا ْل ُج ُم َعة»‬
‫ال�ش َ‬
‫وم َّ‬
‫‪ ،‬ولف�شل هذا اليوم فقد �شمى اهلل تعالى �شورة من �شور القراآن الكريم ب�شورة الجمعة‪.‬‬

‫أ�شتخرج‬
‫ُ‬ ‫أتدبر وا‬
‫ا ُ‬
‫عن َي ْو ِم‬ ‫قال َر ُ�شو ُل ا ِ‬
‫هلل‬ ‫اأتدبر احلديث النبوي الآتي‪ ،‬ثم اأ�شتخرج منه ف�شل يوم اجلمعة‪َ :‬‬
‫اع ٌة‪َ ،‬ل ُي َوا ِف ُق َها َع ْب ٌد ُم ْ�ش ِل ٌم‪َ ،‬و ُه َو ُي َ�ش ِ ّلي‪َ ،‬ي ْ�شاأَ ُل اهللَ َ�ش ْي ًئا‪ِ ،‬اإ َّل اأَ ْع َط ُاه ِاإ َّي ُاه»(‪. )2‬‬
‫اجل ُم َع ِة‪ِ « :‬ف ِيه َ�ش َ‬
‫ُْ‬

‫‪ᩪ÷G IÓ°U π°†a : ’hC‬‬ ‫‪k G‬‬


‫ل�شالة اجلمعة وال�شعي اإليها ف�شائل عظيمة منها‪:‬‬
‫جل ُم َع ِة‪َ ،‬و َب َّك َر‬‫من ْاغ َت َ�ش َل َي ْو َم ا ُ‬ ‫اإلى اأنه ْ‬ ‫‪ - 1‬نيل الأجر العظيم من اهلل تعالى‪ ،‬فقد اأ�شار النبي‬
‫ان َل ُه ِب ُك ِ ّل ُخ ْط َو ٍة َي ْخ ُط َ‬
‫وها اأَ ْج ُر َ�ش َن ٍة ِ�ش َي ُام َها‬ ‫ا�ش َت َم َع َواأَ ْن َ�ش َت اإلى خطبة اجلمعة َك َ‬ ‫اإلى ال�شالة‪َ ،‬و ْ‬
‫َو ِق َي ُام َها (‪. )3‬‬
‫اجل ُم َع َة‪ ،‬ف ََ�ش َّلى َما ُق ِ ّد َر َل ُه‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫«م ِن ْاغ َت َ�ش َل ُث َّم اأَ َتى ْ ُ‬ ‫‪َ :‬‬ ‫‪ - 2‬تكفري الذنوب واخلطايا‪ ،‬لقوله‬
‫ال ْخ َرى‪َ ،‬وف َْ�ش ُل‬ ‫اجل ُم َع ِة ْ أُ‬
‫ني ْ ُ‬ ‫اأَ ْن َ�ش َت َح َّتى َي ْف ُر َ‪ِ Æ‬م ْن ُخ ْط َب ِت ِه‪ُ ،‬ث َّم ُي َ�ش ِ ّلي َم َع ُه‪ ،‬غُ ِف َر َل ُه َما َب ْي َن ُه َو َب ْ َ‬
‫َث َال َث ِة اأَ َّي ٍام» (‪. )4‬‬
‫(‪� )1‬شحيح م�شلم‪.‬‬
‫(‪� )2‬شحيح م�شلم‪.‬‬
‫(‪� )3‬شنن الرتمذي وهو حديث �شحيح‪.‬‬
‫(‪� )4‬شحيح م�شلم‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ᩪ÷G IÓ°U ºµM : É«k fÉK‬‬
‫‪U‬س‪Ó‬ة ا÷معة واج‪Ñ‬ة على كل م�سلم ب�رضوط معينة‪ ،‬يقول اهلل تع�لى‪} :‬‬
‫{ (�شورة اجلمعة‪ ،‬الآية ‪،)9‬‬
‫فقد اأمر اهلل تعالى بال�شعي اإلى �شالة اجلمعة‪ ،‬واأمر برتك البيع وقت ال�شالة‪ ،‬والأمر يف احلالتني‬
‫دليل على الوجوب‪ ،‬فعند �شماع الأذان يجب ال�شعي للجمعة‪ ،‬وترك معامالت البيع وال�رشاء وكل‬
‫من التهاون في اأداء‬ ‫ما ي�شغله عن اأدائها حلني النتهاء من �شالة اجلمعة‪ ،‬وقد حذر ر�شول اهلل‬
‫�شالة الجمعة اأو تركها بغير عذر‪ ،‬فقال‪َ « :‬ل َي ْن َتهِ َي َّن اأَ ْق َو ٌام َع ْن َو ْد ِعهِ ُم(‪ )1‬ا ْل ُج ُم َع ِ‬
‫ات‪َ ،‬اأ ْو َل َي ْخ ِت َم َّن اهللُ‬
‫َع َلى ُق ُلو ِبهِ ْم‪ُ ،‬ث َّم َل َي ُكو ُن َّن ِم َن ا ْل َغا ِف ِل َ‬
‫ين»(‪. )2‬‬

‫‪ᩪ÷G ܃Lh •hô°T : Éãk dÉK‬‬


‫ي�س‪Î‬ط لوجوب ‪U‬س‪Ó‬ة ا÷معة �رضوط‪ ،‬منه�‪:‬‬
‫‪ - 1‬دخول الوقت؛ فال ت�شح �شالة اجلمعة يف غري وقتها‪ ،‬ووقتها هو وقت �شالة الظهر الذي‬
‫جل ُم َع َة ِح َ‬
‫ني َت ُ‬
‫ميل‬ ‫يبداأ من زوال ال�شم�ص‪َ ،‬ع ْن اأَ َن ِ�ص ْب ِن َما ِل ٍك ‪« :‬اأَ َّن ال َّنب َِّي َك َ‬
‫ان ُي َ�ش ِ ّلي ا ُ‬
‫�ص»(‪.)3‬‬
‫ال�ش ْم ُ‬
‫ّ‬
‫ا ّأن‬ ‫‪ - 2‬القدرة‪ ،‬والذكورة‪ ،‬والتكليف‪( :‬الم�شلم البالغ العاقل)‪ ،‬لما ورد عن ر�شول اهلل‬
‫والمرِ ي�ص(‪ ،)4‬فاإن �شلى ال�شبي‬ ‫ا ْل ُج ُم َعة َح ‪w‬ق َع َلى ُك ِ ّل ُم ْ�ش ِل ٍم وا�شتثنى من ذلك المراأة وال�شبِي َ‬
‫أجر على حثه وتعويده على اأداء �شالة‬ ‫تطوعا‪ .‬ولوالديه ا ٌ‬
‫ً‬ ‫�شحت �شالته‪ ،‬واح ُت ِ�شبت له‬
‫الجمعة‬
‫الجمعة‪ ،‬اأما المجنون ف�شالته باطلة؛ لعدم اإدراكه‪ ،‬واأما المري�ص والمراأة‪ ،‬فاإن �شلوا ُ‬
‫�ص الظهر‪.‬‬ ‫فر ِ‬
‫�شحت �شالتهم وا ْأجزاأ ْتهم عن ْ‬
‫‪ - 3‬وجود جمموعة من النا�ص‪ ،‬فال تب اجلمعة على ال�شخ�ص اإذا كان وحده‪.‬‬
‫‪ - 4‬الإقامة‪ ،‬فال تجب الجمعة على الم�شافر‪ ،‬بل ي�شلي الظهر‪ ،‬فاإن �شلى الجمعة اأجزاأته عن‬
‫�شالة الظهر‪.‬‬
‫َو ْد ِعهِ ُم‪ْ :‬تركهم‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫�شحيح م�شلم‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫�شحيح البخاري ‪“ ،‬يل ال�شم�ص ‪“ :‬يل اإلى جهة الغرب‪ ،‬وتزول عن و�شط ال�شماء‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر �شنن اأبي داود‪ ،‬وهو حديث �شحيح‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ᩪ÷G IÓ°U AGOCG á«Ø«c : É©k HGQ‬‬

‫المنبر‪ ،‬وقيام الموؤذن‬


‫َ‬ ‫بعد �شعود الإمام‬
‫بالأذان الثاني ل�شالة الجمعة؛ يخطب‬
‫الإمام خطبتين‪ ،‬يحمد اهلل تعالى فيهما‪،‬‬
‫‪ ،‬ويو�شي النا�ص‬ ‫وي�شلي على ر�شوله‬
‫بتقوى اهلل تعالى‪.‬‬

‫وي�شن عدم الإطالة في الخطبتين‪ ،‬واأن‬


‫ّ‬
‫‪:‬‬ ‫تكون الثانية اأق�شر من الأولى؛ قال‬
‫الر ُج ِل‪َ ،‬و ِق َ�ش َر ُخ ْط َب ِت ِه‪َ ،‬م ِئ َّن ٌة ِم ْن ِف ْقهِ ِه‪َ ،‬فاأَ ِطي ُلوا َّ‬
‫ال�ش َالةَ‪َ ،‬وا ْق ُ�ش ُروا ا ْل ُخ ْط َب َة‪َ ،‬و إِا َّن ِم َن‬ ‫ول َ�ش َال ِة َّ‬
‫«اإ َِّن ُط َ‬
‫ان ِ�ش ْح ًرا»(‪.)1‬‬
‫ا ْل َب َي ِ‬

‫وينبغي اأن يحر�ص الخطيب في خطبته على توجيه النا�ص اإلى التزام الأخالق الإ�شالمية والقيم‬
‫النبيلة‪ ،‬ومعرفة اأحكام الدين‪ ،‬وعدم الت�شهير بالنا�ص‪ ،‬وعدم تجريح الهيئات وموؤ�ش�شات الدولة‪،‬‬
‫أي�شا اأن يدعو لولي الأمر بال�شالح وال�شداد والتوفيق لخدمة العباد وحماية البالد؛‬
‫وي�شتحب له ا ً‬
‫لما في ذلك من الخير لالأمة في دينها ودنياها‪.‬‬

‫وبعد النتهاء من الخطبة ي�شلي الإمام بالم�شلين ركعتين يجهر فيهما بالقراءة‪ .‬وي�شتحب اأن‬
‫يقراأ في الركعة الأولى بعد �شورة الفاتحة �شور َة الأعلى‪ ،‬وفي الركعة الثانية �شور َة الغا�شية‪.‬‬

‫أقارن‬
‫ا ُ‬
‫بني �شالة اجلمعة و�شالة الظهر‪ ،‬من حيث‪ :‬عدد الركعات‪ ،‬اخلطبة‪ ،‬الوقت‪ ،‬اجلهر وال�رشية‬
‫يف ال�شالة‪.‬‬

‫(‪� )1‬شحيح م�شلم‪ .‬ومعنى (مئنة) عالمة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪É¡ææ°Sh ᩪ÷G IÓ°U ÜGOBG : É°ùeÉN‬‬
‫‪k‬‬
‫ل�شالة الجمعة اآداب و�شنن ي�شتحب للم�شلم اأن يقوم بها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الج ُم َع ِة‪َ ،‬و َي َت َط َّه ُر‬‫ال ‪َ « :‬ل َي ْغ َت ِ�ش ُل َر ُج ٌل َي ْو َم ُ‬ ‫‪ -1‬الغت�شال والتطيب ولب�ص اأح�شن الثياب‪َ ،‬ق َ‬
‫ِِ‬
‫يب َب ْي ِت ِه‪ُ ،‬ث َّم َي ْخ ُر ُج َف َ‬
‫ال ُي َفرِ ّ ُق َب ْي َن ا ْث َن ْي ِن‪،‬‬ ‫�ص ِم ْن ِط ِ‬ ‫اع ِم ْن ُط ْهرٍ ‪َ ،‬و َي ّد ِه ُن ِم ْن ُد ْهنه‪َ ،‬اأ ْو َي َم ُّ‬ ‫ا�ش َت َط َ‬
‫َما ْ‬
‫الج ُم َع ِة الأُ ْخ َرى»(‪.)1‬‬ ‫ُث َّم ُي َ�ش ِ ّلي َما ُك ِت َب َل ُه‪ُ ،‬ث َّم ُي ْن ِ�ش ُت ِاإذَا َت َك َّل َم ا ِلإ َم ُام‪ِ ،‬اإ َّل غُ ِف َر َل ُه َما َب ْي َن ُه َو َب ْي َن ُ‬
‫مت�شعا‪ ،‬ويكره له تخطي رقاب‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬التبكري يف الذهاب اإلى امل�شجد‪ ،‬واجللو�ص حيث يرى امل�شلي‬
‫امل�شلني‪.‬‬
‫‪ -3‬الإن�شات للخطيب‪ ،‬وعدم التحدث اأثناء اخلطبة‪ ،‬وترك العبث وعدم الن�شغال باأي �شيء اأثناء‬
‫�ص ْ َ‬
‫احل َ�شى َف َق ْد َل َغا»(‪.)2‬‬ ‫«م ْن َم َّ‬
‫‪َ :‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ال َر ُ�ش ُ‬
‫اخلطبة‪ ،‬كالهاتف ونحوه‪َ ،‬ق َ‬
‫‪ -4‬اأن ي�شلي ركعتني اأو اأربع ركعات بعد �شالة اجلمعة‪.‬‬
‫‪ -5‬اأن ل يغلق طرق املرور اأمام امل�شاجد‪ ،‬بل يقف ب�شيارته يف املكان املنا�شب‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأحافظ على �شالة اجلمعة‪.‬‬


‫‪ - 2‬األتزم اآداب �شالة اجلمعة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اأحر�ص على الإن�شات خلطبة اجلمعة والإفادة منها‪.‬‬
‫‪. ........................ - 4‬‬

‫(‪� )1‬شحيح البخاري‪.‬‬


‫(‪� )2‬شنن ابن ماجه‪ ،‬وهو حديث �شحيح‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫‪ّ - 1‬بني وقت �شالة اجلمعة‪.‬‬
‫‪ّ - 2‬بني دللة كل ن�ص من الن�شو�ص ال�رشعية الآتية‪:‬‬
‫الدللة‬ ‫الن�س ال�رشعي‬ ‫الرقم‬

‫‪ -1‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬


‫{‬
‫ــي ِـه‬ ‫قال ر�شول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫خ ْـي ُـر َي ْـو ٍم َطـ َل َـع ْت َع َل ْ‬
‫«خ‬
‫‪َ :‬‬ ‫هلل‬
‫ـيـه ُاأ ْد ِخ َ‬
‫ـل‬ ‫�ص َي ْـو ُم ا ْل ُج ُم َع ِة‪ِ ،‬ف ِيه ُخ ِل َق اآ َد ُم‪َ ،‬و ِف ِ‬
‫ال�ش ْم ُ‬ ‫َّ‬
‫اعـ ُة اإ َِّل ِفي‬
‫ال�ش َ‬
‫ـوم َّ‬‫يـه اأُ ْخرِ ج ِم ْن َهـا‪َ ،‬و َل َت ُق ُ‬ ‫ا ْل َج َّنـ َة‪َ ،‬و ِف ِ‬
‫َي ْو ِم ا ْل ُج ُم َع ِة»‪.‬‬
‫‪ -3‬ا‪P‬كر ‪KÓK‬ة �رضوط ي‪é‬ب توافره� لوجوب ‪U‬س‪Ó‬ة ا÷معة‪.‬‬
‫‪َ « :‬ل َي ْغ َت ِ�ش ُل َر ُج ٌل َي ْو َم‬ ‫‪ -4‬ا�شتخرج اأربعة اأمور ي�شتحب ِف ْع ُلها ل�شالة اجلمعة من قول النبي‬
‫يب َب ْي ِت ِه‪ُ ،‬ث َّم َي ْخ ُر ُج‬ ‫�ص ِم ْن ِط ِ‬ ‫اع ِم ْن ُط ْهرٍ ‪َ ،‬و َي َّد ِه ُن ِم ْن ُد ْه ِن ِه‪َ ،‬اأ ْو َي َم ُّ‬ ‫الج ُم َع ِة‪َ ،‬و َي َت َط َّه ُر َما ْ‬
‫ا�ش َت َط َ‬ ‫ُ‬
‫ال ُي َفرِ ّ ُق َب ْي َن ا ْث َن ْي ِن‪ُ ،‬ث َّم ُي َ�ش ِلّي َما ُك ِت َب َل ُه‪ُ ،‬ث َّم ُي ْن ِ�ش ُت اإِذَا َت َك َّل َم الإ َِم ُام‪ ،‬اإ َِّل غُ ِف َر َل ُه َما َب ْي َن ُه َو َب ْي َن‬
‫َف َ‬
‫الج ُم َع ِة الأُ ْخ َرى»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ب‪. .......................... -‬‬ ‫اأ ‪. ....................... -‬‬
‫د ‪. .......................... -‬‬ ‫جـ‪. ....................... -‬‬
‫‪ّ -5‬بني احلكم ال�رشعي يف كل م�شاألة من امل�شائل الآتية‪:‬‬
‫اأ ‪� -‬شلت امراأة �شالة اجلمعة يف امل�شجد‪.‬‬
‫ب‪� -‬شلى عجو ٌز مقعد �شالة اجلمعة ركعتني يف بيته‪.‬‬
‫جـ‪� -‬شلى م�شافر �شالة اجلمعة يف امل�شجد‪.‬‬
‫د ‪� -‬شلت امراأة يوم اجلمعة �شالة الظهر يف بيتها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪� -6‬شع اإ�شارة (✓) بجانب العبارات ال�شحيحة‪ ،‬واإ�شارة (×) بجانب العبارات غري ال�شحيحة‬
‫يف ما ياأتي‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫اأ ‪� -‬شالة اجلمعة م�شتحبة على كل م�شلم قادر (‬
‫)‪.‬‬ ‫ب‪ُ -‬يكره البيع وال�رشاء بعد اأذان اجلمعة (‬
‫)‪.‬‬ ‫ويكن من الغافلني (‬
‫ْ‬ ‫يتهاون يف �شالة اجلمعة يطبع اهلل على قلبه‬
‫ْ‬ ‫جـ‪ -‬من‬

‫‪62‬‬
á©jô°ûdG ó°UÉ≤e ™°SÉàdG ¢SQódG

¢SQódG äÉLÉàf ≥«≤ëJ ≈dEG á«eÓ°SE’G á©jô°ûdG ±ó¡J


:≈∏Y GQOÉb
k ¿ƒµj ¿CG ¢SQódG ájÉ¡f ‘ ÖdÉ£dG øe ™bƒàj
Ö∏éH ,IôNB’Gh É«fódG »a ¢SÉæq dG ídÉ°üe
.á©jô°ûdG ó°UÉ≤e Ωƒ¡Øe í«°VƒJ -1
¢SÉædG ídÉ°üªd ΩÓ°SE’G IÉYGôe ≈∏Y á∏ãeCG AÉ£YEG -2 âYô°ûa ,º¡æY Qô°†dG ™aOh ,º¡d ™aÉæªdG
.á°ùªîdG »a ídÉ°üªdG ∂∏J ≥≤ëj Ée ΩɵMC’G øe
.á©jô°ûdG ó°UÉ≤e ÖJGôe í«°VƒJ -3
´GƒfCG Éeh ?á©jô°ûdG ó°UÉ≤e ɪa .¢SÉædG IÉ«M
¢SÉædG ídÉ°üe ¬JÉYGôe »a ΩÓ°SE’G ᪶Y ôjó≤J -4
.IôNB’Gh É«fódG »a É¡©«ªL ?É¡¶Øëd äAÉL »àdG ídÉ°üªdG

k G
á©jô°ûdG ó°UÉ≤e Ωƒ¡Øe : ’hC
™aÉæŸG Ö∏L ‘ πãªàJh ,É¡≤«≤ëàd á«eÓ°SE’G á©jöûdG äAÉL »àdG äÉjɨdG »g á©jöûdG ó°UÉ≤e
≥≤ëj Éà º∏YC’G ƒgh ,≈dÉ©J ˆG ƒg ÉgQó°üe ¿C’ ;IôNB’Gh É«fódG ‘ º¡æY ó°SÉØŸG AQOh ,¢SÉæ∏d
.(14 ájB’G ,∂∏ŸG IQƒ°S) | } :≈dÉ©J ∫ƒ≤j ,º¡◊É°üe

¢SÉædG ídÉ°üe ´GƒfCG : É«k fÉK


Ö°ùM áÑJôe ,á°ù«FQ ´GƒfCG á°ùªN øY êôîJ ’ âfÉc ɪ¡e ¢SÉædG ídÉ°üe ¿CG Aɪ∏©dG ø«Hq
:»JB’G ƒëædG ≈∏Y ájƒdhC’G

(١)
‫ﺣﻔﻆ اﻟﺪﻳﻦ‬

(٥) (٢)
‫ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺎل‬ ‫ﻣﻘﺎﺻﺪ‬ ‫ﺣﻔﻆ اﻟﻨﻔﺲ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬
‫اﺳﻼﻣﻴﺔ‬

(٤) (٣)
‫ﺣﻔﻆ اﻟﻌﺮض‬ ‫ﺣﻔﻆ اﻟﻌﻘﻞ‬

63
‫‪ -1‬حفظ الدين‪ :‬وهو �أهم امل�صالح اخلم�س التي يجب املحافظة عليها؛ لأنه ميثل النظام العام الذي‬
‫ت�ستقيم به حياة الإن�سان‪ ،‬وهو يلبي احلاجة الفطرية التي تدفع الإن�سان �إلى عبادة اهلل عز وجل‪،‬‬
‫{ (�سورة الذاريات‪ ،‬الآية ‪ّ ،)56‬‬
‫ويقوي يف نف�سه‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫معاين اخلري والف�ضيلة‪ ،‬في�شعر بال�سعادة والطم�أنينة‪.‬‬
‫والتزام تعاليمه يف‬
‫ُ‬ ‫أداء العبادات على اختالفها‪،‬‬
‫ومن و�سائل حفظ الدين التي �رشعها الإ�سالم � ُ‬
‫دفاعا عنه ور ًّدا للعدوان عليه‪ ،‬وحتر ُمي البدع واخلرافات التي ت�ؤثر‬
‫�شتى مناحي احلياة‪ ،‬واجلها ُد ً‬
‫يف عقائد النا�س‪.‬‬
‫وحفظ الدين من واجبات الدولة ب�أن ت�ضمن للإن�سان حرية االختيار‪ ،‬وحرية ممار�سة العبادة‪،‬‬
‫ومنع االعتداء عليها‪ ،‬وحترمي �إكراه غري امل�سلمني على اعتناق الإ�سالم‪.‬‬

‫كرم اهلل تعالى النف�س الإن�سانية‪ ،‬و�أمر بحفظها‪ ،‬ومن هنا جعل الإ�سالم قتل نف�س‬
‫‪ -2‬حفظ النف�س‪ّ :‬‬
‫جميعا‪ ،‬و�أن االعتداء عليها اعتداء على الإن�سانية‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ً‬ ‫واحدة بغير وجه حق كقتل النا�س‬
‫{ (�سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪.)32‬‬ ‫}‬
‫ومن و�سائل حفظ النف�س التي �شرعها الإ�سالم‪ :‬تحريم �إيذاء النف�س الإن�سانية �أو االعتداء‬
‫عليها ب�أي �صورة من ال�صور‪ ،‬ووجوب التداوي �إذا �أ�صيب الإن�سان بمر�ض‪ ،‬وت�شريع عقوبة‬
‫الق�صا�ص لمن يعتدي على النف�س‪ ،‬وينتهك حرمتها‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)179‬‬

‫أفكر‬
‫� ُ‬
‫يف �سبب �إباحة �أكل امليتة �أو غريها من املحرمات عند ال�رضورة‪.‬‬

‫‪ -3‬حفظ العقل‪ :‬ميز اهلل تعالى الإن�سان عن غريه بالعقل؛ لري�شده �إلى طريق اخلري وال�صواب‪ ،‬و�أمره‬
‫باملحافظة عليه‪.‬‬
‫احلث على طلب العلم والبحث والتفكر‪ ،‬قال اهلل‬
‫ومن الو�سائل التي �رشعها الإ�سالم حلفظ العقل‪ُّ :‬‬
‫{ (�سورة الزمر‪ ،‬الآية ‪ ،)9‬والنهي‬ ‫تعال��ى‪} :‬‬

‫‪64‬‬
‫عن التقليد الأعمى‪ ،‬وحتر ُمي كل ما يف�سده وي�ضعف قوته ك�رشب اخلمر وتناول املخدرات‪ ،‬قال‬
‫حرام»(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ُّ :‬‬
‫«كل م�سكرٍ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫َر ُ�س ُ‬
‫‪ -4‬حفظ الن�سل والعر�ض‪ :‬حث الإ�سالم على التنا�سل لإعمار الأر�ض‪ ،‬وو�ضع و�سائل كثرية حلمايته‬
‫و�صونه‪ ،‬ومن ذلك �أنه �رشع الزواج ورغب فيه‪ ،‬فهو الطريق ال�رشعي للحفاظ على بقاء الن�سل‪،‬‬
‫بغ�ض الب�رص‪ ،‬وحرم الزنى وما ي�ؤدي �إليه‪ ،‬وحدد ملرتكبه‬
‫والأن�ساب من االختالط‪ ،‬و�أمر ِ ّ‬
‫{ (�سورة النور‪ ،‬الآية ‪.)2‬‬ ‫عقوبة رادعة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫�أعطي‬
‫على و�سيلة �أخرى من الو�سائل التي �رشعها الإ�سالم حلفظ الن�سل‪.‬‬

‫‪ -5‬حفظ املال‪ :‬اعتنى الإ�سالم باملال وجعله �أ�سا�س احلياة التي ال تقوم �إال به‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الن�ساء‪ ،‬الآية ‪ ،)5‬وو�ضع من الت�رشيعات والو�سائل ما‬
‫ي�ضبط طرائق ك�سبه ويحافظ عليه‪ ،‬فحث على ال�سعي لك�سب املال وحت�صيله بالطرائق امل�رشوعة‪،‬‬
‫اما َق ُّط‪َ ،‬خيرْ ً ا ِم ْن‬
‫«ما أ� َ َك َل َ�أ َح ٌد َط َع ً‬
‫‪َ :‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫وجعـل العمل امل�صدر الأ�سا�س لذلك‪ ،‬قال َر ُ�س ُ‬
‫�أَ ْن َي ْ�أ ُك َل ِم ْن َع َم ِل َي ِد ِه»(((‪ ،‬وحرم ال�رسقة و�أكل �أموال النا�س بالباطل‪ ،‬وفر�ض عقوبات رادعة‬
‫{‬ ‫على كل من يعتدي على �أموال الآخرين‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪}:‬‬
‫(�سورة املائدة‪ ،‬الآية ‪.)38‬‬

‫أ�صنف‬
‫�أت�أملُ و� ُ‬
‫ثم �أ�صنف الأعمال التي نهانا عنها ح�سب امل�صالح اخلم�س‬
‫الآتي‪َّ ،‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫�أت�أمل َ‬
‫قول َر ُ�س ِ‬
‫التي تندرج حتتها‪:‬‬
‫ال‪ّ ِ :‬‬
‫«ال�ش ْر ُك‬ ‫هلل‪َ ،‬و َما ُه َّن؟ َق َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫يل‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫ات»‪ِ ،‬ق َ‬ ‫«اج َت ِن ُبوا َّ‬
‫ال�س ْب َع ا ْل ُمو ِب َق ِ‬ ‫‪ْ :‬‬ ‫قال َر ُ�سو ُل ا ِ‬
‫هلل‬
‫اهلل إ� اَِّل ِبا ْل َح ِ ّق‪َ ،‬و�أَكْ ُل َم ِ‬
‫ال ا ْل َي ِت ِيم َو أَ�كْ ُل الرِ ّ َبا‪َ ،‬وال َّت َو ِلّي َي ْو َم‬ ‫ال�س ْح ُر‪َ ،‬و َق ْت ُل ال َّن ْف ِ�س ا َّل ِتي َح َّر َم ُ‬
‫هلل‪َ ،‬و ِ ّ‬
‫ِبا ِ‬
‫ات»(((‪.‬‬ ‫ات ا ْل َغا ِفلاَ ِت ا ْل ُم�ؤْ ِم َن ِ‬‫ف ا ْل ُم ْح ِ�ص َن ِ‬ ‫الز ْح ِف‪َ ،‬و َقذْ ُ‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪á©jô°ûdG ó°UÉ≤e ÖJGôe : Éãk dÉK‬‬
‫اإن الغاية من مقا�صد ال�رشيعة حتقيق م�صالح النا�س اخلم�س‪( :‬حفظ الدين والنف�س والعقل‬
‫والن�صل واملال)‪ ،‬ولكن حتقيق هذه امل�صالح لي�س على درجة واحدة من حيث الأهمية وحاجة‬
‫النا�س اإليها‪ ،‬ولهذا كان حتقيق هذه امل�صالح يف ال�رشيعة الإ�صالمية على ثالث مراتب‪:‬‬

‫‪ -1‬ال�رشوريات‪ :‬هي ما ل بد منه لقيام حياة النا�س‪ ،‬ويتوقف عليها وجودهم يف الدنيا‪ ،‬فاإذا ل‬
‫وعمت‬
‫تتحقق هذه ال�رشوريات انعدمت احلياة‪ ،‬واختل نظامها‪ ،‬وف�صدت م�صالح النا�س‪ّ ،‬‬
‫فيهم الفو�صى‪.‬‬
‫مباحا‬
‫ومن الأمثلة على حكم �رشعي يف مرتبة ال�رشوريات حترمي قتل النف�س؛ لأنه لو كان القتل ً‬
‫ملات النا�س وانعدمت احلياة‪.‬‬

‫‪ -2‬احلاجيات‪َ :‬و ِهي ما يحتاج اإليه النا�س للتو�صعة عليهم‪ ،‬والتخفيف عنهم‪ ،‬مراعاة لأحوالهم‬
‫وظروفهم‪ ،‬وبدونها ل تنعدم احلياة‪ ،‬لكن يقع النا�س يف امل�صقة واحلرج‪.‬‬
‫ومن الأمثلة على حكم �رشعي يف مرتبة احلاجيات‪ :‬الرخ�س التي �رشعت للتخفيف على‬
‫النا�س؛ كاإباحة الإفطار يف رم�صان للمري�س وامل�صافر‪َ ،‬و َن ْحو َذ ِلك‪.‬‬

‫‪ -3‬التح�سيني‪q‬ات‪َ :‬و ِهي ْ أ‬


‫ال َ ْخذ مبا يليق بالإن�صان من حما�صن العادات ومكارم الأخالق‪ ،‬مما ل مت�س‬
‫اإليها احلاجة‪ ،‬وتقوم احلياة من غريها‪ ،‬واإذا فُقدت ل تتاأثر حياة الإن�صان‪ ،‬ولكن وجودها‬
‫يجعل احلياة ذات بهجة وجمال‪.‬‬
‫ومن التح�صينيات ما اأمر به ال�رشع كطهارة البدن والثوب‪ ،‬ومنها ما نهى عنه ال�رشع كتحرمي‬
‫بيع الإن�صان على اأخيه الإن�صان‪ ،‬ومنها ما ندب اإليه ال�رشع كاأخذ الزِ ّ ي َنة ِع ْند كل َم ْ�ص ِجد‪،‬‬
‫الَ ْخذ باآداب ْالأكل َوال�رشب‬ ‫والتقرب اإلى اهلل تعالى بنوافل الطاعات من �صالة و�صدقة‪َ ،‬و ْ أ‬
‫ِ�رشاف فيهما‪.‬‬
‫ال ْ َ‬
‫وجتنب ْ إ‬

‫‪66‬‬
‫واجلدول الآتي يو�صح هذه املراتب‪ ،‬مع بع�س الأحكام ال�رشعية التو�صيحية‪:‬‬

‫املرتبة‬
‫التح�سينيات‬ ‫احلاجيات‬ ‫ال�رشوريات‬
‫امل�سلحة‬
‫وجوب طهارة البدن‬ ‫اإباحة اجلمع بني‬ ‫وجوب ال�صلوات‬
‫حفظ الدين‬
‫ل�صحة ال�صالة‬ ‫ال�صلوات للم�صافر‬ ‫اخلم�س‬
‫لب�س املالب�س ال�صاترة‬ ‫حفظ النف�س‬
‫حترمي �صتم الآخرين‬ ‫حترمي قتل النف�س‬
‫اجلميلة‬
‫ندب ال�صعي لطلب‬ ‫اإباحة التخدير لغايات‬ ‫حترمي �رشب اخلمر‬ ‫حفظ العقل‬
‫العلم‬ ‫العالج‬
‫حترمي الزواج بني من‬
‫وجوب غ�س الب�رش‬ ‫ينجبون ا ً‬
‫أطفال م�صابني‬ ‫م�رشوعية الزواج‬ ‫حفظ الن�صل‬
‫بالتال�صيميا‬
‫وجوب التو�صط‬
‫حترمي الحتكار‬ ‫حترمي ال�رشقة‬ ‫حفظ املال‬
‫والعتدال يف الإنفاق‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأحافظ على م�صالح النا�س‪.‬‬


‫‪ - 2‬األتزم اأحكام الإ�صالم؛ لأن فيها �صالحنا يف الدنيا والآخرة‪.‬‬
‫‪. .................................................. - 3‬‬

‫‪67‬‬
‫الأ�سئلة‬
‫‪ -1‬ما املق�صود بكل من‪ :‬مقا�صد ال�رشيعة‪ ،‬احلاجيات؟‬
‫‪ -2‬اذكر امل�صالح اخلم�س التي جاءت الأحكام الإ�صالمية لتحقيقها واملحافظة عليها‪.‬‬
‫واحدا على كل مما ياأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫�صحيحا‬
‫ً‬ ‫هات ً‬
‫مثال‬ ‫‪ِ -3‬‬
‫اأ ‪ -‬حكم �رشعي يق�صد منه حفظ النف�س‪.‬‬
‫ب‪ -‬حكم �رشعي يق�صد منه حفظ املال‪.‬‬
‫‪ -4‬اأ�صنف الأمور الآتية اإلى‪� :‬صروري‪ ،‬حاجي‪ ،‬تح�صيني‪:‬‬
‫اأ ‪ َْ -‬أ‬
‫ال ْخذ باآداب ْالأكل َوال�صرب‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحريم اأكل اأموال النا�س بالباطل‪.‬‬
‫ج�‪ -‬اإباحة الإفطار في نهار رم�صان للمري�س‪.‬‬
‫غ�س الب�صر عن المحرمات‪.‬‬
‫د ‪ -‬وجوب ّ‬
‫‪ -5‬ما الأثر الذي يترتب على عدم تحقق ال�صروريات؟‬
‫‪� -6‬صع اإ�صارة (✓) بجانب العبارات ال�صحيحة‪ ،‬واإ�صارة (×) بجانب العبارات غير ال�صحيحة‬
‫في ما ياأتي‪:‬‬
‫الَ ْخذ بما يليق من محا�صن العادات ومكارم الأخالق ( )‪.‬‬
‫اأ ‪ -‬التح�صينيات ِهي ْ أ‬
‫قدم حفظ النف�س ( )‪.‬‬
‫ب‪ -‬عند تعار�س حفظ الدين مع حفظ النف�س ُي َّ‬
‫البحث وطلب العلم من و�صائل حفظ العقل ( )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ج�‪-‬‬

‫‪68‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫أول‪ :‬الدر�س ال�سابع (�أفعال اخلري �صدقة)‬
‫� اً‬

‫من �أعمال ال�صدقة‬ ‫من طرائق �شكر اهلل تعالىعلى نعمه‬


‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪..................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدر�س الثامن (�صالة اجلمعة)‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬
‫ف�ضل �صالة اجلمعة‬
‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬
‫�رشوط وجوب �صالة اجلمعة‬
‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬
‫�آداب �صالة اجلمعة‬
‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬ ‫و�سننها‬
‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪69‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س التا�سع (مقا�صد ال�رشيعة)‬

‫‪....................................................................‬‬
‫‪....................................................................‬‬ ‫مفهوم مقا�صد ال�رشيعة‬
‫‪....................................................................‬‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬
‫�أنواع م�صالح النا�س مرتبة‬
‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬
‫●‬
‫ح�سب الأولوية‬
‫‪....................................................................‬‬
‫●‬

‫‪....................................................................‬‬ ‫●‬

‫‪....................................................................‬‬ ‫●‬
‫مراتب مقا�صد ال�رشيعة‬
‫‪....................................................................‬‬ ‫●‬

‫‪ -1‬حفظ الدين‪:‬‬ ‫و�سيلتان حلفظ كل م�صلحة من‬


‫�أ ‪...........................................-‬‬ ‫امل�صالح املجاورة‬
‫ب‪...........................................-‬‬
‫‪ -2‬حفظ النف�س‪:‬‬
‫�أ ‪...........................................-‬‬
‫ب‪...........................................-‬‬
‫‪ -3‬حفظ العقل‪:‬‬
‫�أ ‪...........................................-‬‬
‫ب‪...........................................-‬‬
‫‪ -4‬حفظ الن�سل‪:‬‬
‫�أ ‪...........................................-‬‬
‫ب‪...........................................-‬‬
‫‪ -5‬حفظ املال‪:‬‬
‫�أ ‪...........................................-‬‬
‫ب‪...........................................-‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤M‬‬ ‫الدر�س العا�رش‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫اأكد الإعالن العاملي حلقوق الإن�صان الذي‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬ ‫ُو�صع �صنة ‪1948‬م مباد‪ Ç‬اإن�صانية رفيعة‪،‬‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم حقوق الإن�صان‪ ،‬واأ�ص�صها يف‬
‫الإ�صالم‪.‬‬ ‫حتفظ حقوق الإن�صان‪ ،‬وهي تتفق يف معظمها‬
‫‪ -2‬تو�صيح حقوق الإن�صان يف الإ�صالم‪.‬‬ ‫مع ما جاء به الإ�صالم من حقوق متيزت على‬
‫‪ -3‬اأداء حقوق الإن�صان‪.‬‬ ‫غريها باأنها مباد‪ Ç‬ثابتة ل تتبدل؛ ومالئمة‬
‫‪ -4‬تقدير �صماحة الإ�صالم‪.‬‬
‫للفطرة الإن�صانية‪ ،‬ومن عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫فما الأ�ص�س التي قامت عليها حقوق الإن�صان يف الإ�صالم؟ وما اأبرز هذه احلقوق؟‬

‫‪k G‬‬
‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤M Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫هي امل�صالح وامليزات التي اأثبتتها ال�رشيعة الإ�صالمية لالإن�صان‪ ،‬واألزمت الآخرين باحتامها‬
‫وال�صعي لتحقيقها‪ ،‬مبا يوؤدي اإلى حفظ دينه‪ ،‬اأو نف�صه‪ ،‬اأو عقله‪ ،‬اأو ن�صله‪ ،‬اأو ماله‪.‬‬

‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤M ¢ù°SCG : É«k fÉK‬‬


‫اأقام الإ�صالم حقوق الإن�صان على جمموعة من الأ�ص�س واملرتكزات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫جميعا من نف�س واحدة‪ ،‬واإن وجود‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬وحدة الأ�سل للجن�س الب�سري‪ :‬حيث اإن اهلل خلق النا�س‬
‫دافعا اإلى التعارف والتاآلف‬
‫الختالف بينهم في الجن�س اأو اللون اأو الدين ينبغي اأن يكون ً‬
‫والتعاون بين النا�س‪ ،‬ولي�س منطل ًقا للنزاع وال�صقاق بينهم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�ص��������ورة‬
‫الحجرات‪ ،‬الآية ‪.)13‬‬
‫جميعا على اختالف جن�صهم ودينهم‪ ،‬فمن حق الإن�صان اأن‬
‫ً‬ ‫كرم اهلل النا�س‬
‫‪ -2‬التكريم الإن�ساني‪ :‬فقد َّ‬
‫يحيا حياة راقية ياأمن فيها على نف�صه وماله وعر�صه‪ ،‬فال يتعر�س اإلى القهر والظلم والتعذيب‪،‬‬
‫ول ُيعامل باحتقار لأي �صبب كان‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة الإ�صراء‪ ،‬الآية ‪.)70‬‬

‫‪71‬‬
‫جميعا يف احلقوق والواجبات من غري‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬العدل بني النا�س‪ :‬فقد عدلت ال�رشيعة الإ�صالمية بني النا�س‬
‫النظر اإلى عرق اأو لون اأو جن�س اأو دين اأو غنى اأو فقر‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‬
‫(�صورة النحل‪ ،‬الآية ‪.)90‬‬

‫اأتعاون واأناق�س‬
‫اأتعاون مع زمالئي واأناق�س اأثر هذه الأ�ص�س يف املحافظة على حقوق الإن�صان‪.‬‬

‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤M : Éãk dÉK‬‬


‫اأعطت ال�رشيعة الإ�صالمية لالإن�صان جمموعة من احلقوق‪ ،‬ميكن ت�صنيفها على النحو الآتي‪:‬‬
‫حقوق الإن�سان‬

‫احلقوق ال�سيا�سية‬ ‫احلقوق الجتماعية‬ ‫احلقوق العتقادية والفكرية‬ ‫احلقوق ال�سخ�سية‬

‫حق تويل‬ ‫حق العمل‬ ‫حق احلياة‬


‫حق حرية التدين‬
‫املنا�صب العامة‬

‫حق الت�صح‬ ‫حق التملك‬


‫حق التع ُّلم‬ ‫حق امل�صاواة‬
‫والنتخاب‬ ‫والت�رشف‬

‫حق ممار�صة العمل‬ ‫حق حرية الراأي‬


‫ال�صيا�صي‬ ‫والفكر‬

‫‪ -1‬احلقوق ال�سخ�سية‬
‫ومن اأبرز هذه الحقوق‪ ،‬ما ياأتي‪:‬‬
‫وعد قتل اإن�صان واحد بمنزلة‬
‫اأ ‪ -‬حق الحياة‪ :‬فقد حرم الإ�صالم العتداء على النف�س الب�صرية‪ّ ،‬‬
‫جميعا قال تعالى‪} :‬‬
‫ً‬ ‫العتداء على حياة النا�س‬
‫{ (�صورة المائدة‪ ،‬الآية ‪ ،)32‬و�صرع الإ�صالم الق�صا�س؛ ً‬
‫حفظا لحياة الإن�صان‬

‫‪72‬‬
‫أي�ضا ت�أمين الو�سائل الالزمة لحماية‬
‫و�صيانة لأمن المجتمع وا�ستقراره‪ .‬و�أوجب الإ�سالم � ً‬
‫هذا الحق‪ ،‬من الغذاء والدواء والأمن‪.‬‬

‫�أتدبر و�أ�ستنتج‬
‫�أتدبر احلديثني النبويني الآتيني‪ ،‬ثم �أ�ستنتج داللة كل منهما على حق الإن�سان يف احلياة‪:‬‬
‫�س ِم َّنا»(((‪.‬‬ ‫«م ْن َح َم َل َع َل ْي َنا ِ ّ‬
‫ال�سلاَ َح َف َل ْي َ‬ ‫‪ -1‬قال ر�سول اهلل ‪َ :‬‬
‫َج َه َّن َم َي رَ َت َّدى ِف ِيه َخا ِل ًدا‬‫«م ْن َت َر َّدى ِم ْن َج َب ٍل َف َق َت َل َن ْف َ�س ُه‪ ،‬ف َُه َو فيِ َنارِ‬ ‫‪ -2‬قال ر�سول اهلل ‪َ :‬‬
‫َنارِ َج َه َّن َم َخا ِل ًدا خُ َم َّل ًدا‬ ‫خُ َم َّل ًدا ِف َيها أَ� َب ًدا‪َ ،‬و َم ْن تحَ َ َّ�سى ُ�س ًّما َف َق َت َل َن ْف َ�س ُه‪ ،‬ف َُ�س ُّم ُه فيِ َي ِد ِه َي َت َح َّ�س ُاه فيِ‬
‫ِف َيها �أَ َب ًدا‪َ ،‬و َم ْن َق َت َل َن ْف َ�س ُه ِب َح ِد َيد ٍة‪ ،‬ف ََح ِد َيد ُت ُه فيِ َي ِد ِه َي َج ُ�أ ِب َها فيِ َب ْط ِن ِه فيِ َنارِ َج َه َّن َم َخا ِل ًدا خُ َم َّل ًدا‬
‫ِف َيها َ�أ َب ًدا»(((‪.‬‬

‫جميعا يف‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬حق امل�ساواة‪ :‬دعا الإ�سالم �إلى امل�ساواة‪ ،‬وحر�ص على ت�أكيدها ب�أن يت�ساوى النا�س‬
‫احلقوق والواجبات‪ ،‬من غري تفرقة �أو متييز ب�سبب جن�س �أو طبقة �أو مذهب �أو ع�صبية �أو‬
‫ا�س‪� ،‬أَ اَل إ� َِّن َر َّب ُك ْم َو ِ‬
‫اح ٌد‪َ ،‬و إ� َِّّن أ� َ َب ُ‬
‫اك ْم‬ ‫«يا أَ� ُّي َها ال َّن ُ‬
‫ح�سب �أو ن�سب �أو مال‪ ،‬يقول الر�سول ‪َ :‬‬
‫اح ٌد‪� ،‬أَ اَل اَل ف َْ�ض َل ِل َع َر ِب ٍ ّي َع َلى َع َج ِم ٍ ّي‪َ ،‬و اَل ِل َع َج ِم ٍ ّي َع َلى َع َر ِب ٍ ّي‪َ ،‬و اَل �أَ ْح َم َر َع َلى أَ� ْ�س َو َد‪َ ،‬و اَل‬
‫َو ِ‬
‫�أَ ْ�س َو َد َع َلى أَ� ْح َم َر‪� ،‬إ اَِّل ِبال َّت ْق َوى»(((‪.‬‬

‫‪ -2‬احلقوق االعتقادية والفكرية‬


‫ومن �أبرز هذه الحقوق‪ ،‬ما ي�أتي‪:‬‬
‫{‬ ‫�أ ‪ -‬حق حرية التدين‪� :‬أعطى الإ�سـالم الإن�سان حق اختيار دينـه‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪ ،)٢٥٦‬ودعا �إلى احترام بيوت العبادة‪ ،‬وحرم االعتداء عليها‪ ،‬ومن مظاهر‬
‫احترام هذا الحق عدم اال�ستهزاء بالذات الإلهية والر�سل والدين و�شعائره‪ ،‬قال تعالى‪}:‬‬

‫{ (�سورة التوبة‪ ،‬الآيتان ‪.)66-65‬‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬م�سند الإمام �أحمد بن حنبل‪ ،‬وهوحديث ح�سن‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ب‪ -‬حق التعلُّم‪� :‬أعطى الإ�سالم الإن�سان حق اكت�ساب املعرفة‪ ،‬واختيار نوع العلم الذي يرغب‬
‫يف تعلمه؛ لتحقيق تقدم �أمته ونيل مر�ضاة اهلل‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫العلم‬
‫ُ‬ ‫{ (�سورة املجادلة‪ ،‬الآية ‪ )١١‬ومن �أهم العلوم التي يتعلمها النا�س‬
‫ال�رشعي؛ ملا له من �أثر عظيم يف ا�ستقامة حياتهم‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حق حرية الر�أي والفكر‪� :‬أكــد الإ�سالم حق الإن�سان في حرية التفكير والتعبير عن �آرائـه وقناعاتــه‪،‬‬
‫{ (�سورة �سب�أ‪ ،‬الآية‬ ‫يقول تعالى‪}:‬‬
‫‪ ،)46‬ففي هذه الآية دعوة �صريحة للإن�سان في �أن يقف مع نف�سه ويتفكر؛ حتى يمح�ص‬
‫الأقوال والآراء‪ .‬غري �أنه يجب �أن ال ُت َّتخذ حرية الر�أي والفكر ذريعة لن�رش الأفكار الهدامة‬
‫واملذاهب املنحرفة ون�رش الباطل و�إيذاء النا�س‪ ،‬وجتريحهم‪ ،‬واال�ستهزاء بالأديان‪.‬‬

‫‪ -3‬احلقوق االجتماعية‬
‫عن�رصا فاعلاً يف املجتمع‪ ،‬ويحقق بها‬
‫ً‬ ‫ت�شتمل احلقوق االجتماعية على حقوق عدة جتعل الإن�سان‬
‫املواطنة ال�صادقة ليعي�ش �آم ًنا على نف�سه وماله وعر�ضه‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أ� ‪ -‬حق العمل‪ :‬حث الإ�سالم على العمل‪ ,‬ودعا الإن�سان �إلى الأخذ بالأ�سباب وال�سعي يف طلب‬
‫{ (�سورة‬ ‫الرزق‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫عد العمل عبادة �إذا ما ق�صد به مر�ضاة اهلل تعالى‪ ،‬و�أوجب على‬
‫امللك‪ ،‬الآية ‪ ،)١٥‬بل �إن الإ�سالم ّ‬
‫الدولة �أن تهيئ العمل للقادرين عليه‪ ،‬وحذر �أ�صحاب العمل من �أكل حقوق العمال‪ ،‬يقول‬
‫الق َي َام ِة‪َ :‬ر ُج ٌل �أَ ْع َطى ِبي ُث َّم غَ َد َر‪َ ،‬و َر ُج ٌل َب َ‬
‫اع‬ ‫ال َث ٌة �أَ َنا َخ ْ�ص ُم ُه ْم َي ْو َم ِ‬
‫اهلل‪َ :‬ث َ‬
‫ال ُ‬ ‫‪َ « :‬ق َ‬ ‫الر�سول‬
‫َا�س َت ْوفَى ِم ْن ُه َو َل ْم ُي ْع ِط َ�أ ْج َر ُه»(((‪.‬‬
‫ا�س َت ْ�أ َج َر َ�أ ِج ًيرا ف ْ‬
‫ُح ًّرا َف أَ� َك َل َث َم َن ُه‪َ ،‬و َر ُج ٌل ْ‬
‫ب‪ -‬حق التملك والت�رصف‪ :‬املال يف نظر ال�رشيعة الإ�سالمية هو ع�صب احلياة‪ ،‬وهو و�سيلة للحياة‬
‫الكرمية الآمنة للأمم والأفراد‪ ،‬وبه ي�ستطيع �أن يخدم نف�سه و�أمته؛ ولذا فمن حق الإن�سان �أن‬
‫ميتلك ما يريد‪ ،‬ويت�رصف به كما يريد‪ ،‬من غري ا�ستغالل للآخرين �أو �أكل �أموال النا�س بالباطل‪،‬‬
‫{ (�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪ ،)١٨٨‬كما �رشع الإ�سالم‬ ‫يقول تعالى‪} :‬‬
‫عقوبات رادعة متنع االعتداء على �أموال الآخرين بال�رسقة �أو النهب �أو خيانة الأمانة �أو غريها‪.‬‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -4‬احلقوق ال�سيا�سية‬
‫وت�شمل حق الإن�سان في ممار�سة الأن�شطة ال�سيا�سية‪ ،‬ومن ذلك حقه في تولي المنا�صب‬
‫العامة في الدولة‪ ،‬وحقه في التر�شح واالنتخاب‪ ،‬وممار�سة العمل ال�سيا�سي‪.‬‬
‫ب�سن القوانين التي تكفلها‪ ،‬ون�شر الثقافة التي‬
‫ويمكن �ضمان حقوق الإن�سان ال�سابقة جميعها ّ‬
‫تجعل النا�س يدركون هذه الحقوق‪.‬‬
‫�أ�ستنتج‬
‫ميزة من مزايا حقوق الإن�سان يف الإ�سالم‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أحترم حقوق الإن�سان التي �أقرتها ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬


‫‪ - 2‬ال �أعتدي على �أحد‪ ،‬و�أحافظ على كرامته‪.‬‬
‫‪� - 3‬أ�ؤدي حقوق النا�س‪.‬‬
‫‪. ............................................. - 4‬‬

‫‪75‬‬
‫الأ�سئلة‬

‫‪ -1‬اأقام الإ�صالم حقوق الإن�صان على جمموعة من الأ�ص�س‪ّ ،‬بني ثالثة منها‪.‬‬
‫‪ -2‬من احلقوق ال�صخ�صية لالإن�صان حق احلياة‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬
‫و�صحه‪.‬‬
‫‪� - 3‬صبط الإ�صالم حرية الراأي والفكر بقيد‪ّ ،‬‬
‫‪ -4‬و�صح م�صوؤولية الدولة يف ما يتعلق بحق الإن�صان يف العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬ما احلق الذي تدل عليه كل اآية من الآيات الكرمية الآتية‪:‬‬
‫{‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬ ‫ج�‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪� -6‬صع دائرة حول رمز الإجابة ال�صحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬حق الإن�صان يف التع ُّلم ّ‬
‫يعد من احلقوق‪:‬‬
‫د ‪ -‬ال�صيا�صية‪.‬‬ ‫ج�‪ -‬الفكرية‬ ‫أا ‪ -‬ال�صخ�صية ب‪ -‬الجتماعية‬

‫يعد حق الإن�صان يف الت�صح والنتخاب من احلقوق‪:‬‬


‫(‪ّ )2‬‬
‫د ‪ -‬ال�صيا�صية‪.‬‬ ‫ج�‪ -‬العتقادية‬ ‫أا ‪ -‬ال�صخ�صية ب‪ -‬الجتماعية‬

‫‪76‬‬
‫‪(1) ájƒÑædG IÒ°ùdG ‘ ájƒHÎdG º«≤dG‬‬ ‫الدر�س‬
‫)‪(á«cƒ∏°ùdGh á«bÓNC’G º«≤dGh ,á«fÉÁE’G º«≤dG‬‬ ‫احلادي ع�رش‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫تعد ال�صي��رة النبوية باأحداثه��ا وتفا�صيلها‬
‫ُّ‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬ ‫مدر�صة تربوية متكاملة‪ ،‬لما تحمله بين ثناياها‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم القيم واأهميتها‪.‬‬
‫‪ -2‬اإعطاء اأمثلة على كل من القيم الإميانية والأخالقية‬
‫منهج��ا للتربية‬
‫ً‬ ‫من قي��م عظيمة ت�ص��ع للب�صرية‬
‫وال�صلوكية‪.‬‬ ‫ال�صحيح��ة التي تعنى بتقوي��م �صلوك الإن�صان‪،‬‬
‫‪ -3‬اللتزام بالقيم والجتاهات الواردة يف الدر�س‪.‬‬ ‫وح�ص��ن التعام��ل م��ع المواق��ف الحياتي��ة‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪ɡ૪gCGh º«≤dG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬

‫أحكامه على الأ�صياء والأحداث‪ ،‬وينطلق‬


‫َ‬ ‫بناء عليها ا‬ ‫القيم هي املعايري التي ُي ِ‬
‫�صدر ال�صخ�س ً‬
‫منها يف �صلوكه وعالقاته مع الآخرين‪.‬‬
‫وي�صتمد الإن�صان قيمه من دينه واأعرافه وعالقاته الجتماعية‪ ،‬وهي التي حتدد ال�صلوك ال�صوي‬
‫املرغوب فيه من ال�صلوك غري ال�صوي املرغوب عنه‪.‬‬
‫وللقيم اأهمية كربى يف بناء الفرد واملجتمع؛ منها اأنها‪:‬‬
‫‪ -1‬تبني ال�صخ�صية الإيجابية املوؤثرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ت�صاعد على تعديل ال�صلوك الإن�صاين اإلى �صلوك اإيجابي يف املجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬ت�صهم يف تكوين اجليل ال�صالح‪.‬‬

‫اأفهم واأعطي مثا اًل‬


‫اأفهم اأن الإ�صالم اأقر العادات والتقاليد احل�صنة التي ل تتعار�س مع مبادئه وت�رشيعاته‪ ،‬وهذه‬
‫العادات ت�صبح َح َك ًما لإثبات ُحكم �رشعي اإذا ل يرد ن�س يف ذلك احلكم‪ ،‬وهذا ما تعنيه‬
‫القاعدة الفقهية «العادة ُ َحم َّك َمة»‪ ،‬ثم اأعطي مثا ًل على اإحدى هذه العادات‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ájƒÑædG IÒ°ùdG ‘ º«≤dG : É«k fÉK‬‬

‫عنيت ال�صرية النبوية بالقيم الإميانية‪ ،‬والأخالقية وال�صلوكية‪ ،‬ويف ما ياأتي مناذج من ال�صرية‬
‫النبوية عليها‪.‬‬
‫‪ -1‬القيم الإيمانية‬
‫وهي القيم التي تتعلق باملعايري والأحكام امل�صتمدة من حقائق الإميان التي تنظم عالقة الإن�صان‬
‫بربه‪ ،‬مثل الإميان باهلل تعالى ومالئكته وكتبه ور�صله واليوم الآخر‪ ،‬والقدر خريه و�رشه‪.‬‬
‫القيم الإميانية على اأ�ص�س وقواعد عظيمة‪ ،‬من اأهمها؛ تعظيم اهلل تعالى‪،‬‬ ‫وقد اأقام النبي‬
‫والإخال�س‪ ،‬والإح�صان‪ ،‬والتقوى‪.‬‬
‫ومن القيم الإميانية ما ياأتي‪:‬‬
‫معنى‬ ‫اأ ‪ -‬الإح�سان‪ :‬ين�صاأ الإح�صان من ات�صاف املوؤمن بكمال الإميان‪ ،‬وقد ّبني النبي‬
‫اهلل َكاأَ َّن َك َت َر ُاه؛ َفاإ ِْن َ ْل َت ُك ْن َت َر ُاه؛ َفاإِ َّن ُه َي َر َ‬
‫اك»(‪.)1‬‬ ‫الإح�صان حني �صئل عنه فقال‪« :‬اأَ ْن َت ْع ُب َد َ‬
‫فاإذا �صعر الإن�صان مبراقبة اهلل تعالى له‪ ،‬واطالعه على كل ما يقوم به‪ ،‬فاإنه ي�صبط اأقواله‬
‫واأفعاله‪ ،‬فيحر�س على الطاعات‪ ،‬ويبتعد عن املعا�صي‪ ،‬ويوؤدي واجباته يف احلياة يف‬
‫اأح�صن �صورة‪.‬‬
‫والطالب الذي ي�صعر مبراقبة اهلل تعالى له يحافظ على مرافق املدر�صة‪ ،‬ويعامل معلميه‬
‫وزمالءه باحتام‪ ،‬ويطيع والديه‪ ،‬ويفعل كل �صلوك حممود‪ ،‬ويجتنب كل �صلوك مذموم؛‬
‫لأنه ي�صعر اأن اهلل تعالى مطلع عليه و�صيحا�صبه على اأفعاله‪.‬‬
‫‪ ،‬وحر�س على‬ ‫ب‪ -‬الثقة باهلل تعالى والتوكل عليه‪ :‬ومن القيم الإميانية التي ات�صف بها النبي‬
‫تربية ال�صحابة ر�صي اهلل عنهم عليها‪ :‬الثقة باهلل تعالى والتوكل عليه‪ ،‬ففي مكة املكرمة قبل‬
‫وقد �صكا اإليه‬ ‫الهجرة حني كان امل�صلمون �صعافًا م�صطهدين‪ ،‬قال خلباب بن الأرت‬
‫الر ِاك ُب ِم ْن َ�ص ْن َع َاء اإِ َلى َح ْ َ‬ ‫َ‬
‫�رش َم ْو َت‪،‬‬ ‫هلل َل ُي ِت َّم َّن َه َذا الأ ْم َر‪َ ،‬ح َّتى َي ِ�ص َري َّ‬
‫حال امل�صلمني‪َ ...« :‬وا ِ‬
‫الذ ْئ َب َع َلى غَ َن ِم ِه‪َ ،‬و َل ِك َّن ُك ْم َت ْ�ص َت ْع ِج ُل َ‬
‫ون»(‪.)2‬‬ ‫اهلل‪ ،‬اأَوِ ِ ّ‬ ‫َل َي َخ ُ‬
‫اف اإ َِّل َ‬
‫باهلل تعالى وتوكله عليه في حادثة الهجرة اإلى المدينة حين دنت‬ ‫وبرزت ثقة النبي‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫�أن يطلع عليهما‬ ‫‪ ،‬فخاف �أبو بكر‬ ‫قري�ش من الغار الذي يختبئ فيه هو و�أبو بكر‬
‫ب�أن اهلل معهم‪ ،‬يقول عز وجل‪} :‬‬ ‫فطم�أنه النبي‬
‫الم�شركون‪ْ ،‬‬

‫{ (�سورة التوبة‪ ،‬الآية ‪.)40‬‬


‫وعلى امل�سلم �أن يثق باهلل تعالى‪ ،‬ويعتمد عليه يف جلب املنافع ودفع امل�ضار‪.‬‬
‫�أحاور زمالئي‬
‫كيف ميكن �أن �أحقق قيم الإح�سان والثقة باهلل تعالى والتوكل عليه يف درا�ستي‪.‬‬

‫‪ -2‬القيم الأخالقية وال�سلوكية‬


‫وهي القيم التي تتعلق باملعايري التي توجه �سلوك الإن�سان وحتدد عالقته بالآخرين على نحوٍ‬
‫قادرا على التفاعل والتوافق معهم‪ ،‬وهذا ي�ؤدي �إلى تكوين جمتمع فا�ضل ت�سوده املحبة‬
‫يجعله ً‬
‫والوئام‪.‬‬
‫حري�صا على غر�س الأخالق الفا�ضلة وال�سلوكات الإيجابية يف‬ ‫ً‬ ‫ولهذا كان الر�سول‬
‫ي�ستمد �أخالقه‬ ‫املجتمع الإ�سالمي‪ ،‬فقال‪�« :‬إ َِّن ِم ْن ِخ َيارِ ُك ْم �أَ ْح َ�س َن ُك ْم �َأ ْخلاَ قًا»(((‪ ،‬وكان‬
‫‪ ،‬فقالت‪َ :‬‬
‫«كان ُخل ُقه‬ ‫من القر�آن الكرمي؛ فقد ُ�سئلت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها عن خلق النبي‬
‫ا ُلقر�آن»(((‪.‬‬
‫بغر�س القيم الأخالقية وال�سلوكية عن طريق ت�أكيد الأخوة والرتابط بني‬ ‫وقد اعتنى النبي‬
‫النا�س‪ ،‬والعناية بالعالقات الأ�رسية‪ ،‬وحر�صه على تربية الأبناء تربية �صحيحة‪ .‬ويف ما ي�أتي‬
‫تو�ضيح بع�ض القيم ال�سلوكية التي حث عليها الإ�سالم‪:‬‬
‫يعد خلق الأمانة من الأخالق الفا�ضلة التي دعا �إليها الإ�سالم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫أ� ‪ -‬الأمانة‪ّ :‬‬
‫{ (�سورة الن�ساء‪ ،‬الآية ‪ ،)58‬وقد كان هذا اخللق‬ ‫}‬
‫قبيل الهجرة على رد‬ ‫‪ ،‬فقد حر�ص‬ ‫من �أ�شهر الأخالق التي ات�صف بها ر�سولنا‬
‫الأمانات التي كانت عنده لقري�ش الذين كانوا ي�ست�أمنونه على �أعز ما لديهم وهو املال؛ حيث‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م�سند الإمام �أحمد بن حنبل‪ ،‬وهو حديث �صحيح لغريه‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ُعرِ ف بني قومه – حتى قبل بعثته – بالأمني‪ .‬وبالرغم من العداوة والإيذاء الذي وجده من قومه‪،‬‬
‫�أن يرد الأمانات لأ�صحابها‪.‬‬ ‫�إال �أنه قبل �أن يهاجر طلب من علي بن �أبي طالب‬
‫يف خلق الأمانة‪ ،‬في�ؤدي الفرائ�ض على �أمت وجه‬ ‫وعلى امل�سلم �أن يقتدي بر�سول اهلل‬
‫قا�صدا بها وجه اهلل تعالى‪ ،‬ويحافظ على جوارحه و�أع�ضائه‪ ،‬فال ي�ستعملها يف ما يغ�ضب اهلل‬
‫ً‬
‫تعالى‪ ،‬ويحفظ الودائع لأ�صحابها ويرجعها �إليهم عندما يطلبونها‪ ،‬ويتقن عمله وي�ؤديه على‬
‫�أكمل وجه‪ ،‬ويحفظ �رس �أخيه فال يخونه‪ ،‬وال يف�شي �أ�رساره‪.‬‬
‫النا�س �إلى ال�سلوك الإيجابي نحو البيئة؛ فقد �أمر عليه‬ ‫ب‪ -‬ال�سلوك الإيجابي نحو البيئة‪ :‬دعا النبي‬
‫أي�ضا على زراعة الأ�شجار‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ال�صالة وال�سالم بتنظيف الطرقات و�إماطة الأذى عنها‪ ،‬وحث � ً‬
‫ُوم َحتى َيغرِ َ�س َها ف ََلي ِغ ْ‬
‫ر�س َها»(((‪.‬‬ ‫ال�ساع ُة َوفيِ َيد �أَ َح ِد ُكم ف َِ�سيل ٌة‪َ ،‬ف� ْإن ا�س َت َ‬
‫طاع � اّأل َتق َ‬ ‫َامت َّ‬
‫«� ْإن ق َ‬
‫بالرفق باحليوان‪ ،‬ونهى عن �إيذائه �أو تعذيبه‪ ،‬فقال‪َ « :‬د َخ َل ْت ْام َر�أَ ٌة ال َّن َ‬
‫ار فيِ ِه َّر ٍة‬ ‫كما �أمر‬
‫أي�ضا �إلى االقت�صاد يف‬ ‫�ض»(((‪ .‬ودعا � ً‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫َر َب َط ْت َها َف َل ْم ُت ْط ِع ْم َها َو مَ ْل َت َد ْع َها َت�أْ ُك ُل ِم ْن َخ َ�ش ِ‬
‫ا�ش ْ أ‬
‫الو�ضو ِء‬ ‫ف يا َ�س ْع ُد؟ َقال‪ :‬أَ� ِفي ُ‬ ‫ال�س َر ُ‬
‫«ما هذا َّ‬ ‫تو َّ�ض أُ� فَقال‪َ :‬‬
‫ِب َ�س ْع ٍد َو ُه َو َي َ‬ ‫بي‬‫الماء؛ فقد َم َّر ال َّن ُّ‬
‫ف؟ قال‪َ :‬ن َعم‪َ ،‬و إِ� ْن ُك ْن َت َعلى َن ْهرٍ َجارٍ »(((‪.‬‬ ‫َ�س َر ٌ‬
‫�أتدبر و�أ�ستنتج‬
‫�أتدب��ر الآي��ة الكريمة الآتية‪ ،‬ثم �أ�ستنتج �أثر البيئة الطيبة في تن�شئ��ة الجيل على الأخالق الفا�ضلة‬
‫وال�سل��وكات ال�صحيح��ة‪ :‬ق��ال اهلل تعال��ى‪} :‬‬
‫{‪�( .‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية ‪.)58‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أ�ست�شعر مراقبة اهلل تعالى يف ال�رس والعلن‪.‬‬


‫‪� - 2‬أ�ؤدي �أعمايل ب�إتقان‪.‬‬
‫‪� - 3‬أرفق باحليوانات‪.‬‬
‫‪. ............................... - 4‬‬
‫(‪ )1‬الأدب املفرد‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬م�سند الإمام �أحمد بن حنبل ‪ ،‬وهو حديث ح�سن‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫الأ�سئلة‬
‫‪ -1‬ما املق�صود بكل من‪ :‬القيم‪ ،‬الإح�صان؟‬
‫‪ -2‬للقيم اأهمية كربى يف املجتمعات الب�رشية؛ اذكر ثالثة اأمور تو�صح هذه الأهمية‪.‬‬
‫واحدا على كل مما ياأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫هات ً‬
‫مثال‬ ‫‪ِ -3‬‬
‫اأ ‪ -‬قيمة اإميانية‪.‬‬
‫ب‪� -‬صلوك اإيجابي نحو البيئة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ج�‪ -‬اأمانة النبي‬
‫‪ ،‬وحر�س ع�لى ترب�ي�ة ال��صح�ابة ر�صي اهلل عنهم‪:‬‬ ‫‪ -4‬من القيم الإميانية التي ات�صف بها النبي‬
‫الثقة باهلل تعالى والتوكل عليه‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬
‫واحدا ي�صتفاد من الأحاديث النبوية الآتية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬
‫‪ -5‬ا�صتخرج ا ً‬
‫اأ ‪ -‬قال ر�صول اهلل ‪« :‬اإ َِّن ِم ْن ِخ َيارِ ُك ْم اأَ ْح َ�ص َن ُك ْم َاأ ْخ َالقًا»‪.‬‬
‫وم‬ ‫ال�صاع ُة َو ِيف َيد اأَ َح ِد ُكم ف َِ�صيل ٌة‪َ ،‬فا ْإن ا�ص َت َ‬
‫طاع ا ّأل َت ُق َ‬ ‫‪« :‬ا ْإن َق َامت َّ‬ ‫ب‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫ر�ص َها»‪.‬‬ ‫َحتى َيغرِ َ�ص َها ف ََلي ِغ ْ‬

‫‪81‬‬
‫‪(2) ájƒÑædG IÒ°ùdG ‘ ájƒHÎdG º«≤dG‬‬ ‫الدر�س‬
‫)‪(ájQÉ¡ŸG º«≤dG‬‬ ‫الثاين ع�رش‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫عرفت في الدر�س ال�صاب��ق القيم الإيمانية‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬
‫‪ -1‬تو�صيح املق�صود بالقيم املهارية‪.‬‬ ‫والأخالقي��ة وال�صلوكي��ة في ال�صي��رة النبوية‪،‬‬
‫‪ -2‬تو�صيح مظاهر عناية النبي بالقيم املهارية‪.‬‬ ‫و�صتتعرف في هذا الدر�س اإلى القيم المهارية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإعطاء اأمثلة على القيم املهارية‪.‬‬
‫‪ -4‬اللتزام بالقيم والجتاهات الواردة يف الدر�س‪.‬‬ ‫‪k G‬‬
‫‪ájQÉ¡ŸG º«≤dG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫هي القيم التي تتعلق بالقدرات والإمكانات‬
‫والتكيف مع مجتمعه‪ ،‬وتكوين‬
‫ّ‬ ‫المكت�صبة لدى الإن�صان‪ ،‬وا ّلتي ت�صاعده على ت�صهيل �صبل حياته‬
‫إيجابية مع الآخرين وت�صيير �صبل حياته؛ كالتعلم والتوا�صل والقيادة والحوار وغيرها‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عالقات ا ّ‬

‫‪ájQÉ¡ŸG º«≤dÉH‬‬ ‫‪»ÑædG ájÉæY : É«k fÉK‬‬

‫على اكت�صاف هذه املهارات لدى ال�صحابة‪ ،‬وتعلمها واإمنائها‪ ،‬و�رشورة‬ ‫حر�س النبي‬
‫اإتقانها وح�صن توظيفها‪.‬‬
‫املواهب اأنه اأر�صل معاذ بن جبل واأبا مو�صى الأ�صعري‬ ‫ومن الأمثلة على اكت�صاف النبي‬
‫اإلى املدينة املنورة‬ ‫قا�صي ْني على اليمن‪ ،‬ملعرفته مبهارتهما يف الق�صاء‪ ،‬واأر�صل م�صعب بن عمري‬
‫َ‬
‫أي�صا مهارة ح�صان بن‬
‫لن�رش الإ�صالم فيها؛ ملعرفته مبهارته يف اإقناع النا�س باحلجة واملنطق‪ ،‬وا�صتثمر ا ً‬
‫اأن يتعلم‬ ‫يف ال�صعر‪ ،‬يف خدمة الإ�صالم وامل�صلمني‪ .‬وكذلك طلب من زيد بن ثابت‬ ‫ثابت‬
‫(‪)1‬‬
‫ما ياأتيه من كتب بهذه اللغة‪.‬‬ ‫ال�رشيانية كي يتجم للنبي‬

‫أفكر‬
‫ا ُ‬
‫لل�صحابة ومهاراتهم وتوجيههم نحو‬ ‫يف مناذج اأخرى من ال�صرية النبوية على تعزيز النبي‬
‫توظيفها يف ما يفيد‪.‬‬

‫(‪� )1‬صنن اأبي داود‪ .‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ájQÉ¡ŸG º«≤dG øe êPɉ : Éãk dÉK‬‬

‫عليها وعلى تربية ال�صحابة عليها ما ياأتي‪:‬‬ ‫من المهارات التي حر�س النبي‬
‫‪ -1‬مهارة القيادة‪ :‬وهي حماولة التاأثري يف النا�س وتوجيههم لإجناز الهدف املطلوب‪ ،‬وهي قيمة مهارية‬
‫عالية ل ميكن الو�صول اإليها اإل اإذا امتلك الإن�صان �صخ�صية تتمتع بامل�صوؤولية ومعرفة الآخرين‬
‫واحلر�س على نفعهم وخدمتهم‪.‬‬
‫قدوة ح�صنة ملن بعده يف فن القيادة‪ ،‬اإذ كان يتمتع باأخالق القائد‬ ‫وقد كان ر�صول اهلل‬
‫الناجح يف ال�صجاعة والعدل وال�صرب واحلزم والنزاهة واللباقة وال�صورى وح�صن التعامل‪ ،‬فكان‬
‫�صببا يف حب النا�س له واقتدائهم به‪.‬‬
‫ذلك ً‬
‫على مهارة القيادة والم�صوؤولية‪ ،‬يقول‬ ‫كما اعتنى عليه ال�صالة وال�صالم بتربية ال�صحابة‬
‫اع َو ُك ُّل ُك ْم َم ْ�ص ُوؤ ٌ‬
‫ول َع ْن َر ِع َّي ِت ِه‪.)1(»...‬‬ ‫«ك ُّل ُك ْم َر ٍ‬
‫الر�صول ‪ُ :‬‬
‫كثيرا من الكفايات التي ينبغي اأن‬
‫‪ -2‬مهارة بناء العالقات الإيجابية مع الآخرين‪ :‬وتت�صمن هذه المهارة ً‬
‫يمتلكها الم�صلم‪ ،‬مثل القدرة على فهم الآخرين ومنطلقاتهم‪ ،‬وح�صن التعامل معهم‪.‬‬
‫النا�س‬
‫َ‬ ‫حث النبي‬‫وفي ال�صيرة النبوية توجيهات كثيرة لح�صن التعامل مع النا�س‪ ،‬من ذلك ُّ‬
‫ون ا ْل َج َّن َة َح َّتى ُتوؤْ ِم ُنوا َو َل ُتوؤْ ِم ُنوا َح َّتى َت َح ُّابوا‪ ،‬اأَ َو َل‬
‫على ن�صر ال�صالم بينهم‪ ،‬فقال‪َ « :‬ل َت ْد ُخ ُل َ‬
‫ال�صال ََم َب ْي َن ُك ْم»(‪.)2‬‬ ‫اأَ ُد ُّل ُك ْم َع َلى َ�ص ْي ٍء اإِذَا ف ََع ْل ُت ُم ُ‬
‫وه َت َح َاب ْب ُت ْم؟‪ ،‬اأَ ْف ُ�صوا َّ‬
‫َث‪َ ،‬فاإ ِْن ُاأ ِذ َن َل َك‬
‫ان َثال ٌ‬ ‫اإلى ال�صتئذان قبل الدخول اإلى البيوت‪ ،‬فقال‪« :‬ا ِل ْ�ص ِت ْئ َذ ُ‬ ‫ودعا‬
‫يك‬ ‫َار ِج ْع»(‪ ،)3‬كما حث على الب�صا�صة في وجوه النا�س‪ ،‬فقال‪َ « :‬ت َب ُّ�ص ُم َك ِفي َو ْج ِه َاأ ِخ َ‬ ‫َواإِ َّل ف ْ‬
‫َل َك َ�ص َد َق ٌة‪ .)4(»...‬وكان ياأمر بزيارة المري�س والطمئنان عليه‪ ،‬وتطييب خاطره‪.‬‬
‫ومنها المرونة في التع�امل وتج�اوز الزلت والرفق واللين‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة اآل عمران‪ ،‬الآية ‪.)159‬‬

‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬


‫(‪� )2‬صحيح م�صلم‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح م�صلم‪.‬‬
‫(‪� )4‬صنن التمذي ‪ .‬هو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫مثال‬‫�أعطي اً‬
‫على �إجراء �آخر ي�ؤدي �إلى بناء عالقات �إيجابية بني النا�س عن طريق احلديث النبوي ال�رشيف‬
‫َ‬
‫الآتي‪ « :‬إِ�ذَا غَ ِ�ض َب أ� َح ُد ُك ْم َو ُه َو َقا ِئ ٌم َف ْل َي ْج ِل ْ‬
‫�س‪َ ،‬ف�إ ِْن ذ ََه َب َع ْن ُه ا ْل َغ َ�ض ُب‪َ ،‬و إ� َاِّل َف ْل َي ْ�ض َط ِج ْع»(((‪.‬‬

‫‪ -3‬مهارة الحوار‪ :‬فالحوار بين النا�س هو الو�سيلة الأ�سا�سية للتوا�صل‪ ،‬فالإن�سان كائن اجتماعي ال يعي�ش‬
‫وي َع ِ ّب َر عن احتياجاته ال ُب َّد له من الحوار مع َم ْن حوله‪.‬‬ ‫� اَّإل مع غيره‪ ،‬ولكي ي�ستطيع الحياة مع غيره‪ُ ،‬‬
‫�أف�ضل َمن ي�ستخدم احلوار‪ ,‬ويتقن فنونه‪،‬‬ ‫حممدا‬
‫ً‬ ‫درك � َّأن �سيدنا‬ ‫واملت� ِ ّأمل لل�سرية النبوية ُي ُ‬
‫و�أ�ساليبه‪ ،‬و�آدابه‪ ،‬فكان يحرتم من يحاوره‪ ،‬ويكلمه بتهذيب من غري �شتم �أو �سب �أو �إيذاء‪ ،‬قال‬
‫ي�ستمع‬ ‫الب ِذيء»(((‪ ،‬وكان‬ ‫اح ِ�ش‪ ،‬وال َ‬ ‫اللعان‪ ،‬وال ال َف ِ‬ ‫بالط َعان وال َ‬ ‫الم� ِؤم ُن َّ‬ ‫ي�س ُ‬ ‫‪َ « :‬ل َ‬
‫جيدا للآخرين فال يقاطعهم‪ ،‬وكان يدعم �آراءه باحلجج العقلية املنطقية‪.‬‬ ‫ً‬
‫يف حواره مع النا�س‪ ،‬من ذلك � َّأن‬ ‫ويف ال�سرية النبوية مناذج كثرية حل�سن �أ�سلوب النبي‬
‫وه‪َ ،‬قا ُلوا‪:‬‬ ‫الز َنى‪َ ،‬ف أَ� ْق َب َل ا ْل َق ْو ُم َع َل ْي ِه ف ََز َج ُر ُ‬ ‫هلل ا ْئ َذ ْن ِلي ِب ِّ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫َف ًتى َ�ش ًّابا أَ� َتى ال َّنب َِّي ‪َ ،‬ف َق َ‬
‫هلل‪َ ،‬ج َع َل ِني ُ‬
‫اهلل‬ ‫ال‪ :‬اَل َوا ِ‬ ‫ل ِ ّم َك؟ َق َ‬ ‫ال‪ :‬أَ� ُت ِح ُّب ُه ُِ أ‬ ‫�س َق َ‬ ‫ال‪ :‬ف ََج َل َ‬ ‫ال‪ :‬ا ْد ُن ْه‪ ،‬ف ََد َنا ِم ْن ُه قَرِ ًيبا‪َ ،‬ق َ‬ ‫َم ْه َم ْه‪َ ،‬ف َق َ‬
‫هلل‪،‬‬ ‫ول ا ِ‬‫هلل َيا َر ُ�س َ‬ ‫ال‪ :‬اَل َوا ِ‬ ‫ال‪ :‬أَ� َف ُت ِح ُّب ُه اِل ْب َن ِت َك؟ َق َ‬ ‫ل َّم َها ِتهِ ْم‪َ ،‬ق َ‬ ‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِ أُ‬ ‫ال‪َ :‬و اَل ال َّن ُ‬ ‫ِف َد َاء َك‪َ ،‬ق َ‬
‫هلل َج َع َل ِني‬‫ال‪ :‬اَل َوا ِ‬ ‫ل ْخ ِتك َ؟ َق َ‬ ‫ال‪� :‬أَ َف ُت ِح ُّب ُه ِ أُ‬ ‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َب َنا ِتهِ ْم‪َ ،‬ق َ‬‫ال‪َ :‬و اَل ال َّن ُ‬ ‫اهلل ِف َد َاء َك‪َ ،‬ق َ‬
‫َج َع َل ِني ُ‬
‫هلل‪َ ،‬ج َع َل ِني‬ ‫ال‪ :‬اَل َوا ِ‬ ‫ال‪� :‬أَ َف ُت ِح ُّب ُه ِل َع َّم ِت َك؟ َق َ‬ ‫لَ َخ َوا ِتهِ ْم‪َ ،‬ق َ‬ ‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِ أ‬ ‫ال‪َ :‬و اَل ال َّن ُ‬ ‫اهلل ِف َد َاء َك‪َ ،‬ق َ‬ ‫ُ‬
‫هلل‪َ ،‬ج َع َل ِني ُ‬
‫اهلل‬ ‫ال‪ :‬اَل َوا ِ‬ ‫ال‪َ :‬أ� َف ُت ِح ُّبه ِل َخا َل ِت َك؟ َق َ‬ ‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َع َّما ِتهِ ْم‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪َ :‬و اَل ال َّن ُ‬ ‫اهلل ِف َد َاء َك‪َ ،‬ق َ‬
‫ُ‬
‫ال‪ :‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر َذ ْن َب ُه َو َطهِ ّ ْر‬ ‫ال‪ :‬ف ََو َ�ض َع َي َد ُه َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َق َ‬ ‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لخِ َ اَال ِتهِ ْم‪َ .‬ق َ‬ ‫ال‪َ :‬و اَل ال َّن ُ‬ ‫ِف َد َاء َك‪َ ،‬ق َ‬
‫َق ْل َب ُه َو َح ِ ّ�ص ْن ف َْر َج ُه‪َ .‬ف َل ْم َي ُك ْن َب ْع ُد َذ ِل َك ا ْل َف َتى َي ْل َت ِف ُت ِ�إ َلى َ�ش ْي ٍء»((( ‪.‬‬
‫مع‬ ‫�أ�سلوب احلوار مع غري امل�سلمني باللطف واللني‪ ،‬فمن ذلك حواره‬ ‫واتبع الر�سول‬
‫م�رشكي قري�ش‪ ،‬وحر�صه ال�شديد على هدايتهم حتى �أرهق نف�سه يف �سبيل ذلك‪ ،‬ف�أنزل اهلل تعالى‬
‫{ (�سورة الكهف‪ ،‬الآية ‪.)6‬‬ ‫عليه‪} :‬‬
‫وعلى امل�سلم �أن يتعلم �آداب احلوار ويلتزم بها مع النا�س جميعهم‪ ،‬مع والديه‪ ،‬و�أبنائه‪ ،‬و�أقاربه‪،‬‬
‫ومعلميه‪ ،‬وطالبه‪ ،‬وزمالئه يف العمل‪.‬‬
‫(‪� )1‬سنن �أبي داود‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬الأدب املفرد للبخاري‪ ،‬وهو حديث �صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )3‬م�سند االمام �أحمد بن حنبل‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫�أتعاون و�أ�ستخرج‬
‫مع كفار قري�ش يف‬ ‫�أتعاون مع جمموعتي‪ ،‬ال�ستخراج �أ�ساليب احلوار التي ا�ستخدمها النبي‬
‫فتح مكة‪.‬‬

‫‪ -4‬مهارة �إدارة الوقت‪ :‬ي�ساعد تنظيم الوقت على املوازنة بني الأهداف والواجبات‪ ،‬وي�ؤدي �إلى‬
‫زيادة �رسعة �إجناز العمل‪ ،‬وتقليل الأخطاء‪ ،‬لذا اعتنى الإ�سالم بتنظيم الوقت‪ ،‬فجعل العبادات‬
‫وعد الوقت �أمانة ُي�س�أل الإن�سان عنها‬ ‫ت�صح �إال بها‪ّ ،‬‬ ‫يف مواعيد حمدودة‪ ،‬ومواقيت معلومة ال ُّ‬
‫أي�ضا �إلى تنظيم الوقت وا�ستثماره يف ما يفيد‪ ،‬وحذر من‬ ‫� ً‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬ودعا ر�سول اهلل‬
‫«اغ َت ِن ْم َخ ْم ً�سا َق ْب َل َخ ْم ٍ�س‪�َ :‬ش َب َاب َك َق ْب َل ِه َر ِم َك‪َ ،‬و ِ�ص َّح َت َك َق ْب َل‬
‫ت�ضييعه والتفريط فيه‪ ،‬فقال‪ْ :‬‬
‫َ�س َق ِم َك‪َ ،‬وغناك َق ْب َل َف ْقرِ َك‪َ ،‬وف ََراغَ َك َق ْب َل ُ�ش ْغ ِل َك‪َ ،‬و َح َيا َت َك َق ْب َل َم ْو ِت َك»(((‪.‬‬

‫�أقرتح‬
‫أفكارا ب ّناءة ت�سهم يف تعديل �سلوك زمالئي يف ال�صف يف املجاالت الآتية‪:‬‬
‫� ً‬
‫‪ -1‬احرتام النظام‪.‬‬
‫‪ -2‬نظافة الغرفة ال�صفية‪.‬‬
‫‪ -3‬جت ّنب الكالم البذيء‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬


‫‪� - 1‬أتعلم املهارات التي تنفعني وتنفع جمتمعي‪.‬‬
‫إيجابيا مع الآخرين‪.‬‬
‫‪� - 2‬أحر�ص على �أن �أكون � ًّ‬
‫‪. .................................... -3‬‬

‫(‪ )1‬امل�ستدرك على ال�صحيحني‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الأ�سئلة‬
‫‪ -1‬و�صح اأهمية القيم املهارية‪.‬‬
‫‪ -2‬ما املق�صود مبهارة القيادة؟‬
‫‪ -3‬بني ثالثة من اأخالق القائد الناجح‪.‬‬
‫‪ -4‬هات ً‬
‫مثال من ال�صرية النبوية على كل من‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬ح�صن احلوار‪.‬‬
‫ب‪ -‬ح�صن التعامل مع النا�س‪.‬‬
‫ج�‪ -‬ا�صتثمار مهارات ال�صحابة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أربعا من القيم املهارية التي حث عليها الر�صول‬
‫‪ -5‬اذكر ا ً‬
‫‪ -6‬ا�صتخرج القيم التي دعا اإليها احلديثان النبويان الآتيان‪:‬‬
‫«اغ َت ِن ْم َخ ْم ً�صا َق ْب َل َخ ْم ٍ�س‪�َ :‬ص َب َاب َك َق ْب َل ِه َر ِم َك‪َ ،‬و ِ�ص َّح َت َك َق ْب َل‬ ‫‪ْ :‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫اك َق ْب َل َف ْقرِ َك‪َ ،‬وف ََراغَ َك َق ْب َل ُ�ص ْغ ِل َك‪َ ،‬و َح َيا َت َك َق ْب َل َم ْو ِت َك»‪.‬‬ ‫َ�ص َق ِم َك‪َ ،‬و ِغ َن َ‬
‫ال�صال ََم َب ْي َن ُك ْم»‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قال ر�صول اهلل ‪َ « :‬اأ َو َل َاأ ُد ُّل ُك ْم َع َلى َ�ص ْي ٍء اإِذَا ف ََع ْل ُت ُم ُ‬
‫وه َ َحت َاب ْب ُت ْم اأَ ْف ُ�صوا َّ‬

‫‪86‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل تعبئة املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫�أوالً‪ :‬الدر�س العا�رش (حقوق الإن�سان يف الإ�سالم)‬

‫حقوق الإن�سان في الإ�سالم‬

‫حقوق الإن�سان في‬ ‫�أ�س�س حقوق الإن�سان في‬


‫الإ�سالم‬ ‫الإ�سالم‬

‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬


‫االجتماعية‬ ‫االعتقادية‬ ‫ال�شخ�صية‬
‫ال�سيا�سية‬
‫والفكرية‬

‫‪87‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�س احلادي ع�رش (القيم الرتبوية يف ال�سرية النبوية)‪ /‬القيم الإميانية والأخالقية وال�سلوكية‬

‫القيم التربوية‬

‫نماذج من القيم‬
‫نماذج من القيم‬ ‫�أنواع القيم في‬
‫الأخالقية وال�سلوكية‬ ‫�أهمية القيم‬ ‫مفهموم القيم‬
‫الإيمانية في ال�سيرة‬ ‫ال�سيرة النبوية‬
‫في ال�سيرة‬

‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫القيم الإيمانية هي ‪:‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬


‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫القيم الأخالقية‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫وال�سلوكية هي‪:‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬

‫‪88‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س الثاين ع�رش (القيم الرتبوية يف ال�سرية النبوية)‪ /‬القيم املهارية‬

‫القيم المهارية‬

‫نماذج من القيم المهارية في‬ ‫نماذج من تعزيز النبي‬


‫مفهوم القيم المهارية‬
‫ال�سيرة النبوية‬ ‫لل�صحابة‬

‫‪ -1‬مهارة القيادة‪.‬‬ ‫‪� -1‬أر�س��ل معاذ بن جبل و�أبا مو�سى‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪.......................... -2‬‬ ‫الأ�شع��ري ر�ض��ي اهلل عنهم��ا‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫قا�ضيَ ْين على اليمن لمهارتهما‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫في الق�ضاء‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪.......................... -3‬‬ ‫‪.......................... -2‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪.......................... -4‬‬ ‫‪.......................... -3‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪.......................... -4‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪...........................‬‬


‫‪...........................‬‬

‫‪89‬‬
‫‪áeC’G Iƒb πeGƒY øe‬‬ ‫الدر�س‬
‫‪ßØMh Ò°ùØJ‬‬ ‫‪¿GôªY ∫BG IQƒ°S øe (108-102) äÉjB’G‬‬ ‫الثالث ع�رش‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬
‫‪ -1‬تو�صيح معاين املفردات والتاكيب‪.‬‬
‫وافيا‪.‬‬
‫تف�صريا ً‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬تف�صري الآيات املقررة‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ الآيات املقررة ً‬
‫‪ -4‬مت ُّثل التوجيهات املت�صمنة يف الآيات املقررة‪.‬‬

‫قال اهلل تعالى ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫‪k G‬‬
‫‪IQƒ°ùdG …ój ÚH : ’hC‬‬
‫هذه الآيات من �صورة اآل عمران‪ ،‬وهي �صورة مدنية‪ ،‬تناولت مو�صوعات عدة‪ ،‬منها الثبات‬
‫على الإ�صالم‪ ،‬واإثبات وحدانية اهلل تعالى‪ ،‬واإثبات �صدق القراآن الكرمي‪ ،‬ور ّد �صبهات غري امل�صلمني‪،‬‬
‫والتحذير من كيدهم‪.‬‬

‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG ÊÉ©e : É«k fÉK‬‬


‫مت�صكوا بالإ�صالم‪.‬‬
‫‪ّ :‬‬
‫‪ :‬ل تختلفوا‪.‬‬
‫‪ :‬حافة‪.‬‬
‫‪ :‬الدلئل الوا�صحة‪.‬‬

‫‪áÁôµdG äÉjB’G Ò°ùØJ : Éãk dÉK‬‬


‫تتحدث الآيات الكرمية عن عوامل قوة الأمة الإ�صالمية ومتا�صكها‪ ،‬لتكون خري اأمة‪ ،‬يقول اهلل‬
‫{‬ ‫تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة اآل عمران‪ ،‬الآية ‪ ،)110‬وحتذر الآيات الكرمية امل�صلمني من التفرق والختالف‪ ،‬وتبني اجلزاء‬
‫املتتب على ذلك‪.‬‬
‫وقد تناولت هذه الآيات الكرمية املو�صوعني الآتيني‪:‬‬
‫‪áªjôµdG äÉjB’G äÉYƒ°Vƒe‬‬

‫التحذير من الفرقة وبيان عاقبتها‬


‫عوامل قوة الأمة‬
‫في الآخرة‬ ‫الآيات الكريمة (‪)104-102‬‬
‫الآيات الكريمة (‪)108-105‬‬

‫‪91‬‬
‫عوامل قوة الأمة‬
‫حت�صن الفرد وت�صون املجتمع‪ ،‬منها ما ي�أتي‪:‬‬
‫بينت الآيات الكرمية بع�ض عوامل قوة الأمة التي ّ‬
‫‪ -1‬تقوى اهلل تعالى‪ :‬ينبغي على امل�ؤمنني �أن يخافوا اهلل تعالى‪ ،‬و�أن يتقوه حق التقوى‪ ،‬وذلك باالمتثال‬
‫لأوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬وال�شعور مبراقبته‪.‬‬
‫‪ -2‬اال�ستقامة والثبات على دين الإ�سالم‪� :‬أكدت الآيات الكرمية �أن من �أ�سباب القوة لدى الفرد‬
‫واملجتمع هي االلتزام ب�أحكام الإ�سالم وقيمه وت�رشيعاته‪ ،‬مع الثبات واال�ستمرار على ذلك‬
‫حتى املمات‪.‬‬

‫�أت�أمل و�أبني‬
‫يدعو بالثبات‬ ‫�أت�أمل احلديث النبوي ال�رشيف الآتي‪ ،‬ثم �أبني الأمر امل�ستفاد منه‪:‬كان النبي‬
‫وب َث ِّب ْت َق ْلبِي َع َلى ِدي ِن َك»(((‪.‬‬
‫على دين اهلل تعالى فيقول‪َ « :‬يا ُم َق ِل َب ال ُق ُل ِ‬

‫‪ -3‬االعت�صام بالإ�سالم‪ :‬ت�أمر الآيات الكرمية‬


‫بالتم�سك بكتاب اهلل تعالى و�سنة نبينا‬
‫حممد �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وجاء التعبري‬
‫{ �إ���ش��ارة �إل��ى �أهمية‬ ‫بكلمة }‬
‫امل�س�ؤولية املجتمعية‪ ،‬التي يكلف فيها‬
‫كل فرد ب��أن يقوم ب��دوره جتاه جمتمعه‪،‬‬
‫ويكونون بحق �أخوة؛ كما قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫{ (�سورة احلجرات‪ ،‬الآية ‪.)10‬‬ ‫}‬
‫‪ -4‬الوحدة وعدم التفرق‪ :‬دعت الآيات الكرمية �إلى الوحدة والت�آلف بني �أفراد املجتمع‪ ،‬وحذرت‬
‫�سببا يف‬
‫من الفرقة واالختالف‪ ،‬وقد بينت موقفني‪ :‬موقف الذين تفرقوا واختلفوا فكان ذلك ً‬
‫�ضعفهم و�صاروا فرقًا متناحرة‪ ،‬وموقف امل�ؤمنني الذين �أنعم اهلل عليهم بنعمة الأخوة والوحدة‪،‬‬

‫(‪� )1‬سنن الرتمذي‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫بعد �أن كانوا �أعداء يف اجلاهلية‪ ،‬م�رشفني على دخول النار بكفرهم‪ ،‬ف�أجناهم اهلل منها بالإ�سالم‬
‫وهداهم للإميان‪ ،‬وجمع بني قلوبهم ف�أ�صبحوا بف�ضل اهلل �إخوا ًنا مرتاحمني متنا�صحني‪.‬‬
‫وال �شك �أن قوة الأمة ووحدتها ال تر�ضي الأعداء‪ ،‬وتغيظ املرتب�صني بها؛ لت�شتيت كلمتها‬
‫مر (�ش�أ�س بن‬
‫وتفريق وحدتها‪ ،‬فقد جاء يف �سبب نزول هذه الآيات ما ي�ؤكد ذلك‪ ،‬فقد ّ‬
‫قي�س) اليهودي على نفر من الأن�صار من الأو�س والخزرج مجتمعين في مجل�س لهم‪ ،‬فغاظه‬
‫ما ر�أى من أُ� ْلفتهم و�صالح ذات بي ِنهم بعد الذي كان بي َنهم من عداوة في الجاهلية‪ ،‬ف�أر�سل‬
‫�شابا ِّ‬
‫يذكرهم بانت�صار الأو�س على الخزرج في يوم ُبعاث �أيام الجاهلية‪ ،‬فتنازع القوم‬ ‫�إليهم ًّ‬
‫فخرج �إليهم‬ ‫عند ذلك وتفاخروا وتغا�ضبوا وقالوا‪ :‬ال�سالح ال�سالح ‪ ...‬فبلغ ذلك النبي‬
‫أبدعوى ا ْل َج ِاه ِل َّي ِة‪َ ،‬و�أَ َنا َ‬
‫بين‬ ‫اهلل‪ْ � ،‬‬ ‫اهلل َ‬ ‫ين‪َ ،‬‬ ‫مع المهاجرين والأن�صار فقال‪َ �« :‬أيا َم ْع َ�ش َر ا ْل ُم ْ�س ِل ِم َ‬
‫لِ ْ�سلاَ ِم‪َ ،‬و�أَكْ َر َم ُك ْم ِب ِه‪َ ،‬و َق َط َع ِب ِه َع ْن ُك ْم �أَ ْم َر ا ْل َج ِاه ِل َّي ِة َو ْ‬
‫ا�س َت ْن َق َذ ُك ْم ِب ِه‬ ‫�أظهرِ كم َب ْع َد أَ� ْن َه َد ُاك ْم ُ‬
‫اهلل ِل ْ إ‬
‫ِم ْن ا ْل ُك ْفرِ ‪ ،‬و�أ َّلف ِب ِه بين ُق ُلو ِب ُك ْم؟»‪ ،‬فعرف القوم �أنها مكيدة من مكائد الأعداء‪ ،‬و�أنها نزغة‬
‫بع�ضا‪.‬‬
‫من ال�شيطان‪ ،‬ف�ألقوا ال�سالح‪ ،‬وعانق بع�ضهم ً‬

‫�أتدبر و�أبني‬
‫�سلبيا من �آثار الفرقة يف املجتمع امل�سلم‪:‬‬
‫أثرا ً‬‫�أتدبر الآية الكرمية الآتية‪ ،‬ثم �أبني � ً‬
‫{‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة الأنفال‪ ،‬الآية ‪.)46‬‬

‫‪ -5‬الدعوة �إلى اخلري‪ :‬بينت الآيات الكرمية �أن من �أ�سباب قوة الأمة دعوتها �إلى اخلري الذي جاء به‬
‫الإ�سالم‪ ،‬وهو الأمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬الذي هو واجب على كل م�سلم وم�سلمة‪،‬‬
‫كل بح�سب م�س�ؤوليته و�سلطته وعلمه‪.‬‬
‫ويف الدعوة �إلى اخلري �أمان للمجتمع من الف�ساد والإحلاد واالنحراف والتطرف‪ ،‬وتنت�رش فيه‬
‫قيم الإ�سالم الفا�ضلة‪ ،‬وتتوافر البيئة التي يجد فيها امل�سلم �أعوا ًنا على اخلري‪ ،‬وينح�رص فيها ال�رش‪،‬‬
‫وتزداد الأخوة بني �أفرادها‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫التحذير من الفرقة وبيان عاقبتها يف الآخرة‬
‫حذرت الآيات الكرمية من التنازع واالختالف‪ ،‬وذكرت لنا موقف الذين تفرقوا و�صاروا فرقًا‬
‫وجماعات متناحرة‪ ،‬واختلفوا من بعد ما جاءتهم الدالئل الوا�ضحة على �صدق �أنبيائهم‪ ،‬ودعت‬
‫الآيات الكرمية امل�ؤمنني � اّأل يكونوا �أمثالهم‪.‬‬
‫و�أ�شارت الآيات الكرمية �إلى كمال عدل اهلل تعالى؛ فيجازي العباد على مواقفهم و�أعمالهم يف‬
‫احلياة الدنيا والآخرة‪ ،‬فالذين احتدوا وت�آلفوا‪ ،‬يجازيهم اهلل تعالى يف الدنيا بالعزة والرفعة والقوة‬
‫فرحا و�سعادة‪ ،‬ويتنعمون ب�شتى �أ�صناف النعيم الذي �أعده‬
‫والغلبة‪ ،‬ويف الآخرة ت�رشق وجوههم ً‬
‫اهلل لهم يف اجلنة‪ ،‬و�أما الذين اختلفوا وتفرقوا فجزا�ؤهم ال�ضعف والت�شتت والهزمية يف احلياة‬
‫الدنيا‪ ،‬ويف الآخرة َت ْ�س َو ُّد وجوههم من احلزن والك�آبة‪� ،‬إ�ضافة لتوبيخهم على كفرهم بعد �إميانهم‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪� - 1‬أعت�صم بكتاب اهلل و�سنة نبيه‬


‫‪� - 2‬أحر�ص على الدعوة �إلى اخلري‪.‬‬
‫‪. .............................. - 3‬‬

‫‪94‬‬
‫الأ�سئلة‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ّ -1‬بني معاين املفردات والتاكيب الآتية‪:‬‬
‫{‪.‬‬ ‫ف�رش قوله تعالى‪} :‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫‪ -3‬ا�صتنتج عامل قوة الأمة الذي ت�صري اإليه كل اآية من الآيات الكرمية الآتية‪:‬‬

‫عامل القوة‬ ‫الآيات الكرمية‬ ‫الرقم‬

‫{‬ ‫‪ -1‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬


‫{‬ ‫‪ -2‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬

‫‪ -3‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬


‫{‬

‫‪ -4‬بني �صبب نزول قول اهلل تعالى‪} :‬‬


‫{‬

‫{‪.‬‬ ‫{‪ ،‬و�صح احلكمة من التعبري بكلمة }‬ ‫‪ -5‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫‪ -6‬قارن بني جزاء املوؤمنني وجزاء الكافرين يف الدنيا والآخرة من حيث ال�صبب‪ ،‬والنتيجة‪.‬‬

‫‪ -7‬اذكر اأثرين من اآثار الدعوة اإلى اخلري يف املجتمع‪.‬‬

‫‪،{...‬‬ ‫غيبا الآيات الكرمية من قوله تعالى‪} :‬‬


‫‪ -8‬اكتب ً‬
‫{‪.‬‬ ‫اإلى قوله تعالى‪...} :‬‬

‫‪95‬‬
‫الدر�س‬
‫‪IQƒæŸG áæjóŸG á≤«Kh‬‬ ‫الرابع ع�رش‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫اإلى املدين��ة املنورة‪،‬‬ ‫هاجر الر�ص��ول‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬
‫فكان فيها امل�صلمون من املهاجرين والأن�صار‪،‬‬
‫لتنظيم جمتمع املدينة املنورة‪،‬‬ ‫‪ -1‬حتليل وثيقة النبي‬
‫واليه��ود‪ ،‬و�ص��كان املدين��ة من الع��رب غري‬
‫مبي ًنا ما ت�صمنته من حقوق وواجبات ومباد‪.Ç‬‬
‫‪ -2‬اللتزام بالتوجيهات النبوية الواردة يف الوثيقة‪.‬‬ ‫وثيقة عامة‬ ‫امل�صلم��ني‪ .‬وقد كتب النب��ي‬
‫‪ -3‬اإدراك اأهمية التنظيم القانوين للدولة‪.‬‬ ‫لأهل املدينة‪.‬‬
‫ومن اأبرز ما جاء يف هذه الوثيقة‪:‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪á∏≤à°ùŸG IóMGƒdG áeC’G ¿ÓYEG : ’hC‬‬
‫يف هذه الوثيقة قيام الأمة الإ�صالمية وا�صتقاللها‪ ،‬جاء يف الوثيقة‪« :‬هذا‬ ‫اأعلن الر�صول‬
‫كتاب من حممد النبي ر�صول اهلل‪ ،‬بني املوؤمنني وامل�صلمني من قري�س واأهل ي‪Ì‬ب‪ ،‬ومن تبعهم‪،...‬‬
‫اأنهم اأمة واحدة من دون النا�س»‪ .‬فتهدف الوثيقة اإلى حتويل املجتمع من جماعات مبع‪Ì‬ة‪ ،‬ترتبط‬
‫بروابط قبلية اأو ع�صبية اأو غريها‪ ،‬اإلى اأمة واحدة هي اأمة الإ�صالم‪ ،‬التي تقوم على اأ�صا�س رابطة‬
‫واحدة‪ ،‬هي رابطة الإ�صالم‪.‬‬

‫‪™ªàéŸG OGôaCG äÉbÓY º¶æJ »àdG ¥ƒ≤◊G í«°VƒJ : É«k fÉK‬‬


‫ركزت الوثيقة على تنظيم عالقات اأفراد املجتمع ببيان احلقوق التي �صمنتها لهم‪ ،‬ومن اأبرز‬
‫هذه احلقوق ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حق املواطنة‪ :‬ل حت�رش الوثيق ُة املواطنة يف امل�صلمني وحدهم‪ ،‬بل اأثبتت حق املواطنة للم�صلمني‬
‫مبقت�صى اإ�صالمهم‪ ،‬ولغري امل�صلمني مبقت�صى الإقامة يف املدينة واللتزام باأحكام الوثيقة‪ ،‬فقد‬
‫ن�صت على اأن غري امل�صلمني املقيمني يف املدينة اأمة مع املوؤمنني‪ ،‬لهم من احلقوق والواجبات‬
‫كما للم�صلمني ب�صفة عامة‪ ،‬فجاء فيها‪« :‬يهود بني عوف اأمة مع املوؤمنني‪.»...‬‬
‫‪ -2‬حق العتقاد والتدين‪ :‬فامل�صلمون لهم عقيدتهم و�صعائرهم الإ�صالمية‪ ،‬واأهل الكتاب لهم‬

‫‪96‬‬
‫حق ممار�صة �صعائر دينهم؛ اإذ جاء يف الوثيقة‪« :‬لليهود دينهم‪ ،‬وللم�صلمني دينهم مواليهم‬
‫جربون على الدخول يف الإ�صالم‪.‬‬ ‫واأنف�صهم»‪ ،‬فال ُي َ‬
‫‪ -3‬حق الأمن والتنقل‪ :‬وذلك بالعي�س بال خوف على اأنف�صهم اأو اأعرا�صهم اأو اأموالهم‪ ،‬يف الإقامة‬
‫ويف ال�صفر‪ ،‬اإذا التزموا اأحكام الوثيقة‪ ،‬فقد جاء يف الوثيقة‪« :‬واأنه من خرج اآمن‪ ،‬ومن قعد‬
‫اآمن باملدينة اإل من ظلم واأثم‪.»... ،‬‬
‫‪ -4‬حق امل�ساواة‪ :‬فاأفراد املجتمع جميعهم اأمام القانون �صواء‪ ،‬من حيث املعاملة وع�صمة الدماء؛‬
‫وذلك مبقت�صى املواطنة‪ ،‬فقد جاء يف الوثيقة‪« :‬واإنه من تبعنا من يهود فاإن له الن�رش والأ�صوة‬
‫غري مظلومني ول متنا�رش عليهم»؛ لأن النف�س الب�رشية لها احلرمة نف�صها اأمام ال�رشع‪ ،‬ل فرق‬
‫بينهم يف ذلك لأي �صبب كان‪.‬‬
‫‪ -5‬حق التملك‪ :‬فقد اأقرت الوثيقة حق التملك لغري امل�صلمني كما هو للم�صلمني‪ ،‬فلهم ذمتهم املالية‬
‫امل�صتقلة‪ ،‬جاء يف الوثيقة‪« :‬واإن على اليهود نفقتهم‪ ،‬وعلى امل�صلمني نفقتهم»‪ ،‬ويف هذا اإ�صارة‬
‫اإلى حرية العمل والت�رشف يف اأموالهم‪.‬‬

‫‪™ªàéŸG OGôaCG äÉÑLGh ójó– : Éãk dÉK‬‬


‫أقرت الوثيقة جمموعة من الواجبات على اأفراد املجتمع‪ ،‬من اأهمها‪:‬‬
‫يف مقابل احلقوق ال�صابقة ا َّ‬
‫‪ -1‬احرتام �سيادة النظام والقانون‪ :‬فالقانون املتمثل يف مرجعية القراآن الكرمي وال�صنة النبوية هو الذي‬
‫يحكم يف كل نزاع يقع يف املجتمع‪ ،‬وحكمه نافذ يف العالقات بني اأفراد املجتمع‪ ،‬فقد جاء‬
‫يف الوثيقة‪« :‬واأنه ما كان بني اأهل هذه الوثيقة من حدث اأو ا�صتجار(‪ )1‬يخاف ف�صاده‪ ،‬فاإن‬
‫مرده اإلى اهلل واإلى حممد ر�صول اهلل» ‪.‬‬
‫‪ -2‬التكافل الجتماعي‪ :‬اأقرت الوثيقة اأ�صكال التكافل الجتماعي التي كانت �صائدة قبل كتابة‬
‫الوثيقة مثل‪ :‬فداء الأ�رشى ودفع الدية يف القتل اخلطاأ؛ اأي اأنهم يبقون على احلال التي جاء‬
‫الإ�صالم وهم عليها‪ ،‬ويبداأ التكافل من الع�صرية‪ ،‬فاإذا عجزت الع�صرية ينتقل واجب التكافل‬
‫اإلى املجتمع‪ ،‬جاء يف الوثيقة‪« :‬املهاجرون من قري�س على ربعتهم‪ ،‬يتعاقلون بينهم وهم يفدون‬
‫عانيهم»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬ا�صتجار‪ :‬اأي �صجار وم�صكالت‪.‬‬
‫(‪ )2‬ربعتهم‪ :‬اأي ما ا�صتقر لديهم من اأعراف ح�صنة‪ ،‬والعاين هو الأ�صري‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -3‬التنا�صح والتوا�صي باخلري‪ :‬وذلك ب�إرادة اخلري لكل �أفراد املجتمع للإفادة من خربات النا�س‬
‫جميعا وحتقيق الثقة املتبادلة بينهم؛ �إذ جاء يف الوثيقة‪« :‬و�إن بينهم الن�صح والن�صيحة والرب‬
‫ً‬
‫دون الإثم»‪.‬‬
‫‪ -4‬التعاون يف منع الظلم‪ :‬جاء يف الوثيقة‪« :‬و�أن امل�ؤمنني املتقني �أيديهم على كل من بغى منهم‪... ،‬‬
‫ولو كان ولد �أحدهم»‪ ،‬فيجب عليهم �أن مينعوا الظامل من ظلمه‪ ،‬و�إن كان ابن �أحدهم‪ ،‬ويف‬
‫هذا حتقيق الأمن لأفراد املجتمع جميعهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وجوب م�شاركة �أفراد املجتمع جميعهم يف �أمن املجتمع‪ :‬ف�إذا حدث اعتداء على الدولة واملجتمع‬
‫وجب على �أفراد املجتمع جميعهم التعاون يف حمايتها من �أي عدو يعتدي عليها �أو على‬
‫�أهلها‪ ،‬ما داموا يعي�شون معهم يف بلد واحد‪ ،‬وقد جاء يف الوثيقة «و�أن بينهم الن�رص على من‬
‫أي�ضا الإنفاق مع امل�سلمني يف �أثناء القتال‪ ،‬حيث جاء يف‬
‫حارب �أهل الوثيقة»‪ ،‬و يجب عليهم � ً‬
‫حماربني»‪.‬‬
‫الوثيقة‪« :‬و�أن اليهود ينفقون مع امل�سلمني ما داموا َ‬
‫‪ -6‬منع تقدمي �أي عون �أو م�ساعدة ملن يتهدد الدولة من اخلارج‪ :‬فقد منعت الوثيقة تقدمي �أي حماية‬
‫لقري�ش �أو �أموالها؛ لأنها حاربت دعوة اهلل و�أخرجت امل�سلمني من ديارهم و�أموالهم بغري حق‪،‬‬
‫نف�سا وال يحول دونه على م�ؤمن»‪.‬‬ ‫حيث جاء يف الوثيقة‪« :‬و�إنه ال يجري م�رشك اً‬
‫مال لقري�ش وال ً‬
‫وهكذا �ساوت الوثيقة بني �أفراد املجتمع يف احلقوق والواجبات العامة‪ ،‬و�أن عدوهم واحد‪،‬‬
‫جميعا التعاون حتى تتحقق امل�صلحة لأفراد املجتمع كلهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويلزمهم‬
‫وجهها‬
‫وقد ا�س َت ْ�ش َه َد جاللة امللك عبد اهلل الثاين ابن احل�سني ‪ -‬يف ورقته النقا�شية ال�ساد�سة التي ّ‬
‫وعدها �أول د�ستور‬
‫للأردنيني ‪ -‬بهذه الوثيقة النبوية على �أهميتها يف بناء دولة القانون واملواطنة‪ِّ ،‬‬
‫مدين يف تاريخ الب�رشية ي�ؤكد �أن �أفراد املجتمع مواطنون مت�ساوون يف احلقوق والواجبات‬
‫جميعا حتت مظلة القانون‪.‬‬
‫ً‬ ‫بغ�ض النظر عن جن�سهم �أو عرقهم �أو �أ�صلهم �أو دينهم‪ ،‬و�أنهم‬
‫ّ‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫أحر�ص على �أمن املجتمع ومتا�سكه‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪�-1‬‬
‫‪� - 2‬أ�ؤدي حقوق النا�س‪.‬‬
‫‪. ............................. - 3‬‬
‫‪98‬‬
‫الأ�سئلة‬

‫اإليها؟‬ ‫‪ - 1‬ما الفئات التي كانت ت�صكل جمتمع املدينة بعد هجرة النبي‬

‫‪ - 2‬و�صح العبارة النبوية الآتية‪« :‬املهاجرون من قري�س على ربعتهم يتعاقلون بينهم»‪.‬‬

‫‪ - 3‬علل ً‬
‫كال مما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬ن�صت الوثيقة على اأن اأفراد المجتمع جميعهم اأمام القانون �صواء‪ ،‬من ح�يث الم�عاملة‬
‫وع�صمة الدماء‪.‬‬
‫ب‪ -‬منعت الوثيقة تقدمي اأي حماية لقري�س اأو لأموالها‪.‬‬

‫‪ - 4‬اأقرت الوثيقة جمموعة من الواجبات على اأفراد املجتمع‪ ،‬اذكر ثالثة منها‪.‬‬

‫‪ - 5‬و�صح ِ َ‪ Õ‬يثبت حق املواطنة لأفراد الدولة كما بينته الوثيقة‪.‬‬

‫‪ - 6‬بني دللة كل ن�س من ن�صو�س الوثيقة الآتية‪:‬‬


‫اأ ‪« -‬واأن بينهم الن�رش على من حارب اأهل الوثيقة»‪.‬‬
‫ب‪« -‬واأنه ما كان بني اأهل هذه الوثيقة من حدث اأو ا�صتجار يخاف ف�صاده‪ ،‬فاإن مرده اإلى‬
‫اهلل واإلى حممد ر�صول اهلل»‪.‬‬
‫ج�‪« -‬واإن على اليهود نفقتهم‪ ،‬وعلى امل�صلمني نفقتهم»‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الدر�س‬
‫‪»eÓ°SE’G …QÉ°†◊G AÉæÑdG‬‬ ‫اخلام�س ع�رش‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫حر�صت الأمة الإ�صالمية على حتقيق‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬ ‫مبداأ عمارة الأر�س‪ ،‬وحتقيق التقدم والرفاه‪،‬‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم احل�صارة الإ�صالمية‪ ،‬وخ�صائ�صها‪.‬‬
‫‪ -2‬بيان اأ�صباب كل من ازدهار احل�صارة الإ�صالمية‪،‬‬ ‫وعملت على مواكبة م�صتجدات الواقع‪،‬‬
‫وتراجع الدور احل�صاري للم�صلمني‪.‬‬ ‫فقدموا لالإن�صانية ح�صارة متميزة �صملت‬
‫‪ -3‬اللتزام باآليات اإعادة البناء احل�صاري للم�صلمني‪.‬‬ ‫جوانب احلياة املختلفة‪ ،‬ل تزال اآثارها ممتدة‬
‫‪ -4‬تقدير احل�صارة الإ�صالمية واإن�صانيتها‪.‬‬
‫اإلى الع�رش احلا�رش‪.‬‬
‫فما احل�صارة؟ وما خ�صائ�صها؟ وما عوامل البناء احل�صاري؟‬
‫‪k G‬‬
‫‪IQÉ°†◊G Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫احل�صارة‪ :‬هي منجزات الأمة املادية واملعنوية يف جمالت احلياة جميعها ال�صيا�صية والع�صكرية‬
‫والقت�صادية والجتماعية والدينية والفنية وغريها من املجالت‪.‬‬
‫ومن الأمثلة على اجلانب املعنوي للح�صارة القوانني والقيم والأفكار والتاث والآداب‬
‫ونحوها‪ ،‬ومن الأمثلة على اجلانب املادي و�صائل الت�صالت واملوا�صالت والعمارة والبناء‬
‫وال�صناعات وغريها‪.‬‬
‫وقد ا�صتمدت احل�صارة الإ�صالمية اأ�ص�س بنائها من القراآن الكرمي وال�صنة النبوية‪ ،‬والإفادة‬
‫من اخلربات والعلوم الب�رشية املكت�صبة‪ ،‬وقامت هذه احل�صارة على الف�صائل اخللقية والجتماعية‬
‫والإن�صانية‪ ،‬وعلى عقيدة ربانية م�صدرها وحي من اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪á«eÓ°SE’G IQÉ°†◊G ¢üFÉ°üN : É«k fÉK‬‬
‫تميزت الح�صارة الإ�صالمية بمجموعة من الميزات والخ�صائ�س‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الإن�ساني‪q‬ة والعاملية‪ :‬قامت هذه احل�صارة على اأ�صا�س اأن الإن�صان اأهم ملوقات اهلل تعالى‪ ،‬واأن‬
‫الأن�صطة الب�رشية جميعها لبد من اأن توؤدي اإلى �صعادته ورفاهيته‪ ،‬واأن كل عمل يق�صد به حتقيق‬
‫هذه الغاية هو عمل يف �صبيل اهلل تعالى‪ ،‬يقول عز وجل‪} :‬‬
‫{(�صورة احلجرات‪ ،‬الآية ‪.)13‬‬
‫‪100‬‬
‫إ�صالمية �صملت‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫واحد‪ ،‬جند احل�صارة ال‬ ‫ٍ‬
‫وعرق‬ ‫ٍ‬
‫واحد‬ ‫بجن�س‬
‫ٍ‬ ‫وبينما تفتخر كثري من احل�صارات‬
‫النا�س جميعهم من غري النظر اإلى جن�صهم اأو لونهم اأو دينهم‪ ،‬وتفتخر بالعلماء الذين اأقاموا‬
‫ظل �صماحة الإ�صالم وعدله‪.‬‬ ‫جميعا التي عا�صت يف ّ‬ ‫ً‬ ‫ال�صعوب‬‫�رشحها من ّ‬
‫اأ�ستذكر‬
‫عالما من العلماء الم�صلمين الذين كان لهم اأثر في الح�صارة الإ�صالمية وال�صعوب الأخرى‪.‬‬
‫مع زمالئي ً‬

‫‪ -2‬الو�سطية والتوازن‪ :‬وازنت الح�صارة الإ�صالمية بين الجانب الروحي‪ ،‬والجانب المادي‬
‫و�لت‪ª‬ت™ بال‪ë‬ياة �لدنيا‪a ،‬ال تفري§ وال �إ‪a‬ر�ط‪ ،‬وال ‪ ،�∏Z‬ي≤�∫ ت©الى‪} :‬‬

‫‪ .)77‬ووازنت هذه الح�صارة بين حاجات الفرد‬ ‫(�صورة الق�ص�س‪ ،‬الآية‬ ‫{‬
‫وحاجات الجماعة‪ ،‬ف�صمحت بالملكية الفردية‪ ،‬واأقرت حق المجتمع فيها‪ ،‬واأباحت‬
‫للم�صلم اأن يفعل في ماله ما يريد ما لم يكن ف�صا ًدا‪ ،‬اأو يوؤدي اإلى الإ�صرار بالآخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬املرونة والنفتاح‪ :‬جاءت هذه احل�صارة حلقة من حلقات احل�صارة الإن�صانية‪ ،‬فا�صتفادت واأفادت‪،‬‬
‫فقد اأخذت من احل�صارات والثقافات الإن�صانية التي عرفتها �صعوب العال‪.‬‬
‫اأفكر‬
‫يف بع�س الإجنازات التي يجوز للح�صارة الإ�صالمية اأخذها من احل�صارات الأخرى‪.‬‬

‫‪á«eÓ°SE’G IQÉ°†◊G QÉgORG ÜÉÑ°SCG : Éãk dÉK‬‬


‫خرية ما كانت لتحدث لول عوامل واأ�صباب‬ ‫قيما واإجنازات ّ‬
‫قدمت احل�صارة الإ�صالمية للب�رشية ً‬
‫قامت عليها هذه احل�صارة‪ ،‬هي ذاتها ما نحتاجه اليوم لإعادة دور اأمتنا احل�صاري‪ ،‬ومن هذه‬
‫الأ�صباب ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حقائق الإميان‪ :‬ل بد لالإن�صان كي ي ّتخذ لنف�صه موق ًفا يف احلياة ويحدد �صلوكه‪ ،‬ويبني جمتمعه‪،‬‬
‫أ�صا�صا ل�صلوكه‪ ،‬وي�صتمد هذا الت�صور من حقيقة الإميان القائمة على‬
‫من ت�صور للوجود يكون ا ً‬
‫خريا ً‬
‫فاعال يف بناء احل�صارة الإن�صانية‪.‬‬ ‫عن�رشا ّ ً‬
‫ً‬ ‫اأركان الإميان ال�صتة التي تقوده اإلى اأن ي�صبح‬
‫وتعد العبادة املظهر العملي وال�صلوكي حلقائق الإميان‪ ،‬والتي تنقلها من حيز الفكر املجرد اإلى‬
‫حيز القلب الذي يح�س وي�صعر‪ ،‬فتكون بذلك قوة دافعة اإلى العمل والتطبيق‪ .‬والعبادة متنح‬
‫‪101‬‬
‫الإن�صان القوة والإرادة ملواجهة م�صاعب احلياة؛ فاملجتمع الأقدر على الثبات والت�صحية هو‬
‫أي�صا روح الإن�صان وقلبه‪ ،‬فيوظف طاقاته يف البناء‬
‫الأقدر على بناء ح�صارته‪ ،‬وتغذي العبادة ا ً‬
‫احل�صاري‪ ،‬ول يوظفها يف ال�رش والطغيان‪.‬‬
‫ّ‬
‫وليتمكنوا من الإ�صهام‬ ‫‪ -2‬العلم‪ :‬ح�س اهلل تعالى امل�صلمني على طلب العلم ليتعرفوا اإلى خالقهم‪،‬‬
‫يف عمارة الكون وبناء احل�صارة‪ ،‬ول يف�صل الإ�صالم بني علوم الدين وعلوم الدنيا؛ بل كانت‬
‫دعوته اإلى العلم عام ًة‪ ،‬ويظهر ذلك يف اإطالق لفظ العلم والعلماء يف كل مكان وردا فيه‪ ،‬قال‬
‫{ (�صورة طه‪ ،‬الآية ‪.)114‬‬ ‫تعالى‪} :‬‬
‫التجريبية النافعة لال ّأمة‬
‫ّ‬ ‫وقد ربط الإ�صالم بني العلم والعمل واحلياة‪ ،‬ومن هنا جاءت دعوته لتعلم العلوم‬
‫ولالإن�صانية‪ .‬واأهم ما يجب اأن يت�صلح به امل�صلم لبناء دور ح�صاري رائد من العلم هو العلم بواقعنا‬
‫املعا�رش‪ ،‬والتخ�ص�س يف ُ�صعب املعرفة‪ ،‬والعلم بال�صنن الكونية والجتماعية‪ ،‬والجتهاد الفكري‪.‬‬
‫اأناق�س‬
‫زمالئي يف اإ�صهام املراأة يف البناء احل�صاري الإ�صالمي‪.‬‬
‫‪Úª∏°ùª∏d …QÉ°†◊G QhódG ™LGôJ ÜÉÑ°SCG : É©k HGQ‬‬
‫ل �صك اأن احل�صارة الإ�صالمية قد تراجعت‪ ،‬وذلك لأ�صباب داخلية اأو خارجية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬من الأ�سباب الداخلية‪:‬‬
‫اأ ‪� -‬سيطرة الحياة المادية و‪Z‬ياب الفهم ال�سحيح لبع�س المفاهيم الإ�سالمية‪ :‬فهناك من اأ�صرتهم‬
‫فتوجهوا للدنيا تاركين حقائق الدين والإيمان‪ ،‬وهناك من يفهم اأن الدين‬ ‫الحياة المادية ّ‬
‫هو ترك الدنيا وملذاتها‪ ،‬واأن التقوى هي فقط في مالزمة الم�صجد والعبادة‪.‬‬
‫ب‪ -‬انت�سار الفرقة والع�سبية‪ :‬فبدل اأن ينظر الم�صلمون اإلى الختالف في الآراء على اأنه ُ�ص ّنة من‬
‫مجال للنزاع والتباغ�س‪.‬‬ ‫تنوع يفيد الأمة‪ ،‬فقد جعله بع�صهم ً‬
‫�صنن اهلل تعالى في الكون‪ ،‬واأنه ّ‬
‫جـ‪ -‬التراجع العلمي وتوقف حركة البحث والجتهاد وانت�سار التقليد‪ :‬وهذا اأ�صعف الم�صيرة‬
‫الح�صارية والأمة الإ�صالمية‪.‬‬
‫‪ - 2‬من الأ�سباب اخلارجية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الهيمنة الع�سكرية وال�سيا�سية‪ :‬فقد تمكن الأجنبي من احتالل بالد الم�صلمين وال�صيطرة‬
‫على �صعوبها‪ ،‬وعمل على بث الخالف والفرقة بين الم�صلمين؛ لي�صهل عليه مواجهتهم‬
‫والتغلب عليهم‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫ب‪ -‬الهيمنة القت�سادية‪ :‬عن طريق �صيطرة بع�س القوى العالمية على م�صادر الثروة في العالم‬
‫الإ�صالمي‪ ،‬وربط العمالت الوطنية بالعمالت الأجنبية‪.‬‬
‫�صببا‬
‫جـ‪ -‬الهيمنة الثقافية والفكرية‪ :‬عن طريق تعظيم احلياة الغربية‪ ،‬واتباع اأمناطها بو�صفها ً‬
‫للح�صارة‪ ،‬وكذلك اإ�صعاف الروح الإ�صالمية لدى امل�صلمني‪ ،‬وقبول الأفكار الغربية‬
‫واملباد‪ Ç‬الوافدة التي تتعار�س مع القيم الإ�صالمية‪ ،‬وت�صويه التاريخ واحل�صارة الإ�صالمية‪.‬‬
‫‪Úª∏°ùª∏d …QÉ°†◊G AÉæÑdG IOÉYEG : É°ùeÉN‬‬
‫‪k‬‬
‫ع∏ى �مل�س∏‪� º‬أ¿ ي�ؤدي دو‪� √Q‬ملن�ط به ‪Œ‬ا√ ح�سا‪Q‬ته �ل©ربي‪ á‬و�الإ‪S‬سالمي‪ ،á‬و�إعادة دو‪gQ‬ا �لريادي‬
‫يف بناء الإن�صانية‪ ،‬ومما يعني على ذلك ما ياأتي‪:‬‬
‫وجدية اللتزام باأحكامه‪ :‬عن طريق تطبيقه في تكامل وتوازن بال تطرف ول‬ ‫‪ُ -1‬ح�سن فهم الإ�سالم‪q p ,‬‬
‫جمود‪ ،‬لذا ينبغي العودة اإلى الفهم ال�صحيح لدين الإ�صالم‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)143‬‬
‫ويجب تقوية الإيمان والعمل ال�صالح باعتبارهما الخطوة الأولى في اإيجاد ال�صخ�صية الم�صلمة‬
‫وقيامها بواجبها في عمارة الأر�س‪.‬‬
‫‪ -2‬الحر�س على الإفادة من المنهج العلمي في �سناعة المعرفة والتقدم‪ :‬والإفادة من تقنيات الع�صر ومعطياته‪،‬‬
‫�صواء تلك التي اأوجدها الم�صلمون‪ ،‬اأو التي اأوجدها غيرهم‪ ،‬في�صتفيد الم�صلم من معطيات‬
‫الح�صارات الأخرى في الأ�صياء المفيدة والنافعة التي ل تتعار�س مع مباد‪ Ç‬الإ�صالم وقواعده‪.‬‬
‫‪ -3‬املبادرة اإلى التخل�س من ال�سلبيات التي يعي�سها النا�س اليوم‪ ,‬مثل‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬التع�صب املذهبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬التطرف الفكري ال�صلوكي‪.‬‬
‫‪� -`L‬الإ◊اد �أو �لالديني‪� á‬لتي ت≤�م ع∏ى ‪�aQ‬ض �‪Q‬تباط �لدين با◊ياة‪.‬‬
‫د ‪ -‬عدم اإدراك قيمة الوقت‪.‬‬
‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اأعتز بح�صارتي الإ�صالمية‪.‬‬
‫‪ - 2‬اأطلب العلم ال ّنافع الّذي يرتقي بح�صارتي‪.‬‬
‫‪ - 3‬اأ�صتفيد من تقنيات الع�رش مبا هو نافع‪.‬‬
‫‪. .................................. - 4‬‬
‫‪103‬‬
‫الأ�سئلة‬

‫‪ - 1‬و�صح املق�صود باحل�صارة؟‬

‫‪ - 2‬تدب��ر قوله تعالى‪} :‬‬


‫{‪ ،‬ثم ا�صتنتج منه خا�صية احل�صارة الإ�صالمية التي يدل عليها‪.‬‬

‫‪ - 3‬متتاز احل�صارة الإ�صالمية باملرونة والنفتاح‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬

‫‪ - 4‬تراجع الدور احل�صاري للم�صلمني لأ�صباب عدة‪ ،‬اذكر �صببني من الأ�صباب الداخلية‪.‬‬

‫‪ - 5‬يعد العلم من اأ�صباب ازدهار احل�صارة الإ�صالمية‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬

‫‪ - 6‬لإعادة البناء الح�صاري للم�صلمين‪ ،‬ينبغي التخل�س من ال�صلبيات التي يعي�صها الم�صلمون‬
‫اليوم‪ ،‬اذكر ثال ًثا من هذه ال�صلبيات‪.‬‬

‫خيرا على الب�صرية‪:‬‬


‫‪ّ - 7‬بين كيف تنعك�س ميزات الح�صارة الإ�صالمية الآتية ً‬
‫اأ ‪ -‬الإن�صانية والعالمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الو�صطية والتوازن‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫�أوالً‪ :‬الدر�س الثالث ع�رش (من عوامل قوة الأمة)‪ /‬الآيات (‪ )108 – 102‬من �سورة �آل عمران‬

‫جزاء الذين احتدوا وت�آلفوا‬ ‫من عوامل قوة الأمة‬


‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫جزاء الذين تفرقوا واختلفوا‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدر�س الرابع ع�رش (وثيقة املدينة املنورة)‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫احلقوق التي تنظم‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫عالقات �أفراد املجتمع‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫واجبات �أفراد املجتمع‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫‪105‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س اخلام�س ع�رش (البناء احل�ضاري الإ�سالمي)‬

‫البناء الح�ضاري الإ�سالمي‬

‫�أ�سباب تُعين على‬ ‫�أ�سباب تراجع‬ ‫�أ�سباب ازدهار‬ ‫خ�صائ�ص الح�ضارة‬ ‫مفهوم‬
‫بناء الدور الح�ضاري‬ ‫الدور الح�ضاري‬ ‫الح�ضارة الإ�سالمية‬ ‫الإ�سالمية‬ ‫الح�ضارة‬
‫للم�سلمين‬ ‫للم�سلمين‬

‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬


‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬

‫‪106‬‬
‫الدر�س‬
‫‪Aɪàf’G‬‬ ‫ال�ساد�س ع�رش‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫يعي�س الإن�صان �صمن بيئة اجتماعية‪ ،‬ينتمي‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم الوطن والأمة الإ�صالمية‪.‬‬ ‫اإليها‪ .‬ويعد النتماء من الحاجات الجتماعية‬
‫‪ -2‬بيان �صور النتماء للوطن ولالأمة‪.‬‬ ‫لالإن�صان‪ ،‬وهو يعبر عن الرغبة في التعاون‬
‫‪ -3‬النتماء للوطن ولالأمة الإ�صالمية‪.‬‬ ‫مع الآخرين والعمل على اإ�صعادهم‪ ،‬وتقديم‬
‫‪ -4‬نبذ مظاهر التفرقة والطائفية‪.‬‬
‫العون لهم‪.‬‬
‫رئي�صا في انتمائه لدينه واإيمانه باهلل تعالى‪ ،‬فما‬
‫مظهرا ً‬ ‫ّ‬
‫وي�صكل انتماء الم�صلم لوطنه واأمته‬
‫ً‬
‫يعمق الم�صلم هذا النتماء؟‬
‫مفهوم النتماء للوطن ولالأمة؟ وكيف ّ‬
‫‪k G‬‬
‫‪¬d Aɪàf’Gh ,øWƒdG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫الوطن هو اأر�س لها حدود‪ ،‬يعي�س عليها مجموعة من النا�س‪ ،‬يحكمهم نظام �صيا�صي ممثل في‬
‫حكومة‪ .‬ويقوم الوطن على ثالثة مقومات‪ :‬الأر�س‪ ،‬وال�صعب‪ ،‬والنظام‪.‬‬
‫ومما يوؤكد اأهمية الوطن لالإن�صان اأنه ميثل احلياة امل�صتقرة‪ ،‬يعمل فيه‪ ،‬ويعي�س فيه بني اأهله وذويه‪،‬‬
‫‪،‬‬ ‫فع ِن ْاب ِن ُع َم َر‬
‫ويرى فيه حتقيق اآماله وطموحاته‪ ،‬فيدافع عنه ويعتز به ويفتخر بالنت�صاب اإليه‪َ ،‬‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل َم َّك ُة‪َ ،‬و َل ْو َل اأَ َّن َق ْو ِمي اأَ ْخ َر ُجو ِني‬
‫‪َ « :‬ق ْد َع ِل ْم ُت اأَ َّن اأَ َح َّب ا ْلب َِال ِد اإِ َلى ا ِ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ال َر ُ�ص ُ‬
‫َق َ‬
‫اج َعلْ ِفي ُق ُلو ِب َنا ِم ْن ُح ِ ّب ا ْل َم ِدي َن ِة ِم ْث َل َما َج َع ْل َت ِفي ُق ُلو ِب َنا ِم ْن ُح ِ ّب َم َّك َة»‪َ ،‬و َما‬ ‫الله َّم ْ‬
‫َما َخ َر ْج ُت‪ُ ،‬‬
‫ف ِفي َو ْجهِ ِه ا ْلب ِْ�ص ُر َوا ْل َف َر ُح(‪. )1‬‬ ‫َع َلى ا ْل َم ِدي َن ِة َق ُّط اإ َِّل ُعرِ َ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫اأَ ْ�ص َر َ‬
‫ف َر ُ�ص ُ‬
‫ومن ال�صور التي يتحقق فيها النتماء للوطن ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬فهم تاريخه وثقافته‪ ،‬والدفاع عنه �صد كل ما يعت�صه من تهديدات‪.‬‬
‫‪ - 2‬حبه‪ ،‬ورعاية م�صاحله‪ ،‬والإخال�س له يف وقت ال�صدة كما يف وقت الرخاء‪.‬‬
‫‪ - 3‬اللتزام بالقوانني والت�رشيعات التي تنظم حياة النا�س‪.‬‬
‫‪ - 4‬املحافظة على موؤ�ص�صاته‪ ،‬والعمل على تطويرها‪.‬‬
‫‪ - 5‬حب اأبناء الوطن ورعايتهم وم�صاعدتهم‪ ،‬والدفاع عنهم‪ ،‬وعدم اإيذائهم‪.‬‬
‫(‪ )1‬املعجم الكبري للطرباين‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫اأفكر‬
‫في �صفة اأخرى من �صفات المواطن ال�صالح‪.‬‬

‫‪É¡d Aɪàf’Gh ,á«eÓ°SE’G áeC’G Ωƒ¡Øe :É«k fÉK‬‬


‫الأمة الإ�صالمية هي جمموعة من النا�س يجمعهم اإطار فكري وثقايف واحد‪ ،‬ي�صمل الدين‬
‫الإ�صالمي‪ ،‬واللغة العربية‪ ،‬والتاريخ الإ�صالمي‪ ،‬وامل�صالح امل�صتكة‪ .‬ونتج عن هذا ح�صارة اإ�صالمية‬
‫أجنا�صا من النا�س من العرب وغري العرب‪ ،‬ول تزال اآثار هذه احل�صارة ماثلة اإلى يومنا هذا‪.‬‬
‫�صملت ا ً‬
‫فالأمة الإ�صالمية يجمعها رب واحد‪ ،‬ور�صول واحد‪ ،‬ويوؤمنون بالقراآن الكريم‪ ،‬وي�صلون‬
‫معا‪ ،‬ويلتزمون ب�صائر العبادات نف�صها‪.‬‬
‫معا‪ ،‬ويحجون ً‬
‫باتجاه واحد‪ ،‬وي�صومون رم�صان ً‬
‫ألخ�س‬
‫اأناق�س وا ِّ‬
‫اأناق�س زمالئي يف العالقة بني الوطن والأمة‪ ،‬ثم اأخل�س ما نتو�صل اإليه يف فقرة واحدة‪.‬‬

‫ومن ال�صور التي يتحقق فيها النتماء لالأمة الإ�صالمية ما ياأتي‪:‬‬


‫‪ -1‬املحافظة على منجزاتها‪ ،‬والعتزاز بح�صارتها‪.‬‬
‫‪ -2‬الدفاع عنها‪ ،‬واحلذر من اأعدائها‪.‬‬
‫‪ -3‬احلر�س على وحدة الأمة الإ�صالمية‪ ،‬باملحافظة على وحدة اأوطاننا‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫{ (�ص��ورة الأنبي��اء‪ ،‬الآي��ة ‪ ،)92‬وهذا يتطل��ب حمبة اأبناء‬
‫الأم��ة الإ�صالمي��ة‪ ،‬ون�رشتهم وعدم خذلنه��م‪ ،‬والتعاون معهم على ما في��ه خريهم‪ ،‬وحماربة‬
‫عوامل التفرق بينهم‪ ،‬والعودة لكتاب اهلل و�صنة ر�صوله �صلى اهلل عليه و�صلم‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأحر�س على خدمة وطني‪.‬‬


‫‪ - 2‬اأعتز بانتمائي لالأمة الإ�صالمية‪.‬‬
‫‪ - 3‬اأنبذ اأ�صباب الفرقة والختالف‪.‬‬
‫‪. .............................. - 4‬‬
‫‪108‬‬
‫الأ�سئلة‬
‫و�صح املفهومني الآتيني‪ :‬الوطن‪ ،‬الأمة الإ�صالمية‪.‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫‪ّ - 2‬بني اأهمية كل من الوطن‪ ،‬والأمة الإ�صالمية‪.‬‬

‫‪ - 3‬اذكر ثالثة اأمور يتحقق بها النتماء للوطن‪.‬‬

‫‪ - 4‬النتماء اإلى الأمة الإ�صالمية يقت�صي من امل�صلم القيام باأمور عدة‪ ،‬اذكر ثالثة منها‪.‬‬

‫‪ - 5‬لوحدة الأمة الإ�صالمية جمموعة من الآثار الطيبة‪ ،‬اذكر اثنني منها‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الدر�س‬
‫‪»àØŸGh »àØà°ùŸG ÜGOBG‬‬
‫ال�سابع ع�رش‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫امل�صلم مطالب اأن تكون ت�رشفاته واأعماله‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم الفتوى وم�رشوعيتها واأهميتها‪.‬‬ ‫موافقة لأمر اهلل تعالى يف كل �صغرية وكبرية‪،‬‬
‫‪ -2‬بيان اأركان الفتوى‪.‬‬ ‫لذا فهو بحاجة اإلى معرفة احلكم ال�رشعي‬
‫‪ -3‬اللتزام باآداب الفتوى‪.‬‬
‫من اأهل العلم املتخ�ص�صني‪ ،‬وهو ما ي�صمى‬
‫‪ -4‬مراعاة اأدب الختالف يف الفتوى‪.‬‬
‫بال�صتفتاء‪.‬‬
‫فما مفهوم الفتوى؟ وما اأهميتها؟ وما اآداب امل�صتفتي واملفتي؟‬

‫‪k G‬‬
‫‪É¡à«Yhô°ûeh iƒàØdG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬

‫الفتوى هي بيان حكم �رشعي يف م�صاألة‬


‫من امل�صائل من ِق َب ِل اأهل العلم والخت�صا�س‪.‬‬
‫وال�صتفتاء هو �صوؤال اأهل العلم ال�رشعي عن‬
‫حكم م�صاألة معينة‪.‬‬
‫وقد اأ�صار القراآن الكرمي اإلى الفتوى يف قوله‬
‫بهذا الأمر؛‬ ‫{ (�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪ ،)176‬كما قام النبي‬ ‫تعالى‪} :‬‬
‫جزءا من مهمة التبيني املوكلة اإليه‪ ،‬والأدلة على ذلك كثرية‪ ،‬منها اأن امراأتني �صاألتا النبي‬ ‫بو�صفه ً‬
‫عن جواز اإنفاقهما على زوجيهما واأولدها‪ ،‬فقال‪َ « :‬ن َع ْم‪َ ،‬ل َها اأَ ْج َر ِان‪ ،‬اأَ ْج ُر ال َق َر َاب ِة َو َاأ ْج ُر‬
‫ال�ص َد َق ِة»(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫‪iƒàØdG ᫪gCG : É«k fÉK‬‬

‫تظهر اأهمية الفتوى يف اأمور عدة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫تعد من اأهم الطرائق ملعرفة الأحكام ال�رشعية؛ لأن �صوؤال امل�صتفتي واإجابة املفتي يتعلم فيها‬
‫‪ّ -1‬‬
‫ال�صائل اأحكام الدين‪ ،‬الأمر الذي يوؤدي اإلى اإزالة اجلهل‪.‬‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -2‬اإعانة امل�صلمني على اأداء التكاليف ال�رشعية‪ ،‬والقيام بواجباتهم واأعمالهم مبا يتفق مع اأحكام الدين‪.‬‬
‫‪ -3‬تاأكيد مرونة ال�رشيعة الإ�صالمية و�صالحيتها لكل زمان ومكان‪ ،‬وقدرتها على حل امل�صكالت‬
‫الإن�صانية امل�صتجدة‪.‬‬

‫اأناق�س‬
‫وزمالئي طريقة اأخرى من طرائق معرفة الأحكام ال�رشعية‪.‬‬

‫‪iƒàØdG ±GôWCG : Éãk dÉK‬‬

‫للفتوى اأربعة اأطراف‪ ،‬هي‪:‬‬


‫‪ - 1‬امل�ستفتي‪ :‬وهو الذي يطلب بيان احلكم ال�رشعي يف امل�صاألة‪ .‬وعليه اأن يلتزم الآداب الآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬ا َّأل يوجه �صوؤاله اإل اإلى اأهل العلم املتخ�ص�صني‪ ،‬فكما اأن الأمور الدنيوية يرجع فيها‬
‫اإلى املتخ�ص�صني فكذلك الأحكام ال�رشعية‪ ،‬وقد اهتمت اململكة الأردنية بهذا الأمر‬
‫فاأن�صاأت دائرة م�صتقلة لالإفتاء‪ ،‬تقوم بالنظر والبحث والإفتاء يف م�صائل املجتمع العامة‪،‬‬
‫اأو امل�صائل التي ت�صتفتيها فيها احلكومة لبيان حكم ال�رشع فيها‪.‬‬
‫أي�صا ال�صتفادة من املجامع الفقهية الإ�صالمية يف هذا املجال‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫وميكن ا ً‬
‫موقعه الإلكرتوين‬ ‫املجمع‬ ‫الرقم‬
‫‪http://aliftaa.jo‬‬ ‫‪ -1‬دائرة الإفتاء الأردنية‪.‬‬
‫جممع الفقه الإ�صالمي الدويل املنبثق عن‬
‫‪http://www.iifa-aifi.org‬‬ ‫‪-2‬‬
‫منظمة التعاون الإ�صالمي‪.‬‬
‫جممع الف�ق�ه الإ�ص�المي الت�اب�ع لراب�ط�ة‬
‫‪http://ar.themwl.org‬‬ ‫‪-3‬‬
‫العال الإ�صالمي‪.‬‬
‫‪http://www.azhar.eg/magmaa‬‬ ‫‪ -4‬جممع البحوث الإ�صالمية التابع لالأزهر‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإذا �صاأل امل�صتفتي املفتي عن م�صاألة‪ ،‬فيجب عليه اأن يكون دقي ًقا واأمي ًنا يف �صوؤاله؛ لأنه هو‬
‫وا�صحا ل اإبهام‬
‫ً‬ ‫من يتحمل احلكم الذي يجيبه به املفتي‪ ،‬كما ينبغي اأن يكون ال�صوؤال‬

‫‪111‬‬
‫فيه؛ كي تكون الفتوى �صحيحة‪ ،‬و�إذا نقل امل�ستفتي الفتوى لغريه فيجب �أن ينقلها بدقة‬
‫من غري زيادة �أو نق�صان‪.‬‬
‫جـ‪� -‬أن يحر�ص امل�ستفتي على �أن يظهر احرتامه للمفتي‪ ،‬و�أن يلتزم �آداب ال�س�ؤال واحلوار؛ فال‬
‫يرفع �صوته �أمام املفتي من غري حاجة‪ ،‬وال يقاطعه يف الكالم حتى يتم اجلواب‪.‬‬
‫د ‪ -‬على امل�ستفتي �أن يعمل مبقت�ضى الفتوى التي �صدرت عن املفتي‪ ،‬من غري �أن يبحث عن‬
‫فتاوى �أخرى تنا�سب هواه؛ لأنه ارت�ضى املفتي لبيان احلكم ال�رشعي ووثق بعلمه وورعه‪.‬‬
‫ذكرا �أم �أنثى‪ ،‬قال اهلل‬
‫‪ - 2‬املفتي‪ :‬وهو العامل املتخ�ص�ص الذي يبني الأحكام ال�رشعية‪� ،‬سواء �أكان ً‬
‫{ (�سورة النحل‪ ،‬الآية ‪.)٤٣‬‬ ‫تعالى‪} :‬‬
‫وي�شرتط يف املفتي �رشوط عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ� ‪� -‬أن يكون معرو ًفا بالتقوى وال�صالح‪ ،‬عاملاً مبقت�ضى علمه ومبا يفتي النا�س به‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪:‬‬
‫{ (�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)٤٤‬‬ ‫}‬
‫ب‪� -‬أن يكون من �أهل العلم واالخت�صا�ص‪ ،‬الذين يعرفون الأحكام ال�رشعية‪ ،‬اخلبريين بواقع‬
‫النا�س و�أحوالهم‪.‬‬
‫وعدها من الكذب واالفرتاء على اهلل‪ ،‬قال اهلل‬
‫وقد حذر الإ�سالم من الفتوى بغري علم‪َّ ،‬‬
‫تعــالـى‪} :‬‬
‫{ (�سورة النحل‪ ،‬الآية ‪.)116‬‬

‫�أفكر‬
‫عالـما بها‪.‬‬
‫ً‬ ‫وزمالئي يف علمٍ من العلوم ال�رشعية التي ينبغي على املفتي �أن يكون‬

‫كما ينبغي على املفتي �أن يلتزم بال�ضوابط والآداب الآتية‪:‬‬


‫�أ ‪ -‬الت�أين يف �إ�صدار الفتوى؛ فال يت�رسع يف الفتوى قبل �أن يعطيها حقها من التثبت والنظر‬
‫والفكر‪.‬‬
‫ب‪� -‬أن يفتي مبا يعلم �أنه احلق‪ ،‬ف�إذا ُ�سئل عما ال يعلم‪ ،‬يقول‪ :‬ال �أدري‪.‬‬
‫جـ‪ -‬معاملة امل�ستفتي باحل�سنى والرحمة واللني‪ ،‬فال يعنفه‪ ،‬بل يراعي ظروفه و�أحواله‪ ،‬ويرفق‬
‫به‪ ،‬ويكتم �رسه‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫اأقارن‬
‫بني الفتوى اجلماعية ال�صادرة عن الهيئات املخت�صة والفتوى الفردية من حيث‪ :‬الإيجابيات وال�صلبيات‪.‬‬
‫‪ - 3‬امل�ستفتى عنه‪ :‬وهي امل�صاألة املراد بيان احلكم ال�رشعي فيها‪ ،‬وينبغي اأن تكون مما يت�صل بحياة‬
‫‪« :‬اإ َِّن اهلل َكرِ َه‬ ‫بعيدا عن اجلدل والفتا�صات التي ل فائدة منها‪ ،‬يقول الر�صول‬ ‫امل�صتفتي‪ً ،‬‬
‫ال�ص َوؤ ِال»(‪.)1‬‬ ‫الم ِ‬
‫ال‪َ ،‬و َك ْث َر َة ُّ‬ ‫اع َة َ‬
‫ال‪َ ،‬واإ َِ�ص َ‬ ‫ال ًثا‪ِ :‬ق َ‬
‫يل َو َق َ‬ ‫َل ُك ْم َث َ‬
‫‪ - 4‬املفتى به‪ :‬وهو احلكم اخلا�س الذي ي�صدر عن املفتي ب�صاأن م�صاألة معينة‪ ،‬وهذ احلكم ي�صتمد‬
‫من القراآن اأو ال�صنة النبوية اأو غريهما من امل�صادر الجتهادية كالإجماع والقيا�س‪.‬‬

‫‪iƒàØdG ‘ ±ÓàN’G : É©k HGQ‬‬


‫قد تتعدد وجهات النظر‪ ،‬وتختلف اآراء املفتني يف امل�صاألة الواحدة‪ ،‬وذلك لأ�صباب كثرية‬
‫منها ما يتعلق بفهم الن�صو�س والأدلة‪ ،‬والإحاطة بامل�صاألة امل�صتفتى فيها‪ ،‬وواقع حال امل�صتفتى‪،‬‬
‫وغري ذلك من الأ�صباب‪ .‬ومهما يكن �صبب الختالف فينبغي األ يوؤدي اإلى الفرقة والنزاع‪ ،‬بل‬
‫اإلى تو�صيع دائرة احلوار بني املفتني وامل�صتفتني على اأ�صا�س ح�صن الظن والتما�س الأعذار‪ ،‬وعدم‬
‫التعنيف والق�صوة‪.‬‬
‫فهمهم لقول النبي‬‫وخير مثال على ذلك اختالف ال�صحابة ر�صوان اهلل عليهم يوم الأحزاب في ْ‬
‫الإ�صراع في‬ ‫‪َ « :‬ل ُي َ�ص ِ ّل َي َّن اأَ َح ٌد َ‬
‫الع ْ�ص َر اإ َِّل ِفي َب ِني ُق َر ْي َظ َة»(‪ ،)2‬ففهم بع�صهم ا ّأن مراد النبي‬
‫الن�س‪ ،‬فلم ي�ص ّلوا الع�صر اإل في‬
‫الم�صير‪ ،‬ف�ص ّلوا الع�صر في الطريق‪ ،‬ووقف الآخرون على ظاهر ّ‬
‫اح ًدا ِم ْن ُه ْم(‪ ،)3‬لأن عبارته في ذلك الظرف‬
‫ف َو ِ‬‫َل ْم ُي َع ِ ّن ْ‬ ‫بني قريظة‪ .‬وعندما ذ ُِك َر ذلك للنبي‬
‫تحتمل المعنيين‪.‬‬
‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ -1‬اأرجع اإلى اأهل العلم املتخ�ص�صني لبيان احلكم ال�رشعي يف امل�صائل املختلفة‪.‬‬
‫‪ - 2‬اأحذر من القول على اهلل بغري علم‪.‬‬
‫‪ - 3‬األتزم اآداب امل�صتفتي‪.‬‬
‫‪. .................................. - 4‬‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر�صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫الأ�سئلة‬

‫‪ - 1‬عرف املفاهيم الآتية‪ :‬الفتوى‪ ،‬املفتي‪ ،‬امل�صتفتي‪.‬‬


‫‪ - 2‬عدد اأطراف الفتوى‪.‬‬
‫‪ّ - 3‬بني اأهمية الفتوى‪.‬‬
‫‪ - 4‬علل ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الفتوى من اأهم طرائق معرفة احلكم ال�رشعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ينبغي على امل�صتفتي اأن يعمل بالفتوى‪.‬‬
‫‪cP� - 5‬ر �أمرين يت‪ ≥≤ë‬به‪ª‬ا �رصط �ل©∏‪ º‬عند �ملفتي‪.‬‬
‫‪ - 6‬و�صح موقف امل�صلم من الختالف يف الفتوى‪.‬‬
‫عالم يدل ّ‬
‫كل دليل من الأدلة ال�رشعية الآتية‪:‬‬ ‫‪َ -7‬‬
‫{‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ب‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬
‫‪ - 8‬اذكر اأدبني ينبغي اأن يراعيهما املفتي وامل�صتفتي كما يف اجلدول الآتي‪:‬‬

‫من اآداب امل�ستفتي‬ ‫من اآداب املفتي‬

‫‪..............................-1‬‬ ‫‪............................-1‬‬
‫‪..............................-2‬‬ ‫‪............................-2‬‬

‫‪114‬‬
‫الدر�س‬
‫‪áYƒ°VƒŸG åjOÉMCÓd á«Ñ∏°ùdG QÉKB’G‬‬ ‫الثامن ع�رش‬

‫بذل علماء احلديث جهو ًدا عظيمة يف حفظ ‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�س اأن يكون اً‬ ‫فدون��وا الأحاديث‬
‫احلدي��ث النبوي ال�رشيف‪ّ ،‬‬
‫‪ -1‬تقدير جهود العلماء يف حفظ احلديث النبوي‪.‬‬
‫‪ -2‬تو�صي��ح املق�ص��ود باحلديث املو�ص��وع‪ ،‬واأ�صباب‬ ‫كتبا‬
‫بالأ�صاني��د عمن �صمعوها منه��م‪ ،‬و�صنفوا ً‬
‫انت�صاره‪ ،‬واآثاره ال�صلبية‪.‬‬ ‫يف اأحوال الرواة‪ ،‬وحكموا على كل حديث مبا‬
‫‪ -3‬نبذ الأحاديث املو�صوعة‪ ،‬وعدم ن�رشها‪.‬‬ ‫ي�صتح��ق من القبول اأو الرد‪ ،‬فميزوا الأحاديث‬
‫املقبولة التي ُيعتمد عليها من الأحاديث املو�صوعة املكذوبة والأحاديث ال�صعيفة‪.‬‬

‫أ�ستذكر‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫و‪R‬مال‪F‬ي �رصوط �◊دي‪� å‬مل≤ب�∫‪.‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪´ƒ°VƒŸG åjó◊G Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫احلديث املو�صوع‪ ،‬هو القول الذي ين�صب‬
‫‪.‬‬ ‫كذبا اإلى ر�صول اهلل‬
‫ً‬
‫نبويا‪ ،‬ول‬
‫والحديث المو�صوع لي�س حدي ًثا ًّ‬
‫يعد حجة �صرعية‪ ،‬لكن العلماء َ�ص َّم ْو ُه حدي ًثا‬
‫ّ‬
‫زعم راويه‪.‬‬
‫بالنظر اإلى ْ‬
‫كذبا على‬ ‫وتحرم رواية هذا الحديث؛ لأن فيه ً‬
‫�س َك َك ِذ ٍب َع َلى اأَ َح ٍد‪َ ،‬م ْن َك َذ َب َع َلي ُم َت َع ِ ّم ًدا َف ْل َي َت َب َّواأْ‬
‫الذي قال‪« :‬اإ َِّن َك ِذ ًبا َع َل َّي َل ْي َ‬ ‫ر�صول اهلل‬
‫َّ‬
‫َم ْق َع َد ُه ِم ْن ال َّنارِ »(‪.)1‬‬

‫اأفكر واأعلل‬
‫الكذب عليه اأخطر واأ�صد من الكذب على غريه من النا�س؟‬ ‫عد النبي‬
‫ملاذا ّ‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪115‬‬
‫‪åjó◊G ‘ ™°VƒdG ÜÉÑ°SCG : É«k fÉK‬‬
‫بداأ الو�صع في الحديث لأ�صباب عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬العداء لالإ�صالم‪ :‬حيث لجاأ المنافقون وغيرهم اإلى محاربة الإ�صالم بمحاولة ت�صويه �صورته‬
‫من خالل و�صع الأحاديث المكذوبة‪.‬‬
‫‪ -2‬التع�صب المذهبي‪ ،‬فقد قام بع�س الجهلة المتع�صبين للمذاهب العقدية اأو الفقهية بو�صع‬
‫أييدا لما يقولون‪.‬‬
‫اأحاديث ن�صرة لمذاهبهم‪ ،‬وتا ً‬
‫‪ -3‬ترغيب النا�س في فعل الطاعات وترهيبهم من فعل المعا�صي والمحرمات‪ ،‬كالواعظين الذين‬
‫و�صعوا بع�س الأحاديث في ف�صائل بع�س �صورٍ من القراآن الكريم‪ .‬ومن الأمثلة على الأحاديث‬
‫الر ْح َم ِن ف ََي ُق ُ‬
‫ول َم ْن‬ ‫ف َّ‬ ‫وع ُه ِفي َك ِ ّ‬ ‫يم َو َق َع ْت ُد ُم ُ‬ ‫المكذوبة في الترغيب والترهيب‪« :‬اإذَا َب َكى ا ْل َي ِت ُ‬
‫يم ا َّل ِذي َو َار ْي ُت َوا ِل َد ْي ِه َت ْح َت ال َّث َرى َو َم ْن اأَ ْ�ص َك َت ُه فَل ُه ا ْلج َّنة»‪.‬‬
‫اأَ ْب َكى َه َذا ا ْل َي ِت َ‬
‫كثيرا من هذه الأحاديث في‬
‫أي�صا ً‬
‫وقد تتبع العلماء اأ�صباب الكذب في الحديث‪ ،‬وجمعوا ا ً‬
‫كتب خا�صة لبيان كذبها وتحذير النا�س منها‪ ،‬ومن هذه الكتب (الم�صنوع في معرفة الحديث‬
‫المو�صوع) لعلي القاري‪.‬‬

‫اأتاأمل واأ�ستنتج‬
‫‪ ،‬ثم اأ�صتنتج منها �صبب الو�صع‪:‬‬ ‫اأتاأمل الن�صو�س الآتية املن�صوبة كذب ًا اإلى الر�صول‬
‫«ع ِل ُّي َخ ْي ُر ا ْل َب َ�صرِ َم ْن اأَ َبى َف َق ْد َك َف َر»‪.‬‬ ‫‪َ -1‬‬
‫‪« -2‬اإِذَا َط َّن ْت اأُذ ُُن اأَ َح ِد ُك ْم َف ْل ُي َ�ص ِ ّل َع َل َّي‪َ ،‬و ْل َي ُقلْ ذ ََك َر ُ‬
‫اهلل ِب َخ ْيرٍ َم ْن ذ ََك َر ِني»‪.‬‬

‫‪áYƒ°VƒŸG åjOÉMC’G QÉ°ûàf’ á«Ñ∏°ùdG QÉKB’G :Éãk dÉK‬‬


‫تظهر خطورة تداول الأحاديث املو�صوعة بني النا�س يف اأمور عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬انت�صار البدع بني امل�صلمني؛ كالأحاديث التي تدعو اإلى عبادات لي�س لها اأ�صل يف الدين‪ ،‬مثل‬
‫اجل ُم َع ِة َف َق َراأَ (ي�س) غُ ِف َر َل ُه»‪.‬‬
‫«م ْن َز َار َق ْ َرب َوا ِل َد ْي ِه اأَ ْو اأَ َح ِد ِه َما َي ْو َم ْ ُ‬
‫حديث‪َ :‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ - 2‬الوقوع يف ال�رشك‪ً ،‬‬
‫فمثال احلديث املكذوب‪« :‬لو اأح�صن اأحدكم ظنه بحجر لنفعه» يدعو اإلى‬
‫عبادة الأحجار‪.‬‬
‫‪ - 3‬ت�صويه �صورة ال�صحابة والطعن فيهم‪ ،‬فبع�س املذاهب املنحرفة تدعو اإلى ذم ال�صحابة‬
‫اأمرنا بحبهم وتوقريهم‬ ‫وتكفريهم‪ ،‬وتن�رش الق�ص�س املكذوبة عنهم‪ ،‬يف حني اأن ر�صول اهلل‬
‫«ل َت ُ�ص ُّبوا‬ ‫‪َ :‬‬ ‫وعدم ُبغ�س اأحد منهم وعدم اتهامهم اأو ذكرهم ب�صوء‪ ،‬قال ر�صول اهلل‬
‫اأَ ْ�ص َحا ِبي‪َ ،‬ل َت ُ�ص ُّبوا اأَ ْ�ص َحا ِبي‪ ،‬ف ََوا َّل ِذي َن ْف ِ�صي ِب َي ِد ِه َل ْو اأَ َّن اأَ َح َد ُك ْم َاأ ْن َف َق ِم ْث َل اأُ ُح ٍد ذ ََه ًبا َما اأَ ْد َر َك‬
‫ُم َّد اأَ َح ِد ِه ْم َو َل َن ِ�صي َف ُه»(‪.)1‬‬

‫‪áYƒ°VƒŸG åjOÉMC’G øe º∏°ùŸG ∞bƒe : É©k HGQ‬‬


‫نظرا خلطر الأحاديث املو�صوعة على امل�صلمني فال بد للم�صلم من اأن يحذر منها باتباع ما‬
‫ً‬
‫ياأتي‪:‬‬
‫‪� -1‬لت‪ã‬ب‪ â‬من ‪U‬س‪◊� áë‬دي‪ ،å‬ومد‪ i‬ت��‪a‬ر �رصوط �◊دي‪� å‬مل≤ب�∫ ‪a‬يه ‪b‬ب‪� π‬لت�رص´ يف ن�رص√ ون≤∏ه‬
‫للنا�س‪ ،‬حيث اإن و�صائل التوا�صل احلديثة تقوم بدور كبري يف ن�رش مثل هذه الأحاديث‪ ،‬فكثري‬
‫من النا�س ت�صله هذه الأحاديث‪ ،‬ويعيد اإر�صالها اإلى الآخرين بح�صن نية‪ ،‬بهدف ن�رش اخلري بني‬
‫النا�س من غري التثبت من �صحتها‪.‬‬
‫‪ -2‬الرجوع اإلى امل�صادر احلديثية املعتمدة‪ ،‬ككتب احلديث ال�صحيحة‪ ،‬مثل �صحيح البخاري‬
‫و�صحيح م�صلم‪ ،‬و�صوؤال اأهل العلم املتخ�ص�صني عن �صحة الأحاديث‪ ،‬اأو الرجوع اإلى‬
‫املو�صوعات احلديثية املعتمدة عند العلماء يف تخريج الأحاديث للتحقق من �صحتها واحلكم‬
‫عليها‪ ،‬وكذلك الرجوع اإلى املواقع الإلكتونية املوثوقة املتخ�ص�صة يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬اإذا علم امل�صلم حدي ًثا ثبت اأنه مو�صوع فيجب عليه تركه وعدم ن�رشه‪ ،‬لأنه ل يجوز العمل به‬
‫و�ص ِعه‪.‬‬
‫�صع ِفه اأو ْ‬
‫ول ت�صديقه ول تعليمه للنا�س اإل بغر�س التحذير منه وبيان ْ‬
‫ويف الأحاديث ال�صحيحة من الأحكام والتوجيهات ما يغنينا عن رواية مثل هذه الأحاديث‬
‫املو�صوعة اأو العمل بها‪.‬‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪117‬‬
‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪� -1‬أحر�ص على ن�رش ال�سنة ال�صحيحة عن ر�سول اهلل‬


‫‪� - 2‬أتثبت من �صحة الأحاديث التي ُتنقل إ� ّ‬
‫يل‪.‬‬
‫‪. ......................................... - 3‬‬

‫�أثري خرباتي‬
‫�أتعاون مع زمالئي يف كتابة ر�سالة ون�رشها عرب مواقع التوا�صل االجتماعي بهدف حتذير النا�س‬
‫من الت�رسع يف ن�رش الأحاديث قبل التثبت من �صحتها‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الأ�سئلة‬
‫‪ - 1‬قام علماء احلديث بجهود عظيمة يف حفظ ال�صنة النبوية‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما املق�صود باحلديث املو�صوع؟ وما حكم روايته اأو العمل به؟‬
‫‪ - 3‬اذكر اثنني من اأ�صباب الو�صع يف احلديث‪.‬‬
‫‪ - 4‬ا�صتنتج ما ير�صد اإليه احلديثان النبويان الآتيان‪:‬‬
‫‪َ « :‬م ْن َك َذ َب َع َل َّي ُم َت َع ِ ّم ًدا َف ْل َي َت َب َّواأْ َم ْق َع َد ُه ِم ْن ال َّنارِ »‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫«ل َت ُ�ص ُّبوا اأَ ْ�ص َحا ِبي َل َت ُ�ص ُّبوا اأَ ْ�ص َحا ِبي‪ ،‬ف ََوا َّل ِذي َن ْف ِ�صي ِب َي ِد ِه َل ْو اأَ َّن‬ ‫‪َ :‬‬ ‫ب‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫اأَ َح َد ُك ْم اأَ ْن َف َق ِم ْث َل ُاأ ُح ٍد ذ ََه ًبا َما َاأ ْد َر َك ُم َّد اأَ َح ِد ِه ْم َو َل َن ِ�صي َف ُه»‪.‬‬
‫‪ّ - 5‬بني اأثر انت�صار الأحاديث املو�صوعة يف عقيدة امل�صلم‪.‬‬
‫‪ - 6‬ما الأثر ال�صلبي الذي يتتب على انت�صار احلديثني املو�صوعني الآتيني‪:‬‬
‫اجل ُم َع ِة َف َق َر َاأ (ي�س) غُ ِف َر َل ُه»‪.‬‬
‫اأ ‪َ « -‬م ْن َز َار َق ْ َرب َوا ِل َد ْي ِه اأَ ْو اأَ َح ِد ِه َما َي ْو َم ْ ُ‬
‫ب‪ « -‬لو اأح�صن اأحدكم ظنه بحجر لنفعه»‪.‬‬
‫‪ّ - 7‬بني موقف امل�صلم من الأحاديث املو�صوعة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫أُ�قيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل المخططات التنظيمية الآتية بما ينا�سبها‪:‬‬
‫�أوالً‪ :‬الدر�س ال�ساد�س ع�شر (االنتماء)‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫ •‪.........................‬‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫ •‪.........................‬‬
‫من �صور‬ ‫مفهوم‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫ •‪.........................‬‬
‫االنتماء‬ ‫الوطن‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫للوطن‬ ‫ •‪.........................‬‬

‫ •‪.........................‬‬ ‫من �صور‬ ‫مفهوم الأمة‬ ‫ •‪.........................‬‬


‫االنتماء للأمة‬ ‫الإ�سالمية‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫ •‪.........................‬‬
‫الإ�سالمية‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫ •‪.........................‬‬
‫ •‪.........................‬‬ ‫ •‪.........................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدر�س ال�سابع ع�شر (�آداب الم�ستفتي والمفتي)‬


‫ •‪....................................................................‬‬ ‫مفهوم الفتوى‬
‫ •‪....................................................................‬‬

‫ •‪....................................................................‬‬ ‫�أهمية الفتوى‬


‫ •‪....................................................................‬‬

‫ •‪....................................................................‬‬ ‫�آداب الم�ستفتي‬


‫ •‪....................................................................‬‬

‫ •‪....................................................................‬‬
‫ •‪....................................................................‬‬ ‫�شروط المفتي‬
‫ •‪....................................................................‬‬

‫ •‪....................................................................‬‬
‫ •‪....................................................................‬‬ ‫�آداب المفتى‬
‫ •‪....................................................................‬‬

‫‪120‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س الثامن ع�شر (الآثار ال�سلبية للأحاديث المو�ضوعة)‬

‫‪...........................................................‬‬ ‫مفهوم الحديث‬


‫‪...........................................................‬‬ ‫المو�ضوع‬

‫‪........................................................-1‬‬
‫�أ�سباب الو�ضع في‬
‫‪........................................................-2‬‬ ‫الحديث‬
‫‪........................................................-3‬‬

‫‪ -1‬انت�شار البدع بين الم�سلمين‪.‬‬


‫الآثار ال�سلبية النت�شار‬
‫‪........................................................-2‬‬ ‫الأحاديث المو�ضوعة‬
‫‪........................................................-3‬‬

‫‪ -1‬التثبت من �صحة الحديث‪.‬‬


‫‪........................................................-2‬‬ ‫موقف الم�سلم من‬
‫الأحاديث المو�ضوعة‬
‫‪........................................................-3‬‬

‫‪121‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪ßØMh º¡a‬‬ ‫‪܃fòdG ô£N‬‬ ‫التا�صع ع�رش‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫اأقراأ احلديث النبوي ال�رشيف الآتي‪:‬‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح معاني المفردات والتراكيب‪.‬‬ ‫ال َر ُ�ص ُ‬
‫ول‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫‪َ ،‬ق َ‬ ‫َع ْن َ�ص ْه ِل ْب ِن َ�ص ْع ٍد‬
‫وافيا‪.‬‬
‫�صرحا ً‬
‫‪� -2‬صرح الحديث المقرر ً‬ ‫وب‪،‬‬ ‫ات ُّ‬
‫الذ ُن ِ‬ ‫َو ُم َح َّق َر ِ‬ ‫اك ْم‬‫‪« :‬اإ َِّي ُ‬ ‫ا ِ‬
‫هلل‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ الحديث النبوي المقرر ً‬
‫‪ -4‬تم ُّثل التوجيهات المت�صمنة في الحديث المقرر‪.‬‬ ‫ود‪،‬‬ ‫َك َق ْو ٍم َن َز ُلوا ِفي َب ْط ِن َو ٍاد‪ ،‬ف ََج َاء ذَا ِب ُع ٍ‬
‫ود‪َ ،‬ح َّتى اأَ ْن َ�ص ُجوا ُخ ْب َز َت ُه ْم‪َ ،‬و ِاإ َّن‬
‫َو َج َاء ذَا ِب ُع ٍ‬
‫وب َم َتى ُيوؤْ َخذْ ِب َها َ�ص ِ‬
‫اح ُب َها‬ ‫ات ُّ‬
‫الذ ُن ِ‬ ‫ُم َح َّق َر ِ‬
‫‪∞jô°ûdG …ƒÑædG åjóëdG …hGQ‬‬ ‫ُت ْه ِل ْك ُه»(‪.)1‬‬
‫هو ال�صحابي الجليل �صهل بن �صعد بن مالك‬
‫‪k G‬‬
‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG : ’hC‬‬
‫‪ ،‬كان ا�صمه «حزن»‬ ‫الأن�صاري ال�صاعدي‬
‫مح َّقرات الذنوب ‪� :‬صغائر المعا�صي التـي ل‬
‫اإلى «�صهل»‪ ،‬كان اآخر من‬ ‫فغيره النبي‬
‫ّ‬ ‫يبالي الإن�صان بها‪.‬‬
‫مات بالمدينة المنورة من ال�صحابة‪ ،‬وعا�س‬
‫‪ :‬ا�صم اإ�صارة بمعنى (هذا)‪.‬‬ ‫ذا‬
‫نحو مئة �صنة‪ .‬توفي �صنة اإحدى وت�صعين‬
‫للهجرة (‪ 91‬هـ)‪.‬‬ ‫‪∞jô°ûdG …ƒÑædG åjó◊G ìô°T : É«k fÉK‬‬

‫اأمر اهلل تعالى النا�س بعبادته وتنفيذ اأوامره‪،‬‬


‫واجتنــاب ما نهــى عنه من المعا�صي والذنــوب‪ ،‬وفي الحديث ال�صريف تحذيــر من التهاون في‬
‫خطر الذنوب ال�صغيرة بعود ال�صجر‬ ‫ارتــكاب المعا�صي واإن كانت �صغيرة‪ .‬وقد �صبه النبــي‬
‫نــارا كبيرة‪ ،‬لكن اإذا اجتمــع عود اإلى عود‪ ،‬فــاإن ذلك يوؤدي اإلى‬ ‫ال�صغيــر الــذي ل ُي ِ‬
‫�صع ُل وحده ً‬
‫ا�صتعــال نار �صديدة‪ .‬وكذلك الذنــوب ال�صغيرة؛ فاإنها لو ُجمع بع�صهــا اإلى بع�س �صارت كبيرة‪،‬‬
‫واأو�صكت اأن تهلك �صاحبها في النار‪.‬‬

‫(‪ )1‬م�صند الإمام اأحمد بن حنبل‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫�أنواع الذنوب‬
‫الذنوب لي�ست على درجة واحدة‪ ،‬فمنها الكبائر ومنها ال�صغائر؛ �أما الكبائر فهي كل ذنب قرن‬
‫به وعيد �شديد؛ كلعن اهلل ملرتكبها �أو غ�ضبه �أو توعده بالعذاب ال�شديد‪ ،‬فالقتل يعد كبرية من الكبائر‬
‫لقـــوله تعــالـــى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الن�ساء‪ ،‬الآية ‪.)93‬‬
‫و�أما ال�صغائر فهي الذنوب التي ال يكون فيها ما يوجب احلد يف الدنيا‪� ،‬أو الوعيد يف الآخرة‪،‬‬
‫مثل ترك رد ال�سالم على النا�س‪ ،‬وجمال�سة رفقاء ال�سوء‪ ،‬واخل�صومة فوق ثالثة �أيام‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫�أتعاون و�أعطي مثال‬
‫�أتعاون مع زمالئي يف �إعطاء �أمثلة �أخرى على كل من الكبائر وال�صغائر‪.‬‬

‫الدنيا‬
‫ال�صالح والفالح في ُّ‬ ‫وتعاظم الخوف منه في قلب الإن�سان �أ�صل َّ‬ ‫ُ‬ ‫�إن الإيمان باهلل تعالى‬
‫يربط بين‬ ‫فقوة الإيمان َتحول بين الإن�سان وارتكاب المعا�صي‪ ،‬وقد كان ال َّنب ُِّي‬ ‫والآخرة؛ ّ‬
‫ان ُي�ؤْ ِم ُن با ِ‬
‫هلل‬ ‫«م ْن َك َ‬ ‫‪َ :‬‬ ‫الإيمان والعمل ال�صالح‪ ،‬وبين الإيمان وترك المع�صية؛ فمن ذلك قوله‬
‫ار ُه»(((‪.‬‬ ‫َوا ْل َي ْو ِم ْال ِآخرِ َفلاَ ُي�ؤْ ِذي َج َ‬
‫ال�صالة والعبادات‪،‬‬ ‫و�ضعف الإيمان يبد�أ بق�سوة القلب‪ ،‬وهجر القر�آن الكريم‪ ،‬والغفلة عن َّ‬
‫حب المعا�صي بالتزايد في قلبه حتى ي�ألفها و ُت�صبح‬ ‫وي�صر عليها يبد أ� ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫وعندما يقع المرء في المع�صية‬
‫ين َي ْز ِني َو ُه َو ُم ؤْ� ِم ٌن‪،‬‬ ‫الزا ِني ِح َ‬
‫‪َ « :‬ال َي ْز ِني َّ‬ ‫جزءا من حياته؛ وهذا دليل على �ضعف �إيمانه‪ ،‬يقول‬ ‫ً‬
‫ين َي ْ�سرِ ُق َو ُه َو ُم ؤْ� ِم ٌن»(((‪.‬‬‫ال�سارِ ُق ِح َ‬‫ين َي ْ�ش َر ُب َها َو ُه َو ُم ْ ؤ� ِم ٌن‪َ ،‬و َال َي ْ�سرِ ُق َّ‬
‫الخ ْم َر ِح َ‬
‫َو َال َي ْ�ش َر ُب َ‬
‫والذنوب ال�صغيرة يزداد �إثمها في حاالت عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪« :‬ال كبيرة مع ا�ستغفار‪ ،‬وال �صغيرة‬ ‫‪ - 1‬كثرة ارتكابها والإ�صرار على فعلها‪ ،‬قال ابن عبا�س‬
‫مع �إ�صرار»‪.‬‬
‫«ك ُّل �أُ َّم ِتي ُم َعافًى �إ اَِّل ا ْل ُم َج ِاهرِ َ‬
‫ين‪َ ،‬و�إ َِّن ِم ْن‬ ‫‪ُ :‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫‪ -2‬الفرح بفعلها والتفاخر بها‪َ ،‬ق َ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه‪ ،‬ف ََي ُق َ‬ ‫ا ْل ُم َج َ َ‬
‫ول‪َ :‬يا ُفلاَ ُن َع ِم ْل ُت‬ ‫الر ُج ُل ِبال َّل ْي ِل َع َملاً ‪ُ ،‬ث َّم ُي ْ�صب َِح َو َق ْد َ�س َت َر ُه ُ‬ ‫اه َر ِة �أ ْن َي ْع َم َل َّ‬
‫هلل َع ْن ُه»(((‪.‬‬ ‫ف ِ�س ْت َر ا ِ‬ ‫ات َي ْ�س ُت ُر ُه َر ُّب ُه‪َ ،‬و ُي ْ�صب ُِح َي ْك ِ�ش ُ‬‫ا ْل َبارِ َح َة َك َذا َو َك َذا‪َ ،‬و َق ْد َب َ‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ )3‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫‪� -3‬صدورها عمن يقتدي به النا�س؛ لأنه بفعله يت�سبب في �إغوائهم‪ ،‬فيكون عليه وزر نف�سه ووزر‬
‫من اقتدى به‪.‬‬

‫�أتدبر و�أ�ستنتج‬
‫�أتدبر الحديث ال�شريف الآتي‪ ،‬و�أ�ستنتج عالقته بحديث‪�« :‬إياكم ومحقرات الذنوب»‪:‬‬
‫‪ « :‬إ� َِّن ا ْل ُم ْ�ؤ ِم َن �إِذَا �أَ ْذ َن َب َكا َن ْت ُن ْك َت ٌة َ�س ْو َد ُاء ِفي َق ْل ِب ِه‪َ ،‬ف ِ�إ ْن َت َ‬
‫اب َو َن َز َع‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫قال َر ُ�س ُ‬
‫اهلل ِفي ِك َتا ِب ِه‪} :‬‬
‫ان ا َّل ِذي ذ ََك َر ُه ُ‬ ‫ا�س َت ْغ َف َر ُ�ص ِق َل َق ْل ُب ُه‪َ ،‬ف إ� ِْن َزا َد َزا َد ْت‪ ،‬ف ََذ ِل َك َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َو ْ‬
‫{(((‪.‬‬

‫موقف الم�سلم من الذنوب والمعا�صي ‬


‫حذر احلديث ال�رشيف من التهاون يف �صغائر الذنوب؛ ف�إنه ي�ؤدي �إلى اعتيادها وقبولها‬
‫تعظيما حلق اهلل‬
‫ً‬ ‫والإقبال عليها‪ ،‬لذلك يجب على امل�سلم �أن يرتك الذنوب كلها �صغريها وكبريها؛‬
‫تعالى عليه‪ ،‬و� اّأل ينظر �إلى �صغر الذنب بل �إلى َع َظ َمة من ع�صى‪.‬‬
‫ذنبا فعليه �أن ي�سارع �إلى الإقالع عن املع�صية‪ ،‬والتوبة �إلى اهلل تعالى‪،‬‬
‫ف�إن �أخط أ� امل�سلم وارتكب ً‬
‫والإكثــار من اال�ستغفــار والعمـــل ال�صالح‪ ،‬يقــول تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة هود‪ ،‬الآية ‪.)114‬‬
‫النا�س من �صغائر الذنوب‪ ،‬دليل على حر�صه على طهارة المجتمع‬ ‫وفي تحذير النبي‬
‫الم�سلم من الذنوب والمعا�صي‪ ،‬لذلك يجب على الم�سلم مراقبة �سلوكه‪ ،‬والإقالع عن هذه‬
‫الذنوب حتى ال يعتادها ويكرث منها‪ ،‬ف�إنها �إن اجتمعت عليه �أهلكته‪.‬‬

‫�أ�ستنتج‬

‫واحدا للإقالع عن الذنوب في الفرد والمجتمع‪.‬‬


‫ً‬ ‫إيجابيا‬
‫أثرا � ًّ‬
‫� ً‬

‫(‪� )1‬سنن الرتمذي‪ ،‬وهوحديث �صحيح‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أحر�ص على طاعة اهلل واجتناب الذنوب واملعا�صي �صغريها وكبريها‪.‬‬
‫‪� - 2‬أ�سارع �إلى التوبة واال�ستغفار‪.‬‬
‫‪. ............................. - 3‬‬

‫�أ�ستنتج‬
‫لخ�ص بلغتك الخا�صة ما �ستقوم به‪ ،‬بعد تالوتك قوله تعالى‪} :‬‬

‫{ (�سورة �آل عمران‪ ،‬الآيات ‪. )136-133‬‬

‫‪125‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬ما املق�صود بـ (حمقرات الذنوب)؟‬
‫‪ - 2‬حذر احلديث ال�رشيف من التهاون يف ارتكاب املعا�صي‪ ،‬علل ذلك‪.‬‬
‫‪ّ - 3‬بني الفرق بني الكبائر وال�صغائر من حيث طبيعة املع�صية‪ ،‬وما يرتتب عليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬اذكر حالتني من احلالت التي تزيد من اإثم ال�صغائر‪.‬‬
‫‪ - 5‬من اأ�صباب التجروؤ على املع�صية �صعف الإميان‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬

‫‪ُ « :‬ك ُّل اأُ َّم ِتي ُم َعافًى اإ َِّل ا ْل ُم َجاهرِ َ‬


‫ين»‪.‬‬ ‫‪ّ - 6‬بني املعنى امل�صتفاد من قوله‬
‫و�صح موقف امل�صلم من الذنوب واملعا�صي‪.‬‬
‫‪ّ -7‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪« :‬اإياكم وحمقرات‪ »...‬اإلى قوله‬ ‫غيبا احلديث النبوي ال�رشيف من قوله‬
‫‪ - 8‬اكتب ً‬
‫«‪ ...‬تهلكه»‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪ÒصàdG øe ôjòëàdG‬‬ ‫الع�رشون‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫حافظ الإ�صالم على كرامة الإن�صان‪ ،‬ودعا‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫اإلى �صيانة دمه وعر�صه وماله‪ ،‬وجعل له حرية‬
‫‪ -1‬تو�صيح موقف الإ�صالم من التكفري‪.‬‬
‫اختيــار دينه‪ ،‬ودعاه لقبول ديــن الإ�صالم عن‬
‫‪ -2‬ا�صتنتاج اأ�صباب التكفري واآثاره‪.‬‬
‫‪ -3‬اللتزام بو�صائل التغلب على التكفري‪.‬‬
‫رغبة واقتناع من غيــر اإكراه‪ ،‬قال اهلل تعـالى‪:‬‬
‫‪ -4‬اجتناب تكفري امل�صلمني‪.‬‬
‫{ (�صورة البقــرة‪ ،‬الآية ‪ ،)256‬فاإذا‬ ‫}‬
‫دخــل الإن�صان في الإ�صــالم بقناعة واختيار فاإنه يحــرم تكفيره بفتاوى غير م�صتنــدة اإلى �صوابط‬
‫�صرعية‪ ،‬اأو خطاأ في فهم الأدلة ال�صرعية‪.‬‬
‫فما موقف الإ�صالم من هذا التكفري؟ وما اآثاره وخطورته؟ وكيف يجب التعامل معه؟‬
‫‪k G‬‬
‫‪¬ªµMh ÒصàdG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫التكفير‪ :‬هو و�صف الم�صلم بالكفر‪.‬‬
‫بع�صا‪ ،‬وي�صتبيحون‬ ‫وتتجلى خطورة التكفري عندما ينت�رش يف املجتمع‪ ،‬ويكفّر امل�صلمون بع�صهم ً‬
‫نتيجة ذلك دماء بع�صهم واأموالهم واأعرا�صهم؛ لذا يحرم تكفري امل�صلم‪ ،‬والأدلة على ذلك كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬نهى اهلل تعالى الم�صلم اأن يبادر للحكم على النا�س اأو اأن يطلق لفظ الكفر على من اآمن باهلل عز‬
‫وجل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‬
‫(�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)94‬‬
‫الموؤْ ِم ِن َك َق ْت ِل ِه‪َ ،‬و َم ْن َر َمى ُموؤْ ِم ًنا‬
‫تكفير الم�صلم م�صاويًا لقتله‪ ،‬فقال‪َ ...« :‬و َل ْع ُن ُ‬ ‫عد النبي‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫ِب ُك ْفرٍ ف َُه َو َك َق ْت ِل ِه»(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬كان اأ�صحاب النبي ‪ ،‬وكذلك العلماء يمتنعون عن اإطالق الكفر اأو الف�صق على الم�صلمين؛‬
‫لَ َح ٍد ِم ْن اأَ ْه ِل ا ْل ِق ْب َل ِة‪َ :‬كا ِف ٌر؟‬
‫ون ِ أ‬ ‫ال‪ُ :‬ق ْل ُت ِل َجا ِبرِ ْب ِن َع ْب ِد ا ِ‬
‫هلل‪َ :‬هلْ ُك ْن ُت ْم َت ُقو ُل َ‬ ‫فع ْن اأَ ِبي ُ�ص ْف َي َ‬
‫ان َق َ‬ ‫َ‬
‫«معا َذ ا ِ‬
‫هلل»(‪.)2‬‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫ون‪ُ :‬م ْ�صرِ ٌك؟ َق َ‬ ‫«ل»‪ُ ،‬ق ْل ُت‪َ :‬و ُك ْن ُت ْم َت ُقو ُل َ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫َق َ‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )2‬املعجم الأو�صط للطرباين‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪äÉ©ªàéŸG ‘ ÒصàdG Qƒ¡X ÜÉÑ°SCG : É«k fÉK‬‬
‫يظهر التكفير في المجتمعات لأ�صباب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬الجهل باأحكام ال�صريعة الإ�صالمية وعدم الفهم ال�صليم لها‪ ،‬وهذا يوؤدي اإلى الخطاأ في فهم‬
‫الأدلة ال�صرعية التي تبنى عليها هذه الأحكام‪ ،‬واإلى ظهور بع�س الفتاوى التي ل ت�صتند اإلى‬
‫هلل َل ُيوؤْ ِم ُن‪،‬‬
‫هلل َل ُيوؤْ ِم ُن‪ ،‬وا ِ‬
‫‪« :‬وا ِ‬ ‫ال�صوابط ال�صرعية‪ ،‬ومثال ذلك الخطاأ في فهم قوله‬
‫ال‪« :‬ا َّل ِذي َل َياأْ َم ُن َج ُ‬
‫ار ُه َب َوا ِئ َق ُه»(‪ ،)1‬حيث يحملون‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل؟ َق َ‬ ‫هلل َل ُيوؤْ ِم ُن» ِق َ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َيا َر ُ�ص َ‬ ‫وا ِ‬
‫ذلك على ن ْف ِي الإيمان عمن يوؤذي جاره‪ ،‬في حين اأن العلماء يقولون اإن المق�صود بالحديث‬
‫تاأكيد حق الجار‪ ،‬واأن الإ�صاءة اإليه ل تتفق مع كمال الإيمان‪.‬‬
‫أعمق فهمي‬
‫ا ِّ‬
‫�س ِم َّنا َم ْن غَ َّ‬
‫�س»(‪.)2‬‬ ‫‪َ « :‬ل ْي َ‬ ‫�س ِم َّنا» في قوله‬
‫في �صوء فهمي ال�صابق ا ّأبين معنى « َل ْي َ‬

‫‪ - 2‬التع�صب الفكري والمذهبي‪ :‬فعندها ي�صيق الأفق‪ ،‬ويتبع ال�صخ�س اآراء الآخرين بال تمحي�س؛‬
‫يوؤدي ذلك اإلى عدم تقبل الراأي الآخر‪ ،‬واإلى غياب منهج الدعوة القائم على الحكمة‬
‫والموعظة الح�صنة والمجادلة بالتي هي اأح�صن‪.‬‬
‫اأفكر‬
‫في �صبب اآخر من الأ�صباب التي توؤدي الى ظهور التكفير في المجتمعات‪.‬‬

‫‪ÒصàdG QÉ£NCG : Éãk dÉK‬‬


‫حذر الإ�صالم من تكفير الم�صلم؛ لما لذلك من اآثار �صلبية في الأفراد والمجتمعات‪ ،‬منها ما‬
‫ياأتي‪:‬‬
‫من تكفير الم�صلم‪،‬‬ ‫‪ - 1‬مخالفة منهج الإ�صالم واأحكامه‪ ،‬والوقوع في ما نهى عنه النبي‬
‫ل ِخ ِيه َيا َكا ِف ُر‪َ ،‬ف َق ْد َب َاء ِب ِه َاأ َح ُد ُه َما»(‪.)3‬‬
‫الر ُج ُل ِ َأ‬ ‫حيث قال‪ « :‬اإِذَا َق َ‬
‫ال َّ‬
‫والحكم عليه بالكفر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬العتداء على حقوق الم�صلم با ِ‬
‫إخراجه من دائرة الإ�صالم‪،‬‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )2‬صنن ابن ماجه‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪ - 3‬تمزيق وحدة المجتمع باإحداث الفتنة والفرقة بين اأفراده‪ ،‬وهذا يوؤدي اإلى ا�صتباحة الحرمات‬
‫واإهدار الدماء‪.‬‬
‫اأناق�ص‬
‫مع زمالئي كيف يوثر التكفير في اإ�صعاف حرية الفكر والراأي عند العلماء‪.‬‬

‫‪ÒصàdG á¡LGƒe πFÉ°Sh : É©k HGQ‬‬


‫لمواجهة التكفير و�صائل متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬ن�صر العلم ال�صحيح الثابت في القراآن الكريم‪ ،‬وال�صنة النبوية‪ ،‬وما نقل اإلينا من فقه ال�صلف‬
‫ال�صالح من ال�صحابة والتابعين‪.‬‬
‫تقبل الراأي الآخر‪.‬‬
‫‪ - 2‬نبذ التع�صب‪ ،‬وتاأكيد اأهمية ّ‬
‫‪ - 3‬عدم الخو�س في نوايا النا�س‪.‬‬
‫‪ - 4‬الن�صح لمن يقدم على تكفير الم�صلمين‪.‬‬
‫‪ - 5‬تعاون الموؤ�ص�صات الحكومية وموؤ�ص�صات المجتمع المدني في الت�صدي للتكفير‪ ،‬عن طريق‬
‫ن�صر مبادئ الإ�صالم ال�صحيحة‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫م�صلما‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ - 1‬ل اأك ّفر‬
‫‪ - 2‬اأحاور الآخرين‪ ،‬واأتقبل اآراءهم باحلكمة واملوعظة احل�صنة‪.‬‬
‫‪. ................................... - 3‬‬

‫اأثري خبراتي‬
‫اأبحث مع زمالئي في الإنترنت لكتابة تقرير حول واجب كل من الأ�صرة والمدر�صة في‬
‫محاربة التكفير‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ّ - 1‬بين المق�صود بالتكفير‪.‬‬
‫و�صح حكم التكفير‪.‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫‪ - 3‬اذكر �صببين من اأ�صباب ظهور التكفير في المجتمعات الم�صلمة‪.‬‬
‫‪ - 4‬حذر الإ�صالم من تكفير الم�صلم لما لذلك من اآثار في الفرد والمجتمع‪ ،‬بين اثنين من هذه‬
‫الآثار‪.‬‬
‫عالم يدل كل دليل من الأدلة ال�صرعية الآتية‪:‬‬
‫‪َ -5‬‬
‫اأ ‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬
‫«و َم ْن َر َمى ُم ْوؤ ِم ًنا ِب ُك ْفرٍ ف َُه َو َك َق ْت ِل ِه»‪.‬‬
‫‪َ :‬‬ ‫ب‪ -‬قال ر�صول اهلل‬

‫‪130‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪»©ªàéŸG ∞æ©dG‬‬ ‫احلادي والع�رشون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫و�صع الإ�صالم مجموعة من القواعد‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬ ‫والت�صريعات التي ت�صبط تعامل الإن�صان مع‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم العنف املجتمعي واأنواعه واأ�صبابه‪.‬‬
‫غيره‪ ،‬واأمره بالتحلي بالأخالق الفا�صلة‪ ،‬واأن‬
‫‪ -2‬اللتزام باأ�صاليب حماية املجتمع من العنف‪.‬‬
‫‪ -3‬التعامل مع من حوله برفق‪.‬‬ ‫يتعامل مع من حوله برفق وت�صامح وحلم‪،‬‬
‫‪ -4‬اجتناب كل مظاهر العنف والعدوان‪.‬‬ ‫واأن ي�صبر على اأذى النا�س‪ ،‬ونهاه عن كل‬
‫�صور العتداء على الآخرين‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫(�صـورة الأحزاب‪،‬‬ ‫{‬ ‫}‬
‫الآية ‪ ،)58‬اإل اأن بع�س النا�س يغ�صب ب�صرعة‪ ،‬ويت�صرف بانفعال وعنف‪ ،‬ويبالغ في ذلك‪ ،‬وتنت�صر‬
‫حالت العنف في كل المجتمعات‪.‬‬
‫فما المق�صود بالعنف المجتمعي‪ ،‬وما اأ�صبابه‪ ،‬وما اآثاره‪ ،‬وكيف يمكن التخفيف منه؟‬
‫‪k G‬‬
‫‪¬YGƒfCGh »©ªàéŸG ∞æ©dG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫العنف هو �صلوك عدواين يت�صف بالق�صوة اأو القهر اأو الإكراه‪ ،‬وي�صدر من فرد اأو جماعة‪،‬‬
‫معنويا بالنف�س اأو بالآخرين‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ماديا اأو‬
‫�رشرا ًّ‬
‫ويلحق ً‬ ‫ُ‬
‫عاجزا عن التعامل مع‬
‫ً‬ ‫ويح�صل هذا العنف والعتداء نتيجة حالة نف�صية يكون ال�صخ�س فيها‬
‫الأحداث حوله بطريقة �صحيحة‪ُ ،‬في ِ‬
‫لح ُق الأذى بنف�صه اأو بالنا�س اأو باملمتلكات العامة‪.‬‬
‫والعنف نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬عنف مادي‪ :‬مثل �رشب الآخرين‪ ،‬وال�صطو امل�صلح‪ ،‬وحرق املمتلكات‪ ،‬واإغالق ال�صوارع‪.‬‬
‫‪ -2‬عنف معنوي‪ :‬مثل �صتم النا�س‪ ،‬وال�صتهزاء بهم‪ ،‬وت�صفيه اآرائهم وحتقريها‪.‬‬
‫اأميز‬
‫العنف املادي من العنف املعنوي يف ما ياأتي‪:‬‬
‫ال�رشقة‪ ،‬ال�صخرية‪ ،‬امل�صاجرات اجلماعية‪ ،‬اإطالق العيارات النارية يف املنا�صبات‪ ،‬العبث ب�صيارات‬
‫الآخرين‪� ،‬صوء معاملة الآخرين‪ ،‬تكليف العامل باأعمال ل يطيقها‪ ،‬تخريب املمتلكات العامة‪،‬‬
‫الت�صهري بالآخرين‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫‪»©ªàéŸG ∞æ©dG ÜÉÑ°SCG : É«k fÉK‬‬
‫يحدث العنف المجتمعي لأ�صباب كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪� - 1‬صعف الوا‪R‬ع الديني‪ :‬الإيمان هو �صمام الأمان في حياة الإن�صان‪ ،‬يهذب �صلوكه ويمنعه من‬
‫ا�س ِم ْن ِل َ�صا ِن ِه َو َي ِد ِه‪َ ،‬وا ْل ُموؤْ ِم ُن َم ْن‬
‫‪« :‬ا ْل ُم ْ�ص ِل ُم َم ْن َ�ص ِل َم ال َّن ُ‬ ‫ر�صول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ُ‬ ‫أحدا‪ ،‬قال‬‫اأن يوؤذي ا ً‬
‫ا�س َع َلى ِد َما ِئهِ ْم َو َاأ ْم َوا ِلهِ ْم»(‪.)1‬‬
‫اأَ ِم َن ُه ال َّن ُ‬
‫‪ - 2‬ال�صطرابات النفعالية والنف�صية‪� :‬شعور الإن�شان بالإحباط والف�شل و�شع∞ الثقة بالنف�ض‪ ،‬قد‬
‫يوؤ ّدي به اإلى ممار�صة العنف؛ ليلفت النتباه له‪ ،‬اأو لإظهار القوة‪ ،‬اأو لتفريغ حالة ال�صغط‬
‫النف�صي التي بداخله‪.‬‬
‫‪ - 3‬التن�صئة الأ�رشية ‪Z‬ري ال�صليمة والتفكك الأ�رشي‪ :‬ا ّإن انت�صار حالت الفرقة بني الزوجني‪ ،‬اأو غياب اأحد‬
‫الأبوين عن الأ�رشة‪ ،‬اأو حماولة حل اخلالفات اأمام الأبناء‪ ،‬واملمار�صات ال�صلبية داخل الأ�رشة‪،‬‬
‫مثل ال�رشب وال�صتم‪ُ ،‬ي َوؤدي كل ذلك اإلى ميل الأبناء لالعتداء على الآخرين ب�صور خمتلفة‪.‬‬
‫نربي اأبناءنا على الت�صامح والعفو عمن اأ�صاء‪ ،‬وعدم الرد بالمثل اأو اإيذاء‬
‫فينبغي علينا اأن ّ‬
‫النا�س‪ ،‬واأن ُن َذكرهم بقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة ف�صلت‪ ،‬الآية ‪.)34‬‬
‫انفعالية قا�صية‪ ،‬ويت�صرعون‬
‫ّ‬ ‫كثيرا ما يتعامل الكبار مع ال�صغار ب�صلوكات‬
‫‪ - 4‬التاأثر ال�صلبي بالآخرين‪ً :‬‬
‫في العقاب البدني اأو اللفظي �صدهم اأو اأمامهم‪ ،‬فيقلد ال�صغار هذا ال�صلوك مع اأقرانهم‬
‫ومجتمعهم؛ فعلى الآباء والمربين اأن يتعاملوا مع ال�صغار بحكمة ورفق‪ ،‬فاإن نتائج الرفق‬
‫يق ُي ِح ُّب الرِ ّ ْف َق‪َ ،‬و ُي ْع ِطي َع َلى الرِ ّ ْف ِق‬
‫هلل َر ِف ٌ‬
‫‪« :‬اإ َِّن ا َ‬ ‫اأعظم من نتائج العنف‪ ،‬يقول الر�صول‬
‫َما َل ُي ْع ِطي َع َلى ا ْل ُع ْن ِف‪َ ،‬و َما َل ُي ْع ِطي َع َلى َما ِ�ص َو ُاه»(‪.)2‬‬
‫‪ - 5‬الأمن من العقوبة‪ :‬فمن ا ِأمن العقوبة اأ�صاء الأدب‪ ،‬واعتدى على الآخرين‪ ،‬لهذا �صرع الإ�صالم‬
‫العقوبات لحفظ الإن�صان وكرامته من العتداء‪ ،‬اإل اأن �صعف تطبيق العقوبات والقوانين‪،‬‬
‫وعدم معاقبة الجاني بالعقوبة المنا�صبة اأدى اإلى انت�صار العنف والجرائم‪ ،‬وت�صاهل بع�س‬
‫النا�س في �صلب حقوق الآخرين والعتداء عليهم‪ ،‬بل وق ْتلهم اأحيا ًنا‪.‬‬
‫(‪� )1‬صنن الن�صائي‪ ،‬وهو حديث ح�صن‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح م�صلم‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ - 6‬ال�صعور بالظلم‪ :‬ا ّإن عدم العدالة بني املواطنني اأو بني النا�س وهيمنة بع�س ال�صعوب وا�ص ِت ْق َ‬
‫واءها‬
‫الظ ْل َم‪َ ،‬فاإ َِّن ُّ‬
‫الظ ْل َم‬ ‫‪« :‬ا َّت ُقوا ُّ‬ ‫على ال�صعوب الفقرية يولِّد ال�صعور بالظلم‪ ،‬يقول الر�صول‬
‫ان َق ْب َل ُك ْم‪َ ،‬ح َم َل ُه ْم َع َلى اأَ ْن َ�ص َف ُكوا‬
‫ال�ص َّح اأَ ْه َل َك َم ْن َك َ‬ ‫ات َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة‪َ ،‬وا َّت ُقوا ُّ‬
‫ال�ص َّح‪َ ،‬فاإ َِّن ُّ‬ ‫ُظ ُل َم ٌ‬
‫ا�ص َت َح ُّلوا َ َحمارِ َم ُه ْم»(‪.)1‬‬ ‫ِد َم َاء ُه ْم َو ْ‬
‫أناق�ص‬
‫أفكر وا ُ‬
‫ا ُ‬
‫اأناق�س وزمالئي يف اأثر كل من (الفقر‪ ،‬والبطالة‪ ،‬و�صعف العدالة الجتماعية) يف العنف‪.‬‬

‫‪∞æ©dG øe ™ªàéŸG ájɪM Ö«dÉ°SCG : Éãk dÉK‬‬


‫�رشع الإ�صالم جمموعة من الأعمال والأ�صاليب التي تق�صي على اأ�صباب العنف‪ ،‬وت�صمن اأمن‬
‫املجتمع وا�صتقراره‪ ،‬وحمايته من العنف‪ ،‬ومن هذه الأ�صاليب‪:‬‬
‫ً‬
‫مرتبطا بالإيمان به وبذكره‬ ‫‪ - 1‬تعميق معاني الإيمان باهلل تعالى‪ :‬جعل اهلل تعالى الأمن والأمان‬
‫�صبحانه وتعالى‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة الرعد‪ ،‬الآية ‪ ،)28‬ويزيد اإيمان الموؤمن بالأعمال ال�صالحة‪ ،‬والمداومة على‬
‫ذكر اهلل تعالى‪ ،‬بالل�صان وبالقلب‪ ،‬والمحافظة على اأداء ال�صالة في اأوقاتها‪ ،‬وتالوة القراآن‬
‫نافعا لنف�صه ولغيره‪.‬‬
‫محبا لمجتمعه‪ ،‬هاد ًئا في ت�صرفاته‪ً ،‬‬
‫الكريم؛ وهذا يجعل الإن�صان ً‬
‫‪ - 2‬التثقيف والتوعية والرفق‪ :‬على العلماء والمتخ�ص�صين اأن يقوموا بدورهم في توعية النا�س‬
‫باأهمية الحوار‪ ،‬ون�صر ثقافة الت�صامح‪.‬‬
‫أي�صا اأن يكونوا قريبين من النا�س وبخا�صة ال�صباب‪ ،‬واأن يعاملوهم برفق وي�صبروا‬
‫وعلى العلماء ا ً‬
‫في هذا المجال‪ :‬فقد �صرب لنا‬ ‫هد ِي النبي‬
‫أي�صا تو�صيح ْ‬
‫على ت�صاوؤلتهم‪ ،‬وعليهم ا ً‬
‫المثل الأعلى والقدوة الح�صنة في التعامل مع النا�س برفق في كل �صيء‪ ،‬فكان‬ ‫الر�صول‬
‫رحيما حتى مع اأعدائه‪ ،‬فبعد عودته من الطائف حزي ًنا لكفر اأهل مكة واأهل الطائف‪ ،‬جاءه‬
‫ً‬
‫‪« :‬اأرجو اأن‬ ‫النبي‬
‫أخ�صبين؟ فقال ُّ‬
‫طبق عليهم ال َ‬ ‫�صئت اأن ُاأ َ‬
‫ملك الجبال يقول له‪« :‬اإن َ‬
‫يعبد اهلل وحده»(‪ ،)2‬فعاملهم بالرفق والأناة بالرغم من كفرهم‬
‫اهلل من اأ�صالبهم من ُ‬
‫خرج ُ‬‫ُي َ‬
‫بدعوته‪ ،‬واإيذائهم له‪.‬‬
‫(‪� )1‬صحيح م�صلم‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪( ،‬والأخ�صبان ‪ :‬جبالن يحيطان مبكة)‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫‪ - 3‬تقدير املبدعني و�إتاحة الفر�صة لل�شباب لل�سعي نحو النجاح‪ ،‬وملمار�سة الأن�شطة املنا�سبة‪ :‬وذلك تلبية‬
‫حلاجاتهم‪ ،‬وتفري ًغا لطاقاتهم‪ ،‬ولإ�شغال �أوقات فراغهم مبا هو نافع مفيد‪ ،‬كالن�شاط الثقايف‪،‬‬
‫والن�شاط الريا�ضي‪ ،‬وتع ُّلم املهارات‪ ،‬والعمل التطوعي‪ ،‬وخدمة املجتمع؛ وهذا ينمي لديهم‬
‫حتمل امل�س�ؤولية جتاه �أنف�سهم ووطنهم‪ ،‬ويبعدهم عن ممار�سة مظاهر العنف‪ ،‬فعلى الدولة �أن‬
‫تقوم برعاية املبدعني و�أ�صحاب املواهب املختلفة وتقديرهم وتعزيزهم‪.‬‬
‫‪ - 4‬تحقيق العدالة االجتماعية‪ :‬جعل اهلل النا�س �سوا�سية في الحقوق والواجبات‪ ،‬فعلى الدولة �أن‬
‫ترعى ح�صول النا�س على حقوقهم و�أدائهم لواجباتهم بعدالة وتكاف�ؤ فر�ص؛ لأن الإن�سان‬
‫�إذا وجد العدالة �أ�صبح متواز ًنا في ت�صرفاته‪.‬‬
‫وكذلك على الدولة �أن تعمل على تفعيل دور القوانين والت�شريعات وتطبيقها على الكل‪،‬‬
‫فيرتدع كل من ت�سول له نف�سه �أن يعتدي على الآخرين‪.‬‬
‫‪ - 5‬ا�ستخدام مهارات التوا�صل الإيجابي‪ :‬الإن�سان معر�ض لأن ي�صيب ويخطئ‪ ،‬ف�إذا مت التعامل معه‬
‫ب�صورة �إيجابية‪ ،‬لتعزيز �سلوكه ال�صحيح‪ ،‬وتعديل �سلوكه غري ال�صحيح؛ ف�إنه يكون �أح�سن‬
‫ا�ستجابة‪ ،‬و�أكرث فاعلية يف املجتمع‪ ،‬فيحب جمتمعه‪ ،‬وي�سعى لنفعه وخريه‪.‬‬
‫‪ - 6‬توفري فر�ص العمل لل�شباب‪ :‬وو�ضع اخلطط للتخفيف من البطالة والفقر؛ لأنهما مدخل للفكر‬
‫املتطرف قد ي�ستغله بع�ضهم حلرف ال�شباب عن الفكر ال�سليم‪.‬‬

‫�أبدي ر�أيي‬
‫�إذا حدث مظهر من مظاهر العنف �أمامي‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أتعامل مع النا�س برفق و�أناة‪.‬‬


‫‪� - 2‬أبتعد عن كل مظاهر العنف‪.‬‬
‫‪. ........................ - 3‬‬

‫‪134‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬ما املق�صود بالعنف املجتمعي؟‬
‫‪ - 2‬العنف نوعان‪ ،‬اذكرهما مع ذكر مثال على كل منهما‪.‬‬
‫‪ - 3‬للعنف املجتمعي اأ�صباب عدة‪ ،‬اذكر اأربعة منها‪.‬‬
‫‪ - 4‬حلماية املجتمع من العنف املجتمعي اأ�صاليب منها‪ :‬التثقيف والتوعية‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬
‫‪ - 5‬و�صح دور الدولة يف حتقيق العدالة الجتماعية‪.‬‬
‫‪ - 6‬ما اأ�صلوب حماية املجتمع من العنف املجتمعي الذي ي�صري اإليه كل ن�س من الن�صو�س ال�رشعية‬
‫الآتية‪:‬‬
‫اأ�صلوب احلماية‬ ‫الن�ص ال�رشعي‬ ‫الرقم‬
‫‪-1‬‬
‫قال اهللُ تعالى‪} :‬‬
‫{‬
‫من الطائف حزيـنـا لـكـفر اأهل‬ ‫بعد عودة النبي‬ ‫‪-2‬‬
‫مكة واأهـل الطائـف‪ ،‬جاءه مـلك الـجبـال يقول له‪:‬‬
‫النبي‬
‫أخ�صبين؟ فقال ُّ‬
‫طبق عليهم ال َ‬ ‫�صئت اأن ُاأ َ‬
‫َ‬ ‫«اإن‬
‫يعبد‬
‫اهلل من اأ�صالبهم من ُ‬
‫ـخـرج ُ‬
‫َ‬ ‫‪« :‬اأرجــــو اأن ُي‬
‫اهللَ وحده»‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬الدر�س التا�سع ع�رش (خطر الذنوب)‬

‫خطر الذنوب والمعا�صي‬

‫موقف الم�سلم من الذنوب‬ ‫بع�ض الحاالت التي يزداد فيها‬


‫�أنواع الذنوب‬
‫والمعا�صي‬ ‫�إثم ال�صغائر‬

‫‪........................‬‬ ‫‪.......................-1‬‬ ‫‪........................‬‬


‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪.......................-2‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪.......................-3‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬

‫‪136‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�س الع�رشون (التحذير من التكفري)‬
‫و�سائل التغلب على التكفير‬ ‫�أخطار التكفير‬ ‫�أ�سباب ظهور التكفير في‬
‫المجتمعات‬
‫‪.......................-1‬‬ ‫‪ -1‬مخالفة منهج الإ�سالم‬
‫‪.......................-1‬‬
‫‪........................‬‬ ‫و�أحكامه‪.‬‬
‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪..................... -2‬‬
‫‪.......................-2‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬
‫‪ -3‬تمزيق وحدة المجتمع‬
‫‪........................‬‬
‫ب�إحداث الفتنة والفرقة‬ ‫‪......................- 2‬‬
‫‪.......................-3‬‬
‫بين �أفراده‪ ،‬وهذا ي�ؤدي‬ ‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫�إلى ا�ستباحة الحرمات‬
‫‪........................‬‬
‫‪.......................-4‬‬ ‫و�إهدار الدماء‪.‬‬
‫‪.......................‬‬
‫‪........................‬‬
‫‪........................‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الدر�س احلادي والع�رشون (العنف املجتمعي)‬


‫‪................................................................‬‬
‫مفهوم العنف‬
‫‪................................................................‬‬

‫‪................................................................‬‬
‫�أنواع العنف‬
‫‪................................................................‬‬

‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫�أ�سباب العنف املجتمعي‬

‫‪................................................................‬‬ ‫�أ�ساليب حماية املجتمع‬


‫‪................................................................‬‬ ‫من العنف‬

‫‪137‬‬
ΩOBG »r æn HG á°üb ¢SQódG
ßØMh Ò°ùØJ IóFÉŸG IQƒ°S øe (31-27) äÉjB’G ¿höû©dGh ÊÉãdG

¢SQódG äÉLÉàf
:≈∏Y GQOÉb
k ¿ƒµj ¿CG ¢SQódG ájÉ¡f ‘ ÖdÉ£dG øe ™bƒàj
.Ö«cGÎdGh äGOôØŸG ÊÉ©e í«°VƒJ -1
.É«aGh
k GÒ°ùØJ
k IQô≤ŸG äÉjB’G Ò°ùØJ -2
.ÉÑ«Z
k IQô≤ŸG äÉjB’G ßØM -3
.IQô≤ŸG äÉjB’G ‘ á檰†àŸG äÉ¡«LƒàdG πã“ -4

:≈dÉ©J ˆG ∫Éb

138
‫‪k G‬‬
‫‪IQƒ°ùdG …ój ÚH : ’hC‬‬
‫هذه الآيات الكرمية من �صورة املائدة‪ ،‬وهي من ال�صور املدنية‪ ،‬وقد تناولت احلديث عن الأحكام‬
‫ال�رشعية التي تهم الفرد واملجتمع‪ ،‬واإلى جانب ذلك ذكرت بع�س الق�ص�س للعظة والعربة‪ ،‬التي‬
‫تدعم تطبيق الأحكام ال�رشعية يف واقع احلياة‪ ،‬مثل ق�صة اب َن ْي اآدم‪.‬‬

‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG ÊÉ©e : É«k fÉK‬‬

‫‪ :‬ما يتقرب به العبد اإلى ربه‪.‬‬


‫‪ :‬ترجع‪.‬‬
‫‪ :‬زينت له نف�صه‪.‬‬
‫‪ :‬جثة اأخيه‪.‬‬
‫‪ :‬يحفر الأر�س‪.‬‬
‫‪ :‬ي�صرت‪.‬‬

‫‪áÁôµdG äÉjB’G Ò°ùØJ : Éãk dÉK‬‬


‫تتحدث هذه الآيات الكرمية عن اأول جرمية قتل حدثت يف تاريخ الب�رشية‪ ،‬والتي وقعت بني‬
‫ابني اآدم عليه ال�صالم‪ ،‬حيث متكن ال�رش يف نف�س اأحدهما‪ ،‬فاأبغ�س الأخ اأخاه‪ ،‬وا�صتجاب لإغواء‬
‫وظلما‪ ،‬ويف ما ياأتي اأهم اأحداث هذه الق�صة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ال�صيطان له‪ ،‬وقام بقتل اأخيه عدوا ًنا‬

‫اأحداث الق�صة‬

‫الم ْعتَدى‬
‫موقف الأخ ُ‬ ‫عدوان الأخ على‬
‫در�ص من الغراب‬ ‫جرمية القتل‬
‫عليه من عدوان اأخيه‬ ‫اأخيه‬
‫الآية الكرمية (‪)31‬‬ ‫الآية الكرمية (‪)30‬‬ ‫الآيات الكريمة‬ ‫الآية الكرمية (‪)27‬‬
‫(‪)29-27‬‬

‫‪139‬‬
‫عدوان الأخ على �أخيه‬
‫يحر�ص امل�سلم على التقرب �إلى اهلل تعالى ب�شتى �أنواع الطاعات والقربات‪ ،‬لأن يف ذلك‬
‫�سعادته يف الدنيا والفوز يف الآخرة‪ ،‬وقد بد�أت ق�صة ابني �آدم حينما قدم كل منهما قربا ًنا هلل تعالى‪،‬‬
‫عالم ًة على طاعته له‪ ،‬فتقبل اهلل تعالى قربان �أحدهما‪ ،‬لأنه من �أهل التقوى والإميان‪ ،‬ومل يتقبل‬
‫قربان الآخر‪ ،‬الذي ا�ستنكر قبول اهلل تعالى لقربان �أخيه‪ ،‬فتمكن احلقد والبغي من نف�سه‪ ،‬و�سيطر‬
‫عليه ال�رش‪ ،‬وزالت كل معاين الرحمة من قلبه جتاه �أخيه‪ ،‬وتوعد بقتله‪.‬‬

‫الم ْعتَدى عليه من عدوان �أخيه‬


‫موقف الأخ ُ‬
‫ملا �سمع الأخ �أخاه يتوعده بالقتل‪ ،‬حاول �أن يثنيه عن فعله‪ ،‬و�أن يو�ضح له �سبب عدم قبول اهلل‬
‫تعالى القربان منه‪ ،‬فبينّ لأخيه ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪� -1‬أن التقوى هي �أ�سا�س قبول الأعمال عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪� -2‬أنه لن يقابل العدوان بعدوان مثله؛ لأن امل�ؤمن يعلم ما للنف�س الب�رشية من حرمة‪ ،‬فال يعمل‬
‫على �إزهاقها‪.‬‬
‫‪� -3‬أن ما يمنعه من مقاتلة �أخيه هو الخوف من اهلل تعالى‪.‬‬
‫ظلما وعدوا ًنا‪ ،‬فال يريد �أن يحمل �إثم قتل �أخيه؛ فيكون من �أ�صحاب‬
‫‪ -4‬فظاعة �إثم جريمة القتل‪ً ،‬‬
‫النار‪.‬‬
‫�أناق�ش و�ألخ�ص‬
‫�أناق�ش زمالئي يف فوائد احلوار يف خمتلف العالقات الإن�سانية‪ ،‬ثم �أخل�ص ما نتو�صل �إليه‪.‬‬

‫جرمية القتل‬
‫حاول الأخ �أن ي�ستعطف �أخاه املعتدي الذي توعد بقتله‪ ،‬ويحرك يف قلبه معاين الإميان والتقوى‬
‫واخلوف من اهلل تعالى‪� ،‬إال �أنه رف�ض ذلك ف�أقدم على قتله‪.‬‬
‫و�صور لنا القر�آن الكرمي نف�سية الأخ القاتل وق�سوة قلبه حينما �أقدم على قتل �أخيه‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬
‫�سهلت له نف�سه الأمارة بال�سوء جرمية القتل‪ ،‬فلم يدفع عن نف�سه هذه الو�ساو�س‪ ،‬فقتله و�أ�صبح‬
‫ّ‬
‫�سن جرمية القتل‪،‬‬ ‫ف�صار اً‬
‫مثال للبغي والعدوان على مر الأزمان؛ لأنه كان �أول من ّ‬ ‫َ‬ ‫من اخلا�رسين‬

‫‪140‬‬
‫�س ُظ ْل ًما‪ ،‬إِ� اَّل َك َ‬
‫ان َع َلى‬ ‫«ل ُت ْق َت ُل َن ْف ٌ‬
‫‪ :‬اَ‬ ‫ظلما �إلى يوم القيامة‪ ،‬قال‬ ‫و�سيحمل �إثم كل نف�س تقتل ً‬
‫ان َ�أ َّو َل َم ْن َ�س َّن ا ْل َق ْت َل»(((‪.‬‬ ‫ال َّو ِل ِك ْف ٌل ِم ْن َد ِم َها‪َ ِ ،‬أ‬
‫ل َّن ُه َك َ‬ ‫ْاب ِن �آ َد َم َْ أ‬

‫�أفكر‬
‫) بال تف�صيل‪.‬‬ ‫يف �أثر التعبري القر�آين يف نف�س القارئ عن جرمية القتل بكلمة (‬

‫در�س من الغراب‬
‫بعد قتل الأخ لأخيه‪ ،‬فلم يعرف ماذا ي�صنع بجثة �أخيه‪ ،‬ف�أر�سل‬
‫حدث َ‬
‫بينت الآيات الكريمة ما َ‬
‫غرابا يعلمه كيف ي�ستر جثة �أخيه‪ ،‬ف�أخذ الغراب يحفر الأر�ض �أمامه؛ حتى يلفت انتباه‬
‫اهلل تعالى ً‬
‫الأخ القاتل ليقلده‪ ،‬ففهم عن الغراب هذه الحركة‪ ،‬ودعا على نف�سه بالهالك‪ ،‬والم نف�سه على‬
‫دم‬
‫وبعد �أن َدفنه �أح�س ب َن ٍ‬
‫�ضعفه �أنه لم يكن مثل هذا الغراب‪ ،‬فدفن �أخاه ووارى جثته في التراب‪َ ،‬‬
‫كبير‪ ،‬ولكن ندمه هذا لم ينفعه‪ ،‬ولن ينجيه من عذاب اهلل تعالى؛ لأنه ندم العاجز الخا�سر‪ ،‬ولي�س‬
‫ندم التائب المنيب‪.‬‬
‫فالمجرمون الذين ي�سفكون دماء الأبرياء‪ ،‬ويعتدون على حرمات اهلل تعالى‪ ،‬قد يندمون على‬
‫�أفعالهم وجرائمهم هذه‪ ،‬لكن حين ال ينفع الندم‪.‬‬

‫موقف الم�سلم من تفا�صيل هذه الق�صة‬


‫في ق�صة اب َن ْي �آدم بيان وا�ضح لخطورة عدم الخوف من اهلل والإف�ساد في الأر�ض الذي من‬
‫مظاهره العدوان والقتل والح�سد‪ ،‬وهذا ي�ؤثر في الفرد والمجتمع‪ ،‬فيقطع �أوا�صر المحبة بين �أفراد‬
‫البيت الواحد‪ ،‬ويدمر المجتمعات بن�شر العداوة والبغ�ضاء بين الأفراد‪ ،‬قـال اهلل تعــــالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة محمد‪ ،‬الآية ‪.)22‬‬
‫وفي نهاية هذه الق�صة قد يت�ساءل الم�سلم بع�ض الأ�سئلة التي تدور في ذهنه حول �أحداثها مثل‪:‬‬
‫قربان‬
‫َ‬ ‫تقبل اهلل‬
‫ما �أ�سماء ابني �آدم؟‪ ،‬ما نوع القربان الذي قدماه هلل تعالى؟ ما العالمة التي بها ُعرف ُّ‬
‫تقبل اهلل قربان الأخ الآخر؟ كيف قتل �أخاه؟‪ ,‬هل قام‬
‫�أحدهما دون الآخر؟ ما ال�سبب الرئي�س لعدم ُّ‬
‫الغراب بدفن غراب �آخر حينما كان يبحث في الأر�ض؟‪ ...،‬وغيرها من الأ�سئلة التي تثار حول‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪ .‬ومعنى (كفل)‪� :‬إثم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫هذه الق�صة‪� ،‬إال �أن الم�سلم يتبع منهج القر�آن الكريم في الق�ص�ص القر�آني‪ ،‬فيقف عند ذكر تفا�صيل‬
‫في الأحاديث ال�صحيحة‪ ،‬وال ي�شغل‬ ‫الق�صة كما ذكرها القر�آن الكريم‪ ،‬و كما ذكرها الر�سول‬
‫نف�سه في البحث عن الأ�سئلة التي لم ترِ ْد في القر�آن الكريم‪� ،‬إذ لو كان فيها فائدة لذكرها؛ لأن‬
‫الهدف من الق�ص�ص القر�آني توجيه القارئ �إلى �أخذ العبرة والعظة من الأحداث‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫{ (�سورة الأعراف‪ ،‬الآية ‪.)176‬‬ ‫}‬

‫�أت�أمل و�أ�ستخرج‬
‫�أت�أمل الآية الكريمة الآتية التي جاءت مبا�شرة بعد ق�صة اب َن ْي �آدم‪ ،‬ثم �أ�ستخرج الإثم المترتب‬
‫على قتل النف�س بغير حق‪:‬‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫{(�سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪.)32‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أخل�ص هلل تعالى في �أعمالي‪.‬‬


‫‪� - 2‬أقابل ال�سيئة بالح�سنة‪ ،‬فال �أ�ؤذي النا�س وال �أعتدي عليهم‪.‬‬
‫‪� - 3‬أبتعد عن كل مظاهر الف�ساد في الأر�ض‪.‬‬
‫‪. ............................................. -4‬‬

‫‪142‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ّ - 1‬بين معنى المفردات والتراكيب الآتية‪:‬‬
‫‪ - 2‬حاور ابن اآدم اأخاه الذي اأراد قتله في اأمور عدة‪ ،‬اذكر اثنين منها‪.‬‬
‫{‪ ،‬و�صح كيف �صورت الآيـة الكريمة‬ ‫‪ - 3‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫نف�صية القاتل‪.‬‬
‫‪ - 4‬اذكر القيمة الم�صتفادة من كل اآية من الآيات الكريمة الآتية‪:‬‬

‫القيم الم�صتفادة‬ ‫الآيات الكريمة‬ ‫الرقم‬

‫{‬ ‫‪ -1‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬

‫{‬ ‫‪ -2‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬


‫{‬ ‫‪ -3‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬

‫‪ - 5‬من فهمك لالآيات الكرمية‪ ،‬و�صح �صبب ما ياأتي‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬قيام الأخ القاتل بقتل اأخيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم اإقدام الأخ املعتدى عليه على قتل اأخيه عندما توعد بقتله‪.‬‬
‫جـ‪ -‬قيام الأخ القاتل بدفن جثة اأخيه‪.‬‬
‫‪ - 6‬ما الدر�س الذي ا�صتفاده الأخ القاتل من الغراب؟‬
‫‪ ،{ ...‬اإلى قوله‬ ‫غيبا الآيات الكرمية من قوله تعالى‪} :‬‬
‫‪ - 7‬اكتب ً‬
‫{‪.‬‬ ‫تعالى‪... } :‬‬

‫‪143‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪á«eÓ°SE’G ÉjÉ°†≤dÉH ¿OQC’G ΩɪàgG‬‬ ‫الثالث والع�رشون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫تعد اململكــة الأردنية الها�صميــة من الدول‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح مجالت ومظاهر اهتمام الأردن بالق�صايا‬
‫العربية والإ�صالمية التي حتر�س على بناء العالقات‬
‫الإ�صالمية‪.‬‬ ‫الإيجابيــة مع العامل العربــي والإ�صالمي‪ ،‬وعلى‬
‫‪ -2‬تو�صيح اهتمام الأردن باإبراز ال�صورة الحقيقية‬ ‫الهتمــام وامل�صاركــة بقــوة وفاعليــة بالق�صايا‬
‫لالإ�صالم‪.‬‬
‫الإ�صالمية‪ ،‬وقــد تنوع هذا الهتمــام بالق�صايا‬
‫‪ -3‬تقدير دور الأردن في خدمة الق�صايا الإ�صالمية‪.‬‬
‫الإ�صالمية يف جمالت عدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪»eÓ°SE’G ⁄É©dG ¿hDƒ°ûH Ωɪàg’G : ’hC‬‬
‫اهتم الأردن برعاية املقد�صات الإ�صالمية يف فل�صطني‪ ،‬ومن مظاهر هذا الهتمام‪:‬‬
‫‪ - 1‬الت�صدي للمطامع الإ�رشائيلية وخططها الرامية لتهويد املقد�صات الإ�صالمية يف فل�صطني‪،‬‬
‫وعلى اأثر ذلك قامت احلكومة الأردنية باإ�صدار مذكرة عاجلة فندت فيها املزاعم اليهودية؛‬
‫وقامت ببيان احلقائق وامل�صلمات التاريخية والقانونية اخلا�صة مبدينة القد�س‪ ،‬وو�صحت اأن‬
‫العرب هم من بنوا هذه املدينة واأ�ص�صوها وعا�صوا فيها منذ اأكرث من (‪ )5000‬عام‪ ،‬واأكدت‬
‫على اأهمية هذه املدينة لدى امل�صلمني لوجود امل�صجد الأق�صى املبارك فيها‪ ،‬حيث يرتبط‬
‫عقائديا‪ ،‬فهو اأولى القبلتني‪ ،‬وثاين م�صجد ُبني على الأر�س بعد امل�صجد احلرام‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ارتباطا‬ ‫بها‬
‫وثالث م�صجد ت�صد اإليه الرحال بعد امل�صجد احلرام وامل�صجد النبوي‪ ،‬وهو م�رشى النبي‬
‫ومعراجه اإلى ال�صماوات العال‪.‬‬
‫حري�صا على الدفاع عن الق�صية الفل�صطينية يف كل املحافل الدولية‪ ،‬وبخا�صة‬
‫ً‬ ‫ول يزال الأردن‬
‫يف هيئة الأمم املتحدة وجمل�س الأمن ومنظمة اليون�صكو‪ ،‬وقد عمل الأردن بكل قوة ل�صدور‬
‫قرارات عن هذه املنظمات الدولية تدين النتهاكات الإ�رشائيلية املتكررة للمقد�صات الإ�صالمية‬
‫يف القد�س‪ ،‬وبخا�صة امل�صجد الأق�صى‪.‬‬
‫خا�صا‬
‫وكان الأردن وراء القرار املهم ال�صادر عن اليون�صكو باعتبار امل�صجد الأق�صى مكا ًنا ًّ‬

‫‪144‬‬
‫بامل�سلمني وال عالقة لليهود به‪ ،‬واعتماد الت�سمية الإ�سالمية‪( :‬امل�سجد الأق�صى‪ /‬احلرم‬
‫ال�رشيف) ال الت�سمية اليهودية‪( :‬جبل الهيكل)‪ ،‬و�إدانة كل املمار�سات التي تقوم بها �سلطات‬
‫االحتالل الإ�رسائيلية �ضد املقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية يف القد�س‪ ،‬و�إدانة �أعمال احلفريات‬
‫كبريا‪.‬‬
‫�سيا�سيا ً‬
‫ًّ‬ ‫انت�صارا‬
‫ً‬ ‫فيها‪ ،‬وطالبتها بالرجوع عنها‪ ،‬وكان هذا‬
‫‪ -2‬الإعمارات الها�شمية للم�سجد الأق�صى املبارك‪ :‬فقد � ْأولت قيادة اململكة الأردنية الها�شمية‬
‫كبريا ب�إعادة �إعمار (امل�سجد الأق�صى املبارك واملحاريب والقباب وال�ساحات وم�سجد‬
‫اهتماما ً‬
‫ً‬
‫قبة ال�صخرة امل�رشفة وامل�سجد املرواين) وترميمها‪ ،‬ومن مراحل هذا الإعمار ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬الإعمار الها�شمي الأول الذي تواله ال�رشيف احل�سني بن علي طيب اهلل ثراه‪ ،‬لإعمار‬
‫امل�سجد الأق�صى املبارك وقبة ال�صخرة امل�رشفة‪ ،‬وقد اكتمل هذا الإعمار يف عام‬
‫‪1928‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬الإعمار الها�شمي الثاين من عام (‪1954‬م ‪1964 -‬م) الذي مت يف عهد جاللة امللك‬
‫احل�سني املعظم رحمه اهلل‪ ،‬حيث مت �إعمار مبنى امل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬وترميم‬
‫مرافقه جميعها‪ ،‬والإعمار ال�شامل ملبنى قبة ال�صخرة امل�رشفة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الإعمار الها�شمي الثالث الذي جاء على �إثرِ قيام االحتالل ال�صهيوين ب�إ�شعال النار‬
‫يف امل�سجد يف عام ‪1969‬م‪ ،‬وقد امتدت �آثار احلريق التخريبية �إلى �أكرث من ثلث‬
‫امل�سجد‪ ،‬والتهمت النريان منرب �صالح الدين الأيوبي رحمه اهلل كامالً‪ .‬وقد مت �إجناز‬
‫الإعمار الثالث يف عام ‪1994‬م‪ ،‬يف عهد امللك احل�سني بن طالل رحمه اهلل‪.‬‬
‫د ‪� -‬إعادة �إعمار منرب �صالح الدين على نفقة جاللة امللك‬
‫عبد اهلل الثاين ابن احل�سني ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬اخلا�صة‪،‬‬
‫ليكون حتفة فنية بديعة ال�صنع‪َ ،‬و ُن ِقل املنرب بعد‬
‫جتهيزه يف الأردن �إلى مكانه يف امل�سجد الأق�صى‬
‫يف عام ‪2007‬م‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اال�ستمرار يف تنفيذ م�شاريع الإعمار يف امل�سجد‬
‫الأق�صى املبارك وقبة ال�صخرة امل�رشفة يف عهد‬

‫‪145‬‬
®ÉØ◊G ≈dEG iOCG Gògh ,™jQÉ°ûŸG äGöûY â¨∏H óbh ,Ú°ù◊G øHG ÊÉãdG ˆGóÑY ∂∏ŸG ádÓL
áfÉ«°Uh ,≥jô◊Gh QGòfE’G Iõ¡LCG É¡æeh ,ÖjôîàdGh ∞∏àdG πeGƒY øe äÉ°Só≤ŸG √òg ≈∏Y
¥hóæ°üdG ≥jôW øY ∂dPh ,ÉgÒZh ,IQÉfE’Gh AÉHô¡µdGh ,IóªYC’Gh ±QÉNõdGh AÉ°ùØ«°ùØdG
QɪYE’ ᫵∏ŸG áæé∏dGh ,áaöûŸG Iôî°üdG áÑbh ∑QÉÑŸG ≈°übC’G óé°ùŸG QɪYE’ »ª°TÉ¡dG
.∑QÉÑŸG ≈°übC’G óé°ùŸG
áeÉ©dG ájôjóŸG ≥jôW øY ,¢Só≤dG ‘ É¡JQGOEGh á«eÓ°SE’G ±ÉbhC’G ¿hDƒ°T ≈∏Y ±GöTE’G - 3
‘ á«eÓ°SE’G äÉ°Só≤ŸGh ¿hDƒ°ûdGh ±ÉbhC’G IQGRƒd IöTÉÑe ™ÑàJ »àdG ¢Só≤dG ‘ ±ÉbhCÓd
,É¡«a á«eÓ°SE’G ±ÉbhC’G ≈∏Y ¿ƒaöûj ∞Xƒe (800) áHGôb ¢Só≤dG ‘ πª©j å«M ,¿OQC’G
∑ÓeC’G øe GÒÑc
k GOk óYh ,≈°übC’G óé°ùŸG ≈dEG áaÉ°VEG ,óé°ùe (100) øe ÌcCG πª°ûJ »àdGh
.á«ØbƒdG ∑ÓeC’G √òg ≈∏Y »∏«FGöSE’G ∫ÓàM’G äÉ£∏°S âdƒà°S’ Oƒ¡÷G √òg ’ƒdh ,á«ØbƒdG

¢ûbÉfCGh ôµaCG
¢ûbÉfCGh ,á«æ«£°ù∏ØdG á«°†≤dG áeóN ‘ ∞jöûdG Ωô◊G /≈°übC’G óé°ùŸG QɪYEG ᫪gCG ‘ ôµaCG
.∂dP ‘ »FÓeR

ΩÓ°SEÓd á«≤«≤◊G IQƒ°üdG RGôHEG : É«k fÉK


:É¡æe ,IÒãc QƒeCG ≥jôW øY ∂dPh ,¢SÉæ∏d áë«ë°üdG ΩÓ°SE’G IQƒ°U í«°VƒàH ¿OQC’G ≈æàYG
»eÓ°SE’G ôµØ∏d ᫵n∏ªdG
n â«ÑdG ∫BG á°ù°SDƒe AÉ°ûfEG - 1
ádÓL øe ôeCÉH â°ù°SCÉJ óbh ,¿ÉªY áæjóe Égô≤e ,á∏≤à°ùe á«eÓ°SEG ᫪∏Y áÄ«g â«ÑdG ∫BG á°ù°SDƒe
øe ÉgDhÉ°†YCG QÉàîjh
o ,Ω1981 ΩÉY ‘ É¡∏ªY äöTÉHh ,≈dÉ©J ˆG ¬ªMQ º¶©ŸG Ú°ù◊G ∂∏ŸG
᫪∏©dG º¡KƒëHh º¡JÉØdDƒÃ Ghô¡à°TG ø‡ ,»eÓ°SE’G ⁄É©dG ¿Gó∏H ≈à°T ‘ Úª∏°ùŸG Aɪ∏Y QÉÑc
ÜGOBGh ,á«YöûdG Ωƒ∏©dÉc ,á«eÓ°SE’G IQÉ°†◊G πX ‘ äôgORGh äCÉ°ûf »àdG áaô©ŸG øjOÉ«e ‘
.á«≤«Ñ£àdGh á«fÉ°ùfE’G Ωƒ∏©dGh ,»eÓ°SE’G ïjQÉàdGh á«Hô©dG á¨∏dG

146
‫دوريا مرة كل �سنتني‪ .‬ومن �أهم �أهداف امل�ؤ�س�سة‪:‬‬
‫ًّ‬ ‫علميا‬
‫ؤمترا ًّ‬
‫وتعقد امل�ؤ�س�سة م� ً‬
‫أ� ‪ -‬التعريف بال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬وت�صحيح المفاهيم والأفكار غير ال�سليمة عن الإ�سالم‬
‫والتراث الإ�سالمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم ت�صور �إ�سالمي معا�صر وموحد لقيم المجتمع ونظمه‪ ،‬ومواجهة ق�ضايـا العـ�صـر‬
‫وم�شكالته وتحدياته‪ ،‬ب�إيجاد حلول �إ�سـالمية من هـدي القر�آن الكـريم وال�سنـة النبـوية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التقاء علماء الم�سلمين وتعارفهم‪ ،‬وتعريفهم ب�أحوال الم�سلمين‪ ،‬وال�سعـي �إلـى التقريب‬
‫بين �أتباع المذاهب والفرق الإ�سالمية‪ ،‬وبناء ج�سور الثقة والتفاهم بينهم‪.‬‬

‫�أختار و�أناق�ش‬
‫�أختار هدفًا من �أهداف امل�ؤ�س�سة و�أناق�شه مع زمالئي‪.‬‬

‫‪� - 2‬إ�صدار ر�سالة عمان‬


‫جاءت ر�سالة عمان لتقدم ر�ؤية �شمولية ح�ضارية حلقيقة الإ�سالم‪ ،‬وقد �أعدها �صفوة من‬
‫العلماء‪ ،‬وبتكليف من جاللة امللك عبد اهلل الثاين حفظه اهلل‪ ،‬ثم �شكلت جلنة علمية عاملية‬
‫عالـما من علماء امل�سلمني لدرا�سة ن�ص ر�سالة عمان وتداول م�ضامينها‪ ،‬فخرجت‬
‫ً‬ ‫من ع�رشين‬
‫اللجنة بتو�صيات‪ ،‬منها‪ :‬عقد امل�ؤمتر الإ�سالمي العاملي الذي عقد يف عمان يف عام ‪2005‬م‪،‬‬
‫وح�رضه عدد كبري من علماء امل�سلمني‪.‬‬
‫أفكارا عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ت�ضمنت الر�سالة � ً‬
‫�أ ‪ -‬ت�أكيد تكريـم الإ�سالم للإن�سان من غري النظر �إلى لونه �أو جن�سه �أو دينه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫}‬
‫{ (�سورة الإ�رساء‪ ،‬الآية ‪.)70‬‬
‫ب‪ -‬الدعوة �إلى املحافظة على النف�س الب�رشية‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة املائدة‪،‬‬

‫الآية ‪.)32‬‬
‫جـ‪ -‬ن�رش ثقافة التوازن والو�سطية واالعتدال‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)143‬‬
‫‪147‬‬
‫‪ - 3‬خطابات جاللة امللك عبد اهلل الثاين ابن احل�صني حفظه اهلل تعالى‬
‫كان خلطابات جاللة امللك ‪ -‬يف كل املحافل الدولية‪ ،‬ويف كل زياراته ولقاءاته ومقابالته مع‬
‫أثر كبري يف تو�صيح �صورة الإ�صالم‬
‫قادة العامل‪ ،‬ويف مقابالته مع وكالت الأنباء العاملية ‪ -‬ا ٌ‬
‫احلقيقية للنا�س‪.‬‬

‫‪iôNC’G ܃©°ûdGh ¿OQC’G ÚH äÓ°üdG ≥«KƒJ : Éãk dÉK‬‬


‫يعد الأردن من الدول التي حتر�س على بناء عالقات اإيجابية مع �صعوب العامل الإ�صالمي‪ ،‬وتب ّني‬
‫ق�صاياهم الإ�صالمية والدفاع عنها اأمام املحافل الدولية‪ ،‬وقد �صارك الأردن يف قوات حفظ ال�صالم‬
‫يف العامل‪ ،‬وعمل على اإن�صاء الهيئة اخلريية الأردنية الها�صمية لالإغاثة والتنمية والتعاون العربي‬
‫والإ�صالمي‪ ،‬حيث تاأ�ص�صت الهيئة يف عام ‪ ،1990‬وتهدف اإلى ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬العمل على مكافحة �صور الفقر واجلهل واملر�س‪.‬‬
‫‪ -2‬الهتمام بالعمل التطوعي واخلدمة العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬اإظهار الوجه الإن�صاين امل�رشق لالأردن بقيادته الها�صمية‪.‬‬
‫‪ -4‬توثيق ال�صالت والعالقات القائمة بني ال�صعب الأردين وال�صعوب الأخرى‪ ،‬فاأقامت الهيئة‬
‫عالقات متينة مع املفو�صية ال�صامية ل�صوؤون الالجئني وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي‪.‬‬

‫اأناق�ص‬
‫مع زمالئي الآثار الإيجابية لدور الهيئة اخلريية الأردنية الها�صمية لالإغاثة يف حماربة الفقر‬
‫واجلهل واملر�س‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأقدر دور الأردن يف خدمة الق�صايا الإ�صالمية‪.‬‬


‫‪ - 2‬اأعامل النا�س على اختالف اأجنا�صهم واأديانهم برفق ولني‪.‬‬
‫‪. .................................................. - 3‬‬

‫‪148‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬يظهر اهتمام الأردن بالق�صايا الإ�صالمية يف جمالت عدة‪ ،‬اذكر اثنتني منها‪.‬‬
‫‪ - 2‬بعد درا�صتك دور الأردن يف رعاية املقد�صات الإ�صالمية‪ّ ،‬بني ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬دور الأردن يف الت�صدي للمطامع الإ�رشائيلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬دور الأردن يف اإعادة اإعمار منرب �صالح الدين الأيوبي‪.‬‬
‫‪ -3‬بني ثالثة من اأهداف موؤ�ص�صة اآل البيت امللكية للفكر الإ�صالمي‪.‬‬
‫‪ -4‬من خالل درا�صتك لدور الهيئة اخلريية الأردنية الها�صمية لالإغاثة والتنمية‪ّ ،‬بني ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬هدفني من اأهدافها‪.‬‬
‫ب‪ -‬و�صيلة من و�صائل الهيئة لتحقيق اأهدافها‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪ΩÓ°SE’G ‘ É¡JÉÑLGhh ICGôŸG ¥ƒ≤M‬‬ ‫الرابع والع�رشون‬

‫اقت�صت حكمة اهلل �صبحانه اأن تقوم الحياة ‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬ ‫الب�صرية على وجود الذكر والأنثى‪ ،‬واأن تبنى‬
‫‪ -1‬الـمـحافـظـة عـلى الحـقـوق التي منـحـها الإ�صالم‬
‫للمراأة‪.‬‬ ‫على التعارف والتراحم بينهما‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫‪ -2‬تو�صيح اأهمية قيام المراأة بواجباتها‪.‬‬ ‫}‬
‫‪ -3‬تقدير اهتمام الإ�صالم بالأ�صرة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحر�س على اأداء الواجبات الأ�صرية‪.‬‬
‫‪ ،)13‬وقد جعل‬ ‫(�صورة الحجرات‪ ،‬الآية‬ ‫{‬
‫الإ�صالم لكل من الذكر والأنثى حقوقًا وواجبات‪ ،‬وجعل العالقة بينهما عالقة تكامل في الأدوار‬
‫‪« :‬اإِ َّن َما ال ِ ّن َ�ص ُاء َ�صقَا ِئ ُق الرِ ّ َج ِ‬
‫ال»(‪.)1‬‬ ‫والوظائف ل عالقة ت�صارع وتناف�س‪ ،‬قال‬
‫وكمــا اأعطى الإ�صالم الرجل حقوقًا‪ ،‬فقد خ�س املراأة بحقوق تتنا�صب مع دورها ومكانتها يف‬
‫احلياة‪.‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ICGôŸG ¥ƒ≤M : ’hC‬‬
‫كرم الإ�صالم المراأة ورفع من مكانتها‪ ،‬واأقر لها حقوقًا كثيرة‪ ،‬منها ما ت�صترك فيها مع الرجل‪،‬‬
‫ومنها حقوق خا�صة تنفرد بها المراأة عن الرجل‪.‬‬
‫‪ -1‬الحقوق الم�صتركة مع الرجل‬
‫بالإ�صافة اإلى الحقوق الإن�صانية العامة المقررة لكل اإن�صان كحق الحياة والم�صاواة والعتقاد‬
‫وممار�صة الأن�صطة ال�صيا�صية وغيرها من الحقوق التي مرت بك في در�س �صابق‪ ،‬فاإن الرجل‬
‫أي�صا في ما ياأتي‪:‬‬
‫والمراأة ي�صتركان ا ً‬
‫ذكرا كان اأم اأنثى‪ ،‬فالتع ّلم حق لالأنثى كما‬ ‫اأ ‪ -‬حق التعل‪q‬م‪ :‬فر�س الإ�صالم طلب العلم على كل م�صلم ً‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬ذ ََه َب الرِ ّ َج ُ‬
‫ال‬ ‫َف َقا َل ْت‪َ :‬يا َر ُ�ص َ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫هو حق للذكر‪ ،‬فقد َج َاء ِت ْام َراأَ ٌة اإِ َلى َر ُ�ص ِ‬
‫«اج َت ِم ْع َن ِفي‬
‫ال‪ْ :‬‬ ‫اهلل‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫َاج َعلْ َل َنا ِم ْن َن ْف ِ�ص َك َي ْو ًما َن ْاأ ِت َ‬
‫يك ِف ِيه ُت َع ِّل ُم َنا ِم َّما َع َّل َم َك ُ‬ ‫ِب َح ِدي ِث َك‪ ،‬ف ْ‬
‫‪ ،‬ف ََع َّل َم ُه َّن ِم َّما َع َّل َم ُه‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫َاج َت َم ْع َن‪َ ،‬فاأَ َت ُ‬
‫اه َّن َر ُ�ص ُ‬ ‫َي ْو ِم َك َذا َو َك َذا ِفي َم َك ِ‬
‫ان َك َذا َو َك َذا»‪ ،‬ف ْ‬
‫(‪ )1‬م�صند الإمام اأحمد بن حنبل‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫ان َل َها ِح َج ًابا ِم َن ال َّنارِ »‪،‬‬ ‫«ما ِم ْن ُك َّن ْام َر أَ� ٌة ُت َق ِّد ُم َب ْي َن َي َد ْي َها ِم ْن َو َل ِد َها َث َ‬
‫ال َث ًة‪� ،‬إ اَِّل َك َ‬ ‫ال‪َ :‬‬‫اهلل‪ُ ،‬ث َّم َق َ‬
‫ُ‬
‫«وا ْث َن ْي ِن َوا ْث َن ْي ِن‬ ‫ال‪َ :‬ف�أَ َعا َد ْت َها َم َّر َت ْي ِن‪ُ ،‬ث َّم َق َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫هلل‪� ،‬أَوِ ا ْث َن ْي ِن؟ َق َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َف َقا َل ِت ْام َر�أَ ٌة ِم ْن ُه َّن‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫َوا ْث َن ْي ِن»((( ‪.‬‬
‫التي كان‬ ‫ولهذا نجد الم�سلمات النابغات في مختلف العلوم‪ ،‬ومنهن �أم الم�ؤمنين عائ�شة‬
‫يلج أ� �إليها كبار ال�صحابة ي�س�ألونها عن �أمور دينهم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق العمل‪ ،‬والتملك والت�صرف في المال‪ :‬فقد �أقر الإ�سالم للمر�أة حق التملك كما قرر ذلك‬
‫للرجل‪ ،‬و�أقر لها حق العمل والتجارة وفق ال�ضوابط ال�شرعية‪ ،‬لت�شارك في بناء المجتمع‬
‫وتحقيق نموه وا�ستقراره‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الن�ساء‪ ،‬الآية ‪.)32‬‬
‫ويحرم على الأب �أو الزوج �أو الأخ �أن ي�أخذ من �أموال المر�أة من غير ر�ضاها‪ ،‬ف�إن لها ذمة‬
‫يب َن ْف ٍ�س ِم ْن ُه»(((‪.‬‬
‫ال ْامرِ ٍئ �إ اَِّل ِب ِط ِ‬
‫‪�« :‬إِ َّن ُه اَل َي ِح ُّل َم ُ‬ ‫مالية م�ستقلة‪ ،‬يقول الر�سول‬
‫جـ ‪ -‬حق الميراث‪ :‬كان العرب في الجاهلية ال يورثون المر�أة‪ ،‬فجاء الإ�سالم و�أعطى المر�أة حق‬
‫الميراث مهما كان مقدار ما ترثه‪ ،‬وقد ت�أخذ �أحيا ًنا �أكثر من الرجل‪� ،‬أو م�ساوية له‪� ،‬أو �أقل‬
‫منه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�سورة الن�ساء‪ ،‬الآية ‪.)7‬‬
‫د ‪ -‬حق التعاون في بناء الأ�سرة وتربية الأبناء‪ :‬المر�أة كالرجل مطالبة ب�أداء واجباتها تجاه والديها‬
‫و�إخوتها و�أقاربها وزوجها و�أوالدها؛ لأن الأ�سرة هي النواة المكونة للمجتمع‪ ،‬ف�صالحها‬
‫اع‪َ ،‬و ُك ُّل ُك ْم م�س�ؤول َع ْن َر ِع َّي ِت ِه‪ ،‬الإ َِم ُام‬ ‫‪ُ « :‬ك ُّل ُك ْم َر ٍ‬ ‫ي�ساعد على �صالحه‪ ،‬يقول النبي‬
‫الم ْر َ�أ ُة َر ِاع َي ٌة ِفي‬
‫اع ِفي �أَ ْه ِل ِه َو ُه َو م�س�ؤول َع ْن َر ِع َّي ِت ِه‪َ ،‬و َ‬
‫الر ُج ُل َر ٍ‬ ‫اع َوم�س�ؤول َع ْن َر ِع َّي ِت ِه‪َ ،‬و َّ‬
‫َر ٍ‬
‫ال َ�س ِ ّي ِد ِه َوم�س�ؤول َع ْن َر ِع َّي ِت ِه»(((‪.‬‬‫اع ِفي َم ِ‬ ‫الخ ِاد ُم َر ٍ‬ ‫َب ْي ِت َز ْو ِج َها َوم�س�ؤول ٌة َع ْن َر ِع َّي ِت َها‪َ ،‬و َ‬
‫ولهذا كله فمن حق الرجل والمر�أة على الآخر �أن ي�ساعده على القيام بواجباته وم�س�ؤولياته‬
‫كبيرا من م�س�ؤولية تربية الأبناء على‬
‫ن�صيبا ً‬
‫ً‬ ‫تجاه تربية الأبناء تربية ح�سنة‪ ،‬والأم تتحمل‬
‫الأخالق الحميدة والآداب الإ�سالمية‪ ،‬مثل ال�صدق والعفة‪ ،‬وتعليمهم العادات ال�سليمة‪.‬‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )2‬م�سند الإمام �أحمد بن حنبل‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫اأفكر واأناق�ص‬
‫اأفكر في اهتمام الإ�صالم بالمراأة ورفع مكانتها بمنحها هذه الحقوق‪ ،‬واأناق�س ذلك مع زمالئي‪.‬‬
‫‪ -2‬الحقوق الخا�صة بالمراأة‬
‫من الحقوق الخا�صة بالمراأة دون الرجل ما ياأتي‪:‬‬
‫أقر الإ�صالم حق المراأة في قبول الخاطب اأو رف�صه‪ ،‬فال تجبر امراأة على‬ ‫اأ ‪ -‬حق اختيار الزوج‪ :‬ا ّ‬
‫َف َقا َل ْت‪« :‬اإ َِّن َاأ ِبي َز َّو َج ِني ْاب َن َاأ ِخ ِيه ِل َي ْرف ََع ِبي َخ ِ�ص َ‬
‫ي�ص َت ُه‪،‬‬ ‫الزواج‪ ،‬فقد َج َاء ْت َف َتا ٌة اإِ َلى ال َّنب ِ ِّي‬
‫ال ْم َر اإِ َل ْي َها‪َ ،‬ف َقا َل ْت‪َ :‬ق ْد َاأ َج ْز ُت َما َ�ص َن َع َاأ ِبي‪َ ،‬و َل ِك ْن َاأ َر ْد ُت َاأ ْن َت ْع َل َم ال ِ ّن َ�ص ُاء‬‫ْ َأ‬ ‫ف ََج َع َل ال َّنب ُِّي‬
‫ال ْمرِ َ�ص ْي ٌء»(‪.)1‬‬ ‫�س ِ اإ َلى ْال َآبا ِء ِم ْن ْ أَ‬ ‫اأَ ْن َل ْي َ‬
‫اأفكر‬
‫مع زمالئي في اأثر حق المراأة في اختيار الزوج في العالقة الزوجية بعد الزواج‪.‬‬

‫لوليها ول‬
‫ب‪ -‬حق المهر‪ :‬اأقر الإ�صالم حق المراأة في اأن يكون لها مهر في عقد الزواج‪ ،‬ول يجوز ّ‬
‫لزوجها اأن ياأخذ منه �صي ًئا من غير ر�صاها‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(�صــورة الن�صــاء‪،‬‬ ‫{‬
‫الآية ‪.)20‬‬
‫جـ ‪ -‬حق النفقة‪ :‬اأوجب الإ�صالم للمراأة حق النفقة من املاأكل وامللب�س والحتياجات ال�رشورية على‬
‫وليها اأو على زوجها وفق نظام ال�رشيعة الإ�صالمية؛ وذلك ً‬
‫حفظا للمراأة و�صو ًنا لكرامتها‪.‬‬
‫د ‪ -‬حق الح�صانة واإر�صاع الطفل‪ :‬اأعطى الإ�صالم المراأة حق ح�صانة طفلها واإر�صاعه؛ لأن في ذلك‬
‫أي�صا الأكثر عط ًفا و�صفقة عليه‪.‬‬
‫تلبية لحاجة نف�صية عند الأم وطفلها‪ ،‬ولأنها ا ً‬
‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ICGôŸG äÉÑLGh : É«k fÉK‬‬
‫اأوجب الإ�صالم على املراأة واجبات ينبغي اأن تقوم بها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬واجبات دينية‪ :‬عندما تبلغ الأنثى �صن التكليف ت�صبح مطالبة كالذكر بالتكاليف التي فر�صها‬
‫ال�صرع على الم�صلم من �صالة و�صيام والتزام باللبا�س ال�صرعي وعدم اإظهار الزينة‪ ،‬واجتناب‬
‫الختالط المحر‪ Ω‬وغيرها من الواجبات‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(‪ )1‬انظر �صنن ابن ماجه‪ .‬وهوحديث �صحيح الإ�صناد‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫{ (�سورة الأحزاب‪ ،‬الآية ‪.)35‬‬
‫‪ -2‬واجبات نحو الزوج‪ :‬يجب على المر�أة �أداء حقوق الزوج‪ ،‬وذلك بطاعته في غير مع�صية اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬والمحافظة على ماله‪ ،‬و�إح�سان الظن به‪ ،‬وحفظ �أ�سرار بيته‪ ،‬و�إدخال ال�سرور �إلى‬
‫يعك إِ�ذَا َأ� َم ْر َت‪َ ،‬و َت ْح َف ُظ‬
‫«خ ْي ُر ال ِ ّن َ�سا ِء َت ُ�س ُّر َك �إِذَا َأ� ْب َ�ص ْر َت‪َ ،‬و ُت ِط َ‬
‫‪َ :‬‬ ‫قلبه‪ ،‬قال ر�سول اهلل‬
‫غَ ْي َب َت َك ِفي َن ْف ِ�س َها َو َما ِل َك»(((‪.‬‬
‫�أتدبر و�أ�ستنتج‬
‫در�سا م�ستفا ًدا منه‪:‬‬ ‫�أتدبر الحديث النبوي الآتي‪ ،‬ثم �أ�ستنتج ً‬
‫ال‪ُ :‬‬
‫«ك ُّل‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل َق َ‬ ‫‪ « :‬أَ� اَل �أُ ْخب ُِر ُك ْم ِب ِن َ�س ِائ ُك ْم ِم ْن �أَ ْه ِل ا ْل َج ًّن ِة؟» َقا ُلوا‪َ :‬ب َلى َيا َر ُ�س َ‬ ‫ال ر�سول اهلل‬ ‫َق َ‬
‫يء ِ إ� َل ْي َها �أَ ْو غَ ِ�ض َب ‪� -‬أَ ْي‪َ :‬ز ْو ُج َها ‪َ -‬قا َل ْت‪َ :‬ه ِذ ِه َي ِدي ِفي َي ِد َك‪،‬‬ ‫ود‪� ،‬إِذَا غَ ِ�ض َب ْت أ�َ ْو �أُ ِ�س َ‬
‫ود َو ُد ٍ‬ ‫َو ُل ٍ‬
‫�ض َح َّتى َت ْر َ�ضى»(((‪.‬‬ ‫اَل �أَكْ َت ِح ُل ِب ُغ ْم ٍ‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫أقدر تكريم الإ�سالم للمر�أة بمنحها حقوقها كاملة‪.‬‬


‫‪ِّ � - 1‬‬
‫‪� - 2‬أحر�ص على �أداء واجباتي تجاه �أ�سرتي‪.‬‬
‫‪. ................................... - 3‬‬
‫�أثري خرباتي‬
‫تقريرا حول مكانة المر�أة في الإ�سالم‪ ،‬م�ستعي ًنا بقوله تعالى‪:‬‬
‫ً‬ ‫�أبحث في الإنترنت‪ ،‬و�أكتب‬
‫}‬

‫(�سورة‬ ‫{‬
‫الأحزاب‪ ،‬الآية ‪.)35‬‬

‫(‪ )1‬املعجم الكبري للطرباين‪ ،‬وهوحديث �صحيح ‪.‬‬


‫(‪ )2‬املعجم ال�صغري للطرباين‪ ،‬وهوحديث ح�سن‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬اأقر الإ�صالم حقوقًا عامة ت�صرتك فيها املراأة مع الرجل‪ ،‬و�صح اثنني منها‪.‬‬
‫‪ - 2‬اأعطى الإ�صالم املراأة حق ح�صانة طفلها‪ّ ،‬بني احلكمة من ذلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬اهتم الإ�صالم برعاية الأ�رشة‪ ،‬علل ذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬اذكر ثالثة من الواجبات الدينية التي فر�صها الإ�صالم على املراأة‪.‬‬
‫‪ - 5‬عدد ثالثة من واجبات املراأة جتاه زوجها‪.‬‬
‫‪� - 6‬صع دائرة حول رمز الإجابة ال�صحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫{ على‬ ‫(‪ )1‬تــــدل الآية الكريمة‪} :‬‬
‫حق املراأة يف‪:‬‬
‫ب‪ -‬اختيار الزوج‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬التعليم‪.‬‬
‫د ‪ -‬النفقة‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬حرية الت�رشف يف مالها‪.‬‬
‫(‪ )2‬واحد مما ياأتي من واجبات املراأة الأ�رشية املتعلقة بالأبناء‪:‬‬
‫ب‪ -‬تربيتهم على الأخالق احلميدة‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬النفقة عليهم‪.‬‬
‫جـ‪ -‬طاعتهم يف غري مع�صية اهلل‪ .‬د ‪ -‬جميع ما ذُكر‪.‬‬
‫‪� - 7‬صنف حقوق املراأة الآتية اإلى حقوق م�صرتكة مع الرجل وحقوق خا�صة باملراأة‪:‬‬

‫حقوق خا�صة بالمراأة‬ ‫حقوق م�صتركة مع الرجل‬ ‫الحق‬ ‫الرقم‬

‫‪ -1‬النفقة‬
‫‪ -2‬التملك‬
‫‪ -3‬التعليم‬
‫‪ -4‬احل�صانة‬
‫‪ -5‬املهر‬
‫‪ -6‬العمل‬

‫‪154‬‬
‫�أُقيِّ ُم معلوماتي و�أُنظِّمها‬
‫بعد درا�ستي الدرو�س الثالثة ال�سابقة �أكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬الدر�س الثاين والع�رشون (ق�صة ابنَ ْي �آدم)‪ /‬الآيات الكرمية (‪� )31 – 27‬سورة املائدة‬

‫ق�صة ابنَ ْي �آدم‬

‫موقف الم�سلم من تفا�صيل ق�صة‬ ‫الم ْعتَدى عليه من‬


‫موقف الأخ ُ‬
‫در�س من الغراب‬
‫ابني �آدم‬ ‫عدوان �أخيه‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬

‫‪155‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�س الثالث والع�رشون (اهتمام الأردن بالق�ضايا الإ�سالمية)‬

‫من مظاهر اهتمام الأردن • ‪.............................................................‬‬


‫• ‪.............................................................‬‬ ‫ب�ش�ؤون العامل الإ�سالمي‬

‫• ‪.............................................................‬‬ ‫مراحل الإعمارات‬


‫• ‪.............................................................‬‬ ‫الها�شمية للم�سجد‬
‫• ‪.............................................................‬‬ ‫الأق�صى املبارك‬

‫‪� • ......................‬إن�شاء م�ؤ�س�سة �آل البيت امللكية للفكر الإ�سالمي‪.‬‬


‫‪� • ......................‬إ�صدار ر�سالة عمان‪.‬‬
‫‪ • ......................‬خطابات جاللة امللك عبد اهلل الثاين ابن احل�سني حفظه اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫من �أفكار ر�سالة عمان‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫من �أهداف الهيئة اخلريية •‬


‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫الأردنية الها�شمية‪ ‬‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫‪156‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�س الرابع والع�رشون (حقوق املر�أة وواجباتها يف الإ�سالم)‬

‫حقوق المر�أة وواجباتها في الإ�سالم‬

‫واجبات المر�أة في الإ�سالم‬ ‫الحقوق الخا�صة بالمر�أة‬ ‫الحقوق الم�شتركة مع الرجل‬

‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬


‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬

‫‪157‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪Ió©dG ΩɵMCG‬‬ ‫اخلام�ص والع�رشون‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫عند وقوع الطالق اأو الف�صخ اأو وفاة الزوج‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح املق�صود بالعدة‪ ،‬وحكمها ال�رشعي‪،‬‬ ‫يترتب على المراأة حكم �صرعي‪ ،‬وهو العدة‪.‬‬
‫وحالتها‪.‬‬ ‫والعدة لها اأحكام وحالت ينبغي معرفتها‪،‬‬
‫‪ -2‬ا�صتنتاج احلكمة من م�رشوعية العدة‪.‬‬ ‫فما العدة؟ وما حكمها؟ وما حالتها؟‬
‫‪ -3‬مراعاة اأحكام العدة‪.‬‬
‫‪ -4‬تقدير اهتمام الإ�صالم بحفظ الأن�صاب‪.‬‬ ‫‪k G‬‬
‫‪Ió©dG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫هي مدة زمنية تنتظرها المراأة المتزوجة‬
‫نتيجة الفرقة بينها وبين زوجها لوفاة‪ ،‬اأو ف�صخ‪ ،‬اأو طالق‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)228‬‬
‫�صرعا‪ ،‬ويحرم فيها خطبة المراأة اأو الزواج منها حتى تنتهي هذه المدة‪.‬‬
‫وهذه المدة محددة ً‬
‫‪k G‬‬
‫‪Ió©dG ºµM : ’hC‬‬
‫تجب العدة على المراأة المطلقة بعد الدخول‪ ،‬اأو التي فُ�صخ عقد الزواج بينها وبين زوجها‪،‬‬
‫اأو المتوفى عنها زوجهــا بعد عقد الــزواج �صواء دخـل بها اأو لم يدخل بها؛ لقوله تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة الآية ‪.)234‬‬
‫اأما الـمـطلـقـة قبل الـدخول فال عـدة عليـها‪ ،‬لقـوله تعالى‪} :‬‬
‫{‬
‫(�صورة الأحزاب‪ ،‬الآية ‪.)49‬‬

‫‪158‬‬
‫‪Ió©dG á«Yhô°ûe øe ᪵◊G : Éãk dÉK‬‬
‫�صرعت العدة لحكم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫وخلوه من الحمل؛ كي ل تختلط الأن�صاب‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪ - 1‬التاأكد من براءة الرحم‬
‫‪ - 2‬اإعطاء الزوجين الفر�صة ليراجع كل منهما نف�صه على ما وقع من طالق رجعي‪ ،‬وتمكينهما‬
‫من الرجوع لبع�صهما‪.‬‬
‫وتقديرا لمكانته‪.‬‬
‫ً‬ ‫واحتراما‬
‫ً‬ ‫‪ - 3‬مظهر من مظاهر الوفاء للزوج المتوفى حز ًنا عليه‪،‬‬

‫اأ�صنف‬
‫ِ‬
‫الحكم ال�صابقة كما في الجدول الآتي‪:‬‬

‫م�ص‪Î‬كة بينهما‬ ‫خا�صة باملراأة املتوفى عنها ‪R‬وجها‬ ‫خا�صة باملراأة املطلقة‬

‫‪Ió©dG ä’ÉM : É©k HGQ‬‬

‫تختلف عدة المراأة باختالف �صببها‪ ،‬فقد تكون مطلقة اأو فُ�صخ عقد الزواج بينها وبين زوجها‪،‬‬
‫ً‬
‫حامال اأو غير حامل‪ ،‬وقد تكون من ذوات الحي�س‪ ،‬اأو من غير‬ ‫اأو متوفى عنها زوجها‪ ،‬وقد تكون‬
‫ذوات الحي�س‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫العدة نوعان‪ ،‬مو�صحة يف املخطط التنظيمي الآتي‪:‬‬

‫اأنواع العدة‬

‫العدة بالوفاة‬ ‫العدة بالطالق اأو الف�صخ‬

‫مدخول بها‬ ‫غري مدخول بها‬ ‫مدخول بها‬ ‫غري مدخول بها‬

‫تعتد اأربعة اأ�صهر‬


‫غري حامل‬ ‫حامل‬ ‫غري حامل‬ ‫حامل‬
‫وع�رشة اأيام‬

‫من ذوات‬
‫التي ل حتي�س‬
‫احلي�س‬

‫عـدتــهــا‪( :‬اأربـــعــة اأ�صـهــر‬ ‫عدتهــا‪( :‬بو�صــع الحمــل‬ ‫عـــدتـهـــا‪( :‬ثـالثـــة اأ�صـهـــر‬ ‫عدتها‪( :‬ثالثة قروء)‪.‬‬ ‫عـدتـهــا‪( :‬بـو�صـع الحـمـل‬
‫وع�صـرة اأيـام قـمــريـة)‪.‬‬ ‫‪W‬ال‪ â‬مدة الحمل اأم ق�صرت)‪.‬‬ ‫قمرية)‪.‬‬ ‫قال تعالى‪}:‬‬ ‫‪W‬ال‪ â‬مدة الحمل اأم ق�صرت)‪.‬‬
‫قـال تـعـالى‪}:‬‬ ‫قــال تــعـالى‪} :‬‬ ‫قال تعالى‪}:‬‬ ‫قـال تــعــالى‪} :‬‬
‫(ل عدة‬
‫{ (�صـــورة البقـــرة‪،‬‬
‫عليها)‬
‫{ (�صــــــورة‬ ‫الآية ‪ .)228‬والـقرء بمعنـى‬ ‫{ (�صـــــورة‬
‫الطالق‪ ،‬الآية ‪.)4‬‬ ‫{‬ ‫الحي�س اأو الطهر‪.‬‬ ‫الطالق‪ ،‬الآية ‪.)4‬‬
‫{ (�صــــــورة‬ ‫(�صورة الطالق‪ ،‬الآية ‪.)4‬‬
‫البقرة‪ ،‬الآية ‪.)234‬‬

‫‪160‬‬
Ió©dG ΩɵMCG øe : É°ùeÉN
k
:É¡æe ,É¡H ó«≤àdG »¨Ñæj ΩɵMCG Ió©∏d
,IÉah ΩCG ï°ùa ΩCG ¥ÓW øe Ióà©e âfÉcCG AGƒ°S ,É¡æe êGhõdG hCG Ió੪dG ICGôªdG áÑ£N Ωôëj - 1
} :≈dÉ©`J ¬dƒ`≤`d

.(235 ájB’G ,Iô≤ÑdG IQƒ°S) |


πt ëp jn ’n { : ∫ƒ≤j ,Ió©dG Ióe á∏«W óëJ q ¿CG É¡LhR É¡æY »aƒJ »àdG ICGôªdG ≈∏Y Öéj - 2
mô¡o °Tr nCG án ©n Hn Qr nCG êm hr Rn ≈∏n Yn ’ps EG ,∫É
m «n dn çnp ÓKn ¥n ƒnr a âm «q p en ≈∏n Yn ós ëp Jo ¿r nCG pôNBp ’G Ωp ƒr «dG
n hn ˆp ÉHp øo ep rDƒJo Im nCGôn er ’p
.É¡LhR IÉah ó©H áæjõdG øY ICGôªdG ´ÉæàeG ƒg OGóëdGh p .(1)zGôk °ûr Yn hn
:»JCÉj Ée ,É¡LhR É¡æY ≈aƒàªdG ICGôª∏d OGóëdG ΩɵMCG øeh
’ É¡LhR
o É¡æY ≈as ƒàªdG{ : ¬dƒ≤d ,É¡HÉ«Kh É¡fóH ‘ Ö«£dGh πëµdGh áæjõdG ÖæŒ - CG
p Jn ’h ,Öo °†àîJ
.(2)zπo ëൠp ’h ,»∏ o ’h ,ÜÉ«ãdG øep ôØ°ü
s ëdG
o ’h án ≤n °ûs ªn ªdG n ©n ªdG
o ¢ùo Ñ∏n Jn
.É¡àYÉ£à°SG Qób ¬«a â«ÑJh ,á«LhõdG â«H »a IOÉëdG ICGôªdG óà©J -Ü
êhôîdG hCG É¡∏gCG IQÉjR hCG πª©dG ≈dEG ÜÉgòdÉc GQÉ¡f
k É¡à«H øe êôîJ ¿CG IOÉë∏d Rƒéj -`L
.É¡éFGƒM AÉ°†≤d
¢ûbÉfCGh èàæà°SCG
.»FÓeR ™e ∂dP ¢ûbÉfCGh ,É¡LhR IÉah øe Ió੪dG IOÉëdG áÑ£N ºjôëJ ÖÑ°S èàæà°SCG

: ‫اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻤﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺪرس‬

.Ió©dG ΩɵMC’ ΩÓ°SE’G ™jô°ûJ QóbCG - 1


.Ió©dG ΩɵMCÉH ΩGõàd’G ≈dEG ƒYOCG - 2
. ............................. - 3

.¬«∏Y ≥Øàe (1)


.áZƒÑ°üŸG :»æ©J (á≤°ûªŸG) h .í«ë°U åjóM ƒgh ,OhGO »HCG °S (2)

161
‫الأ�صئلة‬
‫ا�صطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫العدة‬‫عرف ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫اذكر حكمتين من ِحكم وجوب العدة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ّبني مقدار العدة يف كل حالة من احلالت الآتية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اأ ‪ -‬املراأة احلامل املتوفى عنها زوجها‪.‬‬
‫ب‪ -‬املطلقة التي ل حتي�س‪.‬‬
‫جـ‪ -‬املطلقة قبل الدخول‪.‬‬
‫ا�صتنتج احلكم ال�رشعي الذي يدل عليه كل ن�س من الن�صو�س ال�رشعية الآتية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫احلكم ال�رشعي‬ ‫الن�ص ال�رشعي‬ ‫الرقم‬


‫‪-1‬‬
‫قال اهللُ تعالى‪} :‬‬

‫{‬
‫‪ -2‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬
‫{‬
‫�س‬
‫زوجها ل َت َلب ُ‬
‫‪« :‬المتو َّفى عنها ُ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫قال َر ُ�ص ُ‬
‫لي‪ ،‬ول‬ ‫الح َّ‬ ‫�صفر ِمن الثياب‪ ،‬ول ُ‬
‫الم َم َّ�ص َق َة ول ُ‬ ‫الم َع َ‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫تخت�ص ُب‪ ،‬ول َت ِ‬
‫كتح ُل»‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪ّ - 5‬بني احلكم ال�رشعي يف كل حالة من احلالت الآتية‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬عقد رجل على امراأة تويف عنها زوجها قبل انتهاء عدتها‪.‬‬
‫نهارا لزيارة اأهلها‪ ،‬وباتت يف بيتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬خرجت امراأة متوفى عنها زوجها يف اأثناء عدتها ً‬
‫جـ‪ -‬تطيبت امراأة متوفى عنها زوجها يف اأثناء عدتها‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ - 6‬من خالل درا�صتك لأنواع العدة‪ ،‬امالأ املخطط الآتي مبا ينا�صبه‪:‬‬

‫اأنواع العدة‬

‫العدة بو�صع احلمل‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪...................‬‬

‫‪...............‬‬ ‫ثالثة اأ�صهر قمرية‬ ‫‪..............‬‬ ‫ثالثة قروء‬

‫للزوجة احلامل اإذا افرتقت‬ ‫للزوجة املتوفى عنها‬


‫عن زوجها ب�صبب الطالق‬ ‫‪...............‬‬ ‫زوجها‪ :‬ما مل تكن حامالً‪،‬‬ ‫‪..............‬‬
‫اأو املوت‪.‬‬ ‫وللزوجة املتوفى عنها‬
‫زوجها قبل الدخول‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪¥Ó£dG‬‬ ‫ال�صاد�ص والع�رشون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫�صرع اهلل تعالى الزواج �صك ًنا وراحة‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬ ‫للزوجين‪ ،‬يقوم على الألفة والمحبة بينهما‪،‬‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم الطالق وم�رشوعيته وحكمه‪.‬‬
‫‪ -2‬التفريق بني اأق�صام الطالق الثالثة‪.‬‬ ‫ويعمل على تحقيق العفة‪ ،‬ويحافظ على الن�صل‪،‬‬
‫‪ -3‬نبذ الطالق يف املجتمعات‪.‬‬ ‫ويقوي الروابط الأ�صرية والجتماعية‪ ،‬قال اهلل‬
‫تعـــالـــى‪}:‬‬
‫{(�صورة الروم‪ ،‬الآية ‪،)21‬‬
‫يحدد بوقت ول زمان‪ ،‬لكن قد تطراأ م�صكالت‬
‫أبيديا ل َّ‬
‫عقدا تا ًّ‬
‫والأ�صل يف عقد الزواج اأن يكون ً‬
‫على احلياة الزوجية تكدر �صفوها وا�صتمرارها‪ ،‬ول يبقى جمال للتعاي�س بني الزوجني ويتعذر‬
‫الإ�صالح بينهما‪ ،‬ف�رشع الإ�صالم حينها التفريق بينهما لتفادي الأ�رشار الناجتة عن ا�صتمرار احلياة‬
‫(�صورة‬ ‫{‬ ‫الزوجية‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)130‬‬
‫�صورا متنوعة‪ :‬فمنه ما يكون باإرادة الزوجين كالطالق والخلع‪ ،‬ومنه ما‬
‫ً‬ ‫وهذا التفريق ياأخذ‬
‫يكون بحكم القا�صي كالتفريق للنزاع وال�صقاق‪.‬‬
‫و�صنبين في هذا الدر�س الطالق من حيث مفهومه‪ ،‬وم�صروعيته‪ ،‬واأق�صامه‪.‬‬
‫‪k G‬‬
‫‪¬à«Yhô°ûeh ¥Ó£dG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫الطالق هو حل رباط ال‪õ‬وجية بعبارة تفيد ‪P‬ل∂‪ ،‬كقول الرجل ل‪õ‬وجته‪ :‬اأنت طالق‪.‬‬
‫وقد ثبتت م�رشوعية الطالق بالقراآن الكرمي وال�صنة النبوية‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)229‬‬
‫وبعيدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حممول على اجلد‬ ‫ونظرا ملكانة الأ�رشة يف الإ�صالم‪ ،‬فاإنه جعل مو�صوع الزواج والطالق‬ ‫ً‬
‫واقعا‪ ،‬يقول الر�صول‬
‫عن الهزل واملزاح والت�صلية‪ ،‬لذلك جعل الطالق الذي يح�صل حالة املزاح والهزل ً‬
‫اح‪َ ،‬‬ ‫جد‪َ :‬‬ ‫وه ْز ُل ُه َّن ٌّ‬
‫والطالقُ ‪َّ ،‬‬
‫والر ْج َعة»((‪.)1‬‬ ‫النك ُ‬ ‫هن َج ٌّد َ‬
‫جد َّ‬
‫‪«:‬ثالث ُّ‬
‫(‪� )1‬صنن اأبي داود‪ ،‬وهو حديث ح�صن‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫اأفكر واأناق�ص‬
‫اأفكر ماذا �صيحدث لو ا�صتحالت احلياة بني الزوجني وكان الطالق غري م�رشوع‪ ،‬واأناق�س‬
‫زمالئي يف النتائج املرتتبة على ذلك‪.‬‬

‫‪¥Ó£dG ºµM : É«k fÉK‬‬


‫حث الإ�صالم الزوجني على اأن يتحمل كل منهما الآخر وي�صرب عليه‪ ،‬فاإذا َّ‬
‫تعذرت احلياة‬
‫الزوجية بينهما وحتولت املودة اإلى �صقاء وا�صتحال الإ�صالح بينهما فقد �رشع الإ�صالم الطالق‬
‫واأباحه اإذا توافرت دواعيه واأ�صبابه ال�رشعية‪.‬‬
‫حراما كما لو ظلم الرجل زوجته وطلقها من غري �صبب موجب للطالق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وقد يكون الطالق‬
‫وياأثم �صاحبه؛ لأنه اأ�صاء ا�صتعمال احلق الذي منحه اهلل تعالى له‪ ،‬وفيه اإ�رشار بالزوجة وبالأ�رشة‪،‬‬
‫وي�صمى هذا الطالق بالطالق التع�صفي‪.‬‬
‫وقد اأجاز قانون الأحوال ال�صخ�صية الأردين للمراأة يف الطالق التع�صفي الواقع على الزوجة اأن‬
‫تطالب بتعوي�س عن طالقها؛ لأن الزوج قد تع�صف يف ا�صتخدام هذا احلق‪.‬‬
‫اأقراأ واأ�صتخرج‬
‫اأقراأ الآيتين الكريمتين الآتيتين‪ ،‬ثم اأ�صتخرج من كل منهما و�صيلة لتجنب وقوع الطالق‪:‬‬
‫‪ -1‬قــال تعالــى‪}:‬‬
‫{ (�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)19‬‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)35‬‬

‫‪¥Ó£dG ΩÉ°ùbCG : Éãk dÉK‬‬


‫جعل الإ�صالم اإنهاء العالقة الزوجية بالطالق على ثالث مرات؛ وذلك لإعطاء الزوجني فر�صة‬
‫لرياجع كل منهما نف�صه‪ ،‬وي�صعر بالندم على اأخطائه‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة الآية ‪ ،)230‬فاإذا طلق الثالثة كان الطالق بائ ًنا بينونة كربى‪ ،‬وكان‬
‫دليال على عدم ا�صتقامة احلياة بينهما‪.‬‬ ‫ذلك يف الغالب ً‬
‫أق�صاما ثالثة‪ :‬الطالق الرجعي‪ ،‬والطالق‬
‫ق�صم العلماء الطالق باعتبار الأثر املرتتب عليه ا ً‬
‫وقد ّ‬
‫البائن بينونة �صغرى‪ ،‬والطالق البائن بينونة كربى‪ ،‬مو�صحة يف اجلدول الآتي‪:‬‬
‫‪165‬‬
‫نوع الطالق‬
‫وجه املقارنة‬
‫البائن بينونة كربى‬ ‫البائن بينونة �صغرى‬ ‫الرجعي‬
‫‪ -‬الطالق الذي ال ي�ستطيع الرجل ‪ -‬الطالق الذي ال ي�ستطيع الرجل‬ ‫‪ -‬الطالق ال��ذي ميلك‬
‫بعده �إعادة زوجته املطلقة �إلى بعده �إعادة زوجته املطلقة �إلى‬ ‫ال���زوج بعده �إع��ادة‬
‫ع�صمته �إال بر�ضاها وبعقد ع�صمته �إال بر�ضاها وبعقد‬ ‫زوجته �إلى ع�صمته ما‬
‫جديد ومهر‪ ،‬وبعد زواجها‬ ‫جديد ومهر‪.‬‬ ‫دامت يف العدة‪ ،‬من‬
‫�صحيحا‬
‫ً‬ ‫زواجا‬
‫ً‬ ‫من رجل �آخر‬ ‫غري احلاجة �إلى عقد‬ ‫املفهوم‬
‫من غري اتفاق بينهما‪ ،‬ودخول‬ ‫جديد ومهر‪.‬‬
‫اً‬
‫دخ���ول‬ ‫ال����زوج ال��ث��اين ب��ه��ا‬ ‫وينبغي عــلـيـها �أن‬
‫حقيقيا‪ ،‬ثم يفارقها مبوت �أو‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫حفاظا‬ ‫ترجع �إل��ي��ه‬
‫طالق‪ ،‬وتنق�ضي عدتها‪.‬‬ ‫على �أ�رستها‪.‬‬
‫�صور الطالق‬
‫‪� -‬أن يطلق الرجل زوجته الطلقة ‪� -‬أن يطلق الرجل زوجته الطلقة‬ ‫‪� -‬أن يطلق ال��رج��ل‬
‫رجعيا بعد الثالثة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ًّ‬ ‫الأول��ى �أو الثانية‬ ‫زوج����ت����ه ال��ط��ل��ق��ة‬
‫الدخول‪ ،‬وتنتهي عدتها من‬ ‫الأولى �أو الثانية بعد‬
‫{(�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)230‬‬ ‫غري �أن يراجعها‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫الدخول‪ ،‬ويراجعها‬
‫}‬ ‫يف م��دة العدة‪ .‬قال‬
‫{ (�سورة البقرة‪،‬‬ ‫اهلل تعالى‪}:‬‬
‫الآية ‪ .)229‬فبانتهاء العدة ي�صبح‬
‫الطالق الرجعي طالقًا بائ ًنا‪.‬‬ ‫{(���س��ورة البقرة‪،‬‬
‫‪ -‬الطالق قبل الدخول؛ لأنه ال‬ ‫الآيـة ‪.)228‬‬
‫عدة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬التفريق بحكم القا�ضي ب�سبب‬
‫بناء‬
‫ال�ضرر وال�شقاق والنزاع ً‬
‫على طلب �أحد الزوجين‪.‬‬
‫‪� -‬أن يتفق الزوجان على الطالق‬
‫خم��ال��ع��ة‪ ،‬مقابل م��ال تدفعه‬
‫الزوجة للزوج‪� ،‬أو طالقًا مقابل‬
‫الإبراء‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫نوع الطالق‬
‫وجه املقارنة‬
‫البائن بينونة كربى‬ ‫البائن بينونة �صغرى‬ ‫الرجعي‬
‫‪ -‬تبقى الــزوجــة على ‪ -‬تنتهي العالقة الزوجية بني ‪ -‬تنتهي الــعــالقــة الــزوجــيــة بني‬
‫الزوجني‪.‬‬ ‫ع�صمة زوجــهــا يف الزوجني‪.‬‬
‫‪ -‬تنتهـــي بهــــا عدد الطلقـــات‬ ‫مدة العدة‪ ،‬وتق�صي ‪ -‬ينق�س من عدد الطلقات‪.‬‬
‫امل�صموحة للزوج‪.‬‬ ‫عدتها فــي بيــت ‪ -‬ل يرث اأحدهما الآخــر واإن‬
‫‪ -‬ل يرث اأحدهما الآخر واإن تويف‬ ‫تويف يف العدة‪.‬‬ ‫الزوجية‪.‬‬ ‫اأهم الآثار‬
‫يف العدة‪.‬‬ ‫‪ -‬للزوج اأن يـرجــعــهـا‬
‫امل‪Î‬تبة على‬
‫‪ -‬اإذا عــادت له بعد زواجها من‬ ‫مادامت يف العدة‪.‬‬
‫الطالق‬
‫غــريه‪ ،‬وانتهاء العالقة بينهما‬ ‫‪ -‬ينق�س مـــــن عــــدد‬
‫مبــوت اأو طــالق‪ ،‬فــاإن الــزوج‬ ‫الطلقات‪.‬‬
‫الأول يعود حقه بثالث طلقات‬ ‫‪ -‬يرث كل من الزوجني‬
‫جديدة‪.‬‬ ‫الآخـــــر اإذا مــات‬
‫اأحدهما يف العدة‪.‬‬

‫‪¥Ó£dG ó©H Ée ÜGOBG : É©k HGQ‬‬


‫اإذا انتهت احلياة الزوجية فينبغي على الزوجني مراعاة الأمور الآتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬ال�صرت وعدم اإف�صاء اأ�رشار حياتهما الزوجية‪.‬‬
‫‪ - 2‬ح�صن املعاملة‪ ،‬واأداء النفقة واحلقوق كاملة من غري اللجوء اإلى املحاكم‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)237‬‬
‫‪ - 3‬رعاية الأطفال‪ ،‬واإعطاوؤهم حقوقهم‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫أقدر امل�صوؤولية جتاه احلياة الزوجية القائمة على املودة والرحمة‪.‬‬


‫‪ - 1‬ا ِّ‬
‫أقدر ت�رشيع الإ�صالم للطالق عند ال�رشورة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ا ِّ‬
‫‪. ........................................ - 3‬‬

‫‪167‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫عرف الطالق‪.‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫‪ - 2‬علل حترمي الطالق التع�صفي‪.‬‬
‫‪ - 3‬قارن بني الطالق الرجعي والطالق البائن بينونة كربى من حيث‪:‬‬
‫جـ‪ -‬التوارث‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدد الطلقات‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬املفهوم‪.‬‬
‫‪ -4‬اذكر نوع الطالق يف كل حالة من احلالت الآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬طلق رجل زوجته قبل الدخول‪.‬‬
‫ب‪ -‬طلق رجل زوجته‪ ،‬وانتهت عدتها‪ ،‬ومل يراجعها‪.‬‬
‫جـ‪ -‬طلق رجل زوجته طلقة ثالثة‪.‬‬
‫‪� -5‬صع اإ�صارة (✓) بجانب العبارة ال�صحيحة‪ ،‬واإ�صارة ( ) بجانب العبارة غري ال�صحيحة‬
‫يف ما ياأتي‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫رجعيا‬
‫ًّ‬ ‫دائما طالقًا‬
‫تعد ً‬‫اأ ‪ -‬الطلقة الأولى ّ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ب‪ -‬الطالق باأنواعه الثالثة ينهي العالقة الزوجية‬
‫)‪.‬‬ ‫دائما طالقًا بائ ًنا بينونة كربى (‬
‫تعد ً‬‫جـ‪ -‬الطلقة الثالثة ّ‬
‫)‪.‬‬ ‫دائما طالقًا بائ ًنا بينونة �صغرى (‬
‫تعد ً‬‫د‪ -‬الطلقة الثانية ّ‬
‫‪ّ - 6‬بين دللة كل اآية من الآيتين الكريمتين الآتيتين‪:‬‬

‫دللة الآية الكريمة‬ ‫الآيات الكريمة‬ ‫الرقم‬

‫‪ -1‬قــال اهللُ تعالــى‪} :‬‬


‫{‬

‫‪ -2‬قال اهللُ تعالى‪} :‬‬


‫{‬

‫‪168‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪(AGóàa’G) ™∏ÿG‬‬ ‫ال�صابع والع�رشون‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫قادرا على‪:‬‬ ‫جعــل الإ�صــالم الطالق بيــد الرجــل‪ ،‬واأمره‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم اخللع‪ ،‬وحكمه‪.‬‬ ‫األ يتع�صــف في ا�صتعماله؛ ولمــا كانت المراأة قد‬
‫‪ -2‬تو�صيح حكم اأخذ الزوج املال يف اخللع‪.‬‬ ‫تت�صــرر مــن ا�صتمرار الحيــاة الزوجيــة في بع�س‬
‫‪ -3‬تقدير مراعاة الإ�صالم مل�صاعر الزوجة‪.‬‬
‫الأحيان‪ ،‬والزوج ل يريد طالقها‪ ،‬اأعطى الإ�صالم‬
‫للمراأة حق الخلع لإنهاء الحياة الزوجية‪ .‬فما الخلع؟ وما حكمه؟‬
‫‪k G‬‬
‫‪™∏ÿG Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫الخلع‪ :‬هو مفارقة الزوج زوجته مقابل عو�س مالي تدفعه الزوجة اإلى زوجها‪.‬‬
‫وهو �صورة من �صور اإنهاء العالقة الزوجية‪ ،‬حيث تتفق المراأة مع زوجها على المفارقة مقابل‬
‫تعوي�صا للزوج عمــا يلحقه من الخ�صارة ب�صبب‬
‫ً‬ ‫مبلــغ من المال اأو التنازل عــن حقوقها كالمهر‪،‬‬
‫المفارقة؛ اإذا خافا من التق�صير بالواجبات الزوجية بال�صورة التي ُتر�صي اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪™∏ÿG ºµM : É«k fÉK‬‬
‫‪« :‬اأَ ُّي َما امراأة َ�صاأَ َل ْت َز ْو َج َها‬ ‫يحرم على المراأة طلب الطالق اإذا كان من غير �صبب‪ ،‬لقوله‬
‫َط َالقًا ِم ْن غَ ْيرِ َباأْ ٍ�س ف ََح َر ٌام َع َل ْي َها َرا ِئ َح ُة ا ْل َج َّن ِة»(‪ .)1‬لكن الإ�صالم اأباح للزوجة اأن تطلب الخلع من‬
‫زوجها اإذا كان ب�صبب خوفهما من عدم وفائهما بما عليهما من واجبات‪ ،‬اأو لم ت�صتطع العي�س معه‬
‫وكانت �صديدة الكره له‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)229‬‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل‪َ ،‬ثا ِب ُت ْب ُن َق ْي ٍ�س َما‬ ‫فقالت‪َ :‬يا َر ُ�ص َ‬ ‫وعن ابن عبا�س اأن امراأة ثابت بن قي�س اأتت النبي‬
‫‪« :‬اأَ َت ُر ِ ّد َ‬
‫ين َع َل ْي ِه‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ال َر ُ�ص ُ‬ ‫ين‪َ ،‬و َل ِك ِ ّني اأَكْ َر ُه ا ْل ُك ْف َر ِفي ِْ إ‬
‫ال ْ�ص َال ِم‪َ .‬ف َق َ‬ ‫اأَ ْع ِت ُب َع َل ْي ِه ِفي ُخ ُلقٍ َو َل ِد ٍ‬
‫‪« :‬ا ْق َبلْ ا ْل َح ِدي َق َة َو َط ِ ّل ْق َها َت ْط ِلي َق ًة»(‪ ،)2‬فاأجاز لها الر�صول‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫َح ِدي َق َت ُه» َقا َل ْت‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ق َ‬
‫ال َر ُ�ص ُ‬
‫طلب الطالق مقابل اأن ترد على زوجها ما اأخذته من مهر‪ ،‬اإذا كرهت المراأة زوجها‪،‬‬
‫وخافت األ توؤدي حقوقه‪.‬‬
‫(‪� )1‬صنن الرتمذي‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪ ،‬ومعنى (ولكني اأكره الكفر يف الإ�صالم) اأخاف على نف�صي يف الإ�صالم اأن اأكفر الع�صري‪ ،‬واأق�رش يف حق الزوج‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫والطالق بهذا الخلع الر�صائي يقع طالقًا بائ ًنا‪ .‬ول تاأثير للخلع على ح�صانة الأطفال‪ ،‬فالأم لها‬
‫الح�صانة‪ ،‬ونفقتهم واجبة على اأبيهم‪.‬‬
‫واإعطاء الإ�صالم الحق للزوجة في الخلع ل يعني اأن تت�صرع في اإنهاء الحياة الزوجية‪ ،‬واإنما‬
‫عليها اأن ت�صبر وتتحمل؛ لما في ذلك من اأجر عظيم‪.‬‬
‫أي�صا التفريق لالفتداء (اخللع الق�صائي)‪ ،‬فاإن مل‬
‫وقد اأجاز قانون الأحوال ال�صخ�صية الأردين ا ً‬
‫يرتا�س الزوجان على اخللع‪ ،‬واأقامت الزوجة دعوى تطلب فيها الفتداء‪ ،‬واأقرت اأنها تبغ�س احلياة‬ ‫َ‬
‫مع زوجها‪ ،‬واأنه ل �صبيل ل�صتمرار احلياة بينهما‪ ،‬فاإن املحكمة ت�صعى اإلى الإ�صالح بينهما‪ ،‬فاإن‬
‫مل يح�صل ال�صلح بينهما خالل �صهر فاإن القا�صي يحكم بف�صخ عقد الزواج بينهما‪ ،‬بعد اأن تعيد‬
‫الزوجة ما قب�صته من املهر‪ ،‬وما اأخذته من هدايا‪ ،‬وما اأنفقه الزوج من اأجل الزواج‪.‬‬
‫اأفكر‬
‫ً‬
‫مكمال للثالث؟‬ ‫هل ي�صتطيع الرجل اإرجاع مطلقته اإذا كان الطالق الواقع باخللع‬

‫‪AGóØdG êhõdG òNCr G ºµM :Éãk dÉK‬‬


‫يختلف حكم ا ْأخذ الزوج الفداء من زوجته يف اخللع على النحو الآتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يباح للزوج اأخذ املال (الفداء) من زوجته يف حالة رغب َتها باإنهاء احلياة الزوجية دون �رشر اأو‬
‫تق�صري من الرجل‪.‬‬
‫‪ - 2‬يحرم على الزوج اأخذ املال ِ‬
‫(الفداء) من زوجته‪ ،‬يف حالة تق�صريه و�رشره بزوجته يقول تعالى‪:‬‬
‫}‬
‫{ (�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)20‬‬
‫اأناق�ص‬
‫مع زمالئي احلكمة من جواز اأَ ْخ ِذ الزوج املال من زوجته يف حالة اخللع اإذا كرهت احلياة معه‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأقدر قيمة العدل يف الإ�صالم برفع ال�رشر عن الزوجني‪.‬‬


‫‪ - 2‬اأرف�س �صوء معاملة الزوج لزوجته‪.‬‬
‫‪. ............................... - 3‬‬
‫‪170‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬ما املق�صود باخللع يف ال�صطالح ال�رشعي؟‬
‫‪ - 2‬و�صح دللة قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬
‫‪ّ - 3‬بني موقف قانون الأحوال ال�صخ�صية الأردين يف حال رف�س الزوج الرتا�صي مع زوجته على اخللع‪.‬‬
‫‪ّ - 4‬بني احلكم ال�رشعي يف ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬طلبت امراأة من زوجها اخللع؛ لأنه ل يعاملها باملعروف‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اأرجع رجل زوجته اإلى ع�صمته بعد اخللع من غري عقد جديد‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬رف�س رجل الإنفاق على اأطفاله؛ لأن زوجته خالعته‪.‬‬
‫‪� - 5‬صع اإ�صارة (✓) بجانب العبارة ال�صحيحة‪ ،‬واإ�صارة (×) بجانب العبارة غري ال�صحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬الطالق الواقع ب�صبب اخللع الر�صائي طالق رجعي (‬
‫ب‪ -‬طلبت امراأة من زوجها اخللع؛ لأنه يوؤذيها مع قيامها بواجباتها الزوجية‪ ،‬فاخللع �صحيح‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫)‪.‬‬ ‫زوجا اآخر(‬
‫جـ‪ -‬خالعت امراأة زوجها‪ ،‬مع اأن طباعه ح�صنة ويحرتمها‪ ،‬ولكنها تريد ً‬
‫)‪.‬‬ ‫ف�صخا (‬
‫يعد ً‬‫د ‪ -‬التفريق بني الزوجني يف اخللع الق�صائي ُّ‬
‫‪ - 6‬بعد درا�صة مو�صوع الطالق واخللع‪ّ ،‬بني اأوجه الت�صابه والختالف بني الطالق واخللع من‬
‫حيث‪ :‬املفهوم‪ ،‬واحلكم‪.‬‬
‫‪ - 7‬ا�صتنتج احلكم ال�رشعي امل�صتفاد من كل ن�س من الن�صو�س ال�رشعية الآتية‪:‬‬
‫دللة الآية الكريمة‬ ‫الآيات الكريمة‬ ‫الرقم‬

‫قال اهللُ تعالى‪} :‬‬


‫‪-1‬‬
‫{‬
‫‪ « :‬اأَ ُّي َما امراأة َ�ص َاأ َل ْت َز ْو َج َها َط َالقًا‬ ‫قال ر�صول اهلل‬
‫‪-2‬‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م ْن غَ ْيـرِ َباأ ٍ�س ف َ‬
‫َـح َر ٌام َعل ْي َـها َرائ َح ُة ال َج َّنة»‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫اأُقيِّ ُم معلوماتي واأُنظِّمها‬
‫بعد درا�صتي الدرو�س الثالثة ال�صابقة اأكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�صبها‪:‬‬
‫اأو ًل‪ :‬الدر�ص اخلام�ص والع�رشون (اأحكام العدة)‬
‫مفهوم العدة‬
‫‪...............................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬

‫اأنواع العدة بالوفاة‬ ‫اأنواع العدة بالطالق اأو‬ ‫احلكمة من م�رشوعية العدة‬ ‫حكم العدة‬
‫ومدة كل منها‬ ‫الف�ص‪ ï‬ومدة كل منها‬
‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫غري املدخول بها‬ ‫غري املدخول بها‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.............‬‬

‫املدخول بها‬ ‫املدخول بها‬ ‫اأحكام احلداد للمراأة املتوفى عنها ‪R‬وجها‬

‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬


‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪...............................................‬‬

‫‪172‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�ص ال�صاد�ص والع�رشون (الطالق)‬

‫املفهوم ‪............................................................‬‬
‫احلكمة من م�رشوعيته ‪....................................................‬‬ ‫الطالق‬

‫املفهوم ‪............................................................‬‬
‫�صوره ‪............................................................‬‬ ‫الطالق الرجعي‬
‫اآثاره ‪............................................................‬‬

‫املفهوم ‪............................................................‬‬ ‫الطالق البائن‬


‫�صوره ‪............................................................‬‬
‫اآثاره ‪............................................................‬‬ ‫بينونة �صغرى‬

‫املفهوم ‪............................................................‬‬ ‫الطالق البائن‬


‫�صوره ‪............................................................‬‬
‫اآثاره ‪............................................................‬‬ ‫بينونة كربى‬

‫ثالثًا‪ :‬الدر�ص ال�صابع والع�رشون (اخللع)‬


‫‪..................................................................‬‬
‫مفهوم اخللع (الفتداء)‬
‫‪..................................................................‬‬

‫‪..................................................................‬‬ ‫حكم اخللع‬


‫‪..................................................................‬‬

‫‪..................................................................‬‬ ‫حكم اأخذ الزوج الفداء‬


‫‪..................................................................‬‬ ‫يف اخللع‬

‫‪173‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪»°VÉ≤dG ºµëH ÚLhõdG ÚH ≥jôØàdG‬‬ ‫الثامن والع�رشون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫قد تــزداد اخلالفات بني الزوجني؛ ويتعذر‬


‫قادرا على‪:‬‬ ‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح حالت التفريق بني الزوجني بحكم‬
‫الإ�صــالح بينهمــا‪ ،‬ويرف�ــس الــزوج اإيقــاع‬
‫القا�صي‪.‬‬ ‫الطــالق بنف�صه‪ ،‬اأو يكــون للزوج م�صلحة يف‬
‫‪ -2‬تو�صيح اأحكام التفريق بني الزوجني ب�صبب‬ ‫التفريق عن طريــق املحكمة حلفظ حقوقه‪ ،‬اأو‬
‫ال�صقاق‪ ،‬اأو الإع�صار اأو العيوب اأو ال َغ ْي َبة اأو الهجر‬
‫ترغــب الزوجــة يف الطالق مــع احلفاظ على‬
‫اأو احلب�س‪.‬‬
‫حقوقها‪ ،‬والزوج يرف�ــس الطالق‪ ،‬فهنا �رشع‬
‫وبناء على‬
‫و�ــرش ِع اهلل تعالى‪ً ،‬‬
‫ْ‬ ‫تدخــل الق�صاء للتفريق بني الزوجــني‪ ،‬وفق م�صلحة الأ�رشة‬
‫الإ�صــالم ّ‬
‫دعوى من اأحد الزوجني اأو كليهما‪.‬‬
‫ومن احلالت التي يفرق فيها بني الزوجني بحكم القا�صي ما ياأتي‪:‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪´GõædGh ¥É≤°û∏d ≥jôØàdG : ’hC‬‬
‫�رشرا حلق به من الطرف‬
‫يجوز لأي من الزوجني اأن يطلب التفريق لل�صقاق والنزاع اإذا ادعى ً‬
‫ح�صيا كالإيذاء بالفعل اأو القول‪ ،‬اأو‬
‫ً‬ ‫الآخر يتعذر معه ا�صتمرار احلياة الزوجية؛ �صواء كان ال�رشر‬
‫خمال بالأخالق احلميدة ُيلحق بالطرف الآخر اإ�صاءة اأدبية‪ ،‬وكذلك اإذا‬
‫معنويا كاأن يت�رشف ت�رشفًا ًّ‬
‫ًّ‬
‫ا ّ‬
‫أخل بالواجبات و احلقوق الزوجية جتاه الطرف الآخر‪.‬‬
‫فاإذا رفع اأي من الزوجني دعوى اإلى القا�صي للتفريق ب�صبب ال�صقاق والنزاع‪ ،‬وحت َّق َق القا�صي‬
‫من ذلك؛ بذلت املحكمة جهدها يف الإ�صالح بينهما‪ ،‬فاإن مل ميكن الإ�صالح ا ّأجل القا�صي‬
‫الدعوى مدة �صهر ا ً‬
‫أمال بامل�صاحلة‪ ،‬فاإذا مل يتم ال�صلح بينهما يف هذه املدة‪ ،‬واأ�رش الطرف املدعي‬
‫عني القا�شي حكمني لالإ�شال‪ ì‬بني ال‪õ‬وجني‪ ،‬وي�شرتط يف احلكمني‬ ‫على طلب التفريق‪ ،‬فحين‪Ä‬ذ ‪o‬ي ‪q‬‬
‫اأن يكونا رجلني عدلني قادرين على الإ�صالح‪ ،‬وا َ‬
‫لأ ْولى اأن يكونا من اأهل الزوجني؛ لأنهما اأدرى‬
‫باأحوالهما واأحر�س على م�صلحتهما وكتم اأ�رشارهما‪ ،‬فاإن مل يتي�رش اأن يكونا من اأهل الزوجني‬
‫فاإن القا�صي يختار احلكمني من اأهل اخلربة والعدالة‪ ،‬فيقومان ببحث اأ�صباب النزاع وال�صقاق‪،‬‬

‫‪174‬‬
‫قال تعالى‪}:‬‬
‫{ (�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)35‬‬
‫تبني للحكمني تعذّ ر ا�صتمرار احلياة الزوجية‪ ،‬واأن الإ�صاءة جميعها من الزوجة فاإنهما‬
‫فاإن ّ‬
‫يقرران التفريق بينهما مقابل عو�س يف حدود املهر وتوابعه ُيدفَع للزوج‪ ،‬اأما اإن كانت الإ�صاءة‬
‫كلها من الزوج فاإنهما يقرران التفريق بينهما بطلقة بائنة‪ ،‬وت�صتحق املراأة حقوقها ومهرها ونفقة‬
‫جميعا‪ ،‬اأما اإن كانت الإ�صاءة م�صرتكة فاإنهما يقرران التفريق بينهما على ق�صم من املهر‬
‫ً‬ ‫العدة‬
‫بن�صبة اإ�صاءة كل منهما لالآخر‪ ،‬ويف كل احلالت ال�صابقة يحكم القا�صي بناء على قرار احلكمني‪.‬‬
‫ويكون احلكم ال�صادر ب�صبب ال�صقاق والنزاع طال ًقا بائ ًنا‪.‬‬
‫وحر�صا على التوافق بني الزوجني‪ ،‬وعدم التفريق بينهما‪ ،‬فقد اأن�صاأت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وحفاظا على الأ�رشة‪،‬‬
‫دائرة قا�صي الق�صاة مديري َة (الإ�صالح والو�صاطة والتوفيق الأ�رشي)‪ ،‬والتي تتبع لها مكاتب خا�صة‬
‫يف املحاكم ال�رشعية املنت�رشة يف اململكة‪ ،‬وذلك للنظر يف ف�س النزاعات الزوجية‪ ،‬فهي تقوم بحلول‬
‫ويعامل ملف الأ�رشة ب�رشية تامة‪.‬‬ ‫ر�صائية بني الطرفني ً‬
‫بديال عن اإجراءات التقا�صي اأمام املحاكم‪ُ ،‬‬

‫اأفكر‬
‫يف احلكمة من تعيني حكمني لالإ�صالح بني الزوجني قبل التفريق بينهما‪.‬‬

‫‪¥ÉØfE’G ≈∏Y êhõdG IQób Ωó©d ≥jôØàdG : É«k fÉK‬‬


‫يجب على الزوج الإنفاق على زوجته‪ ،‬وتاأمني متطلبات احلياة الأ�صا�صية من م�صكن وطعام‬
‫{‬ ‫ولبا�س ودواء‪ ،‬حتى لو كانت الزوجة غنية‪ ،‬لقوله تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪ ،)233‬وهذا من احلقوق الثابتة للزوجة على زوجها‪ ،‬فاإذا امتنع الزوج عن الإنفاق‬
‫عجزا عن الإنفاق عليها باملعروف‪ ،‬فيجوز للزوجة اأن ترفع دعوى للقا�صي‬
‫تق�صريا اأو ً‬
‫ً‬ ‫على زوجته‬
‫للتفريق بينهما؛ فاإن ا ّدعى الزوج اأنه مو�رش واأ�رش على عدم الإنفاق عليها‪ ،‬اأو اإذا ا ّدعى العجز‬
‫والإع�صار ومل ُيثبت ذلك‪َ ،‬ح َك َم القا�صي بطالقها يف احلال‪ ،‬اأما اإذا اأثبت الزوج اأنه مع�رش اأمهله‬
‫القا�صي من �صهر اإلى ثالثة اأ�صهر لدفع النفقة املحكوم بها عليه‪ ،‬فاإن مل ي�صتطع دفع النفقة حكم‬

‫‪175‬‬
‫القا�صي بطالقها؛ لأن ا�صتمرار احلياة الزوجية مع عدم الإنفاق اإ�رشار بها واعتداء على حقوقها‪،‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)231‬‬ ‫قال تعالى‪} :‬‬
‫ً‬
‫مكمال للثالث‪ ،‬اأما اإذا‬ ‫رجعيا اإذا كان بعد الدخول ومل يكن‬
‫ًّ‬ ‫وتطليق القا�صي لعدم الإنفاق يقع‬
‫كان قبل الدخول فيقع طالقًا بائ ًنا‪.‬‬
‫وي َ‬
‫حكم‬ ‫رجعيا‪ ،‬فللزوج مراجعة زوجته يف اأثناء العدة‪ُ ،‬‬ ‫فاإذا وقع الطالق ب�صبب عدم النفقة‬
‫ًّ‬
‫ب�صحة الرجعة اإذا اأرجعها الزوج يف العدة‪ ،‬ودفع نفقة ثالثة اأ�صهر مما تراكم لها عليه من نفقتها‪،‬‬
‫كفيال بنفقتها امل�صتقبلية؛ اأما اإذا مل يدفع النفقة‪ ،‬اأو مل يقدم ً‬
‫كفيال فال ت�صح الرجعة‪.‬‬ ‫وقدم ً‬
‫َّ‬

‫‪n ≥jôØàdG : Éãk dÉK‬‬


‫‪¢ùÑ◊G hCG ôé¡dG hCG áÑ«r ¨∏d‬‬
‫يجوز للزوجة ‪ -‬التي غاب عنها زوجها مدة �صنة فاأكرث وتت�رشر فيها ب�صبب غيابه‪ ،‬ولو كان‬
‫دفعا لل�رشر‬
‫له مال ت�صتطيع الإنفاق منه على نف�صها ‪ -‬اأن تطلب اإلى القا�صي ف�صخ عقد زواجهما ً‬
‫معلوما‪ ،‬فيطلب اإليه القا�صي اأن يح�رش لالإقامة معها‪ ،‬اأو ينقلها اإليه‪ ،‬اأو‬
‫ً‬ ‫عنها‪ ،‬فاإن كان حمل اإقامته‬
‫فرق القا�صي بينهما بف�صخ عقد زواجهما‪.‬‬ ‫ً‬
‫مقبول ّ‬ ‫عذرا‬
‫يبد ً‬‫يطلقها‪ ،‬فاإن مل يفعل‪ ،‬ومل ِ‬
‫فرق القا�صي بينهما يف احلال‪.‬‬ ‫ً‬
‫جمهول ّ‬ ‫واإن كان حمل اإقامة الزوج الغائب‬
‫أي�صا اأن تطلب اإلى القا�صي ف�صخ عقد زواجهما اإذا هجرها زوجها كذلك مدة‬
‫ويجوز للزوجة ا ً‬
‫�صنة فاأكرث؛ ما دامت تت�رشر من هجره لها؛ فيمهله القا�صي مدة ل تقل عن �صهر لريجع اإليها اأو يطلقها‪،‬‬
‫فرق القا�صي بينهما بف�صخ عقد زواجهما؛ لأن من مقا�صد الزواج‬ ‫ً‬
‫مقبول ّ‬ ‫عذرا‬
‫يبد ً‬‫فاإن مل يرجع ومل ِ‬
‫الإح�صان والعفة‪ ،‬وهذا ل يتحقق يف حال غياب زوجها عنها اأو هجره لها‪.‬‬
‫قطعيا باحلب�س الفعلي ثالث �صنوات فاأكرث‬
‫حكما ًّ‬
‫ً‬ ‫ويجوز كذلك للزوجة التي ُحكم على زوجها‬
‫م�صي �صنة من تاريخ حب�صه‪ ،‬ولو كان للمحبو�س‬
‫ّ‬ ‫اأن تطلب اإلى القا�صي ف�صخ عقد زواجها منه بعد‬
‫مال ي�صتطيع الإنفاق منه على زوجته؛ لأن احلكم بالتفريق بينهما �صببه ال�رشر الذي يلحق بها من غَ ْيبة‬
‫زوجها عنها‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪܃«©∏d ≥jôØàdG : É©k HGQ‬‬
‫اإذا ُوجد باأحد الزوجني عيب عقلي كاجلنون اأو ج�صمي كاجلذام اأو جن�صي كالإيدز مينع حتقيق‬
‫الهدف من الزواج‪ ،‬ول ميكن معه املعا�رشة الزوجية اإل ب�رشر‪ ،‬فاإنه يثبت لكل من الزوج والزوجة‬
‫حق طلب ف�صخ عقد الزواج بالعيوب يف حالة عدم الر�صا بالعيب اأو املر�س حني اطالعه عليه؛‬
‫فاإن علم بالعيب اأو املر�س عند العقد اأو بعده ور�صي به‪ ،‬فال يجوز له طلب الف�صخ‪.‬‬
‫ف�صخا ل يوؤثر يف عدد الطلقات التي ميلكها الزوج‪.‬‬
‫ويعد التفريق بني الزوجني ب�صبب العيوب ً‬
‫ّ‬
‫جدد الزوجان العقد بعد التفريق للعيوب فلي�س لأي منهما طلب التفريق لل�صبب نف�صه‪.‬‬
‫واإذا ّ‬

‫اأحاور واأ�صتنتج‬
‫اأعقد حلقة حوارية مع زمالئي‪ ،‬واأ�صتنتج‪:‬‬
‫علما باأنه اأباح لها طلب الطالق يف‬
‫‪ -‬احلكمة من حث الإ�صالم املراأة على ال�صرب والتحمل ً‬
‫احلالت ال�صابقة‪.‬‬
‫‪ -‬ال�صبب امل�صرتك من اإباحة طلب املراأة من القا�صي التفريق بينها وبني زوجها يف احلالت‬
‫ال�صابقة‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫أقدر حر�س الإ�صالم يف احلفاظ على الأ�رشة‪.‬‬


‫‪-1‬ا ّ‬
‫‪ - 2‬اأعتز باأحكام ال�رشع يف اإعطاء املراأة حقوقها‪ ،‬ورفع ال�رشر عنها‪.‬‬
‫‪....................................................... - 3‬‬

‫‪177‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬ما املق�صود بامل�صطلحني الآتيني‪ :‬نفقة الزوجة‪ ،‬ال َغيبة؟‬
‫‪ - 2‬اأباح الإ�صالم للزوجة يف بع�س احلالت اللجوء اإلى الق�صاء للتفريق بينها وبني زوجها‪ ،‬اذكر‬
‫حالتني منها‪.‬‬
‫‪ - 3‬ما احلكم امل�صتفاد من كل اآية من الآيتني الكرميتني الآتيتني‪:‬‬
‫{‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫واحدا يجب توافره يف كل من‪:‬‬
‫ً‬ ‫هات ً‬
‫�رشطا‬ ‫‪ِ -4‬‬
‫اأ ‪ -‬احلكمني اللذين ي�صلحان بني الزوجني‪.‬‬
‫ب‪ -‬العيب الذي يجوز ب�صببه التفريق بني الزوجني‪.‬‬
‫جـ‪ -‬احلكم ب�صحة الرجعة يف التفريق بني الزوجني بحكم القا�صي لعدم الإنفاق‪.‬‬
‫‪ - 5‬بني نوع الطالق يف كل حالة من احلالتني الآتيتني‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬تفريق القا�صي بني الزوجني لل�صقاق والنزاع‪.‬‬
‫ب‪ -‬تفريق القا�صي بني الزوجني قبل الدخول لعدم الإنفاق‪.‬‬
‫‪ - 6‬يحكم القا�صي بف�صخ عقد الزواج يف حالت عدة‪ ،‬اذكر ثال ًثا منها‪.‬‬
‫‪� - 7‬صع اإ�صارة (✓) بجانب العبارة ال�صحيحة‪ ،‬واإ�صارة (×) بجانب العبارة غري ال�صحيحة يف‬
‫ما ياأتي‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬حق طلب التفريق بني الزوجني للعيوب املوجودة قبل العقد ثابت لكال الزوجني (‬
‫ب‪ -‬ل يجوز للمراأة الغنية اأن تطلب الطالق اإذا رف�س زوجها الإنفاق عليها ( )‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫رجعيا (‬
‫ًّ‬ ‫جـ‪ -‬التفريق بني الزوجني بحكم القا�صي يف حالة ال�صقاق والنزاع يقع طالقًا‬
‫)‪.‬‬ ‫د ‪ -‬ي�صح التفريق بني الزوجني اإذا اأ�صيب اأحدهما باأي مر�س ٍكان (‬
‫)‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬للقا�صي اأن يفرق بني الزوجني لل�صقاق والنزاع بعد ا�صتنفاد مراحل الإ�صالح (‬
‫)‪.‬‬ ‫ف�صخا (‬
‫يعد ً‬‫و ‪ -‬التفريق للعيوب بني الزوجني ّ‬

‫‪178‬‬
‫‪ّ - 8‬بني احلكم ال�رشعي يف ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬طلبت امراأة من القا�صي التفريق بينها وبني زوجها لرف�صه �رشاء �صيارة فاخرة لها‪.‬‬
‫ب‪� -‬صربت زوجة على اإ�صاءة معاملة زوجها لها فلم تطلب الطالق‪.‬‬
‫قطعيا بحب�س زوجها‬
‫ًّ‬ ‫حكما‬
‫ً‬ ‫جـ‪ -‬طلبت امراأة الطالق بعد م�صي �صهر من اإ�صدار القا�صي‬
‫مدة ع�رش �صنوات‪.‬‬
‫هجر زوجها لها مدة �صنة ون�صف‪.‬‬ ‫د ‪ -‬طلبت امراأة اإلى القا�صي ف�صخ عقد زواجها بعد ْ‬

‫‪179‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪ΩÓ°SE’G ‘ OÉ¡÷G‬‬ ‫التا�صع والع�رشون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫نظم الإ�صالم العالقــات الدولية مع الدول‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫الأخرى وفق مجموعة من القواعد والمبادئ‬
‫‪ -1‬بيان مفهوم اجلهاد واأنواعه‪.‬‬
‫‪ -2‬تو�صيح العالقة بني القتال واجلهاد يف الإ�صالم‪.‬‬ ‫ال�صلم هــو الأ�صل في‬
‫ال�صاميــة‪ ،‬وجعل مبــداأ ّ‬
‫‪ -3‬بيان مبادئ القتال يف الإ�صالم‪.‬‬ ‫العالقات بين الدول؛ وذلــك للمحافظة على‬
‫‪ -4‬التفريق بني اجلهاد والإرهاب‪.‬‬
‫حياة ال ّنا�ــس وحمايــة اأموالهــم وممتلكاتهم‬
‫‪ -5‬ا�صتنتاج احلكمة من م�رشوعية اجلهاد‪.‬‬
‫واأعرا�صهم‪ ،‬قــال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة الأنفال‪ ،‬الآية ‪.)61‬‬
‫ولكن اإذا وقع العتداء على امل�صلمني من اأعدائهم‪ ،‬فيجب دفع العتداء والظلم بالطرائق‬
‫املمكنة جميعها‪ ،‬ومن ذلك اأنه �رشع اجلهاد‪ ،‬وجعل احلرب حالة ا�صتثنائية ل يلجاأ اإليها امل�صلمون‬
‫اإل مكرهني‪.‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪OÉ¡÷G Ωƒ¡Øe :’hC‬‬
‫وردت كلمة اجلهاد وم�صتقاتها يف اآيات واأحاديث كثرية‪ ،‬وقد ا�ص ُتعملت هذه الكلمة يف‬
‫معنيني‪ :‬اأحدهما عام‪ ،‬والآخر خا�س يدخل يف م�صمون الأول‪:‬‬

‫اأنواع الجهاد‬

‫جهاد المعتدين‬ ‫جهاد الع�صاة‬ ‫جهاد ال�صيطان‬ ‫جهاد النف�ص‬


‫المحاربين‬

‫بالمال‬ ‫بالنف�ص‬

‫باإعانة المقاتلين‬ ‫بالراأي والكلمة‬

‫‪180‬‬
‫واجلهاد باملعنى العام هو بذل امل�صلم و�صعه وطاقته يف اللتزام بتوجيهات الإ�صالم‪ ،‬واأوامر‬
‫{ (�صورة احلج‪،‬‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬والبتعاد عن مع�صيته �صبحانه‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫الآية ‪ ،)78‬ويتحقق ذلك بجهاد النف�س ب�صدها عن الهوى‪ ،‬وجهاد ال�صيطان بعدم الن�صياع اإلى‬
‫و�صاو�صه‪ ،‬وجهاد الع�صاة باإر�صادهم اإلى فعل الطاعات وترك املعا�صي باحلكمة واملوعظة احل�صنة‬
‫واملجادلة باحل�صنى‪.‬‬
‫اأما اجلهاد باملعنى اخلا�س فهو يتعلق مبحاربة املعتدين‪ ،‬كالذي يبذله اجلنود البوا�صل من القوات‬
‫امل�صلحة يف احلفاظ على اأمن البلد من اأي عدوان خارجي‪ ،‬باأمر من رئي�س الدولة‪ ،‬فقد اأنيطت‬
‫دارا للجند‪ ،‬لكن ت�صتطيع الدولة‬
‫حني اأن�صاأ ً‬ ‫هذه امل�صوؤولية باجلي�س يف زمن عمر بن اخلطاب‬
‫اأن ت�صتعني بكوادرها كافة لدفع املعتدين‪.‬‬
‫والقتال يعلنه رئي�س الدولة‪ ،‬ولي�س لالأفراد اأن ميار�صوه بال �صابط‪ ،‬فبع�س النا�س رمبا يدفعه ت�صوره‬
‫القا�رش ملفهوم اجلهاد اإلى اأعمال غري �صحيحة وغري من�صبطة ب�صوابط ال�رشع واأخالق الإ�صالم‪.‬‬

‫‪¢UÉÿG ≈æ©ŸÉH OÉ¡÷G á«Yhô°ûe :É«k fÉK‬‬


‫في مكة المكرمة اإلى تربية ال�صحابة على معاني الإيمان‪ ،‬واإلى الإعداد العقائدي‬ ‫عمد النبي‬
‫والفكري والأخالقي‪ ،‬وكان الم�صلمون ماأمورين بالكف والإعرا�س عن الم�صركين ومطالبين‬
‫والم�صلمون اإلى المدينة المنورة وقويت‬ ‫بال�صفح عنهم وعدم قتالهم‪ ،‬لكن بعدما انتقل النبي‬
‫�صوكتهم وا�صتمر عدوان الم�صركين عليهم‪ ،‬اأذن اهلل تعالى لهم قتال من اعتدى عليهم وظلمهم‬
‫(�صورة‬ ‫{‬ ‫واأخذ اأموالهم‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬
‫الحج‪ ،‬الآية ‪.)39‬‬
‫إ�صالم اجلها َد باملعنى اخلا�س �صمن ال�صوابط والأحكام ال�رشعية الآتية‪:‬‬
‫وقد �رشع ال ُ‬
‫‪ - 1‬اجلهاد واجب على الدولة يوؤديه جي�صها يف حال العتداء عليهم مبا يراه حمق ًقا م�صلحتها‪،‬‬
‫وذلك عندما تنعدم و�صائل ال�صلح ول جمال لإبقاء حالة ال�صلم بينهم وبني اأعدائهم‪.‬‬
‫احلاكم النفري العام اأو ا�صتنفر جمموعة معينة‪ ،‬وجبت طاعته‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫ُ‬ ‫‪ - 2‬اإذا اأعلن‬

‫{ (�صورة التوبة‪ ،‬الآية ‪.)38‬‬


‫‪181‬‬
‫تعني على اأهل ذلك البلد قتالهم ودفعهم بكل‬
‫‪ - 3‬اإذا اعتدى عدو على بلد من بالد امل�صلمني‪َ َّ ،‬‬
‫و�صيلة ممكنة حتقق حفظ اأنف�صهم واأموالهم و�صيادتهم على اأرا�صيهم‪ ،‬وعلى باقي امل�صلمني‬
‫اإعانتهم باملال وال�صالح وبالنف�س حتى تتم هزمية العدو ودحره‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.)190‬‬
‫‪ - 4‬يجب على اجلندي الثبات يف املعركة‪ ،‬وعدم الفرار منها‪ ،‬لأنه بان�صحابه ي�صبب الهزمية‬
‫للم�صلمني‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬

‫الفرار من املعركة كبرية من‬ ‫عد النبي‬ ‫{ (�صورة الأنفال‪ ،‬الآيتان ‪ ،)16-15‬وقد ّ‬
‫«ال�ص ْر ُك ِبا ِ‬
‫هلل‪،‬‬ ‫ال‪ّ ِ :‬‬ ‫هلل َو َما ُه َّن؟ َق َ‬‫ول ا ِ‬‫ات»‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�ص َ‬ ‫المو ِب َق ِ‬ ‫«اج َت ِن ُبوا َّ‬
‫ال�ص ْب َع ُ‬ ‫الكبائر فقال‪ْ :‬‬
‫الي ِت ِيم‪َ ،‬وال َّت َو ِ ّلي َي ْو َم‬
‫ال َ‬‫الح ِ ّق‪َ ،‬واأَكْ ُل الرِ ّ َبا‪َ ،‬واأَكْ ُل َم ِ‬
‫ال�ص ْح ُر‪َ ،‬و َق ْت ُل ال َّن ْف ِ�س ا َّل ِتي َح َّر َم اهللُ اإ َِّل ِب َ‬
‫َو ِ ّ‬
‫ات ال َغا ِفال َِت»(‪.)1‬‬ ‫الم ْوؤ ِم َن ِ‬‫ات ُ‬ ‫الم ْح َ�ص َن ِ‬
‫ف ُ‬ ‫الز ْح ِف‪َ ،‬و َقذْ ُ‬ ‫َّ‬
‫اأتدبر واأ�صتنتج‬
‫أتدبر وجمموعتي الآيتني الكرميتني ال�صابقتني من �صورة الأنفال‪ ،‬ثم اأ�صتنتج منهما حالتني يجوز‬
‫ا ّ‬
‫فيهما الن�صحاب من املعركة‪.‬‬

‫‪¢UÉÿG ≈æ©ŸÉH OÉ¡÷G á«Yhô°ûe øe ᪵◊G : Éãk dÉK‬‬


‫�صرع الإ�صالم قتال المعتدين المحاربين لحكم كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬دفْع عدوان املعتدين املحاربني‪ ،‬ورفع الظلم عن امل�صت�صعفني‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬

‫{ (�صورة الن�صاء‪ ،‬الآية ‪.)75‬‬


‫‪ - 2‬حماية الدين والأوطان‪ ،‬فاجلهاد �رشورة من �رشورات احلياة الإ�صالمية ول ت�صتطيع الأمة اأن‬
‫حتمي دينها‪ ،‬وت�صون كرامتها‪ ،‬وحتافظ على اأوطانها من غري اأن متلك القوة التي متكنها من ذلك‪.‬‬
‫ويخطئ من ل يفهمون ال�رشيعة الإ�صالمية؛ فيطلقون مفهوم الإرهاب على اجلهاد‪ ،‬واحلقيقة‬
‫اأن الإرهاب يقوم على الظلم والعدوان‪ ،‬يف حني اأن اجلهاد يهدف اإلى رد العدوان ورفع‬
‫الظلم عن النا�س‪.‬‬
‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫أي�صا من يقوم باأعمال حتت مفهوم اجلهاد لكنها تتعار�س مع مفهوم اجلهاد احلقيقي‬
‫ويخطئ ا ً‬
‫العتداء على الأجانب وال�صياح‪ ،‬اأو‬
‫َ‬ ‫الذي و�صحنا حقيقته ومبادئه‪ ،‬فيظنون اأن من اجلهاد‬
‫امل�صتثمرين اأو العتداء على موظفي ال�صفارات الذين يزورون البالد الإ�صالمية‪ ،‬اأو العتداء على‬
‫املن�صاآت اخلا�صة اأو العامة اأو املوؤ�ص�صات بالتفجري اأو قتل اأي فرد من العاملني فيها‪ ،‬اأو العتداء‬
‫على غري امل�صلمني من الأجانب يف بالدهم‪ ،‬وال�صحيح اأن كل ذلك اعتداء على النف�س التي‬
‫حرم اهلل قتلها بقوله تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة المائـدة‪،‬‬

‫الآيـة ‪ ،)32‬بالإ�صافة اإلى اأن يف ذلك تعديًا على ال�صيادة العامة يف الدولة‪.‬‬

‫اأحاور‬
‫زمالئي يف الفرق بني جرائم الإرهاب وبني املقاومة امل�رشوعة لالحتالل بالو�صائل املقبولة‬
‫�رشعا‪.‬‬
‫ً‬

‫‪¢UÉÿG ≈æ©ŸÉH OÉ¡÷G ´GƒfCG : É©k HGQ‬‬


‫يق�صم اجلهاد من حيث الو�صيلة التي ت�صتخدم فيه اإلى الأنواع الآتية‪:‬‬
‫فعليا‬
‫‪ - 1‬اجلهاد بالنف�ص‪ :‬هو اخلروج للقاء العدو‪ ،‬ومبا�رشة قتاله‪ ،‬وا�صتخدام ال�صالح‪ ،‬وامل�صاركة ًّ‬
‫يف املعركة‪ ،‬وبذل النف�س يف �صبيل اهلل تعالى‪ .‬وهو اأعلى اأنواع اجلهاد‪ ،‬ول يكون اإل باأمر‬
‫رئي�س الدولة‪.‬‬
‫ِ‬
‫وتزويدها باملوؤونة‬ ‫‪ - 2‬اجلهاد باملال‪ :‬هو بذل امل�صلم َ‬
‫املال يف جتهيزِ اجليو�س بو�صائل القتال املختلفة‪،‬‬
‫الالزمة وو�صائل النقل‪ِّ ،‬‬
‫وكل ما حتتاج اإليه اجليو�س لإجناز مهامها‪.‬‬
‫وطلب اإلى املواطنني‬ ‫واليوم جتهز اجليو�س من موارد الدولة‪ ،‬ولكن اإن مل تكف هذه املوارد‪ُ ،‬‬
‫إنفاق املال يف ا ِ‬
‫إقامة امل�صانع احلربية‪ ،‬وبنا ِء القالع‬ ‫التربع فهذا من �صور اجلهاد‪ ،‬ومن ذلك ا ُ‬
‫واحل�صون واملطارات واملوانئ التي تلزم اجليو�س‪ ،‬واإن�صا ِء املراكز ال�صحية وامل�صت�صفيات‬

‫‪183‬‬
‫«م ْن‬
‫‪َ :‬‬ ‫إنفاق املال عليهم وعلى ذويهم‪ ،‬قال ر�صول اهلل‬ ‫العالجية للجيو�س واأ�رشهم‪ ،‬وا ُ‬
‫ِيل ا ِ‬
‫هلل ِب َخ ْ ٍري َف َق ْد غَ َزا»(‪.)1‬‬ ‫ف غَ ازِ يًا ِيف َ�صب ِ‬ ‫ِيل ا ِ‬
‫هلل َف َق ْد غَ َزا َو َم ْن َخ َل َ‬ ‫َج َّه َز غَ ازِ يًا ِيف َ�صب ِ‬
‫وي�صتلزم اجلها ُد باملال اإقام َة املوؤ�ص�صات القت�صادية‪ ،‬وال�صتمرار يف الإنتاج؛ وذلك اإمدا ًدا‬
‫للجي�س ولل�صعب مبا قد يحتاجونه‪ ،‬ولرفع امل�صقة عنهم‪.‬‬
‫‪ - 3‬اجلهاد بالراأي والكلمة‪ :‬هو اجلهاد بالل�صان والقلم‪ ،‬وي�صمل اخلطابة والكتابة وال�صعر وما �صابه‬
‫ذلك لت�صجيع املجاهدين على مواجهة الأعداء والثبات حتى الن�رش‪ ،‬فقد قال ر�صول اهلل‬
‫يل َم َع َك»(‪.)2‬‬ ‫«اه ُج ا ْل ُم ْ�صرِ ِك َ‬
‫ين‪َ ،‬فاإ َِّن ِج ْبرِ َ‬ ‫‪ْ :‬‬ ‫يوم بني قريظة حل�صان بن ثابت‬
‫‪ - 4‬اجلهاد باإعانة املقاتلني‪ :‬هو توفري الظروف‪ ،‬وتقدمي اخلدمات املنا�صبة للجي�س للقيام بواجباته‪،‬‬
‫وي�صمل ذلك امل�صاعدة على جلب الطعام لهم‪ ،‬ومداواة اجلرحى‪ ،‬وحرا�صة املباين واملن�صاآت‪،‬‬
‫وغري ذلك اإذا احتاجوا اإليه‪.‬‬

‫‪ΩÓ°SE’G ‘ ∫Éà≤dG ÇOÉÑe : É°ùeÉN‬‬


‫‪k‬‬
‫�رشع الإ�صالم عد ًدا من املبادئ الإن�صانية العظيمة للقتال‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحريم العتداء على الذين ل يقاتلون من الن�صاء وال�صبيان وكبار ال�صن والمر�صى‪ِ ،‬ل َما ُروِ َي‬
‫َم ْق ُتو َل ًة‪َ ،‬ف َن َهى َع ْن َق ْتل‬ ‫�س َم َغازِ ي َر ُ�صول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫َع ِن ْاب ِن ُع َم َر ‪ :‬اأَ َّن ْام َراأَ ًة ُو ِج َد ْت ِفي َب ْع ِ‬
‫ان»((‪.)3‬‬ ‫ال ِ ّن َ�صا ِء َو ِ ّ‬
‫ال�ص ْب َي ِ‬
‫‪ - 2‬وجوب الوفاء بالعهد‪ ،‬وتحريم ا ْل َغ ْدر والخيانة اأو ال َّت ْم ِثيل ِبا ْل َق ْت َلى؛ فقد كان ر�صول اهلل‬
‫هلل‪َ ،‬و َم ْن َم َع ُه ِم َن ا ْل ُم ْ�ص ِل ِم َ‬
‫ين‬ ‫اإذا َاأ َّم َر َاأ ِم ًيرا َع َلى َج ْي ٍ�س‪ ،‬اأَ ْو َ�صرِ َّي ٍة‪َ ،‬اأ ْو َ�ص ُاه ِفي َخ َّ‬
‫ا�ص ِت ِه ِب َت ْق َوى ا ِ‬
‫هلل‪ْ ،‬اغ ُزوا َو َل َت ُغ ُّلوا‪َ ،‬و َل‬ ‫هلل‪َ ،‬قا ِت ُلوا َم ْن َك َف َر ِبا ِ‬ ‫هلل ِفي َ�صب ِ‬
‫ِيل ا ِ‬ ‫ا�ص ِم ا ِ‬‫«اغ ُزوا ِب ْ‬ ‫ال‪ْ :‬‬ ‫َخ ْي ًرا‪ُ ،‬ث َّم َق َ‬
‫يدا‪.)4(»....‬‬ ‫َت ْغ ِد ُروا‪َ ،‬و َل َت ْم ُث ُلوا‪َ ،‬و َل َت ْق ُتلُوا َو ِل ً‬
‫‪ - 3‬تحريم العتداء على اأماكن العبادة‪ ،‬اأو العبث بالأ�صجار والبيئة ونحو ذلك‪ ،‬لأنه �صكل من‬
‫{ (�صورة الأعراف‪ ،‬الآية ‪.)56‬‬ ‫اأ�صكال الف�صاد‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬‬

‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬


‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪� )4‬صحيح م�صلم‪.‬ومعنى (ول َت ُغ ّلوا)‪ :‬ل تكتموا اأموال الغنائم‪.‬‬
‫‪184‬‬
‫�أقر�أ و�أ�ستنتج‬
‫�أقر�أ احلديث النبوي الآتي‪ ،‬ثم �أ�ستنتج الدر�س امل�ستفاد منه‪:‬‬
‫يف �إحدى املعارك امر�أة مقتولة فغ�ضب‪ ،‬وقال‪« :‬ما كانت هذه ُتقا ِتل!»‪ ،‬و�أمر‬ ‫ر�أى ر�سول‬
‫� اّأل يقتلوا ذرية وال ع�سي ًفا (� ً‬
‫أجريا)»(((‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أدفع عني و�سو�سة النف�س وال�شيطان‪.‬‬


‫‪� - 2‬أقدر �أهمية اجلهاد يف حماية الدين والأوطان وامل�ست�ضعفني‪.‬‬
‫‪� - 3‬أنبذ الإرهاب وقتل النا�س بغري حق‪.‬‬
‫‪. ............................... - 4‬‬

‫(‪� )1‬سنن ابن ماجه‪ ،‬وهو حديث ح�سن �صحيح‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ - 1‬ما املق�صود باجلهاد يف ال�صطالح ال�رشعي؟‬
‫‪ - 2‬مرت م�رشوعية اجلهاد باملعنى اخلا�س يف مراحل‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬اذكر مبداأين من مبادئ الإ�صالم الإن�صانية التي �رشعها يف القتال‪.‬‬
‫‪ - 4‬على ماذا يدل كل دليل من الأدلة ال�رشعية الآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬قـــال اهلل تعــــالـــى‪} :‬‬

‫{‬
‫ب‪ -‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬
‫ِيل‬ ‫ِيل ا ِ‬
‫هلل َف َق ْد غَ َزا‪َ ،‬و َم ْن َخ َل َ‬
‫ف غَ ازِ يًا ِيف َ�صب ِ‬ ‫‪َ « :‬م ْن َج َّه َز غَ ازِ يًا ِيف َ�صب ِ‬ ‫جـ‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫ا ِ‬
‫هلل ِب َخ ْ ٍري َف َق ْد غَ َزا»‪.‬‬
‫‪� - 5‬رشع الإ�صالم قتال املعتدين املحاربني حلكم كثرية‪ ،‬اذكر اثنتني منها‪.‬‬
‫ِ‬
‫اجلهاد‪ :‬اجلها ُد باملال‪ ،‬و�صح ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 6‬من اأنواع‬
‫فع ُلها يف اأثناء جهاد املعتدين املحاربني‪.‬‬
‫‪ - 7‬اذكر ثالثة اأمور يحرم على املجاهد ْ‬
‫‪� - 8‬صع اإ�صارة (✓) بجانب العبارة ال�صحيحة‪ ،‬واإ�صارة (×) اأمام العبارة غري ال�صحيحة يف ما‬
‫ياأتي‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬يجب اجلهاد يف حالة النفري العام (‬
‫)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اجلهاد �رشورة من �رشورات احلياة؛ لأنه يحمي الأوطان (‬
‫)‪.‬‬ ‫جهاديا (‬
‫ًّ‬ ‫يعد العتداء على املن�صاآت احلكومية يف البالد غري الإ�صالمية ً‬
‫عمال‬ ‫جـ‪ّ -‬‬
‫)‪.‬‬ ‫د ‪ -‬التاأ�صرية التي تعطى لالأجانب لدخول البلد تعد مبثابة عقد الأمان (‬

‫‪186‬‬
‫‪≈dÉ©J ˆG ô°üæH á≤ãdG‬‬ ‫الدر�ص‬
‫‪áHƒàdG IQƒ°S øe (41-38) äÉjB’G‬‬ ‫الثالثون‬
‫‪ßØMh Ò°ùØJ‬‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح معاين املفردات والرتاكيب‪.‬‬
‫وافيا‪.‬‬
‫تف�صريا ً‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬تف�صري الآيات املقررة‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ الآيات املقررة ً‬
‫‪ -4‬متثل التوجيهات املت�صمنة يف الآيات املقررة‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى‪:‬‬

‫‪187‬‬
‫‪k G‬‬
‫‪IQƒ°ùdG …ój ÚH : ’hC‬‬
‫هذه الآيات من �صورة التوبة‪ ،‬وهي من ال�صور املدنية التي نزلت يف العام التا�صع للهجرة بعد‬
‫غزوة تبوك‪ ،‬التي يعود ال�صبب الرئي�س لوقوعها اأن الرومان وعن طريق اأعوانهم من القبائل التي‬
‫كانت ت�صكن �صمال اجلزيرة العربية اأرادوا اأن ينهوا وجود الإ�صالم وامل�صلمني عن طريق اإنهاء‬
‫قوتهم؛ فخرجت جيو�س من الروم واأعوانهم ي�صل تعدادها اإلى ما يزيد عن اأربعني األف مقاتل‪،‬‬
‫قبل اأن ي�صلوا اإلى املدينة املنورة‪.‬‬ ‫حتى و�صلوا اإلى اأر�س البلقاء‪ ،‬فخرج اإليهم النبي‬
‫وقد ت�صمنت ال�صورة مو�صوعات رئي�صة عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬ف�صح اأ�صاليب املنافقني ومواقفهم‪ ،‬وك�صف األعيبهم وخداعهم للم�صلمني‪.‬‬
‫‪ - 2‬تو�صيح حقيقة اجلهاد‪ ،‬وما يت�صل به من اأحكام وتوجيهات‪.‬‬
‫‪ - 3‬غزوة تبوك‪ ،‬وبع�س اأحداثها‪.‬‬
‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG ÊÉ©e : É«k fÉK‬‬
‫‪ :‬اخرجوا للجهاد‪.‬‬
‫‪ :‬تباطاأمت وتقاع�صتم‪.‬‬
‫‪ :‬طماأنينته‪.‬‬
‫‪ :‬على اأي حال كنتم من الي�رش اأو الع�رش اأو القوة اأو ال�صعف‪.‬‬
‫‪äÉjB’G ∫hõf ÖÑ°S : Éãk dÉK‬‬
‫ال�صحابة‬ ‫تعقيبا على اأحداث غزوة تبوك‪ ،‬حيث دعا الر�صول‬ ‫ً‬ ‫نزلت هذه الآيات الكرمية‬
‫بوجهته اإلى تبوك‬ ‫الكرام للخروج لقتال الروم‪ ،‬يف العام التا�صع للهجرة‪ ،‬وقد �رشح الر�صول‬
‫على غري عادته‪ ،‬حتى ي�صتعد امل�صلمون للخروج‪ ،‬ذلك اأن امل�صافة بعيدة‪ ،‬والعدو قوي‪ ،‬وكان‬
‫النا�س يف ع�رش‪ ،‬وكانت البالد يف جدب‪ ،‬وحرارة اجلو �صديدة‪ ،‬ف�صق على بع�س امل�صلمني اخلروج‬
‫للجهاد وتخلف بع�صهم‪ ،‬فجاءت هذه الآيات حتث امل�صلمني على اجلهاد عند اإعالن ويل الأمر‬
‫النفري العام‪ ،‬وتعاتب من تقاع�س عن اخلروج للجهاد‪ ،‬وتوؤكد اأن اهلل نا�رش دينه وموؤيد نبيه واإن‬
‫تخلى النا�س عنه‪.‬‬

‫اأ�صتذكر‬
‫وزمالئي مفهوم اجلهاد باملعنيني العام واخلا�س‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫‪áÁôµdG äÉjB’G Ò°ùØJ : É©k HGQ‬‬
‫المو�صوعات التي تناولتها الآيات الكريمة‬

‫وجوب قتال الأعداء اإذا اأعلن‬ ‫ن�صرة اهلل تعالى لنبيه‬ ‫التحذير من التقاع�ص عن القتال‬
‫الحاكم الم�صلم النفير العام‬ ‫الآية الكريمة (‪)40‬‬ ‫الآيتان الكريمتان (‪)39-38‬‬
‫الآية الكريمة (‪)41‬‬
‫التحذير من التقاع�ص عن القتال‬
‫ت�صمنت الآيات احلديث عن معاتبة من يتخاذل ويتقاع�س عن قتال الأعداء عندما تكون الدولة يف‬
‫مواجهة مع عدوها‪ ،‬وجاء هذا التحذير باأ�صاليب متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬ا�صتنكار موقف من تخلف عن القتال‪ ،‬وال‪ZÎ‬يب يف نعيم الآخرة‬
‫حذرت الآيات املوؤمنني من التباطوؤ عن اخلروج للجهاد اإذا اأعلن رئي�س الدولة النفري العام‪،‬‬
‫ور َك َن اإلى الراحة ونعيم الدنيا‬ ‫بال عذر‪َ ،‬‬ ‫ووبخت من تخلف عن اخلروج مع النبي‬
‫وكرِ ه م�صاق ال�صفر‪ ،‬وقتال الأعداء‪.‬‬ ‫الزائل‪َ ،‬‬
‫جدا مقارنة مع نعيم‬ ‫فما يتمتعون به يف الدنيا من املتاع الفاين الزائل‪ ،‬ما هو اإل �صيء ي�صري ًّ‬
‫الد ْن َيا ِيف ْال ِآخ َر ِة اإ َِّل ِم ْث ُل َما َي ْج َع ُل اأَ َح ُد ُك ْم اإ ِْ�ص َب َع ُه‬
‫هلل َما ُّ‬ ‫‪َ « :‬وا ِ‬ ‫اجلنة اخلالد الدائم‪ ،‬يقول‬
‫ال�ص َّب َاب ِة ‪ِ -‬يف ا ْل َي ِ ّم‪َ ،‬ف ْل َي ْن ُظ ْر ِ َ‪َ Õ‬ت ْر ِج ُع؟»(‪.)1‬‬ ‫َه ِذ ِه ‪َ -‬واأَ َ�ص َ‬
‫ار ِب َّ‬
‫‪ - 2‬التهديد‬
‫جاء التهديد الإلهي يف الآيات ملن يتخلف عن قتال الأعداء بال عذر باأمرين‪:‬‬
‫توعد اهلل تعالى من قعد عن اجلهاد يف �صبيله بالعذاب الأليم يف‬ ‫اأ ‪ -‬التهديد بالعذاب الأليم‪ّ :‬‬
‫الدنيا والآخرة‪ ،‬ومن �صور العذاب الأليم يف الدنيا ت�صليط الأعداء عليهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬التهديد بال�صتبدال‪ :‬حذر اهلل تعالى املوؤمنني باأنهم اإذا تباطوؤوا عن اجلهاد فاإنه �صي�صتبدلهم بقوم‬
‫غريهم‪ ،‬يطيعون اهلل ور�صوله‪ ،‬وينفرون اإذا ُط ِلب اإليهم النفري‪ ،‬ويكون الن�رش على اأيديهم‬
‫{‬ ‫بف�صل اهلل عز وجل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪}:‬‬
‫(�صورة حممد‪ ،‬الآية ‪ )38‬ولن ي�رش اهلل َ �صي ًئا اإذا تخ ّلف امل�صلمون عن اجلهاد‪ ،‬لأنه غني عنهم‪.‬‬
‫اأقراأ واأ�صتنتج‬
‫اأقراأ قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ ثم اأ�صتنتج وزمالئي احلكمة من ختم الآية ببيان قدرة اهلل على كل �صيء‪.‬‬
‫(‪� )1‬صحيح م�صلم‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫ن�رصة اهلل تعالى لنبيه‬
‫ون�رصا‬
‫ً‬ ‫�أكدت الآيات الكرمية ما يجب على امل�سلم فعله جتاه ربه بعبادته وطاعته‪ ،‬والذي يعد طاعة‬
‫�سببا لت�أييد اهلل تعالى للم�ؤمنني يف مواجهة عدوهم ون�رصه عليهم‪.‬‬
‫هلل تعالى؛ فيكون ذلك ً‬
‫و�صاحبه �أبا بكر ال�صديق‬ ‫حممدا‬
‫ً‬ ‫وت�ؤكد الوقائع حقيقة ذلك‪ ،‬فقد ن�رص اهلل تعالى نبينا‬
‫يف حادثة الهجرة النبوية‪ ،‬حني ت�آمرت قري�ش عليهما فخرجا من مكة‪ ،‬متوكلني على اهلل تعالى‬
‫يطلع الكفار‬‫من �أن َّ‬ ‫وحده‪ ،‬وذهبا �إلى غار ثور‪ ،‬فلما دنا امل�رشكون من الغار خاف �أبو بكر‬
‫ب�أن اهلل تعالى معهما‬ ‫فطم�أنه ر�سول اهلل‬
‫فيقتلوه‪ْ ،‬‬ ‫عليهما فيتمكنوا من ر�سول اهلل‬
‫اهلل َثا ِل ُث ُه َما»(((‪ ،‬ف�أنزل اهلل تعالى الطم�أنينة على ر�سوله‪ ،‬وقد‬
‫«ما َظ ُّن َك ِبا ْث َن ْي ِن ُ‬
‫و�سيحميهما قائلاً ‪َ :‬‬
‫�سخر اهلل عز وجل له جنو ًدا ليحفظوه خالل الهجرة ال يعلمهم �إال اهلل‪ ،‬وجعل كلمة الكفر وال�رشك‬
‫مغلوبة‪ ،‬و�ستبقى كلمة التوحيد عالية‪ ،‬فاهلل عزيز قوي يف انتقامه من �أهل الكفر‪ ،‬وحكيم يف تدبري‬
‫�أمور خ ْل ِقه‪.‬‬

‫وجوب قتال الأعداء �إذا �أعلن احلاكم امل�سلم النفري العام‬


‫رئي�س الدولة النفري العام‪ ،‬و�أن عليهم �أن يخرجوا‬
‫�أمر اهلل تعالى امل�ؤمنني بالقتال يف �سبيله �إذا �أعلن ُ‬
‫جميعا‪ ،‬من الي�رس والع�رس‪ ،‬والغنى والفقر‪ ،‬والرخاء وال�شدة‪ ،‬والقوة وال�ضعف‪،‬‬
‫ً‬ ‫للقتال يف حاالتهم‬
‫و�أن يكون جهادهم باملال والنف�س فهذا هو طريق ال�سعادة يف الدنيا والفالح يف الآخرة‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬


‫‪� - 1‬أقوم بواجباتي ن�رصة لدين اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪� - 2‬أثق بقدرة اهلل تعالى على ن�رصة دينه‪.‬‬
‫‪. ............................... - 3‬‬

‫�أثري خرباتي‬
‫�صورا رائعة لن�رصة دين اهلل يف م�سرية الدعوة الإ�سالمية‪� .‬أبحث عن‬
‫ً‬ ‫قدم �أبو بكر ال�صديق‬
‫دين اهلل تعالى‪ ،‬ثم �أخل�صها‪.‬‬
‫َ‬ ‫�صورة من �صور ن�رصة �أبي بكر‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ّ -1‬بني معاين املفردات والرتاكيب الآتية‪:‬‬
‫‪ -2‬ما �صبب نزول الآيات الكرمية (‪ )41 – 38‬من �صورة التوبة؟‬
‫‪ -3‬ن ّفرت الآيات من التخاذل والتقاع�س عن قتال الأعداء باأ�صلوبني‪ ،‬اذكرهما‪.‬‬
‫‪ -4‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪ .‬ا�صتنتج من الآية الكرمية العقوبة املرتتبة على عدم اخلروج للجهاد‪.‬‬
‫يف حادثة الهجرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬اذكر مظهرين من مظاهر ن�رشة اهلل لنبيه‬
‫‪ -6‬ا�صتخرج من الآيات الكرمية الآية التي تدل على الرتغيب يف الآخرة والزهد يف الدنيا‪.‬‬
‫‪ -7‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬

‫{‪.‬‬
‫‪ -‬تدبر الآية الكرمية ال�صابقة‪ ،‬ثم اأجب عما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬من املق�صود بال�صمري (هما) الذي حتته خط يف الآية الكرمية؟‬
‫ب‪ -‬ما ا�صم الغار الوارد يف الآية الكرمية؟‬
‫{‪.‬‬ ‫ف�رش قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ّ -8‬‬
‫غيبا الآيات الكرمية من قوله تعالى‪} :‬‬
‫‪ -9‬اكتب ً‬
‫{‪.‬‬ ‫‪ { ...‬اإلى قوله تعالى‪...} :‬‬

‫‪191‬‬
‫اأُقيِّ ُم معلوماتي واأُنظِّمها‬
‫بعد درا�صتي الدرو�س الثالثة ال�صابقة اأكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�صبها‪:‬‬
‫اأو ًل‪ :‬الدر�ص الثامن والع�رشون (التفريق بني الزوجني بحكم القا�صي)‬

‫‪ -‬يجب على الزوج الإنفاق على ‪R‬وجته‪ ،‬وتاأمني متطلبات‬ ‫‪ -‬املفهوم‪:‬‬


‫‪................................................‬‬
‫احلياة الأ�صا�صية لها‪ ،‬ويقع الطالق رجعي‪v‬ا ب�صبب عجز الزوج‬ ‫‪................................................‬‬
‫اأو المتناع عن النفقة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬نوع الطالق‪:‬‬
‫‪..........‬‬ ‫‪................................‬‬
‫‪...............‬‬ ‫التفريق لل�صقاق‬ ‫‪..........................‬‬
‫‪.................‬‬
‫والنزاع‬
‫‪...............‬‬

‫التفريق لل َغ ْيبة اأو‬ ‫‪:áÑ«¨∏d ≥jôØàdG •höT -‬‬


‫التفريق للعيوب‬ ‫‪..........................‬‬
‫الهجر اأو احلب�ص‬
‫‪.............................‬‬
‫‪:ôé¡∏d ≥jôØàdG •höT -‬‬
‫‪........................................‬‬
‫‪ -‬املفهوم‪....................................... :‬‬
‫‪...............................................‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫‪:¢ùÑë∏d ≥jôØàdG •höT -‬‬
‫‪.................................. :≥jôØàdG •höT -‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪..................................‬‬ ‫‪...............................................‬‬

‫‪192‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�س التا�سع والع�رشون (اجلهاد يف الإ�سالم)‬

‫• ‪.............................................................‬‬
‫�أنواع اجلهاد باملعنى العام • ‪.............................................................‬‬
‫• ‪.............................................................‬‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫�ضوابط اجلهاد باملعنى‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫اخلا�ص و�أحكامه‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫• د ْفع عدوان املعتدين املحاربني‪ ،‬ورفع الظلم عن امل�ست�ضعفني‪.‬‬ ‫‪.......................‬‬

‫• حماية الدين والأوطان‪.‬‬ ‫‪.......................‬‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬
‫�أنواع اجلهاد باملعنى‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬ ‫اخلا�ص‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫•‬

‫• ‪.............................................................‬‬
‫مبادئ القتال يف الإ�سالم • ‪.............................................................‬‬
‫• ‪.............................................................‬‬

‫‪193‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�ص الثالثون (الثقة بن�رش اهلل تعالى)‪ /‬الآيات الكرمية (‪ )41 – 38‬من �صورة التوبة‬

‫�صورة التوبة ‪ /‬الآيات الكريمة‬


‫(‪)41 -38‬‬

‫من حالت وجوب قتال‬ ‫اأ�صاليب التنفير من التقاع�ص‬ ‫�صبب نزول الآيات الكريمة‬
‫الأعداء‬ ‫عن القتال‬

‫‪....................‬‬ ‫‪................... - 1‬‬ ‫‪....................‬‬


‫‪....................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪..................... -2‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫اأ ‪.................-‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫ب ‪.................-‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪....................‬‬

‫‪194‬‬
¢SQódG
᫪dÉ©dGh áªdƒ©dG ¿ƒKÓãdGh …OÉ◊G
¢SQódG äÉLÉàf
,Iô«ãc ᫪dÉY äGô«¨J Ωƒ«dG ºdÉ©dG
n ó¡``°ûj
:≈∏Y GQOÉb
k ¿ƒµj ¿CG ¢SQódG ájÉ¡f ‘ ÖdÉ£dG øe ™bƒàj
.É¡dɵ°TCGh ៃ©dG Ωƒ¡Øe í«°VƒJ -1 ,áØ∏àîªdG IÉ``«ëdG ä’É``ée »a äÉ``jóëJh
.ៃ©dG QÉKBG êÉàæà°SG -2 É``¡àaÉ≤Kh äÉ``©ªàéªdG á``©«ÑW »``a äô``KCG
.ΩÓ°SE’G á«ŸÉYh ៃ©dG ÚH ≥jôØàdG -3 äÉjóëàdG ôÑcCG øeh ,É¡Jô«``°ùeh É¡à«aGô¨Lh
q
.ΩÓ°SE’G á«ŸÉY ôjó≤J -4
…òdG ôeC’G ,…ôµØdG …óëàdG áeC’G ¬LGƒJ »àdG
.Ö°SÉæj Éà ៃ©dG ™e πeÉ©àdG -5
äÉaÉ≤ãdÉH »``YƒdG IOÉjõH …OÉæj ¢``†©ÑdG π©L
ájQÉ°†ëdG á«``°Uƒ°üîdGh á«aÉ≤ãdG ájƒ¡dG ≈∏Y ®ÉØëdG IQhô``°†H ¿hôNBG …OÉæj ø«M »a ,iôNC’G
É¡«a âHGP »àdG ,Iô«¨``°üdG á«fƒµdG ájô≤dÉH ¿ƒµj Ée ¬Ñ``°TCG ºdÉ©dG äÉH å«M ìÉàØf’G Gòg πX »``a
.∫hódG ø«H OhóëdG

k G
ៃ©dG Ωƒ¡Øe : ’hC
áé«àf É¡æ«H π°UGƒàdGh ∫É``°üJ’G ádƒ¡°Sh ºdÉ©dG ܃©``°T ø«H ìÉàØf’G ≈dEG Ωƒ¡ØªdG Gòg ô«``°ûj
.áãjóëdG ä’É°üJ’G É«LƒdƒæµJ »a »ª∏©dG Ωó≤àdG
ÚH ¿ƒµj ¿CG Öéj Ée ≈dEG Ò``°ûj …òdG ‹ÉŸG …OÉ``°üàb’G ÖfÉ÷G ‘ í∏£``°üŸG Gòg ô¡X óbh
πª°û«d í∏£°üŸG Gòg ΩGóîà°SG ™``°SƒJ
q ºK ,™∏``°ùdG ∫É≤àfG ájôMh Ohó◊Gh õLGƒ◊G ádGREG øe ∫hódG
.É¡©«ªL á«YɪàL’Gh ájƒHÎdGh á«aÉ≤ãdGh á«°SÉ«°ùdG IÉ«◊G ä’É›

ÉgQÉKBGh ៃ©dG Qƒ°U : É«k fÉK


¢VQÉ©eh ójDƒe ø«H áªdƒ©dG øe º¡ØbGƒe âæjÉÑJ óbh ,øjôµØªdG ΩɪàgÉH áªdƒ©dG Ωƒ¡Øe »¶M
»ah ,á«Ñ∏°S iôNCGh á«HÉéjEG GQÉKB
k G Qƒ°üdG √ò¡d ¿EG å«M ,É¡«∏Y áÑJôàªdG QÉKB’Gh ÉgQƒ°U ≈dEG ô¶ædÉH
:∂dP ¿É«H »JB’G ∫hóédG

195
‫كيفية التعامل معها‬ ‫الآثار ال�سلبية‬ ‫الآثار الإيجابية‬ ‫ال�صورة‬
‫املحــافظـ��ة عل��ى هويتن��ا‬ ‫و�ض��ع �شع��وب الع��امل يف‬ ‫ت�سهيــ��ل انتـــقـ��ال الأف��كار‬
‫الإ�سالمي��ة ومعتقداتن��ا‪ ،‬م��ع‬ ‫أ�سا�سا من‬
‫قوالب فكرية تنب��ع � ً‬ ‫واملعلوم��ات‪ ،‬وذل��ك ع��ن‬ ‫العولمة‬
‫الإف��ادة م��ن �أف��كار الآخرين‬ ‫ثقافة ال��دول الكربى الأجنبية‬ ‫طريق تكنولوجيا الـمعلومات‬ ‫الفكرية‬
‫وقيمه��م الت��ي ال تتعار�ض مع‬ ‫املهيمنة‪ ،‬مع تهمي�ش الثقافات‬ ‫واالت�صــــ��االت الـحديثــ��ة‬ ‫والعلمية‬

‫ثقافتنا وقيمنا الإ�سالمية‪.‬‬ ‫الأخرى يف العامل‪.‬‬ ‫كالإنرتنت‪.‬‬

‫��ضرورة العم��ل اجل��اد لإقامة‬ ‫ا�سـتـيــ�لاء ال��دول الـكــبـرى‬ ‫حتري��ر �أ�س��واق التج��ارة بعدم‬
‫الأ�سواق االقت�صادية الإ�سالمية‬ ‫وال��شركات الك�برى العاب��رة‬ ‫و�ضع قي��ود على حركة ال�سلع‬
‫امل�شرتكة‪ ،‬وت�شجيع امل�رشوعات‬ ‫للقارات على اقت�ص��اد العامل‪،‬‬ ‫التجاري��ة ب�ين ال��دول‪ ،‬وهذا‬
‫واال�ستثمارات االقت�صادية بني‬ ‫ع��ن طري��ق تطوي��ق الإنت��اج‬ ‫العولمة ي���ؤدي �إلى النم��و االقت�صادي‬
‫الدول العـــربــية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫القومــ��ي لل��دول الفقيـ��رة‬ ‫االقت�صادية عل��ى امل�ستوى العامل��ي‪ ،‬و�إلى‬
‫وال�ضعيفـــ��ة‪ ،‬و�إدخالهـ��ا يف‬ ‫تو�سيع فر�ص املناف�سة يف تقدمي‬
‫مناف�سات غ�ير متكافئة‪ ،‬وهذا‬ ‫ال�سلع واخلدمات‪.‬‬
‫ي���ؤدي �إل��ى زي��ادة البطال��ة‪،‬‬
‫وتدم�ير االقت�ص��اد يف ه��ذه‬
‫الدول‪.‬‬

‫حتكم الدول الكربى يف مراكز العمل على تقوية العالقات بني‬ ‫حرية التعبري عن الر�أي‪ ،‬وحرية ُّ‬
‫العولمة‬
‫االنتخ��اب واالختيار واحرتام الق��رار ال�سيا�س��ي و�إ�ضع��اف الدول الإ�سالمية‪ ،‬والعمل على‬ ‫ال�سيا�سية‬
‫حق��وق الإن�س��ان‪ ،‬وحتقي��ق دور الدول��ة و�سيطرته��ا على وحدتها ومتا�سكها وا�ستقاللها‬
‫واحرتام �سيادتها‪.‬‬ ‫مقدراتها‪.‬‬ ‫ال�سالم‪.‬‬

‫‪ -‬تدم�ير الأ�رسة‪ ،‬والعمل على ‪ -‬املحافظة على القيم واملبادئ‬ ‫حل امل�شكالت الإن�سانية‪ ،‬مثل‬
‫تدم�ير الن�سي��ج االجتماعي والرتاث املادي واملعنوي‪.‬‬ ‫م�ش��كالت البيئ��ة والأمرا�ض‬
‫‪ -‬تعمي��ق التعاون ب�ين الدول‬ ‫لل�شعوب‪.‬‬ ‫واحل��د م��ن انت�ش��ار اجلرمي��ة‬
‫‪� -‬إلغاء الهوية واخل�صو�صيات الإ�سالمي��ة جميعها ملحاربة‬ ‫واملـخ��درات والتهدي��دات‬
‫العوملة الثقافية‬
‫التخل��ف والفق��ر‪ ،‬وذل��ك‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫واالجتماعية النووي��ة‪ ،‬لأنه��ا �أ�صبح��ت‬
‫ب�إن�ش��اء م�ؤ�س�س��ات �إ�سالمية‬ ‫م�شكالت عاملية ولي�ست على‬
‫عاملية تعنى بالزكاة والتكافل‬ ‫م�ست��وى دولة واح��دة فقط‪،‬‬
‫االجتماعي كم�ؤ�س�سة الزكاة‬ ‫فكان ال بد م��ن ا�شرتاك العامل‬
‫العاملية‪.‬‬ ‫جميعه يف حلها‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫اأتعاون واأ�صتنتج‬
‫�صلبيا للعوملة‪.‬‬
‫إيجابيا واآخر ًّ‬
‫أثرا ا ً‬
‫اأتعاون مع زمالئي واأ�صتنتج ا ً‬
‫‪ΩÓ°SE’G á«ŸÉY : Éãk dÉK‬‬
‫يتميز الإ�صالم بالعاملية يف اأهدافه وغاياته وو�صائله‪ ،‬ويركز القراآن الكرمي على توجيه ر�صالة‬
‫{ (�صورة الأنبياء‪ ،‬الآية ‪ ،)107‬وهذه‬ ‫عاملية للنا�س كافة‪ ،‬قال تعالى‪} :‬‬
‫الر�صالة لي�صت خا�صة بجن�س دون جن�س اأو قوم دون قوم‪.‬‬
‫وحققت احل�صارة الإ�صالمية �صورة واقعية �صادقة ملفهوم العاملية‪ ،‬الذي يقوم على مبداأ العدل‬
‫واإن�صاف املظلوم‪ ،‬ورف�س العتداء‪ ،‬والعرتاف بحق الآخر يف الدين والراأي املخالف‪ ،‬من غري‬
‫وا�صحا للعوملة‪.‬‬
‫ً‬ ‫أثرا‬
‫فر�س �صيا�صة التبعية التي نرى فيها ا ً‬
‫ومن مظاهر عاملية الإ�صالم ما ياأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تاأكيد اأن اهلل تعالى هو رب كل النا�س واملخلوقات‪.‬‬
‫طابع عاملي‪ ،‬وتعالج م�صكالت واأزمات احلياة والع�رش‪ ،‬وتتما�صى‬
‫‪ -2‬اأن �رشيعة الإ�صالم �رشيع ٌة ذات ٍ‬
‫تطبق يف الظروف املختلفة واملجالت احلياتية‬
‫مع التغريات يف حياة النا�س‪ ،‬وقابل ٌة لأن ّ‬
‫املختلفة‪ ،‬من غري عن�رشية اأو انحياز ل ٍ‬
‫أحد على ح�صاب غريه‪.‬‬
‫وميكن حتقيق عاملية الإ�صالم عن طريق ما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬التعريف بالإ�صالم وما يقدمه من حلول للم�صكالت الب�رشية وفق منهج علمي مو�صوعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال�صعي اإلى بناء ال�صخ�صية الإ�صالمية املعا�رشة القادرة على مواجهة التحديات التي‬
‫يواجهها امل�صلم على اأ�صا�س من الفهم العميق لالإ�صالم‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأعتز بعاملية الإ�صالم‪.‬‬


‫‪ - 2‬اأ�صتفيد من معطيات العوملة مبا ل يتعار�س مع �رشع اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ - 3‬اأتعاون مع الآخرين يف حتقيق امل�صالح الب�رشية‪.‬‬
‫‪. ....................................... - 4‬‬

‫‪197‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ -1‬ما المق�صود بالعولمة؟‬
‫واحدا لكل من‪:‬‬
‫ً‬ ‫إيجابيا‬
‫أثرا ا ًّ‬
‫‪ -2‬اذكر ا ً‬
‫اأ ‪ -‬العولمة الفكرية والعلمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العولمة القت�صادية‪.‬‬
‫واحدا لكل من‪:‬‬
‫ً‬ ‫�صلبيا‬
‫أثرا ًّ‬
‫‪ -3‬اذكر ا ً‬
‫اأ ‪ -‬العولمة الثقافية والجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العولمة ال�صيا�صية‪.‬‬
‫‪ّ -4‬بين كيف يواجه الم�صلم الآثار ال�صلبية للعولمة الثقافية والجتماعية‪.‬‬
‫‪ -5‬و�صح كيف يمكن تحقيق عالمية الإ�صالم‪.‬‬
‫‪ّ -6‬بين موقف الإ�صالم من الإنجازات العلمية للح�صارات الأخرى‪.‬‬
‫‪� -7‬صع اإ�صارة (✓) اأمام العبارة ال�صحيحة‪ ،‬واإ�صارة (×) اأمام العبارة غير ال�صحيحة في ما ياأتي‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬الآثار الناتجة عن العولمة �صلبية جميعها (‬
‫)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يظهر م�صطلح العولمة في الجانب القت�صادي والمالي فقط (‬
‫)‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬من مبادئ عالمية الإ�صالم العتراف بحقوق الآخرين (‬

‫‪198‬‬
‫‪IÉ«M øe ábô°ûe ∞bGƒe‬‬ ‫الدر�ص‬
‫‪(1) º¡æY ˆG »°VQ øjó°TGôdG AÉØ∏ÿG‬‬ ‫الثاين والثالثون‬
‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫بر�صالة‬ ‫محمدا‬
‫ً‬ ‫بعث اهلل تعالى �صيدنا‬
‫‪ -1‬بـيـان نـ�صب اأبـي بـكـر وعـمـر بـن الـخـطاب‬ ‫الإ�صالم اإلى العالمين‪ ،‬واخت�صه ب�صحابة كرام‬
‫وف�صلهما‪.‬‬ ‫حملوا معه اأمانة الدعوة‪ ،‬وتكاليف الر�صالة‪،‬‬
‫من‬ ‫‪ -2‬تو�صيح منزلة اأبي بكر وعمر بن اخلطاب‬
‫‪.‬‬ ‫النبي‬
‫وهياأهم اهلل تعالى لن�صرة دينه‪ ،‬حتى �صارت‬
‫‪ -3‬اإعطاء اأمثلة على مواقف م�رشقة من حياة اأبي بكر‬ ‫كلمة اهلل هي العليا‪ ،‬فكانوا نعم الأ�صحاب‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وعمر بن اخلطاب‬ ‫وكان لهم ف�صائل عظيمة ومناقب كثيرة‪،‬‬
‫‪ -4‬تقدير ال�صحابة الكرام‪.‬‬
‫واأف�صل ال�صحابة هم الخلفاء الرا�صدون‬
‫الأربعة الذيــن تولوا اإدارة �صوؤون الم�صلمين‬
‫وهم‪ :‬اأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ر�صوان اهلل عليهم‪ .‬و ُلقبوا بالرا�صدين؛ ب�صبب‬ ‫بعــد النبي‬
‫ً‬
‫وعدل‪ ،‬وقد اأمر النبي‬ ‫تميز مدة حكمهم؛ اإذ قاموا بن�صر الدين‪ ،‬وكانت خالفتهم رحمة‬
‫ّ‬
‫‪...« :‬فعليكم ب�صنتي و�صنة الخلفاء المهديين الرا�صدين‪،‬‬ ‫باتباعهم وال�صير على نهجهم‪ ،‬فقال‬
‫تم�صكوا بها‪ ،‬وع�صوا عليها بالنواجذ »(‪.)1‬‬
‫وترتيبهم في الف�صل كترتيبهم في الخالفة‪ ،‬وفي هذا الدر�س �صتتعرف اإلى الخليفتين اأبي بكر‬
‫وعمر ر�صي اهلل عنهما‪ ،‬واإلى بع�س مواقفهم الم�صرقة؛ ليقتدي بها الم�صلم في حياته‪.‬‬
‫‪k G‬‬
‫‪≥jó°üdG ôµH ƒHCG : ’hC‬‬
‫‪ -1‬ن�صبه ومولده‬
‫هو عبد اهلل بن عثمان التيمي القر�صي‪ ،‬ولد في مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ف�صله ومنزلته من الر�صول‬
‫قبل‬ ‫؛ فقد كان �صاحب ر�صول اهلل‬ ‫بمنزلة خا�صة عند الر�صول‬ ‫حظي اأبو بكر‬
‫‪ ،‬واأحد ُك َّتاب الوحي‪� ،‬صاهر‬ ‫اأحب ال�صحابة اإلى ر�صول اهلل‬ ‫البعثة وبعدها‪ ،‬وكان‬

‫(‪� )1‬صنن اأبي داود‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ ،‬وعندما مر�ض النبي‬ ‫من عائ�شة بنت �أبي بكر‬ ‫؛ �إذ تزوج النبي‬ ‫النبي‬
‫«م ُروا �أَ َبا َب ْكرٍ َف ْل ُي َ�ص ِّل ِبال َّن ِ‬
‫ا�س»(((‪.‬‬ ‫مر�ض الوفاة‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫في الهجرة‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫وقد �سجل له القر�آن الكريم �شرف ال�صحبة مع الر�سول‬
‫{‬ ‫}‬
‫(�سورة التوبة‪ ،‬الآية ‪.)٤٠‬‬
‫وقد كان ر�ضي اهلل عنه ال َّأول في كثير من الف�ضائل‪ ،‬منها �أنه‪:‬‬
‫أ� ‪� -‬أول من �أ�سلم من الرجال‪.‬‬
‫ب‪� -‬أول الخلفاء الرا�شدين‪.‬‬

‫‪ -3‬مواقف م�شرقة من حياته‬


‫؛ فعندما جهر الر�سول‬ ‫مواقف م�رشقة كثرية يف حياة النبي‬ ‫كان لأبي بكر‬
‫بالدعوة‪� ،‬أخذ �أبو بكر يدعو �إلى دين اللـه تعالى؛ ف�أ�سلم على يديه كثري من النا�س‪ ،‬منهم �ستة‬
‫من الع�رشة املب�رشين باجلنة‪.‬‬
‫يف كل موقف؛ حني دعاه للإ�سالم‪ ،‬ويوم أُ��رسي بالنبي‬ ‫وقد بادر �إلى ت�صديق ر�سول اهلل‬
‫؛ ولذلك �سمي بال�صديق‪.‬‬ ‫و�صدقه �أبو بكر‬
‫ّ‬ ‫�إلى بيت املقد�س كذبه النا�س‬
‫فتربع مباله كله‬ ‫للنبي‬ ‫امل�شاهد كلها‪ ،‬ويوم تبوك ا�ستجاب‬ ‫وقد �شهد مع النبي‬
‫لتجهيز اجلي�ش‪.‬‬

‫�أقر أ� و�أ�ستنتج‬
‫‪:‬‬ ‫�أقر�أ الن�صني الآتيني‪ ،‬ثم �أ�ستنتج منهما ما يدل على ف�ضائل �أبي بكر ال�صديق‬
‫ال ِْ�سلاَ ِم إِ� اَّل َكا َن ْت َع ْن ُه َك ْب َو ٌة َو َت َر ُّد ٌد َو َن َظ ٌر �إ اَِّل �أَ َبا َب ْكرٍ »(((‪.‬‬‫‪ -‬قال ‪َ « :‬ما َد َع ْو ُت �أَ َح ًدا �إِ َلى ْ إ‬
‫اَل َن ْع ِد ُل ِب�أَ ِبي َب ْكرٍ �أَ َح ًدا»(((‪.‬‬ ‫قال‪ُ « :‬ك َّنا فيِ َز َم ِن ال َّنب ِِّي‬ ‫‪ -‬عن عبد اهلل بن عمر‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫(‪ )2‬دالئل النبوة للبيهقي‪.‬‬
‫(‪� )3‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫يف �أثناء خالفته ب�أعمال كثرية منها‪:‬‬ ‫بايع ال�صحابة �أبا بكر باخلالفة‪ ،‬فقام‬ ‫وبعد وفاة النبي‬
‫أ� ‪ -‬حماربة املرتدين والذين �أنكروا الزكاة ومنعوها‪ ،‬ف�أعلنوا بذلك متردهم على خليفة ر�سول اهلل‬
‫كل ال يتجز�أ‪� ،‬إذ ال يجوز بحال �أن يفرق‬
‫�أن ي�ؤكد لهم �أن الإ�سالم ٌّ‬ ‫؛ ف�أراد �أبو بكر‬
‫امل�سلمون بني الزكاة وال�صالة‪.‬‬
‫جم ُع القر�آن الكرمي يف م�صحف واحد‪ ،‬فقد كان القر�آن الكرمي متفرقًا يف ال�صحف عند‬
‫ب‪ْ -‬‬
‫بجمعه يف م�صحف واحد؛ ً‬
‫حفظا له بعد �أن ا�ست�شهد عدد‬ ‫ُك ّتاب الوحي‪ ،‬ف�أمر �أبو بكر‬
‫كبري من ُح َّفاظ القر�آن الكرمي‪.‬‬
‫بت�سيريه �إلى الروم؛ ملعاقبتهم على َق ْتل‬ ‫الذي �أمر النبي‬ ‫جـ‪ -‬ت�سيري جي�ش �أ�سامة بن زيد‬
‫‪،‬‬ ‫و�شدة التزامه ب�أمر النبي‬ ‫‪ ،‬وهذا يدل على حزم �أبي بكر‬ ‫ِ‬
‫ر�سول اهلل‬ ‫ِ‬
‫ر�سول‬
‫ف�أمر ب�إنفاذ اجلي�ش ب�أ�رسع وقت‪.‬‬
‫الجي�ش فقال‪�« :‬أيها‬ ‫بنف�سه‪ ،‬ثم �أو�صى �أبو بكر‬ ‫ُيو ّدع �أ�سامة‬ ‫وخرج �أبو بكر‬
‫النا�س قفوا �أو�صيكم بع�شر فاحفظوها عني‪« :‬ال تخونوا وال َت ُغ ّلوا وال تغدروا وال ُتم ّثلوا‬
‫كبيرا وال امر�أة‪ ،‬وال تعقروا نخلاً وال تحرقوه‪ ،‬وال تقطعوا‬
‫�شيخا ً‬
‫�صغيرا �أو ً‬
‫ً‬ ‫وال تقتلوا طفلاً‬
‫بعيرا �إال لم�أكلة‪ ،‬و�سوف تمرون ب�أقوام قد ف ََّرغوا‬
‫�شجرة مثمرة‪ ،‬وال تذبحوا �شاة وال بقرة وال ً‬
‫�أنف�سهم في ال�صوامع‪ ،‬فدعوهم وما ف ََّرغوا �أنف�سهم له‪.»...‬‬
‫مبادئ �إن�سانية مهمة دعا الإ�سالم �إلى مراعاتها �أثناء الحرب‪،‬‬ ‫وقد ت�ضمنت و�صية �أبي بكر‬
‫ومن هذه المبادئ‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬الوفاء بالعهود واملواثيق وعدم اخليانة �أو الغدر‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم االعتداء على املتعبدين يف �أماكن عبادتهم‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عدم التعر�ض لغري املحاربني من الن�ساء والأطفال وال�شيوخ‪.‬‬
‫د ‪ -‬عدم االعتداء على احليوان �أو النبات �أو البيئة‪.‬‬

‫�أ�ستنتج‬
‫‪.‬‬ ‫جلي�ش �أ�سامة‬ ‫مبد�أ �آخر من و�صية �أبي بكر‬

‫‪201‬‬
‫‪ -4‬وفاته‬
‫�صنة ‪13‬هـ وعمره ‪� 63‬صنة‪ ،‬و ُدفن يف احلجرة التي دفن فيها ر�صول اهلل‬ ‫تويف اأبو بكر‬
‫‪ ،‬وكانت مدة خالفته �صنتني وثالثة اأ�صهر‪.‬‬

‫‪ÜÉ£ÿG øH ôªY : É«k fÉK‬‬


‫‪ -1‬ن�صبه ومولده‬
‫هو عمر بن اخلطاب العدوي القر�صي‪ ،‬ويكنى اأبا حف�س‪ ،‬ولد يف مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ف�صله ومنزلته من الر�صول‬
‫من ال�صابقني اإلى الإ�صالم‪ ،‬واأحد الع�رشة املب�رشين باجلنة‪ ،‬واأحد ُك َّتاب الوحي‪،‬‬ ‫كان‬
‫من ابنته حف�صة ‪.‬‬ ‫؛ حيث تزوج النبي‬ ‫وثاين اخللفاء الرا�صدين‪ ،‬و�صهر النبي‬
‫ان َنب ُِّي َب ْع ِدي َل َك َ‬
‫ان‬ ‫‪َ « :‬ل ْو َك َ‬ ‫ووردت اأحاديث كثرية يف ف�صله ومكانته‪ ،‬قال ر�صول اهلل‬
‫ب�صواب‬ ‫جميعا‪ ،‬وقد ُعرف‬ ‫ً‬ ‫اب»(‪ ،)1‬وهذه مكانة �صامية بني ال�صحابة‬ ‫ُع َم َر ْب َن ا َ‬
‫خل َّط ِ‬
‫‪« :‬اإن اهلل جعل احلق على ل�صان عمر وقلبه»(‪.)2‬‬ ‫الراأي و�صداده‪ ،‬قال ر�صول اهلل‬
‫من النبي �صلى اهلل‬ ‫�صديدا يف احلق‪ ،‬وقد طلب عمر‬ ‫ً‬ ‫بالفاروق؛ لأنه كان‬ ‫ل ّقبه النبي‬
‫«وا َّل ِذي‬
‫هلل ‪َ :‬‬‫ول ا ِ‬
‫ال فيه َر ُ�ص ُ‬ ‫عليه و�صلم اأن ياأذن له باجلهر باإ�صالمه اأمام قري�س فاأذن له‪َ ،‬ق َ‬
‫ان َق ّط َ�صا ِل ًكا ف ََّجا اإ َِّل َ�ص َل َك ف ًَّجا غَ ْ َري ف ِ َّج َك»(‪)3‬؛ وذلك لقوة دينه‪،‬‬ ‫َن ْف ِ�صي ِب َي ِد ِه َما َل ِق َي َك َّ‬
‫ال�ص ْي َط ُ‬
‫فال �صبيل لل�صيطان عليه‪.‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫ا�صتطاع امل�صلمون اأن يجهروا ب�صالتهم‪ ،‬فعن عبد اهلل بن م�صعود‬ ‫وباإ�صالمه‬
‫«ما كنا نقدر اأن ن�صلي عند الكعبة حتى �صلى عمر عندها و�صلينا معه»‪.‬‬
‫‪ -3‬مواقف م�رشقة من حياته‬
‫للنبي‬ ‫بدرا وامل�صاهد جميعها‪ ،‬ويوم تبوك ا�صتجاب عمر‬
‫ً‬ ‫مع الر�صول‬ ‫�صهد‬
‫فتربع بن�صف ماله‪.‬‬

‫(‪� )1‬صنن الرتمذي‪ ،‬وهو حديث ح�صن‪.‬‬


‫(‪ )2‬م�صند الإمام اأحمد بن حنبل‪ ،‬وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫(‪ )3‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫أمريا للموؤمنني‪ ،‬وا�صتهر بالعدل يف اأثناء خالفته‪،‬‬
‫ا ً‬ ‫اأ�صبح عمر‬ ‫وبعد وفاة اأبي بكر‬
‫ً‬
‫ر�صول اإلى عمر بن اخلطاب‬ ‫فن�رش بعدله الأمن والطماأنينة‪ ،‬فقد روي اأن قي�رش ملك الروم اأر�صل‬
‫ُ‬
‫الرجل املدينة‪� ،‬صاأل اأهلها‪ :‬اأين ملككم؟ قالوا‪ :‬لي�س‬ ‫لينظر اأحواله وي�صاهد اأفعاله‪ ،‬فلما دخل‬
‫لنا ملك‪ ،‬بل لنا اأمري قد خرج اإلى ظاهر املدينة‪ .‬فخرج الرجل يف طلب عمر بن اخلطاب‬
‫نائما على الأر�س‪ ،‬فلما راآه على هذه احلال قال‪ ...« :‬عد ْل َت فاأم ْن َت ْ‬
‫فنم َت»‪ ،‬ويف‬ ‫فوجده ً‬
‫هذا تاأكيد اأهمية العدل يف الإ�صالم و�صمانه حلقوق الإن�صان وكرامته‪.‬‬
‫وقد قام عمر يف اأثناء خالفته باأعمال كثرية منها‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬فتح العراق وال�صام وم�رش واأذربيجان‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإن�صاء الدواوين(‪ ،)1‬مثل ديوان اخلراج وديوان العطاء وغريها‪ ،‬والتي من خاللها عمل على‬
‫واجتماعيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫وع�صكريا‬
‫ًّ‬ ‫ماليا‬
‫تنظيم �صوؤون الدولة ًّ‬
‫�صلحا يف عام ‪ 15‬هـ‪ ،‬وا�صتالم مفاتيحها من حاكمها الروماين‪ ،‬وكتب‬
‫ً‬ ‫جـ‪ -‬دخول مدينة القد�س‬
‫كتابا �صمي بالعهدة العمرية‪ ،‬ا ّأمنهم فيه على اأنف�صهم واأموالهم ومعابدهم‪ ،‬ومما جاء فيه‪:‬‬
‫لأهلها ً‬

‫ب�صم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫هذا ما اأعطى عبد اهلل عمر اأمري املوؤمنني اأهل اإيلياء من الأمان‪ ،‬اأعطاهم اأمانا لأنف�صهم واأموالهم‬
‫كرهون‬
‫ولكنائ�صهم‪ ،...‬اأنه ل ت�صكن كنائ�صهم ول تهدم‪...،‬ول من �صيء من اأموالهم‪ ،‬ول ُي َ‬
‫على دينهم‪ ،‬ول ُي�صار اأحد منهم‪ ،‬ول ي�صكن باإيلياء معهم اأحد من اليهود‪ ،‬وعلى اأهل اإيلياء‬
‫اأن يعطوا اجلزية كما يعطي اأهل املدائن‪ ،‬وعليهم اأن يخرجوا منها الروم والل�صوت(‪ ،)2‬فمن‬
‫خرج منهم فاإنه اآمن على نف�صه وماله حتى يبلغوا ماأمنهم‪ ،‬ومن اأقام منهم فهو اآمن وعليه مثل‬
‫ما على اأهل اإيلياء من اجلزية‪ ،‬ومن اأحب من اأهل اإيلياء اأن ي�صري بنف�صه وماله مع الروم ويخلي‬
‫ِب َي َعهم و�صلبهم فاإنهم اآمنون على اأنف�صهم حتى يبلغوا ماأمنهم‪ ،...‬فاإنه ل يوؤخذ منهم �صيء‬
‫حتى يح�صد ح�صادهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الديوان هو‪� :‬صجل اأح�صي فيه من فر�س لهم العطاء من رجال اجلي�س ومن غريهم‪.‬‬
‫(‪ )2‬الل�صوت ‪ :‬مفردها ل�س بلغة قبيلة طيء‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫وعلى ما يف هذا الكتاب عهد اهلل وذمة ر�صوله وذمة اخللفاء وذمة املوؤمنني اإذا اأعطوا الذي‬
‫عليهم من اجلزية‪.‬‬

‫كثريا من املبادئ الإن�صانية العظيمة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫وت�صمنت هذه العهدة العمرية ً‬
‫اأ ‪ -‬الت�صامح الديني وحرية العتقاد لغري امل�صلمني‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلفاظ على اأنف�س غري امل�صلمني واأموالهم‪ ،‬وعدم العتداء عليهم‪.‬‬
‫جـ‪ -‬امل�صاواة بني الرعية يف احلقوق والواجبات على اختالف اأديانهم واأ�صولهم‪.‬‬
‫د ‪ -‬الأمن حق للمواطنني جميعهم يف الإقامة ويف ال�صفر‪.‬‬

‫اأ�صتنتج‬
‫مبداأ اآخر تن�س عليه العهدة العمرية‪.‬‬

‫‪ -4‬وفاته‬
‫غدرا على يد عبد جمو�صي ا�صمه فريوز‪ ،‬ويك ّنى اأبا لوؤلوؤة؛ اإذ‬
‫ً‬ ‫ا�صت�صهد عمر بن اخلطاب‬
‫أثرا بجراحه‪ ،‬وكان ذلك �صنة ‪23‬هـ وعمره ثالثة‬
‫متا ً‬ ‫طعنه وهو ي�صلي الفجر‪ ،‬فمات‬
‫‪ ،‬وكانت مدة خالفته ع�رش �صنني‬ ‫واأبي بكر‬ ‫عاما‪ ،‬ودفن اإلى جانب الر�صول‬
‫و�صتون ً‬
‫و�صتة اأ�صهر‪ .‬ر�صي اهلل عن اأبي بكر وعمر‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اأقتدي بال�صحابة الكرام يف كل خري وف�صيلة‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اأحر�س على طاعة اهلل وطاعة ر�صوله‬
‫‪ - 3‬اأعدل بني النا�س‪.‬‬
‫‪. .................................... - 4‬‬

‫‪204‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬عدد ثالثة من املبادئ الإن�صانية التي ت�صمنتها و�صية اأبي بكر‬
‫يف خالفته‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذكر موق ًفا ُيظهر حزم اأبي بكر‬
‫يف اجلماعة املوؤمنة يف مكة قبل الهجرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬و�صح اأثر اإ�صالم عمر‬
‫جهرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫عالم يدل اإ�صالم عمر‬
‫‪َ -4‬‬
‫‪ -5‬عدد ثالثة من املبادئ الإن�صانية التي ت�صمنتها العهدة العمرية‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ّ -6‬بني دللة كل ن�س من الن�صو�س الآتية على ف�صل اأبي بكر وعمر‬
‫اأ ‪ -‬يقول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬
‫«وا َّل ِذي َن ْف ِ�صي ِب َي ِد ِه َما َل ِق َي َك َّ‬
‫ال�ص ْي َط ُ‬
‫ان َق ّط‬ ‫‪َ :‬‬ ‫لعمر بن اخلطاب‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ال َر ُ�ص ُ‬ ‫ب‪َ -‬ق َ‬
‫َ�صا ِل ًكا ف ًَّجا اإ َِّل َ�ص َل َك ف ًَّجا غَ ْ َري ف ِ َّج َك»‪.‬‬
‫كما يف اجلدول الآتي‪:‬‬ ‫‪ -7‬قارن بني اأبي بكر وعمر بن اخلطاب‬

‫عمر بن الخطاب‬ ‫اأبو بكر‬ ‫وجه املقارنة‬

‫لقب كل منهما‬

‫منزلته من الر�صول‬

‫موقف م�رشق من حياته‬

‫‪205‬‬
øjó°TGôdG AÉØ∏ÿG IÉ«M øe ábô°ûe ∞bGƒe ¢SQódG
(2) º¡æY ˆG »°VQ ¿ƒKÓãdGh ådÉãdG

¢SQódG äÉLÉàf ÚàØ«∏ÿG ≈dEG ≥HÉ°ùdG ¢SQódG ‘ âaô©J


:≈∏Y GQOÉb
k ¿ƒµj ¿CG ¢SQódG ájÉ¡f ‘ ÖdÉ£dG øe ™bƒàj ‘ ±ô©àà°Sh , ôªYh ôµH »HCG øjó°TGôdG
ÖdÉW »HCG øH »∏Yh ¿ÉØY øH ¿ÉªãY Ö°ùf ¿É«H -1
.ɪ¡∏°†ah
øH ¿ÉªãY øjó°TGôdG ÚàØ«∏ÿG ≈dEG ¢SQódG Gòg
ÖdÉW »HCG øH »∏Yh ¿ÉØY øH ¿ÉªãY ádõæe í«°VƒJ -2 . ÖdÉW »HCG øH »∏Yh ,¿ÉØY
. »ÑædG øe
k G
¿ÉØY øH ¿ÉªãY : ’hC
øH ¿ÉªãY IÉ«M øe áböûe ∞bGƒe ≈∏Y á∏ãeCG AÉ£YEG -3
. ÖdÉW »HCG øH »∏Yh ¿ÉØY √ódƒeh ¬Ñ°ùf -1
.ΩGôµdG áHÉë°üdG ôjó≤J -4 ,»°Tô≤dG …ƒeC’G ¿ÉØY øH ¿ÉªãY ƒg
.áeôµŸG áµe ‘ ódh ,ˆG óÑY ÉHCG ≈æµj

∫ƒ°SôdG øe ¬àdõæeh ¬∏°†a -2


o
∫ƒ°SôdG ¬Ln hs Rn ºK ,á«bQ ¬àæHG
ˆG ∫ƒ°SQ ¬Ln hR
s PEG ; »ÑædG ô¡°U ¿ÉØY øH ¿ÉªãY
Iöû©dG óMCGh ,øjó°TGôdG AÉØ∏ÿG ådÉK ƒgh ,øjQƒædG GP Ö≤u do ∂dòdh ;Ωƒã∏c ΩCG ¬àæHÉH É¡JÉah ó©H
.»MƒdG ÜÉàqn co óMCGh ,áæ÷ÉH øjöûÑŸG
ƒgh ,(1)z?áo µn Fp Ón ªn dr G ¬o ær ep »ëp àn °ùr Jn mπLo Qn ør ep »ëp àn °Sr nCG ’n nCG{ : »ÑædG ¬æY ∫Éb ,AÉ«◊G ójó°T ¿Éc
Üö†
n r jo ¿Éch ,IƒYódG ájGóH ‘ ≥jó°üdG ôµH »HCG ój ≈∏Y º∏°SCG ,ΩÓ°SE’G ≈dEG Ú≤HÉ°ùdG øe
.ËôµdG ¿BGô≤dG IhÓJ IÌc ‘ πãŸG ¬H

¬JÉ«M øe áböûe ∞bGƒe -3


¬o Yo On CG ’ ˆGh :¿ÉªãY ∫É≤a ,¬æjO øY ™LÒd ;¬≤KhCÉa ºµn ◊ n G ¬ªY
t √òNCG ¿ÉªãY º∏°SCG ÉŸ
t iCGQ ɪ∏a ,¬bo QÉaoCG ’h ,GóHC
.¬côJ ¬æjO ≈∏Y ¬JÉÑKh ¬àHÓ°U ¬ªY k G
iOCÉa ,IÒãc ∫GƒeCÉH ¬«∏Y ≈dÉ©J ˆG º©fCG ó≤∏a ,≈dÉ©J ˆG π«Ñ°S ‘ ¬dÉe ∫òÑH ±ôYo óbh
¬∏a áehQ ôÄH ôØëj øe{ : ∫Éb ;¬æjO Iöüfh ≈dÉ©J ˆG π«Ñ°S ‘ É¡≤ØfCGh ,É¡«a ˆG ≥M
.º∏°ùe í«ë°U (1)
206
‫اجلنة»‪ .‬فا�شرتى بئر رومة من يهودي بع�رشين �ألف درهم وجعلها �سبيلاً للم�سلمني‪ ،‬وجهز‬
‫مباله ثلث جي�ش الع�رسة (جي�ش تبوك)‪ ،‬وجاء ب�ألف دينار فو�ضعها يف حجر ر�سول اهلل‪ ،‬فقال‬
‫‪« :‬ما �رض عثمان ما عمل بعد اليوم»(((‪.‬‬
‫يف عام الرمادة (املجاعة) يف خالفة عمر بقافلته التجارية القادمة من‬ ‫وقد تربع عثمان‬
‫ال�شام على فقراء امل�سلمني‪ ،‬وكان يف القافلة �ألف بعري حمملة بالطعام‪ ،‬ورف�ض �أن يبيعها للتجار‬
‫كثريا‪ ،‬رغبة يف ما عند اهلل من الثواب والف�ضل يوم القيامة‪.‬‬
‫ربحا ً‬
‫الذين عر�ضوا عليه ً‬
‫قبل �صلح احلديبية‬ ‫‪ ،‬فقد بعثه الر�سول‬ ‫�شديد الإجالل والتوقري للنبي‬ ‫وكان‬
‫ومعظما حلرمته‪ ،‬فانطلق‬
‫ً‬ ‫�سفريا �إلى قري�ش يخربهم �أنه مل ي� ِأت للحرب‪ ،‬و�إمنا جاء ً‬
‫زائرا للبيت‬ ‫ً‬
‫‪� :‬إن �شئت �أن‬ ‫‪ ،‬فقالوا لعثمان‬ ‫قري�شا‪ ،‬فبلغهم ر�سالة ر�سول اهلل‬
‫عثمان حتى �أتى ً‬
‫ف‪ ،‬فقال‪ :‬ما كنت لأفعل حتى يطوف به ر�سول اهلل‪.‬‬ ‫تطوف بالبيت ُ‬
‫فط ْ‬
‫ليعتني بزوجته‬ ‫امل�شاهد كلها �سوى بدرٍ ؛ حيث خلفه‬ ‫مع ر�سول اهلل‬ ‫وقد �شهد‬
‫ب�سبب مر�ضها‪.‬‬ ‫رقية بنت النبي‬
‫أمريا للم�ؤمنني‪ ،‬وحتققت يف خالفته كثري‬
‫� ً‬ ‫�أ�صبح عثمان‬ ‫وبعد وفاة عمر بن اخلطاب‬
‫من الإجنازات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬فتح �أرمينية والقوقاز وخرا�سان وكرمان و�سج�ستان و�إفريقية وقرب�ص وغريها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ن�سخ القر�آن الكرمي‪ ،‬الذي جمعه �أبو بكر ال�صديق‬
‫جـ‪ -‬تو�سعة امل�سجد النبوي ال�رشيف‪.‬‬
‫دارا للق�ضاء‪.‬‬
‫د ‪ -‬تنظيم �ش�ؤون الدولة؛ فاتخذ ال�رشطة‪ ،‬وخ�ص�ص ً‬
‫‪ -4‬وفاته‬
‫�سنة ‪ 35‬من الهجرة حيث �أثار بع�ض النا�س الفتنة عليه‪ ،‬ما �أدى في النهاية �إلى‬ ‫ا�ست�شهد‬
‫عاما‪ ،‬ودفن في البقيع‪،‬‬‫قتله على يد ه�ؤالء الخارجين على الدولة‪ ،‬وكان عمره اثنين وثمانين ً‬
‫و�أر�ضاه‪.‬‬ ‫عاما‪،‬‬
‫وكانت مدة خالفته اثني ع�شر ً‬

‫(‪� )1‬سنن الرتمذي وهو حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ÖdÉW »HCG øH »∏Y : É«k fÉK‬‬
‫‪ -1‬ن�صبه ومولده‬
‫‪ ،‬يكنى اأبا احل�صن‪ ،‬ولد يف مكة‬ ‫عم الر�صول‬
‫هو علي بن اأبي طالب بن عبد املطلب‪ ،‬ابن ّ‬
‫املكرمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ف�صله ومنزلته من الر�صول‬
‫اأول من اأ�صلم من ال�صبيان؛ وعمره ع�صر �صنين‪ ،‬وهو اأحد الع�صرة المب�صرين بالجنة‪ ،‬واأحد‬
‫ُك َّتاب الوحي‪ ،‬ورابع الخلفاء الرا�صدين‪.‬‬
‫؛ ليخفف من اأعباء اأبي طالب الذي‬ ‫وتربى منذ �صغره في بيت الر�صول‬ ‫ن�صاأ علي‬
‫؛ فقد اختاره النبي‬ ‫في �صغره‪ ،‬وعلي بن اأبي طالب �صهر النبي‬ ‫كفل النبي‬
‫على المدينة يوم تبوك‪ ،‬فقال‬ ‫ُ‬
‫ر�صول اهلل‬ ‫زوجا لبنته فاطمة ر�صي اهلل عنها‪ ،‬وا�صتخلفه‬ ‫ً‬
‫ون ِم ْن ُم َ‬
‫و�صى؟‬ ‫ار َ‬ ‫ال‪َ « :‬اأ َل َت ْر َ�صى َ اأ ْن َت ُك َ‬
‫ون ِم ِ ّني ِب َم ْنزِ َل ِة َه ُ‬ ‫ان َوال ِ ّن َ�صا ِء؟ َق َ‬ ‫علي‪َ :‬اأ ُت َخ ِ ّل ُف ِني ِفي ِ ّ‬
‫ال�ص ْب َي ِ‬ ‫ٌّ‬
‫وزيرا لمو�صى عليهما ال�صالم‪ ،‬ي�صاعده على حمل‬ ‫�س َنب ٌِّي َب ْع ِدي» ‪ ،‬وكان هارون ً‬ ‫اإ َِّل اأَ َّن ُه َل ْي َ‬
‫(‪)1‬‬

‫بالف�صاحة والبالغة‪.‬‬ ‫الدعوة وتبليغها للنا�س‪ ،‬وقد ا�صتهر علي‬

‫‪ -3‬مواقف م�رشقة من حياته‬


‫عليا في فرا�صه‪ ،‬حتى يرد الأمانات اإلى‬
‫اأن يهاجر اإلى المدينة اأبقى ًّ‬ ‫لما اأراد الر�صول‬
‫وت�صحيته في �صبيل دينه و�صجاعته‪ .‬وبعد اأن اأدى‬ ‫اأهلها‪ ،‬وهذا يدل على �صدة حبه للنبي‬
‫ما�صيا‪.‬‬
‫الأمانات اإلى اأهلها مكث في مكة ثالثة اأيام‪ ،‬ثم هاجر اإلى المدينة ً‬
‫�صجاعا‪� ،‬صهد الم�صاهد كلها �صوى تبوك‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬ ‫ومحاربا‬
‫ً‬ ‫مغوارا‬
‫ً‬ ‫قائدا‬
‫ً‬ ‫وقد كان‬
‫على المدينة‪ ،‬وحمل الراية اأكثر من مرة في الغزوات‪ ،‬واأبلى بالء‬ ‫ا�صتخلفه الر�صول‬
‫للمبارزة‪ ،‬ويوم خيبر ‪ -‬لما‬ ‫ح�ص ًنا فيها‪ ،‬ففي بدر كان من الثالثة الذين اختارهم الر�صول‬
‫‪ َ :‬أُ‬
‫اهلل‬ ‫«ل ْع ِط َي َّن َّ‬
‫الر َاي َة َر ُج ًال َي ْف َت ُح ُ‬ ‫‪ -‬قال النبي‬ ‫نق�س اليهود عهدهم مع ر�صول اهلل‬
‫‪ ،‬فانطلق حتى فتح اهلل على يديه ح�صون خيبر‪.‬‬ ‫َع َلى َي َد ْي ِه»(‪ ، )2‬فاأعطاها لعلي‬

‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬


‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫�أ�ستنتج‬
‫يوم خيرب‪.‬‬ ‫عليا‬
‫الراي َة ًّ‬ ‫داللة �إعطاء النبي‬

‫راغبا يف اخلالفة‪ ،‬لكن ال�صحابة �أ�رصوا على‬


‫ً‬ ‫مل يكن علي‬ ‫وبعد ا�ست�شهاد عثمان‬
‫مبايعته‪ ،‬فا�ستجاب لهم‪ ،‬ولكنه ا�شرتط �أن تكون البيعة عالنية ويف امل�سجد‪.‬‬
‫يف �أثناء خالفته على تنظيم الدولة الإ�سالمية؛ وتعزيز ما قام به اخللفاء قبله‪.‬‬ ‫وقد عمل‬

‫‪ -4‬وفاته‬
‫على يد رجل من �أهل ال�ضالل من اخلوارج يدعى عبد الرحمن بن ملجم؛ قام‬ ‫ا�ست�شهد‬
‫على‬ ‫وقد خرج �إلى �صالة الفجر ف�رضبه بال�سيف يف جبهته فا�ست�شهد‬ ‫�إلى علي‬
‫يف‬ ‫قريبا من خم�س �سنوات‪ ،‬ودفن‬
‫�أثرها‪ ،‬وكان ذلك �سنة ‪ 40‬هـ‪ ،‬فكانت خالفته ً‬
‫الكوفة‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أعتز ب�إجنازات اخللفاء الرا�شدين وما كانوا عليه من عدل ورحمة‪.‬‬
‫‪� - 2‬أ�سري على نهج اخللفاء الرا�شدين‪.‬‬
‫‪� - 3‬أبذل جهدي يف خدمة ديني ووطني‪.‬‬
‫‪. ................................. - 4‬‬

‫‪209‬‬
‫الأ�صئلة‬

‫عالم يدل ذلك؟‬


‫على اإ�صالمه بالرغم من الأذى‪َ ،‬‬ ‫‪ -1‬ثبت عثمان بن عفان‬
‫كريما ينفق الأموال الكثرية يف �صبيل اهلل‪ ،‬هات موق ًفا يبني كرمه‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬كان عثمان بن عفان‬
‫واإنفاقه‪.‬‬
‫باجلنة‪.‬‬ ‫عثمان بن عفان‬ ‫ب�رش بها النبي‬
‫‪ -3‬اذكر موق ًفا من املواقف التي َّ‬
‫بال�صجاعة والبطولة‪ ،‬اذكر موق ًفا يدل على ذلك‪.‬‬ ‫‪ -4‬ا�صتهر علي بن اأبي طالب‬
‫‪.‬‬ ‫من الر�صول‬ ‫‪ -5‬اذكر حدي ًثا يدل على منزلة علي بن اأبي طالب‬
‫من حيث الن�صب‪ ،‬وموقف كل منهما يف‬ ‫‪ -6‬قارن بني علي بن اأبي طالب وعثمان بن عفان‬
‫غزوة تبوك‪.‬‬
‫‪ -7‬علل ما ياأتي‪:‬‬
‫�صفريا اإلى قري�س يف‬
‫ً‬ ‫الطواف بالكعبة عندما بعثه النبي‬ ‫�س عثمان بن عفان‬ ‫اأ ‪ -‬ر ْف َ‬
‫�صلح احلديبية‪.‬‬
‫بدرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬مل ي�صهد عثمان بن عفان‬
‫‪.‬‬ ‫وتربى منذ �صغره يف بيت الر�صول‬ ‫جـ‪ -‬ن�صاأ علي بن اأبي طالب‬
‫ان َوال ِ ّن َ�صا ِء؟ ف َق َ‬
‫ال‬ ‫على املدينة يوم تبوك‪ ،‬فقال‪ :‬اأَ ُت َخ ِ ّل ُف ِني ِيف ِ ّ‬
‫ال�ص ْب َي ِ‬ ‫‪ -8‬ا�صتخلفه ر�صول اهلل‬

‫و�صى إِا َّل َاأ َّن ُه َل ْي َ‬


‫�س َنب ٌِّي َب ْع ِدي»‪.‬‬ ‫ون‪ِ ،‬م ْن ُم َ‬ ‫‪« :‬اأَ َل َت ْر َ�صى اأَ ْن َت ُك َ‬
‫ون ِم ِ ّني ِب َم ْنزِ َل ِة َه ُ‬
‫ار َ‬ ‫النبي‬
‫تدبر الن�س ال�صابق‪ ،‬ثم اأجب عما ياأتي‪:‬‬
‫باحلديث؟‬ ‫اأ ‪ -‬ما ا�صم اخلليفة الرا�صد الذي خاطبه النبي‬
‫ب‪ -‬عالم يدل الن�س ال�صابق؟‬

‫‪210‬‬
‫اأُقيِّ ُم معلوماتي واأُنظِّمها‬
‫الدرو�س الثالثة ال�صابقة اأكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�صبها‪:‬‬
‫َ‬ ‫بعد درا�صتي‬
‫اأو ًل‪ :‬الدر�ص احلادي والثالثون (العوملة والعاملية)‬

‫العوملة والعاملية‬

‫من مظاهر عاملية الإ�صالم‬ ‫�صور العوملة‬ ‫مفهوم العوملة‬

‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬

‫‪211‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�ص الثاين والثالثون (مواقف م�رشقة من حياة اخللفاء الرا�صدين ر�صي اهلل عنهم (‪))1‬‬

‫عمر بن اخلطاب‬ ‫اأبو بكر ال�صديق‬

‫‪:‬‬ ‫ف�صله ومنزلته من الر�صول‬ ‫‪:‬‬ ‫ف�صله ومنزلته من الر�صول‬


‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪..................................‬‬ ‫•‬ ‫‪..................................‬‬ ‫•‬

‫‪:‬‬ ‫مواقف م�صرقة من حياته‬ ‫‪:‬‬ ‫مواقف م�صرقة من حياته‬


‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪..................................‬‬ ‫•‬ ‫‪..................................‬‬ ‫•‬

‫من اأعماله في اأثناء خالفته‪:‬‬ ‫من اأعماله في اأثناء خالفته‪:‬‬


‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪..................................‬‬ ‫•‬ ‫‪..................................‬‬ ‫•‬

‫‪212‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الدر�ص الثالث والثالثون (مواقف م�رشقة من حياة اخللفاء الرا�صدين ر�صي اهلل عنهم (‪))2‬‬

‫علي بن اأبي ‪W‬الب‬ ‫عثمان بن عفان‬

‫‪:‬‬ ‫ف�صله ومنزلته من الر�صول‬ ‫‪:‬‬ ‫ف�صله ومنزلته من الر�صول‬


‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪..................................‬‬ ‫•‬ ‫‪..................................‬‬ ‫•‬

‫‪:‬‬ ‫مواقف م�صرقة من حياته‬ ‫‪:‬‬ ‫مواقف م�صرقة من حياته‬


‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪..................................‬‬ ‫•‬ ‫‪..................................‬‬ ‫•‬

‫من اأعماله في اأثناء خالفته‪:‬‬ ‫من اأعماله في اأثناء خالفته‪:‬‬


‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪...................................‬‬ ‫•‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•‬
‫‪..................................‬‬ ‫•‬ ‫‪..................................‬‬ ‫•‬

‫‪213‬‬
‫‪»ª∏©dG RÉéYE’G øe Qƒ°U‬‬ ‫الدر�ص‬
‫‘ ‪ËôµdG ¿BGô≤dG‬‬ ‫الرابع والثالثون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬
‫اأنــزل اهلل تعالى القراآن الكريم كتاب هداية‬
‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح مفهوم الإعجاز العلمي يف القراآن الكرمي‪.‬‬ ‫معجزا في اآياته‪ ،‬يقول‬
‫ً‬ ‫وتوجيه واإر�صاد‪ ،‬وجعله‬
‫‪ -2‬ربط تف�صري الآيات القراآنية باحلقائق العلمية ولي�س‬ ‫{ (�صورة‬ ‫تعالى‪} :‬‬
‫بالنظريات العلمية‪.‬‬ ‫الإ�صــراء‪ ،‬الآيــة ‪ ،)9‬ومن �صور اإعجــازه الإعجاز‬
‫‪ -3‬اإعطاء اأمثلة على الإعجاز العلمي يف القراآن الكرمي‪.‬‬
‫البيانــي المتعلــق باألفاظه ونظمــه‪ ،‬والإعجاز‬
‫‪ -4‬اليقني باأن القراآن الكرمي منزل من عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫الت�صريعــي المتعلــق بت�صريعاتــه واأحكامــه‪،‬‬
‫أمورا غيبية تحققت وتجلت للنا�س كما اأخبر‪ ،‬ومن‬
‫والإعجاز الغيبي المتعلق بذكر القراآن الكريم ا ً‬
‫أي�صا الإعجا ُز العلمي المتعلق بذكر القراآن الكريم حقائق علمية ل تزال البحوث‬
‫�صــور الإعجاز ا ً‬
‫جزءا من الإعجاز الغيبي‪.‬‬ ‫والكت�صافات العلمية ت�ص ِّلم ب�صدقها‪ ،‬ولذا ّ‬
‫يعد الإعجاز العلمي ً‬
‫‪k G‬‬
‫‪»ª∏©dG RÉéYE’G Ωƒ¡Øe : ’hC‬‬
‫الإعجاز العلمي هو اإخبار القراآن الكريم بحقائق علمية اأثبتها العلم التجريبي‪ ،‬ولم يكن‬
‫تبعا لتطور‬
‫‪ ،‬واإنما اك ُت�صفت بعد اأزمنة كثيرة ً‬ ‫اإدراكها ممك ًنا بالو�صائل الب�صرية في زمن النبي‬
‫و�صائل البحث العلمي‪.‬‬
‫بها؟ اإنه اهلل عز وجل الذي و�صع علمه كل �صيء‪ ،‬فدل ذلك‬ ‫محمدا‬
‫ً‬ ‫فمن الذي اأبلغ �صيدنا‬
‫بوجه قاطع على اأن القراآن الكريم من عند اهلل تعالى‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪} :‬‬
‫{ (�صورة الفرقان‪ ،‬الآية ‪.)6‬‬
‫اأفكر واأجيب‬
‫هل ميكن وجود تعار�س بني القراآن الكرمي واحلقائق العلمية الثابتة؟ ملاذا؟‬

‫وقد حذر العلماء من ربط الآيات القراآنية باأي اكت�صاف علمي ما لم يكن حقيقة علمية ثابتة ل‬
‫تتغري‪ ،‬ولهذا عندما قام علماء التف�صري بتف�صري هذه الآيات فاإمنا ف�رشوها على اأ�صا�س احلقائق العلمية‬
‫الثابتة التي ل تتغري‪ ،‬ل على اأ�صا�س النظريات العلمية القابلة للتغيري والتبديل‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫ويتزايد الهتمام بهذا الإعجاز‪ ،‬وتهتم به موؤ�ص�صات كثرية‪ ،‬مثل (الهيئة العاملية لالإعجاز‬
‫العلمي)‪ ،‬ومن املوؤلفات يف هذا املجال (مو�صوعة الإعجاز العلمي يف القراآن وال�صنة) ملجموعة‬
‫من العلماء والباحثني‪.‬‬

‫‪ËôµdG ¿BGô≤dG ‘ »ª∏©dG RÉéYE’G øe Qƒ°U : É«k fÉK‬‬


‫يف ما ياأتي بع�س الآيات التي ت�صري اإلى حقائق علمية اكت�صفت يف الع�رش احلديث‪:‬‬
‫‪ -1‬الإعجا‪ R‬القراآين يف و�صف ظلمات البحار العميقة واأمواجها الداخلية‬

‫يقول اهلل تعالى‪} :‬‬


‫{ (�صورة النور‪ ،‬الآية ‪)40‬‬

‫ت�صبه الآية الكرمية اأعمال الكافرين بالظلمات التي تكون يف قاع البحار‪ ،‬والتي يعلوها موج‬
‫ّ‬
‫ومن فوق ذلك املوج موج اآخر‪ ،‬ومن فوق هذه الأمواج �صحب ال�صماء‪.‬‬
‫وقد ّبيــن العلــم الحديث ‪ -‬بعد‬
‫ابتكار الأجهزة التي ُت َم ِّكن النا�س‬
‫من �صبــر اأعماق البحار ‪ -‬حقيقة‬
‫وجــود موج فــي داخــل البحر‬
‫العميــق‪ ،‬اإ�صافــة لوجــود موج‬
‫ٍ‬
‫ثــان يكون علــى �صطــح البحر‪،‬‬
‫وهــو المــوج الظاهــر للعيــان‪،‬‬
‫واأو�صحــت وجــود مناطــق في‬
‫اأعماق البحار تتال�صى فيها اأ�صعة ال�صم�س‪ ،‬ومناطق ظاهرة تتخللها اأ�صعة ال�صم�س‪.‬‬
‫‪ -2‬الإعجا‪ R‬القراآين يف اإ�صارته اإلى ظلمة الف�صاء‬

‫يقول اهلل تعالى‪} :‬‬


‫{ (�صورة احلجر الآيتان‪.)15-14 ،‬‬

‫‪215‬‬
‫بابا من‬
‫ت�صور لنا هاتان الآيتان حال الكافرين و�صدة عنادهم‪ ،‬حتى لو فتح اهلل تعالى لهم ً‬
‫ال�صماء و�صعدوا فيه باأج�صادهم كي يطلعوا على بديع �صنع اهلل يف ملكوته‪ ،‬ل�صكوا يف تلك‬
‫الروؤية واتهموا اأنف�صهم بالعجز التام عن الروؤية تارة‪ ،‬وبالوقوع بال�صحر تارة اأخرى‪.‬‬
‫النا�س مل يكونوا يرون اإل النور وال�صم�س‪ ،‬لكن‬
‫جاء العلم احلديث ليبني لنا اأن الكون يغ�صاه الظالم‬
‫الدام�س يف غالبية اأجزائه‪ ،‬واأن حزام النهار يف‬
‫ن�صف الكرة الأر�صية املواجه لل�صم�س ل يتعدى‬
‫�صمكه مئتي كيلومرت فوق م�صتوى �صطح البحر‪،‬‬
‫واإذا عرج الإن�صان اإلى ال�صماء يف و�صح النهار‬
‫فاإنه يفاجاأ بظلمة الكون ال�صاملة حتيط به من كل‬
‫جانب‪ ،‬حتى اإنه يرى ال�صم�س قر�صا اأ�صفر يف‬
‫�صفحة �صوداء حالكة ال�صواد‪ ،‬ل يقطع حلوكة �صوادها اإل بع�س البقع الباهتة الزرقة يف مواقع‬
‫النجوم‪.‬‬
‫‪ -3‬الإعجا‪ R‬القراآين يف ذكر اأخف�ص منطقة على �صط‪ í‬الأر�ص‬

‫{‬ ‫يقول اهلل تعالى‪} :‬‬


‫(�صورة الروم‪ ،‬الآيات ‪.)3-1‬‬

‫تخبرنا الآيات الكريمة عن المعركة التي وقعت بين مملكتي فار�س والروم‪ ،‬وانت�صر فيها‬
‫الفر�س على الروم‪ ،‬وكانت هذه المعركة في منطقة بالد ال�صام بين ب�صرى ال�صام واأذرعات‬
‫دمارا ً‬
‫كامال وانتهاء مملكتهم‪ ،‬اإل‬ ‫قرب البحر الميت‪ ،‬وتوقع النا�س اآنذاك دمار مملكة الروم ً‬
‫اأن الآيات الكريمة اأخبرتنا باأمر غيبي و�صيح�صل بعد هذه الهزيمة التي وقعت للروم‪ ،‬وهي‬
‫اأنهم �صينت�صرون على الفر�س في ب�صع �صنوات قليلة‪ ،‬وهذا ما تحقق ً‬
‫فعال‪ ،‬حيث وقعت معركة‬
‫الفر�س كما اأخبر القراآن الكريم‪ ،‬فدل ذلك على‬
‫َ‬ ‫الروم‬
‫ُ‬ ‫حا�صمة بين الفر�س والروم‪ ،‬هزم فيها‬
‫اإعجاز القراآن الغيبي في هذه الآية‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫واإ�صافــة اإلى هذا الإعجــاز الغيبي‪،‬‬
‫فقد اأ�صارت الآيات لحقيقة جغرافية‬
‫لــم تكن معروفة عنــد اأحد في ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬فقــد اأكد بع�ــس العلماء اأن‬
‫كلمة (اأدنــى) تاأتي بمعنى‪ :‬اأخف�س‪،‬‬
‫وياأتي العلــم التجريبــي ليوؤكد هذه‬
‫الحقيقــة بــاأن منطقة اأغــوار البحر‬
‫رتا‪ ،‬واأنهــا اأخف�س نقطة‬
‫الميــت ومــا حولها تنخف�س عــن م�صتوى البحر بـ اأكــرث من ‪ 350‬م ً‬
‫�صجلتها الأقمار ال�صناعية على الياب�صة‪.‬‬
‫‪ -4‬الإعجا‪ R‬القراآين يف و�صف اجلبال‬

‫{ (�صورة النباأ‪ ،‬الآيتان ‪.)7-6‬‬ ‫يقول اهلل تعالى‪} :‬‬

‫تقدم لنا هاتان الآيتان الكريمتان و�ص ًفا‬


‫عــن الجبال‪ ،‬فهــي ت�صبه الوتــد ً‬
‫�صكال‬
‫ووظيفــة‪ .‬ومــع تقــدم العلــم وعندما‬
‫اأجريــت فحو�صــات علــى تركيــب‬
‫معلوما على‬
‫ً‬ ‫الأر�س الداخلي‪ ،‬اأ�صبــح‬
‫جذورا مغرو�صة‬
‫ً‬ ‫وجه القطع اأن للجبال‬
‫في الأعماق‪ ،‬ويمكــن اأن ت�صل اإلى ما‬
‫كبيرا في اإيقاف الحركة‬
‫دورا ً‬
‫يعــادل ‪ 15‬مرة من ارتفاعها فوق �صطح الأر�س‪ ،‬واأن للجبــال ً‬
‫تبين اأن الجبال ً‬
‫فعال ت�صبه الأوتاد‪ ،‬فكما‬ ‫الأفقية الفجائية ل�صفائح طبقة الأر�س ال�صخرية‪ .‬وبذا ّ‬
‫منغر�صا في باطــن ق�صرة الأر�س‪ ،‬ووظيفته‬
‫ً‬ ‫وجزءا‬
‫ً‬ ‫ظاهرا فوق �صطح الأر�س‪،‬‬
‫ً‬ ‫جــزءا‬
‫ً‬ ‫اأن للوتــد‬
‫تثبيت ما يتعلق به‪ ،‬فكذلك الجبال‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫والقر�آن الكرمي مليء باحلقائق العلمية التي ت�ستنه�ض عقول امل�سلمني من العلماء ملزيد من االهتمام‬
‫بتدبر �آيات القر�آن الكرمي‪ ،‬وحماولة اكت�شاف امل�ضامني العلمية فيها‪ ،‬ون�رشها بني النا�س‪ ،‬وا�ستثمار هذه‬
‫االكت�شافات العلمية يف �إقناع النا�س بر�سالة الإ�سالم ال�سمحة‪ ،‬والدفاع عنه يف ظل الهجمات التي‬
‫يتعر�ض لها لت�شويه �صورته و�إنكار ربانيته‪.‬‬
‫�أ�ستذكر‬
‫و�أفراد جمموعتي ما تدل عليه الآيات الكرمية الآتية من �إعجاز علمي‪:‬‬
‫‪ -‬قال اهلل تعالى }‬
‫{ (�سورة ي�س‪ ،‬الآيتان ‪.)39 – 38‬‬
‫{ (�سورة الرحمن‪ ،‬الآيتان ‪.)20-19‬‬ ‫‪ -‬قال اهلل تعالى }‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫جازما ب�أن القر�آن الكريم موحى به من عند اهلل تعالى‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪� - 1‬أ�ؤمن �إيما ًنا‬
‫‪� - 2‬أتفكر في خلق الكون من حولي‪.‬‬
‫‪� - 3‬أعتز بمظاهر الإعجاز العلمي في القر�آن الكريم‪.‬‬
‫‪. ....................................... - 4‬‬

‫‪218‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ -1‬و�صح مفهوم الإعجاز العلمي في القراآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬و�صح العبارة الآتية‪( :‬الآيات القراآنية التي ت�صمنت اإ�صارات علمية دليل على اأن القراآن الكرمي‬
‫وحي من عند اهلل تعالى)‪.‬‬
‫‪ -3‬علل‪ :‬يقوم الإعجاز العلمي على اأ�صا�س الحقائق العلمية ولي�س النظريات العلمية‪.‬‬
‫‪ -4‬و�صح الإعجاز العلمي يف قوله تعالى‪} :‬‬
‫{‪.‬‬
‫‪ -5‬و�صح احلقيقة اجلغرافية التي اأ�صار اإليها قوله تعالى‪} :‬‬
‫{ (�صورة الروم‪ ،‬الآيات ‪.)3-1‬‬

‫{‪ ،‬و�صح العالقة بين ت�صبيه الجبال بالأوتاد‬ ‫‪ -6‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫كما و�صفتها الآية الكريمة‪ ،‬وبين ما اكت�صفه العلماء من حقائق علمية عنها‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫الدر�ص‬
‫‪ßØMh º¡a‬‬ ‫‪á«YɪàLG ÉjÉ°Uh‬‬ ‫اخلام�ص والثالثون‬

‫‪¢SQódG äÉLÉàf‬‬ ‫اأقراأ احلديث النبوي ال�رشيف الآتي‪:‬‬


‫قادرا على‪:‬‬
‫يتوقع من الطالب يف نهاية الدر�ص اأن يكون ً‬
‫‪ -1‬تو�صيح معاين املفردات والرتاكيب‪.‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ال َر ُ�ص ُ‬
‫ــال‪َ :‬ق َ‬
‫َق َ‬ ‫ــن َاأ ِبي ُه َر ْي َر َة‬
‫َع ْ‬
‫وافيا‪.‬‬
‫�رشحا ً‬
‫‪� -2‬رشح احلديث املقرر ً‬
‫اج ُ�صــوا‪َ ،‬و َل‬ ‫ــدوا‪َ ،‬و َل َت َن َ‬ ‫ا�ص ُ‬ ‫«ل َت َح َ‬ ‫‪َ :‬‬
‫غيبا‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ احلديث النبوي املقرر ً‬
‫‪ -4‬متثل التوجيهات املت�صمنة يف احلديث املقرر‪.‬‬ ‫ِـع َب ْع ُ�ص ُك ْم‬ ‫ــروا‪َ ،‬و َل َيب ْ‬ ‫َت َباغَ ُ�صــوا‪َ ،‬و َل َت َد َاب ُ‬
‫�س‪َ ،‬و ُكو ُنوا ِع َبــا َد ا ِ‬
‫هلل اإ ِْخ َوا ًنا‪،‬‬ ‫َع َلــى َب ْي ِع َب ْع ٍ‬
‫ــم اأَ ُخو ا ْل ُم ْ�ص ِل ِم‪َ ،‬ل َي ْظ ِل ُم ُه َو َل َي ْخ ُذ ُل ُه‬
‫ا ْل ُم ْ�ص ِل ُ‬
‫ـيـر اإِ َلـى‬
‫ـ�ص ُ‬ ‫اه َنا ‪َ -‬و ُي ِ‬ ‫ــر ُه‪ .‬ال َّت ْق َوى َه ُ‬ ‫َو َل َي ْح ِق ُ‬
‫ــب ْامرِ ٍئ‬
‫ات ‪ِ -‬ب َح ْ�ص ِ‬ ‫ــر ٍ‬
‫ـــدرِ ِه َث َـال َث َم َّ‬
‫َ�ص ْ‬
‫ـح ِـق َ‬ ‫الـ�صـرِ ّ اأَ ْن َي ْ‬
‫‪∞jô°ûdG …ƒÑædG åjóëdG …hGQ‬‬ ‫ـــر اأ َخ ُاه ا ْل ُم ْ�ص ِل َـم‪ُ ،‬ك ُّ‬
‫ـل‬ ‫َ‬ ‫ِم ْن َّ‬
‫‪ ،‬وقد �صبق‬ ‫ال�صحابي الجليل اأبو هريرة‬ ‫ا ْل ُم ْ�ص ِل ِـم َعـ َلــى ا ْل ُـم ْ�ص ِل ِـم َح َر ٌام؛ َد ُم ُه َو َما ُل ُه‬
‫التعريف به‪.‬‬ ‫َو ِع ْر ُ�ص ُه»(‪.)1‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪Ö«cGÎdGh äGOôØŸG : ’hC‬‬
‫بع�صا‪.‬‬
‫‪ :‬يقاطع بع�صكم ً‬ ‫َت َد َاب ُروا‬
‫‪ :‬يتخلى عنه‪ ،‬ويترك معونته‪.‬‬ ‫َي ْخ ُذ ُله‬
‫‪ :‬ي�صت�صغره‪ ،‬ويقلل من �صاأنه‪.‬‬ ‫َي ْح ِق ُر ُه‬

‫‪∞jô°ûdG …ƒÑædG åjó◊G ìô°T : É«k fÉK‬‬

‫الم�صلمين اأن يكونوا اإخوة متحابين‪ ،‬واأن يعمل كل واحد منهم لم�صلحة‬ ‫اأمر الر�صول‬
‫في هذا الحديث من ممار�صات واأخالقيات عدة‬ ‫المجتمع‪ ،‬ولتحقيق ذلك حذرهم النبي‬
‫توؤثر في المجتمع وفي العالقات بين اأفراده‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫(‪� )1‬صحيح م�صلم‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ - 1‬الح�سد‬
‫هو تمني زوال النعمة عن الآخرين‪ .‬وهو محرم لما فيه من اعترا�ض على قدر اهلل عز وجل في‬
‫ما �أنعم على النا�س من نعمه‪.‬‬
‫‪ -2‬التناج�ش‬
‫غ�شا‬
‫هو الزيادة في ثمن ال�سلعة ال بق�صد �شرائها؛ بل لخداع النا�س بذلك‪ .‬وهو حرام؛ لأن فيه ً‬
‫وخداعا و�أكلاً لأموال النا�س بالباطل‪ ،‬وهو بذلك ي�ؤدي �إلى العداوة بينهم‪.‬‬
‫ً‬
‫ومثال ذلك ما يحدث في بع�ض المزادات العلنية؛ عندما يتفق البائع الذي يعر�ض �سلعة مع‬
‫�سعرا معي ًنا‪ ،‬ف�إن قال �أحدهم �أنا‬
‫�شخ�ص �أن يزيد في �سعرها كلما و�ضع لها �أحد الحا�ضرين ً‬
‫�أ�شتريها بمئة‪ ،‬زاد ذلك ال�شخ�ص فقال مثلاً ‪� :‬أنا �أ�شتريها بمئة وخم�سين‪ ،‬فهو ًّ‬
‫فعليا ال يريد‬
‫�شراءها‪ ،‬ولكن حتى يخدع الم�شترين‪ ،‬وي�ضطروا �إلى رفع �سعر ال�سلعة �أكثر من مئة وخم�سين‪،‬‬
‫ليحوزوا عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬البغ�ضاء‬
‫حث الإ�سالم على المودة والألفة بين النا�س‪ ،‬وحرم كل ما ي�ؤدي �إلى الكراهية بينهم‪ ،‬كال�سب‬
‫�أو ال�شتم �أو الغيبة �أو النميمة �أو الظلم �أو الغ�ش؛ فهذه الأمور تعكر �صفو الأخوة‪ ،‬وتن�شر‬
‫الكراهية بين النا�س‪.‬‬
‫‪ -4‬التدابر‬
‫حر�ص الإ�سالم على دوام التوا�صل مع الآخرين‪ ،‬فنهى عن المقاطعة؛ لأنها ت�ضعف العالقات‬
‫«ل َي ِح ُّل ِل ُم ْ�س ِل ٍم أَ� ْن َي ْه ُج َر َ أ� َخ ُاه ف َْو َق‬
‫‪ :‬اَ‬ ‫بين النا�س‪ ،‬وت�ؤدي �إلى الكراهية‪ .‬قال ر�سول اهلل‬
‫�ض َه َذا‪َ ،‬و َخ ْي ُر ُه َما ا َّل ِذي َي ْب َد�أُ ِب َّ‬
‫ال�سلاَ ِم»(((‪.‬‬ ‫�ض َه َذا َو ُي ْعرِ ُ‬ ‫ال‪َ ،‬ي ْل َت ِق َي ِ‬
‫ان ف َُي ْعرِ ُ‬ ‫َثلاَ ِث َل َي ٍ‬
‫‪ -5‬البيع على البيع‬
‫وله �صورتان‪:‬‬
‫أ� ‪� -‬أن يتفق اثنان على �أن يبيع �أحدهما للآخر �سلعة‪ ،‬في�أتي بائع �آخر ليف�سد هذا البيع‪ ,‬فيقول‬
‫خريا منها بهذا الثمن‪.‬‬
‫للم�شرتي‪� :‬أنا �أبيعك مثلها ب�أنق�ص من هذا الثمن‪� ،‬أو �أبيعك ً‬
‫(‪� )1‬صحيح م�سلم‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫ب‪� -‬أن يتفق اثنان على �أن يبيع �أحدهما للآخر �سلعة معينة‪ ،‬في�أتي م�ش ٍرت �آخر ليف�سد هذا البيع‬
‫فيقول للبائع‪� :‬أنا �أ�شرتيها منك ب�أكرث من هذا الثمن‪.‬‬
‫والبيع على البيع حرام؛ لأنه ي�ؤدي �إلى �إحلاق ال�رضر بالنا�س‪ ،‬ون�رش العداوة بينهم‪.‬‬
‫�أعمق فهمي‬
‫من فهمي ملعنى التناج�ش يف البيع‪ ،‬والبيع على البيع‪� ،‬أو�ضح الفرق بينهما باملثالني الآتيني‪:‬‬
‫بائعا عن �سلعة ثمنها ‪ 100‬دينار‪ ،‬والبائع �صديق ملازن‪ ،‬فقال‬
‫‪ -‬ر�أى مازن م�شرتيًا ي�س�أل ً‬
‫دينارا‪ ،‬ولي�س يف نيته �رشا�ؤها‪ ،‬بل بهدف‬
‫ً‬ ‫مازن ل�صديقه البائع‪� :‬أنا �أ�شرتيها منك بـ ‪120‬‬
‫َن ْفع �صديقه البائع‪ ،‬فيخدع امل�شرتي ويوهمه ب�أن ال�سلعة ت�ساوي هذا املبلغ من املال فيغريه‬
‫ب�رشائها بال�سعر الثاين‪.‬‬
‫‪ -‬بعد �أن اتفق �سمري والبائع على ثمن �سيارة مببلغ ‪ 10000‬دينار‪ ،‬قال له م�ش ٍرت �آخر‪� :‬أنا‬
‫�أ�شرتيها منك ب�أكرث مما دفع لك‪ ،‬بـ ‪ 12000‬دينار‪.‬‬

‫‪ -6‬الظلم‬
‫الظلم هو جتاوز احلد واالعتداء على حقوق الآخرين‪� ،‬سواء كان ذلك باالعتداء عليهم بالل�سان‬
‫�أو باليد‪� ،‬أو باالعتداء على �أموالهم �أو �أعرا�ضهم‪� ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬الخذالن‬
‫هو التخلي عن ن�صرة �أخيه ومعونته‪ ،‬فيجب على الم�سلم �أن ين�صر �أخاه ويعينه �إذا ا�ستعان به‪،‬‬
‫ويقف �إلى جانبه ليرفع عنه الظلم‪ ،‬ولكن ذلك ال يعني �أن يعينه على الباطل وين�صره لقرابة‬
‫اك َظا ِل ًما َ أ� ْو َم ْظ ُل ً‬
‫وما‪َ .‬قا ُلوا‪َ :‬يا‬ ‫‪« :‬ا ْن ُ�ص ْر َ �أ َخ َ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫قال َر ُ�س ُ‬‫�أو �صداقة �أو م�صلحة دنيوية‪َ ،‬‬
‫ال‪َ :‬ت ْ�أ ُخ ُذ ف َْو َق َي َد ْي ِه»((( (�أي تن�صحه‬ ‫ف َن ْن ُ�ص ُر ُه َظا ِل ًما؟ َق َ‬ ‫وما‪ ،‬ف ََك ْي َ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل‪َ ،‬ه َذا َن ْن ُ�ص ُر ُه َم ْظ ُل ً‬ ‫َر ُ�س َ‬
‫وتمنعه من ظلمه)‪.‬‬
‫‪ -8‬التحقير‬
‫ال يجوز مل�سلم �أن ي�ستهني بالآخرين ويقلل من �ش�أنهم‪ ،‬لفقرهم �أو ن�سبهم �أو لونهم �أو مهنتهم‪،‬‬
‫�أو لأي �سبب �آخر‪.‬‬
‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫ثم بني احلديث ال�رشيف �أن ميزان التفا�ضل بني النا�س هو التقوى والعمل ال�صالح‪ ،‬ولي�س الن�سب‬
‫{ (�سورة احلجرات‪ ،‬الآية ‪ .)13‬والتقوى‬ ‫�أو املال �أو البلد‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫عندما �أ�شار �إلى �صدره وقال‪« :‬ال َّت ْق َوى َها ُه َنا»‪ ،‬وال يطلع عليها‬ ‫حملها القلب كما بني النبي‬
‫�أحد �إال اهلل تعالى‪ ،‬وهي التي تدفع �صاحبها �إلى ح�سن اخللق وال�سلوك‪ ،‬ومتنعه عن �أمرا�ض القلوب‬
‫ويحكم عليهم مبقت�ضاه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كاحل�سد والبغ�ضاء‪ ،‬وهي املقيا�س الذي يحا�سب اهلل به عباده‪،‬‬

‫‪ -9‬االعتداء على النا�س‬


‫جعل الإ�سالم لدماء النا�س و�أعرا�ضهم و�أموالهم حرمة عظيمة‪ ،‬وو�ضع من الت�رشيعات ما‬
‫ي�ضمن لهم هذه احلقوق‪.‬‬

‫�أ�ستنتج‬
‫احلكمة امل�شرتكة من حترمي الأمور ال�سابقة املنهي عنها يف احلديث ال�رشيف‪.‬‬

‫ال تقت�رص على امل�سلمني كما هو ظاهر احلديث‪ ،‬بل‬ ‫وهذه الأمور التي نهى عنها النبي‬
‫خ�ص احلديث عن‬ ‫ت�شمل النا�س كافة‪ ،‬كما دلت على ذلك �أحاديث �أخرى‪ ،‬لكن الر�سول‬
‫بالهد ِي النبوي‪ ،‬ف�أراد‬
‫التزاما ْ‬
‫ً‬ ‫امل�سلمني؛ لأنهم املخاطبون يف احلديث‪ ،‬وهم �أغلب املجتمع والأكرث‬
‫منهم �أن يرتبوا على هذه الأخالق‪ ،‬ثم بعد ذلك ين�رشونها بني النا�س‪.‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس ‪:‬‬

‫‪� - 1‬أحر�ص على ن�رش املحبة والأخوة بني النا�س‪.‬‬


‫‪� - 2‬أطهر قلبي و�سلوكي من احل�سد واحلقد والظلم‪.‬‬
‫‪. ........................................ - 3‬‬

‫‪223‬‬
‫الأ�صئلة‬
‫‪ -1‬ما املق�صود مبا ياأتي‪ :‬احل�صد‪ ،‬التناج�س؟‬
‫‪ -2‬ما احلكمة من حترمي كل من‪ :‬التباغ�س‪ ،‬التحقري؟‬
‫‪ -3‬اذكر ثالث و�صايا وردت يف احلديث ال�رشيف‪.‬‬
‫‪ -4‬قارن بني التناج�س والبيع على البيع من حيث‪ :‬كيفية كل منهما‪ ،‬واحلكم ال�رشعي فيهما‪.‬‬
‫يف ما ياأتي‪:‬‬ ‫‪ -5‬ما املعنى امل�صتفاد من قوله‬
‫«و ُكو ُنوا ِع َبا َد ا ِ‬
‫هلل اإ ِْخ َوا ًنا»‪.‬‬ ‫‪َ :‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫ال�صرِ ّ اأَ ْن َي ْح ِق َر اأ َ َخ ُاه ا ْل ُم ْ�ص ِل َم»‪.‬‬
‫‪ِ « :‬ب َح ْ�ص ِب ْامرِ ٍئ ِم ْن َّ‬ ‫ب‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫‪ « :‬التقوى ها هنا»‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫‪ُ « :‬ك ُّل ا ْل ُم ْ�ص ِل ِم َع َلى ا ْل ُم ْ�ص ِل ِم َح َر ٌام َد ُم ُه َو َما ُل ُه َو ِع ْر ُ�ص ُه»‪.‬‬ ‫د ‪ -‬قال ر�صول اهلل‬
‫‪� -6‬صع دائرة حول رمز الإجابة ال�صحيحة يف ما ياأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬متني الإن�صان زوال النعمة عن غريه من النا�س‪ ،‬هو‪:‬‬
‫د ‪ -‬البغ�صاء‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬التدابر‪.‬‬ ‫ب‪ -‬النج�س‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬احل�صد‪.‬‬
‫(‪ )2‬معنى « ل تدابروا»‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬ل يزد اأحدكم يف ثمن ال�صلعة اإذا كان ل يريد �رشاءها ليخدع غريه‪.‬‬
‫بع�صا‪.‬‬‫ب‪ -‬ل يقاطع بع�صكم ً‬
‫جـ‪ -‬ل يرتك معونة اأخيه‪.‬‬
‫د ‪ -‬ل ي�صت�صغر اأحدكم اأخاه اأو يقلل من �صاأنه‪.‬‬
‫‪« :‬يخذله»‪:‬‬ ‫(‪ )3‬املق�صود بقول النبي‬
‫ب‪ -‬يقلل من �صاأنه‪ .‬جـ‪ -‬يرتك ن�رشته‪ .‬د ‪ -‬يبغ�صه‪.‬‬ ‫اأ ‪ -‬يظلمه‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪« :‬ل حتا�صدوا‪ »...‬اإلى قوله‬ ‫غيبا احلديث النبوي ال�رشيف من قوله‬
‫‪ -7‬اكتب ً‬
‫«‪ ...‬وماله وعر�صه»‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫اأُقيِّ ُم معلوماتي واأُنظِّمها‬
‫بعد درا�صتي الدر�صني ال�صابقني اأكمل املخططات التنظيمية الآتية مبا ينا�صبها‪:‬‬
‫اأو ًل‪ :‬الدر�ص الرابع والثالثون (�صور من الإعجا‪ R‬العلمي يف القراآن الكر‪)Ë‬‬

‫�صور من الإعجا‪ R‬العلمي يف القراآن الكر‪Ë‬‬

‫احلقيقة اجلغرافية يف قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪..............‬‬


‫‪..............‬‬ ‫مفهوم الإعجا‪ R‬العلمي‬
‫}‬ ‫‪..............‬‬
‫{‬ ‫‪..............‬‬

‫‪..............‬‬ ‫قال اهلل تعالى ‪}:‬‬ ‫‪..............‬‬


‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫{‪.‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..............‬‬

‫‪225‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدر�س اخلام�س والثالثون (و�صايا اجتماعية)‬

‫• تمني زوال النعمة عن الآخرين‬ ‫مفهوم ‪.......‬‬

‫• ‪.............................................................‬‬ ‫مفهوم التناج�ش‬

‫• كل ما ي�ؤدي �إلى الكراهية‬ ‫مفهوم ‪.......‬‬

‫• ‪.............................................................‬‬ ‫مفهوم التدابر‬

‫• ‪.............................................................‬‬ ‫مفهوم البيع على بيع‬


‫�أخيه‬

‫• تجاوز الحد واالعتداء على حقوق الآخرين‬ ‫مفهوم ‪.......‬‬

‫• ‪.............................................................‬‬ ‫مفهوم اخلذالن‬

‫• التقليل من �ش�أن الآخرين‬ ‫مفهوم ‪.......‬‬

‫• ‪.............................................................‬‬ ‫مفهوم االعتداء على‬


‫النا�س‬

‫‪226‬‬
‫المراجع‬

‫‪ - 1‬ابن الأثري‪ ،‬علي بن حممد ( ت ‪ 630‬هـ ) ‪ ،‬النهاية يف غريب احلديث والأثر ‪ ،‬ن�رش م�ؤ�س�سة الر�سالة ‪،‬‬
‫الطبعة الأولى ‪ ،‬بريوت ‪ 2011 :‬م ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ابن اجلزري‪ ،‬حممد بن حممد ( ت ‪ 833‬هـ) ‪ ،‬الن�رش يف القراءات الع�رش ‪ ،‬ن�رش مكتبة القاهرة ‪ ،‬القاهرة‪..‬‬
‫‪ - 3‬ابن حجر‪� ،‬أحمد بن علي �أبو الف�ضل الع�سقالين ال�شافعي (‪852‬هـ)‪ ،‬الإ�صابة يف متييز ال�صحابة‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عادل �أحمد عبد املوجود وعلى حممد معو�ض‪ ،‬ط‪1415 1‬هـ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‬
‫‪ - 4‬ابن حجر‪� ،‬أحمد بن علي �أبو الف�ضل الع�سقالين ال�شافعي (‪852‬هـ)‪ ،‬فتح الباري �رشح �صحيح البخاري‪،‬‬
‫حتقيق حممد ف�ؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪1379 ،‬هـ‬
‫‪ - 5‬ابن عا�شور‪ ،‬حممد الطاهر بن حممد ( ت ‪ 1393‬هـ) ‪ ،‬التحرير والتنوير ‪ ،‬ن�رش م�ؤ�س�سة التاريخ العربي‪،‬‬
‫بريوت – لبنان ‪ ،‬الطبعة الأولى‪1420 ،‬هـ‪2000/‬م‬
‫‪ - 6‬ابن كثري‪� ،‬أبو الفداء �إ�سماعيل بن عمر الدم�شقي (‪774‬هـ)‪ ،‬البداية والنهاية‪1407 ،‬هـ‪1986/‬م‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ - 7‬ابن كثري‪� ،‬إ�سماعيل بن عمر ( ت ‪ 774‬هـ) ‪ ،‬تف�سري القر�آن العظيم ‪ ،‬دار طيبة للن�رش والتوزيع ‪ ،‬د م ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1420‬هـ ‪ 1999 -‬م‬
‫‪ - 8‬ابن ماجه‪� ،‬أبو عبد اهلل حممد بن يزيد القزويني‪273 ،‬هـ‪ ،‬ال�سنن‪ ،‬حتقيق حممد ف�ؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار �إحياء‬
‫الكتب العربية ‪ -‬في�صل عي�سى البابي احللبي‬
‫‪� - 9‬أبو ال�سعود‪ ،‬حممد بن حممد ( ت ‪ 982‬هـ) ‪� ،‬إر�شاد العقل ال�سليم يف مزايا القر�آن الكرمي ‪ ،‬ن�رش دار‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪� - 10‬أبو الف�ضل الرازي‪ ،‬عبد الرحمن بن �أحمد ( ت ‪454‬هـ ) ‪ ،‬ف�ضائل القر�آن وتالوته ‪ ،‬دار الب�شائر‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة الأولى ‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪� - 11‬أبو داود‪� ،‬سليمان بن الأ�شعث ال�سج�ستاين (‪275‬هـ)‪ ،‬ال�سنن‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬
‫املكتبة الع�رصية‪� ،‬صيدا – بريوت‪.‬‬
‫‪� - 12‬أبو �شهبة‪ ،‬حممد �أبو �شهبة ( ت ‪1403‬هـ ) ‪ ،‬املدخل لدرا�سة القر�آن الكرمي ‪ ،‬ن�رش مكتبه ال�سنة – القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‬
‫‪ - 13‬الباقالين‪ ،‬حممد ابن الطيب (ت ‪ 403‬هـ) ‪� ،‬إعجاز القر�آن ‪ ،‬حتقيق ال�سيد �صقر ‪ ،‬ن�رش دار املعارف ‪ ،‬م�رص‪.‬‬
‫‪ - 14‬البخاري‪ ،‬حممد بن ا�سماعيل (‪256‬هـ)‪ ،‬اجلامع امل�سند ال�صحيح املخت�رص من �أمور ر�سول اهلل �صلى اهلل‬
‫عليه و�سلم و�سننه و�أيامه‪ ،‬حتقيق حممد زهري بن نا�رص النا�رص‪ ،‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪1422 1‬هـ‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫‪ - 15‬الرتمذي‪ ،‬حممد بن عي�سى (‪279‬هـ)‪ ،‬ال�سنن‪ ،‬حتقيق �أحمد �شاكر‪ ،‬ط‪1395 2‬هـ‪� ، -‬رشكة مكتبة‬
‫ومطبعة م�صطفى البابي احللبي – م�رص‬
‫‪ - 16‬الذهبي‪� ،‬شم�س الدين �أبو عبد اهلل حممد بن �أحمد بن عثمان (‪748‬هـ)‪� ،‬سري �أعالم النبالء‪ ،‬حتقيق جمموعة‬
‫من املحققني ب�إ�رشاف ال�شيخ �شعيب الأرنا�ؤوط‪ ،‬ط‪ 1405 3‬هـ ‪ 1985 /‬م‪ ،‬م�ؤ�س�سة الر�سالة‬
‫‪ - 17‬ر�شيد ر�ضا‪ ،‬حممد ر�شيد ( ت ‪1354‬هـ) ‪ ،‬تف�سري املنار ‪ ،‬ن�رش ‪ ،‬الهيئة امل�رصية العامة للكتاب‪ 1990 ،‬م‪.‬‬
‫�سورية – دم�شق‪ ،‬ط‪.4‬‬ ‫إ�سالمي و�أد َّل ُت ُه‪ ، ،‬دار الفكر ‪-‬‬ ‫الز َح ْي ِلي‪َ ،‬و ْه َبة بن م�صطفى‪ِ ،‬‬
‫الف ْق ُه ال‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ّ ُّ - 18‬‬
‫‪ - 19‬الزرك�شي‪ ،‬حممد بن بهادر ( ت ‪ 794‬هـ) ‪ ،‬الربهان يف علوم القر�آن ‪ ،‬ن�رش دار �إحياء الكتب العربية ‪،‬‬
‫عي�سى البابى احللبي و�رشكائه ‪ ،‬الطبعة الأولى ‪ 1376 ،‬هـ ‪ 1957 -‬م ‪.‬‬
‫‪ - 20‬ال�سدالن‪� ،‬صالح بن غامن بن عبد اهلل بن �سليمان بن علي ر�سالة يف الفقه املي�رس‪ ، ،‬وزارة ال�ش�ؤون‬
‫الإ�سالمية والأوقاف والدعوة والإر�شاد ‪ -‬اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى‪1425 ،‬هـ‬
‫‪ - 21‬ال�سيوطي‪ ،‬عبد الرحمن بن �أبي بكر ( ت ‪ 911‬هـ) ‪ ،‬الإتقان يف علوم القر�آن ‪ ،‬ن�رش جممع امللك فهد‬
‫لطباعة امل�صحف ‪ ،‬املدينة املنورة‪.‬‬
‫‪ - 22‬ف�ضل ح�سن عبا�س‪� ،‬إعجاز القر�آن الكرمي‪ ،‬عمان‪1991 ،‬م‬
‫‪ - 23‬القرطبي‪ ،‬حممد بن �أحمد ( ت ‪ 671‬هـ) ‪ ،‬اجلامع لأحكام القر�آن ‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬الريا�ض‪ ،‬الطبعة‬
‫الأولى ‪ 1423 ،‬هـ‪ 2003 /‬م‬
‫‪ - 24‬حممد �أبو زهرة‪ ،‬العالقات الدولية يف الإ�سالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 25‬حممد �أبو زهرة‪ ،‬تنظيم الإ�سالم للمجتمع‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1965 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 26‬ال�سقا‪ ،‬حممد الغزايل‪ ،‬خلق امل�سلم‪ ،‬دار الكتب احلديثة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة ال�سابعة‪1964 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 27‬ال�سقا‪ ،‬حممد الغزايل‪ ،‬فقه ال�سرية‪ ،‬النا�رش‪ :‬دار القلم – دم�شق‪ ،‬تخريج الأحاديث‪ :‬حممد نا�رص الدين‬
‫الألباين‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى‪ 1427 ،‬هـ‬
‫‪ - 28‬م�سلم بن احلجاج (‪261‬هـ)‪ ،‬اجلامع ال�صحيح‪ ،‬حتقيق حممد ف�ؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار �إحياء الرتاث العربي‬
‫‪ -‬بريوت‬
‫‪ - 29‬املو�سوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬وزارة الأوقاف وال�شئون الإ�سالمية – الكويت‪ ،‬ط‪( :‬من ‪- 1404‬‬
‫‪ 1427‬هـ)‪.‬‬
‫‪ - 30‬النووي‪� ،‬أبو زكريا حميي الدين يحيى بن �رشف النووي (‪676‬هـ)‪ ،‬املنهاج �رشح �صحيح م�سلم بن‬
‫احلجاج‪ ،‬ط‪1392 2‬هـ‪ ،‬دار �إحياء الرتاث العربي ‪ -‬بريوت‬

‫‪228‬‬
‫‪ - 31‬ابن �إ�سحاق‪ ،‬حممد بن ي�سار (‪151‬هـ)‪� ،‬سرية ابن �إ�سحاق (كتاب ال�سري واملغازي)‪ ،‬حتقيق‪� :‬سهيل زكار‪،‬‬
‫النا�رش‪ :‬دار الفكر – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى ‪1398‬هـ ‪1978/‬م‬
‫‪ - 32‬ابن ه�شام‪ ،‬عبد امللك املعافري‪213( ،‬هـ)‪ ،‬ال�سرية النبوية البن ه�شام‪ ،‬املحقق‪ :‬طه عبد الر�ؤوف �سعد‪،‬‬
‫النا�رش‪� :‬رشكة الطباعة الفنية املتحدة‪.‬‬
‫‪ - 33‬احل�صني‪� ،‬أبو بكر بن حممد بن عبد امل�ؤمن احل�سيني (‪829‬هـ)‪ ،‬كفاية الأخيار يف حل غاية االخت�صار‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬علي عبد احلميد بلطجي وحممد وهبي �سليمان‪ ،‬النا�رش‪ :‬دار اخلري – دم�شق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى‪،‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪ - 34‬اخلطيب ال�رشبيني‪ ،‬حممد بن �أحمد (‪977‬هـ)‪ ،‬مغني املحتاج �إلى معرفة معاين �ألفاظ املنهاج‪ ،‬النا�رش‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى‪1415 ،‬هـ ‪1994 -‬م‬
‫‪ - 35‬ابن �أبي العز احلنفي‪ ،‬حممد بن عالء الدين ال�صاحلي (‪792‬هـ)‪� ،‬رشح العقيدة الطحاوية‪ ،‬حتقيق‪� :‬شعيب‬
‫الأرن�ؤوط ‪ -‬عبد اهلل بن املح�سن الرتكي‪ ،‬النا�رش‪ :‬م�ؤ�س�سة الر�سالة – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬العا�رشة‪1417 ،‬هـ‬
‫‪1997 -‬م‪.‬‬
‫‪� - 36‬ضمريية‪ ،‬د عثمان جمعة‪ ،‬مدخل لدرا�سة العقيدة الإ�سالمية‪ ،‬النا�رش‪ :‬مكتبة ال�سوادي للتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1417‬هـ‪1996-‬م‪.‬‬
‫‪ - 37‬اجلميلى‪ ،‬ال�سيد‪ ،‬غزوات النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬النا�رش‪ :‬دار ومكتبة الهالل – بريوت‪ ،‬تاريخ الن�رش‪:‬‬
‫‪ 1416‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 38‬ابن حجر الع�سقالين‪� ،‬أحمد بن علي (‪852‬هـ)‪ ،‬الإ�صابة يف متييز ال�صحابة‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل �أحمد عبد‬
‫املوجود وعلى حممد معو�ض‪ ،‬النا�رش‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى ‪ 1415 -‬هـ‬
‫‪ - 39‬ابن �سعد‪� ،‬أبو عبد اهلل حممد بن �سعد بن منيع ( ‪230‬هـ)‪ ،‬الطبقات الكربى‪ ،‬املحقق‪� :‬إح�سان عبا�س‪،‬‬
‫النا�رش‪ :‬دار �صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة الأولى‪ 1968 ،‬م‬

‫‪229‬‬
‫تم بحمد اهلل‬

You might also like