You are on page 1of 10

International Journal of Advanced Engineering Research and

Science (IJAERS)
Peer-Reviewed Journal
ISSN: 2349-6495(P) | 2456-1908(O)
Vol-10, Issue-10; Oct, 2023
Journal Home Page Available: https://ijaers.com/
Article DOI:https://dx.doi.org/10.22161/ijaers.1010.5

‫التجريد في بالد المغارب على يد اللص والمحارب‬


Dispossession in the Maghreb at the hands of the thief and
the warrior
‫ دكتوراه تخصص التاريخ‬،‫ أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي‬YOUNESS CHIGUER‫ يونس شيكر‬:1‫الباحث‬
،‫ كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬،‫ مختبر التاريخ والمجتمع في الحوض الغربي للبحر األبيض المتوسط‬.‫الوسيط‬
Chiguer.youness78@gmail.com 0668993920 ،‫ المغرب‬،‫جامعة ابن طفيل ــ القنيطرة‬
‫ دكتوراه تخصص جغرافية‬،‫ الثانوي التأهيلي‬.‫ ذ‬،MUSTAPHA CHIGUER ‫ مصطفى شيكر‬:2 ‫الباحث‬
،‫ جامعة ابن طفيل‬،‫ كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬،‫ مختبر إعداد المجال والتربية الترابية‬،‫األرياف واإلعداد‬
chiguermustapha74@gmail.com ،0675353221 .‫ المغرب‬،‫القنيطرة‬

Received: 15 Aug 2023, Abstract—Through this research, we are trying to study one of the
Receive in revised form: 20 Sep 2023, aspects of suffering that the Islamic Maghreb society experienced during
the Middle Ages in its relationship with the class of thieves and bandits.
Accepted: 30 Sep 2023,
In addition to the fear for lives and money from falling under the swords
Available online: 08 Oct 2023 of thieves and warriors, Through this article, we seek to shed light on
©2023 The Author(s). Published by AI another act associated with banditry and banditry, which is stripping
Publication. This is an open access article stolen victims of their clothes. And to investigate the motives of this
under the CC BY license behavior, some of its manifestations and repercussions, and the various
(https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/). reactions that resulted from it. Let us contribute, even if just a little, to
revealing some of the dangers of the road that threatened the traveler as
Keywords— abstraction - thieves - bandits -
he went and came on the roads and paths of the Islamic Maghreb during the
Islamic Maghreb - the Middle Ages – society.
Middle Ages.
‫ التجريد ـ اللصوص ـ قطاع الطرق ـ‬:‫الكلمات المفاتيح‬
‫ملخص‬
‫المغرب اإلسالمي ـ العصر الوسيط ـ المجتمع‬
‫نحاول من خالل هذا البحث دراسة واحدة من أوجه المعاناة التي عاشها مجتمع المغرب‬
‫ فباإلضافة إلى الخوف‬،‫اإلسالمي خالل العصر الوسيط في عالقته بفئة اللصوص وقطاع الطرق‬
‫ نسعى من خالل هذا‬،‫على األرواح واألموال من الوقوع تحت سيوف اللصوص والمحاربين‬
‫المقال تسليط الضو ء على فعل آخر اقترن بعملية اللصوصية وقطع الطرق أال وهو تجريد‬
‫ وتقصي دوافع هذا السلوك وبعض تجلياته وانعكاساته وما كان‬،‫الضحايا المسروقين من ثيابهم‬
‫ ع ّلنا نسهم ولو بنزر يسير في الكشف عن بعض مخاطر‬،‫ينتج إزاءه من ردود أفعال مختلفة‬
‫الطريق التي كانت تتهدد المسافر خالل ذهابه وإقباله في طرقات ومسالك المغرب اإلسالمي‬
.‫خالل العصر الوسيط‬

‫تقديم‬

‫الرعب الذي ظل يهدد‬


ّ ‫لقد شكلت اللصوصية وقطع الطرق إحدى مصادر‬
‫ وتظهر مخاطرها من‬،‫مر األزمنة والعصور‬
ّ ‫وجود اإلنسان واستقراره على‬
‫ وقطع‬،‫خالل فظاعة الجرائم التي كان يقترفها اللصوص ومنها "شهر السالح‬

www.ijaers.com Page | 51
‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫الطريق‪ ،‬وأخذ األموال‪ ،‬وقتل النفوس‪ ،‬ومنع السابلة"‪ ،1‬وقد اعتبرت هذه‬ ‫ضوء هذه األحداث نتساءل كذلك عن أوجه المعاناة لدى مجتمع هذه المرحلة‬
‫السلوكات العدوانية حسب بروديل واحدة من سمات وعادات شعوب حوض‬ ‫أمام الخوف من التجريد على يد اللصوص‪.‬‬
‫المتوسط وذلك منذ أزمنة غابرة‪ ،‬وهي ليست وليدة القرنين ‪16‬م ‪17-‬م حين‬ ‫حدود البحث‬ ‫‪-2‬‬
‫صارت تشكل ظاهرة عامة في دول البحر األبيض المتوسط كافة‪ ،‬حسب نفس‬
‫تأطير زمان ومكان البحث‬ ‫‪-1‬‬
‫المؤرخ‪ ، 2‬ومن أوجه تلك المخاطر والمعاناة التي طالت مجتمع المغرب‬
‫اإلسالمي خالل العصر الوسيط على يد اللصوص والمحاربين‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫العصر الوسيط ‪.‬‬ ‫●‬
‫سرقة األموال بمختلف أنواعها‪ ،‬واالعتداء على النفوس واألرواح بالضرب‬ ‫هو الحقبة الزمنية المخصوصة بدراسة موضوع اللصوصية وقطع الطرق‬
‫والجرح حينا والقتل واالسترقاق أحينا‪ ،‬كان التجريد من الثياب هو مصير جل‬ ‫في هذا البحث‪ ،‬ومراقبة فعلها وتجلياتها‪ ،‬لكن ونحن نستعمل مفهوم العصر‬
‫من وقع في يد اللصوص وقطاع الطرق في بالد المغارب خالل العصر‬ ‫الوسيط في هذا البحث ال بد من استحضار الجدل الذي يطرحه تحديد هذه‬
‫الوسيط‪.‬‬ ‫الحقبة بين المختصين في التاريخ عموما‪ ،‬والمهتمين بالتحقيب ومعاييره بوجه‬
‫ومعلوم أن اللباس ــ إلى جانب الطعام والسكن ــ ظل يكتسي أهمية قصوى‬ ‫خاص‪ ،‬حيث يصعب إيجاد معايير تحظى بإجماع الباحثين حول مسألة‬
‫في حياة البشر كيفما كان انتماؤهم االجتماعي وعلى مر العصور‪ ،‬وقد أجهد‬ ‫التحقيب‪ ،‬نظرا لتعقدها‪ ،‬وبالتالي يصعب العثور على تحديد دقيق لفترة زمنية‬
‫اإلنسان نفسه في تحصيل هذه الضروريات الثالث والحفاظ عليها والعمل على‬ ‫أطلق عليها العصر الوسيط‪ ،‬ذلك أن هذه الفترة في التاريخ األوربي‪ ،‬تختلف‬
‫ادخارها‪ ،‬وتزداد مكانة وأهمية األثواب واأللبسة كلما نكصنا نحو العصور‬ ‫عن نظيرتها في العالم اإلسالمي عموما وفي جزئه الغربي بوجه خاص‪ ،‬ألن‬
‫الوسطى والقديمة‪ ،‬حينما كانت إكراهات الجو من برودة قاسية أو حرارة‬ ‫لكل رقعة جغرافية خصوصياتها الحضارية واالجتماعية‪ ،‬إال أن العصر‬
‫مفرطة‪ ،‬توا َجه بقلة اإلمكانات والتجهيزات والوسائل الواقية من وقع الظروف‬ ‫الوسيط الذي سنهتم بدراسته هنا هو "العصر الوسيط ألمغاربي" الذي "ينطلق‬
‫الطبيعية وقسوتها‪ ،‬ومنها قلة األثواب من أغطية ولباس‪ ،3‬ورداءتها وضعف‬ ‫من الفتح اإلسالمي للمنطقة في القرن األول الهجري‪ ،‬بما يحمله دخول اإلسالم‬
‫جودتها مقارنة بالف ترة الحديثة والمعاصرة من تاريخ البشرية‪ ،‬التي عرفت‬ ‫إليها من قيم ومبادئ سامية أحدثت خلخلة في المجتمع ألمغاربي وبنياته‪،‬‬
‫ظهور اآللة‪ ،‬خاصة بعد الثورة الصناعية‪.‬‬ ‫وينتهي باحتالل البرتغال لسبته في مطلع القرن ‪9‬هـ‪15/‬م"‪ 4،‬حيث بدأ التفوق‬
‫األوربي الغربي مقابل انكماش حضارة الغرب اإلسالمي وانقسامها‬
‫وانحصارها في شمال إفريقيا‪ ،‬بعد "سقوط بالد األندلس وسقوط بعض‬
‫أوال‪ :‬اإلطار النظري والمنهجي‬ ‫المراكز الساحلية المغاربة في يد اإلسبان والبرتعاليين‪ 5"،‬ليستمر هذا التفوق‬
‫إشكالية البحث‬ ‫‪-1‬‬ ‫األوربي التجاري خالل العصر الحديث‪ ،‬ثم الصناعي خالل الحقبة المعاصرة‪،‬‬
‫يروم هذا البحث تقديم بعض اإلجابات األولية حول إشكالية قديمة ـ حديثة‪،‬‬ ‫ثم الغزو العسكري والهيمنة االستعمارية األوربية على دول المنطقة إلى يومنا‬
‫ويتعلق األمر بأهمية اللباس في حياة الناس عموما وإنسان المغرب اإلسالمي‬ ‫هذا‪.‬‬
‫خالل العصر الوسيط بوجه خاص‪ ،‬ومن تم كيف دبر مجتمع المرحلة قيد‬ ‫المغرب اإلسالمي‪.‬‬ ‫●‬
‫الدراسة هذا اللباس ثم كيف حافظ عليه؟ وبقدر ما كان اللباس مهما في حياة‬ ‫هو المكان الذي يهدف هذا العمل إلى كشف تاريخ اللصوصية وقطع الطرق‬
‫العامة والخاصة من ذاك المجتمع فقد كان مهما كذلك بالنسبة لفئة مهمشة من‬ ‫فيه‪ ،‬وقد كان يطلق لفظ "المغرب عند الجغرافيين والمؤرخين المسلمين على‬
‫المجتمع والتي من ضمنها فئة اللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬هذه الفئة التي‬ ‫كل المنطقة الممتدة غرب بالد المشرق"‪ ،6‬أي أن العالم اإلسالمي يضم مشرقا‬
‫أعوزها الحال تدبير لباسها كما قوتها بالوجوه الشرعية من الكسب فلجأت إلى‬ ‫ومغربا وهذا األخير يشكل الجزء الذي "يقابل المشرق من البالد اإلسالمية‪،‬‬
‫طرق المعاش غير المشروعة ومنها النهب والسلب واالختالس‪ ،‬وبالتالي كيف‬ ‫ومن هنا أدخل فيه بعض المؤلفين مصر واألندلس‪ ،‬وقصره آخرون كابن‬
‫شكل اللباس أعز ما يطلب عند اللصوص خالل الفترة قيد الدراسة؟ حيث غالبا‬ ‫عذاري على المغرب الحالي وأخرج منه األندلس"‪، 7‬وإذا كان الجغارفة‬
‫ما اقترنت حوادث السرقة وقطع الطرق بتجريد المسروقين من ثيابهم‪ ،‬وعلى‬ ‫والمؤرخون قد اختلفوا في إعطاء تحديد جغرافي دقيق لهذه المنطقة‪ ،‬فإن‬

‫‪ - 1‬الماوردي أبو الحسن بن محمد ‪ ،‬األحكام السلطانية والواليات الدينية ‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪ - 3‬حول تدبير اللباس عند بعض الفئات الفقيرة والمهمشة‪ ،‬أنظر ابن الزيات‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،1978 ،‬ص‪.62.‬‬ ‫أبو يعقوب يوسف بن يحيى التاديلي‪ ،‬التشوف إلى رجال التصوف‪ ،‬تح أحمد‬
‫وقد يرد في المصادر التاريخية ما يحيل على معنى قطع الطريق‪ ،‬مثل قول ابن‬ ‫التوفيق‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪1997 ،2‬م‪ ،‬ص‪،110 .‬‬
‫خلدون أن " معاش أهل االنتجاع واإلظعان‪ ،‬في نتاج اإلبل وظالل الرماح وقطع‬ ‫‪ ،477 ،423 ،277 ،198‬ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬األنيس المطرب بروض‬
‫السابلة " ابن خلدون ‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم‬ ‫القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ ،‬مراجعة عبد الوهاب‬
‫والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪ ،‬م ‪ ،6‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬مكتبة‬ ‫بن منصور‪ ،‬المطبعة الملكية بالرباط‪ ،‬ط ‪ 1420 ،2‬هـ‪1999 /‬م‪ ،‬ص‪.351 .‬‬
‫المدرسة‪ ،‬بيروت لبنان‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪ .176 .‬كما نجد عبارة "يفسدون السابلة‬ ‫الوزان‪ ،‬الحسن بن محمد الفاسي‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2 .1،‬ترجمة محمد‬
‫ويقطعون على الرفاق ‪"،‬ن م‪ ،‬ص‪ .27 .‬ويقول الماوردي عن قطاع الطرق‪" :‬فهم‬ ‫حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪1983 ،2‬م‪،‬‬
‫المحاربون الذين قال هللا تعالى فيهم‪ [ :‬إنما جزاء الذين يحاربون هللا ورسوله‬ ‫ج ‪ ،1‬ص‪.359 ،263 .‬‬
‫ويسعون في األرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف‬ ‫‪ - 4‬مصطفى نشاط‪ ،‬جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة بالمغرب الوسيط‪ ،‬مطبعة‬
‫أو ينفوا من األرض] (سورة المائدة)"‪ ،‬الماوردي‪ ،‬ن م‪ ،‬ن ص‪ .‬والمحارب هو‬ ‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬منشورات الزمن‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.5 .‬‬
‫كل "من قاتل على أخذ المال بأي نوع من أنواع القتال‪ ،‬فهو المحارب هو المجاهر‬ ‫‪ – 5‬أحمد عزاوي‪ ،‬مختصر في تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار ربا نيت‪،‬‬
‫بالقتال"‪ ،‬ابن تيمية تقي الدين‪ ،‬السياسية الشرعية في إصالح الراعي والرعية‪،‬‬ ‫ط ‪1433 ،3‬هـ ‪2012 /‬م‪ ،‬ص‪.11 .‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،1969 ،‬ص‪78 .‬‬
‫‪ –6‬ن م‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- F. BRAUDEL, La méditerranée et le monde‬‬ ‫‪ -7‬حسين مؤنس‪ ،‬فتح العرب للمغرب‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪méditerranéen à l’époque de Philipe 2, 2t, Armand‬‬
‫‪Coline, Paris, 1970, p. 83- 85.‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 52‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫أغلبهم اتفق حول أن معنى لفظ المغرب يشمل كل ما يلي مصر غربا من بالد‬ ‫عن جماعات ممن احترف قطع الطريق أنهم "يتربصون في الكمائن‪ ،‬حتى إذا‬
‫اإلسالم أي "المجال الممتد من طرابلس شرقا إلى البحر المحيط غربا‪ ،‬وحدّه‬ ‫مر بهم مسافر خرجوا وجردوه من المال والثياب"‪ ،13‬وكذلك حديثه عن‬ ‫ّ‬
‫من جهة الشمال البحر الرومي‪ ،‬ومن الجنوب بالد السودان وهو يضم ثالث‬ ‫جماعات من البدو أصحاب النجعة في "الصحاري الواقعة بين بالد البربر‬
‫مناطق‪ ،‬منطقة إفريقية‪ ،‬منطقة المغرب األوسط‪ ،‬ومنطقة المغرب األقصى"‪،8‬‬ ‫ومصر[كانوا] يجردون كل غريب وقع بين أيديهم"‪ ،14‬وهو نفس الوصف‬
‫وهذا واضح عند ابن خلدون في تحديده لرقعة المغرب؛ امتدادها وحدودها‬ ‫الذي نعث به اللصوص والمحاربين في صحراء برقة‪ ،‬والذين "يجردون‬
‫وبعض مدنها‪.9‬‬ ‫الحجاج المساكين وأبناء السبيل من ثيابهم"‪ ،15‬وغيرها من األمثلة كثير كما‬
‫إذن يمتد العصر الوسيط حوالي ثمانية قرون من الزمن‪ ،‬أي منذ وصول‬ ‫سنقف على ذلك في متن هذه الدراسة‪.‬‬
‫الفتح اإلسالمي إلى بداية الغزو اإليبيري للسواحل المغربية بعد طرد المسلمين‬ ‫الحرابة‪ :‬هي "كل فعل يقصد به أخذ المال على وجه يتعذر معه االستغاثة‬
‫من األندلس‪ ،‬كما يشغل المغرب اإلسالمي رقعة جغرافية شاسعة من شمال‬ ‫عادة‪ ،‬كإشهار السالح‪ ،‬والخنق‪ ،‬وسقي السيكران (البنج) ألخذ المال"‪ ،16‬وهي‬
‫إفريقيا‪ ،‬تعرف بمنطقة المغرب الكبير حاليا‪ ،‬وخالل هذا العصر مرت هذه‬ ‫الكلمة األكثر استعماال في كتابات العصر الوسيط للداللة على قطع الطريق‪،‬‬
‫المنطقة بتجارب سياسية مختلفة‪ ،‬بدءا بالفتح اإلسالمي والتبعية للمشرق‬ ‫وبهذا المعنى ترد في المصادر التاريخية؛‪ 17‬أي أن فعل الحرابة يقتضي شهر‬
‫ومرورا بتكوين الدول المستقلة ذات العصبيات المختلفة (المرابطون؛‬ ‫السالح وقطع الطرق‪ ،‬ليس بهدف سفك الدماء وإنما قصد أخذ المال‪ ،‬لكن قد‬
‫صنهاجة‪ ،‬والموحدون؛ مصمودة‪ ،‬والمرينيون؛ زناتة)‪ ،‬لكن اختالفها من حيث‬ ‫يصاحبها أحيانا إزهاق لألرواح‪ ،‬في صفوف الجانبين‪.‬‬
‫التكوين القبلي‪ ،‬لم يمنع اشتراكها في عدة خصائص ومنها؛ "سيادة النمط‬ ‫المحارب‪ :‬اسم فاعل من فعل حارب ومصدره حرابة كما سبق وبيناه‪ ،‬وهو‬
‫اإلقطاعي لإلنتاج‪ ،‬الذي كرس واقع التفاوت الطبقي بين العامة التي كابدت‬ ‫"القاطع للطريق‪ ،‬المخيف للسبيل‪ ،‬الشاهر للسالح لطلب المال‪ ،‬فإن أعطي‬
‫أحواال معيشية بالغة البؤس‪ ،‬وبين طبقة الخاصة التي حازت ثروات طائلة‬ ‫وإال قاتل عليه‪ ،‬كان في الحضر أو خارج المصر"‪ ،18‬هذا كما عرفه فقهاء‬
‫هيأت لها العيش الرغيد"‪.10‬‬ ‫الفترة قيد الدراسة‪.‬‬
‫وقد نتج عن هذا التناقض االجتماعي الصارخ بين هاتين الشريحتين ظهور‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫‪-3‬‬
‫عدة صراعات وقالقل وفتن‪ ،‬والتي لم تكن في األصل سوى صراعات طبقية‬
‫ال نكاد نقف على واحدة من الدراسة السابقة لموضوع معاناة المجتمع أمام‬
‫ناتجة عن وضعية الالتوازن االجتماعي التي دفع ثمنها السواد األعظم من‬
‫اللصوص وقطاع الطرق بفعل تجريدهم من لباسهم في بالد المغارب خال‬
‫الفئات المحرومة‪ ،‬إال أنه يالحظ "افتقار هذه الحركات إلى التنظيم والوعي‬
‫العصر الوسيط‪ ،‬اللهم بعض اإلشارات المقتضبة التي عرجت على موضوع‬
‫‪11‬‬
‫السياسي الطبقي‪ ،‬لذا غلب على معظمها طابع التخريب والسلب والنهب"‬
‫الفئات االجتماعية المهمشة ومن ضمنها فئة المحاربين واللصوص ومن‬
‫والقتل‪ ،‬أو ما سمي إجماال خالل العصر الوسيط بالحرابة‪ ،‬ترى ماذا تعنى‬
‫األمثلة على ذلك نذكر؛ كتاب "الحياة االجتماعية في المغرب واألندلس خالل‬
‫عملية الحرابة؟ وما هي بعض األفعال والسلوكات التي تنتمي إلى حقلها‬
‫عصر المرابطين‪ 19"،‬والذي حصر فيه صاحبه فترة البحث في العصر‬
‫المعجمي؟‬
‫المرابطي وليس كل العصر الوسيط كما لم يخصص للصوص سوى حيزا‬
‫التأطير االصطالحي والمفاهيمي‬ ‫‪-2‬‬ ‫يسيرا في هذه الدراسة‪ ،‬ألنها تشمل بالدراسة جل الفئات االجتماعية لتلك‬
‫التجريد‪ :‬يقصد به هنا عملية تجريد الناس من لباسهم على يد اللصوص وقطاع‬ ‫الفترة‪ ،‬كما تحدث أحمد المحمودي كتابه "عامة المغرب األقصى في العصر‬
‫الطرق وهي الكلمة األكثر شيوعا بهذا المعنى في مصادر الفترة المدروسة‬
‫مثل قول ابن الزيات كان" اللصوص خارج القرية مرتقبين من يمر بهم‬
‫فيجردونه من ثيابه"‪ 12،‬أو كقول الحسن الوزان في مواضع كثير عند حديثه‬

‫‪ -8‬البكري أبو عبيد هللا‪ ،‬المسالك و الممالك‪ ،‬الجزء الخاص ببالد المغرب‪،‬‬ ‫‪ - 16‬ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول‬
‫‪RABAT NET‬‬ ‫دراسة وتحقيق زينب الهكاري‪ ،‬مطبعة‬ ‫األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬ج ‪ ، 2‬خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه‪،‬‬
‫‪2012،MAROC‬م‪ ،‬ص‪.53 .‬‬ ‫الشيخ جمال عشلي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬هـ‪1995/‬م‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ ،204 -203‬الشيخ خليل‪ ،‬ابن إسحاق المالكي‪ ،‬مختصر العالمة خليل‪،‬‬
‫‪ – 9‬ابن خلدون‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم‬
‫صححه وعلق عليه أحمد نصر‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪ ،‬ج ‪ ،6‬دار الكتاب اللبناني‪،‬‬ ‫األخيرة‪1401 ،‬هـ‪1981/‬م‪ ،‬ص‪.290 .‬‬
‫مكتبة المدرسة‪ ،‬بيروت لبنان‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪ 193 .‬ـ ‪.198‬‬ ‫‪ –17‬عند ابن أبي زرع ‪" :‬أهل الحرابة والفساد من الورى‪....‬يعزون بالتشبه‬
‫ـ يقول ابن خلدون" ‪ :‬أن المغرب قطر واحد مميز بين األقطار‪ ،‬فحده من‬ ‫بالذكار"‪ ،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ‬
‫جهة الغرب بحر المحيط‪...‬وعليه كثير من مدنه مثل طنجة وسال وأزمور‬ ‫مدينة فاس‪ ،‬مراجعة عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعة الملكية بالرباط‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫وأنفى وآسفي‪ ...‬وبلدانا كاوصت ونول من بالد السوس وهي كلها من مساكن‬ ‫‪1420‬هـ‪1999/‬م‪ ،‬ص‪ ،331 .‬عند ابن عبد الملك‪" :‬وعات أهل البغي في‬
‫البربر وحواضرهم‪ ،‬وحده من جهة الشمال البحر الرومي‪ ،‬وأما حده من جهة‬ ‫األرض وكثر في أقطار المغرب ونواحي مراكش قطع السبيل والمحاربون‬
‫القبلة والجنوب فالرمال المتهيلة المائلة حجزا بين بالد السودان وبالد‬ ‫الساعون في األرض فسادا"‪ ،‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تح‪،‬‬
‫البربر‪ "...‬العبر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪ 193 .‬ـ ‪.198‬‬ ‫محمد بن شريفة‪ ،‬مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية‪ ،1984 ،‬س‪ ،8 .‬ق‪.‬‬
‫‪ -10‬أحمد المحمودي ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 150-151.‬‬ ‫‪ ،1‬ص‪.176 .‬‬
‫‪ -11‬محمود إسماعيل‪ ،‬المهمشون في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ - 18‬ابن فرحون‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ ،204 .‬الشيخ خليل‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.290 .‬‬
‫المكتبة الوطنية للمملكة الوطنية‪ ،2004 ،‬ص‪.36 .‬‬ ‫‪ –19‬إبراهيم القادري بوتشيش‪ ،‬الحياة االجتماعية يف المغرب‬
‫‪ - 12‬وكذلك قصة األعراب الذين جردوا المصلين‪ ،‬من الحاالت التي تتعلق‬
‫بتجريد اللصوص للسكان من ثيابهم‪ ،‬التشوف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.309 ،103 .‬‬
‫واألندلس خالل عرص المرابطي‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيوت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ - 13‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪47 .‬‬ ‫اإلسالم‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪1998‬م‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة يف التاري خ‬
‫‪ - 14‬الوزان‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪65 .‬‬ ‫جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫‪ - 15‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪112 .‬‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪1991 1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 53‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫الموحدي"‪ 20‬عن اللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬إال أن هذه الفئة لم تنل حظها‬ ‫وهي كتب وإن كان يطغى عليها الجانب السياسي والعسكري إال أن تتناولها‬
‫الكافي في الدراسة التي تناولت كل شرائح العامة‪ ،‬كما قصرها على زمان‬ ‫لتاريخ الغرب اإلسالمي في شموليته يساعدنا على الوقوف على بعض‬
‫محدد وهو العصر الموحدي ومجال محدد وهو المغرب األقصى‪ ،‬وبنفس‬ ‫األزمات السياسية والطبيعية التي كانت تتزامن وانعدام األمن في الطرقات‬
‫الطريقة يعرج محمد فتحة على موضوع اللصوصية في بحثه "النوازل الفقهية‬ ‫واألسواق والمدن‪ ،‬كما تفيدنا في معرفة أهم جهود السالطين لتأمين البالد‬
‫والمجتمع"‪ 21‬والذي وإن كان يشمل بالدراسة كل بالد الغرب اإلسالمي إال أنه‬ ‫ومحاربة اللصوصية‪.‬‬
‫حددها زمنيا في ثالثة قرون (ق‪ 6 :‬هـ ‪ 9/‬هـ) من العصر الوسيط‪ ،‬ثم أن‬ ‫ب ـ مصادر ذات طبيعة وصفية‪ :‬وتشمل كتب الرحالت والجغرافيا التي‬
‫الحديث عن اللصوص في هذه الدراسة يقتصر على جانب العقوبات والتعازير‬ ‫تساعدنا في ضبط مكامن اللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬من خالل وصفها للطرق‬
‫التي سُلطت على المجتمع في تلك الفترة‪ ،‬ومن ضمن فئات المجتمع العريضة‬ ‫المخوفة والطرق اآلمنة وكذا بعض آليات الحماية من اللصوصية التي يلجأ‬
‫نجد فئة اللصوص‪ ،‬وإذا كان عبد األحد السبتي‪ 22‬قد أفرد دراسة خاصة‬ ‫إليها سكان بعض القبائل المغربية التي زارها أصحاب هذه الرحالت‪ ،‬ومن‬
‫باللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬فإنها تتحدث عن مغرب ما قبل االستعمار (ق‪:‬‬ ‫هذه المصادر ما يلي‪:‬‬
‫‪19‬م) غير أنه في بنائه للموضوع ينطلق أحيانا من فترات وسيطية‪ ،‬كما يعقد‬
‫ـ " المسالك والممالك " الجزء الخاص ببالد المغرب‪ ،‬ألبي عبيد هللا البكري‬
‫مقارنات بين فترات تختلف زمنيا إال أنها تتشابه فيها أحداث اللصوصية وأمن‬
‫(ق‪5 :‬هـ)‬
‫الطرق‪.‬‬
‫ـ " الرحلة المغربية " للعبدري محمد بن محمد الحيحي (ق‪7 :‬هـ)‬
‫ومن هنا يستمد هذا البحث أهميته ذلك أنه يتحدث عن فئة اجتماعية خاصة‬
‫وهي فئة اللصوص وقطاع الطرق في عالقتها بقضية خاصة وهي تجريد‬ ‫ـ " وصف إفريقيا " للحسن الوزان (ت‪957 .‬هـ)‬
‫الناس من ثيابهم إذ ال نتحدث عن جميع الفئات المهمشة في المجتمع كما ال‬ ‫ج ـ مصادر ذات طبيعة فقهية‪ :‬ومنها كتب النوازل والفتاوى واألحكام‬
‫نجرد جميع مسروقات اللصوص وإنما نركز على مادة اللباس إلبراز أهميته‬ ‫شرع وبالتالي السلطة‬
‫واألقضية‪ ،‬وهي تمدنا بمعلومات قيمة حول موقف ال ُم ّ‬
‫المادية والرمزية في حياة ونفوس أصحابه‪ ،‬وباعتباره أهم شيء كان يسرق‬ ‫وأجهزتها من فئة اللصوص وأفعالهم‪ ،‬وأهم األحكام والعقوبات المبتكرة لردع‬
‫بعد الطعام خالل العصر الوسيط‪.‬‬ ‫اللصوص‪ ،‬وكذا معرفة بعض أنواع المسروقات واألفعال التي ترافق عملية‬
‫منهجية البحث‬ ‫‪-4‬‬ ‫السرقة من قتل وإضرام النار وغيرها‪ ،‬ومن نماذج هذا النوع نذكر‪:‬‬
‫قصد اإلجابة عن إشكالية هذه الدراسة‪ ،‬فقد اعتمدنا منهجية علمية استقرائية‬ ‫ـ " األحكام السلطانية والواليات الدينية‪ "،‬ألبي الحسن الماوردي‪( .‬ت‪.‬‬
‫تقوم على تمحيص النصوص ومساءلة مضامينها ومحاولة استنباط ما بين‬ ‫‪ 450‬هـ)‬
‫سطورها‪ ،‬لتفسير جملة من األحداث والسلوكات والمواقف التي تخدم‬ ‫ـ " السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية‪ "،‬البن تيمية تقي‬
‫الموضوع‪ ،‬كما ننهج أحيانا األسلوب االستداللي وذلك ببسط فكرة أو قضية‬ ‫الدين‪(.‬ت‪874 .‬هـ)‬
‫معينة ثم نحاول إثباتها والتدليل على صحتها من خالل قياسها على ما ورد في‬
‫ـ " المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية واألندلس والمغرب"‪،‬‬
‫النصوص والشهادات المصدرية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المنهج الوصفي أحيانا‬
‫للونشريسي أحمد بن يحيى‪( .‬ت‪ 914.‬هـ)‪.‬‬
‫الذي يمكننا من تتبع ووصف منحى تطور القضية موضوع الدراسة في المجال‬
‫الذي هو المغرب اإلسالمي وكذا في الزمان الذي هو العصر الوسيط‪.‬‬ ‫د ـ مصادر ذات طبيعة ذهنية‪ :‬وتضم كتب التصوف والمناقب واألمثال الشعبية‬
‫واألدب‪ ،‬ومن خاللها نقف على اآلثار التي تحدثها ظاهرة التلصص والحرابة‬
‫كما اعتمدنا لنفس الغرض على مصادر تشمل مختلف الكتابات والتصانيف‬
‫وما يرافقها من عنف وخوف في ذهنيات المجتمع‪ ،‬كتوظيف البركة والكرامة‬
‫والحقول المعرفية التي عرفها العصر الوسيط‪ ،‬ومن أصنافها نذكر النماذج‬
‫الصوفية في محاربة اللصوصية وقطع الطرق والحد من مخاطرها‪ ،‬ومن هذه‬
‫التالية‪:‬‬
‫المصادر ما يأتي‪:‬‬
‫أ – مصادر ذات طبيعة تاريخية‪ :‬وهي كتب األخبار ومصادر التاريخ العام‬
‫ـ "التشوف إلى رجال التصوف‪ ،‬وأخبار أبي العباس السبتي" البن الزيات أبي يعقوب‬
‫التي أخذنا منها السياق العام والخاص الذي تدور فيه أحداث اللصوصية وقطع‬
‫يوسف بن يحيى التادلي (ت‪ 617 .‬هـ)‪.‬‬
‫الطرق‪ ،‬وتعتبر ضرورية في ضبط هذه األحداث وترتيبها كرونولوجيا‪ ،‬ومن‬
‫أهم هذه المصادر ما يلي‪:‬‬ ‫ـ "المقصد الشريف والمنزع اللطيف‪ ،‬في التعريف بصلحاء الريف"‪ ،‬البادسي‬
‫عبد الحق‬
‫ـ "البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب" الجزء األول والقسم الموحدي‪ ،‬البن‬
‫عذاري المراكشي (كان حيا سنة ‪712‬هـ)‬ ‫ـ "ديوان اللصوص في العصرين الجاهلي واإلسالمي"‪ ،‬ج‪ ،1.2.‬من تحقيق‪،‬‬
‫محمد نبيل طريفي‪.‬‬
‫ـ "األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس" البن أبي‬
‫زرع الفاسي (كان حيا سنة ‪729‬هـ)‬ ‫ثانيا‪ :‬التحليل والنتائج‬
‫ـ كتاب "العبر وديوان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن‬ ‫أهمية اللباس وطرق تدبيره بمغرب العصر الوسيط‬ ‫‪-1‬‬
‫عاصرهم من ذوي السلطان األكبر"‪ ،‬وكتاب " المقدمة" لعبد الرحمان بن‬ ‫ومن المشاهد التي تعكس أهمية اللباس في حياة المجتمع المغاربي الوسيط‪،‬‬
‫خلدون (ت‪808 .‬هـ)‬ ‫تلك الحاالت المتكررة من االختالس في األثواب أو ادعاء الضياع من جانب‬

‫‪ –20‬أحمد المحمودي‪ ،‬عامة المغرب‪ ،‬م س‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في‬ ‫‪ –22‬عبد األحد السبتي‪ ،‬بين الزطاط وقاطع الطريق أمن الطرق في مغرب ما‬
‫التاريخ اإلسالمي‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫قبل االستعمار‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬ط ‪2009 ،1‬م‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪ 1999 ،‬ـ ‪2000‬م‪.‬‬ ‫الدولة في التاريخ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫‪ –21‬محمد فتحة‪ ،‬النوازل الفقهية والمجتمع‪ ،‬أبحاث في تاريخ الغرب اإلسالمي‬ ‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫من القرن ‪ 6‬إلى ‪ 9‬هـ ‪ 12 /‬ـ ‪15‬م‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 54‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫صارين والسماسرة‪ ،23‬الذين يُؤتمنون على تبييض‬ ‫الصناع أو الح ّمالين أو الق ّ‬ ‫واألمثلة كثيرة في كتاب التشوف‪ ،‬تلك التي تتعلق بحوادث نزع الثياب على‬
‫الثياب وغسلها‪ ،‬أو خياطتها وحياكتها أو نقلها‪ ،‬فيختلسونها أو بعض أجزائها‬ ‫يد اللصوص وهي تتشابه في مضامينها‪ ،‬حيث تنسج على المنوال نفسه الذي‬
‫ألنفسهم‪ ،‬حتى اعتبر أهل الحسبة أن اإلنقاص من األثواب على يد الصناع‬ ‫يعزز دور األولياء والمتصوفة في رد االعتبار ألولئك المقهورين من جميع‬
‫وغيرهم من أكبر أنواع الغش والفساد‪ 24‬التي عرفتها حرفة الخياطة‪ ،‬ومما‬ ‫النواحي والجوانب‪ ،‬وليست اللصوصية سوى مساهم صغير ضمن معاناتهم‬
‫يعكس أهمية اللباس أيضا هو أن مثل هذه النزاعات بين أصحاب الثوب‬ ‫اليومية‪ ،‬ومن تلك األمثلة أن رجال "جاءه سارقان ليلة ليأخذ عباءته‪ ،‬فناشدهما‬
‫والحرفيين‪ ،‬والتي وإن ظهرت بسيطة فإنها كانت تصل إلى القضاء وتتكرر‬ ‫هللا أن ينصرفا عنه فأبيا"‪ ،30‬وآخر تبعه لص من السودان لسلب أثوابه‪ ،‬وقعد‬
‫وتتنوع فيها الشكاوى‪.25‬‬ ‫له على باب المسجد إلى أن خرج‪ ،31‬وهي كلها قصص تؤكد أن هذا الفعل كان‬
‫وإذا كان تدبير اللباس يختلف من فئة اجتماعية إلى أخرى‪ ،‬وذلك باختالف‬ ‫حاضرا في تاريخ المغرب اإلسالمي خالل العصر الوسيط‪ ،‬كما تكشف عن‬
‫إمكا نياتها المادية ومرتبتها االجتماعية‪ ،‬فإن فئة ال يستهان بها من مجتمع‬ ‫الوجه الخفي وراء اقتراف اللصوص ألفعالهم هاته التي تبدو من منظور‬
‫المغرب اإلسالمي خالل العصر الوسيط عاشت على الكفاف‪ ،‬تكتفي بستر‬ ‫الضحية بشعة‪ ،‬ولكن البد أنه كان لها ما يبررها عندهم آنذاك‪ ،‬وتكشف من‬
‫عوراتها بما تيسر لها من أسمال ومرقعات‪ ،‬بل هناك منهم من عاش متجردا‬ ‫جهة ثانية عن أهمية اللباس وندرته ومعاناة المجتمع في تحصيله والذود عنه‪.‬‬
‫من ثيابه‪ ،‬منقطعا عن الناس في الفلوات‪ ،‬إما رغبة منه في الزهد‪ ،26‬أو‬ ‫صور ومظاهر لتجريد اللباس على يد الصوص في مجتمع مغرب‬ ‫‪-2‬‬
‫مضطرا إلى ذلك النمط من العيش بعدما سدت في وجهه جميع سبل العيش‬ ‫العصر الوسيط‬
‫الكريم‪.27‬‬ ‫وأمام رغبة هذه الجحافل من الفقراء والمهمشين في تحصيل لباسها بالقوة‬
‫وإذا كان الكثير من سكان المغرب اإلسالمي خالل العصر الوسيط قد‬ ‫والعنف عبر اللصوصية‪ ،‬ورغبة السكان في الحفاظ على أثوابهم نظرا ألهميته‬
‫استطاع ستر عورته بما أتيح له من أثواب‪ ،‬دون مراعاة لضروب الموضة‬ ‫كما أسلفنا‪ ،‬كانت تتولد مشاعر الخوف عند المجتمع المستهدف باللصوصية‪،‬‬
‫والتأنق في الملبس والمظهر‪ ،‬وذلك عن طريق االكتفاء بالحياكة المنزلية‪،28‬‬ ‫أوال الخوف على ضياع لباسهم الذي كان يشكل ثروة حقيقية آنذاك‪ ،‬وثانيا‬
‫أو شراء المالبس من األسواق القريبة‪ ،‬وخاصة في بعض المناسبات الدينية‪،‬‬ ‫الخوف على األرواح إن هي أزهقت مدافعة عليه‪ ،‬وثالثا الخوف من الفضيحة‬
‫فإن البعض اآلخر ممن كان يعيش بعيدا عن الحضارة منتجعا في الفيافي‬ ‫والعار الذي يلحق الرجل أو الجماعة من الناس إن ُج ّردت من ثيابها‪ ،‬وعادت‬
‫الخالية إال من بعض القوافل التجارية التي تعبر مناطقها من وقت آلخر‪ ،‬أو‬ ‫إلى الديار عارية‪.‬‬
‫تلك الجماعات البشرية الخارجة عن القانون الهاربة بجرائرها‪ ،‬أو بعض العبيد‬ ‫وقد حدث هذا لجماعة من القرويين في عام مسغبة‪ ،‬حينما انحبس عنهم‬
‫اآلبقين من أسيادهم الطامحين إلى الحرية بعيدا عن البشر واستغالله‪ ،‬وكذلك‬ ‫المطر فخرجوا من ديارهم ألداء صالة االستسقاء‪ ،‬لكن جردتهم من ثيابهم في‬
‫بعض الجماعات من النازحين والمنكوبين نحو معاقل الجبال‪ ،‬إما تحت وطأة‬ ‫الطريق جماعة ممن احترف الحرابة‪ ،32‬وذلك حسب رواية صاحب التشوف‪،‬‬
‫الجوائح أو الفتن والنزاعات العسكرية‪ ،‬وغيرهم كثير ممن كان يؤثر عدم‬ ‫ولنا أن نتصور تلك الحزمة من المشاعر المتضاربة التي تختلج نفوس هؤالء‬
‫االختالط بالبشر‪ ،‬إما رغبة أو رهبة‪ ،‬فإن مشكل اللباس عندهم كان يُطرح‬ ‫العرايا‪ ،‬بين الحقد على من جردهم من ثيابهم والخجل من أنفسهم ومن اآلخر‪،‬‬
‫بشكل أكثر حدة‪ ،‬فهو البديل عن السكن الذي حرموا منه‪ ،‬ليقيهم بأس الطبيعة‬ ‫هذا الخجل الذي مصدره انكسار في النفس بسب الجبن أمام هؤالء المحاربين‪،‬‬
‫وقرها‪ ،‬كما أن مشكل الطعام قد يسهل تدبيره عبر الصيد وااللتقاط‬
‫حرها ّ‬
‫في ّ‬ ‫وانكسار ناتج عن فضح عوراتهم وكشف سوءاتهم أمام بعضهم البعض‪ ،‬ناهيك‬
‫وغيره‪ ،‬لكن اللباس ال سبيل إلى تدبيره إال بانتزاعه من على أجساد أصحابه‬ ‫عن الشعور بالقنوط الذي يخلفه انحباس المطر والخوف من المجاعة‪ ،‬ثم يزداد‬
‫ومثال ذلك ما ذكره التادلي أنه على ضفاف وادي أم الربيع كانت جماعة من‬ ‫الشعور بالقنوط واليأس عندما ينزل بهذه الجماعة العارية المسلوبة تقريع على‬
‫اللصوص تترصد المارة بهدف تجريدهم من ثيابهم‪. 29‬‬

‫‪ - 23‬سؤال عن "من باع كساءه أو رداءه‪ ،‬وقبض الثمن فقال له البائع‪ ،‬أبلغ‬ ‫‪- Tàhir as Sadafi, As sirr al Masùn Fi Ma Ukrima Bihi‬‬
‫إلى الدار وآخذ لنفسي كساءا أو رداءا وآتك بكسائك‪ ،‬فاختلس الكساء"‪،‬‬ ‫‪al-Muhlisun, Edition critique et analyse, Halima Ferhat,‬‬
‫الونشريسي‪ ،‬أحمد بن يحيى‪ ،‬المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى‬ ‫‪DAR AL-GHARB AL-ISLAMI, Beyrouth, 1998.p.63-64 .‬‬
‫علماء إفريقية واألندلس والمغرب‪ ،‬إشراف محمد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‬ ‫‪ - 27‬يصور ابن عذاري عند حديثه عن إحدى المجاعات التي ضربت مراكش‬
‫‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1981 ،1‬م‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪ ،76 .‬ج ‪ ،8‬ص‪ ،318 .‬ج ‪ ،11‬ص‪.‬‬ ‫إبان ضعف السلطة الموحدية رداءة لباس سكان هذه العاصمة فيقول‪" :‬وما‬
‫‪.339 -318‬‬ ‫بقي بها [مراكش] من يلبس ثوبا‪ ،‬إال األطمار المتغيرة‪ ،‬الخلقة" ابن عذاري‬
‫‪ -‬سؤال عن "الرجل يدفع إلى الصانع أجرته‪ ،‬وقام الصانع ليخرج إليه ثوبه‪،‬‬ ‫المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬تح‬
‫فقال ربه‪ :‬دعه الساعة‪ .‬ثم ادّعى الصانع تلفه بعد ذلك" ن م‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‪،340 .‬‬ ‫محمد إبراهيم الكتاني ـ محمد بن تاويت ـ محمد زنيبر ـ عبد القادر زمامة‪،‬‬
‫‪.360‬‬ ‫دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1406 ،1‬هـ‪1985 /‬م‪ ،‬ص‪.325 .‬‬
‫‪ -24‬السقطي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أبي محمد‪ ،‬رسالة في آداب الحسبة‪ ،‬نشر‬ ‫كما أورد المصدر نفسه شهادة لعبد المومن بن علي في حق طبقة جماعة من‬
‫ليفي بروفنسال‪ ،‬مكتبة إرنيست‪ ،‬باريس‪ ،‬المؤسسة المغربية للدراسات العليا‪،‬‬ ‫الطلبة التي وفدت عليه مبايعة إلى مراكش‪ ،‬فرآهم "دون ثياب ترضيه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ص‪.63 -62 .‬‬ ‫ألشياخ الموحدين‪ ،‬هؤالء الطلبة عرايا ضعفاء‪ "...‬ن م‪ ،‬ص‪.81 .‬‬
‫‪ - 25‬الونشريسي‪ ،‬نفسه‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص‪ ،121-120 .‬ج ‪ ،8‬ص‪،340 ،318 .‬‬ ‫‪ - 28‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.274 .‬‬
‫‪ ،360‬ج ‪ ،6‬ص‪.76 .‬‬ ‫‪ - 29‬ابن الزيات‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص‪.309 .‬‬
‫‪ - 30‬ابن الزيالت‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪ ، 103 .‬هذا الرجل هو أبو جبل يعلى‪ ،‬من أهل‬
‫‪ - 26‬من تلك الحاالت التي تعبر عن الرغبة في الزهد عبر التجرد من اللباس؛‬
‫فاس‪ ،‬توفي عام ‪503‬هـ‪ ،‬بجبل العرض بخارج مدينة فاس‪ ،‬وكان جزارا‪.‬‬
‫أنظر التشوف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،378 -377 ،305 -304 ،24 .‬الصومعي أحمد‬
‫‪ - 31‬ن م‪ ،‬ص‪ ، 361 .‬هو أبو عبد الحق عبد الصمد بن إسحاق الهسكوري‪،‬‬
‫التادلي‪ ،‬المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى‪ ،‬تح علي الجاوي‪ ،‬مطبعة‬
‫من أهل رباط بئر قرن الجديد وبه مات عام ‪521‬هـ‪.‬‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،1996 ،‬ص‪ ،166 .‬البادسي عبد الحق‪ ،‬المقصد‬
‫‪ - 32‬ن م‪ ،‬ص‪383 .‬‬
‫الشريف والمنزع اللطيف‪ ،‬في التعريف بصلحاء الريف‪ ،‬تح سعيد أحمد‬
‫أعراب‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1982 ،‬ص‪.24 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 55‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫لسان أحد األولياء‪ ، 33‬الذي خاطبهم مستنكرا لما حدث "أفتطمعون أنتم أن‬ ‫صاحب إثمد العينين على لسان أحد الذين ترجم لهم حيث قال‪" :‬كنت في بالد‬
‫تستنزلوا المطر من السماء‪ ،‬وقد عجزتم عن استرجاع أثوابكم من عند‬ ‫السوس إذ لقيت سبعة من العرب فقالوا لي‪ :‬انزع ما عليك من الثياب‪ ،‬فجردت‬
‫العرب"‪34‬؟‬ ‫الجبة وأعطيتها إليهم‪ ،‬ثم تحايلت وبقيت في التشامير والسروال‪ ،‬فقالوا ال بد‬
‫ولعله بسبب ما يلحق اإلنسان من عار وذل وصغار جراء تجريده من ثيابه‪،‬‬ ‫أن تنزع التشامير‪ ،‬فجردته وبقيت في السروال فانصرفوا عني‪ ،‬ثم رجع إلي‬
‫سواء على يد اللصوص أو غيرهم من األعداء ‪ ،‬كان حرص الناس على‬ ‫واحد منهم فقال لي‪ :‬انزع تلك السروال‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أمر هللا أن أكشف عورتي‪،‬‬
‫المحافظة على ثيابهم فوق أجسادهم مهما كلفهم الثمن في جميع األحوال‬ ‫فقال لي البد من زواله"‪ ،40‬ويظهر من خالل هذه الرواية ‪-‬إن صحت‪ -‬مدى‬
‫والظروف‪ ،‬حتى ولو كان اإلنسان مضطرا إلى نزع ثيابه في بعض األوقات‪،‬‬ ‫حرص اللصوص على تجريد هذا الرجل من كافة ثيابه بما في ذلك مالبسه‬
‫إما لغرض السباحة أو االستحمام مثال‪ ،‬فيجب عليه أن يضع في الحسبان تأمين‬ ‫الداخلية‪ ،41‬وهذا واضح في كالمهم وفعلهم من خالل تكرار عبارة " البد أن‬
‫ثيابه من السرقة‪ ،‬ولهذا تداول الناس في أمثالهم؛ "العوام يعوم ويتفكر‬ ‫تنزع" و"البد من زواله"‪ ،‬وهم غير عابئين بمصير هذا الرجل بعد تعريته‪،‬‬
‫كساته"‪ ، 35‬أو حتى إذا اضطر إلى تغيير مسار رحلته عبر طريق أطول‬ ‫كما يظهر كذلك مدى حرص الضحية على لباسه وستر عورته‪ ،‬وهذا واضح‬
‫مسافة‪ 36‬فقط لتخطي موضع اللصوص المعروفين بتجريد المسافرين من‬ ‫في تحايله على اللصوص‪ ،‬ثم مناشدتهم وتذكيرهم باهلل لإلبقاء على سرواله‬
‫ثيابهم‪ ،‬كما كان البعض اآلخر ال يقدر على المرور ببعض المواضع إال أن‬ ‫الذي يواري سوءته‪ ،‬وفي هذا الحرص من الجانبين تأكيد على أهمية اللباس‬
‫يكون شبه عاريا‪ ، 37‬بل هناك من الناس من كان يسافر على التجرد"‪ ،38‬أي‬ ‫من جهة‪ ،‬لهذا كان البعض يقاتل من أجله ويتجرد من إنسانيته في سبيله‪ ،‬ومن‬
‫بدون مالبس وهي الطريقة الوحيدة التي كانت تنجيهم من العنت واإلذالل على‬ ‫جهة أخرى كان التعرض لمثل هذه المواقف‪ ،‬ثم ذيوع مثل هذه األخبار في‬
‫يد اللصوص‪ ،‬وفي هذا السياق نظم الناس مثال يقولون فيه‪" :‬كيف تسلب‬ ‫أوساط المسافرين والناس عموما يذكي في نفوسهم هاجس األمن والخوف في‬
‫العريان"‪ 39‬؟ وهذا المثل يفهم من جهتين‪ ،‬فمن جهة هو يعبر عن حصرة‬ ‫الطريق‪ ،‬وخاصة الخوف من الفضيحة بعد العري الذي ال يضاهيه أي خوف‪.‬‬
‫وتعجب اللصوص الذين إن لمحوا مسافرا استبشروا‪ ،‬لكن إذا دنا منهم وجدوه‬ ‫وفي أقصى شمال بالد المغرب األقصى كان الناس ال يجرؤون على المرور‬
‫عاريا خاب أملهم وتنذروا‪ ،‬ومن جهة أخرى فهو يعبر عن وجهة نظر ضحايا‬ ‫بحوض بادس‪ ،‬بسبب عيث بعض المحاربين المتغلبين على المنطقة‪ ،‬والذين‬
‫اللصوص من المجتمع والذين ضاقوا ذرعا من كثرة السلب والنهب‪ ،‬ناهيك‬ ‫كانوا يقطعون الطريق ويسلبون التجار‪ ،‬ومن ضمن تلك األسالب كان يرد‬
‫عن الفقر الذي قد يظهر من خالل لباس بعضهم من مرقعات وأسمال‪ ،‬فكيف‬ ‫ذكر المالبس‪ ،‬وقد ذكر البادسي أن أحدهم غصب "جبة قرمز‪ ،‬لبعض التجار‬
‫تكون تلك المالبس الرثة محط أطماع من طرف اللصوص؟ الذين ال يتورعون‬ ‫قطع الطريق عليهم وسلبهم"‪ ،42‬كما كان بعض اللصوص في نفس المنطقة‬
‫عن تجريد أصحابها‪ ،‬وإن كانوا في الواقع هم في حكم العرايا والمسلوبين لشدة‬ ‫يتسللون إلى المنازل لسرقة المالبس‪ ،‬وخاصة إذا كانت جديدة وغير مستعملة‬
‫فقرهم وحاجتهم‪.‬‬ ‫تغري السراق‪ ،‬حيث يذكر نفس المصدر أن سارقا أتى ليلة إلى منزل أحد‬
‫ومما يثبت أ يضا حضور هذه القضية في تاريخنا الوسيط هو ما تتضمنه‬ ‫شيوخ الريف لسرقة "شورة"‪ ، 43‬كان الرجل قد صنعها بمساعدة بعض‬
‫كتب المناقب من حاالت لنزع الثياب‪ ،‬وحرص اللصوص على مطاردة الناس‬
‫في طرقاتهم وبيوتهم‪ ،‬للظفر بكساء‪ ،‬أو عباءة أو وجبة‪ ،‬حتى وإن قاتل عليها‬
‫اللص أو قُتل‪ ،‬أو عوقب على فعلته من طرف أحد األولياء‪ ،‬ومنها ما ذكره‬

‫‪ - 33‬وهو "أبو يلبخت األسود وهو تلميذ لشيخ أبي يعزي‪ ،‬كان بجبل دمنات‬ ‫‪FOUCAULD, Vicomte Charles de, Reconnaissance au‬‬
‫من جبال هسكورة‪ ،‬وبها مات عام‪602‬هـ‪ ،‬وكان من أكابر المشايخ واألولياء"‪،‬‬ ‫‪Maroc,1883-1884, Challamel et CIE, Éditeurs, Librairie‬‬
‫ن م‪ ،‬ن ص‪.‬‬ ‫‪Coloniale, Paris, 1888, 2 vols, p. 41.‬‬
‫‪ - 34‬ن م‪ ،‬ن ص‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫ع ْم واحرز ثيابي"‪،‬‬
‫‪ - 35‬ومثله أيضا قولهم‪" :‬يعوم العوام وما ينساش كساه"‪ ،‬و" ُ‬ ‫‪ -‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ، 377 .‬وهو أحد من ترجم لهم التادلي وهو أبو‬
‫الزجالي‪ ،‬أبو يحيى عبد هللا بن أحمد القرطبي‪ ،‬أمثال العوام في األندلس‪ ،‬ج‬ ‫العباس أحمد بن عبد العزيز الساللجي الخراز من أهل مراكش‪ ،‬توجه إلى‬
‫‪ ، 2‬تح‪ ،‬محمد بن شريفة‪ ،‬منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية‬ ‫مكة فمات ببجاية في صدر عام ‪600‬هـ ودفن بماللة‪ ،‬ومن نظمه في إيثار‬
‫والتعليم األصلي‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪.373 .‬‬ ‫التجرد من الثياب خالل سفره‪:‬‬
‫‪ - 36‬من األمثلة التي تحث على ذلك‪" :‬دع المعاجيل لِطِ ْمل أًرْ َجل" والمعاجيل‬ ‫"ليس لي كسوة أخاف عليها \\‪ //‬من مغير وال ترى لي ماال"‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.‬‬
‫ّ‬
‫والطمل؛ يقصد‬ ‫؛ جمع معجل وهو الطريق المختصر الذي به المنازل والمياه‪،‬‬ ‫‪378‬‬
‫الرجْ ل الذي ال يكاد يخفى‪ .‬الخويي‪،‬‬ ‫به اللص الخبيث‪ ،‬واألرجل؛ أي الصلب ّ‬ ‫‪ - 39‬الزجالي‪ ،‬أمثال العوام‪ ،‬ق ‪ ،2‬م س‪ ،‬ص‪69 .‬‬
‫أبو يعقوب يوسف بن طاهر‪ ،‬فرائد الخرائد في األمثال ‪،‬معجم في األمثال‬ ‫‪ - 40‬أبو عبد هللا بن تجالت‪ ،‬إثمد العينين ونزهة الناظرين في مناقب األخوين‪،‬‬
‫والحكم النترية والشعرية ‪ ،‬تح‪ ،‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬د‬ ‫ج ‪ ، 2‬تح‪ ،‬محمد رابطة الدين‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ‪،‬‬
‫ت‪ ،‬ص‪.218.‬‬ ‫جامعة محمد الخامس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪،‬‬
‫‪ -37‬وقع هذا للرحالة شارل دوفوكو عندما كان في مستهل رحلته بأرض‬ ‫‪1986‬م‪ ،‬ص‪.213 .‬‬
‫المغرب‪ ،‬حيث أراد الذهاب من تطوان إلى فاس‪ ،‬فاضطر إلى تغيير برنامجه‬ ‫‪ -41‬يبدو عدم تورع اللصوص عن أخذ مالبس الغير الداخلية وإعادة‬
‫وقرر السفر نحو فاس عبر الطريق العادي الذي يمر بالقصر(لعله القصر‬ ‫استعمالها‪ ،‬وإذا كان هذا السلوك في وقتنا الراهن قد يبعث على االشمئزاز في‬
‫الكبير) عوض المرور ببعض المواضع المخوفة عبر شفشاون ووزان حيث‬ ‫النفوس‪ ،‬فإنه يحيل على ندرة اللباس آنذاك‪ ،‬ألن اإلنسان كان يقاتل عليه ويسلبه‬
‫قال عنها‪ " :‬كانت معروفة باللصوصية وال تجرأ القوافل على قطع أراضيها‬ ‫من على عورات الغير‪.‬‬
‫إال باحتياط كبير‪ ،...‬كما كان الرقاصون يتخوفون من عبورها ألنهم كانوا‬ ‫‪ - 42‬البادسي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.26 .‬‬
‫يجردونهم من رسائلهم وثيابهم"‪ ،‬بل وحتى "حفظة القرآن اليقدرون على‬ ‫‪ - 43‬شورة ‪:‬هي كل ما تجهز به العروس من لباس وحلي وأفرشة‪ ،‬وهي كلمة‬
‫المرور بهذه القبائل إال أن يكونوا شبه عراة"‬ ‫الزالت متداولة في األقاليم الشمالية للمغرب حيت يقول الناس الشوار أو دهاز‬
‫(جهاز) العروس‪.‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 56‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫المحسنين البنته المقبلة على الزواج‪ ،44‬ومعلوم أن شورة أو شوار العروس لم‬ ‫نوعا من االرتياح واإلحساس باألمان إبان تكالب األزمات على إنسان تلك‬
‫يكن سوى مالبسها وبعض األثواب التي تستعمل كأفرشة أو أغطية وغيرها‪.‬‬ ‫المرحلة‪ ،‬وخاصة عندما يختل األمن ويصير اإلنسان ال يأمن على نفسه وماله‬
‫أما في منطقة أخرى من بالد المغرب األقصى وخاصة نحو الجنوب حيث‬ ‫وعرضه بل وحتى على ثيابه التي تستر عورته‪ ،‬وهنا يبرز مجتمع األولياء‬
‫ترجم التاد لي لبعض من أولياء مراكش وأحوازها‪ ،‬فيبدو أن رجاالت هذه‬ ‫والصلحاء الذي يجد الحلول لجميع الصعاب؛ إنه مجتمع يرمي من ورائه‬
‫المنطقة كان لهم الحظ الوافر من التجريد على يد اللصوص‪ ،‬وقد كثر الحديث‬ ‫أصحابه إلى أن يحس فيه الكائن بالطمأنينة واألمن والسالم‪.51‬‬
‫عن تدخل األولياء إلعادة األمور إلى نصابها‪ ،‬مما كان ينبئ بأن أحداث نزع‬ ‫ومن األمثلة على معاناة أصحاب الرحلة والمسافرين عموما مع اللصوص‬
‫الثياب لم تكن أحداث معزولة بل صارت جزءا من المشهد اليومي في بعض‬ ‫وقطاع الطرق المشهورين بتجريد الضحايا من مالبسهم‪ ،‬فضال عن سلب‬
‫المناطق‪ ،‬وخاصة إبان األزمات‪ ،45‬وقد أكد األستاذ القادري بوتشيش أن‬ ‫أمتعتهم وما قد يصاحب ذلك من تدمية وإهانة‪ ،‬يحدثنا لسان الدين ابن الخطيب‬
‫"التصوف يترسخ ويشتد عوده إبان األزمات‪ ،‬وحين يدب الضعف والوهن في‬ ‫خالل محنته بأرض المغرب في أواخر القرن‪8‬هـ‪ ،‬عن فساد الطريق إلى‬
‫كيان السلطة المركزية وتتسارع الفتن‪ ،‬وتحدت المجاعات واألوبئة‬ ‫مكناسة حتى "سدت السبل مابين دار الملك ومدينة سال‪ ،‬فال يخلص بها‬
‫والكوارث"‪ ، 46‬وهذا ما يدفعنا للقول أن أعمال اللصوصية تتفاقم في مثل تلك‬ ‫الطيف‪ ،‬وال ينفذ الفكر‪ ،‬وربما اقتحمته طائفة تدل بوسيلة دين أو دنيا‪ ،‬فأتوا‬
‫األوقات كما ونوعا‪ ،‬فتصبح جزءا من تلك األزمات والكوارث‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫باديا بوارهم عارية عوراتهم"‪ ،52‬ورغم أنه يشكل علينا فهم مضامين أوصاف‬
‫تعكسه كثرة تدخل المتصوفة ألن تدخلهم "يصبح آنذاك بديال ضروريا إلعادة‬ ‫ابن الخطيب‪ ،‬هذا األديب الالمع‪ ،‬إال أنه يمكننا أن نستجلي من سياق هذا الكالم‬
‫التوازن السياسي واالجتماعي"‪ ،47‬وإذا كان تدخل األولياء خالل األزمات‬ ‫و‪-‬على صعوبته ‪ -‬ما يفيد موضوعنا‪ ،‬وخاصة الجانب الخاص بانعدام األمن‬
‫عموما‪ ،‬ولحل أزمة الخوف وبعث األمن والطمأنينة في نفوس العامة إبان‬ ‫الذي ال شك أن اللصوصية كانت حاضرة ومساهمة فيه بشكل كبير‪ ،‬وما ينجم‬
‫األزمات بوجه خاص‪ ،‬وتدخلهم للحيلولة دون فضح عورات الناس على يد‬ ‫عن هذا االنفالت األمني من خوف تُسدّ على أثره السبل وتنعدم األسفار‪ ،‬كما‬
‫اللصوص بشكل أخص هنا ليس أوانه‪ ،‬فإنه يهمنا في هذا الصدد تسليط الضوء‬ ‫أن العابر لهذه المواضع المخوفة ال يعبرها إال عاري العورة‪ ،‬وأثر البوار باديا‬
‫على بعض الحاالت من السرقة التي استهدفت األثواب كيفما كان استعمالها‪،‬‬ ‫عليه‪ ،‬وهذا العراء والبوار ال يأتيه إالّ من لصوص محاربين‪ ،‬يسلبون‬
‫للكشف عن معاناة الناس أمام جرأة اللصوص والخوف من التجريد وما يعقبه‬ ‫ويجردون كل من مر بساحتهم‪.‬‬
‫من فضيحة خاصة إذا كان المرء ـ مع قلة األثواب‪ -‬ال يملك غير لباس واحد‪،‬‬ ‫وقد أكد لسان الدين بن الخطيب هذا الطرح‪ ،‬عندما نظم أبياتا من الشعر‬
‫ثم يصعب تدبير اللباس في ظل تلك الظروف‪.‬‬ ‫تصف لباس هؤالء الخائفين العابرين طرق مكناسة وضواحيها فقال‪" :‬وفي‬
‫معاناة المجتمع من لصوصية اللباس ببالد المغرب الوسيط‬ ‫‪-3‬‬ ‫ذلك صدرت عني مقطوعة في غرض التورية استملحها الناس يومئذ وهي‬
‫تطلعنا العديد من المصادر على أحداث تتعلق بمعاناة المسافرين والناس‬ ‫قولي‪:‬‬
‫عم وما على إثر تجريدهم من لباسهم على يد اللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬حتى‬ ‫مكناسة حُشرت بـها زمر العدا \\‪ //‬فهدى بري ٍد فيه أ ْل ُ‬
‫ف َم ِريـــ ِد‬
‫أطلق عليها األستاذ عبد األحد السبتي "عادة نزع اللباس في سياق قطع‬ ‫من واصل للجوع ال لـرياضة \\‪ //‬أو البس للصوف غير ُم ِريــــ ِد‬
‫للطريق‪ ، "48‬وهي مسألة متواترة الرواية‪ ،‬تحفل بها كتب المؤرخين‬ ‫‪53‬‬
‫فإذا سلكت طريقها متصوفا \\‪ //‬فابني السلوك بها على التجريد"‬
‫والرحاالت والمناقب والنوازل‪ ،‬فصارت تروى عند الرحالة والمتصوفة‬
‫كأجزاء م ن سيرهم الذاتية‪ ،‬فهي عند الرحالة أو الجغرافيين تعبير عن مدى‬
‫الخوف والمعاناة والمخاطر المحدقة التي كانت تلف أسفارهم ورحالتهم‪ ،‬أما‬ ‫ويالحظ من خالل البيت األخير كيف استعار ابن الخطيب بعض األلفاظ التي‬
‫عند المتصوفة فتقدم تجاربهم مع اللصوص الذين يجرؤون على نزع ثياب‬ ‫تنتمي إلى معجم التصوف‪ ،‬مثل السلوك والطريقة والتجريد‪ ،54‬وهو ما كان‬
‫الولي الصالح ومن تم كشف عورته كواحدة من المحرمات التي ال تغتفر‪،‬‬ ‫يقصد بتلك األلفاظ ما تحمله من معاني الزهد وترك ملذات الحياة والتصوف‪،‬‬
‫ولهذا غالبا ما يكون العقاب الذي يناله اللص على يد الولي شديدا‪ ،49‬كما أن‬ ‫صة من‬ ‫وإنما هي كناية عن الحال التي أصبح عليها كل وارد لهذه البقاع ال ُم ِل ّ‬
‫كل التجارب التي تعرضها كتب المناقب في سياق نزع الثياب من طرف‬ ‫لباس الصوف الخشن واألسمال المرقعة‪ ،‬بل وحتى التجرد من الثياب نهائيا‪،‬‬
‫اللصوص‪ ،‬تنتهي لصالح المتصوفة أي لصالح الكرامة وما ترمز إليه من‬ ‫ناهيك عن الجوع المتواصل‪ ،‬ليس زهدا ولكن بسبب ما يتعرضون له على يد‬
‫خير‪ ،‬وخيبة واندحار اللصوصية‪ ،‬وما ترمز إليه من ظلم وشر‪ ،‬وبالتالي‬ ‫من سماهم ابن الخطيب "بزمر العدا"‪ ،‬وقدرهم بألف َمريد‪ ،‬ويكفي أن نعرف‬
‫انتصار الخير على الشر‪ ،‬وكان ذيوع تلك الكرامات بين الناس يساهم في‬ ‫أن المريد في لغة العرب تعني المتمرد الخارج عن الطاعة‪ ،55‬لنصفهم‬
‫سرعة تصديق العامة لها بل حتى اإليمان بها"‪ ،50‬مما كان يبعث في النفوس‬ ‫باللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬وقد سبقنا إلى هذا الوصف من هو أفضل وأعلم‬

‫‪ - 44‬البادسي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.149 -148 .‬‬ ‫‪ - 50‬بوتشيش‪ ،‬القادري إبراهيم‪ ،‬المغرب واألندلس في عصر المرابطين‪،‬‬
‫‪ - 45‬ومن الحاالت التي توحي بأن المسألة أصبحت في بعض المناطق مشهدا‬ ‫المجتمع‪ ،‬الذهنيات‪ ،‬األولياء‪ ،‬دارالطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1993 ،1‬م‪ ،‬ص‪111 .‬‬
‫مألوفا قوله‪ :‬كان" اللصوص خارج القرية مرتقبين من يمر بهم فيجردونه من‬ ‫‪ - 51‬ن م‪ ،‬ص‪148 .‬‬
‫ثيابه"‪ ،‬وكذلك قصة األعراب الذين جردوا المصلين‪ ،‬من الحاالت التي تتعلق‬ ‫‪ - 52‬ابن الخطيب‪ ،‬لسان الدين‪ ،‬نفاضة الجراب في عاللة االغتراب‪ ،‬تحقيق‬
‫بتجريد اللصوص للسكان من ثيابهم‪ ،‬التشوف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪،361 ،309 ،103 .‬‬ ‫وتعليق أحمد مختار العبادي‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة‬
‫‪.393 ،383‬‬ ‫‪1985‬م‪ ،‬ص‪ ،328 .‬وال َمريد‪ :‬هو المتمرد الخارج عن الطاعة‪.‬‬
‫‪ - 46‬بوتشيش‪ ،‬المغرب واألندلس‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.125 .‬‬ ‫‪ - 53‬ابن الخطيب‪ ،‬نفسه‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪328 .‬‬
‫‪ - 47‬ن م‪ ،‬ص‪.126 -125 .‬‬ ‫‪ - 54‬الرجوع إلى الحاالت التي تجردت من ثيابها وساحت في األرض‬
‫‪ - 48‬السبتي عبد األحد‪ ،‬بين الزطاط وقاطع الطريق أمن الطرق في مغرب ما‬ ‫بالمرقعات تبتغي سلوك المريدين ومنهاج السالكين‪ .‬أنظر البادسي‪ ،‬المقصد‬
‫قبل االستعمار‪ ،‬دار توبيقال للنشر‪ ،‬ط ‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص‪165 .‬‬ ‫الشريف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ .24 .‬التشوف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.378 ،370 .‬‬
‫‪ - 49‬من نماذج العقوبات التي أنزلها المتصوفة باللصوص في هذا النوع من‬ ‫‪ - 55‬ابن الخطيب‪ ،‬النفاضة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪328 .‬‬
‫السرقات‪ ،‬يذكر ابن الزيات‪ ،‬لصا " ُجنّ وبقي أياما يصرع ويخنق نفسه المرة‬
‫بعد المرة"‪ ،‬التشوف‪ ،‬ص‪ ،288 .‬و"لص اختطفه األسد" ن م‪ ،‬ص‪.103 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 57‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫منا بلغة ابن الخطيب‪ ،‬وحال بالد المغرب خالل فترة لجوئه إليه‪ ،‬وهو‬ ‫اللصوص أن يسلبوا هذا الرجل وحده دون غيره‪ ،‬وهم على مرقب من المدينة‬
‫"المقري" الذي ذكر نفس األبيات مع اختالف بسيط في البيت األخير حيث‬ ‫ليس لهم شغل سوى انتهاز الفرصة في الواردين عليها أو الخارجين منها من‬
‫استبدل كلمة "فابني" بكلمة "فانو" فصار البيت على الشكل التالي‪:‬‬ ‫السكان والمسافرين‪ ،‬كما أن هذه الحالة وإن وجدت حاالت أخرى تشبهها‪،‬‬
‫فإذا سلكت طريقها متصوفا \\‪ //‬فانو السلوك بها على التجريد‪.‬‬ ‫فهي تعكس ما قلناه من معاناة هؤالء الضحايا بعد تعرضهم للسرقة والتجريد‪،‬‬
‫خاصة وأنهم سلبوه أثمن ما عنده وهو الفرس الذي ال يوجد في ملكيته بل هو‬
‫وهذا ال يغير المعنى الذي أراد ابن الخطيب بل يؤكده‪ ،‬إذ أن النية هي البناء‪،‬‬
‫مستعار‪ ،‬واألثواب وهي أعز ما يملك‪ ،‬وال نستبعد أن يكون في جملتها ما هو‬
‫لكن األهم من هذا كله هو وصف المقري صراحة لهؤالء المعتدين في مكناسة‪،‬‬
‫مستعار أيضا‪ ،‬ذلك أن الرجل أراد أن يظهر أمام زوجته وعياله بعد طول‬
‫المنت زعين من الناس لباسهم‪ ،‬بكونهم لصوصا وقطاع طرق حيث قال‪" :‬على‬
‫غياب بمظهر الشموخ والعزة‪ ،‬فانقلب حاله على يد هؤالء اللصوص إلى‬
‫أن ضواحيها [مكناسة] كانت في زمان لسان الدين مأوى للمحاربين‬
‫مظهر اإلفالس واالحتقار والذلة‪.‬‬
‫واللصوص‪ ،‬ومثوى لألعراب الذين أعضل داؤهم بأقطار المغرب على‬
‫العموم والخصوص"‪.56‬‬ ‫وباإلضافة إلى كون اللصوص كانوا ال يرحمون فقيرا أو غنيا إذ تعلق‬
‫األمر بسرقة اللباس‪ ،‬فإنهم لم يكونوا يوقرون شيخا وال مكان أو زمان عبادة‪،64‬‬
‫ومن الرحالة الذين كانت لهم حكايات مع اللصوص ومعاناة جراء نزع‬
‫وهذا الشيخ أبو حفص تصولي‪ 65‬يحكي عن كراماته‪ ،‬وصوالته وجوالته في‬
‫‪57‬‬
‫ثيابهم‪ ،‬هناك الحسن الوزان الذي تعرض للتجريد من ثيابه على يد اللصوص‬
‫تخطي شراك اللصوص المتربصين به وبغيره من أهل القرية لنزع ثيابهم‪،‬‬
‫خالل رحلته بين فاس وتافيالت‪ ،‬بل طالبوه بخلع حتى القميص رغم البرد‬
‫حيث كان كساء هذا الشيخ أبيضا يراه اللصوص رغم "ظالم الليل‪ ،‬فتبعوه‬
‫القارس آنذاك‪ ،‬ألن الرحلة كانت في شهر أكتوبر‪ ،‬وعملية التجريد هاته وقعت‬
‫وهم يجرون وال يدركونه‪ ،‬فدخل في المسجد‪ ،‬فقعدوا ينتظرونه عند باب‬
‫في مرتفعات األطلس الباردة‪ ،58‬كما يحكي الوزان عن معاناة كل المسافرين‬
‫المسجد وقالوا‪ :‬إذا خرج علينا أخذنا كساءه"‪ ،66‬ورغم أن الوقت وقت صالة‪،‬‬
‫الذين ال بد أن يجردوا من لباسهم على يد قطاع الطرق إذا مروا ببعض‬
‫والمكان مكان عبادة‪ ،‬والضحية شيخ تبدو عليه عالمات الوقار‪ ،‬من خالل‬
‫المواضع المخوفة‪ ،‬والتي مر بها في رحلته‪ ،‬وخاصة الطريق من المغرب إلى‬
‫كسائه األبيض وتعهده للمسجد ليال‪ ،‬فإن إصرار اللصوص على اقتراف‬
‫المشرق‪ ،‬حيث صادف في إفريقية جماعات ممن احترف قطع الطريق‬
‫جرمهم كان واضحا‪ ،‬يظهر ذلك من خالل مطاردتهم لهذا الشيخ والقعود له‬
‫مر بهم مسافر خرجوا وجردوه من المال‬ ‫"يتربصون في الكمائن‪ ،‬حتى إذا ّ‬ ‫بكل مرصد‪ ،‬حتى ولو كان باب مسجد ألخذ ثيابه‪ ،‬ومعلوم أن انتشار مثل هذه‬
‫والثياب"‪ ، 59‬ثم يتحدث عن جماعات من البدو والظاعنين في "الصحاري‬
‫األخبار في أوساط السكان كان يزرع الرعب في قلوبهم‪ ،‬وخاصة أولئك الذين‬
‫الواقعة بين بالد البربر ومصر[كانوا] يجردون كل غريب وقع بين أيديهم"‪،60‬‬
‫ال حول لهم وال قوة ـ وال كرامة ـ تنجيهم من قبضة اللصوص‪.‬‬
‫وهو السلوك نفسه الذي دأبت عليه جماعات اللصوص والمحاربين في‬
‫صحراء برقة‪ ،‬الذين "يجردون الحجاج المساكين وأبناء السبيل من ثيابهم"‪،61‬‬ ‫ومهما يكن من أسباب وراء تجريد اللصوص لضحاياهم فإنها أحداث واقعة‬
‫وإذا كان تجريد الحجاج والتجار والمسافرين في رحالتهم المختلفة على يد‬ ‫ال محالة‪ ،‬حيت تشير المصادر التاريخية منذ العصر الوسيط بصدد بعض‬
‫اللصوص وقطاع الطرق أحداث واقعة في تاريخ المغرب ال محالة‪ ،‬بحسب‬ ‫األحداث البارزة إلى ظاهرة تجريد العدو من لباسه‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ :‬نذكر‬
‫ما وصلنا من روايات ـ على قلتها وعلتها‪ -‬فإنها ت ُ ْنبئ بأهمية اللباس والحاجة‬ ‫أخبار "المشعلة" قرب فاس في سياق المعارك األولى التي دارت عند انطالق‬
‫إليه‪ ،‬وخاصة عند هذه الجماعات الهامشية‪ ،‬مما كان يلجئها إلى انتزاعه بالقوة‬ ‫بني مرين نحو االستيالء على الحكم‪ 67‬وذلك سنة ‪613‬هـ ‪1216/‬م‪ ،‬حين‬
‫من على أجساد الضحايا المسروقين‪ ،‬لكن تطلعنا في المقابل على مدى خوف‬ ‫انهزمت الحامية الموحدية بقيادة السيد أبي إبراهيم صاحب فاس‪ ،‬فعاد مغلوبا‬
‫المسافرين على لباسهم وعرضهم‪ ،‬ومعاناتهم في سبيل ستر سوءاتهم‪ ،‬مما‬ ‫إلى(المدينة) فاس وأصحابه عراة بين يديه‪ ،‬بعدما جردهم المرينيون من‬
‫يدعونا للتساؤل عن كيف كان ي ْكمل المسافر رحلته بعد تجريده من لباسه؟‬ ‫ثيابهم‪ ،‬فصاروا يخصفون عليهم من ورق النبات المعروف بالمشعلة‪ ،‬فسميت‬
‫وهل كان يكمل حقا تلك الرحلة أم يعود أدراجه إلى األهل والديار؟‬ ‫السنة سنة مشعلة‪ ، 68‬فصارت السنة والنبتة سيئتي الذكر عند المصامدة نظرا‬
‫لما تحمالنه في طياتهما من معاني الذل والهزيمة‪ ،‬وبالمقابل صار الحدث‬
‫ومن جملة تلك الحاالت أيضا نذكر ذاك التاجر الذي احترق متاعه في‬
‫مبعثا للفخر واالحتفال عند الزناتيين‪ ،‬وتبقى النقطة الفاصلة التي صنعت‬
‫قيسارية فاس‪ ،‬ففر إلى مراكش تاركا عياله وزوجته‪ ،‬وبعد أن استقر بمراكش‬
‫الحدث وجعلته تاريخيا هي نزع ثياب الجيش المنهزم‪ ،‬حتى سميت السنة بما‬
‫وامتهن حرفة الداللة بقيساريتها‪ ،‬ثم سمع أن زوجته وأوالده قد وصلوا من‬
‫يوحي إلى اللباس قبل الهزيمة أو االنتصار‪.‬‬
‫فاس إلى أغمات بحثا عنه‪ ،‬وهو في ذلك يقول مشتكيا ألحد األولياء‪:62‬‬
‫"فخرجت من مراكش ألتلقاهم‪ ،‬فاستعرت فرسا ألقاهم عليه فلقيني عبيد‬ ‫ويبدو أن عادة تجريد الناس من ثيابهم على يد األعداء واللصوص بوجه‬
‫فنزعوا مني الفرس‪ ،‬وسلبوني أثوابي وفروا"‪ ،63‬فمثل هذه األحداث ال بد أنها‬ ‫خاص استمرت بعد العصر الوسيط في بالدنا‪ ،‬ومن المشاهد الدالة على ذلك‬
‫كانت كثيرة في أحواز مراكش‪ ،‬إذ ال يمكن لهؤالء العبيد وغيرهم من‬ ‫ما تعرضه المصادر الحديثة ببالدنا وحتى المعاصرة من حاالت االعتداء‬

‫‪ - 56‬المقري‪ ،‬أحمد بن محمد التلمساني‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس‬ ‫‪ - 63‬ن م‪ ،‬ص‪393 .‬‬
‫الرطيب‪ ،‬ج ‪ ،6‬تح‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪214..‬‬ ‫‪ - 64‬تجريد المصلين من لباسهم‪ ،‬ابن الزيات‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪383 .‬‬
‫‪ - 57‬هم في األصل رجال مسؤولون عن تأمين القافلة‪ ،‬لكن تحولوا في بعض‬ ‫‪ - 65‬انظر ترجمته‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.309 -308 .‬‬
‫مضاييق جبال األطلس إلى لصوص حيث عزلوا الحسن الوزان عن القافلة‬ ‫‪ - 66‬ن م‪ ،‬ص‪ ،309 .‬انظر بقية القصة‪ ،‬ص‪ ،309 .‬وفيها من المغامرات‬
‫وجردوه من ثيابه بحتا عن الدنانير‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬م س‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪-73 .‬‬ ‫واإلكراهات الشيء الكثير‪ ،‬للتدليل على كرامات الشيخ من جهة وجرأة‬
‫‪.74‬‬ ‫اللصوص وإصرارهم من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ - 58‬الوزان‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪74-73 .‬‬ ‫‪ - 67‬عبد األحد السيتي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪26 .‬‬
‫‪ - 59‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪47 .‬‬ ‫‪ - 68‬ابن عذاري‪ ،‬م س‪ ،‬ق م‪ ،‬ص‪ ،266 .‬الناصري‪ ،‬أبو العباس أحمد بن‬
‫‪ - 60‬الوزان‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪65 .‬‬ ‫خالد‪ ،‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬الدولة المرينية‪ ،‬ج ‪ ،2‬تح‪،‬‬
‫‪ - 61‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪112 .‬‬ ‫جعفر الناصري ومحمد الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪ - 62‬هو أبو علي حسن بن عبد هللا األندلسي المعروف بابن يابو من أهل أغمات‬ ‫‪1418‬هـ‪1997/‬م‪ ،‬ص‪.227 .‬‬
‫وريكة وبها مات عام‪604‬هـ‪ ،‬ابن الزيات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪392 .‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 58‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫المتشابهة‪ ،‬مثل تعرض الشيخ عبد هللا الكوشي‪ 69‬للقتل على يد لصوص أنجاد‪،‬‬ ‫ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في‬ ‫‪-‬‬
‫بعد نزع مالبسه وذلك سنة ‪960‬هـ‪1553-1552/‬م‪ ،70‬وهو نفس المصير الذي‬ ‫أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ ،‬مراجعة عبد الوهاب بن منصور‪،‬‬
‫لقيه عبد القادر الفاسي‪ 71‬ورفاقه على يد عصابة سنة ‪1091‬هـ ‪1680/‬م‪ ،‬وذلك‬ ‫المطبعة الملكية بالرباط‪ ،‬ط ‪ 1420 ،2‬هـ‪1999 /‬م‬
‫على بعد نحو مرحلة من فاس‪ 72‬وكذلك يؤكد شارل دوفوكو على استمرار‬ ‫ابن تيمية تقي الدين‪ ،‬السياسية الشرعية في إصالح الراعي‬ ‫‪-‬‬
‫وترسخ هذه العادة عند أولئك الممتهنين للصوصية وقطع الطريق في بالد‬ ‫والرعية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪1969 ،‬‬
‫المغرب حتى نهاية القرن التاسع عشر(‪19‬م)‪ ،‬وذلك في أكثر من موضع مر‬
‫ابن تجالت أبو عبد هللا‪ ،‬إثمد العينين ونزهة الناظرين في مناقب‬ ‫‪-‬‬
‫به في رحلته ببالدنا‪.73‬‬
‫األخوين‪ ،‬ج ‪ ، 2‬تح‪ ،‬محمد رابطة الدين‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫التاريخ‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪1986 ،‬م‬
‫خالصة‬ ‫ابن خلدون ‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب‬ ‫‪-‬‬
‫وهكذا كان فعل المحاربين واللصوص يجمع بين سرقة المال كيفما كان‬ ‫والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪ ،‬م ‪ ،6‬دار الكتاب‬
‫نوعه وحجمه والعنف مع ما عرف عند فقهاء العصر في أحكامهم ونوازلهم‬ ‫اللبناني‪ ،‬مكتبة المدرسة‪ ،‬بيروت لبنان‪1983 ،‬م‬
‫بحوادث التدمية‪ ،‬و"زيادة في السلب"‪ 74‬كما قال العوام في أمثالهم‪ ،‬ومبالغة‬ ‫ابن الخطيب‪ ،‬لسان الدين‪ ،‬نفاضة الجراب في عاللة االغتراب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫في العنف الرمزي والنكاية‪ ،‬كان المسافر بعد كل هذا يجرد من ثيابه‪ ،‬حتى‬ ‫تحقيق وتعليق أحمد مختار العبادي‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة‬
‫صار هذا الفعل األخير يطلق عند الناس‪ ،‬واستمر ذلك إلى عصرنا الحالي‪،‬‬ ‫‪1985‬م‬
‫على كل أفعال السرقة‪ ،‬فتسمع بين الفينة واألخرى عند أهل المغرب عبارة‬ ‫ابن الزيات‪ ،‬أبو يعقوب يوسف بن يحيى التاديلي‪ ،‬التشوف إلى‬ ‫‪-‬‬
‫"عراوه أو كشطوه" اللصوص‪ ،‬كناية عن‬ ‫ّ‬ ‫متداولة بلغتهم الدارجة؛ أن فالن‬ ‫رجال التصوف ‪ ،‬تح أحمد التوفيق‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‬
‫تعرضه لعملية سرقة ونهب استأصلت ماله وحاله‪ ،‬وبذلك صار الجزء يطلق‬ ‫‪1997 ،2‬م‬
‫على الكل‪ ،‬مما يدل على ترسخ هذا الفعل في أذهان المغاربة جيال بعد جيل‪،‬‬
‫وذلك القتران عملية السرقة وقطع الطرق غالبا بتجريد الضحايا المسروقين‬ ‫ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم‪ ،‬تبصرة الحكام في‬ ‫‪-‬‬
‫من ثيابهم حتى أصبحت عادة‪.‬‬ ‫أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬ج ‪ ،2‬خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب‬
‫حواشيه‪ ،‬الشيخ جمال عشلي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫مما يؤكد أن لصوصية األمس ال تختلف عن لصوصية اليوم‪ ،‬سواء من‬ ‫‪1416‬هـ‪1995/‬م‬
‫حيث عوامله ا المسببة‪ ،‬أو تجلياتها الظاهرة‪ ،‬أو آثارها المادية والنفسية على‬
‫الفرد والمجتمع‪ ،‬وأن الحاجة إلى ضروريات الحياة إن لم تُسد بطرقها‬ ‫ابن عبد الملك ‪ ،‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشروعة التي تضمن للناس كرامتهم وتحفظ للمجتمع ماء وجهه‪ ،‬فإنها ال بد‬ ‫محمد بن شريفة‪ ،‬مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية‪ ،1984 ،‬س‪ ،8 .‬ق‪.‬‬
‫صل بطرق الكسب غير المشروعة من طرف كل من استطاع إلى ذلك‬ ‫أن تُح ّ‬ ‫ابن عسكر‪ ،‬محمد الشفشاوني‪ ،‬دوحة الناشر لمحاسن من كان‬ ‫‪-‬‬
‫سبيال‪ ،‬ولذلك فإن حسم الداء يكون باستئصال جدوره‪ ،‬وليس عبر مسكنات‬ ‫بالمغرب من مشايخ القرن العاشر ‪ ،‬تح‪ ،‬محمد حجي‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المغرب‬
‫ظرفية في الزمان والمكان‪ ،‬أي أن القضاء على ما يكدر صفو الحياة اإلنسانية‬ ‫للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬الرباط‪1977 ،‬م‬
‫بكف الفقراء والمهمشين‬‫ّ‬ ‫وأمن وسالمة وطمأنينة المجتمع ال يتأتى إال‬ ‫ابن عذاري المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس‬ ‫‪-‬‬
‫والمعدمين وذوي الجرأة على حدود الشرع والعرف عبر توفير سبل العيش‬ ‫والمغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬تح محمد إبراهيم الكتاني ـ محمد بن تاويت ـ محمد‬
‫الكريم والقضاء على مظاهر التفاوت االجتماعي الصارخ‪.‬‬ ‫زنيبر ـ عبد القادر زمامة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1406‬هـ‪1985 /‬م‬
‫ببليوغرافيا‬ ‫ابن منظور أبي الفضل جمال الدين‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬المجلد السابع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المصادر‬ ‫دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ت‪.‬‬
‫البادسي عبد الحق‪ ،‬المقصد الشريف والمنزع اللطيف‪ ،‬في‬ ‫‪-‬‬
‫التعريف بصلحاء الريف‪ ،‬تح سعيد أحمد أعراب‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪1982‬‬

‫‪ - 69‬أنظر ترجمته‪ ،‬ابن عسكر‪ ،‬محمد الشفشاوني‪ ،‬دوحة الناشر لمحاسن من‬ ‫وكذلك حين حديثه عن قبيلة إدا وبالل في منطقة درعة جنوب المغرب‪ ،‬والتي‬
‫كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر‪ ،‬تح‪ ،‬محمد حجي‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المغرب‬ ‫كان نشاطها يزاوج بين حماية القوافل تارة‪ ،‬ونهبها تارة أخرى‪ ،‬حسب روايته‪،‬‬
‫للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬الرباط‪1977 ،‬م‪ ،‬ص‪.111-110 .‬‬ ‫وصف لنا كيف كان فرسان هذه القبيلة يخرجون كل يوم لالستطالع‬
‫‪ - 70‬الكتاني‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن جعفر‪ ،‬سلوة األنفاس ومحادثة األكياس بمن‬ ‫والتجسس‪ ،‬فإذا رأى أحدهم مسافرين أو قافلة سارع إلى إخبار بقية المقاتلين‬
‫أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس‪ ،‬ج‪ ،2‬تح‪ ،‬محمد حمزة بن علي الكتاني‪،‬‬ ‫لمالحقتها‪ ،‬فيستولون على السلع‪ ،‬ويسلبون الرجال ويجردونهم من لباسهم‪ ،‬ثم‬
‫ط ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،327 .‬ابن عسكر‪ ،‬ن م‪ ،‬ص‪.‬‬ ‫يطلق سراحهم على شرط‪ ،‬وهو أن يكون هؤالء الضحايا إما يهودا‪ ،‬أو من‬
‫‪،111-110‬‬ ‫مناطق بعيدة أو ضعيفة‪ ،‬أما إذا كانوا عكس ذلك أو من قبيلة قريبة وقوية‬
‫‪ - 71‬أنظر ترجمته عند الكتاني‪ ،‬ن م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.310 .‬‬ ‫يخشى انتقامها وردّ فعلها‪ ،‬فكانوا يقتلون مباشرة بعد تجريدهم‪ ،‬وذلك كي ال‬
‫‪ - 72‬ن م‪ ،‬ن ص‪.‬‬ ‫ينتشر الخبر ويفتضح أمرهم‪.‬‬
‫‪ - 73‬يتحدث شارل دوفوكو عن تجريد المسافرين وأصحاب البريد من ثيابهم‪،‬‬ ‫‪FOUCAULD, Ibid, pp. 154-157.‬‬
‫بل وحتى طلبة القرآن‪ ،‬شمال المغرب في الطريق بين مدينتي تطوان وفاس‪.‬‬ ‫‪ -74‬الزجالي‪ ،‬أمثال العوام‪ ،‬م س‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪231 .‬‬
‫‪4 .FOUCAULD, op.cit, p 1‬‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 59‬‬


‫‪Mustapha and Youness‬‬ ‫‪International Journal of Advanced Engineering Research and Science, 10(10)-2023‬‬

‫الخويي‪ ،‬أبو يعقوب يوسف بن طاهر‪ ،‬فرائد الخرائد في األمثال ‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فتحة محمد ‪ ،‬النوازل الفقهية والمجتمع‪ ،‬أبحاث في تاريخ الغرب‬ ‫‪-‬‬
‫معجم في األمثال والحكم النترية والشعرية‪ ،‬تح‪ ،‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬دار‬ ‫اإلسالمي من القرن ‪ 6‬إلى ‪ 9‬هـ ‪ 12 /‬ـ ‪15‬م‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪،‬‬
‫النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪1999‬م‪ .‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية‬
‫السقطي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أبي محمد‪ ،‬رسالة في آداب الحسبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫نشر ليفي بروفنسال‪ ،‬مكتبة إرنيست‪ ،‬باريس‪ ،‬المؤسسة المغربية للدراسات‬ ‫أحمد عزاوي‪ ،‬مختصر في تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫العليا‬ ‫ربا نيت‪ ،‬ط ‪1433 ،3‬هـ ‪2012 /‬م‬
‫الصومعي أحمد التادلي‪ ،‬المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى‪ ،‬تح‬ ‫‪-‬‬ ‫حسين مؤنس‪ ،‬فتح العرب للمغرب‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‬ ‫‪-‬‬
‫علي الجاوي‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪1996 ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪FOUCAULD,‬‬ ‫‪Vicomte‬‬ ‫‪Charles‬‬ ‫‪de,‬‬
‫الكتاني‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن جعفر‪ ،‬سلوة األنفاس ومحادثة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Reconnaissance au Maroc,1883-1884, Challamel et CIE,‬‬
‫األكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس‪ ،‬ج‪ ،2‬تح‪ ،‬محمد حمزة‬ ‫‪Éditeurs, Librairie Coloniale, Paris, 1888, 2 vols‬‬
‫بن علي الكتاني‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪2004 ،‬م‬ ‫‪-‬‬ ‫‪F. BRAUDEL, La méditerranée et le monde‬‬
‫الماوردي أبو الحسن بن محمد‪ ،‬األحكام السلطانية والواليات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪méditerranéen à l’époque de Philipe 2, 2t, Armand‬‬
‫الدينية ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1978 ،‬‬ ‫‪Coline, Paris, 1970‬‬
‫المقري‪ ،‬أحمد بن محمد التلمساني‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Tàhir as Sadafi, As sirr al Masùn Fi Ma Ukrima‬‬
‫الرطيب‪ ،‬ج ‪ ،6‬تح‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‬ ‫‪Bihi al-Muhlisun, Edition critique et analyse, Halima‬‬
‫الزجالي‪ ،‬أبو يحيى عبد هللا بن أحمد القرطبي‪ ،‬أمثال العوام في‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Ferhat, DAR AL-GHARB AL-ISLAMI, Beyrouth, 1998.‬‬
‫األندلس‪ ،‬ج ‪ ، 2‬تح‪ ،‬محمد بن شريفة‪ ،‬منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون‬
‫الثقافية والتعليم األصلي‪ ،‬د ت‬
‫الناصري‪ ،‬أبو العباس أحمد بن خالد‪ ،‬االستقصا ألخبار دول‬ ‫‪-‬‬
‫المغرب األقصى‪ ،‬الدولة المرينية‪ ،‬ج ‪ ،2‬تح‪ ،‬جعفر الناصري ومحمد‬
‫الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1418 ،‬هـ‪1997/‬م‬
‫الوزان‪ ،‬الحسن بن محمد الفاسي‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1،‬ترجمة‬ ‫‪-‬‬
‫محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪1983‬م‬
‫الونشريسي‪ ،‬أحمد بن يحيى‪ ،‬المعيار المعرب والجامع المغرب‬ ‫‪-‬‬
‫عن فتاوى علماء إفريقية واألندلس والمغرب‪ ،‬ج ‪ ،11 ،9 ،8 ،6‬إشراف محمد‬
‫حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1981 ،1‬م‬

‫المراجع‬
‫أحمد المحمودي‪ ،‬عامة المغرب‪ ،‬م س‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪ 1999 ،‬ـ ‪2000‬م‪.‬‬
‫إسماعيل محمود‪ ،‬المهمشون في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬رؤية للنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬المكتبة الوطنية للمملكة الوطنية‪2004 ،‬‬
‫السبتي عبد األحد‪ ،‬بين الزطاط وقاطع الطريق أمن الطرق في‬ ‫‪-‬‬
‫مغرب ما قبل االستعمار‪ ،‬دار توبيقال للنشر‪ ،‬ط ‪2009 ،1‬م‬
‫بوتشيش‪ ،‬القادري إبراهيم‪ ،‬المغرب واألندلس في عصر‬ ‫‪-‬‬
‫المرابطين‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الذهنيات‪ ،‬األولياء‪ ،‬دارالطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1993 ،1‬م‪.‬‬
‫الحياة االجتماعية في المغرب واألندلس خالل عصر المرابطين‪ ،‬دار‬
‫الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1998 ،1‬م‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬مكناس‪،‬‬
‫السنة الجامعية‪ 1990 ،‬ـ ‪1991‬م‪.‬‬
‫طريفي محمد نبيل‪ ،‬ديوان اللصوص في العصر الجاهلي‬ ‫‪-‬‬
‫واإلسالمي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪1990 ،‬‬
‫مصطفى نشاط‪ ،‬جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة بالمغرب‬ ‫‪-‬‬
‫الوسيط‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬منشورات الزمن‪2006 ،‬م‬

‫‪www.ijaers.com‬‬ ‫‪Page | 60‬‬

You might also like