Professional Documents
Culture Documents
جهود الفرق الإدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1958-1962 زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
جهود الفرق الإدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1958-1962 زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
733
بن سعدي سمير
مقدمة
ترتبط الحادثة التاريخية بالمكان والزمان ،ومن خالل موضوعنا هذا الذي نعالج فيه إشكالية جوهرية حول
مساعي الفرق اإلدارية في تطبيق مشروع قسنطينة الذي أعلن عنه الجنرال شارل ديغول رئيس الجمهورية
الفرنسية الخامسة في إطار مساعيه للقضاء على الثورة التحريرية الجزائرية ،ولهذا نحن مجبرين على توضيح
العديد من النقاط في هذا الموضوع من بينها المكان الذي طبق فيه هذا المشروع على غرار الكثير من مناطق
الجزائر ،باإلضافة إلى محاولة إعطاء نظرة حول الفرقة اإلدارية التي أنشئت في هذا المكان (زمورة ،ثم نعرج
إلى ذكر معلومات حول هذا المشروع (مشروع قسنطينة) ،وفي األخير ،نذكر أهم المشاريع التي برمجت في
إطار هذا المشروع معرجين على المشاريع التي انطلقت األشغال بها والتي لم تنطلق ،معتمدين في طرح
الموضوع على المنهج الوصفي ،ومستندين أيضا إلى المنهج التحليلي واإلحصائي في ذكر األرقام
واإل حصائيات ،والتي حاولنا جاهدين تحويلها إلى منحنيات ورسومات بيانية ،ومستنتجين في األخير أهم
القطاعات التي تم التركيز عليها في المنطقة.
.1التعريف بالمنطقة
()1
.1.1أصل التسمية
يوجد اختالف كبير وتضارب حول أصل التسمية ففي مؤلف مارمول كربخال بعنوان إفريقيا ،يذكر أن
()3 ()2
ونجد تضارب الروايات أيضا في حين نجد شاو يشير لها بالمدينة القديمة زاما بطليموس سماها أزما
()5 ()4
وتجمع على تزمورن التي تعني الزيتون فهنالك من يرجعها إلى أصل الكلمة األمازيغية "أزمور"
()7
أو مجموعة وتزمران( )6وهنالك من ُيرجعها إلى الكلمة األمازيغية تيزمورين التي تعني مجموعة القرى
الزياتين ( ،)8في حين ُيرجعها البعض إلى أصل الكلمة التركية المركبة زاموراه(" ،)9زمو" بمعنى حصن و"راه"
وفي بعض القواميس "راه" بمعنى الطريق (.)11 ()10
بمعنى الحامية
.2.1المناطق المشابهة لها في االسم
خالل بحثنا وجمعنا للمصادر والمراجع التي تخص المنطقة بالدراسة ،وجدنا العديد من المناطق بهذا االسم،
ليس في الجزائر فحسب بل في مختلف دول العالم حيث حصلنا على ما يلي:
وره ،وهي التي كانت تابعة لدائرة مستغانم ،عمالة وهران وكتبت بالحرف
ورةْ ،زُّموراه أو ْزُّم َ
ورةْ ،زُّم َ
ْزُم َ
الالتيني على الشكل التالي )12( ZEMORA, ZEMMOURA, ZEMOUORAH.وهي حاليا تابعة
وهناك اختالفات كثيرة في كتابتها ( ،)14بلغ تعداد سكانها في القرن التاسع عشر 3219 ()13
لوالية غليزان
()15
ورة ،وهي مدينة بإسبانيا ،وتكتب بالحرف الالتيني على النحو
ام َ
ُ زَ أو ة
ور
َ م
ُزَ ىأخر منطقة وهناك نسمة
التالي )16( Zamoraأو )17( Smouraوتوجد منطقة أخرى بهذا االسم في مصراتة بليبيا ( )18كما توجد
()19
ونبقى في الجزائر وبالتحديد في الغرب الجزائري منطقة أيضا بهذا االسم بالجزائر وبالتحديد في بسكرة
توجد من طقة أخرى في اللة مغنية تابعة لقسمة تلمسان في القرن التاسع عشر بلغت مساحتها 3200هكتار
734
جهود الفرق اإلدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1962-1958زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
أنمو
ومنطقة أخرى متواجدة في وتوجد منطقة بهذا االسم في المكسيك
()21 ()20
يسكنها 278عربي و 119أوروبي
فنزيال بلغ عدد سكانها 70000نسمة ( .)22وهنالك تسميات لمناطق بالمغرب متشابهة جدا مع األماكن
المتواجدة بالمنطقة المدروسة خصوصا في طريقة كتابتها بالحروف الفرنسية ( .)23وما يمكن قوله أن اسم زمورة
يوجد في مناطق كثيرة ،خصوصا شمال افريقيا من مصر إلى المغرب ،حيث يقول غابريل كامبس في كتابه
في أصول البربر ما يلي …" :ومثل االسم السامي نجد في التوبونيميا كلمة آزمور ،زمورة ومجال انتشار
االسم يمتد من مصر إلى المغرب .)24( "...
()25
.3.1اختالفات في كتابة االسم
خصصنا منطقتين من بين المناطق الكثيرة الموجودة بهذا االسم حيث ركزنا على المنطقة المشهورة
الموجودة في الغرب الجزائري التابعة حاليا لوالية غليزان ،والمنطقة المشهورة في الشرق الجزائري التابعة حاليا
لوالية برج بوعريريج.
زمورة في الغرب الجزائريّ .1.3.1
من خالل التقارير والوثائق المطبوعة حول هذه المنطقة يالحظ أن طريقة كتابة المصطلح على الشكل
خالل القرن التاسع عشر والعشرين. ()27
Zemmora ()26
التاليZemmorah:
2.3.1زمورة في الشرق
وهي محل الدراسة في هذا اإلطار هناك اختالفات كثيرة في طريقة كتابة مصطلح زمورة ،في الخرائط
()28
والوثائق والتقارير الفرنسية ،خالل القرن التاسع عشر والقرن العشرين ويمكن حصرها فيما يليZémoura:
وهذه االختالفات الموجودة خالل النصف الثاني من القرن ()31
Zemmora Zemora
()30 ()29
Zemoura
التاسع عشر ،في حين سجلنا اختالفات أخرى خالل السنوات األخيرة من االحتالل الفرنسي للجزائر ،وبالتحديد
سنوات الثورة التحريرية ،وذلك في تقارير القسم اإلداري المتخصص ) (S.A.Sوهذه االختالفات نحصرها فيما
اختالفات جعلتنا نقع في حرج كبير خالل جمع ()34
Zemorah ()33
Zemoura ()32
يلي Zemmourah :
المادة العلمية حول زمورة في المراجع الفرنسية التي كتبت عن المنطقة خصوصا أنها تذكر اسم زمورة في
السياق العام دون ذكر الموقع الجغرافي للمنطقة المذكورة في الدراسة ،أما بعد استرجاع السيادة الوطنية فقد
لفت انتباهنا اختالفات أخرى ،بعضها يتفق مع ما كان يكتب سابقا وبعضها مستحدث نحصرها فيما يلي :
وفي سنة 1972أضيفت كلمة برج لالسم القديم فأصبحت ()35
Zamoura، Zemourah ، Zemmourah
تُسمى :برج زمورة .
.4.1الفرقة اإلدارية بزمورة
كانت معركة بني لعالم إحدى أولى المعارك الكبرى التي لقن فيها المجاهدون االحتالل الفرنسي درسا في
المجابهة ،وحتمت عليه التمركز بالمنطقة ،فحول المدرسة الفرنسية إلى ثكنة ،وأنشأ الفرقة اإلدارية المختصة
في بونصر رقم قانون فتح المركز 10.G.09وتاريخ فتحه كان في 16ماي ،)36( 1956أي بعد ثالثة أشهر
735
بن سعدي سمير
من المعركة الشهيرة وهذه الفترة غير كافية لبناء ذلك المركز بتلك المساحة ويذهب تقديرنا أن بناءه تم بعد
تثبيت المصالح اإلدارية في تلك السنة وانطلقت األشغال لبناء البرج الذي استكمل سنة .)37( 1958
()38
.2مشروع قسنطينة
أعلن ديغول مشروع قسنطينة بعد أن أكد له ضابط في الشؤون األهلية أن الفقر والخصاصة والبطالة
فأعلن عن هذا ()39
هي أسباب الثورة واذا ما عولجت هذه األمور وحسنت حياة الناس ستفشل الثورة وتنهار
ابتداء من 2إلى غاية 5أكتوبر 1958ومن أجل ذلك تم اعتماد غالف مالي
ً المخطط خالل زيارته للجزائر
سنة 1959قدره 242مليار فرك قديم ليرتفع في سنة 1960إلى 326مليار ( ،)40وكان يستهدف ديغول
بهذا المشروع كسب الرأي العالمي ،ويوهمه بأن فرنسا تعمل جاهدة لتحسين أوضاع الجزائريين في الجانب.
.1.2االقتصادي واالجتماعي والثقافي
-إقامة أحياء سكنية استعجالية بقصد السيطرة على الجزائريين وتشديد الرقابة عليهم.
-منح بعض الوظائف للجزائريين ومحاولة كسبهم إلى جانب السلطات االستعمارية ضد الثورة وترقية بعض
العمالء ومنحهم امتيازات مادية.
-إدخال عناصر جزائرية في مجلس الشيوخ الفرنسي ومنح رخص ومحالت تجارية لبعض الجزائريين.
-استغالل موارد البالد ووضعها تحت تصرف الشركات الرأسمالية.
-شق شبكة من الطرق لتنشيط االقتصاد الفرنسي وخدمة األهداف العسكرية االستعمارية للوصول إلى القرى
الريفية المعزولة.
-فتح مجال محدود لتعليم اللغة الفرنسية لبعض الشبان واستمالتهم وجعلهم أدوات لخدمة االستعمار (.)41
.2.2مجال الفالحة والزراعة
يبقىىى المىىاء واألرض عمىىاد الز ارعىىة ،وال يمكىىن أن تقىىام القىىرى دون هىىذين العنصىرين والمشىىكل المطىىروح فىىي
الج ازئى ىىر وجى ىىود تجمعى ىىات سى ىىكانية ريفيى ىىة دون الميى ىىاه واأل ارضى ىىي الصى ىىالحة للز ارعى ىىة ،وبالتى ىىالي انعى ىىدام األنشى ىىطة
االقتصادية ،وللحد من هذه األزمة ،يخطط مشروع قسنطينة ما يلي:
-ترميم واصالح 50.000هكتار من الغابات.
-حماية 300.000هكتار من األراضي.
-زراعة حوالي 100.000هكتار من األراضي.
-إقامة سدين كبيرين واحد في المنطقة العنابية وآخر في المنطقة الوهرانية.
-توزيع شبكة الري لحوالي 20.000هكتار.
-إقامة حوالي 800إلى 900منبع مياه في األراضي الزراعية خاصة الهضاب العليا.
-توزيع 250.000هكتار من األراضي الزراعية على الفالحين الجزائريين ،مع وضع حد للنزوح الريفي وذلك
بتحسين المستوى المعيشي للفالح (. )42
736
جهود الفرق اإلدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1962-1958زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
أنمو
-توفير 400.000وظيفة جديدة.
-تعليم ما يقارب 3/2من األطفال المسلمين الذين بلغوا سن التعليم.
-بناء 200.000مسكن إليواء مليون شخص (.)43
()44
. -تسوية المرتبات واألجور مع المرتبات واألجور في فرنسا الذي انطلق بميزانية قدرها 15مليار
على إثر اإلعالن عن مشروع قسنطينة ،صدرت مراسيم تنفيذية له منها المرسوم رقم 58.028المؤرخ
في 31أكتوبر ،1958والمرسوم 58.233الصادر المؤرخ في 16ديسمبر .)45( 1958وقد واجه مشروع
قسنطينة عدة صعوبات وقفت عائقا في وجه ضباط الفرق اإلدارية المختصة وهو ما يشرحه أحد الضباط في
فرقته حيث يقول " :أن المحافظة من أجل إعادة البناء الريفي ،قد برمجت سكنا قدر ثمنه بـ 2500فرنك
قديم ،ويتضمن حجرتين ومطبخا وفناء محاط بسياج ولكنها لم تفكر في الملحقات وال وضعها في الحسبان،
في حين كان السكان من مربي الماشية.)46( "...
.3.2المشاريع االقتصادية واالجتماعية بزمورة
لقد كان هدف االحتالل في السابق تحطيم اقتصاد األهالي وتقسيم أراضيهم بمقتضى قانون السيناتوس
()47
كونسلت ،وتجريدهم من أراضيهم وارهاق كاهلهم بمختلف الغرائم الباهظة ،وأن يجعلهم عبارة عن خماسين
وسخرة يستعملهم إلنجاز مشاريعه االستعمارية ( ،)48حيث اُستعمل أبناء المنطقة في بناء الكوليج بزمورة ،وببناء
جسر الدهسة ،واستعملهم في مشروع تعبيد الطريق الرابط بين برج بوعريريج وزمورة ،وطريق تاال وزرو الذي
يصل إلى خليل وبئر قاصد علي ،كما تم تسجيل العديد من المشاريع من بينها مشروع بناء معمل سنة 1958
ومشروع مذبح وسوق مغطاة سنة ،)49( 1959ومع مجيئ ديغول للسلطة نالحظ انتعاش كبير في تسجيل
المشاريع وذلك في إطار مشروع قسنطينة االقتصادي الذي كان يهدف إلى القضاء على الثورة وخلق القوة
حيث أعلن شارل ديغول عن هذا المشروع بقسنطينة تحت عنوان المخطط الخماسي من أول جانفي ()50
الثالثة
1959إلى أول جانفي ،1964وأطلق المسؤولون الفرنسيون على هذا البرنامج مشروع إحياء األرياف التقليدية
وعلى الرغم من أن الميزانية الفرنسية كانت تعيش في أسوأ حاالتها إال أن ديغول بقي متشبثا بمشروع ()51
القضاء على الثورة وتكوين القوة الثالثة واحداث طبقة بورجوازية تعارض االستقالل ،حيث يقول في مذكراته
حول الميزانية الفرنسية التي كانت غارقة في الديون …" :إن ميزانية سنة 1958كانت تنطوي على عجز
يبلغ على األقل 1200مليار فرنك ويتجاوز ديننا الخارجي مبلغ ثالث مليارات دوالر ،يجب تأدية نصفه بعد
أقل من عام ...وقد كنا في الواقع أمام احتمالين :إما ظهور المعجزة أو اإلفالس.)52("...
()53
.4.2مشروع قسنطينة بزمورة
سجلت اإلدارة الفرنسية العديد من المشاريع في عدة قطاعات كالري والخدمات والتعليم واألشغال
العمومية غير أننا ال نملك إحصائيات مضبوطة خالل السنوات الثالث لتفعيل مشروع قسنطينة ،لكننا سنحاول
إعطاء اإلحصائيات الموجودة في تقارير سنة 1960وسنة .1961
737
بن سعدي سمير
في حين ()54
قُدرت قيمة المشاريع المسجلة في منتصىف سنة 1960بمبلغ ,1199.929فرنك فرنسي
وصل نهاية السنة إلى مبلغ 245.000,0فرنك فرنسي (.)55
ونالحظ من خالل تقارير المشاريع أن السلطات االستعمارية ركزت باألساس على قطاع الري بنسبة
حوالي ،%77.55فأدرجت مشاريع بناء سدود للسقي ومشاريع إعداد شبكات مياه الشرب وذلك بحكم طابع
المنطقة الفالحي ووفرة المياه الجوفية والسطحية ،حيث كانت تعول عليها اإلدارة الفرنسية للقيام باستثمارات في
مجال الفالحة وتربية الحيوانات؛ وبعض أهم المناطق كانت تركز عليها كالتالي :في جنوب وجنوب شرق
وفي مناطق تسكنها عائالت قزو (بولحاف) ،يحياوي (ذراع لعبايد ،العبايد) ،بونداوي زمورة ،والغيل
()56
(لقناطر) ،وكان مجال االستثمار في الزراعة يتمثل أساسا في القمح والشعير ،وفي ميدان التدجين وتربية
ثم جاء بعد ذلك قطاع األشغال العمومية بنسبة حوالي ()57
الحيوانات الذي تمثل في تربية األبقار واألغنام
،%12.25وتمثل أساسا في تعبيد الطرق قصد استعمالها في االقتصاد الفالحي والوصول للمناطق المنعزلة
والسيطرة عليها ،وجاء في األخير قطاع الخدمات بنسبة حوالي %10.20من مجمل المشاريع المسجلة سنة
.1960
الري
األشغال العمومية
الخدمات
738
جهود الفرق اإلدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1962-1958زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
أنمو
حاول المالزم المعين في الفرقة اإلدارية لزمورة تطبيق مشروع قسنطينة قدر المستطاع ومن بين المشاريع
التي تثبتها التقارير والمراسالت نذكر مشروع ربط المنطقة بالكهرباء ،رغم أننا لحد اآلن لم نتحصل على أولى
المراسالت التي وجهها لإلدارة المختصة في مجال الكهرباء المؤرخة في 26أكتوبر ،1960تحت رقم
،)58( 513/1429إال أننا تحصلنا على رد رئيس المصلحة الخاصة بالكهرباء السيد رشارد للرسالة الموجهة
أواخر شهر أكتوبر من طرف مالزم الفرقة اإلدارية ،وهذا الرد مسجل تحت الرقم ،374/Dبتاريخ 9ديسمبر
،1960والمؤرخ في البريد الوارد للفرقة اإلدارية المختصة لزمورة بتاريخ 13ديسمبر 1960تحت رقم
وضح للمالزم أنه قصد القيام المصلحة بالدراسة التقنية والمالية يتعين عليه تزويدهم
،2148.clt.513حيث ّ
بمجموعة من الوثائق من بينها :خريطة للمنطقة بمقاس ،1/50000وتوضيح عدد البيوت ،وعدد المطاحن
والمضخات ،كما أعلمه بأنه سيعمل على ربط المنطقة بخط الضغط المتوسط من منطقة حسناوة جنوب زمورة
وجاء الرد من طرف مالزم الفرقة بعد ستة عشر يوما من وصول الرسالة ،وهذا الرد مؤرخ في 9ديسمبر ()59
1960تحت رقم ،1735.clt.513حيث صرح له فيها بصعوبة توفير خريطة بهذا الحجم لعدم حيازته على
صور جوية للمنطقة ،وعدم تسجيل األراضي ،ومع ذلك يقول أنه سيبقى تحت تصرف المدير ليفيده ببعض
المعلومات ،وبعث له مع هذه الرسالة وثيقة مرفقة ،عن تعداد السكان ومطاحن القمح في كل من زمورة
وتسامرت ،حيث بلع تعداد السكان الذين يمكنهم االستفادة من المشروع بحوالي 700نسمة في حين بلغ عددهم
في زمورة 850نسمة بتعداد إجمالي بلغ 1550نسمة ،أما عدد مطاحن القمح في تسامرت فبلغ ثمانية
وبعد خمسة عشر ()60
مطاحن ،في حين بلغ التسعة في زمورة ،بتعداد سبعة عشر مطحنة في زمورة وتسامرت
يوما جاء الرد من رئيس المصلحة برسالة تحت رقم 16/Dالمؤرخة في 12جانفي 1961والمثبتة في البريد
الوارد للفرقة اإلدارية بزمورة بتاريخ 13جانفي ،1960تحت رقم ،57/clt513حيث وضح مدير المصلحة
بأن المعلومات المقدمة لهم قد تم العمل عليها واألشغال الالزمة لتزويد البلديات ستتم عن طريق إنجاز خط
كهرباء للضغط المتوسط على طول 37كلم انطالقا من الفرقة اإلدارية لحسناوة ،وسيتم إنشاء أربعة مراكز
739
بن سعدي سمير
كمحطات للمعالجة في كل من بني لعالم ،تسامرت ،بوعزيز ،زمورة ،باإلضافة إلى حوالي 12كلم من
الخطوط الكهربائية ذات الضغط المنخفض ،مع اإلنارة العمومية ،وشبكات ثانوية لتشغيل 1550من المنازل،
وقدرت قيمة إنجاز المشروع حوالي 1.600.000فرنك فرنسي جديد ،ويتعين على البلديتين زمورة وتسامرت
المساهمة في المشروع بنسبة ،%20بمبلغ قدر بى 320.00فرنك فرنسي جديد ،ويقتسم بالتساوي ويسدد في
فترة زمنية قدرت بسنتين ،كما طلب مدير المصلحة من مالزم الفرقة اإلدارية ،بضرورة معرفة رأيه بخصوص
نسبة المشاركة في المشروع ،حتى يتم االستمرار في إنجاز مشروع الربط بالكهرباء (.)61
.5.2محاولة تحسين الوضع الصحي
وهو ما سبَّب التجميع غير المدروس للسكان في انتشار عديد األمراض ووفاة الرضع والصبية (
)62
أشار له ضابط S.A.Sبزمورة في تقريره لسنة ،1960نظ ار إلعادة التجميع ) (1517و ) (2683أدى إلى
حدوث اختالط كبير جدا بين العائالت وحيواناتهم فانجر عنها حياة غير منظمة ،وكثير منهم في الواقع يعانون
بشكل مستمر تقريبا المجاعة ( .)63حسب تقارير اإلدارة الفرنسية لسنة 1959تصرح بأنه" :ال يوجد مستوصف
وال مركز صحي على الرغم من كثرة السكان بالمنطقة حيث ُيقدرون بحوالي 15000نسمة ،والقاعة التي
أنشئت للعالج في مركز S.A.Sتعمل بصفة متواصلة ومتوسط الذين يحضرون للمعاينة والفحص يقدرون
بحوالي 500شخص في األسبوع ،ضف إلى ذلك فالمنطقة (تسامرت وزمورة) بدون طبيب خالل شهر كامل
من أوت إلى سبتمبر ،1959ويوجد بهذه القاعة طبيب واحد عسكري" ( " )64وخالل شهر مارس 1960
كان عدد الذين زاروا المركز إلجراء الفحوصات 720رجل و 840امرأة و 1320طفل"( ،)65وقد عزمت إدارة
S.A.Sعلى تسجيل مشروع مركز صحي صغير ،لكن من الضروري التقدم في التحقيق العقاري الذي يسجل
تأخرا ،مع تجميع السكان الذي أصبح ضرورة لكثرة السكان بالمنطقة ،ضف إلى ذلك العيون (الينابيع)ً
ومن بين الممرضات اللواتي كن يقمن ()66
الموجودة خارج القرية الماء بها ملوث ويؤثر على صحة السكان
. ()67
برعاية المرضى نذكىر رتيبة بنت النىىوي ( قريق حسين)
740
جهود الفرق اإلدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1962-1958زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
أنمو
أعمدة بيانية تمثل عدد المرضى في مختلف الفئات لشهر أفريل 1960
ومحاولة إنشاء طبقة بورجوازية وأخرى مثقفة ثقافة فرنسية تعارض فكرة االستقالل(.)78
المختصرات:
C.A.O.M : Centre archives d’outre-mer.
B.O.G.G.A : Bulletin Officiel Du Gouvernement Général De L’Algérie.
D.G.G.A : Délégation Générale du Gouvernement en Algérie.
G.G.A : Gouvernement Général De L’Algérie.
(لصاص) S.A.S : Sections Administratives Spécialises.
S.H.A.T : Service historique (de L’armée de Terre).
ف.ف :فرنك فرنسي.
الهوامش:
أنظر كتابنا سمير بن سعدي :المختصر في تاريخ زمورة ،مراجعة :بن أزواو فتح الدين ،ط ،1مطبعة زاعياش ،بوزريعة ،الجزائر، ()1
،2013ص.136
مارمول كربخال :إفريقيا ،ترجمة :محمد حجي وآخرون ،ج ،2دار المعرفة للنشر والتوزيع ،الرباط ،المغرب1989 ،م ،ص.383 ()2
)(3
SHAW : VOYAGE DANS LA RÉGENCE D’ALGER ou DESCRIPTION, Traduit de l’anglais, avec
de nombreuses augmentations, de notes géographiques et autres : J. MAC CARTHY, CHEZ MARLIN,
ÉDITEUR, PARIS, 1830, p349.
743
بن سعدي سمير
. )تقع جنوب شرق مدينة الدار البيضاء عند مصب نهر موربياAZEMMOUR توجد منطقة بهذا االسم بالمغرب األقصى (أزمور )4(
-44 ص ص،م2000 ، لبنان، بيروت، أوراق شرقية للطباعة والنشر،1 ط، مدينة إسالمية1000 موسوعة:أنظر عبد الحكيم العفيفي
.45
Voir aussi Elisée Reclus : Nouvelle Géographie universelle La terre et les hommes, Librairie hachette
, Paris , 1886,pp735-736 .
.485 ص،م1987 ، المغرب، أكاديمية المملكة المغربية،1 ج، المعجم العربي األمازيغي:محمد شفيق )5(
Voir aussi SHAW : op.;cit.,p349 . Et Elisée Reclus : op.;cit , p437 ; et E. MËRIMÉE : " ZAMORA
NOTES DE VOYAGE AU PAYS DES ÉPOPÉES " , in BULLTIN HISPANIQUE , TOME VIII ,Annales de
la Faculté des Lettres de Bordeaux et des Universités du Midi , FRET et FILS éditeurs , Paris , 1906 ,
pp225-246.
.485 ص،1987 ، المغرب، أكاديمية المملكة المغربية،1 ج، المعجم العربي األمازيغي:محمد شفيق )6(
،م2009 سبتمبر، العدد األول،) برج بوعريريج (الجزائر، مجلة رسالة البيبان،" "مدخل إلى تاريخ منطقة البيبان:جمال صديق )7(
.15 ص،م2007 مارس، الجزائر، و ازرة الثقافة، دليل البيبان الثقافي: وأيضا مديرية الثقافة لوالية برج بوعريريج15ص
.485 ص،1 ج، المعجم العربي األمازيغي:محمد شفيق )8(
يرجع الكاتب مزيان وشن أن زمورة توجد في عدة أماكن عبر الوطن كلها أماكن مرتفعة لغرض عسكري استراتيجي إبان الحكم )9(
،م2006 ، الجزائر، برج بوعريريج، دار النشر جيتلي،1 ط، إقليم برج بوعريريج عبر العصور: أنظر مزيان وشن.العثماني للجزائر
.113ص
.113 ص،المرجع نفسه )10(
.177 ص،م1876 ، لبنان، بيروت، مطبعة المعارف، قاموس تركي فارسي عربي:)فارس أفندي الخوري11(
Encyclopédie Universelle DICTIONNAIRE DES DICTONAIRES , Sous la direction de Paul Guérin ,
(12)
p1489.
744
جهود الفرق اإلدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1962-1958زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
)(20 أنمو
Dictionnaire des communes de L’Algérie Villes, Villages, Hameaux …, Pierre Fontana Imprimeur-éditeur,
Alger, 1903, p204.
)(21
LAROUSSE UNIVERSEL EN 2 VOLUMES, op ;cit. ,p1277.
)(22
Ibid.
)(23
le Petit Parisien , 37e année , N=° :13048,Samedi 20 Juillet 1912 , Paris ,p3. et Voir le Petit Parisien ,
Trente et unième année , N=° :10996 ,Jeudi 06 Décembre 1906 , Paris ,p3.
()24غابلاير كامبس :في أصول بالد البربر ماسنيسا أو بدايات التاريخ ،ترجمة وتحقيق :العربي عقون ،ط ،2منشورات المجلس األعلى
للغة العربية ،الجزائر2012 ،م ،ص.170
()25أنظر دراستنا سمير بن سعدي :الثورة التحريرية بزمورة ( )1962 – 1954القسمة 3الناحية 4المنطقة 1الوالية ،3رسالة
ماجستير ،قسم التاريخ ،جامعة الجزائر 2أبو القاسم سعد اهلل2015 ،م ،ص ص.18-17
B.O.G.G.A : n=°141, année 1865, p152.
)(26
B.O.G.G.A : n=°545, année 1874, p309 voir aussi G.G.A : LIMITES ADMINISTRATIVES Région
)(27
d’Oran, carte dressée par ordre de : M. Robert Lacoste, Echelle :1/400000, cartographe 1957.
B.O.G.G.A : n=° :238, année 1867, p613.
)(28
C.A.O.M :1M69, Dossier, n=° :252, sénatus-Consulte du 22 Avril 1863. voir aussi
)(29
extrait des
procès-verbaux du conseil de Gouvernement, n=° : 770, le 31 décembre 1866 . voir aussi n=° :1350,
le 30 janvier 1867 . voir aussi Rapport à l’empereur, le 10 Avril 1867.
B.O.G.G.A : n=°: 431, année 1872, p776.
)(30
Ibid.
)(33
Ibid.
)(34
()35من خالل اطالعنا على مجموعة من الوثائق الخاصة ببلدية زمورة أو برج زمورة الحالية ،شملت الوثائق شهادات الميالد ،مراسالت
إدارية الصادرة والواردة .أنظر أيضا:
G.G.A : LIMITES ADMINISTRATIVES Région de Constantine, carte dressée par ordre de : M.
Robert Lacoste, Echelle :1/400000, cartographe 1957.
C.A.O.M:9 SAS 128-129, Rapport sans numéro sans date.
)(36
Ibid.
)(37
()38حول مشروع قسنطينة بالتفصيل أنظر :شهرزاد عكروم :مشروع قسنطينة المضمون واألبعاد ( ،)1963 -1959رسالة ماجيستير
التاريخ الحديث والمعاصر ،المدرسة العليا لألساتذة -الجزائر ،2009 ،ص ص .117-42أنظر أيضا عقيلة ضيف :التنظيم السياسي
واإلداري للثورة ،1962-1954البصائر الجديدة للنشر والتوزيع ،الجزائر2013 ،م ،ص ص.376-369
()39يحي بوعزيز :موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر والعرب ،ج ،2دار الهدى ،الجزائر2009 ،م ،ص .412أنظر أيضا شهرزاد
عكروم :المرجع السابق ،ص ص.43-42
قريقور ماتياس :الفرق اإلدارية المتخصصة في الجزائر بين المثالية والواقع ،1962 - 1955ترجمة :العربي بوينون ،منشورات ()40
745
بن سعدي سمير
يحيى بوعزيز :الثورة في الوالية الثالثة ،1962 -1954طبعة خاصة ،دار البصائر ،الجزائر2009 ،م ،ص ص .156-155 ()41
أنظر جريدة المجاهد (بالعربية :ع 1960-10-10 ،79أيضا ع 1961-04-25 ،94وبالفرنسية، Imprimée،
)n=° :51,Le29 Septembre1959 Yougoslavie ,1962أنظر خطابه المنشور في كتاب باتريك إفينو وجون بالنشايس :
حرب الجزائر ملف وشهادات ،ترجمة :بن داود سالمنية ،ج ،2دار الوعي للطباعة والنشر والتوزيع2013 ،م ،ص ص .131-126
()42شهرزاد عكروم :المرجع السابق ،ص.48
()43المرجع نفسه ،ص .43نقال عن:
L'Algérie et la France Feront ensemble leur destin" la dépêche de Constantine et de l'est Algérien",
N°16, 363, 3 oct, 1958, p.1
شهرزاد عكروم :مشروع قسنطينة ،ص .43نقال عن: ()44
()50أنظر ابراهيم طاس :السياسة الفرنسية في الجزائر وانعكاساتها على الثورة ،1958-1956رسالة ماجستير ،قسم التاريخ ،جامعة
الجزائر ،2009 ،ص ص .248-247
()51حسن بهلول :المرجع السابق ،ص ص.275-273
()52شارل ديغول (الجنرال) :مذكرات األمل ،ترجمة :سموحي فوق العادة ،ط ،1منشورات عويدات ،بيروت ،لبنان1971 ،م ،ص.154
()53أنظر سمير بن سعدي :الثورة التحريرية بزمورة ،المرجع السابق ،ص ص.198-193
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Lettre n=°:322 clt 510, SAS de zemourah, le : 6 Avril 1960.
)(54
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Lettre n=° :626 clt 510, SAS de zemourah,le:5 juin 1960.
)(55
هذه اإلحصائيات المذكورة من خالل تقارير المشاريع المتوفرة في علبة األرشيف الخاصة بزمورة ،وال ندري ما إذا كانت كل تقارير
المشاريع موجودة أم غير ذلك.
كانت تأخذ إدارة S.A.Sمن فالحي المنطقة ما يقارب 800قنطار من الحبوب .أنظر: ()56
746
جهود الفرق اإلدارية المختصة في تطبيق مشروع قسنطينة 1962-1958زمورة بالشرق الجزائري أنموذجا
)(59
Ibid . أنمو
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Lettre n=° :1735.clt.513 , Lieutenent Chef de la S.A.S de Zmmorah ,
)(60
()68تندرج هذه العملية ضمن سياسة األلف قرية ،حيث بعد أن أوضح المفوض العام في منشوره المؤرخ في 31مارس 1959بأنه ال
يجيز إال "التجميعات الضرورية قطعا" حيث قرر في 24أفريل ،1959إنشاء مجموعات عمل متنقلة ،تكون مهمتها االنتقال إلى الميدان
،كان على هذه المجموعات دراسة مستقبل المراكز وقابليتها للحياة واحتياجاتها اإلدارية ،وتتكون من ضابط عن مصلحة الشؤون
االجتماعية ،وفنيين اثنين في مشكالت التنمية الريفية ...وفي 25نوفمبر 1959كلف بول دولوفرييه الجنرال بارالنج مراقبة تعليماته،
وخاصة تلك المؤرخة في 31مارس و 24أفريل .1959أنظر ميشال كورناتون :المرجع السابق ،ص ص.100 -99
كانت مستغلة من طرف الجيش الفرنسيC.A.O.M : 9 SAS 128-129, Rapport le : 8septembre 1959. ()69
()70حول المدارس المبرمجة في إطار برنامج قسنطينة حوالي 10.000مدرسة جديدة ،وبرمجة مشروع استقبال 500.000تلميذ .أنظر
بتفصيل شهرزاد عكروم :المرجع السابق ،ص.47
)(71
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Rapport le : 8septembre 1959.
)(72
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Lettre n=° :626 clt 510, SAS de zemourah, le : 5 juin 1960.
()73قام الجيش الفرنسي بترحيلهم وبناء مركز مراقبة بالمنطقة ،وهنا طرح مشروع إعادة إسكانهم .أنظر شهادة مبارك بن سعدي :مقابلة
شخصية ،الخميس 24مارس .2011
()74يذكر عمار هالل عملية ترميم لمدرسة بزمورة بين سنتي 1909-1907بقيمة 1100فرنك فرنسي .أنظر عمار هالل :الهجرة
الجزائرية نحو بالد الشام ( ،)1847-1918دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2007 ،م ،ص.284
)(75
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Lettre Monsieur le sous-préfet n=° :962 Clt 510, le : 9 Octobre 1961.
)(76
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Commune de zemourah : Rapport descriptif ART 2, Hydrolique,2 pages.
( )77حاولت اإلدارة الفرنسية الرهان على قطاع التعليم فقامت بغلق ثالثة مدارس قرآنية مع فرض القوانين التي تحد من تعليم القرآن واللغة
العربية ،وفي نفس الوقت رفع عدد الطلبة المتمدرسين بالمدارس الفرنسية ،أما المدارس القرآنية فرغم إغالق ثالث مدارس إال أن عدد
الطلبة ارتفع بمجرد غلق تلك المدارس ففي سنة 1960كان عدد الطلبة بالمدارس القرآنية حوالي 665طالب ،وارتفع إلى 680طالب
خالل سنة .1961
C.A.O.M : 9 SAS 128-129, Rapport sans numéro, sans date.
(78) C.A.O.M : 9 SAS 128-129, voir Rapport le 05Avril1960 et Rapport le : 08 septembre1959.
747