You are on page 1of 11

‫"‬

‫دوفمهر‬ ‫الدارسي لثو‪ :‬أول‬ ‫صطرة لي الهعد‬

‫اعداد‪ :‬د‪ .‬ئام@رالدمن سع@دودي‬


‫مدير معهد التاريخ لجامْعة الجزاشر‪.‬‬

‫من‬ ‫قد تدفع كثيرا‬ ‫و‬‫من المواضيع التي تطرح نغسها كللى القارىء بالحاح‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪ 1‬ول شوفمبر‪ ،‬هذ‬ ‫الباحثين الى التساؤل‪ ،‬عن ما يتصل بتحدسبد الب@روالتاريخي لثور‬
‫‪ë‬‬

‫الثورة الجزاشراية طابعا مميزا‪ .‬و مكاشة خاصه‪،‬‬


‫جعل منها‬ ‫و‬ ‫البعد الذي أسبغ‬
‫تاريخ‬ ‫و‬
‫خاصة‬ ‫فني التاريخ الجزاشري المعاصر بصفة‬ ‫حاسما‬ ‫حادشا خطيرا و منعرجا‬
‫عامة‪.‬‬ ‫المنطقة العربية بصفة‬

‫استحالة الاحاطة‬ ‫بهذا البعد‬ ‫نظرا لصعوبة الالمام‬


‫بجميع‬ ‫و‬ ‫التاريخي‬ ‫و‬

‫هذا‬ ‫مثل‬
‫العرض الموجز‪ ،‬فسوف تقتصرا معالجتنا لهذا الموضوع على‬ ‫جوانبه في‬
‫و هي‬ ‫الأسئلة‬ ‫للثوراة الجزاشرية‪ ،‬من خلال طرح بعفن‬ ‫العامة‬
‫التعريف بالملامح‬
‫على‬

‫أين نضع ثورْة ول شوفمبر في السياق العام للتاريخ الجزاشحري؟‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2-‬هل أن ثورة آول شوفمبرا حادث‬


‫كلرضي‪ ،‬أم أنها تطور حتمي يندرج‬
‫ضمن مفهوم حضاري شامل؟‬
‫ة‬
‫‪ 3-‬ما هي العبر و الدروس التي يمكن أن نستخلصها من أحداث ثور"‬
‫نوفمبر أو نستنتجها من الظروف التي أحاطت بها؟‬

‫في محاضرتين‪ ،‬ألقيتا في شطاق‬ ‫*( ) تم عرض ا؟ فكار الرئيسية لهذه‬


‫الكلمة‬

‫ا لاحتفال بالذكرد الثلاثين لاندلاع الثورة الجزائرية‪ ،‬المحاضرة اإ ولى ضمن‬


‫أكتوبر‬ ‫‪(30‬‬
‫عنوان أول نوفمبر و التاريخ‪،‬‬ ‫الندوة التي نظمتها جامعة الجزائر‬
‫تحت‬

‫‪ 1 9 8 4‬بقاعة النغق الجامعي)‪ ،‬و المحاضرة الثانية ضمن النشاور الثقافي لمركز‬ ‫‪.‬‬

‫الجهاد برياض الفتح‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫نوفمبر فممن الأحسداث‬ ‫أول‬ ‫بمكانة‬ ‫المتعلقة‬ ‫الأولى‬ ‫فبالنسبة‬
‫& الا‬
‫‪0‬‬
‫لأول‪ ،‬وهلة متعذرة‬ ‫تبدش‬ ‫ان‬ ‫و‬ ‫الاجابة كلنها‪،‬‬ ‫ابهامة في تارايخ الجزائره تر@ @ أن‬
‫يصبح‪،‬‬ ‫أنها تصبح ممكنة‪ ،‬اذا نظرنا كص أحداث التاريخ الجزائري نظراة شمولية‬ ‫‪.‬‬

‫مسرحا للتفاكللات‬
‫فيها الشع@ الجزاصً ي ممثلا للأحد@ اث‪ ،‬و الوطن الجزاشري‬
‫الى‬ ‫و‪.‬‬ ‫فجو التارايخ‬ ‫منذ‬ ‫الجزاشرية‬ ‫التي عاشتَفهءلرلبلاد‬
‫ا‬
‫الفتراة الزمنية‬ ‫و‬ ‫الحضار"ية‪،‬‬
‫من‬ ‫الحضارية‬ ‫كامايجإزاشه‬ ‫اليوم‪ ،‬الحيز الزمني الذي حقق عبر@ الانسان‬
‫ه‬

‫الخاصة‪.‬‬ ‫تفاعله مع بيئته‬ ‫خلال‬

‫لأ‬
‫الحوادث العرَضيسة‬ ‫و‬ ‫الأحداث الفرادية‬ ‫نبتعد عن‬ ‫بهذه النظراة‬ ‫و‬

‫من‬ ‫و النظرة الضيقة‪ ،‬و يصبح التارايخ الجزائري أشبه شيء بتيار متواصل‬
‫معص‬ ‫الأحداث و تطورا مستمر للمجتمع‪ ،‬أو بتعبير بسيط نهر فياض صاخ@ يأشي‬
‫سيستمر لغاية نجهلها‬ ‫و‬ ‫عشرين قراشا‪،‬‬ ‫و‬ ‫من خمسة‬ ‫أكثرا‬ ‫منذ‬
‫بداية التار"يخ‪،‬‬
‫عبر هذا‬ ‫هذا‬ ‫الا‬
‫في‬ ‫التاريخ الطويل‪،‬‬
‫و‬ ‫و‬ ‫الكون‪،‬‬ ‫خمالق‬ ‫و نهاية لا يعرفها‬
‫الوقائع الحاسمة و المواقف‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫نجد‬ ‫الأحداث‪،‬‬ ‫من‬ ‫التواصل‬ ‫هذا‬ ‫نطاق‬
‫هذه‬ ‫لكننا لا نجد‬
‫ضمن‬ ‫المهمة التي تكون معالم التاريخ الجزائري العام‪.‬‬
‫يعدل‬ ‫حاسما‬ ‫منعرْجا‬ ‫شعتبره‬ ‫المحطات الرشيسية أو المعالم المهمة ما يمكن أن‬
‫شلاثة أحداث خطيرة غيرت‬ ‫سو@‬ ‫وجهة الأحداث‬
‫يصحح‬ ‫و‬ ‫التاريخ الجزاشري‬ ‫سير‬

‫بعيدة المدى‬ ‫ؤ أدت‬ ‫مجريات الأمور‬


‫ه‬

‫الى نتائج‬

‫الأحداث الخطير@ة يتمثل في الفتح الاسلامي في القرن‬ ‫من هذه‬


‫الأول‬
‫أقطار‬ ‫شعوب‬ ‫باقي‬ ‫و‬ ‫الجزاشراي‬ ‫الشعب‬ ‫اكتسا@‬ ‫عنه‬
‫السابع الميلادي‪ ،‬الذي نتج‬
‫المغراب مقوماتهم الجضازية المتمثلة في اعتناق العقيدة الاسلامية و الارتباط‬
‫العضوي و المصير؟ي بالمنطقة العر@بية الاسلامية‪ ،‬هذ‪ ،‬المنطقة التي أصبحت‬
‫بغضل هذْه العقيدة ترابطها قيم حضارْية واحدة و مصالح حيوية مشتركة‪.‬‬

‫العمل‬ ‫أما الحادث الثاني الخطير في التاريخ الجزائري فيبرز في‬


‫البطولي المتمثل في الجهاد البحري لصد المد الصلبي الذي بدأ يغمر سواحل‬
‫بلاد المغراب‪ ،‬اشر تلاشي دولة الموحدين و انهيار الاسلام بالأندلس و@مميم‬

‫الغراب الأوراوبي بزكلامة اسبانيا الكاشوليكية على تنفيذ مخطط التمسيح القصري‬
‫"‬ ‫"‬
‫و قد‬
‫نتج‬ ‫منها الجزائر‪،‬‬ ‫أو الابادة الجسدية الرإيكونكيستا‬
‫و‬ ‫ببلاد المغرب‬
‫كلن هذا الحادث الذي ‪ S u i‬الى الحاق الجزائر بالامبراطورية العثمانية في‬ ‫'‬

‫أوائل القرن السادس عشر ( ‪ 1 5 1 8‬م) تميز الجزائر" بكيانها السياسي و حدودها‬

‫‪19‬‬
‫الحالية و عاصمتها المراكزية‪ ،‬مما سمح بتكوين الأمة الجزائراية ضمن قوانينها‬
‫الاجتماكلية و أنظمتها الاقتصادية و أجهزتها الاداراية و علاقتها السياسية و أد‪.‬لى‬
‫السلطة‬
‫العثمانية‪ ،‬مع‬ ‫الى استقلال الدولة الجزائراية فيما بعد ( ‪ 1 7 1 1‬م)‬
‫في‬
‫بقاشها ظاهرايا في نطاق الر" ابطة الاسلامية التي يمثلها السلطان العثماني‬
‫و يتزعمها الباب العالي باسطاشبول‪.‬‬

‫سير‬ ‫سمح بتعديل‬ ‫المنعرج الأخيرا الذي‬ ‫يشكل‬ ‫الذي‬ ‫الحادث الثالث‬ ‫أما‬
‫الانقلاب‬ ‫شك‪ ،‬ذلك‬ ‫التاريخ الجزاشري‪ ،‬و تصحيح مسيرشه الحغبارية‪ ،‬فهو بلا‬
‫مند الرابع‬ ‫الاجتماعي و الزلزال الثوراي الذي مهدت له الحركة الوطنية بالجزائره‬
‫شورة وطنية تحرراية شاملة‪-‬‬ ‫شكل‬ ‫الأول من القر" ن العشراين‪ ،‬قبل أن يبر@ز في‬
‫في شكل مجتمع‪،‬‬ ‫الا باعادة بعث الأمة الجزاشراية‬ ‫شنته‬
‫الفاشح من نوفمبر ‪ 1 9 5 4‬لم‬
‫السيادة‪.‬‬ ‫تامة‬ ‫دولة‬ ‫و‬ ‫متكامل الشخصية‬

‫الثورة الجزائر" ية‪،‬‬


‫هذا و تكمن أهمية هذا الحادث الأخيرْ المتمثل في‬
‫في كونه عملية بعث و تجديد مكنت الشعب الجزائر" ي من وقف الانهيار الحضاري‬
‫الذي عرافه العالم الاسلامي و منه الجزاشر منذ فترة طويلة تعود جذورها ا؟ولى‬
‫الى نهاية القر‪ :‬ن الثالث عشر الميلادي‪ .‬كما أن هذا الحادث الخطير! أيضا حال‬

‫دون التصفية الحضاراية للأمة الجزائراية التي خطط لها الاستعمار الفرنسي‪،‬‬
‫و بدأت مظاهرا ها المدمرة ماشلة للعيان اشر الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بل أن‬
‫بعض أعرا اضها المرضية ظلت ماشلة للعيان الى اليوم متمثله في ذلك الاصر (ر‬
‫الغرايب و التشبث اللامعقول بالقيم الغربية و في مقدمتها التمسك باللغة‬
‫حساب وخدة الشعب‬ ‫الجهوي على‬ ‫شحو الانتماء‬ ‫الميل‬ ‫الغرنسية‬
‫الجزاشري‬ ‫و‬

‫الاستقلال مقْ‬ ‫فته‬


‫عر"‬ ‫ذلك ما‬ ‫الخالدة‬
‫بعد‬ ‫الجزاشر‬ ‫يساعدها في‬ ‫قيمه الحضارية‬ ‫و‬

‫عدم‬ ‫و‬ ‫فراغ فكري و خمول شقافي نتيجة التوجه أساسا الى التنمية الاقتصادية‬
‫ه‬

‫و التنمية الثقافية مكانتها اللاشقة‪.‬‬


‫اعطاء البناء الحضاري‬

‫الغتح الاسلامي‪،‬‬ ‫و من خلال ما سبق‪ ،‬يتضح لنا أن الحادث الأول‬


‫هو‬ ‫و‬

‫أوجد المقومات الحضارية التي لا بد منها لبناء آمة أو نهوض شعب‪ ،‬و هو‬

‫العقيدة الموحدة و اللسان المشتر"ك‪ ،‬و الاحنماس بالانتماء الى حضارة واحدة‬
‫"‬

‫و هي الحضاراة الاسلإمية ا‪ .‬لعربية‪ .‬كما يتبين لنا أن الحادث الثاني و هو تزعم‬


‫قلعة‬
‫الجزاشرا حركة الجهاد البحرنن في غر@ البحر المتوسط‪ ،‬و تحولها الى‬
‫ا‬

‫أمامية و حصن منيع يحول دون تنفيذ الممخططات الصليبية‪ ،‬أعطى للجزاشر‬

‫‪19‬‬
‫المقومات السياسبة و أرسى أسس الدولة الجزاشرية و حفز الشعورا الوطني ليكون‬
‫سلاحا فعالا في وجه كل تدخل أجنجي مهما كان نوعه و كيغما كان شكله طيلة‬
‫العهد‬

‫المقومات‬ ‫تلك‬ ‫بلورا‬ ‫فقد‬ ‫‪ 1‬ول شوفمبرا‪،‬‬ ‫‪ë‬‬


‫هو شور‬ ‫و‬
‫الحادث الثالث‬

‫مستقلة‬ ‫رولة‬ ‫حر و‬ ‫شكل شعب‬ ‫و أخرجها من الحيز النظر"ي الى الواقع العملي في‬
‫حضاري خطير"‪،‬‬ ‫ط‬ ‫احب‬ ‫و‬ ‫بعد أن خضعت الجزاشر لامتحان عسير و تجربة مر@يرة‬
‫الاستيطاني الذي‬ ‫الاستعمار" ي‬ ‫في الأسلو@‬
‫شمثل في الهيمنة العسكرية الفرإشمشة‬
‫و‬

‫تبنته الادارة الفرنسية بالجزاشر و طبقه الحكام الفرنسيون على حساب الأنظمة‬
‫الاقتصادية و البنيات الاجتماعية و المقومات الثقافية و الروحية للشعب‬
‫ا لجز ا شري‪.‬‬

‫يتعلق بحتمية شورة‬ ‫أما فيما يخص الاجابة عن السؤال الثاني و الذي‬
‫‪19 5‬‬
‫رأيي‪ ،‬في ادراج الثورة الجزائرية ضمن‬ ‫‪ 4.‬فيكمن جوابه‪،‬‬ ‫أول نوفمبر‬
‫حمس@‬

‫منظور حضاري شامل‪ ،‬و النظر اليها من خلال التطور التاريخي للأمة الجزاشرية‪،‬‬
‫الذي استلزم ايجاد حل للمشكل الحضاري الجزائري‪ ،‬هذا المشكل المتمثل في‬
‫للأمة الجزائرية‪ ،‬و هنا‬
‫يصبح‬ ‫محاولة الاستعمار الفرنسي الغاء الوجود التاريخي‬
‫من الضراور@ ي التعرف على نظر‪ .‬يات شفسيرا التار@ يخ في سياق تطور الحركة الوطنية‬
‫بالجزاشرا‪ ،‬منذ‬
‫الجزاشرية الحديثة و التطورا العسكري و السياسي للوجود الغرنسي‬
‫سوف نتعراض‬ ‫التي‬ ‫هذه النظرايات التار"يخية‪،‬‬ ‫أن‬ ‫‪ 4.‬ذ لك‬
‫‪195‬‬
‫حتى‬ ‫و‬ ‫الاحتلال‬
‫لنا‬
‫كما تبين‬ ‫حتمية شورة نوفمبر‪،‬‬ ‫عن مد@‬ ‫ايجاد أنسب جواب‬ ‫لنا‬ ‫الى بعضها توفرا‬
‫للشع@‬
‫التطور@ الطبيعي‬ ‫دون‬ ‫الحيلولة‬ ‫و‬ ‫التاريخ الجزاشري‬ ‫وقف عجلة‬ ‫استحالة‬

‫ا لجز ا شراي‪.‬‬

‫و في هذا المجال المتعلق بالمنظورا الحضاري الذي تندرج فيه الثورة‬


‫الجزاشرية‪ ،‬نختار من جمله شظريات تفسيرا التاريخ‪ ،‬نظر" ية المؤرخ الايطالي جيام‬
‫تعدلها‪،‬‬ ‫مما‬ ‫نظرية ابن خلدون أكثر‬ ‫تكمل‬ ‫التي‬ ‫‪،) 1 7 4 4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1668‬‬ ‫باشستافيكو (‬
‫و التي ترالى آن مسار التار‪ :‬يخ هو في الواقع نتيجة للعناية الالهية و الارادة‬
‫الرباضية‪ ،‬أو بعبارة أخراى (الدافع في التاريخ هو تحقيق الذات مصداقا للآية‬
‫بأشفسهم))‪.‬‬ ‫ما‬ ‫بقوم حتى يغيروا‬ ‫ما‬ ‫لا يغير‬ ‫الله‬ ‫الكريمة‪(( :‬ان‬

‫أخذ بها‬ ‫التي‬ ‫و‬ ‫النظرة التي تقوم على فكرة الارادة ألالهية‪،‬‬ ‫و هذه‬

‫‪19‬‬
‫لا‬
‫تعرضى للاحتلال‬ ‫شعص‬
‫أن آي‬ ‫و‬ ‫تتوقف‪،‬‬ ‫يمكن أن‬ ‫التاريخ‬ ‫كلجلة‬ ‫آن‬ ‫تر@ ى‬ ‫فيكو‪،‬‬
‫الشعب‬ ‫‪v‬‬
‫‪jj‬‬
‫مماشلة لما‬ ‫أوف@اممه‬ ‫نماشمة و كانت‬ ‫فرفمت عليه سياسة استعمارْية‬ ‫و‬

‫الجزاشر@ي‪ .‬لا بد أن يتقرار مصيراه و يتحدد مستقبله بايجاد حل من أحد الحلول‬


‫الثلاشة الممكنة و هبم حسب ما يفهم من نظرية فيكو كالتالبم‪ :‬الحل اإ ول يكون‬
‫بالاستقلال و ببعث القيم الحضارية التبم ينسب اليها الشعب‪ ،‬و الحل الثاشبم‬
‫المعني‬ ‫العص‬ ‫يتمثل في الاندماج في نطاق حضارْة أخراد‬
‫تبني‬ ‫و‬ ‫باكتساب‬

‫تقاليد و قيم شبب آخرا متفوق حضاريا و عسكريا‪ ،‬و الحل الثالث يتلخص في‬
‫الذوبان و الاندماج النهاشي للشع@ الخاضع في حضارة اإ قوام التي شغلبت عليه‬
‫و شحكمت في مصيرا‪ ،،‬و قد عبر عن ذلك فيكو بلغة عصره في الفقرة التي نقتبسها‬

‫من كتابه ((العلم الجديد في الطبيعة المشتركة للأمم))‪ ،‬و الذي صدر عام‬
‫الفوضى‬ ‫‪ 5.‬اذ عول‪(( :‬ان العناية الالهية شتدخل في الازمات‬
‫حالات‬ ‫و‬
‫‪172‬‬

‫باظهار بطل‪ ،‬فان لم يكن فبغزو من شعب آخر أرقى‪ ،‬فان لم يكن طبقت العناية‬
‫الالهية دواءها اإ خير و هو الفناء))‪.‬‬

‫من خلال شظرة فيكو تكون الحلول الممكنة للمشكل الجزاشري الذي أوجده‬
‫الاستعمار" و النهاية الحتمية للوضعية المنافية للتطور الحضار" ي الذي شسببت‬

‫أحد الاحتمالات التالية‪:‬‬ ‫لا تتعدى‬ ‫فيها السياسة الفرانسية بالجزاشر‪،‬‬


‫و هو مما‬
‫التحدي‪،‬‬ ‫لعامل‬ ‫اإ مة شستجي@‬ ‫ان‬ ‫داخلي‪ ،‬أي‬ ‫أما ايجاد حل‬ ‫‪-‬‬

‫الابداع‪.‬‬ ‫و‬ ‫الخلق‬ ‫و‬ ‫القادراة على التطورا‬ ‫"‬


‫الحية‬ ‫الأمم‬ ‫يميز‬

‫الاستسلام‬ ‫و اما بايجاد حل خارجي‪ ،‬يكون بتكرايس الاحتلال العسكري‬


‫و‬
‫‪-‬‬

‫للاستيلاب الايديولوجي‪ ،‬و الاستئناس بالانتصاء الحضاري للأمة المستعمرْة (بكسر‬


‫الميم)‪ ،‬و هذا ما شتقبله اإ مم التي تعيش عقدة الاستيلاب و لاْ شتوفر على‬
‫المقومات الحضار"ية التي محوم عليها بناء المجتمح‪.‬‬
‫الذوبان في أمم‬ ‫هو‬ ‫و‬
‫الفناءه‬
‫المتمثل في‬ ‫الثالث‬ ‫بايجاد الحل‬ ‫أو‬ ‫‪-‬‬

‫التي‬ ‫مم‬
‫كلرفته بعض اإ‬ ‫الذي‬ ‫هو الحل‬‫أخر@ و حضارات نمرْبية لا شنتمي اليها‪،‬‬
‫و‬

‫كلن‬ ‫نعرف‬ ‫نعد‬


‫لم‬ ‫و‬ ‫انتهى دوراها في التارايخ و أنقطعت مساهمتها الحضارية‪،‬‬
‫دول الشرق اإ وس@‬ ‫و‬ ‫الفرعونية‪،‬‬ ‫مصر‬ ‫التاريخية مثل‬ ‫الا ما تضمنته الكتص‬ ‫أخبارها‬
‫كيرهم‪.‬‬ ‫و‬ ‫الرومان‬ ‫و‬ ‫امبر اطوريتي اليونان‬ ‫و‬ ‫القديم‬

‫أسفرت‬ ‫و ما‬ ‫نوفمبر‬ ‫و هنا نلاحظ أن الشع@ الجزاشري‬


‫شورة أول‬ ‫خلال‬ ‫من‬

‫دعا‬
‫كلنه من نتائج كيرت مجرئ التارايخ الجزاشري‪ .‬لم يرض بالحل الثافي الذي‬
‫اليه دكلاة الاندماج‪ ،‬و لم يستكن للحل الثالث الذي أراد المعمرون الفرْنسيون‬

‫‪19‬‬
‫الشعوب الحية‬ ‫به‬ ‫تتميز‬ ‫الأول الذي‬ ‫اصرار الحل‬ ‫و‬ ‫عن وكلي‬ ‫فرضه كلليه‪ ،‬بل اختار‬
‫و الأصيلة‪ ،‬المحصنة ب لقيم الحضارية و المدعمة بالذاكر‪ .‬ة التاريخية الواعية‪،‬‬
‫و هو ما يجعل في نظرنا شورة أول نوفمبر حتمية تارايخية لابد من حدوثها آجلا‬
‫أم كلاجلا‪ ،‬و ليس حادش! كلر"ضيا أدت اليه الظروف الساشدة آنذاك‪ ،‬كما يحلو‬
‫الناس‬ ‫من‬ ‫أعمالا شخصية‪ ،‬بطولات فرادية لجماكلات‬ ‫لمؤر‪1‬خي الاستعمار تناوله‪ ،‬أو‬
‫حوليات الشورة‬ ‫من‬ ‫الحراكة الوطنية أو يفهم‬ ‫كتب‬ ‫كما يلمس في كثير‬
‫من‬

‫بأقلام أجنبية‪.‬‬ ‫الجزاشرْية نفسها التي سجلت‬

‫ما‬ ‫بالتساؤل حول‬ ‫المتعلقة‬ ‫العر@ض‬ ‫الثالثة من هذا‬ ‫النقطة‬ ‫أما‬


‫يمكن‬
‫أحداث شورة نوفمبر‪،‬‬ ‫من‬ ‫الدرْوس‪،‬‬ ‫من‬ ‫و ما نستنتجه‬ ‫العبرْ‬ ‫من‬
‫نستخلصه‬ ‫أن‬
‫يمكن جأي سال‬ ‫به لا‬ ‫فيتوجب قبل التطرق اليها‪ ،‬أن ننبه القارا@‪ 6‬الى أن‬
‫نأني‬ ‫‪1‬‬ ‫ما‬

‫من اِلأحوال الاحاطة بأبعاد هذا السؤال المهم لاستحالة تقييم الثور@ ة الجزاض اية‬
‫ذاتها‪ ،‬ي انمَه‪ -‬يقتصر@ في نطاق محاولة مبدشية لاشابرة النقاش و توجيه الأبحاث‬
‫قصد الانتفاع بالتجرْبة الثور@ ية للأمة الجزاشرية في المرحلة الحالية من البناء‬
‫ألتشْئييد‪.‬‬ ‫و‬

‫وس من‬ ‫الدر‪،‬‬ ‫و‬ ‫ان استخلاص العبرا‬ ‫نلاحظ‬ ‫أن‬ ‫هذا السياق يجدر بنا‬ ‫في‬ ‫و‬

‫خلال التركيز أساسا على‬ ‫ثور ‪ 1‬ول نوفمبرد يفرض كللينا أن شتناول الوقاشع‬
‫من‬
‫‪ë‬‬

‫طبيعة اإ حداث و شلمس أسبابها البعيدة و نتائجها اللاحقة‪،‬‬


‫و بذلك تصبح‬
‫شوراة أول نوفمبر تعبيرا ا عن ارادة شع@ يريد الحياة‪ ،‬و ليست مظهرا لمواقف‬
‫شخصية و بطولات فرادية و ميول جماعات محدودة في المكان و الزمان‪ ،‬لأن‬
‫الأشخاص مهما كانت أعمالهم جليلة و مواقفهم نبيلة و انجازاتهم مهمة‬
‫الشخصية أكثر مما‬
‫و أفكار‪ .‬هم را ائدة‪ ،‬الا أنهم في وا‪ .‬قع الأمر يغصحون عن قدراتهم‬
‫يعبراون كلن ار؟ ادة الأمة‪ ،‬و ان كانوا نتيجة لمجتمعهم و انعكاسا لظروفهم التي‬
‫جعلتهم يستجيبون لدافع التحدي الحضاري المفر"وض عليهم‪ .‬هذا و ان كنا في‬
‫ملاحظتنا هذ‪ ،‬لا ننفي تارْيخ الأشخاص و لا ننقص من مساهماتهم و عطائهم‪.‬‬

‫أيضا‬ ‫منا‬ ‫ثوراة اول نوفمبرا‪ .‬يتطلب‬ ‫من‬ ‫الدروس‬ ‫و‬ ‫ان استخلاص العبرا‬ ‫كما‬

‫في تطور"‬ ‫المتمثلة‬ ‫بالاسباب المباشرة‬ ‫ات‬ ‫نتج عنها‬ ‫و ما‬ ‫هذه‬ ‫رابط‬
‫ه‬
‫تطور"‬ ‫من‬ ‫الثوراة‬
‫بالأسباب‬ ‫و كذلك‬
‫الأولى‪،‬‬ ‫الحر@ العالمية‬ ‫بعد‬ ‫الحراكة الوطنية الجزاشراية‬
‫تعيشها‬ ‫كانت‬
‫البعيدة للاستعمار و المتمثلة في حالة قابلية الاستعمار التي‬
‫التي‬ ‫و‬ ‫الجزائرا و المنطقة العرابية الاسلامية منذ مطلع القرن التاسع عشرا‪،‬‬

‫‪20‬‬
‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫?‪ L‬ت‬
‫‪.u‬‬ ‫كما‬ ‫العمل على انجاحه‬ ‫و‬ ‫في توفير الظروف للاستعمار‬ ‫شسببت‬

‫زادت‬ ‫الحضاري المزمن الذي كرسه الاستعمار‬ ‫التخلف‬ ‫حالة‬


‫حدته‬
‫من‬ ‫و‬ ‫على تعميق‬
‫الجزاشراي‬ ‫الحيوية للشعب‬ ‫المصالح‬ ‫استهدفت‬ ‫الاستعمارية التي‬ ‫المخططات‬

‫مقومات كياشه‪.‬‬ ‫و‬ ‫شخصيته‬ ‫ألحقت الضررا بمكونات‬ ‫و‬

‫ا‬

‫نوفمبرا‪ ،‬يغرض علينا‪-‬‬ ‫أول‬ ‫?‪ u‬ة‬


‫د '‪?9'"9‬‬ ‫أن محاولة التعرف على‬ ‫فضلا عن‬

‫خلال مفافيم ايدي@ولوجية‬ ‫من‬ ‫أيضا قبل كل شيء الابتعاد‬


‫تناول ا‪ -‬لثورة الجزاشراية‬ ‫عن‬
‫اليمينية‪ ،‬و انما‬ ‫و‬ ‫محد ‪ i‬ة و دراستها في نطاق مدارس فكراية معينة اليسارية منها‬

‫ري‬
‫الحضا‬
‫يجب أن يكون تناولها لا سيما في الأبحاث الجامعية في‬
‫نطاق مناخها‬
‫الصميم الذي نلمسه من خلال نفسية المجتمع الجزاشري‪ ،‬و مواصفات الفترة الزمنية‬
‫التي حدشت فيها الثورْة‪ ،‬مما يجعل حجر الزاوية للثورة الجزائرية هو الوطنية‬
‫الجزائرية‪ ،‬و الدافع الحقيقي و السب@ الأساسي هو المقومات الاسلامية‪ -‬العرابية‬
‫للأمة الجزاشرا ية‪.‬‬

‫س‬ ‫الدر‪،‬‬ ‫و‬ ‫بعض العبر‬ ‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫في آخر‬ ‫شثبت‬ ‫هذا نحاول أن‬ ‫بعد‬

‫بهذه العبر‬ ‫كاشت الاحاطة‬ ‫السؤال الثالث‪،‬‬


‫حد‬
‫الدروس في‬ ‫و‬ ‫ان‬ ‫و‬ ‫يتضمنها‬ ‫التي‬
‫المغكراين‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫و مساهمة‬ ‫الباحثين‪،‬‬ ‫من‬ ‫أجيال‬ ‫جهود‬ ‫ذ اشها تتطلب‬
‫عامه‬ ‫العجالة مجرإد شسجيل خطوط‬ ‫هذه‬
‫في‬ ‫به‬ ‫نأتي‬ ‫ما‬ ‫الجزاشريين‪ ،‬مماْ يجعل‬
‫أفكار أولية‪.‬‬ ‫و‬

‫الحصر‪:‬‬ ‫سبيل المثال لا‬ ‫الدروس نذكر! على‬ ‫و‬ ‫العبر‬ ‫هذه‬ ‫فمن‬

‫أحد الثوابت أو المظاهر‬ ‫‪ 1‬ان ثورة أول نوفمبر تعبّرا‬


‫عن‬ ‫بصدق‬ ‫‪-‬‬

‫الأمة‬
‫المتجددة في التاريخ الجزاشراي‪ ،‬التي تبرز أحد أوجه الابداع و العبقراية في‬
‫لا‬
‫الجزاشراية‪ ،‬و هي جذوة المقاومة التي لا تنطفىء ‪ Z9 j 5‬العناد و التحدي التي‬
‫و‪ -‬لفائدة‬
‫يحد منها و لا يمكن أن يقف أمامها اختلال موازين القو@ لصالح الخصم‬
‫العدو‪ ،‬مما يجعل أول نوفمبر استمرارا لكفاح طويل و ملحمة بطولية بين قوة‬
‫استعمار غاشم‪ ،‬و ارادة شع@ مستميت‪ ،‬و هذا ما دفع بعض المؤرخين الى القول‬
‫بأن آول نوفمبرما هو الا اشتقام للشعب الجزاشري من أحداث التاريخ القاسية‪،‬‬
‫الغاشمة‪.‬‬ ‫رفضا لماحكامه‬ ‫و‬

‫في‬ ‫الكامنة‬ ‫ألطاقات‬ ‫مدى‬ ‫حيا على‬ ‫مثالا‬ ‫نوفمبر‬ ‫أول‬ ‫لنا‬
‫يقدم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫شقلص‬ ‫و‬ ‫التي توفرت لها الظراوف لتنطلق‬ ‫الشعب الجزائري‬ ‫الطاقات‬ ‫هذه‬ ‫ه‬

‫هو أشبه شيء‬


‫شع@‬
‫الأوضاع رأسا على عقص‪ ،‬و كما هو معراوف تارايخيا أن أي‬
‫بمعدن خام يمكن أن يتحول الى ‪ ' 1‬ة فاعلة و ارا ادة مبدعة الا بالصهر‬
‫لا‬ ‫‪J‬‬

‫و التذويب‪ ،‬نتيجة تطور تارايخي يسمح بانطلاق أو انفلات هذه الطاقات التي‬
‫تتعدى قوتها الفاعلة أي سلاح نووي معاصرا‪ .‬كما أنه من المعروف أن الطاقات‬

‫الكامنة في أية أمة لا يمكن أن شصبح قوة مغيراة‪ ،‬فاعلة الا اذا شوفرات لها‬
‫الارا ادة‬ ‫توفرا‬ ‫و‬ ‫الهدف‬ ‫و تحديد‬ ‫اكتساب التجرابة‬ ‫و‬ ‫التوجيه‬ ‫و‬ ‫عوامل التحضير@‬
‫كثرات المعوقات‪.‬‬ ‫و‬ ‫التضحيات‬ ‫عظمت‬ ‫المصممة على تحقيق الغاية مهما‬

‫‪ 4.‬توفر لها عامل‬


‫‪19 5‬‬ ‫‪19 4 5‬‬ ‫جزائر‬ ‫أن‬ ‫هذا الصدد نلاحظ‬
‫‪-‬‬

‫في‬ ‫و‬

‫نشاط‬ ‫تمثل‬
‫الرابع‬ ‫منذ‬ ‫الحراكة الوطنية الجزائراية‬ ‫التحضيرا و التوعية الذي‬ ‫في‬
‫الشعص‪.‬‬ ‫الأول للقر‪ :‬ن الحالي ابتداء من تكوين منظمة النجم‪ ،‬انتهاء بأزمة حزب‬
‫‪08‬‬ ‫كما أن جزاشرا قبل الثور@ ة اكتسبت تجاراب ميدانية كاشت آخرا ها أحداث‬
‫ماي‬
‫‪1945‬‬
‫الساحقة‬ ‫على مستو@ الغالبية‬ ‫و محددا‬ ‫الهدف وافمحا‬ ‫أصبح‬ ‫و‬ ‫الدموية‪،‬‬
‫شعار الاستقلال يهزهم‬ ‫من الجزاشريين ان لم نقل كل الجزائرايين‪ ،‬الذين‬
‫أصبح‬
‫و الاحساس بالظلم الاستعماري يدفعهم الى التضحية‪ ،‬بالافمافة الى أن الطلائع‬
‫الأولى التي فجرات الثوراة جسدت الارادة الصادقة و الاصرار المستميت على‬
‫تحقيق الهدف و بلوغ الغاية بنيل الاستقلال‪ ،‬و بذلك أصبحت هذه النخبة‬
‫اد الشع@‬ ‫أفرا‬ ‫مثالا‬ ‫الثورية‬
‫قدوة يحتذى بها مجموع‬
‫ضد‬
‫الجزاشري في كفاحهم‬ ‫و‬

‫ا لاحتلال الفرنسي‪.‬‬

‫عوامل التحضير‬ ‫من‬ ‫المعطيات‬ ‫كل هذه‬ ‫بالقول بأن‬ ‫لنا‬ ‫و هذا ما‬
‫يسمح‬
‫مكنت‬ ‫الغاية‪،‬‬
‫مجموعة صغيرة‬ ‫الايمان ببلوغ‬
‫الهدف‬ ‫و‬ ‫اكتساب التجر"بة‬ ‫و‬ ‫و تحديد‬

‫تسببت في حدوث الزلزال الثوراي الذي‬ ‫و‬ ‫اشعال فتيل الثورة‬ ‫من‬ ‫المناضلين‬ ‫من‬

‫رض‬ ‫الاستقلال على‬ ‫و‬ ‫بداية عالم الحراية‬ ‫أدد الى نهاية كلالم الاستعمار‬
‫و‬
‫ا‬
‫عندما قال‪ :‬إ‬
‫ألقوا الثورة في الشاراع‬ ‫الجزاشراية‪ ،‬و صدقت نبوءة ابن مهيدي‬
‫فسيلتقطها الشعب‬

‫الخالدة‬ ‫ستظل أحد المظاهرا الحضارية‬ ‫‪ 3-‬ان شوراة أول نوفمبر"‬


‫و‬
‫كانت‬

‫التي عبر" فيها الشسب الجزائري من خلال تجارب النجاح و الغشل الساب@ة الاتي‬
‫‪ 0.‬كلن قدرته على التلاؤم مع شروط بيئته الخاصة و الانتفاع‬ ‫‪183‬‬ ‫كلاشها منذ‬
‫ا‬ ‫بامكانياته الذاتية‪ ،‬فبعد فشل المقاومة التي كانت طلاشعها سكان المدن فب@‬

‫‪20‬‬
‫وانتقال‬ ‫الأرياف مابين‬ ‫أهالي‬ ‫وبعدمقاومة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0_1847‬‬
‫‪183‬‬ ‫بين‬

‫منذ ‪1 9 1 9‬‬ ‫طلاشع المقاومة فني شكلها السياسبم الى المدن‬


‫حتى كلام‬
‫م‬
‫و‬

‫نشك‬ ‫يمكن أن‬ ‫شهادة لا‬ ‫استطاع الشع@ الجزاشراي أن يقدم مثالا حيا و‬
‫في‬
‫من الشعوب‬ ‫مصداقيتها من أن أي حل لأي مشكل سياسبم أو قضية تحرراية لأي‬
‫شعص‬

‫نطاق ذلك‬
‫يوجد داخله و في متناول أبناشه‪ ،‬و من العبث البحث عنه خارج‬
‫الشعص أو محاولة ايجاد حل له من خلال التبراير" ات اللغظية و الشكاوي‬
‫خلال سرا اب الحلول السياسية‬ ‫من‬ ‫الوصؤل اليه‬ ‫المواقف المسرحية أو‬ ‫و‬ ‫المستمرة‬
‫العرابية الان‪.‬‬ ‫في بعض القضايا‬ ‫الشأن‬ ‫كما هو‬ ‫المحافل الدولية‬ ‫شصويت‬ ‫و‬

‫المقهورة‬ ‫الأمم‬ ‫و‬ ‫و قد كان أول‬


‫شوفمبر بحق درسا للشعو@ المضطهدة‬
‫اكتساب المناعة‬
‫فهو خير مثال على أن أحسن سلاح و أفضل وسيلة للدفاع هي‬
‫الحضارية من كل الأمراض الفتاكة التي يحاول الاستعمار شصديرها للشعو@ نمير‬
‫غطاء الايديول@ جيات البرا اقة و الأسالي@ الخادعة‪ ،‬و من خلال‬ ‫الأوروبية‬ ‫تحت‬

‫يسمى‬
‫ما‬ ‫مظاهر‬ ‫من‬ ‫الاجتماعية البالية‬ ‫و السمات‬ ‫السلوكات الثقافية المواضية‬
‫بالثفإمات الشعبية المتحجرة التي تعتمد على التمايز بين أفرا اد ا؟ مة و شنطلق‬
‫من مفهوم الأفكار الاقليمية الضيقة الخي تروج لها مداراس العلوم الاجتماعية‬
‫ب لغر@ ا@ وراوبي‪.‬‬

‫سرا‬ ‫أن‬ ‫الى دليل‪،‬‬ ‫يحتآج‬ ‫لا‬ ‫و‬ ‫‪ 4-‬برهن أول‬


‫المناقشة‬ ‫نوفمبر بشكل ل! يقبل‬
‫النجاح و أسباب النصر" في أية معركة‪ ،‬لا تقرْراه الوساشل و الآلات التكنولوجية‪،‬‬
‫و لا توفرا‪ ،‬محاولة التقليد أو التقوقع أو الرقمى التي أصبحت من مميزات سياسة‬
‫عالمنا الاسلامي العرابي المعاصرا‪ ،‬بل أن أول نوفمبر أكد عمليا و بصوراة واضحة‬
‫أن ايجاد الدافع الداخلي و توفر الار" ادة المشترْكة للأمة‪ ،‬هو القوة الحية التي‬
‫لا تقف‬
‫في وجهها أية قوة مهما عظم شأشها لأن ارادة الأمة و الحالة هذه هي‬
‫ارادة الله و ارارة الله لا تقهر‪ ،‬مع العلم بأن هذه الار‪ .‬ادة و هي ر@ وح التاريخ‪،‬‬
‫مشتمره قد لا شتومر الا‬ ‫تطورا‬ ‫و‬
‫و جهود شاقة‪،‬‬ ‫هي نتيجة تحضير و تحفيز طويلين‬
‫تصبح‬ ‫بالتالي‬ ‫و‬ ‫توفرت على شروطها‪،‬‬ ‫و‬ ‫لقييل من الأمم التي أستجمعت أسبابها‬
‫راوح نوفمبرا‪ ،‬بمثابة وشيقة بعث‬ ‫الصادقة المتمثلة‬ ‫القوة‬ ‫الار@ ادة و هذه‬ ‫هذه‬
‫في‬ ‫‪1‬‬

‫عصل‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫كيان الدولة الجزاشراية‪،‬‬ ‫‪ ë‬تجديد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪lr 1‬‬ ‫اطار‬ ‫و‬ ‫الأمة الجزاشراية‬
‫محاصراشه‬ ‫و‬ ‫اقتصاديا‬ ‫و محوه‬ ‫سياسيا‬ ‫الجزاشري‬ ‫الاستعمار على تصفية الشعب‬
‫منه‬
‫مسمع‬ ‫و‬ ‫الاستعمار بجنازته على مرأى‬ ‫ششويهه شقافيا‪ ،‬بل احتفل‬ ‫و‬ ‫اجتماعيا‬
‫بعض المتنكرين‬ ‫( ‪ ) 1 9 3 0‬و أصبح‬ ‫شعوب العالم في الذكر@ الماشوية للاحتلال‬ ‫و من‬

‫‪ 0.1‬صبحوا يعرفونها‬
‫‪W 183‬‬
‫بأنهم لو عرفوا فرنسا عام‬ ‫‪ 6‬بنائه يصرخون‬ ‫من‬
‫له‬

‫‪-‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪203‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪19 3 0‬‬
‫عام‬
‫ستقبلوا جحافلها ببقات الورود بدل بنادق البارود‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪5-‬‬
‫للشع@‬ ‫ان ثورة ول نوفمبر‬
‫سمحت‬ ‫‪I‬‬

‫الجز اشري بأن يدخل التاريخ‬


‫من بابه الواسع‪ ،‬بعد أن كان على هامش الأحداث‪،‬‬
‫و هنا‬
‫و خارج دورة التارجخ‪،‬‬
‫نلاحظ‬
‫أن الشعب الجزائري كان علئ موعد مع التاريخ‪ ،‬و أف عاش تلك اللحظة‬
‫الحاسمة‬
‫التي نسميها في التاريخ بليلة القدر التي عاشتها بعض ا@‬
‫وب‬

‫النادرة في شاريخ‬
‫و هذه الحالة‬
‫المهينةإ ن تلعب دورها على مسر"ح التاريخ‬
‫ه‬

‫الشعوب يمكن أن فصغها بحالة التهيج أو التحفز أو الوعي بالذات و الاحساس‬


‫العميق بمبر@رات الوجود‪ ،‬و هي بالنسبة للشعو@ كمالة الوحي بالنسبة للرسل‬
‫الحالة‬ ‫و الأنبياء‪ ،‬و هذ‬ ‫‪4‬‬

‫هي التي يشير اليها الفيلمموف الألماني فدجمتل بقوله‬


‫((اذا ما قدر لأمة أداء‬
‫ة‬
‫دورها في التاريخ لتتصدر مسرح الأحداث شلاشت الهو‬
‫بين الامكانيات المعبرة عن‬
‫الوجود بالقوة‪ ،‬و بين الواقع الموضوعي المعبر عن‬
‫الوجود بالفعل)) و يعرفها المفكر الجزاثري مالك بن شبي في كتابه تأملات‬
‫في‬
‫((بأشها حالة‬
‫الطاقضات‬ ‫التوتر أو الفعالية التي تحرك‬ ‫المجتمع العربي‪:‬‬
‫الاجتماعية و توجهها بفعل المبر@رات و الدوافع الانسانية الى أسمى الغايات‪،‬‬
‫و أثناء ذلك‬
‫يكون المجتمع في حالة خطر و تحفز‪ ،‬و يبدأ يستعيد فيها مبرر" اته‬
‫‪1‬‬ ‫المغقود‬
‫مبررات جديدة))‪.،‬‬ ‫و يبحث عن‬
‫‪ë‬‬

‫نادرا في‬ ‫الا‬ ‫تتكرر‬ ‫هذه‪ ،‬قد لا‬ ‫التحفز‬ ‫و‬ ‫التوتر‬ ‫حالة‬ ‫الجدير بالذكر أن‬ ‫و‬

‫و لعدة‬ ‫عليها لفترة طويلة‬ ‫الصعص المحافظة‬ ‫و من‬ ‫الشعوب‬ ‫ا‬ ‫‪@.‬‬ ‫شعب‬ ‫شاريخ أفي‬
‫ضد‬ ‫حر"بها‬
‫التي عرفتها اليونان القديمة في‬ ‫أجيال‪،‬‬
‫بالذات هي‬
‫الحالة‬ ‫و هذه‬

‫فارس و أستمد‬
‫منها الرومان قوتهم في عهد فتوحاتهم الأولى التي شملت حوض‬
‫ه‬

‫البحر المتوسط‪ ،‬و خبرها المسلمون الأواشل مع بداية الدعوة الاسلامية و توجههم‬
‫ة‬
‫الفرنسيون مع الشِنمو ر‬ ‫لفتح البلاد المجاورة لنشر رسالة الاسلام كما عاشها‬
‫"‬

‫الفرنسية و حروب نابليون بونابرات‪ ،‬و عرفها كذلك‬


‫الألمان مع تحقيق وحدتهم‬
‫و أساسهم بتفوقهم الحضاري على غيرهم‪ ،‬و أحسّ بها الشعب الروسي في خضم‬
‫و الشع@‬
‫الميجي‬ ‫عهد‬ ‫اليابانر؟ في‬ ‫كذلك الشعب‬ ‫و‬
‫‪7.‬‬
‫‪191‬‬ ‫أحداث ثورة أكتوبر‬
‫ة‬
‫يعيش فتر‬ ‫شع@‬ ‫القاشمة لا شزال مفتوحة لكل‬ ‫الصيني مع المسيرْة الكبر@‪ .،‬و‬

‫في‬ ‫من جديد‬ ‫لكل مجتمع يستكمل أسبا@ القوة للدخول‬ ‫و‬ ‫حالة شوتر‬ ‫و‬ ‫ارهاص‬
‫معارك الحياة‪.‬‬

‫هذا‬
‫ول شوفمبر يعيش في زخم‬
‫‪1‬‬
‫و قد كان الشعب الجزاشري أثناء شور‬
‫‪ë‬‬

‫ن بفعل تلك الروح المبدعة‬ ‫احدلى حالات التوشر التي عاشتها شعو@ قبله‬

‫‪20‬‬
‫جلادب‪:‬‬ ‫وجه‬ ‫أن يصرخ في‬ ‫ابن مهيدي‬ ‫دفعت‬
‫الروح التي‬ ‫هذه‬ ‫القدر‪،‬‬ ‫موكلد مع‬ ‫على‬
‫تريدون‬ ‫لأنكم‬ ‫ستنهزمون‬ ‫أنتم‬ ‫و‬ ‫((اننا سننتصر لأننا نمثل قوة المستقبل الزاهر‪،‬‬
‫على‬ ‫المحافظة‬
‫ماض استعمنار‪.‬ي‬ ‫وقف عجلة التاريخ الذي سيسحقكم‪،‬‬
‫ون‬ ‫ترصا‬ ‫و‬

‫متعفن‪ ،‬حكم العصر عليه بالزوال))‪ ،‬و نفس الروح هي التي أوحت الى ديدوش‬
‫مراد أن يقول‪(( :‬اذا أستشهدنا فمميخلفنا آخرون‪ ،‬يواصلون السير بالثورة نحو‬
‫ا لاستقلال))‪.‬‬

‫اليوم‬ ‫الضر؟ ري‬ ‫من‬


‫هذ‪ ،‬الكلمة‪ ،‬أنه‬ ‫الى القول في آخر‬ ‫يدفعنا‬ ‫و هذا ما‬

‫الأساسي‬ ‫لأنها هي الشررو‬ ‫"‬ ‫التحفز في الأمة‬ ‫نوفمبر‪،‬‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬


‫روح‬ ‫روح‬
‫بتجنيد‬ ‫النفسية الكفيلة‬ ‫الحالة‬ ‫لأشها‬ ‫و‬ ‫للنجاح في عهلية البناء الحضاري‪،‬‬
‫يحقق الغاية‬ ‫و‬ ‫الهدت‬ ‫لبلوغ‬ ‫المرا احل‪.‬‬ ‫يقطع‬ ‫و‬ ‫جعله يتخطى الحواجؤ‬ ‫و‬ ‫الشعب‬
‫ا لاستقلال‪.‬‬ ‫من‬

‫‪20‬‬

You might also like